-
الارغفة والخميربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
يصرف يسوع الجموع ويدخل السفينة مع تلاميذه ويجتاز الى الشاطئ الغربي لبحر الجليل. وهنا يحاول الفريسيون، الذين يرافقهم هذه المرة اعضاء من طائفة الصدوقيين الدينية، ان يجربوا يسوع سائلينه ان يريهم آية من السماء.
واذ يدرك جهودهم ليجربوه، يجيب يسوع: «اذا كان المساء قلتم صحو. لان السماء محمرّة. وفي الصباح اليوم شتاء. لان السماء محمرّة بعبوسة. يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه السماء واما علامات الازمنة فلا تستطيعون.»
بذلك يدعوهم يسوع اشرارا وفاسقين ويحذرهم بانه، كما قال للفريسيين قبلا، لا تعطى لهم آية الاّ آية يونان. واذ يغادر يصعد هو وتلاميذه الى سفينة وينطلقون نحو بيت صيدا على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحر الجليل. وفي الطريق يكتشف التلاميذ انهم نسوا ان يجلبوا خبزا، اذ لم يكن معهم الا رغيف واحد فقط.
واذ كان يفكر في مواجهته الفريسيين ومؤيدي هيرودس الصدوقيين، يحذر يسوع: «انظروا وتحرّزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس.» وبما ان التلاميذ اعتقدوا ان يسوع يشير الى نسيانهم جلب الخبز، اذ من الواضح ان الخمير يذكِّرهم بفكرة الخبز، يبدأون بمناقشة القضية. واذ يلاحظ سوء فهمهم، يقول يسوع: «لماذا تفكرون ان ليس عندكم خبز.»
ومؤخرا، كان يسوع قد زوّد بصورة عجائبية الخبز لآلاف من الناس وكان قد صنع هذه العجيبة الاخيرة ربما قبل يوم او اثنين فقط. فكان يجب ان يعرفوا انه ليس مهتما بالنقص في ارغفة حرفية. ‹ألا تذكرون،› يذكّرهم، «حين كسّرت الارغفة الخمسة للخمسة الآلاف كم قفة مملوة كسرا رفعتم.»
«اثنتي عشرة،» يجيبون.
«وحين السبعة للاربعة الآلاف كم سلّ كسر مملوّا رفعتم.»
«سبعة،» يجيبون.
«كيف لا تفهمون.» يسأل يسوع. «كيف لا تفهمون اني ليس عن الخبز قلت لكم ان تتحرزّوا من خمير الفريسيين والصدوقيين.»
وفهم التلاميذ اخيرا الفكرة. فالخمير، وهو مادة تسبب التخمّر وتجعل الخبز ينتفخ، كان كلمة تستعمل غالبا للدلالة على الفساد. ولذلك يفهم التلاميذ الآن ان يسوع يستخدم اسلوب الرمزية، منبها اياهم ليحترسوا من «تعليم الفريسيين والصدوقيين،» التعليم الذي له تأثير مفسد.
-
-
مَن هو يسوع حقا؟برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ نيسان (ابريل)
-
-
عندما ترفئ السفينة التي تحمل يسوع وتلاميذه في بيت صيدا يقدّم الشعب اليه رجلا اعمى ويلتمسون منه ان يلمس الرجل ويشفيه. فيقود يسوع الرجل بيده الى خارج القرية، وبعد ان يتفل في عينيه يسأل: ‹هل تبصر شيئا؟›
«أُبصر الناس،» يجيب الرجل، «أُبصر الناس كأشجار يمشون.» واذ يضع يديه على عيني الرجل يعيد يسوع بصره لكي يرى بوضوح. ثم يرسل يسوع الرجل الى البيت موصيا اياه بأن لا يدخل المدينة.
-