-
ارضوا يهوه باظهار اللطفبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
ارضوا يهوه باظهار اللطف
«ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب (اللطف) وتسلك متواضعا مع الهك.» — ميخا ٦:٨.
١ لماذا لا يجب ان يدهشنا ان يتوقع يهوه من شعبه اظهار اللطف؟
يتوقع يهوه من شعبه ان يظهروا اللطف. ولا يجب ان يدهشنا ذلك. فاللّٰه نفسه لطيف نحو الجميع، حتى نحو الناس الاشرار غير الشاكرين. ومن هذا القبيل امر يسوع المسيح تلاميذه: «أَحبوا اعداءكم وأَحسنوا وأَقرضوا وأنتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فإنه (لطيف نحو) غير الشاكرين والاشرار. فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم.» — لوقا ٦:٣٥، ٣٦.
٢ اية اسئلة عن اللطف تستحق تأملنا؟
٢ كما تعلن ميخا ٦:٨، يجب على اولئك السالكين مع اللّٰه ان ‹يحبوا اللطف› فعلا. فعلى نحو واضح، يُسرّ يهوه عندما يحب خدامه اللطف ويعربون عنه بطريقة مخلصة. ولكن ما هو اللطف؟ اية فوائد تنتج من اظهاره؟ وكيف يمكن اظهار هذه الصفة؟
ماهية اللطف
٣ كيف تعرِّفون اللطف؟
٣ اللطف هو صفة الاهتمام الفعال بالآخرين. ويجري اظهاره بالاعمال المساعدة وبكلمات الاعتبار. وان يكون المرء لطيفا يعني ان يصنع الخير عوضا عن اي شيء مؤذٍ. والشخص اللطيف هو ودود، مترفق، عطوف ورؤوف. ويملك موقفا نبيلا، متصفا بالاعتبار من الآخرين. واللطف هو جزء من نسيج اللباس المجازي للمسيحي الحقيقي، لأن بولس حث: «البسوا . . . احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة.» — كولوسي ٣:١٢.
٤ كيف يأخذ يهوه القيادة في اظهار اللطف للجنس البشري؟
٤ يأخذ يهوه القيادة في اظهار اللطف. وكما قال الرسول بولس، «حين ظهر لطف مخلّصنا اللّٰه وإحسانه» كان انه «بمقتضى رحمته خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس.» (تيطس ٣:٤، ٥) فاللّٰه يطهّر، او ‹يغسل،› المسيحيين الممسوحين بدم يسوع، اذ يطبق استحقاق ذبيحة المسيح الفدائية لاجلهم. ويجري تجديدهم ايضا بواسطة الروح القدس، اذ يصيرون «خليقة جديدة» بصفتهم ابناء اللّٰه المولودين بالروح. (٢ كورنثوس ٥:١٧) وطبعا، لطف اللّٰه ومحبته للبشر يمتدان ايضا الى «جمع كثير» من كل الامم «قد غسَّلوا ثيابهم وبيَّضوا ثيابهم في دم الخروف.» (رؤيا ٧:٩، ١٤؛ ١ يوحنا ٢:١، ٢) وفضلا عن ذلك، الممسوحون والجمع الكثير، ذوو الرجاء الارضي، هم جميعا تحت نير يسوع ‹اللطيف.› — متى ١١:٣٠، عج.
٥ لماذا يجب ان نتوقع من الذين يقودهم روح اللّٰه ان يظهروا اللطف للآخرين؟
٥ واللطف ايضا هو جزء من ثمر روح اللّٰه القدوس، او قوته الفعالة. فقد قال بولس: «ثمر الروح . . . هو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف. ضد امثال هذه ليس ناموس.» (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) لذلك، ماذا يجب ان نتوقع من الذين يقودهم روح اللّٰه؟ بالتأكيد، ان يظهروا اللطف للآخرين.
٦ اللطف يجب ان يجعل الشيوخ والمسيحيين الآخرين يعملون بأية طريقة؟
٦ يمكن الاعراب عن اللطف بطرائق كثيرة. فنحن نظهر اللطف عندما نكون رحماء. مثلا، يكون الشيوخ المسيحيون لطفاء عندما يقدمون الرحمة للخاطئ التائب ويسعون الى مساعدته روحيا. وصفة اللطف المعطاة من اللّٰه تجعل النظار متصفين بالصبر والاعتبار، شفوقين، ومترفقين. وتدفعهم الى ‹معاملة الرعية برقة.› (اعمال ٢٠:٢٨، ٢٩، عج) وفي الواقع، ثمرة الروح اللطف يجب ان تجعل الجميع رحماء، متصفين بالصبر والاعتبار والودّ، شفوقين، ومضيفين.
تجنبوا اللطف المُساء تطبيقه
٧ لماذا تقولون ان اللطف المُساء تطبيقه هو ضعف؟
٧ ينظر بعض الناس الى اللطف كضعف. ويشعرون ان الشخص يجب ان يكون قاسيا، حتى فظا، احيانا، بحيث يتأثر الآخرون بقوته. ولكنه قيل حسنا ان «الفظاظة هي تمثيل الرجل الضعيف للقوة.» وفي الواقع، ان كون المرء لطيفا حقا ويتجنب اللطف المُساء تطبيقه على السواء يتطلب قوة حقيقية. فاللطف الذي هو من ثمار روح اللّٰه ليس موقفا ضعيفا مسايرا من سلوك خاطئ. وبالاحرى، ان اللطف المُساء تطبيقه هو ضعف يجعل المرء يتغاضى عن فعل الخطإ.
٨ (أ) في ما يتعلق بإبنيه، كيف برهن عالي انه كان متساهلا؟ (ب) لماذا يجب ان يحترز الشيوخ من الرضخ للطف المُساء تطبيقه؟
٨ كان رئيس كهنة اسرائيل عالي متساهلا في تأديب ابنيه، حفني وفينحاس، اللذين خدما ككاهنين في المسكن. فإذ لم يكتفيا بالحصة من الذبيحة التي عيّنتها لهما شريعة اللّٰه، جعلا غلاما يطلب لحما نيئا من مقدِّم الذبيحة قبل احراق شحم الذبيحة على المذبح. وكان لدى ابني عالي ايضا علاقات فاسدة ادبيا بالنساء المجتمعات في باب المسكن. ولكن، عوضا عن طرد حفني وفينحاس من الخدمة لامهما عالي بلين فقط، مكرما ابنيه اكثر من اللّٰه. (١ صموئيل ٢:١٢-٢٩) فلا عجب ان «كانت كلمة الرب (نادرة) في تلك الايام»! (١ صموئيل ٣:١) لذلك لا يجب ان يرضخ الشيوخ المسيحيون للتفكير الباطل او لابداء اللطف المُساء تطبيقه الذي يمكن ان يعرِّض روحيات الجماعة للخطر. فاللطف الحقيقي لا يتعامى عن الاقوال والاعمال الردية التي تخالف مقاييس اللّٰه.
٩ (أ) اي موقف يمكن ان يساعدنا على تجنب الرضخ للطف المُساء تطبيقه؟ (ب) كيف اظهر يسوع القوة في التعامل مع الدينيين المرتدين؟
٩ اذا كنا سنتجنب اظهار اللطف المُساء تطبيقه، يجب ان نصلي من اجل مساعدة اللّٰه على امتلاك قوة كهذه كما كان واضحا في كلمات المرنم الملهم: «انصرفوا عني ايها الاشرار فأحفظ وصايا إلهي.» (مزمور ١١٩:١١٥) ويلزمنا ايضا ان نتّبع مثال يسوع المسيح، الذي لم يكن قط مذنبا باظهار اللطف المُساء تطبيقه. وفي الواقع، كان يسوع مجسَّم اللطف الحقيقي نفسه. مثلا، ‹تحنن على الناس اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها.› ولذلك، شعر الاشخاص المستقيمو القلوب بحرية الاقتراب الى يسوع، مقدّمين ايضا اولادهم اليه. وتخيَّلوا اللطف والشفقة اللذين اعرب عنهما اذ «احتضنهم . . . وباركهم»! (متى ٩:٣٦؛ مرقس ١٠:١٣-١٦) وعلى الرغم من ان يسوع كان لطيفا، إلا انه كان ثابتا في ما يتعلق بما هو صائب في نظر ابيه السماوي. فلم يتغاضَ يسوع قط عن الشر؛ وكان يملك القوة المعطاة من اللّٰه ليشهِّر القادة الدينيين المرائين. وفي متى ٢٣:١٣-٢٦، كرر عدة مرات الحكم: «ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون.» وفي كل مرة، كان يسوع يقدم سببا للدينونة الالهية.
اللطف مرتبط بالمحبة
١٠ كيف يظهر تلاميذ يسوع اللطف والمحبة للرفقاء المؤمنين؟
١٠ عن اتباعه، قال يسوع: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.» (يوحنا ١٣:٣٥) فما هو احد اوجه المحبة التي تحدد هوية تلاميذ يسوع الحقيقيين؟ قال بولس: «المحبة (طويلة الاناة ولطيفة).» (١ كورنثوس ١٣:٤) وكوننا طويلي الاناة ولطفاء يعني اننا نحتمل نقائص وضعفات الآخرين، تماما كما يفعل يهوه بلطف ايضا. (مزمور ١٠٣:١٠-١٤؛ رومية ٢:٤؛ ٢ بطرس ٣:٩، ١٥) والمحبة المسيحية واللطف يعربان ايضا عن انفسهما عندما تكتنف المشقات الرفقاء المؤمنين في مكان ما على الارض. واذ يتجاوبون مع اكثر من «اللطف الانساني،» يظهر المسيحيون في مكان آخر المحبة الاخوية بالتبرع بالامور المادية لمساعدة عبَّاد يهوه هؤلاء. — اعمال ٢٨:٢، عج.
١١ بلغة الاسفار المقدسة، ما هو اللطف الحبي؟
١١ يرتبط اللطف بالمحبة في كلمة «اللطف الحبي،» المستعملة غالبا في الاسفار المقدسة. انه لطف ناجم عن محبة الولاء. والاسم العبراني المنقول الى «لطف حبي» (حِسِذ) يشمل اكثر من الاعتبار الرقيق. انه اللطف الذي يلتصق على نحو حبي بهدف الى ان يتحقق قصده المتعلق به. ويجري الاعراب عن لطف يهوه الحبي، او محبة الولاء التي له، بطرائق مختلفة. مثلا، انه ظاهر في اعماله للانقاذ والحماية. — مزمور ٦:٤، عج؛ ٤٠:١١، عج؛ ١٤٣:١٢، عج.
١٢ عندما يصلي خدام يهوه من اجل المساعدة او الانقاذ، من اي شيء يمكنهم ان يكونوا متأكدين؟
١٢ لا عجب ان يجذب لطف يهوه الحبي الناس اليه! (ارميا ٣١:٣، عج) وعندما يحتاج خدام اللّٰه الامناء الى الانقاذ او المساعدة يعرفون ان لطفه الحبي هو في الواقع محبة الولاء، التي لن تخذلهم. لذلك، يمكنهم ان يصلّوا بايمان، كما فعل المرنم الملهم الذي قال: «اما انا فعلى (لطفك الحبي) توكلت. يبتهج قلبي بخلاصك.» (مزمور ١٣:٥) بما ان محبة اللّٰه تتسم بالولاء، فخدامه لا يتكلون على لطفه الحبي عبثا. وعندما يصلّون من اجل المساعدة او الانقاذ لديهم هذا التأكيد: «الرب لا يرفض شعبه ولا يترك ميراثه.» — مزمور ٩٤:١٤.
مكافآت اللطف
١٣ و ١٤ لماذا لدى الشخص اللطيف اصدقاء اولياء؟
١٣ تمثلا بيهوه، فإن خدامه ‹يعملون (لطفا حبيا) ورحمة كل انسان مع اخيه.› (زكريا ٧:٩؛ افسس ٥:١) «زينة الانسان (لطفه الحبي،)» والشخص الذي يبدي هذه الصفة يحصد بركات وافرة. (امثال ١٩:٢٢) فما هي بعض هذه البركات؟
١٤ اللطف يجعلنا لبقين وبالتالي يساعدنا على المحافظة على علاقة جيدة بالآخرين. فالشخص اللبق يقول ويفعل الامور او يعالج الحالات الصعبة بطرائق اعتبارية وغير مؤذية. وفيما يعاني «الرجل . . . القاسي» النبذ، «(ذو اللطف الحبي) يُحسن الى نفسه.» (امثال ١١:١٧، عج) فالناس يتجنبون الشخص القاسي ولكنهم ينجذبون الى الذي يظهر لهم اللطف الحبي. لذلك فإن الفرد اللطيف لديه اصدقاء اولياء. — امثال ١٨:٢٤.
١٥ اي تأثير يمكن ان يكون للطف في البيت المنقسم دينيا؟
١٥ ان الزوجة المسيحية مع رفيق غير مؤمن يمكن ان تجذبه الى حق اللّٰه بصفة اللطف هذه. فقبل ان تعلمت الحق ولبست ‹(الشخصية الجديدة) المخلوقة بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق،› ربما كانت غير لطيفة، وحتى مخاصمة. (افسس ٤:٢٤) واذا كان زوجها قد عرف بعض الامثال، فربما وافق في الواقع على ان «مخاصمات الزوجة كالوكف المتتابع» و «السكنى في ارض برية خير من امرأة مخاصمة حردة.» (امثال ١٩:١٣؛ ٢١:١٩) ولكنّ سلوك الزوجة المسيحية الطاهر واحترامها العميق، مع صفات كاللطف، يمكن ان تساعد على ربح رفيقها الى الايمان الحقيقي. (١ بطرس ٣:١، ٢) اجل، قد تكون هذه احدى المكافآت على لطفها.
١٦ كيف يمكن ان نستفيد من اللطف الذي يجري اظهاره لنا؟
١٦ ان اللطف الذي يجري اظهاره لنا قد يكون ذا فائدة بجعلنا اكثر شفقة وتسامحا. مثلا، اذا كنا في حاجة الى المساعدة الروحية وجرت معاملتنا باسلوب لطيف وليِّن، أفلا يجعلنا ذلك ميالين اكثر الى التعامل مع الآخرين بطريقة مماثلة؟ حسنا، ان المعاملة اللطيفة والليِّنة يمكن توقعها من الاشخاص المؤهلين روحيا، لأن بولس كتب: «ايها الاخوة إن انسبق انسان فأُخذ في زلة ما فأصلحوا انتم (الذين تملكون المؤهلات الروحية) مثل هذا بروح الوداعة ناظرا الى نفسك لئلا تجرَّب انت ايضا.» (غلاطية ٦:١) والشيوخ المعيَّنون يتكلمون بلين وبلطف عندما يحاولون مساعدة الرفقاء المؤمنين الضالين. ولكن، سواء تلقينا شخصيا مثل هذه المساعدة اللطيفة او لا، ماذا يتوقع اللّٰه من جميع الذين يخدمونه؟ ينبغي على جميع المسيحيين ان يظهروا اللطف للآخرين ويجب ان يصغوا الى مشورة بولس: «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم اللّٰه ايضا في المسيح.» (افسس ٤:٣٢) وطبعا، اذا سامحنا شخص ما او اعاننا في صعوبة روحية بطريقة لطيفة، فذلك يجب ان يزيد مقدرتنا الخاصة على المسامحة، الشفقة، واللطف.
قدِّروا لطف اللّٰه غير المستحق
١٧ بما اننا خطاة من الولادة، على اي لطف يجب ان نكون شاكرين بشكل خصوصي؟
١٧ بما اننا جميعا وُلدنا خطاة محكوما علينا بالموت، هنالك لطف يلزمنا ان نكون شاكرين عليه بشكل خصوصي. انه لطف يهوه اللّٰه غير المستحق. فتحرير الخطاة من الحكم بالموت وتبريرهم انما هما لطف غير مستحق كليا. وبولس، الذي ذكر لطف اللّٰه غير المستحق ٩٠ مرة في رسائله الـ ١٤ الموحى بها الهيا، قال للمسيحيين في رومية القديمة: «الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد اللّٰه. متبررين مجانا (بلطفه غير المستحق) بالفداء الذي بيسوع المسيح.» (رومية ٣:٢٣، ٢٤) فكم ينبغي ان نقدِّر اللطف غير المستحق الذي اظهره يهوه اللّٰه!
١٨ و ١٩ كيف يمكننا تجنب إخطاء القصد من لطف اللّٰه غير المستحق؟
١٨ بكوننا عديمي التقدير، يمكن ان نخطئ القصد من لطف اللّٰه غير المستحق. ومن هذا القبيل، قال بولس: «اذًا نسعى كسفراء عن المسيح كأن اللّٰه يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع اللّٰه. لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لاجلنا لنصير نحن بر اللّٰه فيه. فإذ نحن عاملون معه نطلب ان لا تقبلوا (لطف اللّٰه غير المستحق وتخطئوا القصد منه.) لأنه يقول. [في اشعياء ٤٩:٨] في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص اعنتك. هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص. ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة. بل في كل شيء نظهر انفسنا كخدام اللّٰه.» (٢ كورنثوس ٥:٢٠-٦:٤) فماذا عنى بولس؟
١٩ ان المسيحيين الممسوحين هم سفراء عن المسيح، والجمع الكثير هم مبعوثوه. ومعا يحثان الناس ان يتصالحوا مع اللّٰه كي ينالوا الخلاص. وبولس لم يرد ان ينال اي شخص لطف يهوه اللّٰه غير المستحق بواسطة يسوع المسيح ويخطئ القصد منه. ويمكن ان يحدث ذلك لنا اذا فشلنا في القيام بالعمل الذي جعلنا هذا اللطف غير المستحق ملائمين له. واذ نملك علاقات جيدة باللّٰه بصفتنا المتصالحين معه، لن ننال لطفه غير المستحق عبثا اذا تممنا «خدمة المصالحة اي ان اللّٰه كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه.» (٢ كورنثوس ٥:١٨، ١٩) وايضا سنعمل للآخرين اللطف الاعظم بمساعدتهم على التصالح مع اللّٰه.
٢٠ ماذا سنفحص في المرة التالية؟
٢٠ يستخدم خدام يهوه وقتهم ومواردهم في اعمال اللطف عندما يسعون الى مساعدة الاشخاص روحيا بواسطة الخدمة المسيحية. ولكن ماذا يمكننا ان نتعلم من امثلة اللطف وهو يعمل في الاسفار المقدسة؟ دعونا نفحص في المرة التالية بعض هذه الامثلة ونتأمل في طرائق اخرى لارضاء يهوه باظهار اللطف.
-
-
اتَّبعوا دائما اللطف الحبيبرج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ تموز (يوليو)
-
-
اتَّبعوا دائما اللطف الحبي
«التابع العدل و (اللطف الحبي) يجد حياة (برًّا) وكرامة.» — امثال ٢١:٢١.
١ لماذا يجب ان نتوقع من الذين يوجههم روح اللّٰه ان يظهروا اللطف؟
يهوه لطيف وشفوق. انه «اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب كثير (اللطف الحبي) والوفاء.» (خروج ٣٤:٦، ٧) اذًا، على نحو مفهوم يشمل ثمر روحه القدوس المحبة واللطف. — غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
٢ اية امثلة سنتأمل فيها الآن؟
٢ ان اولئك الذين يوجههم روح يهوه القدوس، او قوته الفعالة، يعربون عن ثمرته للطف. ويظهرون اللطف الحبي في علاقاتهم بالآخرين. وفي الواقع، يتّبعون مثال الرسول بولس، اذ يظهرون انفسهم كخدام اللّٰه «في لطف» وبطرائق اخرى. (٢ كورنثوس ٦:٣-١٠) وروحهم اللطيفة، الشفوقة، المتسامحة تنسجم مع شخصية يهوه، الذي هو «كثير (اللطف الحبي)» والذي تحتوي كلمته على امثلة كثيرة للطف. (مزمور ٨٦:١٥، عج؛ افسس ٤:٣٢) فماذا يمكننا ان نتعلم من بعض هذه الامثلة؟
اللطف يجعلنا غير انانيين ومضيفين
٣ كيف كان ابرهيم مثاليا في اظهار اللطف، وأي تشجيع يقدمه بولس في ما يتعلق بذلك؟
٣ رسم الاب الجليل ابرهيم (ابرام) — «صديق يهوه» و ‹ابو جميع الذين يؤمنون› — مثالا جيدا في اظهار اللطف. (يعقوب ٢:٢٣، عج؛ رومية ٤:١١) فهو وعائلته، بمن فيهم ابن اخيه لوط، تركوا مدينة اور الكلدانيين ودخلوا كنعان وفقا لوصية اللّٰه. وعلى الرغم من ان ابرهيم كان شيخا ورأس العائلة، كان لطيفا وغير اناني في تركه لوطا يختار نخبة المراعي، فيما هو نفسه اخذ ما تبقّى. (تكوين ١٣:٥-١٨) ويمكن ان يدفعنا اللطف المماثل الى السماح للآخرين بالاستفادة على حسابنا. ومثل هذا اللطف غير الاناني ينسجم مع مشورة الرسول بولس: «(لا يطلب كل واحد منفعته الخاصة، بل تلك التي للشخص الآخر).» وبولس نفسه ‹أرضى الجميع في كل شيء غير طالب (منفعته الخاصة بل تلك التي للكثيرين) لكي يخلصوا.› — ١ كورنثوس ١٠:٢٤، ٣٣.
٤ كيف جرت مكافأة ابرهيم وسارة على اظهارهما اللطف في شكل حسن الضيافة؟
٤ ويتخذ اللطف احيانا شكل حسن الضيافة المخلصة. فابرهيم وزوجته، سارة، كانا لطيفين ومضيفين لثلاثة غرباء مروا في يوم واحد. واقنعهم ابرهيم بالبقاء وقتا قصيرا، فيما اعدَّ هو وسارة بسرعة وجبة طعام جيدة للزائرين. وتبيَّن ان اولئك الغرباء كانوا ملائكة يهوه، احدهم نقل الوعد بأن سارة المسنة والعقيم سيكون لها ابن. (تكوين ١٨:١-١٥) فيا لها من مكافأة على حسن الضيافة اللطيفة!
٥ بأية طريقة اظهر غايس اللطف، وكيف يمكن ان نفعل شيئا مماثلا؟
٥ احدى الطرائق التي بها يمكن ان يظهر جميع المسيحيين اللطف هي بكونهم مضيفين. (رومية ١٢:١٣؛ ١ تيموثاوس ٣:١، ٢) ووفقا لذلك، يقدِّم خدام يهوه بلطف حسن الضيافة للنظار الجائلين. ويذكِّر ذلك باللطف الذي اظهره غايُس المسيحي في القرن الاول. لقد قام «(بعمل امين)» في قبول الاخوة الزائرين بحسن ضيافة — وهم كانوا ‹غرباء› مجهولين سابقا بالنسبة اليه. (٣ يوحنا ٥-٨) وعادة، نحن نعرف اولئك الذين يمكننا ان نقدِّم لهم بلطف حسن الضيافة. وربما نلاحظ ان احدى الاخوات الروحيات هي مغمومة. فقد يكون رفيق زواجها غير مؤمن او حتى شخصا مفصولا. فيا لها من فرصة لاظهار اللطف بدعوتها الى التمتع برفقة روحية ووجبة طعام مع عائلتنا من وقت الى آخر! وعلى الرغم من اننا ربما لا نعِّد مأدبة، ستجد عائلتنا بالتأكيد الفرح في اظهار اللطف لمثل هذه الاخت. (قارنوا امثال ١٥:١٧.) وستعبّر يقينا عن شكرها على ذلك شفهيا او بملاحظة شكر لطيفة.
٦ كيف اظهرت ليديا اللطف، ولماذا من المهم اظهار التقدير للاعمال اللطيفة؟
٦ بعد ان اعتمدت ليديا المرأة المتعبدة، «طلبت قائلة ان كنتم [بولس ورفاقه] قد حكمتم اني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي وامكثوا. فألزمتنا.» اضاف لوقا. وبدون شك، جرى تقدير لطف ليديا. (اعمال ١٦:١٤، ١٥، ٤٠) ولكنَّ الفشل في اظهار التقدير يمكن ان يكون مدمِّرا. ففي احدى المناسبات، عملت اخت بعمر ٨٠ سنة ذات قوة وموارد مادية محدودة بلطف لتحضّر وجبة طعام لبضعة ضيوف. فأُصيبت بالخيبة بشكل خصوصي عندما لم يُعلمها احد الاحداث انه لن يتمكن من المجيء. وفي مناسبة اخرى، اغفلت اختان وجبة طعام حضّرتها احدى الحدثات بشكل خصوصي لهما. «لقد سُحقتُ،» قالت، «اذ ولا واحدة منهما نست. . . . وكنت افضِّل ان اسمع انهما نسيتا الغداء، لكن عوض ذلك ولا واحدة منهما كانت لطيفة او مُحبة كفاية لتتصل بي هاتفيا.» فهل تدفعكم ثمرة اللطف للروح القدس الى الكينونة ذوي تقدير ومتصفين بالمراعاة في ظروف مماثلة؟
اللطف يجعلنا متصفين بالاعتبار
٧ اية نقطة تتعلق باللطف يوضحها الجهد الذي بُذل للعمل وفق رغبات يعقوب في الدفن؟
٧ يجب ان يجعلنا اللطف متصفين بالاعتبار للآخرين ولرغباتهم الملائمة. وللايضاح: سأل يعقوب (اسرائيل) ابنه يوسف ان يمارس اللطف الحبي نحوه بعدم دفنه في مصر. وعلى الرغم من ان ذلك تطلَّب ان تُحمل جثة يعقوب مسافة لا بأس بها، فإن يوسف وأبناء يعقوب الآخرون ‹حملوه الى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها ابرهيم مع الحقل مُلكَ قبرٍ من عفرون الحثي امام ممرا.› (تكوين ٤٧:٢٩، عج؛ ٤٩:٢٩-٣١؛ ٥٠:١٢، ١٣) وانسجاما مع هذا المثال، ألا يجب ان يدفعنا اللطف الحبي الى العمل وفق ترتيبات الدفن المقبولة في الاسفار المقدسة التي يرغب فيها عضو العائلة المسيحي؟
٨ ماذا تعلّمنا قضية راحاب عن الرد على اللطف؟
٨ عندما يظهر لنا الآخرون اللطف الحبي، ألا يجب ان نعبر عن التقدير او ان نبادلهم المثل بطريقة ما؟ بالتأكيد يجب علينا ذلك. فراحاب الزانية اظهرت اللطف بتخبئة الجاسوسين الاسرائيليين. لذلك، اظهر الاسرائيليون اللطف الحبي بحفظها وبيتها عندما دمّروا مدينة اريحا. (يشوع ٢:١-٢١؛ ٦:١٠-٢٣) فيا له من مثال جيد يشير الى انه يجب ان نرد على اللطف بكوننا نحن انفسنا متصفين بالاعتبار ولطفاء!
٩ لماذا تقولون انه من الملائم ان نسأل شخصا ان يظهر لنا اللطف الحبي؟
٩ وفي ما يتعلق بذلك، من الملائم ان نسأل شخصا ان يظهر اللطف الحبي نحونا. وهذا ما فعله يوناثان، ابن الملك الاول لاسرائيل، شاول. فقد سأل يوناثان صديقه الحبيب الاصغر داود ان يظهر اللطف الحبي نحوه ونحو بيته. (١ صموئيل ٢٠:١٤، ١٥، عج؛ ٢ صموئيل ٩:٣-٧، عج) وتذكَّر داود ذلك عندما انتقم للجبعونييِّن الذين اخطأ اليهم شاول. واذ تذكَّر «يمين الرب» بينه وبين يوناثان، مارس داود اللطف الحبي باستبقاء حياة ابن يوناثان مفيبوشث. (٢ صموئيل ٢١:٧، ٨) فهل نحن بصورة مماثلة نجعل ‹نعمنا نعم›؟ (يعقوب ٥:١٢) واذا كنا شيوخا في الجماعة، فهل نحن شفوقين على نحو مماثل عندما يحتاج الرفقاء المؤمنون الى اظهار اللطف الحبي؟
اللطف يقوي الروابط
١٠ كيف بُورك لطف راعوث الحبي؟
١٠ يقوي اللطف الحبي الروابط العائلية ويعزز السعادة. وأُظهر ذلك في قضية راعوث الموآبية. فقد كدحت كملتقطة في حقل بوعز المتقدم في السن قرب بيت لحم، مزودة الطعام لنفسها ولحماتها المترمّلة المحتاجة، نُعمي. (راعوث ٢:١٤-١٨) ولاحقا قال بوعز لراعوث: «قد (عبَّرت عن لطفك الحبي) في الاخير اكثر من الاول اذ لم تسعَيْ وراء الشبان فقراء كانوا او اغنياء.» (راعوث ٣:١٠) ففي الاول، اظهرت راعوث اللطف الحبي لنُعمي. و «في الاخير،» اعربت الموآبية عن اللطف الحبي بكونها على استعداد لتتزوج بوعز المتقدم في السن لكي تقيم اسما لزوجها الميت ولنُعمي المسنة. وبواسطة بوعز، صارت راعوث أُما لجد داود، عوبيد. ومنحها اللّٰه ‹اجرا كاملا› بكونها من اسلاف يسوع المسيح. (راعوث ٢:١٢؛ ٤:١٣-١٧؛ متى ١:٣-٦، ١٦؛ لوقا ٣:٢٣، ٣١-٣٣) فيا للبركات التي انتجها لطف راعوث الحبي لها ولعائلتها! واليوم تنشأ البركات، السعادة، وتقوية الروابط العائلية ايضا عندما يزدهر اللطف الحبي في البيوت التقوية.
١١ لطف فليمون كان له اي تأثير؟
١١ ويقوي اللطف الروابط ضمن جماعات شعب يهوه. فالرجل المسيحي فليمون كان معروفا بسبب اظهاره اللطف الحبي للرفقاء المؤمنين. وقال له بولس: ‹اشكر الهي كل حين ذاكرا اياك في صلواتي سامعا بمحبتك والايمان الذي لك نحو الرب يسوع ولجميع القديسين . . . لنا فرح كثير وتعزية بسبب محبتك لأن احشاء القديسين قد استراحت بك ايها الاخ.› (فليمون ٤-٧) ولا تقول الاسفار المقدسة كيف جرى انعاش عواطف القديسين الرقيقة بواسطة فليمون. ولكن لا بد انه اظهر اللطف الحبي للرفقاء الممسوحين بطرائق مختلفة زودت الانتعاش لهم، ودون شك قوى ذلك الروابط في ما بينهم. وتحدث امور مماثلة عندما يعرب المسيحيون عن اللطف الحبي اليوم.
١٢ ماذا نتج من اللطف الذي اظهره أُنيسيفورُس؟
١٢ ولطف أُنيسيفورُس كان له ايضا تأثير جيد. «ليُعطِ الرب رحمة لبيت أُنيسيفورُس،» قال بولس، «لأنه مرارا كثيرة اراحني ولم يخجل بسلسلتي بل لما كان في رومية طلبني بأوفر اجتهاد فوجدني. ليُعطه الرب ان يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم. وكل ما كان يخدم في افسس انت تعرفه جيدا.» (٢ تيموثاوس ١:١٦-١٨) فإذا اجتهدنا في اظهار اللطف الحبي للرفقاء العبّاد، فسنكون سعداء ونقوي روابط العاطفة الاخوية ضمن الجماعة المسيحية.
١٣ و ١٤ كيف كانت الجماعة في فيلبي مثالية، وكيف تجاوب بولس مع لطفها؟
١٣ عندما تُظهر كامل الجماعة اللطف الحبي نحو الرفقاء العبّاد يقوي ذلك الرابطة في ما بينهم. كالرابطة الوثيقة التي كانت بين بولس والجماعة في مدينة فيلبي. وفي الواقع، ان احد الاسباب التي جعلته يكتب رسالته الى اهل فيلبي كان ليعبّر عن الشكر على لطفهم ومساعدتهم المادية. فكتب: «في بداءة الانجيل لما خرجت من مكدونية لم تشاركني كنيسة واحدة في حساب العطاء والاخذ إلا انتم وحدكم. فإنكم في تسالونيكي ايضا ارسلتم اليَّ مرة ومرتين لحاجتي. . . . قد استوفيت كل شيء واستفضلت. قد امتلأت اذ قبلت من أبفرودِتس الاشياء التي من عندكم نسيم رائحة طيبة ذبيحة مقبولة مرضية عند اللّٰه.» — فيلبي ٤:١٥-١٨.
١٤ فلا عجب اذا كان اهل فيلبي اللطفاء مشمولين في صلوات بولس! لقد قال: «اشكر الهي عند كل ذكري اياكم دائما في كل ادعيتي مقدما الطلبة لاجل جميعكم بفرح لسبب مشاركتكم في الانجيل من اول يوم الى الآن.» (فيلبي ١:٣-٥) ان مثل هذا التأييد العطوف والسخي لعمل الكرازة بالملكوت لن يجعل الجماعة فقيرة ابدا. فبعد ان فعل اهل فيلبي بلطف ما في وسعهم من هذا القبيل، اكّد لهم بولس: «فيملأ الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع.» (فيلبي ٤:١٩) اجل، يردّ اللّٰه على اللطف والسخاء. وتقول كلمته: «مهما عَمِل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب.» — افسس ٦:٨.
عندما تظهر النساء اللطف
١٥ و ١٦ (أ) كيف جرى تذكر لطف غزالة، وماذا حدث عندما ماتت؟ (ب) كيف تمتلئ النساء المسيحيات المتصفات بالعطف اعمالا صالحة اليوم؟
١٥ ان اللطف الحبي الذي للتلميذة غزالة (طابيثا) من يافا لم يذهب دون مكافأة. «هذه كانت ممتلئة اعمالا صالحة وإحسانات،» وعندما «مرضت وماتت» ارسل التلاميذ في طلب بطرس في لُدَّة. وعند وصوله، «صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويُرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن.» تصوروا المشهد: ارامل حزينات باكيات اخبرن الرسول كم كانت غزالة لطيفة وأريْنه تلك الثياب كدليل على محبتها ولطفها. واذ صرف الجميع، جثا بطرس مصليا والتفت الى الجسد. اسمعوا! قال: «يا طابيثا قومي.» وانظروا! «ففتحت عينيها. ولما ابصرت بطرس جلست. فناولها يده وأقامها. ثم نادى القديسين والارامل وأحضرها حية.» (اعمال ٩:٣٦-٤١) فيا لها من بركة من اللّٰه!
١٦ كانت هذه القيامة الاولى المسجلة التي قام بها احد رسل يسوع المسيح. والظروف التي قادت الى هذه العجيبة البديعة كانت متأصلة في اللطف. فمن يمكنه القول ان غزالة كانت ستُعاد الى الحياة إن لم تكن ممتلئة اعمالا صالحة وإحسانات — إن لم تكن ممتلئة لطفا حبيا؟ ولم تُبارك غزالة وتلك الارامل فقط ولكنّ عجيبة قيامتها زودت شهادة لمجد اللّٰه. نعم، «صار ذلك معلوما في يافا كلها فآمن كثيرون بالرب.» (اعمال ٩:٤٢) واليوم، تمتلئ النساء المسيحيات المتصفات بالعطف ايضا اعمالا صالحة — ربما خياطة الثياب للرفقاء المؤمنين، تحضير وجبات طعام للمسنين بيننا، تقديم الضيافة للآخرين. (١ تيموثاوس ٥:٩، ١٠) فيا لها من شهادة للمراقبين! وفوق ذلك، كم نكون سعداء ان التعبد التقوي واللطف الحبي يدفع هذا ‹الجند الكثير المبشرات› الى اعلان البشارة لمجد الهنا، يهوه! — مزمور ٦٨:١١.
داوموا على اتِّباع اللطف الحبي
١٧ ماذا يقال في الامثال ٢١:٢١، وكيف تنطبق هذه الكلمات على الافراد الاتقياء؟
١٧ ان جميع الذين يرغبون في رضى اللّٰه يجب ان يتّبعوا اللطف الحبي. «التابع العدل و (اللطف الحبي) يجد حياة (برًّا) وكرامة،» يقول مثل حكيم. (امثال ٢١:٢١) فالشخص التقوي يتّبع باجتهاد برَّ اللّٰه، اذ ترشده دائما المقاييس الالهية. (متى ٦:٣٣) ويُظهر باستمرار محبة الولاء، او اللطف الحبي للآخرين بطرائق مادية وبشكل خصوصي روحية. وهكذا، يجد البرَّ، لأن روح يهوه يساعده على العيش بطريقة بارة. وفي الواقع، انه ‹يلبس البرَّ› كما كان الرجل التقوي ايوب. (ايوب ٢٩:١٤) وشخص كهذا لا يطلب مجد نفسه. (امثال ٢٥:٢٧) وانما ينال من المجد ما يسمح به اللّٰه، ربما في شكل احترام من الرفقاء البشر الذين يدفعهم اللّٰه الى التعامل معه بلطف بسبب لطفه الحبي الخاص نحوهم. وفضلا عن ذلك فإن الذين يفعلون مشيئة اللّٰه بولاء يجدون الحياة — ليس لمجرد سنوات عابرة قليلة بل الى الابد.
١٨ لماذا يجب ان نتّبع اللطف الحبي؟
١٨ اذًا، فليستمر جميع محبي يهوه اللّٰه في اتِّباع اللطف الحبي. فهذه الصفة تجعلنا محبوبين من اللّٰه والآخرين. وتعزز حسن الضيافة وتجعلنا متصفين بالاعتبار. ويقوي اللطف الروابط ضمن العائلة والجماعة المسيحية. والنساء اللواتي يُظهرن اللطف الحبي يجري تقديرهن واحترامهن على نحو رفيع. وجميع الذين يتَّبعون هذه الصفة الرائعة يجلبون المجد لإله اللطف الحبي، يهوه.
-