مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه،‏ «ديَّان كل الارض» العديم المحاباة
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • يهوه،‏ «ديَّان كل الارض» العديم المحاباة

      ‏‹الآب .‏ .‏ .‏ يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد.‏› —‏ ١ بطرس ١:‏١٧‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لماذا يجب ان نهاب ونتعزى على السواء بالتفكير ان يهوه هو الديَّان العظيم؟‏ (‏ب)‏ في قضية يهوه القانونية ضد الامم،‏ اي دور يلعبه خدامه الارضيون؟‏

      يهوه هو «ديَّان كل الارض» العظيم.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٥‏)‏ وبصفته اله الكون الاسمى،‏ له الحق الكامل في ان يدين مخلوقاته.‏ وهذه فكرة توحي بالمهابة وفي الوقت عينه معزية.‏ وقد عبَّر موسى عن هذا التناقض الظاهري،‏ قائلا:‏ «(‏يهوه)‏ الهكم هو اله الآلهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة الصانع حق اليتيم والارملة والمحب الغريب ليعطيه طعاما ولباسا.‏» —‏ تثنية ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٢ يا له من توازن لافت للنظر!‏ اله عظيم،‏ جبار،‏ مهيب،‏ ومع ذلك عديم المحاباة يدافع بصورة حبية عن مصالح اليتامى،‏ الارامل،‏ والغرباء.‏ فمَن يريد ديَّانا محبا اكثر من يهوه؟‏ واذ يصف نفسه كمن له قضية قانونية ضد امم عالم الشيطان،‏ يدعو يهوه خدامه على الارض ان يكونوا شهوده.‏ (‏اشعياء ٣٤:‏٨؛‏ ٤٣:‏٩-‏١٢‏)‏ وهو لا يعتمد على شهادتهم ليبرهن ألوهيته وسلطانه الشرعي.‏ ولكنه يمنح شهوده الامتياز الرائع ان يشهدوا امام كل الجنس البشري انهم يعترفون بتفوّقه.‏ وشهوده يذعنون لسلطانه البار،‏ وبخدمتهم العلنية،‏ يدفعون الآخرين الى وضع انفسهم تحت سلطة الديَّان الاسمى.‏

      طريقة يهوه للقضاء

      ٣ كيف يمكن ان توجَز طريقة يهوه للقضاء،‏ وكيف عمل كلا الوجهين في قضية آدم وحواء؟‏

      ٣ خلال التاريخ الباكر للجنس البشري،‏ دان يهوه شخصيا بعض المذنبين.‏ والامثلة لطريقة معالجته القضايا القضائية ترسم نموذجا لاولئك الافراد من خدامه الذين سيكونون في وقت لاحق مسؤولين عن ادارة الاجراءات القضائية بين شعبه.‏ (‏مزمور ٧٧:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وطريقته للقضاء يمكن ان توجَز:‏ الثبات حيث يكون لازما،‏ الرحمة حيث تكون ممكنة.‏ وفي قضية آدم وحواء،‏ المخلوقين البشريين الكاملين اللذين تمردا عمدا،‏ لم يستحقا اية رحمة.‏ ولذلك حكم يهوه عليهما بالموت.‏ ولكنَّ رحمته عملت نحو ذريتهما.‏ وأجَّل يهوه تنفيذ حكم الموت،‏ سامحا بالتالي لآدم وحواء بحيازة اولاد.‏ وزوَّد بصورة حبية المتحدرين منهما رجاء التحرر من العبودية للخطية والموت.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥؛‏ رومية ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٤ كيف تعامل يهوه مع قايين،‏ ولماذا تكون هذه القضية ذات اهمية خصوصية؟‏

      ٤ والطريقة التي تعامل بها يهوه مع قايين هي ذات اهمية خصوصية لانها القضية المسجلة الاولى التي تشمل احد المتحدرين الناقصين من آدم وحواء،‏ ‹المبيعين تحت الخطية.‏› (‏رومية ٧:‏١٤‏)‏ فهل اخذ يهوه ذلك في الاعتبار وتعامل مع قايين بطريقة مختلفة عن الطريقة التي تعامل بها مع والديه؟‏ وهل يمكن ان تزوِّد هذه القضية درسا للنظار المسيحيين اليوم؟‏ دعونا نرى.‏ اذ ادرك رد الفعل الخاطئ الذي لقايين عندما لم يُقبل قربانه بشكل مؤاتٍ،‏ حذَّره يهوه بصورة حبية من الخطر الذي كان فيه.‏ ويذكر مثل قديم:‏ ‹الوقاية خير من العلاج.‏› فمضى يهوه الى الحد الممكن بتحذير قايين من السماح لميله الخاطئ بأن يسود عليه.‏ وحاول ان يساعده لكي ‹يُحسِن.‏› (‏تكوين ٤:‏٥-‏٧‏)‏ وهذه هي المرة الاولى التي يطلب فيها اللّٰه من انسان خاطئ ان يتوب.‏ وبعد ان اظهر قايين موقفا غير تائب وارتكب جريمته،‏ حكم يهوه عليه بالنفي،‏ ملطِّفا ذلك بقرار يحظر على الناس الآخرين ان يقتلوه.‏ —‏ تكوين ٤:‏٨-‏١٥‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كيف اتخذ يهوه اجراء ضد جيل ما قبل الطوفان؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل يهوه قبل تنفيذ الحكم في سكان سدوم وعمورة؟‏

      ٥ وقبل الطوفان،‏ عندما ‹رأى الرب ان شر الانسان قد كثر في الارض تأسَّف في قلبه.‏› (‏تكوين ٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ «حزن» اذ ان اغلبية جيل ما قبل الطوفان كانوا قد اساءوا استعمال ارادتهم الحرة وأنه وجب ان ينفِّذ الحكم فيهم.‏ ومع ذلك اعطاهم التحذير الكافي،‏ مستخدما نوحا طوال سنوات عديدة بصفته «كارزا للبر.‏» وبعد ذلك،‏ لم يكن لدى يهوه سبب ‹ليشفق على عالم الفجار ذاك.‏› —‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏

      ٦ وأُلزم يهوه بشكل مماثل ان يعالج قضية قانونية ضد سكان سدوم وعمورة الفاسدين.‏ ولكن لاحظوا كيف شرع في ذلك.‏ كان قد سمع ‹صراخا› بشأن السلوك المروِّع لهؤلاء الناس،‏ حتى وإن كان بواسطة صلوات لوط البار وحده.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولكن قبل العمل،‏ ‹نزل› ليتحقق من الوقائع بواسطة ملاكيه.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ١٩:‏١‏)‏ وصرف الوقت ايضا لكي يؤكد لابرهيم انه لن يعمل بطريقة غير عادلة.‏ —‏ تكوين ١٨:‏٢٣-‏٣٢‏.‏

      ٧ اية دروس يمكن ان يتعلَّمها الشيوخ الذين يخدمون في لجان قضائية من امثلة طريقة يهوه للقضاء؟‏

      ٧ ماذا يمكن ان يتعلم الشيوخ اليوم من هذه الامثلة؟‏ في قضية آدم وحواء،‏ اظهر يهوه المحبة والاعتبار لاولئك الذين،‏ على الرغم من اقترانهم بالمذنبَيْن،‏ كانوا غير مستحقين اللوم في القضية.‏ لقد اظهر الرحمة نحو المتحدرين من آدم وحواء.‏ وفي قضية قايين،‏ سبق يهوه فرأى الخطر الذي كان قايين فيه وحاول اقناعه بلطف،‏ ساعيا ان يحبط ارتكاب الخطية.‏ وحتى بعد نفيه،‏ كان يهوه مراعيا لقايين.‏ وعلاوة على ذلك،‏ نفَّذ يهوه الحكم في جيل ما قبل الطوفان فقط بعد اظهار الكثير من الاحتمال المتَّسم بالصبر.‏ وفي وجه الشر المستعصي،‏ «تأسَّف [يهوه] في قلبه.‏» تأسَّف اذ ان الناس تمردوا على حكمه البار وأنه كان ملزما ان يدينهم دينونة غير مؤاتية.‏ (‏تكوين ٦:‏٦‏؛‏ قارنوا حزقيال ١٨:‏٣١؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏)‏ وفي قضية سدوم وعمورة،‏ عمل يهوه فقط بعد ان تحقق من الوقائع.‏ فيا لها من امثلة رائعة بالنسبة الى اولئك الذين يجب ان يعالجوا اليوم قضايا قانونية!‏

      القضاة البشر في ازمنة الآباء الاجلَّاء

      ٨ اية شرائع اساسية ليهوه كانت معروفة في ازمنة الآباء الاجلَّاء؟‏

      ٨ على الرغم من انه لم تكن هنالك كما يظهر اية قوانين مكتوبة في ذلك الوقت،‏ كان مجتمع الآباء الاجلَّاء ملمّا بشرائع يهوه الاساسية،‏ وكان خدامه تحت التزام حفظها.‏ (‏قارنوا تكوين ٢٦:‏٥‏.‏)‏ فالمسرحية في عدن اظهرت الحاجة الى طاعة سلطان يهوه والاذعان له.‏ وقضية قايين كشفت عن عدم رضى يهوه عن القتل.‏ ومباشرة بعد الطوفان،‏ اعطى اللّٰه الجنس البشري شرائع تتعلق بقداسة الحياة،‏ القتل،‏ عقوبة الاعدام،‏ وأكل الدم.‏ (‏تكوين ٩:‏٣-‏٦‏)‏ ودان يهوه بشدة الزنا خلال الحادثة التي شملت ابرهيم،‏ سارة،‏ وأبيمالك،‏ ملك جَرار،‏ قرب غزَّة.‏ —‏ تكوين ٢٠:‏١-‏٧‏.‏

      ٩،‏ ١٠ اية امثلة تظهر ان النظام القضائي كان موجودا في مجتمع الآباء الاجلَّاء؟‏

      ٩ وفي تلك الايام عمل رؤوس العائلات كقضاة وعالجوا مشاكل قانونية.‏ فقد ذكر يهوه في ما يتعلق بابرهيم:‏ «اني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا.‏» (‏تكوين ١٨:‏١٩‏)‏ وأظهر ابرهيم عدم انانية وتمييزا في تسوية مخاصمة بين رعاته والذين للوط.‏ (‏تكوين ١٣:‏٧-‏١١‏)‏ واذ عمل كرأس جليل وقاضٍ،‏ حكم يهوذا على كنَّته ثامار بأن تُرجم حتى الموت وتُحرق،‏ معتقدا انها كانت زانية.‏ (‏تكوين ٣٨:‏١١،‏ ٢٤‏؛‏ قارنوا يشوع ٧:‏٢٥‏.‏)‏ ولكن عندما عرف كل الوقائع،‏ اعلن انها ابرّ منه.‏ (‏تكوين ٣٨:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ فكم هي مهمة معرفة كل الوقائع قبل اتخاذ قرار قضائي!‏

      ١٠ وسفر ايوب يلمِّح الى نظام قضائي ويظهر الرغبة في حكم غير محابٍ.‏ (‏ايوب ١٣:‏٨،‏ ١٠؛‏ ٣١:‏١١؛‏ ٣٢:‏٢١‏)‏ وأيوب نفسه يستعيد الذكريات بشأن الوقت الذي كان فيه قاضيا محترما يجلس عند باب المدينة مقيما العدل ومحاميا عن قضية الارملة واليتيم.‏ (‏ايوب ٢٩:‏٧-‏١٦‏)‏ وهكذا،‏ هنالك دليل على انه في مجتمع الآباء الاجلَّاء،‏ كان ‹الشيوخ› يعملون كقضاة بين المتحدرين من ابرهيم حتى قبل الخروج والدستور القانوني المعطى من اللّٰه لامة اسرائيل.‏ (‏خروج ٣:‏١٦،‏ ١٨‏)‏ وفي الواقع،‏ ان نصوص عهد الناموس عرضها موسى لـ‍ «شيوخ» اسرائيل،‏ الذين مثَّلوا الشعب.‏ —‏ خروج ١٩:‏٣-‏٧‏.‏

      نظام اسرائيل القضائي

      ١١،‏ ١٢ استنادا الى عالِمَين للكتاب المقدس،‏ ماذا ميَّز النظام القضائي لاسرائيل من ذاك الذي للامم الاخرى؟‏

      ١١ كانت اقامة العدل في اسرائيل مختلفة الى حد بعيد عن الاجراءات القانونية المتَّبعة في الامم المجاورة.‏ وما من تمييز جرى صنعه بين القانون المدني والقانون الجنائي.‏ فكلاهما كانا متشابكين مع الشرائع الادبية والدينية.‏ وإساءة المرء الى جاره كانت اساءة الى يهوه.‏ وفي كتابه شعب وايمان الكتاب المقدس،‏ يكتب المؤلف اندريه شُوراكي:‏ «ان التقليد القضائي للعبرانيين يختلف عن ذاك الذي لجيرانهم،‏ ليس في تعريفه للتعديات والعقوبات فحسب بل في روح الشرائع عينها.‏ .‏ .‏ .‏ فالتوراة [الناموس] لا تنفصل عن الحياة اليومية؛‏ وهي تضبط طبيعة ومحتوى الحياة اليومية بتوزيع البركة او اللعنة.‏ .‏ .‏ .‏ وفي اسرائيل .‏ .‏ .‏ غالبا ما يكون مستحيلا تقريبا صنع تمييز واضح في النشاطات القضائية للمدينة.‏ فقد كانت مخفية في وحدة حياة موجَّهة كليا نحو اتمام مشيئة الاله الحي.‏»‏

      ١٢ وهذا الوضع الفريد جعل اقامة العدل في اسرائيل في مستوى اعلى بكثير مما في الامم المعاصرة.‏ يكتب عالِم الكتاب المقدس رولان دو ڤو:‏ «ان الناموس الاسرائيلي،‏ على الرغم من تشابهاته في الشكل والمحتوى،‏ يختلف اساسا عن بنود ‹المعاهدات› الشرقية ومواد ‹قوانينها.‏› فهو ناموس ديني.‏ .‏ .‏ .‏ وما من قوانين شرقية يمكن ان تُقارن بالناموس الاسرائيلي،‏ الذي يُنسب بكامله الى اللّٰه بصفته مؤلفه.‏ واذا كان يحتوي على احكام اخلاقية وشعائرية،‏ وغالبا ما يمزج بها،‏ فذلك لانه يغطي كامل نطاق العهد الالهي،‏ ولان هذا العهد يحدد علاقات الناس واحدهم بالآخر بالاضافة الى علاقاتهم باللّٰه.‏» ولم يكن مثيرا للدهشة ان يسأل موسى:‏ «اي شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي انا واضع امامكم اليوم.‏» —‏ تثنية ٤:‏٨‏.‏

      قضاة في اسرائيل

      ١٣ من اية نواحٍ كان موسى مثالا رائعا للشيوخ اليوم؟‏

      ١٣ وبنظام قضائي رفيع الى هذا الحد،‏ ايّ نوع من الرجال كان لازما للعمل كقاضٍ؟‏ وعن القاضي الاول نفسه المعيَّن في اسرائيل،‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «أما الرجل موسى فكان حليما جدا اكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض.‏» (‏عدد ١٢:‏٣‏)‏ فلم يكن واثقا بنفسه اكثر مما ينبغي.‏ (‏خروج ٤:‏١٠‏)‏ وعلى الرغم من انه كان يُطلب منه ان يقضي للشعب،‏ إلا انه صار احيانا مدافعا عنهم امام يهوه،‏ متوسلا اليه ان يغفر لهم وحتى عارضا ان يضحِّي بنفسه من اجل مصلحتهم.‏ (‏خروج ٣٢:‏١١،‏ ٣٠-‏٣٢‏)‏ وذكر بصورة شعرية:‏ «يقطر كالندى كلامي.‏ كالطَّل على الكلإِ وكالوابل على العشب.‏» (‏تثنية ٣٢:‏٢‏)‏ وبدلا من ان يقضي للشعب بالاتكال على حكمته الخاصة،‏ اعلن:‏ «اذا كان لهم دعوى يأتون اليَّ فأقضي بين الرجل وصاحبه وأعرِّفهم فرائض اللّٰه وشرائعه.‏‏» (‏خروج ١٨:‏١٦‏)‏ وعندما يكون في شك،‏ كان يحيل القضية الى يهوه.‏ (‏عدد ٩:‏٦-‏٨؛‏ ١٥:‏٣٢-‏٣٦؛‏ ٢٧:‏١-‏١١‏)‏ فكان موسى مثالا رائعا للشيوخ اليوم الذين ‹يرعون رعية اللّٰه› ويتَّخذون قرارات قضائية.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ فلتكن علاقتهم باخوتهم على نحو مماثل «كالطَّل على الكلإِ.‏»‏

      ١٤ ماذا كانت المؤهِّلات الروحية للرجال الذين عيَّنهم موسى قضاة في اسرائيل؟‏

      ١٤ وعلى مر الوقت صار موسى عاجزا عن حمل عبء معالجة القضايا القضائية وحده للشعب.‏ (‏خروج ١٨:‏١٣،‏ ١٨‏)‏ فقبِل اقتراح حميه ان ينال المساعدة.‏ وثانية،‏ ايّ نوع من الرجال جرى اختيارهم؟‏ نقرأ:‏ «(‏اختر)‏ من جميع الشعب (‏رجالا)‏ ذوي قدرة خائفين اللّٰه امناء مبغضين الرشوة .‏ .‏ .‏ واختار موسى (‏رجالا)‏ ذوي قدرة من جميع اسرائيل وجعلهم رؤوسا على الشعب رؤساء الوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات.‏ فكانوا يقضون للشعب كل حين.‏ الدعاوي العسرة يجيئون بها الى موسى وكل الدعاوي الصغيرة يقضون هم فيها.‏» —‏ خروج ١٨:‏٢١-‏٢٦‏.‏

      ١٥ ماذا كانت مؤهِّلات اولئك الذين خدموا كقضاة في اسرائيل؟‏

      ١٥ يمكن ان يُرى ان العمر لم يكن المقياس الوحيد لاختيار الرجال ليعملوا كقضاة.‏ فقد ذكر موسى:‏ «هاتوا من اسباطكم رجالا حكماء وعقلاء و(‏ذوي خبرة)‏ فأجعلهم رؤوسكم.‏» (‏تثنية ١:‏١٣‏)‏ وكان موسى ملمّا تماما بما ذكره الحدث أليهو قبل سنوات عديدة:‏ «ليس الكثيرو الايام حكماء ولا الشيوخ يفهمون الحق.‏» (‏ايوب ٣٢:‏٩‏)‏ بالتأكيد،‏ كان يجب ان يكون المعيَّنون «ذوي خبرة.‏» ولكن قبل كل شيء كان يجب ان يكونوا رجالا ذوي قدرة،‏ خائفين اللّٰه،‏ جديرين بالثقة،‏ يبغضون الربح غير العادل وهم حكماء وعقلاء.‏ ولذلك يبدو واضحا ان ‹الرؤساء› و ‹القضاة› المذكورين في يشوع ٢٣:‏٢ و٢٤:‏١ لم يكونوا متميِّزين من ‹الشيوخ› المذكورين في هاتين الآيتين ولكنهم اختيروا من بينهم.‏ —‏ انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٥٤٩.‏

      اقامة العدل

      ١٦ ماذا يجب ان نلاحظ اليوم في ما يتعلق بالارشادات التي اعطاها موسى للقضاة المعيَّنين حديثا؟‏

      ١٦ أما بالنسبة الى الارشادات المعطاة للقضاة المعيَّنين،‏ فقد قال موسى:‏ «امرت قضاتكم في ذلك الوقت قائلا.‏ اسمعوا بين اخوتكم واقضوا (‏بالبر)‏ بين الانسان وأخيه ونزيله.‏ لا تنظروا الى الوجوه في القضاء.‏ للصغير كالكبير تسمعون.‏ لا تهابوا وجه انسان لان القضاء للّٰه.‏ والامر الذي يعسر عليكم تقدمونه اليَّ [موسى] لاسمعه.‏» —‏ تثنية ١:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ١٧ مَن كانوا معيَّنين قضاة،‏ وأي تحذير اعطاهم اياه الملك يهوشافاط؟‏

      ١٧ طبعا،‏ كان ممكنا جلب قضية الى موسى في مدى حياته فقط.‏ ولذلك أُعدَّت ترتيبات اضافية لاحالة القضايا الصعبة الى الكهنة،‏ اللاويين،‏ وخصوصا القضاة المعيَّنين.‏ (‏تثنية ١٧:‏٨-‏١٢؛‏ ١ أخبار الايام ٢٣:‏١-‏٤؛‏ ٢ أخبار الايام ١٩:‏٥،‏ ٨‏)‏ وللقضاة الذين عيَّنهم في مدن يهوذا،‏ ذكر الملك يهوشافاط:‏ «انظروا ما انتم فاعلون لانكم لا تقضون للانسان بل للرب .‏ .‏ .‏ هكذا تفعلون بتقوى الرب بأمانة وقلب كامل.‏ وفي كل دعوى تأتي اليكم من اخوتكم الساكنين في مدنهم .‏ .‏ .‏ حذِّروهم فلا يأثموا الى الرب فيكون غضب عليكم وعلى اخوتكم.‏ هكذا افعلوا فلا تأثموا.‏» —‏ ٢ أخبار الايام ١٩:‏٦-‏١٠‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا كانت بعض المبادئ التي كان يجب ان يطبّقها القضاة في اسرائيل؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان على القضاة ان يذكروا،‏ وأية آيات تظهر عواقب نسيانهم ذلك؟‏

      ١٨ وبين المبادئ التي كان يجب ان يطبّقها القضاة في اسرائيل كانت التالية:‏ العدل المتساوي للاغنياء والفقراء (‏خروج ٢٣:‏٣،‏ ٦؛‏ لاويين ١٩:‏١٥‏)‏؛‏ عدم المحاباة التام (‏تثنية ١:‏١٧‏)‏؛‏ عدم قبول الرُشى.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وكان على القضاة ان يذكروا باستمرار ان اولئك الذين يقضون لهم هم خراف يهوه.‏ (‏مزمور ١٠٠:‏٣‏)‏ وفي الواقع،‏ كان احد الاسباب الذي لاجله رفض يهوه اسرائيل الجسدي هو ان كهنتهم ورعاتهم فشلوا في القضاء بالبر وعاملوا الشعب بقساوة.‏ —‏ ارميا ٢٢:‏٣،‏ ٥،‏ ٢٥؛‏ ٢٣:‏١،‏ ٢؛‏ حزقيال ٣٤:‏١-‏٤؛‏ ملاخي ٢:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ١٩ بأية قيمة لنا هو هذا الفحص لمقاييس يهوه للعدل قبل العصر الميلادي،‏ وماذا سيجري التأمل فيه في المقالة التالية؟‏

      ١٩ ان يهوه لا يتغير.‏ (‏ملاخي ٣:‏٦‏)‏ وهذه المراجعة الوجيزة للطريقة التي بها كان يلزم ان يقام القضاء في اسرائيل وكيفية نظر يهوه الى اية اعاقة للعدل يجب ان تدع الشيوخ الذين هم مسؤولون اليوم عن اتِّخاذ القرارات القضائية يتوقفون ويفكرون.‏ ومثال يهوه كقاضٍ،‏ والنظام القضائي الذي اسَّسه في اسرائيل،‏ ثبَّتا المبادئ التي رسمت نموذجا لاقامة العدل داخل الجماعة المسيحية.‏ وسنرى ذلك في المقالة التالية.‏

  • ايُّها الشيوخ،‏ اقضوا بالبر
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ايُّها الشيوخ،‏ اقضوا بالبر

      ‏«اسمعوا بين اخوتكم واقضوا (‏بالبر)‏.‏» —‏ تثنية ١:‏١٦‏.‏

      ١ في مسألة القضاء،‏ اي تفويض للسلطة حدث،‏ وماذا تضمَّن ذلك في ما يتعلق بالقضاة البشر؟‏

      بصفته الديَّان الاسمى،‏ فوَّض يهوه السلطة القضائية الى ابنه.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٧‏)‏ وبدوره،‏ كرأس للجماعة المسيحية،‏ يستخدم المسيح صف العبد الامين الحكيم وهيئته الحاكمة ليعيِّن شيوخا يجب ان يعملوا احيانا كقضاة.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ تيطس ١:‏٥،‏ ٩‏)‏ وكقضاة بالنيابة،‏ فإن هؤلاء هم تحت التزام اتِّباع مثال القاضيين السماويين،‏ يهوه ويسوع المسيح،‏ بدقة.‏

      المسيح —‏ القاضي المثالي

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ اية نبوة مسيَّانية تكشف عن صفات المسيح كقاضٍ؟‏ (‏ب)‏ اية نقاط هي جديرة بالملاحظة خصوصا؟‏

      ٢ عن المسيح كقاضٍ،‏ كُتب بصورة نبوية:‏ «يحلُّ عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.‏ ولذَّته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه.‏ بل يقضي (‏بالبر)‏ للمساكين ويحكم بالانصاف لبائسي الارض.‏» —‏ اشعياء ١١:‏٢-‏٤‏.‏

      ٣ لاحظوا في تلك النبوة الصفات التي تمكِّن المسيح من ان «يدين المسكونة (‏بالبر)‏.‏» (‏اعمال ١٧:‏٣١‏)‏ فهو يدين بحسب روح يهوه،‏ حكمته الالهية،‏ فهمه،‏ مشورته،‏ ومعرفته.‏ ولاحظوا ايضا انه يدين بمخافة يهوه.‏ وهكذا فإن «كرسي المسيح» هو،‏ بصورة تمثيلية،‏ ‹كرسي اللّٰه.‏› (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٠؛‏ رومية ١٤:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهو حريص ان يقضي في المسائل بالطريقة التي بها يقضي فيها اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٨:‏١٦‏)‏ وهو لا يقضي بحسب الظواهر او بحسب مجرد اشاعة.‏ وهو يقضي بالانصاف لمصلحة الودعاء والبائسين.‏ فيا له من قاضٍ رائع!‏ ويا له من مثال رائع للبشر الناقصين الذين يُدعَون الى العمل في مركز قضائي اليوم!‏

      قضاة ارضيون

      ٤ (‏أ)‏ ماذا ستكون احدى وظائف الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ في اثناء حكم المسيح الالفي؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة تظهر ان بعض المسيحيين الممسوحين سيُعيَّنون قضاة فيما لا يزالون على الارض؟‏

      ٤ تشير الاسفار المقدسة الى ان العدد الصغير نسبيا من المسيحيين الممسوحين،‏ ابتداء من الرسل الـ‍ ١٢،‏ سيكونون قضاة معاونين مع المسيح يسوع في اثناء الحكم الالفي.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٢؛‏ رؤيا ٢٠:‏٤‏)‏ وبقية من الاعضاء الممسوحين في اسرائيل الروحي على الارض دينت هي نفسها ورُدَّت في ١٩١٨-‏١٩١٩.‏ (‏ملاخي ٣:‏٢-‏٤‏)‏ وفي ما يتعلق بهذا الردِّ لاسرائيل الروحي،‏ جرى التنبؤ:‏ «اعيد قضاتك كما في الاول ومشيريك كما في البداءة.‏» (‏اشعياء ١:‏٢٦‏)‏ وهكذا،‏ تماما كما كان قد فعل «في البداءة» لاسرائيل الجسدي،‏ اعطى يهوه البقية المستردة قضاة ومشيرين ابرارا.‏

      ٥ (‏أ)‏ مَن ‹أُجلسوا قضاة› بعد ردِّ اسرائيل الروحي،‏ وكيف يجري وصفهم في سفر الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ بواسطة مَن تجري اعانة النظار الممسوحين الآن في العمل القضائي،‏ وكيف يجري تدريب هؤلاء ليصيروا قضاة افضل؟‏

      ٥ اولا،‏ ان ‹الرجال الحكماء› الذين ‹أُجلسوا قضاة› كانوا جميعهم شيوخا ممسوحين.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ ويجري وصف النظار الممسوحين المحترمين الامناء في سفر الرؤيا بأنهم في يد يسوع اليمنى،‏ اي تحت سيطرته وتوجيهه.‏ (‏رؤيا ١:‏١٦،‏ ٢٠؛‏ ٢:‏١‏)‏ ومنذ السنة ١٩٣٥ ينال الممسوحون الدعم الولي من «جمع كثير» يتزايدون على الدوام،‏ رجاؤهم النجاة من «الضيقة العظيمة» والعيش الى الابد على ارض فردوسية.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤-‏١٧‏)‏ وفيما يقترب «عرس الخروف،‏» فإن المزيد والمزيد من هؤلاء تعيِّنهم الهيئة الحاكمة الممسوحة ليخدموا كشيوخ وقضاة في اكثر من ٠٠٠‏,٦٦ جماعة لشهود يهوه حول الارض.‏a (‏رؤيا ١٩:‏٧-‏٩‏)‏ وبواسطة مدارس خصوصية،‏ يجري تدريبهم على معالجة المسؤولية في مجتمع ‹الارض الجديدة.‏› (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ومدرسة خدمة الملكوت،‏ التي عُقدت في نهاية ١٩٩١ في بلدان عديدة،‏ شدَّدت على المعالجة اللائقة للقضايا القضائية.‏ والشيوخ الذين يخدمون كقضاة هم ملزمون ان يتمثلوا بيهوه والمسيح يسوع،‏ اللذين احكامهما حق وبارة.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٣٠؛‏ ٨:‏١٦؛‏ رؤيا ١٩:‏١،‏ ٢‏.‏

      قضاة ‹يسيرون بخوف›‏

      ٦ لماذا يجب ان ‹يسير بخوف› الشيوخ الذين يخدمون في لجان قضائية؟‏

      ٦ اذا كان المسيح نفسه يدين بمخافة يهوه وبمساعدة روحه،‏ فكم بالاحرى يجب على الشيوخ الناقصين ان يفعلوا ذلك!‏ وعند تعيينهم ليخدموا في لجنة قضائية،‏ يلزمهم ان ‹يسيروا بخوف،‏› داعين ‹الآب الذي يحكم بغير محاباة› لكي يساعدهم على القضاء بالبر.‏ (‏١ بطرس ١:‏١٧‏)‏ ويجب ان يذكروا انهم يتعاملون مع حياة الناس،‏ ‹نفوسهم،‏› كأنهم «سوف يعطون حسابا.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ وبالنظر الى ذلك،‏ سيكونون بالتأكيد مسؤولين ايضا امام يهوه عن اية اخطاء قضائية ممكن تجنبها قد يرتكبونها.‏ وفي تعليقه على عبرانيين ١٣:‏١٧‏،‏ كتب ج.‏ ه‍.‏ أ.‏ ايْبرارد:‏ «انه واجب الراعي ان يسهر على النفوس التي تحت عنايته و.‏ .‏ .‏ يجب ان يقدِّم حسابا عنهم جميعا،‏ وعن اولئك الذين جرت خسارتهم بسبب غلطته ايضا.‏ انها كلمة مهيبة.‏ فليأخذ كل خادم للكلمة في الاعتبار انه تولَّى طوعا مركز المسؤولية الرائع هذا.‏» —‏ قارنوا يوحنا ١٧:‏١٢؛‏ يعقوب ٣:‏١‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يذكر القضاة العصريون،‏ وماذا يجب ان يكون هدفهم؟‏ (‏ب)‏ اية دروس يجب ان يستمدها الشيوخ من متى ١٨:‏١٨-‏٢٠‏؟‏

      ٧ والشيوخ الذين يقومون بدور قضائي يجب ان يذكروا ان القاضيين الحقيقيين في كل قضية هما يهوه والمسيح يسوع.‏ وتذكَّروا ما قيل للقضاة في اسرائيل:‏ «انكم لا تقضون للانسان بل للرب وهو معكم في امر القضاء.‏ والآن لتكن هيبة الرب عليكم.‏ .‏ .‏ .‏ هكذا افعلوا فلا تأثموا.‏‏» (‏٢ أخبار الايام ١٩:‏٦-‏١٠‏)‏ وبخوف توقيري،‏ يجب على الشيوخ الذين يحكمون في قضية ان يفعلوا ما في وسعهم ليتيقنوا ان يهوه هو حقا ‹معهم في امر القضاء.‏› وقرارهم يجب ان يعكس بدقة الطريقة التي بها يتأمل يهوه والمسيح في القضية.‏ وما ‹يربطونه› (‏يجدونه مذنبا)‏ او ‹يحلُّونه› (‏يجدونه بريئا)‏ بشكل رمزي على الارض يلزم ان يكون ما قد رُبط او حُلَّ سابقا في السماء —‏ كما يكشفه ما هو مكتوب في كلمة اللّٰه الموحى بها.‏ واذا صلَّوا الى يهوه باسم يسوع،‏ فسيكون يسوع «في وسطهم» لمساعدتهم.‏ (‏متى ١٨:‏١٨-‏٢٠‏،‏ الحاشية؛‏ برج المراقبة،‏ عدد ١٥ نيسان ١٩٨٨،‏ «مشورة اصلاحية اضافية»)‏ والجو في جلسة السماع القضائية يجب ان يظهر ان المسيح هو حقا في وسطهم.‏

      رعاة كامل الوقت

      ٨ ما هي مسؤولية الشيوخ الرئيسية نحو الرعية،‏ كما يمثِّلها يهوه ويسوع المسيح؟‏ (‏اشعياء ٤٠:‏١٠،‏ ١١؛‏ يوحنا ١٠:‏١١،‏ ٢٧-‏٢٩‏)‏

      ٨ لا يقضي الشيوخ كامل الوقت.‏ انهم رعاة كامل الوقت.‏ انهم شافون،‏ لا معاقبون.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٣-‏١٦‏)‏ والفكرة الاساسية وراء الكلمة اليونانية التي تقابل الناظر (‏اپيسكوپوس‏)‏ هي تلك التي للعناية الواقية.‏ ويذكر القاموس اللاهوتي للعهد الجديد:‏ «بالاضافة الى كونه راعيا [في ١ بطرس ٢:‏٢٥‏]،‏ فإن التعبير [‏اپيسكوپوس‏] يقترح العمل الرعائي للسهر او الحماية.‏» نعم،‏ ان مسؤوليتهم الرئيسية هي السهر على الخراف وحمايتها،‏ ابقاؤها داخل القطيع.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف شدَّد بولس على واجب الشيوخ الاول،‏ ولذلك اي سؤال يحسن طرحه؟‏ (‏ب)‏ إِلامَ تلمِّح كلمات بولس في الاعمال ٢٠:‏٢٩‏،‏ ولذلك كيف يمكن ان يحاول الشيوخ تقليل عدد القضايا القضائية؟‏

      ٩ واذ تكلم الى شيوخ جماعة افسس،‏ وضع الرسول بولس التشديد حيث يجب:‏ «احترزوا اذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها (‏نظارا‏)‏ لترعوا (‏جماعة)‏ اللّٰه التي اقتناها (‏بدم ابنه الخاص)‏.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ يركِّز بولس على الرعاية،‏ لا المعاقبة.‏ ويحسن ببعض الشيوخ ان يفكروا مليا في السؤال التالي:‏ ‹هل يمكن ان نوفِّر علينا مقدارا كبيرا من الوقت اللازم للتحقيق في القضايا القضائية ومعالجتها اذا خصصنا مزيدا من الوقت والجهد للرعاية؟‏›‏

      ١٠ صحيح ان بولس حذَّر من «ذئاب خاطفة.‏» ولكن ألَم يَلُم هؤلاء على ‹عدم الاشفاق على الرعية›؟‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩‏)‏ وفيما لمَّح الى ان النظار الامناء يجب ان يطردوا هؤلاء ‹الذئاب،‏› ألا تظهر كلماته ان الشيوخ يجب ان يشفقوا على الاعضاء الآخرين في الرعية؟‏ وعندما يصير خروف ما ضعيفا روحيا ويتوقف عن التقدم،‏ ماذا يحتاج او تحتاج اليه —‏ الضرب ام الشفاء،‏ العقاب ام الرعاية؟‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لذلك يجب ان يبرمج الشيوخ قانونيا الوقت لعمل الرعاية.‏ فيمكن ان يجلب ذلك النتيجة السعيدة لوقت اقل مصروف في القضايا القضائية المستهلكة للوقت التي تشمل مسيحيين استولت عليهم الخطية.‏ وبالتأكيد،‏ يجب ان يكون اهتمام الشيوخ الاول تزويد مصدر للراحة والانتعاش،‏ مروِّجين بالتالي السلام،‏ الطمأنينة،‏ والامن بين شعب يهوه.‏ —‏ اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      خادمون كرعاة وقضاة محسِنين

      ١١ لماذا يحتاج الشيوخ الذين يخدمون في اللجان القضائية الى عدم المحاباة و«الحكمة التي من فوق»؟‏

      ١١ ان الرعاية المكثَّفة اكثر قبل ان يؤخذ المسيحي في زلَّة يمكن ان تقلّل كثيرا عدد القضايا القضائية بين شعب يهوه.‏ (‏قارنوا غلاطية ٦:‏١‏.‏)‏ ومع ذلك،‏ بسبب الخطية والنقص البشريين،‏ قد يضطر النظار المسيحيون من وقت الى وقت ان يعالجوا قضايا الخطإ.‏ فأية مبادئ يجب ان توجِّههم؟‏ تلك التي لم تتغيَّر منذ زمن موسى او زمن المسيحيين الاولين.‏ ولا تزال كلمات موسى الموجَّهة الى القضاة في اسرائيل سارية المفعول:‏ «اسمعوا بين اخوتكم واقضوا (‏بالبر)‏ .‏ .‏ .‏ لا تنظروا الى الوجوه في القضاء.‏» (‏تثنية ١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فعدم المحاباة هو ميزة «الحكمة التي من فوق،‏» الحكمة التي هي حيوية جدا للشيوخ الذين يخدمون في اللجان القضائية.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧؛‏ امثال ٢٤:‏٢٣‏)‏ فحكمة كهذه تساعدهم على تمييز الفرق بين الضعف والشر.‏

      ١٢ بأي معنى يلزم القضاة ان يكونوا لا رجالا ابرارا فحسب بل رجالا صالحين؟‏

      ١٢ والشيوخ يجب ان ‹يقضوا (‏بالبر)‏،‏› بحسب مقاييس يهوه للصواب والخطإ.‏ (‏مزمور ١٩:‏٩‏)‏ ومع ذلك،‏ فيما يسعون الى الكينونة رجالا ابرارا،‏ يجب ان يحاولوا ايضا ان يكونوا رجالا صالحين،‏ بمعنى التمييز الذي يصنعه بولس في رومية ٥:‏٧،‏ ٨‏.‏ واذ يعلِّق على هذين العددين في مقالته عن «البر،‏» يذكر المؤلَّف بصيرة في الاسفار المقدسة:‏ «يُظهر استعمال التعبير اليوناني ان الشخص الشهير،‏ او المتميِّز،‏ بالصلاح هو شخص خيِّر (‏ميَّال الى فعل الصلاح او جلب الفائدة للآخرين)‏ ومحسِن (‏معبِّر عمليا عن صلاح كهذا)‏.‏ وهو لا يهتم بفعل ما يتطلبه العدل فقط بل يتجاوز ذلك،‏ مدفوعا بالاعتبار السليم للآخرين والرغبة في ان يفيدهم ويساعدهم.‏» (‏المجلد ٢،‏ الصفحة ٨٠٩)‏ والشيوخ الذين هم لا ابرار فحسب بل صالحون ايضا يعاملون الخطاة باعتبار لطيف.‏ (‏رومية ٢:‏٤‏)‏ ويريدون ان يظهروا الرحمة والرأفة.‏ ويفعلون ما في وسعهم لمساعدة الخاطئ على رؤية الحاجة الى التوبة،‏ على الرغم من انه في البداية يبدو غير متجاوب مع الجهود.‏

      الموقف اللائق في جلسات السماع

      ١٣ (‏أ)‏ عندما يعمل شيخ كقاضٍ،‏ ماذا لا يكفّ عن ان يكون؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة من بولس تنطبق ايضا على جلسات السماع القضائية؟‏

      ١٣ عندما تتطلب حالةٌ جلسة سماع قضائية،‏ لا يجب ان ينسى النظار انهم لا يزالون رعاة،‏ يتعاملون مع خراف يهوه،‏ تحت قيادة «الراعي الصالح.‏» (‏يوحنا ١٠:‏١١‏)‏ والمشورة التي اعطاها بولس من اجل المساعدة القانونية المقدَّمة للخراف الذين يكونون في ضيق تنطبق بقوة معادلة على جلسات السماع القضائية.‏ فقد كتب:‏ «ايُّها الاخوة ان انسبق انسان فأُخذ في زلَّة ما فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرَّب انت ايضا.‏ احملوا بعضكم اثقال بعض وهكذا تمِّموا ناموس المسيح.‏» —‏ غلاطية ٦:‏١،‏ ٢‏.‏b

      ١٤ كيف يجب ان ينظر النظار الى جلسات السماع القضائية،‏ وماذا يجب ان يكون موقفهم من الخاطئ؟‏

      ١٤ وعوضا عن اعتبار انفسهم قضاة اسمى مجتمعين لإنزال العقوبة،‏ يجب ان ينظر الشيوخ الذين يخدمون في لجنة قضائية الى جلسة السماع بصفتها وجها آخر لعملهم الرعائي.‏ احد خراف يهوه هو في مشكلة.‏ فماذا يمكنهم ان يفعلوا لانقاذه او انقاذها؟‏ وهل هي متأخرة جدا مساعدة هذا الخروف الذي ضلّ عن القطيع؟‏ لا نرجو ذلك.‏ فالشيوخ يجب ان يحافظوا على نظرة ايجابية ازاء اظهار الرحمة حيث يكون ذلك لائقا.‏ ولا يعني الامر انه يجب ان يحطّوا من قدر مقاييس يهوه اذا جرى ارتكاب خطإ خطير.‏ ولكنَّ كينونتهم مدركين لأية ظروف مخفِّفة تساعدهم على توسيع الرحمة حيث يكون ممكنا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٨-‏١٠؛‏ ١٣٠:‏٣‏)‏ ومن المؤسف القول ان بعض الخطاة يكونون عُنُدا في موقفهم بحيث يضطر الشيوخ ان يظهروا الحزم،‏ ولكن لا القساوة ابدا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١٣‏.‏

      القصد من جلسات السماع القضائية

      ١٥ عندما تنشأ مشكلة خطيرة بين الافراد،‏ ماذا يجب ان يُقرَّر اولا؟‏

      ١٥ عندما تنشأ مشكلة خطيرة بين الافراد،‏ يقرِّر الشيوخ الحكماء اولا ما اذا كان المتورطون قد حاولوا تسوية المسألة شخصيا،‏ بروح متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤ او متى ١٨:‏١٥‏.‏ واذا فشل ذلك،‏ ربما تكفي المشورة من قبل شيخ او شيخين.‏ ولا يكون الاجراء القضائي ضروريا إلا اذا ارتُكبت خطية جسيمة يمكن ان تقود الى الفصل.‏ (‏متى ١٨:‏١٧؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏)‏ ولا بد من وجود سبب مؤسس على الاسفار المقدسة سليم لتشكيل لجنة قضائية.‏ (‏انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايلول ١٩٨٩،‏ الصفحة ١٨‏.‏)‏ وعند تشكيل لجنة،‏ يجب اختيار افضل الشيوخ كفاءة للقضية الخصوصية.‏

      ١٦ ماذا يحاول الشيوخ ان يحقِّقوه بواسطة جلسات السماع القضائية؟‏

      ١٦ ماذا يحاول الشيوخ ان يحقِّقوه بواسطة جلسات السماع القضائية؟‏ اولا،‏ يستحيل القضاء بالبر ما لم تُعرف الحقيقة.‏ وكما في اسرائيل،‏ يجب ان ‹تُفحص جيدا› القضايا الخطيرة.‏ (‏تثنية ١٣:‏١٤؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ ولذلك فإن احد اهداف جلسة السماع هو ان يكتشفوا وقائع القضية.‏ ولكنَّ ذلك يمكن ويجب ان يُنجَز بمحبة.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ وحالما تُعرف الوقائع،‏ يقوم الشيوخ بما يلزم لحماية الجماعة وللمحافظة على مقاييس يهوه الرفيعة والتدفق السخي لروحه فيها.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولكنَّ احد مقاصد جلسة السماع هو انقاذ الخاطئ المعرَّض للخطر اذا كان ذلك ممكنا بطريقة ما.‏ —‏ قارنوا لوقا ١٥:‏٨-‏١٠‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يجب ان يعامَل الشخص المتَّهم في اثناء جلسة السماع،‏ وبأي قصد؟‏ (‏ب)‏ ماذا يتطلب ذلك من جهة اعضاء اللجنة القضائية؟‏

      ١٧ والشخص المتَّهم لا يجب ان يعامَل بخلاف ما يعامَل خروف للّٰه.‏ فيجب ان يُعامَل او ان تُعامَل برقة.‏ واذا ارتُكبت خطية (‏او خطايا)‏،‏ فسيكون قصد القضاة الابرار ان يساعدوا الخاطئ على الاصلاح،‏ على فهم خطإ طريقه،‏ على التوبة،‏ وأن يُنتشلوا بالتالي من «فخ ابليس.‏» ويتطلب ذلك «فنَّ تعليم،‏» و ‹تأديبا بالوداعة.‏› (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٤-‏٢٦؛‏ ٤:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وماذا اذا اعترف الخاطئ حينئذ انه قد اخطأ،‏ انه نُخِس حقا في قلبه،‏ وطلب من يهوه الغفران؟‏ (‏قارنوا اعمال ٢:‏٣٧‏.‏)‏ اذا اقتنعت اللجنة انه يريد باخلاص المساعدة،‏ فليست هنالك عموما حاجة الى فصله.‏ —‏ انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥ حزيران ١٩٨٣،‏ «اسئلة من القراء،‏» الفقرة ٤.‏

      ١٨ (‏أ)‏ متى يجب ان تظهر اللجنة القضائية الحزم في فصل الخاطئ؟‏ (‏ب)‏ بالنظر الى اية حالة مفجعة يجب ان يبذل الشيوخ انفسهم لمصلحة الخروف الضَّال؟‏

      ١٨ ومن جهة اخرى،‏ عندما يواجه اعضاء لجنة قضائية قضية واضحة لارتداد عديم الندم،‏ تمرد عمدي على شرائع يهوه،‏ او شر فاضح،‏ فإن واجبهم هو حماية اعضاء الجماعة الآخرين بفصل المذنب غير التائب.‏ وليست اللجنة القضائية مجبرة ان تجتمع تكرارا بالخاطئ او تضع الكلمات في فمه،‏ محاولة ان تجبره على التوبة،‏ اذا كان واضحا انه ينقصه الحزن الالهي.‏c وفي السنوات الاخيرة بلغت اجراءات الفصل حول العالم ١ في المئة من الناشرين تقريبا.‏ ويعني ذلك انه من بين نحو مئة خروف يبقون في الحظيرة،‏ يضيع واحد —‏ على الاقل وقتيا.‏ وبالتأمل في الوقت والجهد اللازمين لقيادة شخص الى الحظيرة،‏ أليست مفجعة المعرفة ان عشرات الآلاف ‹يسلَّمون للشيطان› كل سنة؟‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏٥‏.‏

      ١٩ ماذا لا يجب على الشيوخ الذين يخدمون في لجنة قضائية ان ينسوه ابدا،‏ ولذلك ماذا سيكون هدفهم؟‏

      ١٩ والشيوخ الذين يعملون في قضية قضائية يجب ان يذكروا ان معظم قضايا الخطإ في الجماعة تشمل ضعفا لا شرا.‏ ولا يجب ان ينسوا ابدا مثَل يسوع عن الخروف الضَّال،‏ الذي اختتمه بالكلمات:‏ «اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة.‏» (‏لوقا ١٥:‏٧‏)‏ حقا،‏ «الرب .‏ .‏ .‏ لا يشاء ان يَهلك اناس بل ان يُقبل الجميع الى التوبة.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ وبمساعدة يهوه،‏ فلتعمل اللجان القضائية حول العالم ما في وسعها لتسبِّب الفرح في السماء بمساعدة الخطاة على رؤية الحاجة الى التوبة والابتداء بالرجوع في الطريق الضيق الذي يؤدي الى الحياة الابدية.‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a بالنسبة الى وضع الشيوخ من بين الخراف الاخر في ما يتعلق بيد المسيح اليمنى،‏ انظروا كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ الصفحة ١٣٦‏،‏ الحاشية.‏

      b انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١٥ ايلول ١٩٨٩،‏ الصفحة ١٩‏.‏

      c انظروا برج المراقبة،‏ ١ كانون الثاني ١٩٨٢،‏ التوبة التي تقود ثانية الى اللّٰه،‏ الفقرة ٢٤.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة