مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • من هو يسوع المسيح حقا؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • مَن هو يسوع المسيح حقا؟‏

      ‏«لما دخل الى اورشليم،‏ ارتجت المدينة كلها قائلة:‏ ‹من هذا؟‏›.‏ فقالت الجموع:‏ ‹هذا هو النبي يسوع،‏ من ناصرة الجليل!‏›».‏ —‏ متى ٢١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      لماذا ارتجت اورشليم جراء وصول يسوع المسيحa اليها في ذلك اليوم الربيعي سنة ٣٣ ب‌م؟‏ كان كثيرون في المدينة قد سمعوا عنه وعن العجائب التي صنعها،‏ واستمروا يخبرون الآخرين بذلك.‏ (‏يوحنا ١٢:‏١٧-‏١٩‏)‏ لكن تلك الجموع لم تكن تعلم ان الرجل الذي في وسطهم سيترك تأثيرا عالمي النطاق يدوم طوال قرون حتى يومنا هذا.‏

      تأمل في بعض الامثلة التي تُظهر ان يسوع ترك بصمة بارزة في التاريخ البشري.‏

      • يتأسس التقويم المعتمَد عموما في انحاء كثيرة من العالم على السنة التي يُعتقد ان يسوع وُلد فيها.‏

      • نحو ملياري شخص —‏ ثلث سكان العالم تقريبا —‏ يدعون انفسهم مسيحيين نسبة اليه.‏

      • يعلِّم الاسلام —‏ الذي ينتمي اليه اكثر من مليار شخص حول العالم —‏ ان يسوع هو «نبي اعظم من ابراهيم ونوح وموسى».‏

      • اصبح الكثير من اقوال يسوع الحكيمة،‏ بصيغ مختلفة،‏ يُستخدم في الحديث اليومي.‏ منها:‏

        ‏«من لطمك على خدك الايمن،‏ فأدر له الآخر ايضا».‏ —‏ متى ٥:‏٣٩‏.‏

        ‏«متى صنعت صدقة فلا تدع يدك اليسرى تعرف ما تفعله اليمنى».‏ —‏ متى ٦:‏٣‏.‏

        ‏«ما من احد يستطيع ان يكون عبدا لربين .‏ .‏ .‏ للّٰه والمال».‏ —‏ متى ٦:‏٢٤‏.‏

        ‏‹أوفوا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه›.‏ —‏ متى ٢٢:‏٢١‏.‏

        ‏«تحب قريبك كنفسك».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

        ‏‹أحبوا اعداءكم وباركوا لاعنيكم›.‏ —‏ لوقا ٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      غني عن البيان ان يسوع احدث وقعا هاما في التاريخ البشري.‏ لكن المفاهيم والمعتقدات المتعلقة به تتفاوت كثيرا بين الناس.‏ لذا قد تتساءل:‏ ‹مَن هو يسوع المسيح حقا؟‏›.‏ وحده الكتاب المقدس يجيب عن هذا السؤال،‏ مُظهرا من اين اتى يسوع،‏ ماذا كان محور حياته،‏ ولماذا مات.‏ ولا شك ان معرفة هذه الحقائق ستترك تأثيرا بالغا في حياتك،‏ اليوم وفي المستقبل.‏

      a ‏«يسوع» هو الاسم الشخصي لهذا النبي الذي من الناصرة،‏ ومعناه «يهوه خلاص».‏ اما كلمة «المسيح» فهي لقب يعني «الممسوح»،‏ ما يدل ان يسوع قد مُسح او نال من اللّٰه تعيينا ليشغل منصبا خصوصيا.‏

  • من اين اتى؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • من اين اتى؟‏

      ‏«دخل [بيلاطس] ايضا الى قصر الحاكم وقال ليسوع:‏ ‹من اين انت؟‏›.‏ ولكن يسوع لم يعطه جوابا».‏ —‏ يوحنا ١٩:‏٩‏.‏

      طرح الحاكم الروماني بنطيوس بيلاطس هذا السؤال اثناء خضوع يسوع لمحاكمة امكن ان يواجه فيها حكم الاعدام.‏a لقد كان بيلاطس يعرف من اي منطقة في اسرائيل هو يسوع.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ ويعرف ايضا انه ليس رجلا عاديا البتة.‏ فهل تساءل إن كان يسوع قد عاش قبلا؟‏ وهل كان هذا الحاكم الوثني على استعداد ليقبل الحق ويعمل بموجبه؟‏ بأية حال،‏ رفض يسوع الاجابة،‏ وسرعان ما تبين ان بيلاطس اهتم بمنصبه اكثر مما اهتم بالحق والعدالة.‏ —‏ متى ٢٧:‏١١-‏٢٦‏.‏

      من المفرح ان الذين يرغبون بإخلاص ان يعرفوا من اين اتى يسوع يستطيعون معرفة الجواب بسهولة.‏ فالكتاب المقدس يكشف ذلك بوضوح.‏ تأمل في ما يلي.‏

      اين وُلد

      وُلد يسوع في بيئة متواضعة في قرية بيت لحم باليهودية.‏ فقد اضطرت مريم التي «ثقل حملها» ان تسافر هي وزوجها يوسف الى قرية اسلافه بيت لحم كي يكتتبا فيها،‏ تنفيذا للامر الذي اصدره القيصر اوغسطس.‏ وإذ لم يستطيعا ايجاد موضع في النُّزل في القرية المكتظة،‏ لجأا الى اصطبل.‏ وهناك ولدت مريم يسوع وأضجعته في مذود.‏ —‏ لوقا ٢:‏١-‏٧‏.‏

      كانت احدى نبوات الكتاب المقدس قد انبأت قبل قرون اين سيولد يسوع،‏ قائلة:‏ «انتِ يا بيت لحم افراتة،‏ وأنت صغيرة عن ان تكوني بين عشائر يهوذا،‏ منك يخرج لي الذي يصير حاكما في اسرائيل».‏b (‏ميخا ٥:‏٢‏)‏ كما يظهر،‏ كانت بيت لحم صغيرة عن ان تُدرج بين مدن مقاطعة يهوذا.‏ غير انها حظيت بشرف كبير وهو ان المسيا او المسيح الموعود به سيولد فيها.‏ —‏ متى ٢:‏٣-‏٦؛‏ يوحنا ٧:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

      اين ترعرع

      عقب اقامة وجيزة في مصر،‏ انتقلت عائلة يسوع الى الناصرة،‏ مدينة في اقليم الجليل تقع على مسافة نحو ٩٦ كيلومترا شمال اورشليم.‏ ولم يكن يسوع حينذاك قد بلغ الثالثة من عمره.‏ في هذه المنطقة الخلابة،‏ التي ضمت مزارعين ورعاة وصيادي اسماك،‏ ترعرع يسوع في كنف عائلة كبيرة،‏ وعلى الارجح في بيئة متواضعة.‏ —‏ متى ١٣:‏٥٥،‏ ٥٦‏.‏

      قبل ذلك بقرون،‏ انبأ الكتاب المقدس ان المسيا سيكون «ناصريا».‏ فمتى،‏ كاتب الانجيل الذي يحمل اسمه،‏ يقول ان عائلة يسوع اتت لتسكن في «الناصرة،‏ ليتم ما قيل بالانبياء:‏ ‹انه يدعى ناصريا›».‏ (‏متى ٢:‏١٩-‏٢٣‏)‏ على ما يبدو،‏ يرتبط التعبير المترجَم الى «ناصري» بالكلمة العبرانية المنقولة الى «فرخ».‏ لذا،‏ من الواضح ان متى كان يشير الى نبوة اشعيا التي دعت المسيا ‹فرخا› من يسى،‏ ما يعني ان المسيا كان سيتحدر من يسى،‏ ابي الملك داود.‏ (‏اشعيا ١١:‏١‏)‏ وفي الحقيقة،‏ تحدر يسوع من داود بن يسى.‏ —‏ متى ١:‏٦،‏ ١٦؛‏ لوقا ٣:‏٢٣،‏ ٣١،‏ ٣٢‏.‏

      اين كان موجودا في الاصل

      يعلِّم الكتاب المقدس ان حياة يسوع بدأت قبل وقت طويل من ولادته في ذلك الاصطبل في بيت لحم.‏ تتابع نبوة ميخا الآنفة الذكر قائلة:‏ «اصله منذ الازمنة الباكرة،‏ منذ ايام الدهر».‏ (‏ميخا ٥:‏٢‏)‏ فبما ان يسوع هو ابن اللّٰه البكر،‏ فقد كان مخلوقا روحانيا في السماء قبل ولادته كإنسان على الارض.‏ وهو نفسه قال:‏ «اني نزلت من السماء».‏ (‏يوحنا ٦:‏٣٨؛‏ ٨:‏٢٣‏)‏ فكيف امكن ذلك؟‏

      صنع يهوه اللّٰه عجيبة بواسطة روحه القدس،‏ ناقلا حياة ابنه السماوي الى رحم العذراء اليهودية مريم لكي يولد انسانا كاملا.‏c ودون شك،‏ لم تكن هذه العجيبة امرا متعذرا على الاله الكلي القدرة.‏ فعلى حد قول الملاك الذي اوضح المسألة لمريم،‏ «ما من اعلان يستحيل على اللّٰه».‏ —‏ لوقا ١:‏٣٠-‏٣٥،‏ ٣٧‏.‏

      وجدير بالذكر ان الكتاب المقدس لا يكتفي بإخبارنا من اين اتى يسوع.‏ فالاناجيل الاربعة —‏ متى ومرقس ولوقا ويوحنا —‏ تكشف لنا الكثير عن محور حياته.‏

      a لمزيد من المعلومات عن اعتقال يسوع ومحاكمته،‏ انظر مقالة ‏«‏اسوأ المحاكمات على الاطلاق»‏ في الصفحات ١٨-‏٢٢ من هذا العدد.‏

      b افراتة (‏او افرات)‏ هي على ما يتضح اسم سابق لبيت لحم.‏ —‏ تكوين ٣٥:‏١٩‏.‏

      c يهوه هو اسم اللّٰه،‏ كما يُظهر الكتاب المقدس.‏

  • ماذا كان محور حياته؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • ماذا كان محور حياته؟‏

      ‏«طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأنهي عمله».‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏.‏

      تكشف المناسبة التي تفوّه فيها يسوع بهذه الكلمات اشياء كثيرة عن محور حياته.‏ فقد كان هو وتلاميذه يتنقلون طوال الصباح في ارجاء منطقة السامرة الكثيرة التلال.‏ (‏يوحنا ٤:‏٦‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ وإذ فكر التلاميذ انه لا بد ان يكون قد جاع،‏ قدّموا له بعض الطعام.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣١-‏٣٣‏)‏ فأوجز في جوابه لهم هدفه في الحياة.‏ لقد كان انجاز عمل اللّٰه اكثر اهمية عنده من الاكل.‏ وفي الواقع،‏ برهن يسوع قولا وعملا انه عاش من اجل ان يعمل مشيئة ابيه.‏ فماذا شمل ذلك؟‏

      الكرازة والتعليم عن ملكوت اللّٰه

      يُظهر الكتاب المقدس ما هو العمل الرئيسي الذي شغل يسوع،‏ قائلا:‏ «طاف في كل الجليل،‏ يعلِّم .‏ .‏ .‏ ويكرز ببشارة الملكوت».‏ (‏متى ٤:‏٢٣‏)‏ فهو لم يكتفِ بمجرد الكرازة،‏ او المناداة،‏ بملكوت اللّٰه.‏ بل ايضا علّم —‏ اي لقّن،‏ شرح،‏ وأقنع بحجج منطقية.‏ نعم،‏ كان الملكوت محور رسالته.‏

      فطوال فترة خدمته،‏ علّم سامعيه ما هو ملكوت اللّٰه وما سينجزه.‏ لاحِظ الحقائق التالية عن الملكوت،‏ والآيات التي تورد اقوال يسوع ذات العلاقة.‏

      • ملكوت اللّٰه هو حكومة سماوية،‏ ويسوع هو الشخص الذي عيّنه يهوه ملكا لها.‏ —‏ متى ٤:‏١٧؛‏ يوحنا ١٨:‏٣٦‏.‏

      • سيقدِّس الملكوت اسم اللّٰه ويتمم مشيئته كما في السماء كذلك على الارض.‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      • في ظل حكم الملكوت،‏ ستتحول الارض بكاملها الى فردوس.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏.‏

      • سيأتي الملكوت عما قريب وينفِّذ مشيئة اللّٰه حيال الارض.‏a —‏ متى ٢٤:‏٣،‏ ٧-‏١٢‏.‏

      صنْع العجائب

      عُرف يسوع بشكل رئيسي ‹بالمعلم›.‏ (‏يوحنا ١٣:‏١٣‏)‏ لكنه اثناء خدمته التي دامت ثلاث سنوات ونصفا صنع ايضا عددا من العجائب.‏ وقد خدمت هذه قصدين على الاقل.‏ اولا،‏ قدّمت دليلا ان اللّٰه هو مَن ارسله.‏ (‏متى ١١:‏٢-‏٦‏)‏ ثانيا،‏ زوّدت نموذجا لما سيفعله على نطاق اعظم في المستقبل بصفته الملك في ملكوت اللّٰه.‏ وإليك بعضا من عجائبه.‏

      • هدّأ بحرا هائجا ورياحا عاصفة.‏ —‏ مرقس ٤:‏٣٩-‏٤١‏.‏

      • شفى المرضى،‏ بمن فيهم عُمي وصُمّ وعُرج.‏ —‏ لوقا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      • كثَّر الطعام لإشباع الجموع الجائعة.‏ —‏ متى ١٤:‏١٧-‏٢١؛‏ ١٥:‏٣٤-‏٣٨‏.‏

      • اقام من الموت ثلاثة اشخاص على الاقل.‏ —‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٥؛‏ ٨:‏٤١-‏٥٥؛‏ يوحنا ١١:‏٣٨-‏٤٤‏.‏

      تخيَّل كيف ستكون الحياة على الارض في ظل حكم هذا الملك المقتدر!‏

      كشْف شخصية يهوه اللّٰه

      لا احد مؤهل لتعليم الآخرين عن يهوه اللّٰه اكثر من ابنه الذي اصبح يُعرف بيسوع المسيح.‏ فبما انه «بكر كل خليقة»،‏ عاش اكثر من اي مخلوق روحاني آخر مع يهوه في السماء.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ فكِّر في الفرص التي تسنت له ليتشرب فكر ابيه ويتعلم مشيئته ومقاييسه وطرقه.‏

      يسوع

      لقد استطاع ان يقول بالصواب:‏ «ليس احد يعرف مَن هو الابن إلا الآب،‏ ولا مَن هو الآب إلا الابن،‏ ومَن يريد الابن ان يكشفه له».‏ (‏لوقا ١٠:‏٢٢‏)‏ وحين كان انسانا على الارض رغب،‏ بل تاق الى كشف شخصية ابيه.‏ وكان مميزا في كلامه وتعليمه،‏ اذ استخدم ما في ذاكرته من معرفة اكتسبها مباشرة في حضرة اللّٰه العلي في الحيز الروحاني.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٢٨‏.‏

      وما فعله يسوع للكشف عن شخصية ابيه يمكن تشبيهه بعمل المحوِّل الكهربائي.‏ يتلقى هذا الجهاز تيارا كهربائيا ذا ڤُلطية عالية ويحوِّله الى تيار ذي ڤُلطية ادنى ليلائم حاجات المستهلك العادي.‏ بشكل مشابه،‏ حمل يسوع اثناء وجوده على الارض المعلومات التي تعلمها في السماء عن ابيه،‏ ونقلها بطرائق تتيح للبشر الوضعاء ان يستوعبوها ويطبقوها بسهولة.‏

      تأمل في طريقتين كشف بهما يسوع شخصية ابيه.‏

      • اعلن من خلال تعاليمه الحق عن يهوه —‏ اسمه وقصده وطرقه.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٦،‏ ٢٦‏.‏

      • بيَّن من خلال افعاله اوجها بديعة كثيرة من شخصية يهوه.‏ وقد عكس شخصية ابيه كاملا بحيث استطاع ان يقول ما معناه:‏ ‹اذا اردت ان تعرف ابي،‏ فما عليك إلا ان تنظر الي›.‏ —‏ يوحنا ٥:‏١٩؛‏ ١٤:‏٩‏.‏

      لا شك ان طريقة حياة يسوع تثير العجب.‏ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:‏ لماذا مات؟‏ نجني فوائد جمة اذا تفحصنا اسباب موته وعملنا بموجب ما نتعلمه في هذا الشأن.‏

      a لمعرفة المزيد عن ملكوت اللّٰه وما يدل انه بات قريبا،‏ انظر الفصل ٨:‏ ‏«ما هو ملكوت اللّٰه؟‏»،‏ والفصل ٩:‏ ‏«هل نحن في ‹الأيام الأخيرة›؟‏»‏ من كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

  • لماذا مات؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • لماذا مات؟‏

      ‏‹اتى ابن الانسان ليبذل نفسه فدية عن كثيرين›.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٤٥‏.‏

      ادرك يسوع ما كان في انتظاره.‏ فكان يعلم انه لن يعيش حياته بسلام،‏ بل سيقاسي الموت وهو في ثلاثيناته.‏ وقد ابدى استعدادا تاما لمواجهة مصيره.‏

      يعلِّق الكتاب المقدس اهمية كبيرة على موت يسوع.‏ وحسبما يقول احد المراجع،‏ يُذكر موته بشكل مباشر حوالي ١٧٥ مرة في الاسفار اليونانية المسيحية،‏ او العهد الجديد.‏ ولكن لماذا وجب ان يتألم ويموت؟‏ من الضروري ان نعرف الجواب عن هذا السؤال،‏ لأن موته يؤثر تأثيرا عميقا في حياتنا.‏

      ما انتظره يسوع

      في السنة الاخيرة من حياته،‏ اخبر تلاميذه عدة مرات انه سيكابد الالم والموت.‏ مثلا،‏ قال لرسله الـ‍ ١٢ وهو في طريقه الى اورشليم للاحتفال بفصحه الاخير:‏ «ابن الانسان سيسلَّم الى كبار الكهنة وإلى الكتبة،‏ فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه الى اناس من الامم،‏ فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه».‏a (‏مرقس ١٠:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ فلماذا كان على يقين مما سيواجهه؟‏

      كان يسوع ملما بما يرد في الاسفار العبرانية،‏ او العهد القديم،‏ من نبوات كثيرة انبأت كيف ستنتهي حياته.‏ (‏لوقا ١٨:‏٣١-‏٣٣‏)‏ تأمل في بعض هذه النبوات وفي الآيات المشار اليها التي توضح كيف تمت.‏

      المسيا سوف:‏

      • يُسلَّم لقاء ٣٠ قطعة من الفضة.‏ —‏ زكريا ١١:‏١٢؛‏ متى ٢٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      • يُضرب ويُبصق عليه.‏ —‏ اشعيا ٥٠:‏٦؛‏ متى ٢٦:‏٦٧؛‏ ٢٧:‏٢٦،‏ ٣٠‏.‏

      • يُعلَّق على خشبة.‏ —‏ مزمور ٢٢:‏١٦‏،‏ الترجمة البروتستانتية؛‏ مرقس ١٥:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      • يُشتم وهو على الخشبة.‏ —‏ مزمور ٢٢:‏٧،‏ ٨؛‏ متى ٢٧:‏٣٩-‏٤٣‏.‏

      • يُقتل دون ان يُكسر عظم من عظامه.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٢٠؛‏ يوحنا ١٩:‏٣٣،‏ ٣٦‏.‏

      تمت جميع هذه النبوات والكثير غيرها في يسوع.‏ وبما انه لم يكن بمقدوره قط ان يرتب لحدوث ذلك،‏ فهذا يدل انه حقا مرسَل من اللّٰه.‏b

      ولكن لماذا لزم ان يتألم ويموت؟‏

      مات يسوع لبت مسألتين مهمتين

      كان يسوع على علم بالمسألتين الكونيتين اللتين أُثيرتا قديما في جنة عدن.‏ فقد انصاع آدم وحواء لمخلوق روحاني متمرد،‏ واختارا عصيان خالقهما.‏ فشكك تمردهما في صواب سلطان اللّٰه او طريقته في الحكم.‏ كما اثارت خطيتهما السؤال عما اذا كان باستطاعة اي انسان ان يبرهن على امانته له تحت الامتحان.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ ايوب ٢:‏١-‏٥‏.‏

      لقد حسم يسوع هاتين المسألتين:‏ سلطان اللّٰه واستقامة الانسان.‏ فبطاعته الكاملة «حتى الموت .‏ .‏ .‏ على خشبة آلام» ايَّد سلطان اللّٰه.‏ (‏فيلبي ٢:‏٨‏)‏ كما برهن ان الانسان الكامل يستطيع ان يحافظ على استقامة مطلقة امام يهوه رغم اشد التجارب.‏

      مات يسوع لفداء البشر

      انبأ النبي اشعيا بأن المسيا الموعود به سيتألم ويموت كفارة عن خطايا البشر.‏ (‏اشعيا ٥٣:‏٥،‏ ١٠‏)‏ ومن الواضح ان يسوع ادرك ذلك،‏ وبذل نفسه طوعا «فدية عن كثيرين».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ فأتاح موته الفدائي للبشر الناقصين حيازة علاقة جيدة بيهوه والتحرر من الخطية والموت.‏ نعم،‏ يفسح موت يسوع لنا المجال لنسترد ما خسره آدم وحواء:‏ رجاء العيش الى الابد في احوال مثالية على الارض.‏c‏—‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ما يمكنك فعله

      ناقشنا في سلسلة المقالات هذه ما يقوله الكتاب المقدس في المواضيع التالية:‏ «من اين اتى يسوع؟‏»،‏ «ماذا كان محور حياته؟‏»،‏ و «لماذا مات؟‏».‏ والفوائد التي تجنيها من معرفة هذه الحقائق لا تقتصر على ازالة المفاهيم الخاطئة.‏ فالعمل بموجب هذه المعرفة يغدق عليك البركات —‏ حياة افضل الآن وحياة ابدية في المستقبل.‏ لاحظ ما يقوله الكتاب المقدس عما عليك فعله في هذا الصدد:‏

      • تعلُّم المزيد عن يسوع المسيح ودوره في قصد يهوه.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      • ممارسة الايمان به،‏ مُظهرا بطريقة حياتك انك تعترف به كمخلص.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣٦؛‏ اعمال ٥:‏٣١‏.‏

      يسرّ شهود يهوه ان يساعدوك لتُغْني معرفتك عن يسوع المسيح،‏ ‹ابن اللّٰه الوحيد›،‏ الذي به يمكننا ان ننال هبة ‹الحياة الابدية›.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      a غالبا ما اشار يسوع الى نفسه بأنه «ابن الانسان».‏ (‏متى ٨:‏٢٠‏)‏ وهذه العبارة لا تدل فقط انه كان كائنا بشريا بكل ما في الكلمة من معنى،‏ بل ايضا انه ‹ابن الانسان› الذي اشارت اليه احدى نبوات الكتاب المقدس.‏ —‏ دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      b لمزيد من المعلومات عن النبوات التي تمت في يسوع،‏ انظر الموضوع ‏«يسوع المسيح المسيَّا الموعود به»‏ في ملحق كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      c لمزيد من المعلومات عن القيمة الفدائية لموت يسوع،‏ انظر الفصل ٥:‏ ‏«الفدية —‏ اثمن هبة من اللّٰه»‏ في كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة