مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل انتم خالصون؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • هل انتم خالصون؟‏

      كان جوني بعمر عشر سنوات عندما أوقفه رجل في احد المعارض وسأله:‏ «ايها الشاب،‏ هل تقبل يسوع المسيح ربّا ومخلِّصا لك؟‏» بدا هذا السؤال غريبا الى حد ما بالنسبة الى جوني،‏ لأنه كان دائما يؤمن بيسوع.‏ لذلك اجاب:‏ «نعم بالتأكيد.‏» «فليتبارك الرب!‏» صاح الرجل على مسمع من الجميع.‏ «لقد خلُصت نفس اخرى للمسيح!‏»‏

      وهل الخلاص حقا بهذه البساطة؟‏ هل «خلُص» جوني لحظة قوله هذه الكلمات،‏ بغضّ النظر عمّا سيفعله بقية حياته؟‏ يجيب كثيرون من الاشخاص المخلِصين بنَعم.‏ وتوصي بعض النشرات الدينية بكتابة التاريخ الذي ‹خلصتم› فيه لكي تتذكروه.‏

      كتب رجل دين انه في «اللحظة التي يُظهِر فيها المرء شيئا من الايمان بالمسيح .‏ .‏ .‏ يُحدَّد مصيره بشكل دائم.‏» وادَّعى ان الكتاب المقدس يقول ان الخلاص يتوقف على مجرد «‏عمل ايمان [واحد،‏ يُصنع مرة واحدة]،‏ لا على استمرارية الايمان.‏» وكتب كاتب ديني آخر:‏ «انه عمل قد أُكمل.‏ سبق ان تحقَّق خلاصكم .‏ .‏ .‏ ‹لقد انتهى نضالكم.‏› و ‹امَّحت خطيتكم.‏›» ولكن حتى الاشخاص المقتنعون تماما بصحة هذا القول قد يلحظون وجود مشكلة هنا.‏ فمن الواضح ان كثيرين ممّن أُخبروا بأنهم ‹خالصون› لا يعيشون كما يوصي الكتاب المقدس.‏ والتفسير الشائع لذلك هو انهم ربما لم «يقبلوا» المسيح حقا.‏

      لذلك ماذا يعني حقا ‹قبول› يسوع؟‏ هل هو عمل ايمان يُصنع مرة واحدة،‏ أم انه طريقة حياة مستمرة؟‏ هل يجب ان يكون ايماننا قويا كفاية ليدفعنا الى العمل؟‏ هل يمكننا ان نقبل حقا فوائد ذبيحة يسوع دون مسؤولية اتِّباعه؟‏

      يريد اشخاص كثيرون البركات لا المسؤوليات الناتجة عن اتِّباع يسوع وإطاعته.‏ وفي الواقع،‏ غالبا ما تزعجهم الكلمة «يطيع.‏» لكنَّ يسوع قال:‏ «تعال اتبعني.‏» (‏لوقا ١٨:‏١٨-‏٢٣‏)‏ ويذكر الكتاب المقدس:‏ «الذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح .‏ .‏ .‏ سيُعاقَبون بهلاك ابدي.‏» —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٨،‏ ٩؛‏ متى ١٠:‏٣٨؛‏ ١٦:‏٢٤‏.‏

      يخبر الكتاب المقدس عن امور كثيرة تثير اسئلة مهمة بشأن ما جرى تعليمه عن الخلاص.‏ وإذا كنتم ترغبون في التحقُّق ممّا يقوله حقا الكتاب المقدس عن هذا الموضوع،‏ فستجدون الصفحات التالية مثيرة للاهتمام بشكل خصوصي.‏ افتحوا كتبكم المقدسة واقرأوا الآيات المشار اليها لتعرفوا ما علَّمه يسوع ورسله عن هذه المسألة الحيوية.‏

  • ماذا يجب ان نفعل لنخلص؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ماذا يجب ان نفعل لنخلص؟‏

      سأل رج‍لٌ يسوع ذات مرة:‏ «يا سيد أقليل هم الذين يخلصون.‏» وكيف أجاب يسوع؟‏ هل قال:‏ ‹اقبلوني فقط ربًّا ومخلِّصا لكم فتخلصوا›؟‏ كلا!‏ قال يسوع:‏ «اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق.‏ فإني اقول لكم إن كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرون.‏» —‏ لوقا ١٣:‏٢٣،‏٢٤‏.‏

      هل فشل يسوع في الإجابة عن سؤال الرجل؟‏ كلا،‏ فالرجل لم يسأل كم هو صعب ان يخلص المرء؛‏ لقد سأل إن كان العدد قليلا.‏ لذلك اشار يسوع فقط الى ان اشخاصا أقلّ مما قد يتوقع المرء سيجتهدون ليحصلوا على هذه البركة الرائعة.‏

      قد يعترض بعض القرّاء:‏ ‹لم يقولوا لي ذلك.‏› وقد يقتبسون يوحنا ٣:‏١٦‏،‏ التي تقول:‏ «لأنه هكذا أحبَّ اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» لكننا نُجيب:‏ ‹بماذا إذًا يجب ان نؤمن؟‏ هل بأن يسوع عاش حقا؟‏ طبعا.‏ بأنه ابن اللّٰه؟‏ بالتأكيد!‏ وبما أن الكتاب المقدس يدعو يسوع «معلِّما» و «سيِّدا،‏» أفلا يجب ان نؤمن ايضا بما علَّمه،‏ نطيعه،‏ ونتبعه؟‏› —‏ يوحنا ١٣:‏١٣؛‏ متى ١٦:‏١٦‏.‏

      اتِّباع يسوع

      هنا تنشأ المشكلة!‏ فيبدو ان اشخاصا كثيرين ممَّن قيل لهم بأنهم ‹خالصون› لا ينوون اتِّباع يسوع او اطاعته.‏ وفي الواقع،‏ كتب رجل دين پروتستانتي:‏ «طبعا،‏ من المفضَّل ان يستمر ايماننا بالمسيح.‏ لكنَّ الادِّعاء انه يلزم حتما ان يستمر،‏ او انه من الضروري ان يستمر،‏ لا يؤيده الكتاب المقدس ابدا.‏»‏

      على العكس،‏ فالكتاب المقدس يعدِّد ممارسات فاسدة ادبيا شائعة بين بعض الاشخاص الذين يعتقدون انهم ‹خالصون.‏› وفي ما يتعلق بشخص استمر في ممارسة هذه العادات،‏ أمر المسيحيين:‏ «اعزلوا الخبيث من بينكم.‏» طبعا لا يريد اللّٰه ان يلوِّث الاشرار جماعته المسيحية!‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏.‏

      ماذا يعنيه إذًا اتِّباع يسوع،‏ وكيف يمكن ان نفعل ذلك؟‏ حسنا،‏ ماذا فعل يسوع؟‏ هل كان فاسدا ادبيا؟‏ عاهرا؟‏ سكِّيرا؟‏ كاذبا؟‏ هل كان غير أمين في عمله؟‏ طبعا لا!‏ ‹ولكن،‏› قد تسألون،‏ ‹هل يجب ان أزيل كل هذه الامور من حياتي؟‏› من اجل الجواب،‏ تأملوا في افسس ٤:‏١٧ الى ٥:‏٥‏.‏ انها لا تقول ان اللّٰه يقبلنا مهما فعلنا.‏ وبدلا من ذلك،‏ تأمرنا بأن نكون مختلفين عن امم العالم الذين قد «فقدوا الحِسّ .‏ .‏ .‏ أما انتم فلم تتعلموا المسيح هكذا .‏ .‏ .‏ ان تخلعوا من جهة التصرُّف السابق (‏الشخصية القديمة)‏ .‏ .‏ .‏ لا يسرق السارق في ما بعد .‏ .‏ .‏ أما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين .‏ .‏ .‏ انكم تعلمون هذا أن كل زانٍ او نجس او طمّاع الذي هو عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح واللّٰه.‏»‏

      فهل نتبع يسوع إن لم نكن على الأقل نحاول ان نعيش بانسجام مع مثاله؟‏ ألا يجب ان نعمل على جعل حياتنا اشبه بحياة المسيح؟‏ ان الاشخاص الذين يقولون،‏ كما تقول احدى النشرات الدينية:‏ «تعالوا الى المسيح الآن —‏ تماما كما أنتم،‏» قلَّما يفكرون في هذا السؤال الحيوي،‏ هذا اذا فكروا فيه.‏

      حذَّر احد تلاميذ يسوع من اناس فجّار كانوا «يحوِّلون لطف إلهنا غير المستحق الى عذر للانحلال الخلقي وينكرون مالكنا وربنا الوحيد،‏ يسوع المسيح.‏» (‏يهوذا ٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن كيف يمكن في الواقع ان نحوِّل رحمة اللّٰه «الى عذر للانحلال الخلقي»؟‏ يمكن ان نفعل ذلك عندما نفترض أن ذبيحة المسيح تغطي الخطايا العمدية التي نعتزم الاستمرار في ارتكابها لا خطايا النقص البشري التي نحاول ان نتغاضى عنها.‏ ونحن بالتأكيد لا نريد ان نوافق احد المبشِّرين المعروفين جدا في اميركا،‏ الذي قال انه لا يلزمكم ان «تصنعوا تغييرات في حياتكم،‏ تهجروا العادات السيئة،‏ او تتحوَّلوا الى اطاعة مقاييس الكتاب المقدس.‏» —‏ قابلوا بـ‍ اعمال ١٧:‏٣٠؛‏ رومية ٣:‏٢٥؛‏ يعقوب ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      الايمان يدفع الى العمل

      كثيرون قيل لهم ان «الايمان بيسوع» هو عمل واحد وإنه ليس من الضروري ان يكون ايماننا قويا كفاية ليدفع الى الطاعة.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يعارض ذلك.‏ فيسوع لم يقُل ان الناس الذين يبتدئون بالمسلك المسيحي يخلصون.‏ وعوضا عن ذلك،‏ قال:‏ «الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.‏» (‏متى ١٠:‏٢٢‏)‏ ويشبِّه الكتاب المقدس مسلكنا المسيحي بسباق جائزته الخلاص عند نهايته.‏ وهو يحثُّ:‏ «هكذا اركضوا لكي تنالوا.‏» —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٤‏.‏

      ولذلك يشمل ‹قبول المسيح› اكثر بكثير من مجرد قبول البركات التي تقدِّمها ذبيحة يسوع الفائقة.‏ فالطاعة لازمة.‏ والرسول بطرس يقول ان القضاء سيبتدئ «من بيت اللّٰه،‏» ويضيف:‏ «ان كان اولا منا فما هي نهاية الذين لا يطيعون انجيل اللّٰه.‏» (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ لذلك يجب ان نفعل اكثر من مجرد ان نسمع ونؤمن.‏ يقول الكتاب المقدس انه يجب ان ‹نكون عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسنا.‏› —‏ يعقوب ١:‏٢٢‏.‏

      رسائل يسوع

      يحتوي سفر الرؤيا في الكتاب المقدس على رسائل من يسوع،‏ نقلها يوحنا الى سبع جماعات مسيحية باكرة.‏ (‏رؤيا ١:‏١،‏ ٤‏)‏ فهل قال يسوع انه يكفي ان يكون الاشخاص في هذه الجماعات قد ‹قبلوه›؟‏ كلا.‏ لقد مدح اعمالهم،‏ تعبهم وصبرهم وتكلم عن محبتهم،‏ ايمانهم،‏ وخدمتهم.‏ ولكنه قال ان ابليس سيجرِّبهم وإنهم سيُكافأون «كل واحد .‏ .‏ .‏ بحسب اعماله.‏» —‏ رؤيا ٢:‏٢،‏ ١٠،‏ ١٩،‏ ٢٣‏.‏

      وهكذا وصف يسوع التزاما اكبر بكثير مما فهمه معظم الناس عندما قيل لهم ان خلاصهم هو «عمل قد أُكمل» حالما ‹قبلوه› في اجتماع ديني.‏ قال يسوع:‏ «ان اراد احد ان يأتي ورائي،‏ فلا يكن مُلكا لنفسه وليحمل خشبة آلامه ويتبعني باستمرار.‏ فإن مَن اراد ان يخلِّص نفسه يخسرها.‏ ومَن يخسر نفسه من اجلي يجدها.‏» —‏ متى ١٦:‏٢٤،‏ ٢٥‏،‏ ع‌ج‏.‏

      لا نكن مُلكا لأنفسنا؟‏ نتبع يسوع باستمرار؟‏ هذا يتطلَّب الجهد.‏ وسيغيِّر هذا حياتنا.‏ ولكن هل قال يسوع حقا ان البعض منا قد يلزم حتى ان ‹يخسروا انفسهم› —‏ يموتوا من اجله؟‏ نعم،‏ ان نوع الايمان هذا يأتي فقط مع المعرفة عن الامور الرائعة التي يمكنكم ان تتعلَّموها من درس كلمة اللّٰه.‏ وقد اتَّضح هذا يوم رجَم استفانوس اشخاص متعصِّبون دينيا «لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به.‏» (‏اعمال ٦:‏٨-‏١٢؛‏ ٧:‏٥٧-‏٦٠‏)‏ وفي زمننا،‏ أظهر ايمانا كهذا مئاتٌ من شهود يهوه الذين ماتوا في معسكرات الاعتقال النازية بدلا من مخالفة ضمائرهم المدرَّبة على الكتاب المقدس.‏a

      الغيرة المسيحية

      يجب ان نتمسك بثبات بإيماننا المسيحي لأن الكتاب المقدس يقول انه يمكن ان نرتدَّ،‏ بخلاف ما قد تسمعونه في بعض الكنائس او في البرامج التلفزيونية الدينية.‏ وهو يخبر عن المسيحيين الذين هجروا «الطريق المستقيم.‏» (‏٢ بطرس ٢:‏١،‏ ١٥‏)‏ لذلك يلزم ان ‹نتمِّم خلاصنا بخوف ورعدة.‏› —‏ فيلبي ٢:‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٢٠‏.‏

      هل هكذا فهمَ المسألة مسيحيو القرن الاول،‏ الاشخاص الذين سمعوا فعلا يسوع ورسله يعلِّمون؟‏ نعم.‏ لقد عرفوا انه يلزم ان يفعلوا شيئا ما.‏ قال يسوع:‏ «اذهبوا وتلمذوا جميع الامم .‏ .‏ .‏ وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏» —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      وبعدما قال يسوع ذلك بعدة اسابيع،‏ اعتمد ٠٠٠‏,٣ شخص في يوم واحد فقط.‏ وبسرعة،‏ نما عدد المؤمنين الى ٠٠٠‏,٥.‏ والذين آمنوا علَّموا الآخرين.‏ وعندما شتَّتهم الاضطهاد،‏ ساهم ذلك في نشر رسالتهم.‏ يقول الكتاب المقدس ان «الذين تشتَّتوا جالوا مبشِّرين بالكلمة» وليس فقط عدد قليل من القادة.‏ لذلك بعد نحو ٣٠ سنة،‏ استطاع الرسول بولس ان يكتب ان البشارة قد ‹كُرز بها في كل الخليقة التي تحت السماء.‏› —‏ اعمال ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٨:‏٤؛‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      لم يهدِ بولس الناس بالقول:‏ ‹اقبلوا يسوع الآن فتخلصوا الى الابد،‏› كما يفعل بعض مبشِّري التلفزيون.‏ ولم تكن لديه الثقة التي لدى رجل الدين الاميركي الذي كتب:‏ «منذ سني مراهقتي .‏ .‏ .‏ خلصت.‏» فبعد اكثر من ٢٠ سنة من اختيار يسوع شخصيا لبولس كي يحمل الرسالة المسيحية الى الناس في الامم،‏ كتب هذا الرسول المجتهد:‏ «أقمع جسدي وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا.‏» —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٧؛‏ اعمال ٩:‏٥،‏ ٦،‏ ١٥‏.‏

      ان الخلاص عطية مجانية من اللّٰه.‏ ولا يمكن كسبها.‏ ولكنها تتطلَّب الجهد من جهتنا.‏ فإذا قدَّم لكم شخص ما هدية قيِّمة جدا ولم تُظهروا التقدير الكافي لحملها وأخذها معكم،‏ فعدم شكركم قد يجعل مقدِّم الهدية يقدمها لشخص آخر.‏ وكم قيِّم هو دم حياة يسوع المسيح؟‏ انه عطية مجانية،‏ ولكن يجب ان نظهر التقدير العميق لها.‏

      ان المسيحيين الحقيقيين هم في حالة خلاص أي انهم في وضع مقبول امام اللّٰه.‏ وكفريق،‏ خلاصهم اكيد.‏ أما على صعيد فردي،‏ فيجب ان يبلغوا مطالب اللّٰه.‏ ولكننا قد نفشل،‏ لأن يسوع قال:‏ «إن كان احد لا يثبت فيَّ يُطرح خارجا كالغصن فيجفّ.‏» —‏ يوحنا ١٥:‏٦‏.‏

      ‏«كلمة اللّٰه حيَّة»‏

      ان المحادثة المذكورة في بداية المقالة السابقة حدثت قبل ٦٠ سنة تقريبا.‏ ولا يزال جوني يؤمن بأن الخلاص يأتي فقط بواسطة يسوع المسيح،‏ ولكنَّه يدرك انه يلزم ان نجتهد للحصول عليه.‏ وهو لا يزال مقتنعا بأن الكتاب المقدس يشير الى مصدر الرجاء الحقيقي الوحيد للجنس البشري وأنه يجب ان ندرس هذا الكتاب الرائع،‏ نتأثَّر به،‏ ونجعله يدفعنا الى اعمال المحبة،‏ الايمان،‏ اللطف،‏ الطاعة،‏ والاحتمال.‏ وقد ربَّى اولاده ليؤمنوا بالامور نفسها،‏ وهو سعيد الآن برؤيتهم يربُّون بدورهم اولادهم بالطريقة نفسها.‏ ويتمنى ان يملك كل شخص نوع الايمان هذا،‏ وهو يفعل كل ما في وسعه لغرسه في قلوب وعقول الآخرين.‏

      أُوحي الى الرسول بولس بأن يكتب ان «كلمة اللّٰه حيَّة وفعّالة.‏» (‏عبرانيين ٤:‏١٢‏)‏ فيمكن ان تغيِّر حياة الاشخاص.‏ ويمكن ان تدفعكم الى اعمال المحبة،‏ الايمان،‏ والطاعة القلبية.‏ ولكن يلزمكم اكثر من مجرد ‹ان تقبلوا› ذهنيا ما يقوله الكتاب المقدس.‏ ادرسوه ودعوه يدفع قلبكم الى العمل.‏ ودعوا حكمته تقودكم.‏ ان نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥ شاهد ليهوه طوعي في اكثر من ٢٣٠ بلدا يعرضون دروسا بيتية مجانية في الكتاب المقدس.‏ ولتعرفوا ما يمكنكم تعلُّمه من درس كهذا،‏ اكتبوا الى ناشري هذه المجلة.‏ والايمان والقوة الروحية اللذان تنالونهما سيبهجانكم!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في كتاب المؤرخة كريستين إ.‏ كينڠ بعنوان الدولة النازية والاديان الجديدة:‏ دراسات لخمس قضايا في عدم الموافقة،‏ ذكرت:‏ «واحد من كل شاهدين [ليهوه] ألمانيين سُجن،‏ وواحد من كل اربعة خسر حياته.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      لماذا ‹الاجتهاد لأجل الايمان›؟‏

      ان سفر يهوذا في الكتاب المقدس موجَّه الى «المدعوّين .‏ .‏ .‏ المحفوظين ليسوع المسيح.‏» فهل يقول انه بسبب ‹قبولهم يسوع،‏› صار خلاصهم اكيدا؟‏ كلا،‏ قال يهوذا لمثل هؤلاء المسيحيين ان ‹يجتهدوا لأجل الايمان.‏› وأعطاهم ثلاثة اسباب لفعل ذلك.‏ اولا،‏ اللّٰه «خلَّص الشعب من ارض مصر،‏» لكنَّ كثيرين منهم ارتدّوا لاحقا.‏ ثانيا،‏ حتى الملائكة تمرَّدوا وصاروا ابالسة.‏ ثالثا،‏ دمَّر اللّٰه سدوم وعمورة بسبب الفساد الادبي الجنسي الفادح الذي كان يُمارَس في هاتين المدينتين.‏ ويعرض يهوذا هذه الروايات المؤسسة على الكتاب المقدس ‹(‏كمثال تحذيري.‏)‏› نعم،‏ حتى المؤمنون ‹المحفوظون ليسوع المسيح› يجب ان ينتبهوا لئلا يرتدّوا عن الايمان الحقيقي.‏ —‏ يهوذا ١-‏٧‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      أيتهما الصحيحة؟‏

      يقول الكتاب المقدس:‏ «الانسان يتبرَّر بالايمان بدون اعمال الناموس.‏» ويقول ايضا:‏ «بالاعمال يتبرَّر الانسان لا بالايمان وحده.‏» فأيتهما الصحيحة؟‏ أنتبرَّر بالايمان أم بالاعمال؟‏ —‏ رومية ٣:‏٢٨؛‏ يعقوب ٢:‏٢٤‏.‏

      ان جواب الكتاب المقدس الذي يجعل هاتين الآيتين منسجمتين هو انهما كلتيهما صحيحتان.‏

      طوال قرون،‏ تطلَّب الناموس الذي اعطاه اللّٰه بواسطة موسى ان يقدِّم العبَّاد اليهود ذبائح وتقدمات معيَّنة،‏ يحتفلوا بأيام الأعياد،‏ ويتبعوا نظاما غذائيا ومتطلَّبات اخرى.‏ ان «اعمال الناموس» هذه،‏ او فقط «الاعمال،‏» لم تعُد ضرورية بعد ان قدَّم يسوع ذبيحة كاملة.‏ —‏ رومية ١٠:‏٤‏.‏

      لكنَّ واقع ان ذبيحة يسوع الفائقة حلَّت محل هذه الاعمال التي أُنجزت في ظل الناموس الموسوي لم يعنِ انه بإمكاننا ان نتجاهل ارشادات الكتاب المقدس.‏ فهو يقول:‏ ‹فكم بالحري يطهِّر دم المسيح .‏ .‏ .‏ ضمائرنا من الاعمال الميتة [الأقدم] لنقدِّم للّٰه الحيّ خدمة مقدسة.‏› —‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

      فكيف ‹نقدِّم للّٰه الحيّ خدمة مقدسة›؟‏ يأمرنا الكتاب المقدس،‏ بين امور اخرى،‏ بأن نحارب اعمال الجسد،‏ نقاوم الفساد الادبي للعالم،‏ ونتجنَّب أشراكه.‏ ويقول:‏ «جاهد جهاد الايمان الحسن،‏» لنطرح «الخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمِّله يسوع.‏» ويحثُّنا الكتاب المقدس ألّا ‹نكلّ ونخور في نفوسنا.‏› —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٢؛‏ عبرانيين ١٢:‏١-‏٣؛‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

      نحن لا نكسب الخلاص بفعل هذه الامور،‏ لأنه لا يمكن لأي انسان ان يفعل ما يجعله مستحقا لهذه البركة الرائعة.‏ ولكننا لن نكون اهلا لهذه الهبة الرائعة إذا فشلنا في إظهار محبتنا وطاعتنا بفعل الامور التي يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه والمسيح يريداننا ان نفعلها.‏ فدون اعمال تُظهر ايماننا،‏ يكون ادِّعاؤنا اتِّباع يسوع غير كافٍ،‏ لأن الكتاب المقدس يذكر بوضوح:‏ «الايمان .‏ .‏ .‏ إن لم يكن له اعمال ميت في ذاته.‏» —‏ يعقوب ٢:‏١٧‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة