-
حافظوا على الاستقامة واحيوا!برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
حافظوا على الاستقامة واحيوا!
«العن اللّٰه ومت!» تَظهر على غلاف مجلتنا صورة امرأة ايوب التي كانت تهاجمه بهذه الكلمات. كان ذلك منذ ٦٠٠,٣ سنة تقريبا. لكنَّ هذا التهجُّم الشفهي على خادم اللّٰه الامين يلقي الضوء على قضية تواجه الجنس البشري حتى يومنا هذا. لقد عانى ايوب الامين خسائر فادحة — ماشيته، بيته، اولاده العشرة. وجسمه تعذَّب بسبب مرض مزمن، الامر الذي كان يمتحن احتماله الى اقصى الحدود. والسبب؟ كان العدو الرئيسي للّٰه والانسان، الشيطان ابليس، يواصل تحديا ادَّعى فيه انه لا يمكن للانسان ان يحافظ على الاستقامة امام اللّٰه تحت الامتحان الشديد. — ايوب ١:١١، ١٢؛ ٢:٤، ٥، ٩، عج، ١٠ .
واليوم، كما في ايام ايوب، «العالم كله قد وُضع في الشرير،» الشيطان ابليس. (١ يوحنا ٥:١٩) ويصح هذا اليوم اكثر ايضا، لأن «المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله» هو الآن مطرود من السموات الى هذه الارض. (رؤيا ١٢:٩) ويفسِّر ذلك الويلات الشديدة التي تصيب الجنس البشري في زمننا. والحرب العالمية الاولى، التي اندلعت في السنة ١٩١٤، وسمت «مبتدأ الاوجاع» التي تتواصل في هذا القرن الـ ٢٠. — متى ٢٤:٧، ٨.
في هذا العالم الوحشي والمنحط، هل حدث مرة ان شعرتم بأنكم بلغتم اقصى حدود الاحتمال البشري؟ هل حدث مرة ان تساءلتم: ‹هل هنالك ايّ قصد من الحياة؟› ربما شعر ايوب هكذا، لكنه لم يفقد قط الايمان باللّٰه، مع انه ارتكب اخطاء. فقد عبَّر عن تصميمه في هذه الكلمات: «حتى اسلم الروح لا اعزل (استقامتي) عني.» وكان على ثقة بأن اللّٰه ‹يعرف (استقامته).› — ايوب ٢٧:٥؛ ٣١:٦.
-
-
حافظوا على الاستقامة واحيوا!برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
وسيكون ايوب المحافظ على الاستقامة بين بلايين الاموات الذين سيُقامون آنذاك ليصيروا جزءا من مجتمع ‹الارض الجديدة› السلمي ذاك. (٢ بطرس ٣:١٣؛ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩) وكما هو مصوَّر على الغلاف الخلفي لمجلتنا، كوفئ ايوب على استقامته عندما «بارك الرب آخرة ايوب اكثر من اولاه.» لقد كان يتمتع بالقوة الروحية كمَن «لم يخطئ . . . بشفتيه.» فأطال اللّٰه حياته ١٤٠ سنة اضافية. وماديا، اعطى ايوبَ ضعف كل ما كان عنده، وكان لأيوب «سبعة بنين وثلاث بنات،» واعتُبرت بناته اجمل البنات في كل الارض. (ايوب ٢:١٠؛ ٤٢:١٢-١٧)
-