-
الاسبوع الذي غيَّر العالمبرج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آذار (مارس)
-
-
الاسبوع الذي غيَّر العالم
«مبارك الآتي باسم الرب.» — متى ٢١:٩.
١ اي فريقين متباينين تأثرا من الاحداث في آب الماضي؟
«ثلاثة ايام كدِرة هزَّت العالم.» ففي آب ١٩٩١، شدَّدت عناوين كهذا لوسائل الاعلام على الواقع ان العالم يمكن ان يُقلَب رأسا على عقب في ايام تقريبا. حقا، كانت الايام الختامية لشهر آب الاكثر زخرا بالاحداث ليس فقط للعالم بل ايضا لفريق قال عنه يسوع: «ليسوا (جزءا) من العالم.» وهذا الفريق يُعرف اليوم بشهود يهوه. — يوحنا ١٧:١٤.
٢، ٣ (أ) كيف جرى ابراز الحرية في زَغْرِب على الرغم من غيوم الحرب؟ (ب) كيف كوفئ الايمان في أوديسا؟
٢ ان اول محفل اممي لشهود يهوه جرى التخطيط له على الاطلاق ليوڠوسلاڤيا كان قد حُدد موعده من ١٦ الى ١٨ آب. وكما تبيَّن، كان ايضا اول محفل كبير لشعب يهوه ضمن امة على شفير حرب اهلية. والشهود المحليون، مع متطوعين من بلدان مجاورة، كانوا قد عملوا لمدة شهرين في تجديد كامل لملعب هاسك ڠرَدانسكي لكرة القدم في زَغْرِب. فكان نظيفا تماما، موقعا مثاليا لمحفل «محبو الحرية الالهية.» وآلاف المندوبين من كل الامم خططوا للحضور، بمن فيهم ٦٠٠ من الولايات المتحدة. واذ تلبدت غيوم الحرب الاهلية، سرت الاشاعة: «لن يأتي الاميركيون ابدا.» ولكنهم اتَوا، مع مندوبين من بلدان عديدة اخرى. وجرى توقع حضور من ٠٠٠,١٠، ولكنَّ ٦٨٤,١٤ كانوا في الملعب في اليوم الاخير! وبورك الجميع بسخاء لانهم لم ‹يتركوا اجتماعهم.› — عبرانيين ١٠:٢٥.
٣ وفي اثناء الثلاثة الايام عَقِب محفل زَغْرِب، نُفِّذ انقلاب فاشل في الاتحاد السوڤياتي. وفي هذا الوقت، كان محبو الحرية الالهية يقومون بالاستعدادات النهائية لمحفلهم في أوديسا في اوكرانيا. فهل كان يمكن ان يُعقد المحفل؟ بايمان قوي اضاف الاخوة اللمسات الاخيرة الى التجديد الكامل للملعب، واستمر المندوبون في المجيء. وكما لو انه بعجيبة، انتهى الانقلاب. وعُقد محفل مبهج في ٢٤ و ٢٥ آب، بحضور ١١٥,١٢ واعتماد ٩٤٣,١ — ١٦ في المئة من ذروة الحضور! واولئك الشهود الجدد، مع المحافظين على الاستقامة لزمن طويل، ابتهجوا بمجيئهم الى ذلك المحفل بثقة تامة بيهوه. — امثال ٣:٥، ٦.
٤ اي نموذج رسمه يسوع كان يتبعه الشهود في اوروپا الشرقية؟
٤ وهؤلاء الشهود الامناء كانوا يتبعون النموذج الذي رسمه مثالنا، يسوع المسيح. فهو لم يهمل قط حضور الاعياد التي امر بها يهوه، حتى عندما كان اليهود يطلبون ان يقتلوه. وعندما وصل الى اورشليم من اجل فصحه الاخير، كان هؤلاء يقفون هنا وهناك في الهيكل ويسألون: «ماذا تظنون. هل هو لا يأتي الى العيد.» (يوحنا ١١:٥٦) ولكنه اتى! وأعدَّ ذلك الطريق لاسبوع بلغ ذروته في تحوُّل مجرى التاريخ البشري. فهل نراجع الآن بعضا من النقاط البارزة لذلك الاسبوع — ٨ الى ١٤ نيسان قمري في التقويم اليهودي؟
٨ نيسان قمري
٥ اي شيء كان يسوع مدركا اياه فيما كان يسافر الى بيت عنيا في ٨ نيسان قمري سنة ٣٣ بم؟
٥ في هذا اليوم يصل يسوع وتلاميذه الى بيت عنيا. وهنا يقضي يسوع ست ليالٍ في بيت صديقه الحبيب لِعازر، الذي أقامه حديثا من الاموات. فبيت عنيا على مقربة من اورشليم. وعلى انفراد، كان يسوع قد اعلم تلاميذه: «ها نحن صاعدون الى اورشليم وابن الانسان يُسلَّم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت. ويسلِّمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه. وفي اليوم الثالث يقوم.» (متى ٢٠:١٨، ١٩) ويسوع يُدرك كاملا انه لا بد ان يواجه الآن تجارب أليمة. ولكن، فيما يقترب وقت الامتحان الاعظم هذا، يبذل كل جهد في خدمة اخوته بمحبة. فليكن فيكم دائما «هذا (الموقف العقلي) الذي في المسيح يسوع.» — فيلبي ٢:١-٥؛ ١ يوحنا ٣:١٦.
٩ نيسان قمري
٦ في مساء ٩ نيسان قمري، ماذا فعلت مريم، وماذا قال يسوع ليهوذا؟
٦ عَقِب غروب الشمس، فيما يبدأ ٩ نيسان قمري، يتمتع يسوع بوجبة طعام في بيت سمعان الابرص سابقا. وهنا تسكب مريم اخت لِعازر طيبا كثير الثمن على رأس وقدمَي يسوع وبتواضع تمسح قدميه بشعرها. وعندما يعترض يهوذا، يقول يسوع: «اتركوها. انها ليوم تكفيني قد حفظته.» واذ يسمعون ان العديد من اليهود يذهبون الى بيت عنيا ويؤمنون بيسوع، يدبر رؤساء الكهنة مكيدة ليقتلوه ولِعازر. — يوحنا ١٢:١-٧.
٧ في صباح ٩ نيسان قمري، كيف كُرِّم اسم يهوه، وبماذا انبأ يسوع مسبقا؟
٧ وباكرا في الصباح، يبدأ يسوع رحلة الى اورشليم. فتخرج الجموع للقائه، ملوِّحة بسعوف النخل وصارخة: «أُوصنَّا مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل.» ثم يتمِّم يسوع النبوة في زكريا ٩:٩ بالركوب على حمار الى المدينة. وفيما هو يقترب من اورشليم، يبكي عليها، اذ ينبئ مسبقا بأن الرومان سيحيطون بها بمترسة ويدمِّرونها تماما — نبوة سيكون لها اتمام مدهش بعد ٣٧ سنة. (وذلك ينذر ايضا بالشر العالم المسيحي، الذي ارتدَّ على غرار اورشليم القديمة.) والحكام اليهود لا يريدون يسوع ملكا عليهم. وبغضب يصرخون: «انظروا. هوذا العالم قد ذهب وراءه.» — يوحنا ١٢:١٣، ١٩.
١٠ نيسان قمري
٨ في ١٠ نيسان قمري، كيف اظهر يسوع الاحترام العميق لبيت صلاة يهوه، وماذا تبع ذلك؟
٨ يزور يسوع ثانية الهيكل. وللمرَّة الثانية، يُخرج الباعة والصيارفة الجشعين. فالروح التجارية — «محبة المال» — لا يجب ان تسود في بيت صلاة يهوه! (١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠) ويسوع يوشك ان يموت. فيستخدم زرع بزرة لايضاح ذلك. فالبزرة الاصلية تموت، لكنها تنبت لانتاج ساق يحمل وفرة من الحبوب. وعلى نحو مشابه، سيُنتج موت يسوع الحياة الابدية للحشود التي تمارس الايمان به. واذ يضطرب بسبب فكرة موته القريب، يصلِّي يسوع ان يتمجَّد بذلك اسم ابيه. وفي الاستجابة، يرعد صوت اللّٰه من السماء ليسمع جميع الحاضرين: «مجَّدت وامجِّد ايضا.» — يوحنا ١٢:٢٧، ٢٨.
١١ نيسان قمري — يوم نشاط
٩ (أ) باكرا في يوم ١١ نيسان قمري، كيف استخدم يسوع الايضاحات في ادانة اليهود المرتدّين؟ (ب) انسجاما مع مثل يسوع، مَن فاتتهم فرصة عظيمة؟
٩ يغادر يسوع وتلاميذه ثانية بيت عنيا من اجل يوم كامل من النشاط. ويستخدم يسوع ثلاثة ايضاحات ليظهر سبب ادانة الشعب اليهودي المرتد. وكان قد لعن شجرة تين غير مثمرة، وحالتها اليابسة الآن تصوِّر الامة اليهودية العديمة الايمان والثمر. واذ يدخل الهيكل، يصف كيف ان كرَّامي سيد الكرم العديمي الاستحقاق يقتلون اخيرا ايضا ابن السيد ووريثه — مما يرمز الى خيانة اليهود وديعتهم من يهوه، التي ستبلغ ذروتها بقتلهم يسوع. وهو يصف وليمة عرس أعدَّها ملك — يهوه — استعفى بأنانية ضيوفُه المدعوون (اليهود) من الحضور. ولذلك تتَّجه الدعوة الى الغرباء — الامم — الذين يتجاوب البعض منهم. ولكنَّ الانسان الذي يوجد بدون لباس العرس يُطرح خارجا. وهو يمثِّل المسيحيين الزائفين للعالم المسيحي. وكثيرون من اليهود في ايام يسوع جرت دعوتهم، ‹لكنَّ قليلين انتُخبوا› ليكونوا بين المختومين الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين يرثون الملكوت السماوي. — متى ٢٢:١٤؛ رؤيا ٧:٤.
١٠-١٢ (أ) لماذا عنَّف يسوع رجال الدين اليهود، وأيُّ تشهير لاذع كوَّمه على اولئك المرائين؟ (ب) كيف نُفِّذت الدينونة اخيرا في الشعب اليهودي المرتد؟
١٠ يطلب رجال الدين اليهود المراؤون فرصة للامساك بيسوع، لكنه يجيب عن عدد من اسئلتهم الخادعة ويربكهم امام الشعب. يا لأولئك اليهود الدينيين الخونة! كم يعنِّفهم يسوع بقسوة! فهم يتوقون الى البروز، اللباس المميَّز، والالقاب الطنَّانة، مثل «رابّي» و«اب،» ككثيرين من رجال الدين في يومنا. ويذكر يسوع القاعدة: «من يرفع نفسه يتَّضع ومن يضع نفسه يرتفع.» — متى ٢٣:١٢.
١١ يشهِّر يسوع بصورة لاذعة اولئك القادة الدينيين. ويعلن سبع مرات: «ويل لكم،» داعيا اياهم قادة عميانا ومرائين. وكلَّ مرة يقدِّم سببا واضحا للادانة. فهم يسدُّون المدخل الى ملكوت السموات. وعندما يوقعون دخيلا في شرك، يصير ابنا لجهنَّا مضاعَفا، اذ يكون على الارجح الآن في الطريق الى الهلاك بسبب خطية جسيمة او تعصُّب سابقَين. «أيُّها الجهَّال والعميان،» يعلن يسوع، لأن الفريسيين يركِّزون على ذهب الهيكل عوضا عن المحافظة على العبادة النقية هناك. وهم يتجاهلون العدل، الرحمة، والايمان فيما يدفعون العشر من النعنع، الشِّبث، والكمُّون المشتهاة، ولكن يتجاهلون أثقل الناموس. والغسل الشعائري لن يزيل ابدا نجاستهم الداخلية — وانما قلب مطهَّر بالايمان بذبيحة يسوع المقبلة يمكن ان ينجز ذلك. ورياؤُهم واثمهم الداخليان يناقضان ايَّ مظهر خارجي ‹مبيَّض.› — متى ٢٣:١٣-٢٩.
١٢ نعم، في الواقع ويل للفريسيين، «ابناء قتلة الانبياء» القدماء حقا! انهم حيَّات، اولاد الافاعي، محكوم عليهم بجهنَّا، لانهم لن يقتلوا يسوع فحسب بل ايضا اولئك الذين يرسلهم. وهذه الدينونة ستُجرى «على هذا الجيل.» وفي الاتمام، دُمرت اورشليم تماما بعد ٣٧ سنة. — متى ٢٣:٣٠-٣٦.
١٣ تعليقات يسوع على تبرعات الهيكل تنعكس في اية حالات اليوم؟
١٣ وقبل مغادرة الهيكل، يتكلم يسوع بمدح عن ارملة مسكينة تلقي في الخزانة فَلسَيْن — «كل المعيشة التي لها.» انه في الواقع تباين مع الاغنياء الجشعين، الذين يلقون فقط تبرعات رمزية! وكهذه الارملة المسكينة، يضحّي شهود يهوه اليوم طوعا بالوقت، الطاقة، والموارد المالية لدعم وتوسيع عمل الملكوت العالمي. وكم يختلفون عن مبشِّري التلفزيون الفاسدين ادبيا الذين يسلبون رعاياهم ويبنون امبراطوريات من الغنى الشخصي! — لوقا ٢٠:٤٥–٢١:٤.
فيما يقترب ١١ نيسان قمري من نهايته
١٤ أيُّ حزن عبَّر عنه يسوع، وكيف اجاب عن سؤال تلاميذه الاضافي؟
١٤ يبكي يسوع على اورشليم وشعبها ويعلن: «لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب.» (متى ٢٣:٣٧-٣٩) ولاحقا عندما يجلسون على جبل الزيتون، يسأل تلاميذُه الاحماء عن ذلك، وفي الاجابة يصف يسوع العلامة التي ستسم حضوره في سلطة الملكوت واختتام نظام اشياء الشيطان الشرير. — متى ٢٤:١–٢٥:٤٦؛ مرقس ١٣:١-٣٧؛ لوقا ٢١:٥-٣٦.
١٥ اية علامة اعطاها يسوع بشأن حضوره للدينونة، ومنذ متى يجري اتمامها؟
١٥ واذ يشير الى دينونة يهوه التي ستُنفَّذ في الهيكل، يدلُّ يسوع ان ذلك يرمز الى حوادث مأساوية مستقبلية عند اختتام كامل نظام الاشياء. ووقت حضوره هذا سيكون موسوما بنشوب حرب على نطاق لم يسبق له مثيل، بالاضافة الى المجاعات، الزلازل، والاوبئة، مع عدم المحبة والاثم. وكم يصحُّ ذلك في عالم قرننا الـ ٢٠ منذ السنة ١٩١٤!
١٦، ١٧ اية تطورات عالمية وصفها يسوع، وكيف يجب ان يتجاوب المسيحيون مع النبوة؟
١٦ والذروة سيجري بلوغها في «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» وبما ان ذلك سيكون مدمرا كالطوفان في ايام نوح، يحذِّر يسوع من الصيرورة منهمكين في المساعي العالمية. «اسهروا اذًا لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم.» وكم يمكن ان نكون سعداء ان يعيِّن السيِّدُ «العبد الامين الحكيم» الممسوح لاعلان التحذير ولتزويد الطعام الروحي الوافر ليوم حضوره هذا! — متى ٢٤:٢١، ٤٢، ٤٥-٤٧.
١٧ وفي قرننا الـ ٢٠، نرى «على الارض كرب امم بحيرة . . . والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.» ولكنَّ يسوع يقول لنا: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.» ويحذِّرنا: «احترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ.» وبالسهر فقط يمكننا ان نقف مقبولين امام يسوع، «ابن الانسان،» عند حضوره. — لوقا ٢١:٢٥-٢٨، ٣٤-٣٦.
١٨ اي تشجيع يمكن ان نناله من ايضاحي يسوع للعشر عذارى والوزنات؟
١٨ وفي ختام عرضه البارع للحوادث العصرية، يقدِّم يسوع ثلاثة ايضاحات. اولا، في مثل العشر عذارى، يشدِّد ثانية على الحاجة الى ‹السهر.› ثم، في ايضاح العبيد والوزنات، يظهر كيف يُكافَأ الاجتهاد بالدعوة الى ‹الدخول الى فرح السيِّد.› والمسيحيون الممسوحون، الذين يُرمز اليهم في هذين المثلين، وكذلك الخراف الأُخر يمكن ان ينالوا الكثير من التشجيع من هذين الوصفين الحيَّين. — متى ٢٥:١-٣٠.
١٩، ٢٠ اية علاقة عصرية مبهجة تُصوَّر في ايضاح يسوع للخراف والجداء؟
١٩ والايضاح الثالث يشير الى حضور يسوع في سلطة الملكوت بعد ان يجيء ليجلس على عرشه السماوي المجيد. انه الوقت لمحاكمة الامم وفرز شعوب الارض الى فريقين، احدهما يتألَّف من الاشخاص المشبهين بالخراف الودعاء والآخر من الاشخاص المشبهين بالجداء العُنُد. والخراف يبذلون جهدا اضافيا ليُظهروا الدعم لاخوة الملك — الممسوحين الباقين على الارض في هذا الوقت من نهاية العالم. وهؤلاء الخراف يُكافأون بالحياة، في حين ان الجداء العديمي التقدير يذهبون الى هلاك ابدي. — متى ٢٥:٣١-٤٦.
٢٠ ويا للعلاقة الرائعة التي نراها بين الخراف الأُخر واخوة الملك عند اختتام نظام الاشياء هذا! فعلى الرغم من ان البقية الممسوحة تتحمل مسؤولية العمل عند بدء حضور الملك، إلا ان الملايين من الخراف الأُخر الغيورين يؤلِّفون الآن ٨,٩٩ في المئة من خدام اللّٰه على الارض. (يوحنا ١٠:١٦) وهم ايضا يُظهرون انهم مستعدون لاحتمال ‹الجوع، العطش، العري، المرض، والحبس› كرفقاء للممسوحين المحافظين على الاستقامة.a
١٢ نيسان قمري
٢١ ماذا كان يتقدَّم بزخم في ١٢ نيسان قمري، وكيف؟
٢١ الخطة لقتل يسوع تتقدَّم بزخم. ويزور يهوذا رؤساء الكهنة في الهيكل، متَّفقا على خيانة يسوع مقابل ٣٠ قطعة من الفضة. وحتى ذلك كان قد جرى التنبؤ عنه. — زكريا ١١:١٢.
١٣ نيسان قمري
٢٢ اي استعداد صُنع في ١٣ نيسان قمري؟
٢٢ ويسوع الذي يبقى في بيت عنيا، على الارجح للصلاة والتأمل، يرسل تلاميذه الى اورشليم لتحديد موقع «فلان.» وفي بيت هذا الرجل، في عليَّة كبيرة، يعدُّون الفصح. (متى ٢٦:١٧-١٩) واذ تغرب الشمس في ١٣ نيسان قمري، ينضم يسوع اليهم هناك من اجل الاحتفال الاكثر اهمية في كل التاريخ. فماذا سيحدث الآن في ١٤ نيسان قمري؟ ان مقالتنا التالية ستخبر بذلك.
[الحاشية]
a ان المقالة التالية تساعدنا الى حد ابعد على تقدير العلاقة الحميمة بين القطيع الصغير الممسوح والخراف الأُخر.
-
-
اليوم الذي يجب ذكرهبرج المراقبة ١٩٩٢ | ١ آذار (مارس)
-
-
اليوم الذي يجب ذكره
«قد كلَّمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم.» — يوحنا ١٦:٣٣.
١، ٢ اي يوم واحد في التاريخ يكون بارزا بالنسبة الى كل الايام الاخرى، ولماذا؟
للعالم اليوم الكثير ليقوله عن السلام. فعند نهاية الحرب العالمية الثانية، اقترن السلام بيوم انتصار القوات الحليفة في اوروپا ويوم انتصار القوات الحليفة على اليابان.a وكل سنة، يجعل عيد الميلاد الناس يفكِّرون في ‹السلام على الارض.› (لوقا ٢:١٤) ولكن هنالك يوم واحد في كامل التاريخ البشري يكون بارزا بالنسبة الى كل الايام الاخرى. انه اليوم الذي قال فيه يسوع المسيح الكلمات المقتبسة اعلاه. ومن بين مليونين واكثر من الايام التي وُجد فيها الجنس البشري هنا على الارض، انه اليوم الواحد الذي غيَّر تماما مسلك الجنس البشري من اجل خيره الابدي.
٢ وهذا اليوم البالغ الاهمية كان ١٤ نيسان قمري في التقويم اليهودي. وفي السنة ٣٣ لعصرنا الميلادي، بدأ ١٤ نيسان قمري عند غروب الشمس في ١ نيسان. فلنتأمل في حوادث ذلك اليوم المهم جدا.
١٤ نيسان قمري!
٣ كيف استفاد يسوع من هذه الساعات الاخيرة؟
٣ فيما يحلُّ الغسق، يضيء على الارجح بدر جميل كمذكِّر بأن يهوه يحدِّد الازمنة والاوقات. (اعمال ١:٧) وما الذي يحدث في تلك العليَّة حيث اجتمع يسوع ورسله الـ ١٢ للاحتفال بفصح اليهود السنوي؟ اذ يستعد يسوع ‹لينتقل من هذا العالم الى الآب يظهر محبته لخاصته الى المنتهى.› (يوحنا ١٣:١) فكيف يقوم بذلك؟ بكلمة الفم وبالمثال، يستمر يسوع في غرس صفات في تلاميذه تساعدهم ان يغلبوا العالم.
لبس الاتضاع والمحبة
٤ (أ) كيف اعرب يسوع لتلاميذه عن صفة اساسية؟ (ب) كيف نعرف ان بطرس تعلَّم اهمية الاتضاع؟
٤ يلزم الرسل ان يتخلصوا بعدُ من مقدار من الحسد والافتخار المتَّسمَين بالطموح. لذلك يتَّزر يسوع بمنشفة ويشرع في غسل ارجلهم. وذلك ليس اعرابا عن اتضاع زائف، كما يمثِّل بابا العالم المسيحي في روما كل سنة. كلا، حقا! فالاتضاع الحقيقي هو بذل للذات ينبع من ‹تواضع عقلي يحسب الآخرين اسمى.› (فيلبي ٢:٢-٥) وفي البداية، لم يفهم بطرس النقطة، رافضا ان يدع يسوع يغسل رجليه. وعند تقويمه، يطلب من يسوع ان يغسل كامل جسمه. (يوحنا ١٣:١-١٠) ولكن، لا بد ان بطرس تعلَّم الدرس. فبعد سنوات، نجده يقدِّم مشورة للآخرين بصورة لائقة. (١ بطرس ٣:٨، ٩؛ ٥:٥) فكم من المهم اليوم ان نخدم جميعنا المسيح باتضاع! — انظروا ايضا امثال ٢٢:٤؛ متى ٢٣:٨-١٢.
٥ اية وصية من يسوع اظهرت اهمية صفة اساسية اضافية؟
٥ واحدٌ من الـ ١٢ لم يستفِد من مشورة يسوع. انه يهوذا الاسخريوطي. ففيما يستمر عشاء الفصح، يصير يسوع مضطربا بالروح، ويحدِّد هوية يهوذا بصفته مسلِّمه، ويصرفه. ويكون بعد ذلك فقط انَّ يسوع يقول لتلاميذه الامناء الـ ١١: «وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا. بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.» (يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥) انها حقا وصية جديدة، اوضحها مثال يسوع الفائق الخاص! وفيما تقترب الساعة لموته الفدائي، يعرب يسوع عن محبة بارزة. ويستخدم كل دقيقة ثمينة ليعلِّم ويشجع اولئك التلاميذ. ولاحقا، يشدد على اهمية المحبة، قائلا: «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه.» — يوحنا ١٥:١٢، ١٣.
«الطريق والحق والحياة»
٦ اي هدف يُبقيه يسوع امام تلاميذه الاحماء؟
٦ يقول يسوع للامناء الـ ١١: «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون باللّٰه فآمنوا بي. في بيت ابي منازل كثيرة. وإلا فإني كنت قد قلت لكم. انا امضي لأعدَّ لكم مكانا.» (يوحنا ١٤:١، ٢) وهذا المكان سيكون في «ملكوت السموات.» (متى ٧:٢١) ويذكر يسوع كيف ان هذا الفريق الحميم من التلاميذ الاولياء يمكن ان يبلغوا هدفهم. فيقول: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الآب إلا بي.» (يوحنا ١٤:٦) وينطبق ذلك ايضا على افراد الجنس البشري الذين ينالون الحياة الابدية على الارض. — رؤيا ٧:٩، ١٠؛ ٢١:١-٤.
٧-٩ لماذا وصف يسوع نفسه بـ «الطريق والحق والحياة»؟
٧ يسوع هو «الطريق.» والاقتراب الواحد والوحيد الى اللّٰه في الصلاة هو بواسطة يسوع المسيح. ويسوع نفسه يؤكد لتلاميذه ان الآب يعطيهم مهما طلبوا باسم يسوع. (يوحنا ١٥:١٦) والصلوات الموجَّهة الى الايقونات او «القديسين» الدينيين او المُفعمة بالسلام المريمي والترتيل التكراري — ولا واحدة منها مسموعة او مقبولة من الآب. (متى ٦:٥-٨) وعلاوة على ذلك، في ما يتعلق بيسوع، نقرأ في الاعمال ٤:١٢: «ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.»
٨ ويسوع هو «الحق.» فقد ذكر عنه الرسول يوحنا: «الكلمة صار جسدا وحلَّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.» (يوحنا ١:١٤) وصار يسوع الحق لمئات النبوات في الاسفار العبرانية باتمامها. (٢ كورنثوس ١:٢٠؛ رؤيا ١٩:١٠) وجعل الحق معروفا في التحدث الى تلاميذه والجموع الذين أَصغوا، في جداله رجال الدين المرائين، وبمثاله الحي.
٩ ويسوع هو «الحياة.» فبصفته ابن اللّٰه، قال يسوع: «الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب اللّٰه.» والايمان الذي يُمارَس بذبيحة يسوع يقود الى حياة ابدية — حياة خالدة في السماء لِـ «القطيع الصغير» من المسيحيين الممسوحين وحياة ابدية على ارض فردوسية لجمع كثير من ‹الخراف الأُخر.› — لوقا ١٢:٣٢؛ ٢٣:٤٣؛ يوحنا ١٠:١٦.
احتمال الاضطهاد
١٠ لماذا يلزم ان ‹نغلب العالم،› وأي تشجيع اعطاه يسوع من هذا القبيل؟
١٠ وأولئك الذين يرجون ان يعيشوا في نظام يهوه الجديد لا بد ان يصارعوا عالما «قد وُضع في الشرير،» الشيطان ابليس. (١ يوحنا ٥:١٩) اذًا، كم تكون مشجعة كلمات يسوع في يوحنا ١٥:١٧-١٩! فهو يعلن: «بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا. إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.» والمسيحيون الحقيقيون يُبغَضون الى هذه السنة ١٩٩٢، وكم نبتهج بالامثلة الرائعة لاولئك الذين يستمرون في الثبات، واجدين بتواضع القوة تحت يد اللّٰه القوية! (١ بطرس ٥:٦-١٠) ويمكننا جميعا ان نحتمل التجارب بممارسة الايمان بيسوع، الذي يختم مناقشته بهذه الكلمات المبهجة للقلب: «في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. انا قد غلبت العالم.» — يوحنا ١٦:٣٣.
ادخال العهد الجديد
١١ ماذا تنبأ ارميا عنه بشأن عهد جديد؟
١١ في اثناء تلك الامسية، بعد ان اقترب احتفال الفصح من نهايته، يتكلم يسوع عن عهد جديد. والنبي ارميا انبأ مسبقا بذلك قبل قرون، قائلا: «ها ايام تأتي يقول الرب وأقطع مع بيت اسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا . . . اجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا . . . اصفح عن اثمهم ولا اذكر خطيتهم بعدُ.» (ارميا ٣١:٣١-٣٤) وفي ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ بم، يجب تقديم الفدية التي تجعل هذا العهد الجديد ساري المفعول!
١٢ كيف اسس يسوع العهد الجديد، وماذا يُنجز؟
١٢ يخبر يسوع الامناء الـ ١١ انه شهوة اشتهى ان يأكل هذا الفصح معهم. ثم يأخذ خبزا، يشكر، يكسِّر، ويعطيهم، قائلا: «هذا هو جسدي الذي يُبذَل عنكم. اِصنعوا هذا لذكري.» وبالطريقة عينها، يمرِّر كأسا من الخمر الحمراء لهم، قائلا: «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفَك عنكم.» (لوقا ٢٢:١٥، ١٩، ٢٠) والعهد الجديد يُجعَل نافذا ‹بالدم الكريم› ليسوع، ذي القيمة الاكبر بكثير من دم الحيوانات المرشوش في تثبيت عهد الناموس للاسرائيليين! (١ بطرس ١:١٩؛ عبرانيين ٩:١٣، ١٤) والذين يُدخَلون في العهد الجديد يتمتعون بالغفران الكامل للخطايا. ولذلك يمكن ان يؤهَّلوا ليصيروا من الـ ٠٠٠,١٤٤، الذين ينالون ميراثا ابديا بصفتهم اسرائيل الروحي. — غلاطية ٦:١٦؛ عبرانيين ٩:١٥-١٨؛ ١٣:٢٠؛ رؤيا ١٤:١ .
«لذكري»
١٣ (أ) في اي امر يجب ان نتأمل في وقت الذكرى؟ (ب) مَن فقط يجب ان يتناولوا من الرمزين، ولماذا؟
١٣ تحلُّ الذكرى السنوية الـ ٩٦٠,١ لموت يسوع في ١٧ نيسان ١٩٩٢. واذ يقترب هذا التاريخ، يحسن بنا ان نتأمل في كل ما تنجزه ذبيحة يسوع الكاملة. وهذا الترتيب يرفِّع حكمة يهوه ومحبته العميقة للجنس البشري. واستقامة يسوع الكاملة، حتى الى موت أليم، تُبرِّئ يهوه من تعيير الشيطان بأن خليقته البشرية فيها عيب وستفشل تحت الامتحان. (أيوب ١:٨-١١؛ أمثال ٢٧:١١) وبدمه الفدائي، يصير يسوع وسيط العهد الجديد، وسيلة يهوه لاختيار «جنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء.» وفيما لا يزالون على الارض، فإن هؤلاء ‹يخبرون بفضائل› الههم، يهوه، الذي ‹دعاهم من الظلمة الى نوره العجيب.› (١ بطرس ٢:٩؛ قارنوا خروج ١٩:٥، ٦.) وبلياقة، يتناولون وحدهم من رمزَي الذكرى كل سنة.
١٤ كيف يجري إغناء الملايين من المشاهدين؟
١٤ وفي ذكرى السنة الماضية، حضر ١٥٨,٦٥٠,١٠ حول الارض، ولكن بين هؤلاء ٨٥٠,٨ فقط — اقل من عُشر الـ ١ في المئة تناولوا من الرمزين. اذًا، اية فائدة هنالك من هذا الاحتفال للملايين من المشاهدين؟ الفائدة العظمى! فمع انهم لا يتناولون، يجري إغناؤهم روحيا بهذا الاقتران بالاخوَّة العالمية الواسعة، اذ يسمعون كل الامور الرائعة التي يُنجزها يهوه بواسطة ذبيحة ابنه.
١٥ كيف يستفيد الآخرون غير الممسوحين من ذبيحة يسوع؟
١٥ وإضافة الى ذلك، يخبرنا الرسول في ١ يوحنا ٢:١، ٢: «لنا شفيع عند الآب يسوعُ المسيحُ البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا.» نعم، ان ذبيحة يسوع، فيما تفيد اولا صف يوحنا الجاري ادخاله في العهد الجديد، تزوِّد ايضا الغفران لخطايا «كل العالم.» انها «كفارة» لخطايا كل الآخرين من عالم الجنس البشري الذين يمارسون الايمان بدم يسوع المسفوك، الذي يتيح لهم الامل السعيد بالحياة الابدية على ارض فردوسية. — متى ٢٠:٢٨.
«في ملكوت ابي»
١٦ (أ) في ماذا يَظهر ان يسوع وورثته المعاونين يشتركون الآن؟ (ب) ماذا يُتطلَّب اليوم من البقية الممسوحة والجمع الكثير على السواء؟
١٦ اذ يستمر في تشجيع رسله، يشير يسوع الى اليوم الذي سيشرب فيه بطريقة رمزية نتاج الكرمة جديدا مع تلاميذه في ملكوت ابيه. (متى ٢٦:٢٩) فيخبرهم: «انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وأنا (اصنع عهدا معكم، كما صنع ابي عهدا معي، لملكوت). لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسيَّ تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.» (لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) وبما ان يسوع اخذ سلطة الملكوت في السموات في السنة ١٩١٤، يمكن ان نستنتج ان العدد الاكبر من الورثة المعاونين ليسوع، المجموعين طوال القرون، قد أُقيموا ‹ليجلسوا على كراسيَّ› معه. (١ تسالونيكي ٤:١٥، ١٦) ويقترب اليوم بسرعة لكي يطلق الملائكة «اربع رياح» الضيقة العظيمة! وبحلول ذلك الوقت، يكون ختم الـ ٠٠٠,١٤٤ لاسرائيل الروحي وتجميع الملايين من الجمع الكثير قد انتهيا. وجميع هؤلاء يجب ان يحافظوا على الاستقامة، كما فعل يسوع، لكي ينالوا جائزة الحياة الابدية. — رؤيا ٢:١٠؛ ٧:١-٤، ٩، ١٤.
١٧ والاطار. (أ) اذا رُفض احد الممسوحين بصفته عديم الولاء، مَن منطقيا يمكن ان يحلَّ محله؟ (ب) اي ضوء مثير للاهتمام ألقته مقالات برج المراقبة في سنة ١٩٣٨ على البناء والتوسع اللاحق للهيئة الثيوقراطية على الارض؟
١٧ وماذا اذا فشل بعض الممسوحين في ان يكونوا محافظين على الاستقامة؟ في هذه الساعة المتأخرة، سيكون عدد مثل هؤلاء العديمي الولاء دون شك قليلا. ومنطقيا، سيكون ايُّ بديل، لا من بين المعتمدين حديثا، ولكن من بين اولئك الذين ثبتوا مع يسوع في تجاربه طوال سنوات كثيرة من الخدمة الامينة. والومضات المشرقة للنور الروحي التي جرت رؤيتها في برج المراقبة في عشرينات وثلاثينات الـ ١٩٠٠ تدل على ان تجميع البقية من الممسوحين كان تقريبا منتهيا في اثناء تلك الفترة. ومنذ ذلك الحين يملك اولئك الذين ‹يغسِّلون ثيابهم ويبيِّضون ثيابهم في دم الخروف› رجاء مفرحا مختلفا. وبواسطة المسيح، يقتادهم روح يهوه الى «ينابيع ماء حية» في الارض الفردوسية. — رؤيا ٧:١٠، ١٤، ١٧.
الصلاة الاكثر حرارة
١٨ اية دروس فعَّالة نتعلمها من صلاة يسوع في يوحنا الاصحاح ١٧؟
١٨ يختم يسوع اجتماع الذكرى مع تلاميذه بتقديم الصلاة الحارة المسجلة في يوحنا ١٧:١-٢٦. فيصلّي اولا ان يمجِّده ابوه فيما يحافظ على الاستقامة الى النهاية. وبهذه الطريقة يتمجَّد يهوه ايضا، اذ يتقدس اسمه — يتبرأ من كل تعيير. ذلك لأن يسوع الانسان الكامل في الواقع يبرهن فعلا ان خليقة اللّٰه البشرية يمكن ان تكون بلا عيب، حتى تحت الامتحان الاقسى. (تثنية ٣٢:٤، ٥؛ عبرانيين ٤:١٥) وعلاوة على ذلك، يتيح موت يسوع الفدائي فرصة كبيرة لذرية آدم. يقول يسوع: «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.» وكم يكون ضروريا اكتساب المعرفة الدقيقة عن يهوه اللّٰه وابنه، حمل اللّٰه، الذي بذل حياته من اجل تبرئة يهوه وخلاص الجنس البشري! (يوحنا ١:٢٩؛ ١ بطرس ٢:٢٢-٢٥) فهل تقدِّرون هذه الذبيحة الاكثر اتساما بالمحبة الى حد نذر نفسكم كلها ليهوه وخدمته الثمينة؟
١٩ كيف يمكن للبقية والجمع الكثير ان يتمتعوا بالوحدة الثمينة؟
١٩ وعلاوة على ذلك، يصلّي يسوع الى ابيه القدوس ان يحفظ تلاميذه فيما يبرهنون انهم ليسوا جزءا من العالم، يلتصقون بكلمته بصفتها الحق، ويحافظون على الاتحاد الثمين بالآب والابن. أَفلَمْ تُستجَب هذه الصلاة على نحو رائع الى هذا اليوم الحاضر اذ تخدم البقية الممسوحة والجمع الكثير معا باتحاد في رُبُط المحبة، فيما يحافظون على الحياد ازاء العالم، عنفه، وشره؟ فما اثمن كلمات يسوع الختامية الى ابيه، يهوه! «عرَّفتهم اسمك وسأعرِّفهم،» قال يسوع، «ليكون فيهم الحب الذي احببتني به وأكون انا فيهم.» — يوحنا ١٧:١٤، ١٦، ٢٦.
٢٠ لماذا من المؤكد ان ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ بم هو اليوم الذي يجب ذكره؟
٢٠ واذ يخرج الى بستان جثسيماني، تكون ليسوع معاشرة قصيرة بناءة اضافية مع تلاميذه. ثم يأتي اعداؤه عليه! والكلمات تعجز عن وصف آلام يسوع الجسدية، حزنه الساحق للقلب على التعيير المُكوَّم على يهوه، واستقامته المثالية عبر ذلك كله. ويحتمل يسوع الى النهاية، طوال الليل وطوال معظم ساعات صباح ذلك اليوم. وهو يُظهِر بوضوح ان ملكوته ليس جزءا من العالم. وبنَفَسِه الاخير، يصرخ: «قد أُكمل.» (يوحنا ١٨:٣٦، ٣٧؛ ١٩:٣٠) وغلبته للعالم كاملة. فمن المؤكد ان ١٤ نيسان قمري سنة ٣٣ بم هو اليوم الذي يجب ذكره!
[الحاشية]
a يوم V-E ويوم V-J.
-