مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يوم يهوه قريب
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • ‏«يوم يهوه قادم»‏

      ١٦ لماذا ينبغي ان يرتعد «جميع سكان الارض»؟‏

      ١٦ اسمعوا امر اللّٰه هذا:‏ «اضربوا بالبوق في صهيون صوِّتوا في جبل قدسي.‏ ليرتعد جميع سكان الارض».‏ (‏يوئيل ٢:‏١‏)‏ ولماذا يتجاوبون على هذا النحو؟‏ تجيب النبوة:‏ «لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] قادم لأنه قريب.‏ يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال».‏ (‏يوئيل ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ هنالك شعور حقيقي بالالحاح مرتبط بيوم يهوه العظيم.‏

      ١٧ كيف اثرت ضربة الجراد في ارض يهوذا وسكانها؟‏

      ١٧ تخيّلوا وقع رؤيا النبي اذ حوَّل الجراد الذي لا يكلّ جنة عدن حقيقية الى قفر خرب.‏ أصغوا الى وصف جيش الجراد:‏ «كمنظر الخيل منظره ومثل الافراس يركضون.‏ كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون.‏ كزفير لهيب نار تأكل قشا.‏ كقوم اقوياء مصطفّين للقتال.‏ منه ترتعد الشعوب.‏ كل الوجوه تجمع حُمْرة».‏ (‏يوئيل ٢:‏٤-‏٦‏)‏ خلال ضربة الجراد في زمن يوئيل،‏ ازداد قلق عبّاد البعل،‏ وكانت فورة القلق بادية على وجوههم.‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف يكون نشاط شعب اللّٰه اليوم مثل ضربة جراد؟‏

      ١٨ ولا شيء كان يوقف الجراد المنظَّم الذي لا يتعب.‏ فكانوا يجرون «كأبطال» ويتسلّقون الاسوار ايضا.‏ وإذا ‹وقع البعض بين الاسلحة فالآخرون لا ينكسرون›.‏ (‏يوئيل ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فيا له من تصوير نبوي حيّ لجيش اللّٰه العصري من الجراد الرمزي!‏ واليوم ايضا،‏ ما زال جيش جراد يهوه يمضي قُدُما.‏ ولا يعيقهم ايّ «سور» من المقاومة.‏ وهم لا يسايرون على حساب استقامتهم امام اللّٰه،‏ بل هم مستعدّون لمواجهة الموت،‏ شأنهم في ذلك شأن الآلاف من شهود يهوه الذين ‹وقعوا بين الاسلحة› لأنهم رفضوا ان يحيّوا هتلر في ظل الحكم النازي.‏

      ١٩ لقد قدّم جيش جراد يهوه العصري شهادة شاملة في «مدينة» العالم المسيحي.‏ (‏يوئيل ٢:‏٩‏)‏ وفعلوا ذلك في كل انحاء العالم.‏ وما زالوا يتخطّون كل العقَبات،‏ اذ يدخلون ملايين البيوت ويتحدثون الى الناس في الشارع وعلى الهاتف وبأية طريقة ممكنة فيما يعلنون رسالة يهوه.‏ وفعليا،‏ وزَّعوا البلايين من مطبوعات الكتاب المقدس وسيوزِّعون اكثر بكثير في خدمتهم التي لا تتوقف —‏ علنا ومن بيت الى بيت على السواء.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٢٠ مَن يدعم الجراد العصري،‏ وبأية نتائج؟‏

      ٢٠ تُظهِر يوئيل ٢:‏١٠ ان سرب الجراد الضخم جدا يشبه سحابة يمكنها ان تحجب الشمس والقمر والنجوم.‏ (‏قارنوا اشعياء ٦٠:‏٨‏.‏)‏ فهل هنالك شكّ في مَن هو وراء هذا الجيش؟‏ فبصوت اعلى من هدير الحشرات،‏ نسمع هذه الكلمات في يوئيل ٢:‏١١‏:‏ «الرب يعطي صوته امام جيشه.‏ ان عسكره كثير جدا.‏ فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه».‏ نعم،‏ يرسل يهوه اللّٰه جيشه من الجراد الآن —‏ قبل يومه العظيم.‏

      ‏«لا يتباطأ الرب»‏

      ٢١ ماذا سينتج عندما ‹يأتي يوم يهوه كلصّ›؟‏

      ٢١ كيوئيل،‏ تكلَّم الرسول بطرس عن يوم يهوه العظيم.‏ كتب:‏ «سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلّ العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٠‏)‏ فتحت تأثير الشيطان ابليس،‏ تحكم «السموات» الحكومية الشريرة على «الارض»،‏ اي الجنس البشري المبتعد عن اللّٰه.‏ (‏افسس ٦:‏١٢؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وهذه السموات والارض الرمزية لن تنجو من حموّ الغضب الالهي خلال يوم يهوه العظيم.‏ ولكنها ستُستبدل ‹بحسب وعده بسموات جديدة وأرض جديدة نحن في انتظارها يسكن فيها البر›.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كيف ينبغي ان نتجاوب مع رحمة يهوه في اظهار اناته؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان نتصرف نظرا الى ان يوم يهوه قريب؟‏

      ٢٢ بوجود كل التلهيات وامتحانات الايمان العصرية،‏ قد يغيب عن بالنا الحاح ازمنتنا.‏ ولكن فيما يتقدم الجراد الرمزي دائما الى الامام،‏ يتجاوب كثيرون مع رسالة الملكوت.‏ ومع ان اللّٰه سمح بالوقت لذلك،‏ لا يجب ان نحسب اناته تباطؤا.‏ «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبِل الجميع الى التوبة».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

      ٢٣ وفيما نحن منتظرون يوم يهوه العظيم،‏ فلنفكر جديا في كلمات بطرس المسجلة في ٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏:‏ «بما ان هذه كلها تنحلّ ايّ اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى [«وأفعال التعبُّد للّٰه»،‏ ع‌ج‏] منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب».‏ ان هذه الافعال والاعمال تشمل دون شك ان نماشي جيش جراد يهوه بالاشتراك على نحو قانوني وذي معنى في الكرازة ببشارة الملكوت قبل مجيء المنتهى.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

      ٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ كيف تتجاوبون مع امتياز الاشتراك في عمل جيش جراد يهوه؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال ذي مغزى يطرحه يوئيل؟‏

      ٢٤ ان جيش جراد يهوه لن يتوقف عن عمله حتى يندلع يوم يهوه العظيم والمخوف.‏ ووجود جيش الجراد هذا الذي لا يمكن ايقافه هو بحدّ ذاته دليل بارز على ان يوم يهوه قريب.‏ ألا يسرّكم ان تخدموا مع جراد اللّٰه الممسوحين ورفقائهم في الهجوم الاخير قبل يوم يهوه العظيم والمخوف؟‏

      ٢٥ كم سيكون يوم يهوه عظيما!‏ فلا عجب ان يُطرَح السؤال:‏ «مَن يطيقه».‏ (‏يوئيل ٢:‏١١‏)‏ سنعالج هذا السؤال وأسئلة عديدة اخرى في المقالتين التاليتين.‏

  • مَن ‹سينجون›؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • مَن ‹سينجون›؟‏

      ‏«كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج] يخلص».‏ —‏ اعمال ٢:‏٢١‏.‏

      ١ لماذا كان يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م نقطة تحوّل في تاريخ العالم؟‏

      كان يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م نقطة تحوّل في تاريخ العالم.‏ لماذا؟‏ لأنه في ذلك اليوم وُلدت امة جديدة.‏ في بادئ الامر،‏ لم تكن امة كبيرة جدا —‏ مجرد ١٢٠ تلميذا ليسوع كانوا قد اجتمعوا في عليّة في اورشليم.‏ أما اليوم،‏ في حين نُسيَت معظم الامم التي كانت موجودة آنذاك،‏ فلا تزال الامة التي وُلدت في تلك العليّة موجودة معنا.‏ وهذا الواقع كليّ الاهمية بالنسبة الينا جميعا،‏ لأن هذه هي الامة المعيَّنة من اللّٰه لتكون شهوده امام كل الجنس البشري.‏

      ٢ اية حوادث عجائبية وسمت ولادة الامة الجديدة؟‏

      ٢ عند بداية هذه الامة الجديدة،‏ جرت حوادث مهمة تمَّمت كلمات يوئيل النبوية.‏ نقرأ عن هذه الحوادث في الاعمال ٢:‏٢-‏٤‏:‏ «صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين.‏ وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم.‏ وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا».‏ وهكذا صار هؤلاء الرجال والنساء الامناء الـ‍ ١٢٠ امة روحية،‏ اول الاعضاء في ما دعاه الرسول بولس لاحقا «اسرائيل اللّٰه».‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

      ٣ اية نبوة ليوئيل تمت يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      ٣ اجتمعت الحشود لتتحقَّق امر ‹هبوب الريح العاصفة›،‏ فأوضح لهم الرسول بطرس ان احدى نبوات يوئيل كانت تتمّ.‏ اية نبوة؟‏ اصغوا الى ما قاله:‏ «يقول اللّٰه ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما.‏ وعلى عبيدي ايضا وإمائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون.‏ وأعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان.‏ تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم الشهير.‏ ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ (‏اعمال ٢:‏١٧-‏٢١‏)‏ ان الكلمات التي اقتبسها بطرس موجودة في يوئيل ٢:‏٢٨-‏٣٢‏،‏ وقد عنى اتمامها ان الوقت ينفد بالنسبة الى الامة اليهودية.‏ و«يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم الشهير»،‏ وقت محاسبة اسرائيل غير الامينة،‏ كان قريبا.‏ ولكن مَن كانوا سيخلصون او ينجون؟‏ وإلامَ رمز ذلك؟‏

      اتمامان للنبوة

      ٤،‏ ٥ اية نصيحة قدَّمها بطرس نظرا الى الحوادث القادمة،‏ ولماذا لا تزال هذه النصيحة تنطبق بعد زمنه؟‏

      ٤ في السنوات التي تلت سنة ٣٣ ب‌م،‏ ازدهر اسرائيل اللّٰه الروحي،‏ في حين لم تزدهر امة اسرائيل الجسدية.‏ ففي سنة ٦٦ ب‌م،‏ كانت اسرائيل الجسدية في حرب مع روما.‏ وسنة ٧٠ ب‌م،‏ لم تعد اسرائيل موجودة عمليا وأورشليم أُحرقت مع هيكلها الى الحضيض.‏ وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ قدَّم بطرس نصيحة جيدة نظرا الى تلك المأساة الوشيكة.‏ قال مقتبسا مجددا من يوئيل:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ فكان على كل يهودي ان يتّخذ قرارا شخصيا ان يدعو باسم يهوه.‏ وقد شمل ذلك الاصغاء الى ارشادات بطرس الاضافية:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨‏)‏ فكان يجب ان يقبل مستمعو بطرس ان يسوع هو المسيّا الذي رفضته اسرائيل كأمة.‏

      ٥ ان كلمات يوئيل النبوية هذه اثَّرت كثيرا في الودعاء في القرن الاول.‏ غير ان تأثيرها اليوم اعظم لأن هنالك اتماما ثانيا لنبوة يوئيل،‏ كما تُظهِر الحوادث في القرن الـ‍ ٢٠.‏ فلنرَ كيف.‏

      ٦ كيف ابتدأت هوية اسرائيل اللّٰه تتَّضح مع اقتراب سنة ١٩١٤؟‏

      ٦ بعد موت الرسل،‏ حجب زوان المسيحية الباطلة اسرائيل اللّٰه.‏ ولكن خلال وقت النهاية الذي ابتدأ سنة ١٩١٤،‏ اتَّضحت من جديد هوية هذه الامة الروحية.‏ وهذا كله كان اتماما لمثل يسوع عن الحنطة والزوان.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ فمع اقتراب سنة ١٩١٤،‏ ابتدأ المسيحيون الممسوحون ينفصلون عن العالم المسيحي غير الامين،‏ رافضين بجرأة عقائده الباطلة وكارزين بالنهاية القادمة ‹لأزمنة الامم›.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ ولكنَّ الحرب العالمية الاولى،‏ التي اندلعت عام ١٩١٤،‏ اثارت مسائل لم يكونوا مستعدين لها.‏ وتحت الضغط الشديد تباطأ كثيرون،‏ وساير البعض.‏ وبحلول سنة ١٩١٨،‏ كان نشاطهم الكرازي شبه متوقف.‏

      ٧ (‏أ)‏ اية حادثة مماثلة ليوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م حصلت سنة ١٩١٩؟‏ (‏ب)‏ ابتداء من سنة ١٩١٩،‏ ايّ تأثير في خدام يهوه سبَّبه سكب روح اللّٰه؟‏

      ٧ غير ان هذا الامر لم يدُم طويلا.‏ فابتداء من سنة ١٩١٩،‏ شرع يهوه يسكب روحه على شعبه بطريقة ذكَّرت بيوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ طبعا،‏ لم يكن هنالك تكلم بألسنة سنة ١٩١٩ ولا كان هنالك هبوب ريح عاصفة.‏ فنحن نفهم من كلمات بولس المسجَّلة في ١ كورنثوس ١٣:‏٨ ان زمن العجائب كان قد انقضى منذ وقت بعيد.‏ لكنَّ روح اللّٰه كان ظاهرا بوضوح سنة ١٩١٩ عندما أُعيد تنشيط المسيحيين الامناء في محفل في سيدر پوينت،‏ أوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ وباشروا من جديد عمل الكرازة ببشارة الملكوت.‏ وفي سنة ١٩٢٢ عادوا الى سيدر پوينت وحرّكَتْهم المناشدة:‏ «أعلنوا،‏ أعلنوا،‏ أعلنوا الملك وملكوته».‏ وكما حدث في القرن الاول،‏ لم يسع العالم إلا ان يلاحظ آثار سكب روح اللّٰه.‏ فكل المسيحيين المنتذرين —‏ الذكور والإناث،‏ الكبار والصغار —‏ ابتدأوا ‹يتنبأون›،‏ اي يعلنون ‹عظائم اللّٰه›.‏ (‏اعمال ٢:‏١١‏)‏ وكبطرس حثّوا الودعاء:‏ «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي».‏ (‏اعمال ٢:‏٤٠‏)‏ وكيف يمكن للمتجاوبين ان يفعلوا ذلك؟‏ بالاصغاء الى كلمات يوئيل المدوَّنة في يوئيل ٢:‏٣٢‏:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو».‏

      ٨ كيف جرت الامور مع اسرائيل اللّٰه منذ سنة ١٩١٩؟‏

      ٨ منذ تلك السنوات الباكرة،‏ تقدمت اعمال اسرائيل اللّٰه.‏ ويبدو ان ختم الممسوحين متقدِّم جدا،‏ ومنذ ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ظهر على المسرح جمع كثير من الودعاء برجاء ارضي.‏ (‏رؤيا ٧:‏٣،‏ ٩‏)‏ وهم يشعرون جميعا بالالحاح،‏ لأن الاتمام الثاني ليوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ يُظهِر اننا قريبون من يوم ليهوه اعظم ومخوف اكثر،‏ فيه سيُدمَّر نظام اشياء ديني وسياسي وتجاري عالمي.‏ ولدينا سبب وجيه لكي ‹ندعو باسم يهوه› وكلنا ايمان بأنه سيخلّصنا!‏

      كيف ندعو باسم يهوه؟‏

      ٩ ما هي بعض الامور التي يشملها الدعاء باسم يهوه؟‏

      ٩ وماذا يشمله الدعاء باسم يهوه؟‏ تساعدنا قرينة يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩ على الاجابة عن هذا السؤال.‏ مثلا،‏ لا يسمع يهوه لكل الذين يدعونه.‏ فقد قال يهوه لاسرائيل بفم نبي آخر،‏ اشعياء:‏ «حين تبسطون ايديكم استر عينيّ عنكم وإن كثّرتم الصلاة لا اسمع».‏ ولماذا رفض يهوه ان يسمع لأمته؟‏ يوضح هو نفسه:‏ «ايديكم ملآنة دما».‏ (‏اشعياء ١:‏١٥‏)‏ فلن يسمع يهوه لأيٍّ من المذنبين بسفك الدم او الذين يمارسون الخطأ.‏ لذلك قال بطرس لليهود في يوم الخمسين ان يتوبوا.‏ وفي قرينة يوئيل ٢:‏٢٨،‏ ٢٩‏،‏ نجد ان يوئيل يشدِّد ايضا على التوبة.‏ مثلا،‏ نقرأ في يوئيل ٢:‏١٢،‏ ١٣‏:‏ «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح.‏ ومزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة».‏ ومنذ سنة ١٩١٩،‏ عمل المسيحيون الممسوحون بانسجام مع هذه الكلمات.‏ فتابوا عن كل تقصيراتهم وقرروا ألا يسايروا اطلاقا في ما بعد او يتباطأوا.‏ وهذا فتح المجال لسكب روح اللّٰه.‏ وكل مَن يريد ان يدعو باسم يهوه ويلقى اذنا صاغية يجب ان يتبع المسلك عينه.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ما هي التوبة الحقيقة؟‏ (‏ب)‏ كيف يتجاوب يهوه مع التوبة الحقيقية؟‏

      ١٠ تذكروا ان التوبة الحقيقية هي اكثر من مجرد القول:‏ «انا آسف».‏ فكان من عادة الاسرائيليين ان يمزِّقوا ثيابهم ليُظهِروا عمق مشاعرهم.‏ ولكنَّ يهوه يقول:‏ «مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم».‏ فالتوبة الحقيقية تنبع من القلب،‏ من اعماق كياننا.‏ انها تشمل الاقلاع عن فعل الخطإ،‏ تماما كما نقرأ في اشعياء ٥٥:‏٧‏:‏ «ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب».‏ وهي تنطوي على بغض الخطية،‏ تماما كما فعل يسوع.‏ (‏عبرانيين ١:‏٩‏)‏ عندئذ نثق بأن يهوه سيغفر لنا على اساس الذبيحة الفدائية لأن يهوه «رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة».‏ وسيقبل عبادتنا،‏ تقدمتنا وسكيبنا الروحيَّين.‏ وسيسمع عندما ندعو باسمه.‏ —‏ يوئيل ٢:‏١٤‏.‏

      ١١ ايّ مكان في حياتنا ينبغي ان تحتله العبادة الحقة؟‏

      ١١ في الموعظة على الجبل،‏ اعطانا يسوع شيئا آخر لنبقيه في فكرنا عندما قال:‏ «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرَّه».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ فلا يجب ان نعتبر عبادتنا شيئا يُستهان به،‏ شيئا نقوم به بطريقة روتينية لنريح ضميرنا.‏ فخدمة اللّٰه تستحق المكان الاول في حياتنا.‏ لذلك يمضي يهوه قائلا بفم يوئيل:‏ «اضربوا بالبوق في صهيون .‏ .‏ .‏ اجمعوا الشعب قدِّسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ من الطبيعي ان يلتهي المتزوجان حديثا،‏ بحيث لا يهتمان إلا احدهما بالآخر.‏ ولكن حتى بالنسبة اليهما،‏ يجب ان تأتي خدمة يهوه اولا.‏ فلا شيء ينبغي ان يسبق اجتماعنا لعبادة الهنا،‏ الدعاء باسمه.‏

      ١٢ اية امكانية للنمو تُرى من تقرير حضور الذِّكرى في السنة الماضية؟‏

      ١٢ على ضوء ذلك،‏ لنتأمل في إحصاء يكشفه تقرير شهود يهوه لسنة الخدمة ١٩٩٧.‏ فالسنة الماضية شهدت ذروة من ٩٣١‏,٥٩٩‏,٥ ناشرا للملكوت —‏ جمع كثير حقا من المسبِّحين!‏ وبلغ حضور الذِّكرى ٢٢٦‏,٣٢٢‏,١٤ —‏ اكثر من عدد الناشرين بنحو ثمانية ملايين ونصف.‏ وهذا الرقم يُظهِر امكانية نموّ رائعة.‏ وكثيرون من هؤلاء الثمانية الملايين والنصف يدرسون الكتاب المقدس مع شهود يهوه كأشخاص مهتمين او اولاد لآباء معتمدين.‏ وعدد كبير كانوا يحضرون الاجتماع للمرة الاولى.‏ ووجودهم اتاح لشهود يهوه فرصة جيدة ليتعرفوا بهم اكثر ويعرضوا ان يساعدوهم على إحراز المزيد من التقدم.‏ ثم كان هنالك الذين يحضرون الذِّكرى كل سنة وربما بعض الاجتماعات الاخرى،‏ ولكنهم لا يحرزون ايّ تقدم اضافي.‏ طبعا،‏ يسرّنا جدا ان يحضر مثل هؤلاء الاجتماعات.‏ ولكننا نحثهم على التأمل مليًّا في كلمات يوئيل النبوية والتفكير في اية خطوات اضافية يلزم ان يتّخذوها ليكونوا على يقين من ان يهوه سيسمع عندما يدعون باسمه.‏

      ١٣ اذا كنا ندعو باسم يهوه،‏ فأية مسؤولية تجاه الآخرين ملقاة على عاتقنا؟‏

      ١٣ شدد الرسول بولس على وجه آخر للدعاء باسم اللّٰه.‏ ففي رسالته الى رومية،‏ اقتبس كلمات يوئيل النبوية:‏ «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] يخلص».‏ ثم حلَّل:‏ «كيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.‏ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به.‏ وكيف يسمعون بلا كارز».‏ (‏رومية ١٠:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ نعم،‏ يحتاج كثيرون آخرون لم يأتوا بعد الى معرفة يهوه ان يدعوا باسمه.‏ والذين يعرفون يهوه لا تُلقى على عاتقهم مسؤولية الكرازة فحسب بل ايضا ان يمدوا اليهم يد العون.‏

      فردوس روحي

      ١٤،‏ ١٥ اية بركات فردوسية يتمتع بها شعب يهوه لأنهم يدعون باسمه بطريقة ترضيه؟‏

      ١٤ هذه هي نظرة الممسوحين والخراف الاخر على السواء،‏ ولذلك يباركهم يهوه.‏ «يغار الرب لأرضه ويرقّ لشعبه».‏ (‏يوئيل ٢:‏١٨‏)‏ ففي سنة ١٩١٩،‏ غار يهوه لشعبه ورقّ لهم عندما ردّهم وأحضرهم الى حيّز نشاطه الروحي.‏ وهذا هو حقا فردوس روحي،‏ ويُحسِن يوئيل وصفه بهذه الكلمات:‏ «لا تخافي ايتها الارض ابتهجي وافرحي لأن الرب يعظِّم عمله.‏ لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت لأن الاشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تعطيان قوتهما.‏ ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب الهكم لأنه يعطيكم المطر المبكِّر على حقه ويُنزِل عليكم مطرا مبكِّرا ومتأخِّرا في اول الوقت فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

      ١٥ يا لها من صورة مبهجة!‏ تدابير وافرة من ثلاث غلال اساسية في اسرائيل —‏ الحبوب،‏ زيت الزيتون،‏ والخمر —‏ بالاضافة الى قطعان كثيرة.‏ وفي يومنا،‏ تتم حقا هذه الكلمات النبوية بطريقة روحية.‏ فيهوه يزوِّد كل الطعام الروحي الذي نحتاج اليه.‏ ألا نبتهج جميعا بمثل هذه الوفرة المعطاة من اللّٰه؟‏ حقا،‏ كما انبأ ملاخي،‏ ‹فتح [الهنا] كوى السموات وأفاض علينا بركة حتى لا توسع›.‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٠‏.‏

      نهاية نظام اشياء

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا يعني سكب روح يهوه في زمننا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يخبئ المستقبل؟‏

      ١٦ بعد الإنباء بحالة شعب اللّٰه الفردوسية،‏ ينبئ يوئيل بسكب روح يهوه.‏ وعندما اقتبس بطرس هذه النبوة في يوم الخمسين،‏ قال انها تمت «في الايام الاخيرة».‏ (‏اعمال ٢:‏١٧‏)‏ وسكب روح اللّٰه آنذاك عنى ان الايام الاخيرة لنظام الاشياء اليهودي قد ابتدأت.‏ وسكب روح اللّٰه على اسرائيل اللّٰه في القرن الـ‍ ٢٠ يعني اننا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء العالمي.‏ ونظرا الى هذا،‏ ماذا يخبّئ المستقبل؟‏ تمضي نبوة يوئيل قائلة لنا:‏ «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان.‏ تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] العظيم المخوف».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ايّ يوم ليهوه مخوف اتى على اورشليم؟‏ (‏ب)‏ علامَ تحثنا يقينية يوم يهوه المخوف القادم؟‏

      ١٧ في سنة ٦٦ ب‌م،‏ ابتدأت تتحقق هذه الكلمات النبوية في اليهودية فيما تقدمت الحوادث بثبات الى ذروة يوم يهوه المخوف سنة ٧٠ ب‌م.‏ وكم كان مخيفا ان يكون المرء في ذلك الوقت بين الذين لا يمجِّدون اسم يهوه!‏ واليوم،‏ تكمن امامنا حوادث مرعبة كهذه سيدمِّر فيها يهوه بيده كل نظام الاشياء العالمي هذا.‏ ولكنَّ الهرب ممكن.‏ تمضي النبوة قائلة:‏ «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] ينجو.‏ لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة.‏ كما قال الرب.‏ وبين الباقين من يدعوه الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏يوئيل ٢:‏٣٢‏)‏ ان شهود يهوه شاكرون حقا انهم يعرفون اسم يهوه،‏ ولديهم ثقة تامة انه سيخلّصهم عندما يدعونه.‏

      ١٨ ولكن ماذا سيحدث عندما يضرب يوم يهوه العظيم والشهير هذا العالم بكل شدَّته؟‏ هذا ما سيُناقَش في مقالة الدرس الاخيرة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة