مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«صلّوا انتم هكذا»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • ‏«صلّوا انتم هكذا»‏

      هل تعرف الصلاة الربانية؟‏ انها صلاة نموذجية علّمنا اياها يسوع المسيح.‏ فقد قال في موعظته الشهيرة على الجبل:‏ «صلّوا انتم هكذا».‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ وبما ان يسوع هو الذي علّمها،‏ فهي تُدعى في الغالب الصلاة الربانية.‏ ولكنها تُعرَف ايضا بصلاة الأبانا.‏

      ان ملايين الناس حول العالم يحفظون الصلاة الربانية عن ظهر قلب ويردِّدونها احيانا كثيرة،‏ ربما كل يوم.‏ وفي السنوات الاخيرة،‏ يتلو كثيرون هذه الصلاة في المدارس وعند الاحتفال بالمناسبات العامة.‏ فلماذا تُعتبَر الصلاة الربانية بالغة الاهمية؟‏

      كتب اللاهوتي كبريانوس الذي عاش في القرن الثالث:‏ «ايّ صلاة لها معنى روحي أعمق من الصلاة التي علّمنا اياها المسيح .‏ .‏ .‏؟‏ وأي صلاة الى الآب هي اصدق من التي سلّمنا اياها الابن الذي هو الحق؟‏».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦‏.‏

      وبحسب كتاب التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ تُعتبَر الأبانا «الصلاة الرئيسية عند المسيحيين».‏ كما تتحدث دائرة معارف الكتاب العالمي (‏بالانكليزية)‏ عن اهمية هذه الصلاة في كل ديانات العالم المسيحي،‏ واصفة اياها بأنها احدى «الطرائق الرئيسية للتعبير عن الايمان المسيحي».‏

      ولكن من الجدير بالذكر ان كثيرين ممن يتلون الصلاة الربانية لا يفهمون معناها كاملا.‏ تقول صحيفة أوتاوا سيتيزن الكندية (‏بالانكليزية)‏:‏ «اذا كنت من خلفية مسيحية،‏ يمكنك على الارجح تلاوة الصلاة الربانية بسرعة ودون توقف».‏ وتضيف:‏ «ولكن قد يصعب عليك ان تتلوها ببطء وبفهم».‏

      فهل من الضروري ان نفهم معنى الصلوات التي نقدِّمها الى اللّٰه؟‏ لماذا علّمنا يسوع الصلاة الربانية؟‏ وماذا تعني لك؟‏ لنناقش هذه الاسئلة في المقالة التالية.‏

  • الصلاة الربانية —‏ ما تعنيه لك
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١٥ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • الصلاة الربانية —‏ ما تعنيه لك

      الصلاة الربانية،‏ التي ذكرها يسوع المسيح في الموعظة على الجبل،‏ مسجلة في الكتاب المقدس في متى الاصحاح ٦،‏ الاعداد ٩ الى ١٣‏.‏ ولكن قبل ان يذكر يسوع هذه الصلاة،‏ قال:‏ «عندما تصلّون لا تكرروا الامور نفسها كما يفعل الامميون،‏ فإنهم يظنون انه بالإكثار من الكلام،‏ يُسمع لهم».‏ —‏ متى ٦:‏٧‏.‏

      من الواضح اذًا ان يسوع لم يوصِ بأن تُتلى الصلاة الربانية كلمة فكلمة.‏ صحيح انه كررها لاحقا لفائدة سامعين آخرين.‏ (‏لوقا ١١:‏٢-‏٤‏)‏ ولكنّ الكلمات اختلفت بعض الشيء بين انجيلَي متى ولوقا.‏ وعلاوة على ذلك،‏ عندما قدَّم يسوع وتلاميذه الصلوات لاحقا،‏ لم يلتصقوا تماما بكلمات هذه الصلاة النموذجية.‏

      فلماذا سُجِّلت الصلاة الربانية في الكتاب المقدس؟‏ لأن يسوع يعلِّمنا بواسطتها كيف تكون صلواتنا مقبولة لدى اللّٰه.‏ كما اننا نجد فيها اجوبة عن بعض الاسئلة المهمة المتعلقة بالحياة.‏ فلنتأمل في كل جزء من الصلاة الربانية.‏

      ما اسم اللّٰه؟‏

      ‏«أبانا الذي في السموات،‏ ليتقدس اسمك».‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ تساعدنا هذه الكلمات الافتتاحية للصلاة النموذجية ان نقترب الى اللّٰه بمخاطبته ‹كأب لنا›.‏ فكما ينجذب الطفل بشكل طبيعي الى والد محب ومتعاطف،‏ يمكننا الاقتراب الى ابينا السماوي واثقين بأنه يودّ سماعنا.‏ فقد رنّم الملك داود:‏ «يا سامع الصلاة اليك يأتي كل بشر».‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      ويعلِّمنا يسوع ان نصلّي من اجل تقديس اسم اللّٰه.‏ ولكن ما اسم اللّٰه؟‏ يجيب الكتاب المقدس بهذه الكلمات:‏ «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض».‏ (‏مزمور ٨٣:‏١٨‏)‏ فهل سبق ان قرأت الاسم يهوه في الكتاب المقدس؟‏

      في الواقع يرد اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ حوالي ٠٠٠‏,٧ مرة في مخطوطات الكتاب المقدس القديمة.‏ لكنّ بعض التراجمة أزالوا هذا الاسم من ترجماتهم للكتاب المقدس.‏ لذلك من الصواب ان نصلّي الى خالقنا من اجل تقديس اسمه.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٢٣‏)‏ وإحدى الطرائق التي نعمل بها وفق هذه الصلاة هي استعمال الاسم يهوه عندما نصلّي الى اللّٰه.‏

      پاتريشا هي امرأة نشأت كاثوليكية،‏ وكانت تعرف الصلاة الربانية جيدا.‏ فماذا كان ردّ فعلها عندما ارتها واحدة من شهود يهوه اسم اللّٰه في الكتاب المقدس؟‏ قالت:‏ «لم استطع ان اصدق!‏ لذلك جلبت كتابي المقدس،‏ وكان الاسم موجودا فيه ايضا.‏ ثم أظهرَت لي الشاهدة ما تقوله متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏،‏ موضحة ان اسم اللّٰه مشار اليه في الصلاة الربانية.‏ ففرحتُ كثيرا وطلبتُ منها ان تدرس الكتاب المقدس معي».‏

      لتكن مشيئة اللّٰه على الارض

      ‏«ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ فكيف سيتم هذا الجزء من الصلاة النموذجية؟‏ يتصوّر معظم الناس ان السماء هي مكان يعمه السلام والسكينة.‏ وتشير الاسفار المقدسة الى السماء بصفتها ‹مسكن قدس يهوه ومجده›.‏ (‏اشعياء ٦٣:‏١٥‏)‏ لهذا السبب نصلّي ان تكون مشيئة اللّٰه على الارض «كما في السماء».‏ ولكن هل سيحدث ذلك؟‏

      انبأ نبي يهوه دانيال:‏ «يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك [الارضية] وهي تثبت الى الابد».‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وهذه المملكة،‏ او الحكومة،‏ السماوية ستتخذ قريبا الاجراء اللازم لإحلال السلام العالمي في ظل حكمها البار.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      والصلاة ان يأتي ملكوت اللّٰه وأن تكون مشيئته على الارض هي تعبير عن ايمان لن يؤدي الى الخيبة.‏ كتب الرسول المسيحي يوحنا:‏ «وسمعت صوتا عاليا من العرش يقول:‏ ‹ها خيمة اللّٰه مع الناس،‏ فسيسكن معهم،‏ وهم يكونون شعوبا له.‏ واللّٰه نفسه يكون معهم.‏ وسيمسح كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت›».‏ ثم أضاف:‏ «وقال الجالس على العرش:‏ .‏ .‏ .‏ ‹اكتب،‏ لأن هذه الكلمات امينة وحقة›».‏ —‏ كشف ٢١:‏٣-‏٥‏.‏

      الصلاة وحاجاتنا الجسدية

      اظهر يسوع في الصلاة النموذجية ان اهمّ ما نصلي من اجله ينبغي ان يرتبط باسم اللّٰه ومشيئته.‏ غير ان الصلاة النموذجية تشمل ايضا طلبات شخصية تُوجّه بشكل لائق الى يهوه.‏

      الطلب الاول هو:‏ ‏«أعطِنا اليوم خبز يومنا».‏ (‏متى ٦:‏١١‏)‏ وهذا ليس التماسا للغنى المادي.‏ فقد حضّنا يسوع ان نطلب «خبزنا اليومي كفاف يومنا».‏ (‏لوقا ١١:‏٣‏)‏ وانسجاما مع الصلاة الربانية،‏ اذا كنا نحب اللّٰه ونطيعه،‏ فبإمكاننا ان نطلب منه حاجاتنا اليومية واثقين بأنه سيزوِّدها.‏

      اذا قلقنا اكثر مما ينبغي بشأن المشاكل المادية،‏ يمكن ان نهمل حاجتنا الروحية وبالتالي نفشل في فعل ما يطلبه منا اللّٰه.‏ اما اذا وضعنا عبادة اللّٰه اولا في حياتنا،‏ يمكننا الوثوق بأن اللّٰه سيستجيب طلباتنا المتعلقة بسد حاجاتنا المادية كالقوت والكسوة.‏ قال يسوع:‏ «داوموا اولا على طلب ملكوت [اللّٰه] وبره،‏ وهذه كلها تزاد لكم».‏ (‏متى ٦:‏٢٦-‏٣٣‏)‏ ولكن بما اننا جميعا خطاة وبحاجة الى الغفران،‏ فليس من السهل طلب بر اللّٰه.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ لذلك تتناول الصلاة الربانية مسألة الغفران ايضا.‏

      صلواتنا والغفران

      ‏«اغفر لنا ديوننا كما غفرنا نحن ايضا للمديونين لنا».‏ (‏متى ٦:‏١٢‏)‏ في الصلاة الربانية المذكورة في انجيل لوقا،‏ يُشار الى هذه ‹الديون› بصفتها «خطايا».‏ (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ فهل حقا يغفر يهوه اللّٰه خطايانا؟‏

      رغم ان ملك اسرائيل القديمة داود ارتكب خطايا خطيرة،‏ فقد تاب وصلّى بثقة:‏ «انت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك».‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ فكم هو معزٍّ ان نعرف ان ابانا السماوي ‹يغفر› خطايا جميع التائبين الذين يدعون اليه!‏ وكما يُلغى دين ما بكامله،‏ كذلك يغفر يهوه اللّٰه خطايانا بكاملها.‏

      لكنّ يسوع ذكر شرطا:‏ لكي ننال غفران اللّٰه يجب ان نغفر للآخرين.‏ (‏متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لقد غفر الرجل البار ايوب لأصحابه الثلاثة الذين اساءوا معاملته،‏ حتى انه صلّى لأجلهم.‏ (‏ايوب ٤٢:‏١٠‏)‏ وإذا غفرنا نحن للذين يخطئون الينا،‏ نرضي اللّٰه ونستفيد من رحمته.‏

      وبما ان اللّٰه مستعد لسماع التماساتنا،‏ ينبغي ان نندفع الى طلب رضاه،‏ الامر الذي نستطيع فعله رغم اننا ناقصون.‏ (‏متى ٢٦:‏٤١‏)‏ فيهوه سيساعدنا في هذه المسألة ايضا.‏ وهذا ما أظهره يسوع باختتامه الصلاة النموذجية بطلب حيوي.‏

      المساعدة على اتِّباع مسلك بار

      ‏«لا تُدخِلنا في تجربة،‏ لكن نجِّنا من الشرير».‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ لا يتخلى يهوه عنا اثناء التجارب او يجعلنا نقع في الخطية.‏ فكلمته تقول:‏ «اللّٰه لا يمكن ان يمتحن بالسيئات،‏ ولا هو يمتحن احدا».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ صحيح انه يسمح بأن نُجرَّب،‏ لكنه ينجينا من المجرِّب الكبير،‏ «الشرير» المعروف بالشيطان ابليس.‏

      حضّ الرسول بطرس الرفقاء المسيحيين:‏ «كونوا واعين وساهرين.‏ ان خصمكم ابليس يجول كأسد زائر،‏ وهو يطلب ان يلتهم احدا».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ وفي الواقع،‏ حتى الرجل الكامل يسوع المسيح جرَّبه الشيطان!‏ وبأي هدف؟‏ إبعاد يسوع عن عبادة يهوه اللّٰه النقية.‏ (‏متى ٤:‏١-‏١١‏)‏ فإذا كنت تسعى الى خدمة اللّٰه،‏ فسيهدف الشيطان الى التهامك انت ايضا!‏

      يستخدم ابليس العالم الذي تحت سيطرته ليستميلنا الى الانهماك في ممارسات لا ترضي اللّٰه.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ لذلك من الضروري ان نطلب دائما المساعدة من اللّٰه،‏ ولا سيما اذا كنا نواجه منذ فترة تجربة صعبة.‏ واللّٰه سينجينا بمساعدتنا على مقاومة ابليس إذا كانت عبادتنا له منسجمة مع الكتاب المقدس،‏ كلمته الموحى بها.‏ فالكتاب المقدس يخبرنا:‏ «اللّٰه امين،‏ ولن يدعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      الايمان باللّٰه ضروري

      كم هو مفرح ان نعلم بأن ابانا السماوي يهتم بكل شخص منا!‏ حتى انه رتَّب ان يعلِّمنا ابنه يسوع المسيح كيف نصلي.‏ وهذا ما يجعلنا بالتأكيد نرغب في ارضاء يهوه اللّٰه.‏ فكيف يمكننا ذلك؟‏

      يذكر الكتاب المقدس:‏ «بدون ايمان يستحيل إرضاؤه،‏ لأنه يجب على الذي يقترب الى اللّٰه ان يؤمن بأنه كائن وبأنه يكافئ الذين يجدّون في طلبه».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ولكن كيف يمكن امتلاك ايمان كهذا؟‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «الايمان يلي السماع».‏ (‏روما ١٠:‏١٧‏)‏ ويُسَر شهود يهوه ان يتحدثوا عن مسائل من الاسفار المقدسة الى كل مَن يتوق الى خدمة اللّٰه بإيمان حقيقي.‏

      نأمل ان تكون مناقشتنا للصلاة الربانية قد عمّقت فهمك لمعناها.‏ بإمكانك ان تقوِّي ايمانك باللّٰه بنيل المزيد من المعرفة عن يهوه وعن المكافآ‌ت التي يمنحها للذين «يجدّون في طلبه».‏ ومن المفيد ان تتعلّم اكثر عن ابيك السماوي وعن مقاصده لكي تتمكن من امتلاك علاقة لصيقة به تدوم الى الابد.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏«أبانا الذي في السموات،‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏ أعطِنا اليوم خبز يومنا؛‏ واغفر لنا ديوننا كما غفرنا نحن ايضا للمديونين لنا.‏ ولا تُدخِلنا في تجربة،‏ لكن نجِّنا من الشرير».‏ —‏ متى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة