مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اقتدِ بتواضع يسوع وحنانه
    برج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • يسوع يتحدث بحنان مع المتعبين

      اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ

      ‏«اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ،‏ تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ».‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

      كَيْفَ تُجِيبُ؟‏

      • لِمَ يَسُوعُ جَدِيرٌ بِأَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ؟‏

      • كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

      • كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْحَنَانِ؟‏

      ١ لِمَ يُقَرِّبُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏

      نَحْنُ عَادَةً نَتَمَثَّلُ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نُعْجَبُ بِشَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.‏ وَمِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ أَجْدَرُ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ.‏ وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فَيَسُوعُ يَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا بِحَيْثُ إِنَّ رُؤْيَةَ ٱلِٱبْنِ هِيَ بِمَثَابَةِ رُؤْيَةِ ٱلْآبِ.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ،‏ نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ،‏ أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ عَظِيمٍ!‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لِمَاذَا ضَمَّنَ يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ صُورَةً وَاضِحَةً لِٱبْنِهِ،‏ وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَانَا نَعْرِفُ شَخْصِيَّةَ يَسُوعَ؟‏ اَلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تَرْسُمُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً لِيَسُوعَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُرِيدُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِٱبْنِهِ لِنَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏)‏ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُشَبَّهُ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ ‹بِٱلْخُطُوَاتِ›،‏ أَوْ آثَارِ ٱلْأَقْدَامِ.‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ يَقُولُ لَنَا أَنْ نَمْشِيَ خَلْفَ يَسُوعَ وَنَجْعَلَ خُطُوَاتِنَا تَتَطَابَقُ مَعَ خُطُوَاتِهِ.‏ طَبْعًا،‏ تَرَكَ يَسُوعُ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا وَنَحْنُ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلْكَمَالِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ،‏ بَلْ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلتَّمَثُّلِ بِٱبْنِهِ عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَحُ لَنَا نَقْصُنَا ٱلْبَشَرِيُّ.‏

      ٣ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ.‏ سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَحَنَانِهِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَكَلَّمُ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَتَمْيِيزِهِ.‏ وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلِّ صِفَةٍ،‏ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟‏ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا؟‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟‏

      اَلتَّوَاضُعُ

      ٤ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

      ٤ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلْغُرُورِ،‏ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ دَلَالَةٌ عَلَى ٱلضُّعْفِ أَوْ عَدَمِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ.‏ فَإِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ يَتَطَلَّبُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلشَّجَاعَةَ.‏ فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏ يُعَرَّفُ ٱلتَّوَاضُعُ أَنَّهُ «عَدَمُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلتَّعَاظُمِ».‏ وَهُوَ مَوْقِفٌ عَقْلِيٌّ يَبْدَأُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَنْظُرُ بِهَا إِلَى أَنْفُسِنَا.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ يَذْكُرُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «اَلتَّوَاضُعُ هُوَ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ نَحْنُ وَضِيعُونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ».‏ وَإِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَكُونُ مُتَحَفِّظِينَ فِي تَقْدِيرِ أَنْفُسِنَا وَلَا نَتَرَفَّعُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ إِنْ تَأَمَّلْنَا فِي مَكَانَتِنَا أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱتَّبَعْنَا خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ مِيخَائِيلُ رَئِيسُ ٱلْمَلَائِكَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ مِيخَائِيلُ عَنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ؟‏

      ٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ؟‏ لِٱبْنِ ٱللّٰهِ سِجِلٌّ طَوِيلٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ سَوَاءٌ كَمَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ قَدِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

      ٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي تَحَلَّى بِهِ يَسُوعُ.‏ لَقَدْ أَعْطَى يَهُوذَا مِثَالًا عَنْ تَوَاضُعِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ ‏(‏اقرأ يهوذا ٩‏.‏)‏ فَبِصِفَتِهِ مِيخَائِيلَ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ،‏ «خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُجَادِلًا إِيَّاهُ حَوْلَ جَسَدِ مُوسَى».‏ تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ،‏ دَفَنَهُ يَهْوَهُ فِي مَكَانٍ مَجْهُولٍ.‏ (‏تث ٣٤:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وَرُبَّمَا أَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ جُثَّةَ مُوسَى لِيُرَوِّجَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْبَاطِلَةَ.‏ لٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ هَدَفِهِ ٱلْخَبِيثِ،‏ ٱتَّخَذَ يَسُوعُ مَوْقِفًا شُجَاعًا.‏ يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّتَيْنِ ٱلْمَنْقُولَتَيْنِ إِلَى «خَاصَمَ» وَ «مُجَادِلًا» «تُسْتَخْدَمَانِ أَيْضًا فِي ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةِ» وَقَدْ تَدُلَّانِ أَنَّ «مِيخَائِيلَ ‹ٱعْتَرَضَ عَلَى حَقِّ إِبْلِيسَ› فِي أَخْذِ جَسَدِ مُوسَى».‏ عَلَى أَنَّ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ أَدْرَكَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَدِينَ ٱلشَّيْطَانَ.‏ فَأَحَالَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلدَّيَّانِ ٱلْأَسْمَى،‏ يَهْوَهَ.‏ وَبِذٰلِكَ،‏ لَمْ يَتَعَدَّ صَلَاحِيَّاتِهِ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ فَيَا لَمَوْقِفِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ!‏

      ٧ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُتَوَاضِعًا بِكَلَامِهِ وَأَعْمَالِهِ؟‏

      ٧ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ ٱلْحَقِيقِيَّ قَوْلًا وَعَمَلًا خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ فَهُوَ بِكَلَامِهِ لَمْ يَجْذِبِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى نَفْسِهِ،‏ بَلْ جَلَبَ كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِأَبِيهِ.‏ (‏مر ١٠:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ يو ٧:‏١٦‏)‏ وَلَمْ يُكَلِّمْ تَلَامِيذَهُ يَوْمًا بِتَعَالٍ أَوْ يَجْعَلْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَدْنَى مِنْهُ شَأْنًا،‏ بَلْ أَكْرَمَهُمْ بِمَدْحِهِمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ وَبِتَعْبِيرِهِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِهِمْ.‏ (‏لو ٢٢:‏​٣١،‏ ٣٢؛‏ يو ١:‏٤٧‏)‏ وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي أَعْمَالِهِ.‏ فَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يَعِيشَ عِيشَةً مُتَوَاضِعَةً لَا تُعِيقُهَا ٱلْمُمْتَلَكَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ ٱلْكَثِيرَةُ.‏ (‏مت ٨:‏٢٠‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ أَنْجَزَ أَدْنَى ٱلْأَعْمَالِ.‏ (‏يو ١٣:‏​٣-‏١٥‏)‏ كَمَا أَظْهَرَ بِٱلطَّاعَةِ تَوَاضُعًا لَا مَثِيلَ لَهُ.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٢:‏​٥-‏٨‏.‏)‏ فَبِخِلَافِ ٱلنَّاسِ ٱلْمُتَعَجْرِفِينَ ٱلَّذِينَ يَأْبَوْنَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ،‏ خَضَعَ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ،‏ «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ أَفَلَيْسَ وَاضِحًا أَنَّ يَسُوعَ،‏ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ كَانَ «مُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ»؟‏ —‏ مت ١١:‏٢٩‏.‏

      اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ

      ٨،‏ ٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏

      ٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟‏ يَمْنَعُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُتَوَاضِعُ مِنْ تَخَطِّي صَلَاحِيَّاتِنَا.‏ فَإِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّ ٱلدَّيْنُونَةَ لَيْسَتْ لَنَا،‏ لَا نُسَارِعُ إِلَى ٱنْتِقَادِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى أَخْطَائِهِمْ أَوِ ٱلتَّشْكِيكِ فِي دَوَافِعِهِمْ.‏ (‏لو ٦:‏٣٧؛‏ يع ٤:‏١٢‏)‏ كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَلَّا نَكُونَ ‹أَبْرَارًا بِإِفْرَاطٍ›،‏ نَاظِرِينَ نَظْرَةً فَوْقِيَّةً إِلَى مَنْ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَقْدِرَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا.‏ (‏جا ٧:‏١٦‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بَلْ يَتَصَرَّفُونَ كَأَصْغَرَ ‹مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›.‏ —‏ في ٢:‏٣؛‏ لو ٩:‏٤٨‏.‏

      ٩ تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ و.‏ ج.‏ ثُورْنَ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا مُنْذُ ١٨٩٤.‏ فَبَعْدَمَا أَمْضَى سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ،‏ دُعِيَ إِلَى مَزْرَعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ شَمَالِيَّ وِلَايَةِ نْيُويُورْك وَعَمِلَ فِي قُنِّ ٱلدَّجَاجِ.‏ عَبَّرَ قَائِلًا:‏ «كُلَّمَا حَسِبْتُ أَنَّنِي رَفِيعُ ٱلْقَدْرِ،‏ ٱنْزَوَيْتُ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ وَقُلْتُ:‏ ‹أَنْتَ يَا ذَرَّةَ غُبَارٍ صَغِيرَةً.‏ مَاذَا لَدَيْكَ لِتَفْتَخِرَ بِهِ؟‏›».‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٤٠:‏​١٢-‏١٥‏.‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ!‏

      ١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا أَنَّنَا مُتَوَاضِعُونَ؟‏

      ١٠ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي كَلَامِنَا؟‏ إِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ،‏ يَنْعَكِسُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي أَقْوَالِنَا.‏ (‏لو ٦:‏٤٥‏)‏ فَلَا يَكُونُ تَرْكِيزُنَا فِي مُحَادَثَاتِنَا عَلَى إِنْجَازَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا،‏ بَلْ نَبْحَثُ عَنْ حَسَنَاتِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَنَمْدَحُهُمْ عَلَى صِفَاتِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَإِنْجَازَاتِهِمْ.‏ (‏ام ٢٧:‏٢؛‏ ام ١٥:‏٢٣‏)‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَعْمَالِنَا،‏ فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ بَلْ يُفَضِّلُونَ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً بَسِيطَةً،‏ حَتَّى أَنْ يَقُومُوا بِمَا قَدْ يَعُدُّهُ ٱلْعَالَمُ عَمَلًا وَضِيعًا بِهَدَفِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ.‏ (‏١ تي ٦:‏​٦،‏ ٨‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ نَكُونُ طَائِعِينَ.‏ فَيَلْزَمُنَا ٱتِّضَاعُ ٱلْعَقْلِ ‹لِنُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ› فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلِنَقْبَلَ وَنَتْبَعَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي نَتَلَقَّاهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

      اَلْحَنَانُ

      ١١ مَا هُوَ ٱلْحَنَانُ؟‏

      ١١ يُعَرَّفُ ٱلْحَنَانُ أَنَّهُ «شُعُورٌ رَقِيقٌ بِٱلْعَطْفِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّفَقَةِ».‏ وَهُوَ بِٱلتَّالِي أَحَدُ أَوْجُهِ ٱلْمَحَبَّةِ وَمُرَادِفٌ لِأَرَقِّ مَشَاعِرِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ.‏ (‏لو ١:‏٧٨؛‏ ٢ كو ١:‏٣؛‏ في ١:‏٨‏)‏ يُعَلِّقُ قَامُوسٌ تَفْسِيرِيٌّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى دَعْوَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ،‏ قَائِلًا:‏ «لَيْسَتْ مُجَرَّدَ دَعْوَةٍ أَنْ نَشْعُرَ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ وَنَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ.‏ إِنَّمَا هِيَ دَعْوَةٌ أَنْ يَكُونَ ٱهْتِمَامُنَا بِٱلْآخَرِينَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِحَيْثُ لَا نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي،‏ بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ بِعَمَلٍ يُغَيِّرُ مَسَارَ حَيَاتِهِمْ وَيَمْنَحُهُمْ بِدَايَةً جَدِيدَةً».‏ فَٱلْحَنَانُ قُوَّةٌ تَحُثُّ عَلَى ٱلْعَمَلِ،‏ تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى تَرْكِ بَصْمَةٍ جَمِيلَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ.‏

      ١٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ شَعَرَ بِٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَإِلَامَ دَفَعَتْهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟‏

      ١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَنَانِ؟‏ لَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْحَنَانَ شُعُورًا وَعَمَلًا.‏ فَعِنْدَمَا رَأَى مَرْيَمَ وَمَنْ مَعَهَا يَبْكُونَ عَلَى أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ لِعَازَرَ،‏ «ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ» أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١١:‏​٣٢-‏٣٥‏.‏)‏ ثُمَّ دَفَعَهُ شُعُورُهُ بِٱلشَّفَقَةِ أَوِ ٱلْحَنَانِ إِلَى إِقَامَةِ لِعَازَرَ،‏ وَهُوَ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي حَمَلَهُ أَيْضًا عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ أَرْمَلَةِ نَايِينَ.‏ (‏لو ٧:‏​١١-‏١٥؛‏ يو ١١:‏​٣٨-‏٤٤‏)‏ وَهٰكَذَا أَتَاحَ أَمَامَ لِعَازَرَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ.‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أَبْكَرَ،‏ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ،‏ «فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ» وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً.‏ (‏مر ٦:‏٣٤‏،‏ ترجمة فاندايك‏)‏ وَكَمْ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعَالِيمِهِ!‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ.‏ فَقَدْ دَفَعَهُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِمُسَاعَدَةِ غَيْرِهِ.‏ —‏ مت ١٥:‏​٣٢-‏٣٨؛‏ ٢٠:‏​٢٩-‏٣٤؛‏ مر ١:‏​٤٠-‏٤٢‏.‏

      ١٣ كَيْفَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِحَنَانٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ١٣ إِنَّ قَلْبَ يَسُوعَ ٱلْمَلِيءَ بِٱلْحَنَانِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَظْلُومِينَ مِنْهُمْ.‏ لِذٰلِكَ طَبَّقَ ٱلرَّسُولُ مَتَّى عَلَيْهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْقَائِلَةَ:‏ «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ،‏ وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ».‏ (‏اش ٤٢:‏٣؛‏ مت ١٢:‏٢٠‏)‏ فَقَدْ كَانَ كَلَامُهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ مَنْ هُمْ مِثْلُ قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةِ سِرَاجٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ.‏ كَمَا كَرَزَ بِرِسَالَةِ رَجَاءٍ ‹لِيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏اش ٦١:‏١‏)‏ وَدَعَا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ» أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ،‏ وَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ ‹سَيَجِدُونَ ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِهِمْ›.‏ (‏مت ١١:‏​٢٨-‏٣٠‏)‏ وَأَكَّدَ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِحَنَانٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ عُبَّادِهِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ «ٱلصِّغَارُ» ٱلَّذِينَ لَا يُبَالِي ٱلْعَالَمُ بِهِمْ.‏ —‏ مت ١٨:‏​١٢-‏١٤؛‏ لو ١٢:‏​٦،‏ ٧‏.‏

      اِقْتَدِ بِحَنَانِ يَسُوعَ

      ١٤ كَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٤ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟‏ أَوَّلًا بِمَشَاعِرِنَا.‏ حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ قَادِرِينَ بِٱلْفِطْرَةِ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ،‏ يَحُضُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَتِهَا.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ» جُزْءٌ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَلْبَسَهَا جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ ‏(‏اقرأ كولوسي ٣:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٢‏.‏)‏ فَكَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ لِيَكُنْ قَلْبُكَ مُتَّسِعًا.‏ (‏٢ كو ٦:‏​١١-‏١٣‏)‏ أَصْغِ بِٱنْتِبَاهٍ عِنْدَمَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ عَنْ مَشَاعِرِهِ وَهُمُومِهِ.‏ (‏يع ١:‏١٩‏)‏ شَغِّلْ مُخَيِّلَتَكَ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَشْعُرُ لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ؟‏ وَإِلَامَ كُنْتُ سَأَحْتَاجُ؟‏›.‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨‏.‏

      ١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ؟‏

      ١٥ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ بِأَعْمَالِنَا؟‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْحَنُونَ يَتْرُكُ بَصْمَةً جَمِيلَةً فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ.‏ فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ؟‏ تَقُولُ رُومَا ١٢:‏١٥‏:‏ «اِبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ».‏ فَرُبَّمَا يَحْتَاجُ ٱلْمُنْسَحِقُ إِلَى ٱلتَّعَاطُفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْحُلُولِ.‏ تُعَبِّرُ أُخْتٌ تَعَزَّتْ بِوُجُودِ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى جَانِبِهَا بَعْدَ مَوْتِ ٱبْنَتِهَا،‏ قَائِلَةً:‏ «قَدَّرْتُ كَثِيرًا مَجِيءَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُجَرَّدَ بُكَائِهِمْ مَعِي».‏ وَيُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ أَيْضًا عِنْدَمَا نَقُومُ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ.‏ فَهَلْ تَعْرِفُ أَرْمَلَةً تَحْتَاجُ إِلَى إِصْلَاحِ شَيْءٍ فِي بَيْتِهَا؟‏ وَهَلْ هُنَالِكَ مَسِيحِيٌّ مُسِنٌّ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُقِلُّهُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ ٱلْخِدْمَةِ،‏ أَوِ ٱلطَّبِيبِ؟‏ إِنَّ عَمَلًا لَطِيفًا وَلَوْ صَغِيرًا لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي حَيَاةِ رَفِيقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُحْتَاجِ.‏ (‏١ يو ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ أَهَمَّ طَرِيقَةٍ نُظْهِرُ بِهَا ٱلْحَنَانَ هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَهٰذِهِ أَجْمَلُ بَصْمَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَتْرُكَهَا فِي حَيَاةِ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ.‏

      مسيحيون يتعاطفون مع اخوانهم في مأتم

      هَلْ لَدَيْكَ ٱهْتِمَامٌ حَقِيقِيٌّ بِرُفَقَائِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

      ١٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟‏

      ١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا.‏ فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›.‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ.‏ وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ.‏ كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ،‏ مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ».‏ (‏مز ٣٤:‏١٨‏)‏ حَقًّا،‏ تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ.‏ —‏ ام ١٦:‏٢٤‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ خِرَافَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ وَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْكُمْ أَنْ تُعَامِلُوا خِرَافَهُ بِحَنَانٍ وَرِقَّةٍ.‏ (‏اع ٢٠:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ تَذَكَّرُوا أَنَّ مَسْؤُولِيَّتَكُمْ هِيَ إِطْعَامُهُمْ وَتَشْجِيعُهُمْ وَإِنْعَاشُهُمْ.‏ (‏اش ٣٢:‏​١،‏ ٢؛‏ ١ بط ٥:‏​٢-‏٤‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَإِنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْحَنُونَ لَا يُحَاوِلُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلْخِرَافِ.‏ فَهُوَ لَا يَسُنُّ ٱلْقَوَانِينَ وَلَا يُشْعِرُهُمْ بِٱلذَّنْبِ كَيْ يَضْغَطَ عَلَيْهِمْ لِيَفْعَلُوا ٱلْمَزِيدَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَظُرُوفُهُمْ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ بِذٰلِكَ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَسْعَى أَنْ يَبْعَثَ ٱلْفَرَحَ فِي قُلُوبِهِمْ،‏ وَاثِقًا أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ سَتَدْفَعُهُمْ إِلَى خِدْمَتِهِ كَامِلًا.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧‏.‏

      ١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي تَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِهِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ صِفَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا يَسُوعُ:‏ اَلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ.‏

  • أظهِر الشجاعة والتمييز تمثُّلا بيسوع
    برج المراقبة ٢٠١٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • يسوع يتحدث بشجاعة الى المعلمين في الهيكل حين كان في الـ‍ ١٢ من عمره

      أَظْهِرِ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ

      ‏«اَلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ.‏ وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ٱلْآنَ،‏ تُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ».‏ —‏ ١ بط ١:‏٨‏.‏

      كَيْفَ تُجِيبُ؟‏

      • مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ؟‏

      • كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

      • كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ أَثْنَاءَ رِحْلَتِنَا فِي طَرِيقِ ٱلْخَلَاصِ؟‏

      عِنْدَمَا نَصِيرُ تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ،‏ نَبْدَأُ بِرِحْلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَقُودَنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ سَوَاءٌ أَكَانَتْ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ [نِهَايَةِ حَيَاتِهِ أَوْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ] هُوَ يَخْلُصُ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٣‏)‏ فَإِنِ ٱلْتَصَقْنَا بِطَرِيقِ ٱلْأَمَانَةِ،‏ نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ.‏ عَلَى أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَتَلَهَّى أَوْ نَضِلَّ سَبِيلَنَا.‏ (‏١ يو ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ فَكَيْفَ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ أَثْنَاءَ رِحْلَتِنَا؟‏

      ٢ مَشَى مِثَالُنَا يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَ قَبْلَنَا.‏ وَقَدْ كُتِبَتْ تَفَاصِيلُ رِحْلَتِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَإِذَا تَعَمَّقْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّفَاصِيلِ،‏ نَتَعَرَّفُ بِيَسُوعَ عَنْ كَثَبٍ،‏ فَنُحِبُّهُ وَنُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ١:‏​٨،‏ ٩‏.‏)‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ قَالَ إِنَّ يَسُوعَ تَرَكَ لَنَا قُدْوَةً لِنَتَّبِعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وَإِنْ فَعَلْنَا ذٰلِكَ،‏ فَسَنَبْلُغُ «غَايَةَ» إِيمَانِنَا:‏ اَلْخَلَاصَ.‏a لَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْحَنَانِ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَسَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّمْيِيزِ.‏

      اَلشَّجَاعَةُ

      ٣ مَا هِيَ ٱلشَّجَاعَةُ،‏ وَكَيْفَ نَكْتَسِبُهَا؟‏

      ٣ اَلشَّجَاعَةُ «قُوَّةٌ مَعْنَوِيَّةٌ تُمَكِّنُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْمِحَنِ،‏ وَمُجَابَهَةِ ٱلْخَطَرِ أَوِ ٱلْأَلَمِ،‏ وَتَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِحَزْمٍ».‏ وَهِيَ تَشْمُلُ بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ «ٱحْتِمَالَ ٱلْمِحْنَةِ وَٱلشِّدَّةِ»،‏ وَ «مُحَارَبَةَ ٱلشَّرِّ» أَيِ ٱلدِّفَاعَ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏ وَتَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّقْوَى،‏ ٱلرَّجَاءِ،‏ وَٱلْمَحَبَّةِ.‏ كَيْفَ؟‏ تُعْطِينَا ٱلتَّقْوَى أَيْ مَخَافَةُ ٱللّٰهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ (‏ام ٢٩:‏٢٥‏)‏ وَيُسَاعِدُنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّ أَنْ نَرَى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَالِيَّةِ وَأَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِثِقَةٍ.‏ (‏مز ٢٧:‏١٤‏)‏ أَمَّا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فَتَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ شُجْعَانًا حَتَّى فِي أَخْطَرِ ٱلظُّرُوفِ.‏ (‏يو ١٥:‏١٣‏)‏ وَنَحْنُ نَكْتَسِبُ ٱلشَّجَاعَةَ بِٱلتَّوَكُّلِ عَلَى ٱللّٰهِ وَٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ.‏ —‏ مز ٢٨:‏٧‏.‏

      ٤ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّجَاعَةَ فِي «وَسْطِ ٱلْمُعَلِّمِينَ» فِي ٱلْهَيْكَلِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ٤ دَافَعَ يَسُوعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْحَقِّ حَتَّى حِينَ كَانَ فِي ٱلـ‍ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ.‏ لَاحِظْ مَا حَصَلَ عِنْدَمَا كَانَ «فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ».‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٢:‏​٤١-‏٤٧‏.‏)‏ لَمْ يَكُنْ أُولٰئِكَ ٱلْمُعَلِّمُونَ ضَلِيعِينَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا فِي ٱلتَّقَالِيدِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلَّتِي صَعَّبَتْ عَلَى ٱلنَّاسِ تَطْبِيقَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَلْزَمِ ٱلصَّمْتَ خَوْفًا مِنْهُمْ،‏ بَلْ رَاحَ «يَسْأَلُهُمْ».‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يَطْرَحِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلْعَادِيَّةَ ٱلَّتِي يَسْأَلُهَا أَيُّ صَبِيٍّ مُحِبٍّ لِلِٱسْتِطْلَاعِ وَٱلتَّعَلُّمِ،‏ بَلْ أَسْئِلَةً عَمِيقَةً تَدْعُو إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ،‏ مَا أَثَارَ ٱنْتِبَاهَ ٱلْمُعَلِّمِينَ.‏ وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَاوَلُوا ٱلْإِيقَاعَ بِيَسُوعَ طَارِحِينَ عَلَيْهِ أَسْئِلَةً مُثِيرَةً لِلْجَدَلِ،‏ فَقَدْ بَاءَتْ مُحَاوَلَاتُهُمْ بِٱلْفَشَلِ.‏ فَكُلُّ ٱلسَّامِعِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُعَلِّمُونَ،‏ كَانُوا «مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ» ٱلَّتِي أَيَّدَتْ طَبْعًا حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ!‏

      ٥ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟‏

      ٥ أَعْرَبَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ.‏ فَقَدْ شَهَّرَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ بِجُرْأَةٍ لِأَنَّهُمْ أَضَلُّوا ٱلشَّعْبَ بِتَعَالِيمِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ (‏مت ٢٣:‏​١٣-‏٣٦‏)‏ وَوَقَفَ بِثَبَاتٍ فِي وَجْهِ تَأْثِيرِ ٱلْعَالَمِ ٱلْفَاسِدِ.‏ (‏يو ١٦:‏٣٣‏)‏ كَمَا وَاظَبَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ.‏ (‏يو ٥:‏​١٥-‏١٨؛‏ ٧:‏١٤‏)‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ طَهَّرَ ٱلْهَيْكَلَ بِشَجَاعَةٍ مَرَّتَيْنِ،‏ طَارِدًا ٱلَّذِينَ كَانُوا يُدَنِّسُونَ ٱلْعِبَادَةَ هُنَاكَ.‏ —‏ مت ٢١:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ يو ٢:‏​١٤-‏١٧‏.‏

      ٦ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      ٦ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلشَّجَاعَةِ ٱلَّتِي وَاجَهَ بِهَا يَسُوعُ ٱلْأَلَمَ يُقَوِّي إِيمَانَنَا.‏ لَاحِظْ مَثَلًا شَجَاعَتَهُ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَقَدْ عَرَفَ إِلَامَ سَتُؤَدِّي خِيَانَةُ يَهُوذَا،‏ وَمَعَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُ أَثْنَاءَ تَنَاوُلِ وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ:‏ «مَا أَنْتَ فَاعِلٌ فَٱفْعَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».‏ (‏يو ١٣:‏​٢١-‏٢٧‏)‏ ثُمَّ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي،‏ أَعْلَنَ هُوِيَّتَهُ دُونَ خَوْفٍ أَمَامَ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِينَ قَدِمُوا لِٱعْتِقَالِهِ.‏ وَكَانَ هَمُّهُ حِمَايَةَ تَلَامِيذِهِ مَعَ أَنَّ حَيَاتَهُ فِي خَطَرٍ.‏ (‏يو ١٨:‏​١-‏٨‏)‏ وَحِينَ ٱسْتُجْوِبَ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ أَكَّدَ بِجُرْأَةٍ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ وَٱبْنُ ٱللّٰهِ،‏ رَغْمَ عِلْمِهِ بِأَنَّ رَئِيسَ ٱلْكَهَنَةِ يَبْحَثُ عَنْ سَبَبٍ لِقَتْلِهِ.‏ (‏مر ١٤:‏​٦٠-‏٦٥‏)‏ لَقَدْ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ حَتَّى مَوْتِهِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.‏ وَفِيمَا كَانَ عَلَى آخِرِ رَمَقٍ،‏ قَالَ:‏ «قَدْ تَمَّ!‏».‏ —‏ يو ١٩:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

      تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ

      ٧ كَيْفَ تَشْعُرُونَ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ حِيَالَ حَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ شُجْعَانٌ؟‏

      ٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟‏ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ بِإِمْكَانِكُمْ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ أَنْ تَكُونُوا شُجْعَانًا حِينَ لَا تَتَرَدَّدُونَ فِي إِعْلَانِ هُوِيَّتِكُمْ كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ،‏ حَتَّى لَوْ عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يُضَايِقَكُمْ رُفَقَاؤُكُمْ فِي ٱلصَّفِّ أَوْ غَيْرُهُمْ.‏ فَبِذٰلِكَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ فَخُورُونَ بِحَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٨٦:‏١٢‏.‏)‏ كَمَا أَنَّكُمْ قَدْ تَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ كَيْ تَقْبَلُوا نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ.‏ وَلٰكِنَّكُمْ تَمْلِكُونَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِلْإِيمَانِ بِٱلْخَلْقِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَيُمْكِنُكُمُ ٱسْتِخْدَامُ كُرَّاسَةِ هَلِ ٱلْحَيَاةُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْخَلْقِ؟‏ لِتُعْطُوا أَجْوِبَةً تُقْنِعُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِفُوا «سَبَبَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ».‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ سَتَشْعُرُونَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ نَتِيجَةَ تَأْيِيدِ حَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏

      ٨ أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ؟‏

      ٨ وَفِي خِدْمَتِنَا،‏ يَجِبُ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ›.‏ (‏اع ١٤:‏٣‏)‏ فَأَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ وَشَجَاعَةٍ؟‏ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ مَا نَكْرِزُ بِهِ هُوَ ٱلْحَقُّ لِأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏يو ١٧:‏١٧‏)‏ وَنَعْلَمُ أَنَّنَا ‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ› وَأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَدْعَمُنَا.‏ (‏١ كو ٣:‏٩؛‏ اع ٤:‏٣١‏)‏ كَمَا نُدْرِكُ أَنَّنَا إِذَا كَرَزْنَا بِغَيْرَةٍ،‏ نُبَرْهِنُ عَنْ تَعَبُّدِنَا لِيَهْوَهَ وَمَحَبَّتِنَا لِقَرِيبِنَا.‏ (‏مت ٢٢:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ وَحِينَ نَمْتَلِئُ شَجَاعَةً،‏ لَا يُسْكِتُنَا شَيْءٌ بَلْ نَبْقَى مُصَمِّمِينَ عَلَى تَشْهِيرِ ٱلْأَكَاذِيبِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُعْمِي ٱلنَّاسَ عَنْ إِيجَادِ ٱلْحَقِّ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ فَنَحْنُ لَنْ نَنْفَكَّ نَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱللَّامُبَالَاةِ وَٱلسُّخْرِيَةِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ.‏ —‏ ١ تس ٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ؟‏

      ٩ يُعْطِينَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللّٰهِ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ.‏ مَثَلًا،‏ نَحْنُ نَحْزَنُ جِدًّا عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ.‏ وَلٰكِنَّنَا لَا نَفْقِدُ ٱلْأَمَلَ،‏ بَلْ نَنْظُرُ بِثِقَةٍ إِلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» لِيَمُدَّنَا بِٱلْقُوَّةِ.‏ (‏٢ كو ١:‏​٣،‏ ٤؛‏ ١ تس ٤:‏١٣‏)‏ وَإِذَا أُصِبْنَا بِمَرَضٍ أَوْ حَادِثٍ خَطِيرٍ،‏ نَتَأَلَّمُ وَلٰكِنْ لَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِنَا،‏ بَلْ نَرْفُضُ أَيَّ عِلَاجٍ يَتَعَارَضُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏اع ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وَإِذَا أُصِبْنَا بِٱلْكَآ‌بَةِ،‏ فَقَدْ «تَلُومُنَا قُلُوبُنَا»،‏ وَلٰكِنَّنَا لَا نَسْتَسْلِمُ لِأَنَّنَا نَثِقُ بِٱللّٰهِ ٱلَّذِي هُوَ «قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ».‏b —‏ ١ يو ٣:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ مز ٣٤:‏١٨‏.‏

      اَلتَّمْيِيزُ

      ١٠ مَا هُوَ ٱلتَّمْيِيزُ،‏ وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ خَادِمُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ؟‏

      ١٠ اَلتَّمْيِيزُ مَقْدِرَةٌ يَعْرِفُ بِهَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَيْرَ مِنَ ٱلشَّرِّ وَيَخْتَارُ عَلَى أَسَاسِهَا ٱلْمَسْلَكَ ٱلْحَكِيمَ.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ يَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُقَوِّي عَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ.‏ وَهُوَ أَيْضًا يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَهَ.‏ فَيَخْتَارُ كَلِمَاتٍ تُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عِوَضَ إِيذَائِهِمْ.‏ (‏ام ١١:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وَيَكُونُ «بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ».‏ (‏ام ١٤:‏٢٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ «يَمْضِي مُسْتَقِيمًا»،‏ أَيْ لَا يَحِيدُ عَنِ ٱلْمَسْلَكِ ٱلصَّائِبِ فِي رِحْلَةِ ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏ام ١٥:‏٢١‏)‏ فَكَيْفَ نَكْتَسِبُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ.‏ (‏ام ٢:‏​١-‏٥،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ خُصُوصًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مِثَالِ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي لَا يُضَاهِيهِ إِنْسَانٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏

      ١١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِهِ؟‏

      ١١ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ.‏ فَبِكَلَامِهِ،‏ كَرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ بِحُسْنِ تَمْيِيزٍ،‏ مُخْتَارًا ‹كَلِمَاتٍ مُسِرَّةً› أَذْهَلَتْ سَامِعِيهِ.‏ (‏لو ٤:‏٢٢؛‏ مت ٧:‏٢٨‏)‏ وَغَالِبًا مَا ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ قَارِئًا،‏ مُقْتَبِسًا،‏ أَوْ مُشِيرًا إِلَى ٱلْآيَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلْهَدَفَ.‏ (‏مت ٤:‏​٤،‏ ٧،‏ ١٠؛‏ ١٢:‏​١-‏٥؛‏ لو ٤:‏​١٦-‏٢١‏)‏ كَمَا شَرَحَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِطَرِيقَةٍ حَثَّتْ قُلُوبَ سَامِعِيهِ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِهَا.‏ فَعِنْدَمَا تَحَدَّثَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ إِلَى ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ كَانَا فِي طَرِيقِهِمَا إِلَى عِمْوَاسَ،‏ «فَسَّرَ لَهُمَا .‏ .‏ .‏ مَا يَخْتَصُّ بِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كُلِّهَا».‏ فَقَالَ ٱلتِّلْمِيذَانِ فِي مَا بَعْدُ:‏ «أَلَمْ تَكُنْ قُلُوبُنَا مُتَّقِدَةً إِذْ كَانَ .‏ .‏ .‏ يَشْرَحُ لَنَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ؟‏».‏ —‏ لو ٢٤:‏​٢٧،‏ ٣٢‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ وَمُتَعَقِّلًا؟‏

      ١٢ كَذٰلِكَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِطَبْعِهِ وَمَوْقِفِهِ.‏ لَقَدْ كَانَ «بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ»،‏ ضَابِطًا رُوحَهُ أَوْ طَبْعَهُ.‏ (‏ام ١٦:‏٣٢‏)‏ فَكَانَ ‹وَدِيعًا›.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ وَصَبَرَ دَائِمًا عَلَى تَلَامِيذِهِ رَغْمَ ضَعَفَاتِهِمْ.‏ (‏مر ١٤:‏​٣٤-‏٣٨؛‏ لو ٢٢:‏​٢٤-‏٢٧‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ حِينَ لَقِيَ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢٣‏.‏

      ١٣ وَكَانَ يَسُوعُ مُتَعَقِّلًا نَتِيجَةَ تَحَلِّيهِ بِٱلتَّمْيِيزِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَمَسَّكْ بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ بَلْ أَدْرَكَ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ وَعَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا.‏ خُذْ مَثَلًا ٱلرِّوَايَةَ فِي مَرْقُسَ ٥:‏​٢٥-‏٣٤‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ لَقَدْ شَقَّتِ ٱمْرَأَةٌ بِهَا سَيْلُ دَمٍ طَرِيقَهَا عَبْرَ ٱلْجَمْعِ،‏ وَلَمَسَتْ رِدَاءَ يَسُوعَ فَشُفِيَتْ.‏ وَبِمَا أَنَّهَا ٱعْتُبِرَتْ نَجِسَةً بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ لَهَا حَقٌّ أَنْ تَلْمُسَ أَحَدًا.‏ (‏لا ١٥:‏​٢٥-‏٢٧‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلَّذِي أَدْرَكَ أَنَّ «أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ» شَمَلَ «ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ» لَمْ يُؤَنِّبْهَا عَلَى فَعْلَتِهَا.‏ (‏مت ٢٣:‏٢٣‏)‏ بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لَهَا بِلُطْفٍ:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ،‏ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ مَرَضِكِ ٱلْمُضْنِي».‏ فَكَمْ نَتَأَثَّرُ حِينَ نَرَى أَنَّ تَمْيِيزَ يَسُوعَ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ لُطْفٍ كَهٰذَا!‏

      ١٤ أَيُّ سِيرَةِ حَيَاةٍ ٱخْتَارَهَا يَسُوعُ،‏ وَكَيْفَ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ؟‏

      ١٤ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ فِي سِيرَةِ حَيَاتِهِ.‏ فَقَدِ ٱخْتَارَ ٱلْمَسْلَكَ ٱلصَّائِبَ وَٱلْتَصَقَ بِهِ.‏ فَكَرَّسَ كُلَّ حَيَاتِهِ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏لو ٤:‏٤٣‏)‏ وَقَدْ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ إِذِ ٱتَّخَذَ قَرَارَاتٍ أَتَاحَتْ لَهُ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَيَضْمَنَ إِتْمَامَهُ بِنَجَاحٍ.‏ فَأَبْقَى حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يُكَرِّسَ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ لِلْخِدْمَةِ.‏ (‏لو ٩:‏٥٨‏)‏ هٰذَا وَإِنَّهُ أَدْرَكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَدْرِيبِ آخَرِينَ لِيُتَابِعُوا ٱلْعَمَلَ بَعْدَ مَوْتِهِ.‏ (‏لو ١٠:‏​١-‏١٢؛‏ يو ١٤:‏١٢‏)‏ وَوَعَدَ أَتْبَاعَهُ أَنَّهُ سَيَبْقَى دَاعِمًا لَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ «إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ —‏ مت ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏

      تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ

      شاهدة ليهوه تكرز بالبشارة في محل للبقالة

      مَيِّزْ مَا يَهُمُّ ٱلنَّاسَ وَكَيِّفْ كَلَامَكَ وَفْقًا لِحَاجَاتِهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

      ١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِنَا؟‏

      ١٥ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِكَلَامِنَا.‏ فَنُحَاوِلُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي حَدِيثِنَا مَعَهُمْ لَا أَنْ نَهْدِمَهُمْ.‏ (‏اف ٤:‏٢٩‏)‏ وَحِينَ نَتَكَلَّمُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ نُطَيِّبُ كَلَامَنَا «بِمِلْحٍ».‏ (‏كو ٤:‏٦‏)‏ كَمَا نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ حَاجَاتِ وَٱهْتِمَامَاتِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَمِنْ ثُمَّ نَخْتَارُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ.‏ فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُسِرَّةُ لَا تَفْتَحُ ٱلْأَبْوَابَ فَحَسْبُ،‏ بَلِ ٱلْقُلُوبَ أَيْضًا.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ نَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ عِنْدَمَا نَشْرَحُ لِلنَّاسِ مُعْتَقَدَاتِنَا،‏ فَنَقْتَبِسُ مِنْهُ كَمَرْجِعٍ مَوْثُوقٍ وَنَقْرَأُ مِنْهُ كُلَّمَا أَمْكَنَ.‏ فَرِسَالَتُهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ كَلَامٍ نَقُولُهُ مِنْ عِنْدِنَا.‏ —‏ عب ٤:‏١٢‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا بَطِيئُونَ فِي ٱلسُّخْطِ وَمُتَعَقِّلُونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى خِدْمَتِنَا؟‏

      ١٦ يُؤَثِّرُ ٱلتَّمْيِيزُ أَيْضًا فِي طَبْعِنَا وَمَوْقِفِنَا.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَضْبُطَ رُوحَنَا،‏ فَنَصِيرُ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلسُّخْطِ›.‏ (‏يع ١:‏١٩‏)‏ فَحِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ،‏ نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ سَبَبَ كَلَامِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ،‏ مَا يُهَدِّئُ مِنْ غَضَبِنَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ›.‏ (‏ام ١٩:‏١١‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّمْيِيزُ أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ.‏ فَنُحَاوِلُ أَنْ نَكُونَ مَنْطِقِيِّينَ فِي مَا نَتَوَقَّعُهُ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ مُبْقِينَ فِي بَالِنَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا يُوَاجِهُونَ مَصَاعِبَ لَا نَفْهَمُهَا كَامِلًا.‏ كَمَا نَكُونُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِنَسْمَعَ آرَاءَ غَيْرِنَا وَنَنْزِلَ عِنْدَ رَغَبَاتِهِمْ حِينَ يَكُونُ ٱلْأَمْرُ مُلَائِمًا.‏ —‏ في ٤:‏٥‏.‏

      ١٧ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى سِيرَةِ حَيَاتِنَا،‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ كَأَتْبَاعٍ لِيَسُوعَ أَنَّهُ مَا مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَنَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ حِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُتِيحُ لَنَا ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى خِدْمَتِنَا.‏ فَنَضَعُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا وَنُحَافِظُ عَلَى نَمَطِ حَيَاةٍ بَسِيطٍ كَيْ نُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِأَهَمِّ عَمَلٍ يُنْجَزُ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ:‏ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١٨ كَيْفَ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا،‏ وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟‏

      ١٨ أَلَمْ يَكُنِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ مُمْتِعًا؟‏ تَخَيَّلِ ٱلْمُكَافَآ‌تِ ٱلَّتِي سَنَحْصُلُ عَلَيْهَا إِنْ دَرَسْنَا صِفَاتِهِ ٱلْأُخْرَى وَتَعَلَّمْنَا كَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ أَكْثَرَ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ وَهٰكَذَا نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا،‏ ٱلْمَسَارِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ،‏ وَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي تَمَثَّلَ بِهِ يَسُوعُ كَامِلًا.‏

      a كُتِبَتْ بُطْرُسُ ٱلْأُولَى ١:‏​٨،‏ ٩ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ سَمَاوِيٌّ.‏ إِلَّا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَيْضًا.‏

      b مِنْ أَجْلِ أَمْثِلَةٍ عَنْ إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ،‏ ٱنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ٢٠٠٠،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٤-‏٢٨؛‏ إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدَ ٢٢ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠٠٣،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-‏٢١؛‏ وَ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ ١٩٩٥،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١١-‏١٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة