مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • النجاة من «يوم يهوه»‏
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • النجاة من «يوم يهوه»‏

      ‏«يوم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج] عظيم ومخوف جدا فمَن يطيقه.‏» —‏ يوئيل ٢:‏١١‏.‏

      ١ لماذا ينبغي ان يكون ‹يوم يهوه المخوف› مناسبة للابتهاج؟‏

      ‏«مخوف»!‏ هكذا يصف نبي اللّٰه يوئيل «يوم يهوه» العظيم.‏ لكننا نحن الذين نحب يهوه وانتذرنا له على اساس ذبيحة يسوع الفدائية لا يلزم ان يرعبنا اقتراب يوم يهوه.‏ صحيح انه سيكون يوما مهيبا حقا،‏ ولكنه يوم خلاص عظيم،‏ يوم تحرُّر من نظام الاشياء الشرير الذي يبتلي الجنس البشري منذ آلاف السنين.‏ وفي انتظار هذا اليوم،‏ يدعو يوئيل شعب اللّٰه ان ‹يبتهجوا ويفرحوا لأن الرب سيعظِّم عمله،‏› ويضيف التأكيد:‏ «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] ينجو.‏» ثم في ترتيب ملكوت اللّٰه،‏ «تكون نجاة.‏ كما قال الرب.‏ وبين الباقين مَن يدعوه الرب.‏» —‏ يوئيل ٢:‏١١،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٣٢‏.‏

      ٢ في اتمام مقاصد اللّٰه،‏ ماذا يحدث في (‏أ)‏ «يوم الرب» (‏ب)‏ «يوم يهوه»؟‏

      ٢ لا يجب الخلط بين يوم يهوه المخوف و«يوم الرب» في الرؤيا ١:‏١٠‏.‏ فهذا الاخير يشمل اتمام الرؤى الـ‍ ١٦ الموصوفة في الرؤيا الاصحاحات ١ الى ٢٢‏.‏ ويشمل وقت اتمام كل الحوادث التي انبأ بها يسوع في الاجابة عن سؤال تلاميذه:‏ «متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر [«علامة حضورك واختتام نظام الاشياء،‏» ع‌ج‏].‏» ان حضور يسوع السماوي تسمه على الارض امور مخيفة ألا وهي ‹الحروب والمجاعات والبغض والاوبئة والاثم.‏› وإذ تزداد هذه المآ‌سي،‏ يزوِّد يسوع التعزية للخائفين اللّٰه بإرسال تلاميذه العصريين ليكرزوا «ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏» ثم سيبزغ يوم يهوه المخوف كذروة ليوم الرب،‏ «منتهى» نظام الاشياء الحاضر.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٤؛‏ لوقا ٢١:‏١١‏)‏ وهذا سيكون يوم يهوه لتنفيذ حكم مفاجئ في عالم الشيطان الفاسد.‏ «ترجف السماء والارض.‏ ولكنَّ الرب ملجأ لشعبه.‏» —‏ يوئيل ٣:‏١٦‏.‏

      يهوه يتَّخذ اجراء في ايام نوح

      ٣ كيف تناظر الاحوال اليوم الاحوال في ايام نوح؟‏

      ٣ تناظر احوال العالم اليوم الاحوال في «ايام نوح» منذ اكثر من ٠٠٠‏,٤ سنة.‏ (‏لوقا ١٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ نقرأ في التكوين ٦:‏٥‏:‏ «رأى الرب ان شرّ الانسان قد كثر في الارض.‏ وأن كل تصوُّر افكار قلبه انما هو شرير كل يوم.‏» كم يشبه ذلك العالم اليوم!‏ فالشرّ والجشع والبغض هي امور متفشية في كل مكان.‏ وقد نفكِّر احيانا ان فساد الجنس البشري بلغ الحضيض.‏ لكنَّ نبوة الرسول بولس عن «الايام الاخيرة» يستمر اتمامها:‏ «لكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردأ مضِلّين ومضَلّين.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ١٣‏.‏

      ٤ ماذا كان تأثير الدين الباطل في الازمنة الباكرة؟‏

      ٤ وهل كان يمكن ان يريح الدين الجنس البشري في زمن نوح؟‏ على الضد من ذلك،‏ فدين مرتد كالذي كان موجودا آنذاك كان سيساهم كثيرا في اوضاع تؤدي الى الخراب.‏ فأبوانا الاولان كانا قد استسلما للتعليم الباطل ‹للحية القديمة المدعوة ابليس والشيطان.‏› وفي الجيل الثاني من آدم،‏ «ابتُدئ ان يدعى باسم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏]،‏» كما يبدو بتجديف.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٩؛‏ تكوين ٣:‏٣-‏٦؛‏ ٤:‏٢٦‏)‏ ولاحقا،‏ تجسَّد الملائكة المتمردون الذين هجروا التعبد المطلق للّٰه لكي يقيموا علاقات جنسية محرَّمة مع بنات الناس الحسنات.‏ فأنجبت هؤلاء النساء عمالقة هجناء،‏ يُدعون نفيليم،‏ كانوا يظلمون البشر ويستبدون بهم.‏ وتحت هذا التأثير الابليسي،‏ ‹افسد كل بشر طريقه على الارض.‏› —‏ تكوين ٦:‏١-‏١٢‏.‏

      ٥ ايّ حض تحذيري يقدِّم‍ه لنا يسوع في الاشارة الى الحوادث في ايام نوح؟‏

      ٥ رغم ذلك،‏ حافظت عائلة واحدة على الاستقامة امام يهوه.‏ لذلك «حفظ [اللّٰه] نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.‏» (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ ورمز هذا الطوفان الى يوم يهوه المخوف،‏ الذي يسم نهاية نظام الاشياء هذا والذي تنبأ عنه يسوع:‏ «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات إلا ابي وحده.‏ وكما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء [«حضور،‏» ع‌ج‏] ابن الانسان.‏ لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا [«يبالوا،‏» ع‌ج‏] حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع.‏ كذلك يكون ايضا مجيء [«حضور،‏» ع‌ج‏] ابن الانسان.‏» (‏متى ٢٤:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ ونحن اليوم في وضع مماثل،‏ لذلك يحضنا يسوع ان ‹نحترز لأنفسنا ونسهر ونتضرع في كل حين لكي نُحسَب اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون.‏› —‏ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

      عقاب يهوه القضائي لسدوم وعمورة

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ إلامَ رمزت الحوادث في زمن لوط؟‏ (‏ب)‏ ايّ تحذير واضح يحمله ذلك لنا؟‏

      ٦ بعد مئات السنين من الطوفان،‏ عندما كان المتحدرون من نوح قد كثروا في الارض،‏ كان ابراهيم الامين وابن اخيه لوط شاهدَي عيان على يوم ليهوه مخوف آخر.‏ فقد كان لوط وعائلته يعيشون في مدينة سدوم.‏ وكانت هذه المدينة وعمورة المجاورة قد انغمستا في الفساد الادبي الجنسي المثير للاشمئزاز.‏ وكانت المادية ايضا محط اهتمام رئيسيا،‏ حتى انها اثَّرت اخيرا في زوجة لوط.‏ قال يهوه لابراهيم:‏ «ان صراخ [«التشكي من،‏» ع‌ج‏] سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا.‏» (‏تكوين ١٨:‏٢٠‏)‏ فالتمس ابراهيم من يهوه ان يبقي على هاتين المدينتين من اجل الابرار الذين فيهما،‏ لكنَّ يهوه اعلن انه لم يتمكن حتى من ايجاد عشرة رجال ابرار هناك.‏ وساعد ملاكان ارسلهما اللّٰه لوطا وابنتيه على الفرار الى مدينة صوغر القريبة.‏

      ٧ وماذا حصل بعد ذلك؟‏ تقول لوقا ١٧:‏٢٨-‏٣٠‏،‏ مقارِنة ‹ايامنا الاخيرة› بأيام لوط:‏ «كذلك ايضا كما كان في ايام لوط كانوا يأكلون ويشربون ويشترون ويبيعون ويغرسون ويبنون.‏ ولكنَّ اليوم الذي فيه خرج لوط من سدوم امطر نارا وكبريتا من السماء فأهلك الجميع.‏ هكذا يكون في اليوم الذي فيه يُظهَر ابن الانسان.‏» ان مصير سدوم وعمورة في يوم يهوه المروِّع ذاك يحمل تحذيرا واضحا لنا في وقت حضور يسوع هذا.‏ فالجيل الحاضر من الجنس البشري هو ايضا ‹ينهمك في العهارة بإفراط .‏ .‏ .‏ ويمضي وراء الجسد للاستعمال غير الطبيعي.‏› (‏يهوذا ٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ ان الفساد الادبي الجنسي في ازمنتنا هو المسؤول عن الكثير من ‹الاوبئة› التي انبأ بها يسوع لأيامنا.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١١‏.‏

      اسرائيل تحصد «الزوبعة»‏

      ٨ الى ايّ مدى حفظت اسرائيل عهد يهوه؟‏

      ٨ وبعد مدة،‏ اختار يهوه اسرائيل ليكونوا له «خاصة من بين جميع الشعوب .‏ .‏ .‏ مملكة كهنة وأمة مقدسة.‏» لكنَّ ذلك كان بشرط ‹سماع صوته وحفظ عهده.‏› (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ فهل قدَّروا هذا الامتياز العظيم؟‏ كلا على الاطلاق!‏ صحيح ان افرادا امناء من الامة خدموه بولاء —‏ موسى،‏ صموئيل،‏ داود،‏ يهوشافاط،‏ حزقيا،‏ يوشيا،‏ وكذلك انبياء ونبيات مخلصون.‏ لكنَّ الامة ككل لم تكن امينة.‏ وبعد فترة،‏ انقسمت المملكة الى قسمين —‏ اسرائيل ويهوذا.‏ وعموما وقعت الامتان كلتاهما في شرك عبادة الاصنام وغيرها من عادات البلدان المجاورة المحقِّرة للّٰه.‏ —‏ حزقيال ٢٣:‏٤٩‏.‏

      ٩ كيف دان يهوه مملكة العشرة الاسباط المتمردة؟‏

      ٩ فكيف بتَّ يهوه في المسألة؟‏ كالعادة،‏ ارسل تحذيرا،‏ انسجاما مع المبدإ الذي ذكره عاموس:‏ «ان السيد الرب لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء.‏» فعاموس نفسه اعلن الويل لمملكة اسرائيل الشمالية:‏ «ماذا يكون لكم يوم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏]؟‏ يكون ظلمة لا نورا.‏» (‏عاموس ٣:‏٧؛‏ ٥:‏١٨‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ اعلن هوشع،‏ نبي آخر كعاموس:‏ «انهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة.‏» (‏هوشع ٨:‏٧‏)‏ ففي سنة ٧٤٠ ق‌م،‏ استخدم يهوه الجيش الاشوري ليخرب مملكة اسرائيل الشمالية مرة وإلى الابد.‏

      حساب يهوه مع يهوذا المرتدة

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا لم يشأ يهوه ان يغفر ليهوذا؟‏ (‏ب)‏ اية رجاسات افسدت الامة؟‏

      ١٠ ارسل يهوه ايضا انبياءه الى مملكة يهوذا الجنوبية.‏ ولكنَّ ملوك يهوذا،‏ كمنسى وخلفه آمون،‏ استمروا يعملون الشر في عينيه،‏ لأنهم سفكوا ‹دما بريا كثيرا جدا وعبدوا الاصنام وسجدوا لها.‏› ورغم ان يوشيا بن آمون عمل الصلاح في عيني يهوه،‏ إلا ان الملوك الذين خلفوه والشعب ايضا انغمسوا مجددا في الشرّ،‏ حتى ان يهوه «لم يشأ .‏ .‏ .‏ ان يغفر.‏» —‏ ٢ ملوك ٢١:‏١٦-‏٢١؛‏ ٢٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١١ اعلن يهوه بفم نبيه ارميا:‏ «صار في الارض دهش وقشعريرة.‏ الانبياء يتنبأون بالكذب والكهنة تحكم على ايديهم وشعبي هكذا احب.‏ وماذا تعملون في آخرتها.‏» كانت امة يهوذا قد صارت مذنبة بسفك الدم الى اقصى حدّ،‏ وكان شعبها قد فسد من جراء السرقة،‏ القتل،‏ الزنا،‏ الحلف كذبا،‏ السير وراء آلهة اخرى،‏ ورجاسات اخرى.‏ وكان هيكل اللّٰه قد صار «مغارة لصوص.‏» —‏ ارميا ٢:‏٣٤؛‏ ٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ ٧:‏٨-‏١٢‏.‏

      ١٢ كيف شرع يهوه في معاقبة اورشليم الخائنة؟‏

      ١٢ اعلن يهوه:‏ «آتي بشرّ من الشمال [ارض الكلدانيين] وكسر عظيم.‏» (‏ارميا ٤:‏٦‏)‏ وهكذا اتى بالدولة العالمية البابلية،‏ التي كانت آنذاك «مطرقة كل الارض،‏» لتسحق اورشليم الخائنة وهيكلها.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٢٣‏)‏ وبعد حصار شديد،‏ سقطت المدينة سنة ٦٠٧ ق‌م في يدي جيش نبوخذنصر الجبار.‏ «فقتل ملك بابل بني صدقيا [الملك] في ربلة امام عينيه وقتل ملك بابل كل اشراف يهوذا.‏ وأعمى عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاس ليأتي به الى بابل.‏ أما بيت الملك وبيوت الشعب فأحرقها الكلدانيون بالنار ونقضوا اسوار اورشليم.‏ وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين سقطوا له وبقية الشعب الذين بقوا سباهم نبوزرادان رئيس الشرط الى بابل.‏» —‏ ارميا ٣٩:‏٦-‏٩‏.‏

      ١٣ مَن أُنقذوا من يوم يهوه سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ يوم مخوف حقا!‏ لكنَّ اشخاصا قليلين اطاعوا يهوه كانوا بين الذين أُنقذوا من تلك الدينونة النارية.‏ وكان بينهم الركابيون غير الاسرائيليين،‏ الذين تحلّوا بروح الاتضاع والطاعة بخلاف سكان يهوذا.‏ وأُنقذ ايضا الخصي الامين عبد ملك،‏ الذي كان قد انقذ ارميا من الموت في جبّ الوحل،‏ وكاتب ارميا الامين باروخ.‏ (‏ارميا ٣٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٣٨:‏٧-‏١٣؛‏ ٣٩:‏١٥-‏١٨؛‏ ٤٥:‏١-‏٥‏)‏ ولمثل هؤلاء اعلن يهوه:‏ «عرفت ما رسمته لكم.‏ انها خطط سلام لا شرّ لأمنحكم مستقبلا ورجاء.‏» وكان لهذا الوعد اتمام مصغَّر سنة ٥٣٩ ق‌م عندما اطلق الملك كورش،‏ فاتح بابل،‏ سراح اليهود الخائفين اللّٰه،‏ الذين رجعوا لإعادة بناء مدينة اورشليم وهيكلها.‏ وبشكل مماثل،‏ يمكن اليوم للذين يخرجون من الدين البابلي ويُرَدّون الى عبادة يهوه النقية ان يتطلعوا الى مستقبل مجيد للسلام الابدي في فردوس يهوه المُسترَد.‏ —‏ ارميا ٢٩:‏١١‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ مزمور ٣٧:‏٣٤؛‏ رؤيا ١٨:‏٢،‏ ٤‏.‏

      ‏‹الضيق العظيم› في القرن الاول

      ١٤ لماذا رفض يهوه اسرائيل نهائيا؟‏

      ١٤ لننتقل الآن الى القرن الاول الميلادي.‏ بحلول هذا الوقت كان اليهود الذين جرى ردّهم قد وقعوا ثانية في شرك الارتداد.‏ فأرسل يهوه ابنه الوحيد الى الارض ليكون ممسوحه،‏ او المسيَّا.‏ ومن سنة ٢٩ ب‌م الى سنة ٣٣ ب‌م،‏ كان يسوع يكرز في كل انحاء اسرائيل،‏ قائلا:‏ «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات.‏» (‏متى ٤:‏١٧‏)‏ وجمع ايضا تلاميذ ودرَّبهم على الاشتراك معه في اعلان بشارة الملكوت.‏ فكيف تجاوب حكَّام اليهود؟‏ لقد شوَّهوا سمعة يسوع وارتكبوا جريمة شنيعة،‏ ألا وهي تعذيبه على خشبة الآلام حتى الموت.‏ فرفض يهوه اليهود كشعب له.‏ وصار الآن رفض هذه الامة رفضا نهائيا.‏

      ١٥ ايّ امتياز أُعطي لليهود التائبين ان ينجزوه؟‏

      ١٥ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ سكب يسوع المقام الروح القدس،‏ مما مكَّن تلاميذه من التكلم بألسنة مع اليهود والدخلاء الذين كانوا قد تجمَّعوا بسرعة.‏ اعلن الرسول بطرس،‏ مخاطبا الجمع:‏ «يسوع هذا اقامه اللّٰه ونحن جميعا شهود لذلك.‏ .‏ .‏ .‏ فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان اللّٰه جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا.‏» وكيف تجاوب اليهود المخلصون؟‏ «نُخسوا في قلوبهم،‏» تابوا عن خطاياهم،‏ واعتمدوا.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢-‏٤١‏)‏ وازدادت سرعة الكرازة بالملكوت،‏ وفي غضون ٣٠ سنة كانت قد وصلت الى «كل الخليقة التي تحت السماء.‏» —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ١٦ كيف وجَّه يهوه الحوادث المؤدية الى تنفيذ الدينونة في اسرائيل الطبيعي؟‏

      ١٦ كان الوقت الآن قد حان لينفِّذ يهوه دينونته في شعبه الذي رفضه،‏ اي اسرائيل الطبيعي.‏ وكانت عدة آلاف من الامم،‏ من كل انحاء العالم المعروف آنذاك،‏ قد تقاطروا الى الجماعة المسيحية وكانوا قد مُسحوا بصفتهم «اسرائيل اللّٰه» الروحي.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ لكنَّ يهود تلك الايام كانوا قد انحطوا الى حدّ اتِّباع مسلك الكراهية والعنف الطائفي.‏ وتمردوا علنا على الدولة الرومانية التي كانت تحكم عليهم،‏ وذلك خلافا لما كان بولس قد كتبه عن ‹الخضوع للسلاطين الفائقة.‏› (‏رومية ١٣:‏١‏)‏ ومن الواضح ان يهوه وجَّه الحوادث التي تلت.‏ ففي سنة ٦٦ ب‌م،‏ تقدَّمت الفيالق الرومانية بقيادة القائد ڠالوس لمحاصرة اورشليم.‏ واخترق الرومان المهاجمون المدينة الى حدّ الحفر في سور الهيكل.‏ وكما يذكر تاريخ يوسيفوس،‏ كان هنالك حقا ضيق على المدينة والشعب.‏a ولكن فجأة،‏ لاذ الجنود المهاجمون بالفرار.‏ فأتاح ذلك لتلاميذ يسوع فرصة ‹الهرب الى الجبال،‏› كما حضَّتهم نبوته المسجلة في متى ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ بواسطة ايّ ضيق انزل يهوه العقاب باليهود؟‏ (‏ب)‏ ايّ جسد ‹نجا،‏› وإلامَ يرمز ذلك؟‏

      ١٧ لكنَّ التنفيذ الكامل لدينونة يهوه في ذروة الضيق كان لا يزال امامهم.‏ ففي سنة ٧٠ ب‌م،‏ عادت الفيالق الرومانية للهجوم،‏ ولكن الآن بقيادة القائد تيطس.‏ وكانت المعركة هذه المرة حاسمة!‏ فاليهود،‏ الذين كانوا يخوضون حربا حتى في ما بينهم،‏ لم يكونوا متكافئين مع الرومان.‏ فدُمِّرت المدينة وهيكلها حتى سُوِّيا بالارض.‏ وأكثر من مليون من اليهود الذين اصابهم الهُزال تعذَّبوا وماتوا،‏ ورُميت نحو ٠٠٠‏,٦٠٠ جثة خارج بوابات المدينة.‏ وبعد سقوط المدينة،‏ أُخذ الى الاسر ٠٠٠‏,٩٧ يهودي،‏ مات كثيرون منهم لاحقا في مباريات المجالدة.‏ حقا،‏ ان الجسد الوحيد الذي خلص خلال سنوات ذلك الضيق كان جسد المسيحيين الطائعين الذين هربوا الى الجبال وراء الاردن.‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

      ١٨ وهكذا،‏ تمت نبوة يسوع العظمى عن «انقضاء الدهر [«اختتام نظام الاشياء،‏» ع‌ج‏]» اتماما اوّليا،‏ ووصلت الى الذروة في يوم يهوه عند إنزال العقوبة بالامة اليهودية المتمردة سنة ٦٦-‏٧٠ ب‌م.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏٢٢‏)‏ لكنَّ ذلك كان مجرد رمز الى ‹يوم يهوه العظيم المخوف القادم،‏› الضيق الاخير الذي سيكتنف العالم بأسره.‏ (‏يوئيل ٢:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكيف يمكن ان ‹تنجوا›؟‏ هذا ما ستخبرنا به المقالة التالية.‏

  • قوموا بإعلان جهري للخلاص
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • قوموا بإعلان جهري للخلاص

      ‏«لأن كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج] يخلُص.‏» —‏ رومية ١٠:‏١٣‏.‏

      ١ اية تحذيرات صدرت خلال مجرى التاريخ؟‏

      يصف تاريخ الكتاب المقدس ‹اياما ليهوه› عديدة.‏ فالطوفان ايام نوح،‏ ابادة سدوم وعمورة،‏ وتدمير اورشليم مرتين سنة ٦٠٧ ق‌م وسنة ٧٠ ب‌م كانت اياما ليهوه عظيمة ومخوفة.‏ وكانت اياما للانتقام من المتمردين على يهوه.‏ (‏ملاخي ٤:‏٥؛‏ لوقا ٢١:‏٢٢‏)‏ وخلال تلك الايام،‏ هلك كثيرون بسبب شرّهم.‏ لكنَّ البعض نجوا.‏ فقد امر يهوه بإصدار تحذيرات لإشعار الاشرار بالجائحة الوشيكة الحدوث وإتاحة فرصة الخلاص للمستقيمي القلوب.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ ايّ تحذير نبوي اقتُبس منه يوم الخمسين؟‏ (‏ب)‏ ماذا شمل الدعاء باسم يهوه ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      ٢ ان دمار اورشليم سنة ٧٠ ب‌م هو مثال بارز لذلك.‏ كتب النبي يوئيل،‏ متنبئا بهذه الحادثة قبل نحو ٩٠٠ سنة من حدوثها:‏ «اعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان.‏ تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] العظيم المخوف.‏» وكيف يمكن لأحد ان ينجو من وقت مريع كهذا؟‏ كتب يوئيل بالوحي:‏ «يكون ان كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] ينجو.‏ لأنه في جبل صهيون وفي اورشليم تكون نجاة.‏ كما قال الرب.‏ وبين الباقين مَن يدعوه الرب.‏» —‏ يوئيل ٢:‏٣٠-‏٣٢‏.‏

      ٣ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ خاطب الرسول بطرس جمعا من اليهود والدخلاء في اورشليم واقتبس من نبوة يوئيل،‏ مظهرا انه يمكن لمستمعيه ان يتوقعوا اتماما في ايامهم:‏ «اعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان.‏ تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] العظيم الشهير.‏ ويكون كل مَن يدعو باسم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] يخلُص.‏» (‏اعمال ٢:‏١٦-‏٢١‏)‏ كان كل جمهور المستمعين الى بطرس تحت الناموس الموسوي،‏ ولذلك كانوا يعرفون اسم يهوه.‏ وقد اوضح بطرس انه ابتداء من ذلك الوقت كان الدعاء باسم يهوه سيشمل امرا اضافيا.‏ فقد شمل بشكل بارز المعمودية على اسم يسوع،‏ الذي قُتل ثم أُقيم الى الحياة السماوية الخالدة.‏ —‏ اعمال ٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٤ اية رسالة اخبر بها المسيحيون؟‏

      ٤ من يوم الخمسين فصاعدا،‏ نشر المسيحيون الكلمة عن يسوع المُقام.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٢٣‏)‏ وقد اعلنوا ان البشر يمكن ان يجري تبنيهم كأبناء روحيين ليهوه اللّٰه ويصيروا جزءا من «اسرائيل اللّٰه» الجديدة،‏ امة روحية ‹ستخبر بفضائل يهوه.‏› (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ والذين بقوا امناء حتى الموت كانوا سيرثون الحياة السماوية الخالدة كورثة معاونين مع يسوع في ملكوته السماوي.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣؛‏ رومية ٨:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٤‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان يلزم ان يعلن هؤلاء المسيحيون مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف.‏ وكان يجب ان يحذِّروا العالم اليهودي انه سيمرّ بضيق يفوق ايّ ضيق سبق ان اجتاح اورشليم وشعب اللّٰه المزعوم حتى ذلك الوقت.‏ ولكن كان هنالك ناجون.‏ فمَن هم؟‏ الذين دعوا باسم يهوه.‏

      ‏«في الايام الاخيرة»‏

      ٥ كيف تتم النبوة اليوم؟‏

      ٥ من نواحٍ عديدة،‏ رمزت الاحوال آنذاك الى ما نراه اليوم.‏ فمنذ سنة ١٩١٤،‏ يمرّ الجنس البشري بفترة خصوصية يدعوها الكتاب المقدس «وقت النهاية،‏» «انقضاء الدهر [«اختتام نظام الاشياء،‏» ع‌ج‏]،‏» و«الايام الاخيرة.‏» (‏دانيال ١٢:‏١،‏ ٤؛‏ متى ٢٤:‏٣-‏٨؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ ففي قرننا كانت الحروب الوحشية،‏ العنف غير المكبوح،‏ وإفساد المجتمع والبيئة تتمم نبوة الكتاب المقدس اتماما جديرا بالملاحظة.‏ وهذه كلها جزء من العلامة التي تنبأ بها يسوع،‏ والتي تشير الى ان الجنس البشري على وشك مواجهة يوم يهوه المخوف الحاسم النهائي.‏ وهذا ينتهي الى معركة هرمجدون،‏ الذروة لـ‍ «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ رؤيا ١٦:‏١٦‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف يعمل يهوه على انقاذ الودعاء؟‏ (‏ب)‏ اين نجد مشورة بولس بشأن النجاة؟‏

      ٦ اذ يدنو يوم التخريب اكثر من ايّ وقت مضى،‏ يعمل يهوه على انقاذ الودعاء.‏ فخلال «وقت النهاية» هذا،‏ جمع آخر افراد اسرائيل اللّٰه الروحي،‏ ومن ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ فصاعدا حوَّل انتباه خدامه الارضيين الى تجميع «جمع كثير [لا يستطيع] احد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» وكفريق،‏ ينجو هؤلاء «من الضيقة العظيمة.‏» (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ ولكن كيف يمكن لكل واحد منهم افراديا ان يتأكد من نجاته؟‏ يجيب الرسول بولس عن هذا السؤال.‏ فيعطي في رومية الاصحاح ١٠ مشورة رائعة بشأن النجاة —‏ مشورة انطبقت في ايامه وتنطبق في ايامنا ايضا.‏

      صلاة من اجل الخلاص

      ٧ (‏أ)‏ ايّ رجاء تذكره رومية ١٠:‏١،‏ ٢‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان بإمكان يهوه الآن ان يجعل البشارة تُعلَن على نطاق اوسع؟‏

      ٧ عندما كتب بولس سفر رومية،‏ كان يهوه قد رفض اسرائيل كأمة.‏ ومع ذلك،‏ اكَّد الرسول:‏ «ان مسرة قلبي وطلبتي الى اللّٰه لأجل اسرائيل هي للخلاص.‏» فكان يرجو ان ينال اليهود افراديا المعرفة الدقيقة عن مشيئة اللّٰه التي تؤدي الى خلاصهم.‏ (‏رومية ١٠:‏١،‏ ٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان يهوه يرغب في ان يخلص الذين يملكون الايمان في عالم الجنس البشري بأسره،‏ كما تدل يوحنا ٣:‏١٦‏:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» لقد فتحت ذبيحة يسوع الفدائية الطريق لهذا الخلاص العظيم.‏ وكما في ايام نوح وأيام الدينونة الاخرى التي تلت،‏ جعل يهوه «البشارة» تُعلَن،‏ دالًّا على سبيل الخلاص.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠‏،‏ ع‌ج،‏ ١٩،‏ ٢٠ ‏.‏

      ٨ تمثُّلا ببولس،‏ لمَن يُظهِر المسيحيون الحقيقيون اليوم حسن النية،‏ وكيف ذلك؟‏

      ٨ ولكي يظهر بولس حسن نيته لليهود والامميين على السواء،‏ كان يكرز في كل فرصة.‏ وكان «يقنع يهودا ويونانيين.‏» قال لشيوخ افسس:‏ «لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلّمتكم به جهرا وفي كل بيت [«ومن بيت الى بيت،‏» ع‌ج‏].‏ شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى اللّٰه والايمان الذي بربنا يسوع المسيح.‏» (‏اعمال ١٨:‏٤؛‏ ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يبذل شهود يهوه انفسهم في الكرازة،‏ ليس فقط للمدَّعين المسيحية بل لكل الشعوب،‏ وحتى «الى اقصى الارض.‏» —‏ اعمال ١:‏٨؛‏ ١٨:‏٥‏.‏

      الاعتراف ‹بكلمة الايمان›‏

      ٩ (‏أ)‏ ايّ نوع من الايمان تشجِّع عليه رومية ١٠:‏٨،‏ ٩‏؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف ينبغي ان نعترف بإيماننا؟‏

      ٩ ان الايمان الراسخ مطلوب من اجل الخلاص.‏ اعلن بولس،‏ مقتبسا من التثنية ٣٠:‏١٤‏:‏ «الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها.‏» (‏رومية ١٠:‏٨‏)‏ وكلما كرزنا ‹بكلمة الايمان› هذه،‏ انغرست في قلوبنا اكثر.‏ هذه كانت حال بولس،‏ ويمكن لكلماته التالية ان تقوي عزمنا على التمثل به في اخبار الآخرين بهذا الايمان:‏ «إن اعترفت [«اعلنت جهرا،‏» ع‌ج‏] بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان اللّٰه اقامه من الاموات خلصت.‏» (‏رومية ١٠:‏٩‏)‏ وهذا الاعتراف لا يكون فقط امام الآخرين عند المعمودية بل يجب ان يكون اعترافا مستمرا،‏ شهادة علنية غيورة عن كل اوجه الحق العظمى.‏ وهذا الحق يركِّز على الاسم العظيم للرب المتسلط يهوه؛‏ على ملكنا المسيَّاني وفادينا،‏ الرب يسوع المسيح؛‏ وعلى وعود الملكوت الرائعة.‏

      ١٠ ماذا يجب ان نفعل ‹بكلمة الايمان› هذه،‏ انسجاما مع رومية ١٠:‏١٠،‏ ١١‏؟‏

      ١٠ لا خلاص لكل مَن لا يقبل ويطبِّق «كلمة الايمان» هذه،‏ كما يمضي الرسول قائلا:‏ «القلب يؤمَن به للبر والفم يُعترف به [«يُصنع به اعلان جهري،‏» ع‌ج‏] للخلاص.‏ لأن الكتاب يقول كل مَن يؤمن به لا يخزى.‏» (‏رومية ١٠:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فيجب ان ننال معرفة دقيقة ‹لكلمة الايمان› هذه ونستمر في تنميتها في قلوبنا بحيث نندفع الى اخبار الآخرين بها.‏ يذكِّرنا يسوع نفسه:‏ «مَن استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الانسان يستحي به متى جاء بمجد ابيه مع الملائكة القديسين.‏» —‏ مرقس ٨:‏٣٨‏.‏

      ١١ الى ايّ مدى يجب ان تُعلَن البشارة،‏ ولماذا؟‏

      ١١ كما انبأ النبي دانيال،‏ يُرى «الفاهمون» في وقت النهاية هذا يضيئون «كضياء الجلد،‏» فيما تمتد الشهادة بالملكوت الى اقاصي الارض.‏ وهم ‹يردّون كثيرين الى البر،‏› والمعرفة الحقيقية تزداد بالفعل،‏ لأن يهوه يلقي ضوءا اسطع من ذي قبل على النبوات المتعلقة بوقت النهاية هذا.‏ (‏دانيال ١٢:‏٣،‏ ٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهذه هي رسالة خلاص حيوية لنجاة كل محبي الحق والبر.‏

      ١٢ كيف ترتبط رومية ١٠:‏١٢ بتفويض الملاك الموصوف في الرؤيا ١٤:‏٦‏؟‏

      ١٢ يتابع الرسول بولس:‏ «لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن ربًّا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به.‏» (‏رومية ١٠:‏١٢‏)‏ فيجب الكرازة ‹بالبشارة› اليوم على نطاق عالمي اوسع —‏ لكل الشعوب،‏ الى اقاصي الارض.‏ فملاك الرؤيا ١٤:‏٦ لا يزال يطير في وسط السماء،‏ موكِلا الينا ‹البشارة الابدية لنبشر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب.‏› فكيف سيستفيد منها الذين يتجاوبون؟‏

      الدعاء باسم يهوه

      ١٣ (‏أ)‏ ما هي آيتنا السنوية لعام ١٩٩٨؟‏ (‏ب)‏ لماذا هذه الآية السنوية ملائمة جدا اليوم؟‏

      ١٣ يعلن بولس،‏ مقتبسا من يوئيل ٢:‏٣٢‏:‏ «كل مَن يدعو باسم يهوه يخلُص.‏» (‏رومية ١٠:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكم هو ملائم اختيار هذه الكلمات كآ‌ية سنوية لشهود يهوه لعام ١٩٩٨!‏ فالمضي قُدُما بثقة بيهوه،‏ معلنين اسمه والمقاصد العظمى التي يمثِّلها،‏ لم يسبق ان اتَّخذ اهمية الى هذا الحد!‏ وكما حدث في القرن الاول،‏ كذلك في الايام الاخيرة لنظام الاشياء الفاسد الحاضر،‏ تُطلَق الصرخة المدوية:‏ «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي.‏» (‏اعمال ٢:‏٤٠‏)‏ انها دعوة مدوية كصوت البوق لكل الخائفين اللّٰه حول العالم ان يدعوا يهوه من اجل منح خلاص عظيم لهم وللذين يصغون ايضا الى اعلانهم الجهري للبشارة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      ١٤ ايّ صخر يجب ان ندعو به من اجل الخلاص؟‏

      ١٤ وماذا سيحدث عندما يندلع يوم يهوه العظيم على الارض؟‏ لن يلتفت معظم الناس الى يهوه من اجل الخلاص.‏ فالجنس البشري عموما سوف «يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف.‏» (‏رؤيا ٦:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فسيلقون رجاءهم على هيئات ومؤسسات نظام الاشياء هذا المشبهة بجبال.‏ ولكن كم كان افضل لو وثقوا بأعظم صخر،‏ يهوه اللّٰه!‏ (‏تثنية ٣٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ فقد قال الملك داود عنه:‏ «الرب صخرتي وحصني ومنقذي.‏» ويهوه هو «صخرة خلاصنا.‏» (‏مزمور ١٨:‏٢؛‏ ٩٥:‏١‏)‏ واسمه «برج حصين،‏» ‹البرج› الوحيد الحصين كفاية ليحمينا خلال الشدة القادمة.‏ (‏امثال ١٨:‏١٠‏)‏ لذلك من الحيوي تعليم اكبر عدد ممكن من الستة بلايين شخص الاحياء اليوم ان يدعوا باسم يهوه بأمانة وإخلاص.‏

      ١٥ علامَ تدل رومية ١٠:‏١٤ بخصوص الايمان؟‏

      ١٥ وبشكل ملائم يتابع الرسول بولس ليسأل:‏ «فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.‏» (‏رومية ١٠:‏١٤‏)‏ فهنالك جموع لا يزال من الممكن مساعدتهم على جعل «كلمة الايمان» خاصتهم،‏ لكي يدعوا باسم يهوه من اجل الخلاص.‏ والايمان حيوي.‏ يذكر الرسول بولس في رسالة اخرى:‏ «بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه [اللّٰه] لأنه يجب ان الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ ولكن كيف يمكن لملايين اكثر ان يؤمنوا باللّٰه؟‏ يسأل بولس في الرسالة الى اهل رومية:‏ «وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به.‏» (‏رومية ١٠:‏١٤‏)‏ فهل يزوِّدهم يهوه بوسيلة ليسمعوا؟‏ نعم بالتأكيد!‏ أصغوا الى كلمات بولس التالية:‏ «وكيف يسمعون بلا كارز.‏»‏

      ١٦ لماذا الكارزون هم جزء لا يتجزأ من الترتيب الالهي؟‏

      ١٦ يتَّضح من الحجج التي يقدِّمها بولس ان هنالك حاجة الى كارزين.‏ وقد دلَّ يسوع ان هذا ما ستكون عليه الحال حتى «اختتام نظام الاشياء.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ فالكرازة جزء لا يتجزأ من الترتيب الالهي لمساعدة الناس على الدعاء باسم يهوه من اجل النجاة.‏ وحتى في العالم المسيحي لا تفعل الغالبية شيئا لإكرام اسم يهوه العظيم.‏ فكثيرون لا يميِّزون بين هوية يهوه واثنتين اخريين في عقيدة الثالوث المتعذر تفسيرها.‏ ويُصنَّف كثيرون ايضا بين الذين يتحدث عنهم المزمور ١٤:‏١ و ٥٣:‏١‏:‏ «قال الجاهل في قلبه ليس اله.‏» فيلزم ان يعرفوا ان يهوه هو الاله الحيّ،‏ ويجب ان يفهموا كل ما يمثِّله اسمه اذا ارادوا ان ينجوا من الضيق العظيم الوشيك.‏

      ‏‹اقدام المبشرين الجميلة›‏

      ١٧ (‏أ)‏ لماذا من الملائم ان يقتبس بولس من نبوة ردّ؟‏ (‏ب)‏ ماذا تشمله حيازة ‹اقدام جميلة›؟‏

      ١٧ يطرح الرسول بولس سؤالا وجيها آخر:‏ «وكيف يكرزون إن لم يُرسَلوا.‏ كما هو مكتوب ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات.‏» (‏رومية ١٠:‏١٥‏)‏ يقتبس بولس هنا من اشعياء ٥٢:‏٧‏،‏ التي هي جزء من نبوة ردّ تنطبق منذ سنة ١٩١٩.‏ ومرة اخرى اليوم،‏ يرسل يهوه «المبشِّر المخبر بالسلام المبشِّر بالخير المخبر بالخلاص.‏» ‹فمراقبو› اللّٰه الممسوحون ورفقاؤهم يستمرون بطاعة في الهتاف فرحين.‏ (‏اشعياء ٥٢:‏٧،‏ ٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن كم تشع فرحا اليوم وجوه معلني الخلاص هؤلاء،‏ رغم ان اقدامهم قد تتعب،‏ حتى انها قد تتغبر،‏ وهم يمشون من بيت الى بيت!‏ فهم يعرفون ان يهوه قد فوَّض اليهم اعلان بشارة السلام وتعزية النائحين،‏ اذ يساعدونهم على الدعاء باسم يهوه بهدف الخلاص.‏

      ١٨ ماذا تقول رومية ١٠:‏١٦-‏١٨ عن النتيجة النهائية للمناداة بالبشارة؟‏

      ١٨ وسواء ‹صدَّق الناس ما نخبرهم به› او اختاروا عدم اطاعته،‏ تصح كلمات بولس:‏ «ألعلهم لم يسمعوا.‏ بلى.‏ الى جميع الارض خرج صوتهم وإلى اقاصي المسكونة اقوالهم.‏» (‏رومية ١٠:‏١٦-‏١٨‏)‏ وتماما كما ‹تحدِّث السموات بمجد اللّٰه،‏› الذي يظهر في اعمال ابداعه،‏ كذلك يجب ان ينادي شهوده على الارض «بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا» من اجل تعزية «كل النائحين.‏» —‏ مزمور ١٩:‏١-‏٤؛‏ اشعياء ٦١:‏٢‏.‏

      ١٩ ماذا سيحدث للذين ‹يدعون باسم يهوه› اليوم؟‏

      ١٩ ان يوم يهوه العظيم والمخوف يدنو اكثر من ايّ وقت مضى.‏ «آه على اليوم لأن يوم الرب [«يهوه،‏» ع‌ج‏] قريب.‏ يأتي كخراب من القادر على كل شيء.‏» (‏يوئيل ١:‏١٥؛‏ ٢:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ اننا نصلي ان تتجاوب جموع اكثر مع الحاح البشارة وتتقاطر الى هيئة يهوه.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٨؛‏ حبقوق ٢:‏٣‏)‏ تذكروا ان اياما ليهوه اخرى جلبت الدمار للاشرار —‏ في ايام نوح،‏ في ايام لوط،‏ وفي ايام اسرائيل ويهوذا المرتدتين.‏ ونحن الآن على شفير اعظم ضيق على الاطلاق،‏ حين تكتسح زوبعة يهوه الشر عن وجه الارض،‏ فاتحة الطريق لفردوس يعمّه السلام الابدي.‏ فهل تكونون احد الذين ‹يدعون باسم يهوه› بأمانة؟‏ ابتهجوا اذا كان هذا ما تفعلونه!‏ فأنتم تملكون وعد اللّٰه نفسه بأنكم ستخلصون.‏ —‏ رومية ١٠:‏١٣‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة