مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اعظم انسان عاش على الاطلاق
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • اعظم انسان عاش على الاطلاق

      ‏«انت هو المسيح ابن اللّٰه الحي.‏» —‏ متى ١٦:‏١٦‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف يمكن ان تحدَّد عظمة الانسان؟‏ (‏ب)‏ اي رجال في التاريخ دُعوا بالكبير،‏ ولماذا؟‏

      مَن تظنون انه اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏ كيف تقيِّمون عَظَمة الانسان؟‏ بعبقريته العسكرية؟‏ بقدراته العقلية المتفوقة؟‏ بقوته الجسدية؟‏

      ٢ دُعي مختلف الحكام بالكبير،‏ مثل كورش الكبير،‏ الاسكندر الكبير،‏ وشارلمان الذي سُمِّي «الكبير» حتى في مدى حياته.‏ وبحضورهم الهائل،‏ مارس رجال كهؤلاء تأثيرا كبيرا في اولئك الذين حكموهم.‏

      ٣ (‏أ)‏ ما هو المقياس لقياس عظمة الانسان؟‏ (‏ب)‏ باستخدام مثل هذا المقياس،‏ مَن هو اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏

      ٣ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ وصف المؤرخ ه‍.‏ ج.‏ وَلْز مقياسه لقياس عظمة الانسان.‏ فمنذ اكثر من ٥٠ سنة،‏ كتب:‏ «ان مقياس المؤرخ لعظمة الفرد هو ‹ماذا ترك لينمو؟‏ هل جعل الناس يفكِّرون وفق خطوط جديدة بنشاط يدوم بعده؟‏› وفقا لهذا المقياس،‏» استنتج وَلْز،‏ «يحتل يسوع المقام الاول.‏» وحتى ناپوليون بوناپرت ذكر:‏ «لقد أثَّر يسوع المسيح في رعاياه وقادهم من دون حضوره الجسدي المنظور.‏»‏

      ٤ (‏أ)‏ اية نظرتين متباينتين توجدان في ما يتعلق بيسوع؟‏ (‏ب)‏ اي مكان في التاريخ يعطيه مؤرخ غير مسيحي ليسوع؟‏

      ٤ ولكنّ البعض اعترضوا ان يسوع ليس شخصا تاريخيا بل اسطورة.‏ ومن جهة اخرى،‏ عبد كثيرون يسوع بصفته اللّٰه،‏ قائلين ان اللّٰه اتى الى الارض بصفته يسوع.‏ ولكن،‏ اذ اسس استنتاجاته على الدليل التاريخي وحده في ما يتعلق بوجود يسوع كانسان،‏ كتب وَلْز:‏ «من المثير للاهتمام والمهم ان المؤرخ،‏ دون اية ميول لاهوتية مهما تكن،‏ يجد انه لا يستطيع تصوير تقدم البشرية بصدق دون اعطاء مكان رئيسي لمعلّم معدِم من الناصرة.‏ .‏ .‏ .‏ ان مؤرخا مثلي،‏ لا يدعو نفسه مسيحيا ايضا،‏ يجد الصورة تتركز على نحو لا يقاوَم حول حياة وشخصية هذا الانسان الاكثر اهمية.‏»‏

      هل عاش يسوع حقا؟‏

      ٥،‏ ٦ ماذا لدى المؤرخَين ه‍ .‏ ج.‏ وَلْز ووِل ديورانت ليقولاه في ما يتعلق بتاريخية يسوع؟‏

      ٥ ولكن ماذا اذا قال احد لكم ان يسوع لم يعش قط حقا،‏ وانه كان في الواقع اسطورة،‏ ابداع بعض رجال القرن الاول؟‏ كيف تجيبون عن هذه التهمة؟‏ بينما يعترف وَلْز بأننا «لا نعرف عن [يسوع] بقدر ما نودُّ ان نعرف،‏» فانه على الرغم من ذلك يعلّق:‏ «ان الاناجيل الاربعة .‏ .‏ .‏ تتفق في اعطائنا صورة لشخصية واضحة جدا؛‏ انها تحمل قناعة بالحقيقة.‏ والافتراض انه لم يعش قط،‏ وأن روايات حياته هي ابداعات،‏ انما هو أصعب ويثير للمؤرخ مشاكل اكثر من قبول العناصر الاساسية لقصص الاناجيل كواقع.‏»‏

      ٦ وحاجَّ المؤرخ المحترم وِل ديورانت بطريقة مماثلة،‏ موضحا:‏ «لو ان عددا قليلا من الرجال السذَّج [الذين دعوا انفسهم مسيحيين] اخترعوا في مدى جيل واحد هذه الشخصية القوية والجذابة،‏ هذه المبادئ الاخلاقية السامية وهذه النظرية الملهِمة للاخوَّة البشرية،‏ لكان عملهم هذا معجزة ابعد عن المعقول من اية معجزة مسجَّلة في الاناجيل.‏»‏

      ٧،‏ ٨ الى اي حد اثَّر يسوع في التاريخ البشري؟‏

      ٧ وهكذا،‏ يمكنكم ان تباحثوا متشكِّكا كهذا:‏ هل يمكن لشخصية اسطورية —‏ شخص لم يعش قط حقا —‏ ان تؤثر في التاريخ البشري على نحو لافت الى هذا الحد؟‏ علّق العمل المرجعي تاريخ العالم للمؤرخين:‏ «كانت النتيجة التاريخية لنشاطات [يسوع] بالغة الاهمية،‏ حتى من وجهة نظر دنيوية صِرْف،‏ اكثر من أفعال اية شخصية اخرى في التاريخ.‏ ان عصرا جديدا،‏ تعترف به حضارات العالم الرئيسية،‏ يعود تاريخه الى ولادته.‏» فكِّروا في ذلك.‏ ان بعض التقاويم اليوم ايضا مؤسسة على السنة التي اعتُقد ان يسوع وُلد فيها.‏ «التواريخ قبل هذه السنة تُدرَج ق‌م،‏ اي قبل الميلاد،‏»‏ توضح دائرة معارف الكتاب العالمي.‏ «والتواريخ بعد هذه السنة تُدرَج ب‌م،‏ اي بعد الميلاد.‏»‏

      ٨ بتعاليمه الدينامية وبالطريقة التي عاش بها حياته انسجاما معها،‏ اثَّر يسوع بقوة في حياة جموع لا تُحصى من الناس طوال ألفي سنة تقريبا.‏ وكما عبَّر عن ذلك احد الكتّاب على نحو ملائم:‏ «كل الجيوش التي زحفت على الاطلاق،‏ كل الاساطيل البحرية التي أُنشئت على الاطلاق،‏ كل المجالس النيابية التي انعقدت على الاطلاق،‏ وكل الملوك الذين حكموا على الاطلاق،‏ مجتمعين،‏ لم يؤثِّروا في حياة الانسان على هذه الارض بمثل هذه القوة.‏» ومع ذلك،‏ فإن النقاد يقولون:‏ «كل ما نعرفه حقا عن يسوع موجود في الكتاب المقدس.‏ ولا توجد سجلات معاصرة اخرى متعلقة به.‏» ولكن،‏ هل هذا صحيح؟‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا قال مؤرخان وكاتبان دنيويان في وقت باكر عن يسوع؟‏ (‏ب)‏ على اساس شهادة المؤرخين في وقت باكر،‏ ماذا تستنتج دائرة معارف محترمة؟‏

      ٩ على الرغم من ان الاشارات الى يسوع المسيح من قبل المؤرخين الدنيويين في وقت باكر قليلة،‏ إلا ان اشارات كهذه موجودة.‏ فكرنيليوس تاسيتوس،‏ مؤرخ روماني محترم للقرن الاول،‏ كتب ان الامبراطور الروماني نَيْرون ‹ألصق تهمة حرق رومية بالمسيحيين،‏› ثم شرح تاسيتوس:‏ «الاسم [مسيحي] مشتق من المسيح،‏ الذي اعدمه الحاكم بيلاطس البنطي في اثناء حكم طيباريوس.‏» وسويتونيوس وبلينيوس الاصغر،‏ كاتبان رومانيان آخران لذلك الوقت،‏ ذكرا ايضا المسيح.‏ واضافة الى ذلك،‏ فإن فلاڤيوس يوسيفوس،‏ مؤرخ يهودي للقرن الاول،‏ كتب في العاديات اليهودية في ما يتعلق بموت التلميذ المسيحي يعقوب.‏ فقد قال يوسيفوس موضحا ان يعقوب كان «اخا يسوع الذي دُعي المسيح.‏»‏

      ١٠ وهكذا تستنتج دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «تبرهن هذه الروايات المستقلة انه في الازمنة القديمة لم يشك قط حتى خصوم المسيحية في تاريخية يسوع،‏ التي جرى التنازع فيها للمرة الاولى وعلى اساس غير وافٍ في نهاية القرن الـ‍ ١٨،‏ وفي اثناء القرن الـ‍ ١٩،‏ وفي بداية القرن الـ‍ ٢٠.‏»‏

      مَن كان يسوع حقا؟‏

      ١١ (‏أ)‏ على نحو اساسي،‏ ما هو المصدر الوحيد للمعلومات التاريخية عن يسوع؟‏ (‏ب)‏ اي سؤال كان لدى أتباع يسوع عن هويته؟‏

      ١١ ولكن،‏ على نحو اساسي،‏ سجَّل أتباع يسوع للقرن الاول كل ما هو معروف الآن عنه.‏ وحُفظت تقاريرهم في الاناجيل —‏ اسفار الكتاب المقدس التي كتبها اثنان من رسله،‏ متى ويوحنا،‏ واثنان من تلاميذه،‏ مرقس ولوقا.‏ فماذا تكشف روايات هؤلاء الرجال عن هوية يسوع؟‏ مَن كان حقا؟‏ تفكَّر عشراء يسوع للقرن الاول في هذا السؤال.‏ فعندما رأوا يسوع يهدِّئ بحرا هائجا بانتهار،‏ تساءلوا بدهشة:‏ «مَن هو هذا.‏» وفي مناسبة لاحقة،‏ سأل يسوع رسله:‏ «مَن تقولون اني انا.‏» —‏ مرقس ٤:‏٤١؛‏ متى ١٦:‏١٥‏.‏

      ١٢ كيف نعرف ان يسوع ليس اللّٰه؟‏

      ١٢ اذا طُرح عليكم هذا السؤال،‏ فكيف تجيبون؟‏ مَن كان يسوع حقا؟‏ طبعا،‏ كثيرون في العالم المسيحي يقولون انه كان اللّٰه الكلي القدرة في شكل بشري،‏ اللّٰه المتجسِّد.‏ لكنَّ عشراء يسوع الشخصيين لم يعتقدوا قط انه اللّٰه.‏ فالرسول بطرس دعاه «المسيح ابن اللّٰه الحي.‏» (‏متى ١٦:‏١٦‏)‏ فتِّشوا قدر ما تريدون،‏ فلن تقرأوا ابدا ان يسوع ادَّعى انه اللّٰه.‏ ولكنه قال لليهود انه كان «ابن اللّٰه،‏» وليس اللّٰه.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏٣٦‏.‏

      ١٣ كيف كان يسوع مختلفا عن جميع الناس الآخرين؟‏

      ١٣ عندما مشى يسوع عبر بحر هائج،‏ تأثر التلاميذ من واقع انه لم يكن انسانا كأيّ انسان آخر.‏ (‏يوحنا ٦:‏١٨-‏٢١‏)‏ فقد كان شخصا متميِّزا جدا.‏ وذلك لأنه عاش سابقا كشخص روحاني مع اللّٰه في السماء،‏ نعم،‏ كملاك،‏ اذ تُحدَّد هويته في الكتاب المقدس بأنه رئيس الملائكة.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٦؛‏ يهوذا ٩‏)‏ وقد خلقه اللّٰه قبل ان يخلق كل الاشياء الاخرى.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ وهكذا،‏ طوال عصور غير معروفة من الزمن،‏ وحتى قبل خلق الكون المادي،‏ تمتع يسوع بالمرافقة الحميمة في السماء لأبيه،‏ يهوه اللّٰه،‏ الخالق العظيم.‏ —‏ امثال ٨:‏٢٢،‏ ٢٧-‏٣١؛‏ جامعة ١٢:‏١‏.‏

      ١٤ كيف صار يسوع انسانا؟‏

      ١٤ وبعد ذلك،‏ منذ ألفي سنة تقريبا،‏ نقل اللّٰه حياة ابنه الى رحم امرأة.‏ فصار بذلك ابنا بشريا للّٰه،‏ مولودا بالطريقة الطبيعية من امرأة.‏ (‏غلاطية ٤:‏٤‏)‏ وبينما كان يسوع ينمو في رحم امه،‏ مريم،‏ ولاحقا عندما كان يكبر كصبي،‏ كان يعتمد على ذينك اللذين اختارهما اللّٰه ليكونا ابويه الارضيين.‏ وفي النهاية بلغ يسوع سن الرجولة،‏ ومُنح كما يظهر ذاكرة معاشرته السابقة للّٰه في السماء.‏ وحدث ذلك عندما ‹انفتحت له السموات› وقت معموديته.‏ —‏ متى ٣:‏١٦؛‏ يوحنا ٨:‏٢٣؛‏ ١٧:‏٥‏.‏

      ١٥ كيف نعرف ان يسوع كان انسانا تماما عندما عاش على الارض؟‏

      ١٥ حقا،‏ كان يسوع شخصا فريدا.‏ ولكنه كان مع ذلك انسانا،‏ المعادل لآدم،‏ الذي خلقه اللّٰه في الاصل ووضعه في جنة عدن.‏ وأوضح الرسول بولس:‏ «صار آدم الانسان الاول نفسا حية وآدم الاخير روحا محييا.‏» ويُدعى يسوع «آدم الاخير» لأن يسوع،‏ مثل آدم الاول،‏ كان انسانا كاملا.‏ ولكنَّ يسوع بعد ان مات أُقيم،‏ وانضم ثانية الى ابيه في السماء كشخص روحاني.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏.‏

      الطريقة الافضل للتعلُّم عن اللّٰه

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا جعل معاشرة يسوع امتيازا الى هذا الحد؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول ان رؤية يسوع كانت كرؤية اللّٰه؟‏

      ١٦ فكِّروا لحظة في الامتياز البديع الذي تمتع به البعض كعشراء شخصيين ليسوع عندما كان على الارض!‏ تخيَّلوا الاستماع والتحدث الى،‏ مراقبة،‏ وحتى العمل مع الشخص الذي ربما قضى بلايين السنين كرفيق حميم ليهوه اللّٰه في السماء!‏ وكابن امين،‏ قلَّد يسوع اباه السماوي في كل ما فعله.‏ وفي الواقع،‏ تمثَّل يسوع بأبيه كاملا حتى انه تمكَّن من القول لرسله قبل اعدامه بوقت قصير:‏ «الذي رآني فقد رأى الآب.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ نعم،‏ في كل حالة واجهها هنا على الارض،‏ فعل يسوع تماما كما كان ابوه،‏ اللّٰه الكلي القدرة،‏ سيفعل لو كان هنا.‏ وهكذا عندما ندرس حياة وخدمة يسوع المسيح نتعلَّم،‏ في الواقع،‏ ايّ نوع من الاشخاص تماما هو اللّٰه.‏

      ١٧ اي قصد رائع خدمته سلسلة برج المراقبة «حياة يسوع وخدمته»؟‏

      ١٧ لذلك فإن السلسلة «حياة يسوع وخدمته،‏» التي نُشرت في اعداد متتالية من برج المراقبة من تشرين الثاني ١٩٨٥ الى حزيران ١٩٩١،‏ لم تزوِّد صورة رائعة عن الانسان يسوع فحسب بل علَّمت ايضا كثيرا عن ابيه السماوي،‏ يهوه اللّٰه.‏ وبعد جزءَيها الاولَين،‏ كتبت خادمة فاتحة الى جمعية برج المراقبة بتقدير،‏ قائلة:‏ «اية طريقة للاقتراب الى الآب هي افضل من التعرُّف بالابن بشكل افضل!‏» وكم ذلك صحيح!‏ فعناية الآب الرقيقة بالناس وكرمه يجري تعظيمهما في حياة الابن.‏

      ١٨ مَن هو مؤلِّف رسالة الملكوت،‏ وكيف اعترف يسوع بذلك؟‏

      ١٨ ان محبة يسوع لأبيه،‏ كما يعرب عنها اذعانه التام لمشيئة ابيه،‏ انما هي شيء جميل فعلا لنلاحظه.‏ «لست افعل شيئا من نفسي،‏» قال يسوع لليهود الذين كانوا يسعون الى قتله،‏ «بل اتكلم بهذا كما علَّمني ابي.‏» (‏يوحنا ٨:‏٢٨‏)‏ اذًا،‏ لم يكن يسوع مؤلِّف رسالة الملكوت التي كرز بها.‏ لقد كان المؤلِّف يهوه اللّٰه!‏ ويسوع نسب الفضل مرة بعد اخرى الى ابيه.‏ «لم اتكلم من نفسي،‏» قال،‏ «لكنَّ الآب الذي ارسلني هو اعطاني وصية ماذا اقول وبماذا اتكلم.‏ .‏ .‏ .‏ فما اتكلم انا به فكما قال لي الآب هكذا اتكلم.‏» —‏ يوحنا ١٢:‏٤٩،‏ ٥٠‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ كيف نعرف ان يسوع علَّم بالطريقة عينها التي يعلِّم بها يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان يسوع اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏

      ١٩ ومع ذلك،‏ لم يعلِّم او يتكلم يسوع بما اخبره اياه الآب فقط.‏ فقد فعل اكثر بكثير.‏ لقد تكلم او علَّم بالطريقة التي كان سيتكلم او يعلِّم بها الآب.‏ وعلاوة على ذلك،‏ في كل نشاطاته وعلاقاته،‏ تصرَّف وعمل تماما كما كان الآب سيتصرف ويعمل في الظروف عينها.‏ «لا يقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئا،‏» اوضح يسوع،‏ «إلا ما ينظر الآب يعمل.‏ لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن (‏بالطريقة عينها‏)‏.‏» (‏يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وبكل طريقة،‏ كان يسوع انعكاسا كاملا لأبيه،‏ يهوه اللّٰه.‏ فلا عجب ان يسوع كان اعظم انسان عاش على الاطلاق!‏ اذًا،‏ من المهم على نحو حيوي بالتأكيد ان نتأمل عن كثب في هذا الانسان الاكثر اهمية!‏

      محبة اللّٰه تُرى في يسوع

      ٢٠ كيف امكن للرسول يوحنا ان يعرف ان «اللّٰه محبة»؟‏

      ٢٠ وماذا نتعلَّم خصوصا اذ نقوم بدرس شامل ودقيق لحياة وخدمة يسوع؟‏ حسنا،‏ اعترف الرسول يوحنا بأن «اللّٰه لم يره احد.‏» (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ ومع ذلك،‏ كتب يوحنا بثقة مطلقة في ١ يوحنا ٤:‏٨‏:‏ ‏«اللّٰه محبة.‏»‏ وأمكن يوحنا ان يقول ذلك لأنه عرف محبة اللّٰه من خلال ما رآه في يسوع.‏

      ٢١ ماذا في ما يتعلق بيسوع جعله اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏

      ٢١ وكالآب،‏ كان يسوع رؤوفا،‏ لطيفا،‏ متواضعا،‏ ويسهل الاقتراب اليه.‏ والضعفاء والمضطهَدون شعروا بالراحة معه،‏ كما شعر بذلك الناس من كل الانواع —‏ الرجال،‏ النساء،‏ الاولاد،‏ الاغنياء،‏ الفقراء،‏ الاقوياء،‏ وحتى الخطاة المشهورون.‏ وفي الواقع،‏ خصوصا،‏ كان مثال يسوع الفائق للمحبة،‏ تمثّلا بأبيه،‏ هو ما جعله اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏ وحتى ناپوليون بوناپرت قال كما يُشاع:‏ «الاسكندر،‏ قيصر،‏ شارلمان،‏ وأنا أسسنا امبراطوريات،‏ ولكن على ماذا ارتكزت اعمال عبقريتنا؟‏ على القوة.‏ يسوع المسيح وحده اسس ملكوته على المحبة،‏ وفي هذا اليوم ملايين الناس يموتون من اجله.‏»‏

      ٢٢ ماذا كان مختلفا جوهريا بشأن تعاليم يسوع؟‏

      ٢٢ كانت تعاليم يسوع مختلفة جوهريا.‏ «لا تقاوموا الشر،‏» حثَّ يسوع،‏ «بل مَن لطمك على خدك الايمن فحوِّل له الآخر ايضا.‏» «أحبّوا اعداءكم.‏ باركوا لاعنيكم.‏ أحسنوا الى مبغضيكم.‏ وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.‏» ‹افعلوا بالآخرين كما تريدون ان يفعلوا هم بكم.‏› (‏متى ٥:‏٣٩،‏ ٤٤؛‏ ٧:‏١٢‏)‏ كم يكون العالم مختلفا اذا طبَّق الجميع هذه التعاليم السامية!‏

      ٢٣ ماذا فعل يسوع ليمسّ القلوب ويدفع الناس الى فعل الصلاح؟‏

      ٢٣ وأمثال،‏ او ايضاحات،‏ يسوع مسَّت القلوب،‏ دافعة الناس الى فعل الصلاح والى تجنُّب الشر.‏ وربما تذكرون قصته المعروفة جيدا عن السامري المحتقَر الذي ساعد رجلا مجروحا من عرق آخر في حين ان رجلَين متدينَين ريائيَّين من عرق ذلك الرجل لم يساعداه.‏ او القصة عن الاب الرؤوف الغفور وابنه الضال.‏ وماذا عن القصة المتعلقة بالملك الذي سامح عبدا بدَيْن من ٦٠ مليون دينار،‏ ومع ذلك تصرَّف العبد بطريقة فظَّة وألقى في السجن عبدا رفيقا لم يكن قادرا على دفع دَيْن من ١٠٠ دينار فقط؟‏ فبإيضاحات بسيطة،‏ جعل يسوع اعمال الانانية والجشع كريهة،‏ وأعمال المحبة والرحمة جذابة جدا!‏ —‏ متى ١٨:‏٢٣-‏٣٥؛‏ لوقا ١٠:‏٣٠-‏٣٧؛‏ ١٥:‏١١-‏٣٢‏.‏

      ٢٤ لماذا يمكننا ان نقول ان يسوع كان دون ريب اعظم انسان عاش على الاطلاق؟‏

      ٢٤ ولكنَّ ما جذب الناس خصوصا الى يسوع وأثَّر فيهم للخير هو ان حياته طابقت على نحو كامل ما علَّمه.‏ فقد مارس ما كرز به.‏ وتحمَّل بصبر نقائص الآخرين.‏ وعندما تشاجر تلاميذه بشأن مَن هو الاعظم،‏ قوَّمهم بلطف عوض انتهارهم بقسوة.‏ وبتواضع خدم احتياجاتهم،‏ حتى انه غسل ارجلهم.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٠-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥؛‏ لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٧؛‏ يوحنا ١٣:‏٥‏)‏ وأخيرا،‏ اختبر طوعا موتا أليما،‏ ليس من اجلهم فقط،‏ بل من اجل كل الجنس البشري!‏ فدون شك،‏ كان يسوع اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏

  • هل تتجاوبون مع محبة يسوع؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • هل تتجاوبون مع محبة يسوع؟‏

      ‏«محبة المسيح (‏تُلزمنا)‏.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤‏.‏

      ١ كيف يمكن وصف محبة يسوع؟‏

      حقا،‏ ما ابدع محبة يسوع!‏ فعندما نتأمل كيف تألم على نحو لا يوصف فيما زوَّد الفدية،‏ التي بها وحدها يمكن ان ننال الحياة الابدية،‏ تندفع قلوبنا حتما بالتقدير له!‏ ويهوه اللّٰه ويسوع نفسه اخذا المبادرة.‏ فهما احبَّانا اولا،‏ اذ كنا لا نزال خطاة.‏ (‏رومية ٥:‏٦-‏٨؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩-‏١١‏)‏ ومعرفة «محبة المسيح،‏» كتب الرسول بولس،‏ «تفوق كل معرفة.‏» (‏افسس ٣:‏١٩‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ فعلا،‏ ان محبة يسوع تعلو كثيرا فوق معرفة الرأس الاكاديمية.‏ انها تتجاوز ايّ شيء آخر رآه او اختبره البشر على الاطلاق.‏

      ٢ ماذا لا يستطيع ان يمنع يسوع عن محبتنا؟‏

      ٢ واذ كتب الى المسيحيين في رومية،‏ سأل بولس:‏ «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح.‏ أشدّة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف.‏» لا شيء من هذه يستطيع ان يمنع يسوع عن محبتنا.‏ «اني متيقن،‏» يتابع بولس،‏ «انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة اللّٰه التي في المسيح يسوع ربنا.‏» —‏ رومية ٨:‏٣٥-‏٣٩‏.‏

      ٣ ماذا فقط يمكن ان يجعل يسوع وأباه يتركاننا؟‏

      ٣ ان محبة يهوه اللّٰه ويسوع لكم قوية الى هذا الحد.‏ وهنالك شيء واحد فقط يمكن ان يوقفهما عن محبتكم وهو نبذكم الطوعي لمحبتهما اذ ترفضون ان تفعلوا ما يطلبانه.‏ وذات مرة اوضح نبي للّٰه لملك يهودي:‏ «الرب معكم ما كنتم معه وإن طلبتموه يوجد لكم وإن تركتموه يترككم.‏» (‏٢ أخبار الايام ١٥:‏٢‏)‏ فمَن منا يريد يوما ما ان يتحول عن صديقين رؤوفين رائعين كيهوه اللّٰه وابنه،‏ يسوع المسيح؟‏

      التجاوب اللائق مع محبة يسوع

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كيف يجب ان تؤثر محبة يسوع لنا في علاقاتنا بالرفقاء البشر؟‏ (‏ب)‏ مَن ايضا يجب ان نندفع الى محبته بسبب محبة يسوع لنا؟‏

      ٤ كيف تتأثرون شخصيا بمحبة يسوع غير المحدودة لكم؟‏ وكيف يجب ان تتأثروا؟‏ حسنا،‏ لقد اظهر يسوع كيف يجب ان يؤثر اعرابه عن المحبة في علاقاتنا بالرفقاء البشر.‏ فبعد ان خدم بتواضع رسله بغسل ارجلهم،‏ قال يسوع:‏ «اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا.‏» وأضاف:‏ «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا.‏ كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.‏» (‏يوحنا ١٣:‏١٥،‏ ٣٤‏)‏ فتعلَّم تلاميذه،‏ واندفعوا الى محاولة فعل ذلك كما فعل هو.‏ «بهذا قد عرفنا المحبة،‏» كتب الرسول يوحنا،‏ «ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة.‏» —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٥ ولكن،‏ قد نخطئ القصد من حياة يسوع وخدمته اذا دفعَنا مثاله الى ان نحب ونخدم مصالح الرفقاء البشر فقط.‏ أفلا يجب ان تجعلنا محبة يسوع لنا نبادله ايضا بالمحبة ونحب اباه خصوصا،‏ الذي علَّمه كل ما يعرفه؟‏ وهل تتجاوبون مع محبة المسيح وتخدمون اباه كما فعل هو؟‏ —‏ افسس ٥:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ١:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ٦ كيف تأثر الرسول بولس بمحبة يسوع له؟‏

      ٦ تأملوا في قضية شاول،‏ الذي صار يُعرَف لاحقا ببولس.‏ ففي ما مضى اضطهد يسوعَ،‏ اذ كان ‹لا يزال ينفث تهدُّدا وقتلا على التلاميذ.‏› (‏اعمال ٩:‏١-‏٥؛‏ متى ٢٥:‏٣٧-‏٤٠‏)‏ وعندما اتى بولس الى معرفة يسوع حقا،‏ كان شاكرا جدا على نيل الغفران حتى انه لم يكن راغبا في ان يتألم فقط من اجل يسوع بل كان مستعدا لأن يموت ايضا من اجله.‏ «مع المسيح صُلبتُ،‏» كتب.‏ «فأحيا لا انا.‏ .‏ .‏ .‏ فما أحياه الآن في الجسد فانما أحياه في الايمان ايمان ابن اللّٰه الذي أحبني وأسلم نفسه لاجلي.‏» —‏ غلاطية ٢:‏٢٠‏.‏

      ٧ ماذا يجب ان تُلزمنا محبة المسيح بفعله؟‏

      ٧ وكم يجب ان تكون قوة ملزِمة في حياتنا المحبة التي لدى يسوع لنا!‏ «محبة المسيح (‏تُلزمنا)‏،‏» كتب بولس الى اهل كورنثوس،‏ ‹كي نعيش فيما بعد لا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام.‏› (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وفي الواقع،‏ ان الشكر ليسوع على تقديم حياته من اجلنا يجب ان يدفعنا الى فعل كل ما يطلبه.‏ فبهذه الطريقة فقط يمكننا ان نُثبت اننا نحبه حقا.‏ «إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي،‏» قال يسوع.‏ «الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.‏» —‏ يوحنا ١٤:‏١٥،‏ ٢١‏؛‏ قارنوا ١ يوحنا ٢:‏٣-‏٥‏.‏

      ٨ كيف اثرت محبة يسوع في حياة خطاة كثيرين؟‏

      ٨ وعند تعلُّم وصايا يسوع،‏ تجاوب زناة،‏ فاسقون،‏ مضاجعو نظير،‏ سارقون،‏ سكّيرون،‏ وخاطفون في كورنثوس القديمة مع محبة يسوع بالاقلاع عن هذه الممارسات.‏ كتب عنهم بولس:‏ «اغتسلتم .‏ .‏ .‏ تبررتم باسم الرب يسوع.‏» (‏١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ ألزمت محبة يسوع كثيرين اليوم أن يصنعوا تغييرات جديرة بالملاحظة في حياتهم.‏ «كانت الانتصارات الحقيقية للمسيحية تُرى في صنع اناس صالحين من اولئك الذين اعتنقوا عقائدها،‏» كتب المؤرخ جون لورد.‏ «ولدينا شهادة لحياتهم الخالية من اللوم،‏ لآدابهم التي لا عيب فيها،‏ لكونهم مواطنين صالحين،‏ ولفضائلهم المسيحية.‏» —‏ فيا للفرق الذي تصنعه تعاليم يسوع!‏

      ٩ ماذا يشمله الاستماع الى يسوع؟‏

      ٩ بالتأكيد،‏ لا درس يمكن ان يباشره الشخص اليوم اهم من ذاك الذي لحياة وخدمة يسوع المسيح.‏ ‹انظروا الى .‏ .‏ .‏ يسوع،‏› حثَّ الرسول بولس.‏ ‹تفكَّروا فيه.‏› (‏عبرانيين ١٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وخلال تجلّي يسوع،‏ امر اللّٰه نفسه في ما يتعلق بابنه:‏ «له اسمعوا.‏» (‏متى ١٧:‏٥‏)‏ ولكن يجب التشديد على ان الاستماع الى يسوع يشمل اكثر من مجرد سماع ما يقوله.‏ انه يعني الاصغاء الى ارشاداته،‏ نعم،‏ تقليده بأن نفعل ما فعله بالطريقة التي قام بها.‏ ونتجاوب مع محبة يسوع بتبنّيه كمثال لنا،‏ وباتّباع خطواته بدقة.‏

      ما يريد يسوع ان نفعله

      ١٠ مَن درَّبهم يسوع ولأي قصد؟‏

      ١٠ كانت مهمة يسوع من اللّٰه ان يكرز بملكوت ابيه،‏ وقد درَّب أتباعه ان يقوموا بالعمل نفسه.‏ «لنذهب الى القرى المجاورة،‏» قال لتلاميذه الاولين،‏ «لأكرز هناك ايضا لأني لهذا خرجت.‏» (‏مرقس ١:‏٣٨؛‏ لوقا ٤:‏٤٣‏)‏ ولاحقا،‏ بعد تدريب ١٢ رسولا تماما،‏ ارشدهم يسوع:‏ «وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات.‏» (‏متى ١٠:‏٧‏)‏ وبعد بضعة شهور،‏ بعد تدريب ٧٠ آخرين،‏ ارسلهم مع الامر:‏ «قولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت اللّٰه.‏» (‏لوقا ١٠:‏٩‏)‏ فمن الواضح ان يسوع اراد من أتباعه ان يكونوا كارزين ومعلِّمين.‏

      ١١ (‏أ)‏ بأية طريقة كان تلاميذ يسوع سيقومون بأعمال اعظم مما عمل هو؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث للتلاميذ بعد ان قُتل يسوع؟‏

      ١١ تابع يسوع تدريب تلاميذه على هذا العمل.‏ وخلال الليلة الاخيرة قبل موته،‏ شجعهم بهذه الكلمات:‏ «مَن يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها.‏» (‏يوحنا ١٤:‏١٢‏)‏ وأعمال أتباعه ستكون اعظم من اعماله لأنهم في خدمتهم كانوا سيبلغون اناسا اكثر بكثير في منطقة اوسع بكثير ولفترة وقت اطول.‏ ولكن،‏ بعد ان قُتل يسوع،‏ شلَّ تلاميذُه من الخوف.‏ فاختبأوا ولم ينفِّذوا العمل الذي درَّبهم على فعله.‏ حتى ان البعض عادوا الى عمل الصيد.‏ ولكن،‏ بطريقة لا تُنسى،‏ طبع على اذهان هؤلاء السبعة ما اراد منهم،‏ ومن كل أتباعه،‏ ان يفعلوه.‏

      ١٢ (‏أ)‏ اية عجيبة انجزها يسوع عند بحر الجليل؟‏ (‏ب)‏ كما يظهر،‏ ماذا عنى يسوع عندما سأل بطرس عما اذا كان يحبه «اكثر من هؤلاء»؟‏

      ١٢ اتخذ يسوع جسدا بشريا وظهر عند بحر الجليل.‏ وكان الرسل السبعة خارجا في سفينة ولكنهم كانوا قد فشلوا في صيد ايّ سمك كل الليل.‏ فنادى يسوع من الشاطئ:‏ «ألقوا الشبكة الى جانب السفينة الايمن فتجدوا.‏» وعندما صارت الشبكة عجائبيا ممتلئة سمكا الى درجة التخرّق،‏ ادرك الموجودون في السفينة انه يسوع الذي على الشاطئ،‏ فأسرعوا الى حيث كان ينتظر.‏ وبعد تقديم الفطور لهم،‏ سأل يسوع بطرس،‏ ناظرا على الارجح الى كمية الصيد الكبيرة من السمك:‏ «يا سمعان بن يونا أتُحبني اكثر من هؤلاء.‏» (‏يوحنا ٢١:‏١-‏١٥‏)‏ ولا شك ان يسوع عنى،‏ هل انت متعلق بعمل الصيد اكثر من عمل الكرازة الذي جهَّزتك للقيام به؟‏

      ١٣ كيف طبع يسوع بقوة على اذهان أتباعه الطريقة التي يجب ان يتجاوبوا بها مع محبته؟‏

      ١٣ فتجاوب بطرس:‏ «نعم يا رب انت تعلم اني احبك.‏» فأجاب يسوع:‏ «ارعَ خرافي.‏» وسأل يسوع مرة ثانية:‏ «يا سمعان بن يونا أتُحبني.‏» فتجاوب بطرس ثانية،‏ ودون شك بقناعة اقوى:‏ «نعم يا رب انت تعلم اني احبك.‏» ومرة اخرى امر يسوع:‏ «ارعَ غنمي.‏» وسأل يسوع للمرة الثالثة:‏ «يا سمعان بن يونا أتُحبني.‏» فحزن بطرس الآن حقا.‏ فقبل بضعة ايام فقط،‏ كان قد انكر ثلاث مرات معرفته يسوع،‏ وربما تساءل عما اذا كان يسوع يشكّ في ولائه.‏ ولذلك،‏ للمرة الثالثة،‏ تجاوب بطرس،‏ بنبرات دفاعية على الارجح:‏ «يا رب انت تعلم كل شيء.‏ انت تعرف اني احبك.‏» فأجاب يسوع ببساطة:‏ «ارعَ غنمي.‏» (‏يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ فهل يمكن ان يكون هنالك ايّ شك في ما اراد يسوع من بطرس وعشرائه ان يفعلوه؟‏ ما كان اقوى ما طبعه على اذهانهم —‏ وأذهان مَن سيصيرون تلاميذه اليوم —‏ انهم اذا كانوا يحبونه،‏ فسيشتركون في عمل التلمذة!‏

      ١٤ في اية مناسبتين اخريين اظهر يسوع الطريقة التي يجب ان يتجاوب بها تلاميذه مع محبته؟‏

      ١٤ وبعد بضعة ايام من محادثة الشاطئ هذه،‏ ظهر يسوع على جبل في الجليل وأمر محفلا سعيدا من نحو ٥٠٠ تابع:‏ «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم.‏ .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏» (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٦‏)‏ فكِّروا في ذلك!‏ رجال،‏ نساء،‏ وأولاد جميعهم تسلَّموا هذه المهمة عينها.‏ ولاحقا ايضا،‏ قبل صعوده الى السماء مباشرة،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «تكونون لي شهودا .‏ .‏ .‏ الى اقصى الارض.‏» (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ فبعد كل هذا النصح،‏ لا عجب انّ بطرس قال،‏ بعد سنوات:‏ «اوصانا [يسوع] ان نكرز للشعب ونشهد.‏» —‏ اعمال ١٠:‏٤٢‏.‏

      ١٥ في ماذا لا يمكن ان يكون هنالك شك؟‏

      ١٥ لا يمكن ان يكون هنالك شك في كيفية وجوب تجاوبنا مع محبة يسوع.‏ فكما قال لرسله:‏ «إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي .‏ .‏ .‏ انتم احبائي إن فعلتم ما اوصيكم به.‏» (‏يوحنا ١٥:‏١٠-‏١٤‏)‏ والسؤال هو،‏ هل ستُظهرون التقدير لمحبة يسوع باطاعة وصيته ان تشتركوا في عمل التلمذة؟‏ صحيح ان ذلك ربما لا يكون سهلا عليكم لأسباب مختلفة.‏ ولكنه لم يكن سهلا على يسوع ايضا.‏ تأملوا في التغييرات التي كانت مطلوبة منه.‏

      اتَّبعوا مثال يسوع

      ١٦ اي مثال رائع زوَّده يسوع؟‏

      ١٦ تمتع ابن اللّٰه الوحيد بمركز متفوِّق من المجد السماوي اسمى من كل الملائكة.‏ لقد كان غنيا فعلا!‏ ومع ذلك اخلى نفسه طوعا،‏ وُلد كعضو في عائلة فقيرة،‏ وكبر محاطا ببشر مرضى مائتين.‏ وقد فعل ذلك لاجلنا،‏ كما اوضح الرسول بولس:‏ «انكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من اجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره.‏» (‏٢ كورنثوس ٨:‏٩؛‏ فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ فيا له من مثال!‏ ويا له من اعراب عن المحبة!‏ فلا احد قدَّم اكثر او تألم اكثر من اجل الآخرين.‏ ولا احد جعله ممكنا للآخرين ان يتمتعوا بغنى اعظم،‏ نعم،‏ بحياة ابدية في كمال!‏

      ١٧ اي مسلك مرسوم امامنا،‏ وماذا ستكون نتيجة اتِّباعه؟‏

      ١٧ يمكننا ان نتَّبع مثال يسوع ونكون مفيدين على نحو مماثل للآخرين.‏ فيسوع حثَّ الناس تكرارا ان يصيروا أتباعه.‏ (‏مرقس ٢:‏١٤؛‏ لوقا ٩:‏٥٩؛‏ ١٨:‏٢٢‏)‏ وفي الواقع،‏ كتب بطرس:‏ «لهذا دُعيتم.‏ فإن المسيح ايضا تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتَّبعوا خطواته.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ فهل تتجاوبون مع محبة المسيح الى حد التألم لكي تخدموا اباه كما فعل هو؟‏ كم يمكن ان يكون مفيدا للآخرين مسلك كهذا!‏ وفي الواقع،‏ باتِّباع مثال يسوع،‏ وبتطبيق التعاليم التي تلقَّاها من ابيه كاملا،‏ ‹تخلِّصون نفسكم والذين يسمعونكم ايضا.‏› —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اي مثال رسمه يسوع في ما يتعلق بموقفه من الناس؟‏ (‏ب)‏ كيف تجاوب الناس مع شخصية يسوع؟‏

      ١٨ لمساعدة الناس الى اقصى حد،‏ يجب ان نشعر ايضا تجاههم بالطريقة التي شعر بها يسوع.‏ قالت نبوة عنه:‏ «يشفق على المسكين والبائس.‏» ‏(‏مزمور ٧٢:‏١٣‏)‏ وأمكن لأتباعه ان يلاحظوا ان يسوع «أحبَّ» اولئك الذين تكلم معهم وأنه اراد حقا ان يساعدهم.‏ (‏مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢؛‏ ١٠:‏٢١‏)‏ «ولما رأى الجموع،‏» يقول الكتاب المقدس،‏ «تحنَّن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.‏» (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏ وحتى الخطاة على نحو جسيم احسّوا بمحبته وانجذبوا اليه.‏ فبنغمة صوته،‏ تصرفه،‏ وطريقته للتعليم،‏ جرت اراحتهم.‏ ونتيجة لذلك،‏ حتى العشارون والزناة المحتقَرون طلبوه.‏ —‏ متى ٩:‏٩-‏١٣؛‏ لوقا ٧:‏٣٦-‏٣٨؛‏ ١٩:‏١-‏١٠ .‏

      ١٩ كيف تمثَّل بولس بيسوع،‏ وماذا ستكون نتيجة فعلنا الامر عينه؟‏

      ١٩ قلَّد تلاميذ يسوع للقرن الاول مثاله الحبي.‏ كتب بولس الى بعض الذين خدمهم:‏ «كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة اولادها .‏ .‏ .‏ كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده ونشجعكم ونُشهدكم.‏» (‏١ تسالونيكي ٢:‏٧-‏١٢‏)‏ فهل تشعرون نحو الذين في مقاطعتكم بالاهتمام الاصيل نفسه الذي يشعر به الآباء المحبون نحو اولادهم الاحباء؟‏ ان الاعراب عن اهتمام كهذا في نغمة صوتكم،‏ تعبير وجهكم،‏ وتصرفاتكم سيجعل رسالة الملكوت جذابة للمشبهين بالخراف.‏

      ٢٠،‏ ٢١ ما هي بعض الامثلة العصرية لاشخاص اتَّبعوا مثال يسوع للمحبة؟‏

      ٢٠ في يوم بارد في اسپانيا،‏ التقت شاهدتان امرأة مسنّة على عكازين كان بيتها باردا على نحو قارس لأن حطب الوقود كان قد نفد.‏ وكانت تنتظر عودة ابنها من العمل ليحتطب المزيد.‏ فاحتطبت الشاهدتان الحطب،‏ وتركتا ايضا بعض المجلات لتقرأها.‏ وعندما عاد الابن،‏ تأثر جدا باهتمام الشاهدتين الحبي بأمه حتى انه قرأ المطبوعات،‏ بدأ يدرس الكتاب المقدس،‏ اعتمد،‏ وسرعان ما انخرط في خدمة الفتح.‏

      ٢١ وفي اوستراليا اوضح رجل وزوجته لشاهدَين زائرَين انهما لا يملكان المال لإطعام عائلتهما.‏ فغادر الزوجان الشاهدان وابتاعا بعض المأكولات،‏ بما فيها حلويات للاولاد.‏ فلم يتمالك الوالدان انفسهما وبكيا،‏ قائلَين انهما كانا يائسَين حتى انهما فكَّرا في الانتحار.‏ وبدأا كلاهما يدرسان الكتاب المقدس،‏ واعتمدت الزوجة مؤخرا.‏ وثمة امرأة في الولايات المتحدة كانت متحاملة على شهود يهوه اخبرت بعد ان التقت شاهدة:‏ «لا اذكر حقا ما تكلمنا عنه،‏ ولكنَّ ما اذكره هو كم كانت لطيفة معي،‏ وكم كانت مضيافا ومتواضعة.‏ فشعرتُ حقا بالانجذاب اليها كشخص.‏ وأنا اعزّ صداقتها الى هذا اليوم.‏»‏

      ٢٢ بعد فحص حياة يسوع،‏ ما هو استنتاجنا بشأنه؟‏

      ٢٢ عندما نتجاوب مع محبة يسوع بالقيام بالعمل الذي قام به هو بالطريقة التي قام بها،‏ يا للبركات البديعة التي يمكن ان نتمتع بها!‏ وعظمة يسوع واضحة وغامرة.‏ ونحن نندفع الى ترديد كلمات الوالي الروماني بيلاطس البنطي:‏ «هوذا الانسان.‏» نعم،‏ فعلا،‏ «الانسان،‏» اعظم انسان عاش على الاطلاق.‏ —‏ يوحنا ١٩:‏٥‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة