مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل «العهد الجديد» معادٍ للساميَّة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • وجهة نظر الكتاب المقدس

      هل «العهد الجديد» معادٍ للساميَّة؟‏

      ذكر مبشِّر اميركي ذات مرة:‏ «لقد اخطأَت الكنيسة المؤسسيَّة طوال الكثير من تاريخها ولديها الكثير لتجيب عنه في يوم الدينونة،‏ وخصوصا عن معاداة الساميَّة المرتكبة بحق الشعب اليهودي.‏»‏

      فلماذا لمعاداة الساميَّة تاريخ طويل وبشع كهذا،‏ تاريخ يستمر حتى الى القرن الـ‍ ٢٠؟‏ يلوم البعض الاسفار اليونانية المسيحية المقدسة،‏ التي تدعى «العهد الجديد.‏» مثلا،‏ ادَّعى كريستر ستاندال،‏ عميد مدرسة هارڤرد للَّاهوت:‏ «أما ان .‏ .‏ .‏ اقوال العهد الجديد عملت كإجازة ‹الهية› لبغض اليهود،‏ فهذا امر معروف وواقع مقبول عموما.‏» ومع ان ذلك قد يكون مقبولا عموما،‏ هل هو صحيح حقا؟‏

      مَن المَلوم على موت يسوع؟‏

      ان احد المقاطع التي غالبا ما يُستشهد بها كبرهان على معاداة «العهد الجديد» للساميَّة هو متى ٢٧:‏١٥-‏٢٥‏.‏ فهناك يجري إخبارنا ان جمعا يهوديا طالب بأن يعلِّق الحاكم الروماني بيلاطس البنطي يسوعَ،‏ حتى انهم صرخوا:‏ «دمه علينا وعلى اولادنا.‏» فهل كان «العهد الجديد» يعلِّم هناك ان جميع يهود القرن الاول كانوا مسؤولين عن موت يسوع وأنه يجب ان يُعرف اليهود الى الابد بقتلة المسيح؟‏

      اولا،‏ كيف كان ردّ فعل معظم اليهود تجاه يسوع خلال خدمته؟‏ يكشف «العهد الجديد» ان يسوع كان محبوبا للغاية الى الجموع اليهودية،‏ وخصوصا في الجليل،‏ حيث قام بمعظم خدمته.‏ (‏يوحنا ٧:‏٣١؛‏ ٨:‏٣٠؛‏ ١٠:‏٤٢؛‏ ١١:‏٤٥‏)‏ وقبل خمسة ايام فقط من اعتقاله وإعدامه،‏ رحَّب به جمع يهودي بصفته المسيَّا وهو يدخل اورشليم.‏ —‏ متى ٢١:‏٦-‏١١‏.‏

      فمن اراد،‏ اذًا،‏ إماتة يسوع؟‏ يلاحظ «العهد الجديد» ان يسوع لم يكن محبوبا الى رؤساء الكهنة وكثيرين من الفريسيين والصدوقيين لانه شهَّر رياءهم.‏ (‏متى ٢١:‏٣٣-‏٤٦؛‏ ٢٣:‏١-‏٣٦‏.‏)‏a وكان رئيس الكهنة قيافا احد مقاومي يسوع الرئيسيين.‏ ولا شك انه عانى خسارة اقتصادية شخصية عندما طرد يسوع الصيارفة من الهيكل.‏ (‏مرقس ١١:‏١٥-‏١٨‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ خاف قيافا ان تؤدي شعبية يسوع عند الجموع اليهودية في النهاية الى تدخل روماني والى خسارته الشخصية للسلطة.‏ (‏يوحنا ١١:‏٤٥-‏٥٣‏)‏ وهكذا،‏ تآ‌مر رؤساء الكهنة وقادة دينيون آخرون على موت يسوع وسلَّموه الى محكمة رومانية لتنفيذ حكم الاعدام.‏ (‏متى ٢٧:‏١،‏ ٢؛‏ مرقس ١٥:‏١؛‏ لوقا ٢٢:‏٦٦–‏٢٣:‏١‏)‏ فيا لها من سخرية ان تقود شعبية يسوع عند عامة اليهود الى موته!‏

      ونظرا الى شعبية يسوع،‏ كيف امكن لجمع يهودي ان يلجَّ في طلب موته؟‏ بما ان معظم داعمي يسوع كانوا جليليين،‏ فمن الممكن ان الجمع الذي اراد موته كان في اغلبه من اليهودية.‏ فالجليليون غلب عليهم الودّ،‏ التواضع،‏ والصراحة بطبيعتهم،‏ في حين غلبت على الذين من اليهودية الغطرسة،‏ الغنى،‏ والثقافة العالية،‏ وخصوصا في اورشليم.‏ وعلى نحو ذي مغزى،‏ يكشف متَّى ان الجمع حرَّضه «رؤساء الكهنة والشيوخ.‏» (‏متى ٢٧:‏٢٠‏)‏ فأية كذبة ربما أخبروا بها الجمع حتى اهاجوهم بهذا الشكل؟‏ هل كانت الكذبة التي قدموها في وقت سابق عند محاكمة يسوع والتي كُرِّرت خلال تنفيذ حكم الاعدام في يسوع،‏ اي ان يسوع قال انه سيدمر الهيكل؟‏ —‏ مرقس ١٤:‏٥٧،‏ ٥٨؛‏ ١٥:‏٢٩‏.‏b

      مسؤولية جماعية

      اذا لم يكن هذا الجمع اليهودي كاملَ الشعب اليهودي،‏ فلماذا قال الرسول بطرس عندما كان يخاطب جمعا كبيرا من اليهود المجتمعين بعد نحو ٥٢ يوما في اورشليم من اجل عيد الاسابيع:‏ «بأيدي اثمة صلبتم [يسوع]»؟‏ (‏اعمال ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ طبعا كان بطرس يعرف ان معظمهم لم تكن لهم علاقة بالحوادث التي ادَّت الى اعدام يسوع.‏ فماذا عنى بطرس؟‏

      حسب الاسفار المقدسة،‏ كانت جريمة القتل التي لم يُعوَّض عنها تجلب استحقاق اللوم لا على القاتل فقط بل على الجماعة التي فشلت في تقديمه الى القضاء.‏ (‏تثنية ٢١:‏١-‏٩‏)‏ مثلا،‏ حُكم على كامل سبط بنيامين ذات مرة بأنه مذنب بسفك الدم لفشله في معاقبة مجموعة من القتلة في وسطه.‏ وعلى الرغم من ان الاغلبية العظمى في السبط لم تكن متورطة مباشرة في جريمة القتل،‏ فبسكوتها عن الجريمة،‏ كانت تتغاضى عنها،‏ فحملت بذلك مقدارا من المسؤولية.‏ (‏قضاة ٢٠:‏٨-‏٤٨‏)‏ وقد لوحظ بالفعل ان «السكوت اخو الرضا.‏»‏

      وبطريقة مماثلة،‏ وافقت الامة اليهودية للقرن الاول على جريمة قادتها المذنبين بسفك الدم.‏ فبالسكوت عن اعمال رؤساء الكهنة والفريسيين الاجرامية،‏ شاركت الامة بكاملها في المسؤولية.‏ ولا شك انه لهذا السبب ناشد بطرس حضوره من اليهود ان يُظهروا الندم.‏c

      وماذا كانت عواقب رفض كهذا ليسوع بصفته المسيَّا؟‏ قال يسوع لمدينة اورشليم:‏ «بيتكم [الهيكل] يُترك لكم خرابا.‏» (‏متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ نعم،‏ سحب اللّٰه حمايته،‏ ودمرت الجيوش الرومانية بعد ذلك اورشليم مع هيكلها.‏ وكما تشعر عائلة الرجل بالعواقب اذا بدَّد هو كل ممتلكاته،‏ فإن خسارة الحماية الالهية لم يتأثر بها فقط اولئك الذين صرخوا طالبين موت يسوع بل عائلاتهم ايضا.‏ وبهذا المعنى كان دم يسوع عليهم وعلى اولادهم.‏ —‏ متى ٢٧:‏٢٥‏.‏

      ولكن لا شيء في «العهد الجديد» يدَّعي ان اجيال اليهود المقبلة كانت ستحمل ذنبا خصوصيا من اجل موت يسوع.‏ وعلى العكس،‏ بسبب محبته لابيهم ابرهيم،‏ اظهر اللّٰه لليهود اعتبارا خصوصيا،‏ مقدما لهم اول فرصة ليصيروا مسيحيين.‏ (‏اعمال ٣:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ١٣:‏٤٦؛‏ رومية ١:‏١٦؛‏ ١١:‏٢٨‏)‏ وعندما امتدت هذه الفرصة اخيرا الى غير اليهود،‏ اوقف اللّٰه تعامله مع ايّ شخص على اساس الاصل القومي.‏ قال بطرس:‏ «بالحق انا اجد ان اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وكتب الرسول بولس لاحقا:‏ «لا فرق بين اليهودي واليوناني.‏» (‏رومية ١٠:‏١٢‏)‏ فقد كان لليهود آنذاك المكانة عينها امام اللّٰه كغير اليهود،‏ ولا يزال ذلك صحيحا اليوم.‏ —‏ قارنوا حزقيال ١٨:‏٢٠‏.‏

      لماذا معاداة الساميَّة في العالم المسيحي؟‏

      لذلك يمكن ان يُرى ان «العهد الجديد» ليس معاديا للساميَّة.‏ وعوضا عن ذلك،‏ يسجل «العهد الجديد» تعاليم انسان عاش ومات يهوديا وعلَّم أتباعه اليهود ان يحترموا مُثُل الناموس الموسوي.‏ (‏متى ٥:‏١٧-‏١٩‏)‏

  • هل «العهد الجديد» معادٍ للساميَّة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • a يسجل المؤرخ اليهودي للقرن الاول يوسف بن متِّياس (‏فلاڤيوس يوسيفوس)‏ انه خلال هذا العصر،‏ كان رؤساء كهنة اسرائيل يُعيَّنون ويُعزَلون من قِبل ممثلين لروما بشكل متكرر حتى مرة في السنة.‏ وفي هذا الجوّ،‏ انحطت رئاسة الكهنة الى منصب للربح المادي،‏ فجذب ذلك اسوأ عناصر المجتمع.‏ ويزوِّد التلمود البابلي وثائق عن بعض التجاوزات الادبية لبعض رؤساء الكهنة هؤلاء.‏ (‏فصحيم ٥٧أ)‏ ويلاحظ التلمود ايضا ميلا لدى الفريسيين نحو الرياء.‏ (‏سُطاه ٢٢ب)‏

      b في الواقع قال يسوع لخصومه:‏ «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة ايام اقيمه.‏» (‏يوحنا ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ ولكن كما يُظهر يوحنا،‏ كان يسوع يشير،‏ لا الى الهيكل في اورشليم،‏ بل الى «هيكل جسده.‏» وهكذا فإن يسوع كان يقارن موته وقيامته المتوقَّعين بهدم وإعادة تشييد بناء.‏ —‏ قارنوا متى ١٦:‏٢١‏.‏

      c لوحظت مسؤولية مماثلة في الازمنة العصرية ايضا.‏ فلم يتورط جميع مواطني المانيا النازية مباشرة في الفظائع.‏ لكنَّ المانيا اعترفت بمسؤولية جماعية واختارت طوعا التعويض عن ضحايا الاضطهاد النازي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة