-
يوم يهوه قريببرج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
«يوم يهوه قادم»
١٦ لماذا ينبغي ان يرتعد «جميع سكان الارض»؟
١٦ اسمعوا امر اللّٰه هذا: «اضربوا بالبوق في صهيون صوِّتوا في جبل قدسي. ليرتعد جميع سكان الارض». (يوئيل ٢:١) ولماذا يتجاوبون على هذا النحو؟ تجيب النبوة: «لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] قادم لأنه قريب. يوم ظلام وقتام يوم غيم وضباب مثل الفجر ممتدا على الجبال». (يوئيل ٢:١، ٢) هنالك شعور حقيقي بالالحاح مرتبط بيوم يهوه العظيم.
١٧ كيف اثرت ضربة الجراد في ارض يهوذا وسكانها؟
١٧ تخيّلوا وقع رؤيا النبي اذ حوَّل الجراد الذي لا يكلّ جنة عدن حقيقية الى قفر خرب. أصغوا الى وصف جيش الجراد: «كمنظر الخيل منظره ومثل الافراس يركضون. كصريف المركبات على رؤوس الجبال يثبون. كزفير لهيب نار تأكل قشا. كقوم اقوياء مصطفّين للقتال. منه ترتعد الشعوب. كل الوجوه تجمع حُمْرة». (يوئيل ٢:٤-٦) خلال ضربة الجراد في زمن يوئيل، ازداد قلق عبّاد البعل، وكانت فورة القلق بادية على وجوههم.
١٨، ١٩ كيف يكون نشاط شعب اللّٰه اليوم مثل ضربة جراد؟
١٨ ولا شيء كان يوقف الجراد المنظَّم الذي لا يتعب. فكانوا يجرون «كأبطال» ويتسلّقون الاسوار ايضا. وإذا ‹وقع البعض بين الاسلحة فالآخرون لا ينكسرون›. (يوئيل ٢:٧، ٨) فيا له من تصوير نبوي حيّ لجيش اللّٰه العصري من الجراد الرمزي! واليوم ايضا، ما زال جيش جراد يهوه يمضي قُدُما. ولا يعيقهم ايّ «سور» من المقاومة. وهم لا يسايرون على حساب استقامتهم امام اللّٰه، بل هم مستعدّون لمواجهة الموت، شأنهم في ذلك شأن الآلاف من شهود يهوه الذين ‹وقعوا بين الاسلحة› لأنهم رفضوا ان يحيّوا هتلر في ظل الحكم النازي.
١٩ لقد قدّم جيش جراد يهوه العصري شهادة شاملة في «مدينة» العالم المسيحي. (يوئيل ٢:٩) وفعلوا ذلك في كل انحاء العالم. وما زالوا يتخطّون كل العقَبات، اذ يدخلون ملايين البيوت ويتحدثون الى الناس في الشارع وعلى الهاتف وبأية طريقة ممكنة فيما يعلنون رسالة يهوه. وفعليا، وزَّعوا البلايين من مطبوعات الكتاب المقدس وسيوزِّعون اكثر بكثير في خدمتهم التي لا تتوقف — علنا ومن بيت الى بيت على السواء. — اعمال ٢٠:٢٠، ٢١، عج.
٢٠ مَن يدعم الجراد العصري، وبأية نتائج؟
٢٠ تُظهِر يوئيل ٢:١٠ ان سرب الجراد الضخم جدا يشبه سحابة يمكنها ان تحجب الشمس والقمر والنجوم. (قارنوا اشعياء ٦٠:٨.) فهل هنالك شكّ في مَن هو وراء هذا الجيش؟ فبصوت اعلى من هدير الحشرات، نسمع هذه الكلمات في يوئيل ٢:١١: «الرب يعطي صوته امام جيشه. ان عسكره كثير جدا. فإن صانع قوله قوي لأن يوم الرب [«يهوه»، عج] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه». نعم، يرسل يهوه اللّٰه جيشه من الجراد الآن — قبل يومه العظيم.
«لا يتباطأ الرب»
٢١ ماذا سينتج عندما ‹يأتي يوم يهوه كلصّ›؟
٢١ كيوئيل، تكلَّم الرسول بطرس عن يوم يهوه العظيم. كتب: «سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب [«يهوه»، عج] الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلّ العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها». (٢ بطرس ٣:١٠) فتحت تأثير الشيطان ابليس، تحكم «السموات» الحكومية الشريرة على «الارض»، اي الجنس البشري المبتعد عن اللّٰه. (افسس ٦:١٢؛ ١ يوحنا ٥:١٩) وهذه السموات والارض الرمزية لن تنجو من حموّ الغضب الالهي خلال يوم يهوه العظيم. ولكنها ستُستبدل ‹بحسب وعده بسموات جديدة وأرض جديدة نحن في انتظارها يسكن فيها البر›. — ٢ بطرس ٣:١٣.
٢٢، ٢٣ (أ) كيف ينبغي ان نتجاوب مع رحمة يهوه في اظهار اناته؟ (ب) كيف ينبغي ان نتصرف نظرا الى ان يوم يهوه قريب؟
٢٢ بوجود كل التلهيات وامتحانات الايمان العصرية، قد يغيب عن بالنا الحاح ازمنتنا. ولكن فيما يتقدم الجراد الرمزي دائما الى الامام، يتجاوب كثيرون مع رسالة الملكوت. ومع ان اللّٰه سمح بالوقت لذلك، لا يجب ان نحسب اناته تباطؤا. «لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يُقبِل الجميع الى التوبة». — ٢ بطرس ٣:٩.
٢٣ وفيما نحن منتظرون يوم يهوه العظيم، فلنفكر جديا في كلمات بطرس المسجلة في ٢ بطرس ٣:١١، ١٢: «بما ان هذه كلها تنحلّ ايّ اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة وتقوى [«وأفعال التعبُّد للّٰه»، عج] منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب». ان هذه الافعال والاعمال تشمل دون شك ان نماشي جيش جراد يهوه بالاشتراك على نحو قانوني وذي معنى في الكرازة ببشارة الملكوت قبل مجيء المنتهى. — مرقس ١٣:١٠.
٢٤، ٢٥ (أ) كيف تتجاوبون مع امتياز الاشتراك في عمل جيش جراد يهوه؟ (ب) ايّ سؤال ذي مغزى يطرحه يوئيل؟
٢٤ ان جيش جراد يهوه لن يتوقف عن عمله حتى يندلع يوم يهوه العظيم والمخوف. ووجود جيش الجراد هذا الذي لا يمكن ايقافه هو بحدّ ذاته دليل بارز على ان يوم يهوه قريب. ألا يسرّكم ان تخدموا مع جراد اللّٰه الممسوحين ورفقائهم في الهجوم الاخير قبل يوم يهوه العظيم والمخوف؟
٢٥ كم سيكون يوم يهوه عظيما! فلا عجب ان يُطرَح السؤال: «مَن يطيقه». (يوئيل ٢:١١) سنعالج هذا السؤال وأسئلة عديدة اخرى في المقالتين التاليتين.
-
-
مَن ‹سينجون›؟برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ ايار (مايو)
-
-
مَن ‹سينجون›؟
«كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». — اعمال ٢:٢١.
١ لماذا كان يوم الخمسين سنة ٣٣ بم نقطة تحوّل في تاريخ العالم؟
كان يوم الخمسين سنة ٣٣ بم نقطة تحوّل في تاريخ العالم. لماذا؟ لأنه في ذلك اليوم وُلدت امة جديدة. في بادئ الامر، لم تكن امة كبيرة جدا — مجرد ١٢٠ تلميذا ليسوع كانوا قد اجتمعوا في عليّة في اورشليم. أما اليوم، في حين نُسيَت معظم الامم التي كانت موجودة آنذاك، فلا تزال الامة التي وُلدت في تلك العليّة موجودة معنا. وهذا الواقع كليّ الاهمية بالنسبة الينا جميعا، لأن هذه هي الامة المعيَّنة من اللّٰه لتكون شهوده امام كل الجنس البشري.
٢ اية حوادث عجائبية وسمت ولادة الامة الجديدة؟
٢ عند بداية هذه الامة الجديدة، جرت حوادث مهمة تمَّمت كلمات يوئيل النبوية. نقرأ عن هذه الحوادث في الاعمال ٢:٢-٤: «صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا». وهكذا صار هؤلاء الرجال والنساء الامناء الـ ١٢٠ امة روحية، اول الاعضاء في ما دعاه الرسول بولس لاحقا «اسرائيل اللّٰه». — غلاطية ٦:١٦.
٣ اية نبوة ليوئيل تمت يوم الخمسين سنة ٣٣ بم؟
٣ اجتمعت الحشود لتتحقَّق امر ‹هبوب الريح العاصفة›، فأوضح لهم الرسول بطرس ان احدى نبوات يوئيل كانت تتمّ. اية نبوة؟ اصغوا الى ما قاله: «يقول اللّٰه ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما. وعلى عبيدي ايضا وإمائي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون. وأعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان. تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم الشهير. ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». (اعمال ٢:١٧-٢١) ان الكلمات التي اقتبسها بطرس موجودة في يوئيل ٢:٢٨-٣٢، وقد عنى اتمامها ان الوقت ينفد بالنسبة الى الامة اليهودية. و«يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم الشهير»، وقت محاسبة اسرائيل غير الامينة، كان قريبا. ولكن مَن كانوا سيخلصون او ينجون؟ وإلامَ رمز ذلك؟
اتمامان للنبوة
٤، ٥ اية نصيحة قدَّمها بطرس نظرا الى الحوادث القادمة، ولماذا لا تزال هذه النصيحة تنطبق بعد زمنه؟
٤ في السنوات التي تلت سنة ٣٣ بم، ازدهر اسرائيل اللّٰه الروحي، في حين لم تزدهر امة اسرائيل الجسدية. ففي سنة ٦٦ بم، كانت اسرائيل الجسدية في حرب مع روما. وسنة ٧٠ بم، لم تعد اسرائيل موجودة عمليا وأورشليم أُحرقت مع هيكلها الى الحضيض. وفي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، قدَّم بطرس نصيحة جيدة نظرا الى تلك المأساة الوشيكة. قال مقتبسا مجددا من يوئيل: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». فكان على كل يهودي ان يتّخذ قرارا شخصيا ان يدعو باسم يهوه. وقد شمل ذلك الاصغاء الى ارشادات بطرس الاضافية: «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا». (اعمال ٢:٣٨) فكان يجب ان يقبل مستمعو بطرس ان يسوع هو المسيّا الذي رفضته اسرائيل كأمة.
٥ ان كلمات يوئيل النبوية هذه اثَّرت كثيرا في الودعاء في القرن الاول. غير ان تأثيرها اليوم اعظم لأن هنالك اتماما ثانيا لنبوة يوئيل، كما تُظهِر الحوادث في القرن الـ ٢٠. فلنرَ كيف.
٦ كيف ابتدأت هوية اسرائيل اللّٰه تتَّضح مع اقتراب سنة ١٩١٤؟
٦ بعد موت الرسل، حجب زوان المسيحية الباطلة اسرائيل اللّٰه. ولكن خلال وقت النهاية الذي ابتدأ سنة ١٩١٤، اتَّضحت من جديد هوية هذه الامة الروحية. وهذا كله كان اتماما لمثل يسوع عن الحنطة والزوان. (متى ١٣:٢٤-٣٠، ٣٦-٤٣) فمع اقتراب سنة ١٩١٤، ابتدأ المسيحيون الممسوحون ينفصلون عن العالم المسيحي غير الامين، رافضين بجرأة عقائده الباطلة وكارزين بالنهاية القادمة ‹لأزمنة الامم›. (لوقا ٢١:٢٤) ولكنَّ الحرب العالمية الاولى، التي اندلعت عام ١٩١٤، اثارت مسائل لم يكونوا مستعدين لها. وتحت الضغط الشديد تباطأ كثيرون، وساير البعض. وبحلول سنة ١٩١٨، كان نشاطهم الكرازي شبه متوقف.
٧ (أ) اية حادثة مماثلة ليوم الخمسين سنة ٣٣ بم حصلت سنة ١٩١٩؟ (ب) ابتداء من سنة ١٩١٩، ايّ تأثير في خدام يهوه سبَّبه سكب روح اللّٰه؟
٧ غير ان هذا الامر لم يدُم طويلا. فابتداء من سنة ١٩١٩، شرع يهوه يسكب روحه على شعبه بطريقة ذكَّرت بيوم الخمسين سنة ٣٣ بم. طبعا، لم يكن هنالك تكلم بألسنة سنة ١٩١٩ ولا كان هنالك هبوب ريح عاصفة. فنحن نفهم من كلمات بولس المسجَّلة في ١ كورنثوس ١٣:٨ ان زمن العجائب كان قد انقضى منذ وقت بعيد. لكنَّ روح اللّٰه كان ظاهرا بوضوح سنة ١٩١٩ عندما أُعيد تنشيط المسيحيين الامناء في محفل في سيدر پوينت، أوهايو، الولايات المتحدة الاميركية، وباشروا من جديد عمل الكرازة ببشارة الملكوت. وفي سنة ١٩٢٢ عادوا الى سيدر پوينت وحرّكَتْهم المناشدة: «أعلنوا، أعلنوا، أعلنوا الملك وملكوته». وكما حدث في القرن الاول، لم يسع العالم إلا ان يلاحظ آثار سكب روح اللّٰه. فكل المسيحيين المنتذرين — الذكور والإناث، الكبار والصغار — ابتدأوا ‹يتنبأون›، اي يعلنون ‹عظائم اللّٰه›. (اعمال ٢:١١) وكبطرس حثّوا الودعاء: «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي». (اعمال ٢:٤٠) وكيف يمكن للمتجاوبين ان يفعلوا ذلك؟ بالاصغاء الى كلمات يوئيل المدوَّنة في يوئيل ٢:٣٢: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] ينجو».
٨ كيف جرت الامور مع اسرائيل اللّٰه منذ سنة ١٩١٩؟
٨ منذ تلك السنوات الباكرة، تقدمت اعمال اسرائيل اللّٰه. ويبدو ان ختم الممسوحين متقدِّم جدا، ومنذ ثلاثينات الـ ١٩٠٠، ظهر على المسرح جمع كثير من الودعاء برجاء ارضي. (رؤيا ٧:٣، ٩) وهم يشعرون جميعا بالالحاح، لأن الاتمام الثاني ليوئيل ٢:٢٨، ٢٩ يُظهِر اننا قريبون من يوم ليهوه اعظم ومخوف اكثر، فيه سيُدمَّر نظام اشياء ديني وسياسي وتجاري عالمي. ولدينا سبب وجيه لكي ‹ندعو باسم يهوه› وكلنا ايمان بأنه سيخلّصنا!
كيف ندعو باسم يهوه؟
٩ ما هي بعض الامور التي يشملها الدعاء باسم يهوه؟
٩ وماذا يشمله الدعاء باسم يهوه؟ تساعدنا قرينة يوئيل ٢:٢٨، ٢٩ على الاجابة عن هذا السؤال. مثلا، لا يسمع يهوه لكل الذين يدعونه. فقد قال يهوه لاسرائيل بفم نبي آخر، اشعياء: «حين تبسطون ايديكم استر عينيّ عنكم وإن كثّرتم الصلاة لا اسمع». ولماذا رفض يهوه ان يسمع لأمته؟ يوضح هو نفسه: «ايديكم ملآنة دما». (اشعياء ١:١٥) فلن يسمع يهوه لأيٍّ من المذنبين بسفك الدم او الذين يمارسون الخطأ. لذلك قال بطرس لليهود في يوم الخمسين ان يتوبوا. وفي قرينة يوئيل ٢:٢٨، ٢٩، نجد ان يوئيل يشدِّد ايضا على التوبة. مثلا، نقرأ في يوئيل ٢:١٢، ١٣: «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا اليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة». ومنذ سنة ١٩١٩، عمل المسيحيون الممسوحون بانسجام مع هذه الكلمات. فتابوا عن كل تقصيراتهم وقرروا ألا يسايروا اطلاقا في ما بعد او يتباطأوا. وهذا فتح المجال لسكب روح اللّٰه. وكل مَن يريد ان يدعو باسم يهوه ويلقى اذنا صاغية يجب ان يتبع المسلك عينه.
١٠ (أ) ما هي التوبة الحقيقة؟ (ب) كيف يتجاوب يهوه مع التوبة الحقيقية؟
١٠ تذكروا ان التوبة الحقيقية هي اكثر من مجرد القول: «انا آسف». فكان من عادة الاسرائيليين ان يمزِّقوا ثيابهم ليُظهِروا عمق مشاعرهم. ولكنَّ يهوه يقول: «مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم». فالتوبة الحقيقية تنبع من القلب، من اعماق كياننا. انها تشمل الاقلاع عن فعل الخطإ، تماما كما نقرأ في اشعياء ٥٥:٧: «ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليتب الى الرب». وهي تنطوي على بغض الخطية، تماما كما فعل يسوع. (عبرانيين ١:٩) عندئذ نثق بأن يهوه سيغفر لنا على اساس الذبيحة الفدائية لأن يهوه «رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة». وسيقبل عبادتنا، تقدمتنا وسكيبنا الروحيَّين. وسيسمع عندما ندعو باسمه. — يوئيل ٢:١٤.
١١ ايّ مكان في حياتنا ينبغي ان تحتله العبادة الحقة؟
١١ في الموعظة على الجبل، اعطانا يسوع شيئا آخر لنبقيه في فكرنا عندما قال: «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرَّه». (متى ٦:٣٣) فلا يجب ان نعتبر عبادتنا شيئا يُستهان به، شيئا نقوم به بطريقة روتينية لنريح ضميرنا. فخدمة اللّٰه تستحق المكان الاول في حياتنا. لذلك يمضي يهوه قائلا بفم يوئيل: «اضربوا بالبوق في صهيون . . . اجمعوا الشعب قدِّسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها». (يوئيل ٢:١٥، ١٦) من الطبيعي ان يلتهي المتزوجان حديثا، بحيث لا يهتمان إلا احدهما بالآخر. ولكن حتى بالنسبة اليهما، يجب ان تأتي خدمة يهوه اولا. فلا شيء ينبغي ان يسبق اجتماعنا لعبادة الهنا، الدعاء باسمه.
١٢ اية امكانية للنمو تُرى من تقرير حضور الذِّكرى في السنة الماضية؟
١٢ على ضوء ذلك، لنتأمل في إحصاء يكشفه تقرير شهود يهوه لسنة الخدمة ١٩٩٧. فالسنة الماضية شهدت ذروة من ٩٣١,٥٩٩,٥ ناشرا للملكوت — جمع كثير حقا من المسبِّحين! وبلغ حضور الذِّكرى ٢٢٦,٣٢٢,١٤ — اكثر من عدد الناشرين بنحو ثمانية ملايين ونصف. وهذا الرقم يُظهِر امكانية نموّ رائعة. وكثيرون من هؤلاء الثمانية الملايين والنصف يدرسون الكتاب المقدس مع شهود يهوه كأشخاص مهتمين او اولاد لآباء معتمدين. وعدد كبير كانوا يحضرون الاجتماع للمرة الاولى. ووجودهم اتاح لشهود يهوه فرصة جيدة ليتعرفوا بهم اكثر ويعرضوا ان يساعدوهم على إحراز المزيد من التقدم. ثم كان هنالك الذين يحضرون الذِّكرى كل سنة وربما بعض الاجتماعات الاخرى، ولكنهم لا يحرزون ايّ تقدم اضافي. طبعا، يسرّنا جدا ان يحضر مثل هؤلاء الاجتماعات. ولكننا نحثهم على التأمل مليًّا في كلمات يوئيل النبوية والتفكير في اية خطوات اضافية يلزم ان يتّخذوها ليكونوا على يقين من ان يهوه سيسمع عندما يدعون باسمه.
١٣ اذا كنا ندعو باسم يهوه، فأية مسؤولية تجاه الآخرين ملقاة على عاتقنا؟
١٣ شدد الرسول بولس على وجه آخر للدعاء باسم اللّٰه. ففي رسالته الى رومية، اقتبس كلمات يوئيل النبوية: «كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] يخلص». ثم حلَّل: «كيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به. وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به. وكيف يسمعون بلا كارز». (رومية ١٠:١٣، ١٤) نعم، يحتاج كثيرون آخرون لم يأتوا بعد الى معرفة يهوه ان يدعوا باسمه. والذين يعرفون يهوه لا تُلقى على عاتقهم مسؤولية الكرازة فحسب بل ايضا ان يمدوا اليهم يد العون.
فردوس روحي
١٤، ١٥ اية بركات فردوسية يتمتع بها شعب يهوه لأنهم يدعون باسمه بطريقة ترضيه؟
١٤ هذه هي نظرة الممسوحين والخراف الاخر على السواء، ولذلك يباركهم يهوه. «يغار الرب لأرضه ويرقّ لشعبه». (يوئيل ٢:١٨) ففي سنة ١٩١٩، غار يهوه لشعبه ورقّ لهم عندما ردّهم وأحضرهم الى حيّز نشاطه الروحي. وهذا هو حقا فردوس روحي، ويُحسِن يوئيل وصفه بهذه الكلمات: «لا تخافي ايتها الارض ابتهجي وافرحي لأن الرب يعظِّم عمله. لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت لأن الاشجار تحمل ثمرها التينة والكرمة تعطيان قوتهما. ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب الهكم لأنه يعطيكم المطر المبكِّر على حقه ويُنزِل عليكم مطرا مبكِّرا ومتأخِّرا في اول الوقت فتُملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا». — يوئيل ٢:٢١-٢٤.
١٥ يا لها من صورة مبهجة! تدابير وافرة من ثلاث غلال اساسية في اسرائيل — الحبوب، زيت الزيتون، والخمر — بالاضافة الى قطعان كثيرة. وفي يومنا، تتم حقا هذه الكلمات النبوية بطريقة روحية. فيهوه يزوِّد كل الطعام الروحي الذي نحتاج اليه. ألا نبتهج جميعا بمثل هذه الوفرة المعطاة من اللّٰه؟ حقا، كما انبأ ملاخي، ‹فتح [الهنا] كوى السموات وأفاض علينا بركة حتى لا توسع›. — ملاخي ٣:١٠.
نهاية نظام اشياء
١٦ (أ) ماذا يعني سكب روح يهوه في زمننا؟ (ب) ماذا يخبئ المستقبل؟
١٦ بعد الإنباء بحالة شعب اللّٰه الفردوسية، ينبئ يوئيل بسكب روح يهوه. وعندما اقتبس بطرس هذه النبوة في يوم الخمسين، قال انها تمت «في الايام الاخيرة». (اعمال ٢:١٧) وسكب روح اللّٰه آنذاك عنى ان الايام الاخيرة لنظام الاشياء اليهودي قد ابتدأت. وسكب روح اللّٰه على اسرائيل اللّٰه في القرن الـ ٢٠ يعني اننا نعيش في الايام الاخيرة لنظام الاشياء العالمي. ونظرا الى هذا، ماذا يخبّئ المستقبل؟ تمضي نبوة يوئيل قائلة لنا: «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه»، عج] العظيم المخوف». — يوئيل ٢:٣٠، ٣١.
١٧، ١٨ (أ) ايّ يوم ليهوه مخوف اتى على اورشليم؟ (ب) علامَ تحثنا يقينية يوم يهوه المخوف القادم؟
١٧ في سنة ٦٦ بم، ابتدأت تتحقق هذه الكلمات النبوية في اليهودية فيما تقدمت الحوادث بثبات الى ذروة يوم يهوه المخوف سنة ٧٠ بم. وكم كان مخيفا ان يكون المرء في ذلك الوقت بين الذين لا يمجِّدون اسم يهوه! واليوم، تكمن امامنا حوادث مرعبة كهذه سيدمِّر فيها يهوه بيده كل نظام الاشياء العالمي هذا. ولكنَّ الهرب ممكن. تمضي النبوة قائلة: «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه»، عج] ينجو. لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين من يدعوه الرب [«يهوه»، عج]». (يوئيل ٢:٣٢) ان شهود يهوه شاكرون حقا انهم يعرفون اسم يهوه، ولديهم ثقة تامة انه سيخلّصهم عندما يدعونه.
١٨ ولكن ماذا سيحدث عندما يضرب يوم يهوه العظيم والشهير هذا العالم بكل شدَّته؟ هذا ما سيُناقَش في مقالة الدرس الاخيرة.
-