مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل لكم فكر المسيح؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • هل لكم فكر المسيح؟‏

      ‏«والآن ليمنحكم الاله الذي يزود الاحتمال والتعزية ان يكون لكم في ما بينكم الموقف العقلي نفسه الذي كان للمسيح يسوع.‏» —‏ رومية ١٥:‏٥‏،‏ ع‌ج.‏

      ١ اذا ادّعى شخص انه مسيحي اية اسئلة تتطلب جوابا؟‏

      اكثر من بليون شخص حول العالم يُقال انهم مسيحيون.‏ فعلى ماذا يدل ذلك؟‏ على انهم،‏ اسميا على الاقل،‏ يؤمنون بيسوع المسيح ويدّعون انهم أتباعه او تلاميذه.‏ (‏متى ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ولكن ماذا يلزم لاتّباع مثال المسيح او نمط حياته؟‏ من الواضح انه يجب عليكم معرفته.‏ فهل انتم امرؤ يعرف حقا يسوع الناصري؟‏ وهل لديكم فكرة واضحة عن ايّ نوع من الاشخاص كان وهو هنا على الارض؟‏ او كيف تجاوب مع الناس في مختلف الظروف؟‏ هل لكم «فكر المسيح»؟‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٦،‏ افسس ٤:‏١٣‏.‏

      ٢ و ٣ كيف يمكننا معرفة فكر المسيح؟‏

      ٢ وكيف يمكننا معرفة شخص عاش منذ حوالى ألفي سنة وامتدت حياة خدمته العامة نحو ثلاث سنوات ونصف السنة فقط؟‏ في حالة يسوع هنالك اربع سِيَر موثوق بها تساعد على بناء صورة عقلية عن نوع الشخص الذي كان عليه.‏ وبالقراءة الدقيقة لروايات الاناجيل الاربع هذه يمكننا ايضا ان ندرك نمط التفكير الذي دفع افعاله.‏ ولذلك،‏ لكي يكون المرء مسيحيا حقيقيا لا اسميا،‏ ما هو الشيء الضروري؟‏ اوضح يسوع ذلك بهذه الطريقة:‏ «وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٨‏.‏

      ٣ وهكذا يجب على كل مسيحي ان يكون لديه معرفة وفهم عميقان عن الآب،‏ يهوه،‏ وعن حياة وتعاليم الابن،‏ المسيح يسوع.‏ فليس كافيا ان يدعو المرء نفسه شاهدا مسيحيا ليهوه.‏ ولكي يكون لنا فكر المسيح لا بد ان نملأ عقولنا قانونيا بالفهم عن حياة يسوع ومثاله.‏ وهذا يعني انه يلزمنا درس قانوني وأصيل للاسفار المقدسة مع المطبوعات المساعدة على درس الكتاب المقدس التي تساعد على ايضاح المعنى والقرينة.‏ وذلك يتطلب ايضا حالة عقلية لائقة لنستطيع ان نفهم ونقبل دور المسيح في مقاصد اللّٰه.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٣٩-‏٤٧،‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      رجل مشاعر

      ٤ ايّ نوع من الرجال كان يسوع؟‏

      ٤ ويسوع،‏ رجل معافى ونشيط،‏ انجز خدمته عندما كان في ثلاثيناته الباكرة.‏ (‏لوقا ٣:‏٢٣‏)‏ ولكن ايّ نوع من الرجال كان؟‏ هل كان لاشخصيا وبعيدا؟‏ على الضد من ذلك،‏ فلكونه يهوديا من الشرق الاوسط كان معبرا.‏ ولم يكن منكبتا وانطوائيا.‏ لقد اظهر علانية مدى واسعا من العواطف البشرية يمتد من الحزن والرأفة الى السخط والغضب المبررين.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣٤،‏ متى ٢٣:‏١٣-‏٣٦‏.‏

      ٥ كيف تجاوب يسوع لدى سماعه بموت لعازر؟‏

      ٥ مثلا،‏ كيف تجاوب يسوع عندما وجد مرثا ومريم تبكيان على خسارة اخيهما لعازر؟‏ تخبرنا رواية يوحنا:‏ «تأثر بعمق وبشكل مرئي،‏ وحزن بالروح،‏» و «ذرف الدموع.‏» (‏يوحنا ١١:‏٣٣-‏٣٦‏،‏ العهد الجديد،‏ بواسطة وليم باركلي)‏ لقد اشترك في مشاعره مع اولئك الاصدقاء الاحماء.‏ ولم يخجل من البكاء معهم.‏ ورغم انه كان «ابن اللّٰه،‏» فقد اظهر عواطف جدّ بشرية.‏ (‏يوحنا ١:‏٣٤‏)‏ فكم كان ذلك مؤثرا لمرثا ومريم!‏ —‏ قارنوا لوقا ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

      ٦ لماذا لم يكن يسوع عديم الرجولة لانه بكى؟‏

      ٦ ولكن قد يستنتج البعض اليوم ان يسوع كان ضعيفا لانه بكى علانية مع هاتين المرأتين.‏ وفي الواقع،‏ دعا المؤلف الكاثوليكي هيلار بيلوك يسوع «خَنِثا.‏» فهل هذا صحيح؟‏ وهل كان يسوع من النوع العديم الرجولة الذي غالبا ما يجري تصويره في اعمال الفن للعالم المسيحي؟‏ كلا،‏ ليست الدموع بالضرورة علامة ضعف.‏ وكما اوضحت احدى الصحف الطبية:‏ «ان منع التعبير اللائق عن العاطفة الرقيقة غير منطقي ومؤذٍ على حد سواء.‏ .‏ .‏ والتعبير عن العاطفة الرقيقة،‏ وبصورة خاصة البكاء،‏ هو احدى الصفات البشرية الفريدة.‏» —‏ قارنوا ٢ صموئيل ١٣:‏٣٦-‏٣٨،‏ يوحنا ١١:‏٣٥‏.‏

      ٧ بأية طرائق يمكن لمثال يسوع الانساني ان يساعدنا اليوم؟‏

      ٧ ان تجاوبات يسوع مع الالم كانت حقا بشرية وانسانية.‏ وهي تساعدنا على التعرُّف به وبفكره.‏ ونحن لا نتبع شكلا اسطوريا لاشخصيا بل بالاحرى المثال البشري الكامل المرسل من اللّٰه،‏ «ابن اللّٰه الحي.‏» (‏متى ١٦:‏١٦،‏ يوحنا ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٦:‏٦٨،‏ ٦٩‏)‏ فيا له من مثال لجميع المسيحيين اليوم،‏ وخصوصا الشيوخ المسيحيين،‏ الذين غالبا ما يجب عليهم منح التعزية واظهار التعاطف في اوقات الخسارة والشدة!‏ نعم،‏ أن يكون للمرء فكر المسيح وقلبه في مناسبات كهذه يمكن ان يصنع تباينا كبيرا.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏

      رجل اعمال جسور

      ٨ كيف اعرب يسوع عن الشجاعة والعمل الجسور؟‏

      ٨ اظهر يسوع انه ايضا رجل اقتناعات جريئة واعمال دينامية.‏ مثلا،‏ في مناسبتين طرد بقوة تجار الحيوانات والصيارفة من الهيكل.‏ (‏مرقس ١١:‏١٥-‏١٧،‏ يوحنا ٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ كما انه لم يعجز عن ان يشهِّر علانية رياء الكتبة والفريسيين ذوي البر الذاتي.‏ وفي شجبه الجسور حذّر:‏ «ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيَّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة.‏» طبعا،‏ لم يوجد ايّ ضعف هنا!‏ —‏ متى ٢٣:‏٢٧،‏ ٢٨،‏ لوقا ١٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لماذا لم يخطئ يسوع باظهاره السخط؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يؤثر مثال المسيح في الشيخ المسيحي؟‏

      ٩ وهل كان سخط يسوع دليلا على عدم ضبط النفس؟‏ يعلن بطرس،‏ رفيق حميم ليسوع اثناء خدمته:‏ «لم يفعل خطية.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ وكتب الرسول بولس:‏ «لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية‏.‏» (‏عبرانيين ٤:‏١٥‏)‏ وهنالك تباين بين السخط المبرَّر المضبوط والغضب غير المضبوط.‏ —‏ قارنوا امثال ١٤:‏١٧،‏ افسس ٤:‏٢٦‏.‏

      ١٠ ولذلك،‏ مثلا،‏ فيما لا يكون الشيخ المسيحي «غضوبا» يجب ان تكون لديه بالتأكيد القوة الادبية ليكون قادرا ان «يوبّخ المناقضين،‏» وحتى «بصرامة» اذا كان ضروريا.‏ ويجب ان يكون اهلا لكي ‹يوبخ وينتهر ويعظ.‏› (‏تيطس ١:‏٧-‏١٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وقد تثير حالات معيَّنة ايضا سخطه المبرَّر،‏ وخصوصا اذا رأى تهديدا واضحا لوحدة الجماعة او روحياتها او نظافتها الادبية.‏ وكما قال بولس،‏ فأحيانا «يجب سد افواه» ‹المتكلمين بالباطل والخادعين العقول،‏› الذين «يقلبون بيوتا بجملتها معلمين ما لا يجب من اجل الربح القبيح.‏» وفي حالات كهذه،‏ أن يكون للشيوخ فكر المسيح يساعدهم كي يكونوا جسورين ومتزنين وحاسمين.‏ —‏ انظروا ١ كورنثوس ٥:‏١-‏٥،‏ رؤيا ٢:‏٢٠-‏٢٣؛‏ ٣:‏١٩‏.‏

      ١١ اية اسئلة لها صلة بكيفية الاقتداء بالمسيح؟‏

      ١١ في اثناء اجتيازه في الجليل والسامرة واليهودية اتصل يسوع بجميع انواع الناس —‏ الرجال والنساء والاولاد والمرضى واولئك الذين اعتبروه عدوهم اللدود.‏ فكيف تعامل معهم؟‏ هل كان متباهيا وبعيدا،‏ ام كان يسهل الاقتراب اليه؟‏ وهل استطاع ان يتعرف بمشاكل الناس وتجاربهم؟‏ هل كان غير متسامح ام رحيما؟‏ ان الاجوبة عن هذه الاسئلة لها صلة بكيفية الاقتداء بالمسيح في اعمالنا وتجاوباتنا اليومية.‏ —‏ رومية ١٥:‏٥،‏ فيلبي ٢:‏٥‏.‏

      كيف تجاوب يسوع مع الاولاد؟‏

      ١٢ كيف تجاوب التلاميذ ويسوع مع الاولاد في احدى المناسبات؟‏

      ١٢ نجد رواية جميلة جدا عن كيفية تجاوب يسوع مع الاولاد في مرقس الاصحاح ١٠،‏ الاعداد ١٣-‏١٦‏.‏ تقول:‏ «وقدّموا اليه اولادا لكي يلمسهم.‏ وأما التلاميذ فانتهروا الذين قدّموهم.‏» ولا تقول الرواية لماذا عمل التلاميذ على هذا النحو.‏ كان ذلك في السنة ٣٣ ب‌م،‏ وكان يسوع في طريقه من الجليل ليعبر بيرية الى ما كان سيصير خدمته الجهرية الاخيرة في اورشليم وحولها.‏ فربما ظنوا ان يسوع كان عظيما او مشغولا أكثر من ان يهتم بالاولاد في هذه المرحلة.‏ ولكن هل دلّ هو نفسه على انه كان مشغولا اكثر مما ينبغي؟‏ «فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم [التلاميذ] دعوا الاولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت اللّٰه.‏.‏ .‏ .‏ فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم.‏»‏

      ١٣ كيف تجاوب الناس مع يسوع؟‏

      ١٣ والآن ماذا يعلّمنا ذلك ايضا عن فكر المسيح؟‏ انه يوضح حزمه مع تلاميذه المخطئين وموقفه الانساني من الاقل شأنا.‏ لقد فهم ما دفع الوالدين الى الاتيان بأولادهم اليه.‏ فقد ارادوا ان يلمس اولادهم ويباركهم.‏ وماذا يخبرنا ذلك عن يسوع؟‏ أن الناس لم يكونوا خائفين منه او في خشية منه.‏ لقد كانت لديه المقدرة على ان يكون صديقا للناس،‏ والناس ارادوا ان يكونوا معه.‏ وحتى الاولاد كانوا مرتاحين في حضوره —‏ وكان هو مرتاحا في حضور الاولاد.‏ فهل يرتاح الناس،‏ بمن فيهم الاولاد،‏ في حضوركم؟‏ —‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢،‏ متى ٢٠:‏٢٩-‏٣٤‏.‏

      ١٤ في ما يتعلق بسهولة الاقتراب الى المرء مَن بصورة خاصة يجب عليهم ان يتبعوا مثال يسوع؟‏

      ١٤ اظهر يسوع مودة حارة ولطفا.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ لقد كان منفتحا وكان يسهل الاقتراب اليه.‏ فكتابع للمسيح،‏ هل لكم فكره من هذه الناحية؟‏ ان النظار المسيحيين في الكور والدوائر والجماعات ومكاتب فروع جمعية برج المراقبة حول العالم يفعلون حسنا اذ يسألون انفسهم:‏ هل انا جازم ومتصلِّب؟‏ ام اجعل الآخرين،‏ وحتى الاولاد،‏ يشعرون بالارتياح معي؟‏ هل يسهل الاقتراب اليّ حقا؟‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨،‏ جامعة ٧:‏٨‏.‏

      تعاملات يسوع مع النساء

      ١٥،‏ ١٦ كيف كان يسوع مختلفا عن اليهود الآخرين في تعاملاته مع النساء؟‏

      ١٥ كشيوخ وخدام واخوة في الجماعة المسيحية،‏ هل لنا فكر المسيح عند التعامل مع اخواتنا المسيحيات ومع النساء بصورة عامة؟‏ كيف تجاوب المسيح،‏ وهو عزب،‏ في الظروف المختلفة اذ صادف النساء في ايامه؟‏

      ١٦ في ذلك المجتمع اليهودي الذي ساد فيه الذكور كان يسوع معلما غير عادي اذ كان مستعدا ان يكلم النساء،‏ وحتى النساء غير اليهوديات.‏ (‏يوحنا ٤:‏٧-‏٣٠‏)‏ مثلا،‏ عندما كان يزور بيتا في مقاطعة صور وصيداء الاممية طلبت منه امرأة يونانية ان يساعد ابنتها التي بها شيطان.‏ ولم يكن اليهودي التقليدي عادة ليتعامل معها.‏ ولكنّ يسوع استمع وامتحن ايمانها قائلا:‏ «دعي البنين [اليهود] اولا يشبعون.‏ لانه ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب [الامميين].‏» فهل كانت لهجة يسوع من النوع الذي ينهي الامر؟‏ وهل اخمد المناقشة الاضافية بشكل جازم؟‏ من الواضح ان الامر ليس كذلك،‏ لان المرأة اجابت بلباقة:‏ «نعم يا سيد.‏ والكلاب ايضا تحت المائدة تأكل من فتات البنين.‏» فتأثر يسوع وشفى ابنتها.‏ —‏ مرقس ٧:‏٢٤-‏٣٠‏.‏

      ١٧ ماذا يمكننا تعلمه من طريقة تعامل يسوع مع امرأة معيَّنة كانت خاطئة؟‏

      ١٧ حافظ يسوع على عقل منفتح مع النساء ولم يدن حسب المظاهر الخارجية.‏ (‏متى ٢٢:‏١٦‏)‏ وفي مناسبة اخرى،‏ فيما كان يأكل في بيت فريسي،‏ سمح لخاطئة معروفة من الممكن ان تكون زانية بأن تغسل قدميه ومن ثم تمسحهما بالطيب.‏ وبأعمالها دلّت على موقف توبة من مسلكها الخاطئ.‏ (‏لوقا ٧:‏٣٦-‏٥٠‏)‏ فلم ينبذها يسوع ويصرفها بدينونة شاملة لانها كانت فاسدة ادبيا.‏ (‏انظروا ايضا يوحنا ٤:‏٧-‏٣٠‏.‏)‏ لقد سامحها «لانها احبت كثيرا.‏» وعلى ماذا يدل ذلك بشأن فكر المسيح؟‏ لقد كان رؤوفا ومتفهما تجاه المرأة.‏ ألا يمكننا العمل على نحو مشابه في الجماعة وفي خدمتنا؟‏ —‏ لوقا ١٩:‏١-‏١٠،‏ رومية ١٤:‏١٠-‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏.‏

      تعاملات يسوع مع تلاميذه

      ١٨ (‏أ)‏ كيف يتجاوب البعض مع اولئك العاملين تحت اشرافهم؟‏ (‏ب)‏ كيف عامل يسوع تلاميذه والآخرين؟‏ (‏مرقس ٦:‏٥٤-‏٥٦‏)‏

      ١٨ يشعر ذوو السلطة احيانا بأنهم مهددون من مستخدَميهم.‏ فيخمدون ما يشعرون باطنيا بأنه منافسة.‏ والكبرياء تأتي الى المقدمة.‏ فيسرعون في الانتقاد ويبطئون في المدح لاولئك الذين يعملون تحت اشرافهم.‏ وتعابير ازدرائهم تفشل في احترام الكرامة الشخصية للآخرين.‏ ولكن ماذا عن يسوع —‏ كيف عامل من هم تحت اشرافه،‏ تلاميذه؟‏ هل جعلهم يشعرون بأنهم اقل شأنا او غير اكفاء او اغبياء؟‏ ام بالاحرى شعروا بالارتياح في العمل مع يسوع؟‏ —‏ قارنوا متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ٢٥:‏١٤-‏٢٣‏.‏

      ١٩ ماذا تعلّمنا يوحنا ١٣:‏١-‏١٧ عن يسوع؟‏

      ١٩ في هذا الصدد،‏ ان احد الدروس البارزة التي علّمها يسوع لتلاميذه موجود في يوحنا الاصحاح ١٣‏.‏ ونقترح ان تقرأوا الاعداد ١ الى ١٧ ‏.‏ في تلك الايام كانت الطرقات مليئة بالغبار،‏ وكانت العادة جعل الخادم يغسل اقدام الزائرين.‏ وأخذ يسوع المهمة الوضيعة هذه على عاتقه.‏ فما هي الصفة التي ابرزها بغسل اقدام تلاميذه؟‏ لقد اعطاهم درسا عمليا في التواضع.‏ وماذا نتعلم هنا عن فكر المسيح؟‏ تعطي كلمات يسوع الجواب:‏ «ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله.‏ ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه.‏» —‏ يوحنا ١٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٢٠ ايّ تحليل للذات يمكننا تطبيقه لرؤية ما اذا كان لنا فكر المسيح؟‏

      ٢٠ فهل لنا فكر المسيح في هذا الصدد؟‏ وهل نرغب في القيام بمهمات وضيعة ومتواضعة في البيت وفي الجماعة؟‏ ام نريد ان نفعل فقط تلك الامور التي تبدو «مهمة» او التي تجعلنا نبدو «خصوصيين»؟‏ هل نرغب في المساهمة في العمل المذلّ احيانا للكرازة بالبشارة من بيت الى بيت؟‏ ام نريد مجرد التعيينات على منصة قاعة الملكوت؟‏ حقا،‏ ان حيازة فكر المسيح تبقينا متواضعين يسهل الاقتراب الينا،‏ تماما كما كان يسوع.‏ —‏ رومية ١٢:‏٣‏.‏

      ٢١ كيف اظهر يسوع شعور المودة تجاه رسله؟‏ تجاه الجمع؟‏

      ٢١ في احدى المناسبات،‏ بعد حملة كرازية خاصة،‏ اظهر يسوع اعتبارا كبيرا للرسل.‏ فرغم انه كامل لم يتوقع يسوع الكمال من الآخرين.‏ وفي نهاية الحملة الكرازية لم يصرّ ان يعود الرسل حالا الى كرازتهم وان يعملوا على نحو افضل ايضا.‏ لقد اخذ بعين الاعتبار حاجتهم الى الراحة فأخذهم الى موضع خلاء ليكونوا على انفراد.‏ ولكن عندما تبعهم الجمع،‏ هل انزعج يسوع ونفد صبره؟‏ كلا،‏ لانه «تحنن عليهم،‏» تخبرنا الرواية.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣٠-‏٣٤‏.‏

      ٢٢ ماذا يساعدنا ايضا على فهم فكر المسيح؟‏

      ٢٢ وبهذا المثال الحسن،‏ هل عجيب ان يكون معظم الرسل أتباعا امناء للمسيح؟‏ لقد تأثر بطرس بالتأكيد من الامور التي تعلمها في المعاشرة اللصيقة ليسوع.‏ وعلى الارجح زود مرقس بمعظم المعلومات لرواية انجيله.‏ فببطء ولكن بثبات كيَّف بطرس نفسه وفقا لفكر المسيح.‏ وفحص رسالته الاولى سيساعدنا على اتّباع مثال المسيح بأكثر دقة.‏ —‏ متى ١٦:‏١٥-‏١٧،‏ ٢١-‏٢٣‏.‏

  • هل لكم فكر المسيح؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      كان يسوع رؤوفا ولم يخفِ مشاعره

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      كان يسوع رجل اعمال شجاعة

      ‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

      وضع يسوع مثالا بارزا في التواضع

  • يسوع،‏ مثال للاتّباع بدقة
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • يسوع،‏ مثال للاتّباع بدقة

      ‏«لانكم لهذا دُعيتم.‏ فان المسيح ايضا تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته (‏بدقة)‏.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      ١ و ٢ ايّ نوع من التلاميذ كان بطرس اثناء خدمته مع يسوع؟‏

      خلال فترة ثلاث سنوات ونصف السنة نال سمعان،‏ الذي صار معروفا بصفا،‏ او بطرس،‏ امتياز التمتع بمعاشرة لصيقة للمسيح يسوع.‏ (‏يوحنا ١:‏٣٥-‏٤٢‏)‏ وبعد حوالى سنة من التلمذة دُعي واحدا من الرسل الـ‍ ١٢.‏ (‏مرقس ٣:‏١٣-‏١٩‏)‏ وتظهر روايات الاناجيل ان بطرس كان جسورا ومندفعا ومعبّرا.‏ وهو مَن قال انه لن ينكر المسيح ابدا مهما حدث.‏ ولكن،‏ تحت الضغط،‏ انكره ثلاث مرات،‏ تماما كما تنبأ يسوع.‏ —‏ متى ٢٦:‏٣١-‏٣٥،‏ مرقس ١٤:‏٦٦-‏٧٢‏.‏

      ٢ بطرس هو الرسول الذي قال ليسوع،‏ «لن تغسل رجليَّ ابدا.‏» ثم عندما حذّره يسوع ذهب الى الطرف الآخر وقال،‏ «يا سيد ليس رجليَّ فقط بل ايضا يديَّ ورأسي.‏» (‏يوحنا ١٣:‏١-‏١٧‏)‏ وسمعان بطرس نفسه هذا هو الذي،‏ عندما قُبض على يسوع،‏ عمل بجرأة مستلَّا سيفه وقاطعا الاذن اليمنى لملخس،‏ عبد رئيس الكهنة.‏ وذلك ايضا جلب ملامة من يسوع:‏ «اجعل سيفك في الغمد.‏ الكأس التي اعطاني الآب ألا اشربها.‏» —‏ يوحنا ١٨:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ٣ ماذا يمكننا تعلمه من مثال بطرس؟‏

      ٣ على ماذا تدل هذه الحوادث وغيرها بشأن بطرس؟‏ أنه في الاغلب لم يفكر ويستنتج مثل يسوع.‏ وأنه،‏ بالاضافة الى ذلك،‏ لم يكن له دائما فكر المسيح.‏ ويصح ذلك غالبا في حالتنا الخاصة.‏ فنفشل في التركيز على الامور المنسجمة مع طريقة تفكير يسوع.‏ وتصير تجاوباتنا خاطئة بسبب طبيعتنا البشرية الناقصة.‏ —‏ لوقا ٩:‏٤٦-‏٥٠،‏ رومية ٧:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      ٤ اية حوادث أثّرت في ما بعد في طريقة تفكير بطرس؟‏ (‏انظروا غلاطية ٢:‏١١-‏١٤‏.‏)‏

      ٤ ولكنّ الامور بدأت تتحول عند بطرس من يوم الخمسين فصاعدا.‏ واذ دفعه الروح القدس اخذ القيادة في عمل الكرازة بين اليهود في اورشليم.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاحات ٢-‏٥‏)‏ وتحت انارة الروح القدس كيَّف ايضا تفكيره ليصير على انسجام مع فكر المسيح في ما يتعلق بالامم.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاح ١٠‏)‏ لقد اظهر بطرس الاتضاع،‏ صفة جوهرية لنا اذا اردنا ان نكون على انسجام مع المسيح.‏ —‏ متى ١٨:‏٣؛‏ ٢٣:‏١٢‏.‏

      غير منظور ولكن معروف

      ٥ و ٦ هل حقيقة كوننا لم نرَ المسيح قط هي عائق يمنع اتّباعنا مثاله؟‏

      ٥ عندما كتب بطرس رسالته الملهمة الاولى،‏ نحو ٦٢-‏٦٤ ب‌م،‏ كان قد وُجد وقت ليفكر مليا في خدمته مع يسوع ويفهم فكر يسوع في الامور على نحو أفضل.‏ ففي اوائل رسالته يعترف الرسول بحقيقة بسيطة —‏ أن معظم الاخوة في آسيا الصغرى لم يعرفوا يسوع شخصيا قط كما عرفه هو.‏ ولكن هل كان ذلك حاجزا يمنع ان يكون لهم فكر المسيح ويقتدوا بمثاله؟‏ يذكر بطرس:‏ «الذي وان لم تروه تحبونه.‏ ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس.‏» —‏ ١ بطرس ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ٦ يجب ان يكون لكلمات بطرس تطبيق معادل على جميع شعب يهوه اليوم.‏ فنحن لم نعرف المسيح شخصيا،‏ ولكن اذا قمنا ‹باستعلام متقن وتفتيش دقيق› و ‹داومنا على البحث› كما فعل الانبياء،‏ حينئذ يمكننا الى درجة اكبر ان نكتسب فكر المسيح.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٠،‏ ١١‏،‏ ع‌ج.‏

      يسوع،‏ المثال الكامل

      ٧ و ٨ (‏أ)‏ اية مشورة عامة يقدمها بطرس في رسالته الاولى؟‏ (‏ب)‏ ما هو معنى ‏«ايبوغراموس»‏ الاساسي؟‏ وكيف يطبق بطرس ذلك؟‏

      ٧ بفهمه الاوضح لتفكير يسوع وتحت توجيه الروح القدس استطاع بطرس تقديم مشورة لرفقائه المؤمنين في كيفية اظهار فكر المسيح في ظروفهم المختلفة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وهكذا ينصح جميع المسيحيين «كغرباء ونزلاء» ان يمتنعوا عن الشهوات الجسدية.‏ ويشجعهم،‏ رغم انهم يتألمون من اجل البر،‏ ان يحافظوا على السلوك الحسن في حياتهم اليومية.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      ٨ وبعد بضعة سطور يقدم بطرس ايضاحا حاذقا،‏ قائلا:‏ «إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند اللّٰه لانكم لهذا دعيتم.‏ فان المسيح ايضا تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته (‏بدقة)‏.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ والكلمة اليونانية التي تُنقل الى «مثال،‏» او «نموذج» في ترجمات اخرى عديدة،‏ هي «ايبوغراموس.‏» وهذه تعني حرفيا «الكتابة تحت شيء آخر،‏» او ‏«نسخة الكتابة‏،‏ بما فيها جميع احرف الابجدية،‏ التي تُعطى للمبتدئين كمساعد في تعلم كتابتها.‏» (‏المعجم اليوناني الانكليزي للعهد الجديد،‏ ج.‏ ه‍.‏ ثاير)‏ وهكذا كان التلاميذ يُعطَون احيانا ألواحا مشمَّعة كتب المعلم عليها في احرف مطبعية نموذجية بقلم.‏ وكان على التلميذ اتّباع المثال ومحاولة صنع نسخة مطابقة تحته.‏ ويبذل بطرس جهدا خصوصيا هنا لانه الكاتب الوحيد للاسفار اليونانية الذي يستعمل الكلمة «ايبوغراموس.‏» وهكذا يُبرز واقع كون يسوع قد ترك مثالا كاملا ليقتدي أتباعه به.‏

      ٩ على ماذا تدل الكلمة اليونانية المترجمة الى «(‏ميل عقلي)‏»؟‏ (‏قارنوا متى ٢٠:‏٢٨‏.‏)‏

      ٩ وفي ما بعد يُعدّ بطرس لنا درسا من احتمال المسيح للالم.‏ «فاذ قد تألم المسيح لاجلنا بالجسد تسلَّحوا انتم ايضا (‏بهذا الميل العقلي)‏ [باليونانية،‏ إنِّيان].‏» (‏١ بطرس ٤:‏١‏)‏ وهنا يستعمل ثانية كلمة غير اعتيادية،‏ «إنِّيا،‏» التي توجد مرتين فقط في الاسفار اليونانية.‏ (‏انظروا عبرانيين ٤:‏١٢‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور.‏)‏ وبحسب ج.‏ ه‍.‏ ثاير،‏ تعني إنِّيا «فكر،‏ فهم،‏ ارادة؛‏ طريقة التفكير والشعور.‏» ولذلك يجب علينا التكيّف مع طريقة تفكير المسيح وشعوره.‏ ولكن كيف يمكننا صنع هذا التكيّف؟‏ والى اية درجة يجب صنعه؟‏

      ١٠ ماذا يعني بطرس بكلمة «تسلَّحوا»؟‏

      ١٠ يستخدم بطرس استخداما فريدا الفعل اليوناني «اوبليساسثي،‏» الذي يعني ‹التسلُّح كجندي.‏› والجندي الذي يتسلَّح من نصف القلب لا يبقى على الارجح حيا لفترة طويلة في المعركة.‏ ولذلك لا تترك كلمات بطرس مكانا للاقتداء الفاتر بطريقة تفكير يسوع.‏ فلا بد ان نكون مخلصين في رغبتنا في ان يكون لنا «(‏الميل العقلي)‏» او «طريقة التفكير» التي للمسيح.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة)‏ وهذا يذكّرنا بكيفية تشديد بولس على انه لا بد للمسيحي ان يتسلَّح ‹بسلاح اللّٰه الكامل› لكي يقدر ان يثبت ضد الشيطان وعالمه.‏ —‏ افسس ٦:‏١١-‏١٨‏.‏

      ميل المسيح العقلي للزوجات

      ١١ اية مشورة يعطيها بطرس للزوجات المسيحيات؟‏

      ١١ في منتصف رسالته يحوّل بطرس انتباهه الى الزوجات والازواج.‏ وفي ذلك العالم الوثني القديم،‏ حيث كانت للنساء حقوق قليلة جدا،‏ كان من الصعب جدا على المرأة المسيحية ان تحافظ على استقامتها اذا كان لها زوج غير مؤمن.‏ فكانت عرضة للشتم والالم والطلاق المحتمل بسبب هجرها آلهة الاسلاف.‏ والحالة لا تختلف كثيرا في الازمنة العصرية.‏ ولكنّ بطرس يشدد ثانية على اهمية امتلاك المرء ميل المسيح العقلي،‏ مستعدا للتألم من اجل البر.‏ فهو يقول:‏ «كذلكنّ [كالمسيح،‏ كما هو مذكور في الآيات السابقة] ايتها النساء كنّ خاضعات لرجالكنّ حتى وان كان البعض لا يطيعون الكلمة يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكنّ الطاهرة (‏باحترام عميق)‏.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف يعكس الروح المذعن الوديع للزوجة مثال يسوع؟‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ (‏ب)‏ كيف ينظر اللّٰه وربما زوجها الى روحها الوديع؟‏

      ١٢ نعم،‏ يمكن احيانا ربح الرفيق غير المؤمن،‏ ليس بالضرورة بوسائل الكرازة الدائمة،‏ بل ‹(‏بالاحترام العميق)‏› والمثال «الامين والحي الضمير» للزوجة المذعنة.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٢‏،‏ الكتاب المقدس الاورشليمي)‏ و ‹روحها الوديع الهادئ الذي هو قدّام اللّٰه كثير الثمن› يمكن ايضا ان يساعد زوجها على ادراك نتائج امتلاك فكر المسيح في الحياة اليومية.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٤‏)‏ فلماذا يعكس هذا الروح الوديع ميل يسوع؟‏ لان يسوع نفسه قال:‏ «احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.‏ لاني وديع ومتواضع القلب.‏ فتجدوا راحة لنفوسكم.‏» —‏ متى ١١:‏٢٩‏.‏

      ميل المسيح العقلي للازواج

      ١٣ كيف يجب على الازواج معاملة زوجاتهم؟‏ (‏افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٣‏)‏

      ١٣ لا بد للازواج كذلك ان يعكسوا ميل المسيح العقلي اذ يظهرون المحبة الحقيقية لزوجاتهم.‏ ينصح بطرس ثانية:‏ «كذلكم ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائي كالاضعف معطين اياهن كرامة.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وبالنسبة الى ذلك العالم الوثني القديم كانت هذه المشورة مثيرة للدهش —‏ اعطاء الكرامة للمرأة!‏ ولكن كان على الجماعة المسيحية ان تكون مختلفة عن العالم.‏ وفي الزواج المسيحي كان يجب ان توجد الكرامة والاحترام المتبادل.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٤ كيف يمكن للزوج اظهار الكرامة والاعتبار لزوجته؟‏

      ١٤ كان المسيح يتصف دائما بالاعتبار نحو تلاميذه والجموع الذين يتبعونه.‏ (‏مرقس ٦:‏٣٠-‏٤٤‏)‏ وهذا يرتبط الى حد بعيد بمشورة بطرس للازواج ان يأخذوا بعين الاعتبار الحالة الانثوية لزوجاتهم.‏ وتعبِّر ترجمة اسبانية عن ذلك بهذه الطريقة:‏ «في ما يتعلق بالازواج:‏ لتكن لديكم اللباقة في حياتكم المشتركة،‏ مظهرين الاعتبار للمرأة لانها ذات بنية ارقّ.‏» (‏الترجمة الاسبانية الجديدة)‏ فاذا اتَّبع الزوج مثال المسيح يأخذ بعين الاعتبار الجانب الانثوي الرقيق من حياة زوجته.‏ ويشمل ذلك تلك الايام الصعبة التي تحتاج فيها الى مزيد من اللطف والصبر والاعتبار.‏ وطبعا،‏ سيمارس الزوج المحب ضبط النفس ولن يكون متطلبا في اوقات كهذه.‏ فالمحبة الحقيقية تضحّي بالذات.‏ —‏ قارنوا لاويين ١٥:‏٢٤؛‏ ٢٠:‏١٨؛‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣-‏٦‏.‏

      ١٥ ايّ مثال وضعه يسوع في قضايا الرئاسة؟‏

      ١٥ حقا،‏ «الرجل هو رأس المرأة.‏» ولكن مَن هو المثال له في ممارسة هذه الرئاسة؟‏ يوضح بولس ذلك مضيفا،‏ «كما أنّ المسيح ايضا رأس الكنيسة.‏» (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ ان هذه الكلمات الملطِّفة لا تترك مكانا للاستبداد والطغيان الزهيد في العلاقة الزوجية المسيحية.‏ وفي تعاملاته مع تلاميذه لم يسئ المسيح قط استعمال سلطته (‏رئاسته)‏ بل بالاحرى استعمل سلطته وفق مبادئ الكتاب المقدس.‏ —‏ قارنوا متى ١٦:‏١٣-‏١٧،‏ ٢٠،‏ لوقا ٩:‏١٨-‏٢١‏.‏

      مثال المسيح للرجال

      ١٦ (‏أ)‏ لماذا كان بطرس شاعرا الى حد بعيد بالحاجة الى التواضع؟‏ (‏ب)‏ مَن بصورة خاصة يجب ان يظهروا هذه الصفة؟‏

      ١٦ ابرز يسوع في خدمته باستمرار صفة التواضع.‏ ففي ايضاحه عن اولئك المدعوّين الى وليمة عرس قال:‏ «لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.‏» (‏لوقا ١٤:‏١١‏)‏ وكان بطرس شاعرا الى حد بعيد بميل يسوع العقلي من هذه الناحية.‏ أفلم يتمكن من ذكر مثال يسوع في غسل ارجل التلاميذ؟‏ (‏يوحنا ١٣:‏٤-‏١٧‏)‏ ولذلك في رسالته الاولى ينصح الشيوخ والاحداث ان يُظهروا موقف التواضع.‏ فيجب على الشيوخ ان ‹لا يسودوا على الجماعة بل يصيروا امثلة للرعية.‏› ويجب على الاحداث ان يخضعوا للشيوخ.‏ ولكن بعدئذ يجب عليهم جميعا،‏ احداثا ومسنين،‏ ان ‹(‏يتمنطقوا)‏ بالتواضع (‏العقلي)‏ لان اللّٰه يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة.‏› —‏ ١ بطرس ٥:‏١-‏٥‏.‏

      ١٧ كيف يبرز الفعل اليوناني المترجم «تمنطقوا» الخدمة المتواضعة؟‏

      ١٧ هنا من جديد يستخدم بطرس كلمة على نحو فريد لكي ينقل فكرته كاملا عن التواضع.‏ فيقول:‏ «(‏تمنطقوا)‏ [باليونانية،‏ اغكومبوساسثي] بالتواضع (‏العقلي)‏.‏» وهذا الفعل يُشتق من جذر يعني يعقد او يربط،‏ ويتعلق معناه بـ‍ «الرداء او المئزر الابيض للعبيد،‏ الذي كان يُشَدّ الى منطقة الثوب.‏ .‏ .‏ ويميز العبيد من الاحرار.‏ ولذلك،‏.‏ .‏ .‏ تمنطقوا بالتواضع كثوب عبوديتكم.‏ .‏ .‏ اي بلبس التواضع اظهروا خضوعكم بعضكم لبعض.‏» —‏ المعجم اليوناني الانكليزي للعهد الجديد،‏ ج.‏ ه‍.‏ ثاير.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يذكر الرجال المنتذرون بشأن دافعهم؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة خصوصية تكون اخوات كثيرات مثالا للتواضع؟‏

      ١٨ فكيف يمكن للرجال المنتذرين ان يطبقوا هذه المشورة اليوم؟‏ بادراكهم ان ايّ مركز للمسؤولية ضمن الجماعة المسيحية هو تعيين للخدمة المتواضعة.‏ وقد يظن البعض على نحو خاطئ ان كون الشخص خادما مساعدا او شيخ جماعة او ناظر دائرة او كورة او بيت ايل هو بلوغ مركز نفوذ وسلطة.‏ وفي هذه الحالة لا يكون لهم فكر المسيح في القضية.‏ فليس هنالك مكان للطموح الاناني اذا كان لنا ميل المسيح العقلي.‏ ودافعنا الى خدمة اللّٰه واخواننا يجب ان يكون نقيا.‏ مثلا،‏ تأخذ كثيرات من اخواتنا المسيحيات القيادة في خدمة الفتح والخدمة الارسالية.‏ وتكون الاخريات ناشرات غيورات للبشارة رغم الاضطهاد او المقاومة العائلية.‏ ويجري كل ذلك دون ايّ حافز الى الصيرورة يوما ما خادمات مساعدات او ناظرات!‏

      المحبة —‏ حجر الزاوية لمثال المسيح

      ١٩ ما هو حجر الزاوية لمثال المسيح؟‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

      ١٩ وعلى ماذا يشدد بطرس قبل كل شيء آخر بشأن فكر المسيح؟‏ يكتب:‏ «ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لان المحبة تستر كثرة من الخطايا.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ فكيف عكس يسوع هذه المحبة؟‏ لقد علَّم:‏ «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم.‏ ليس لأحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وبعد ذلك بوقت قصير قدَّم يسوع حياته ذبيحة لاجل الجنس البشري.‏ وطبعا سترت محبته كثرة من الخطايا!‏ ولذلك اذا كان لنا حقا الميل العقلي نفسه الذي ليسوع نظهر نحن ايضا ‹محبة شديدة بعضنا لبعض› ونكون متسامحين.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤،‏ امثال ١٠:‏١٢‏.‏

      ٢٠ اذا اردنا اتِّباع مثال المسيح بدقة ماذا يجب علينا فعله جميعا؟‏

      ٢٠ يوجَز مثال المسيح بكلمة واحدة —‏ المحبة.‏ واذا اتَّبعنا حقا مثال يسوع بدقة في جميع ما نفكر فيه ونقوله ونفعله نمارس المحبة نحن ايضا.‏ وكما ذكر بطرس:‏ «والنهاية كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ذوي محبة اخوية مشفقين لطفاء غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة.‏» —‏ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة