-
افرحوا مع الاله السعيدبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ ايار (مايو)
-
-
افرحوا مع الاله السعيد
«اخيرا، ايها الاخوة، ابقوا فرحين، . . . وإله المحبة والسلام سيكون معكم». — ٢ كورنثوس ١٣:١١.
١، ٢ (أ) لماذا تخلو حياة كثيرين من الفرح؟ (ب) ما هو الفرح، وكيف يمكن ان ننميه؟
في هذه الايام الحالكة، كثيرون من الناس لا يرون ايّ سبب للفرح. وعندما تحل كارثة بهم او بأحد احبائهم، قد يشعرون كما شعر ايوب قديما. فقد قال: «الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا». (ايوب ١٤:١) وليس المسيحيون مستثنَين من ضغوط هذه ‹الازمنة الحرجة› وما فيها من توتر، لذلك لا يفاجئنا ان يتثبط احيانا خدام يهوه الامناء. — ٢ تيموثاوس ٣:١.
٢ مع ذلك، يمكن ان يفرح المسيحيون حتى عندما يكونون تحت التجربة. (اعمال ٥:٤٠، ٤١) لفهم كيف يكون ذلك ممكنا، تأملوا اولا ما هو الفرح. يُمكن ان يُقال ان الفرح «شعور ناجم عن حيازة امر جيد او توقع حيازته».a وبناء على ذلك، يمكننا ان نشعر بالفرح اذا فكرنا مليًّا في البركات الحاضرة وتأملنا في الافراح التي تنتظرنا في عالم اللّٰه الجديد.
٣ بأيّ معنى يمكن ان يُقال ان كل شخص لديه على الاقل بعض الاسباب للفرح؟
٣ كل شخص لديه من البركات ما يجب ان يكون شاكرا عليه. قد يخسر رأس العائلة عمله. ومن الطبيعي ان يشعر بالقلق لأنه يريد ان يعيل احباءه. ومع ذلك، يمكن ان يكون شاكرا على انه يتمتع بقوة جسدية وبصحة جيدة؛ لأن ذلك سيمكِّنه من العمل بكدّ اذا ما وجد وظيفة. ويمكن ايضا ان تُصاب امرأة مسيحية بمرض يهدّ قواها. مع ذلك، يمكن ان تكون شاكرة على دعم الاصدقاء وأعضاء العائلة المحبين الذين يساعدونها على مواجهة مرضها برباطة جأش وشجاعة. ويمكن لجميع المسيحيين الحقيقيين، مهما كانت ظروفهم، ان يفرحوا بامتياز معرفة «الاله السعيد» يهوه و «العاهل السعيد والوحيد» يسوع المسيح. (١ تيموثاوس ١:١١؛ ٦:١٥) نعم، ان يهوه اللّٰه ويسوع المسيح سعيدان جدا. وهما يحافظان على فرحهما رغم ان الاحوال على الارض بعيدة كل البعد عما قصده يهوه في البداية. ويمكن ان نتعلم الكثير من مثالهما للمحافظة على فرحنا.
لم يخسرا فرحهما قط
٤، ٥ (أ) كيف تجاوب يهوه عندما تمرد الرجل والمرأة الاولان؟ (ب) كيف حافظ يهوه على موقف ايجابي من البشر؟
٤ في جنة عدن، تمتع آدم وحواء بصحة كاملة وعقل كامل. وكان لديهما عمل مثمر ومحيط مثالي ليقوما بعملهما. والاهم هو انهما حظيا بامتياز الاتصال بيهوه قانونيا. وكان قصد اللّٰه ان يتمتعا بمستقبل سعيد. لكنَّ ابوينا الاولين لم يكتفيا بكل هذه العطايا الصالحة؛ فقد سرقا الثمرة المحرمة من «شجرة معرفة الخير والشر». والشقاء الذي نعانيه نحن المتحدرين منهما اليوم هو وليد عمل العصيان هذا. — تكوين ٢:١٥-١٧؛ ٣:٦؛ روما ٥:١٢.
٥ إلا ان يهوه لم يسمح لموقف نكران الجميل من جهة آدم وحواء ان يسلبه فرحه. فقد وثق ان البعض على الاقل من ذريتهما سيندفعون الى خدمته. وكبيرة كانت ثقته بحيث اعلن عن قصده ان يفتدي المتحدرين الطائعين من آدم وحواء حتى قبل ان ينجبا بكرهما! (تكوين ١:٣١؛ ٣:١٥) وفي القرون التي تلت، اتَّبع خطاهما معظم البشر. لكنَّ هذا التمرد الواسع الانتشار لم يجعل يهوه يدير ظهره للعائلة البشرية. فقد ركَّز انتباهه على الرجال والنساء الذين ‹فرَّحوا قلبه›، والذين بذلوا اقصى جهدهم لإرضائه لأنهم يحبونه. — امثال ٢٧:١١؛ عبرانيين ٦:١٠.
٦، ٧ ماذا ساهم في بقاء يسوع فرِحا؟
٦ وماذا عن يسوع؟ كيف حافظ على فرحه؟ كان يسوع مخلوقا روحانيا قديرا في السماء، مما اتاح له رؤية تصرفات الرجال والنساء على الارض. وقد احبهم مع ان نقائصهم كانت واضحة. (امثال ٨:٣١) ولاحقا، عندما اتى الى الارض و «اقام بين» البشر، لم تتغير نظرته الى الجنس البشري. (يوحنا ١:١٤) فماذا مكَّن ابن اللّٰه الكامل من المحافظة على موقف ايجابي من العائلة البشرية الخاطئة؟
٧ قبل كل شيء، كان يسوع منطقيا في توقعاته من نفسه ومن الآخرين. فقد عرف انه لن يهدي العالم. (متى ١٠:٣٢-٣٩) لذلك كان يفرح عندما يتجاوب شخص مخلص واحد مع رسالة الملكوت. ورغم ان سلوك وموقف تلاميذه لم يكونا مرضيَّين دائما، عرف انهم يريدون من كل قلبهم فعل مشيئة اللّٰه وأحبهم بسبب ذلك. (لوقا ٩:٤٦؛ ٢٢:٢٤، ٢٨-٣٢، ٦٠-٦٢) والجدير بالملاحظة ان يسوع، في الصلاة الى ابيه السماوي، اوجز المسلك الايجابي الذي اتَّخذه تلاميذه حتى ذلك الوقت، قائلا: «قد حفظوا كلمتك». — يوحنا ١٧:٦.
٨ عدِّدوا بعض الطرائق التي يمكننا بواسطتها الاقتداء بيهوه ويسوع في مجال المحافظة على فرحنا.
٨ دون شك، نستفيد جميعا من التأمل في المثال الذي رسمه يهوه اللّٰه ويسوع المسيح في هذا المجال. فهل يمكننا الاقتداء بيهوه على وجه اكمل، ربما بعدم القلق بإفراط عندما لا تجري الامور كما نرجو؟ هل يمكننا اتِّباع خطوات يسوع بأكثر دقة، بالمحافظة على موقف ايجابي من ظروفنا الحالية وبأن نكون منطقيين في توقعاتنا من انفسنا ومن الآخرين؟ لنرَ كيف يمكن تطبيق بعض هذه المبادئ عمليا في مجال عزيز على قلوب المسيحيين الغيورين اينما كانوا. وهذا المجال هو خدمة الحقل.
حافِظوا على موقف ايجابي من الخدمة
٩ كيف عاد فرح ارميا اليه، وكيف يساعدنا مثاله؟
٩ يريد يهوه ان نكون فرحين في خدمته. ولا ينبغي ان يعتمد فرحنا على النتائج التي نجنيها. (لوقا ١٠:١٧، ٢٠) فالنبي ارميا كرز طوال سنوات في مقاطعة غير مثمرة. وعندما ركَّز على ردّ فعل الناس السلبي، خسر فرحه. (ارميا ٢٠:٨) ولكن عندما تأمل في جمال الرسالة التي يحملها، عاد اليه فرحه. قال ارميا ليهوه: «وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لأني دعيت باسمك يا رب». (ارميا ١٥:١٦) نعم، لقد فرح ارميا بامتيازه ان يكرز بكلمة اللّٰه. ونحن ايضا يمكننا ذلك.
١٠ كيف يمكن ان نحافظ على فرحنا في الخدمة حتى لو كانت مقاطعتنا غير مثمرة حاليا؟
١٠ عندما نشترك في خدمة الحقل، نملك سببا وجيها للفرح حتى لو رفضت الغالبية التجاوب مع البشارة. تذكروا ان يهوه كان لديه ملء الثقة ان بعض البشر سيندفعون الى خدمته. وكيهوه، لا ينبغي ابدا ان نفقد املنا في ان يدرك البعض على الاقل قضية السلطان الكوني ويقبلوا رسالة الملكوت. ولا يجب ان ننسى ان ظروف الناس تتغير. فعندما تحل خسارة او ازمة غير متوقعة، قد يبتدئ الشخص الذي كان لديه اكتفاء ذاتي كبير بالتفكير جدّيا في معنى الحياة. فهل انتم على استعداد للمساعدة عندما يصير شخص كهذا ‹مدركا لحاجته الروحية›؟ (متى ٥:٣) لا تقطعوا الامل، فقد يكون شخص ما في مقاطعتكم مستعدا للاصغاء الى البشارة في زيارتكم التالية!
١١، ١٢ ماذا حدث في احدى البلدات، وماذا نتعلم من ذلك؟
١١ قد تتغير ايضا تركيبة مقاطعتنا. تأملوا في هذا المثال: كان عدة متزوجين شبان وأولادهم يعيشون في بلدة صغيرة وتجمع بينهم روابط متينة. وكان شهود يهوه حين يزورونهم يلقون التجاوب نفسه: «لسنا مهتمين». وإذا حدث ان اهتم احدهم برسالة الملكوت، فسرعان ما كان الجيران يثبِّطونه عن استقبال الشهود. وغني عن القول ان الكرازة هناك كانت صعبة جدا. لكنَّ الشهود لم يستسلموا؛ فقد استمروا في الكرازة. وماذا كانت النتيجة؟
١٢ بعد فترة، كبر كثيرون من الاولاد في هذه البلدة، تزوجوا، واستقروا هناك. وإذ ادرك بعضهم ان طريقة حياتهم لم تجلب لهم سعادة حقيقية، بدأوا يبحثون عن الحق. وقد وجدوه عندما تجاوبوا مع البشارة التي يعلنها الشهود. وهكذا، بعد سنوات عديدة، ابتدأت الجماعة الصغيرة تنمو. تخيلوا فرح ناشري الملكوت الذين لم يستسلموا! فعسى ان تجلب المثابرة على الكرازة برسالة الملكوت الفرح لنا نحن ايضا!
الرفقاء المؤمنون سيدعمونكم
١٣ الى مَن يمكن ان نلتجئ عندما نتثبط؟
١٣ عندما تزداد الضغوط او تحلّ بكم المصائب، الى اين يمكنكم ان تلتجئوا من اجل التعزية؟ ان الملايين من خدام يهوه المنتذرين يلتجئون اولا الى يهوه في الصلاة، ثم الى اخوتهم وأخواتهم المسيحيين. ويسوع نفسه عندما كان على الارض، قدّر دعم تلاميذه. ففي الليلة التي سبقت موته، قال عنهم انهم ‹مَن التصق به في محنه›. (لوقا ٢٢:٢٨) طبعا، كان هؤلاء التلاميذ ناقصين، ولكنَّ ولاءهم كان مصدر تعزية لابن اللّٰه. نحن ايضا يمكن ان نستمد القوة من الرفقاء العبّاد.
١٤، ١٥ ماذا ساعد زوجَين على مواجهة موت ابنهما، وماذا تتعلمون من اختبارهما؟
١٤ تعلّم زوجان مسيحيان اسمهما ميشال وديان قيمة دعم اخوتهما وأخواتهما. فقد كان لهما ابن اسمه جوناثان في الـ ٢٠ من عمره، وكان مسيحيا مفعما بالحيوية امامه مستقبل زاهر. وعندما شُخِّص ان لديه ورما دماغيا، حاول الاطباء جاهدين ان ينقذوه. لكنّ حالته ازدادت سوءا حتى رقد في الموت ذات يوم في وقت متأخر من بعد الظهر. فصُعق ميشال وديان وكانا بحاجة ماسة الى التعزية. ومع انهما عرفا ان اجتماع الخدمة لذلك المساء على وشك الانتهاء، طلبا من الشيخ الذي كان معهما ان يرافقهما الى قاعة الملكوت. ووصلا الى الجماعة عند الاعلان عن موت جوناثان. وبعد الاجتماع، احاط الاخوة والاخوات بالوالدَين اللذين كانت الدموع تنهمر من عيونهما، وعانقوهما وعزّوهما. تتذكر ديان: «كنا مصعوقَين عندما وصلنا الى القاعة، ولكن ما اعظم التعزية التي زوَّدنا اياها الاخوة وكم شجّعونا! ورغم انهم لم يتمكنوا من شفاء حزننا، فقد ساعدونا ان نكون شجاعَين تحت الضغط!». — روما ١:١١، ١٢؛ ١ كورنثوس ١٢:٢١-٢٦.
١٥ لقد ساهمت المحنة في تقريب ميشال وديان من اخوتهما. كما انها ساهمت في تقريبهما واحدهما من الآخر. يقول ميشال: «تعلمت ان احب زوجتي العزيزة اكثر. ففي اوقات التثبط، كنا نتحادث عن حق الكتاب المقدس ودعم يهوه لنا». وتضيف ديان: «ان رجاء الملكوت يعني لنا الآن اكثر من ذي قبل».
١٦ لماذا من المهم اخذ المبادرة في إخبار اخوتنا بحاجاتنا؟
١٦ نعم، يمكن ان يكون اخوتنا وأخواتنا المسيحيون «عونا مقويا» لنا في الفترات الصعبة من حياتنا، وبذلك يساعدوننا ان نحافظ على فرحنا. (كولوسي ٤:١١) ولكنهم لا يستطيعون ان يقرأوا افكارنا. لذلك عندما نحتاج الى الدعم، يحسن بنا ان نخبرهم بحاجاتنا. ثم يمكننا التعبير عن التقدير القلبي للتعزية التي يتمكنون من تزويدها، معتبرينها وكأنها من يهوه. — امثال ١٢:٢٥؛ ١٧:١٧، عج.
انظروا الى جماعتكم
١٧ اية صعوبات تواجهها ام متوحدة، وكيف ننظر الى اشخاص مثلها؟
١٧ كلما نظرتم عن كثب الى الرفقاء المؤمنين، تعلمتم اكثر ان تقدِّروهم وتجدوا الفرح في معاشرتهم. انظروا الى جماعتكم. ماذا ترون؟ هل هنالك ام متوحدة تجاهد لتربية اولادها في طريق الحق؟ هل فكرتم مليًّا في المثال الرائع الذي ترسمه؟ حاولوا ان تتخيلوا بعض المشاكل التي تواجهها؟ تعدِّد ام متوحدة اسمها جانين بعضها: الوحدة، التحرشات الجنسية غير المرغوب فيها من رجال في العمل، الميزانية المحدودة جدا. لكنَّ اهم مشكلة، كما تقول، هي الاعتناء بحاجات الاولاد العاطفية، اذ ان لكل ولد شخصية مميَّزة. وتأتي جانين على ذكر مشكلة اخرى: «من الصعب جدا تجنب الميل الى جعل ابنكم رأس العائلة للتعويض عن غياب الزوج. ولي ابنة، ومن الصعب ان اتذكر انه لا يجب ان اثقل عليها بمشاكلي الشخصية». مثل آلاف الوالدين المتوحدين الخائفين اللّٰه، تعمل جانين بدوام كامل وتعتني بعائلتها. وهي تدرس ايضا الكتاب المقدس مع اولادها، تدرِّبهم في الخدمة، وتجلبهم الى اجتماعات الجماعة. (افسس ٦:٤) وكم يكون يهوه سعيدا دون شك عندما يرى يوميا جهود هذه العائلة للمحافظة على الاستقامة! أفلا يكون وجود اشخاص كهؤلاء بيننا مصدر فرح لنا؟ نعم، دون شك.
١٨، ١٩ أوضحوا كيف يمكن ان يعمق تقديرنا لأفراد الجماعة.
١٨ اذا نظرتم مجددا الى جماعتكم، فقد ترون ارامل امناء ‹لا يغيبون ابدا› عن الاجتماعات. (لوقا ٢:٣٧) فهل يحسّون بالوحدة احيانا؟ طبعا. فهم يشتاقون كثيرا الى رفقاء زواجهم. ولكنهم ينشغلون بخدمة يهوه ويهتمون بالآخرين اهتماما شخصيا. وموقفهم الثابت والايجابي يزيد من فرح الجماعة. قالت اخت قضت في الخدمة كامل الوقت اكثر من ٣٠ سنة: «احد الامور التي تفرحني كثيرا هو رؤية اخوة وأخوات مسنين مرّوا بتجارب كثيرة ولا يزالون يخدمون يهوه بأمانة». نعم، ان المسيحيين المسنين بيننا هم مصدر تشجيع كبير للشبان.
١٩ وماذا عن الجدد الذين ابتدأوا يعاشرون الجماعة مؤخرا؟ ألا نتشجع عندما يعبِّرون عن ايمانهم في الاجتماعات؟ فكروا في التقدم الذي احرزوه منذ بدأوا بدرس الكتاب المقدس. فلا بد ان يهوه مسرور جدا بهم. فهل نحن مسرورون ايضا؟ وهل نعبِّر لهم عن مشاعرنا، مادحينهم على جهودهم؟
٢٠ لماذا يمكن ان يُقال ان كل فرد في الجماعة يلعب دورا مهمًّا فيها؟
٢٠ هل انتم متزوجون، عزّاب، او والدون متوحدون؟ هل انتم يتامى او ارامل؟ هل تعاشرون الجماعة منذ سنوات كثيرة او ابتدأتم تعاشرونها مؤخرا؟ مهما يكن وضعكم، فتأكدوا ان مثالكم الامين مشجِّع لنا جميعا. وعندما تشاركون في ترنيم احدى ترانيم الملكوت، عندما تقدِّمون تعليقا او موضوعا في مدرسة الخدمة الثيوقراطية، تزيد مساهمتكم من فرحنا. والاهم انها تفرح قلب يهوه.
٢١ ايّ امر لدينا اسباب عديدة لفعله، ولكن ايّ سؤالين ينشآن؟
٢١ حتى في هذه الاوقات الصعبة، يمكن ان نكون فرحين في عبادة الهنا السعيد. فلدينا اسباب كثيرة لنتجاوب مع تشجيع بولس: «ابقوا فرحين، . . . وإله المحبة والسلام سيكون معكم». (٢ كورنثوس ١٣:١١) ولكن ماذا لو كنا نواجه الكوارث الطبيعية، الاضطهاد، او المشقات الاقتصادية الشديدة؟ هل من الممكن ان نحافظ على فرحنا حتى في هذه الظروف؟ ندعوكم الى التأمل في المقالة التالية والتوصل الى استنتاجكم الشخصي.
[الحاشية]
a انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة (بالانكليزية)، المجلد ٢، الصفحة ١١٩، اصدار شهود يهوه.
-
-
حافظوا على فرحكم في خدمة يهوهبرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ ايار (مايو)
-
-
حافظوا على فرحكم في خدمة يهوه
«افرحوا في الرب كل حين. وأقول ايضا: افرحوا!». — فيلبي ٤:٤.
١، ٢ كيف تمكن اخ وعائلته من المحافظة على فرحهم رغم خسارة كل ممتلكاتهم؟
عمل جايمس، مسيحي في الـ ٧٠ من عمره يعيش في سيراليون، طوال حياته بكدّ. تخيلوا فرحه عندما تمكَّن اخيرا من جمع ما يكفي من المال لشراء بيت متواضع مؤلف من اربع غرف! ولكن بعدما انتقل جايمس وعائلته الى البيت، اندلعت الحرب الاهلية في بلدهم وأُحرق بيتهم كاملا. صحيح انهم خسروا بيتهم، لكنهم لم يخسروا فرحهم. ولمَ لا؟
٢ لقد ابقى جايمس وعائلته عقولهم مركزة على ما بقي، وليس على ما خسروه. يوضح جايمس: «حتى في الاوقات الرهيبة، كنا نعقد الاجتماعات، نقرأ الكتاب المقدس، نصلّي معا، ونتشارك مع الآخرين في القليل الذي نملكه. لقد تمكَّنا من المحافظة على فرحنا لأننا ركَّزنا على علاقتنا الرائعة بيهوه». فبالتفكير في ما لديهم من بركات، وأهمها علاقتهم الشخصية اللصيقة بيهوه، تمكن هؤلاء المسيحيون الامناء من ‹البقاء فرحين›. (٢ كورنثوس ١٣:١١) طبعا، لم يكن من السهل عليهم احتمال ظروفهم العصيبة. ولكنهم لم يتوقفوا عن الفرح في يهوه.
٣ كيف حافظ بعض المسيحيين الاولين على فرحهم؟
٣ واجه المسيحيون الاولون محنا مماثلة لما واجهه جايمس وعائلته. رغم ذلك، كتب الرسول بولس هذه الكلمات الى المسيحيين من اصل عبراني: «قبلتم بفرح نهب ممتلكاتكم». ثم اوضح بولس مصدر فرحهم قائلا: «عارفين ان لكم انتم مقتنى افضل وباقيا». (عبرانيين ١٠:٣٤) نعم، كان لهؤلاء المسيحيين في القرن الاول رجاء قوي. فقد تطلعوا بثقة الى نيل شيء لا يمكن سلبه: «تاج الحياة» الذي لا يذبل في ملكوت اللّٰه السماوي. (كشف ٢:١٠) واليوم، يساعدنا رجاؤنا المسيحي، سواء كان سماويا ام ارضيا، ان نحافظ على فرحنا حتى عندما نواجه الشدائد.
«افرحوا في الرجاء»
٤، ٥ (أ) لماذا كانت نصيحة بولس لأهل روما ان ‹يفرحوا في الرجاء› في حينها؟ (ب) ماذا قد يجعل رجاء المسيحي يغيب عن باله؟
٤ شجَّع الرسول بولس الرفقاء المؤمنين في روما ان ‹يفرحوا في رجاء› الحياة الابدية. (روما ١٢:١٢) وكانت هذه نصيحة في حينها لأهل روما. فبعدما كتب اليهم بولس بأقل من عقد، عانوا اضطهادا مريرا، وعُذِّب بعضهم حتى الموت بأمر من الامبراطور نيرون. ولا شك ان ايمانهم بأن اللّٰه سيعطيهم تاج الحياة الذي وعدهم به دعمهم في معاناتهم. ولكن ماذا عنا نحن اليوم؟
٥ كمسيحيين، نتوقع نحن ايضا ان نُضطَهَد. (٢ تيموثاوس ٣:١٢) كما اننا ندرك ان «الوقت والعرض» يلاقياننا كافة. (جامعة ٩:١١) فقد يودي حادث بحياة شخص نحبه. او قد يصيب مرض خطير احد والدَينا او صديقا حميما. فإذا لم نبقَ مركِّزين على رجاء الملكوت، نصير في خطر روحي عندما تصيبنا محن كهذه. لذلك يحسن بنا ان نسأل انفسنا: ‹هل «افرح في الرجاء»؟ هل اخصِّص فترات قانونية للتأمل فيه؟ هل الفردوس القادم حقيقي بالنسبة اليّ؟ هل اتخيّل نفسي هناك؟ هل اتوق الى نهاية نظام الاشياء الحاضر كما كنت اتوق اليها عندما تعلمت الحق؟›. يتطلب هذا السؤال الاخير التفكير العميق. ولماذا؟ لأنه قد تغيب عن بالنا، على الاقل وقتيا، الحاجة الملحة الى مجيء عالم اللّٰه الجديد اذا كنا نتمتع بصحة جيدة، نكسب مالا كافيا، ونعيش في ناحية من الارض بعيدة نوعا ما عن تأثيرات الحرب، النقص في الطعام، او الكوارث الطبيعية.
٦ (أ) علامَ ركَّز بولس وسيلا تفكيرهما عندما عانيا الضيق؟ (ب) كيف يشجِّعنا مثال بولس وسيلا اليوم؟
٦ نصح بولس اهل روما ايضا ان ‹يحتملوا في الضيق›. (روما ١٢:١٢) وقد مرّ هو نفسه بالضيق. فذات مرة، رأى في رؤيا رجلا يدعوه ان ‹يعبر الى مقدونية› لمساعدة الناس هناك ان يتعلموا عن يهوه. (اعمال ١٦:٩) فأبحر بولس مع تيموثاوس وسيلا ولوقا الى اوروپا. وماذا كان في انتظار هؤلاء المرسلين الغيورين؟ الضيق! فبعد ان بشَّر بولس وسيلا في مدينة فيلبي في اقليم مقدونية، جُلدا وأُلقيا في السجن. فمن الواضح ان بعض مواطني فيلبي لم يكونوا لامبالين برسالة الملكوت فقط، بل ايضا مقاومين شرسين. وهل جعل هذا التحول في الحوادث المرسلَين الغيورَين يخسران فرحهما؟ كلا. فبعدما ضُربا وأُلقيا في السجن، «نحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبِّحان اللّٰه بالترنيم». (اعمال ١٦:٢٥، ٢٦) طبعا، لم يجلب لهما الالم الناتج عن الضرب ايّ فرح. ولكن لم يكن ذلك ما يشغل بال المرسلَين. فقد كان تفكيرهما مركَّزا على يهوه وكيف يباركهما. ‹فبالاحتمال في الضيق› بفرح، رسم بولس وسيلا مثالا رائعا لإخوتهما في فيلبي وغيرها.
٧ لماذا ينبغي ان تشمل صلواتنا الشكر؟
٧ كتب بولس: «واظبوا على الصلاة». (روما ١٢:١٢) فهل تصلّون عندما تمرّون بفترات من الاضطراب؟ اية امور تصلّون بشأنها؟ على الارجح، تذكرون مشكلتكم بالتحديد وتطلبون مساعدة يهوه. ولكن يمكنكم ايضا ان تشملوا بصلواتكم تعابير الشكر على البركات التي تتمتعون بها. فعندما تنشأ المشاكل، يساعدنا التأمل في تعاملات يهوه الصالحة معنا ان ‹نفرح في الرجاء›. كتب داود الذي كانت حياته زاخرة بالمشاكل: «كثيرا ما جعلت انت ايها الرب الهي عجائبك وأفكارك من جهتنا. لا تقوَّم لديك. لأخبرنَّ وأتكلمنَّ بها. زادت عن ان تُعَدّ». (مزمور ٤٠:٥) فإذا تأملنا دائما كداود في البركات التي يغدقها علينا يهوه، فمن الصعب ألّا نكون فرحين.
حافظوا على موقف ايجابي
٨ ماذا يساعد المسيحي على البقاء سعيدا عندما يواجه الاضطهاد؟
٨ يشجِّع يسوع أتباعه ان يحافظوا على موقف ايجابي عندما يواجهون محنا متنوعة. فهو يقول: «سعداء انتم متى عيَّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم شتى الشرور من اجلي كاذبين». (متى ٥:١١) وأيّ سبب لدينا للفرح في هذه الظروف؟ ان قدرتنا على الصمود في وجه المقاومة هي دليل اننا نملك روح يهوه. قال الرسول بطرس للرفقاء المسيحيين في ايامه: «سعداء انتم اذا كنتم تعيَّرون من اجل اسم المسيح، لأن روح المجد، اي روح اللّٰه، يستقر عليكم». (١ بطرس ٤:١٣، ١٤) فيهوه يساعدنا ايضا بواسطة روحه ان نحتمل، وبالتالي ان نحافظ على فرحنا.
٩ ماذا ساعد بعض الاخوة على ايجاد اسباب للفرح عندما كانوا في السجن بسبب ايمانهم؟
٩ حتى عندما نمرّ بأقسى الظروف، يمكن ان نجد اسبابا للفرح. هذا ما اكتشفه مسيحي اسمه ادولف يعيش في بلد حيث كان عمل شهود يهوه محظورا طوال سنوات عديدة. فقد اعتُقل ادولف وبعض رفقائه وحُكم عليهم بفترات سجن طويلة لأنهم رفضوا التخلي عن معتقداتهم المؤسسة على الكتاب المقدس. وكانت حياة السجن قاسية، لكنهم كبولس وسيلا وجدوا اسبابا لشكر اللّٰه. وقد قالوا ان ما اختبروه في السجن ساعدهم على تقوية ايمانهم وتنمية صفات مسيحية قيِّمة، مثل الكرم والتقمص العاطفي والمودة الاخوية. مثلا، عندما كان احدهم يتسلم رزمة من بيته، تقاسم محتوياتها مع رفقائه المؤمنين، الذين اعتبروا هذه المؤن الاضافية وكأنها من يهوه، المعطي العظيم ‹لكل عطية صالحة وكل موهبة كاملة›. وكانت اعمال اللطف هذه تجلب الفرح للذي يعطي والذي يأخذ على السواء. وهكذا، فإن السجن المُراد منه تقويض ايمانهم جعلهم في الواقع اقوى روحيا! — يعقوب ١:١٧؛ اعمال ٢٠:٣٥.
١٠، ١١ كيف صمدت اخت في وجه الاستجواب الذي لا يرحم وفترة السجن الطويلة التي تلته؟
١٠ أُلقي القبض على ايلّا، التي تعيش ايضا في بلد حيث كان عمل الملكوت تحت الحظر فترة طويلة، لأنها كانت تُخبر الآخرين برجائها المسيحي. وطوال ثمانية اشهر، كانت تُستجوَب استجوابا لا يرحم. وعندما أُجريت لها محاكمة، حُكم عليها بعشر سنوات في سجن لا يوجد فيه غيرها من عبّاد يهوه. وكان عمر ايلّا آنذاك ٢٤ سنة فقط.
١١ طبعا، لم تكن ايلّا مسرورة بقضاء معظم سنوات شبابها في زنزانة. ولكن بما انه لم يكن بإمكانها تغيير وضعها، قرَّرت تغيير وجهة نظرها. فابتدأت تعتبر السجن المقاطعة المعيّنة لها للشهادة. تقول: «كان هنالك الكثير من عمل الكرازة للقيام به بحيث ان السنوات مرّت في طرفة عين». وبعد اكثر من خمس سنوات، استُجوبت ايلّا مجددا. وإذ ادرك مستجوبوها ان قضبان السجن لم تقوِّض ايمانها، قالوا لها: «لا يمكننا اطلاق سراحك، لأنك لم تتغيري». فأجابت بثبات: «لا بل تغيَّرْت». وتابعت قائلة: «ان معنوياتي اعلى مما كانت عليه عندما سُجنت، وإيماني اقوى بكثير من قبل!». ثم اضافت: «اذا كنتم لا تريدون اطلاق سراحي، فسأبقى حتى يرى يهوه انه من المناسب تحريري». ان السنوات الخمس والنصف من السجن لم تسلب ايلّا فرحها، بل علَّمتها ان تقنع بأية ظروف تمرّ بها. فهل يمكنكم ان تتعلموا شيئا من مثالها؟ — عبرانيين ١٣:٥.
١٢ ماذا يمكن ان يجعل المسيحي الذي يمرّ بظروف صعبة يشعر بسلام العقل؟
١٢ لا تستنتجوا ان ايلّا تملك موهبة فذة تتيح لها تذليل هذه الصعوبات. فبالإشارة الى فترة الاستجواب التي سبقت الحكم عليها تعترف: «اتذكر كيف كانت اسناني تصطك، وكيف شعرت وكأني عصفور صغير يرتجف خوفا». لكنَّ ايمان ايلّا بيهوه بقي راسخا وتعلَّمت ان توليه ثقتها. (امثال ٣:٥-٧) ونتيجة لذلك، صار اللّٰه شخصا حقيقيا في نظرها اكثر من قبل. توضح قائلة: «كلما دخلت غرفة الاستجواب، شعرت بسلام غامر. . . . كلما ازدادت الحالة رعبا، ازداد السلام داخلي». وكان يهوه مصدر هذا السلام. يوضح الرسول بولس: «لا تحملوا همًّا من جهة ايّ شيء، بل في كل شيء لتعرف طلباتكم لدى اللّٰه بالصلاة والتضرع مع الشكر؛ وسلام اللّٰه الذي يفوق كل فكر يحرس قلوبكم وقواكم العقلية بالمسيح يسوع». — فيلبي ٤:٦، ٧.
١٣ ماذا يضمن لنا انه اذا مررنا بضيق، ننال قوة لاحتماله؟
١٣ لقد حافظت ايلّا، التي أُطلق سراحها مذّاك، على فرحها رغم المشقات. وكان ذلك بالقوة التي زوّدها اياها يهوه، وليس بقوتها الخاصة. وقد صحّ الامر نفسه في الرسول بولس الذي كتب: «بكل سرور اذًا افتخر بالحري من جهة ضعفاتي، لتبقى قدرة المسيح مخيِّمة علي. . . . فحينما اكون ضعيفا، فحينئذ اكون قويا». — ٢ كورنثوس ١٢:٩، ١٠.
١٤ أوضحوا كيف يمكن للمسيحي ان يمتلك نظرة ايجابية الى وضع صعب الاحتمال وأية نتيجة قد يحصل عليها.
١٤ قد تكون الضغوط التي تواجهونها الآن مختلفة نوعا ما عن التي عولجت في هذه المقالة. ولكنَّ الضغوط، على اختلافها، صعبة الاحتمال. مثلا، قد يكون ربّ عملكم انتقاديا جدا لما تقومون به، اذ ينتقدكم اكثر بكثير من الموظفين الذين ينتمون الى اديان اخرى. وقد يكون البحث عن وظيفة اخرى غير ممكن. فكيف تستطيعون المحافظة على فرحكم؟ تذكروا ادولف ورفقاءه، الذين علَّمهم ما اختبروه في السجن كيف ينمون صفات حيوية. فإذا كنتم تبذلون جهدا حثيثا لإرضاء ربّ عملكم، حتى الذي «يصعب ارضاؤه»، فستنمّون صفات مسيحية كالاحتمال وطول الاناة. (١ بطرس ٢:١٨) كما انكم قد تصيرون موظفين نافعين اكثر في عملكم، مما يتيح لكم فرصا اكبر لإيجاد وظيفة افضل يوما ما. ولكن لنناقش الآن بعض الطرائق الاخرى التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا في خدمة يهوه.
تبسيط الحياة يؤدي الى الفرح
١٥-١٧ ايّ امر تعلّم زوجان ان بإمكانه تخفيف الضغط، حتى لو لم يكن ممكنا ازالة سبب الضغط كليًّا؟
١٥ قد لا تملكون حرية اختيار كبيرة في نوع عملكم الدنيوي او مكان عملكم، ولكن قد تكون هنالك نواحٍ اخرى من حياتكم تستطيعون التحكم فيها. تأملوا في الاختبار التالي.
١٦ دعا زوجان مسيحيان شيخا الى العشاء في بيتهما. وفي تلك الامسية، قالا له انهما مؤخرا يشعران بأن ضغوط الحياة تسحقهما. فهما يعملان بكدّ بدوام كامل، ولا يستطيعان تغيير عملهما. وقالا له انهما لا يعرفان الى متى يستطيعان احتمال هذا الوضع.
١٧ وعندما طلبا النصيحة، اجاب الشيخ: «بسِّطا حياتكما». كيف؟ كان الزوجان يقضيان ثلاث ساعات يوميا في الذهاب الى عملهما والرجوع منه. فاقترح الشيخ، الذي يعرف الزوجان حقّ المعرفة، ان يفكِّرا في الانتقال الى بيت اقرب الى مكان عملهما. وهكذا يتمكنان من تقليل الوقت الذي يصرفانه في تنقلاتهما اليومية. والوقت الذي يوفِّرانه يمكنهما صرفه في الاهتمام بأمور مهمة اخرى — او في نيل قسط من الراحة. فإذا كانت ضغوط الحياة تسلبكم فرحكم نوعا ما، فلمَ لا تحاولون اجراء بعض التعديلات في حياتكم لعلكم تجدون الراحة؟
١٨ لماذا من المهم التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات؟
١٨ والطريقة الاخرى لتخفيف الضغط هي التفكير مليًّا قبل اتِّخاذ القرارات. مثلا، قرَّر اخ مسيحي ان يبني بيتا. واختار تصميما هندسيا معقدا جدا، رغم انه لم يسبق له ان بنى بيتا. أما الآن فهو يدرك انه كان بإمكانه تجنب المشاكل غير الضرورية لو ‹انتبه الى خطواته› قبل اختيار تصميم بيته. (امثال ١٤:١٥) ووافق اخ آخر ان يكون كفيلا لرفيق مؤمن استدان المال. وحسب الاتفاق، اذا لم يتمكن المستدين من دفع الدَّين، فالكفيل مُجبَر على دفعه. في البداية، كان كل شيء يسير على ما يرام، ولكن بعد فترة ابتدأ المستدين يخلف وعده. فخاف الدائن وطلب ان يوفي الكفيل الدَّين بكامله، مما سبَّب ضغطا كبيرا على الاخ الكفيل. فهل كان بالامكان تجنب ذلك لو جرى التفكير مليًّا في كل العوامل قبل الموافقة على تحمل مسؤولية الدَّين؟ — امثال ١٧:١٨.
١٩ ما هي بعض الطرائق لتخفيف الضغط في حياتنا؟
١٩ اذا شعرنا بالارهاق، فلا نستنتجْ ابدا ان بإمكاننا التخفيف من الضغط علينا واستعادة فرحنا بالتقليل من الدرس الشخصي في الكتاب المقدس، خدمة الحقل، وحضور الاجتماعات. فهذه وسائل مهمة ننال بواسطتها روح يهوه القدس وبالتالي الفرح الذي هو ثمرة من ثماره. (غلاطية ٥:٢٢) والنشاطات المسيحية منعشة دائما وليست مرهقة جدا. (متى ١١:٢٨-٣٠) فمن المرجح ان النشاطات الدنيوية او الاستجمام، لا النشاطات الروحية، هي ما يسبِّب لنا الإعياء. وما يساعدنا على التعافي هو التعلم ان نأوي الى فراشنا في ساعة معقولة. فمن المفيد جدا نيل قسط اضافي من الراحة. اعتاد ن. ه. نور، الذي خدم كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه حتى مماته، ان يقول للمرسلين: «عندما تتثبطون، اول ما يجب فعله هو نيل قسط من الراحة. فستندهشون عندما ترون ان النوم جيدا في الليل سيسهّل حلّ اية مشكلة تقريبا!».
٢٠ (أ) عدِّدوا بعض الطرائق التي تمكِّننا من المحافظة على فرحنا. (ب) اية اسباب للفرح يمكنكم ان تفكروا فيها؟ (انظروا الاطار في الصفحة ١٧.)
٢٠ لدى المسيحيين امتياز خدمة «الاله السعيد». (١ تيموثاوس ١:١١) وكما رأينا، يمكننا المحافظة على فرحنا حتى عندما تحدق بنا المشاكل الخطرة. فلنبقِ نصب اعيننا رجاء الملكوت، نعدِّل وجهة نظرنا عند اللزوم، ونبقِ حياتنا بسيطة. عندئذ، مهما كان وضعنا، فسنتجاوب مع كلمات الرسول بولس: «افرحوا في الرب كل حين. وأقول ايضا: افرحوا!». — فيلبي ٤:٤.
-