مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • افرحوا مع الاله السعيد
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • افرحوا مع الاله السعيد

      ‏«اخيرا،‏ ايها الاخوة،‏ ابقوا فرحين،‏ .‏ .‏ .‏ وإله المحبة والسلام سيكون معكم».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لماذا تخلو حياة كثيرين من الفرح؟‏ (‏ب)‏ ما هو الفرح،‏ وكيف يمكن ان ننميه؟‏

      في هذه الايام الحالكة،‏ كثيرون من الناس لا يرون ايّ سبب للفرح.‏ وعندما تحل كارثة بهم او بأحد احبائهم،‏ قد يشعرون كما شعر ايوب قديما.‏ فقد قال:‏ «الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا».‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏)‏ وليس المسيحيون مستثنَين من ضغوط هذه ‹الازمنة الحرجة› وما فيها من توتر،‏ لذلك لا يفاجئنا ان يتثبط احيانا خدام يهوه الامناء.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١‏.‏

      ٢ مع ذلك،‏ يمكن ان يفرح المسيحيون حتى عندما يكونون تحت التجربة.‏ (‏اعمال ٥:‏٤٠،‏ ٤١‏)‏ لفهم كيف يكون ذلك ممكنا،‏ تأملوا اولا ما هو الفرح.‏ يُمكن ان يُقال ان الفرح «شعور ناجم عن حيازة امر جيد او توقع حيازته».‏a وبناء على ذلك،‏ يمكننا ان نشعر بالفرح اذا فكرنا مليًّا في البركات الحاضرة وتأملنا في الافراح التي تنتظرنا في عالم اللّٰه الجديد.‏

      ٣ بأيّ معنى يمكن ان يُقال ان كل شخص لديه على الاقل بعض الاسباب للفرح؟‏

      ٣ كل شخص لديه من البركات ما يجب ان يكون شاكرا عليه.‏ قد يخسر رأس العائلة عمله.‏ ومن الطبيعي ان يشعر بالقلق لأنه يريد ان يعيل احباءه.‏ ومع ذلك،‏ يمكن ان يكون شاكرا على انه يتمتع بقوة جسدية وبصحة جيدة؛‏ لأن ذلك سيمكِّنه من العمل بكدّ اذا ما وجد وظيفة.‏ ويمكن ايضا ان تُصاب امرأة مسيحية بمرض يهدّ قواها.‏ مع ذلك،‏ يمكن ان تكون شاكرة على دعم الاصدقاء وأعضاء العائلة المحبين الذين يساعدونها على مواجهة مرضها برباطة جأش وشجاعة.‏ ويمكن لجميع المسيحيين الحقيقيين،‏ مهما كانت ظروفهم،‏ ان يفرحوا بامتياز معرفة «الاله السعيد» يهوه و «العاهل السعيد والوحيد» يسوع المسيح.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١؛‏ ٦:‏١٥‏)‏ نعم،‏ ان يهوه اللّٰه ويسوع المسيح سعيدان جدا.‏ وهما يحافظان على فرحهما رغم ان الاحوال على الارض بعيدة كل البعد عما قصده يهوه في البداية.‏ ويمكن ان نتعلم الكثير من مثالهما للمحافظة على فرحنا.‏

      لم يخسرا فرحهما قط

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كيف تجاوب يهوه عندما تمرد الرجل والمرأة الاولان؟‏ (‏ب)‏ كيف حافظ يهوه على موقف ايجابي من البشر؟‏

      ٤ في جنة عدن،‏ تمتع آدم وحواء بصحة كاملة وعقل كامل.‏ وكان لديهما عمل مثمر ومحيط مثالي ليقوما بعملهما.‏ والاهم هو انهما حظيا بامتياز الاتصال بيهوه قانونيا.‏ وكان قصد اللّٰه ان يتمتعا بمستقبل سعيد.‏ لكنَّ ابوينا الاولين لم يكتفيا بكل هذه العطايا الصالحة؛‏ فقد سرقا الثمرة المحرمة من «شجرة معرفة الخير والشر».‏ والشقاء الذي نعانيه نحن المتحدرين منهما اليوم هو وليد عمل العصيان هذا.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٣:‏٦؛‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      ٥ إلا ان يهوه لم يسمح لموقف نكران الجميل من جهة آدم وحواء ان يسلبه فرحه.‏ فقد وثق ان البعض على الاقل من ذريتهما سيندفعون الى خدمته.‏ وكبيرة كانت ثقته بحيث اعلن عن قصده ان يفتدي المتحدرين الطائعين من آدم وحواء حتى قبل ان ينجبا بكرهما!‏ (‏تكوين ١:‏٣١؛‏ ٣:‏١٥‏)‏ وفي القرون التي تلت،‏ اتَّبع خطاهما معظم البشر.‏ لكنَّ هذا التمرد الواسع الانتشار لم يجعل يهوه يدير ظهره للعائلة البشرية.‏ فقد ركَّز انتباهه على الرجال والنساء الذين ‹فرَّحوا قلبه›،‏ والذين بذلوا اقصى جهدهم لإرضائه لأنهم يحبونه.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ٦،‏ ٧ ماذا ساهم في بقاء يسوع فرِحا؟‏

      ٦ وماذا عن يسوع؟‏ كيف حافظ على فرحه؟‏ كان يسوع مخلوقا روحانيا قديرا في السماء،‏ مما اتاح له رؤية تصرفات الرجال والنساء على الارض.‏ وقد احبهم مع ان نقائصهم كانت واضحة.‏ (‏امثال ٨:‏٣١‏)‏ ولاحقا،‏ عندما اتى الى الارض و «اقام بين» البشر،‏ لم تتغير نظرته الى الجنس البشري.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ فماذا مكَّن ابن اللّٰه الكامل من المحافظة على موقف ايجابي من العائلة البشرية الخاطئة؟‏

      ٧ قبل كل شيء،‏ كان يسوع منطقيا في توقعاته من نفسه ومن الآخرين.‏ فقد عرف انه لن يهدي العالم.‏ (‏متى ١٠:‏٣٢-‏٣٩‏)‏ لذلك كان يفرح عندما يتجاوب شخص مخلص واحد مع رسالة الملكوت.‏ ورغم ان سلوك وموقف تلاميذه لم يكونا مرضيَّين دائما،‏ عرف انهم يريدون من كل قلبهم فعل مشيئة اللّٰه وأحبهم بسبب ذلك.‏ (‏لوقا ٩:‏٤٦؛‏ ٢٢:‏٢٤،‏ ٢٨-‏٣٢،‏ ٦٠-‏٦٢‏)‏ والجدير بالملاحظة ان يسوع،‏ في الصلاة الى ابيه السماوي،‏ اوجز المسلك الايجابي الذي اتَّخذه تلاميذه حتى ذلك الوقت،‏ قائلا:‏ «قد حفظوا كلمتك».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٦‏.‏

      ٨ عدِّدوا بعض الطرائق التي يمكننا بواسطتها الاقتداء بيهوه ويسوع في مجال المحافظة على فرحنا.‏

      ٨ دون شك،‏ نستفيد جميعا من التأمل في المثال الذي رسمه يهوه اللّٰه ويسوع المسيح في هذا المجال.‏ فهل يمكننا الاقتداء بيهوه على وجه اكمل،‏ ربما بعدم القلق بإفراط عندما لا تجري الامور كما نرجو؟‏ هل يمكننا اتِّباع خطوات يسوع بأكثر دقة،‏ بالمحافظة على موقف ايجابي من ظروفنا الحالية وبأن نكون منطقيين في توقعاتنا من انفسنا ومن الآخرين؟‏ لنرَ كيف يمكن تطبيق بعض هذه المبادئ عمليا في مجال عزيز على قلوب المسيحيين الغيورين اينما كانوا.‏ وهذا المجال هو خدمة الحقل.‏

      حافِظوا على موقف ايجابي من الخدمة

      ٩ كيف عاد فرح ارميا اليه،‏ وكيف يساعدنا مثاله؟‏

      ٩ يريد يهوه ان نكون فرحين في خدمته.‏ ولا ينبغي ان يعتمد فرحنا على النتائج التي نجنيها.‏ (‏لوقا ١٠:‏١٧،‏ ٢٠‏)‏ فالنبي ارميا كرز طوال سنوات في مقاطعة غير مثمرة.‏ وعندما ركَّز على ردّ فعل الناس السلبي،‏ خسر فرحه.‏ (‏ارميا ٢٠:‏٨‏)‏ ولكن عندما تأمل في جمال الرسالة التي يحملها،‏ عاد اليه فرحه.‏ قال ارميا ليهوه:‏ «وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لأني دعيت باسمك يا رب».‏ (‏ارميا ١٥:‏١٦‏)‏ نعم،‏ لقد فرح ارميا بامتيازه ان يكرز بكلمة اللّٰه.‏ ونحن ايضا يمكننا ذلك.‏

      ١٠ كيف يمكن ان نحافظ على فرحنا في الخدمة حتى لو كانت مقاطعتنا غير مثمرة حاليا؟‏

      ١٠ عندما نشترك في خدمة الحقل،‏ نملك سببا وجيها للفرح حتى لو رفضت الغالبية التجاوب مع البشارة.‏ تذكروا ان يهوه كان لديه ملء الثقة ان بعض البشر سيندفعون الى خدمته.‏ وكيهوه،‏ لا ينبغي ابدا ان نفقد املنا في ان يدرك البعض على الاقل قضية السلطان الكوني ويقبلوا رسالة الملكوت.‏ ولا يجب ان ننسى ان ظروف الناس تتغير.‏ فعندما تحل خسارة او ازمة غير متوقعة،‏ قد يبتدئ الشخص الذي كان لديه اكتفاء ذاتي كبير بالتفكير جدّيا في معنى الحياة.‏ فهل انتم على استعداد للمساعدة عندما يصير شخص كهذا ‹مدركا لحاجته الروحية›؟‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ لا تقطعوا الامل،‏ فقد يكون شخص ما في مقاطعتكم مستعدا للاصغاء الى البشارة في زيارتكم التالية!‏

      ١١،‏ ١٢ ماذا حدث في احدى البلدات،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

      ١١ قد تتغير ايضا تركيبة مقاطعتنا.‏ تأملوا في هذا المثال:‏ كان عدة متزوجين شبان وأولادهم يعيشون في بلدة صغيرة وتجمع بينهم روابط متينة.‏ وكان شهود يهوه حين يزورونهم يلقون التجاوب نفسه:‏ «لسنا مهتمين».‏ وإذا حدث ان اهتم احدهم برسالة الملكوت،‏ فسرعان ما كان الجيران يثبِّطونه عن استقبال الشهود.‏ وغني عن القول ان الكرازة هناك كانت صعبة جدا.‏ لكنَّ الشهود لم يستسلموا؛‏ فقد استمروا في الكرازة.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

      ١٢ بعد فترة،‏ كبر كثيرون من الاولاد في هذه البلدة،‏ تزوجوا،‏ واستقروا هناك.‏ وإذ ادرك بعضهم ان طريقة حياتهم لم تجلب لهم سعادة حقيقية،‏ بدأوا يبحثون عن الحق.‏ وقد وجدوه عندما تجاوبوا مع البشارة التي يعلنها الشهود.‏ وهكذا،‏ بعد سنوات عديدة،‏ ابتدأت الجماعة الصغيرة تنمو.‏ تخيلوا فرح ناشري الملكوت الذين لم يستسلموا!‏ فعسى ان تجلب المثابرة على الكرازة برسالة الملكوت الفرح لنا نحن ايضا!‏

      الرفقاء المؤمنون سيدعمونكم

      ١٣ الى مَن يمكن ان نلتجئ عندما نتثبط؟‏

      ١٣ عندما تزداد الضغوط او تحلّ بكم المصائب،‏ الى اين يمكنكم ان تلتجئوا من اجل التعزية؟‏ ان الملايين من خدام يهوه المنتذرين يلتجئون اولا الى يهوه في الصلاة،‏ ثم الى اخوتهم وأخواتهم المسيحيين.‏ ويسوع نفسه عندما كان على الارض،‏ قدّر دعم تلاميذه.‏ ففي الليلة التي سبقت موته،‏ قال عنهم انهم ‹مَن التصق به في محنه›.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨‏)‏ طبعا،‏ كان هؤلاء التلاميذ ناقصين،‏ ولكنَّ ولاءهم كان مصدر تعزية لابن اللّٰه.‏ نحن ايضا يمكن ان نستمد القوة من الرفقاء العبّاد.‏

      ١٤،‏ ١٥ ماذا ساعد زوجَين على مواجهة موت ابنهما،‏ وماذا تتعلمون من اختبارهما؟‏

      ١٤ تعلّم زوجان مسيحيان اسمهما ميشال وديان قيمة دعم اخوتهما وأخواتهما.‏ فقد كان لهما ابن اسمه جوناثان في الـ‍ ٢٠ من عمره،‏ وكان مسيحيا مفعما بالحيوية امامه مستقبل زاهر.‏ وعندما شُخِّص ان لديه ورما دماغيا،‏ حاول الاطباء جاهدين ان ينقذوه.‏ لكنّ حالته ازدادت سوءا حتى رقد في الموت ذات يوم في وقت متأخر من بعد الظهر.‏ فصُعق ميشال وديان وكانا بحاجة ماسة الى التعزية.‏ ومع انهما عرفا ان اجتماع الخدمة لذلك المساء على وشك الانتهاء،‏ طلبا من الشيخ الذي كان معهما ان يرافقهما الى قاعة الملكوت.‏ ووصلا الى الجماعة عند الاعلان عن موت جوناثان.‏ وبعد الاجتماع،‏ احاط الاخوة والاخوات بالوالدَين اللذين كانت الدموع تنهمر من عيونهما،‏ وعانقوهما وعزّوهما.‏ تتذكر ديان:‏ «كنا مصعوقَين عندما وصلنا الى القاعة،‏ ولكن ما اعظم التعزية التي زوَّدنا اياها الاخوة وكم شجّعونا!‏ ورغم انهم لم يتمكنوا من شفاء حزننا،‏ فقد ساعدونا ان نكون شجاعَين تحت الضغط!‏».‏ —‏ روما ١:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢١-‏٢٦‏.‏

      ١٥ لقد ساهمت المحنة في تقريب ميشال وديان من اخوتهما.‏ كما انها ساهمت في تقريبهما واحدهما من الآخر.‏ يقول ميشال:‏ «تعلمت ان احب زوجتي العزيزة اكثر.‏ ففي اوقات التثبط،‏ كنا نتحادث عن حق الكتاب المقدس ودعم يهوه لنا».‏ وتضيف ديان:‏ «ان رجاء الملكوت يعني لنا الآن اكثر من ذي قبل».‏

      ١٦ لماذا من المهم اخذ المبادرة في إخبار اخوتنا بحاجاتنا؟‏

      ١٦ نعم،‏ يمكن ان يكون اخوتنا وأخواتنا المسيحيون «عونا مقويا» لنا في الفترات الصعبة من حياتنا،‏ وبذلك يساعدوننا ان نحافظ على فرحنا.‏ (‏كولوسي ٤:‏١١‏)‏ ولكنهم لا يستطيعون ان يقرأوا افكارنا.‏ لذلك عندما نحتاج الى الدعم،‏ يحسن بنا ان نخبرهم بحاجاتنا.‏ ثم يمكننا التعبير عن التقدير القلبي للتعزية التي يتمكنون من تزويدها،‏ معتبرينها وكأنها من يهوه.‏ —‏ امثال ١٢:‏٢٥؛‏ ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج.‏

      انظروا الى جماعتكم

      ١٧ اية صعوبات تواجهها ام متوحدة،‏ وكيف ننظر الى اشخاص مثلها؟‏

      ١٧ كلما نظرتم عن كثب الى الرفقاء المؤمنين،‏ تعلمتم اكثر ان تقدِّروهم وتجدوا الفرح في معاشرتهم.‏ انظروا الى جماعتكم.‏ ماذا ترون؟‏ هل هنالك ام متوحدة تجاهد لتربية اولادها في طريق الحق؟‏ هل فكرتم مليًّا في المثال الرائع الذي ترسمه؟‏ حاولوا ان تتخيلوا بعض المشاكل التي تواجهها؟‏ تعدِّد ام متوحدة اسمها جانين بعضها:‏ الوحدة،‏ التحرشات الجنسية غير المرغوب فيها من رجال في العمل،‏ الميزانية المحدودة جدا.‏ لكنَّ اهم مشكلة،‏ كما تقول،‏ هي الاعتناء بحاجات الاولاد العاطفية،‏ اذ ان لكل ولد شخصية مميَّزة.‏ وتأتي جانين على ذكر مشكلة اخرى:‏ «من الصعب جدا تجنب الميل الى جعل ابنكم رأس العائلة للتعويض عن غياب الزوج.‏ ولي ابنة،‏ ومن الصعب ان اتذكر انه لا يجب ان اثقل عليها بمشاكلي الشخصية».‏ مثل آلاف الوالدين المتوحدين الخائفين اللّٰه،‏ تعمل جانين بدوام كامل وتعتني بعائلتها.‏ وهي تدرس ايضا الكتاب المقدس مع اولادها،‏ تدرِّبهم في الخدمة،‏ وتجلبهم الى اجتماعات الجماعة.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ وكم يكون يهوه سعيدا دون شك عندما يرى يوميا جهود هذه العائلة للمحافظة على الاستقامة!‏ أفلا يكون وجود اشخاص كهؤلاء بيننا مصدر فرح لنا؟‏ نعم،‏ دون شك.‏

      ١٨،‏ ١٩ أوضحوا كيف يمكن ان يعمق تقديرنا لأفراد الجماعة.‏

      ١٨ اذا نظرتم مجددا الى جماعتكم،‏ فقد ترون ارامل امناء ‹لا يغيبون ابدا› عن الاجتماعات.‏ (‏لوقا ٢:‏٣٧‏)‏ فهل يحسّون بالوحدة احيانا؟‏ طبعا.‏ فهم يشتاقون كثيرا الى رفقاء زواجهم.‏ ولكنهم ينشغلون بخدمة يهوه ويهتمون بالآخرين اهتماما شخصيا.‏ وموقفهم الثابت والايجابي يزيد من فرح الجماعة.‏ قالت اخت قضت في الخدمة كامل الوقت اكثر من ٣٠ سنة:‏ «احد الامور التي تفرحني كثيرا هو رؤية اخوة وأخوات مسنين مرّوا بتجارب كثيرة ولا يزالون يخدمون يهوه بأمانة».‏ نعم،‏ ان المسيحيين المسنين بيننا هم مصدر تشجيع كبير للشبان.‏

      ١٩ وماذا عن الجدد الذين ابتدأوا يعاشرون الجماعة مؤخرا؟‏ ألا نتشجع عندما يعبِّرون عن ايمانهم في الاجتماعات؟‏ فكروا في التقدم الذي احرزوه منذ بدأوا بدرس الكتاب المقدس.‏ فلا بد ان يهوه مسرور جدا بهم.‏ فهل نحن مسرورون ايضا؟‏ وهل نعبِّر لهم عن مشاعرنا،‏ مادحينهم على جهودهم؟‏

      ٢٠ لماذا يمكن ان يُقال ان كل فرد في الجماعة يلعب دورا مهمًّا فيها؟‏

      ٢٠ هل انتم متزوجون،‏ عزّاب،‏ او والدون متوحدون؟‏ هل انتم يتامى او ارامل؟‏ هل تعاشرون الجماعة منذ سنوات كثيرة او ابتدأتم تعاشرونها مؤخرا؟‏ مهما يكن وضعكم،‏ فتأكدوا ان مثالكم الامين مشجِّع لنا جميعا.‏ وعندما تشاركون في ترنيم احدى ترانيم الملكوت،‏ عندما تقدِّمون تعليقا او موضوعا في مدرسة الخدمة الثيوقراطية،‏ تزيد مساهمتكم من فرحنا.‏ والاهم انها تفرح قلب يهوه.‏

      ٢١ ايّ امر لدينا اسباب عديدة لفعله،‏ ولكن ايّ سؤالين ينشآ‌ن؟‏

      ٢١ حتى في هذه الاوقات الصعبة،‏ يمكن ان نكون فرحين في عبادة الهنا السعيد.‏ فلدينا اسباب كثيرة لنتجاوب مع تشجيع بولس:‏ «ابقوا فرحين،‏ .‏ .‏ .‏ وإله المحبة والسلام سيكون معكم».‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ ولكن ماذا لو كنا نواجه الكوارث الطبيعية،‏ الاضطهاد،‏ او المشقات الاقتصادية الشديدة؟‏ هل من الممكن ان نحافظ على فرحنا حتى في هذه الظروف؟‏ ندعوكم الى التأمل في المقالة التالية والتوصل الى استنتاجكم الشخصي.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة (‏بالانكليزية)‏،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ١١٩،‏ اصدار شهود يهوه.‏

  • حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ ايار (‏مايو)‏
    • حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه

      ‏«افرحوا في الرب كل حين.‏ وأقول ايضا:‏ افرحوا!‏».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٤‏.‏

      ١،‏ ٢ كيف تمكن اخ وعائلته من المحافظة على فرحهم رغم خسارة كل ممتلكاتهم؟‏

      عمل جايمس،‏ مسيحي في الـ‍ ٧٠ من عمره يعيش في سيراليون،‏ طوال حياته بكدّ.‏ تخيلوا فرحه عندما تمكَّن اخيرا من جمع ما يكفي من المال لشراء بيت متواضع مؤلف من اربع غرف!‏ ولكن بعدما انتقل جايمس وعائلته الى البيت،‏ اندلعت الحرب الاهلية في بلدهم وأُحرق بيتهم كاملا.‏ صحيح انهم خسروا بيتهم،‏ لكنهم لم يخسروا فرحهم.‏ ولمَ لا؟‏

      ٢ لقد ابقى جايمس وعائلته عقولهم مركزة على ما بقي،‏ وليس على ما خسروه.‏ يوضح جايمس:‏ «حتى في الاوقات الرهيبة،‏ كنا نعقد الاجتماعات،‏ نقرأ الكتاب المقدس،‏ نصلّي معا،‏ ونتشارك مع الآخرين في القليل الذي نملكه.‏ لقد تمكَّنا من المحافظة على فرحنا لأننا ركَّزنا على علاقتنا الرائعة بيهوه».‏ فبالتفكير في ما لديهم من بركات،‏ وأهمها علاقتهم الشخصية اللصيقة بيهوه،‏ تمكن هؤلاء المسيحيون الامناء من ‹البقاء فرحين›.‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ طبعا،‏ لم يكن من السهل عليهم احتمال ظروفهم العصيبة.‏ ولكنهم لم يتوقفوا عن الفرح في يهوه.‏

      ٣ كيف حافظ بعض المسيحيين الاولين على فرحهم؟‏

      ٣ واجه المسيحيون الاولون محنا مماثلة لما واجهه جايمس وعائلته.‏ رغم ذلك،‏ كتب الرسول بولس هذه الكلمات الى المسيحيين من اصل عبراني:‏ «قبلتم بفرح نهب ممتلكاتكم».‏ ثم اوضح بولس مصدر فرحهم قائلا:‏ «عارفين ان لكم انتم مقتنى افضل وباقيا».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٤‏)‏ نعم،‏ كان لهؤلاء المسيحيين في القرن الاول رجاء قوي.‏ فقد تطلعوا بثقة الى نيل شيء لا يمكن سلبه:‏ «تاج الحياة» الذي لا يذبل في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ (‏كشف ٢:‏١٠‏)‏ واليوم،‏ يساعدنا رجاؤنا المسيحي،‏ سواء كان سماويا ام ارضيا،‏ ان نحافظ على فرحنا حتى عندما نواجه الشدائد.‏

      ‏«افرحوا في الرجاء»‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا كانت نصيحة بولس لأهل روما ان ‹يفرحوا في الرجاء› في حينها؟‏ (‏ب)‏ ماذا قد يجعل رجاء المسيحي يغيب عن باله؟‏

      ٤ شجَّع الرسول بولس الرفقاء المؤمنين في روما ان ‹يفرحوا في رجاء› الحياة الابدية.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ وكانت هذه نصيحة في حينها لأهل روما.‏ فبعدما كتب اليهم بولس بأقل من عقد،‏ عانوا اضطهادا مريرا،‏ وعُذِّب بعضهم حتى الموت بأمر من الامبراطور نيرون.‏ ولا شك ان ايمانهم بأن اللّٰه سيعطيهم تاج الحياة الذي وعدهم به دعمهم في معاناتهم.‏ ولكن ماذا عنا نحن اليوم؟‏

      ٥ كمسيحيين،‏ نتوقع نحن ايضا ان نُضطَهَد.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ كما اننا ندرك ان «الوقت والعرض» يلاقياننا كافة.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فقد يودي حادث بحياة شخص نحبه.‏ او قد يصيب مرض خطير احد والدَينا او صديقا حميما.‏ فإذا لم نبقَ مركِّزين على رجاء الملكوت،‏ نصير في خطر روحي عندما تصيبنا محن كهذه.‏ لذلك يحسن بنا ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل «افرح في الرجاء»؟‏ هل اخصِّص فترات قانونية للتأمل فيه؟‏ هل الفردوس القادم حقيقي بالنسبة اليّ؟‏ هل اتخيّل نفسي هناك؟‏ هل اتوق الى نهاية نظام الاشياء الحاضر كما كنت اتوق اليها عندما تعلمت الحق؟‏›.‏ يتطلب هذا السؤال الاخير التفكير العميق.‏ ولماذا؟‏ لأنه قد تغيب عن بالنا،‏ على الاقل وقتيا،‏ الحاجة الملحة الى مجيء عالم اللّٰه الجديد اذا كنا نتمتع بصحة جيدة،‏ نكسب مالا كافيا،‏ ونعيش في ناحية من الارض بعيدة نوعا ما عن تأثيرات الحرب،‏ النقص في الطعام،‏ او الكوارث الطبيعية.‏

      ٦ (‏أ)‏ علامَ ركَّز بولس وسيلا تفكيرهما عندما عانيا الضيق؟‏ (‏ب)‏ كيف يشجِّعنا مثال بولس وسيلا اليوم؟‏

      ٦ نصح بولس اهل روما ايضا ان ‹يحتملوا في الضيق›.‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ وقد مرّ هو نفسه بالضيق.‏ فذات مرة،‏ رأى في رؤيا رجلا يدعوه ان ‹يعبر الى مقدونية› لمساعدة الناس هناك ان يتعلموا عن يهوه.‏ (‏اعمال ١٦:‏٩‏)‏ فأبحر بولس مع تيموثاوس وسيلا ولوقا الى اوروپا.‏ وماذا كان في انتظار هؤلاء المرسلين الغيورين؟‏ الضيق!‏ فبعد ان بشَّر بولس وسيلا في مدينة فيلبي في اقليم مقدونية،‏ جُلدا وأُلقيا في السجن.‏ فمن الواضح ان بعض مواطني فيلبي لم يكونوا لامبالين برسالة الملكوت فقط،‏ بل ايضا مقاومين شرسين.‏ وهل جعل هذا التحول في الحوادث المرسلَين الغيورَين يخسران فرحهما؟‏ كلا.‏ فبعدما ضُربا وأُلقيا في السجن،‏ «نحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبِّحان اللّٰه بالترنيم».‏ (‏اعمال ١٦:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ طبعا،‏ لم يجلب لهما الالم الناتج عن الضرب ايّ فرح.‏ ولكن لم يكن ذلك ما يشغل بال المرسلَين.‏ فقد كان تفكيرهما مركَّزا على يهوه وكيف يباركهما.‏ ‹فبالاحتمال في الضيق› بفرح،‏ رسم بولس وسيلا مثالا رائعا لإخوتهما في فيلبي وغيرها.‏

      ٧ لماذا ينبغي ان تشمل صلواتنا الشكر؟‏

      ٧ كتب بولس:‏ «واظبوا على الصلاة».‏ (‏روما ١٢:‏١٢‏)‏ فهل تصلّون عندما تمرّون بفترات من الاضطراب؟‏ اية امور تصلّون بشأنها؟‏ على الارجح،‏ تذكرون مشكلتكم بالتحديد وتطلبون مساعدة يهوه.‏ ولكن يمكنكم ايضا ان تشملوا بصلواتكم تعابير الشكر على البركات التي تتمتعون بها.‏ فعندما تنشأ المشاكل،‏ يساعدنا التأمل في تعاملات يهوه الصالحة معنا ان ‹نفرح في الرجاء›.‏ كتب داود الذي كانت حياته زاخرة بالمشاكل:‏ «كثيرا ما جعلت انت ايها الرب الهي عجائبك وأفكارك من جهتنا.‏ لا تقوَّم لديك.‏ لأخبرنَّ وأتكلمنَّ بها.‏ زادت عن ان تُعَدّ».‏ (‏مزمور ٤٠:‏٥‏)‏ فإذا تأملنا دائما كداود في البركات التي يغدقها علينا يهوه،‏ فمن الصعب ألّا نكون فرحين.‏

      حافظوا على موقف ايجابي

      ٨ ماذا يساعد المسيحي على البقاء سعيدا عندما يواجه الاضطهاد؟‏

      ٨ يشجِّع يسوع أتباعه ان يحافظوا على موقف ايجابي عندما يواجهون محنا متنوعة.‏ فهو يقول:‏ «سعداء انتم متى عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين».‏ (‏متى ٥:‏١١‏)‏ وأيّ سبب لدينا للفرح في هذه الظروف؟‏ ان قدرتنا على الصمود في وجه المقاومة هي دليل اننا نملك روح يهوه.‏ قال الرسول بطرس للرفقاء المسيحيين في ايامه:‏ «سعداء انتم اذا كنتم تعيَّرون من اجل اسم المسيح،‏ لأن روح المجد،‏ اي روح اللّٰه،‏ يستقر عليكم».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فيهوه يساعدنا ايضا بواسطة روحه ان نحتمل،‏ وبالتالي ان نحافظ على فرحنا.‏

      ٩ ماذا ساعد بعض الاخوة على ايجاد اسباب للفرح عندما كانوا في السجن بسبب ايمانهم؟‏

      ٩ حتى عندما نمرّ بأقسى الظروف،‏ يمكن ان نجد اسبابا للفرح.‏ هذا ما اكتشفه مسيحي اسمه ادولف يعيش في بلد حيث كان عمل شهود يهوه محظورا طوال سنوات عديدة.‏ فقد اعتُقل ادولف وبعض رفقائه وحُكم عليهم بفترات سجن طويلة لأنهم رفضوا التخلي عن معتقداتهم المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وكانت حياة السجن قاسية،‏ لكنهم كبولس وسيلا وجدوا اسبابا لشكر اللّٰه.‏ وقد قالوا ان ما اختبروه في السجن ساعدهم على تقوية ايمانهم وتنمية صفات مسيحية قيِّمة،‏ مثل الكرم والتقمص العاطفي والمودة الاخوية.‏ مثلا،‏ عندما كان احدهم يتسلم رزمة من بيته،‏ تقاسم محتوياتها مع رفقائه المؤمنين،‏ الذين اعتبروا هذه المؤن الاضافية وكأنها من يهوه،‏ المعطي العظيم ‹لكل عطية صالحة وكل موهبة كاملة›.‏ وكانت اعمال اللطف هذه تجلب الفرح للذي يعطي والذي يأخذ على السواء.‏ وهكذا،‏ فإن السجن المُراد منه تقويض ايمانهم جعلهم في الواقع اقوى روحيا!‏ —‏ يعقوب ١:‏١٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ١٠،‏ ١١ كيف صمدت اخت في وجه الاستجواب الذي لا يرحم وفترة السجن الطويلة التي تلته؟‏

      ١٠ أُلقي القبض على ايلّا،‏ التي تعيش ايضا في بلد حيث كان عمل الملكوت تحت الحظر فترة طويلة،‏ لأنها كانت تُخبر الآخرين برجائها المسيحي.‏ وطوال ثمانية اشهر،‏ كانت تُستجوَب استجوابا لا يرحم.‏ وعندما أُجريت لها محاكمة،‏ حُكم عليها بعشر سنوات في سجن لا يوجد فيه غيرها من عبّاد يهوه.‏ وكان عمر ايلّا آنذاك ٢٤ سنة فقط.‏

      ١١ طبعا،‏ لم تكن ايلّا مسرورة بقضاء معظم سنوات شبابها في زنزانة.‏ ولكن بما انه لم يكن بإمكانها تغيير وضعها،‏ قرَّرت تغيير وجهة نظرها.‏ فابتدأت تعتبر السجن المقاطعة المعيّنة لها للشهادة.‏ تقول:‏ «كان هنالك الكثير من عمل الكرازة للقيام به بحيث ان السنوات مرّت في طرفة عين».‏ وبعد اكثر من خمس سنوات،‏ استُجوبت ايلّا مجددا.‏ وإذ ادرك مستجوبوها ان قضبان السجن لم تقوِّض ايمانها،‏ قالوا لها:‏ «لا يمكننا اطلاق سراحك،‏ لأنك لم تتغيري».‏ فأجابت بثبات:‏ «لا بل تغيَّرْت».‏ وتابعت قائلة:‏ «ان معنوياتي اعلى مما كانت عليه عندما سُجنت،‏ وإيماني اقوى بكثير من قبل!‏».‏ ثم اضافت:‏ «اذا كنتم لا تريدون اطلاق سراحي،‏ فسأبقى حتى يرى يهوه انه من المناسب تحريري».‏ ان السنوات الخمس والنصف من السجن لم تسلب ايلّا فرحها،‏ بل علَّمتها ان تقنع بأية ظروف تمرّ بها.‏ فهل يمكنكم ان تتعلموا شيئا من مثالها؟‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٥‏.‏

      ١٢ ماذا يمكن ان يجعل المسيحي الذي يمرّ بظروف صعبة يشعر بسلام العقل؟‏

      ١٢ لا تستنتجوا ان ايلّا تملك موهبة فذة تتيح لها تذليل هذه الصعوبات.‏ فبالإشارة الى فترة الاستجواب التي سبقت الحكم عليها تعترف:‏ «اتذكر كيف كانت اسناني تصطك،‏ وكيف شعرت وكأني عصفور صغير يرتجف خوفا».‏ لكنَّ ايمان ايلّا بيهوه بقي راسخا وتعلَّمت ان توليه ثقتها.‏ (‏امثال ٣:‏٥-‏٧‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ صار اللّٰه شخصا حقيقيا في نظرها اكثر من قبل.‏ توضح قائلة:‏ «كلما دخلت غرفة الاستجواب،‏ شعرت بسلام غامر.‏ .‏ .‏ .‏ كلما ازدادت الحالة رعبا،‏ ازداد السلام داخلي».‏ وكان يهوه مصدر هذا السلام.‏ يوضح الرسول بولس:‏ «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء،‏ بل في كل شيء لتعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر؛‏ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٣ ماذا يضمن لنا انه اذا مررنا بضيق،‏ ننال قوة لاحتماله؟‏

      ١٣ لقد حافظت ايلّا،‏ التي أُطلق سراحها مذّاك،‏ على فرحها رغم المشقات.‏ وكان ذلك بالقوة التي زوّدها اياها يهوه،‏ وليس بقوتها الخاصة.‏ وقد صحّ الامر نفسه في الرسول بولس الذي كتب:‏ «بكل سرور اذًا افتخر بالحري من جهة ضعفاتي،‏ لتبقى قدرة المسيح مخيِّمة علي.‏ .‏ .‏ .‏ فحينما اكون ضعيفا،‏ فحينئذ اكون قويا».‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٤ أوضحوا كيف يمكن للمسيحي ان يمتلك نظرة ايجابية الى وضع صعب الاحتمال وأية نتيجة قد يحصل عليها.‏

      ١٤ قد تكون الضغوط التي تواجهونها الآن مختلفة نوعا ما عن التي عولجت في هذه المقالة.‏ ولكنَّ الضغوط،‏ على اختلافها،‏ صعبة الاحتمال.‏ مثلا،‏ قد يكون ربّ عملكم انتقاديا جدا لما تقومون به،‏ اذ ينتقدكم اكثر بكثير من الموظفين الذين ينتمون الى اديان اخرى.‏ وقد يكون البحث عن وظيفة اخرى غير ممكن.‏ فكيف تستطيعون المحافظة على فرحكم؟‏ تذكروا ادولف ورفقاءه،‏ الذين علَّمهم ما اختبروه في السجن كيف ينمون صفات حيوية.‏ فإذا كنتم تبذلون جهدا حثيثا لإرضاء ربّ عملكم،‏ حتى الذي «يصعب ارضاؤه»،‏ فستنمّون صفات مسيحية كالاحتمال وطول الاناة.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٨‏)‏ كما انكم قد تصيرون موظفين نافعين اكثر في عملكم،‏ مما يتيح لكم فرصا اكبر لإيجاد وظيفة افضل يوما ما.‏ ولكن لنناقش الآن بعض الطرائق الاخرى التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا في خدمة يهوه.‏

      تبسيط الحياة يؤدي الى الفرح

      ١٥-‏١٧ ايّ امر تعلّم زوجان ان بإمكانه تخفيف الضغط،‏ حتى لو لم يكن ممكنا ازالة سبب الضغط كليًّا؟‏

      ١٥ قد لا تملكون حرية اختيار كبيرة في نوع عملكم الدنيوي او مكان عملكم،‏ ولكن قد تكون هنالك نواحٍ اخرى من حياتكم تستطيعون التحكم فيها.‏ تأملوا في الاختبار التالي.‏

      ١٦ دعا زوجان مسيحيان شيخا الى العشاء في بيتهما.‏ وفي تلك الامسية،‏ قالا له انهما مؤخرا يشعران بأن ضغوط الحياة تسحقهما.‏ فهما يعملان بكدّ بدوام كامل،‏ ولا يستطيعان تغيير عملهما.‏ وقالا له انهما لا يعرفان الى متى يستطيعان احتمال هذا الوضع.‏

      ١٧ وعندما طلبا النصيحة،‏ اجاب الشيخ:‏ «بسِّطا حياتكما».‏ كيف؟‏ كان الزوجان يقضيان ثلاث ساعات يوميا في الذهاب الى عملهما والرجوع منه.‏ فاقترح الشيخ،‏ الذي يعرف الزوجان حقّ المعرفة،‏ ان يفكِّرا في الانتقال الى بيت اقرب الى مكان عملهما.‏ وهكذا يتمكنان من تقليل الوقت الذي يصرفانه في تنقلاتهما اليومية.‏ والوقت الذي يوفِّرانه يمكنهما صرفه في الاهتمام بأمور مهمة اخرى —‏ او في نيل قسط من الراحة.‏ فإذا كانت ضغوط الحياة تسلبكم فرحكم نوعا ما،‏ فلمَ لا تحاولون اجراء بعض التعديلات في حياتكم لعلكم تجدون الراحة؟‏

      ١٨ لماذا من المهم التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات؟‏

      ١٨ والطريقة الاخرى لتخفيف الضغط هي التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات.‏ مثلا،‏ قرَّر اخ مسيحي ان يبني بيتا.‏ واختار تصميما هندسيا معقدا جدا،‏ رغم انه لم يسبق له ان بنى بيتا.‏ أما الآن فهو يدرك انه كان بإمكانه تجنب المشاكل غير الضرورية لو ‹انتبه الى خطواته› قبل اختيار تصميم بيته.‏ (‏امثال ١٤:‏١٥‏)‏ ووافق اخ آخر ان يكون كفيلا لرفيق مؤمن استدان المال.‏ وحسب الاتفاق،‏ اذا لم يتمكن المستدين من دفع الدَّين،‏ فالكفيل مُجبَر على دفعه.‏ في البداية،‏ كان كل شيء يسير على ما يرام،‏ ولكن بعد فترة ابتدأ المستدين يخلف وعده.‏ فخاف الدائن وطلب ان يوفي الكفيل الدَّين بكامله،‏ مما سبَّب ضغطا كبيرا على الاخ الكفيل.‏ فهل كان بالامكان تجنب ذلك لو جرى التفكير مليًّا في كل العوامل قبل الموافقة على تحمل مسؤولية الدَّين؟‏ —‏ امثال ١٧:‏١٨‏.‏

      ١٩ ما هي بعض الطرائق لتخفيف الضغط في حياتنا؟‏

      ١٩ اذا شعرنا بالارهاق،‏ فلا نستنتجْ ابدا ان بإمكاننا التخفيف من الضغط علينا واستعادة فرحنا بالتقليل من الدرس الشخصي في الكتاب المقدس،‏ خدمة الحقل،‏ وحضور الاجتماعات.‏ فهذه وسائل مهمة ننال بواسطتها روح يهوه القدس وبالتالي الفرح الذي هو ثمرة من ثماره.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢‏)‏ والنشاطات المسيحية منعشة دائما وليست مرهقة جدا.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فمن المرجح ان النشاطات الدنيوية او الاستجمام،‏ لا النشاطات الروحية،‏ هي ما يسبِّب لنا الإعياء.‏ وما يساعدنا على التعافي هو التعلم ان نأوي الى فراشنا في ساعة معقولة.‏ فمن المفيد جدا نيل قسط اضافي من الراحة.‏ اعتاد ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ الذي خدم كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه حتى مماته،‏ ان يقول للمرسلين:‏ «عندما تتثبطون،‏ اول ما يجب فعله هو نيل قسط من الراحة.‏ فستندهشون عندما ترون ان النوم جيدا في الليل سيسهّل حلّ اية مشكلة تقريبا!‏».‏

      ٢٠ (‏أ)‏ عدِّدوا بعض الطرائق التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا.‏ (‏ب)‏ اية اسباب للفرح يمكنكم ان تفكروا فيها؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ١٧.‏)‏

      ٢٠ لدى المسيحيين امتياز خدمة «الاله السعيد».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏)‏ وكما رأينا،‏ يمكننا المحافظة على فرحنا حتى عندما تحدق بنا المشاكل الخطرة.‏ فلنبقِ نصب اعيننا رجاء الملكوت،‏ نعدِّل وجهة نظرنا عند اللزوم،‏ ونبقِ حياتنا بسيطة.‏ عندئذ،‏ مهما كان وضعنا،‏ فسنتجاوب مع كلمات الرسول بولس:‏ «افرحوا في الرب كل حين.‏ وأقول ايضا:‏ افرحوا!‏».‏ —‏ فيلبي ٤:‏٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة