-
فرح يهوه حصننابرج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
فرح يهوه حصننا
«اليوم انما هو مقدَّس لسيِّدنا ولا تحزنوا لأن فرح (يهوه حصنكم).» — نحميا ٨:١٠.
١، ٢ (أ) ما هو الحصن؟ (ب) كيف اظهر داود انه احتمى بيهوه؟
يهوه هو حصن لا مثيل له. وما هو الحصن؟ انه موضع منيع، موضع للامن او النجاة. وداود، ملك اسرائيل القديمة، اعتبر اللّٰه حصنه. تأملوا، مثلا، في الترنيمة التي وجَّهَها داود الى العلي «في اليوم الذي انقذه فيه (يهوه) من ايدي كل اعدائه ومن يد شاول،» ملك اسرائيل. — مزمور ١٨، العنوان.
٢ استهل داود هذه الترنيمة المؤثِّرة بالكلمات التالية: «احبك يا (يهوه) يا قوتي. (يهوه) صخرتي وحصني ومنقذي. الهي صخرتي به أَحتمي. تُرسي وقرن خلاصي وملجإي.» (مزمور ١٨:١، ٢) فداود المستقيم، المعتبَر ظُلما خارجا على القانون وطريد الملك شاول، احتمى بيهوه كما يفرُّ الشخص الى موضع منيع لينجو من كارثة ما.
٣ لماذا اختبر اليهود في ايام عزرا «فرحا عظيما»؟
٣ ان الفرح الذي يمنحه يهوه هو حصن حصين للسالكين في طريقه كمحافظين على الاستقامة. (امثال ٢:٦-٨؛ ١٠:٢٩) وللتمتع بالفرح المعطى من اللّٰه، يجب على الناس طبعا ان يفعلوا المشيئة الالهية. وفي هذا المجال، تأملوا في ما حدث في اورشليم سنة ٤٦٨ قم. كان عزرا الكاتب وآخرون يُفهِمون الشعب الناموس بقراءته بتعمُّق. ثم جرى حثُّ الشعب: «اذهبوا كلوا السمين واشربوا الحلو وابعثوا انصبة لمَن لم يُعَدَّ له لأن اليوم انما هو مقدَّس لسيِّدنا ولا تحزنوا لأن فرح (يهوه حصنكم).» لقد نتج ‹فرح عظيم› لمّا طبَّق اليهود المعرفة التي نالوها وعيَّدوا عيد مظال سعيدا. (نحميا ٨:١-١٢) والذين كان ‹فرح يهوه حصنهم› استجمعوا قواهم لعبادته وخدمته. ولأن فرح يهوه كان حصنهم، لا بد ان نتوقع من شعب اللّٰه اليوم ان يكون فرِحا ايضا. فما هي بعض الاسباب الحالية لديهم ليفرحوا؟
«لا تكون إلا فرِحا»
٤ ما هو احد ابرز مصادر الفرح لشعب يهوه؟
٤ احد ابرز الاسباب للفرح هو التدبير الذي يصنعه يهوه لنجتمع معا في المحافل. فمحافل شهود يهوه تجلب لهم الفرح اليوم، تماما كما كانت الاعياد السنوية التي كان يعيِّدها الاسرائيليون تفرِّح قلوبهم. فقد أُمر شعب اسرائيل: «سبعة ايام تعيِّد [عيد المظال] للرب الهك في المكان الذي يختاره الرب. لأن الرب الهك يباركك في كل محصولك وفي كل عمل يديك فلا تكون إلا فرِحا.» (تثنية ١٦:١٣-١٥) نعم، اراد يهوه منهم ان ‹لا يكونوا إلا فرِحين.› ويصح الامر عينه في المسيحيين، لأن الرسول بولس حثَّ الرفقاء المؤمنين: «افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضا افرحوا.» — فيلبي ٤:٤.
٥ (أ) ما هو الفرح، وكيف يقتنيه المسيحيون؟ (ب) كيف يمكننا ان نفرح رغم المحن؟
٥ ولأن يهوه يريد منا ان نكون فرِحين، يمنحنا الفرح كإحدى ثمار روحه القدوس. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وما هو الفرح؟ انه انفعال مبهج ناتج من توقُّعِ امرٍ جيد او من الحصول عليه. والفرح هو حالة سعادة حقيقية، ابتهاج شديد. وثمرة روح اللّٰه القدوس هذه تدعمنا عندما نكون في محنة. «من اجل (الفرح) الموضوع امامه [يسوع] احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.» (عبرانيين ١٢:٢) وكتب التلميذ يعقوب: «احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في (محن) متنوعة عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا.» ولكن ماذا لو كنا لا نعرف ماذا نفعل حيال محنة ما؟ يمكننا عندئذ ان نصلي بثقة طلبا للحكمة لنعالجها. والعمل بانسجام مع الحكمة السماوية يمكِّننا من حل المشاكل او مواصلة مكافحة المحن المستعصية دون خسارة فرح يهوه. — يعقوب ١:٢-٨.
٦ اية علاقة توجد بين الفرح والعبادة الحقة؟
٦ ان الفرح الذي يمنحه يهوه يقوِّينا لنروِّج العبادة الحقة. وهذا ما حدث في ايام نحميا وعزرا. فقد جرت تقوية اليهود العائشين آنذاك الذين كان فرح يهوه حصنهم ليعزِّزوا مصالح العبادة الحقة. وفيما كانوا يروِّجون عبادة يهوه، زاد فرحهم. ويصح الامر عينه اليوم. وكعبَّاد ليهوه، لدينا اساس لنفرح فرحا عظيما. دعونا الآن نتأمل في عدد قليل من الاسباب الكثيرة التي لدينا لنفرح.
علاقة باللّٰه بواسطة المسيح
٧ في ما يختص بيهوه، ايّ سبب لدى المسيحيين ليفرحوا؟
٧ ان علاقتنا الحميمة بيهوه تجعلنا اسعد شعب على الارض. فقبل ان نصير مسيحيين، كنا جزءا من مجتمع بشري اثيم ‹مظلم الفكر ومتجنِّب عن حياة اللّٰه.› (افسس ٤:١٨) وكم نحن مسرورون لأننا لم نعد متجنِّبين عن يهوه! طبعا، يلزم بذل جهد للبقاء في رضاه. فيجب ان ‹نثبت على الايمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الانجيل.› (كولوسي ١:٢١-٢٣) ويمكننا ان نفرح بأن يهوه اجتذبَنا الى ابنه انسجاما مع كلمات يسوع: «لا يقدر احد ان يُقبل اليَّ إن لم يجتذبه الآب.» (يوحنا ٦:٤٤) وإذا كنا نقدِّر فعلا علاقتنا الثمينة باللّٰه بواسطة المسيح، فسنحترز من ايّ شيء يمكن ان يدمرها.
٨ كيف يساهم يسوع في حالة فرحنا؟
٨ وغفران الخطايا بواسطة الايمان بذبيحة يسوع الفدائية هو سبب عظيم للفرح لأن هذا ما يجعل علاقتنا باللّٰه ممكنة. فأبونا آدم، بمسلكه الخاطئ العمدي، جلب الموت على كل الجنس البشري. لكنَّ الرسول بولس اوضح: «اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.» وكتب بولس ايضا: «كما بخطية واحدة صار الحكم الى جميع الناس للدينونة هكذا ببرٍّ واحد صارت الهبة الى جميع الناس لتبرير الحياة. لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة هكذا ايضا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون ابرارا.» (رومية ٥:٨، ١٨، ١٩) وكم نفرح لأن يهوه اللّٰه يُسَرُّ بفداء الافراد من ذرية آدم الذين يستفيدون من تدبير حبي كهذا!
التحرُّر الديني والتنوُّر
٩ لماذا نحن فرِحون من وجهةِ نظرٍ دينية؟
٩ ان التحرُّر من بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل، هو سبب آخر لنفرح. والحق الالهي هو الذي حرَّرَنا. (يوحنا ٨:٣٢) والتحرُّر من هذه الزانية الدينية يعني اننا لا نشترك في خطاياها، نختبر ضرباتها، وينتهي بنا الامر الى الهلاك معها. (رؤيا ١٨:١-٨) ولا حزن البتة في الهروب من كل ذلك!
١٠ ايّ تنوُّر نتمتع به كشعب ليهوه؟
١٠ وفهم كلمة اللّٰه وتطبيقها في الحياة هما سببان للفرح فرحا عظيما. فبتحرُّرنا من تأثير الدين الباطل، نتمتع ببصيرة روحية تزداد وضوحا باستمرار، بصيرة يزوِّدنا بها ابونا السماوي بواسطة «العبد الامين الحكيم.» (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ومن كل الناس العائشين على الارض، فإن المتعبِّدين ليهوه بشكل مطلق لديهم وحدهم روحه القدوس والفهم المبارَك لكلمته ومشيئته. وكما قال بولس: «انما لنا اللّٰه بالروح اظهر ذلك [ما اعدَّه لمحبِّيه]، لأن الروح يسبر كل شيء حتى اعماق اللّٰه.» (١ كورنثوس ٢:٩، ١٠، ترجمة الكسليك) ويمكننا ان نكون شاكرين وفرِحين على السواء لأننا نتمتع بالفهم التدريجي المشار اليه في كلمات الامثال ٤:١٨: «أما سبيل الصدِّيقين فكنور مشرق يتزايد وينير الى النهار الكامل.»
رجاء الملكوت والحياة الابدية
١١ كيف أُخبر آخرون برجاء الملكوت المفرِح؟
١١ ورجاء الملكوت الذي لدينا يجعلنا هو ايضا فرِحين. (متى ٦:٩، ١٠) وكشهود ليهوه، نحن نعلن منذ زمن طويل ان ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد لكل الجنس البشري. مثلا، لاحظوا ما حدث في السنة ١٩٣١ حين تبنَّينا الاسم شهود يهوه بقرار صُفِّق له بفرح في ٥١ محفلا حول العالم. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢، عج) وهذا القرار مع خطابِ محفلٍ هام القاه ج. ف. رذرفورد (رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك) نُشرا في كراس الملكوت، رجاء العالم. وقد احتوى على قرار آخر جرى تبنِّيه في ذلك المحفل، قرار يتَّهم العالم المسيحي بأنه مرتدّ وبأنه ينظر الى مشورة يهوه بازدراء. وأعلن ايضا: «رجاء العالم هو ملكوت اللّٰه، وليس هنالك رجاء آخر.» وفي غضون اشهر قليلة، وزَّع شهود يهوه اكثر من خمسة ملايين نسخة من هذا الكراس في كل انحاء الارض. ونحن كثيرا ما نؤكد منذ ذلك الحين ان الملكوت هو الرجاء الوحيد للجنس البشري.
١٢ اية توقُّعات مفرحة موضوعة امام الذين يخدمون يهوه تتعلَّق بحياتهم؟
١٢ ونحن نفرح ايضا بتوقُّع العيش حياة ابدية تحت حكم الملكوت. لدى «القطيع الصغير» المؤلف من مسيحيين ممسوحين رجاء سماوي مفرِح. كتب الرسول بطرس: «مبارك اللّٰه ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدَنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم.» (لوقا ١٢:٣٢؛ ١ بطرس ١:٣، ٤) واليوم، تتطلع الاغلبية الساحقة من شهود يهوه الى العيش حياة ابدية في الفردوس في حيِّز الملكوت. (لوقا ٢٣:٤٣؛ يوحنا ١٧:٣) وليس لدى ايّ شعب آخر على الارض شيء يضاهي توقُّعاتنا المفرِحة. فكم يجب ان نعزَّها!
اخوَّة مبارَكة
١٣ كيف يجب ان ننظر الى اخوَّتنا العالمية؟
١٣ ووجودنا ضمن الاخوَّة العالمية الوحيدة الحائزة رضى اللّٰه هو ايضا مصدر لفرح عظيم. ولسعادتنا، لدينا مشتهى من العشراء على الارض. وقد اشار يهوه اللّٰه نفسه الى ايامنا وقال: «ازلزل كل الامم ويأتي مشتهى كل الامم فأملأ هذا البيت مجدا.» (حجي ٢:٧) صحيح ان جميع المسيحيين ناقصون. لكنَّ يهوه اجتذب افرادا كهؤلاء اليه بواسطة يسوع المسيح. (يوحنا ١٤:٦) وبما ان يهوه اجتذب اليه شعبا يعتبره مشتهى، فسيعظم فرحنا اذا اظهرنا لهم المحبة الاخويَّة، قدَّرناهم تقديرا كبيرا، تعاونَّا معهم في النشاطات التَّقَوية، دعمناهم في محنهم، وصلينا من اجلهم.
١٤ ايّ تشجيع يمكن ان نستمده من ١ بطرس ٥:٥-١١؟
١٤ كل هذا يساهم في تفريحنا. وطبعا، فرح يهوه هو حصن اخوَّتنا الروحية في كل الارض. نعم، جميعنا نعاني الاضطهاد ومشقات اخرى. ولكن يجب ان يقرِّبَنا ذلك بعضنا الى بعض ويمنحَنا شعورا بالوحدة كجزء من هيئة اللّٰه الحقيقية الوحيدة على الارض. وكما قال بطرس، يجب ان نتواضع تحت يد اللّٰه القوية، ملقين كل همِّنا عليه، عالمين انه يعتني بنا. ويلزم ان نسهر لأن ابليس يلتمس ابتلاعنا، لكننا لسنا وحدنا، لأن بطرس يضيف: «قاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الآلام تُجرى على (كامل معشر) اخوتكم الذين في العالم.» وهذه الاخوَّة العالمية المفرِحة لن تنهار ابدا، لأننا متأكدون انه ‹بعدما تألمنا يسيرا، سيكمِّلنا اللّٰه ويثبِّتنا ويقوِّينا.› (١ بطرس ٥:٥-١١) فكِّروا في هذا. ان اخوَّتنا المفرِحة ستدوم الى الابد!
حياة ذات قصد
١٥ لماذا يمكن القول ان شهود يهوه يعيشون حياة ذات قصد؟
١٥ نحن نتمتع بالفرح في هذا العالم المضطرب لأننا نعيش حياة ذات قصد. لقد اؤتمنَّا على خدمة تجلب السعادة لنا وللآخرين. (رومية ١٠:١٠) انه لَامتياز مفرِح ان نكون عاملين مع اللّٰه. وعن هذا الموضوع قال بولس: «مَن هو بولس ومَن هو ابلوس. بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد. انا غرست وأبلوس سقى لكنَّ اللّٰه كان ينمي. اذًا ليس الغارس شيئا ولا الساقي بل اللّٰه الذي ينمي. والغارس والساقي هما واحد ولكنَّ كل واحد سيأخذ اجرته بحسب تعبه. فإننا نحن عاملان مع اللّٰه وأنتم فلاحة اللّٰه. بناء اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٣:٥-٩.
١٦، ١٧ ايّ مثلين يمكن ان تذكروا لتبرهنوا ان شعب يهوه يعيش حياة ذات قصد؟
١٦ يمكن ذكر امثلة كثيرة تُظهر انه تَنتج من خدمة يهوه بإمانة حياة ذات قصد تملأنا فرحا. وهذا القول هو نموذج لها: «أجَلْتُ نظري في ارجاء قاعة الملكوت الممتلئة [في يوم برنامج تدشينها]، وكنت ارى ثمانية من اعضاء عائلتي حاضرين، بمن فيهم انا وزوجتي وثلاثة من اولادي ورفقاء زواجهم. . . . لقد عشنا زوجتي وأنا حياة سعيدة ذات قصد في خدمة اللّٰه.»
١٧ ومن المشجِّع ايضا الادراك انه يمكن للمرء في اية سن ان يشرع في العيش حياة مفرِحة ذات قصد حقيقي في خدمة يهوه. مثلا، تعلَّمت امرأة حق الكتاب المقدس في دار رعاية واعتمدت كواحدة من شهود يهوه وهي في الـ ١٠٢ من العمر. وهكذا اختتمت حياتها بقصد مفرِح، ‹اتقاء اللّٰه وحفظ وصاياه.› — جامعة ١٢:١٣.
حصن حصين
١٨ ماذا يمكننا فعله للتغلب على الكآبة ولزيادة فرحنا؟
١٨ فرح يهوه هو حصن حصين للامناء. لكنَّ امتلاك هذا الفرح لا يعني اننا لن نختبر ابدا فترات حزن كتلك التي دفعت يسوع الى القول في جثسيماني: «نفسي حزينة جدا حتى الموت.» (مرقس ١٤:٣٢-٣٤) لنفترض ان كآبةً نتجت من انقيادنا وراء مساعٍ انانية. في هذه الحال دعونا نغيِّر نمط حياتنا. وإذا قلَّ فرحنا لأننا نحمل بدافع غير اناني حملا ثقيلا من المسؤوليات المؤسسة على الاسفار المقدسة، فربما يمكننا ان نقوم بالتعديلات التي تخفِّف الكرب وتردّ الينا روحنا الفرِحة. وعلاوة على ذلك، سيباركنا يهوه بالفرح اذا كنا نسعى الى ارضائه بمقاومتنا الشديدة للجسد الخاطئ، العالم الشرير، وإبليس. — غلاطية ٥:٢٤؛ ٦:١٤؛ يعقوب ٤:٧.
١٩ كيف يجب ان ننظر الى اية امتيازات لدينا في هيئة اللّٰه؟
١٩ للأسباب التي ناقشناها، ولأسباب كثيرة اخرى، لدينا فرح عظيم. وسواء كنا ناشري جماعة او نشترك في شكل من اشكال الخدمة كامل الوقت، يمكننا جميعا ان نُكثر في عمل الرب، وسيساهم ذلك بالتأكيد في فرحنا. (١ كورنثوس ١٥:٥٨) ومهما كانت الامتيازات التي نتمتع بها في هيئة يهوه، فلنكن شاكرين عليها ونستمر في تقديم خدمة مقدسة بفرح لإلهنا المحب والسعيد. — ١ تيموثاوس ١:١١، عج.
٢٠ ما هو اعظم امتياز لدينا، وماذا يمكننا ان نتيقن؟
٢٠ والسبب الخصوصي لنفرح هو امتياز حملنا اسم يهوه العظيم كشهود له. نعم، نحن ناقصون ونواجه محنا كثيرة، لكن دعونا نتذكر دائما بركاتنا الرائعة كشهود ليهوه. واذكروا ان ابانا السماوي العزيز لن يخذلنا ابدا. ويمكننا ان نكون على يقين اننا سنبارَك دائما اذا كان فرح يهوه حصننا.
-
-
اخدموا يهوه بفرح القلببرج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ كانون الثاني (يناير)
-
-
اخدموا يهوه بفرح القلب
«جميع هذه اللعنات تأتي عليك . . . لأنك لم (تخدم يهوه) الهك بسرور وبفرح القلب.» — تثنية ٢٨:٤٥-٤٧، ترجمة الشدياق.
١ ايّ دليل هنالك على ان خدام يهوه فرِحون حيثما يخدمونه؟
خدام يهوه فرِحون، سواء كانوا يفعلون مشيئته في السماء او على الارض. و «كواكب الصبح» الملائكيون ترنموا بفرح عند تأسيس الارض، ولا شك ان ربوات الملائكة السماويين ‹يفعلون امر اللّٰه› بفرح. (ايوب ٣٨:٤-٧؛ مزمور ١٠٣:٢٠) وكان ابن يهوه الوحيد «صانعا» فرِحا في السماء، وقد سُرَّ بأن يفعل المشيئة الالهية على الارض بصفته الانسان يسوع المسيح. وعلاوة على ذلك، «من اجل (الفرح) الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش اللّٰه.» — امثال ٨:٣٠، ٣١؛ عبرانيين ١٠:٥-١٠؛ ١٢:٢.
٢ ما هو الامر الذي حدَّد ما اذا كان الاسرائيليون سيختبرون إما البركات او اللعنات؟
٢ وكان الاسرائيليون يختبرون الفرح عندما يسرُّون اللّٰه. ولكن ماذا لو عصوه؟ جرى تحذيرهم: «تكون [اللعنات] آية وأعجوبة عليك وعلى نسلك مدى الابد، لأنك لم (تخدم يهوه) الهك بسرور وبفرح القلب لكثرة الجميع، فلذلك تخدم اعداءك الذين يبعثهم الرب عليك بجوع وبعطش وبعري وبعوز كل شيء ويضع نيرا من حديد على عنقك حتى يبيدك.» (تثنية ٢٨:٤٥-٤٨، شد) فالبركات واللعنات بيَّنت مَن هم خدام يهوه ومَن ليسوا كذلك. وأكدت لعنات كهذه انه لا يمكن ان يُستهان بمبادئ اللّٰه ومقاصده، وأنه لا يمكن ان تُحتقَر. ولأن الاسرائيليين رفضوا الاصغاء الى تحذيرات يهوه المنذرة بالخراب والسبي، صارت اورشليم «لعنة لكل شعوب الارض.» (ارميا ٢٦:٦) فلنطع اللّٰه ونتمتع برضاه. فالفرح هو احدى البركات الالهية الكثيرة التي يختبرها الاتقياء.
كيف نخدم يهوه «بفرح القلب»
٣ ما هو القلب المجازي؟
٣ وجب على الاسرائيليين ان يخدموا يهوه «بسرور وبفرح القلب.» وكذلك يجب ان يفعل خدام اللّٰه العصريون. السرور هو «ان يكون المرء منبسطا، فرِحا.» ومع ان القلب المادي مذكور في الاسفار المقدسة، إلا انه لا يفكر او يتأمل حرفيا. (خروج ٢٨:٣٠) فوظيفته الرئيسية هي ضخّ الدم الذي يغذي خلايا الجسم. انما في معظم الحالات، يتكلم الكتاب المقدس عن القلب المجازي، الذي هو اكثر من مركز للعواطف، الدوافع، والقوى العقلية. لقد قيل انه يمثِّل «الجزء المركزي عموما، الداخل، وهكذا يمثِّل الانسانَ الداخلي كما يتجلى في كل نشاطاته المختلفة، في رغباته، عواطفه، انفعالاته، شهواته، مقاصده، في افكاره، ادراكاته، تخيلاته، في حكمته، معرفته، مهارته، في معتقداته وعملياته التفكيرية، في ذاكرته ووعيه.» (مجلة جمعية مطبوعات الكتاب المقدس وتفسيره، ١٨٨٢، الصفحة ٦٧) فقلبنا المجازي يشتمل على مشاعرنا وانفعالاتنا، بما فيها الفرح. — يوحنا ١٦:٢٢.
٤ ماذا يمكن ان يساعدنا على خدمة يهوه اللّٰه بفرح القلب؟
٤ وماذا يمكن ان يساعدنا على خدمة يهوه بفرح القلب؟ ان نظرة ايجابية وتقديرية الى البركات التي نتمتع بها وامتيازاتنا الممنوحة من اللّٰه هي امر مساعد. على سبيل المثال، يمكننا ان نتأمل بفرح في امتياز تقديمنا «خدمة مقدسة» للاله الحقيقي. (لوقا ١:٧٤، عج) وهنالك الامتياز المرتبط بذلك — حمل اسم يهوه كشهود له. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢، عج) ويمكننا ان نضيف الى ذلك فرح معرفتنا اننا نسرُّ اللّٰه باتِّباع كلمته. ويا للفرح الكامن في عكس النور الروحي ومساعدة كثيرين بالتالي على الخروج من الظلمة! — متى ٥:١٤-١٦؛ قارنوا ١ بطرس ٢:٩.
٥ ما هو مصدر الفرح التَّقَوي؟
٥ ومع ذلك فإن خدمة يهوه بفرح القلب ليست مجرد قضية تفكير ايجابي. من المفيد ان يكون المرء ايجابيا في موقفه العقلي. لكنَّ الفرح التَّقَوي ليس امرا ننتجه من خلال تطوير الشخصية. انه من ثمار روح يهوه. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وإذا كنا لا نتمتع بهذا الفرح، فقد يلزمنا صنع تعديلات لتجنُّب التفكير او التصرف بطريقة لا تنسجم مع الاسفار المقدسة وتحزن روح اللّٰه. (افسس ٤:٣٠) ولكن كأشخاص منتذرين ليهوه، لا نخفْ من ان عدم شعورنا بفرح قلبي في مناسبة ما هو دليل على عدم الرضى الالهي. فنحن ناقصون وعرضة للالم، الحزن، وحتى الكآبة في بعض الاحيان، لكنَّ يهوه يفهمنا. (مزمور ١٠٣:١٠-١٤) فلنصلِّ اذًا طلبا لروحه القدوس، متذكرين ان ثمرة فرحه هي من اللّٰه. وسيستجيب ابونا السماوي المحب صلوات كهذه وسيمكِّننا من خدمته بفرح القلب. — لوقا ١١:١٣.
عندما يكون الفرح مفقودا
٦ اذا كان الفرح مفقودا في خدمتنا للّٰه، فماذا يجب ان نفعل؟
٦ اذا كان الفرح مفقودا في خدمتنا، فقد نتباطأ اخيرا في خدمة يهوه او نظهر ايضا عدم امانة له. لذلك من الحكمة ان نتأمل في دوافعنا بتواضع وبروح الصلاة ونقوم بالتعديلات اللازمة. فللتمتع بالفرح المعطى من اللّٰه يجب ان نخدم يهوه بدافع المحبة ومن كل قلبنا، نفسنا، وفكرنا. (متى ٢٢:٣٧) ويجب ان لا نخدمه بموقف تنافسي، لأن بولس كتب: «إن كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح. لا نكن معجِبين (محرِّضين بعضنا بعضا على المنافسة وحاسدين) بعضنا بعضا.» (غلاطية ٥:٢٥، ٢٦) فلن نتمتع بالفرح الحقيقي اذا كنا نخدم لأننا نريد ان نتفوق على الآخرين او لأننا نبغي المدح.
٧ كيف يمكننا ان نوقد من جديد فرح قلبنا؟
٧ وهنالك فرح في إتمام انتذارنا ليهوه. فعندما كنا منتذرين حديثا للّٰه، انطلقنا بغيرة في طريقة الحياة المسيحية. ودرَسنا الاسفار المقدسة واشتركنا قانونيا في الاجتماعات. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) والاشتراك في الخدمة اعطانا الفرح. ولكن ماذا اذا قلَّ فرحنا؟ ان درس الكتاب المقدس، حضور الاجتماعات، الاشتراك في الخدمة — نعم، الانهماك الكامل في كل وجه من اوجه المسيحية — امور يجب ان تمنح حياتنا الاستقرار الروحي وأن توقد من جديد محبتنا الاولى وفرح قلبنا السابق على السواء. (رؤيا ٢:٤) وعندئذ لن نكون كالذين هم غير فرِحين الى حد ما وبحاجة غالبا الى العون الروحي. صحيح ان الشيوخ يسرُّهم ان يساعدوا، لكن يجب علينا ان نتمم انتذارنا للّٰه افراديا. فلا يمكن لأحد ان يقوم بذلك عنا. لذلك دعونا نهدف الى اتِّباع الروتين المسيحي العادي لكي نتمم انتذارنا ليهوه ونتمتع بالفرح الحقيقي.
٨ لماذا من المهم ان نمتلك ضميرا طاهرا اذا اردنا ان نكون فرِحين؟
٨ اذا اردنا ان نتمتع بالفرح الذي هو من ثمار روح اللّٰه، نحتاج الى ضمير طاهر. فقد كان داود ملك اسرائيل بائسا طوال الوقت الذي حاول فيه ان يخفي خطيته. وفي الواقع، بدا وكأن رطوبة حياته تبخرت، وربما مرِض جسديا. وكم ارتاح عند التوبة والاعتراف! (مزمور ٣٢:١-٥) ولا يمكننا ان نفرح اذا كنا نخفي خطية خطيرة. فقد يجعلنا ذلك نعيش حياة مضطربة. وهذه بالتأكيد ليست الطريقة لاختبار الفرح. أما الاعتراف والتوبة فيجلبان الراحة ويردَّان الروح الفرِحة. — امثال ٢٨:١٣.
الانتظار بفرح
٩، ١٠ (أ) ايّ وعد ناله ابراهيم، لكن كيف ربما امتُحن ايمانه وفرحه؟ (ب) كيف يمكننا ان نستفيد من مثال ابراهيم، اسحاق، ويعقوب؟
٩ ان امتلاكنا الفرح عندما تعلَّمنا للمرة الاولى عن القصد الالهي يختلف كليا عن بقائنا فرِحين عندما تمرُّ السنون. ويمكن ايضاح ذلك في حالة ابراهيم الامين. فبعد ان حاول تقديم ابنه اسحاق ذبيحة بأمر من اللّٰه، سلَّمه ملاك هذه الرسالة: «بذاتي اقسمت يقول الرب. اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك اباركك مباركة وأكثِّر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب اعدائه. ويتبارك في نسلك جميع امم الارض. من اجل انك سمعت لقولي.» (تكوين ٢٢:١٥-١٨) ولا شك ان ابراهيم تهلل فرحا عند سماعه هذا الوعد.
١٠ ربما توقَّع ابراهيم ان يكون اسحاق هو ‹النسل› الذي به ستتحقق كل البركات الموعود بها. لكنَّ مرور السنين مع عدم حدوث ايّ امر مميَّز بواسطة اسحاق ربما امتحن ايمان وفرح ابراهيم وعائلته. وتثبيت اللّٰه الوعد لاسحاق ولابنه يعقوب لاحقا اكد لهما ان مجيء النسل لا يزال في المستقبل، وقد ساعدهما ذلك على المحافظة على ايمانهما وفرحهما. انما ابراهيم، اسحاق، ويعقوب ماتوا قبل ان يروا اتمام وعود اللّٰه لهم، لكنهم لم يكونوا خداما غير فرِحين ليهوه. (عبرانيين ١١:١٣) ونحن ايضا بإمكاننا ان نداوم على خدمة يهوه بإيمان وفرح فيما ننتظر اتمام وعوده.
الفرح رغم الاضطهاد
١١ لماذا يمكننا ان نفرح رغم الاضطهاد؟
١١ كخدام ليهوه، بإمكاننا ان نخدم يهوه بفرح القلب حتى لو كنا نعاني الاضطهاد. لقد طوَّب يسوع المضطهَدين من اجله، والرسول بطرس قال: «كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين. إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد واللّٰه يحل عليكم.» (١ بطرس ٤:١٣، ١٤؛ متى ٥:١١، ١٢) فإذا كنتم تحتملون الاضطهاد والألم من اجل البر، فأنتم تنالون روح يهوه ورضاه، وهذا بالتأكيد يعزِّز الفرح.
١٢ (أ) لماذا بإمكاننا مواجهة امتحانات الايمان بفرح؟ (ب) ايّ درس اساسي يمكن ان نتعلَّمه من حالة لاويّ مسبي؟
١٢ بإمكاننا مواجهة امتحانات الايمان بفرح لأن اللّٰه محتمانا. ويتضح ذلك في المزمورين ٤٢ و ٤٣. فلسبب من الاسباب، كان لاويٌّ مسبيًّا. وافتقد كثيرا العبادة في مقدس اللّٰه حتى انه شعر كما لو انه ايّل عطشان يشتاق الى الماء في منطقة جافة وقاحلة. فقد «عطِش» او تاق الى يهوه وإلى امتياز عبادة اللّٰه في مقدسه. (مزمور ٤٢:١، ٢) يجب ان يدفعنا اختبار هذا المسبي الى الاعراب عن الشكر على المعاشرة التي نتمتع بها مع شعب يهوه. وإذا كان وضعٌ، كالحبس بسبب الاضطهاد، يمنعنا وقتيا من ان نكون معهم، فدعونا نتأمل في الافراح الماضية التي تمتعنا بها معا في الخدمة المقدسة ولنصلِّ من اجل الاحتمال فيما ‹ننتظر اللّٰه› ليردَّنا الى النشاط المعتاد مع عبَّاده. — مزمور ٤٢:٤، ٥، ١١، عج؛ ٤٣:٣-٥ .
«اخدموا يهوه بفرح»
١٣ كيف يُظهر المزمور ١٠٠:١، ٢ انه يجب ان يكون الفرح وجها بارزا من خدمتنا للّٰه؟
١٣ يجب ان يكون الفرح وجها بارزا من خدمتنا للّٰه. وقد ظهر ذلك في مزمور حمد رنَّم فيه صاحب المزمور قائلا: «اهتفي (بانتصار) للرب يا كل الارض. (اخدموا يهوه) بفرح. ادخلوا الى حضرته بترنُّم.» (مزمور ١٠٠:١، ٢) فيهوه هو «الاله السعيد» ويريد من خدامه ان يجدوا السعادة في اتمام الالتزامات المقترنة بانتذارهم له. (١ تيموثاوس ١:١١، عج) ويجب على شعوب كل الامم ان تبتهج بيهوه، ويجب ان تكون تعابير حمدنا قوية، ‹كهتاف النصر› الذي يطلقه جيش غالب. وبما ان خدمة اللّٰه منعشة، يجب ان يرافقها فرح. لهذا السبب حث صاحب المزمور الناس على الدخول الى حضرة اللّٰه «بترنُّم.»
١٤، ١٥ كيف ينطبق المزمور ١٠٠:٣-٥ على شعب يهوه الفرحان اليوم؟
١٤ وأضاف صاحب المزمور: «اعلموا [أَدركوا، اعترفوا] ان الرب هو اللّٰه. هو صنعَنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه.» (مزمور ١٠٠:٣) بما ان يهوه خالقنا، فنحن ملكه كما ان الغنم ملك راعيها. ويحسن اللّٰه رعايتنا الى حدِّ اننا نمجده بشكر. (مزمور ٢٣) وفي ما يتعلق بيهوه رنَّم صاحب المزمور ايضا: «ادخلوا ابوابه بحمد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه. لأن الرب صالح. الى الابد (لطفه الحبي) وإلى دور فدور امانته.» — مزمور ١٠٠:٤، ٥.
١٥ واليوم، يدخل اناس فرِحون من كل الامم ديار مقدس يهوه ليقدِّموا الحمد والتسبيح. ونحن نبارك بفرح اسم اللّٰه بالتكلُّم دائما بأمور جيدة عن يهوه، وتدفعنا صفاته العظيمة الى تسبيحه. وهو كلي الصلاح، ويمكن دائما الاعتماد على لطفه الحبي او نظرته الرحيمة الى خدامه، لأنها مستمرة الى الابد. ويهوه الى «دور فدور» امين في اظهار المحبة نحو الذين يفعلون مشيئته. (رومية ٨:٣٨، ٣٩) لذلك لدينا بالتأكيد سبب وجيه ‹لنخدم يهوه بفرح.›
افرحوا في رجائكم
١٦ ايّ رجاء وتوقُّع يمكن ان يفرح المسيحيون فيه؟
١٦ كتب بولس: «فرِحين في الرجاء.» (رومية ١٢:١٢) ويفرح أتباع يسوع المسيح الممسوحون في الرجاء المجيد بحياة سماوية خالدة هيأها لهم اللّٰه بواسطة ابنه. (رومية ٨:١٦، ١٧؛ فيلبي ٣:٢٠، ٢١) والمسيحيون الذين لهم رجاء العيش حياة ابدية في الفردوس على الارض لديهم ايضا سبب للفرح. (لوقا ٢٣:٤٣) فجميع خدام يهوه الامناء لديهم سبب للفرح في رجاء الملكوت، لأنهم سيكونون إما جزءا من تلك الحكومة السماوية او عائشين في حيِّزها الارضي. فيا لها من بركة مفرحة! — متى ٦:٩، ١٠؛ رومية ٨:١٨-٢١.
١٧، ١٨ (أ) بماذا سبق فأُنبئ في اشعياء ٢٥:٦-٨؟ (ب) كيف تتم نبوة اشعياء هذه الآن، وماذا عن اتمامها في المستقبل؟
١٧ وسبق فأنبأ اشعياء ايضا بمستقبل مفرح للجنس البشري الطائع. كتب: «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممِخَّة دردي مصفّى. ويُفني في هذا الجبل وجه النِّقاب. النِّقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم. يبلع الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم.» — اشعياء ٢٥:٦-٨.
١٨ ان المأدبة الروحية التي نشترك فيها اليوم كعبَّاد ليهوه هي فعلا وليمة مفرِحة. ونحن نطفح بالفرح فيما نخدم اللّٰه بحماس توقُّعا لوليمة الامور الجيدة الحرفية التي وعد بها في العالم الجديد. (٢ بطرس ٣:١٣) وعلى اساس ذبيحة يسوع سيزيل يهوه «الغطاء» الذي على الجنس البشري بسبب خطية آدم. فكم سيكون مفرِحا ان نرى الخطية والموت يزولان! وكم هو مبهج ان نرحِّب من جديد بالاحباء المقامين، ان نرى انَّ الدموع قد اضمحلت، وأن نعيش على ارض فردوسية حيث لن يُعيَّر شعب يهوه بل سيكونون قد اعطوا اللّٰه جوابا للمعيِّر الاكبر، الشيطان ابليس! — امثال ٢٧:١١.
١٩ كيف يجب ان نتجاوب مع التوقُّعات التي وضعها يهوه امامنا كشهود له؟
١٩ ألا يملأكم فرحا وتقديرا ان تعرفوا ما سيفعله يهوه من اجل خدامه؟ فتوقُّعات عظيمة كهذه تساهم بالتأكيد في فرحنا! وعلاوة على ذلك، يجعلنا رجاؤنا المبارَك نتطلع الى الهنا السعيد، المحب، الكريم وقلبنا يخفق بمشاعر كهذه: «هوذا هذا الهنا انتظرناه فخلَّصَنا. هذا هو (يهوه) انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه.» (اشعياء ٢٥:٩) وإذ يكون رجاؤنا البديع راسخا بعمق في ذهننا، دعونا نبذل كل جهد لخدمة يهوه بفرح القلب.
-