مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اعظم انسان عاش على الاطلاق
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • اعظم انسان عاش على الاطلاق

      من برأيك اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏ أهو نوح الذي نجا من الطوفان وصار سلف البشر اجمعين؟‏ (‏تكوين ٧:‏١،‏ ٢١،‏ ٢٢؛‏ ٩:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ام نبوخذنصر حاكم العالم القديم وباني المدينة البهية التي دعاها بابل العظيمة؟‏ (‏دانيال ٤:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ ام تراه الاسكندر الكبير النابه الذكر،‏ حتى في نبوة الكتاب المقدس،‏ بسبب فتوحاته؟‏ (‏دانيال ٨:‏٥-‏٨،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ وماذا عن يوليوس قيصر،‏ الامبراطور الروماني الذائع الصيت؟‏

      بعد موت يوليوس قيصر بأقل من ٤٥ سنة،‏ وُلد في بيت لحم طفل اسمه يسوع.‏ فهل صار اعظم شخصية في التاريخ؟‏ منذ حوالي مئة سنة تقريبا،‏ ذكر كتاب تاريخ العالم للمؤرِّخين (‏بالانكليزية)‏:‏ «كانت النتيجة التاريخية لنشاطات [يسوع] بالغة الاهمية،‏ حتى من وجهة نظر دنيوية صِرْف،‏ اكثر من افعال اية شخصية اخرى في التاريخ.‏ ان عصرا جديدا،‏ تعترف به حضارات العالم الرئيسية،‏ يعود تاريخه الى ولادته».‏

      واليوم،‏ لا يزال يسوع المسيح محط اهتمام كبير.‏ فمنذ بضع سنوات،‏ كان تقرير عن يسوع موضوع الغلاف بشكل متزامن في مجلات اخبارية اميركية مهمة،‏ هي تايم و نيوزويك و اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي.‏ وفي الواقع،‏ يبدو ان الاهتمام بيسوع يتزايد باطراد.‏ ففي عام ٢٠٠٤،‏ قالت عنه صحيفة ذا تورونتو ستار (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان تأثيره واضح المعالم في الافلام والموسيقى والموضة.‏ لقد اصبح في عداد ابطالنا المشهورين».‏

      لكنّ ما يدعو الى العجب انه في الماضي غير البعيد،‏ وضع البعض تاريخية يسوع موضع شك.‏ وأحد المعلمين البارزين الذين نادوا بهذه الفكرة هو برونو بوَر الذي عاش في القرن التاسع عشر (‏١٨٠٩-‏١٨٨٢)‏.‏ وكان احد تلامذته كارل ماركس الذي قال عنه روبرت ڤان ڤورست مؤخرا في كتابه يسوع خارج اطار العهد الجديد (‏بالانكليزية)‏:‏ «ادخل ماركس في ايديولوجيته آراء بوَر حول اصل يسوع الاسطوري.‏ وفي فترة لاحقة،‏ أُشيعت هذه الفكرة في المطبوعات السوفياتية الرسمية وغيرها من وسائل الدعاية الشيوعية».‏

      لكنّ قلة اليوم ينكرون ان يسوع عاش فعلا.‏ وفي الواقع،‏ توافق الاغلبية الساحقة من الناس انه كان شخصا حقيقيا وذا شأن عظيم.‏ فقد اوردت افتتاحية في ذا وول ستريت جورنال (‏بالانكليزية)‏ في عدد كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٢ العنوان:‏ «العلم لا يمكن ان يتجاهل يسوع».‏ واختتمت بالقول:‏ «باستثناء بعض الملحدين الذين نسمع صوتهم من وقت الى آخر،‏ يوافق معظم العلماء ان يسوع الناصري هو شخص تاريخي».‏

      إلا ان يسوع لم يكن مجرد شخص تاريخي.‏ فقد ذكرت مجلة تايم:‏ «ليس منطقيا البتة ان ينكر احد ان يسوع الناصري هو اهم شخصية ظهرت،‏ ليس في الالفيتين الماضيتين فقط بل ايضا في كل التاريخ البشري».‏ ثم اضافت:‏ «وغني عن البيان انه ما من انسان كان له تأثير يضاهي،‏ ولو من بعيد،‏ الاثر الدائم الذي تركه يسوع».‏

      مع ذلك،‏ قد تتساءل:‏ من كان يسوع حقا؟‏ من اين اتى؟‏ ما كان القصد من وجوده على الارض؟‏ وما اهمية ان ننهل ما استطعنا من المعرفة عنه؟‏

  • ما الذي يجعله مهما الى هذا الحد؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ما الذي يجعله مهما الى هذا الحد؟‏

      طوال ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ استرعى مولد يسوع انتباه كثيرين.‏ فبحسب الطبيب لوقا الذي عاش في القرن الاول،‏ جاء ملاك الى عذراء اسمها مريم وقال لها:‏ «ها انت ستحبلين وتلدين ابنا،‏ فتدعين اسمه يسوع».‏ وماذا قال هذا الرسول الملائكي عن يسوع؟‏ «هذا يكون عظيما ويُدعى ابن العلي».‏ وتابع قائلا ان يسوع ‹سيملك الى الابد،‏ ولا يكون لمملكته نهاية›.‏ —‏ لوقا ١:‏٣١-‏٣٣‏.‏

      لا شك ان البشر يحتاجون الى ملك كهذا،‏ ملك بار يحكم العالم بطريقة حبية.‏ وقد انبأ الكتاب المقدس بذلك قبل وقت طويل من مولد يسوع،‏ قائلا:‏ «يولد لنا ولد،‏ ويُعطى لنا ابن،‏ وتكون الرئاسة [«الحكومة»،‏ الترجمة الاممية الجديدة،‏ (‏بالانكليزية)‏] على كتفه.‏ ويُدعى اسمه .‏ .‏ .‏ أبا ابديا،‏ رئيس السلام.‏ لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية».‏ —‏ اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧‏.‏

      يا للآمال الرائعة التي ننتظر تحقُّقها عندما يحين الوقت لتحكم هذه الحكومة البارة وتُحِلّ السلام!‏ ولكن لاحظ ان هذه النبوة تذكر ان الحكومة ستكون على كتفي رئيسٍ هو «رئيس السلام»،‏ ما يُظهِر ان اللّٰه القادر على كل شيء،‏ الملك العلي على كل الخليقة،‏ يعهد بالمُلك الى ابنه.‏ لذلك دعا يسوع مرارا وتكرارا هذه الحكومة التي سيترأسها «ملكوت اللّٰه».‏ —‏ لوقا ٩:‏٢٧،‏ ٦٠،‏ ٦٢‏.‏

      لقد قال يسوع في وقت باكر من خدمته:‏ «لا بد لي ان ابشر .‏ .‏ .‏ بملكوت اللّٰه،‏ لأني لهذا أُرسلت»‏‏.‏ (‏لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ كما انه علّم اتباعه ان يصلّوا من اجل اتيان هذا الملكوت.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وتذكر مجلة المسيحية والازمة (‏بالانكليزية)‏ ان «الملكوت كان المحور الرئيسي لكرازة [يسوع].‏ فما من موضوع آخر استأثر باهتمامه او كان محوريا الى هذا الحد في رسالته.‏ لذلك يُشار الى الملكوت اكثر من مئة مرة في روايات الاناجيل».‏

      اسئلة تستأهل التفكير

      كيف تتصور يسوع اليوم؟‏ في هذا الوقت من السنة،‏ غالبا ما يُصوَّر يسوع طفلا صغيرا في مذود.‏ ولا شك انه كان في فترة من الفترات طفلا ضعيفا يحتاج الى من يحميه.‏ (‏لوقا ٢:‏١٥-‏٢٠‏)‏ ولكن هل ينبغي ان نتذكره بهذه الصورة فقط؟‏ فكر في الامر:‏ لماذا وُلد يسوع انسانا على الارض؟‏ ومن كان حقا؟‏

      طرح الكتاب السنوي لموسوعة إنكارتا لسنة ١٩٩٦ (‏بالانكليزية)‏ السؤالين:‏ «هل كان يسوع هو ابن اللّٰه،‏ المسيا الموعود به في الاسفار العبرانية؟‏ ام كان مجرد انسان،‏ ربما انسان غير عادي،‏ ولكن انسان فحسب؟‏».‏ يستأهل هذان السؤالان التفكير مليا.‏ لماذا؟‏ لأن حياتنا وسعادتنا تعتمدان على نظرتنا الى يسوع وإيماننا به.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية،‏ والذي يعصي الابن لن يرى حياة».‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣٦‏.‏

      ليس انسانا عاديا

      بعد وصف ما فعله يسوع في هيكل اورشليم وهو بعمر ١٢ سنة،‏ تذكر كلمة اللّٰه انه عاد الى البيت مع مريم وزوجها يوسف،‏ «وبقي خاضعا لهما».‏ (‏لوقا ٢:‏٥١،‏ ٥٢‏)‏ ولكن عندما كبر يسوع،‏ برهنت الاحداث انه لم يكن انسانا عاديا.‏

      فعندما هدّأ يسوع البحر الهائج،‏ تساءل اصدقاؤه الخائفون:‏ ‏«من هو هذا حقا؟‏».‏ (‏مرقس ٤:‏٤١‏)‏ وفي ما بعد،‏ عندما الصق به اعداؤه تهما ملفقة وسلَّموه الى الحاكم الروماني بنطيوس بيلاطس،‏ كان بيلاطس متأكدا من براءة يسوع.‏ وقد تأثر كثيرا بما تحلى به من وقار في وجه المعاملة العنيفة والظالمة،‏ حتى انه اخرجه الى الجمع قائلا بإعجاب:‏ «هوذا الرجل!‏».‏ لكنّ اليهود اجابوه:‏ «لنا شريعة،‏ وبحسب الشريعة يجب ان يموت،‏ لأنه جعل نفسه ابن اللّٰه».‏ —‏ يوحنا ١٩:‏٤-‏٧‏.‏

      وعندما سمعهم يشيرون الى يسوع انه «ابن اللّٰه»،‏ استولى عليه الخوف.‏ فكانت زوجته قد أرسلت اليه في وقت سابق تقول انها حلمت حلما رأت فيه يسوع الذي دعته ‏«هذا البار».‏ (‏متى ٢٧:‏١٩‏)‏ لذلك تساءل بيلاطس مَن هو يسوع حقا.‏ ورغم انه كان على علم ان يسوع جليلي،‏ سأله:‏ «من اين انت؟‏».‏ غير ان المحادثة سرعان ما انتهت بعدما رفض يسوع الاجابة عن هذا السؤال.‏ —‏ يوحنا ١٩:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      من الواضح اذًا ان يسوع كان انسانا.‏ لكنه يختلف عن سائر البشر لأنه كان قبل مجيئه الى الارض شخصا روحانيا في السماء معروفا بالكلمة،‏ فنقل اللّٰه حياته بشكل عجائبي الى رحم مريم.‏ وقد شهد الرسول يوحنا لذلك قائلا:‏ «الكلمة صار جسدا وأقام بيننا».‏ —‏ يوحنا ١:‏١،‏ ٢،‏ ١٤،‏ ١٨؛‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

      لِمَ لزم ان يرسل اللّٰه ابنه السماوي؟‏

      سقط الانسان الاول آدم في الخطية قبل ان ينجب اولادا.‏ فقد نجح ملاك متمرد دُعي لاحقا الشيطان ابليس في جعل آدم يعصي اللّٰه.‏ ونتيجة لذلك،‏ حصل ما حذر اللّٰه آدم من حدوثه في حال تمرده،‏ اذ خسر علاقة بنوَّته باللّٰه.‏ فكان على آدم ان يتحمل تبعة عمله.‏ وهكذا اصبح انسانا ناقصا،‏ وشاخ،‏ ثم مات في النهاية.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٣:‏١٧-‏١٩؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏.‏

      يصف الكتاب المقدس الاثر الذي جلبه عصيان آدم علينا جميعا،‏ نحن المتحدرين منه،‏ اذ يوضح قائلا:‏ «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا».‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ فقد ورثنا جميعنا للاسف الخطية من سلفنا آدم،‏ فضلا عن العواقب الوخيمة التي نتجت عنها،‏ اي الشيخوخة والموت.‏ —‏ ايوب ١٤:‏٤؛‏ روما ٣:‏٢٣‏.‏

      ولم يكن في مقدور البشر ان يتحرروا من هذه العواقب إلا اذا اصبح لديهم أب كامل لم يرث الخطية وما يرافقها من نتائج رهيبة.‏ فتأمل الآن كيف سُدَّت الحاجة الى أب جديد يعادل آدم الكامل.‏

      أب جديد يحل محل آدم

      انت تذكر دون ريب ان «رئيس السلام» الموعود به يُدعى «أبا ابديا».‏ وقد انبأت الاسفار المقدسة بمولده كإنسان بهذه الكلمات:‏ «ها العذراء تحبل وتلد ابنا».‏ (‏اشعيا ٧:‏١٤‏،‏ الترجمة البروتستانتية‏؛‏ متى ١:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ فلم يكن ليسوع أب بشري،‏ وكذلك الامر بالنسبة الى الانسان الاول آدم.‏ فحين يسلسل مؤرخ الكتاب المقدس لوقا نسب يسوع رجوعا الى بداية التاريخ البشري،‏ يُظهر ان آدم خُلق ‏‹ابنا للّٰه›.‏ (‏لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ إلا ان آدم خسر علاقة بنوَّته باللّٰه كما ذكرنا آنفا،‏ وخسَّر ذريته ايضا هذه العلاقة.‏ لذلك نحتاج جميعا الى اب جديد،‏ اذا جاز التعبير،‏ اب كامل مثلما كان آدم حين خُلق.‏

      ارسل اللّٰه ابنه من السماء ليكون آدم الجديد ويحل محل آدم الاول.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «‹صار الانسان الاول آدم نفسا حية›.‏ وصار آدم الاخير روحا محييا.‏ الانسان الاول من الارض ترابي،‏ والانسان الثاني من السماء».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥،‏ ٤٧‏)‏ فيسوع،‏ «آدم الاخير»،‏ يماثل «الانسان الاول آدم»،‏ اي انه كان انسانا كاملا قادرا على انجاب ذرية كاملة يمكنها ان تعيش الى الابد في حالة كمال على الارض.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      وقد بقي يسوع،‏ الذي لم ينجب الاولاد،‏ امينا للّٰه حتى موته،‏ رغم كل الهجمات التي شنها عليه الشيطان.‏ والحياة البشرية الكاملة التي عاشها يسوع باستقامة ثم ضحى بها تُدعى الفدية.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «لنا الفداء [من الخطية والموت الموروثَين من آدم] بدم [يسوع]».‏ وتضيف كلمة اللّٰه قائلة:‏ «كما بعصيان [آدم] جُعِل الكثيرون خطاة،‏ كذلك ايضا بطاعة [يسوع] سيُجعَل الكثيرون ابرارا».‏ —‏ افسس ١:‏٧؛‏ روما ٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

      فإذا مارسنا الايمان بيسوع،‏ يصير «أبا ابديا» و ‹مخلِّصا› لنا في آن واحد فيما يتولى رئاسته بطريقة رائعة حين يحكم ملكوت ابيه.‏ فلنفحص الآن ما ستكون عليه الحياة في ظل هذا الملكوت،‏ ولنتأمل متى يمكننا التمتع بهذه البركات الرائعة.‏ —‏ لوقا ٢:‏٨-‏١١‏.‏

  • ما ستكون عليه الحياة بفضله
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • ما ستكون عليه الحياة بفضله

      ‏«هوذا بالبر يملك ملك».‏ ان هذا الوعد وغيره من الوعود المثيرة التي تشير الى ملكوت المسيح هو احد الاوجه البارزة في الكتاب المقدس.‏ يقول وعد آخر:‏ «ينقذ الفقير المستغيث،‏ والبائس ومن لا معين له.‏ يشفق على المسكين والفقير،‏ ويخلص نفوس الفقراء.‏ .‏ .‏ .‏ ويُكرَم دمهم في عينيه».‏ —‏ اشعيا ٣٢:‏١؛‏ مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏.‏

      هل يمكن لأحد ان ينكر حاجة الناس حول العالم الى مثل هذا الحكم البار؟‏!‏ وقد حض يسوع اتباعه ان يبقوا ملكوت اللّٰه قريبا في ذهنهم.‏ فعلّمهم ان يصلّوا:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      الادلة على قرب ملكوت اللّٰه

      كيف نعرف متى يأتي الملكوت استجابة لهذه الصلاة؟‏ لقد تملَّك الفضول اتباع يسوع الاولين وأرادوا ان يعرفوا،‏ فسألوه:‏ «ماذا تكون علامة حضورك [كملك] واختتام نظام الاشياء؟‏».‏ اجاب يسوع:‏ «تقوم امة على امة .‏ .‏ .‏ وتكون مجاعات وزلازل في مكان بعد آخر.‏ وهذه كلها بداية المخاض».‏ وحذر قائلا:‏ «بسبب ازدياد التعدي على الشريعة تبرد محبة الاكثرية».‏ —‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٢‏.‏

      وتقول نبوة اخرى في الكتاب المقدس «انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة حرجة.‏ فإن الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ غير طائعين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول اي اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة للّٰه،‏ لهم شكل التعبد للّٰه ولكنهم منكرون قوته».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      لربما توافق ان هذا الوصف ‹للايام الاخيرة› ينطبق تماما على الازمنة التي نعيش فيها.‏ وتكثر الادلة التي تبرهن ان الآن هو الوقت لإتمام نبوة الكتاب المقدس التالية:‏ «يقيم اله السماء مملكة لن تنقرض ابدا.‏ وملكها لا يترك لشعب آخر.‏ فتسحق وتفني كل هذه الممالك،‏ وهي تثبت الى الدهر».‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      ان الملكوت برئاسة «رئيس السلام» سيزيل كل ما من شأنه ان يعكِّر سلام الناجين من نهاية هذا العالم.‏ (‏اشعيا ٩:‏٦‏)‏ يعدنا الكتاب المقدس:‏ «العالم يزول وكذلك شهوته،‏ وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ وبعد نهاية هذا العالم،‏ سيتمكن الذين يفعلون مشيئة اللّٰه من التمتع بما خسرته العائلة البشرية عندما تمرد ابوانا الاولان آدم وحواء على اللّٰه.‏

      الحياة التي سنتمتع بها عما قريب

      قال يسوع:‏ «يجلس ابن الانسان على عرشه المجيد في التجديد».‏ (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ فما هو هذا «التجديد»؟‏ تنقل ترجمة اخرى هذه العبارة الى «تجديد كل شيء».‏ (‏الترجمة العربية الجديدة‏)‏ وفي مكان آخر من الكتاب المقدس تُدعى هذه الفترة ‏«نظام الاشياء الآتي».‏ (‏لوقا ١٨:‏٣٠‏)‏ ففي ذلك الوقت،‏ سيمارس يسوع سلطته المعطاة من اللّٰه بصفته رئيس السلام اذ يمنح الحياة الابدية لجميع الذين يمارسون الايمان بذبيحته الفدائية.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢١‏.‏

      وفي نظام اللّٰه الجديد،‏ سيتمتع البشر بالحياة التي منحها اللّٰه لآدم وحواء حين وضعهما في الفردوس الارضي.‏ تذكَّر ان اللّٰه اوصاهما ان ينجبا الاولاد ‹ويملأا الارض ويخضعاها›.‏ فقد كان عليهما ان يوسِّعا الفردوس العدني ليشمل الارض بأسرها.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ وبشكل مماثل،‏ ستمتلئ الارض في التجديد بالناجين من نهاية هذا العالم،‏ مع ذريتهم وكل المقامين من الموت.‏ وسيكون عليهم هم ايضا ان يشتركوا في تحويل الارض الى فردوس،‏ تماما كما قصد اللّٰه في البداية.‏

      تأمل في بعض البركات التي يقول الكتاب المقدس ان الناس في العالم الجديد البار سيتمتعون بها.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      رغم ان البعض يستصعبون تصديق الوعود المصوَّرة في هاتين الصفحتين،‏ فهي ستتحقق لا محالة في «نظام الاشياء الآتي».‏ وقد ذكر يسوع في صلاته ماذا يلزم ان يفعل الناس ليتمتعوا بهذه البركات.‏ قال:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ فعسى ان تكون انت ايضا بين المتواضعين الذين يسعون الى نيل هذه المعرفة المانحة للحياة!‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ‏«يُدعى اسمه .‏ .‏ .‏ رئيس السلام.‏ لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية».‏—‏ اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      بيوت وعمل للجميع

      ‏«يبنون بيوتا ويسكنون فيها .‏ .‏ .‏ لا يغرسون وآخر يأكل».‏ —‏ اشعيا ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      وفرة من الطعام للجميع

      ‏«الارض تعطي غلتها».‏ «تكون وفرة من القمح في الارض».‏ —‏ مزمور ٦٧:‏٦؛‏ ٧٢:‏١٦‏.‏

      السلام العالمي سيشمل حتى الحيوانات

      ‏«يتردد الذئب الى الحمل،‏ ويربض النمر مع الجدي،‏ .‏ .‏ .‏ وصبي صغير يسوقها».‏ —‏ اشعيا ١١:‏٦‏.‏

      لا حرب في ما بعد،‏ بل سلام الى الابد

      ‏«لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد».‏ «لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية».‏ —‏ اشعيا ٢:‏٤؛‏ ٩:‏٧‏.‏

      اقامة احبائنا الموتى

      ‏«تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوت [يسوع] فيخرجون».‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      لا مرض ولا موت في ما بعد

      ‏«لا يقول ساكن:‏ ‹انا مريض›».‏ «الموت لا يكون في ما بعد .‏ .‏ .‏ فالامور السابقة قد زالت».‏ —‏ اشعيا ٣٣:‏٢٤؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة