مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • فرح يهوه حصننا
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • فرح يهوه حصننا

      ‏«اليوم انما هو مقدَّس لسيِّدنا ولا تحزنوا لأن فرح (‏يهوه حصنكم)‏.‏» —‏ نحميا ٨:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ ما هو الحصن؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر داود انه احتمى بيهوه؟‏

      يهوه هو حصن لا مثيل له.‏ وما هو الحصن؟‏ انه موضع منيع،‏ موضع للامن او النجاة.‏ وداود،‏ ملك اسرائيل القديمة،‏ اعتبر اللّٰه حصنه.‏ تأملوا،‏ مثلا،‏ في الترنيمة التي وجَّهَها داود الى العلي «في اليوم الذي انقذه فيه (‏يهوه)‏ من ايدي كل اعدائه ومن يد شاول،‏» ملك اسرائيل.‏ —‏ مزمور ١٨‏،‏ العنوان.‏

      ٢ استهل داود هذه الترنيمة المؤثِّرة بالكلمات التالية:‏ «احبك يا (‏يهوه)‏ يا قوتي.‏ (‏يهوه)‏ صخرتي وحصني ومنقذي.‏ الهي صخرتي به أَحتمي.‏ تُرسي وقرن خلاصي وملجإي.‏» (‏مزمور ١٨:‏١،‏ ٢‏)‏ فداود المستقيم،‏ المعتبَر ظُلما خارجا على القانون وطريد الملك شاول،‏ احتمى بيهوه كما يفرُّ الشخص الى موضع منيع لينجو من كارثة ما.‏

      ٣ لماذا اختبر اليهود في ايام عزرا «فرحا عظيما»؟‏

      ٣ ان الفرح الذي يمنحه يهوه هو حصن حصين للسالكين في طريقه كمحافظين على الاستقامة.‏ (‏امثال ٢:‏٦-‏٨؛‏ ١٠:‏٢٩‏)‏ وللتمتع بالفرح المعطى من اللّٰه،‏ يجب على الناس طبعا ان يفعلوا المشيئة الالهية.‏ وفي هذا المجال،‏ تأملوا في ما حدث في اورشليم سنة ٤٦٨ ق‌م.‏ كان عزرا الكاتب وآخرون يُفهِمون الشعب الناموس بقراءته بتعمُّق.‏ ثم جرى حثُّ الشعب:‏ «اذهبوا كلوا السمين واشربوا الحلو وابعثوا انصبة لمَن لم يُعَدَّ له لأن اليوم انما هو مقدَّس لسيِّدنا ولا تحزنوا لأن فرح (‏يهوه حصنكم)‏.‏» لقد نتج ‹فرح عظيم› لمّا طبَّق اليهود المعرفة التي نالوها وعيَّدوا عيد مظال سعيدا.‏ (‏نحميا ٨:‏١-‏١٢‏)‏ والذين كان ‹فرح يهوه حصنهم› استجمعوا قواهم لعبادته وخدمته.‏ ولأن فرح يهوه كان حصنهم،‏ لا بد ان نتوقع من شعب اللّٰه اليوم ان يكون فرِحا ايضا.‏ فما هي بعض الاسباب الحالية لديهم ليفرحوا؟‏

      ‏«لا تكون إلا فرِحا»‏

      ٤ ما هو احد ابرز مصادر الفرح لشعب يهوه؟‏

      ٤ احد ابرز الاسباب للفرح هو التدبير الذي يصنعه يهوه لنجتمع معا في المحافل.‏ فمحافل شهود يهوه تجلب لهم الفرح اليوم،‏ تماما كما كانت الاعياد السنوية التي كان يعيِّدها الاسرائيليون تفرِّح قلوبهم.‏ فقد أُمر شعب اسرائيل:‏ «سبعة ايام تعيِّد [عيد المظال] للرب الهك في المكان الذي يختاره الرب.‏ لأن الرب الهك يباركك في كل محصولك وفي كل عمل يديك فلا تكون إلا فرِحا.‏» (‏تثنية ١٦:‏١٣-‏١٥‏)‏ نعم،‏ اراد يهوه منهم ان ‹لا يكونوا إلا فرِحين.‏› ويصح الامر عينه في المسيحيين،‏ لأن الرسول بولس حثَّ الرفقاء المؤمنين:‏ «افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضا افرحوا.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٤‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ما هو الفرح،‏ وكيف يقتنيه المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نفرح رغم المحن؟‏

      ٥ ولأن يهوه يريد منا ان نكون فرِحين،‏ يمنحنا الفرح كإحدى ثمار روحه القدوس.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وما هو الفرح؟‏ انه انفعال مبهج ناتج من توقُّعِ امرٍ جيد او من الحصول عليه.‏ والفرح هو حالة سعادة حقيقية،‏ ابتهاج شديد.‏ وثمرة روح اللّٰه القدوس هذه تدعمنا عندما نكون في محنة.‏ «من اجل (‏الفرح)‏ الموضوع امامه [يسوع] احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ وكتب التلميذ يعقوب:‏ «احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في (‏محن)‏ متنوعة عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا.‏» ولكن ماذا لو كنا لا نعرف ماذا نفعل حيال محنة ما؟‏ يمكننا عندئذ ان نصلي بثقة طلبا للحكمة لنعالجها.‏ والعمل بانسجام مع الحكمة السماوية يمكِّننا من حل المشاكل او مواصلة مكافحة المحن المستعصية دون خسارة فرح يهوه.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢-‏٨‏.‏

      ٦ اية علاقة توجد بين الفرح والعبادة الحقة؟‏

      ٦ ان الفرح الذي يمنحه يهوه يقوِّينا لنروِّج العبادة الحقة.‏ وهذا ما حدث في ايام نحميا وعزرا.‏ فقد جرت تقوية اليهود العائشين آنذاك الذين كان فرح يهوه حصنهم ليعزِّزوا مصالح العبادة الحقة.‏ وفيما كانوا يروِّجون عبادة يهوه،‏ زاد فرحهم.‏ ويصح الامر عينه اليوم.‏ وكعبَّاد ليهوه،‏ لدينا اساس لنفرح فرحا عظيما.‏ دعونا الآن نتأمل في عدد قليل من الاسباب الكثيرة التي لدينا لنفرح.‏

      علاقة باللّٰه بواسطة المسيح

      ٧ في ما يختص بيهوه،‏ ايّ سبب لدى المسيحيين ليفرحوا؟‏

      ٧ ان علاقتنا الحميمة بيهوه تجعلنا اسعد شعب على الارض.‏ فقبل ان نصير مسيحيين،‏ كنا جزءا من مجتمع بشري اثيم ‹مظلم الفكر ومتجنِّب عن حياة اللّٰه.‏› (‏افسس ٤:‏١٨‏)‏ وكم نحن مسرورون لأننا لم نعد متجنِّبين عن يهوه!‏ طبعا،‏ يلزم بذل جهد للبقاء في رضاه.‏ فيجب ان ‹نثبت على الايمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل.‏› (‏كولوسي ١:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ويمكننا ان نفرح بأن يهوه اجتذبَنا الى ابنه انسجاما مع كلمات يسوع:‏ «لا يقدر احد ان يُقبل اليَّ إن لم يجتذبه الآب.‏» (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ وإذا كنا نقدِّر فعلا علاقتنا الثمينة باللّٰه بواسطة المسيح،‏ فسنحترز من ايّ شيء يمكن ان يدمرها.‏

      ٨ كيف يساهم يسوع في حالة فرحنا؟‏

      ٨ وغفران الخطايا بواسطة الايمان بذبيحة يسوع الفدائية هو سبب عظيم للفرح لأن هذا ما يجعل علاقتنا باللّٰه ممكنة.‏ فأبونا آدم،‏ بمسلكه الخاطئ العمدي،‏ جلب الموت على كل الجنس البشري.‏ لكنَّ الرسول بولس اوضح:‏ «اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.‏» وكتب بولس ايضا:‏ «كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة هكذا ببرٍّ واحد صارت الهبة الى جميع الناس لتبرير الحياة.‏ لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة هكذا ايضا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون ابرارا.‏» (‏رومية ٥:‏٨،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ وكم نفرح لأن يهوه اللّٰه يُسَرُّ بفداء الافراد من ذرية آدم الذين يستفيدون من تدبير حبي كهذا!‏

      التحرُّر الديني والتنوُّر

      ٩ لماذا نحن فرِحون من وجهةِ نظرٍ دينية؟‏

      ٩ ان التحرُّر من بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ هو سبب آخر لنفرح.‏ والحق الالهي هو الذي حرَّرَنا.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ والتحرُّر من هذه الزانية الدينية يعني اننا لا نشترك في خطاياها،‏ نختبر ضرباتها،‏ وينتهي بنا الامر الى الهلاك معها.‏ (‏رؤيا ١٨:‏١-‏٨‏)‏ ولا حزن البتة في الهروب من كل ذلك!‏

      ١٠ ايّ تنوُّر نتمتع به كشعب ليهوه؟‏

      ١٠ وفهم كلمة اللّٰه وتطبيقها في الحياة هما سببان للفرح فرحا عظيما.‏ فبتحرُّرنا من تأثير الدين الباطل،‏ نتمتع ببصيرة روحية تزداد وضوحا باستمرار،‏ بصيرة يزوِّدنا بها ابونا السماوي بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ومن كل الناس العائشين على الارض،‏ فإن المتعبِّدين ليهوه بشكل مطلق لديهم وحدهم روحه القدوس والفهم المبارَك لكلمته ومشيئته.‏ وكما قال بولس:‏ «انما لنا اللّٰه بالروح اظهر ذلك [ما اعدَّه لمحبِّيه]،‏ لأن الروح يسبر كل شيء حتى اعماق اللّٰه.‏» (‏١ كورنثوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ترجمة الكسليك‏)‏ ويمكننا ان نكون شاكرين وفرِحين على السواء لأننا نتمتع بالفهم التدريجي المشار اليه في كلمات الامثال ٤:‏١٨‏:‏ «أما سبيل الصدِّيقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏»‏

      رجاء الملكوت والحياة الابدية

      ١١ كيف أُخبر آخرون برجاء الملكوت المفرِح؟‏

      ١١ ورجاء الملكوت الذي لدينا يجعلنا هو ايضا فرِحين.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وكشهود ليهوه،‏ نحن نعلن منذ زمن طويل ان ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد لكل الجنس البشري.‏ مثلا،‏ لاحظوا ما حدث في السنة ١٩٣١ حين تبنَّينا الاسم شهود يهوه بقرار صُفِّق له بفرح في ٥١ محفلا حول العالم.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا القرار مع خطابِ محفلٍ هام القاه ج.‏ ف.‏ رذرفورد (‏رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك)‏ نُشرا في كراس الملكوت،‏ رجاء العالم.‏ وقد احتوى على قرار آخر جرى تبنِّيه في ذلك المحفل،‏ قرار يتَّهم العالم المسيحي بأنه مرتدّ وبأنه ينظر الى مشورة يهوه بازدراء.‏ وأعلن ايضا:‏ «رجاء العالم هو ملكوت اللّٰه،‏ وليس هنالك رجاء آخر.‏» وفي غضون اشهر قليلة،‏ وزَّع شهود يهوه اكثر من خمسة ملايين نسخة من هذا الكراس في كل انحاء الارض.‏ ونحن كثيرا ما نؤكد منذ ذلك الحين ان الملكوت هو الرجاء الوحيد للجنس البشري.‏

      ١٢ اية توقُّعات مفرحة موضوعة امام الذين يخدمون يهوه تتعلَّق بحياتهم؟‏

      ١٢ ونحن نفرح ايضا بتوقُّع العيش حياة ابدية تحت حكم الملكوت.‏ لدى «القطيع الصغير» المؤلف من مسيحيين ممسوحين رجاء سماوي مفرِح.‏ كتب الرسول بطرس:‏ «مبارك اللّٰه ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدَنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم.‏» (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ١ بطرس ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ واليوم،‏ تتطلع الاغلبية الساحقة من شهود يهوه الى العيش حياة ابدية في الفردوس في حيِّز الملكوت.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وليس لدى ايّ شعب آخر على الارض شيء يضاهي توقُّعاتنا المفرِحة.‏ فكم يجب ان نعزَّها!‏

      اخوَّة مبارَكة

      ١٣ كيف يجب ان ننظر الى اخوَّتنا العالمية؟‏

      ١٣ ووجودنا ضمن الاخوَّة العالمية الوحيدة الحائزة رضى اللّٰه هو ايضا مصدر لفرح عظيم.‏ ولسعادتنا،‏ لدينا مشتهى من العشراء على الارض.‏ وقد اشار يهوه اللّٰه نفسه الى ايامنا وقال:‏ «ازلزل كل الامم ويأتي مشتهى كل الامم فأملأ هذا البيت مجدا.‏» (‏حجي ٢:‏٧‏)‏ صحيح ان جميع المسيحيين ناقصون.‏ لكنَّ يهوه اجتذب افرادا كهؤلاء اليه بواسطة يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٦‏)‏ وبما ان يهوه اجتذب اليه شعبا يعتبره مشتهى،‏ فسيعظم فرحنا اذا اظهرنا لهم المحبة الاخويَّة،‏ قدَّرناهم تقديرا كبيرا،‏ تعاونَّا معهم في النشاطات التَّقَوية،‏ دعمناهم في محنهم،‏ وصلينا من اجلهم.‏

      ١٤ ايّ تشجيع يمكن ان نستمده من ١ بطرس ٥:‏٥-‏١١‏؟‏

      ١٤ كل هذا يساهم في تفريحنا.‏ وطبعا،‏ فرح يهوه هو حصن اخوَّتنا الروحية في كل الارض.‏ نعم،‏ جميعنا نعاني الاضطهاد ومشقات اخرى.‏ ولكن يجب ان يقرِّبَنا ذلك بعضنا الى بعض ويمنحَنا شعورا بالوحدة كجزء من هيئة اللّٰه الحقيقية الوحيدة على الارض.‏ وكما قال بطرس،‏ يجب ان نتواضع تحت يد اللّٰه القوية،‏ ملقين كل همِّنا عليه،‏ عالمين انه يعتني بنا.‏ ويلزم ان نسهر لأن ابليس يلتمس ابتلاعنا،‏ لكننا لسنا وحدنا،‏ لأن بطرس يضيف:‏ «قاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الآلام تُجرى على (‏كامل معشر)‏ اخوتكم الذين في العالم.‏» وهذه الاخوَّة العالمية المفرِحة لن تنهار ابدا،‏ لأننا متأكدون انه ‹بعدما تألمنا يسيرا،‏ سيكمِّلنا اللّٰه ويثبِّتنا ويقوِّينا.‏› (‏١ بطرس ٥:‏٥-‏١١‏)‏ فكِّروا في هذا.‏ ان اخوَّتنا المفرِحة ستدوم الى الابد!‏

      حياة ذات قصد

      ١٥ لماذا يمكن القول ان شهود يهوه يعيشون حياة ذات قصد؟‏

      ١٥ نحن نتمتع بالفرح في هذا العالم المضطرب لأننا نعيش حياة ذات قصد.‏ لقد اؤتمنَّا على خدمة تجلب السعادة لنا وللآخرين.‏ (‏رومية ١٠:‏١٠‏)‏ انه لَامتياز مفرِح ان نكون عاملين مع اللّٰه.‏ وعن هذا الموضوع قال بولس:‏ «مَن هو بولس ومَن هو ابلوس.‏ بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد.‏ انا غرست وأبلوس سقى لكنَّ اللّٰه كان ينمي.‏ اذًا ليس الغارس شيئا ولا الساقي بل اللّٰه الذي ينمي.‏ والغارس والساقي هما واحد ولكنَّ كل واحد سيأخذ اجرته بحسب تعبه.‏ فإننا نحن عاملان مع اللّٰه وأنتم فلاحة اللّٰه.‏ بناء اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٥-‏٩‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ ايّ مثلين يمكن ان تذكروا لتبرهنوا ان شعب يهوه يعيش حياة ذات قصد؟‏

      ١٦ يمكن ذكر امثلة كثيرة تُظهر انه تَنتج من خدمة يهوه بإمانة حياة ذات قصد تملأنا فرحا.‏ وهذا القول هو نموذج لها:‏ «أجَلْتُ نظري في ارجاء قاعة الملكوت الممتلئة [في يوم برنامج تدشينها]،‏ وكنت ارى ثمانية من اعضاء عائلتي حاضرين،‏ بمن فيهم انا وزوجتي وثلاثة من اولادي ورفقاء زواجهم.‏ .‏ .‏ .‏ لقد عشنا زوجتي وأنا حياة سعيدة ذات قصد في خدمة اللّٰه.‏»‏

      ١٧ ومن المشجِّع ايضا الادراك انه يمكن للمرء في اية سن ان يشرع في العيش حياة مفرِحة ذات قصد حقيقي في خدمة يهوه.‏ مثلا،‏ تعلَّمت امرأة حق الكتاب المقدس في دار رعاية واعتمدت كواحدة من شهود يهوه وهي في الـ‍ ١٠٢ من العمر.‏ وهكذا اختتمت حياتها بقصد مفرِح،‏ ‹اتقاء اللّٰه وحفظ وصاياه.‏› —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      حصن حصين

      ١٨ ماذا يمكننا فعله للتغلب على الكآ‌بة ولزيادة فرحنا؟‏

      ١٨ فرح يهوه هو حصن حصين للامناء.‏ لكنَّ امتلاك هذا الفرح لا يعني اننا لن نختبر ابدا فترات حزن كتلك التي دفعت يسوع الى القول في جثسيماني:‏ «نفسي حزينة جدا حتى الموت.‏» (‏مرقس ١٤:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ لنفترض ان كآ‌بةً نتجت من انقيادنا وراء مساعٍ انانية.‏ في هذه الحال دعونا نغيِّر نمط حياتنا.‏ وإذا قلَّ فرحنا لأننا نحمل بدافع غير اناني حملا ثقيلا من المسؤوليات المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ فربما يمكننا ان نقوم بالتعديلات التي تخفِّف الكرب وتردّ الينا روحنا الفرِحة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ سيباركنا يهوه بالفرح اذا كنا نسعى الى ارضائه بمقاومتنا الشديدة للجسد الخاطئ،‏ العالم الشرير،‏ وإبليس.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٤؛‏ ٦:‏١٤؛‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

      ١٩ كيف يجب ان ننظر الى اية امتيازات لدينا في هيئة اللّٰه؟‏

      ١٩ للأسباب التي ناقشناها،‏ ولأسباب كثيرة اخرى،‏ لدينا فرح عظيم.‏ وسواء كنا ناشري جماعة او نشترك في شكل من اشكال الخدمة كامل الوقت،‏ يمكننا جميعا ان نُكثر في عمل الرب،‏ وسيساهم ذلك بالتأكيد في فرحنا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ ومهما كانت الامتيازات التي نتمتع بها في هيئة يهوه،‏ فلنكن شاكرين عليها ونستمر في تقديم خدمة مقدسة بفرح لإلهنا المحب والسعيد.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٢٠ ما هو اعظم امتياز لدينا،‏ وماذا يمكننا ان نتيقن؟‏

      ٢٠ والسبب الخصوصي لنفرح هو امتياز حملنا اسم يهوه العظيم كشهود له.‏ نعم،‏ نحن ناقصون ونواجه محنا كثيرة،‏ لكن دعونا نتذكر دائما بركاتنا الرائعة كشهود ليهوه.‏ واذكروا ان ابانا السماوي العزيز لن يخذلنا ابدا.‏ ويمكننا ان نكون على يقين اننا سنبارَك دائما اذا كان فرح يهوه حصننا.‏

  • اخدموا يهوه بفرح القلب
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • اخدموا يهوه بفرح القلب

      ‏«جميع هذه اللعنات تأتي عليك .‏ .‏ .‏ لأنك لم (‏تخدم يهوه)‏ الهك بسرور وبفرح القلب.‏» —‏ تثنية ٢٨:‏٤٥-‏٤٧‏،‏ ترجمة الشدياق.‏

      ١ ايّ دليل هنالك على ان خدام يهوه فرِحون حيثما يخدمونه؟‏

      خدام يهوه فرِحون،‏ سواء كانوا يفعلون مشيئته في السماء او على الارض.‏ و «كواكب الصبح» الملائكيون ترنموا بفرح عند تأسيس الارض،‏ ولا شك ان ربوات الملائكة السماويين ‹يفعلون امر اللّٰه› بفرح.‏ (‏ايوب ٣٨:‏٤-‏٧؛‏ مزمور ١٠٣:‏٢٠‏)‏ وكان ابن يهوه الوحيد «صانعا» فرِحا في السماء،‏ وقد سُرَّ بأن يفعل المشيئة الالهية على الارض بصفته الانسان يسوع المسيح.‏ وعلاوة على ذلك،‏ «من اجل (‏الفرح)‏ الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.‏» —‏ امثال ٨:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ عبرانيين ١٠:‏٥-‏١٠؛‏ ١٢:‏٢‏.‏

      ٢ ما هو الامر الذي حدَّد ما اذا كان الاسرائيليون سيختبرون إما البركات او اللعنات؟‏

      ٢ وكان الاسرائيليون يختبرون الفرح عندما يسرُّون اللّٰه.‏ ولكن ماذا لو عصوه؟‏ جرى تحذيرهم:‏ «تكون [اللعنات] آية وأعجوبة عليك وعلى نسلك مدى الابد،‏ لأنك لم (‏تخدم يهوه)‏ الهك بسرور وبفرح القلب لكثرة الجميع،‏ فلذلك تخدم اعداءك الذين يبعثهم الرب عليك بجوع وبعطش وبعري وبعوز كل شيء ويضع نيرا من حديد على عنقك حتى يبيدك.‏» (‏تثنية ٢٨:‏٤٥-‏٤٨‏،‏ شد‏)‏ فالبركات واللعنات بيَّنت مَن هم خدام يهوه ومَن ليسوا كذلك.‏ وأكدت لعنات كهذه انه لا يمكن ان يُستهان بمبادئ اللّٰه ومقاصده،‏ وأنه لا يمكن ان تُحتقَر.‏ ولأن الاسرائيليين رفضوا الاصغاء الى تحذيرات يهوه المنذرة بالخراب والسبي،‏ صارت اورشليم «لعنة لكل شعوب الارض.‏» (‏ارميا ٢٦:‏٦‏)‏ فلنطع اللّٰه ونتمتع برضاه.‏ فالفرح هو احدى البركات الالهية الكثيرة التي يختبرها الاتقياء.‏

      كيف نخدم يهوه «بفرح القلب»‏

      ٣ ما هو القلب المجازي؟‏

      ٣ وجب على الاسرائيليين ان يخدموا يهوه «بسرور وبفرح القلب.‏» وكذلك يجب ان يفعل خدام اللّٰه العصريون.‏ السرور هو «ان يكون المرء منبسطا،‏ فرِحا.‏» ومع ان القلب المادي مذكور في الاسفار المقدسة،‏ إلا انه لا يفكر او يتأمل حرفيا.‏ (‏خروج ٢٨:‏٣٠‏)‏ فوظيفته الرئيسية هي ضخّ الدم الذي يغذي خلايا الجسم.‏ انما في معظم الحالات،‏ يتكلم الكتاب المقدس عن القلب المجازي،‏ الذي هو اكثر من مركز للعواطف،‏ الدوافع،‏ والقوى العقلية.‏ لقد قيل انه يمثِّل «الجزء المركزي عموما،‏ الداخل،‏ وهكذا يمثِّل الانسانَ الداخلي كما يتجلى في كل نشاطاته المختلفة،‏ في رغباته،‏ عواطفه،‏ انفعالاته،‏ شهواته،‏ مقاصده،‏ في افكاره،‏ ادراكاته،‏ تخيلاته،‏ في حكمته،‏ معرفته،‏ مهارته،‏ في معتقداته وعملياته التفكيرية،‏ في ذاكرته ووعيه.‏» (‏مجلة جمعية مطبوعات الكتاب المقدس وتفسيره،‏ ١٨٨٢،‏ الصفحة ٦٧)‏ فقلبنا المجازي يشتمل على مشاعرنا وانفعالاتنا،‏ بما فيها الفرح.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏٢٢‏.‏

      ٤ ماذا يمكن ان يساعدنا على خدمة يهوه اللّٰه بفرح القلب؟‏

      ٤ وماذا يمكن ان يساعدنا على خدمة يهوه بفرح القلب؟‏ ان نظرة ايجابية وتقديرية الى البركات التي نتمتع بها وامتيازاتنا الممنوحة من اللّٰه هي امر مساعد.‏ على سبيل المثال،‏ يمكننا ان نتأمل بفرح في امتياز تقديمنا «خدمة مقدسة» للاله الحقيقي.‏ (‏لوقا ١:‏٧٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهنالك الامتياز المرتبط بذلك —‏ حمل اسم يهوه كشهود له.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويمكننا ان نضيف الى ذلك فرح معرفتنا اننا نسرُّ اللّٰه باتِّباع كلمته.‏ ويا للفرح الكامن في عكس النور الروحي ومساعدة كثيرين بالتالي على الخروج من الظلمة!‏ —‏ متى ٥:‏١٤-‏١٦‏؛‏ قارنوا ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ٥ ما هو مصدر الفرح التَّقَوي؟‏

      ٥ ومع ذلك فإن خدمة يهوه بفرح القلب ليست مجرد قضية تفكير ايجابي.‏ من المفيد ان يكون المرء ايجابيا في موقفه العقلي.‏ لكنَّ الفرح التَّقَوي ليس امرا ننتجه من خلال تطوير الشخصية.‏ انه من ثمار روح يهوه.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وإذا كنا لا نتمتع بهذا الفرح،‏ فقد يلزمنا صنع تعديلات لتجنُّب التفكير او التصرف بطريقة لا تنسجم مع الاسفار المقدسة وتحزن روح اللّٰه.‏ (‏افسس ٤:‏٣٠‏)‏ ولكن كأشخاص منتذرين ليهوه،‏ لا نخفْ من ان عدم شعورنا بفرح قلبي في مناسبة ما هو دليل على عدم الرضى الالهي.‏ فنحن ناقصون وعرضة للالم،‏ الحزن،‏ وحتى الكآ‌بة في بعض الاحيان،‏ لكنَّ يهوه يفهمنا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ فلنصلِّ اذًا طلبا لروحه القدوس،‏ متذكرين ان ثمرة فرحه هي من اللّٰه.‏ وسيستجيب ابونا السماوي المحب صلوات كهذه وسيمكِّننا من خدمته بفرح القلب.‏ —‏ لوقا ١١:‏١٣‏.‏

      عندما يكون الفرح مفقودا

      ٦ اذا كان الفرح مفقودا في خدمتنا للّٰه،‏ فماذا يجب ان نفعل؟‏

      ٦ اذا كان الفرح مفقودا في خدمتنا،‏ فقد نتباطأ اخيرا في خدمة يهوه او نظهر ايضا عدم امانة له.‏ لذلك من الحكمة ان نتأمل في دوافعنا بتواضع وبروح الصلاة ونقوم بالتعديلات اللازمة.‏ فللتمتع بالفرح المعطى من اللّٰه يجب ان نخدم يهوه بدافع المحبة ومن كل قلبنا،‏ نفسنا،‏ وفكرنا.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ ويجب ان لا نخدمه بموقف تنافسي،‏ لأن بولس كتب:‏ «إن كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح.‏ لا نكن معجِبين (‏محرِّضين بعضنا بعضا على المنافسة وحاسدين)‏ بعضنا بعضا.‏» (‏غلاطية ٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ فلن نتمتع بالفرح الحقيقي اذا كنا نخدم لأننا نريد ان نتفوق على الآخرين او لأننا نبغي المدح.‏

      ٧ كيف يمكننا ان نوقد من جديد فرح قلبنا؟‏

      ٧ وهنالك فرح في إتمام انتذارنا ليهوه.‏ فعندما كنا منتذرين حديثا للّٰه،‏ انطلقنا بغيرة في طريقة الحياة المسيحية.‏ ودرَسنا الاسفار المقدسة واشتركنا قانونيا في الاجتماعات.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ والاشتراك في الخدمة اعطانا الفرح.‏ ولكن ماذا اذا قلَّ فرحنا؟‏ ان درس الكتاب المقدس،‏ حضور الاجتماعات،‏ الاشتراك في الخدمة —‏ نعم،‏ الانهماك الكامل في كل وجه من اوجه المسيحية —‏ امور يجب ان تمنح حياتنا الاستقرار الروحي وأن توقد من جديد محبتنا الاولى وفرح قلبنا السابق على السواء.‏ (‏رؤيا ٢:‏٤‏)‏ وعندئذ لن نكون كالذين هم غير فرِحين الى حد ما وبحاجة غالبا الى العون الروحي.‏ صحيح ان الشيوخ يسرُّهم ان يساعدوا،‏ لكن يجب علينا ان نتمم انتذارنا للّٰه افراديا.‏ فلا يمكن لأحد ان يقوم بذلك عنا.‏ لذلك دعونا نهدف الى اتِّباع الروتين المسيحي العادي لكي نتمم انتذارنا ليهوه ونتمتع بالفرح الحقيقي.‏

      ٨ لماذا من المهم ان نمتلك ضميرا طاهرا اذا اردنا ان نكون فرِحين؟‏

      ٨ اذا اردنا ان نتمتع بالفرح الذي هو من ثمار روح اللّٰه،‏ نحتاج الى ضمير طاهر.‏ فقد كان داود ملك اسرائيل بائسا طوال الوقت الذي حاول فيه ان يخفي خطيته.‏ وفي الواقع،‏ بدا وكأن رطوبة حياته تبخرت،‏ وربما مرِض جسديا.‏ وكم ارتاح عند التوبة والاعتراف!‏ (‏مزمور ٣٢:‏١-‏٥‏)‏ ولا يمكننا ان نفرح اذا كنا نخفي خطية خطيرة.‏ فقد يجعلنا ذلك نعيش حياة مضطربة.‏ وهذه بالتأكيد ليست الطريقة لاختبار الفرح.‏ أما الاعتراف والتوبة فيجلبان الراحة ويردَّان الروح الفرِحة.‏ —‏ امثال ٢٨:‏١٣‏.‏

      الانتظار بفرح

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ايّ وعد ناله ابراهيم،‏ لكن كيف ربما امتُحن ايمانه وفرحه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نستفيد من مثال ابراهيم،‏ اسحاق،‏ ويعقوب؟‏

      ٩ ان امتلاكنا الفرح عندما تعلَّمنا للمرة الاولى عن القصد الالهي يختلف كليا عن بقائنا فرِحين عندما تمرُّ السنون.‏ ويمكن ايضاح ذلك في حالة ابراهيم الامين.‏ فبعد ان حاول تقديم ابنه اسحاق ذبيحة بأمر من اللّٰه،‏ سلَّمه ملاك هذه الرسالة:‏ «بذاتي اقسمت يقول الرب.‏ اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك اباركك مباركة وأكثِّر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر.‏ ويرث نسلك باب اعدائه.‏ ويتبارك في نسلك جميع امم الارض.‏ من اجل انك سمعت لقولي.‏» (‏تكوين ٢٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ ولا شك ان ابراهيم تهلل فرحا عند سماعه هذا الوعد.‏

      ١٠ ربما توقَّع ابراهيم ان يكون اسحاق هو ‹النسل› الذي به ستتحقق كل البركات الموعود بها.‏ لكنَّ مرور السنين مع عدم حدوث ايّ امر مميَّز بواسطة اسحاق ربما امتحن ايمان وفرح ابراهيم وعائلته.‏ وتثبيت اللّٰه الوعد لاسحاق ولابنه يعقوب لاحقا اكد لهما ان مجيء النسل لا يزال في المستقبل،‏ وقد ساعدهما ذلك على المحافظة على ايمانهما وفرحهما.‏ انما ابراهيم،‏ اسحاق،‏ ويعقوب ماتوا قبل ان يروا اتمام وعود اللّٰه لهم،‏ لكنهم لم يكونوا خداما غير فرِحين ليهوه.‏ (‏عبرانيين ١١:‏١٣‏)‏ ونحن ايضا بإمكاننا ان نداوم على خدمة يهوه بإيمان وفرح فيما ننتظر اتمام وعوده.‏

      الفرح رغم الاضطهاد

      ١١ لماذا يمكننا ان نفرح رغم الاضطهاد؟‏

      ١١ كخدام ليهوه،‏ بإمكاننا ان نخدم يهوه بفرح القلب حتى لو كنا نعاني الاضطهاد.‏ لقد طوَّب يسوع المضطهَدين من اجله،‏ والرسول بطرس قال:‏ «كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين.‏ إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد واللّٰه يحل عليكم.‏» (‏١ بطرس ٤:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فإذا كنتم تحتملون الاضطهاد والألم من اجل البر،‏ فأنتم تنالون روح يهوه ورضاه،‏ وهذا بالتأكيد يعزِّز الفرح.‏

      ١٢ (‏أ)‏ لماذا بإمكاننا مواجهة امتحانات الايمان بفرح؟‏ (‏ب)‏ ايّ درس اساسي يمكن ان نتعلَّمه من حالة لاويّ مسبي؟‏

      ١٢ بإمكاننا مواجهة امتحانات الايمان بفرح لأن اللّٰه محتمانا.‏ ويتضح ذلك في المزمورين ٤٢ و ٤٣‏.‏ فلسبب من الاسباب،‏ كان لاويٌّ مسبيًّا.‏ وافتقد كثيرا العبادة في مقدس اللّٰه حتى انه شعر كما لو انه ايّل عطشان يشتاق الى الماء في منطقة جافة وقاحلة.‏ فقد «عطِش» او تاق الى يهوه وإلى امتياز عبادة اللّٰه في مقدسه.‏ (‏مزمور ٤٢:‏١،‏ ٢‏)‏ يجب ان يدفعنا اختبار هذا المسبي الى الاعراب عن الشكر على المعاشرة التي نتمتع بها مع شعب يهوه.‏ وإذا كان وضعٌ،‏ كالحبس بسبب الاضطهاد،‏ يمنعنا وقتيا من ان نكون معهم،‏ فدعونا نتأمل في الافراح الماضية التي تمتعنا بها معا في الخدمة المقدسة ولنصلِّ من اجل الاحتمال فيما ‹ننتظر اللّٰه› ليردَّنا الى النشاط المعتاد مع عبَّاده.‏ —‏ مزمور ٤٢:‏٤،‏ ٥،‏ ١١‏،‏ ع‌ج؛‏ ٤٣:‏٣-‏٥ ‏.‏

      ‏«اخدموا يهوه بفرح»‏

      ١٣ كيف يُظهر المزمور ١٠٠:‏١،‏ ٢ انه يجب ان يكون الفرح وجها بارزا من خدمتنا للّٰه؟‏

      ١٣ يجب ان يكون الفرح وجها بارزا من خدمتنا للّٰه.‏ وقد ظهر ذلك في مزمور حمد رنَّم فيه صاحب المزمور قائلا:‏ «اهتفي (‏بانتصار)‏ للرب يا كل الارض.‏ (‏اخدموا يهوه)‏ بفرح.‏ ادخلوا الى حضرته بترنُّم.‏» (‏مزمور ١٠٠:‏١،‏ ٢‏)‏ فيهوه هو «الاله السعيد» ويريد من خدامه ان يجدوا السعادة في اتمام الالتزامات المقترنة بانتذارهم له.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويجب على شعوب كل الامم ان تبتهج بيهوه،‏ ويجب ان تكون تعابير حمدنا قوية،‏ ‹كهتاف النصر› الذي يطلقه جيش غالب.‏ وبما ان خدمة اللّٰه منعشة،‏ يجب ان يرافقها فرح.‏ لهذا السبب حث صاحب المزمور الناس على الدخول الى حضرة اللّٰه «بترنُّم.‏»‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف ينطبق المزمور ١٠٠:‏٣-‏٥ على شعب يهوه الفرحان اليوم؟‏

      ١٤ وأضاف صاحب المزمور:‏ «اعلموا [أَدركوا،‏ اعترفوا] ان الرب هو اللّٰه.‏ هو صنعَنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه.‏» (‏مزمور ١٠٠:‏٣‏)‏ بما ان يهوه خالقنا،‏ فنحن ملكه كما ان الغنم ملك راعيها.‏ ويحسن اللّٰه رعايتنا الى حدِّ اننا نمجده بشكر.‏ (‏مزمور ٢٣‏)‏ وفي ما يتعلق بيهوه رنَّم صاحب المزمور ايضا:‏ «ادخلوا ابوابه بحمد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه.‏ لأن الرب صالح.‏ الى الابد (‏لطفه الحبي)‏ وإلى دور فدور امانته.‏» —‏ مزمور ١٠٠:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٥ واليوم،‏ يدخل اناس فرِحون من كل الامم ديار مقدس يهوه ليقدِّموا الحمد والتسبيح.‏ ونحن نبارك بفرح اسم اللّٰه بالتكلُّم دائما بأمور جيدة عن يهوه،‏ وتدفعنا صفاته العظيمة الى تسبيحه.‏ وهو كلي الصلاح،‏ ويمكن دائما الاعتماد على لطفه الحبي او نظرته الرحيمة الى خدامه،‏ لأنها مستمرة الى الابد.‏ ويهوه الى «دور فدور» امين في اظهار المحبة نحو الذين يفعلون مشيئته.‏ (‏رومية ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ لذلك لدينا بالتأكيد سبب وجيه ‹لنخدم يهوه بفرح.‏›‏

      افرحوا في رجائكم

      ١٦ ايّ رجاء وتوقُّع يمكن ان يفرح المسيحيون فيه؟‏

      ١٦ كتب بولس:‏ «فرِحين في الرجاء.‏» (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ ويفرح أتباع يسوع المسيح الممسوحون في الرجاء المجيد بحياة سماوية خالدة هيأها لهم اللّٰه بواسطة ابنه.‏ (‏رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧؛‏ فيلبي ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ والمسيحيون الذين لهم رجاء العيش حياة ابدية في الفردوس على الارض لديهم ايضا سبب للفرح.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ فجميع خدام يهوه الامناء لديهم سبب للفرح في رجاء الملكوت،‏ لأنهم سيكونون إما جزءا من تلك الحكومة السماوية او عائشين في حيِّزها الارضي.‏ فيا لها من بركة مفرحة!‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ رومية ٨:‏١٨-‏٢١‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ بماذا سبق فأُنبئ في اشعياء ٢٥:‏٦-‏٨‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تتم نبوة اشعياء هذه الآن،‏ وماذا عن اتمامها في المستقبل؟‏

      ١٧ وسبق فأنبأ اشعياء ايضا بمستقبل مفرح للجنس البشري الطائع.‏ كتب:‏ «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممِخَّة دردي مصفّى.‏ ويُفني في هذا الجبل وجه النِّقاب.‏ النِّقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم.‏ يبلع الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم.‏» —‏ اشعياء ٢٥:‏٦-‏٨‏.‏

      ١٨ ان المأدبة الروحية التي نشترك فيها اليوم كعبَّاد ليهوه هي فعلا وليمة مفرِحة.‏ ونحن نطفح بالفرح فيما نخدم اللّٰه بحماس توقُّعا لوليمة الامور الجيدة الحرفية التي وعد بها في العالم الجديد.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وعلى اساس ذبيحة يسوع سيزيل يهوه «الغطاء» الذي على الجنس البشري بسبب خطية آدم.‏ فكم سيكون مفرِحا ان نرى الخطية والموت يزولان!‏ وكم هو مبهج ان نرحِّب من جديد بالاحباء المقامين،‏ ان نرى انَّ الدموع قد اضمحلت،‏ وأن نعيش على ارض فردوسية حيث لن يُعيَّر شعب يهوه بل سيكونون قد اعطوا اللّٰه جوابا للمعيِّر الاكبر،‏ الشيطان ابليس!‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      ١٩ كيف يجب ان نتجاوب مع التوقُّعات التي وضعها يهوه امامنا كشهود له؟‏

      ١٩ ألا يملأكم فرحا وتقديرا ان تعرفوا ما سيفعله يهوه من اجل خدامه؟‏ فتوقُّعات عظيمة كهذه تساهم بالتأكيد في فرحنا!‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجعلنا رجاؤنا المبارَك نتطلع الى الهنا السعيد،‏ المحب،‏ الكريم وقلبنا يخفق بمشاعر كهذه:‏ «هوذا هذا الهنا انتظرناه فخلَّصَنا.‏ هذا هو (‏يهوه)‏ انتظرناه.‏ نبتهج ونفرح بخلاصه.‏» (‏اشعياء ٢٥:‏٩‏)‏ وإذ يكون رجاؤنا البديع راسخا بعمق في ذهننا،‏ دعونا نبذل كل جهد لخدمة يهوه بفرح القلب.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة