-
النجاة من «يوم يهوه»برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
النجاة من «يوم يهوه»
«يوم الرب [«يهوه،» عج] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه.» — يوئيل ٢:١١.
١ لماذا ينبغي ان يكون ‹يوم يهوه المخوف› مناسبة للابتهاج؟
«مخوف»! هكذا يصف نبي اللّٰه يوئيل «يوم يهوه» العظيم. لكننا نحن الذين نحب يهوه وانتذرنا له على اساس ذبيحة يسوع الفدائية لا يلزم ان يرعبنا اقتراب يوم يهوه. صحيح انه سيكون يوما مهيبا حقا، ولكنه يوم خلاص عظيم، يوم تحرُّر من نظام الاشياء الشرير الذي يبتلي الجنس البشري منذ آلاف السنين. وفي انتظار هذا اليوم، يدعو يوئيل شعب اللّٰه ان ‹يبتهجوا ويفرحوا لأن الرب سيعظِّم عمله،› ويضيف التأكيد: «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،» عج] ينجو.» ثم في ترتيب ملكوت اللّٰه، «تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين مَن يدعوه الرب.» — يوئيل ٢:١١، ٢١، ٢٢، ٣٢.
٢ في اتمام مقاصد اللّٰه، ماذا يحدث في (أ) «يوم الرب» (ب) «يوم يهوه»؟
٢ لا يجب الخلط بين يوم يهوه المخوف و«يوم الرب» في الرؤيا ١:١٠. فهذا الاخير يشمل اتمام الرؤى الـ ١٦ الموصوفة في الرؤيا الاصحاحات ١ الى ٢٢. ويشمل وقت اتمام كل الحوادث التي انبأ بها يسوع في الاجابة عن سؤال تلاميذه: «متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر [«علامة حضورك واختتام نظام الاشياء،» عج].» ان حضور يسوع السماوي تسمه على الارض امور مخيفة ألا وهي ‹الحروب والمجاعات والبغض والاوبئة والاثم.› وإذ تزداد هذه المآسي، يزوِّد يسوع التعزية للخائفين اللّٰه بإرسال تلاميذه العصريين ليكرزوا «ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.» ثم سيبزغ يوم يهوه المخوف كذروة ليوم الرب، «منتهى» نظام الاشياء الحاضر. (متى ٢٤:٣-١٤؛ لوقا ٢١:١١) وهذا سيكون يوم يهوه لتنفيذ حكم مفاجئ في عالم الشيطان الفاسد. «ترجف السماء والارض. ولكنَّ الرب ملجأ لشعبه.» — يوئيل ٣:١٦.
يهوه يتَّخذ اجراء في ايام نوح
٣ كيف تناظر الاحوال اليوم الاحوال في ايام نوح؟
٣ تناظر احوال العالم اليوم الاحوال في «ايام نوح» منذ اكثر من ٠٠٠,٤ سنة. (لوقا ١٧:٢٦، ٢٧) نقرأ في التكوين ٦:٥: «رأى الرب ان شرّ الانسان قد كثر في الارض. وأن كل تصوُّر افكار قلبه انما هو شرير كل يوم.» كم يشبه ذلك العالم اليوم! فالشرّ والجشع والبغض هي امور متفشية في كل مكان. وقد نفكِّر احيانا ان فساد الجنس البشري بلغ الحضيض. لكنَّ نبوة الرسول بولس عن «الايام الاخيرة» يستمر اتمامها: «لكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردأ مضِلّين ومضَلّين.» — ٢ تيموثاوس ٣:١، ١٣.
٤ ماذا كان تأثير الدين الباطل في الازمنة الباكرة؟
٤ وهل كان يمكن ان يريح الدين الجنس البشري في زمن نوح؟ على الضد من ذلك، فدين مرتد كالذي كان موجودا آنذاك كان سيساهم كثيرا في اوضاع تؤدي الى الخراب. فأبوانا الاولان كانا قد استسلما للتعليم الباطل ‹للحية القديمة المدعوة ابليس والشيطان.› وفي الجيل الثاني من آدم، «ابتُدئ ان يدعى باسم الرب [«يهوه،» عج]،» كما يبدو بتجديف. (رؤيا ١٢:٩؛ تكوين ٣:٣-٦؛ ٤:٢٦) ولاحقا، تجسَّد الملائكة المتمردون الذين هجروا التعبد المطلق للّٰه لكي يقيموا علاقات جنسية محرَّمة مع بنات الناس الحسنات. فأنجبت هؤلاء النساء عمالقة هجناء، يُدعون نفيليم، كانوا يظلمون البشر ويستبدون بهم. وتحت هذا التأثير الابليسي، ‹افسد كل بشر طريقه على الارض.› — تكوين ٦:١-١٢.
٥ ايّ حض تحذيري يقدِّمه لنا يسوع في الاشارة الى الحوادث في ايام نوح؟
٥ رغم ذلك، حافظت عائلة واحدة على الاستقامة امام يهوه. لذلك «حفظ [اللّٰه] نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.» (٢ بطرس ٢:٥) ورمز هذا الطوفان الى يوم يهوه المخوف، الذي يسم نهاية نظام الاشياء هذا والذي تنبأ عنه يسوع: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات إلا ابي وحده. وكما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء [«حضور،» عج] ابن الانسان. لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا [«يبالوا،» عج] حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. كذلك يكون ايضا مجيء [«حضور،» عج] ابن الانسان.» (متى ٢٤:٣٦-٣٩) ونحن اليوم في وضع مماثل، لذلك يحضنا يسوع ان ‹نحترز لأنفسنا ونسهر ونتضرع في كل حين لكي نُحسَب اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون.› — لوقا ٢١:٣٤-٣٦.
عقاب يهوه القضائي لسدوم وعمورة
٦، ٧ (أ) إلامَ رمزت الحوادث في زمن لوط؟ (ب) ايّ تحذير واضح يحمله ذلك لنا؟
٦ بعد مئات السنين من الطوفان، عندما كان المتحدرون من نوح قد كثروا في الارض، كان ابراهيم الامين وابن اخيه لوط شاهدَي عيان على يوم ليهوه مخوف آخر. فقد كان لوط وعائلته يعيشون في مدينة سدوم. وكانت هذه المدينة وعمورة المجاورة قد انغمستا في الفساد الادبي الجنسي المثير للاشمئزاز. وكانت المادية ايضا محط اهتمام رئيسيا، حتى انها اثَّرت اخيرا في زوجة لوط. قال يهوه لابراهيم: «ان صراخ [«التشكي من،» عج] سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا.» (تكوين ١٨:٢٠) فالتمس ابراهيم من يهوه ان يبقي على هاتين المدينتين من اجل الابرار الذين فيهما، لكنَّ يهوه اعلن انه لم يتمكن حتى من ايجاد عشرة رجال ابرار هناك. وساعد ملاكان ارسلهما اللّٰه لوطا وابنتيه على الفرار الى مدينة صوغر القريبة.
٧ وماذا حصل بعد ذلك؟ تقول لوقا ١٧:٢٨-٣٠، مقارِنة ‹ايامنا الاخيرة› بأيام لوط: «كذلك ايضا كما كان في ايام لوط كانوا يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون. ولكنَّ اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم امطر نارا وكبريتا من السماء فأهلك الجميع. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يُظهَر ابن الانسان.» ان مصير سدوم وعمورة في يوم يهوه المروِّع ذاك يحمل تحذيرا واضحا لنا في وقت حضور يسوع هذا. فالجيل الحاضر من الجنس البشري هو ايضا ‹ينهمك في العهارة بإفراط . . . ويمضي وراء الجسد للاستعمال غير الطبيعي.› (يهوذا ٧، عج) وإضافة الى ذلك، ان الفساد الادبي الجنسي في ازمنتنا هو المسؤول عن الكثير من ‹الاوبئة› التي انبأ بها يسوع لأيامنا. — لوقا ٢١:١١.
اسرائيل تحصد «الزوبعة»
٨ الى ايّ مدى حفظت اسرائيل عهد يهوه؟
٨ وبعد مدة، اختار يهوه اسرائيل ليكونوا له «خاصة من بين جميع الشعوب . . . مملكة كهنة وأمة مقدسة.» لكنَّ ذلك كان بشرط ‹سماع صوته وحفظ عهده.› (خروج ١٩:٥، ٦) فهل قدَّروا هذا الامتياز العظيم؟ كلا على الاطلاق! صحيح ان افرادا امناء من الامة خدموه بولاء — موسى، صموئيل، داود، يهوشافاط، حزقيا، يوشيا، وكذلك انبياء ونبيات مخلصون. لكنَّ الامة ككل لم تكن امينة. وبعد فترة، انقسمت المملكة الى قسمين — اسرائيل ويهوذا. وعموما وقعت الامتان كلتاهما في شرك عبادة الاصنام وغيرها من عادات البلدان المجاورة المحقِّرة للّٰه. — حزقيال ٢٣:٤٩.
٩ كيف دان يهوه مملكة العشرة الاسباط المتمردة؟
٩ فكيف بتَّ يهوه في المسألة؟ كالعادة، ارسل تحذيرا، انسجاما مع المبدإ الذي ذكره عاموس: «ان السيد الرب لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء.» فعاموس نفسه اعلن الويل لمملكة اسرائيل الشمالية: «ماذا يكون لكم يوم الرب [«يهوه،» عج]؟ يكون ظلمة لا نورا.» (عاموس ٣:٧؛ ٥:١٨، الترجمة اليسوعية الجديدة) وعلاوة على ذلك، اعلن هوشع، نبي آخر كعاموس: «انهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة.» (هوشع ٨:٧) ففي سنة ٧٤٠ قم، استخدم يهوه الجيش الاشوري ليخرب مملكة اسرائيل الشمالية مرة وإلى الابد.
حساب يهوه مع يهوذا المرتدة
١٠، ١١ (أ) لماذا لم يشأ يهوه ان يغفر ليهوذا؟ (ب) اية رجاسات افسدت الامة؟
١٠ ارسل يهوه ايضا انبياءه الى مملكة يهوذا الجنوبية. ولكنَّ ملوك يهوذا، كمنسى وخلفه آمون، استمروا يعملون الشر في عينيه، لأنهم سفكوا ‹دما بريا كثيرا جدا وعبدوا الاصنام وسجدوا لها.› ورغم ان يوشيا بن آمون عمل الصلاح في عيني يهوه، إلا ان الملوك الذين خلفوه والشعب ايضا انغمسوا مجددا في الشرّ، حتى ان يهوه «لم يشأ . . . ان يغفر.» — ٢ ملوك ٢١:١٦-٢١؛ ٢٤:٣، ٤.
١١ اعلن يهوه بفم نبيه ارميا: «صار في الارض دهش وقشعريرة. الانبياء يتنبأون بالكذب والكهنة تحكم على ايديهم وشعبي هكذا احب. وماذا تعملون في آخرتها.» كانت امة يهوذا قد صارت مذنبة بسفك الدم الى اقصى حدّ، وكان شعبها قد فسد من جراء السرقة، القتل، الزنا، الحلف كذبا، السير وراء آلهة اخرى، ورجاسات اخرى. وكان هيكل اللّٰه قد صار «مغارة لصوص.» — ارميا ٢:٣٤؛ ٥:٣٠، ٣١؛ ٧:٨-١٢.
١٢ كيف شرع يهوه في معاقبة اورشليم الخائنة؟
١٢ اعلن يهوه: «آتي بشرّ من الشمال [ارض الكلدانيين] وكسر عظيم.» (ارميا ٤:٦) وهكذا اتى بالدولة العالمية البابلية، التي كانت آنذاك «مطرقة كل الارض،» لتسحق اورشليم الخائنة وهيكلها. (ارميا ٥٠:٢٣) وبعد حصار شديد، سقطت المدينة سنة ٦٠٧ قم في يدي جيش نبوخذنصر الجبار. «فقتل ملك بابل بني صدقيا [الملك] في ربلة امام عينيه وقتل ملك بابل كل اشراف يهوذا. وأعمى عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاس ليأتي به الى بابل. أما بيت الملك وبيوت الشعب فأحرقها الكلدانيون بالنار ونقضوا اسوار اورشليم. وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين سقطوا له وبقية الشعب الذين بقوا سباهم نبوزرادان رئيس الشرط الى بابل.» — ارميا ٣٩:٦-٩.
١٣ مَن أُنقذوا من يوم يهوه سنة ٦٠٧ قم، ولماذا؟
١٣ يوم مخوف حقا! لكنَّ اشخاصا قليلين اطاعوا يهوه كانوا بين الذين أُنقذوا من تلك الدينونة النارية. وكان بينهم الركابيون غير الاسرائيليين، الذين تحلّوا بروح الاتضاع والطاعة بخلاف سكان يهوذا. وأُنقذ ايضا الخصي الامين عبد ملك، الذي كان قد انقذ ارميا من الموت في جبّ الوحل، وكاتب ارميا الامين باروخ. (ارميا ٣٥:١٨، ١٩؛ ٣٨:٧-١٣؛ ٣٩:١٥-١٨؛ ٤٥:١-٥) ولمثل هؤلاء اعلن يهوه: «عرفت ما رسمته لكم. انها خطط سلام لا شرّ لأمنحكم مستقبلا ورجاء.» وكان لهذا الوعد اتمام مصغَّر سنة ٥٣٩ قم عندما اطلق الملك كورش، فاتح بابل، سراح اليهود الخائفين اللّٰه، الذين رجعوا لإعادة بناء مدينة اورشليم وهيكلها. وبشكل مماثل، يمكن اليوم للذين يخرجون من الدين البابلي ويُرَدّون الى عبادة يهوه النقية ان يتطلعوا الى مستقبل مجيد للسلام الابدي في فردوس يهوه المُسترَد. — ارميا ٢٩:١١، ترجمة تفسيرية؛ مزمور ٣٧:٣٤؛ رؤيا ١٨:٢، ٤.
‹الضيق العظيم› في القرن الاول
١٤ لماذا رفض يهوه اسرائيل نهائيا؟
١٤ لننتقل الآن الى القرن الاول الميلادي. بحلول هذا الوقت كان اليهود الذين جرى ردّهم قد وقعوا ثانية في شرك الارتداد. فأرسل يهوه ابنه الوحيد الى الارض ليكون ممسوحه، او المسيَّا. ومن سنة ٢٩ بم الى سنة ٣٣ بم، كان يسوع يكرز في كل انحاء اسرائيل، قائلا: «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات.» (متى ٤:١٧) وجمع ايضا تلاميذ ودرَّبهم على الاشتراك معه في اعلان بشارة الملكوت. فكيف تجاوب حكَّام اليهود؟ لقد شوَّهوا سمعة يسوع وارتكبوا جريمة شنيعة، ألا وهي تعذيبه على خشبة الآلام حتى الموت. فرفض يهوه اليهود كشعب له. وصار الآن رفض هذه الامة رفضا نهائيا.
١٥ ايّ امتياز أُعطي لليهود التائبين ان ينجزوه؟
١٥ في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، سكب يسوع المقام الروح القدس، مما مكَّن تلاميذه من التكلم بألسنة مع اليهود والدخلاء الذين كانوا قد تجمَّعوا بسرعة. اعلن الرسول بطرس، مخاطبا الجمع: «يسوع هذا اقامه اللّٰه ونحن جميعا شهود لذلك. . . . فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان اللّٰه جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا.» وكيف تجاوب اليهود المخلصون؟ «نُخسوا في قلوبهم،» تابوا عن خطاياهم، واعتمدوا. (اعمال ٢:٣٢-٤١) وازدادت سرعة الكرازة بالملكوت، وفي غضون ٣٠ سنة كانت قد وصلت الى «كل الخليقة التي تحت السماء.» — كولوسي ١:٢٣.
١٦ كيف وجَّه يهوه الحوادث المؤدية الى تنفيذ الدينونة في اسرائيل الطبيعي؟
١٦ كان الوقت الآن قد حان لينفِّذ يهوه دينونته في شعبه الذي رفضه، اي اسرائيل الطبيعي. وكانت عدة آلاف من الامم، من كل انحاء العالم المعروف آنذاك، قد تقاطروا الى الجماعة المسيحية وكانوا قد مُسحوا بصفتهم «اسرائيل اللّٰه» الروحي. (غلاطية ٦:١٦) لكنَّ يهود تلك الايام كانوا قد انحطوا الى حدّ اتِّباع مسلك الكراهية والعنف الطائفي. وتمردوا علنا على الدولة الرومانية التي كانت تحكم عليهم، وذلك خلافا لما كان بولس قد كتبه عن ‹الخضوع للسلاطين الفائقة.› (رومية ١٣:١) ومن الواضح ان يهوه وجَّه الحوادث التي تلت. ففي سنة ٦٦ بم، تقدَّمت الفيالق الرومانية بقيادة القائد ڠالوس لمحاصرة اورشليم. واخترق الرومان المهاجمون المدينة الى حدّ الحفر في سور الهيكل. وكما يذكر تاريخ يوسيفوس، كان هنالك حقا ضيق على المدينة والشعب.a ولكن فجأة، لاذ الجنود المهاجمون بالفرار. فأتاح ذلك لتلاميذ يسوع فرصة ‹الهرب الى الجبال،› كما حضَّتهم نبوته المسجلة في متى ٢٤:١٥، ١٦.
١٧، ١٨ (أ) بواسطة ايّ ضيق انزل يهوه العقاب باليهود؟ (ب) ايّ جسد ‹نجا،› وإلامَ يرمز ذلك؟
١٧ لكنَّ التنفيذ الكامل لدينونة يهوه في ذروة الضيق كان لا يزال امامهم. ففي سنة ٧٠ بم، عادت الفيالق الرومانية للهجوم، ولكن الآن بقيادة القائد تيطس. وكانت المعركة هذه المرة حاسمة! فاليهود، الذين كانوا يخوضون حربا حتى في ما بينهم، لم يكونوا متكافئين مع الرومان. فدُمِّرت المدينة وهيكلها حتى سُوِّيا بالارض. وأكثر من مليون من اليهود الذين اصابهم الهُزال تعذَّبوا وماتوا، ورُميت نحو ٠٠٠,٦٠٠ جثة خارج بوابات المدينة. وبعد سقوط المدينة، أُخذ الى الاسر ٠٠٠,٩٧ يهودي، مات كثيرون منهم لاحقا في مباريات المجالدة. حقا، ان الجسد الوحيد الذي خلص خلال سنوات ذلك الضيق كان جسد المسيحيين الطائعين الذين هربوا الى الجبال وراء الاردن. — متى ٢٤:٢١، ٢٢؛ لوقا ٢١:٢٠-٢٢.
١٨ وهكذا، تمت نبوة يسوع العظمى عن «انقضاء الدهر [«اختتام نظام الاشياء،» عج]» اتماما اوّليا، ووصلت الى الذروة في يوم يهوه عند إنزال العقوبة بالامة اليهودية المتمردة سنة ٦٦-٧٠ بم. (متى ٢٤:٣-٢٢) لكنَّ ذلك كان مجرد رمز الى ‹يوم يهوه العظيم المخوف القادم،› الضيق الاخير الذي سيكتنف العالم بأسره. (يوئيل ٢:٣١، عج) فكيف يمكن ان ‹تنجوا›؟ هذا ما ستخبرنا به المقالة التالية.
-
-
قوموا بإعلان جهري للخلاصبرج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ كانون الاول (ديسمبر)
-
-
قوموا بإعلان جهري للخلاص
«لأن كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،» عج] يخلُص.» — رومية ١٠:١٣.
١ اية تحذيرات صدرت خلال مجرى التاريخ؟
يصف تاريخ الكتاب المقدس ‹اياما ليهوه› عديدة. فالطوفان ايام نوح، ابادة سدوم وعمورة، وتدمير اورشليم مرتين سنة ٦٠٧ قم وسنة ٧٠ بم كانت اياما ليهوه عظيمة ومخوفة. وكانت اياما للانتقام من المتمردين على يهوه. (ملاخي ٤:٥؛ لوقا ٢١:٢٢) وخلال تلك الايام، هلك كثيرون بسبب شرّهم. لكنَّ البعض نجوا. فقد امر يهوه بإصدار تحذيرات لإشعار الاشرار بالجائحة الوشيكة الحدوث وإتاحة فرصة الخلاص للمستقيمي القلوب.
٢، ٣ (أ) ايّ تحذير نبوي اقتُبس منه يوم الخمسين؟ (ب) ماذا شمل الدعاء باسم يهوه ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ بم؟
٢ ان دمار اورشليم سنة ٧٠ بم هو مثال بارز لذلك. كتب النبي يوئيل، متنبئا بهذه الحادثة قبل نحو ٩٠٠ سنة من حدوثها: «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه،» عج] العظيم المخوف.» وكيف يمكن لأحد ان ينجو من وقت مريع كهذا؟ كتب يوئيل بالوحي: «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،» عج] ينجو. لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة. كما قال الرب. وبين الباقين مَن يدعوه الرب.» — يوئيل ٢:٣٠-٣٢.
٣ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، خاطب الرسول بطرس جمعا من اليهود والدخلاء في اورشليم واقتبس من نبوة يوئيل، مظهرا انه يمكن لمستمعيه ان يتوقعوا اتماما في ايامهم: «اعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان. تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه،» عج] العظيم الشهير. ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،» عج] يخلُص.» (اعمال ٢:١٦-٢١) كان كل جمهور المستمعين الى بطرس تحت الناموس الموسوي، ولذلك كانوا يعرفون اسم يهوه. وقد اوضح بطرس انه ابتداء من ذلك الوقت كان الدعاء باسم يهوه سيشمل امرا اضافيا. فقد شمل بشكل بارز المعمودية على اسم يسوع، الذي قُتل ثم أُقيم الى الحياة السماوية الخالدة. — اعمال ٢:٣٧، ٣٨.
٤ اية رسالة اخبر بها المسيحيون؟
٤ من يوم الخمسين فصاعدا، نشر المسيحيون الكلمة عن يسوع المُقام. (١ كورنثوس ١:٢٣) وقد اعلنوا ان البشر يمكن ان يجري تبنيهم كأبناء روحيين ليهوه اللّٰه ويصيروا جزءا من «اسرائيل اللّٰه» الجديدة، امة روحية ‹ستخبر بفضائل يهوه.› (غلاطية ٦:١٦؛ ١ بطرس ٢:٩) والذين بقوا امناء حتى الموت كانوا سيرثون الحياة السماوية الخالدة كورثة معاونين مع يسوع في ملكوته السماوي. (متى ٢٤:١٣؛ رومية ٨:١٥، ١٦؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٠-٥٤) وعلاوة على ذلك، كان يلزم ان يعلن هؤلاء المسيحيون مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف. وكان يجب ان يحذِّروا العالم اليهودي انه سيمرّ بضيق يفوق ايّ ضيق سبق ان اجتاح اورشليم وشعب اللّٰه المزعوم حتى ذلك الوقت. ولكن كان هنالك ناجون. فمَن هم؟ الذين دعوا باسم يهوه.
«في الايام الاخيرة»
٥ كيف تتم النبوة اليوم؟
٥ من نواحٍ عديدة، رمزت الاحوال آنذاك الى ما نراه اليوم. فمنذ سنة ١٩١٤، يمرّ الجنس البشري بفترة خصوصية يدعوها الكتاب المقدس «وقت النهاية،» «انقضاء الدهر [«اختتام نظام الاشياء،» عج]،» و«الايام الاخيرة.» (دانيال ١٢:١، ٤؛ متى ٢٤:٣-٨؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣) ففي قرننا كانت الحروب الوحشية، العنف غير المكبوح، وإفساد المجتمع والبيئة تتمم نبوة الكتاب المقدس اتماما جديرا بالملاحظة. وهذه كلها جزء من العلامة التي تنبأ بها يسوع، والتي تشير الى ان الجنس البشري على وشك مواجهة يوم يهوه المخوف الحاسم النهائي. وهذا ينتهي الى معركة هرمجدون، الذروة لـ «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» — متى ٢٤:٢١؛ رؤيا ١٦:١٦.
٦ (أ) كيف يعمل يهوه على انقاذ الودعاء؟ (ب) اين نجد مشورة بولس بشأن النجاة؟
٦ اذ يدنو يوم التخريب اكثر من ايّ وقت مضى، يعمل يهوه على انقاذ الودعاء. فخلال «وقت النهاية» هذا، جمع آخر افراد اسرائيل اللّٰه الروحي، ومن ثلاثينات الـ ١٩٠٠ فصاعدا حوَّل انتباه خدامه الارضيين الى تجميع «جمع كثير [لا يستطيع] احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.» وكفريق، ينجو هؤلاء «من الضيقة العظيمة.» (رؤيا ٧:٩، ١٤) ولكن كيف يمكن لكل واحد منهم افراديا ان يتأكد من نجاته؟ يجيب الرسول بولس عن هذا السؤال. فيعطي في رومية الاصحاح ١٠ مشورة رائعة بشأن النجاة — مشورة انطبقت في ايامه وتنطبق في ايامنا ايضا.
صلاة من اجل الخلاص
٧ (أ) ايّ رجاء تذكره رومية ١٠:١، ٢؟ (ب) لماذا كان بإمكان يهوه الآن ان يجعل البشارة تُعلَن على نطاق اوسع؟
٧ عندما كتب بولس سفر رومية، كان يهوه قد رفض اسرائيل كأمة. ومع ذلك، اكَّد الرسول: «ان مسرة قلبي وطلبتي الى اللّٰه لأجل اسرائيل هي للخلاص.» فكان يرجو ان ينال اليهود افراديا المعرفة الدقيقة عن مشيئة اللّٰه التي تؤدي الى خلاصهم. (رومية ١٠:١، ٢، عج) وعلاوة على ذلك، كان يهوه يرغب في ان يخلص الذين يملكون الايمان في عالم الجنس البشري بأسره، كما تدل يوحنا ٣:١٦: «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.» لقد فتحت ذبيحة يسوع الفدائية الطريق لهذا الخلاص العظيم. وكما في ايام نوح وأيام الدينونة الاخرى التي تلت، جعل يهوه «البشارة» تُعلَن، دالًّا على سبيل الخلاص. — مرقس ١٣:١٠، عج، ١٩، ٢٠ .
٨ تمثُّلا ببولس، لمَن يُظهِر المسيحيون الحقيقيون اليوم حسن النية، وكيف ذلك؟
٨ ولكي يظهر بولس حسن نيته لليهود والامميين على السواء، كان يكرز في كل فرصة. وكان «يقنع يهودا ويونانيين.» قال لشيوخ افسس: «لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلّمتكم به جهرا وفي كل بيت [«ومن بيت الى بيت،» عج]. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى اللّٰه والايمان الذي بربنا يسوع المسيح.» (اعمال ١٨:٤؛ ٢٠:٢٠، ٢١) وعلى نحو مماثل، يبذل شهود يهوه انفسهم في الكرازة، ليس فقط للمدَّعين المسيحية بل لكل الشعوب، وحتى «الى اقصى الارض.» — اعمال ١:٨؛ ١٨:٥.
الاعتراف ‹بكلمة الايمان›
٩ (أ) ايّ نوع من الايمان تشجِّع عليه رومية ١٠:٨، ٩؟ (ب) متى وكيف ينبغي ان نعترف بإيماننا؟
٩ ان الايمان الراسخ مطلوب من اجل الخلاص. اعلن بولس، مقتبسا من التثنية ٣٠:١٤: «الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها.» (رومية ١٠:٨) وكلما كرزنا ‹بكلمة الايمان› هذه، انغرست في قلوبنا اكثر. هذه كانت حال بولس، ويمكن لكلماته التالية ان تقوي عزمنا على التمثل به في اخبار الآخرين بهذا الايمان: «إن اعترفت [«اعلنت جهرا،» عج] بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان اللّٰه اقامه من الاموات خلصت.» (رومية ١٠:٩) وهذا الاعتراف لا يكون فقط امام الآخرين عند المعمودية بل يجب ان يكون اعترافا مستمرا، شهادة علنية غيورة عن كل اوجه الحق العظمى. وهذا الحق يركِّز على الاسم العظيم للرب المتسلط يهوه؛ على ملكنا المسيَّاني وفادينا، الرب يسوع المسيح؛ وعلى وعود الملكوت الرائعة.
١٠ ماذا يجب ان نفعل ‹بكلمة الايمان› هذه، انسجاما مع رومية ١٠:١٠، ١١؟
١٠ لا خلاص لكل مَن لا يقبل ويطبِّق «كلمة الايمان» هذه، كما يمضي الرسول قائلا: «القلب يؤمَن به للبر والفم يُعترف به [«يُصنع به اعلان جهري،» عج] للخلاص. لأن الكتاب يقول كل مَن يؤمن به لا يخزى.» (رومية ١٠:١٠، ١١) فيجب ان ننال معرفة دقيقة ‹لكلمة الايمان› هذه ونستمر في تنميتها في قلوبنا بحيث نندفع الى اخبار الآخرين بها. يذكِّرنا يسوع نفسه: «مَن استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين.» — مرقس ٨:٣٨.
١١ الى ايّ مدى يجب ان تُعلَن البشارة، ولماذا؟
١١ كما انبأ النبي دانيال، يُرى «الفاهمون» في وقت النهاية هذا يضيئون «كضياء الجلد،» فيما تمتد الشهادة بالملكوت الى اقاصي الارض. وهم ‹يردّون كثيرين الى البر،› والمعرفة الحقيقية تزداد بالفعل، لأن يهوه يلقي ضوءا اسطع من ذي قبل على النبوات المتعلقة بوقت النهاية هذا. (دانيال ١٢:٣، ٤، عج) فهذه هي رسالة خلاص حيوية لنجاة كل محبي الحق والبر.
١٢ كيف ترتبط رومية ١٠:١٢ بتفويض الملاك الموصوف في الرؤيا ١٤:٦؟
١٢ يتابع الرسول بولس: «لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن ربًّا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به.» (رومية ١٠:١٢) فيجب الكرازة ‹بالبشارة› اليوم على نطاق عالمي اوسع — لكل الشعوب، الى اقاصي الارض. فملاك الرؤيا ١٤:٦ لا يزال يطير في وسط السماء، موكِلا الينا ‹البشارة الابدية لنبشر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب.› فكيف سيستفيد منها الذين يتجاوبون؟
الدعاء باسم يهوه
١٣ (أ) ما هي آيتنا السنوية لعام ١٩٩٨؟ (ب) لماذا هذه الآية السنوية ملائمة جدا اليوم؟
١٣ يعلن بولس، مقتبسا من يوئيل ٢:٣٢: «كل مَن يدعو باسم يهوه يخلُص.» (رومية ١٠:١٣، عج) فكم هو ملائم اختيار هذه الكلمات كآية سنوية لشهود يهوه لعام ١٩٩٨! فالمضي قُدُما بثقة بيهوه، معلنين اسمه والمقاصد العظمى التي يمثِّلها، لم يسبق ان اتَّخذ اهمية الى هذا الحد! وكما حدث في القرن الاول، كذلك في الايام الاخيرة لنظام الاشياء الفاسد الحاضر، تُطلَق الصرخة المدوية: «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي.» (اعمال ٢:٤٠) انها دعوة مدوية كصوت البوق لكل الخائفين اللّٰه حول العالم ان يدعوا يهوه من اجل منح خلاص عظيم لهم وللذين يصغون ايضا الى اعلانهم الجهري للبشارة. — ١ تيموثاوس ٤:١٦.
١٤ ايّ صخر يجب ان ندعو به من اجل الخلاص؟
١٤ وماذا سيحدث عندما يندلع يوم يهوه العظيم على الارض؟ لن يلتفت معظم الناس الى يهوه من اجل الخلاص. فالجنس البشري عموما سوف «يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف.» (رؤيا ٦:١٥، ١٦) فسيلقون رجاءهم على هيئات ومؤسسات نظام الاشياء هذا المشبهة بجبال. ولكن كم كان افضل لو وثقوا بأعظم صخر، يهوه اللّٰه! (تثنية ٣٢:٣، ٤) فقد قال الملك داود عنه: «الرب صخرتي وحصني ومنقذي.» ويهوه هو «صخرة خلاصنا.» (مزمور ١٨:٢؛ ٩٥:١) واسمه «برج حصين،» ‹البرج› الوحيد الحصين كفاية ليحمينا خلال الشدة القادمة. (امثال ١٨:١٠) لذلك من الحيوي تعليم اكبر عدد ممكن من الستة بلايين شخص الاحياء اليوم ان يدعوا باسم يهوه بأمانة وإخلاص.
١٥ علامَ تدل رومية ١٠:١٤ بخصوص الايمان؟
١٥ وبشكل ملائم يتابع الرسول بولس ليسأل: «فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.» (رومية ١٠:١٤) فهنالك جموع لا يزال من الممكن مساعدتهم على جعل «كلمة الايمان» خاصتهم، لكي يدعوا باسم يهوه من اجل الخلاص. والايمان حيوي. يذكر الرسول بولس في رسالة اخرى: «بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه [اللّٰه] لأنه يجب ان الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه.» (عبرانيين ١١:٦) ولكن كيف يمكن لملايين اكثر ان يؤمنوا باللّٰه؟ يسأل بولس في الرسالة الى اهل رومية: «وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به.» (رومية ١٠:١٤) فهل يزوِّدهم يهوه بوسيلة ليسمعوا؟ نعم بالتأكيد! أصغوا الى كلمات بولس التالية: «وكيف يسمعون بلا كارز.»
١٦ لماذا الكارزون هم جزء لا يتجزأ من الترتيب الالهي؟
١٦ يتَّضح من الحجج التي يقدِّمها بولس ان هنالك حاجة الى كارزين. وقد دلَّ يسوع ان هذا ما ستكون عليه الحال حتى «اختتام نظام الاشياء.» (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٨-٢٠، عج) فالكرازة جزء لا يتجزأ من الترتيب الالهي لمساعدة الناس على الدعاء باسم يهوه من اجل النجاة. وحتى في العالم المسيحي لا تفعل الغالبية شيئا لإكرام اسم يهوه العظيم. فكثيرون لا يميِّزون بين هوية يهوه واثنتين اخريين في عقيدة الثالوث المتعذر تفسيرها. ويُصنَّف كثيرون ايضا بين الذين يتحدث عنهم المزمور ١٤:١ و ٥٣:١: «قال الجاهل في قلبه ليس اله.» فيلزم ان يعرفوا ان يهوه هو الاله الحيّ، ويجب ان يفهموا كل ما يمثِّله اسمه اذا ارادوا ان ينجوا من الضيق العظيم الوشيك.
‹اقدام المبشرين الجميلة›
١٧ (أ) لماذا من الملائم ان يقتبس بولس من نبوة ردّ؟ (ب) ماذا تشمله حيازة ‹اقدام جميلة›؟
١٧ يطرح الرسول بولس سؤالا وجيها آخر: «وكيف يكرزون إن لم يُرسَلوا. كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات.» (رومية ١٠:١٥) يقتبس بولس هنا من اشعياء ٥٢:٧، التي هي جزء من نبوة ردّ تنطبق منذ سنة ١٩١٩. ومرة اخرى اليوم، يرسل يهوه «المبشِّر المخبر بالسلام المبشِّر بالخير المخبر بالخلاص.» ‹فمراقبو› اللّٰه الممسوحون ورفقاؤهم يستمرون بطاعة في الهتاف فرحين. (اشعياء ٥٢:٧، ٨، عج) ولكن كم تشع فرحا اليوم وجوه معلني الخلاص هؤلاء، رغم ان اقدامهم قد تتعب، حتى انها قد تتغبر، وهم يمشون من بيت الى بيت! فهم يعرفون ان يهوه قد فوَّض اليهم اعلان بشارة السلام وتعزية النائحين، اذ يساعدونهم على الدعاء باسم يهوه بهدف الخلاص.
١٨ ماذا تقول رومية ١٠:١٦-١٨ عن النتيجة النهائية للمناداة بالبشارة؟
١٨ وسواء ‹صدَّق الناس ما نخبرهم به› او اختاروا عدم اطاعته، تصح كلمات بولس: «ألعلهم لم يسمعوا. بلى. الى جميع الارض خرج صوتهم وإلى اقاصي المسكونة اقوالهم.» (رومية ١٠:١٦-١٨) وتماما كما ‹تحدِّث السموات بمجد اللّٰه،› الذي يظهر في اعمال ابداعه، كذلك يجب ان ينادي شهوده على الارض «بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا» من اجل تعزية «كل النائحين.» — مزمور ١٩:١-٤؛ اشعياء ٦١:٢.
١٩ ماذا سيحدث للذين ‹يدعون باسم يهوه› اليوم؟
١٩ ان يوم يهوه العظيم والمخوف يدنو اكثر من ايّ وقت مضى. «آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه،» عج] قريب. يأتي كخراب من القادر على كل شيء.» (يوئيل ١:١٥؛ ٢:٣١، عج) اننا نصلي ان تتجاوب جموع اكثر مع الحاح البشارة وتتقاطر الى هيئة يهوه. (اشعياء ٦٠:٨؛ حبقوق ٢:٣) تذكروا ان اياما ليهوه اخرى جلبت الدمار للاشرار — في ايام نوح، في ايام لوط، وفي ايام اسرائيل ويهوذا المرتدتين. ونحن الآن على شفير اعظم ضيق على الاطلاق، حين تكتسح زوبعة يهوه الشر عن وجه الارض، فاتحة الطريق لفردوس يعمّه السلام الابدي. فهل تكونون احد الذين ‹يدعون باسم يهوه› بأمانة؟ ابتهجوا اذا كان هذا ما تفعلونه! فأنتم تملكون وعد اللّٰه نفسه بأنكم ستخلصون. — رومية ١٠:١٣.
-