مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • درس مهم في التواضع
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • حِينَ يَصِلُ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ،‏ مَقَرِّ خِدْمَتِهِ وَمَوْطِنِ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلرُّسُلِ،‏ يَقْتَرِبُ مِنْ بُطْرُسَ جُبَاةٌ يُحَصِّلُونَ ضَرِيبَةَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَيَسْأَلُونَهُ وَرُبَّمَا فِي نِيَّتِهِمِ ٱتِّهَامُ يَسُوعَ بِٱلتَّهَرُّبِ مِنْ دَفْعِهَا:‏ «أَلَا يَدْفَعُ مُعَلِّمُكُمْ ضَرِيبَةَ ٱلدِّرْهَمَيْنِ؟‏».‏ —‏ متى ١٧:‏٢٤‏.‏

      فَيُجِيبُ بُطْرُسُ:‏ «بَلَى».‏ وَإِذْ يَدْرِي يَسُوعُ بِمَا حَدَثَ،‏ يَسْتَبِقُ بُطْرُسَ وَيَسْأَلُهُ حِينَ يَأْتِي إِلَى ٱلْبَيْتِ:‏ «مَاذَا تَظُنُّ،‏ يَا سِمْعَانُ؟‏ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ ٱلْأَرْضِ ٱلرُّسُومَ أَوْ ضَرِيبَةَ ٱلرَّأْسِ؟‏ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ؟‏».‏ فَيَرُدُّ بُطْرُسُ:‏ «مِنَ ٱلْغُرَبَاءِ».‏ عِنْدَئِذٍ يَقُولُ يَسُوعُ:‏ «فَٱلْبَنُونَ مُعْفَوْنَ مِنَ ٱلضَّرِيبَةِ».‏ —‏ متى ١٧:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏

      سمكة عالقة في صنارة وإستار في فمها

      إِنَّ أَبَا يَسُوعَ هُوَ مَلِكُ ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ،‏ وَهُوَ ٱلَّذِي تُؤَدَّى لَهُ ٱلْعِبَادَةُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ ٱبْنُ ٱللّٰهِ لَيْسَ مُلْزَمًا بِدَفْعِ ضَرِيبَةِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَلٰكِنْ يَقُولُ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ:‏ «لِكَيْلَا نُعْثِرَهُمُ،‏ ٱذْهَبْ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَأَلْقِ صِنَّارَةً،‏ وَخُذْ أَوَّلَ سَمَكَةٍ تَطْلُعُ،‏ وَحِينَ تَفْتَحُ فَاهَا تَجِدُ إِسْتَارًا [أَوْ تِتْرَادْرَاخْمَا،‏ وَهِيَ قِطْعَةٌ نَقْدِيَّةٌ فِضِّيَّةٌ].‏ خُذْهُ وَأَعْطِهِ لَهُمْ عَنِّي وَعَنْكَ».‏ —‏ متى ١٧:‏٢٧‏.‏

      بُعَيْدَ ذٰلِكَ،‏ يَقْتَرِبُ ٱلتَّلَامِيذُ مَعًا مِنْ يَسُوعَ لِيَسْتَفْسِرُوا مَنْ يَكُونُ ٱلْأَعْظَمَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَفِي حِينِ أَنَّهُمْ خَافُوا مُؤَخَّرًا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ مَوْتِهِ ٱلْوَشِيكِ،‏ لَا يَتَرَدَّدُونَ ٱلْآنَ فِي ٱلِٱسْتِفْهَامِ عَنْ مُسْتَقْبَلِهِمْ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ يَعْرِفُ بِمَ يُفَكِّرُونَ.‏ فَقَدْ كَانُوا يَتَجَادَلُونَ حَوْلَ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ وَهُمْ سَائِرُونَ وَرَاءَهُ فِي طَرِيقِ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى كَفَرْنَاحُومَ.‏ لِذَا يَسْأَلُهُمْ:‏ «فِيمَ كُنْتُمْ تَتَحَاجُّونَ فِي ٱلطَّرِيقِ؟‏».‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣‏)‏ فَيَلْزَمُونَ ٱلصَّمْتَ شَاعِرِينَ بِٱلْخَجَلِ.‏ وَلٰكِنْ أَخِيرًا يَبُوحُونَ بِٱلسُّؤَالِ ٱلَّذِي يَسْتَحْوِذُ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ:‏ «مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؟‏».‏ —‏ متى ١٨:‏١‏.‏

      أَوَلَيْسَ مُسْتَغْرَبًا أَنْ يَنْشَأَ مِثْلُ هٰذَا ٱلْجِدَالِ بَيْنَ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ هُمُ ٱلَّذِينَ يُرَافِقُونَ يَسُوعَ وَيَسْمَعُونَ تَعَالِيمَهُ مُنْذُ مَا يُقَارِبُ ٱلثَّلَاثَ سَنَوَاتٍ؟‏!‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ نَاقِصُونَ.‏ وَقَدْ نَشَأُوا فِي مُجْتَمَعٍ دِينِيٍّ يُشَدِّدُ عَلَى ٱلْمَرَاكِزِ وَٱلطَّبَقَاتِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ قَدْ يَشْعُرُ بُطْرُسُ أَنَّهُ أَرْفَعُ شَأْنًا مِنَ ٱلْبَاقِينَ بَعْدَمَا وَعَدَهُ يَسُوعُ مُؤَخَّرًا بِإِعْطَائِهِ ‏«مَفَاتِيحَ» ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَرُبَّمَا يُشَاطِرُهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱلشُّعُورَ بِٱلْأَهَمِّيَّةِ لِأَنَّهُمَا شَهِدَا حَادِثَةَ ٱلتَّجَلِّي.‏

      بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْأَسْبَابِ،‏ يَسْعَى يَسُوعُ إِلَى تَصْحِيحِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ.‏ فَيَدْعُو وَلَدًا صَغِيرًا وَيُقِيمُهُ فِي وَسْطِهِمْ وَيَقُولُ لَهُمْ:‏ «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلصِّغَارِ،‏ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ أَبَدًا.‏ فَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ مِثْلَ هٰذَا ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ،‏ فَذَاكَ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمٰوَاتِ؛‏ وَمَنْ يَقْبَلْ وَلَدًا صَغِيرًا مِثْلَ هٰذَا بِٱسْمِي يَقْبَلْنِي أَيْضًا».‏ —‏ متى ١٨:‏​٣-‏٥‏.‏

      يَا لَهُ مِنْ أُسْلُوبٍ تَعْلِيمِيٍّ فَعَّالٍ!‏ فَيَسُوعُ لَمْ يَغْضَبْ مِنْهُمْ أَوْ يَنْعَتْهُمْ بِٱلْجَشَعِ أَوْ يَنْسِبْ إِلَيْهِمْ مَطَامِحَ أَنَانِيَّةً.‏ بَلِ ٱسْتَخْدَمَ مِثَالًا عَمَلِيًّا لِيُعَلِّمَهُمْ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ.‏ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِٱلْأَوْلَادِ ٱلَّذِينَ لَا يُبَالُونَ بِٱلْبُرُوزِ وَٱلْمَرَاكِزِ ٱلرَّفِيعَةِ.‏ يُعْطِي يَسُوعُ زُبْدَةَ ٱلْمَوْضُوعِ قَائِلًا:‏ «إِنَّ ٱلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ».‏ —‏ لوقا ٩:‏٤٨‏.‏

  • مشورة حول المعاثر والخطية
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • رجل فرحان بالعثور على خروفه الضائع

      اَلْفَصْلُ ٦٣

      مَشُورَةٌ حَوْلَ ٱلْمَعَاثِرِ وَٱلْخَطِيَّةِ

      متى ١٨:‏​٦-‏٢٠ مرقس ٩:‏​٣٨-‏٥٠ لوقا ٩:‏​٤٩،‏ ٥٠

      • نُصْحٌ حَوْلَ خُطُورَةِ إِعْثَارِ ٱلْآخَرِينَ

      • «إِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً»‏

      أَوْضَحَ يَسُوعُ لِتَوِّهِ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجِبُ أَنْ يَتَبَنَّاهُ ٱلتَّلَامِيذُ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مِثْلَ ٱلْأَوْلَادِ،‏ مُتَوَاضِعِينَ وَلَا تَهُمُّهُمُ ٱلْمَرَاكِزُ.‏ وَعَلَيْهِمْ أَنْ ‹يَقْبَلُوا ٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ بِٱسْمِهِ وَبِٱلتَّالِي يَقْبَلُوهُ هُوَ أَيْضًا›.‏ —‏ متى ١٨:‏٥‏.‏

      لَرُبَّمَا شَعَرَ ٱلرُّسُلُ أَنَّ يَسُوعَ يُوَبِّخُهُمْ لِأَنَّهُمْ تَجَادَلُوا مُؤَخَّرًا حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا يُثِيرُ ٱلْآنَ مَسْأَلَةً أُخْرَى طَرَأَتْ حَدِيثًا.‏ يُخْبِرُ:‏ «رَأَيْنَا رَجُلًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِٱسْمِكَ،‏ فَحَاوَلْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ لِأَنَّهُ لَا يَتْبَعُكَ مَعَنَا».‏ —‏ لوقا ٩:‏٤٩‏.‏

      فَهَلِ ٱلرُّسُلُ وَحْدَهُمْ مُخَوَّلُونَ بِٱلشِّفَاءِ وَطَرْدِ ٱلشَّيَاطِينِ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ كَيْفَ يَتَمَكَّنُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْيَهُودِيُّ مِنْ طَرْدِ ٱلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ؟‏ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ يَشْعُرُ يُوحَنَّا أَنْ لَيْسَ مِنْ حَقِّ ٱلرَّجُلِ ٱجْتِرَاحُ ٱلْعَجَائِبِ لِأَنَّهُ لَا يُرَافِقُ يَسُوعَ وَٱلرُّسُلَ.‏

      غَيْرَ أَنَّهُ يَتَفَاجَأُ حِينَ يَرُدُّ يَسُوعُ:‏ «لَا تُحَاوِلُوا أَنْ تَمْنَعُوهُ،‏ فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصْنَعُ قُوَّةً بِٱسْمِي وَيَقْدِرُ سَرِيعًا أَنْ يَشْتُمَنِي؛‏ لِأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا.‏ لِأَنَّ مَنْ سَقَاكُمْ كَأْسَ مَاءٍ لِأَنَّكُمْ لِلْمَسِيحِ،‏ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَنْ يَخْسَرَ مُكَافَأَتَهُ أَبَدًا».‏ —‏ مرقس ٩:‏​٣٩-‏٤١‏.‏

      فَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلرَّاهِنِ،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُرَافِقَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَسِيحَ كَيْ يُثْبِتَ وَلَاءَهُ لَهُ.‏ فَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ لَمْ تَتَشَكَّلْ بَعْدُ.‏ وَعَدَمُ تَنَقُّلِهِ مَعَ يَسُوعَ لَا يَعْنِي أَنَّهُ يُقَاوِمُهُ أَوْ يُرَوِّجُ لِدِينٍ بَاطِلٍ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَيْضًا أَنَّهُ يُؤْمِنُ بِٱسْمِهِ.‏ وَمَا يَقُولُهُ يَسُوعُ يَدُلُّ أَنَّهُ لَنْ يَخْسَرَ مُكَافَأَتَهُ.‏

      رجل يُرمى في البحر وعنقه مطوَّق بحجر رحى

      مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ إِنْ عَثَرَ ٱلرَّجُلُ بِكَلَامِ ٱلرُّسُلِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ،‏ فَٱلْمَسْأَلَةُ لَا يُسْتَهَانُ بِهَا.‏ يُوضِحُ يَسُوعُ:‏ «مَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى كَبِيرٍ وَرُمِيَ فِي ٱلْبَحْرِ».‏ (‏مرقس ٩:‏٤٢‏)‏ ثُمَّ يَقُولُ إِنَّ عَلَى أَتْبَاعِهِ ٱلتَّضْحِيَةَ بِأَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُعْثِرُهُمْ،‏ مَهْمَا كَانَ عَزِيزًا عَلَيْهِمْ كَٱلْيَدِ أَوِ ٱلرِّجْلِ أَوِ ٱلْعَيْنِ.‏ فَخَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يَسْتَغْنُوا عَنْهُ وَيَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ مِنْ أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِهِ وَيَنْتَهِيَ بِهِمِ ٱلْأَمْرُ فِي وَادِي هِنُّومَ.‏ وَيُرَجَّحُ أَنَّ ٱلرُّسُلَ يَعْرِفُونَ هٰذَا ٱلْوَادِيَ حَيْثُ تُحْرَقُ ٱلنُّفَايَاتُ قُرْبَ أُورُشَلِيمَ،‏ لِذَا يَفْهَمُونَ أَنَّهُ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ.‏

      يُحَذِّرُ يَسُوعُ أَيْضًا:‏ «اُنْظُرُوا أَلَّا تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ؛‏ فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلَائِكَتَهُمْ فِي ٱلسَّمَاءِ يَرَوْنَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي».‏ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ يُعِزُّ أَبُوهُ «هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارَ»؟‏ يُخْبِرُ يَسُوعُ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ١٠٠ خَرُوفٍ يُضَيِّعُ وَاحِدًا مِنْهَا.‏ فَيَتْرُكُ ٱلـ‍ ٩٩ لِيَبْحَثَ عَنِ ٱلضَّائِعِ.‏ وَحِينَ يَجِدُهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱلـ‍ ٩٩.‏ ثُمَّ يُضِيفُ:‏ «لَا يَشَاءُ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ».‏ —‏ متى ١٨:‏​١٠،‏ ١٤‏.‏

      بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ يَحُضُّ ٱلرُّسُلَ وَفِي بَالِهِ رُبَّمَا جِدَالُهُمْ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ:‏ «لِيَكُنْ لَكُمْ مِلْحٌ فِي أَنْفُسِكُمْ،‏ وَحَافِظُوا عَلَى ٱلسَّلَامِ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ».‏ (‏مرقس ٩:‏٥٠‏)‏ فَمِثْلَمَا يُصْبِحُ ٱلطَّعَامُ ٱلْمُطَيَّبُ بِمِلْحٍ لَذِيذًا وَمُسْتَسَاغًا،‏ كَذٰلِكَ ٱلْكَلَامُ ٱلْمُطَيَّبُ مَجَازِيًّا بِمِلْحٍ يَسْهُلُ تَقَبُّلُهُ وَيُسْهِمُ بِٱلتَّالِي فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱلسَّلَامِ،‏ بِعَكْسِ ٱلْمُجَادَلَاتِ وَٱلْخُصُومَاتِ.‏ —‏ كولوسي ٤:‏٦‏.‏

      وَلٰكِنْ تَنْشَأُ أَحْيَانًا مَسَائِلُ خَطِيرَةٌ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ.‏ فَيُوضِحُ يَسُوعُ طَرِيقَةَ مُعَالَجَتِهَا:‏ «إِنِ ٱرْتَكَبَ أَخُوكَ خَطِيَّةً،‏ فَٱذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.‏ إِنْ سَمِعَ لَكَ،‏ رَبِحْتَ أَخَاكَ».‏ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ؟‏ يَنْصَحُ قَائِلًا:‏ «خُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ ٱثْنَيْنِ،‏ حَتَّى يَثْبُتَ كُلُّ أَمْرٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ».‏ وَإِنْ لَمْ تُحَلَّ ٱلْمَسْأَلَةُ،‏ فَلْتُعْرَضْ عَلَى ‹ٱلْجَمَاعَةِ›،‏ أَيْ عَلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ فِي يَدِهِمْ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ.‏ وَمَاذَا إِذَا لَمْ يَخْضَعِ ٱلْخَاطِئُ لِقَرَارِهِمْ؟‏ يَقُولُ يَسُوعُ:‏ «لِيَكُنْ عِنْدَكَ كَٱلْأُمَمِيِّ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ»،‏ أُنَاسٍ لَا يُعَاشِرُهُمُ ٱلْيَهُودُ.‏ —‏ متى ١٨:‏​١٥-‏١٧‏.‏

      وَعَلَى ٱلنُّظَّارِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَتَقَيَّدُوا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ فَحُكْمُهُمْ بِأَنَّ ٱلْخَاطِئَ مُذْنِبٌ وَبِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ «مَرْبُوطٌ فِي ٱلسَّمَاءِ»،‏ وَحُكْمُهُمْ بِبَرَاءَتِهِ «مَحْلُولٌ فِي ٱلسَّمَاءِ».‏ وَهٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتُ سَتَكُونُ نَافِعَةً لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ حِينَ تَتَأَسَّسُ.‏ ثُمَّ يَقُولُ يَسُوعُ عَنِ ٱلْجَلَسَاتِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْجِدِّيَّةِ:‏ «حَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ بِٱسْمِي،‏ فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».‏ —‏ متى ١٨:‏​١٨-‏٢٠‏.‏

  • لمَ الغفران مهم؟‏
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • عبد يمسك بخناق عبد رفيق له

      اَلْفَصْلُ ٦٤

      لِمَ ٱلْغُفْرَانُ مُهِمٌّ؟‏

      متى ١٨:‏​٢١-‏٣٥

      • هَلِ ٱلْمَغْفِرَةُ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟‏

      • مَثَلٌ عَنْ عَبْدٍ غَيْرِ رَحِيمٍ

      بَعْدَمَا سَمِعَ بُطْرُسُ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ يَفُضَّ ٱلْإِخْوَةُ خِلَافَاتِهِمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ يُرِيدُ كَمَا يَظْهَرُ أَنْ يُحَدِّدَ كَمْ مَرَّةً يَأْخُذُ هٰذِهِ ٱلْمُبَادَرَةَ.‏

      فَيَسْأَلُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟‏ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟‏».‏ يُعَلِّمُ بَعْضُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ مَنْحَ ٱلْغُفْرَانِ إِلَى ثَلَاثِ مَرَّاتٍ فَقَطْ.‏ لِذَا يَشْعُرُ بُطْرُسُ أَنَّهُ فِي غَايَةِ ٱلْكَرَمِ إِنْ غَفَرَ لِأَخِيهِ «إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ».‏ —‏ متى ١٨:‏٢١‏.‏

      لٰكِنَّ فِكْرَةَ حِفْظِ سِجِلٍّ بِٱلْإِسَاءَاتِ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ ٱلَّذِي يُقَوِّمُ وُجْهَةَ نَظَرِ بُطْرُسَ،‏ فَيَذْكُرُ:‏ «لَا أَقُولُ لَكَ:‏ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ،‏ بَلْ:‏ إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً».‏ (‏متى ١٨:‏٢٢‏)‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ سَقْفُ ٱلْغُفْرَانِ مَفْتُوحٌ؛‏ فَيَنْبَغِي لِبُطْرُسَ أَنْ يُسَامِحَ أَخَاهُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.‏

      ملك يعفي عبدا من دينه

      وَكَيْ يَغْرِسَ يَسُوعُ فِي ذِهْنِهِ هُوَ وَٱلتَّلَامِيذِ ٱلْآخَرِينَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمُسَامَحَةِ،‏ يَرْوِي لَهُمْ مَثَلًا عَنْ عَبْدٍ لَا يَقْتَدِي بِمَلِكِهِ ٱلرَّحِيمِ.‏ فَحِينَ يَنْوِي هٰذَا ٱلْمَلِكُ تَصْفِيَةَ حِسَابَاتِهِ مَعَ عَبِيدِهِ،‏ يَمْثُلُ أَمَامَهُ عَبْدٌ مُثْقَلٌ بِدَيْنٍ فَادِحٍ يَبْلُغُ عَشَرَةَ آلَافِ وَزْنَةٍ [٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦٠ دِينَارٍ].‏ وَبِمَا أَنَّ لَيْسَ فِي يَدِهِ حِيلَةٌ لِإِيفَائِهِ،‏ يَأْمُرُ ٱلْمَلِكُ بِبَيْعِهِ هُوَ وَزَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ لِتَغْطِيَةِ ٱلدَّيْنِ.‏ فَيَخُرُّ ٱلْعَبْدُ عِنْدَ قَدَمَيِ ٱلْمَلِكِ مُتَوَسِّلًا:‏ «اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ كُلَّ مَا لَكَ».‏ —‏ متى ١٨:‏٢٦‏.‏

      عبد يلقي عبدا رفيقا له في السجن

      فَيُشْفِقُ ٱلْمَلِكُ عَلَيْهِ وَيَرْحَمُهُ وَيُعْفِيهِ مِنْ دَيْنِهِ ٱلْكَبِيرِ.‏ إِذَّاكَ يَذْهَبُ ٱلْعَبْدُ وَيَجِدُ عَبْدًا رَفِيقًا لَهُ يُرِيدُ مِنْهُ ١٠٠ دِينَارٍ.‏ فَيُمْسِكُهُ وَيَرُوحُ يَخْنُقُهُ قَائِلًا:‏ «أَوْفِ مَا عَلَيْكَ».‏ فَيَرْكَعُ رَفِيقُهُ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَيَتَرَجَّاهُ:‏ «اِصْبِرْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ».‏ (‏متى ١٨:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْعَبْدَ لَا يَتَمَثَّلُ بِسَيِّدِهِ ٱلَّذِي شَطَبَ لَهُ دَيْنَهُ.‏ فَلَا يَرْحَمُ رَفِيقَهُ ٱلْمَدِينَ لَهُ بِمَبْلَغٍ تَافِهٍ،‏ بَلْ يُلْقِيهِ فِي ٱلسِّجْنِ حَتَّى يَدْفَعَ مَا عَلَيْهِ.‏

      ملك يأمر بسجن عبد غير رحيم

      حِينَ يَرَى ٱلْعَبِيدُ ٱلْآخَرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةَ ٱلْجَائِرَةَ،‏ يُخْبِرُونَ سَيِّدَهُمُ ٱلْمَلِكَ.‏ فَيَغْضَبُ جِدًّا وَيَسْتَدْعِي ٱلْعَبْدَ وَيَقُولُ لَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ،‏ كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ،‏ حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ.‏ أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟‏».‏ ثُمَّ يُسَلِّمُهُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ حَتَّى يُسَدِّدَ دَيْنَهُ بِٱلْكَامِلِ.‏ يَخْتَتِمُ يَسُوعُ:‏ «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ».‏ —‏ متى ١٨:‏​٣٢-‏٣٥‏.‏

      فَيَا لَهُ مِنْ دَرْسٍ رَائِعٍ فِي ٱلْمُسَامَحَةِ!‏ لَقَدْ غَفَرَ ٱللّٰهُ لَنَا دَيْنَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلثَّقِيلَ.‏ فَمَا هِيَ بِٱلْمُقَارَنَةِ ٱلْإِسَاءَاتُ ٱلَّتِي يَقْتَرِفُهَا أَخٌ مَسِيحِيٌّ بِحَقِّنَا؟‏!‏ وَيَهْوَهُ لَا يَغْفِرُ لَنَا مَرَّةً،‏ بَلْ آلَافَ ٱلْمَرَّاتِ.‏ أَفَلَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُسَامِحَ أَخَانَا مِرَارًا وَتَكْرَارًا حَتَّى لَوْ لَدَيْنَا سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي؟‏!‏ فَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اَللّٰهُ يَغْفِرُ لَنَا دُيُونَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمَدْيُونِينَ لَنَا›.‏ —‏ متى ٦:‏١٢‏.‏

  • دروس قيِّمة في الطريق الى اورشليم
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • طَوَالَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ حَصَرَ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ فِي ٱلْجَلِيلِ لِأَنَّ رِسَالَتَهُ تُلَاقِي قُبُولًا أَوْسَعَ مُقَارَنَةً بِٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ وَسَبَبٌ آخَرُ هُوَ أَنَّ «ٱلْيَهُودَ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ» مُذْ شَفَى رَجُلًا يَوْمَ سَبْتٍ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ —‏ يوحنا ٥:‏١٨؛‏ ٧:‏١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة