مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ليبقَ فيك موقف المسيح العقلي
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • لِيَبْقَ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيُّ

      ‏‹لِيَكُنْ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›.‏ —‏ رو ١٥:‏٥‏.‏

      ١ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟‏

      قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ:‏ «تَعَالَوْا إِلَيَّ .‏ .‏ .‏ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي،‏ لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ».‏ (‏مت ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ تَعْكِسُ هذِهِ ٱلدَّعْوَةُ ٱلْحَارَّةُ مَوْقِفَ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَمَا مِنْ إِنْسَانٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْسُمَ مِثَالًا أَفْضَلَ لِٱتِّبَاعِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ وَيَتَمَتَّعُ بِسُلْطَةٍ عَظِيمَةٍ،‏ فَقَدْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلتَّعَاطُفِ وَٱلرِّقَّةِ،‏ وَخُصُوصًا لِمُتَأَلِّمِينَ.‏

      ٢ أَيُّ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ؟‏

      ٢ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ كَيْفَ نَتَبَنَّى وَنُحَافِظُ عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلْعَقْلِيِّ عَيْنِهِ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ يَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ نَمْتَلِكُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ٢:‏١٦‏)‏ وَسَنُرَكِّزُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ:‏ وَدَاعَتِهِ وَتَوَاضُعِهِ،‏ لُطْفِهِ،‏ طَاعَتِهِ لِلّٰهِ،‏ شَجَاعَتِهِ،‏ وَمَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْضُبُ.‏

      تَعَلَّمْ مِنْ وَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ

      ٣ (‏أ)‏ أَيُّ دَرْسٍ فِي ٱلتَّوَاضُعِ عَلَّمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَصَرَّفَ يَسُوعُ حِينَ لَاحَظَ ضَعَفَاتِ تَلَامِيذِهِ؟‏

      ٣ جَاءَ يَسُوعُ،‏ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلُ،‏ إِلَى ٱلْأَرْضِ طَوْعًا لِيَخْدُمَ وَسْطَ أُنَاسٍ نَاقِصِينَ وَخُطَاةٍ كَانَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمْ سَيَقْتُلُونَهُ لَاحِقًا.‏ مَعَ ذلِكَ،‏ حَافَظَ عَلَى ٱلْفَرَحِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وَ ‹ٱلنَّظَرُ بِإِمْعَانٍ› إِلَى مِثَالِهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ عِنْدَمَا تُزْعِجُنَا نَقَائِصُ ٱلْآخَرِينَ وَضَعَفَاتُهُمْ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ لَقَدْ دَعَا يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَحْمِلُوا نِيرَهُ› وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْهُ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ فَمَاذَا كَانُوا سَيَتَعَلَّمُونَ؟‏ كَانَ يَسُوعُ وَدِيعًا وَصَبُورًا مَعَهُمْ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَخْطَائِهِمْ.‏ فَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ،‏ غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ مُعَلِّمًا إِيَّاهُمْ دَرْسًا لَا يُنْسَى فِي ‹ٱتِّضَاعِ ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ١٣:‏١٤-‏١٧‏.‏‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ حِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ‹ٱلْبَقَاءَ سَاهِرِينَ›،‏ تَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَٱعْتَرَفَ أَنَّ جَسَدَهُمْ ضَعِيفٌ.‏ فَبَعْدَمَا سَأَلَ سِمْعَانَ إِنْ كَانَ نَائِمًا،‏ قَالَ:‏ «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.‏ إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ،‏ أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».‏ —‏ مر ١٤:‏٣٢-‏٣٨‏.‏

      ٤،‏ ٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ يَسُوعَ حِينَ تَظْهَرُ ضَعَفَاتُ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ٤ مَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا ٱمْتَلَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ رُوحَ ٱلْمُنَافَسَةِ،‏ أَوْ كَانَ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ أَوْ بَطِيئًا فِي ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ مَشُورَةِ ٱلشُّيُوخِ أَوِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»؟‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فِي حِينِ أَنَّنَا رُبَّمَا نَتَقَبَّلُ نَقَائِصَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ مُعْتَبِرِينَهَا أَمْرًا مُتَوَقَّعًا،‏ فَقَدْ نَسْتَصْعِبُ تَقَبُّلَ هَفَوَاتِ إِخْوَانِنَا وَمُسَامَحَتَهُمْ عَلَيْهَا.‏ لِذلِكَ،‏ إِذَا كُنَّا نَسْتَاءُ بِسُرْعَةٍ مِنْ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْكِسَ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ» بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟‏›.‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَسْتَأْ مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ حَتَّى حِينَ أَعْرَبُوا عَنْ ضَعْفٍ رُوحِيٍّ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ.‏

      ٥ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَادِثَةٍ حَصَلَتْ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبَ مِنْهُ يَسُوعُ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ وَيَمْشِيَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ وَيَأْتِيَ إِلَيْهِ.‏ وَقَدْ لَبَّى بُطْرُسُ طَلَبَهُ هذَا،‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ.‏ فَهَلْ غَضِبَ عَلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَنْتَ تَسْتَأْهِلُ مَا يَحْصُلُ لَكَ!‏ لِيَكُنْ هذَا دَرْسًا تَتَّعِظُ بِهِ»؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ «مَدَّ .‏ .‏ .‏ يَدَهُ فِي ٱلْحَالِ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ،‏ لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟‏›».‏ (‏مت ١٤:‏٢٨-‏٣١‏)‏ فَإِذَا بَدَا لَنَا أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ تَصَرَّفَ بِقِلَّةِ إِيمَانٍ،‏ فَهَلْ نَمُدُّ يَدَنَا وَنُسَاعِدُهُ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِ؟‏ هذَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَمِدُّهُ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ لِبُطْرُسَ.‏

      ٦ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَنْ حُبِّ ٱلْبُرُوزِ؟‏

      ٦ كَثِيرًا مَا كَانَ ٱلرُّسُلُ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ بُطْرُسُ،‏ يَتَجَادَلُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ فَقَدِ ٱغْتَاظُوا مَثَلًا حِينَ سَمِعُوا أَنَّ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا يُرِيدَانِ ٱلْجُلُوسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِ يَسُوعَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ فِي مَلَكُوتِهِ.‏ وَكَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْقِفَهُمْ هذَا نَاجِمٌ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَنْ تَأَثُّرِهِمْ بِٱلْمُجْتَمَعِ ٱلَّذِي نَشَأُوا فِيهِ.‏ فَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ.‏ فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ،‏ بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا،‏ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا».‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ تَابَعَ كَلَامَهُ لَافِتًا نَظَرَهُمْ إِلَى مِثَالِهِ:‏ «إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏ بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏ —‏ مت ٢٠:‏٢٠-‏٢٨‏.‏

      ٧ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٧ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْمُتَوَاضِعِ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ› بَيْنَ إِخْوَانِنَا.‏ (‏لو ٩:‏٤٦-‏٤٨‏)‏ وَهذَا مَا يُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ.‏ وَكَأَبٍ لِعَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ،‏ يُرِيدُ يَهْوَه مِنْ أَوْلَادِهِ ‹أَنْ يَسْكُنُوا مَعًا فِي وَحْدَةٍ› وَٱنْسِجَامٍ.‏ (‏مز ١٣٣:‏١‏)‏ وَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مُتَّحِدِينَ ‹لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّ [ٱلْآبَ] أَرْسَلَهُ وَأَحَبَّهُمْ كَمَا أَحَبَّهُ›.‏ (‏يو ١٧:‏٢٣‏)‏ فَٱلْوَحْدَةُ إِذًا تُثْبِتُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَلِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِهذِهِ ٱلْوَحْدَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا ٱلْمَسِيحُ.‏ فَقَدْ كَانَ يَسُوعُ غَفُورًا وَعَلَّمَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَغْفِرُ لَنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا غَفُورِينَ.‏ —‏ اِقْرَأْ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ؟‏

      ٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرِ مِنْ إِيمَانِ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِٱلْمَسِيحِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ فَهؤُلَاءِ يَتَفَهَّمُونَ عُمُومًا نَقَائِصَ ٱلْغَيْرِ تَمَثُّلًا بِهِ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمُوا أَنَّ إِظْهَارَ ٱلرَّأْفَةِ مِثْلَهُ لَا يُسَاهِمُ فِي ‹تَحَمُّلِ ضَعَفَاتِ غَيْرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ› فَحَسْبُ،‏ بَلْ يُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ أَيْضًا وَيُحَرِّضُ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ.‏ وَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لِإِخْوَتِهِمْ مَا تَمَنَّاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا حِينَ قَالَ:‏ «لِيُعْطِكُمُ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ لِكَيْ تُمَجِّدُوا كُلُّكُمْ مَعًا بِفَمٍ وَاحِدٍ إِلٰهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!‏».‏ (‏رو ١٥:‏١،‏ ٥،‏ ٦‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ عِبَادَةَ يَهْوَه بِٱتِّحَادٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلتَّسْبِيحَ.‏

      ٩ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بُغْيَةَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ؟‏

      ٩ لَقَدْ رَبَطَ يَسُوعُ ‹ٱتِّضَاعَ ٱلْقَلْبِ› بِٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَلِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّمَعُّنِ فِيهِ وَإِلَى مُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه.‏ لِذَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِهذَا ٱلرُّوحِ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِهِ:‏ «اَلْمَحَبَّةُ،‏ ٱلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ،‏ طُولُ ٱلْأَنَاةِ،‏ ٱللُّطْفُ،‏ ٱلصَّلَاحُ،‏ ٱلْإِيمَانُ،‏ ٱلْوَدَاعَةُ،‏ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ،‏ نُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَه.‏

      عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ

      ١٠ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱللُّطْفِ؟‏

      ١٠ اَللُّطْفُ أَيْضًا هُوَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَيَسُوعُ كَانَ دَائِمًا يُعَامِلُ ٱلْغَيْرَ بِلُطْفٍ.‏ فَقَدِ «ٱسْتَقْبَلَ» ٱلَّذِينَ تَبِعُوهُ بِإِخْلَاصٍ وَلَمْ يَصُدَّهُمْ.‏ (‏لو ٩:‏١١‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ؟‏ نَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱللَّطِيفَ هُوَ وُدِّيٌّ،‏ مُتَرَفِّقٌ،‏ مُتَعَاطِفٌ،‏ وَحَنُونٌ.‏ وَهذَا ٱلْوَصْفُ يَنْطَبِقُ تَمَامًا عَلَى يَسُوعَ.‏ فَقَدْ أَشْفَقَ عَلَى ٱلنَّاسِ «لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا».‏ —‏ مت ٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ تَجَلَّتْ رَأْفَةُ يَسُوعَ فِي أَعْمَالِهِ.‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏

      ١١ لَمْ تَقْتَصِرْ شَفَقَةُ يَسُوعَ وَرَأْفَتُهُ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ فَقَطْ بَلْ تَجَلَّتَا أَيْضًا فِي أَعْمَالِهِ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَانَتْ مِنْ سَيْلِ دَمٍ طَوَالَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.‏ فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّهَا هِيَ وَكُلَّ مَنْ يَمَسُّهَا نَجِسٌ طَقْسِيًّا بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ (‏لا ١٥:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ أَنَّ يَسُوعَ يَمْلِكُ ٱلْقُدْرَةَ وَٱلرَّغْبَةَ فِي شِفَائِهَا،‏ وَهذَا نَتِيجَةَ ٱلْأَخْبَارِ ٱلَّتِي سَمِعَتْهَا عَنْهُ.‏ فَكَانَتْ تَقُولُ فِي نَفْسِهَا:‏ «إِنْ لَمَسْتُ وَلَوْ رِدَاءَهُ،‏ شُفِيتُ».‏ لِذلِكَ ٱسْتَجْمَعَتِ ٱلْجُرْأَةَ وَلَمَسَتْهُ،‏ وَفِي ٱلْحَالِ أَحَسَّتْ فِي جَسَدِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ.‏

      ١٢ فَأَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ أَحَدًا لَمَسَهُ وَنَظَرَ حَوْلَهُ لِيَرَى مَنْ فَعَلَ ذلِكَ.‏ وَإِذْ خَافَتِ ٱلْمَرْأَةُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يُوَبِّخَهَا لِأَنَّهَا ٱنْتَهَكَتِ ٱلشَّرِيعَةَ،‏ خَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مُرْتَعِدَةً وَبَاحَتْ لَهُ بِٱلْحَقِيقَةِ كُلِّهَا.‏ فَهَلْ أَنَّبَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْفَقِيرَةَ ٱلْمُتَأَلِّمَةَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ بَلْ طَمْأَنَهَا قَائِلًا:‏ «يَا ٱبْنَةُ،‏ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ.‏ اِذْهَبِي بِسَلَامٍ».‏ (‏مر ٥:‏٢٥-‏٣٤‏)‏ وَكَمِ ٱرْتَاحَتْ دُونَ شَكٍّ حِينَ سَمِعَتْ كَلِمَاتِهِ ٱللَّطِيفَةَ هذِهِ!‏

      ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ يَسُوعَ عَنْ ذَاكَ ٱلَّذِي لِلْفَرِّيسِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْأَوْلَادَ؟‏

      ١٣ بِخِلَافِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمُتَحَجِّرِينَ،‏ لَمْ يَسْتَخْدِمْ يَسُوعُ سُلْطَتَهُ قَطُّ لِيَزِيدَ مِنْ أَعْبَاءِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏مت ٢٣:‏٤‏)‏ بَلْ عَلَّمَهُمْ طُرُقَ يَهْوَه بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ.‏ وَكَانَ رَفِيقًا حَنُونًا وَحَقِيقِيًّا لِأَتْبَاعِهِ،‏ إِذْ عَامَلَهُمْ عَلَى ٱلدَّوَامِ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ.‏ (‏ام ١٧:‏١٧؛‏ يو ١٥:‏١١-‏١٥‏)‏ حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ شَعَرُوا مَعَهُ بِٱلِٱرْتِيَاحِ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا بَادَلَهُمُ ٱلْمَشَاعِرَ نَفْسَهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَشْغُولًا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَقْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱلصِّغَارِ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَحْضَرَ ٱلنَّاسُ أَوْلَادَهُمُ ٱلصِّغَارَ إِلَيْهِ لِيَلْمُسَهُمْ،‏ إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَهُ حَاوَلُوا مَنْعَهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْعُرُونَ بِٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلذَّاتِيَّةِ كَٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي زَمَنِهِمْ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْضَ عَمَّا فَعَلُوهُ بَلْ قَالَ لَهُمْ:‏ «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ.‏ لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ،‏ لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏ ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْأَوْلَادَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسًا مُهِمًّا بِٱلْقَوْلِ:‏ «مَنْ لَا يَقْبَلْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ صَغِيرٍ،‏ فَلَنْ يَدْخُلَهُ أَبَدًا».‏ —‏ مر ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ١٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْأَوْلَادُ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْأَصِيلِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّوْنَهُ؟‏

      ١٤ تَأَمَّلْ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ هؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادِ سَيَشْعُرُونَ حِينَ يَكْبَرُونَ وَيَتَذَكَّرُونَ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ‹ضَمَّهُمْ بِذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَهُمْ›.‏ (‏مر ١٠:‏١٦‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ ٱلشُّيُوخُ وَغَيْرُهُمُ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا وَغَيْرَ أَنَانِيٍّ بِٱلْأَوْلَادِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ ٱلذِّكْرَيَاتِ ٱلْحُلْوَةَ سَتَبْقَى مَحْفُورَةً فِي أَذْهَانِهِمْ.‏ وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَ ٱهْتِمَامًا كَهذَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَعَلَّمُونَ مُنْذُ ٱلصِّغَرِ أَنَّ رُوحَ يَهْوَه حَالٌّ عَلَى شَعْبِهِ.‏

      أَظْهِرِ ٱللُّطْفَ فِي عَالَمٍ قَاسٍ

      ١٥ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا قَسَاوَةُ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ١٥ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ فِي زَمَنِنَا أَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱللُّطْفِ.‏ لِذلِكَ يُوَاجِهُ شَعْبُ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ رُوحَ هذَا ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلسَّفَرِ،‏ وَٱلْخِدْمَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ قَسَاوَةَ ٱلنَّاسِ قَدْ تُثَبِّطُنَا لكِنَّهَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا.‏ فَقَدْ أَوْحَى يَهْوَه إِلَى بُولُسَ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّهُمْ سَيَحْتَكُّونَ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» ٱلْحَرِجَةِ بِأُنَاسٍ ‹مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ وَبِلَا حُنُوٍّ›.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٣‏.‏

      ١٦ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱللُّطْفِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٦ إِنَّ ٱلْجَوَّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ مُنْعِشٌ بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ جَوِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَاسِي.‏ وَبِٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ،‏ يَسْتَطِيعُ كُلٌّ مِنَّا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تَعْزِيزِ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْبَنَّاءِ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ يَحْتَاجُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ ٱلْأُخْرَى.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ تَتَفَاقَمُ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»،‏ إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَيْضًا،‏ حَلَّتْ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ مَشَاكِلُ مُمَاثِلَةٌ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ مُؤَازَرَةَ ٱلْإِخْوَةِ هِيَ فِي مَحَلِّهَا ٱلْيَوْمَ تَمَامًا كَمَا كَانَتْ آنَذَاكَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا:‏ «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ،‏ ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ وَهذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِطَرِيقَةٍ عَمَلِيَّةٍ.‏

      ١٧،‏ ١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟‏

      ١٧ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ مُعَامَلَةِ إِخْوَتِهِمْ بِلُطْفٍ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ مُعْرِبِينَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَصِيلٍ بِٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُمْ مُنْذُ سِنِينَ وَأَيْضًا بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْتَقُوهُمْ قَطُّ.‏ (‏٣ يو ٥-‏٨‏)‏ فَكَمَا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلتَّرَؤفِ بِٱلْآخَرِينَ،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَيْضًا ٱلسَّبَّاقِينَ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّأْفَةِ وَإِنْعَاشِ مَنْ حَوْلَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ —‏ اش ٣٢:‏٢؛‏ مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٨ وَيُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُظْهِرَ ٱللُّطْفَ بِٱلِٱهْتِمَامِ بِخَيْرِ إِخْوَتِهِ ٱهْتِمَامًا عَمَلِيًّا.‏ لِذلِكَ بَدَلَ أَنْ نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْيَدَيْنِ،‏ لِنَبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ وَفُرَصٍ لِإِظْهَارِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ حَثَّ بُولُسُ:‏ «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ.‏ وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا».‏ (‏رو ١٢:‏١٠‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نُجَاهِدَ جَمِيعًا لِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ،‏ إِذْ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِدِفْءٍ وَلُطْفٍ وَنُحِبُّهُمْ «مَحَبَّةً بِلَا رِيَاءٍ».‏ (‏٢ كو ٦:‏٦‏)‏ وَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ قَائِلًا:‏ «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ.‏ اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ،‏ وَلَا تَتَبَجَّحُ،‏ وَلَا تَنْتَفِخُ».‏ (‏١ كو ١٣:‏٤‏)‏ وَعِوَضَ أَنْ نُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ:‏ «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ،‏ ذَوِي حَنَانٍ،‏ مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ اف ٤:‏٣٢‏.‏

      ١٩ مَاذَا يَنْتِجُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ؟‏

      ١٩ إِنَّ ٱلسَّعْيَ لِتَنْمِيَةِ ٱللُّطْفِ وَإِظْهَارِهِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ يَجْلُبُ مُكَافَآ‌تٍ عَظِيمَةً.‏ فَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نُتِيحُ لِرُوحِ يَهْوَه أَنْ يَعْمَلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ أَيِّ عَائِقٍ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ ٱلْجَمِيعَ عَلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ حِينَ نَتَّبِعُ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ،‏ نَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ لِلّٰهِ لِأَنَّنَا نَعْبُدُهُ بِٱتِّحَادٍ وَسَعَادَةٍ.‏ فَلْنَبْذُلْ جُهْدَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ كَيْ نَتَمَثَّلَ بِوَدَاعَةِ يَسُوعَ وَلُطْفِهِ فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِنَا.‏

  • كُن طائعا وشجاعا تمثُّلا بالمسيح
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • كُنْ طَائِعًا وَشُجَاعًا تَمَثُّلًا بِٱلْمَسِيحِ

      ‏«تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏ —‏ يو ١٦:‏٣٣‏.‏

      ١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لِلّٰهِ؟‏

      لَطَالَمَا عَمِلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ.‏ وَلَمْ يَخْطُرْ فِي بَالِهِ قَطُّ أَنْ يَعْصِيَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ (‏يو ٤:‏٣٤؛‏ عب ٧:‏٢٦‏)‏ إِلَّا أَنَّ إِعْرَابَهُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ نَظَرًا لِلظُّرُوفِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَمِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ،‏ حَاوَلَ أَعْدَاؤُهُ —‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلشَّيْطَانُ —‏ حَمْلَهُ عَلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ أَمَانَتِهِ،‏ سَوَاءٌ بِٱلْإِقْنَاعِ أَوِ ٱلْإِكْرَاهِ أَوِ ٱلْخِدَاعِ.‏ (‏مت ٤:‏١-‏١١؛‏ لو ٢٠:‏٢٠-‏٢٥‏)‏ وَقَدْ سَبَّبُوا لَهُ أَلَمًا شَدِيدًا مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلنَّفْسِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ قَتَلُوهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ لو ٢٢:‏٤٤؛‏ يو ١٩:‏١،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وَلكِنْ رَغْمَ كُلِّ عَذَابَاتِهِ ٱلْأَلِيمَةِ،‏ بَقِيَ يَسُوعُ «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ —‏ اِقْرَأْ فيلبي ٢:‏٨‏.‏

      ٢،‏ ٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ بَقَاءِ يَسُوعَ طَائِعًا رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ؟‏

      ٢ إِنَّ مَا ٱخْتَبَرَهُ يَسُوعُ كَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَلَّمَهُ أَوْجُهًا جَدِيدَةً لِلطَّاعَةِ.‏ (‏عب ٥:‏٨‏)‏ رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ إِلَى تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ فَقَدْ عَاشَرَهُ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً طَوَالَ دُهُورٍ،‏ وَكَانَ بِجَانِبِهِ «عَامِلًا مَاهِرًا» فِي خَلْقِ ٱلْكَوْنِ.‏ (‏ام ٨:‏٣٠‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ ثَبَاتَهُ فِي ٱلْإِيمَانِ كَإِنْسَانٍ رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ بَرْهَنَ عَلَى ٱسْتِقَامَةٍ لَا تَنْثَلِمُ.‏ وَهكَذَا،‏ تَوَثَّقَتْ عَلَاقَةُ يَسُوعَ بِأَبِيهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟‏

      ٣ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ شَخْصًا كَامِلًا،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْتَمِدْ عَلَى جُهْدِهِ ٱلْخَاصِّ لِلْبَقَاءِ طَائِعًا.‏ بَلْ صَلَّى طَالِبًا مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ كَيْ نَبْقَى طَائِعِينَ.‏ نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «لِيَبْقَ فِيكُمْ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي .‏ .‏ .‏ وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ».‏ (‏في ٢:‏٥-‏٨‏)‏ وَقَدْ بَرْهَنَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ يَسُوعُ أَنَّ ٱلطَّاعَةَ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ حَتَّى لَوْ كَانُوا وَسْطَ مُجْتَمَعٍ شِرِّيرٍ.‏ لكِنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا،‏ فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ؟‏

      اَلطَّاعَةُ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ

      ٤ مَاذَا يَعْنِي ٱمْتِلَاكُنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ؟‏

      ٤ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَهَبَهُمَا ٱلذَّكَاءَ وَٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا تَحَدَّرْنَا مِنْهُمَا،‏ فَنَحْنُ أَيْضًا نَتَمَتَّعُ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ.‏ وَهذَا يَعْنِي أَنَّ فِي مَقْدُورِنَا أَنْ نُقَرِّرَ فِعْلَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ.‏ فَٱللّٰهُ مَنَحَنَا ٱلْحُرِّيَّةَ كَيْ نَخْتَارَ بَيْنَ طَاعَتِهِ وَعَدَمِ طَاعَتِهِ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْكَبِيرَةَ تُرَافِقُهَا ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ.‏ فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا تَعْنِي لَنَا ٱلْحَيَاةَ أَوِ ٱلْمَوْتَ.‏ كَمَا أَنَّهَا تُؤَثِّرُ أَيْضًا عَلَى مَنْ حَوْلَنَا.‏

      ٥ أَيُّ صِرَاعٍ نَعِيشُهُ جَمِيعًا،‏ وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَيْهِ؟‏

      ٥ بِسَبَبِ نَقْصِنَا ٱلْمَوْرُوثِ،‏ لَا نَمِيلُ بِٱلْفِطْرَةِ إِلَى ٱلطَّاعَةِ.‏ لِذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا إِطَاعَةُ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ.‏ وَقَدْ عَاشَ بُولُسُ هذَا ٱلصِّرَاعَ نَفْسَهُ.‏ كَتَبَ:‏ «أَرَى شَرِيعَةً أُخْرَى فِي أَعْضَائِي تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي وَتَسُوقُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِي».‏ (‏رو ٧:‏٢٣‏)‏ طَبْعًا،‏ تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ أَسْهَلَ عِنْدَمَا لَا تَتَطَلَّبُ أَيَّةَ تَضْحِيَةٍ أَوْ مُعَانَاةٍ أَوْ لَا تُسَبِّبُ أَيَّةَ مُضَايَقَةٍ.‏ وَلكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا تَعَارَضَتْ رَغْبَتُنَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ مَعَ «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ»؟‏ تَنْشَأُ هَاتَانِ ٱلشَّهْوَتَانِ مِنْ نَقْصِنَا وَمِنْ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ» ٱلْمُحِيطِ بِنَا،‏ وَلَا يُمْكِنُ ٱلِٱسْتِهَانَةُ أَبَدًا بِتَأْثِيرِهِمَا ٱلْقَوِيِّ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٦؛‏ ١ كو ٢:‏١٢‏)‏ وَلِكَيْ نُقَاوِمَهُمَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُهَيِّئَ قَلْبَنَا› وَنُصَمِّمَ عَلَى طَاعَةِ يَهْوَه مَهْمَا حَصَلَ قَبْلَ مُوَاجَهَةِ أَيَّةِ أَزْمَةٍ أَوْ تَجْرِبَةٍ.‏ (‏مز ٧٨:‏٨‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَزْخَرُ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَشْخَاصٍ نَجَحُوا فِي ٱلْبَقَاءِ طَائِعِينَ لِأَنَّهُمْ هَيَّأُوا قُلُوبَهُمْ.‏ —‏ عز ٧:‏١٠؛‏ دا ١:‏٨‏.‏

      ٦،‏ ٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ؟‏ اُذْكُرُوا مَثَلًا.‏

      ٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي بِهَا نُهَيِّئُ قُلُوبَنَا هِيَ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ بِٱجْتِهَادٍ.‏ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ فِي ٱلْوَضْعِ ٱلتَّالِي:‏ إِنَّهَا ٱلْأُمْسِيَةُ ٱلَّتِي خَصَّصْتَهَا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ وَقَدْ صَلَّيْتَ لِلتَّوِّ طَالِبًا مِنْ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ بِرُوحِهِ عَلَى تَطْبِيقِ مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَتِهِ.‏ كَمَا أَنَّكَ قَدْ خَطَّطْتَ لِمُشَاهَدَةِ فِيلْمٍ عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ مَسَاءَ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِأَنَّكَ سَمِعْتَ أَنَّهُ نَالَ مَدْحَ ٱلنُّقَّادِ،‏ مَعَ أَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يَحْتَوِي بَعْضَ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلْعَنِيفَةِ.‏

      ٧ وَخِلَالَ دَرْسِكَ،‏ تَتَأَمَّلُ فِي مَشُورَةِ بُولُسَ فِي أفسس ٥:‏٣‏:‏ «أَمَّا ٱلْعَهَارَةُ وَٱلنَّجَاسَةُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ أَوِ ٱلْجَشَعُ فَلَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ حَتَّى ذِكْرُهَا،‏ كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبٍ مُقَدَّسٍ».‏ وَتَتَذَكَّرُ أَيْضًا نَصِيحَةَ بُولُسَ فِي فيلبي ٤:‏٨‏.‏ (‏اِقْرَأْها.‏‏)‏ وَفِيمَا تَتَمَعَّنُ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ،‏ تَسْأَلُ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَتْبَعُ مِثَالَ يَسُوعَ فِي ٱلطَّاعَةِ ٱلْمُطْلَقَةِ لِلّٰهِ إِذَا تَعَمَّدْتُ مُشَاهَدَةَ أَفْلَامٍ كَهذِهِ،‏ مُلَوِّثًا بِٱلتَّالِي قَلْبِي وَفِكْرِي؟‏›.‏ فَمَاذَا سَتَفْعَلُ ٱلْآنَ بَعْدَ أَنْ تَأَمَّلْتَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟‏ هَلْ تَبْقَى مُصَمِّمًا عَلَى مُشَاهَدَةِ ٱلْفِيلْمِ؟‏

      ٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَقَايِيسَ أَدَبِيَّةٍ وَرُوحِيَّةٍ سَامِيَةٍ؟‏

      ٨ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَحُطَّ مِنْ مَقَايِيسِنَا ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ،‏ ظَنًّا مِنَّا أَنَّنَا أَقْوِيَاءُ كِفَايَةً لِمُقَاوَمَةِ تَأْثِيرِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْمُعَاشَرَةُ عَنْ طَرِيقِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلْعَنِيفَةِ وَٱلْفَاسِدَةِ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا وَأَوْلَادَنَا مِنْ تَأْثِيرَاتِ رُوحِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُفْسِدَةِ.‏ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ لَا يَعْدَمُ مُسْتَخْدِمُو ٱلْكُمْبْيُوتِرِ أَيَّةَ وَسِيلَةٍ لِحِمَايَةِ أَجْهِزَتِهِمْ مِنَ ٱلْفِيرُوسَاتِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُتْلِفَ ٱلْبَيَانَاتِ،‏ تُعَطِّلَ عَمَلَ ٱلْجِهَازِ،‏ أَوْ حَتَّى تُسَيْطِرَ عَلَيْهِ وَتَسْتَخْدِمَهُ لِتَغْزُوَ أَجْهِزَةً أُخْرَى.‏ فَإِذَا كُنَّا نَحْرِصُ عَلَى حِمَايَةِ أَجْهِزَةِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ،‏ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَى حِمَايَةِ أَنْفُسِنَا مِنْ «مَكَايِدِ» ٱلشَّيْطَانِ؟‏!‏ —‏ اف ٦:‏١١‏.‏

      ٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ؟‏

      ٩ كُلَّ يَوْمٍ تَقْرِيبًا،‏ نُوَاجِهُ ظُرُوفًا تَضَعُ طَاعَتَنَا لِمَشِيئَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ وَلِكَيْ نَنَالَ ٱلْخَلَاصَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُطِيعَ ٱللّٰهَ وَنَعِيشَ بِمُوجِبِ مَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي أَطَاعَ «حَتَّى ٱلْمَوْتِ» نُظْهِرُ أَنَّ إِيمَانَنَا حَقِيقِيٌّ.‏ وَسَيُكَافِئُنَا يَهْوَه عَلَى مَسْلَكِنَا ٱلْأَمِينِ.‏ فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ:‏ «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٣‏)‏ وَذلِكَ يَسْتَلْزِمُ بِٱلتَّأْكِيدِ تَنْمِيَةَ شَجَاعَةٍ حَقِيقِيَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي ٱتَّصَفَ بِهَا يَسُوعُ.‏ —‏ مز ٣١:‏٢٤‏.‏

      يَسُوعُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَبْرَزُ لِلشَّجَاعَةِ

      ١٠ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلضُّغُوطِ نَتَعَرَّضُ لَهُ،‏ وَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ بِشَأْنِهِ؟‏

      ١٠ تَلْزَمُنَا ٱلشَّجَاعَةُ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّلَوُّثِ بِمَوَاقِفِ وَتَصَرُّفَاتِ هذَا ٱلْعَالَمِ.‏ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَتَعَرَّضُ لِضُغُوطٍ أَدَبِيَّةٍ وَٱجْتِمَاعِيَّةٍ وَٱقْتِصَادِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَبَّبَ بِجَعْلِنَا نَحِيدُ عَنْ طُرُقِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ مُقَاوَمَةً مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ تُرَوِّجُ ٱلْمُؤَسَّسَاتُ ٱلتَّرْبَوِيَّةُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ،‏ وَيَلْقَى ٱلْإِلْحَادُ قُبُولًا عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ.‏ وَلكِنْ عِوَضَ تَجَاهُلِ هذِهِ ٱلضُّغُوطِ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَأْخُذَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِنَصْمُدَ فِي وَجْهِهَا وَنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا.‏ وَيَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏

      ١١ كَيْفَ يَزِيدُنَا تَفَحُّصُ مِثَالِ يَسُوعَ شَجَاعَةً؟‏

      ١١ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا،‏ وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا!‏ أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».‏ (‏يو ١٦:‏٣٣‏)‏ فَهُوَ لَمْ يُذْعِنْ قَطُّ لِتَأْثِيرِ ٱلْعَالَمِ،‏ وَلَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يُوقِفَهُ عَنْ إِنْجَازِ تَفْوِيضِهِ ٱلْكِرَازِيِّ أَوْ يَجْعَلَهُ يَحُطُّ مِنْ مَقَايِيسِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ.‏ فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ بِشَأْنِ تَلَامِيذِهِ قَائِلًا:‏ «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ،‏ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يو ١٧:‏١٦‏)‏ وَتَفَحُّصُ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ يَمُدُّنَا بِمَا يَلْزَمُ مِنْ شَجَاعَةٍ لِكَيْ نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ.‏

      تَعَلَّمِ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ يَسُوعَ

      ١٢-‏١٤ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً عَنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ.‏

      ١٢ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ.‏ فَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ سُلْطَتَهُ وَدَخَلَ بِجُرْأَةٍ «ٱلْهَيْكَلَ وَطَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ».‏ (‏مت ٢١:‏١٢‏)‏ وَحِينَ أَتَى ٱلْجُنُودُ لِإِلْقَاءِ ٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱنْدَفَعَ بِشَجَاعَةٍ لِيَحْمِيَ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا:‏ «إِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ،‏ فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ».‏ (‏يو ١٨:‏٨‏)‏ وَبَعْدَ لَحَظَاتٍ،‏ طَلَبَ مِنْ بُطْرُسَ أَنْ يَضَعَ سَيْفَهُ جَانِبًا،‏ مُظْهِرًا بِذلِكَ أَنَّ ٱتِّكَالَهُ لَيْسَ عَلَى ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بَلْ عَلَى يَهْوَه.‏ —‏ يو ١٨:‏١١‏.‏

      ١٣ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ،‏ شَجَبَ يَسُوعُ بِجُرْأَةٍ عَدَمَ مَحَبَّةِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ وَتَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَاطِئَةَ.‏ قَالَ لَهْمُ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ .‏ .‏ .‏ تَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ!‏ .‏ .‏ .‏ إِنَّكُمْ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْنِ،‏ وَهُمَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوآنِ نَهْبًا وَتَطَرُّفًا!‏».‏ (‏مت ٢٣:‏١٣،‏ ٢٣،‏ ٢٥‏)‏ وَكَانَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَى شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِأَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلدَّجَّالِينَ سَيَضْطَهِدُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ.‏ —‏ مت ٢٣:‏٣٤؛‏ ٢٤:‏٩‏.‏

      ١٤ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱتَّخَذَ مَوْقِفًا شُجَاعًا ضِدَّ ٱلشَّيَاطِينِ أَيْضًا.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ لَاقَاهُ رَجُلٌ كَانَتْ شَيَاطِينُ كَثِيرَةٌ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ قَطُّ أَنْ يُقَيِّدَهُ بِسِلْسِلَةٍ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَخَفْ بَلْ أَخْرَجَ مِنْهُ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ.‏ (‏مر ٥:‏١-‏١٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَمْنَحُنَا ٱلْيَوْمَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱجْتِرَاحِ ٱلْعَجَائِبِ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَشُنَّ حَرْبًا رُوحِيَّةً ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي «أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٤‏)‏ وَكَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ يَسُوعَ،‏ فَإِنَّ أَسْلِحَتَنَا «لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً،‏ بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللّٰهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» —‏ ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلْمُتَأَصِّلَةِ فِي ٱلنَّاسِ.‏ (‏٢ كو ١٠:‏٤‏)‏ وَمِثَالُ يَسُوعَ يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ هذِهِ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

      ١٥ مِمَّ كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً؟‏

      ١٥ لَمْ تَكُنْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً مِنَ ٱلثِّقَةِ ٱلْمُفْرِطَةِ بِٱلنَّفْسِ بَلْ مِنَ ٱلْإِيمَانِ.‏ وَهذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَصِحَّ فِينَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ (‏مر ٤:‏٤٠‏)‏ فَكَيْفَ نَقْتَنِي إِيمَانًا حَقِيقِيًّا؟‏ هُنَا أَيْضًا،‏ يَلْعَبُ مِثَالُ يَسُوعَ دَوْرًا فِي تَوْجِيهِنَا.‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَأَعْرَبَ عَنْ ثِقَةٍ تَامَّةٍ بِهَا.‏ فَسِلَاحُهُ لَمْ يَكُنْ حَرْفِيًّا إِذِ ٱسْتَخْدَمَ سَيْفَ ٱلرُّوحِ،‏ أَيْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ.‏ وَكَثِيرًا مَا ٱقْتَبَسَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِدَعْمِ تَعَالِيمِهِ.‏ فَكَانَ يَسْتَهِلُّ حَدِيثَهُ فِي مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ بِكَلِمَةِ «مَكْتُوبٍ»،‏ مُشِيرًا بِذلِكَ إِلَى مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏a

      ١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟‏

      ١٦ وَلِبِنَاءِ إِيمَانٍ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَدْرُسَهُ يَوْمِيًّا وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ مَالِئِينَ عُقُولَنَا بِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِإِيمَانِنَا.‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ مَلِيًّا فِي ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا كَيْ تَنْغَرِسَ فِي قُلُوبِنَا.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلشُّجَاعَةِ إِلَّا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا حَيًّا.‏ (‏يع ٢:‏١٧‏)‏ كَمَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟‏

      ١٧ لَقَدْ لَمَسَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ تُدْعَى كيتي كَيْفَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ فَقَدْ عَلِمَتْ مُنْذُ صِغَرِهَا أَنَّهَا يَجِبُ أَلَّا ‹تَخْجَلَ بِٱلْبِشَارَةِ› فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَأَحَبَّتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا أَنْ تَشْهَدَ لِرُفَقَائِهَا ٱلتَّلَامِيذِ.‏ (‏رو ١:‏١٦‏)‏ فَكُلَّ سَنَةٍ،‏ كَانَتْ تُصَمِّمُ أَنْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ غَيْرَ أَنَّ شَجَاعَتَهَا كَانَتْ تَخُونُهَا.‏ وَلكِنْ حِينَ غَيَّرَتْ مَدْرَسَتَهَا فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهَا،‏ قَرَّرَتْ أَنْ تُعَوِّضَ عَنْ كُلِّ ٱلْفُرَصِ ٱلَّتِي أَضَاعَتْهَا.‏ فَصَلَّتْ كَيْ يَمْنَحَهَا ٱللّٰهُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ وَٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ.‏

      ١٨ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ،‏ طُلِبَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ أَنْ يُعَرِّفُوا بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.‏ فَذَكَرَ عَدِيدُونَ خَلْفِيَّتَهُمُ ٱلدِّينِيَّةَ،‏ لكِنَّهُمْ أَوْضَحُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا أَشْخَاصًا مُتَدَيِّنِينَ.‏ إِذَّاكَ،‏ أَدْرَكَتْ كيتي أَنَّ هذِهِ هِيَ فُرْصَتُهَا.‏ وَلَمَّا حَانَ دَوْرُهَا،‏ قَالَتْ دُونَ تَرَدُّدٍ:‏ «أَنَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ مُرْشِدِي فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْأَدَبِيَّةِ».‏ وَبَيْنَمَا هِيَ تَتَكَلَّمُ،‏ رَاحَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ يَرْمُقُونَهَا بِنَظَرَاتٍ سَاخِرَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ آخَرِينَ أَصْغَوْا بِٱهْتِمَامٍ وَطَرَحُوا عَلَيْهَا لَاحِقًا عَدَدًا مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏ حَتَّى إِنَّ أُسْتَاذَهَا أشَادَ بِجُرْأَتِهَا فِي ٱلدِّفَاعِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا.‏ فَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ قَلْبَ كيتي لِأَنَّهَا تَعَلّمَتْ مِنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ!‏

      أَعْرِبْ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ

      ١٩ (‏أ)‏ عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُفَرِّحُ يَهْوَه؟‏

      ١٩ كَانَ ٱلرُّسُلُ أَيْضًا يُدْرِكُونَ أَنَّ مَوَاقِفَهُمُ ٱلشُّجَاعَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نَابِعَةً مِنَ ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذلِكَ تَوَسَّلُوا إِلَى يَسُوعَ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏ (‏اِقْرَأْ لوقا ١٧:‏٥،‏ ٦‏.‏‏)‏ وَٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْإِقْرَارِ بِوُجُودِ ٱللّٰهِ.‏ فَهُوَ يَشْمُلُ حِيَازَةَ عَلَاقَةٍ وَطِيدَةٍ بِيَهْوَه مَبْنِيَّةٍ عَلَى ٱلثِّقَةِ،‏ تَمَامًا كَعَلَاقَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ بِأَبِيهِ ٱللَّطِيفِ وَٱلْمُحِبِّ.‏ كَتَبَ سُلَيْمَانُ بِٱلْوَحْيِ:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا،‏ يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا.‏ وَتَبْتَهِجُ كُلْيَتَايَ حِينَ تَتَكَلَّمُ شَفَتَاكَ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ».‏ (‏ام ٢٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَفْرَحُ يَهْوَه حِينَ نُدَافِعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ،‏ وَمَعْرِفَتُنَا ذلِكَ تَزِيدُنَا شَجَاعَةً.‏ فَلْنَقْتَدِ دَوْمًا بِمِثَالِ يَسُوعَ بِٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ شُجَاعٍ إِلَى جَانِبِ ٱلْبِرِّ!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ،‏ ٱنْظُرْ متى ٤:‏٤،‏ ٧،‏ ١٠؛‏ ١١:‏١٠؛‏ ٢١:‏١٣؛‏ ٢٦:‏٣١؛‏ مرقس ٩:‏١٣؛‏ ١٤:‏٢٧؛‏ لوقا ٢٤:‏٤٦؛‏ يوحنا ٦:‏٤٥؛‏ ٨:‏١٧‏.‏

  • محبة المسيح تدفعنا الى اظهار المحبة
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • مَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِ تَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ

      ‏«لَمَّا كَانَ يَسُوعُ .‏ .‏ .‏ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ —‏ يو ١٣:‏١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا بَارِزًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

      رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ إِذْ تَجَلَّتْ فِي مَسْلَكِ حَيَاتِهِ كُلِّهِ —‏ تَصَرُّفَاتِهِ،‏ كَلَامِهِ،‏ تَعَالِيمِهِ،‏ وَمَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ.‏ وَحَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ،‏ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلَّذِينَ ٱلْتَقَاهُمْ،‏ وَخُصُوصًا تَلَامِيذَهُ،‏ بِكُلِّ مَحَبَّةٍ.‏

      ٢ وَمِثَالُهُ ٱلْبَارِزُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ يُشَكِّلُ مِقْيَاسًا رَفِيعًا يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِ جَمِيعُ أَتْبَاعِهِ.‏ فَهُوَ يَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ مَحَبَّةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلنَّاسِ،‏ وَلَا سِيَّمَا إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ شُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ يَسُوعَ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ ٱلْأَخْطَاءَ،‏ وَإِنْ كَانَتْ جَسِيمَةً.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَرَى كَيْفَ تَحُثُّ مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ عِنْدَمَا يُعَانُونَ ٱلضِّيقَاتِ وَٱلْكَوَارِثَ وَٱلْأَمْرَاضَ.‏

      ٣ كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ بِٱلرَّغْمِ مِنْ خَطَئِهِ ٱلْكَبِيرِ؟‏

      ٣ أَنْكَرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مر ١٤:‏٦٦-‏٧٢‏)‏ لكِنَّ بُطْرُسَ عَادَ،‏ أَوْ تَابَ،‏ كَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ يَسُوعُ.‏ فَسَامَحَهُ عَلَى خَطَئِهِ هذَا وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً.‏ (‏لو ٢٢:‏٣٢؛‏ اع ٢:‏١٤؛‏ ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٠:‏٤٤،‏ ٤٥‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ إِزَاءَ ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ أَخْطَاءً كَبِيرَةً؟‏

      لِيَكُنْ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ

      ٤ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟‏

      ٤ إِنَّ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ جِدًّا ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ هِيَ ٱلتَّعَامُلُ مَعَ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِفُونَ أَخْطَاءً خَطِيرَةً،‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوِ ٱلْعَائِلَةِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّهُ كُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا مِنْ ذُرْوَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ تَسَبَّبَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِتَدَهْوُرِ ٱلْقِيَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ وَمَوَاقِفُ ٱلنَّاسِ ٱلْأَدَبِيَّةُ ٱلْمُنْحَطَّةُ أَوِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱسْتِهْتَارٍ تَنْتَقِلُ إِلَى ٱلصِّغَارِ وَٱلْكِبَارِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ،‏ مُثَبِّطَةً بِٱلتَّالِي عَزْمَهُمْ عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلضَّيِّقِ.‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ يُفْصَلُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ يَجْرِي تَوْبِيخُهُمْ،‏ تَمَامًا كَمَا حَصَلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١١-‏١٣؛‏ ١ تي ٥:‏٢٠‏)‏ وَلكِنْ حِينَ يَتَّصِفُ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُعَالِجُونَ هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ بِٱلْمَحَبَّةِ كَٱلْمَسِيحِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوا أَثَرًا عَمِيقًا فِي ٱلْخَاطِئِ.‏

      ٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرِبَ ٱلشُّيُوخُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ تِجَاهَ ٱلْخُطَاةِ؟‏

      ٥ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُؤَيِّدَ ٱلشُّيُوخُ مَقَايِيسَ يَهْوَه ٱلْبَارَّةَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ.‏ وَهكَذَا،‏ يَعْكِسُونَ وَدَاعَةَ يَهْوَه وَلُطْفَهُ وَمَحَبَّتَهُ.‏ وَ ‹إِصْلَاحُ [ٱلْخَاطِئِ] بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ› لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّعْبِ إِذَا أَعْرَبَ عَنْ تَوْبَةٍ أَصِيلَةٍ وَكَانَ بِٱلتَّالِي ‹مُنْكَسِرَ ٱلْقَلْبِ وَمُنْسَحِقَ ٱلرُّوحِ› بِسَبَبِ خَطَئِهِ.‏ (‏مز ٣٤:‏١٨؛‏ غل ٦:‏١‏)‏ وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ شَخْصٍ مُتَمَرِّدٍ لَا يُبْدِي أَيَّ شُعُورٍ بِٱلنَّدَمِ؟‏

      ٦ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَهُ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ٦ حِينَ يَرْفُضُ ٱلْخَاطِئُ مَشُورَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَوْ يُحَاوِلُ أَنْ يُلْقِيَ ٱللَّوْمَ عَلَى غَيْرِهِ،‏ قَدْ يَحُسُّ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْآخَرُونَ بِٱلِٱغْتِيَاظِ.‏ وَرُبَّمَا تَدْفَعُهُمْ مَعْرِفَتُهُمْ لِلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ هذَا ٱلشَّخْصُ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱسْتِيَائِهِمْ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ وَمَوْقِفِهِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلْغَضَبِ مُؤْذٍ وَلَا يَعْكِسُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏١ كو ٢:‏١٦‏؛‏ اِقْرَأْ يعقوب ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ وَبَّخَ ٱلْبَعْضَ فِي أَيَّامِهِ بِكُلِّ حَزْمٍ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَتَفَوَّهْ قَطُّ بِأَيِّ كَلَامٍ بَغِيضٍ أَوْ جَارِحٍ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢٣‏)‏ بَلْ تَرَكَ ٱلْمَجَالَ مَفْتُوحًا أَمَامَ ٱلْخُطَاةِ لِيَتُوبُوا وَيَحْظَوْا بِرِضَى يَهْوَه مِنْ جَدِيدٍ.‏ فَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي مِنْ أَجْلِهَا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْعَالَمِ هُوَ «لِيُخَلِّصَ ٱلْخُطَاةَ».‏ —‏ ١ تي ١:‏١٥‏.‏

      ٧،‏ ٨ أَيُّ مَوْقِفٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهِ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟‏

      ٧ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ مِثَالُ يَسُوعَ فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلَّذِينَ يَلْزَمُ تَأْدِيبُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْقَضَائِيَّ ٱلَّذِي تُوصِي بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ يَحْمِي ٱلرَّعِيَّةَ وَقَدْ يَحُثُّ ٱلْخَاطِئَ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ.‏ (‏٢ كو ٢:‏٦-‏٨‏)‏ وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ وَيَلْزَمُ فَصْلُهُمْ،‏ يُفْرِحُنَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْهُمْ يَعُودُونَ لَاحِقًا إِلَى يَهْوَه وَجَمَاعَتِهِ.‏ فَعِنْدَمَا يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ،‏ يُمَهِّدُونَ ٱلطَّرِيقَ لِيُغَيِّرَ ٱلْخَاطِئُ مَوْقِفَهُ وَيَتُوبَ.‏ فَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يُفْصَلُونَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ لَاحِقًا كُلَّ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱلشُّيُوخُ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ حَافَظُوا عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَعَامَلُوهُمْ بِمَحَبَّةٍ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي قَدْ يَدْفَعُهُمْ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ٨ لِذَا عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ»،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّبِيهَةِ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ،‏ حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَقْبَلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلْمَشُورَةَ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فَيَجِبُ أَلَّا يُسَارِعُوا أَلْبَتَّةَ إِلَى طَرْدِ ٱلْخَاطِئِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ،‏ بَلْ أَنْ يُظْهِرُوا لَهُ كَمْ يَرْغَبُونَ فِي عَوْدَتِهِ إِلَى يَهْوَه.‏ وَهكَذَا،‏ حِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ،‏ كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ،‏ سَيَكُونُ شَاكِرًا مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِهِ لِيَهْوَه وَ ‹لِلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِأَنَّهُمْ سَهَّلُوا عَلَيْهِ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ —‏ اف ٤:‏٨،‏ ١١،‏ ١٢‏.‏

      إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ

      ٩ اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِتَلَامِيذِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ.‏

      ٩ تَرِدُ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا حَادِثَةٌ رَائِعَةٌ تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ.‏ كَانَ ٱلْمَسِيحُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ سَيُحِيطُونَ بِمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ لِيُدَمِّرُوهَا فَيَتَعَذَّرُ بِٱلتَّالِي ٱلْهَرَبُ مِنْهَا.‏ فَحَذَّرَ تَلَامِيذَهُ بِمَحَبَّةٍ:‏ «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ،‏ فَحِينَئِذٍ ٱعْرِفُوا أَنَّ خَرَابَهَا قَدِ ٱقْتَرَبَ».‏ فَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا؟‏ لَقَدْ أَعْطَاهُمْ يَسُوعُ إِرْشَادَاتٍ مُسْبَقَةً وَاضِحَةً وَمُحَدَّدَةً،‏ قَائِلًا:‏ «حِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ،‏ وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا،‏ وَٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلرِّيفِيَّةِ فَلَا يَدْخُلُوهَا؛‏ لِأَنَّ هٰذِهِ أَيَّامُ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ،‏ لِكَيْ يَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ».‏ (‏لو ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وَبَعْدَمَا أَحَاطَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ ب‌م وَٱنْسَحَبَتْ مِنْهَا فِي مَا بَعْدُ،‏ عَمِلَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلطَّائِعُونَ بِمُوجِبِ تَوْجِيهَاتِهِ تِلْكَ.‏

      ١٠،‏ ١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ ‹لِلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟‏

      ١٠ خِلَالَ هُرُوبِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ،‏ لَزِمَهُمْ أَنْ يُظْهِرُوا مَحَبَّةً شَدِيدَةً وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ كَٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لَهُمُ ٱلْمَسِيحُ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَقَسَامُوا كُلَّ مَا كَانَ مَعَهُمْ.‏ غَيْرَ أَنَّ إِتْمَامَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى دَمَارِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَقَدْ أَنْبَأَ:‏ «يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ،‏ وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً».‏ (‏مت ٢٤:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٢١‏)‏ لِذلِكَ،‏ قَبْلَ وَأَثْنَاءَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي يَكْمُنُ أَمَامَنَا،‏ قَدْ نُعَانِي نَحْنُ أَيْضًا ٱلشَّدَائِدَ وَنُحْرَمُ بَعْضَ حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ.‏ لكِنَّ ٱمْتِلَاكَ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ أَثْنَاءَ هذَا ٱلضِّيقِ.‏

      ١١ فَيَلْزَمُنَا فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنْ نَتَّبِعَ مِثَالَ يَسُوعَ بِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ نَصَحَ بُولُسُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ:‏ «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ.‏ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ .‏ .‏ .‏ وَلْيُعْطِكُمُ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ —‏ رو ١٥:‏٢،‏ ٣،‏ ٥‏.‏

      ١٢ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَهُ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ حَثَّ بُطْرُسُ —‏ ٱلَّذِي حَظِيَ بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ —‏ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَنْمِيَةِ «مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ عَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ» وَعَلَى «إِطَاعَةِ ٱلْحَقِّ».‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ›.‏ (‏١ بط ١:‏٢٢‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَٱلضُّغُوطُ عَلَى كُلِّ شَعْبِ ٱللّٰهِ تَزْدَادُ حِدَّةً.‏ وَيَنْبَغِي أَلَّا يَضَعَ أَحَدٌ ثِقَتَهُ فِي أَيٍّ مِنْ عَنَاصِرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلزَّائِلِ،‏ كَمَا يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنَ ٱلْأَزْمَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلنِّظَامَ ٱلْمَالِيَّ ٱلْعَالَمِيَّ.‏ (‏اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏‏)‏ بَلْ كُلَّمَا دَنَا هذَا ٱلنِّظَامُ مِنْ نِهَايَتِهِ،‏ صَارَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْتَرِبَ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَه وَوَاحِدُنَا إِلَى ٱلْآخَرِ،‏ وَذلِكَ بِٱلْعَيْشِ فِي أُلْفَةٍ تَامَّةٍ مَعَ إِخْوَانِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ حَضَّنَا بُولُسُ:‏ «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ.‏ وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا».‏ (‏رو ١٢:‏١٠‏)‏ كَمَا شَدَّدَ بُطْرُسُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ قَائِلًا:‏ «قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ،‏ لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً،‏ لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا».‏ —‏ ١ بط ٤:‏٨‏.‏

      ١٣-‏١٥ كَيْفَ أَعْرَبَ ٱلْإِخْوَةُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ؟‏

      ١٣ يُعْرَفُ شُهُودُ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِأَنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلشُّهُودَ ٱلَّذِينَ تَطَوَّعُوا لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَنْ خَرَّبَتِ ٱلْعَوَاصِفُ وَٱلْأَعَاصِيرُ مَسَاحَاتٍ شَاسِعَةً جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَامَ ٢٠٠٥.‏ فَقَدْ دَفَعَ مِثَالُ يَسُوعَ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,٢٠ مُتَطَوِّعٍ مِنْ عِدَّةِ بُلْدَانٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَنْكُوبِينَ،‏ مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْ كَثِيرِينَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْمُرِيحَةَ وَوَظَائِفَهُمُ ٱلْمَضْمُونَةَ.‏

      ١٤ فِي إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ مَثَلًا،‏ غَمَرَتْ مَوْجَةٌ عَارِمَةٌ ٱرْتِفَاعُهَا ١٠ أَمْتَارٍ ٱلْيَابِسَةَ عَلَى ٱمْتِدَادِ ٨٠ كِيلُومِتْرًا.‏ وَحِينَ ٱنْحَسَرَتِ ٱلْمِيَاهُ،‏ كَانَ ثُلْثُ ٱلْبُيُوتِ وَٱلْمَبَانِي مُدَمَّرًا بِٱلْكَامِلِ.‏ فَجَلَبَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ،‏ ٱلَّذِينَ ٱمْتَلَكَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمُ ٱلْمَهَارَاتِ ٱللَّازِمَةَ،‏ ٱلْمُعَدَّاتِ وَمَوَادَّ ٱلْبِنَاءِ بُغْيَةَ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ وَثَمَّةَ أَرْمَلَتَانِ هُمَا أُخْتَانِ فِي ٱلْجَسَدِ حَزَمَتَا أَمْتِعَتَهُمَا وَقَطَعَتَا فِي شَاحِنَةٍ صَغِيرَةٍ أَكْثَرَ مِن٠٠٠ْ‏,٣ كِيلُومِتْرٍ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ وَقَدْ بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ،‏ وَلَا تَزَالُ حَتَّى ٱلْيَوْمِ تُسَاعِدُ لَجْنَةَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ وَتُوَاصِلُ خِدْمَتَهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ.‏

      ١٥ لَقَدْ رُمِّمَ وَأُعِيدَ بِنَاءُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠٠‏,٥ مَنْزِلٍ لِلشُّهُودِ وَغَيْرِهِمْ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ.‏ فَكَيْفَ شَعَرَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ حِينَ لَمَسُوا هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْغَامِرَةَ؟‏ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّتِي دُمِّرَ بَيْتُهَا قَدِ ٱنْتَقَلَتْ إِلَى مَقْطُورَةٍ صَغِيرَةٍ سَقْفُهَا يَرْشَحُ مَاءً وَٱلْفُرْنُ فِيهَا مَكْسُورٌ.‏ فَبَنَى لَهَا ٱلْإِخْوَةُ بَيْتًا بَسِيطًا وَلكِنْ مُرِيحٌ.‏ وَبَعْدَمَا رَأَتِ ٱلْأُخْتُ بَيْتَهَا ٱلْجَدِيدَ وَٱلْجَمِيلَ،‏ رَاحَتْ تَبْكِي تَعْبِيرًا عَنِ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَإِخْوَتِهَا.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ ٱلْمُشَرَّدِينَ مَكَثُوا فِي ٱلْمَسَاكِنِ ٱلْمُؤَقَّتَةِ طَوَالَ سَنَةٍ أَوْ أَكْثَرَ بَعْدَمَا أُعِيدَ بِنَاءُ بُيُوتِهِمْ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْجَدِيدَةَ لِيُقِيمَ فِيهَا عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمُوهُ فِي ٱمْتِلَاكِ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ!‏

      إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْمَرْضَى أُسْوَةً بِٱلْمَسِيحِ

      ١٦،‏ ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْمَرْضَى؟‏

      ١٦ قِلَّةٌ مِنَّا نِسْبِيًّا تَحِلُّ بِهِمْ كَارِثَةٌ طَبِيعِيَّةٌ عَنِيفَةٌ.‏ وَلكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُوَاجِهَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً،‏ سَوَاءٌ عَانَاهَا هُوَ شَخْصِيًّا أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ.‏ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا،‏ يُمْكِنُنَا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ.‏ فَقَدْ دَفَعَتْهُ مَحَبَّتُهُ أَنْ يُشْفِقَ عَلَى ٱلْمَرْضَى.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ أَحْضَرَ إِلَيْهِ ٱلْجُمُوعُ مَرْضَاهُمْ «أَبْرَأَ كُلَّ مَنْ كَانَ بِهِ سُوءٌ».‏ —‏ مت ٨:‏١٦؛‏ ١٤:‏١٤‏.‏

      ١٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَمْلِكُونَ قُدْرَةَ يَسُوعَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ ٱلْعَجَائِبِيِّ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَرَأَّفُونَ بِٱلْمَرْضَى تَمَثُّلًا بِهِ.‏ وَكَيْفَ ذلِكَ؟‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُعْطِي ٱلشُّيُوخُ ٱلدَّلِيلَ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِمْ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيَّ بِإِعْدَادِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَرْضَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ وِٱلْإِشْرَافِ عَلَيْهَا،‏ مُطَبِّقِينَ ٱلْمَبْدَأَ نَفْسَهُ ٱلْوَارِدَ فِي مَتَّى ٢٥:‏٣٩،‏ ٤٠‏.‏a (‏اِقْرَأْها.‏‏)‏

      ١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتَانِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لِأُخْتٍ أُخْرَى،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ذلِكَ؟‏

      ١٨ طَبْعًا،‏ لَا يَقْتَصِرُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ لِلْغَيْرِ عَلَى ٱلشُّيُوخِ.‏ لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ شارلين ٱلَّتِي أُصِيبَتْ وَهِيَ فِي الـ‍ ٤٤ مِنْ عُمْرِهَا بِٱلسَّرَطَانِ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهَا لَنْ تَعِيشَ سِوَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ.‏ فَإِذْ عَلِمَتِ ٱلْأُخْتَانِ شارون ونيكوليت بِحَالِهَا وَرَأَتَا ٱلْعَنَاءَ ٱلَّذِي يُكَابِدُهُ زَوْجُهَا ٱلْمُخْلِصُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهَا،‏ قَرَّرَتَا أَنْ تَتَفَرَّغَا كَامِلًا لِمُسَاعَدَتِهَا فِي أَيَّامِهَا ٱلْأَخِيرَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأَيَّامَ ٱمْتَدَّتْ سِتَّةَ أَسَابِيعَ،‏ أَظْهَرَتْ هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ مَحَبَّتَهُمَا حَتَّى مَمَاتِ شارلين.‏ تَقُولُ شارون:‏ «مَا أَصْعَبَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِشَخْصٍ تَعْرِفُ أَنَّهُ لَنْ يُشْفَى!‏ لكِنَّ يَهْوَه أَعْطَانَا ٱلْقُوَّةَ.‏ وَهذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ قَرَّبَتْنَا أَكْثَرَ إِلَيْهِ وَوَاحِدَتُنَا إِلَى ٱلْأُخْرَى».‏ وَيَذْكُرُ زَوْجُ شارلين:‏ «لَنْ أَنْسَى أَبَدًا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلْحُبِّيَّةَ وَٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ ٱلْعَزِيزَتَانِ.‏ فَدَافِعُهُمَا ٱلْمُخْلِصُ وَمَوْقِفُهُمَا ٱلْإِيجَابِيُّ سَهَّلَا عَلَى زَوْجَتِي ٱلْأَمِينَةِ شارلين تَحَمُّلَ مِحْنَتِهَا ٱلْأَخِيرَةِ وَمَنَحَانِي ٱلدَّعْمَ ٱلْجَسَدِيَّ وَٱلْعَاطِفِيَّ ٱلَّذِي كُنْتُ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ.‏ وَسَأَظَلُّ مُمْتَنًّا لَهُمَا مَا حَيِيتُ.‏ فَتَضْحِيَتُهُمَا قَوَّتْ إِيمَانِي بِيَهْوَه وَمَحَبَّتِي لِكَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ».‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ جَوَانِبَ خَمْسَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ تَأَمَّلْنَا فِيهَا؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ؟‏

      ١٩ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ،‏ تَأَمَّلْنَا فِي خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ وَنَاقَشْنَا كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَبَنِّي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِ وَٱلتَّمَثُّلُ بِمَسْلَكِهِ.‏ فَلْنَكُنْ ‹وُدَعَاءَ وَمُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ› مِثْلَ يَسُوعَ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ وَلْنُحَاوِلْ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ،‏ حَتَّى حِينَ نَرَى نَقَائِصَهُمْ وَضَعَفَاتِهِمْ.‏ وَلْنَكُنْ شُجْعَانًا فِي إِطَاعَةِ كُلِّ مَطَالِبِ يَهْوَه رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.‏

      ٢٠ وَأَخِيرًا،‏ لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ كُلِّ إِخْوَتِنَا،‏ تَمَامًا كَمَا أَظْهَرَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمَحَبَّةَ «إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ فَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُحَدِّدُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعٌ حَقِيقِيُّونَ لِيَسُوعَ.‏ (‏يو ١٣:‏١،‏ ٣٤،‏ ٣٥‏)‏ نَعَمْ،‏ ‹لِتَسْتَمِرَّ فِيكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ›.‏ (‏عب ١٣:‏١‏)‏ فَلَا تَتَرَاخَ!‏ بَلِ ٱسْتَخْدِمْ حَيَاتَكَ لِتَسْبِيحِ يَهْوَه وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ!‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُكَ عَلَى جُهُودِكَ ٱلْمُخْلِصَةِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اُنْظُرْ مَقَالَةَ ‏«اِفْعَلُوا أَكْثَرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ ‹اِسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›»‏ ٱلْوَارِدَةَ فِي برج المراقبة عدد ١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٨٧.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة