-
حكم العالم يتغيَّربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
«وفي ايام هؤلاء الملوك يقيم اله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك [البشرية] وهي تثبت الى الابد. . . . الحلم حق وتعبيره يقين.» — دانيال ٢:٤٤، ٤٥.
ولكن لم يكن ذلك نهاية القضية. ففي رؤيا ثانية جرى تمثيل الدول العالمية المتعاقبة بوحوش عظيمة لها خصائص الدولة الممثَّلة. ثم سُمح لدانيال بأن يرى حتى العرش السماوي الموحي بالرهبة ‹للقديم الايام،› وأُظهر له ما سيحدث، لا في ايامه، بل في اثناء حكم الدولة العالمية الانكلواميركية لزماننا. فرأى محكمة يهوه السماوية الجليلة تدين هذه الدول العالمية. (دانيال ٧:٢-١٢) وكما تظهر الآيات التالية، صدر القرار الالهي بشأن تغيير في الحكم. فلمن يعطى هذا الحكم؟
مثل ابن انسان
يعطي دانيال الجواب المثير:
«كنت ارى في رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقرّبوه قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض.» — دانيال ٧:١٣، ١٤.
وهكذا استُخدم دانيال لينبئ بأن «القديم الايام،» يهوه اللّٰه نفسه، سيتخلص من اساءة الحكم من قبل الحكومات البشرية الظالمة ويجعل مكان ذلك حكما من قبل حكومة افضل مما يمكن للجنس البشري ان يتصوروه على الاطلاق — مملكة غير منظورة تمارس القوة والسلطة من السماء. ولكن مَن هو ذاك الذي هو «مثل ابن انسان» الذي يتسلّم المملكة؟
لا يجري تركنا في شك. لقد حدد يسوع هوية نفسه بصفته «ابن الانسان.» فوصف حضوره بأنه الوقت حين ‹يجيء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه.› (متى ٢٥:٣١) وعندما طلب رئيس الكهنة اليهودي ان يخبر يسوع المحكمة ما اذا كان هو «المسيح ابن اللّٰه» اجاب يسوع: «انت قلت. وايضا اقول لكم من الآن تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء.»a — متى ٢٦:٦٣، ٦٤.
-
-
حكم العالم يتغيَّربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
ولكن ما هو هذا الملكوت؟ انه اكثر بكثير من مجرد تأثير للخير في قلوب الناس وحياتهم. وهو ايضا اكثر بكثير من حياة ما يسمى بالكنيسة المسيحية. فملكوت اللّٰه حكومة حقيقية. لها ملك، حكام معاونون، مقاطعة، ورعايا.
-
-
حكم العالم يتغيَّربرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
«ويل لساكني الارض والبحر لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.» — رؤيا ١٢:٩-١٢.
وهذا الزمان القليل سينفد قريبا. وبعد اصحاحات قليلة تجري رؤية يسوع الممجَّد على فرس ابيض. فهو يدعى «كلمة اللّٰه،» وهو ‹سيضرب الامم› و «يرعاهم بعصا من حديد» — تماما كما اظهر دانيال ان الامم سيجري سحقها بواسطة ملكوت اللّٰه المشبَّه بحجر يكبر ليملأ الارض كلها. — رؤيا ١٩:١١-١٦، دانيال ٢:٣٤، ٣٥، ٤٤، ٤٥.
والدول السياسية البشرية المشبَّهة بوحوش لن تَظلم الجنس البشري ثانية ابدا!
حكام معاونون
ولكن هنالك المزيد. اوحي الى دانيال بأن يقول ان الملكوت لن يعطى فقط ‹لمثل ابن انسان› بل ايضا «لشعب قديسي العلي.» — دانيال ٧:٢٧.
فمَن هم هؤلاء؟ تقول الرؤيا عن الخروف، المسيح يسوع: «اشتريتنا للّٰه بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامة وجعلتنا لالهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الارض.» وتقول ايضا انهم سيصيرون «كهنة للّٰه والمسيح وسيملكون معه الف سنة.» وعددهم يعطى بأنه ٠٠٠,١٤٤. — رؤيا ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١؛ ٢٠:٦.
هؤلاء هم الذين يختارهم اللّٰه العلي للاشتراك في الحكومة العالمية مع ابنه، يسوع المسيح. فهل يمكن ان يكون مستقبلنا بين ايدٍ امينة اكثر من تلك التي لاولئك الذين يختارهم اللّٰه؟ كلا، فهذه المملكة ستكون افضل حكومة ممكنة — اسمى بكثير من ايّ شيء عرفه الانسان على الاطلاق. وفي ظل حكمها ستتحول الارض كلها الى الفردوس الذي قصده اللّٰه اولا.
-