مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الجزء ١٠:‏ ٥٣٧ ق‌م —‏ فصاعدا لا يزالون ينتظرون مسيّا
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • السعي الى رجاء مسيّاني

      استنادا الى دائرة المعارف اليهودية الموجزة،‏ كان خلال هذه الفترة ان تطوَّر المفهوم عن مسيّا،‏ «الملك المثالي للايام المقبلة [الذي] لم يكن ليصير مجرد حاكم ‹ممسوح› آخر بل الحاكم الذي يهلك اعداء اسرائيل ويؤسس عصرا كاملا من السلام والكمال.‏»‏

      وفي القرن الرابع ق‌م جمع الاسكندر الكبير بالفتح اليهود في كنفه.‏ ولكنه بوضوح لم يكن المسيّا الذي كانوا ينتظرونه،‏ مع انه كان لامبراطوريته تأثير هائل في ارضهم،‏ ثقافتهم ودينهم.‏

      وبعد موت الاسكندر بقيت فلسطين في ايدي اليونانيين،‏ اولا في ظل البطالمة المصريين ولاحقا في ظل السلوقيين السوريين،‏ وكلتا السلالتين الحاكمتين اقامهما خليفتان للاسكندر.‏ واذ عظم التأثير اليوناني بدأ يهود بارزون وأرستقراطيون يعتبرون التقاليد والعادات اليهودية غير متماشية مع الزمن.‏ وأخذت القيادةَ عائلة طوبياد التي رفعت منلوس،‏ وهو نسيب لهم على ما يظهر،‏ الى رئاسة الكهنوت خلال حكم الملك السلوقي انطيوخس الرابع ابيفانيوس (‏١٧٥-‏١٦٤ ق‌م)‏.‏ وذلك فعلوه،‏ رغم ان منلوس لم يكن من البيت الكهنوتي التقليدي لصادوق،‏ رئيس الكهنة في هيكل سليمان.‏ والتأثير اليوناني صار قويا جدا بحيث أُبطلت الاحتفالات الدينية اليهودية وتحوَّل الهيكل الى مقام يوناني!‏

      وفي سنة ١٦٧ ق‌م تمرد الكاهن اليهودي متَّتْيا وبنوه الخمسة،‏ المدعوون عموما المكابيين،‏ او الحشمونيين.‏ والثورة المكابية،‏ ذات الطبيعة الدينية اصلا،‏ سرعان ما صارت صراعا سياسيا من اجل تقرير المصير اليهودي.‏ وفي سنة ١٦٤ ق‌م جرى استرداد الهيكل واعادة تدشينه،‏ حدثٌ يَحتفل به اليهود اليوم سنويا حول العالم خلال عيد الانوار لمدة ثمانية ايام المعروف بحانوقا.‏ ولكنّ مسيّا لم يكن بعد ظاهرا للعين.‏

  • الجزء ١٠:‏ ٥٣٧ ق‌م —‏ فصاعدا لا يزالون ينتظرون مسيّا
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • وفي الواقع،‏ قاومت كل طائفة دينية يهودية يوحنا المعمدان والشخص الذي اعلن انه المسيّا.‏ وعوض تصديق رسالة يوحنا تحوَّل كثيرون من الكهنة،‏ يقول يوسيفوس،‏ الى الغيارى،‏ فريق من الثوار اليهود مصممون على تقرير المصير.‏ وطوال عشرات السنين قامت فرق كهذه،‏ مقاوِمة للسيطرة الرومانية التي كانت قد حلَّت محل اليونان في سنة ٦٣ ق‌م،‏ بنشاط ارهابي.‏ وأخيرا في سنة ٦٦ ب‌م بدأوا تمردا علنيا.‏ وأدّى ذلك الى تدمير الهيكل اليهودي وكهنوتهم.‏ وضعُف ضياء الرجاء المسيّاني.‏

  • الجزء ١٠:‏ ٥٣٧ ق‌م —‏ فصاعدا لا يزالون ينتظرون مسيّا
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • الرجاء المسيّاني في الدياسپورا

      حتى قبل سنة ٧٠ ب‌م عاش ملايين من اليهود خارج فلسطين،‏ بشكل رئيسي في سوريا،‏ آسيا الصغرى،‏ بابل،‏ ومصر.‏ أما بعد سنة ٧٠ ب‌م فان كل اليهود الذين بقوا احياء جرى اقتلاعهم كليا وتشتيتهم ليتابعوا العيش في الدياسپورا،‏ الكلمة اليونانية التي تقابل «التشتت.‏» وحتى هناك احتفظ كثيرون برجائهم بتقرير المصير في ظل مسيّا آتٍ.‏ والقائد اليهودي بار كوشيبا برهن انه مسيّا مزيف،‏ اذ قاد بفشل تمردا على روما في سنة ١٣٢ ب‌م.‏ واستنادا الى دائرة المعارف اليهودية،‏ فان ٢٨ مسيّا كاذبا مثل هذا ظهروا بين ذلك الحين والسنة ١٧٤٤ ب‌م.‏

      وهكذا،‏ ربما على نحو مفهوم،‏ صار الرجاء المسيّاني مشوَّشا.‏ توضح دائرة المعارف اليهودية:‏ «الايديولوجية اليهودية في العصور الوسطى لم تتسلم من الفترة القديمة مفهوما موحَّدا متماسكا عن المسيّا،‏ .‏ .‏ .‏ والادب التلمودي وشتى المدراشيم [التفاسير] شملت وجهات نظر متناقضة كثيرة.‏» وباكرا في القرن الـ‍ ١٢ جادل الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون بأن حكم المسيّا ربما كان مجرد شيء تصويري لشكل مجتمع اسمى.‏ واليهود الاصلاحيون،‏ في القرن الـ‍ ١٩،‏ «وضعوا الاعتقاد بعصر مسيّاني محل الاعتقاد بمسيّا شخصي.‏ .‏ .‏ .‏ وانفصل الرجاء المسيّاني عن صِلاته التقليدية بعودة المسبيين الى صهيون.‏»‏

      وقبل ذلك بوقت قصير شوَّشت حركة هَسْكيلا (‏التنوُّر)‏ في اوروبا القضية اكثر.‏ فروَّجت ديانة يهودية كانت راغبة في التكيُّف وفق طريقة العيش الغربية.‏ وساعدت على تقسيم اليهود الى اولئك الذين يعتبرون ان تقرير المصير في وطن يهودي مُعاد تأسيسه تحت المسيّا هو في اعلى الاولويات،‏ واولئك الذين يشعرون بأن الاندماج العنصري في حياة ارض المولد هو ذو اهمية اعظم.‏

      هذه التطورات،‏ اضافة الى نشوء اللاّسامية،‏ مهَّدت الطريق لولادة الصهيونية العصرية التي كان ابوها ثيودور هرتزل في نهاية القرن الـ‍ ١٩.‏ واليوم،‏ في ايلول ١٩٨٩،‏ بعد مرور اكثر من ٤١ سنة على تأسيس دولة اسرائيل،‏ يتمتع اليهود بتقرير المصير كمجتمع يهودي في وطن يهودي سبق ان تخيَّله.‏ فهل تحقق رجاؤهم المسيّاني؟‏

      اذا كان الامر كذلك لماذا بعض اليهود،‏ استنادا الى التايمز اللندنية،‏ يرون «في الصهيونية تجديفا صار حقيقة بخلق اسرائيل»؟‏ ولماذا اعترف بصراحة المؤرخ الراحل ثيودور ه‍.‏ هوايت وهو نفسه يهودي:‏ «هنالك شيع لليهود مختلفة،‏ تتصارع احداها مع الاخرى،‏ .‏ .‏ .‏ بقدر ما هنالك تقريبا بين البروتستانت»؟‏ ولماذا كتبت مجلة التايم،‏ اذ لفتت الانتباه في سنة ١٩٨٧ الى الطوائف الدينية المتشاجرة داخل الهيئة السياسية ذات الـ‍ ١٢٠ عضوا لاسرائيل،‏ الكنيسيت،‏ قائلة:‏ «لا بد من ايجاد حل يدوم اذا كانت اسرائيل .‏ .‏ .‏ لا تريد ان تصير بيتا منقسما على نفسه بشكل مميت»؟‏

      ان تقرير المصير اليهودي العصري لا يقدِّم رجاء للمستقبل.‏ فبالتوكل على السياسات البشرية لتحقيق رجائهم المسيّاني تجاهلت اليهودية كلمات كتاباتها المقدسة الخاصة:‏ «الاحتماء بالرب خير من التوكل على الانسان.‏ .‏ .‏ .‏ لا تتكلوا على الرؤساء،‏ ولا على ابن آدم،‏ حيث لا عون عنده.‏» —‏ مزمور ١١٨:‏٨؛‏ ١٤٦:‏٣‏،‏ الاسفار المقدسة،‏ اصدار جمعية المطبوعات اليهودية الاميركية.‏

      وبالتباين مع الصعوبة التي يلاقيها اليوم يهود كثيرون في تحديد هوية رجائهم المسيّاني فان عددا من اسلافهم قديما في القرن الاول ب‌م لم يلاقوا صعوبة على الاطلاق.‏ (‏انظروا يوحنا ١:‏٤١‏.‏)‏ فصاروا أتباع الشخص الذي قبلوه بصفته المسيّا،‏ صائرين أنصارا غيورين لدين يمكننا ان ندعوه على نحو ملائم «طريق الايمان والرجاء والمحبة.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة