-
ليبقَ فيك موقف المسيح العقليبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
لِيَبْقَ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيُّ
‹لِيَكُنْ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›. — رو ١٥:٥.
١ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟
قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ: «تَعَالَوْا إِلَيَّ . . . وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ». (مت ١١:٢٨، ٢٩) تَعْكِسُ هذِهِ ٱلدَّعْوَةُ ٱلْحَارَّةُ مَوْقِفَ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ. وَمَا مِنْ إِنْسَانٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْسُمَ مِثَالًا أَفْضَلَ لِٱتِّبَاعِهِ. فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ وَيَتَمَتَّعُ بِسُلْطَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَدْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلتَّعَاطُفِ وَٱلرِّقَّةِ، وَخُصُوصًا لِمُتَأَلِّمِينَ.
٢ أَيُّ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ؟
٢ سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ كَيْفَ نَتَبَنَّى وَنُحَافِظُ عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلْعَقْلِيِّ عَيْنِهِ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ يَسُوعَ، وَكَيْفَ نَمْتَلِكُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ». (١ كو ٢:١٦) وَسَنُرَكِّزُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ: وَدَاعَتِهِ وَتَوَاضُعِهِ، لُطْفِهِ، طَاعَتِهِ لِلّٰهِ، شَجَاعَتِهِ، وَمَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْضُبُ.
تَعَلَّمْ مِنْ وَدَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ
٣ (أ) أَيُّ دَرْسٍ فِي ٱلتَّوَاضُعِ عَلَّمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟ (ب) كَيْفَ تَصَرَّفَ يَسُوعُ حِينَ لَاحَظَ ضَعَفَاتِ تَلَامِيذِهِ؟
٣ جَاءَ يَسُوعُ، ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلُ، إِلَى ٱلْأَرْضِ طَوْعًا لِيَخْدُمَ وَسْطَ أُنَاسٍ نَاقِصِينَ وَخُطَاةٍ كَانَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمْ سَيَقْتُلُونَهُ لَاحِقًا. مَعَ ذلِكَ، حَافَظَ عَلَى ٱلْفَرَحِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. (١ بط ٢:٢١-٢٣) وَ ‹ٱلنَّظَرُ بِإِمْعَانٍ› إِلَى مِثَالِهِ يُسَاعِدُنَا عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ عِنْدَمَا تُزْعِجُنَا نَقَائِصُ ٱلْآخَرِينَ وَضَعَفَاتُهُمْ. (عب ١٢:٢) لَقَدْ دَعَا يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَحْمِلُوا نِيرَهُ› وَبِٱلتَّالِي أَنْ يَتَعَلَّمُوا مِنْهُ. (مت ١١:٢٩) فَمَاذَا كَانُوا سَيَتَعَلَّمُونَ؟ كَانَ يَسُوعُ وَدِيعًا وَصَبُورًا مَعَهُمْ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَخْطَائِهِمْ. فَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ، غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ مُعَلِّمًا إِيَّاهُمْ دَرْسًا لَا يُنْسَى فِي ‹ٱتِّضَاعِ ٱلْقَلْبِ›. (اِقْرَأْ يوحنا ١٣:١٤-١٧.) وَلَاحِقًا، حِينَ لَمْ يَسْتَطِعْ بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ‹ٱلْبَقَاءَ سَاهِرِينَ›، تَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَٱعْتَرَفَ أَنَّ جَسَدَهُمْ ضَعِيفٌ. فَبَعْدَمَا سَأَلَ سِمْعَانَ إِنْ كَانَ نَائِمًا، قَالَ: «اِبْقَوْا سَاهِرِينَ وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». — مر ١٤:٣٢-٣٨.
٤، ٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ يَسُوعَ حِينَ تَظْهَرُ ضَعَفَاتُ ٱلْآخَرِينَ؟
٤ مَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِنَا إِذَا ٱمْتَلَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ رُوحَ ٱلْمُنَافَسَةِ، أَوْ كَانَ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ أَوْ بَطِيئًا فِي ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ مَشُورَةِ ٱلشُّيُوخِ أَوِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»؟ (مت ٢٤:٤٥-٤٧) فِي حِينِ أَنَّنَا رُبَّمَا نَتَقَبَّلُ نَقَائِصَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ مُعْتَبِرِينَهَا أَمْرًا مُتَوَقَّعًا، فَقَدْ نَسْتَصْعِبُ تَقَبُّلَ هَفَوَاتِ إِخْوَانِنَا وَمُسَامَحَتَهُمْ عَلَيْهَا. لِذلِكَ، إِذَا كُنَّا نَسْتَاءُ بِسُرْعَةٍ مِنْ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹كَيْفَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَعْكِسَ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ» بِشَكْلٍ أَفْضَلَ؟›. وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَسْتَأْ مِنْ تَلَامِيذِهِ، حَتَّى حِينَ أَعْرَبُوا عَنْ ضَعْفٍ رُوحِيٍّ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ.
٥ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَادِثَةٍ حَصَلَتْ مَعَ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ طَلَبَ مِنْهُ يَسُوعُ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ وَيَمْشِيَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ وَيَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَقَدْ لَبَّى بُطْرُسُ طَلَبَهُ هذَا، وَلكِنْ عِنْدَمَا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ ٱبْتَدَأَ يَغْرَقُ. فَهَلْ غَضِبَ عَلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَسْتَأْهِلُ مَا يَحْصُلُ لَكَ! لِيَكُنْ هذَا دَرْسًا تَتَّعِظُ بِهِ»؟ كَلَّا، بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ «مَدَّ . . . يَدَهُ فِي ٱلْحَالِ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: ‹يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ، لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟›». (مت ١٤:٢٨-٣١) فَإِذَا بَدَا لَنَا أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ تَصَرَّفَ بِقِلَّةِ إِيمَانٍ، فَهَلْ نَمُدُّ يَدَنَا وَنُسَاعِدُهُ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِ؟ هذَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَسْتَمِدُّهُ دُونَ شَكٍّ مِنَ ٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ لِبُطْرُسَ.
٦ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَنْ حُبِّ ٱلْبُرُوزِ؟
٦ كَثِيرًا مَا كَانَ ٱلرُّسُلُ، بِمَنْ فِيهِمْ بُطْرُسُ، يَتَجَادَلُونَ فِي مَا بَيْنَهُمْ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ. فَقَدِ ٱغْتَاظُوا مَثَلًا حِينَ سَمِعُوا أَنَّ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا يُرِيدَانِ ٱلْجُلُوسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِ يَسُوعَ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ فِي مَلَكُوتِهِ. وَكَانَ يَسُوعُ يَعْلَمُ أَنَّ مَوْقِفَهُمْ هذَا نَاجِمٌ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عَنْ تَأَثُّرِهِمْ بِٱلْمُجْتَمَعِ ٱلَّذِي نَشَأُوا فِيهِ. فَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ حُكَّامَ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ ٱلْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ فِي مَا بَيْنَكُمْ، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ بَيْنَكُمْ فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا». وَبَعْدَ ذلِكَ، تَابَعَ كَلَامَهُ لَافِتًا نَظَرَهُمْ إِلَى مِثَالِهِ: «إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». — مت ٢٠:٢٠-٢٨.
٧ كَيْفَ يُسَاهِمُ كُلٌّ مِنَّا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
٧ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْمُتَوَاضِعِ يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَصَرَّفَ كَأَصْغَرَ› بَيْنَ إِخْوَانِنَا. (لو ٩:٤٦-٤٨) وَهذَا مَا يُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ. وَكَأَبٍ لِعَائِلَةٍ كَبِيرَةٍ، يُرِيدُ يَهْوَه مِنْ أَوْلَادِهِ ‹أَنْ يَسْكُنُوا مَعًا فِي وَحْدَةٍ› وَٱنْسِجَامٍ. (مز ١٣٣:١) وَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مُتَّحِدِينَ ‹لِيَعْرِفَ ٱلْعَالَمُ أَنَّ [ٱلْآبَ] أَرْسَلَهُ وَأَحَبَّهُمْ كَمَا أَحَبَّهُ›. (يو ١٧:٢٣) فَٱلْوَحْدَةُ إِذًا تُثْبِتُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ. وَلِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِهذِهِ ٱلْوَحْدَةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى نَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ كَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا ٱلْمَسِيحُ. فَقَدْ كَانَ يَسُوعُ غَفُورًا وَعَلَّمَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَغْفِرُ لَنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا غَفُورِينَ. — اِقْرَأْ متى ٦:١٤، ١٥.
٨ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ؟
٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرِ مِنْ إِيمَانِ ٱلَّذِينَ يَقْتَدُونَ بِٱلْمَسِيحِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ. فَهؤُلَاءِ يَتَفَهَّمُونَ عُمُومًا نَقَائِصَ ٱلْغَيْرِ تَمَثُّلًا بِهِ. وَقَدْ تَعَلَّمُوا أَنَّ إِظْهَارَ ٱلرَّأْفَةِ مِثْلَهُ لَا يُسَاهِمُ فِي ‹تَحَمُّلِ ضَعَفَاتِ غَيْرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ› فَحَسْبُ، بَلْ يُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ أَيْضًا وَيُحَرِّضُ كُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى تَبَنِّي مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ. وَهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لِإِخْوَتِهِمْ مَا تَمَنَّاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا حِينَ قَالَ: «لِيُعْطِكُمُ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِكَيْ تُمَجِّدُوا كُلُّكُمْ مَعًا بِفَمٍ وَاحِدٍ إِلٰهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!». (رو ١٥:١، ٥، ٦) نَعَمْ، إِنَّ عِبَادَةَ يَهْوَه بِٱتِّحَادٍ تَجْلُبُ لَهُ ٱلتَّسْبِيحَ.
٩ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بُغْيَةَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ؟
٩ لَقَدْ رَبَطَ يَسُوعُ ‹ٱتِّضَاعَ ٱلْقَلْبِ› بِٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي هِيَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ. فَلِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ، نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّمَعُّنِ فِيهِ وَإِلَى مُسَاعَدَةِ رُوحِ يَهْوَه. لِذَا، يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِهذَا ٱلرُّوحِ وَنَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِهِ: «اَلْمَحَبَّةُ، ٱلْفَرَحُ، ٱلسَّلَامُ، طُولُ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفُ، ٱلصَّلَاحُ، ٱلْإِيمَانُ، ٱلْوَدَاعَةُ، وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ». (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ، نُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَه.
عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ
١٠ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱللُّطْفِ؟
١٠ اَللُّطْفُ أَيْضًا هُوَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَيَسُوعُ كَانَ دَائِمًا يُعَامِلُ ٱلْغَيْرَ بِلُطْفٍ. فَقَدِ «ٱسْتَقْبَلَ» ٱلَّذِينَ تَبِعُوهُ بِإِخْلَاصٍ وَلَمْ يَصُدَّهُمْ. (لو ٩:١١) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱللُّطْفِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ؟ نَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱللَّطِيفَ هُوَ وُدِّيٌّ، مُتَرَفِّقٌ، مُتَعَاطِفٌ، وَحَنُونٌ. وَهذَا ٱلْوَصْفُ يَنْطَبِقُ تَمَامًا عَلَى يَسُوعَ. فَقَدْ أَشْفَقَ عَلَى ٱلنَّاسِ «لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا». — مت ٩:٣٥، ٣٦.
١١، ١٢ (أ) اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ تَجَلَّتْ رَأْفَةُ يَسُوعَ فِي أَعْمَالِهِ. (ب) مَاذَا تَتَعَلَّمُونَ مِنْ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟
١١ لَمْ تَقْتَصِرْ شَفَقَةُ يَسُوعَ وَرَأْفَتُهُ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ فَقَطْ بَلْ تَجَلَّتَا أَيْضًا فِي أَعْمَالِهِ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَانَتْ مِنْ سَيْلِ دَمٍ طَوَالَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَقَدْ كَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّهَا هِيَ وَكُلَّ مَنْ يَمَسُّهَا نَجِسٌ طَقْسِيًّا بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. (لا ١٥:٢٥-٢٧) مَعَ ذلِكَ، لَا بُدَّ أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ أَنَّ يَسُوعَ يَمْلِكُ ٱلْقُدْرَةَ وَٱلرَّغْبَةَ فِي شِفَائِهَا، وَهذَا نَتِيجَةَ ٱلْأَخْبَارِ ٱلَّتِي سَمِعَتْهَا عَنْهُ. فَكَانَتْ تَقُولُ فِي نَفْسِهَا: «إِنْ لَمَسْتُ وَلَوْ رِدَاءَهُ، شُفِيتُ». لِذلِكَ ٱسْتَجْمَعَتِ ٱلْجُرْأَةَ وَلَمَسَتْهُ، وَفِي ٱلْحَالِ أَحَسَّتْ فِي جَسَدِهَا أَنَّهَا شُفِيَتْ.
١٢ فَأَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ أَحَدًا لَمَسَهُ وَنَظَرَ حَوْلَهُ لِيَرَى مَنْ فَعَلَ ذلِكَ. وَإِذْ خَافَتِ ٱلْمَرْأَةُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يُوَبِّخَهَا لِأَنَّهَا ٱنْتَهَكَتِ ٱلشَّرِيعَةَ، خَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مُرْتَعِدَةً وَبَاحَتْ لَهُ بِٱلْحَقِيقَةِ كُلِّهَا. فَهَلْ أَنَّبَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْفَقِيرَةَ ٱلْمُتَأَلِّمَةَ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. بَلْ طَمْأَنَهَا قَائِلًا: «يَا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اِذْهَبِي بِسَلَامٍ». (مر ٥:٢٥-٣٤) وَكَمِ ٱرْتَاحَتْ دُونَ شَكٍّ حِينَ سَمِعَتْ كَلِمَاتِهِ ٱللَّطِيفَةَ هذِهِ!
١٣ (أ) كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ يَسُوعَ عَنْ ذَاكَ ٱلَّذِي لِلْفَرِّيسِيِّينَ؟ (ب) كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ ٱلْأَوْلَادَ؟
١٣ بِخِلَافِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمُتَحَجِّرِينَ، لَمْ يَسْتَخْدِمْ يَسُوعُ سُلْطَتَهُ قَطُّ لِيَزِيدَ مِنْ أَعْبَاءِ ٱلْآخَرِينَ. (مت ٢٣:٤) بَلْ عَلَّمَهُمْ طُرُقَ يَهْوَه بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ. وَكَانَ رَفِيقًا حَنُونًا وَحَقِيقِيًّا لِأَتْبَاعِهِ، إِذْ عَامَلَهُمْ عَلَى ٱلدَّوَامِ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ. (ام ١٧:١٧؛ يو ١٥:١١-١٥) حَتَّى ٱلْأَوْلَادُ شَعَرُوا مَعَهُ بِٱلِٱرْتِيَاحِ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ هُوَ أَيْضًا بَادَلَهُمُ ٱلْمَشَاعِرَ نَفْسَهَا. كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَشْغُولًا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَقْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱلصِّغَارِ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، أَحْضَرَ ٱلنَّاسُ أَوْلَادَهُمُ ٱلصِّغَارَ إِلَيْهِ لِيَلْمُسَهُمْ، إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَهُ حَاوَلُوا مَنْعَهُمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَزَالُونَ يَشْعُرُونَ بِٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلذَّاتِيَّةِ كَٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ فِي زَمَنِهِمْ. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْضَ عَمَّا فَعَلُوهُ بَلْ قَالَ لَهُمْ: «دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ. لَا تُحَاوِلُوا مَنْعَهُمْ، لِأَنَّ لِأَمْثَالِ هٰؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». ثُمَّ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْأَوْلَادَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسًا مُهِمًّا بِٱلْقَوْلِ: «مَنْ لَا يَقْبَلْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ صَغِيرٍ، فَلَنْ يَدْخُلَهُ أَبَدًا». — مر ١٠:١٣-١٥.
١٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْأَوْلَادُ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْأَصِيلِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّوْنَهُ؟
١٤ تَأَمَّلْ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ هؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادِ سَيَشْعُرُونَ حِينَ يَكْبَرُونَ وَيَتَذَكَّرُونَ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ‹ضَمَّهُمْ بِذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَهُمْ›. (مر ١٠:١٦) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ ٱلشُّيُوخُ وَغَيْرُهُمُ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا وَغَيْرَ أَنَانِيٍّ بِٱلْأَوْلَادِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هذِهِ ٱلذِّكْرَيَاتِ ٱلْحُلْوَةَ سَتَبْقَى مَحْفُورَةً فِي أَذْهَانِهِمْ. وَأَهَمُّ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَ ٱهْتِمَامًا كَهذَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَعَلَّمُونَ مُنْذُ ٱلصِّغَرِ أَنَّ رُوحَ يَهْوَه حَالٌّ عَلَى شَعْبِهِ.
أَظْهِرِ ٱللُّطْفَ فِي عَالَمٍ قَاسٍ
١٥ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا قَسَاوَةُ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِنَا؟
١٥ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ فِي زَمَنِنَا أَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱللُّطْفِ. لِذلِكَ يُوَاجِهُ شَعْبُ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ رُوحَ هذَا ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلسَّفَرِ، وَٱلْخِدْمَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ قَسَاوَةَ ٱلنَّاسِ قَدْ تُثَبِّطُنَا لكِنَّهَا لَا يَجِبُ أَنْ تُفَاجِئَنَا. فَقَدْ أَوْحَى يَهْوَه إِلَى بُولُسَ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّهُمْ سَيَحْتَكُّونَ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» ٱلْحَرِجَةِ بِأُنَاسٍ ‹مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ وَبِلَا حُنُوٍّ›. — ٢ تي ٣:١-٣.
١٦ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْوِيجِ ٱللُّطْفِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٦ إِنَّ ٱلْجَوَّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ مُنْعِشٌ بِٱلتَّبَايُنِ مَعَ جَوِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَاسِي. وَبِٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ، يَسْتَطِيعُ كُلٌّ مِنَّا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تَعْزِيزِ هذَا ٱلْجَوِّ ٱلْبَنَّاءِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ يَحْتَاجُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ ٱلْأُخْرَى. وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَشَاكِلَ تَتَفَاقَمُ فِي هذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»، إِلَّا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلْجَدِيدِ. فَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَيْضًا، حَلَّتْ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ مَشَاكِلُ مُمَاثِلَةٌ. لِذلِكَ، فَإِنَّ مُؤَازَرَةَ ٱلْإِخْوَةِ هِيَ فِي مَحَلِّهَا ٱلْيَوْمَ تَمَامًا كَمَا كَانَتْ آنَذَاكَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا: «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ، ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ، تَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ». (١ تس ٥:١٤) وَهذَا يَعْنِي ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱلْمَسِيحِيِّ بِطَرِيقَةٍ عَمَلِيَّةٍ.
١٧، ١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ؟
١٧ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ مُعَامَلَةِ إِخْوَتِهِمْ بِلُطْفٍ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، مُعْرِبِينَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ أَصِيلٍ بِٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُمْ مُنْذُ سِنِينَ وَأَيْضًا بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْتَقُوهُمْ قَطُّ. (٣ يو ٥-٨) فَكَمَا أَخَذَ يَسُوعُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلتَّرَؤفِ بِٱلْآخَرِينَ، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَيْضًا ٱلسَّبَّاقِينَ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّأْفَةِ وَإِنْعَاشِ مَنْ حَوْلَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ. — اش ٣٢:٢؛ مت ١١:٢٨-٣٠.
١٨ وَيُمْكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يُظْهِرَ ٱللُّطْفَ بِٱلِٱهْتِمَامِ بِخَيْرِ إِخْوَتِهِ ٱهْتِمَامًا عَمَلِيًّا. لِذلِكَ بَدَلَ أَنْ نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْيَدَيْنِ، لِنَبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ وَفُرَصٍ لِإِظْهَارِ هذِهِ ٱلصِّفَةِ. حَثَّ بُولُسُ: «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ. وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا». (رو ١٢:١٠) فَيَجِبُ أَنْ نُجَاهِدَ جَمِيعًا لِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ، إِذْ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِدِفْءٍ وَلُطْفٍ وَنُحِبُّهُمْ «مَحَبَّةً بِلَا رِيَاءٍ». (٢ كو ٦:٦) وَقَدْ وَصَفَ بُولُسُ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ قَائِلًا: «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ، وَلَا تَتَبَجَّحُ، وَلَا تَنْتَفِخُ». (١ كو ١٣:٤) وَعِوَضَ أَنْ نُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ: «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، ذَوِي حَنَانٍ، مُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللّٰهُ أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ». — اف ٤:٣٢.
١٩ مَاذَا يَنْتِجُ مِنَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱللُّطْفِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ؟
١٩ إِنَّ ٱلسَّعْيَ لِتَنْمِيَةِ ٱللُّطْفِ وَإِظْهَارِهِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ ٱقْتِدَاءً بِيَسُوعَ يَجْلُبُ مُكَافَآتٍ عَظِيمَةً. فَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ نُتِيحُ لِرُوحِ يَهْوَه أَنْ يَعْمَلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ أَيِّ عَائِقٍ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ ٱلْجَمِيعَ عَلَى تَنْمِيَةِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، حِينَ نَتَّبِعُ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ، نَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ لِلّٰهِ لِأَنَّنَا نَعْبُدُهُ بِٱتِّحَادٍ وَسَعَادَةٍ. فَلْنَبْذُلْ جُهْدَنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ كَيْ نَتَمَثَّلَ بِوَدَاعَةِ يَسُوعَ وَلُطْفِهِ فِي كُلِّ تَعَامُلَاتِنَا.
-
-
كُن طائعا وشجاعا تمثُّلا بالمسيحبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
كُنْ طَائِعًا وَشُجَاعًا تَمَثُّلًا بِٱلْمَسِيحِ
«تَشَجَّعُوا! أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ». — يو ١٦:٣٣.
١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لِلّٰهِ؟
لَطَالَمَا عَمِلَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ. وَلَمْ يَخْطُرْ فِي بَالِهِ قَطُّ أَنْ يَعْصِيَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ. (يو ٤:٣٤؛ عب ٧:٢٦) إِلَّا أَنَّ إِعْرَابَهُ عَنِ ٱلطَّاعَةِ لَمْ يَكُنْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ نَظَرًا لِلظُّرُوفِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ، حَاوَلَ أَعْدَاؤُهُ — بِمَنْ فِيهِمِ ٱلشَّيْطَانُ — حَمْلَهُ عَلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ أَمَانَتِهِ، سَوَاءٌ بِٱلْإِقْنَاعِ أَوِ ٱلْإِكْرَاهِ أَوِ ٱلْخِدَاعِ. (مت ٤:١-١١؛ لو ٢٠:٢٠-٢٥) وَقَدْ سَبَّبُوا لَهُ أَلَمًا شَدِيدًا مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلنَّفْسِيَّةِ وَٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. حَتَّى إِنَّهُمْ قَتَلُوهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. (مت ٢٦:٣٧، ٣٨؛ لو ٢٢:٤٤؛ يو ١٩:١، ١٧، ١٨) وَلكِنْ رَغْمَ كُلِّ عَذَابَاتِهِ ٱلْأَلِيمَةِ، بَقِيَ يَسُوعُ «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». — اِقْرَأْ فيلبي ٢:٨.
٢، ٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ بَقَاءِ يَسُوعَ طَائِعًا رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ؟
٢ إِنَّ مَا ٱخْتَبَرَهُ يَسُوعُ كَإِنْسَانٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَلَّمَهُ أَوْجُهًا جَدِيدَةً لِلطَّاعَةِ. (عب ٥:٨) رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ إِلَى تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه. فَقَدْ عَاشَرَهُ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً طَوَالَ دُهُورٍ، وَكَانَ بِجَانِبِهِ «عَامِلًا مَاهِرًا» فِي خَلْقِ ٱلْكَوْنِ. (ام ٨:٣٠) مَعَ ذلِكَ، فَإِنَّ ثَبَاتَهُ فِي ٱلْإِيمَانِ كَإِنْسَانٍ رَغْمَ كُلِّ مَا عَانَاهُ بَرْهَنَ عَلَى ٱسْتِقَامَةٍ لَا تَنْثَلِمُ. وَهكَذَا، تَوَثَّقَتْ عَلَاقَةُ يَسُوعَ بِأَبِيهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟
٣ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ شَخْصًا كَامِلًا، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَعْتَمِدْ عَلَى جُهْدِهِ ٱلْخَاصِّ لِلْبَقَاءِ طَائِعًا. بَلْ صَلَّى طَالِبًا مِنَ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَهُ. (اِقْرَأْ عبرانيين ٥:٧.) نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ كَيْ نَبْقَى طَائِعِينَ. نَصَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «لِيَبْقَ فِيكُمْ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي . . . وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». (في ٢:٥-٨) وَقَدْ بَرْهَنَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ يَسُوعُ أَنَّ ٱلطَّاعَةَ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ حَتَّى لَوْ كَانُوا وَسْطَ مُجْتَمَعٍ شِرِّيرٍ. لكِنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ كَانَ إِنْسَانًا كَامِلًا، فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ؟
اَلطَّاعَةُ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ
٤ مَاذَا يَعْنِي ٱمْتِلَاكُنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ؟
٤ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَهَبَهُمَا ٱلذَّكَاءَ وَٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ. وَبِمَا أَنَّنَا تَحَدَّرْنَا مِنْهُمَا، فَنَحْنُ أَيْضًا نَتَمَتَّعُ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ. وَهذَا يَعْنِي أَنَّ فِي مَقْدُورِنَا أَنْ نُقَرِّرَ فِعْلَ ٱلصَّوَابِ أَوِ ٱلْخَطَإِ. فَٱللّٰهُ مَنَحَنَا ٱلْحُرِّيَّةَ كَيْ نَخْتَارَ بَيْنَ طَاعَتِهِ وَعَدَمِ طَاعَتِهِ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْكَبِيرَةَ تُرَافِقُهَا ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ. فَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا تَعْنِي لَنَا ٱلْحَيَاةَ أَوِ ٱلْمَوْتَ. كَمَا أَنَّهَا تُؤَثِّرُ أَيْضًا عَلَى مَنْ حَوْلَنَا.
٥ أَيُّ صِرَاعٍ نَعِيشُهُ جَمِيعًا، وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَيْهِ؟
٥ بِسَبَبِ نَقْصِنَا ٱلْمَوْرُوثِ، لَا نَمِيلُ بِٱلْفِطْرَةِ إِلَى ٱلطَّاعَةِ. لِذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا إِطَاعَةُ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ عَاشَ بُولُسُ هذَا ٱلصِّرَاعَ نَفْسَهُ. كَتَبَ: «أَرَى شَرِيعَةً أُخْرَى فِي أَعْضَائِي تُحَارِبُ شَرِيعَةَ عَقْلِي وَتَسُوقُنِي أَسِيرًا لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِي». (رو ٧:٢٣) طَبْعًا، تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ أَسْهَلَ عِنْدَمَا لَا تَتَطَلَّبُ أَيَّةَ تَضْحِيَةٍ أَوْ مُعَانَاةٍ أَوْ لَا تُسَبِّبُ أَيَّةَ مُضَايَقَةٍ. وَلكِنْ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا تَعَارَضَتْ رَغْبَتُنَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ مَعَ «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ»؟ تَنْشَأُ هَاتَانِ ٱلشَّهْوَتَانِ مِنْ نَقْصِنَا وَمِنْ «رُوحِ ٱلْعَالَمِ» ٱلْمُحِيطِ بِنَا، وَلَا يُمْكِنُ ٱلِٱسْتِهَانَةُ أَبَدًا بِتَأْثِيرِهِمَا ٱلْقَوِيِّ. (١ يو ٢:١٦؛ ١ كو ٢:١٢) وَلِكَيْ نُقَاوِمَهُمَا، عَلَيْنَا أَنْ ‹نُهَيِّئَ قَلْبَنَا› وَنُصَمِّمَ عَلَى طَاعَةِ يَهْوَه مَهْمَا حَصَلَ قَبْلَ مُوَاجَهَةِ أَيَّةِ أَزْمَةٍ أَوْ تَجْرِبَةٍ. (مز ٧٨:٨) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَزْخَرُ بِأَمْثِلَةٍ عَنْ أَشْخَاصٍ نَجَحُوا فِي ٱلْبَقَاءِ طَائِعِينَ لِأَنَّهُمْ هَيَّأُوا قُلُوبَهُمْ. — عز ٧:١٠؛ دا ١:٨.
٦، ٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ؟ اُذْكُرُوا مَثَلًا.
٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي بِهَا نُهَيِّئُ قُلُوبَنَا هِيَ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ بِٱجْتِهَادٍ. تَخَيَّلْ نَفْسَكَ فِي ٱلْوَضْعِ ٱلتَّالِي: إِنَّهَا ٱلْأُمْسِيَةُ ٱلَّتِي خَصَّصْتَهَا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ. وَقَدْ صَلَّيْتَ لِلتَّوِّ طَالِبًا مِنْ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَكَ بِرُوحِهِ عَلَى تَطْبِيقِ مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَتِهِ. كَمَا أَنَّكَ قَدْ خَطَّطْتَ لِمُشَاهَدَةِ فِيلْمٍ عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ مَسَاءَ ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِأَنَّكَ سَمِعْتَ أَنَّهُ نَالَ مَدْحَ ٱلنُّقَّادِ، مَعَ أَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يَحْتَوِي بَعْضَ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلْعَنِيفَةِ.
٧ وَخِلَالَ دَرْسِكَ، تَتَأَمَّلُ فِي مَشُورَةِ بُولُسَ فِي أفسس ٥:٣: «أَمَّا ٱلْعَهَارَةُ وَٱلنَّجَاسَةُ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ أَوِ ٱلْجَشَعُ فَلَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ حَتَّى ذِكْرُهَا، كَمَا يَلِيقُ بِشَعْبٍ مُقَدَّسٍ». وَتَتَذَكَّرُ أَيْضًا نَصِيحَةَ بُولُسَ فِي فيلبي ٤:٨. (اِقْرَأْها.) وَفِيمَا تَتَمَعَّنُ فِي هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُلْهَمَةِ، تَسْأَلُ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَتْبَعُ مِثَالَ يَسُوعَ فِي ٱلطَّاعَةِ ٱلْمُطْلَقَةِ لِلّٰهِ إِذَا تَعَمَّدْتُ مُشَاهَدَةَ أَفْلَامٍ كَهذِهِ، مُلَوِّثًا بِٱلتَّالِي قَلْبِي وَفِكْرِي؟›. فَمَاذَا سَتَفْعَلُ ٱلْآنَ بَعْدَ أَنْ تَأَمَّلْتَ فِي ٱلْمَوْضُوعِ؟ هَلْ تَبْقَى مُصَمِّمًا عَلَى مُشَاهَدَةِ ٱلْفِيلْمِ؟
٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَقَايِيسَ أَدَبِيَّةٍ وَرُوحِيَّةٍ سَامِيَةٍ؟
٨ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَحُطَّ مِنْ مَقَايِيسِنَا ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ، ظَنًّا مِنَّا أَنَّنَا أَقْوِيَاءُ كِفَايَةً لِمُقَاوَمَةِ تَأْثِيرِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ، بِمَا فِيهَا ٱلْمُعَاشَرَةُ عَنْ طَرِيقِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلْعَنِيفَةِ وَٱلْفَاسِدَةِ. عِوَضَ ذلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا وَأَوْلَادَنَا مِنْ تَأْثِيرَاتِ رُوحِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُفْسِدَةِ. فَكِّرْ فِي مَا يَلِي: لَا يَعْدَمُ مُسْتَخْدِمُو ٱلْكُمْبْيُوتِرِ أَيَّةَ وَسِيلَةٍ لِحِمَايَةِ أَجْهِزَتِهِمْ مِنَ ٱلْفِيرُوسَاتِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُتْلِفَ ٱلْبَيَانَاتِ، تُعَطِّلَ عَمَلَ ٱلْجِهَازِ، أَوْ حَتَّى تُسَيْطِرَ عَلَيْهِ وَتَسْتَخْدِمَهُ لِتَغْزُوَ أَجْهِزَةً أُخْرَى. فَإِذَا كُنَّا نَحْرِصُ عَلَى حِمَايَةِ أَجْهِزَةِ ٱلْكُمْبْيُوتِرِ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَى حِمَايَةِ أَنْفُسِنَا مِنْ «مَكَايِدِ» ٱلشَّيْطَانِ؟! — اف ٦:١١.
٩ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَه كُلَّ يَوْمٍ؟
٩ كُلَّ يَوْمٍ تَقْرِيبًا، نُوَاجِهُ ظُرُوفًا تَضَعُ طَاعَتَنَا لِمَشِيئَةِ يَهْوَه عَلَى ٱلْمِحَكِّ. وَلِكَيْ نَنَالَ ٱلْخَلَاصَ، يَلْزَمُ أَنْ نُطِيعَ ٱللّٰهَ وَنَعِيشَ بِمُوجِبِ مَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ. وَبِٱتِّبَاعِ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي أَطَاعَ «حَتَّى ٱلْمَوْتِ» نُظْهِرُ أَنَّ إِيمَانَنَا حَقِيقِيٌّ. وَسَيُكَافِئُنَا يَهْوَه عَلَى مَسْلَكِنَا ٱلْأَمِينِ. فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ: «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ هُوَ يَخْلُصُ». (مت ٢٤:١٣) وَذلِكَ يَسْتَلْزِمُ بِٱلتَّأْكِيدِ تَنْمِيَةَ شَجَاعَةٍ حَقِيقِيَّةٍ كَتِلْكَ ٱلَّتِي ٱتَّصَفَ بِهَا يَسُوعُ. — مز ٣١:٢٤.
يَسُوعُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَبْرَزُ لِلشَّجَاعَةِ
١٠ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلضُّغُوطِ نَتَعَرَّضُ لَهُ، وَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ بِشَأْنِهِ؟
١٠ تَلْزَمُنَا ٱلشَّجَاعَةُ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّلَوُّثِ بِمَوَاقِفِ وَتَصَرُّفَاتِ هذَا ٱلْعَالَمِ. فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَتَعَرَّضُ لِضُغُوطٍ أَدَبِيَّةٍ وَٱجْتِمَاعِيَّةٍ وَٱقْتِصَادِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَبَّبَ بِجَعْلِنَا نَحِيدُ عَنْ طُرُقِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ. كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَّا يُوَاجِهُونَ مُقَاوَمَةً مِنْ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، تُرَوِّجُ ٱلْمُؤَسَّسَاتُ ٱلتَّرْبَوِيَّةُ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ، وَيَلْقَى ٱلْإِلْحَادُ قُبُولًا عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ. وَلكِنْ عِوَضَ تَجَاهُلِ هذِهِ ٱلضُّغُوطِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَأْخُذَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِنَصْمُدَ فِي وَجْهِهَا وَنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا. وَيَسُوعُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ لَنَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.
١١ كَيْفَ يَزِيدُنَا تَفَحُّصُ مِثَالِ يَسُوعَ شَجَاعَةً؟
١١ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «فِي ٱلْعَالَمِ تُعَانُونَ ضِيقًا، وَلٰكِنْ تَشَجَّعُوا! أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ». (يو ١٦:٣٣) فَهُوَ لَمْ يُذْعِنْ قَطُّ لِتَأْثِيرِ ٱلْعَالَمِ، وَلَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يُوقِفَهُ عَنْ إِنْجَازِ تَفْوِيضِهِ ٱلْكِرَازِيِّ أَوْ يَجْعَلَهُ يَحُطُّ مِنْ مَقَايِيسِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. وَنَحْنُ أَيْضًا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ. فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ إِلَى أَبِيهِ بِشَأْنِ تَلَامِيذِهِ قَائِلًا: «لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». (يو ١٧:١٦) وَتَفَحُّصُ مِثَالِ ٱلْمَسِيحِ يَمُدُّنَا بِمَا يَلْزَمُ مِنْ شَجَاعَةٍ لِكَيْ نَبْقَى مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ.
تَعَلَّمِ ٱلشَّجَاعَةَ مِنْ يَسُوعَ
١٢-١٤ اُذْكُرُوا أَمْثِلَةً عَنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ.
١٢ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ. فَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ سُلْطَتَهُ وَدَخَلَ بِجُرْأَةٍ «ٱلْهَيْكَلَ وَطَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ». (مت ٢١:١٢) وَحِينَ أَتَى ٱلْجُنُودُ لِإِلْقَاءِ ٱلْقَبْضِ عَلَيْهِ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱنْدَفَعَ بِشَجَاعَةٍ لِيَحْمِيَ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا: «إِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ، فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ». (يو ١٨:٨) وَبَعْدَ لَحَظَاتٍ، طَلَبَ مِنْ بُطْرُسَ أَنْ يَضَعَ سَيْفَهُ جَانِبًا، مُظْهِرًا بِذلِكَ أَنَّ ٱتِّكَالَهُ لَيْسَ عَلَى ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بَلْ عَلَى يَهْوَه. — يو ١٨:١١.
١٣ فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، شَجَبَ يَسُوعُ بِجُرْأَةٍ عَدَمَ مَحَبَّةِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ وَتَعَالِيمَهُمُ ٱلْخَاطِئَةَ. قَالَ لَهْمُ: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ . . . تَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ، أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ! . . . إِنَّكُمْ تُطَهِّرُونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْنِ، وَهُمَا فِي ٱلدَّاخِلِ مَمْلُوآنِ نَهْبًا وَتَطَرُّفًا!». (مت ٢٣:١٣، ٢٣، ٢٥) وَكَانَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَى شَجَاعَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِأَنَّ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلدَّجَّالِينَ سَيَضْطَهِدُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ. — مت ٢٣:٣٤؛ ٢٤:٩.
١٤ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱتَّخَذَ مَوْقِفًا شُجَاعًا ضِدَّ ٱلشَّيَاطِينِ أَيْضًا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، لَاقَاهُ رَجُلٌ كَانَتْ شَيَاطِينُ كَثِيرَةٌ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ قَطُّ أَنْ يُقَيِّدَهُ بِسِلْسِلَةٍ. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَخَفْ بَلْ أَخْرَجَ مِنْهُ ٱلْأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ. (مر ٥:١-١٣) صَحِيحٌ أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَمْنَحُنَا ٱلْيَوْمَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱجْتِرَاحِ ٱلْعَجَائِبِ، غَيْرَ أَنَّهُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَشُنَّ حَرْبًا رُوحِيَّةً ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي «أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ». (٢ كو ٤:٤) وَكَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ يَسُوعَ، فَإِنَّ أَسْلِحَتَنَا «لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللّٰهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ» — ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلْمُتَأَصِّلَةِ فِي ٱلنَّاسِ. (٢ كو ١٠:٤) وَمِثَالُ يَسُوعَ يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ هذِهِ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
١٥ مِمَّ كَانَتْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً؟
١٥ لَمْ تَكُنْ شَجَاعَةُ يَسُوعَ نَابِعَةً مِنَ ٱلثِّقَةِ ٱلْمُفْرِطَةِ بِٱلنَّفْسِ بَلْ مِنَ ٱلْإِيمَانِ. وَهذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَصِحَّ فِينَا نَحْنُ أَيْضًا. (مر ٤:٤٠) فَكَيْفَ نَقْتَنِي إِيمَانًا حَقِيقِيًّا؟ هُنَا أَيْضًا، يَلْعَبُ مِثَالُ يَسُوعَ دَوْرًا فِي تَوْجِيهِنَا. فَقَدِ ٱمْتَلَكَ مَعْرِفَةً عَمِيقَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَأَعْرَبَ عَنْ ثِقَةٍ تَامَّةٍ بِهَا. فَسِلَاحُهُ لَمْ يَكُنْ حَرْفِيًّا إِذِ ٱسْتَخْدَمَ سَيْفَ ٱلرُّوحِ، أَيْ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. وَكَثِيرًا مَا ٱقْتَبَسَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِدَعْمِ تَعَالِيمِهِ. فَكَانَ يَسْتَهِلُّ حَدِيثَهُ فِي مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ بِكَلِمَةِ «مَكْتُوبٍ»، مُشِيرًا بِذلِكَ إِلَى مَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.a
١٦ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟
١٦ وَلِبِنَاءِ إِيمَانٍ يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَتَأَتَّى عَنِ ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ، يَلْزَمُ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَدْرُسَهُ يَوْمِيًّا وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، مَالِئِينَ عُقُولَنَا بِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ لِإِيمَانِنَا. (رو ١٠:١٧) وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ مَلِيًّا فِي ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا كَيْ تَنْغَرِسَ فِي قُلُوبِنَا. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْمَوَاقِفِ ٱلشُّجَاعَةِ إِلَّا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا حَيًّا. (يع ٢:١٧) كَمَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ. — غل ٥:٢٢.
١٧، ١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟
١٧ لَقَدْ لَمَسَتْ أُخْتٌ حَدَثَةٌ تُدْعَى كيتي كَيْفَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلشَّجَاعَةَ. فَقَدْ عَلِمَتْ مُنْذُ صِغَرِهَا أَنَّهَا يَجِبُ أَلَّا ‹تَخْجَلَ بِٱلْبِشَارَةِ› فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَأَحَبَّتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا أَنْ تَشْهَدَ لِرُفَقَائِهَا ٱلتَّلَامِيذِ. (رو ١:١٦) فَكُلَّ سَنَةٍ، كَانَتْ تُصَمِّمُ أَنْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ، غَيْرَ أَنَّ شَجَاعَتَهَا كَانَتْ تَخُونُهَا. وَلكِنْ حِينَ غَيَّرَتْ مَدْرَسَتَهَا فِي أَوَاخِرِ سِنِي مُرَاهَقَتِهَا، قَرَّرَتْ أَنْ تُعَوِّضَ عَنْ كُلِّ ٱلْفُرَصِ ٱلَّتِي أَضَاعَتْهَا. فَصَلَّتْ كَيْ يَمْنَحَهَا ٱللّٰهُ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ وَٱلْفُرْصَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ.
١٨ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلسَّنَةِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ، طُلِبَ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ أَنْ يُعَرِّفُوا بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْوَاحِدُ تِلْوَ ٱلْآخَرِ. فَذَكَرَ عَدِيدُونَ خَلْفِيَّتَهُمُ ٱلدِّينِيَّةَ، لكِنَّهُمْ أَوْضَحُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا أَشْخَاصًا مُتَدَيِّنِينَ. إِذَّاكَ، أَدْرَكَتْ كيتي أَنَّ هذِهِ هِيَ فُرْصَتُهَا. وَلَمَّا حَانَ دَوْرُهَا، قَالَتْ دُونَ تَرَدُّدٍ: «أَنَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه، وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ مُرْشِدِي فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْأَدَبِيَّةِ». وَبَيْنَمَا هِيَ تَتَكَلَّمُ، رَاحَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ يَرْمُقُونَهَا بِنَظَرَاتٍ سَاخِرَةٍ. إِلَّا أَنَّ آخَرِينَ أَصْغَوْا بِٱهْتِمَامٍ وَطَرَحُوا عَلَيْهَا لَاحِقًا عَدَدًا مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ. حَتَّى إِنَّ أُسْتَاذَهَا أشَادَ بِجُرْأَتِهَا فِي ٱلدِّفَاعِ عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا. فَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ قَلْبَ كيتي لِأَنَّهَا تَعَلّمَتْ مِنْ شَجَاعَةِ يَسُوعَ!
أَعْرِبْ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ ٱقْتِدَاءً بِٱلْمَسِيحِ
١٩ (أ) عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ (ب) كَيْفَ نُفَرِّحُ يَهْوَه؟
١٩ كَانَ ٱلرُّسُلُ أَيْضًا يُدْرِكُونَ أَنَّ مَوَاقِفَهُمُ ٱلشُّجَاعَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نَابِعَةً مِنَ ٱلْإِيمَانِ. لِذلِكَ تَوَسَّلُوا إِلَى يَسُوعَ: «زِدْنَا إِيمَانًا». (اِقْرَأْ لوقا ١٧:٥، ٦.) وَٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْإِقْرَارِ بِوُجُودِ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يَشْمُلُ حِيَازَةَ عَلَاقَةٍ وَطِيدَةٍ بِيَهْوَه مَبْنِيَّةٍ عَلَى ٱلثِّقَةِ، تَمَامًا كَعَلَاقَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ بِأَبِيهِ ٱللَّطِيفِ وَٱلْمُحِبِّ. كَتَبَ سُلَيْمَانُ بِٱلْوَحْيِ: «يَا ٱبْنِي، إِنْ كَانَ قَلْبُكَ حَكِيمًا، يَفْرَحُ قَلْبِي أَنَا أَيْضًا. وَتَبْتَهِجُ كُلْيَتَايَ حِينَ تَتَكَلَّمُ شَفَتَاكَ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ». (ام ٢٣:١٥، ١٦) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَفْرَحُ يَهْوَه حِينَ نُدَافِعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ، وَمَعْرِفَتُنَا ذلِكَ تَزِيدُنَا شَجَاعَةً. فَلْنَقْتَدِ دَوْمًا بِمِثَالِ يَسُوعَ بِٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ شُجَاعٍ إِلَى جَانِبِ ٱلْبِرِّ!
[الحاشية]
a لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ، ٱنْظُرْ متى ٤:٤، ٧، ١٠؛ ١١:١٠؛ ٢١:١٣؛ ٢٦:٣١؛ مرقس ٩:١٣؛ ١٤:٢٧؛ لوقا ٢٤:٤٦؛ يوحنا ٦:٤٥؛ ٨:١٧.
-
-
محبة المسيح تدفعنا الى اظهار المحبةبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
مَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِ تَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ
«لَمَّا كَانَ يَسُوعُ . . . قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ، بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى». — يو ١٣:١.
١، ٢ (أ) كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا بَارِزًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ، إِذْ تَجَلَّتْ فِي مَسْلَكِ حَيَاتِهِ كُلِّهِ — تَصَرُّفَاتِهِ، كَلَامِهِ، تَعَالِيمِهِ، وَمَوْتِهِ ٱلْفِدَائِيِّ. وَحَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ، عَامَلَ يَسُوعُ ٱلَّذِينَ ٱلْتَقَاهُمْ، وَخُصُوصًا تَلَامِيذَهُ، بِكُلِّ مَحَبَّةٍ.
٢ وَمِثَالُهُ ٱلْبَارِزُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ يُشَكِّلُ مِقْيَاسًا رَفِيعًا يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِ جَمِيعُ أَتْبَاعِهِ. فَهُوَ يَدْفَعُنَا إِلَى إِظْهَارِ مَحَبَّةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلنَّاسِ، وَلَا سِيَّمَا إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ. وَسَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ شُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ مِنْ يَسُوعَ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ ٱلْأَخْطَاءَ، وَإِنْ كَانَتْ جَسِيمَةً. كَمَا أَنَّنَا سَنَرَى كَيْفَ تَحُثُّ مَحَبَّةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ عِنْدَمَا يُعَانُونَ ٱلضِّيقَاتِ وَٱلْكَوَارِثَ وَٱلْأَمْرَاضَ.
٣ كَيْفَ عَامَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ بِٱلرَّغْمِ مِنْ خَطَئِهِ ٱلْكَبِيرِ؟
٣ أَنْكَرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَسُوعَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مر ١٤:٦٦-٧٢) لكِنَّ بُطْرُسَ عَادَ، أَوْ تَابَ، كَمَا سَبَقَ وَأَنْبَأَ يَسُوعُ. فَسَامَحَهُ عَلَى خَطَئِهِ هذَا وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً. (لو ٢٢:٣٢؛ اع ٢:١٤؛ ٨:١٤-١٧؛ ١٠:٤٤، ٤٥) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ إِزَاءَ ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ أَخْطَاءً كَبِيرَةً؟
لِيَكُنْ فِيكَ مَوْقِفُ ٱلْمَسِيحِ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ
٤ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ؟
٤ إِنَّ إِحْدَى ٱلْحَالَاتِ ٱلْمُؤْلِمَةِ جِدًّا ٱلَّتِي تَدْعُو إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ هِيَ ٱلتَّعَامُلُ مَعَ ٱلَّذِينَ يَقْتَرِفُونَ أَخْطَاءً خَطِيرَةً، سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوِ ٱلْعَائِلَةِ. وَمِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّهُ كُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا مِنْ ذُرْوَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ، تَسَبَّبَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِتَدَهْوُرِ ٱلْقِيَمِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. وَمَوَاقِفُ ٱلنَّاسِ ٱلْأَدَبِيَّةُ ٱلْمُنْحَطَّةُ أَوِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱسْتِهْتَارٍ تَنْتَقِلُ إِلَى ٱلصِّغَارِ وَٱلْكِبَارِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، مُثَبِّطَةً بِٱلتَّالِي عَزْمَهُمْ عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلضَّيِّقِ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، يُفْصَلُ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ يَجْرِي تَوْبِيخُهُمْ، تَمَامًا كَمَا حَصَلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (١ كو ٥:١١-١٣؛ ١ تي ٥:٢٠) وَلكِنْ حِينَ يَتَّصِفُ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُعَالِجُونَ هذِهِ ٱلْمَسَائِلَ بِٱلْمَحَبَّةِ كَٱلْمَسِيحِ، يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوا أَثَرًا عَمِيقًا فِي ٱلْخَاطِئِ.
٥ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُعْرِبَ ٱلشُّيُوخُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ تِجَاهَ ٱلْخُطَاةِ؟
٥ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، يَلْزَمُ أَنْ يُؤَيِّدَ ٱلشُّيُوخُ مَقَايِيسَ يَهْوَه ٱلْبَارَّةَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ. وَهكَذَا، يَعْكِسُونَ وَدَاعَةَ يَهْوَه وَلُطْفَهُ وَمَحَبَّتَهُ. وَ ‹إِصْلَاحُ [ٱلْخَاطِئِ] بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ› لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلصَّعْبِ إِذَا أَعْرَبَ عَنْ تَوْبَةٍ أَصِيلَةٍ وَكَانَ بِٱلتَّالِي ‹مُنْكَسِرَ ٱلْقَلْبِ وَمُنْسَحِقَ ٱلرُّوحِ› بِسَبَبِ خَطَئِهِ. (مز ٣٤:١٨؛ غل ٦:١) وَلكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ شَخْصٍ مُتَمَرِّدٍ لَا يُبْدِي أَيَّ شُعُورٍ بِٱلنَّدَمِ؟
٦ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَهُ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْخُطَاةِ، وَلِمَاذَا؟
٦ حِينَ يَرْفُضُ ٱلْخَاطِئُ مَشُورَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَوْ يُحَاوِلُ أَنْ يُلْقِيَ ٱللَّوْمَ عَلَى غَيْرِهِ، قَدْ يَحُسُّ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْآخَرُونَ بِٱلِٱغْتِيَاظِ. وَرُبَّمَا تَدْفَعُهُمْ مَعْرِفَتُهُمْ لِلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ هذَا ٱلشَّخْصُ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱسْتِيَائِهِمْ مِنْ تَصَرُّفَاتِهِ وَمَوْقِفِهِ. إِلَّا أَنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلْغَضَبِ مُؤْذٍ وَلَا يَعْكِسُ «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ». (١ كو ٢:١٦؛ اِقْرَأْ يعقوب ١:١٩، ٢٠.) صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ وَبَّخَ ٱلْبَعْضَ فِي أَيَّامِهِ بِكُلِّ حَزْمٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَتَفَوَّهْ قَطُّ بِأَيِّ كَلَامٍ بَغِيضٍ أَوْ جَارِحٍ. (١ بط ٢:٢٣) بَلْ تَرَكَ ٱلْمَجَالَ مَفْتُوحًا أَمَامَ ٱلْخُطَاةِ لِيَتُوبُوا وَيَحْظَوْا بِرِضَى يَهْوَه مِنْ جَدِيدٍ. فَأَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي مِنْ أَجْلِهَا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْعَالَمِ هُوَ «لِيُخَلِّصَ ٱلْخُطَاةَ». — ١ تي ١:١٥.
٧، ٨ أَيُّ مَوْقِفٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهِ ٱلشُّيُوخُ عِنْدَ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟
٧ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُؤَثِّرَ مِثَالُ يَسُوعَ فِي مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلَّذِينَ يَلْزَمُ تَأْدِيبُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْقَضَائِيَّ ٱلَّذِي تُوصِي بِهِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ يَحْمِي ٱلرَّعِيَّةَ وَقَدْ يَحُثُّ ٱلْخَاطِئَ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ. (٢ كو ٢:٦-٨) وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوْبَةِ وَيَلْزَمُ فَصْلُهُمْ، يُفْرِحُنَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْهُمْ يَعُودُونَ لَاحِقًا إِلَى يَهْوَه وَجَمَاعَتِهِ. فَعِنْدَمَا يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ، يُمَهِّدُونَ ٱلطَّرِيقَ لِيُغَيِّرَ ٱلْخَاطِئُ مَوْقِفَهُ وَيَتُوبَ. فَبَعْضُ ٱلَّذِينَ يُفْصَلُونَ قَدْ لَا يَتَذَكَّرُونَ لَاحِقًا كُلَّ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱلشُّيُوخُ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ حَافَظُوا عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَعَامَلُوهُمْ بِمَحَبَّةٍ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي قَدْ يَدْفَعُهُمْ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
٨ لِذَا عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ»، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَحَبَّةِ ٱلشَّبِيهَةِ بِمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ، حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَقْبَلُ ٱلْخَاطِئُ ٱلْمَشُورَةَ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) فَيَجِبُ أَلَّا يُسَارِعُوا أَلْبَتَّةَ إِلَى طَرْدِ ٱلْخَاطِئِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ، بَلْ أَنْ يُظْهِرُوا لَهُ كَمْ يَرْغَبُونَ فِي عَوْدَتِهِ إِلَى يَهْوَه. وَهكَذَا، حِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ، كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ، سَيَكُونُ شَاكِرًا مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِهِ لِيَهْوَه وَ ‹لِلْعَطَايَا فِي رِجَالٍ› لِأَنَّهُمْ سَهَّلُوا عَلَيْهِ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. — اف ٤:٨، ١١، ١٢.
إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ
٩ اُذْكُرُوا حَادِثَةً تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِتَلَامِيذِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ.
٩ تَرِدُ فِي إِنْجِيلِ لُوقَا حَادِثَةٌ رَائِعَةٌ تُظْهِرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِشَكْلٍ عَمَلِيٍّ. كَانَ ٱلْمَسِيحُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْجُنُودَ ٱلرُّومَانَ سَيُحِيطُونَ بِمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ لِيُدَمِّرُوهَا فَيَتَعَذَّرُ بِٱلتَّالِي ٱلْهَرَبُ مِنْهَا. فَحَذَّرَ تَلَامِيذَهُ بِمَحَبَّةٍ: «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ مُعَسْكِرَةٍ، فَحِينَئِذٍ ٱعْرِفُوا أَنَّ خَرَابَهَا قَدِ ٱقْتَرَبَ». فَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا؟ لَقَدْ أَعْطَاهُمْ يَسُوعُ إِرْشَادَاتٍ مُسْبَقَةً وَاضِحَةً وَمُحَدَّدَةً، قَائِلًا: «حِينَئِذٍ لِيَبْدَإِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِٱلْهَرَبِ إِلَى ٱلْجِبَالِ، وَٱلَّذِينَ فِي وَسَطِهَا فَلْيُغَادِرُوا، وَٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلرِّيفِيَّةِ فَلَا يَدْخُلُوهَا؛ لِأَنَّ هٰذِهِ أَيَّامُ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ، لِكَيْ يَتِمَّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ». (لو ٢١:٢٠-٢٢) وَبَعْدَمَا أَحَاطَتِ ٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ بِأُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٦٦ بم وَٱنْسَحَبَتْ مِنْهَا فِي مَا بَعْدُ، عَمِلَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلطَّائِعُونَ بِمُوجِبِ تَوْجِيهَاتِهِ تِلْكَ.
١٠، ١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِعْدَادِ ‹لِلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›؟
١٠ خِلَالَ هُرُوبِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، لَزِمَهُمْ أَنْ يُظْهِرُوا مَحَبَّةً شَدِيدَةً وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ كَٱلَّتِي أَظْهَرَهَا لَهُمُ ٱلْمَسِيحُ. فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَقَسَامُوا كُلَّ مَا كَانَ مَعَهُمْ. غَيْرَ أَنَّ إِتْمَامَ نُبُوَّةِ يَسُوعَ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى دَمَارِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْقَدِيمَةِ. فَقَدْ أَنْبَأَ: «يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ، وَلَنْ يَحْدُثَ ثَانِيَةً». (مت ٢٤:١٧، ١٨، ٢١) لِذلِكَ، قَبْلَ وَأَثْنَاءَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي يَكْمُنُ أَمَامَنَا، قَدْ نُعَانِي نَحْنُ أَيْضًا ٱلشَّدَائِدَ وَنُحْرَمُ بَعْضَ حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ. لكِنَّ ٱمْتِلَاكَ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ أَثْنَاءَ هذَا ٱلضِّيقِ.
١١ فَيَلْزَمُنَا فِي ذلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنْ نَتَّبِعَ مِثَالَ يَسُوعَ بِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. نَصَحَ بُولُسُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ: «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ. لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ . . . وَلْيُعْطِكُمُ ٱللّٰهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ فِي مَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ عَيْنُهُ ٱلَّذِي كَانَ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». — رو ١٥:٢، ٣، ٥.
١٢ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَهُ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَاذَا؟
١٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، حَثَّ بُطْرُسُ — ٱلَّذِي حَظِيَ بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ — ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى تَنْمِيَةِ «مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ عَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ» وَعَلَى «إِطَاعَةِ ٱلْحَقِّ». لِذلِكَ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ ‹يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ›. (١ بط ١:٢٢) وَٱلْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى تَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَٱلضُّغُوطُ عَلَى كُلِّ شَعْبِ ٱللّٰهِ تَزْدَادُ حِدَّةً. وَيَنْبَغِي أَلَّا يَضَعَ أَحَدٌ ثِقَتَهُ فِي أَيٍّ مِنْ عَنَاصِرِ هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلزَّائِلِ، كَمَا يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنَ ٱلْأَزْمَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلنِّظَامَ ٱلْمَالِيَّ ٱلْعَالَمِيَّ. (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.) بَلْ كُلَّمَا دَنَا هذَا ٱلنِّظَامُ مِنْ نِهَايَتِهِ، صَارَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْتَرِبَ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَه وَوَاحِدُنَا إِلَى ٱلْآخَرِ، وَذلِكَ بِٱلْعَيْشِ فِي أُلْفَةٍ تَامَّةٍ مَعَ إِخْوَانِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. حَضَّنَا بُولُسُ: «لِيَحِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ. وَخُذُوا ٱلْمُبَادَرَةَ فِي إِكْرَامِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا». (رو ١٢:١٠) كَمَا شَدَّدَ بُطْرُسُ عَلَى هذِهِ ٱلنُّقْطَةِ قَائِلًا: «قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا». — ١ بط ٤:٨.
١٣-١٥ كَيْفَ أَعْرَبَ ٱلْإِخْوَةُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ؟
١٣ يُعْرَفُ شُهُودُ يَهْوَه حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِأَنَّهُمْ يُعْرِبُونَ عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلشُّهُودَ ٱلَّذِينَ تَطَوَّعُوا لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَنْ خَرَّبَتِ ٱلْعَوَاصِفُ وَٱلْأَعَاصِيرُ مَسَاحَاتٍ شَاسِعَةً جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَامَ ٢٠٠٥. فَقَدْ دَفَعَ مِثَالُ يَسُوعَ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢٠ مُتَطَوِّعٍ مِنْ عِدَّةِ بُلْدَانٍ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمَنْكُوبِينَ، مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْ كَثِيرِينَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْمُرِيحَةَ وَوَظَائِفَهُمُ ٱلْمَضْمُونَةَ.
١٤ فِي إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ مَثَلًا، غَمَرَتْ مَوْجَةٌ عَارِمَةٌ ٱرْتِفَاعُهَا ١٠ أَمْتَارٍ ٱلْيَابِسَةَ عَلَى ٱمْتِدَادِ ٨٠ كِيلُومِتْرًا. وَحِينَ ٱنْحَسَرَتِ ٱلْمِيَاهُ، كَانَ ثُلْثُ ٱلْبُيُوتِ وَٱلْمَبَانِي مُدَمَّرًا بِٱلْكَامِلِ. فَجَلَبَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ، ٱلَّذِينَ ٱمْتَلَكَ ٱلْبَعْضُ مِنْهُمُ ٱلْمَهَارَاتِ ٱللَّازِمَةَ، ٱلْمُعَدَّاتِ وَمَوَادَّ ٱلْبِنَاءِ بُغْيَةَ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ. وَثَمَّةَ أَرْمَلَتَانِ هُمَا أُخْتَانِ فِي ٱلْجَسَدِ حَزَمَتَا أَمْتِعَتَهُمَا وَقَطَعَتَا فِي شَاحِنَةٍ صَغِيرَةٍ أَكْثَرَ مِن٠٠٠ْ,٣ كِيلُومِتْرٍ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ. وَقَدْ بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ، وَلَا تَزَالُ حَتَّى ٱلْيَوْمِ تُسَاعِدُ لَجْنَةَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ وَتُوَاصِلُ خِدْمَتَهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ.
١٥ لَقَدْ رُمِّمَ وَأُعِيدَ بِنَاءُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠٠,٥ مَنْزِلٍ لِلشُّهُودِ وَغَيْرِهِمْ فِي ٱلْمِنْطَقَةِ. فَكَيْفَ شَعَرَ ٱلشُّهُودُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ حِينَ لَمَسُوا هذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْغَامِرَةَ؟ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّتِي دُمِّرَ بَيْتُهَا قَدِ ٱنْتَقَلَتْ إِلَى مَقْطُورَةٍ صَغِيرَةٍ سَقْفُهَا يَرْشَحُ مَاءً وَٱلْفُرْنُ فِيهَا مَكْسُورٌ. فَبَنَى لَهَا ٱلْإِخْوَةُ بَيْتًا بَسِيطًا وَلكِنْ مُرِيحٌ. وَبَعْدَمَا رَأَتِ ٱلْأُخْتُ بَيْتَهَا ٱلْجَدِيدَ وَٱلْجَمِيلَ، رَاحَتْ تَبْكِي تَعْبِيرًا عَنِ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَإِخْوَتِهَا. كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ ٱلْمُشَرَّدِينَ مَكَثُوا فِي ٱلْمَسَاكِنِ ٱلْمُؤَقَّتَةِ طَوَالَ سَنَةٍ أَوْ أَكْثَرَ بَعْدَمَا أُعِيدَ بِنَاءُ بُيُوتِهِمْ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَتْرُكُوا بُيُوتَهُمُ ٱلْجَدِيدَةَ لِيُقِيمَ فِيهَا عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ. فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمُوهُ فِي ٱمْتِلَاكِ مَوْقِفِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيِّ!
إِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ لِلْمَرْضَى أُسْوَةً بِٱلْمَسِيحِ
١٦، ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْمَرْضَى؟
١٦ قِلَّةٌ مِنَّا نِسْبِيًّا تَحِلُّ بِهِمْ كَارِثَةٌ طَبِيعِيَّةٌ عَنِيفَةٌ. وَلكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُوَاجِهَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَشَاكِلَ صِحِّيَّةً، سَوَاءٌ عَانَاهَا هُوَ شَخْصِيًّا أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ. فِي هذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا، يُمْكِنُنَا تَعَلُّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مَوْقِفِ يَسُوعَ ٱلْعَقْلِيِّ. فَقَدْ دَفَعَتْهُ مَحَبَّتُهُ أَنْ يُشْفِقَ عَلَى ٱلْمَرْضَى. مَثَلًا، حِينَ أَحْضَرَ إِلَيْهِ ٱلْجُمُوعُ مَرْضَاهُمْ «أَبْرَأَ كُلَّ مَنْ كَانَ بِهِ سُوءٌ». — مت ٨:١٦؛ ١٤:١٤.
١٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا يَمْلِكُونَ قُدْرَةَ يَسُوعَ عَلَى ٱلشِّفَاءِ ٱلْعَجَائِبِيِّ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَتَرَأَّفُونَ بِٱلْمَرْضَى تَمَثُّلًا بِهِ. وَكَيْفَ ذلِكَ؟ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُعْطِي ٱلشُّيُوخُ ٱلدَّلِيلَ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِمْ مَوْقِفَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْعَقْلِيَّ بِإِعْدَادِ ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَرْضَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ وِٱلْإِشْرَافِ عَلَيْهَا، مُطَبِّقِينَ ٱلْمَبْدَأَ نَفْسَهُ ٱلْوَارِدَ فِي مَتَّى ٢٥:٣٩، ٤٠.a (اِقْرَأْها.)
١٨ كَيْفَ أَعْرَبَتْ أُخْتَانِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لِأُخْتٍ أُخْرَى، وَأَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ذلِكَ؟
١٨ طَبْعًا، لَا يَقْتَصِرُ فِعْلُ ٱلصَّلَاحِ لِلْغَيْرِ عَلَى ٱلشُّيُوخِ. لَاحِظْ مَا حَدَثَ مَعَ شارلين ٱلَّتِي أُصِيبَتْ وَهِيَ فِي الـ ٤٤ مِنْ عُمْرِهَا بِٱلسَّرَطَانِ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهَا لَنْ تَعِيشَ سِوَى عَشَرَةِ أَيَّامٍ. فَإِذْ عَلِمَتِ ٱلْأُخْتَانِ شارون ونيكوليت بِحَالِهَا وَرَأَتَا ٱلْعَنَاءَ ٱلَّذِي يُكَابِدُهُ زَوْجُهَا ٱلْمُخْلِصُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِهَا، قَرَّرَتَا أَنْ تَتَفَرَّغَا كَامِلًا لِمُسَاعَدَتِهَا فِي أَيَّامِهَا ٱلْأَخِيرَةِ. وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأَيَّامَ ٱمْتَدَّتْ سِتَّةَ أَسَابِيعَ، أَظْهَرَتْ هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ مَحَبَّتَهُمَا حَتَّى مَمَاتِ شارلين. تَقُولُ شارون: «مَا أَصْعَبَ ٱلِٱعْتِنَاءَ بِشَخْصٍ تَعْرِفُ أَنَّهُ لَنْ يُشْفَى! لكِنَّ يَهْوَه أَعْطَانَا ٱلْقُوَّةَ. وَهذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ قَرَّبَتْنَا أَكْثَرَ إِلَيْهِ وَوَاحِدَتُنَا إِلَى ٱلْأُخْرَى». وَيَذْكُرُ زَوْجُ شارلين: «لَنْ أَنْسَى أَبَدًا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلْحُبِّيَّةَ وَٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ ٱلْعَزِيزَتَانِ. فَدَافِعُهُمَا ٱلْمُخْلِصُ وَمَوْقِفُهُمَا ٱلْإِيجَابِيُّ سَهَّلَا عَلَى زَوْجَتِي ٱلْأَمِينَةِ شارلين تَحَمُّلَ مِحْنَتِهَا ٱلْأَخِيرَةِ وَمَنَحَانِي ٱلدَّعْمَ ٱلْجَسَدِيَّ وَٱلْعَاطِفِيَّ ٱلَّذِي كُنْتُ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهِ. وَسَأَظَلُّ مُمْتَنًّا لَهُمَا مَا حَيِيتُ. فَتَضْحِيَتُهُمَا قَوَّتْ إِيمَانِي بِيَهْوَه وَمَحَبَّتِي لِكَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ».
١٩، ٢٠ (أ) أَيَّةُ جَوَانِبَ خَمْسَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ تَأَمَّلْنَا فِيهَا؟ (ب) عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ؟
١٩ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ، تَأَمَّلْنَا فِي خَمْسَةِ جَوَانِبَ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ وَنَاقَشْنَا كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَبَنِّي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِ وَٱلتَّمَثُّلُ بِمَسْلَكِهِ. فَلْنَكُنْ ‹وُدَعَاءَ وَمُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ› مِثْلَ يَسُوعَ. (مت ١١:٢٩) وَلْنُحَاوِلْ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ، حَتَّى حِينَ نَرَى نَقَائِصَهُمْ وَضَعَفَاتِهِمْ. وَلْنَكُنْ شُجْعَانًا فِي إِطَاعَةِ كُلِّ مَطَالِبِ يَهْوَه رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.
٢٠ وَأَخِيرًا، لِنُعْرِبْ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ كُلِّ إِخْوَتِنَا، تَمَامًا كَمَا أَظْهَرَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمَحَبَّةَ «إِلَى ٱلْمُنْتَهَى». فَهذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُحَدِّدُ هُوِيَّتَنَا أَنَّنَا أَتْبَاعٌ حَقِيقِيُّونَ لِيَسُوعَ. (يو ١٣:١، ٣٤، ٣٥) نَعَمْ، ‹لِتَسْتَمِرَّ فِيكَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ›. (عب ١٣:١) فَلَا تَتَرَاخَ! بَلِ ٱسْتَخْدِمْ حَيَاتَكَ لِتَسْبِيحِ يَهْوَه وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ! وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه سَيُبَارِكُكَ عَلَى جُهُودِكَ ٱلْمُخْلِصَةِ.
[الحاشية]
a اُنْظُرْ مَقَالَةَ «اِفْعَلُوا أَكْثَرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ: ‹اِسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›» ٱلْوَارِدَةَ فِي برج المراقبة عدد ١ حزيران (يونيو) ١٩٨٧.
-