مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • حين يُكشف عن ابن الانسان
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • فلك نوح طافيا فوق الماء

      اَلْفَصْلُ ٩٣

      حِينَ يُكْشَفُ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ

      لوقا ١٧:‏​٢٠-‏٣٧

      • ‹مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ فِي وَسْطِهِمْ›‏

      • يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ يَسُوعَ

      فِيمَا لَا يَزَالُ يَسُوعُ فِي ٱلسَّامِرَةِ أَوِ ٱلْجَلِيلِ،‏ يَسْأَلُهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي يَتَوَقَّعُونَ مَجِيئَهُ بِطَبْلٍ وَزَمْرٍ.‏ لٰكِنَّهُ يُوضِحُ لَهُمْ:‏ «لَا يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ عَلَى وَجْهٍ لَافِتٍ،‏ وَلَا يَقُولُونَ:‏ ‹هُوَذَا هُنَا!‏›،‏ أَوْ:‏ ‹هُنَاكَ!‏›.‏ فَهَا إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ فِي وَسْطِكُمْ».‏ —‏ لوقا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      قَدْ يَسْتَنْتِجُ ٱلْبَعْضُ مِنْ هٰذَا ٱلْكَلَامِ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ يَحْكُمُ فِي قُلُوبِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ‏.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ مُحَالٌ لِأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ حَتْمًا لَيْسَ فِي قُلُوبِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَتَحَدَّثُ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ.‏ فَهُوَ فِي وَسْطِهِمْ مِنْ حَيْثُ إِنَّ مَلِكَهُ ٱلْمُعَيَّنَ،‏ يَسُوعَ،‏ إِنَّمَا هُوَ حَاضِرٌ بَيْنَهُمْ.‏ —‏ متى ٢١:‏٥‏.‏ 

      يُعْطِي يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً حَوْلَ مَجِيءِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ عَلَى ٱلْأَغْلَبِ بَعْدَ مُغَادَرَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ.‏ فَيُشِيرُ إِلَى حُضُورِهِ فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ قَائِلًا:‏ «سَتَأْتِي أَيَّامٌ تَشْتَهُونَ فِيهَا أَنْ تَرَوْا أَحَدَ أَيَّامِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَلَا تَرَوْنَ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٢‏)‏ وَهُوَ يُلَمِّحُ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ سَيَتَوَلَّى حُكْمَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَمَعَ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ سَيَتَرَقَّبُونَهُ عَلَى أَحَرِّ مِنَ ٱلْجَمْرِ،‏ فَعَلَيْهِمِ ٱنْتِظَارُ حُضُورِهِ فِي وَقْتِ ٱللّٰهِ ٱلْمُحَدَّدِ.‏

      ثُمَّ يُنَبِّهُهُمْ:‏ «يَقُولُونَ لَكُمْ:‏ ‹هُوَذَا هُنَاكَ!‏›،‏ أَوْ:‏ ‹هُوَذَا هُنَا!‏›.‏ فَلَا تَذْهَبُوا وَلَا تَجْرُوا وَرَاءَهُمْ.‏ فَكَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يُضِيءُ بِبَرِيقِهِ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى نَاحِيَةٍ أُخْرَى تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏لوقا ١٧:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فَكَيْفَ إِذًا يَتَجَنَّبُ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلِٱنْقِيَادَ وَرَاءَ مُسَحَاءَ دَجَّالِينَ؟‏ يُبَيِّنُ يَسُوعُ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْحَقِيقِيِّ سَيَكُونُ مِثْلَ بَرْقٍ يُضِيءُ نُورُهُ فَوْقَ مِنْطَقَةٍ وَاسِعَةٍ.‏ فَٱلْأَدِلَّةُ عَلَى حُضُورِهِ فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ سَتَكُونُ وَاضِحَةً جِدًّا بِحَيْثُ يُمَيِّزُهَا ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْيَقِظُونَ.‏

      بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ يَسْتَرْجِعُ حَادِثَتَيْنِ قَدِيمَتَيْنِ لِيُظْهِرَ مَوَاقِفَ ٱلنَّاسِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ.‏ يَذْكُرُ:‏ «كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ .‏ .‏ .‏ وَكَذٰلِكَ،‏ كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ:‏ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ،‏ وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ.‏ وَلٰكِنْ يَوْمَ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ،‏ أَمْطَرَتِ ٱلسَّمَاءُ نَارًا وَكِبْرِيتًا وَأَهْلَكَتْهُمْ جَمِيعًا.‏ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ يُكْشَفُ عَنِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ —‏ لوقا ١٧:‏​٢٦-‏٣٠‏.‏

      لَا يَقُولُ يَسُوعُ إِنَّ ٱلنَّاسَ أَيَّامَ نُوحٍ وَلُوطٍ هَلَكُوا لِأَنَّهُمْ عَاشُوا حَيَاةً طَبِيعِيَّةً بِمَا فِيهَا مِنْ أَكْلٍ،‏ وَشُرْبٍ،‏ وَشِرَاءٍ،‏ وَبَيْعٍ،‏ وَغَرْسٍ،‏ وَبِنَاءٍ.‏ فَنُوحٌ وَلُوطٌ وَعَائِلَتَاهُمَا عَاشُوا حَيَاةً مُمَاثِلَةً،‏ أَقَلُّهُ مِنْ بَعْضِ ٱلنَّوَاحِي.‏ لٰكِنَّ ٱلْفَرْقَ أَنَّ ٱلنَّاسَ مِنْ حَوْلِهِمْ أَدَارُوا ظَهْرَهُمْ لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَلَمْ يَكْتَرِثُوا بِٱلْأَزْمِنَةِ ٱلَّتِي يَعِيشُونَ فِيهَا.‏ مِنْ هُنَا،‏ يَحُثُّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَنْتَبِهُوا لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَيَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِفِعْلِهَا،‏ مُظْهِرًا بِذٰلِكَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ حِينَ يَجْلُبُ ٱللّٰهُ ٱلدَّمَارَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

      زوجة لوط تصير عمود ملح

      وَعَلَى ٱلتَّلَامِيذِ أَيْضًا أَنْ يَحْذَرُوا ٱلتَّلَهِّيَ بِمَا «هُوَ وَرَاءُ»،‏ أَيْ بِشُؤُونِ ٱلْعَالَمِ مِنْ حَوْلِهِمْ.‏ يُخْبِرُهُمْ يَسُوعُ:‏ «مَنْ كَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَلَى ٱلسَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي ٱلْبَيْتِ،‏ فَلَا يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا.‏ وَمَنْ كَانَ خَارِجًا فِي ٱلْحَقْلِ،‏ فَلَا يَعُدْ كَذٰلِكَ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ.‏ اُذْكُرُوا زَوْجَةَ لُوطٍ».‏ (‏لوقا ١٧:‏​٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَهِيَ صَارَتْ عَمُودَ مِلْحٍ.‏

      ثُمَّ يُضِيفُ فِي ٱلسِّيَاقِ نَفْسِهِ:‏ «فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ يَكُونُ ٱثْنَانِ عَلَى سَرِيرٍ وَاحِدٍ،‏ فَيُؤْخَذُ ٱلْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ ٱلْآخَرُ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٣٤‏)‏ فَٱلْبَعْضُ سَيَخْلُصُونَ وَآخَرُونَ يُتْرَكُونَ فَيَخْسَرُونَ حَيَاتَهُمْ.‏

      عِنْدَئِذٍ يَسْأَلُهُ ٱلتَّلَامِيذُ:‏ «أَيْنَ،‏ يَا رَبُّ؟‏» فَيُجِيبُهُمْ:‏ «حَيْثُ يَكُونُ ٱلْجَسَدُ،‏ هُنَاكَ أَيْضًا تَجْتَمِعُ ٱلْعِقْبَانُ».‏ (‏لوقا ١٧:‏٣٧‏)‏ فَٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِبُعْدِ ٱلنَّظَرِ مِثْلَ ٱلْعِقْبَانِ سَيَجْتَمِعُونَ حَوْلَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيِّ،‏ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ سَيَعْمَلُ هُوَ عَلَى تَزْوِيدِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِٱلْحَقِّ ٱلْمُنْقِذِ لِلْحَيَاةِ.‏

  • اهمية الصلاة والتواضع
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
    • فريسي وجابي ضرائب يصليان

      اَلْفَصْلُ ٩٤

      أَهَمِّيَّةُ ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّوَاضُعِ

      لوقا ١٨:‏​١-‏١٤

      • مَثَلُ ٱلْأَرْمَلَةِ ٱللَّجُوجَةِ

      • اَلْفَرِّيسِيُّ وَجَابِي ٱلضَّرَائِبِ

      فِي وَقْتٍ سَابِقٍ،‏ أَخْبَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ مَثَلًا عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُثَابَرَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏لوقا ١١:‏​٥-‏١٣‏)‏ وَٱلْآنَ،‏ رُبَّمَا فِي ٱلسَّامِرَةِ أَوِ ٱلْجَلِيلِ،‏ يُعَاوِدُ ٱلتَّشْدِيدَ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ ذَاتِهَا مِنْ خِلَالِ مَثَلٍ آخَرَ.‏

      ارملة تلتمس من قاضٍ ان ينصفها

      يَرْوِي:‏ «كَانَ فِي مَدِينَةٍ قَاضٍ لَا يَخَافُ ٱللّٰهَ وَلَا يَحْتَرِمُ إِنْسَانًا.‏ وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ لَا تَكُفُّ عَنِ ٱلْمَجِيءِ إِلَيْهِ،‏ قَائِلَةً:‏ ‹اِعْدِلْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَصْمِي›.‏ فَبَقِيَ زَمَنًا لَا يَشَاءُ،‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹وَإِنْ كُنْتُ لَا أَخَافُ ٱللّٰهَ وَلَا أَحْتَرِمُ إِنْسَانًا،‏ فَمَهْمَا يَكُنْ،‏ فَلِأَنَّ هٰذِهِ ٱلْأَرْمَلَةَ لَا تَكُفُّ عَنْ إِزْعَاجِي،‏ سَأَقْضِي لَهَا بِٱلْعَدْلِ لِئَلَّا تَأْتِيَ دَائِمًا وَتَقْمَعَنِي لِلْغَايَةِ›».‏ —‏ لوقا ١٨:‏​٢-‏٥‏.‏

      وَتَطْبِيقًا لِلْمَثَلِ يَقُولُ يَسُوعُ:‏ «اِسْمَعُوا مَا قَالَ ٱلْقَاضِي،‏ مَعَ أَنَّهُ أَثِيمٌ!‏ أَفَلَا يُجْرِي ٱللّٰهُ ٱلْعَدْلَ لِمُخْتَارِيهِ ٱلصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ رَغْمَ أَنَّهُ طَوِيلُ ٱلْأَنَاةِ فِي أَمْرِ أُولٰئِكَ؟‏».‏ (‏لوقا ١٨:‏​٦،‏ ٧‏)‏ فَأَيَّةُ فِكْرَةٍ يَوَدُّ إِيصَالَهَا عَنْ أَبِيهِ؟‏

      إِنَّهُ حَتْمًا لَا يُشَبِّهُ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ بِٱلْقَاضِي ٱلْأَثِيمِ،‏ لَا مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ.‏ بَلْ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلتَّبَايُنِ ٱلصَّارِخِ بَيْنَهُمَا.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلْقَاضِي ٱلْبَشَرِيُّ رَغْمَ إِثْمِهِ يُصْغِي إِلَى ٱلِٱلْتِمَاسَاتِ ٱللَّجُوجَةِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱللّٰهُ؟‏!‏ فَهُوَ بَارٌّ وَصَالِحٌ وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ لَا يَفْتُرُ عَزْمُهُمْ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِمَّا يُضِيفُهُ يَسُوعُ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ:‏ إِنَّهُ يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا».‏ —‏ لوقا ١٨:‏٨‏.‏

      فَفِي ٱلْغَالِبِ،‏ تُهْضَمُ حُقُوقُ ٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْوُضَعَاءِ،‏ فِي حِينِ يَحْظَى أَصْحَابُ ٱلنُّفُوذِ وَٱلثَّرْوَةِ بِمُعَامَلَةٍ خُصُوصِيَّةٍ.‏ وَلٰكِنْ حَاشَا لِلّٰهِ مِنَ ٱلظُّلْمِ!‏ فَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ سَيَحْرِصُ أَنْ تَأْخُذَ ٱلْعَدَالَةُ مَجْرَاهَا،‏ فَيُعَاقِبُ ٱلْأَشْرَارَ وَيَهَبُ خُدَّامَهُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏

      وَلٰكِنْ مَنْ إِيمَانُهُ رَاسِخٌ مِثْلُ ٱلْأَرْمَلَةِ؟‏ وَهَلْ يُؤْمِنُ كَثِيرُونَ حَقًّا أَنَّ ٱللّٰهَ سَوْفَ «يُجْرِي لَهُمُ ٱلْعَدْلَ سَرِيعًا»؟‏ بَعْدَمَا أَبْرَزَ يَسُوعُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلْمُوَاظَبَةِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ،‏ يَسْأَلُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِقُوَّةِ ٱلصَّلَاةِ قَائِلًا:‏ «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَهَلْ يَجِدُ [مِثْلَ هٰذَا] ٱلْإِيمَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏».‏ (‏لوقا ١٨:‏٨‏)‏ فَإِيمَانٌ كَهٰذَا سَيَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عُمْلَةً نَادِرَةً وَقْتَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيحِ.‏

      إِلَّا أَنَّ بَعْضَ مُسْتَمِعِيهِ رَاضُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ.‏ فَهُمْ يَثِقُونَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ يَتَعَالَوْنَ عَلَى غَيْرِهِمْ.‏ فَيُوَجِّهُ إِلَيْهِمِ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ قَائِلًا:‏

      ‏«إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا،‏ وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَٱلْآخَرُ جَابِي ضَرَائِبَ.‏ فَوَقَفَ ٱلْفَرِّيسِيُّ وَٱبْتَدَأَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هٰكَذَا:‏ ‹اَللّٰهُمَّ،‏ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ ٱلْمُبْتَزِّينَ ٱلْأَثَمَةِ ٱلزُّنَاةِ،‏ أَوْ حَتَّى مِثْلَ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ هٰذَا.‏ أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ،‏ وَأُقَدِّمُ عُشْرَ كُلِّ مَا أَقْتَنِيهِ›».‏ —‏ لوقا ١٨:‏​١٠-‏١٢‏.‏

      مَعْرُوفٌ عَنِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ حُبُّهُمْ لِلتَّظَاهُرِ عَلَانِيَةً بِٱلْبِرِّ بِهَدَفِ نَيْلِ ٱسْتِحْسَانِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهُمْ يَفْرِضُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمِ ٱلصَّوْمَ أَيَّامَ ٱلْإِثْنَيْنِ وَٱلْخَمِيسِ حِينَ تَكْتَظُّ ٱلْأَسْوَاقُ بِٱلنَّاسِ،‏ فَيَرَاهُمُ ٱلْكَثِيرُونَ.‏ وَيُبَالِغُونَ أَيْضًا فِي حِرْصِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلْعُشُورِ،‏ فَلَا يَسْتَثْنُونَ حَتَّى أَصْغَرَ ٱلنَّبَتَاتِ.‏ (‏لوقا ١١:‏٤٢‏)‏ وَقَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ،‏ عَبَّرُوا عَنِ ٱزْدِرَائِهِمْ بِعَامَّةِ ٱلشَّعْبِ قَائِلِينَ:‏ «هٰذَا ٱلْجَمْعُ ٱلَّذِي لَا يَعْرِفُ ٱلشَّرِيعَةَ [أَيْ تَفَاسِيرَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَهَا] مَلْعُونٌ».‏ —‏ يوحنا ٧:‏٤٩‏.‏

      يُتَابِعُ يَسُوعُ مَثَلَهُ قَائِلًا:‏ «أَمَّا جَابِي ٱلضَّرَائِبِ ٱلْوَاقِفُ مِنْ بَعِيدٍ،‏ فَلَمْ يَشَأْ حَتَّى رَفْعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ،‏ بَلْ بَقِيَ يَقْرَعُ عَلَى صَدْرِهِ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اَللّٰهُمَّ،‏ تَحَنَّنْ عَلَيَّ أَنَا ٱلْخَاطِئَ›».‏ فَهُوَ يَعْتَرِفُ بِنَقَائِصِهِ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ يَخْتَتِمُ يَسُوعُ:‏ «أَقُولُ لَكُمْ:‏ نَزَلَ هٰذَا إِلَى بَيْتِهِ بَارًّا أَكْثَرَ مِنْ ذَاكَ [ٱلْفَرِّيسِيِّ]،‏ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ رَفَعَ نَفْسَهُ أُذِلَّ،‏ وَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِعَ».‏ —‏ لوقا ١٨:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      فَمَا أَهَمَّ ٱلتَّحَلِّيَ بِٱلتَّوَاضُعِ!‏ وَيَسُوعُ بِمَثَلِهِ هٰذَا يَضْرِبُ عَلَى وَتَرٍ حَسَّاسٍ؛‏ فَتَلَامِيذُهُ تَرَبَّوْا فِي مُجْتَمَعٍ يُقِيمُ فِيهِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْبَارُّونَ بِإِفْرَاطٍ وَزْنًا كَبِيرًا لِلْمَرَاكِزِ وَٱلطَّبَقَاتِ.‏ وَمَشُورَتُهُ هٰذِهِ مُفِيدَةٌ أَيْضًا لِكُلِّ أَتْبَاعِهِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة