-
اقتدِ بتواضع يسوع وحنانهبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ
«اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». — ١ بط ٢:٢١.
١ لِمَ يُقَرِّبُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ إِلَى يَهْوَهَ؟
نَحْنُ عَادَةً نَتَمَثَّلُ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نُعْجَبُ بِشَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. وَمِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ، لَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ أَجْدَرُ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ. وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». (يو ١٤:٩) فَيَسُوعُ يَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا بِحَيْثُ إِنَّ رُؤْيَةَ ٱلِٱبْنِ هِيَ بِمَثَابَةِ رُؤْيَةِ ٱلْآبِ. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ، نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ، أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ. فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ عَظِيمٍ!
٢، ٣ (أ) لِمَاذَا ضَمَّنَ يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ صُورَةً وَاضِحَةً لِٱبْنِهِ، وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَانَا نَعْرِفُ شَخْصِيَّةَ يَسُوعَ؟ اَلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تَرْسُمُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً لِيَسُوعَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُرِيدُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِٱبْنِهِ لِنَتَمَثَّلَ بِهِ. (اقرأ ١ بطرس ٢:٢١.) وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُشَبَّهُ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ ‹بِٱلْخُطُوَاتِ›، أَوْ آثَارِ ٱلْأَقْدَامِ. فَكَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ يَقُولُ لَنَا أَنْ نَمْشِيَ خَلْفَ يَسُوعَ وَنَجْعَلَ خُطُوَاتِنَا تَتَطَابَقُ مَعَ خُطُوَاتِهِ. طَبْعًا، تَرَكَ يَسُوعُ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا وَنَحْنُ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلْكَمَالِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ، بَلْ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلتَّمَثُّلِ بِٱبْنِهِ عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَحُ لَنَا نَقْصُنَا ٱلْبَشَرِيُّ.
٣ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَحَنَانِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَكَلَّمُ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَتَمْيِيزِهِ. وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلِّ صِفَةٍ، سَنُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا؟ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟
اَلتَّوَاضُعُ
٤ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟
٤ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلْغُرُورِ، يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ دَلَالَةٌ عَلَى ٱلضُّعْفِ أَوْ عَدَمِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ. فَإِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ يَتَطَلَّبُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلشَّجَاعَةَ. فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟ يُعَرَّفُ ٱلتَّوَاضُعُ أَنَّهُ «عَدَمُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلتَّعَاظُمِ». وَهُوَ مَوْقِفٌ عَقْلِيٌّ يَبْدَأُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَنْظُرُ بِهَا إِلَى أَنْفُسِنَا. (في ٢:٣) يَذْكُرُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «اَلتَّوَاضُعُ هُوَ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ نَحْنُ وَضِيعُونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ». وَإِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَوَاضِعِينَ، نَكُونُ مُتَحَفِّظِينَ فِي تَقْدِيرِ أَنْفُسِنَا وَلَا نَتَرَفَّعُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. (رو ١٢:٣) صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ، وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ إِنْ تَأَمَّلْنَا فِي مَكَانَتِنَا أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱتَّبَعْنَا خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ.
٥، ٦ (أ) مَنْ هُوَ مِيخَائِيلُ رَئِيسُ ٱلْمَلَائِكَةِ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ مِيخَائِيلُ عَنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ؟
٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ؟ لِٱبْنِ ٱللّٰهِ سِجِلٌّ طَوِيلٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ، سَوَاءٌ كَمَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ قَدِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي تَحَلَّى بِهِ يَسُوعُ. لَقَدْ أَعْطَى يَهُوذَا مِثَالًا عَنْ تَوَاضُعِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرأ يهوذا ٩.) فَبِصِفَتِهِ مِيخَائِيلَ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ، «خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُجَادِلًا إِيَّاهُ حَوْلَ جَسَدِ مُوسَى». تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ، دَفَنَهُ يَهْوَهُ فِي مَكَانٍ مَجْهُولٍ. (تث ٣٤:٥، ٦) وَرُبَّمَا أَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ جُثَّةَ مُوسَى لِيُرَوِّجَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْبَاطِلَةَ. لٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ هَدَفِهِ ٱلْخَبِيثِ، ٱتَّخَذَ يَسُوعُ مَوْقِفًا شُجَاعًا. يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّتَيْنِ ٱلْمَنْقُولَتَيْنِ إِلَى «خَاصَمَ» وَ «مُجَادِلًا» «تُسْتَخْدَمَانِ أَيْضًا فِي ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةِ» وَقَدْ تَدُلَّانِ أَنَّ «مِيخَائِيلَ ‹ٱعْتَرَضَ عَلَى حَقِّ إِبْلِيسَ› فِي أَخْذِ جَسَدِ مُوسَى». عَلَى أَنَّ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ أَدْرَكَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَدِينَ ٱلشَّيْطَانَ. فَأَحَالَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلدَّيَّانِ ٱلْأَسْمَى، يَهْوَهَ. وَبِذٰلِكَ، لَمْ يَتَعَدَّ صَلَاحِيَّاتِهِ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ. فَيَا لَمَوْقِفِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ!
٧ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُتَوَاضِعًا بِكَلَامِهِ وَأَعْمَالِهِ؟
٧ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ ٱلْحَقِيقِيَّ قَوْلًا وَعَمَلًا خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. فَهُوَ بِكَلَامِهِ لَمْ يَجْذِبِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى نَفْسِهِ، بَلْ جَلَبَ كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِأَبِيهِ. (مر ١٠:١٧، ١٨؛ يو ٧:١٦) وَلَمْ يُكَلِّمْ تَلَامِيذَهُ يَوْمًا بِتَعَالٍ أَوْ يَجْعَلْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَدْنَى مِنْهُ شَأْنًا، بَلْ أَكْرَمَهُمْ بِمَدْحِهِمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ وَبِتَعْبِيرِهِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِهِمْ. (لو ٢٢:٣١، ٣٢؛ يو ١:٤٧) وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي أَعْمَالِهِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يَعِيشَ عِيشَةً مُتَوَاضِعَةً لَا تُعِيقُهَا ٱلْمُمْتَلَكَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ ٱلْكَثِيرَةُ. (مت ٨:٢٠) حَتَّى إِنَّهُ أَنْجَزَ أَدْنَى ٱلْأَعْمَالِ. (يو ١٣:٣-١٥) كَمَا أَظْهَرَ بِٱلطَّاعَةِ تَوَاضُعًا لَا مَثِيلَ لَهُ. (اقرأ فيلبي ٢:٥-٨.) فَبِخِلَافِ ٱلنَّاسِ ٱلْمُتَعَجْرِفِينَ ٱلَّذِينَ يَأْبَوْنَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ، خَضَعَ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». أَفَلَيْسَ وَاضِحًا أَنَّ يَسُوعَ، ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، كَانَ «مُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ»؟ — مت ١١:٢٩.
اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ
٨، ٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟
٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟ يَمْنَعُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُتَوَاضِعُ مِنْ تَخَطِّي صَلَاحِيَّاتِنَا. فَإِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّ ٱلدَّيْنُونَةَ لَيْسَتْ لَنَا، لَا نُسَارِعُ إِلَى ٱنْتِقَادِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى أَخْطَائِهِمْ أَوِ ٱلتَّشْكِيكِ فِي دَوَافِعِهِمْ. (لو ٦:٣٧؛ يع ٤:١٢) كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَلَّا نَكُونَ ‹أَبْرَارًا بِإِفْرَاطٍ›، نَاظِرِينَ نَظْرَةً فَوْقِيَّةً إِلَى مَنْ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَقْدِرَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا. (جا ٧:١٦) وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ يَتَصَرَّفُونَ كَأَصْغَرَ ‹مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›. — في ٢:٣؛ لو ٩:٤٨.
٩ تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ و. ج. ثُورْنَ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا مُنْذُ ١٨٩٤. فَبَعْدَمَا أَمْضَى سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ، دُعِيَ إِلَى مَزْرَعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ شَمَالِيَّ وِلَايَةِ نْيُويُورْك وَعَمِلَ فِي قُنِّ ٱلدَّجَاجِ. عَبَّرَ قَائِلًا: «كُلَّمَا حَسِبْتُ أَنَّنِي رَفِيعُ ٱلْقَدْرِ، ٱنْزَوَيْتُ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، وَقُلْتُ: ‹أَنْتَ يَا ذَرَّةَ غُبَارٍ صَغِيرَةً. مَاذَا لَدَيْكَ لِتَفْتَخِرَ بِهِ؟›». (اقرأ اشعيا ٤٠:١٢-١٥.) فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ!
١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا أَنَّنَا مُتَوَاضِعُونَ؟
١٠ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي كَلَامِنَا؟ إِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ، يَنْعَكِسُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي أَقْوَالِنَا. (لو ٦:٤٥) فَلَا يَكُونُ تَرْكِيزُنَا فِي مُحَادَثَاتِنَا عَلَى إِنْجَازَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا، بَلْ نَبْحَثُ عَنْ حَسَنَاتِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَنَمْدَحُهُمْ عَلَى صِفَاتِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَإِنْجَازَاتِهِمْ. (ام ٢٧:٢؛ ام ١٥:٢٣) أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَعْمَالِنَا، فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ، بَلْ يُفَضِّلُونَ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً بَسِيطَةً، حَتَّى أَنْ يَقُومُوا بِمَا قَدْ يَعُدُّهُ ٱلْعَالَمُ عَمَلًا وَضِيعًا بِهَدَفِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. (١ تي ٦:٦، ٨) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ نَكُونُ طَائِعِينَ. فَيَلْزَمُنَا ٱتِّضَاعُ ٱلْعَقْلِ ‹لِنُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ› فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلِنَقْبَلَ وَنَتْبَعَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي نَتَلَقَّاهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. — عب ١٣:١٧.
اَلْحَنَانُ
١١ مَا هُوَ ٱلْحَنَانُ؟
١١ يُعَرَّفُ ٱلْحَنَانُ أَنَّهُ «شُعُورٌ رَقِيقٌ بِٱلْعَطْفِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّفَقَةِ». وَهُوَ بِٱلتَّالِي أَحَدُ أَوْجُهِ ٱلْمَحَبَّةِ وَمُرَادِفٌ لِأَرَقِّ مَشَاعِرِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. (لو ١:٧٨؛ ٢ كو ١:٣؛ في ١:٨) يُعَلِّقُ قَامُوسٌ تَفْسِيرِيٌّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى دَعْوَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ، قَائِلًا: «لَيْسَتْ مُجَرَّدَ دَعْوَةٍ أَنْ نَشْعُرَ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ وَنَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ. إِنَّمَا هِيَ دَعْوَةٌ أَنْ يَكُونَ ٱهْتِمَامُنَا بِٱلْآخَرِينَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِحَيْثُ لَا نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي، بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ بِعَمَلٍ يُغَيِّرُ مَسَارَ حَيَاتِهِمْ وَيَمْنَحُهُمْ بِدَايَةً جَدِيدَةً». فَٱلْحَنَانُ قُوَّةٌ تَحُثُّ عَلَى ٱلْعَمَلِ، تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى تَرْكِ بَصْمَةٍ جَمِيلَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ.
١٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ شَعَرَ بِٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ، وَإِلَامَ دَفَعَتْهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟
١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَنَانِ؟ لَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْحَنَانَ شُعُورًا وَعَمَلًا. فَعِنْدَمَا رَأَى مَرْيَمَ وَمَنْ مَعَهَا يَبْكُونَ عَلَى أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ لِعَازَرَ، «ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ» أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ. (اقرأ يوحنا ١١:٣٢-٣٥.) ثُمَّ دَفَعَهُ شُعُورُهُ بِٱلشَّفَقَةِ أَوِ ٱلْحَنَانِ إِلَى إِقَامَةِ لِعَازَرَ، وَهُوَ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي حَمَلَهُ أَيْضًا عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ أَرْمَلَةِ نَايِينَ. (لو ٧:١١-١٥؛ يو ١١:٣٨-٤٤) وَهٰكَذَا أَتَاحَ أَمَامَ لِعَازَرَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. وَفِي مُنَاسَبَةٍ أَبْكَرَ، جَاءَ إِلَى يَسُوعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ، «فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ» وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً. (مر ٦:٣٤، ترجمة فاندايك) وَكَمْ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعَالِيمِهِ! وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ. فَقَدْ دَفَعَهُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِمُسَاعَدَةِ غَيْرِهِ. — مت ١٥:٣٢-٣٨؛ ٢٠:٢٩-٣٤؛ مر ١:٤٠-٤٢.
١٣ كَيْفَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِحَنَانٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٣ إِنَّ قَلْبَ يَسُوعَ ٱلْمَلِيءَ بِٱلْحَنَانِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَظْلُومِينَ مِنْهُمْ. لِذٰلِكَ طَبَّقَ ٱلرَّسُولُ مَتَّى عَلَيْهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْقَائِلَةَ: «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ». (اش ٤٢:٣؛ مت ١٢:٢٠) فَقَدْ كَانَ كَلَامُهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ مَنْ هُمْ مِثْلُ قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةِ سِرَاجٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ. كَمَا كَرَزَ بِرِسَالَةِ رَجَاءٍ ‹لِيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ›. (اش ٦١:١) وَدَعَا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ» أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ، وَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ ‹سَيَجِدُونَ ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِهِمْ›. (مت ١١:٢٨-٣٠) وَأَكَّدَ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِحَنَانٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ عُبَّادِهِ، بِمَنْ فِيهِمِ «ٱلصِّغَارُ» ٱلَّذِينَ لَا يُبَالِي ٱلْعَالَمُ بِهِمْ. — مت ١٨:١٢-١٤؛ لو ١٢:٦، ٧.
اِقْتَدِ بِحَنَانِ يَسُوعَ
١٤ كَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟ أَوَّلًا بِمَشَاعِرِنَا. حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ قَادِرِينَ بِٱلْفِطْرَةِ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ، يَحُضُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَتِهَا. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ» جُزْءٌ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَلْبَسَهَا جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (اقرأ كولوسي ٣:٩، ١٠، ١٢.) فَكَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟ لِيَكُنْ قَلْبُكَ مُتَّسِعًا. (٢ كو ٦:١١-١٣) أَصْغِ بِٱنْتِبَاهٍ عِنْدَمَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ عَنْ مَشَاعِرِهِ وَهُمُومِهِ. (يع ١:١٩) شَغِّلْ مُخَيِّلَتَكَ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ أَشْعُرُ لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ؟ وَإِلَامَ كُنْتُ سَأَحْتَاجُ؟›. — ١ بط ٣:٨.
١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ؟
١٥ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ بِأَعْمَالِنَا؟ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْحَنُونَ يَتْرُكُ بَصْمَةً جَمِيلَةً فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ، وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ. فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ؟ تَقُولُ رُومَا ١٢:١٥: «اِبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ». فَرُبَّمَا يَحْتَاجُ ٱلْمُنْسَحِقُ إِلَى ٱلتَّعَاطُفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْحُلُولِ. تُعَبِّرُ أُخْتٌ تَعَزَّتْ بِوُجُودِ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى جَانِبِهَا بَعْدَ مَوْتِ ٱبْنَتِهَا، قَائِلَةً: «قَدَّرْتُ كَثِيرًا مَجِيءَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُجَرَّدَ بُكَائِهِمْ مَعِي». وَيُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ أَيْضًا عِنْدَمَا نَقُومُ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ. فَهَلْ تَعْرِفُ أَرْمَلَةً تَحْتَاجُ إِلَى إِصْلَاحِ شَيْءٍ فِي بَيْتِهَا؟ وَهَلْ هُنَالِكَ مَسِيحِيٌّ مُسِنٌّ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُقِلُّهُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، ٱلْخِدْمَةِ، أَوِ ٱلطَّبِيبِ؟ إِنَّ عَمَلًا لَطِيفًا وَلَوْ صَغِيرًا لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي حَيَاةِ رَفِيقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُحْتَاجِ. (١ يو ٣:١٧، ١٨) غَيْرَ أَنَّ أَهَمَّ طَرِيقَةٍ نُظْهِرُ بِهَا ٱلْحَنَانَ هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَهٰذِهِ أَجْمَلُ بَصْمَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَتْرُكَهَا فِي حَيَاةِ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ.
هَلْ لَدَيْكَ ٱهْتِمَامٌ حَقِيقِيٌّ بِرُفَقَائِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟
١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا. فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›. (١ تس ٥:١٤) وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ. وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ. كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ، مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ. (يو ٦:٤٤) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مز ٣٤:١٨) حَقًّا، تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ. — ام ١٦:٢٤.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ خِرَافَهُ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ وَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ، يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْكُمْ أَنْ تُعَامِلُوا خِرَافَهُ بِحَنَانٍ وَرِقَّةٍ. (اع ٢٠:٢٨، ٢٩) تَذَكَّرُوا أَنَّ مَسْؤُولِيَّتَكُمْ هِيَ إِطْعَامُهُمْ وَتَشْجِيعُهُمْ وَإِنْعَاشُهُمْ. (اش ٣٢:١، ٢؛ ١ بط ٥:٢-٤) وَعَلَيْهِ، فَإِنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْحَنُونَ لَا يُحَاوِلُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلْخِرَافِ. فَهُوَ لَا يَسُنُّ ٱلْقَوَانِينَ وَلَا يُشْعِرُهُمْ بِٱلذَّنْبِ كَيْ يَضْغَطَ عَلَيْهِمْ لِيَفْعَلُوا ٱلْمَزِيدَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَظُرُوفُهُمْ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ بِذٰلِكَ. بِٱلْأَحْرَى، يَسْعَى أَنْ يَبْعَثَ ٱلْفَرَحَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَاثِقًا أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ سَتَدْفَعُهُمْ إِلَى خِدْمَتِهِ كَامِلًا. — مت ٢٢:٣٧.
١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي تَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ صِفَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا يَسُوعُ: اَلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ.
-
-
أظهِر الشجاعة والتمييز تمثُّلا بيسوعبرج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
أَظْهِرِ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ
«اَلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ٱلْآنَ، تُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ». — ١ بط ١:٨.
١، ٢ (أ) كَيْفَ نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ أَثْنَاءَ رِحْلَتِنَا فِي طَرِيقِ ٱلْخَلَاصِ؟
عِنْدَمَا نَصِيرُ تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ، نَبْدَأُ بِرِحْلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَقُودَنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ [نِهَايَةِ حَيَاتِهِ أَوْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ] هُوَ يَخْلُصُ». (مت ٢٤:١٣) فَإِنِ ٱلْتَصَقْنَا بِطَرِيقِ ٱلْأَمَانَةِ، نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ. عَلَى أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَتَلَهَّى أَوْ نَضِلَّ سَبِيلَنَا. (١ يو ٢:١٥-١٧) فَكَيْفَ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ أَثْنَاءَ رِحْلَتِنَا؟
٢ مَشَى مِثَالُنَا يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَ قَبْلَنَا. وَقَدْ كُتِبَتْ تَفَاصِيلُ رِحْلَتِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِذَا تَعَمَّقْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّفَاصِيلِ، نَتَعَرَّفُ بِيَسُوعَ عَنْ كَثَبٍ، فَنُحِبُّهُ وَنُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ. (اقرأ ١ بطرس ١:٨، ٩.) تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ قَالَ إِنَّ يَسُوعَ تَرَكَ لَنَا قُدْوَةً لِنَتَّبِعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. (١ بط ٢:٢١) وَإِنْ فَعَلْنَا ذٰلِكَ، فَسَنَبْلُغُ «غَايَةَ» إِيمَانِنَا: اَلْخَلَاصَ.a لَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْحَنَانِ. أَمَّا ٱلْآنَ فَسَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّمْيِيزِ.
اَلشَّجَاعَةُ
٣ مَا هِيَ ٱلشَّجَاعَةُ، وَكَيْفَ نَكْتَسِبُهَا؟
٣ اَلشَّجَاعَةُ «قُوَّةٌ مَعْنَوِيَّةٌ تُمَكِّنُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْمِحَنِ، وَمُجَابَهَةِ ٱلْخَطَرِ أَوِ ٱلْأَلَمِ، وَتَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِحَزْمٍ». وَهِيَ تَشْمُلُ بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ «ٱحْتِمَالَ ٱلْمِحْنَةِ وَٱلشِّدَّةِ»، وَ «مُحَارَبَةَ ٱلشَّرِّ» أَيِ ٱلدِّفَاعَ عَنِ ٱلْحَقِّ. وَتَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّقْوَى، ٱلرَّجَاءِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. كَيْفَ؟ تُعْطِينَا ٱلتَّقْوَى أَيْ مَخَافَةُ ٱللّٰهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. (ام ٢٩:٢٥) وَيُسَاعِدُنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّ أَنْ نَرَى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَالِيَّةِ وَأَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِثِقَةٍ. (مز ٢٧:١٤) أَمَّا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فَتَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ شُجْعَانًا حَتَّى فِي أَخْطَرِ ٱلظُّرُوفِ. (يو ١٥:١٣) وَنَحْنُ نَكْتَسِبُ ٱلشَّجَاعَةَ بِٱلتَّوَكُّلِ عَلَى ٱللّٰهِ وَٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ. — مز ٢٨:٧.
٤ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّجَاعَةَ فِي «وَسْطِ ٱلْمُعَلِّمِينَ» فِي ٱلْهَيْكَلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ دَافَعَ يَسُوعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْحَقِّ حَتَّى حِينَ كَانَ فِي ٱلـ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ. لَاحِظْ مَا حَصَلَ عِنْدَمَا كَانَ «فِي ٱلْهَيْكَلِ، جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ». (اقرأ لوقا ٢:٤١-٤٧.) لَمْ يَكُنْ أُولٰئِكَ ٱلْمُعَلِّمُونَ ضَلِيعِينَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا فِي ٱلتَّقَالِيدِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلَّتِي صَعَّبَتْ عَلَى ٱلنَّاسِ تَطْبِيقَ ٱلشَّرِيعَةِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَلْزَمِ ٱلصَّمْتَ خَوْفًا مِنْهُمْ، بَلْ رَاحَ «يَسْأَلُهُمْ». وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يَطْرَحِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلْعَادِيَّةَ ٱلَّتِي يَسْأَلُهَا أَيُّ صَبِيٍّ مُحِبٍّ لِلِٱسْتِطْلَاعِ وَٱلتَّعَلُّمِ، بَلْ أَسْئِلَةً عَمِيقَةً تَدْعُو إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ، مَا أَثَارَ ٱنْتِبَاهَ ٱلْمُعَلِّمِينَ. وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَاوَلُوا ٱلْإِيقَاعَ بِيَسُوعَ طَارِحِينَ عَلَيْهِ أَسْئِلَةً مُثِيرَةً لِلْجَدَلِ، فَقَدْ بَاءَتْ مُحَاوَلَاتُهُمْ بِٱلْفَشَلِ. فَكُلُّ ٱلسَّامِعِينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُعَلِّمُونَ، كَانُوا «مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ» ٱلَّتِي أَيَّدَتْ طَبْعًا حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ!
٥ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟
٥ أَعْرَبَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ. فَقَدْ شَهَّرَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ بِجُرْأَةٍ لِأَنَّهُمْ أَضَلُّوا ٱلشَّعْبَ بِتَعَالِيمِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ. (مت ٢٣:١٣-٣٦) وَوَقَفَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ تَأْثِيرِ ٱلْعَالَمِ ٱلْفَاسِدِ. (يو ١٦:٣٣) كَمَا وَاظَبَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ. (يو ٥:١٥-١٨؛ ٧:١٤) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ طَهَّرَ ٱلْهَيْكَلَ بِشَجَاعَةٍ مَرَّتَيْنِ، طَارِدًا ٱلَّذِينَ كَانُوا يُدَنِّسُونَ ٱلْعِبَادَةَ هُنَاكَ. — مت ٢١:١٢، ١٣؛ يو ٢:١٤-١٧.
٦ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٦ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلشَّجَاعَةِ ٱلَّتِي وَاجَهَ بِهَا يَسُوعُ ٱلْأَلَمَ يُقَوِّي إِيمَانَنَا. لَاحِظْ مَثَلًا شَجَاعَتَهُ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ عَرَفَ إِلَامَ سَتُؤَدِّي خِيَانَةُ يَهُوذَا، وَمَعَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُ أَثْنَاءَ تَنَاوُلِ وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ: «مَا أَنْتَ فَاعِلٌ فَٱفْعَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». (يو ١٣:٢١-٢٧) ثُمَّ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي، أَعْلَنَ هُوِيَّتَهُ دُونَ خَوْفٍ أَمَامَ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِينَ قَدِمُوا لِٱعْتِقَالِهِ. وَكَانَ هَمُّهُ حِمَايَةَ تَلَامِيذِهِ مَعَ أَنَّ حَيَاتَهُ فِي خَطَرٍ. (يو ١٨:١-٨) وَحِينَ ٱسْتُجْوِبَ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، أَكَّدَ بِجُرْأَةٍ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ وَٱبْنُ ٱللّٰهِ، رَغْمَ عِلْمِهِ بِأَنَّ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ يَبْحَثُ عَنْ سَبَبٍ لِقَتْلِهِ. (مر ١٤:٦٠-٦٥) لَقَدْ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ حَتَّى مَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. وَفِيمَا كَانَ عَلَى آخِرِ رَمَقٍ، قَالَ: «قَدْ تَمَّ!». — يو ١٩:٢٨-٣٠.
تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ
٧ كَيْفَ تَشْعُرُونَ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ حِيَالَ حَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ شُجْعَانٌ؟
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، بِإِمْكَانِكُمْ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ أَنْ تَكُونُوا شُجْعَانًا حِينَ لَا تَتَرَدَّدُونَ فِي إِعْلَانِ هُوِيَّتِكُمْ كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، حَتَّى لَوْ عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يُضَايِقَكُمْ رُفَقَاؤُكُمْ فِي ٱلصَّفِّ أَوْ غَيْرُهُمْ. فَبِذٰلِكَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ فَخُورُونَ بِحَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. (اقرإ المزمور ٨٦:١٢.) كَمَا أَنَّكُمْ قَدْ تَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ كَيْ تَقْبَلُوا نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ. وَلٰكِنَّكُمْ تَمْلِكُونَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِلْإِيمَانِ بِٱلْخَلْقِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَيُمْكِنُكُمُ ٱسْتِخْدَامُ كُرَّاسَةِ هَلِ ٱلْحَيَاةُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْخَلْقِ؟ لِتُعْطُوا أَجْوِبَةً تُقْنِعُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِفُوا «سَبَبَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ». (١ بط ٣:١٥) وَعِنْدَئِذٍ، سَتَشْعُرُونَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ نَتِيجَةَ تَأْيِيدِ حَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.
٨ أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ؟
٨ وَفِي خِدْمَتِنَا، يَجِبُ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ›. (اع ١٤:٣) فَأَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ وَشَجَاعَةٍ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ مَا نَكْرِزُ بِهِ هُوَ ٱلْحَقُّ لِأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (يو ١٧:١٧) وَنَعْلَمُ أَنَّنَا ‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ› وَأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَدْعَمُنَا. (١ كو ٣:٩؛ اع ٤:٣١) كَمَا نُدْرِكُ أَنَّنَا إِذَا كَرَزْنَا بِغَيْرَةٍ، نُبَرْهِنُ عَنْ تَعَبُّدِنَا لِيَهْوَهَ وَمَحَبَّتِنَا لِقَرِيبِنَا. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) وَحِينَ نَمْتَلِئُ شَجَاعَةً، لَا يُسْكِتُنَا شَيْءٌ بَلْ نَبْقَى مُصَمِّمِينَ عَلَى تَشْهِيرِ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُعْمِي ٱلنَّاسَ عَنْ إِيجَادِ ٱلْحَقِّ. (٢ كو ٤:٤) فَنَحْنُ لَنْ نَنْفَكَّ نَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱللَّامُبَالَاةِ وَٱلسُّخْرِيَةِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ. — ١ تس ٢:١، ٢.
٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ؟
٩ يُعْطِينَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ. مَثَلًا، نَحْنُ نَحْزَنُ جِدًّا عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ. وَلٰكِنَّنَا لَا نَفْقِدُ ٱلْأَمَلَ، بَلْ نَنْظُرُ بِثِقَةٍ إِلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» لِيَمُدَّنَا بِٱلْقُوَّةِ. (٢ كو ١:٣، ٤؛ ١ تس ٤:١٣) وَإِذَا أُصِبْنَا بِمَرَضٍ أَوْ حَادِثٍ خَطِيرٍ، نَتَأَلَّمُ وَلٰكِنْ لَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِنَا، بَلْ نَرْفُضُ أَيَّ عِلَاجٍ يَتَعَارَضُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اع ١٥:٢٨، ٢٩) وَإِذَا أُصِبْنَا بِٱلْكَآبَةِ، فَقَدْ «تَلُومُنَا قُلُوبُنَا»، وَلٰكِنَّنَا لَا نَسْتَسْلِمُ لِأَنَّنَا نَثِقُ بِٱللّٰهِ ٱلَّذِي هُوَ «قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ».b — ١ يو ٣:١٩، ٢٠؛ مز ٣٤:١٨.
اَلتَّمْيِيزُ
١٠ مَا هُوَ ٱلتَّمْيِيزُ، وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ خَادِمُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ؟
١٠ اَلتَّمْيِيزُ مَقْدِرَةٌ يَعْرِفُ بِهَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَيْرَ مِنَ ٱلشَّرِّ وَيَخْتَارُ عَلَى أَسَاسِهَا ٱلْمَسْلَكَ ٱلْحَكِيمَ. (عب ٥:١٤) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ يَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُقَوِّي عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ. وَهُوَ أَيْضًا يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَهَ. فَيَخْتَارُ كَلِمَاتٍ تُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عِوَضَ إِيذَائِهِمْ. (ام ١١:١٢، ١٣) وَيَكُونُ «بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ». (ام ١٤:٢٩) كَمَا أَنَّهُ «يَمْضِي مُسْتَقِيمًا»، أَيْ لَا يَحِيدُ عَنِ ٱلْمَسْلَكِ ٱلصَّائِبِ فِي رِحْلَةِ ٱلْحَيَاةِ. (ام ١٥:٢١) فَكَيْفَ نَكْتَسِبُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ. (ام ٢:١-٥، ١٠، ١١) وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ خُصُوصًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِثَالِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي لَا يُضَاهِيهِ إِنْسَانٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.
١١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِهِ؟
١١ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ. فَبِكَلَامِهِ، كَرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ بِحُسْنِ تَمْيِيزٍ، مُخْتَارًا ‹كَلِمَاتٍ مُسِرَّةً› أَذْهَلَتْ سَامِعِيهِ. (لو ٤:٢٢؛ مت ٧:٢٨) وَغَالِبًا مَا ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ قَارِئًا، مُقْتَبِسًا، أَوْ مُشِيرًا إِلَى ٱلْآيَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلْهَدَفَ. (مت ٤:٤، ٧، ١٠؛ ١٢:١-٥؛ لو ٤:١٦-٢١) كَمَا شَرَحَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِطَرِيقَةٍ حَثَّتْ قُلُوبَ سَامِعِيهِ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِهَا. فَعِنْدَمَا تَحَدَّثَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ إِلَى ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ كَانَا فِي طَرِيقِهِمَا إِلَى عِمْوَاسَ، «فَسَّرَ لَهُمَا . . . مَا يَخْتَصُّ بِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كُلِّهَا». فَقَالَ ٱلتِّلْمِيذَانِ فِي مَا بَعْدُ: «أَلَمْ تَكُنْ قُلُوبُنَا مُتَّقِدَةً إِذْ كَانَ . . . يَشْرَحُ لَنَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ؟». — لو ٢٤:٢٧، ٣٢.
١٢، ١٣ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ وَمُتَعَقِّلًا؟
١٢ كَذٰلِكَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِطَبْعِهِ وَمَوْقِفِهِ. لَقَدْ كَانَ «بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ»، ضَابِطًا رُوحَهُ أَوْ طَبْعَهُ. (ام ١٦:٣٢) فَكَانَ ‹وَدِيعًا›. (مت ١١:٢٩) وَصَبَرَ دَائِمًا عَلَى تَلَامِيذِهِ رَغْمَ ضَعَفَاتِهِمْ. (مر ١٤:٣٤-٣٨؛ لو ٢٢:٢٤-٢٧) حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ حِينَ لَقِيَ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً. — ١ بط ٢:٢٣.
١٣ وَكَانَ يَسُوعُ مُتَعَقِّلًا نَتِيجَةَ تَحَلِّيهِ بِٱلتَّمْيِيزِ. فَهُوَ لَمْ يَتَمَسَّكْ بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، بَلْ أَدْرَكَ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ وَعَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا. خُذْ مَثَلًا ٱلرِّوَايَةَ فِي مَرْقُسَ ٥:٢٥-٣٤. (اقرأها.) لَقَدْ شَقَّتِ ٱمْرَأَةٌ بِهَا سَيْلُ دَمٍ طَرِيقَهَا عَبْرَ ٱلْجَمْعِ، وَلَمَسَتْ رِدَاءَ يَسُوعَ فَشُفِيَتْ. وَبِمَا أَنَّهَا ٱعْتُبِرَتْ نَجِسَةً بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ، لَمْ يَكُنْ لَهَا حَقٌّ أَنْ تَلْمُسَ أَحَدًا. (لا ١٥:٢٥-٢٧) لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلَّذِي أَدْرَكَ أَنَّ «أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ» شَمَلَ «ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ» لَمْ يُؤَنِّبْهَا عَلَى فَعْلَتِهَا. (مت ٢٣:٢٣) بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ، قَالَ لَهَا بِلُطْفٍ: «يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلَامٍ، وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ ٱلْمُضْنِي». فَكَمْ نَتَأَثَّرُ حِينَ نَرَى أَنَّ تَمْيِيزَ يَسُوعَ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ لُطْفٍ كَهٰذَا!
١٤ أَيُّ سِيرَةِ حَيَاةٍ ٱخْتَارَهَا يَسُوعُ، وَكَيْفَ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ؟
١٤ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ فِي سِيرَةِ حَيَاتِهِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ ٱلْمَسْلَكَ ٱلصَّائِبَ وَٱلْتَصَقَ بِهِ. فَكَرَّسَ كُلَّ حَيَاتِهِ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (لو ٤:٤٣) وَقَدْ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ إِذِ ٱتَّخَذَ قَرَارَاتٍ أَتَاحَتْ لَهُ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَيَضْمَنَ إِتْمَامَهُ بِنَجَاحٍ. فَأَبْقَى حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يُكَرِّسَ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ لِلْخِدْمَةِ. (لو ٩:٥٨) هٰذَا وَإِنَّهُ أَدْرَكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَدْرِيبِ آخَرِينَ لِيُتَابِعُوا ٱلْعَمَلَ بَعْدَ مَوْتِهِ. (لو ١٠:١-١٢؛ يو ١٤:١٢) وَوَعَدَ أَتْبَاعَهُ أَنَّهُ سَيَبْقَى دَاعِمًا لَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ «إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ
مَيِّزْ مَا يَهُمُّ ٱلنَّاسَ وَكَيِّفْ كَلَامَكَ وَفْقًا لِحَاجَاتِهِمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِنَا؟
١٥ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِكَلَامِنَا. فَنُحَاوِلُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي حَدِيثِنَا مَعَهُمْ لَا أَنْ نَهْدِمَهُمْ. (اف ٤:٢٩) وَحِينَ نَتَكَلَّمُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، نُطَيِّبُ كَلَامَنَا «بِمِلْحٍ». (كو ٤:٦) كَمَا نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ حَاجَاتِ وَٱهْتِمَامَاتِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَمِنْ ثُمَّ نَخْتَارُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ. فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُسِرَّةُ لَا تَفْتَحُ ٱلْأَبْوَابَ فَحَسْبُ، بَلِ ٱلْقُلُوبَ أَيْضًا. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، نَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ عِنْدَمَا نَشْرَحُ لِلنَّاسِ مُعْتَقَدَاتِنَا، فَنَقْتَبِسُ مِنْهُ كَمَرْجِعٍ مَوْثُوقٍ وَنَقْرَأُ مِنْهُ كُلَّمَا أَمْكَنَ. فَرِسَالَتُهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ كَلَامٍ نَقُولُهُ مِنْ عِنْدِنَا. — عب ٤:١٢.
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا بَطِيئُونَ فِي ٱلسُّخْطِ وَمُتَعَقِّلُونَ؟ (ب) كَيْفَ نَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى خِدْمَتِنَا؟
١٦ يُؤَثِّرُ ٱلتَّمْيِيزُ أَيْضًا فِي طَبْعِنَا وَمَوْقِفِنَا. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَضْبُطَ رُوحَنَا، فَنَصِيرُ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلسُّخْطِ›. (يع ١:١٩) فَحِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ، نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ سَبَبَ كَلَامِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ، مَا يُهَدِّئُ مِنْ غَضَبِنَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ›. (ام ١٩:١١) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّمْيِيزُ أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ. فَنُحَاوِلُ أَنْ نَكُونَ مَنْطِقِيِّينَ فِي مَا نَتَوَقَّعُهُ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ، مُبْقِينَ فِي بَالِنَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا يُوَاجِهُونَ مَصَاعِبَ لَا نَفْهَمُهَا كَامِلًا. كَمَا نَكُونُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِنَسْمَعَ آرَاءَ غَيْرِنَا وَنَنْزِلَ عِنْدَ رَغَبَاتِهِمْ حِينَ يَكُونُ ٱلْأَمْرُ مُلَائِمًا. — في ٤:٥.
١٧ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى سِيرَةِ حَيَاتِنَا، فَنَحْنُ نُدْرِكُ كَأَتْبَاعٍ لِيَسُوعَ أَنَّهُ مَا مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَنَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ حِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُتِيحُ لَنَا ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى خِدْمَتِنَا. فَنَضَعُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا وَنُحَافِظُ عَلَى نَمَطِ حَيَاةٍ بَسِيطٍ كَيْ نُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِأَهَمِّ عَمَلٍ يُنْجَزُ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ: عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. — مت ٦:٣٣؛ ٢٤:١٤.
١٨ كَيْفَ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا، وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٨ أَلَمْ يَكُنِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ مُمْتِعًا؟ تَخَيَّلِ ٱلْمُكَافَآتِ ٱلَّتِي سَنَحْصُلُ عَلَيْهَا إِنْ دَرَسْنَا صِفَاتِهِ ٱلْأُخْرَى وَتَعَلَّمْنَا كَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ أَكْثَرَ فِي حَيَاتِنَا. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. وَهٰكَذَا نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا، ٱلْمَسَارِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ، وَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي تَمَثَّلَ بِهِ يَسُوعُ كَامِلًا.
a كُتِبَتْ بُطْرُسُ ٱلْأُولَى ١:٨، ٩ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ سَمَاوِيٌّ. إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَيْضًا.
b مِنْ أَجْلِ أَمْثِلَةٍ عَنْ إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ، ٱنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠٠٠، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٤-٢٨؛ إِسْتَيْقِظْ! عَدَدَ ٢٢ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٣، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢١؛ وَ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ١١-١٥.
-