مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يسوع المسيح —‏ اعظم مرسَل
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ٨ لِمَاذَا يَقْدِرُ يَسُوعُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَتِنَا؟‏

      ٨ كَانَ يَسُوعُ يَتَحَلَّى بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ.‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ مَحَبَّةً لِلنَّاسِ وَرَغْبَةً شَدِيدَةً فِي مُسَاعَدَتِهِمْ.‏ لِذلِكَ لَمْ تَفْتُرْ رُوحُ ٱلتَّبْشِيرِ لَدَيْهِ.‏ وَبِسَبَبِ أَمَانَتِهِ لِيَهْوَه ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ «عُهِدَ إِلَيْهِ بِٱلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ ‹بِمَا أَنَّهُ تَأَلَّمَ عِنْدَمَا ٱمْتُحِنَ،‏ فَهُوَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُمْتَحَنِينَ› أَمْثَالِنَا.‏ —‏ عب ٢:‏١٨؛‏ ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

  • يسوع المسيح —‏ اعظم مرسَل
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • بِمَاذَا تَمَيَّزَ تَعْلِيمُهُ؟‏

      ١٤،‏ ١٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ تَعْلِيمِ يَسُوعَ وَتَعْلِيمِ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ؟‏

      ١٤ وَكَيْفَ وَضَعَ يَسُوعُ تَدْرِيبَهُ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ عِنْدَ تَعْلِيمِ أَتْبَاعِهِ؟‏ عِنْدَمَا نُقَارِنُ طَرِيقَةَ تَعْلِيمِهِ مَعَ طَرِيقَةِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ،‏ نَرَى بِوُضُوحٍ كَمْ هُوَ مُتَفَوِّقٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ‹أَبْطَلُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِهِمْ›.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ لَمْ يَتَكَلَّمْ يَسُوعُ مِنْ عِنْدِهِ،‏ بَلِ ٱلْتَصَقَ بِكَلَامِ ٱللّٰهِ.‏ (‏مت ١٥:‏٦؛‏ يو ١٤:‏١٠‏)‏ وَهذَا مَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَهُ نَحْنُ أَيْضًا.‏

      ١٥ وَهُنَالِكَ عَامِلٌ آخَرُ جَعَلَ يَسُوعَ مُخْتَلِفًا تَمَامًا عَنِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ.‏ فَعَنِ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِفْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ وَٱحْفَظُوهُ،‏ وَلٰكِنْ لَا تَفْعَلُوا حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ».‏ (‏مت ٢٣:‏٣‏)‏ أَمَّا هُوَ فَقَدْ طَبَّقَ مَا عَلَّمَهُ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ يُثْبِتُ صِحَّةَ ذلِكَ.‏

      ١٦ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ عَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٦:‏١٩-‏٢١‏؟‏

      ١٦ حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَدَّخِرُوا كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ›.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏١٩-‏٢١‏.‏‏)‏ فَهَلْ عَمِلَ هُوَ نَفْسُهُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هذَا ٱلْحَضِّ؟‏ نَعَمْ.‏ فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏ (‏لو ٩:‏٥٨‏)‏ فَيَسُوعُ عَاشَ حَيَاةً بَسِيطَةً،‏ إِذْ إِنَّهُ ٱنْكَبَّ عَلَى إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَأَظْهَرَ عَمَلِيًّا مَاذَا يَعْنِي أَنْ تَكُونَ حَيَاةُ ٱلْمَرْءِ خَالِيَةً مِنَ ٱلْهُمُومِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنِ ٱدِّخَارِ كُنُوزٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَقَدْ أَشَارَ أَيْضًا كَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نَدَّخِرَ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ «حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ،‏ وَحَيْثُ لَا يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ».‏ فَهَلْ تَتْبَعُ حَضَّ يَسُوعَ أَنْ تَدَّخِرَ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏

      صِفَاتٌ جَعَلَتْهُ مُحَبَّبًا إِلَى ٱلنَّاسِ

      ١٧ أَيَّةُ صِفَاتٍ جَعَلَتْ يَسُوعَ مُبَشِّرًا مُمَيَّزًا؟‏

      ١٧ أَيَّةُ صِفَاتٍ جَعَلَتْ يَسُوعَ مُبَشِّرًا مُمَيَّزًا؟‏ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَمَيَّزَ بِهَا يَسُوعُ هُوَ مَوْقِفُهُ حِيَالَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ سَاعَدَهُمْ.‏ فَقَدْ عَكَسَ صِفَاتِ يَهْوَه ٱلرَّائِعَةَ مِثْلَ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَٱلرَّأْفَةِ.‏ لَاحِظْ كَيْفَ جَذَبَتْ هذِهِ ٱلصِّفَاتُ كَثِيرِينَ إِلَيْهِ.‏

      ١٨ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ مُتَوَاضِعًا؟‏

      ١٨ بَعْدَ أَنْ قَبِلَ يَسُوعُ ٱلتَّعْيِينَ ٱلْمُوكَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ «أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ صَائِرًا فِي شَبَهِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ وَكَانَ هذَا عَمَلًا يَنِمُّ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ.‏ وَأَعْرَبَ يَسُوعُ أَيْضًا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ بِعَدَمِ مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ بِٱزْدِرَاءٍ أَوِ ٱلْإِيحَاءِ لَهُمْ بِأَنَّهُ تَكَلَّفَ عَنَاءَ ٱلْمَجِيءِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُصْغُوا لَهُ.‏ وَبِعَكْسِ ٱلْمُسَحَاءِ ٱلْكَذَبَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يَنْشُرُ ٱلْخَبَرَ عَلَى ٱلْمَلَإِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْحَقِيقِيُّ.‏ بَلْ كَانَ يُوصِي ٱلنَّاسَ أَحْيَانًا أَلَّا يُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ مَنْ هُوَ أَوْ مَاذَا فَعَلَ.‏ (‏مت ١٢:‏١٥-‏٢١‏)‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلشَّخْصُ قَرَارَهُ بِٱتِّبَاعِهِ عَلَى أَسَاسِ مَا رَآهُ هُوَ بِنَفْسِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يَكُونُوا كَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلَّذِينَ كَانَ يَعِيشُ وَسْطَهُمْ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَكَمْ كَانَ ذلِكَ مُشَجِّعًا لَهُمْ!‏

      ١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ دَفَعَتِ ٱلْمَحَبَّةُ وَٱلرَّأْفَةُ يَسُوعَ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ؟‏

      ١٩ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ إِحْدَى صِفَاتِ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلرَّئِيسِيَّةِ.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ فَكَانَ يُعَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا لِحَاكِمٍ شَابٍّ.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏١٧-‏٢٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ «شَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ» وَأَرَادَ مُسَاعَدَتَهُ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْحَاكِمَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ لِيَصِيرَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ.‏

      ٢٠ كَانَتِ ٱلرَّأْفَةُ أَيْضًا بَيْنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي جَعَلَتْ يَسُوعَ مُحَبَّبًا إِلَى ٱلنَّاسِ.‏ فَٱلْمَشَاكِلُ كَانَتْ تُثْقِلُ كَاهِلَ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعْلِيمِهِ،‏ مَثَلُهُمْ مَثَلُ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ هذَا ٱلْأَمْرَ،‏ عَلَّمَهُمْ بِرَأْفَةٍ وَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ يَسُوعُ وَرُسُلُهُ ذَاتَ مَرَّةٍ مَشْغُولِينَ جِدًّا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَتَسَنَّ لَهُمُ ٱلْوَقْتُ لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ عِنْدَمَا رَأَى ٱلْجُمُوعَ يَأْتُونَ إِلَيْهِ؟‏ يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ:‏ ‏«أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ (‏مر ٦:‏٣٤‏)‏ فَيَسُوعُ لَاحَظَ حَالَةَ ٱلنَّاسِ وَبَذَلَ طَاقَتَهُ فِي تَعْلِيمِهِمْ وَصَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏ وَقَدْ جَذَبَتْ صِفَاتُهُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ وَأَثَّرَتْ فِيهِمْ كَلِمَاتُهُ،‏ فَصَارُوا تَلَامِيذَ لَهُ.‏

      ٢١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢١ لَا شَكَّ أَنَّهُ لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِتَعَلُّمِهِ عَنْ خِدْمَةِ يَسُوعَ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ سَتُظْهِرُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ أَعْظَمِ مُرْسَلٍ.‏

  • اقتدِ بأعظم مرسَل
    برج المراقبة ٢٠٠٨ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • اِقْتَدِ بِأَعْظَمِ مُرْسَلٍ

      ‏«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِي،‏ كَمَا أَنَا بِٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ ١ كو ١١:‏١‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      اِقْتَدَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِأَعْظَمِ مُرْسَلٍ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَقَدْ حَثَّ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «كُونُوا مُقْتَدِينَ بِي،‏ كَمَا أَنَا بِٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ١١:‏١‏)‏ فَبَعْدَمَا عَلَّمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ دَرْسًا عَمَلِيًّا فِي ٱلتَّوَاضُعِ بِغَسْلِ أَقْدَامِهِمْ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا،‏ حَتَّى كَمَا فَعَلْتُ لَكُمْ تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٣:‏١٢-‏١٥‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي أَقْوَالِنَا وَأَعْمَالِنَا وَصِفَاتِنَا.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

      ٢ أَيُّ مَوْقِفٍ يُمْكِنُكَ حِيَازَتُهُ حَتَّى لَوْ لَمْ تُعَيِّنْكَ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ مُرْسَلًا؟‏

      ٢ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلْمُرْسَلَ هُوَ شَخْصٌ يَجْرِي إِرْسَالُهُ كَمُبَشِّرٍ.‏ وَفِي هذَا ٱلصَّدَدِ،‏ طَرَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُثِيرَةِ لِلِٱهْتِمَامِ.‏ (‏اِقْرَأْ روما ١٠:‏١١-‏١٥‏.‏‏)‏ لَاحِظْ أَحَدَ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ:‏ «كَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلَا كَارِزٍ؟‏».‏ بَعْدَئِذٍ،‏ ٱقْتَبَسَ مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ ٱلْمُبَشِّرِينَ بِٱلْخَيْرَاتِ!‏».‏ (‏اش ٥٢:‏٧‏)‏ فَحَتَّى لَوْ لَمْ تُعَيِّنْكَ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ مُرْسَلًا فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ،‏ يُمْكِنُكَ ٱمْتِلَاكُ رُوحِ ٱلتَّبْشِيرِ بِكَوْنِكَ مُنَادِيًا غَيُورًا بِٱلْبِشَارَةِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ.‏ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْمَاضِيَةِ،‏ عَمِلَ ٨٥٢‏,٩٥٧‏,٦ نَاشِرًا لِلْمَلَكُوتِ ‹عَمَلَ ٱلْمُبَشِّرِينَ› فِي ٢٣٦ بَلَدًا.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

      ‏«تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ»‏

      ٣،‏ ٤ عَمَّ تَخَلَّى يَسُوعُ عِنْدَمَا تَرَكَ ٱلسَّمَاءَ،‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكُونَ أَتْبَاعًا لَهُ؟‏

      ٣ لِكَيْ يُتَمِّمَ يَسُوعُ ٱلدَّوْرَ ٱلْمُعَيَّنَ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ «أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ»،‏ مُتَخَلِّيًا عَنْ حَيَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لَدَيْهِ.‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ لِذلِكَ مَهْمَا فَعَلْنَا ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ،‏ فَلَنْ يُضَاهِيَ أَبَدًا مَا فَعَلَهُ هُوَ بِمَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَلكِنْ يُمْكِنُنَا ٱلْبَقَاءُ ثَابِتِينَ كَأَتْبَاعٍ لَهُ،‏ غَيْرَ نَاظِرِينَ خَلْفَنَا إِلَى مَا تَرَكْنَاهُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ —‏ ١ يو ٥:‏١٩‏.‏

      ٤ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».‏ (‏مت ١٩:‏٢٧‏)‏ فَبُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا تَرَكُوا شِبَاكَهُمْ فَوْرًا حِينَ دَعَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَتْبَعُوهُ.‏ وَقَدْ تَخَلَّوْا عَنْ صَيْدِ ٱلسَّمَكِ وَٱتَّخَذُوا ٱلْخِدْمَةَ مِهْنَةً لَهُمْ.‏ وَبِحَسَبِ رِوَايَةِ إِنْجِيلِ لُوقَا،‏ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا مَا لَنَا وَتَبِعْنَاكَ».‏ (‏لو ١٨:‏٢٨‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ مُعْظَمَنَا لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى تَرْكِ كُلِّ ‹مَا لَهُ› لِيَتْبَعَ يَسُوعَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَيْنَا ‹إِنْكَارُ أَنْفُسِنَا› لِنَصِيرَ أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ وَخُدَّامًا مُخْلِصِينَ لِيَهْوَه.‏ (‏مت ١٦:‏٢٤‏)‏ وَهذَا ٱلْمَسْلَكُ يُنْتِجُ بَرَكَاتٍ سَخِيَّةً.‏ (‏اِقْرَأْ متى ١٩:‏٢٩‏.‏‏)‏ فَٱمْتِلَاكُ رُوحِ ٱلتَّبْشِيرِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ يُدْخِلُ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِنَا،‏ وَخُصُوصًا إِذَا سَاهَمْنَا وَلَوْ مُسَاهَمَةً بَسِيطَةً فِي مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ مَا أَنْ يَقْتَرِبَ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ.‏

      ٥ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَرِّرَ ٱلْمُهَاجِرُ فِعْلَهُ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ٥ كَانَ ڤَالْمِيرُ رَجُلًا بَرَازِيلِيًّا يَعِيشُ فِي ٱلدَّاخِلِ ٱلسُّورِينَامِيِّ وَيَعْمَلُ فِي تَعْدِينِ ٱلذَّهَبِ.‏ وَكَانَ كُحُولِيًّا يَحْيَا حَيَاةً فَاسِدَةً أَدَبِيًّا.‏ وَلكِنَّهُ ٱلْتَقَى ذَاتَ مَرَّةٍ شُهُودَ يَهْوَه فِي إِحْدَى ٱلْمُدُنِ،‏ فَٱبْتَدَأُوا يَدْرُسُونَ مَعَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا.‏ وَقَدْ صَنَعَ تَغْيِيرَاتٍ كَثِيرَةً فِي حَيَاتِهِ،‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱعْتَمَدَ.‏ وَعِنْدَمَا شَعَرَ أَنَّ عَمَلَهُ يُصَعِّبُ عَلَيْهِ ٱلْعَيْشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَخَلَّى عَنْ مِهْنَتِهِ ٱلْمُرْبِحَةِ وَعَادَ إِلَى ٱلْبَرَازِيلِ لِمُسَاعَدَةِ عَائِلَتِهِ عَلَى إِيجَادِ ٱلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ مِثْلُ ڤَالْمِيرَ،‏ يَتَخَلَّى مُهَاجِرُونَ كَثِيرُونَ طَوْعًا عَنْ وَظَائِفِهِمْ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلْغَنِيَّةِ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَعُودُونَ إِلَى بَلَدِهِمْ بِهَدَفِ تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِأَقْرِبَائِهِمْ وَٱلْأَشْخَاصِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَبِذلِكَ يُعْرِبُ نَاشِرُو ٱلْمَلَكُوتِ هؤُلَاءِ عَنْ رُوحِ ٱلتَّبْشِيرِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏

      ٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ حَتَّى لَوْ لَمْ نَسْتَطِعِ ٱلِٱنْتِقَالَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏

      ٦ يَنْتَقِلُ عَدَدٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ إِلَى مَنَاطِقَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُبَشِّرِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَخْتَارُونَ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ بِهَدَفِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَلكِنْ حَتَّى لَوْ لَمْ نَسْتَطِعِ ٱلِٱنْتِقَالَ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ إِذْ نَبْذُلُ عَلَى ٱلدَّوَامِ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏

      يَهْوَه يُزَوِّدُ ٱلتَّدْرِيبَ ٱللَّازِمَ

      ٧ أَيَّةُ مَدَارِسَ مُعَدَّةٌ لِتَدْرِيبِ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ تَحْسِينَ قُدُرَاتِهِمْ كَمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟‏

      ٧ تَمَامًا كَمَا نَالَ يَسُوعُ ٱلتَّدْرِيبَ مِنْ أَبِيهِ،‏ يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَهْوَه ٱلْآنَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَنْبِيَاءِ:‏ ‹وَيَكُونُونَ كُلُّهُمْ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ›».‏ (‏يو ٦:‏٤٥؛‏ اش ٥٤:‏١٣‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ هُنَالِكَ مَدَارِسُ مُصَمَّمَةٌ خُصُوصًا لِتَجْهِيزِنَا لِلْخِدْمَةِ كَمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَجَمِيعُنَا نَسْتَفِيدُ دُونَ شَكٍّ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ فِي جَمَاعَتِنَا.‏ وَيَحْظَى ٱلْفَاتِحُونَ بِٱمْتِيَازِ حُضُورِ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ.‏ وَقَدْ سُرَّ عَدَدٌ مِنَ ٱلْفَاتِحِينَ ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ بِحُضُورِ هذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ مَرَّةً ثَانِيَةً.‏ وَيَحْضُرُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ مَدْرَسَةَ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَحْسِينِ قُدُرَاتِهِمِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ وَٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي يُؤَدُّونَهَا لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَعَدَدٌ مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلْعُزَّابِ يَحْضُرُونَ مَدْرَسَةَ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ ٱلَّتِي تُجَهِّزُهُمْ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ يَتَدَرَّبُونَ فِي مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَنَالُونَ تَعْيِينَاتٍ كَمُرْسَلِينَ فِي بُلْدَانٍ أَجْنَبِيَّةٍ.‏

      ٨ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُضَحِّي بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ بُغْيَةَ نَيْلِ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ يَهْوَه؟‏

      ٨ يُجْرِي كَثِيرُونَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه ٱلتَّعْدِيلَاتِ لِحُضُورِ مَدَارِسَ كَهذِهِ.‏ مَثَلًا،‏ لِكَيْ يَتَمَكَّنَ يُوڠُو مِنْ حُضُورِ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ فِي كَنَدَا،‏ ٱسْتَقَالَ مِنْ عَمَلِهِ ٱلدُّنْيَوِيِّ لِأَنَّ رَبَّ عَمَلِهِ لَمْ يُوَافِقْ عَلَى طَلَبِهِ إِذْنًا بِٱلتَّغَيُّبِ.‏ قَالَ يُوڠُو:‏ «أَنَا لَسْتُ نَادِمًا أَبَدًا.‏ فَلَوْ مَنَحُونِي هذِهِ ٱلْإِجَازَةَ ٱلِٱسْتِثْنَائِيَّةَ لَتَوَقَّعُوا مِنِّي رُبَّمَا أَنْ أَبْقَى بِشَكْلٍ دَائِمٍ فِي ٱلشَّرِكَةِ بِدَافِعِ ٱلْوَلَاءِ لَهَا.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا جَاهِزٌ لِأَيِّ تَعْيِينٍ قَدْ أَنَالُهُ مِنْ يَهْوَه».‏ عَلَى غِرَارِ يُوڠُو،‏ يُضَحِّي كَثِيرُونَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ بِمَا كَانُوا يَعْتَبِرُونَهُ ذَا قِيمَةٍ بُغْيَةَ ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُ ٱللّٰهُ.‏ —‏ لو ٥:‏٢٨‏.‏

      ٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ مَدَى فَعَّالِيَّةِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْجُهْدِ ٱلدَّؤُوبِ؟‏

      ٩ إِنَّ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْجُهْدَ ٱلدَّؤُوبَ فَعَّالَانِ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ عَلَى إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ سُولُو فِي غْوَاتِيمَالَا.‏ فَمُنْذُ وِلَادَتِهِ،‏ يُعَانِي سُولُو مِنْ إِعَاقَةٍ عَقْلِيَّةٍ جُزْئِيَّةٍ.‏ لِذلِكَ قَالَتْ إِحْدَى مُعَلِّمَاتِهِ لِأُمِّهِ إِنَّهَا لَا يَجِبُ أَنْ تُجْبِرَهُ عَلَى تَعَلُّمِ ٱلْقِرَاءَةِ لِئَلَّا يُصَابَ بِٱلْإِحْبَاطِ.‏ وَهكَذَا،‏ تَرَكَ سُولُو ٱلْمَدْرَسَةَ دُونَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْقِرَاءَةَ.‏ إِلَّا أَنَّ أَحَدَ ٱلشُّهُودِ تَمَكَّنَ مِنْ تَعْلِيمِهِ ٱلْقِرَاءَةَ بِٱسْتِخْدَامِ كُرَّاسَةِ وَاظِبُوا عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلْكِتَابَةِ.‏ وَقَدْ أَحْرَزَ سُولُو تَقَدُّمًا رَائِعًا،‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱبْتَدَأَ يُلْقِي ٱلْمَوَاضِيعَ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ ٱلْتَقَتْ أُمُّهُ مُعَلِّمَتَهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ وَعِنْدَمَا عَرَفَتِ ٱلْمُعَلِّمَةُ أَنَّ سُولُو تَعَلَّمَ ٱلْقِرَاءَةَ،‏ طَلَبَتْ مِنْ أُمِّهِ أَنْ تَجْلُبَهُ مَعَهَا فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلتَّالِي.‏ وَعِنْدَمَا أَتَى إِلَى بَيْتِهَا،‏ سَأَلَتْهُ:‏ «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ تُعَلِّمَنِي؟‏».‏ فَٱبْتَدَأَ سُولُو يَقْرَأُ عَلَيْهَا فِقْرَةً مِنْ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏.‏ فَقَالَتْ لَهُ:‏ «لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَدِّقَ أَنَّكَ أَنْتَ مَنْ يُعَلِّمُنِي ٱلْآنَ».‏ ثُمَّ عَانَقَتْهُ وَدُمُوعُ ٱلْفَرَحِ تَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهَا.‏

      تَعْلِيمٌ يَمَسُّ ٱلْقَلْبَ

      ١٠ أَيَّةُ أَدَاةٍ رَائِعَةٍ هِيَ فِي مُتَنَاوَلِنَا كَيْ نَسْتَخْدِمَهَا لِتَعْلِيمِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٠ كَانَ تَعْلِيمُ يَسُوعَ مُؤَسَّسًا عَلَى مَا عَلَّمَهُ إِيَّاهُ يَهْوَه مُبَاشَرَةً وَعَلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلْمَوْجُودِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ.‏ (‏لو ٤:‏١٦-‏٢١؛‏ يو ٨:‏٢٨‏)‏ وَنَحْنُ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ بِتَطْبِيقِ مَشُورَتِهِ وَٱلِٱلْتِصَاقِ بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عِنْدَمَا نُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَبِذلِكَ نَتَكَلَّمُ وَنُفَكِّرُ جَمِيعُنَا بِٱتِّفَاقٍ،‏ مِمَّا يُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَنَا.‏ (‏١ كو ١:‏١٠‏)‏ وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ ‹لِلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ› لِأَنَّهُ يُزَوِّدُنَا بِٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمُسَاعَدَتِنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ فِي تَعْلِيمِنَا وَنُنْجِزَ عَمَلَنَا كَمُبَشِّرِينَ!‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَإِحْدَى هذِهِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ هِيَ كِتَابُ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمُتَوَفِّرُ ٱلْآنَ بِـ‍ ١٧٩ لُغَةً.‏

      ١١ كَيْفَ تَغَلَّبَتْ أُخْتٌ فِي إِثْيُوبْيَا عَلَى ٱلْمُقَاوَمَةِ بِٱسْتِخْدَامِ كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟‏

      ١١ يُمْكِنُ لِدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱسْتِخْدَامِ كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ يُغَيِّرَ قُلُوبَ ٱلْمُقَاوِمِينَ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلِٱخْتِبَارَ ٱلتَّالِيَ.‏ حِينَ كَانَتْ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ فِي إِثْيُوبْيَا ٱسْمُهَا لُولَا تَعْقِدُ ذَاتَ مَرَّةٍ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ دَخَلَتْ إِحْدَى قَرِيبَاتِ ٱلتِّلْمِيذَةِ ٱلْغُرْفَةَ فَجْأَةً وَقَالَتْ لِلْأُخْتِ بِفَظَاظَةٍ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِحَاجَةٍ إِلَى دَرْسٍ كَهذَا.‏ فَنَاقَشَتْهَا لُولَا بِهُدُوءٍ مُسْتَخْدِمَةً ٱلْمَثَلَ عَنِ ٱلْعُمْلَةِ ٱلْمُزَوَّرَةِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٥ مِنْ كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ‏.‏ فَهَدَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَسَمَحَتْ لَهُمَا بِإِكْمَالِ ٱلدَّرْسِ.‏ وَقَدْ حَضَرَتِ ٱلدَّرْسَ مَعَهُمَا فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلتَّالِيَةِ وَطَلَبَتْ أَنْ يُعْقَدَ مَعَهَا دَرْسٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ حَتَّى إِنَّهَا عَرَضَتِ ٱلْمَالَ عَلَى ٱلْأُخْتِ لِقَاءَ تَعْلِيمِهَا.‏ وَسُرْعَانَ مَا صَارَتْ تَدْرُسُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ وَأَحْرَزَتْ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا مَلْحُوظًا.‏

      ١٢ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأَحْدَاثِ تَعْلِيمُ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِفَعَّالِيَّةٍ؟‏

      ١٢ بِإِمْكَانِ ٱلْأَحْدَاثِ أَيْضًا مُسَاعَدَةُ ٱلْآخَرِينَ بِٱسْتِخْدَامِ كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ‏.‏ وَهذَا مَا يُظْهِرُهُ ٱخْتِبَارُ صَبِيٍّ عُمْرُهُ ١١ سَنَةً يَعِيشُ فِي هَاوَايَ ٱسْمُهُ كْيَانُو.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَقْرَأُ هذَا ٱلْكِتَابَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ سَأَلَهُ أَحَدُ رُفَقَاءِ صَفِّهِ:‏ «لِمَاذَا لَا تَحْتَفِلُ بِٱلْأَعْيَادِ؟‏».‏ فَقَرَأَ كْيَانُو ٱلْجَوَابَ مُبَاشَرَةً مِنْ مَوْضُوعٍ فِي ٱلْمُلْحَقِ بِعُنْوَانِ:‏ «‏هَلْ مِنَ ٱللَّائِقِ أَنْ نَحْتَفِلَ بِٱلْأَعْيَادِ؟‏‏».‏ ثُمَّ فَتَحَ قَائِمَةَ ٱلْمُحْتَوَيَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ وَسَأَلَ رَفِيقَهُ أَيُّ مَوْضُوعٍ يُثِيرُ ٱهْتِمَامَهُ.‏ وَهكَذَا،‏ ٱبْتَدَأَ بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُ.‏ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَيْضًا،‏ عَقَدَ شُهُودُ يَهْوَه فِي سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَاضِيَةِ ٤٢٦‏,٥٦١‏,٦ دَرْسًا،‏ وَكَثِيرُونَ مِنْهُمُ ٱسْتَخْدَمُوا كِتَابَ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ فَهَلْ تَسْتَخْدِمُ هذِهِ ٱلْأَدَاةَ فِي دُرُوسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

      ١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُؤَثِّرَ تَأْثِيرًا بَالِغًا فِي ٱلنَّاسِ؟‏

      ١٣ يُمْكِنُ لِدَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِٱسْتِخْدَامِ كِتَابِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ يُؤَثِّرَ تَأْثِيرًا بَالِغًا فِي ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ.‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ زَوْجَيْنِ فِي ٱلنَّرُوجِ يَخْدُمَانِ كَفَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ.‏ فَقَدِ ٱبْتَدَآ بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ عَائِلَةٍ مِنْ زَامْبْيَا مُؤَلَّفَةٍ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ وَثَلَاثِ بَنَاتٍ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْوَالِدَيْنِ فِي هذِهِ ٱلْعَائِلَةِ لَمْ يُرِيدَا إِنْجَابَ طِفْلٍ آخَرَ،‏ فَعِنْدَمَا صَارَتِ ٱلْأُمُّ حَامِلًا،‏ قَرَّرَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا أَنْ تُجْرِيَ عَمَلِيَّةَ إِجْهَاضٍ.‏ وَلكِنْ حَدَثَ أَنَّهُمَا دَرَسَا ٱلْفَصْلَ بِعُنْوَانِ «‏نَظْرَةُ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ‏» قَبْلَ ذَهَابِهِمَا إِلَى ٱلطَّبِيبِ.‏ فَمَسَّتْهُمَا فِي ٱلصَّمِيمِ صُورَةُ ٱلْجَنِينِ فِي هذَا ٱلْفَصْلِ،‏ لِذلِكَ قَرَّرَا أَلَّا تُجْرِيَ ٱلزَّوْجَةُ عَمَلِيَّةَ ٱلْإِجْهَاضِ وَٱسْتَمَرَّا يُحْرِزَانِ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا رَائِعًا.‏ وَعِنْدَمَا وُلِدَ طِفْلُهُمَا،‏ سَمَّيَاهُ بِٱسْمِ ٱلْفَاتِحِ ٱلَّذِي يَعْقِدُ ٱلدَّرْسَ مَعَهُمَا.‏

      ١٤ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلُبَ ٱلْعَيْشُ بِمُوجِبِ مَا نُعَلِّمُهُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً؟‏

      ١٤ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأَوْجُهِ ٱلْمُهِمَّةِ لِتَعْلِيمِ يَسُوعَ هُوَ عَيْشُهُ بِمُوجِبِ مَا عَلَّمَهُ.‏ وَشُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ يَقْتَدُونَ بِهِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ،‏ مِمَّا يَجْعَلُ كَثِيرِينَ يُقَدِّرُونَ سُلُوكَهُمُ ٱلْحَسَنَ.‏ مَثَلًا فِي نْيُوزِيلَنْدَا،‏ سَطَا لُصُوصٌ عَلَى سَيَّارَةِ أَحَدِ رِجَالِ ٱلْأَعْمَالِ وَسَرَقُوا حَقِيبَتَهُ.‏ وَعِنْدَمَا أَبْلَغَ هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلشُّرْطِيَّ بِٱلسَّرِقَةِ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «إِنَّ فُرْصَتَكَ ٱلْوَحِيدَةَ لِٱسْتِرْدَادِ حَقِيبَتِكَ وَمُحْتَوَيَاتِهَا هِيَ أَنْ يَجِدَهَا أَحَدُ شُهُودِ يَهْوَه».‏ وَفِعْلًا،‏ وَجَدَتْ شَاهِدَةٌ هذِهِ ٱلْحَقِيبَةَ وَهِيَ تُوَزِّعُ ٱلصُّحُفَ.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَ رَجُلُ ٱلْأَعْمَالِ بِذلِكَ،‏ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ ٱلْأُخْتِ.‏ وَكَمْ شَعَرَ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ رَأَى أَنَّ ٱلْوَثَائِقَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَا تَزَالُ مَوْجُودَةً فِيهَا!‏ فَقَالَتْ لَهُ ٱلْأُخْتُ:‏ «كَانَ مِنْ وَاجِبِي إِعَادَةُ ٱلْحَقِيبَةِ وَمَا فِيهَا،‏ خُصُوصًا لِأَنَّنِي مِنْ شُهُودِ يَهْوَه».‏ فَذَهِلَ ٱلرَّجُلُ لِأَنَّهُ تَذَكَّرَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ ٱلشُّرْطِيُّ فِي ذلِكَ ٱلصَّبَاحِ.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ يَقْتَدُونَ بِيَسُوعَ إِذْ يَعِيشُونَ بِمُوجِبِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ عب ١٣:‏١٨‏.‏

      اِقْتَدِ بِمَوْقِفِ يَسُوعَ حِيَالَ ٱلنَّاسِ

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُمْكِنُنَا جَذْبُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا؟‏

      ١٥ إِنَّ مَوْقِفَ يَسُوعَ حِيَالَ ٱلنَّاسِ جَذَبَهُمْ إِلَى رِسَالَتِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱنْجَذَبَ ٱلْمَسَاكِينُ إِلَيْهِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ وَتَوَاضُعِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ أَعْرَبَ عَنِ ٱلرَّأْفَةِ لِلَّذِينَ تَوَافَدُوا إِلَيْهِ وَعَزَّاهُمْ بِكَلِمَاتٍ لَطِيفَةٍ وَشَفَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ٢:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱلْيَوْمَ لَا نَسْتَطِيعُ صُنْعَ ٱلْعَجَائِبِ مِثْلَ يَسُوعَ،‏ لكِنْ بِإِمْكَانِنَا إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلرَّأْفَةِ،‏ صِفَاتٌ تُسَاهِمُ فِي ٱجْتِذَابِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏

      ١٦ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلِٱخْتِبَارِ ٱلتَّالِي ٱلَّذِي يُظْهِرُ كَيْفَ سَاهَمَتِ ٱلرَّأْفَةُ فِي ٱجْتِذَابِ شَخْصٍ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ قَرَعَتْ فَاتِحَةٌ خُصُوصِيَّةٌ تُدْعَى تَارِيوَا بَابَ رَجُلٍ مُسِنٍّ ٱسْمُهُ بِيرُ يَعِيشُ فِي إِحْدَى جُزُرِ كِيرِيبَاتِي ٱلنَّائِيَةِ فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ لَمْ يُبْدِ ٱسْتِعْدَادًا لِلْإِصْغَاءِ،‏ لَاحَظَتْ تَارِيوَا أَنَّهُ مُصَابٌ بِشَلَلٍ جُزْئِيٍّ.‏ فَشَعَرَتْ بِٱلرَّأْفَةِ تِجَاهَهُ وَسَأَلَتْهُ:‏ «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَعِدُ بِهِ ٱللّٰهُ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ؟‏».‏ ثُمَّ قَرَأَتْ عَلَيْهِ جُزْءًا مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا.‏ (‏اِقْرَأْ اشعيا ٣٥:‏٥،‏ ٦‏.‏‏)‏ وَهذَا مَا أَثَارَ ٱهْتِمَامَهُ وَدَفَعَهُ إِلَى ٱلْقَوْلِ:‏ «مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَزُورُنِي أَحَدُ ٱلْمُرْسَلِينَ مِنْ دِينِي،‏ وَلكِنَّنِي لَمْ أَقْرَأْ هذَا قَطُّ».‏ فَجَرَى ٱلِٱبْتِدَاءُ بِدَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَهُ،‏ وَأَحْرَزَ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا رَائِعًا.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ عَاجِزًا،‏ فَهُوَ ٱلْآنَ نَاشِرٌ مُعْتَمِدٌ وَيَأْخُذُ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِفَرِيقٍ مُنْعَزِلٍ وَيَجُولُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْجَزِيرَةِ كَارِزًا بِٱلْبِشَارَةِ.‏

      اِسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْمَسِيحِ

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ نَصِيرُ مُبَشِّرِينَ نَاجِحِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ فَوَائِدَ يَنَالُهَا ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ خِدْمَتَهُمْ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ؟‏

      ١٧ كَمَا تُظْهِرُ تَكْرَارًا ٱخْتِبَارَاتُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُفْرِحَةُ،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَكُونَ مُبَشِّرِينَ نَاجِحِينَ إِذَا نَمَّيْنَا وَأَظْهَرْنَا ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَحَلَّى بِهَا يَسُوعُ.‏ فَكَمْ هُوَ مُلَائِمٌ إِذًا أَنْ نَكُونَ مُبَشِّرِينَ غَيُورِينَ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ!‏

      ١٨ عِنْدَمَا صَارَ بُطْرُسُ وَآخَرُونَ غَيْرُهُ تَلَامِيذَ لِيَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ طَرَحَ بُطْرُسُ ٱلسُّؤَالَ:‏ «مَاذَا يَكُونُ لَنَا؟‏».‏ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي،‏ يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏مت ١٩:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّنَا سَنَلْمُسُ صِحَّةَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِذَا ٱسْتَمْرَرْنَا فِي ٱلِٱقْتِدَاءِ بِأَعْظَمِ مُرْسَلٍ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة