-
الحقيقة عن الملكوت: توفير الطعام الروحيملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: سُوِيسِرَا؛ الى اليسار: أَوَاخِرَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ: أُخْتٌ تُسْمِعُ ٱمْرَأَةً خِطَابًا مُسَجَّلًا لِرَذَرْفُورْد فِي آلَابَامَا
القسم ١
اَلْحَقِيقَةُ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ: تَوْفِيرُ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ
تَتَلَأْلَأُ عَيْنَا تِلْمِيذِكَ حَالَمَا يَفْهَمُ آيَةً قَرَأْتَهَا لَهُ لِلتَّوِّ. فَيَقُولُ مُتَعَجِّبًا: «لَحْظَةً! أَتَقْصِدُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ أَنَّنَا سَنَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَنَّةٍ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟!». فَيَبْتَسِمُ رَفِيقُكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيُجِيبُ: «مَا رَأْيُكَ أَنْتَ، أَلَيْسَ هٰذَا مَا قَرَأْنَاهُ ٱلْآنَ؟». فَيَهُزُّ ٱلتِّلْمِيذُ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ يَسْأَلُ مَذْهُولًا: «كَيْفَ يُعْقَلُ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يُخْبِرْنِي بِهٰذَا؟!». فَتَفْرَحُ وَتَقُولُ فِي نَفْسِكَ: «لَقَدْ أَبْدَى رَدَّةَ ٱلْفِعْلِ عَيْنَهَا مُنْذُ بِضْعَةِ أَسَابِيعَ حِينَ سَمِعَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ هُوَ يَهْوَهُ».
هَلْ مَرَرْتَ بِهٰذَا ٱلِٱخْتِبَارِ مِنْ قَبْلُ؟ كَثِيرًا مَا يَتَكَرَّرُ ٱلسِّينَارِيُو أَعْلَاهُ مَعَ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَلَا يَسَعُنَا إِذَّاكَ إِلَّا أَنْ نُقَدِّرَ هِبَةً قَيِّمَةً نَنْعَمُ بِهَا، أَلَا وَهِيَ مَعْرِفَةُ ٱلْحَقِّ. وَلٰكِنْ مَهْلًا، كَيْفَ وَصَلَتْ هٰذِهِ ٱلْهِبَةُ إِلَيْكَ أَسَاسًا؟ يُجِيبُ ٱلْقِسْمُ ٱلتَّالِي عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ. فَٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي أَشْرَقَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ يُشَكِّلُ بُرْهَانًا دَامِغًا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيٌّ. وَمَلِكُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ يَحْرِصُ مُنْذُ مِئَةِ عَامٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْحَقَّ.
-
-
الكرازة بالملكوت: نشر البشارة حول العالمملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: اَلْكِرَازَةُ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ فِي كُورْيَا ٱلْيَوْمَ؛ الى اليسار: مُوَزِّعةُ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلَةٌ تُبَشِّرُ فِي كُورْيَا عَامَ ١٩٣١
القسم ٢
اَلْكِرَازَةُ بِٱلْمَلَكُوتِ: نَشْرُ ٱلْبِشَارَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ
تَنْهَضِينَ بَاكِرًا يَوْمَ عُطْلَتِكِ وَتَسْتَعِدِّينَ لِلْخِدْمَةِ. لٰكِنَّكِ تَتَرَدَّدِينَ قَلِيلًا لِأَنَّ ٱلتَّعَبَ يَدِبُّ فِي جِسْمِكِ. فَهَلْ أَحْلَى مِنَ ٱلرَّاحَةِ بَعْدَ أُسْبُوعٍ مُتْعِبٍ طَوِيلٍ؟! مَعَ ذٰلِكَ، تُصَلِّينَ وَتَعْقِدينَ ٱلْعَزْمَ عَلَى ٱلْخُرُوجِ. فَتَخْدُمِينَ إِلَى جَانِبِ أُخْتٍ مُسِنَّةٍ أَمِينَةٍ وَتَتَأَثَّرِينَ كَثِيرًا بِٱحْتِمَالِهَا وَلُطْفِهَا. وَفِيمَا تَحْمِلَانِ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، يَخْطُرُ لَكِ أَنَّ إِخْوَتَكِ وَأَخَوَاتِكِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُنَادُونَ بِٱلرِّسَالَةِ عَيْنِهَا، مُسْتَخْدِمِينَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ذَاتَهَا، وَمُسْتَعِينِينَ بِٱلتَّدْرِيبِ نَفْسِهِ. فَتَرْجِعِينَ إِلَى بَيْتِكِ مُجَدَّدَةَ ٱلْقِوَى وَمَسْرُورَةً لِأَنَّكِ لَمْ تُلَازِمِي ٱلْمَنْزِلَ.
فِي وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ، تُعَدُّ ٱلْكِرَازَةُ أَهَمَّ عَمَلٍ يُنْجِزُهُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. وَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ سَيَبْلُغُ نِطَاقًا وَاسِعًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (مت ٢٤:١٤) فَكَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّتُهُ؟ فِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَنْ يُنْجِزُونَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ؟ أَيَّةَ أَسَالِيبَ يَنْتَهِجُونَ؟ وَأَيَّ أَدَوَاتٍ يَسْتَعْمِلُونَ؟ فَٱلْكِرَازَةُ تُسَاعِدُ ٱلْمَلَايِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنْ يَعْتَبِرُوا مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيًّا.
-
-
مقاييس الملكوت: طلبُ بر اللّٰهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: يُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ مُخْتَلِفُونَ عَنْ غَيْرِهِمْ؛ الى اليسار: عَائِلَةُ بَيْتَ إِيلَ تَحْتَفِلُ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ عَامَ ١٩٢٦
القسم ٣
مَقَايِيسُ ٱلْمَلَكُوتِ: طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ
تُسَلِّمُ عَلَى جَارِكَ مِنْ بَعِيدٍ حِينَمَا تَرَاهُ. هٰذِهِ لَيْسَتِ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تُلَاحِظُ أَنَّهُ يُرَاقِبُكَ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ. فَيَرُدُّ ٱلسَّلَامَ ثُمَّ يُومِئُ لَكَ كَيْ تَقْتَرِبَ مِنْهُ. يَقُولُ: «اِسْمَحْ لِي مِنْ فَضْلِكَ أَنْ أَسْأَلَ، لِمَ أَنْتُمْ مُخْتَلِفُونَ؟». فَتَسْتَفْسِرُ مِنْهُ عَمَّا يَقْصِدُهُ بِسُؤَالِهِ هٰذَا. فَيُجِيبُ: «أَنْتُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ، صَحِيحٌ؟ أَرَى أَنَّكُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْجَمِيعِ، وَدِينَكُمْ لَا يُشْبِهُ أَيَّ دِينٍ آخَرَ. فَأَنْتُمْ لَا تَحْتَفِلُونَ بِٱلْأَعْيَادِ وَلَا تَتَدَخَّلُونَ فِي ٱلسِّيَاسَةِ وَلَا تَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْحُرُوبِ، حَتَّى إِنَّكُمْ لَا تُدَخِّنُونَ. وَفَوْقَ ذٰلِكَ، عَائِلَتُكَ مُمَيَّزَةٌ بِأَخْلَاقِهَا وَسُلُوكِهَا. فَلِمَ أَنْتُمْ مُخْتَلِفُونَ كَثِيرًا عَنْ غَيْرِكُمْ؟».
مِنْ جِهَتِكَ، أَنْتَ تُدْرِكُ أَنَّ ٱلسَّبَبَ وَاضِحٌ وَبَسِيطٌ. فَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ نَعِيشُ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ يُمَحِّصُنَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. وَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسِيرَ عَلَى خُطَاهُ، فَنَكُونُ مُخْتَلِفِينَ عَنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. وَفِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ، نُنَاقِشُ كَيْفَ مَحَّصَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ شَعْبَ ٱللّٰهِ رُوحِيًّا وَأَدَبِيًّا وَتَنْظِيمِيًّا بِهَدَفِ تَمْجِيدِ يَهْوَهَ.
-
-
انتصارات الملكوت: تثبيت البشارة قانونياملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: هَلْ يَحْمِي ٱلْقَانُونُ حَيْثُ تَعِيشُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ؟؛ الى اليسار: اِعْتِقَالُ أَخٍ بِسَبَبِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي آيِنْتْهُوفِن بِهُولَنْدَا سَنَةَ ١٩٤٥
القسم ٤
اِنْتِصَارَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ: تَثْبِيتُ ٱلْبِشَارَةِ قَانُونِيًّا
فِيمَا تُبَشِّرُ مَعَ أُخْتٍ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، تَلْمَحُ سَيَّارَةَ ٱلشُّرْطَةِ آتِيَةً مِنْ بَعِيدٍ. ثُمَّ حِينَ تَبْدَأُ بِٱلتَّحَدُّثِ مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ، تُرْكَنُ ٱلسَّيَّارَةُ قُرْبَكُمَا فَيَتَشَتَّتُ ٱنْتِبَاهُ رَفِيقَتِكَ. بَعْدَئِذٍ يَمْشِي شُرْطِيٌّ نَحْوَكُمَا وَيَقْتَرِبُ سَائِلًا: «هَلْ أَنْتُمَا مَنْ يَتَجَوَّلُ فِي ٱلْحَيِّ وَيَدُقُّ أَبْوَابَ ٱلنَّاسِ لِلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ لَقَدْ تَسَلَّمْنَا شَكَاوَى عَدِيدَةً ٱلْيَوْمَ». فَتُجِيبَانِ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ وَتُخْبِرَانِهِ أَنَّكُمَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَمَاذَا يَحْصُلُ تَالِيًا؟
يَتَوَقَّفُ ٱلْأَمْرُ إِلَى حَدٍّ بَعِيدٍ عَلَى تَارِيخِ ٱلْبَلَدِ حَيْثُ تَقْطُنُ. فَكَيْفَ تَعَامَلَتِ ٱلدَّوْلَةُ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ؟ هَلْ تَكْفَلُ إِلَى حَدٍّ مَا ٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلدِّينِيَّةَ؟ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ حُرِّيَّاتٍ كَهٰذِهِ تَحَقَّقَتْ بِٱلْإِجْمَالِ بِفَضْلِ كَدِّ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا» طَوَالَ عُقُودٍ. (في ١:٧) وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ أَيْنَ تَعِيشُ، يَتَشَدَّدُ إِيمَانُكَ حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي سِجِلِّ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي حَقَّقَهَا شُهُودُ يَهْوَهَ. فَٱنْتِصَارَاتُنَا تُشَكِّلُ دَلِيلًا دَامِغًا أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ حَقِيقِيٌّ، إِذْ يَسْتَحِيلُ عَلَيْنَا تَحْقِيقُهَا بِجُهُودِنَا ٱلْخَاصَّةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ نَسْتَعْرِضُ جُزْءًا مِنْ تَارِيخِنَا ٱلْقَانُونِيِّ ٱللَّافِتِ.
-
-
التعليم في ظل الملكوت: تدريب خدام الملكملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: يَوْمُ مَحْفِلٍ خُصُوصِيٍّ فِي مَلَاوِي بِإِفْرِيقْيَا عَامَ ٢٠١٢؛ الى اليسار: اِجْتِمَاعٌ فِي ٱلْهَوَاءِ ٱلطَّلْقِ فِي لَنْدَن بِإِنْكِلْتَرَا عَامَ ١٩٤٥
القسم ٥
اَلتَّعْلِيمُ فِي ظِلِّ ٱلْمَلَكُوتِ: تَدْرِيبُ خُدَّامِ ٱلْمَلِكِ
تَجْلِسُ بَيْنَ ٱلْحُضُورِ وَتَبْتَسِمُ مُشَجِّعًا ٱلْخَطِيبَ ٱلْوَاقِفَ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ. إِنَّهُ أَخٌ شَابٌّ مِنْ جَمَاعَتِكَ يُلْقِي لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى خِطَابًا فِي ٱلْمَحْفِلِ. وَفِيمَا تَسْتَمِعُ إِلَيْهِ مَسْرُورًا، لَا يَسَعُكَ إِلَّا أَنْ تَهُزَّ رَأْسَكَ إِعْجَابًا بِٱلتَّدْرِيبِ ٱلَّذِي يَنَالُهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ. فَأَنْتَ تَذْكُرُ بِدَايَاتِ هٰذَا ٱلشَّابِّ عَلَى ٱلْمِنَصَّةِ، فَأَيْنَ كَانَ وَأَيْنَ أَصْبَحَ! لَقَدْ تَقَدَّمَ تَقَدُّمًا مَلْحُوظًا بَعْدَمَا حَضَرَ مَدْرَسَةَ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. وَمُؤَخَّرًا، حَضَرَ مَعَ زَوْجَتِهِ مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَبَيْنَمَا تُصَفِّقُ لَهُ عَلَى خِطَابِهِ ٱلرَّائِعِ، تُجِيلُ بَصَرَكَ فِي ٱلْحَاضِرِينَ مُفَكِّرًا فِي ٱلتَّعْلِيمِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّاهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَجْمَعُ.
أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِوَقْتٍ يَكُونُ فِيهِ كُلُّ شَعْبِ ٱللّٰهِ «مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ». (اش ٥٤:١٣) وَنَحْنُ ٱلْآنَ نَعِيشُ فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ. فَخُدَّامُ يَهْوَهَ يَنْهَلُونَ مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لَا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَمُخْتَلِفِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلَّتِي تُعِدُّهُمْ لِتَوَلِّي تَعْيِينَاتٍ خُصُوصِيَّةٍ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ. وَفِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ، سَنَرَى أَنَّ كُلَّ أَشْكَالِ ٱلتَّعْلِيمِ تُبَرْهِنُ بِٱلْحُجَّةِ ٱلْقَاطِعَةِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْيَوْمَ.
-
-
دعم عمل الملكوت: اعمال البناء والاغاثةملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الى اليمين: إِعَادَةُ بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ فِي ٱلْيَابَانِ بَعْدَمَا ٱجْتَاحَهَا ٱلتُّسُونُامِي عَامَ ٢٠١١؛ الى اليسار: مُؤَنُ إِغَاثَةٍ مِنْ سُوِيسِرا إِلَى إِخْوَتِنَا فِي أَلْمَانِيَا عَامَ ١٩٤٦
القسم ٦
دَعْمُ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ: أَعْمَالُ ٱلْبِنَاءِ وَٱلْإِغَاثَةِ
تَطَأُ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ فَيُذْهِلُكَ مَا تُبْصِرُهُ عَيْنَاكَ. ثُمَّ لَا تَلْبَثُ أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْفَخْرِ وَٱلْإِعْجَابِ. وَهٰذَا ٱلشُّعُورُ لَيْسَ وَلِيدَ سَاعَتِهِ. فَأَنْتَ تَعْتَزُّ بِهٰذِهِ ٱلْقَاعَةِ مُنْذُ تَشْيِيدِهَا. وَلَعَلَّكَ أَيْضًا أَسْهَمْتَ فِي بِنَائِهَا قَبْلَ سَنَوَاتٍ خَلَتْ. لٰكِنَّكَ ٱلْآنَ تَرَى مَشْهَدًا يُوقِعُ أَثَرًا بَالِغًا فِي نَفْسِكَ. لَقَدْ تَحَوَّلَتْ قَاعَةُ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى مَرْكَزٍ مُؤَقَّتٍ لِلْإِغَاثَةِ. فَبَعْدَمَا ضَرَبَتْ مِنْطَقَتَكَ عَاصِفَةٌ عَاتِيَةٌ حَمَلَتْ مَعَهَا فَيَضَانَاتٍ جَارِفَةً وَدَمَارًا هَائِلًا، رَتَّبَتْ لَجْنَةُ ٱلْفَرْعِ عَلَى ٱلْفَوْرِ كَيْ يَحْصُلَ ٱلْمَنْكُوبُونَ عَلَى ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَاءِ ٱلنَّظِيفِ وَمُسَاعَدَاتٍ أُخْرَى. كُلُّ شَيْءٍ يَجْرِي بِتَرْتِيبٍ: مُؤَنُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْمُتَبَرَّعُ بِهَا مَصْفُوفَةٌ بِعِنَايَةٍ، ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ يَقِفُونَ فِي ٱلصَّفِّ، يَأْخُذُونَ حَاجَتَهُمْ، وَدُمُوعُ ٱلْفَرَحِ وَٱلتَّأَثُّرِ تَنْهَمِرُ مِنْ عُيُونِهِمْ.
ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْعَلَامَةَ ٱلْفَارِقَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ أَتْبَاعَهُ هِيَ مَحَبَّتُهُمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) وَفِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ، سَنَرَى كَيْفَ تَتَجَلَّى ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ وَأَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّتِي يَقُومُ بِهَا شُهُودُ يَهْوَهَ. وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ بُرْهَانٌ لَا يَرْقَى إِلَيْهِ ٱلشَّكُّ أَنَّنَا نَعِيشُ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ يَسُوعَ.
-
-
يهوه يكشف قصدهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٣
يَهْوَهُ يَكْشِفُ قَصْدَهُ
١، ٢ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ؟
يُشْرِكُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُحِبُّونَ أَوْلَادَهُمْ فِي مُنَاقَشَةِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. لٰكِنَّهُمْ يَتَحَفَّظُونَ فِي كَمِّيَّةِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّتِي يُطْلِعُونَهُمْ عَلَيْهَا. فَلَا يُخْبِرُونَهُمْ إِلَّا بِٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي يَقْدِرُونَ أَنْ يَسْتَوْعِبُوهَا.
٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَكْشِفُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ تَدْرِيجِيًّا لِلْعَائِلَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّهُ يَحْرِصُ عَلَى ٱخْتِيَارِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِذٰلِكَ. إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي لَمْحَةً تُبَيِّنُ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ حَقَائِقَ عَنْ مَلَكُوتِهِ.
مَا ٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ؟
٣، ٤ هَلْ قَدَّرَ يَهْوَهُ مَسَارَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ؟ أَوْضِحُوا.
٣ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ فِي ٱلْأَصْلِ جُزْءًا مِنَ ٱلْقَصْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُعَيِّنْ مُسْبَقًا مَسَارَ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ، بَلْ أَنْعَمَ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ. لِذٰلِكَ أَطْلَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَى قَصْدِهِ لِلْبَشَرِ وَأَوْصَاهُمَا: «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا». (تك ١:٢٨) كَمَا تَطَلَّبَ مِنْهُمَا أَنْ يَحْتَرِمَا مَقَايِيسَهُ ٱلَّتِي تُحَدِّدُ مَا ٱلصَّوَابُ وَمَا ٱلْخَطَأُ. (تك ٢:١٦، ١٧) وَهٰكَذَا كَانَ بِإِمْكَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى وَلَائِهِمَا. وَلَوِ ٱخْتَارَا ذٰلِكَ هُمَا وَنَسْلُهُمَا، لَمَا ٱحْتَجْنَا إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ، وَلَعَجَّتِ ٱلْأَرْضُ ٱلْيَوْمَ بِبَشَرٍ كَامِلِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ جَمِيعًا.
٤ غَيْرَ أَنَّ تَمَرُّدَ ٱلشَّيْطَانِ وَآدَمَ وَحَوَّاءَ لَمْ يَدْفَعْ يَهْوَهَ قَطُّ إِلَى ٱلتَّخَلِّي عَنْ قَصْدِهِ أَنْ تَمْلَأَ ٱلْأَرْضَ عَائِلَةٌ بَشَرِيَّةٌ كَامِلَةٌ. عِوَضَ ذٰلِكَ، كَيَّفَ ٱللّٰهُ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يُحَقِّقُ بِهَا هٰذِهِ ٱلْغَايَةَ. فَقَصْدُهُ لَا يُشْبِهُ قِطَارًا مُلْزَمًا ٱلسَّيْرَ فِي سِكَّةٍ مُحَدَّدَةٍ وَيُمْكِنُ أَنْ يَنْحَرِفَ عَنْهَا بِفِعْلِ عَوَامِلَ خَارِجِيَّةٍ. بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ، مَا مِنْ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ قَادِرَةٌ أَنْ تَحُولَ دُونَ تَحْقِيقِ قَصْدِ يَهْوَهَ حَالَمَا يُخْبِرُ بِهِ. (اقرأ اشعيا ٥٥:١١.) فَإِذَا نَشَأَتْ عَقَبَةٌ تُعَرْقِلُ مَسَارًا مُعَيَّنًا، يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ مَسَارًا آخَرَ.a (خر ٣:١٤، ١٥) وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُنَاسِبِ، يَضَعُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فِي ٱلصُّورَةِ كَاشِفًا لَهُمْ عَنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلْجَدِيدَةِ لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ.
٥ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ إِثْرَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ؟
٥ لَقَدْ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يُؤَسِّسَ ٱلْمَلَكُوتَ عَلَى إِثْرِ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. (مت ٢٥:٣٤) وَفِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ ٱلْحَالِكَةِ مِنَ ٱلتَّارِيخِ، سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي سَيَسْتَخْدِمُهَا لِيُقَوِّمَ ٱلْبَشَرَ وَيَمْحُوَ ٱلضَّرَرَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ مُحَاوَلَةِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْفَاشِلَةِ لِٱغْتِصَابِ ٱلسُّلْطَةِ. (تك ٣:١٤-١٩) مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَكْشِفْ آنَذَاكَ جَمِيعَ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ دُفْعَةً وَاحِدَةً.
يَهْوَهُ يُبَاشِرُ بِكَشْفِ حَقَائِقَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ
٦ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ، وَأَيُّ تَفَاصِيلَ لَمْ يُفْصِحْ عَنْهَا؟
٦ فِي أُولَى ٱلنُّبُوَّاتِ، وَعَدَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ بِمَجِيءِ «نَسْلٍ» سَيَسْحَقُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ. (اقرإ التكوين ٣:١٥.) غَيْرَ أَنَّ هُوِيَّةَ هٰذَا ٱلنَّسْلِ وَهُوِيَّةَ نَسْلِ ٱلْحَيَّةِ ظَلَّتَا مَجْهُولَتَيْنِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. وَلَمْ يُفْصِحْ يَهْوَهُ عَنْ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةٍ إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا.b
٧ لِمَ ٱخْتَارَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ؟
٧ فَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، ٱخْتَارَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ لِيَتَحَدَّرَ مِنْهُ ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. وَوَقَعَ ٱخْتِيَارُهُ عَلَى هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ لِأَنَّهُ ‹سَمِعَ لِقَوْلِهِ›. (تك ٢٢:١٨) وَمِنْ هُنَا نَسْتَقِي دَرْسًا مُهِمًّا: يَهْوَهُ لَا يَكْشِفُ قَصْدَهُ إِلَّا لِلَّذِينَ يَخَافُونَهُ وَيُوَقِّرُونَهُ. — اقرإ المزمور ٢٥:١٤.
٨، ٩ أَيُّ مَعْلُومَاتٍ عَنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ كَشَفَهَا يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبَ؟
٨ وَلِصَدِيقِهِ إِبْرَاهِيمَ بَاحَ يَهْوَهُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى بِمَعْلُومَةٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ عِنْدَمَا كَلَّمَهُ مِنْ خِلَالِ مَلَاكٍ. فَقَدْ كَشَفَ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ سَيَكُونُ إِنْسَانًا. (تك ٢٢:١٥-١٧؛ يع ٢:٢٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ سَيَسْحَقُ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ؟ وَمَنْ هِيَ هٰذِهِ ٱلْحَيَّةُ أَسَاسًا؟ بَقِيَ هٰذَانِ ٱلسُّؤَالَانِ مُعَلَّقَيْنِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.
٩ بَعْدَئِذٍ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَتَحَدَّرُ مِنْ رَجُلٍ آمَنَ بِهِ إِيمَانًا عَظِيمًا هُوَ يَعْقُوبُ حَفِيدُ إِبْرَاهِيمَ. (تك ٢٨:١٣-٢٢) ثُمَّ كَشَفَ ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِ تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةً. فَٱلنَّسْلُ سَيَأْتِي مِنْ سُلَالَةِ يَهُوذَا ٱبْنِهِ وَسَيَتَسَلَّمُ «ٱلصَّوْلَجَانَ»، أَيِ ٱلْعَصَا ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَى ٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ، «وَلَهُ تَكُونُ طَاعَةُ ٱلشُّعُوبِ». (تك ٤٩:١، ١٠) وَهٰكَذَا، أَشَارَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ ٱلْمُنْتَظَرَ سَيُصْبِحُ مَلِكًا.
١٠، ١١ لِمَ كَشَفَ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِدَاوُدَ وَدَانِيَالَ؟
١٠ بَعْدَ ٦٥٠ سَنَةً تَقْرِيبًا عَلَى أَيَّامِ يَهُوذَا، أَطْلَعَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ ٱلْمُتَحَدِّرَ مِنْ يَهُوذَا عَلَى تَفَاصِيلَ إِضَافِيَّةٍ عَنْ قَصْدِهِ. فَقَدْ كَانَ دَاوُدُ «رَجُلًا يُوَافِقُ قَلْبَ» يَهْوَهَ. (١ صم ١٣:١٤؛ ١٧:١٢؛ اع ١٣:٢٢) وَبِمَا أَنَّهُ خَافَ ٱللّٰهَ وَوَقَّرَهُ، قَطَعَ ٱلْخَالِقُ مَعَهُ عَهْدًا وَاعِدًا إِيَّاهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ سُلَالَتِهِ سَيَحْكُمُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — ٢ صم ٧:٨، ١٢-١٦.
١١ ثُمَّ بَعْدَ نَحْوِ ٥٠٠ سَنَةٍ، كَشَفَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ بِدِقَّةٍ سَنَةَ ظُهُورِ ٱلْمَسِيَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (دا ٩:٢٥) فَدَانِيَالُ كَانَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا› عِنْدَ يَهْوَهَ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُ ٱحْتَرَمَ ٱللّٰهَ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا وَوَاظَبَ عَلَى خِدْمَتِهِ. — دا ٦:١٦؛ ٩:٢٢، ٢٣.
١٢ مَاذَا قِيلَ لِدَانِيَالَ أَنْ يَفْعَلَ، وَلِمَاذَا؟
١٢ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ أَنْبِيَاءَ أُمَنَاءَ كَدَانِيَالَ لِتَدْوِينِ عَشَرَاتِ ٱلتَّفَاصِيلِ عَنِ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ، أَيِ ٱلْمَسِيَّا، وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْوَقْتُ قَدْ حَانَ بَعْدُ لِيَفْهَمَ خُدَّامُهُ كَامِلًا مَغْزَى هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، قِيلَ لِدَانِيَالَ مَثَلًا بَعْدَمَا تَلَقَّى رُؤْيَا عَنْ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَنْ يَخْتِمَ ٱلنُّبُوَّةَ حَتَّى وَقْتِ يَهْوَهَ ٱلْمُعَيَّنِ. فَعِنْدَئِذٍ سَوْفَ «تَزْدَادُ» ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ. — دا ١٢:٤.
اِسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ رِجَالًا أُمَنَاءَ كَدَانِيَالَ لِتَدْوِينِ تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ
يَسُوعُ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى قَصْدِ ٱللّٰهِ
١٣ (أ) مَنْ هُوَ ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ؟ (ب) كَيْفَ سَلَّطَ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلنُّبُوَّةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلتَّكْوِين ٣:١٥؟
١٣ لَمْ يَتْرُكْ يَهْوَهُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ نَسْلُ دَاوُدَ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ ٱلَّذِي سَيَحْكُمُ مَلِكًا. (لو ١:٣٠-٣٣؛ ٣:٢١، ٢٢) وَحِينَ ٱسْتَهَلَّ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ، أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ مُضِيئَةً مَعْرِفَةَ ٱلْبَشَرِ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ. (مت ٤:١٣-١٧) مَثَلًا، لَقَدْ كَشَفَ بِكُلِّ وُضُوحٍ هُوِيَّةَ ‹ٱلْحَيَّةِ› ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلتَّكْوِين ٣:١٤ وَ ١٥، إِذْ وَصَفَ إِبْلِيسَ بِأَنَّهُ «قَاتِلٌ» لِلنَّاسِ «وَأَبُو ٱلْكَذِبِ». (يو ٨:٤٤) وَفِي ٱلرُّؤْيَا ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لِيُوحَنَّا، قَالَ إِنَّ «ٱلْحَيَّةَ ٱلْأُولَى» هِيَ نَفْسُهَا «ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ».c (اقرإ الرؤيا ١:١؛ ١٢:٩.) كَمَا بَيَّنَ فِي تِلْكَ ٱلرُّؤْيَا كَيْفَ سَيُتَمِّمُ أَخِيرًا بِصِفَتِهِ ٱلنَّسْلَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْمُعْطَاةَ فِي عَدْنٍ وَيُزِيلُ ٱلشَّيْطَانَ مِنَ ٱلْوُجُودِ. — رؤ ٢٠:٧-١٠.
١٤-١٦ هَلْ فَهِمَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ كَامِلًا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي كَشَفَهَا يَسُوعُ؟ أَوْضِحُوا.
١٤ وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ يَسُوعَ أَسْهَبَ فِي ٱلْكَلَامِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْأَوَّلِ، لَمْ يُفْصِحْ دَائِمًا عَنْ كُلِّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي رَغِبَ تَلَامِيذُهُ فِي مَعْرِفَتِهَا. حَتَّى عِنْدَمَا كَشَفَ تَفَاصِيلَ مُعَيَّنَةً، لَمْ يَتَمَكَّنْ أَتْبَاعُهُ مِنْ فَهْمِهَا كَامِلًا إِلَّا بَعْدَ مُرُورِ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ بَلَغَتْ أَحْيَانًا مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
١٥ عَامَ ٣٣ بم، أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْحُكَّامَ ٱلْمُعَاوِنِينَ لَهُ فِي ٱلْمَلَكُوتِ سَيُؤْخَذُونَ مِنَ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ حَيْثُ يُقَامُونَ كَمَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ. أَمَّا ٱلتَّلَامِيذُ فَلَمْ يَفْهَمُوا كَلِمَاتِهِ فِي ٱلْحَالِ. (دا ٧:١٨؛ يو ١٤:٢-٥) وَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ أَيْضًا، أَشَارَ مِنْ خِلَالِ مَثَلَيْنِ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ قَبْلَ مُضِيِّ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَلَى صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ٢٥:١٤، ١٩؛ لو ١٩:١١، ١٢) وَلٰكِنْ مَرَّةً أُخْرَى لَمْ يَفْهَمِ ٱلتَّلَامِيذُ هٰذِهِ ٱلنُّقْطَةَ ٱلْمُهِمَّةَ، وَسَأَلُوهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ: «أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟». وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَكْشِفَ مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ. (اع ١:٦، ٧) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أَخْبَرَ ٱلْمَسِيحُ عَنْ وُجُودِ «خِرَافٍ أُخَرَ» لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلَّذِي يُعَاوِنُهُ فِي ٱلْحُكْمِ. (يو ١٠:١٦؛ لو ١٢:٣٢) لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَفْهَمُوا تَمَامًا هُوِيَّةَ هٰذَيْنِ ٱلْفَرِيقَيْنِ إِلَّا بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَلَى تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤.
١٦ وَخِلَالَ وُجُودِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ عِنْدَهُ بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ لِيَقُولَهَا لِتَلَامِيذِهِ، لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَحَمُّلَهَا آنَذَاكَ. (يو ١٦:١٢) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ كُشِفَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ لِتَزْدَادَ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ.
اَلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ تَزْدَادُ فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ»
١٧ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَفْهَمَ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ، وَإِلَامَ نَحْتَاجُ أَيْضًا؟
١٧ أَنْبَأَ يَهْوَهُ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ قَائِلًا إِنَّ ‹كَثِيرِينَ يَتَصَفَّحُونَ ٱلْكِتَابَ، وَٱلْمَعْرِفَةَ ٱلْحَقَّةَ عَنْ قَصْدِهِ تَزْدَادُ›. (دا ١٢:٤) وَفْقًا لِأَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، تَدُلُّ صِيغَةُ ٱلْفِعْلِ ٱلْعِبْرَانِيِّ ٱلْمَنْقُولِ إِلَى «يَتَصَفَّحُونَ» عَلَى شَخْصٍ يَتَفَحَّصُ كِتَابًا فَحْصًا دَقِيقًا وَشَامِلًا. وَهٰكَذَا يَجِبُ عَلَى ٱلرَّاغِبِينَ فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنْ يَعْمَلُوا جَاهِدِينَ لِٱكْتِسَابِهَا. وَلٰكِنْ مَهْمَا دَرَسْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَامِلًا حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَّا إِذَا أَنْعَمَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ. — اقرأ متى ١٣:١١.
١٨ كَيْفَ يُعْرِبُ خَائِفُو يَهْوَهَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّوَاضُعِ؟
١٨ وَفِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، يُوَاصِلُ يَهْوَهُ ٱلْكَشْفَ تَدْرِيجِيًّا عَنْ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ تَمَامًا مِثْلَمَا فَعَلَ خِلَالَ ٱلْعُقُودِ قَبْلَ سَنَةِ ١٩١٤. فَكَمَا نَرَى فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْخَامِسِ، وَجَبَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي أَنْ يُعَدِّلُوا مِرَارًا فَهْمَهُمْ لِبَعْضِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَحْظَوْنَ بِدَعْمِ يَهْوَهَ؟ إِطْلَاقًا! بَلِ ٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ خَائِفِي يَهْوَهَ هٰؤُلَاءِ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَتَيْنِ مُحَبَّبَتَيْنِ إِلَيْهِ، هُمَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّوَاضُعُ. (عب ١١:٦؛ يع ٤:٦) فَمِنْ جِهَةٍ، يُؤْمِنُ خُدَّامُ يَهْوَهَ أَنَّ جَمِيعَ ٱلْوُعُودِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَتِهِ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ حِينَ يُقِرُّونَ أَنَّهُمْ أَسَاءُوا فَهْمَ طَرِيقَةِ إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْوُعُودِ. وَمَوْقِفُهُمُ ٱلْمُتَوَاضِعُ هٰذَا يَظْهَرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي عَدَدِ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. ذَكَرَ: «نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلرَّبَّ . . . سَيُفَسِّرُ كَلِمَتَهُ لِشَعْبِهِ بِطَرِيقَتِهِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ».
«اَلرَّبُّ . . . سَيُفَسِّرُ كَلِمَتَهُ لِشَعْبِهِ بِطَرِيقَتِهِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَفِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ»
١٩ أَيُّ فَهْمٍ مَنَحَنَا إِيَّاهُ يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَاذَا؟
١٩ حِينَ تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ عَامَ ١٩١٤، لَمْ يَمْلِكْ شَعْبُ ٱللّٰهِ سِوَى مَعْرِفَةٍ جُزْئِيَّةٍ عَنْ طَرِيقَةِ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. (١ كو ١٣:٩، ١٠، ١٢) وَمِنْ شِدَّةِ حَمَاسَتِنَا لِتَحَقُّقِ وُعُودِ ٱللّٰهِ، تَوَصَّلْنَا أَحْيَانًا إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ. لٰكِنَّنَا عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، لَمَسْنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ صِحَّةَ كَلِمَاتٍ وَرَدَتْ فِي مَقَالَةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْآنِفَةِ ٱلذِّكْرِ. نَقْرَأُ فِيهَا: «مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ، لَا يُمْكِنُنَا فَهْمُ ٱلنُّبُوَّاتِ إِلَّا خِلَالَ إِتْمَامِهَا أَوْ بَعْدَ إِتْمَامِهَا». وَٱلْيَوْمَ بَعْدَمَا تَوَغَّلْنَا فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، فَإِنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ إِمَّا قَدْ تَمَّ أَوْ أَنَّهُ قَيْدُ ٱلْإِتْمَامِ. وَبِمَا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ مُتَوَاضِعٌ وَيَقْبَلُ ٱلتَّقْوِيمَ، فَقَدْ مَنَحَهُ يَهْوَهُ فَهْمًا أَوْضَحَ لِقَصْدِهِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ اَلنُّبُوَّةُ تَمَّتْ، وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ ٱزْدَادَتْ!
اَلنُّورُ ٱلْجَدِيدُ يُغَرْبِلُ شَعْبَ ٱللّٰهِ
٢٠، ٢١ كَيْفَ أَثَّرَ ٱلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلْجَدِيدُ فِي مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٢٠ عِنْدَمَا يُوَضِّحُ يَهْوَهُ فَهْمَنَا لِلْحَقِّ، تُوضَعُ قُلُوبُنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. فَهَلْ يَدْفَعُنَا ٱلْإِيمَانُ وَٱلتَّوَاضُعُ إِلَى قُبُولِ هٰذِهِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ؟ لَقَدْ وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَضْعًا مُمَاثِلًا فِي مُنْتَصَفِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. اِرْجِعْ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَتَخَيَّلْ نَفْسَكَ وَاحِدًا مِنْهُمْ؛ تَخَيَّلْ نَفْسَكَ شَخْصًا يُكِنُّ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ وَيَفْتَخِرُ بِإِرْثِهِ ٱلْقَوْمِيِّ. وَإِذَا بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ يَبْعَثُ بِرَسَائِلَ مُلْهَمَةٍ تَطْلُبُ مِنْكَ تَغْيِيرَ وُجْهَةِ نَظَرِكَ! فَيَذْكُرُ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ لَمْ تَعُدْ مُلْزِمَةً وَأَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَ إِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيَّ لِيَجْمَعَ عِوَضًا عَنْهُمْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ يَهُودٍ وَأُمَمِيِّينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. (رو ١٠:١٢؛ ١١:١٧-٢٤؛ غل ٦:١٥، ١٦؛ كو ٢:١٣، ١٤) فَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ؟
٢١ مِنْ جِهَةٍ، قَبِلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ تَفْسِيرَ بُولُسَ ٱلْمُلْهَمَ، فَنَالُوا بَرَكَةَ يَهْوَهَ. (اع ١٣:٤٨) بِٱلْمُقَابِلِ، ٱسْتَاءَ آخَرُونَ مِنَ ٱلنُّورِ ٱلْجَدِيدِ وَكَانُوا مَيَّالِينَ إِلَى ٱلتَّشَبُّثِ بِفَهْمِهِمِ ٱلْخَاصِّ. (غل ٥:٧-١٢) وَفِي حَالِ لَمْ يُغَيِّرُوا وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ، فَقَدْ خَسِرُوا فُرْصَةَ ٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. — ٢ بط ٢:١.
٢٢ مَا رَدَّةُ فِعْلِكَ حِيَالَ فَهْمِنَا ٱلْمُوَضَّحِ لِقَصْدِ ٱللّٰهِ؟
٢٢ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ أَيْضًا، وَضَّحَ يَهْوَهُ فَهْمَنَا عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَسَاعَدَنَا مَثَلًا أَنْ نَفْهَمَ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ أَجْوِبَةَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَتَى يُفْرَزُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ عَمَّنْ لَا يَقْبَلُونَ ٱلْبِشَارَةَ مِثْلَمَا تُفْرَزُ ٱلْخِرَافُ مِنَ ٱلْجِدَاءِ؟ مَتَى يَكْتَمِلُ عَدَدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟ مَا مَغْزَى أَمْثِلَةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ وَمَتَى يُقَامُ آخِرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ؟d وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَا رَدَّةُ فِعْلِي حِيَالَ تَوْضِيحَاتٍ كَهٰذِهِ؟ هَلْ يَتَقَوَّى إِيمَانِي؟ وَهَلْ أَرَى فِيهَا دَلِيلًا أَنَّ يَهْوَهَ يُوَاصِلُ تَعْلِيمَ شَعْبِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ؟›. إِنَّ ٱلْفُصُولَ ٱللَّاحِقَةَ سَتُرَسِّخُ ٱقْتِنَاعَكَ بِأَنَّ يَهْوَهَ يَكْشِفُ قَصْدَهُ تَدْرِيجِيًّا لِخَائِفِيهِ.
a اِسْمُ ٱللّٰهِ صِيغَةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ فِعْلٍ عِبْرَانِيٍّ يَعْنِي «صَارَ»، وَهُوَ يُشِيرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُتَمِّمُ وُعُودَهُ. اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟» فِي ٱلْفَصْلِ ٤.
b صَحِيحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةَ تَبْدُو طَوِيلَةً فِي نَظَرِنَا ٱلْيَوْمَ، وَلٰكِنْ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ آنَذَاكَ كَانُوا يَعِيشُونَ مُدَّةً أَطْوَلَ بِكَثِيرٍ. فَآدَمُ عَاصَرَ لَامِكَ أَبَا نُوحٍ، وَلَامِكُ عَاصَرَ سَامًا بْنَ نُوحٍ، وَسَامٌ عَاصَرَ إِبْرَاهِيمَ. — تك ٥:٥، ٣١؛ ٩:٢٩؛ ١١:١٠، ١١؛ ٢٥:٧.
c يَرِدُ ٱلتَّعْبِيرُ «شَيْطَانٌ» ١٨ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِشَارَةً إِلَى شَخْصٍ مُحَدَّدٍ، فِي حِينِ يَظْهَرُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ لَمْ تُشَدِّدْ فَوْقَ ٱللُّزُومِ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ، بَلْ كَانَ تَرْكِيزُهَا عَلَى تَحْدِيدِ هُوِيَّةِ ٱلْمَسِيَّا. وَحِينَ أَتَى ٱلْمَسِيَّا، فَضَحَ هُوَ بِنَفْسِهِ ٱلشَّيْطَانَ كَامِلًا كَمَا تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ.
d لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ حَوْلَ ٱلنُّورِ ٱلْجَدِيدِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَوَاضِيعِ، رَاجِعِ ٱلْأَعْدَادَ ٱلتَّالِيَةَ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-٢٨؛ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠٠٨، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠-٢٤؛ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠٠٨، ٱلصَّفَحَاتِ ١٧-٢١؛ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣، ٱلصَّفَحَاتِ ٩-١٤.
-
-
يهوه يرفِّع اسمهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٤
يَهْوَهُ يُرَفِّعُ ٱسْمَهُ
١، ٢ كَيْفَ تُرَفِّعُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟
في يَوْمٍ مُشْمِسٍ وَبَارِدٍ، تَحْدِيدًا يَوْمَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٤٧، بَاشَرَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك مُهِمَّةً ضَخْمَةً. اَلْعَمَلُ كَانَ هَائِلًا وَٱسْتَلْزَمَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْجِدِّ وَٱلْمُثَابَرَةِ حَتَّى يَكْتَمِلَ. وَبَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، تَحَقَّقَ ٱلْهَدَفُ ٱلْمَنْشُودُ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ١٣ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٦٠، أَيْ بَعْدَ ١٢ سَنَةً، حِينَ وَضَعَ ٱلْفَرِيقُ لَمَسَاتِهِ ٱلْأَخِيرَةَ عَلَى تَرْجَمَةٍ جَدِيدَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، أَعْلَنَ ٱلْأَخُ نَاثَان نُور فِي ١٨ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَنْ إِصْدَارِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنْ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ أَمَامَ حُضُورٍ مُتَحَمِّسٍ فِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي مَانْتْشِيسْتِر بِإِنْكِلْتَرَا. ثُمَّ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِ ٱلْجَمِيعِ قَائِلًا: «اَلْيَوْمَ يَوْمُ فَرَحٍ عَظِيمٍ لِجَمِيعِ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ!». وَلَعَلَّ أَكْثَرَ مَا فَرَّحَهُمْ فِي هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلْجَدِيدَةِ أَنَّهَا تُورِدُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيَّ مِرَارًا وَتَكْرَارًا.
صَدَرَتْ اَلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ فِي مَحْفِلِ «نُمُوُّ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ» عَامَ ١٩٥٠ (الى اليمين: غَانَا؛ الى اليسار: يَانْكِي سْتَادِيُوم، مَدِينَةُ نْيُويُورْك)
٢ فَفِي حِينِ حَذَفَتْ تَرْجَمَاتٌ عَدِيدَةٌ ٱسْمَ ٱللّٰهِ، جَابَهَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَكِيدَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةَ إِلَى مَحْوِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلْبَشَرِ. ذَكَرَتْ مُقَدَّمَةُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلصَّادِرَةِ آنَذَاكَ: «إِنَّ أَبْرَزَ مَا تَتَمَيَّزُ بِهِ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ هُوَ رَدُّ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِلَى مَكَانِهِ». وَبِٱلْفِعْلِ يَرِدُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللّٰهِ ٱلشَّخْصِيُّ يَهْوَهُ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٧ مَرَّةٍ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُمَجِّدُهُ؟!
٣ (أ) مَاذَا أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا عَنِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟ (ب) مَا ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْخُرُوج ٣:١٣، ١٤؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟».)
٣ قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱعْتَقَدَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱسْمَ ٱللّٰهِ يَعْنِي «أَنَا هُوَ ٱلَّذِي هُوَ». (خر ٣:١٤، ترجمة الملك جيمس) لِذَا ذَكَرَ عَدَدُ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٢٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَا يَلِي: «يُشِيرُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ إِلَى ذَاكَ ٱلْقَائِمِ بِذَاتِهِ . . . ٱلَّذِي لَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ». وَلٰكِنْ حِينَ بَدَأَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ عَلَى تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، كَانَ يَهْوَهُ قَدْ سَاعَدَ شَعْبَهُ لِيُمَيِّزُوا أَنَّ ٱسْمَهُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَعْنَى فَحَسْبُ، بَلْ يَعْنِي بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى أَنَّهُ إِلٰهُ قَصْدٍ وَعَمَلٍ. فَقَدْ فَهِمُوا أَنَّ ٱسْمَهُ يَعْنِي حَرْفِيًّا «يُصَيِّرُ». فَهُوَ مَنْ صَيَّرَ ٱلْكَوْنَ وَٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةَ مَوْجُودَةً، وَلَا يَزَالُ يُصَيِّرُ مَشِيئَتَهُ وَقَصْدَهُ وَاقِعًا مَلْمُوسًا. وَلٰكِنْ مَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُ ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَرْفِيعِهِ؟
كَيْفَ يَتَقَدَّسُ ٱسْمُ ٱللّٰهِ؟
٤، ٥ (أ) مَاذَا نَطْلُبُ حِينَ نُصَلِّي قَائِلِينَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»؟ (ب) كَيْفَ سَيُقَدِّسُ ٱللّٰهُ ٱسْمَهُ، وَمَتَى؟
٤ يَشَاءُ يَهْوَهُ أَنْ يُرَفَّعَ ٱسْمُهُ. حَتَّى إِنَّ تَقْدِيسَ هٰذَا ٱلِٱسْمِ هُوَ قَصْدُهُ ٱلرَّئِيسِيُّ حَسْبَمَا تَدُلُّ أُولَى ٱلطَّلِبَاتِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. فَقَدْ صَلَّى يَسُوعُ قَائِلًا: «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ». (مت ٦:٩) وَلٰكِنْ مَا مَعْنَى هٰذِهِ ٱلطِّلْبَةِ؟
٥ كَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْأَوَّلِ، إِنَّ ٱلطِّلْبَةَ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ» وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثِ طَلِبَاتٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِقَصْدِ يَهْوَهَ. فَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ قَائِلِينَ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». (مت ٦:١٠) إِذًا مِثْلَمَا نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِيَأْتِيَ مَلَكُوتُهُ وَتَتِمَّ مَشِيئَتُهُ، كَذٰلِكَ نَسْأَلُهُ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، نَحْنُ نَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُبَادِرَ وَيُزِيلَ عَنِ ٱسْمِهِ كُلَّ تَعْيِيرٍ لَحِقَ بِهِ مُنْذُ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ. فَكَيْفَ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ صَلَاةٍ كَهٰذِهِ؟ ذَكَرَ: «أُقَدِّسُ ٱسْمِي ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي دُنِّسَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ». (حز ٣٦:٢٣؛ ٣٨:٢٣) فَحِينَ يَقْضِي عَلَى ٱلشَّرِّ فِي هَرْمَجِدُّونَ، سَيُقَدِّسُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱلْخَلِيقَةِ بِأَسْرِهَا.
٦ كَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ؟
٦ وَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، أَتَاحَ يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ أَنْ يُسَاهِمُوا فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ. وَلٰكِنْ هَلْ لَنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ أَنْ نَجْعَلَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ قُدْسِيَّةً؟ حَاشَا! فَهُوَ مُقَدَّسٌ تَقْدِيسًا كَامِلًا. فَكَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ إِذًا؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ: «يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي . . . وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ». (اش ٢٩:٢٣) إِذًا نَحْنُ نُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ حِينَ نَضَعُهُ فِي مَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ، نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ سَائِرِ ٱلْأَسْمَاءِ، نَحْتَرِمُ مَا يُمَثِّلُهُ، وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا. كَمَا أَنَّنَا نَحْتَرِمُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ وَنَهَابُهُ خُصُوصًا حِينَ نَعْتَرِفُ بِيَهْوَهَ حَاكِمًا عَلَيْنَا وَنُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — ام ٣:١؛ رؤ ٤:١١.
اَلِٱسْتِعْدَادُ لِحَمْلِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعِهِ
٧، ٨ (أ) لِمَ سَمَحَ ٱللّٰهُ بِمُرُورِ وَقْتٍ قَبْلَ أَنْ يَحْمِلَ شَعْبُهُ ٱسْمَهُ؟ (ب) فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ؟
٧ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، ٱسْتَعْمَلَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ فِي مَطْبُوعَاتِهِمْ مُنْذُ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. مَثَلًا يَرِدُ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ آبَ (أُغُسْطُس) مِنْ عَامِ ١٨٧٩ وَفِي كِتَابِ تَرَانِيمَ بِعُنْوَانِ تَرَانِيمُ ٱلْعَرُوسِ صَدَرَ فِي ٱلسَّنَةِ عَيْنِهَا. وَلٰكِنْ عَلَى مَا يَبْدُو، لَمْ يَسْمَحْ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنْ يُطْلِقُوا ٱسْمَهُ ٱلْمُقَدَّسَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ عَلَانِيَةً إِلَّا بَعْدَمَا تَأَكَّدَ أَنَّهُمُ ٱسْتَوْفَوُا ٱلْمُتَطَلَّبَاتِ لِنَيْلِ هٰذَا ٱلشَّرَفِ ٱلْعَظِيمِ. فَكَيْفَ هَيَّأَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلَ هٰؤُلَاءِ لِحَمْلِ ٱسْمِهِ؟
٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ وَأَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ نَرَى كَيْفَ وَضَّحَ يَهْوَهُ فَهْمَ شَعْبِهِ لِحَقَائِقَ مُهِمَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱسْمِهِ. فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.
٩، ١٠ (أ) لِمَ رَكَّزَتْ مَقَالَاتُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْبَاكِرَةُ عَلَى يَسُوعَ؟ (ب) أَيُّ تَغَيُّرٍ طَرَأَ بَعْدَ عَامِ ١٩١٩، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُرَفِّعُ ٱسْمَ ٱللّٰهِ».)
٩ أَوَّلًا، تَبَنَّى خُدَّامُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْوَقْتِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَفِي بِدَايَاتِهِمِ، ٱعْتَبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ هُوَ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذٰلِكَ غَالِبًا مَا رَكَّزَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ قَدِيمًا عَلَى يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَامِهَا ٱلْأَوَّلِ ٱسْمَ يَسُوعَ أَكْثَرَ بِعَشَرَةِ أَضْعَافٍ مِنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. يُعَلِّقُ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ١٥ آذَارَ [مَارِس]) قَائِلًا إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْأَوَائِلَ أَوْلَوْا يَسُوعَ «أَهَمِّيَّةً مُفْرِطَةً». وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ، سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ كَيْ يُمَيِّزُوا مَكَانَةَ ٱسْمِهِ ٱلشَّخْصِيِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَكَيْفَ ٱنْعَكَسَ ذٰلِكَ عَلَيْهِمْ؟ تُجِيبُ مَقَالَةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْآنِفَةُ ٱلذِّكْرِ: «بَدَأُوا يُظْهِرُونَ مَزِيدًا مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ لِأَبِي ٱلْمَسِيَّا ٱلسَّمَاوِيِّ، يَهْوَهَ»، لَا سِيَّمَا بَعْدَ عَامِ ١٩١٩. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَرَدَ ٱسْمُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠,٦ مَرَّةٍ فِي ٱلْمَجَلَّةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٠ وَ ١٩٢٩!
١٠ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: أَظْهَرَ ٱلْإِخْوَةُ مَحَبَّتَهُمْ لِلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ إِذْ أَوْفَوْهُ حَقَّهُ مِنَ ٱلتَّقْدِيرِ. وَعَلَى غِرَارِ مُوسَى قَدِيمًا، رَاحُوا ‹يُعْلِنُونَ ٱسْمَ يَهْوَهَ›. (تث ٣٢:٣؛ مز ٣٤:٣) أَمَّا هُوَ فَأَخَذَ مَحَبَّتَهُمْ لِٱسْمِهِ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمِ ٱنْسِجَامًا مَعَ وَعْدِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — مز ١١٩:١٣٢؛ عب ٦:١٠.
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ تَغَيَّرَتْ مَطْبُوعَاتُنَا بُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩؟ (ب) إِلَامَ كَانَ يَهْوَهُ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ وَلِمَاذَا؟
١١ ثَانِيًا، ٱكْتَسَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْفَهْمَ ٱلصَّحِيحَ لِلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ. فَبُعَيْدَ عَامِ ١٩١٩، رَاحَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ يَتَفَحَّصُونَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، طَرَأَ تَغْيِيرٌ فِي مَضْمُونِ مَطْبُوعَاتِنَا. وَتَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلَ ‹طَعَامٌ فِي حِينِهِ›. لِمَاذَا؟ — مت ٢٤:٤٥.
١٢ قَبْلَ عَامِ ١٩١٩، لَمْ تُنَاقِشْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لَا مِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيدٍ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا: «‹أَنْتُمْ شُهُودِي›، يَقُولُ يَهْوَهُ، ‹وَخَادِمِي ٱلَّذِي ٱخْتَرْتُهُ›». (اقرأ اشعيا ٤٣:١٠-١٢.) وَلٰكِنْ بُعَيْدَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، رَاحَتْ مَطْبُوعَاتُنَا تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَيْهَا مُحَرِّضَةً كُلَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لَهُمْ، أَلَا وَهُوَ ٱلشَّهَادَةُ عَنْهُ. فَفِي ٱلْفَتْرَةِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٢٥ وَ ١٩٣١ فَقَطْ، تَنَاوَلَ ٥٧ عَدَدًا مِنْ أَعْدَادِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَ ٤٣، وَكُلٌّ مِنْهَا طَبَّقَ كَلِمَاتِ ٱلنَّبِيِّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ خُدَّامِهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ إِلَى ٱلْعَمَلِ ٱلْمَفْرُوضِ عَلَيْهِمْ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ «لِيُمْتَحَنَ هٰؤُلَاءِ مِنْ حَيْثُ ٱلْجَدَارَةُ أَوَّلًا». (١ تي ٣:١٠) فَقَبْلَ أَنْ يَحْمِلُوا ٱسْمَ ٱللّٰهِ عَنْ جَدَارَةٍ، وَجَبَ عَلَى تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَمَامَ يَهْوَهَ بِأَعْمَالِهِمْ أَنَّهُمْ فِعْلًا شُهُودُهُ. — لوقا ٢٤:٤٧، ٤٨.
١٣ كَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مَا أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا؟
١٣ ثَالِثًا، مَيَّزَ شَعْبُ يَهْوَهَ أَخِيرًا أَهَمِّيَّةَ تَقْدِيسِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَخِلَالَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، أَدْرَكُوا أَنَّ تَقْدِيسَ ٱسْمِ ٱللّٰهِ هُوَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ يَجِبُ بَتُّهَا. فَكَيْفَ تَكْشِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْبَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ تَأَمَّلْ فِي ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ: مَا أَهَمُّ سَبَبٍ دَفَعَ ٱللّٰهَ إِلَى إِنْقَاذِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟ يُجِيبُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ: «لِكَيْ يُعْلَنَ ٱسْمِي فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ». (خر ٩:١٦) وَلِمَ رَحِمَ ٱللّٰهُ إِسْرَائِيلَ حِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ؟ يُجِيبُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «عَمِلْتُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي لِئَلَّا يَتَدَنَّسَ أَمَامَ عُيُونِ ٱلْأُمَمِ». (حز ٢٠:٨-١٠) فَمَاذَا تَعَلَّمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ ٱلْمُلْهَمَةِ وَغَيْرِهَا؟
١٤ (أ) مَاذَا مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَوَاخِرَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟ (ب) كَيْفَ ٱنْعَكَسَ فَهْمُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُوَضَّحُ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «دَافِعٌ قَوِيٌّ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ».)
١٤ بِحُلُولِ أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، مَيَّزَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَغْزَى كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْمُدَوَّنَةِ قَبْلَ نَحْوِ ٧٠٠,٢ سَنَةٍ. قَالَ ٱلنَّبِيُّ مُخَاطِبًا يَهْوَهَ: «هٰكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ ٱسْمًا بَهِيًّا». (اش ٦٣:١٤) فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ لَيْسَتْ خَلَاصَ ٱلْبَشَرِ، بَلْ تَقْدِيسُ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (اش ٣٧:٢٠؛ حز ٣٨:٢٣) وَفِي عَامِ ١٩٢٩، لَخَّصَ كِتَابُ اَلنُّبُوَّةُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ كَمَا يَلِي: «اِسْمُ يَهْوَهَ أَهَمُّ قَضِيَّةٍ تُوَاجِهُ ٱلْخَلِيقَةَ بِأَسْرِهَا». وَهٰذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُوَضَّحُ شَدَّدَ عَزْمَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلشَّهَادَةِ عَنْهُ وَتَبْرِئَةِ ٱسْمِهِ.
١٥ (أ) مَاذَا حَقَّقَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟ (ب) لِأَيِّ أَمْرٍ أَصْبَحَ ٱلْإِخْوَةُ مُجَهَّزِينَ؟
١٥ وَهٰكَذَا كَانَ إِخْوَتُنَا بِحُلُولِ مَطْلَعِ ٱلثَّلَاثِينَاتِ قَدْ تَبَنَّوُا ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّائِبَةَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ، وَرَأَوْا صُورَةً أَوْضَحَ عَنِ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ، وَٱكْتَسَبُوا فَهْمًا أَعْمَقَ لِلْقَضِيَّةِ ٱلْعُظْمَى ٱلَّتِي يَجِبُ بَتُّهَا. عِنْدَئِذٍ ٱسْتَحْسَنَ يَهْوَهُ أَنْ يُشَرِّفَ خُدَّامَهُ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ عَلَانِيَةً. كَيْفَ؟ لِنُرَاجِعْ مَعًا بَعْضَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ.
يَهْوَهُ يَأْخُذُ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»
١٦ (أ) كَيْفَ يُرَفِّعُ يَهْوَهُ ٱسْمَهُ؟ (ب) مَنْ كَانُوا أَوَّلًا شَعْبًا عَلَى ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
١٦ إِنَّ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي يُرَفِّعُ بِهَا يَهْوَهُ ٱسْمَهُ هِيَ بِٱخْتِيَارِ شَعْبٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَحْمِلُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ. فَلِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدَ عَامِ ١٥١٣ قم، مَثَّلَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ يَهْوَهَ بِصِفَتِهَا شَعْبَهُ ٱلْمُخْتَارَ. (اش ٤٣:١٢) إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يُتَمِّمُوا دَوْرَهُمْ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ، فَخَسِرُوا عَلَاقَتَهُمُ ٱلْمُمَيَّزَةَ بِهِ عَامَ ٣٣ بم. وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا «ٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ . . . لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا لِٱسْمِهِ». (اع ١٥:١٤) وَهٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْمُخْتَارُ حَدِيثًا بَاتَ يُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»، وَهُوَ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ مَجْمُوعِينَ مِنْ شَتَّى ٱلْأُمَمِ. — غل ٦:١٦.
١٧ أَيُّ مَكِيدَةٍ نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَحْقِيقِهَا؟
١٧ وَنَحْوَ عَامِ ٤٤ بم، دُعِيَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ «بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ مَسِيحِيِّينَ». (اع ١١:٢٦) فِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ هٰذَا ٱلِٱسْمُ مُمَيَّزًا لِأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ حَصْرًا. (١ بط ٤:١٦) وَلٰكِنْ حَسْبَمَا أَشَارَ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلزِّوَانِ، نَجَحَتْ مَكِيدَةُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةُ إِلَى إِطْلَاقِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ ٱلْفَرِيدِ عَلَى مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ أَيْضًا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، لَمْ يَعُدْ مُمْكِنًا طَوَالَ قُرُونٍ تَمْيِيزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مِنَ ٱلزَّائِفِينَ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ تَغَيَّرَتْ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ عَامَ ١٩١٤. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، ٱبْتَدَأَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَفْصِلُونَ ٱلْحِنْطَةَ عَنِ ٱلزِّوَانِ. — مت ١٣:٣٠، ٣٩-٤١.
١٨ كَيْفَ أَدْرَكَ إِخْوَتُنَا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱسْمٍ جَدِيدٍ؟
١٨ وَبَعْدَ تَعْيِينِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ عَامَ ١٩١٩، سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ كَيْ يَتَبَيَّنُوا أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ إِلَيْهِمْ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ تُمَيِّزُهُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ كُلِّهِمْ. وَعَلَيْهِ، فَهِمُوا أَنَّ ٱلِٱسْمَ «تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ» لَا يَكْفِي لِتَمْيِيزِهِمْ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. فَهَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلْحَيَاةِ لَمْ يَكُنْ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، بَلِ ٱلشَّهَادَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَتَرْفِيعَ ٱسْمِهِ وَإِكْرَامَهُ. فَأَيُّ ٱسْمٍ يُنَاسِبُ عَمَلَهُمْ إِذًا؟ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ عَامَ ١٩٣١.
بَرْنَامَجُ ٱلْمَحْفِلِ سَنَةَ ١٩٣١
١٩، ٢٠ (أ) أَيُّ قَرَارٍ مُفْرِحٍ تَبَنَّاهُ ٱلْحُضُورُ فِي مَحْفِلٍ عَامَ ١٩٣١؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ إِخْوَتُنَا مَعَ تَبَنِّي ٱلِٱسْمِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٩ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) مِنْ عَامِ ١٩٣١، وَصَلَ نَحْوُ ٠٠٠,١٥ تِلْمِيذٍ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى كُولُومْبُس بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ لِحُضُورِ مَحْفِلٍ. وَمَا إِنْ رَأَوُا ٱلْبَرْنَامَجَ حَتَّى أُثِيرَ فُضُولُهُمْ. فَعَلَى ٱلْغِلَافِ ٱلْخَارِجِيِّ طُبِعَ حَرْفَانِ إِنْكِلِيزِيَّانِ (JW) بِحَجْمٍ كَبِيرٍ. فَرَاحُوا يَتَسَاءَلُونَ مَا عَسَاهُمَا يَعْنِيَانِ. وَخَطَرَتْ لَهُمُ ٱقْتِرَاحَاتٌ عَدِيدَةٌ، لٰكِنَّ سُؤَالَهُمْ بَقِيَ مُعَلَّقًا حَتَّى أَلْقَى جُوزِيف رَذَرْفُورْد خِطَابًا يَوْمَ ٱلْأَحَدِ ٢٦ تَمُّوزَ (يُولْيُو). فَقَدْ تَلَا قَرَارًا تَضَمَّنَ ٱلْعِبَارَةَ ٱلْمُدَوِّيَةَ ٱلتَّالِيَةَ: «نرْغَبُ فِي أَنْ نُعْرَفَ وَنُدْعَى بِٱلِٱسْمِ . . . شُهُودِ يَهْوَهَ». وَأَخِيرًا فَهِمَ جَمِيعُ ٱلْحَاضِرِينَ مَعْنَى ٱلْحَرْفَيْنِ ٱلْمُحَيِّرَيْنِ وَعَرَفُوا أَنَّهُمَا يَرْمُزَانِ إِلَى ٱلِٱسْمِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى إِشَعْيَا ٤٣:١٠.
٢٠ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ، عَلَتْ صَرْخَةٌ مُدَوِّيَةٌ تَلَاهَا تَصْفِيقٌ حَادٌّ. وَرَدَّةُ ٱلْفِعْلِ ٱلْحَمَاسِيَّةُ هٰذِهِ بَلَغَتِ ٱلْجَانِبَ ٱلْآخَرَ مِنَ ٱلْكُرَةِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو. أَخْبَرَ إِرْنِسْت وَنَايُومِي بَارْبِر مِنْ أُوسْتْرَالِيَا: «حِينَ دَوَّى ٱلتَّصْفِيقُ فِي أَمِيرْكَا، ٱنْتَصَبَ ٱلْإِخْوَةُ فِي مَلْبُورْن وَاقِفِينَ وَرَاحُوا يُصَفِّقُونَ هُمْ أَيْضًا. لَنْ نَنْسَى تِلْكَ ٱللَّحْظَةَ مَا حَيِينَا!».a
اِسْمُ ٱللّٰهِ يُرَفَّعُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ
٢١ كَيْفَ شَجَّعَ ٱلِٱسْمُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْإِخْوَةَ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
٢١ تَنَشَّطَ ٱلْإِخْوَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ بَعْدَمَا تَبَنَّوُا ٱلِٱسْمَ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُهُودَ يَهْوَهَ. يَتَذَكَّرُ إِدْوَارْد وَجِيسِّي غْرَايْمْز، زَوْجَانِ فَاتِحَانِ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ حَضَرَا ٱلْمَحْفِلَ عَامَ ١٩٣١ فِي كُولُومْبُس: «غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ. وَكَمْ سُرِرْنَا لِأَنَّنَا بِتْنَا نَحْمِلُ ٱسْمًا يُسَاعِدُنَا عَلَى إِكْرَامِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ!». وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱتَّبَعَ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ أُسْلُوبًا جَدِيدًا بَعْدَ ٱلْمَحْفِلِ. فَكَانُوا يُعَرِّفُونَ بِأَنْفُسِهِمْ بِتَقْدِيمِ بِطَاقَةٍ لِأَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا: «أَنَا وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ وَأَكْرِزُ بِمَلَكُوتِ يَهْوَهَ إِلٰهِنَا». نَعَمْ، لَقَدِ ٱفْتَخَرَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِحَمْلِ ٱسْمِهِ وَكَانُوا مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُنَادَاةِ بِأَهَمِّيَّةِ هٰذَا ٱلِٱسْمِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. — اش ١٢:٤.
«غَادَرْنَا ٱلْمَنْزِلَ تَلَامِيذَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَعُدْنَا إِلَيْهِ شُهُودًا لِيَهْوَهَ»
٢٢ مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ هُوِيَّةَ شَعْبِ يَهْوَهَ فَرِيدَةٌ؟
٢٢ وَٱلْيَوْمَ مَرَّتْ سَنَوَاتٌ عَدِيدَةٌ مُنْذُ دَفَعَ يَهْوَهُ إِخْوَتَنَا ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى تَبَنِّي ٱسْمِهِمِ ٱلْمُمَيَّزِ. فَهَلْ تَمَكَّنَ ٱلشَّيْطَانُ مُذَّاكَ أَنْ يَطْمِسَ هُوِيَّتَنَا كَشَعْبٍ لِلّٰهِ؟ وَهَلْ نَجَحَ أَنْ يُذَوِّبَنَا فِي ٱلْمَشْهَدِ ٱلدِّينِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَهُوِيَّتُنَا ٱلْفَرِيدَةُ كَشُهُودٍ لِلّٰهِ بَاتَتْ مُمَيَّزَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. (اقرأ ميخا ٤:٥؛ ملاخي ٣:١٨.) وَلَقَدْ صِرْنَا مُقْتَرِنِينَ بِٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ لِدَرَجَةِ أَنَّ أَيَّ شَخْصٍ يَذْكُرُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ مِرَارًا يُعْرَفُ عَلَى ٱلْفَوْرِ بِأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ! وَعِوَضَ أَنْ تَتَوَارَى عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْحَقَّةُ وَرَاءَ جِبَالٍ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ، نَجِدُ هٰذِهِ ٱلْعِبَادَةَ ثَابِتَةً «فَوْقَ رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ». (اش ٢:٢) أَوَلَيْسَتْ عِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ وَٱسْمُهُ ٱلْمُقَدَّسُ مُرَفَّعَيْنِ أَسْمَى تَرْفِيعِ؟!
٢٣ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١٢١:٥، أَيُّ حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ عَنْ يَهْوَهَ تُشَجِّعُنَا كَثِيرًا؟
٢٣ عَلَى ضَوْءِ مَا تَقَدَّمَ، نَحْنُ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَحْمِينَا مِنْ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا. (مز ١٢١:٥) وَنَضُمُّ صَوْتَنَا دُونَ تَرَدُّدٍ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ: «سَعِيدَةٌ هِيَ ٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي إِلٰهُهَا يَهْوَهُ، ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ مِيرَاثًا لَهُ»! — مز ٣٣:١٢.
a يُنَاقِشُ ٱلْفَصْلُ ٧ ٱلصَّفْحَاتُ ٨١-٨٤ كَيْفَ ٱسْتَعَانَ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلرَّادِيُو فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
-
-
الملك يسلط الضوء على الملكوتملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٥
اَلْمَلِكُ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ
١، ٢ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُرْشِدٌ حَكِيمٌ؟
تَخَيَّلْ نَفْسَكَ تَجُولُ مَعَ أَصْدِقَائِكَ فِي مَدِينَةٍ عَظِيمَةٍ أَخَّاذَةٍ بِرِفْقَةِ مُرْشِدٍ سِيَاحِيٍّ مَاهِرٍ. إِنَّهَا ٱلْمَرَّةُ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تَطَأُ أَقْدَامُكُمْ أَرْضَهَا، فَتُلَازِمُونَ ٱلْمُرْشِدَ مُصْغِينَ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ يَقُولُهَا. وَلِشِدَّةِ حَمَاسَتِكُمْ تُمْطِرُونَهُ بِوَابِلٍ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ عَنْ مَعَالِمَ لَمْ تَرَوْهَا بَعْدُ. غَيْرَ أَنَّهُ يَلْزَمُ ٱلصَّمْتَ بِٱنْتِظَارِ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمُؤَاتِيَةِ حِينَ تُصْبِحُ ٱلْمَعَالِمُ عَلَى مَرْأًى مِنْكُمْ. وَشَيْئًا فَشَيْئًا، يَزْدَادُ إِعْجَابُكُمْ بِحِكْمَتِهِ لِأَنَّهُ يُطْلِعُكُمْ عَلَى ٱلْمَعْلُومَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.
٢ اَلْفِكْرَةُ نَفْسُهَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَنَحْنُ نَسْتَكْشِفُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ أَعْظَمَ ٱلْمُدُنِ قَاطِبَةً، «ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ»: مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. (عب ١١:١٠) وَحِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَرْشَدَ أَتْبَاعَهُ بِنَفْسِهِ وَعَمَّقَ مَعْرِفَتَهُمْ عَنْ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُجِبْ عَنْ أَسْئِلَتِهِمْ كُلِّهَا كَاشِفًا لَهُمْ جَمِيعَ ٱلتَّفَاصِيلِ دُفْعَةً وَاحِدَةً. فَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ أَحْكَمُ ٱلْمُرْشِدِينَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، فَلَمْ يُثَقِّلْ قَطُّ عَلَى تَلَامِيذِهِ بِمَعْلُومَاتٍ مَا كَانُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱسْتِيعَابِهَا. أَخْبَرَهُمْ ذَاتَ مَرَّةٍ: «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ». — يو ١٦:١٢.
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُوَاصِلُ يَسُوعُ تَعْلِيمَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٣ لَقَدْ تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. وَمِنْ هُنَا يَنْشَأُ ٱلسُّؤَالُ: كَيْفَ لَهُ أَنْ يُوَاصِلَ تَعْلِيمَ أَتْبَاعِهِ ٱلْأُمَنَاءِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَاتِهِ لِرُسُلِهِ: «رُوحُ ٱلْحَقِّ . . . يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ».a (يو ١٦:١٣) إِذًا يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِمُرْشِدٍ صَبُورٍ يَسْتَخْدِمُهُ يَسُوعُ لِيُعَلِّمَ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلضَّرُورِيَّةَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.
٤ وَفِي مَا يَلِي سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُرْشِدُ رُوحُ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ إِلَى مَعْرِفَةٍ أَعْمَقَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، لِنَتَنَاوَلْ بِدَايَةً كَيْفَ عَرَفْنَا مَتَى بَدَأَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ. ثُمَّ لِنَتَأَمَّلْ فِي هُوِيَّةِ وَرَجَاءِ كُلٍّ مِنْ حُكَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ وَرَعَايَاهُ. وَأَخِيرًا لِنَرَ كَيْفَ تَوَضَّحَ لِأَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ.
حَقَائِقُ تَتَوَضَّحُ حَوْلَ سَنَةِ ١٩١٤
٥، ٦ (أ) أَيَّةُ أَفْكَارٍ مَغْلُوطَةٍ تَبَنَّاهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْحَصَادِ؟ (ب) لِمَ لَا تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ أَتْبَاعَهُ؟
٥ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، ظَلَّ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَوَالَ عُقُودٍ يُنَادُونَ بِأَنَّ نُبُوَّاتٍ بَارِزَةً سَتَتِمُّ عَامَ ١٩١٤. لٰكِنَّهُمُ ٱعْتَقَدُوا آنَذَاكَ أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ كَانَ قَدِ ٱبْتَدَأَ مُنْذُ عَامِ ١٨٧٤، وَأَنَّهُ بَاشَرَ حُكْمَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ عَامَ ١٨٧٨، وَأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ لَنْ يَتَأَسَّسَ كَامِلًا حَتَّى تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩١٤. وَظَنُّوا أَيْضًا أَنَّ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ سَيُنْجَزُ بَيْنَ عَامَيْ ١٨٧٤ وَ ١٩١٤ وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ عِنْدَ تَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَهَلْ تُزَعْزِعُ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ ٱلْمَغْلُوطَةُ ثِقَتَنَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ يُرْشِدُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
٦ فَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْوَارِدِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ. أَيُعْقَلُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ ثِقَتُنَا فِي أَهْلِيَّةِ ٱلْمُرْشِدِ بِسَبَبِ لَهْفَةِ ٱلسُّيَّاحِ وَأَسْئِلَتِهِمِ ٱلْمُتَسَرِّعَةِ؟ قَطْعًا لَا! بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُحَاوِلُ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَحْيَانًا أَنْ يَفْهَمَ تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْقَصْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ قَبْلَ أَنْ يَحِينَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِيُرْشِدَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ إِلَى فَهْمِهَا. مَعَ ذٰلِكَ، لَا شَكَّ أَلْبَتَّةَ أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُهُمْ. وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ يَقْبَلُونَ ٱلتَّقْوِيمَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَيُعَدِّلُونَ نَظْرَتَهُمْ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ. — يع ٤:٦.
٧ أَيُّ نُورٍ رُوحِيٍّ أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ؟
٧ وَفِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ، أَشْرَقَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ نُورٌ رُوحِيٌّ مُتَزَايِدٌ بِفَضْلِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي تَلَتْ عَامَ ١٩١٩. (اقرإ المزمور ٩٧:١١.) فَفِي عَامِ ١٩٢٥، صَدَرَتْ مَقَالَةٌ مُهِمَّةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِعُنْوَانِ «وِلَادَةُ ٱلْأُمَّةِ». وَقَدَّمَتْ بَرَاهِينَ مُقْنِعَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَدُلُّ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ وُلِدَ عَامَ ١٩١٤، مُتَمِّمًا ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ عَنِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي تَلِدُ ٱبْنًا.b كَمَا تَطَرَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى ٱلِٱضْطِهَادَاتِ وَٱلْمَشَقَّاتِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْحَرْبِ. وَقَالَتْ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْمِحَنَ تَدُلُّ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ طُرِحَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ «وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ، عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا». — رؤ ١٢:١٢.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ ظَهَرَتْ أَهَمِّيَّةُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَيَّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ. فَفِي عَامِ ١٩٢٨، رَاحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُشَدِّدُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ أَهَمُّ مِنْ خَلَاصِنَا ٱلشَّخْصِيِّ ٱلَّذِي بَاتَ مُمْكِنًا بِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ. فَلَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ وَيُتَمِّمُ جَمِيعَ مَقَاصِدِهِ لِلْبَشَرِ.
٩ وَٱلْآنَ لِنُنَاقِشِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: مَنْ سَيَحْكُمُ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ؟ مَنْ هُمْ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيُّونَ؟ وَأَيُّ عَمَلٍ يَجِبُ أَنْ يَشْغَلَ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ؟
عَمَلُ ٱلْحَصَادِ يُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ
١٠ مَاذَا أَدْرَكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ عَنِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
١٠ أَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ قَبْلَ عُقُودٍ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ أَنَّ ٠٠٠,١٤٤ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءِ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ.c وَعَرَفَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هٰؤُلَاءِ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَدَدَ حَرْفِيٌّ وَأَنَّ تَجْمِيعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱبْتَدَأَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ.
١١ كَيْفَ أَدْرَكَ ٱلْأَعْضَاءُ ٱلْمُحْتَمَلُونَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ أَيُّ تَعْيِينٍ مُوكَلٍ إِلَيْهِمْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١١ وَلٰكِنْ أَيُّ عَمَلٍ أُوكِلَ لِلْأَعْضَاءِ ٱلْمُحْتَمَلِينَ فِي صَفِّ ٱلْعَرُوسِ فِيمَا لَا يَزَالُونَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ أَدْرَكَ هٰؤُلَاءِ أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَرَبَطَهُ بِمَوْسِمِ حَصَادٍ. (مت ٩:٣٧؛ يو ٤:٣٥) مَعَ ذٰلِكَ، ظَنُّوا لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ مِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْحَصَادَ سَيَدُومُ ٤٠ سَنَةً وَيَصِلُ إِلَى ذُرْوَتِهِ بِتَجْمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَبِمَا أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱسْتَمَرَّ بَعْدَ ٱنْقِضَاءِ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً، لَزِمَ أَنْ تَتَبَلْوَرَ نَظْرَتُهُمْ. وَٱلْيَوْمَ بِتْنَا نُدْرِكُ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ بَدَأَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ سَنَةَ ١٩١٤، وَهُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُخَصَّصُ لِفَرْزِ ٱلْحِنْطَةِ عَنِ ٱلزِّوَانِ، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. عِنْدَئِذٍ آنَ ٱلْأَوَانُ لِلتَّرْكِيزِ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ ٱلصَّفِّ ٱلسَّمَاوِيِّ.
وَسَمَتْ سَنَةُ ١٩١٤ بِدَايَةَ مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.)
١٢، ١٣ كَيْفَ تَمَّ مَثَلَا يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ وَٱلْوَزَنَاتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٢ وَمِنْ سَنَةِ ١٩١٩ فَصَاعِدًا، رَاحَ ٱلْمَسِيحُ يُوَجِّهُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ كَيْ يُشَدِّدَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَسَبَقَ لَهُ أَنْ بَيَّنَ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَلْزَمُ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ كي يُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْكِرَازَةِ. فَفِي مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ، بَيَّنَ ضَرُورَةَ أَنْ يَبْقَى ٱلْمَمْسُوحُونَ وَاعِينَ وَمُتَنَبِّهِينَ رُوحِيًّا. لِمَاذَا؟ لِيُحَقِّقُوا هَدَفَهُمُ ٱلْأَهَمَّ، أَلَا وَهُوَ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ ٱلْعَظِيمَةِ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ يَتَّحِدُ ٱلْمَسِيحُ مَعَ عَرُوسِهِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ٢١:٢) أَمَّا فِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ فَعَلَّمَ يَسُوعُ أَنَّ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَجْتَهِدُونَ فِي إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ. — مت ٢٥:١-٣٠.
١٣ وَبِٱلْفِعْلِ ظَلَّ ٱلْمَمْسُوحُونَ مُتَيَقِّظِينَ وَمُجْتَهِدِينَ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. وَهُمْ بِٱلتَّأْكِيدِ سَيَلْقَوْنَ مُكَافَأَةً عَلَى سَهَرِهِمْ وَتَيَقُّظِهِمْ هٰذَا. وَلٰكِنْ هَلْ يَقْتَصِرُ عَمَلُ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَظِيمُ عَلَى تَجْمِيعِ بَقِيَّةِ مُعَاوِنِي ٱلْمَسِيحِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤؟
اَلْمَلَكُوتُ يَجْمَعُ رَعَايَاهُ ٱلْأَرْضِيِّينَ
١٤، ١٥ مَا هِيَ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ ٱلَّتِي أَخْبَرَ عَنْهَا كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي؟
١٤ لَطَالَمَا ٱهْتَمَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِهُوِيَّةِ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلرُّؤْيَا ٧:٩-١٤. إِلَّا أَنَّ مُعْظَمَ مَا قَالُوهُ عَنْ هٰذَا ٱلْجَمْعِ مُخْتَلِفٌ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْوَاضِحَةِ وَٱلْبَسِيطَةِ ٱلَّتِي نَعْرِفُهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ. وَلَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ لِأَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ فِي نَظَرِ ٱلْمَسِيحِ لِيَكْشِفَ هُوِيَّةَ هٰذَا ٱلْفَرِيقِ ٱلْكَبِيرِ.
١٥ فَفِي عَامِ ١٩١٧ مَثَلًا، أَخْبَرَ كِتَابُ اَلسِّرُّ ٱلْمُنْتَهِي عَنْ وُجُودِ «دَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلسَّمَاوِيِّ، وَدَرَجَتَيْنِ أَوْ نَوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخَلَاصِ ٱلْأَرْضِيِّ». وَمِمَّنْ تَأَلَّفَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَاتُ ٱلْأَرْبَعُ عَلَى ٱخْتِلَافِ رَجَائِهَا؟ ضَمَّتِ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلْأُولَى ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ يَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. أَمَّا ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّانِيَةُ فَتَأَلَّفَتْ مِنَ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ. وَسَادَ ٱلِٱعْتِقَادُ آنَذَاكَ أَنَّ أَعْضَاءَ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةِ مَسِيحِيُّونَ إِسْمِيُّونَ لَا يَزَالُونَ يَنْتَمُونَ إِلَى كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَقِيلَ إِنَّ هٰؤُلَاءِ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ بِٱلْقَدْرِ ٱلْكَافِي لِيَتَّخِذُوا مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. لِذَا كَانُوا سَيُعْطَوْنَ مَرَاتِبَ سَمَاوِيَّةً أَدْنَى. أَمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ فَتَعِيشُ ٱلْمَجْمُوعَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي ضَمَّتْ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ، أَمْثَالَ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ، عُرِفُوا بِٱلِٱسْمِ «ٱلْوُجَهَاءُ ٱلْقُدَامَى». وَهٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةُ كَانَتْ سَتَحْكُمُ عَلَى ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلرَّابِعَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ سَائِرِ ٱلْبَشَرِ.
١٦ مَاذَا كُشِفَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ عَامَيْ ١٩٢٣ وَ ١٩٣٢؟
١٦ فَكَيْفَ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ لِيَفْهَمُوا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي نَتَبَنَّاهَا وَنُعِزُّهَا ٱلْيَوْمَ؟ لَقَدْ وَجَّهَهُمْ تَدْرِيجِيًّا مِنْ خِلَالِ وَمَضَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ مِنَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ. فَفِي وَقْتٍ بَاكِرٍ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩٢٣، لَفَتَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى وُجُودِ فَرِيقٍ وَاحِدٍ لَا يَرْجُو ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَلْ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٣٢، تَحَدَّثَتِ ٱلْمَجَلَّةُ عَنْ يُونَادَابَ (يَهُونَادَابَ) ٱلَّذِي ٱلْتَصَقَ بِيَاهُو، مَلِكِ يَهْوَهَ ٱلْمَمْسُوحِ، لِيَدْعَمَهُ فِي حَرْبِهِ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. (٢ مل ١٠:١٥-١٧) وَأَخْبَرَتْ عَنْ وُجُودِ صَفٍّ عَصْرِيٍّ شَبِيهٍ بِيُونَادَابَ سَيُسَاعِدُهُ يَهْوَهُ أَنْ يَعْبُرَ «ضِيقَاتِ هَرْمَجِدُّونَ» لِيَعِيشَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٧ (أ) أَيُّ وَمْضَةٍ رُوحِيَّةٍ سَاطِعَةٍ أَبْرَقَتْ عَامَ ١٩٣٥؟ (ب) أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْجَدِيدَةُ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ فِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «نُورٌ جَدِيدٌ يُسْعِدُ جَمْعًا كَثِيرًا».)
١٧ وَأَخِيرًا حَمَلَ عَامُ ١٩٣٥ وَمْضَةً رُوحِيَّةً سَاطِعَةً. فَفِي مَحْفِلٍ عُقِدَ فِي ٱلْعَاصِمَةِ وَاشِنْطُن، تَحَدَّدَتْ هُوِيَّةُ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ بِوَصْفِهِ صَفًّا أَرْضِيًّا هُوَ نَفْسُهُ صَفُّ ٱلْخِرَافِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. (مت ٢٥:٣٣-٤٠) وَأُخْبِرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيَكُونُ بَيْنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلَّذِينَ قَصَدَهُمْ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا». (يو ١٠:١٦) وَفِي ذٰلِكَ ٱلْمَحْفِلِ، تَوَجَّهَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد إِلَى ٱلْحَاضِرِينَ قَائِلًا: «لِيَتَفَضَّلْ بِٱلْوُقُوفِ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ». فَإِذَا بِأَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ ٱلْحَاضِرِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ طَلَبِهِ وَيَقِفُونَ! فَأَعْلَنَ رَذَرْفُورْد: «هُوَذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ!». فَٱهْتَزَّتْ مَشَاعِرُ ٱلْكَثِيرِينَ حِينَ أَدْرَكُوا أَخِيرًا مَا رَجَاؤُهُمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ عَلَامَ رَكَّزَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي خِدْمَتِهِمْ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٨ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، يُرْشِدُ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ لِيُرَكِّزُوا عَلَى تَجْمِيعِ أَعْضَاءٍ مُحْتَمَلِينَ يُؤَلِّفُونَ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ ٱلَّذِي سَيَعْبُرُ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ سَلِيمًا مُعَافًى. وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ لَمْ يَأْتِ بِنَتِيجَةٍ تُذْكَرُ فِي بِدَايَاتِهِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْأَخَ رَذَرْفُورْد قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «يَبْدُو أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› لَنْ يَكُونَ ٱسْمًا عَلَى مُسَمًى كَمَا تَوَقَّعْنَا». فَهَلْ بَقِيَ ٱلْوَضْعُ عَلَى حَالِهِ؟ كَلَّا. فَلَا يَخْفَى عَلَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ بَرَكَةً عَظِيمَةً جِدًّا مُذَّاكَ. وَتَحْتَ تَوْجِيهِ يَسُوعَ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، يُؤَلِّفُ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَرِفَاقُهُمْ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» لَهَا «رَاعٍ وَاحِدٌ» إِتْمَامًا لِنُبُوَّةِ ٱلْمَسِيحِ.
مَا كَانَ بِإِمْكَانِ رَذَرْفُورْد أَنْ يَرَى كَمْ سَيَزْدَادُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ (مِنَ ٱلشِّمَالِ إِلَى ٱلْيَمِينِ: نَاثَان ه. نُور، جُوزِيف ف. رَذَرْفُورْد، وَهَايْدِن ك. كُوفِنْغْتُن)
١٩ كَيْفَ نُشَارِكُ فِي زِيَادَةِ عَدَدِ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ؟
١٩ لَقَدْ أَدْرَكْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنَّ ٱلْأَغْلَبِيَّةَ ٱلسَّاحِقَةَ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ سَتَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي فِرْدَوْسٍ أَرْضِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ يَسُوعَ وَمُعَاوِنِيهِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. أَفَلَا تَفْرَحُ حِينَ تَرَى كَيْفَ أَرْشَدَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَ ٱللّٰهِ إِلَى هٰذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلْوَاضِحِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟! أَوَلَيْسَ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا أَنْ نُبَشِّرَ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ؟! لِنَبْذُلْ إِذًا مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ يَنْمُوَ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَيَعْلُوَ هُتَافُ ٱلتَّسْبِيحِ لِٱسْمِ يَهْوَهَ! — اقرأ لوقا ١٠:٢.
لَا يَزَالُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَنْمُو أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ
عَلَامَ يَشْتَمِلُ ٱلْوَلَاءُ لِلْمَلَكُوتِ؟
٢٠ أَيَّةُ عَنَاصِرَ تُؤَلِّفُ هَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ، وَكَيْفَ يُمْتَحَنُ وَلَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٢٠ بَيْنَمَا وَاصَلَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلتَّعَلُّمَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمَ بِوُضُوحٍ مَا يَتَطَلَّبُهُ ٱلْوَلَاءُ لِهٰذِهِ ٱلْحُكُومَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٢ أَنَّ هُنَاكَ هَيْئَتَيْنِ نَاشِطَتَيْنِ فِي ٱلْكَوْنِ: هَيْئَةَ يَهْوَهَ وَهَيْئَةَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ عَنَاصِرَ تِجَارِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ وَسِيَاسِيَّةٍ. وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَوْلِيَاءِ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ أَلَّا يُقِيمُوا عَلَاقَاتٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا مَعَ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ، كَيْ لَا يَنْقُضُوا وَلَاءَهُمْ لِلّٰهِ. (٢ كو ٦:١٧) فَمَا ٱلْمَقْصُودُ بِذٰلِكَ؟
٢١ (أ) كَيْفَ حَذَّرَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ شَعْبَ ٱللّٰهِ مِنْ فَسَادِ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ؟ (ب) مَاذَا كَشَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ» عَامَ ١٩٦٣؟
٢١ لَطَالَمَا فَضَحَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فَسَادَ ٱلْعَالَمِ ٱلتِّجَارِيِّ وَحَذَّرَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَلَّا يَنْجَرِفُوا مَعَ رُوحِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِيهِ. (مت ٦:٢٤) كَمَا سَلَّطَتْ مَطْبُوعَاتُنَا ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلدِّينِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ. وَفِي عَامِ ١٩٦٣، أَظْهَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِكُلِّ وُضُوحٍ فِي إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ أَنَّ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ» لَا تُمَثِّلُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ فَحَسْبُ، بَلْ كَامِلَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.d وَهٰكَذَا أُعِينَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلْحَضَارَاتِ عَلَى ‹ٱلْخُرُوجِ مِنْهَا›، مُطَهِّرِينَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ كُلِّ مُمَارَسَاتِهَا ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ حَسْبَمَا نَرَى بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْفَصْلِ ١٠. — رؤ ١٨:٢، ٤.
٢٢ كَيْفَ فَهِمَ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٢٢ وَمَا ٱلْقَوْلُ أَيْضًا فِي ٱلْجُزْءِ ٱلسِّيَاسِيِّ مِنْ هَيْئَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُشَارِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي حُرُوبِهِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ؟ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عُمُومًا أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ يَجِبُ أَلَّا يَقْتُلُوا أَحَدًا. (مت ٢٦:٥٢) لٰكِنَّ كَثِيرِينَ ٱعْتَبَرُوا أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ فِي رُومَا ١٣:١ بِٱلْخُضُوعِ «لِلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةِ» تُلْزِمُهُمُ ٱلِٱلْتِحَاقَ بِٱلْجَيْشِ، لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ، وَحَمْلَ ٱلسِّلَاحِ. أَمَّا حِينَ يُؤْمَرُونَ بِقَتْلِ ٱلْعَدُوِّ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يُطْلِقُوا ٱلرَّصَاصَ فِي ٱلْهَوَاءِ.
٢٣، ٢٤ كَيْفَ كُنَّا نَفْهَمُ رُومَا ١٣:١ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، وَأَيُّ فَهْمٍ أَوْضَحَ تَوَصَّلَ إِلَيْهِ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بِفَضْلِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ؟
٢٣ وَلٰكِنْ مَعَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ عَامَ ١٩٣٩، نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنَاقَشَةً مُعَمَّقَةً لِمَوْضُوعِ ٱلْحِيَادِ. وَأَظْهَرَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يَشْتَرِكُوا نِهَائِيًّا فِي حُرُوبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَنِزَاعَاتِهِ ٱلدَّوْلِيَّةِ. فَجَاءَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادُ فِي حِينِهِ لِيُجَنِّبَهُمْ ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ ٱلْمُرَوِّعَ ٱلَّذِي لَحِقَ بِشَتَّى ٱلْأُمَمِ فِي تِلْكَ ٱلْحَرْبِ. غَيْرَ أَنَّ مَطْبُوعَاتِنَا بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٢٩ تَوَصَّلَتْ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ فِي رُومَا ١٣:١ لَا تُمَثِّلُ ٱلْحُكَّامَ ٱلدُّنْيَوِيِّينَ، بَلْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. لِذَا لَزِمَ أَنْ يَتَبَلْوَرَ فَهْمُهُمْ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ.
٢٤ وَبِٱلْفِعْلِ أَرْشَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ عَامَ ١٩٦٢. فَنَشَرُوا مَقَالَاتٍ مُهِمَّةً تَنَاوَلَتْ رُومَا ١٣:١-٧ فِي عَدَدَيْ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) وَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.e وَهٰكَذَا فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَبْدَأَ ٱلْخُضُوعِ ٱلنِّسْبِيِّ ٱلَّذِي كَشَفَ عَنْهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «أَوْفُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا لِلّٰهِ لِلّٰهِ». (لو ٢٠:٢٥) فَأَدْرَكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُذَّاكَ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ هِيَ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، وَعَرَفُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُلْزَمُونَ بِٱلْخُضُوعِ لَهَا. مَعَ ذٰلِكَ، يَبْقَى هٰذَا ٱلْخُضُوعُ نِسْبِيًّا. فَعِنْدَمَا تَأْمُرُنَا ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدُّنْيَوِيَّةُ أَنْ نَعْصِيَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ، نُجِيبُ مِثْلَمَا أَجَابَ ٱلرُّسُلُ قَدِيمًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». (اع ٥:٢٩) وَفِي ٱلْفَصْلَيْنِ ١٣ وَ ١٤، سَنَرَى كَيْفَ بَدَأَ شَعْبُ ٱللّٰهِ بِتَطْبِيقِ مَبْدَإِ ٱلْحِيَادِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
اِمْتِيَازٌ رَفِيعٌ أَنْ نُبَشِّرَ بِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٢٥ لِمَ تُقَدِّرُ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فِي فَهْمِ ٱلْحَقَائِقِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٢٥ خِتَامًا، فَكِّرْ فِي كُلِّ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا نَحْنُ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ. لَقَدْ تَعَلَّمْنَا مَتَى تَأَسَّسَ ٱلْمَلَكُوتُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَا أَهَمِّيَّتُهُ. وَٱكْتَسَبْنَا فَهْمًا أَوْضَحَ لِلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلْمُتَاحَيْنِ لِلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَبِتْنَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُبَرْهِنُ وَلَاءَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَنَخْضَعُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ خُضُوعًا نِسْبِيًّا لِلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةِ. وَٱلْآنَ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ كَانَ لِي أَنْ أَعْرِفَ أَيًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ لَوْ لَمْ يُرْشِدْ يَسُوعُ عَبْدَهُ ٱلْأَمِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْهَمَهَا ثُمَّ يُعَلِّمَهَا بِدَوْرِهِ لِلْآخَرِينَ؟›. أَوَلَيْسَتْ بَرَكَةً عَظِيمَةً إِذًا أَنْ يُرْشِدَنَا ٱلْمَسِيحُ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟!
a إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «يُرْشِدُ» فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ تَعْنِي «يَدُلُّ عَلَى ٱلطَّرِيقِ» وَفْقًا لِأَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ.
b قَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ٱعْتُقِدَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تَدُلُّ عَلَى حَرْبٍ بَيْنَ ٱلدِّينِ ٱلْوَثَنِيِّ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ وَٱلْكَنِيسَةِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.
c فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٨٨٠، ٱعْتَبَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ سَيَكُونُونَ يَهُودًا طَبِيعِيِّينَ ٱهْتَدَوْا إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِحُلُولِ عَامِ ١٩١٤. وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا نُشِرَ فِي ٱلْعَامِ نَفْسِهِ تَفْسِيرٌ أَقْرَبُ إِلَى ٱلْفَهْمِ ٱلَّذِي نَتَبَنَّاهُ ٱلْيَوْمَ.
d نُشِرَتْ ٱلْمَقَالَةُ بِٱلْعَرَبِيَّةِ سَنَةَ ١٩٦٤.
e نُشِرَتْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ فِي عَدَدَيْ حَزِيرَانَ وَتَمُّوزَ (يُونْيُو وَيُولْيُو) ١٩٦٣ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
-
-
شعب ينادي بالبشارة: خدام يكرزون طوعاملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٦
شَعْبٌ يُنَادِي بِٱلْبِشَارَةِ: خُدَّامٌ يَكْرِزُونَ طَوْعًا
١، ٢ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
غَالِبًا مَا يَقْطَعُ ٱلْحُكَّامُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ وُعُودًا لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يُخْلِفُوا بِهَا. حَتَّى أَصْحَابُ ٱلنَّوَايَا ٱلْحَسَنَةِ بَيْنَهُمْ يَعْجَزُونَ أَحْيَانًا عَنِ ٱلِٱلْتِزَامِ بِكَلِمَتِهِمْ. بِٱلتَّبَايُنِ لَا يَتَفَوَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِوَعْدٍ إِلَّا وَيَفِي بِهِ.
٢ مَثَلًا، بَعْدَمَا نُصِّبَ مَلِكًا عَامَ ١٩١٤، أَصْبَحَ جَاهِزًا لِيُتَمِّمَ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا قَبْلَ ٩٠٠,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. فَقَدْ أَنْبَأَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (مت ٢٤:١٤) وَإِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ حُضُورِهِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَجْمَعَ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي تَتَفَشَّى فِيهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ وَٱلْإِلْحَادُ وَتَنْدُرُ فِيهَا ٱلْمَحَبَّةُ؟ (مت ٢٤:١٢؛ ٢ تي ٣:١-٥) لَا بُدَّ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْجَوَابَ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا مَعْنِيُّونَ بِهِ.
٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا، وَمِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ ٱلثِّقَةُ؟
٣ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ وَاثِقًا تَمَامَ ٱلثِّقَةِ بِكَلِمَاتِهِ حِينَمَا أَنْبَأَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلثِّقَةُ بِوُجُودِ أَتْبَاعٍ يُؤَيِّدُونَهُ طَوْعًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ لَقَدِ ٱكْتَسَبَهَا مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (يو ١٢:٤٥؛ ١٤:٩) فَقَبْلَمَا عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، رَأَى بِأُمِّ عَيْنِهِ أَنَّ يَهْوَهَ يَثِقُ بِرُوحِ عُبَّادِهِ ٱلطَّوْعِيَّةِ. وَفِي مَا يَلِي سَنَرَى كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ.
«شَعْبُكَ يَتَطَوَّعُ»
٤ أَيَّ عَمَلٍ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَدْعَمُوا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٤ تَذَكَّرْ مَا حَدَثَ حِينَ أَمَرَ يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُشَيِّدَ ٱلْمَسْكَنَ لِيَكُونَ مَرْكَزَ عِبَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَقَدْ دَعَا ٱللّٰهُ مِنْ خِلَالِ نَبِيِّهِ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلدَّعْمِ لِلْعَمَلِ. قَالَ لَهُمْ مُوسَى: «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ». وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ ظَلَّ ٱلشَّعْبُ «يَأْتُونَهُ بِقُرْبَانٍ طَوْعِيٍّ كُلَّ صَبَاحٍ». وَقَدْ أَعْطَوْا بِسَخَاءٍ حَتَّى ٱضْطُرَّ مُوسَى أَخِيرًا أَنْ يُطْلِقَ ٱلنِّدَاءَ: «لَا يَصْنَعْ رَجُلٌ وَلَا ٱمْرَأَةٌ شَيْئًا بَعْدُ لِلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». (خر ٣٥:٥؛ ٣٦:٣، ٦) حَقًّا لَمْ يُخَيِّبِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا أَمَلَ يَهْوَهَ فِيهِمْ.
٥، ٦ أَيُّ رُوحٍ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَيْضًا أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١١٠:١-٣؟
٥ وَهَلْ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَلَّى خُدَّامُهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ كَهٰذِهِ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. فَقَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١ سَنَةٍ، أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى دَاوُدَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْ بِدَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا. (اقرإ المزمور ١١٠:١-٣.) وَبِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ، كَانَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُنَصَّبُ حَدِيثًا سَيُوَاجِهُ أَعْدَاءً كُثُرًا، غَيْرَ أَنَّهُ سَيَحْظَى فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ بِدَعْمِ جَيْشٍ مِنَ ٱلْأَتْبَاعِ. وَلَنْ يَخْدُمَ هٰؤُلَاءِ مَلِكَهُمْ مُكْرَهِينَ. فَحَتَّى ٱلشُّبَّانُ بَيْنَهُمْ سَيَتَطَوَّعُونَ بِأَعْدَادٍ ضَخْمَةٍ، فَيَصِيرُونَ كَقَطَرَاتِ ٱلنَّدَى ٱلَّتِي تَكْسُو ٱلْأَرْضَ عِنْدَ ٱلْفَجْرِ.a
مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلطَّوْعِيُّونَ هُمْ كَقَطَرَاتِ ٱلنَّدَى فِي ٱلْكَثْرَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.)
٦ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١١٠ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ. (مت ٢٢:٤٢-٤٥) لِذَا لَمْ يَشُكَّ إِطْلَاقًا فِي أَنَّ أَتْبَاعًا أَوْلِيَاءَ لَهُ سَيَتَطَوَّعُونَ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. فَلْنَضَعِ ٱلْآنَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ وَلْنَرَ عَلَى ضَوْءِ ٱلْوَقَائِعِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ هَلْ حَشَدَ ٱلْمَلِكُ بِٱلْفِعْلِ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
«إِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي»
٧ أَيُّ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذَهَا يَسُوعُ بُعَيْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ؟
٧ بُعَيْدَ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا، ٱتَّخَذَ خُطُوَاتٍ لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْهَائِلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ. فَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، تَفَحَّصَ وَنَقَّى خُدَّامَهُ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. (مل ٣:١-٤) ثُمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَامِ نَفْسِهِ عَيَّنَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِيَتَوَلَّى قِيَادَةَ أَتْبَاعِهِ. (مت ٢٤:٤٥) وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، رَاحَ ٱلْعَبْدُ يُوَفِّرُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي شَدَّدَتْ تَكْرَارًا عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْكِرَازَةِ.
٨-١٠ كَيْفَ أَمَدَّتِ ٱلْمَحَافِلُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ؟ أَعْطُوا مِثَالًا. (اُنْظُرُوا أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَحَافِلُ بَاكِرَةٌ أَمَدَّتْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ».)
٨ اَلْمَحَافِلُ. اِجْتَمَعَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَطِّشُونَ إِلَى نَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ لِحُضُورِ أَوَّلِ مَحْفِلٍ كَبِيرٍ يُعْقَدُ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى فِي سِيدِر بُويْنْت بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ مِنْ ١ إِلَى ٨ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٩. وَفِي ثَانِي أَيَّامِهِ، أَلْقَى ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا قَالَ فِيهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ لِلْمَنْدُوبِينَ: «إِنَّ مُهِمَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّ عَلَى ٱلْأَرْضِ . . . هِيَ إِعْلَانُ رِسَالَةِ مَلَكُوتِ ٱلرَّبِّ».
٩ أَمَّا ذُرْوَةُ ٱلْمَحْفِلِ فَكَانَتْ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حِينَ قَدَّمَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا بِعُنْوَانِ «نِدَاءٌ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ فِي ٱلْعَمَلِ» نُشِرَ لَاحِقًا فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَحْتَ عُنْوَانِ «إِعْلَانُ ٱلْمَلَكُوتِ». قَالَ فِيهِ: «حِينَ يَسْتَرْسِلُ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي ٱلتَّأَمُّلِ، يَمُرُّ فِي خَاطِرِهِ ٱلسُّؤَالُ ٱلْبَدِيهِيُّ: مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ وُجُودِي عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ فَيَأْتِي ٱلْجَوَابُ لَا مَحَالَةَ: لَقَدْ جَعَلَنِي ٱلرَّبُّ بِنِعْمَتِهِ سَفِيرًا يُمَثِّلُهُ وَيَحْمِلُ رِسَالَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةَ إِلَى ٱلْعَالَمِ. وَإِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي».
١٠ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْخِطَابِ ٱلتَّارِيخِيِّ، أَعْلَنَ رَذَرْفُورْد عَنْ إِصْدَارِ مَجَلَّةٍ جَدِيدَةٍ تُدْعَى اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (ٱلْآنَ إِسْتَيْقِظْ!) هَدَفُهَا لَفْتُ ٱنْتِبَاهِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِوَصْفِهِ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ ٱلْوَحِيدَ. ثُمَّ سَأَلَ مَنْ فِي ٱلْحُضُورِ يَرْغَبُ أَنْ يُشَارِكَ فِي تَوْزِيعِ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ. يَرْوِي أَحَدُ ٱلتَّقَارِيرِ مَا جَرَى تَالِيًا: «كَانَ رَدُّ ٱلْفِعْلِ مُؤَثِّرًا لِلْغَايَةِ. فَقَدْ وَقَفَ سِتَّةُ آلَافِ شَخْصٍ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ».b فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَظِيَ بِتَأْيِيدِ أَتْبَاعٍ طَوْعِيِّينَ رَاغِبِينَ فِي إِعْلَانِ مَلَكُوتِهِ؟!
١١، ١٢ مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٠ عَنْ فَتْرَةِ إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟
١١ اَلْمَطْبُوعَاتُ. مِنْ خِلَالِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، تَوَضَّحَتْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةُ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي أَنْبَأَ بِهَا يَسُوعُ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي أُجِيبَ عَنْهَا أَوَائِلَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
١٢ أَيُّ رِسَالَةٍ سَيُنَادَى بِهَا إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ فِي مَتَّى ٢٤:١٤، وَمَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ؟ حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلرِّسَالَةَ فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» صَدَرَتْ فِي ١ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩٢٠. تَقُولُ: «اَلْبِشَارَةُ هُنَا مُرْتَبِطَةٌ بِنِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْقَدِيمِ وَتَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّا». وَأَظْهَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِوُضُوحٍ مَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ. ذَكَرَتْ: «يَجِبُ إِيصَالُ ٱلرِّسَالَةِ بَيْنَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْكُبْرَى [ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى] ‹وَٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›». ثُمَّ عَلَّقَتْ قَائِلَةً: «اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَانِيَةً لِلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ».
١٣ كَيْفَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢١ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ؟
١٣ هَلْ يُتَمِّمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُكْرَهًا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟ كَلَّا. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَقَالَةَ «تَشَجَّعْ جِدًّا» ٱلصَّادِرَةَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢١. لَقَدْ خَاطَبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ رُوحَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيَّةَ وَشَجَّعَتْهُمْ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ نَفْسَهُ: «أَلَيْسَتِ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ أَعْظَمَ ٱمْتِيَازٍ أَنْعَمُ بِهِ؟! أَوَلَيْسَتْ أَيْضًا وَاجِبًا مُلْقًى عَلَى عَاتِقِي؟!». ثُمَّ أَضَافَتْ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ ٱمْتِيَازًا، يَصِيرُ «كَإِرْمِيَا ٱلَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ‹فِي قَلْبِهِ كَنَارٍ مُتَّقِدَةٍ حُبِسَتْ فِي عِظَامِهِ› تَحُثُّهُ عَلَى ٱلْمُثَابَرَةِ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَقْوَ عَلَى ٱلسُّكُوتِ». (ار ٢٠:٩) وَهٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ ٱللَّطِيفُ عَكَسَ ثِقَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِمُؤَيِّدِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.
١٤، ١٥ أَيُّ أُسْلُوبٍ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَامَ ١٩٢٢ عَلَى ٱتِّبَاعِهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ؟
١٤ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يُوصِلُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلنَّاسِ؟ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي مَقَالَةٍ قَصِيرَةٍ وَلٰكِنْ قَوِيَّةٌ بِعُنْوَانِ «اَلْخِدْمَةُ أَسَاسِيَّةٌ» فِي عَدَدِ ١٥ آبَ (أَغُسْطُس) ١٩٢٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فَقَدْ حَثَّتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يُشَارِكُوا بِنَشَاطٍ فِي «حَمْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ».
١٥ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ مُنْذُ عَامِ ١٩١٩ لِيُشَدِّدَ ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى أَنَّ ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ٱمْتِيَازُ ٱلْمَسِيحِيِّ وَوَاجِبُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلِ تِجَاهَ ٱلتَّشْجِيعِ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
«سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ»
١٦ مَا رَدَّةُ فِعْلِ بَعْضِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُنْتَخَبِينَ تِجَاهَ ٱلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى ٱلْجَمِيعِ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٦ فِي عِشْرِينَاتِ وَثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَصَدَّى ٱلْبَعْضُ لِلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَصَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْوَضْعَ فِي ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٢٧ كَمَا يَلِي: «هُنَاكَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ [ٱلْجَمَاعَةِ] شُيُوخٌ مَسْؤُولُونَ . . . يَرْفُضُونَ تَشْجِيعَ إِخْوَتِهِمْ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَرْفُضُونَ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِيهَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ . . . وَهٰؤُلَاءِ يَسْخَرُونَ مِنَ ٱلْوَصِيَّةِ بِٱلذَّهَابِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِيُبَلِّغُوا ٱلنَّاسَ ٱلرِّسَالَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَمَلَكُوتِهِ». لٰكِنَّ ٱلْمَقَالَةَ وَضَعَتِ ٱلنِّقَاطَ عَلَى ٱلْحُرُوفِ. فَقَالَتْ: «آنَ ٱلْأَوَانُ لِلْأُمَنَاءِ أَنْ يَسِمُوا هٰؤُلَاءِ وَيَتَجَنَّبُوهُمْ وَيُبَلِّغُوهُمْ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا يَأْتَمِنُونَهُمْ عَلَى مَرْكَزِهِمْ كَشُيُوخٍ!».c
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تَجَاوَبَ مُعْظَمُ ٱلْإِخْوَةِ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ ٱلْمَلَايِينُ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ؟
١٧ وَهَلْ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ إِيجَابِيَّةً؟ نَعَمْ! فَمُعْظَمُهُمْ تَجَاوَبُوا بِغَيْرَةٍ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱمْتِيَازًا لَهُمْ. وَعَكَسُوا بِمَوْقِفِهِمْ هٰذَا كَلِمَاتٍ سَبَقَ أَنْ وَرَدَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢٦. قَالَتْ: «سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ . . . لِنَقْلِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ». وَبِٱلْفِعْلِ تَمَّمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءُ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ١١٠:٣ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَبَيَّنُوا أَنَّهُمْ مُؤَيِّدُونَ طَوْعِيُّونَ لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٨ وَعَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، تَطَوَّعَ ٱلْمَلَايِينُ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْفُصُولِ ٱللَّاحِقَةِ نُنَاقِشُ كَيْفَ كَرَزُوا، مُسْتَعْرِضِينَ أَسَالِيبَهُمْ وَأَدَوَاتِهِمْ، وَنَسْأَلُ أَيْضًا مَاذَا كَانَتْ نَتَائِجُ جُهُودِهِمْ. أَمَّا ٱلْآنَ فَلْنَتَأَمَّلْ لِمَ يَتَطَوَّعُ ٱلْمَلَايِينُ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ. وَفِيمَا نُنَاقِشُ دَوَافِعَهُمْ، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹لِمَاذَا أَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ لِلنَّاسِ؟›.
«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ»
١٩ لِمَ نَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِوَصِيَّةِ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›؟
١٩ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ قَائِلًا: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللّٰهِ]». (مت ٦:٣٣) وَلِمَ نُولِي وَصِيَّتَهُ هٰذِهِ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا؟ أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّنَا نُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي يَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَحْقَيقِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ، يَكْشِفُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَدْرِيجِيًّا حَقَائِقَ مُشَوِّقَةً عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَحِينَ تَمَسُّ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ ٱلثَّمِينَةُ قُلُوبَنَا، نَشْعُرُ أَنَّنَا مُلْزَمُونَ بِطَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
فَرَحُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِيجَادِ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ كَفَرَحِ رَجُلٍ وَجَدَ كَنْزًا مُخْفًى (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٢٠.)
٢٠ كَيْفَ يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى رَدَّةَ فِعْلِ أَتْبَاعِهِ حَوْلَ طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا؟
٢٠ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَتَجَاوَبُونَ مَعَ وَصِيَّتِهِ أَنْ يَطْلُبُوا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا كَمَا يَظْهَرُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى. (اقرأ متى ١٣:٤٤.) فَقَدْ رَوَى أَنَّ عَامِلًا وَجَدَ صُدْفَةً فِي ٱلْحَقْلِ خِلَالَ عَمَلِهِ ٱلْيَوْمِيِّ كَنْزًا مُخْفًى وَمَيَّزَ قِيمَتَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ. «وَمِنْ فَرَحِهِ ذَهَبَ وَبَاعَ مَا لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ». فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ حِينَ نَجِدُ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ وَنُمَيِّزُ قِيمَتَهَا، نُقَدِّمُ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱللَّازِمَةَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ لِنُبْقِيَ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ.d
٢١، ٢٢ كَيْفَ يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا؟ أَعْطُوا مِثَالًا.
٢١ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ بَلْ بِٱلْعَمَلِ أَيْضًا أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. فَيُكَرِّسُونَ حَيَاتَهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَمَوَارِدَهُمْ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَيَبْذُلُ بَعْضُهُمْ كُلَّ غَالٍ بِهَدَفِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْكَارِزُونَ ٱلطَّوْعِيُّونَ جَمِيعًا يَلْمُسُونَ لَمْسَ ٱلْيَدِ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى مَنْ يَضَعُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مِثَالًا مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
٢٢ كَانَ آيْفَرِي وَلُوفِينْيَا بْرِيسْتُو مُوَزِّعَيْ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلَيْنِ (فَاتِحَيْنِ) خَدَمَا جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ مُنْذُ أَوَاخِرِ ٱلْعِشْرِينَاتِ. أَخْبَرَتْ لُوفِينْيَا بَعْدَ أَعْوَامٍ عَدِيدَةٍ: «عِشْنَا أَنَا وَآيْفَرِي سَعِيدَيْنِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ. فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَمْ نَدْرِ مِنْ أَيْنَ نَأْتِي بِٱلْمَالِ لِلْوَقُودِ وَٱلطَّعَامِ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ كَانَ يُؤَمِّنُهُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى. لَقَدْ دَاوَمْنَا كُلَّ حِينٍ عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا، فَلَمْ نَفْتَقِرْ يَوْمًا إِلَى حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ». تَتَذَكَّرُ لُوفِينْيَا أَيْضًا حَادِثَةً وَقَعَتْ خِلَالَ خِدْمَتِهِمَا فِي بِينْسَاكُولَا فِي وِلَايَةِ فْلُورِيدَا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، كَادَ يَنْفَدُ ٱلْمَالُ وَٱلطَّعَامُ مِنْهُمَا. وَلٰكِنْ حِينَ عَادَا إِلَى مَقْطُورَتِهِمَا، وَجَدَا كِيسَيْنِ كَبِيرَيْنِ مِنَ ٱلطَّعَامِ مُرْفَقَيْنِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «مَعَ خَالِصِ مَحَبَّتِنَا . . . فِرْقَةُ بِينْسَاكُولَا».e وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ: «يَهْوَهُ لَا يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا وَلَا يَخُونُ ثِقَتَنَا بِهِ».
٢٣ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي وَجَدْتَهَا، وَمَا تَصْمِيمُكَ؟
٢٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ يَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِنَا، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا. (كو ٣:٢٣) فَبِمَا أَنَّ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ غَالِيَةٌ فِي نَظَرِنَا، فَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ بَلْ تَوَّاقُونَ إِلَى تَقْدِيمِ أَيِّ تَضْحِيَةٍ لَازِمَةٍ كَيْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. أَوَلَيْسَ هٰذَا هُوَ تَصْمِيمَكَ؟!
٢٤ مَا أَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٢٤ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، يُتَمِّمُ ٱلْمَلِكُ مُنْذُ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ كَلِمَاتِهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤. وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ يُنْجَزُ لَا بِٱلْقُوَّةِ وَلَا بِٱلْإِكْرَاهِ. فَأَتْبَاعُ يَسُوعَ يَتَطَوَّعُونَ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بَعْدَمَا يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ. وَكِرَازَتُهُمُ ٱلْعَالَمِيَّةُ جُزْءٌ مِنْ عَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ وَأَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
a يَرْتَبِطُ ٱلنَّدَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْوَفْرَةِ وَٱلْكَثْرَةِ. — تك ٢٧:٢٨؛ مي ٥:٧.
b ذَكَرَتْ كُرَّاسَةُ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْتَمَنُونَ عَلَى ٱلْعَمَلِ؟ مَا يَلِي: «تُوَزَّعُ مَجَلَّةُ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي إِطَارِ حَمْلَةٍ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». ثُمَّ شَجَّعَتِ ٱلْإِخْوَةَ قَائِلَةً: «بَعْدَمَا تَعْرِضُونَ ٱلرِّسَالَةَ، ٱتْرُكُوا نُسْخَةً مِنْ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَوَاءٌ ٱشْتَرَكُوا فِيهَا أَمْ لَا». وَطِيلَةَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ، طُلِبَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَعْرِضُوا عَلَى ٱلنَّاسِ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ وَمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَيْضًا. وَبَدْءًا مِنْ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٠، نُصِحَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِتَوْزِيعِ نُسْخَةٍ مِنَ ٱلْمَجَلَّتَيْنِ لِكُلِّ شَخْصٍ وَتَقْدِيمِ تَقْرِيرٍ عَنِ ٱلْكَمِّيَّةِ ٱلْمُوَزَّعَةِ.
c فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، كَانَتِ كُلُّ جَمَاعَةٍ تَنْتَخِبُ شُيُوخَهَا دِيمُوقْرَاطِيًّا. لِذَا كَانَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَرْفُضَ ٱلتَّصْوِيتَ لِمَنْ يُعَارِضُونَ ٱلْخِدْمَةَ. وَٱلْفَصْلُ ١٢ يُنَاقِشُ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ ثِيُوقْرَاطِيًّا.
d يُوضِحُ يَسُوعُ فِكْرَةً مُمَاثِلَةً فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلتَّاجِرِ ٱلْجَائِلِ ٱلَّذِي بَحَثَ عَنْ لُؤْلُؤَةٍ عَظِيمَةِ ٱلْقِيمَةِ. فَلَمَّا وَجَدَهَا بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. (مت ١٣:٤٥، ٤٦) وَٱلْمَثَلَانِ كِلَاهُمَا يُعَلِّمَانِنَا أَيْضًا أَنَّنَا قَدْ نَتَعَرَّفُ إِلَى حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ. فَٱلْبَعْضُ يَجِدُونَهَا بِٱلصُّدْفَةِ، فِيمَا يَبْحَثُ آخَرُونَ عَنْهَا. وَلٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ كَيْفَ نَجِدُهَا، نَكُونُ مُسْتَعِدِّينَ لِتَقْدِيمِ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ وَضْعِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
e كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تُدْعَى فِرَقًا آنَذَاكَ.
-
-
اساليب للمناداة بالبشارة: بلوغ الناس بمختلف الوسائلملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٧
أَسَالِيبُ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ: بُلُوغُ ٱلنَّاسِ بِمُخْتَلِفِ ٱلْوَسَائِلِ
١، ٢ (أ) أَيُّ تِقْنِيَّةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا يَسُوعُ بِهَدَفِ بُلُوغِ حُضُورٍ كَبِيرٍ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ بِمِثَالِهِ، وَلِمَاذَا؟
تَجْتَمِعُ حَوْلَ يَسُوعَ حُشُودٌ عِنْدَ ضَفَّةِ إِحْدَى ٱلْبُحَيْرَاتِ، فَيَصْعَدُ إِلَى مَرْكَبٍ وَيَبْتَعِدُ قَلِيلًا عَنِ ٱلشَّاطِئِ. وَلِمَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ يَعْرِفُ يَسُوعُ أَنَّ سَطْحَ ٱلْمَاءِ يُضَخِّمُ صَوْتَهُ، فَيَتَمَكَّنُ بِٱلتَّالِي حُضُورُهُ ٱلْكَبِيرُ مِنْ سَمَاعِ رِسَالَتِهِ بِأَكْثَرِ وُضُوحٍ. — اقرأ مرقس ٤:١، ٢.
٢ فِي ٱلْعُقُودِ مَا قَبْلَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَمَا بَعْدَهَا، ٱقْتَدَى تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ بِمِثَالِهِ مُسْتَخْدِمِينَ تِقْنِيَّاتٍ مُبْتَكَرَةً لِإِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ. وَتَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَلِكِ، لَا يَزَالُ شَعْبُ ٱللّٰهِ خَلَّاقًا وَمَرِنًا فِيمَا تَتَغَيَّرُ ٱلظُّرُوفُ وَتَتَوَفَّرُ تِقْنِيَّاتٌ حَدِيثَةٌ. فَنَحْنُ نَرْغَبُ فِي بُلُوغِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ. (مت ٢٤:١٤) تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمْنَاهَا لِلْوُصُولِ إِلَى ٱلنَّاسِ أَيْنَمَا وُجِدُوا. وَفِيمَا نَسْتَعْرِضُهَا، فَكِّرْ كَيْفَ تَسِيرُ عَلَى خُطَى مَنْ كَرَزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ.
بُلُوغُ أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ
٣ لِمَاذَا ٱغْتَاظَ أَعْدَاءُ ٱلْحَقِّ مِنِ ٱسْتِعْمَالِنَا ٱلصُّحُفَ؟
٣ اَلْجَرَائِدُ. بَدَأَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ بِنَشْرِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٧٩ مُوصِلِينَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلْكَثِيرِينَ. وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّ ٱلْمَسِيحَ وَجَّهَ مَجْرَى ٱلْحَوَادِثِ فِي ٱلْعَقْدِ ٱلَّذِي سَبَقَ عَامَ ١٩١٤ بِحَيْثُ تَبْلُغُ ٱلْبِشَارَةُ عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَبِكَلَامِنَا هٰذَا نَقْصِدُ سِلْسِلَةَ حَوَادِثَ كَانَ أَوَّلُهَا عَامَ ١٩٠٣. فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ تَحَدَّى ٱلدُّكْتُورُ إ. ل. إِيتِنُ، ٱلنَّاطِقُ بِٱسْمِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْقُسُوسِ ٱلْبُرُوتِسْتَانْتِيِّينَ فِي بِنْسِلْفَانْيَا، تْشَارْلْز تَاز رَصِل أَنْ يُوَاجِهَهُ فِي سِلْسِلَةٍ مِنَ ٱلْمُنَاظَرَاتِ حَوْلَ عَقَائِدِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَتَبَ إِيتِن فِي رِسَالَةٍ إِلَى رَصِل: «أَرَى أَنَّ مُنَاظَرَةً عَامَّةً تَتَنَاوَلُ بَعْضَ نِقَاطِنَا ٱلْخِلَافِيَّةِ . . . سَتَسْتَقْطِبُ ٱهْتِمَامَ ٱلْجَمَاهِيرِ». وَبِمَا أَنَّ رَصِل وَرِفَاقَهُ ٱعْتَقَدُوا هُمْ أَيْضًا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُنَاظَرَاتِ سَتَهُمُّ ٱلرَّأْيَ ٱلْعَامَّ، رَتَّبُوا لِنَشْرِهَا فِي جَرِيدَةٍ مُهِمَّةٍ بِعُنْوَانِ بِيتِسْبُورْغ غَازِت. وَبِسَبَبِ ٱلرَّوَاجِ ٱلْكَبِيرِ ٱلَّذِي لَاقَتْهُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَاتُ، فَضْلًا عَنْ تَفْسِيرِ رَصِلَ ٱلْوَاضِحِ لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، عَرَضَتْ عَلَيْهِ ٱلْجَرِيدَةُ أَنْ تَنْشُرَ مُحَاضَرَاتِهِ أُسْبُوعِيًّا. تَخَيَّلْ كَمِ ٱغْتَاظَ أَعْدَاءُ ٱلْحَقِّ دُونَ شَكٍّ حِينَ رَأَوْا هٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ!
بِحُلُولِ عَامِ ١٩١٤، بَاتَتْ عِظَاتُ رَصِل تُنْشَرُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢ جَرِيدَةٍ
٤، ٥ بِمَ تَحَلَّى رَصِل، وَكَيْفَ يَتَمَثَّلُ بِهِ مَنْ يُمْنَحُونَ سُلْطَةً مَا؟
٤ سُرْعَانَ مَا رَغِبَ عَدَدٌ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْجَرَائِدِ فِي نَشْرِ مُحَاضَرَاتِ رَصِل. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٠٨، كَانَتِ ٱلْعِظَاتُ «تُنْشَرُ بِٱنْتِظَامٍ فِي إِحْدَى عَشْرَةَ جَرِيدَةً» حَسْبَمَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ آنَذَاكَ. غَيْرَ أَنَّ إِخْوَةً خُبَرَاءَ فِي مَجَالِ ٱلصِّحَافَةِ نَصَحُوا رَصِل أَنْ يَنْقُلَ مَكَاتِبَ ٱلْجَمْعِيَّةِ مِنْ بِيتِسْبُورْغ إِلَى مَدِينَةٍ أَكْبَرَ وَأَهَمَّ، فَيَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْجَرَائِدِ ٱلَّتِي تَطْبَعُ مَقَالَاتِهِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَبَعْدَمَا وَزَنَ ٱلْأَخُ رَصِل نَصِيحَتَهُمْ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْعَوَامِلِ، نَقَلَ ٱلْمَكَاتِبَ إِلَى بْرُوكْلِين فِي نْيُويُورْك عَامَ ١٩٠٩. وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ بَعْدَ ٱلِٱنْتِقَالِ بِمُجَرَّدِ أَشْهُرٍ، نَاهَزَ مَجْمُوعُ ٱلصُّحُفِ ٱلَّتِي تَنْشُرُ ٱلْمُحَاضَرَاتِ ٤٠٠ صَحِيفَةٍ، وَظَلَّ هٰذَا ٱلْعَدَدُ فِي ٱزْدِيَادٍ. وَبِحُلُولِ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤، كَانَتْ عِظَاتُ رَصِل وَمَقَالَاتُهُ تُنْشَرُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢ صَحِيفَةٍ بِأَرْبَعِ لُغَاتٍ!
٥ ثَمَّةَ دَرْسٌ مُهِمٌّ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ. فَٱلْأَشْخَاصُ بَيْنَنَا ٱلَّذِينَ يُمْنَحُونَ سُلْطَةً مَا فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ يَحْسُنُ بِهِمِ ٱلتَّمَثُّلُ بِتَوَاضُعِ ٱلْأَخِ رَصِل. وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي نَصَائِحِ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ. — اقرإ الامثال ١٥:٢٢.
٦ كَيْفَ تَأَثَّرَتِ ٱمْرَأَةٌ بِحَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَنْشُورَةِ فِي ٱلصُّحُفِ؟
٦ لَقَدْ تَبَدَّلَتْ حَيَاةُ كَثِيرِينَ بِفَضْلِ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَنْشُورَةِ فِي تِلْكَ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلصِّحَافِيَّةِ. (عب ٤:١٢) خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أُورَا هِتْزِلَ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ١٩١٧. فَعَلَى غِرَارِ كَثِيرِينَ، سَمِعَتْ عَنِ ٱلْحَقِّ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى مِنْ خِلَالِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ. تُخْبِرُ: «بَعْدَ زَوَاجِي، ذَهَبْتُ لِأَزُورَ أُمِّي فِي رُوتْشِسْتِر بِمِينِيسُوتَا. وَعِنْدَ وُصُولِي، وَجَدْتُهَا تَقُصُّ مَقَالَاتٍ مِنْ إِحْدَى ٱلْجَرَائِدِ. فَإِذَا هِيَ مَوَاعِظُ لِرَصِل. وَمِنْ ثُمَّ رَاحَتْ أُمِّي تَشْرَحُ لِي مَا تَعَلَّمَتْهُ مِنْهَا». وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، قَبِلَتْ أُورَا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي تَعَلَّمَتْهَا وَأَمْضَتْ سِتَّةَ عُقُودٍ تَقْرِيبًا تُنَادِي بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ بِأَمَانَةٍ.
٧ مَاذَا دَفَعَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ إِلَى إِعَادَةِ ٱلنَّظَرِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْجَرَائِدِ؟
٧ وَلٰكِنْ سَنَةَ ١٩١٦، وَقَعَ حَدَثَانِ مُهِمَّانِ دَفَعَا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ إِلَى إِعَادَةِ ٱلنَّظَرِ فِي ٱسْتِخْدَامِ ٱلْجَرَائِدِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ. أَوَّلًا، ٱحْتَدَمَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْكُبْرَى مِمَّا صَعَّبَ ٱلْحُصُولَ عَلَى لَوَازِمِ ٱلطِّبَاعَةِ. ذَكَرَ تَقْرِيرٌ عَامَ ١٩١٦ أَعَدَّهُ قِسْمُ ٱلصِّحَافَةِ ٱلتَّابِعُ لِلْجَمْعِيَّةِ فِي بَرِيطَانِيَا: «تُنْشَرُ ٱلْعِظَاتُ فِي مَا يُقَارِبُ ٱلثَّلَاثِينَ صَحِيفَةً فَقَطْ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ. وَمِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنْ يَتَرَاجَعَ عَدَدُهَا كَثِيرًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ بِسَبَبِ كُلْفَةِ ٱلْوَرَقِ ٱلْمُتَزَايِدَةِ». أَمَّا ٱلْحَدَثُ ٱلثَّانِي فَكَانَ مَوْتَ رَصِل فِي ٣١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩١٦. إِذَّاكَ أَعْلَنَ عَدَدُ ١٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩١٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَا يَلِي: «اَلْآنَ وَقَدْ تُوُفِّيَ ٱلْأَخُ رَصِل، فَسَنَتَوَقَّفُ كُلِّيًّا عَنْ نَشْرِ ٱلْعِظَاتِ» فِي ٱلصُّحُفِ. وَمَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بَلَغَ نِهَايَتَهُ، فَإِنَّ أَسَالِيبَ أُخْرَى مِثْلَ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ» ظَلَّتْ تُحْرِزُ نَجَاحًا كَبِيرًا.
٨ أَيُّ جُهُودٍ تَطَلَّبَهَا إِنْتَاجُ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
٨ اَلْعُرُوضُ ٱلْمَرْئِيَّةُ. عَمِلَ رَصِل وَرِفَاقُهُ نَحْوَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى إِنْتَاجِ «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ» ٱلَّتِي أُطْلِقَتْ عَامَ ١٩١٤. (ام ٢١:٥) فَكَانَتْ عَرْضًا مُبْتَكَرًا يَجْمَعُ بَيْنَ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ وَٱلشَّرَائِحِ ٱلزُّجَاجِيَّةِ ٱلْمُلَوَّنَةِ. وَقَدْ صُوِّرَتِ ٱلرِّوَايَةُ بِمُشَارَكَةِ مِئَاتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ أَعَادُوا تَمْثِيلَ مَشَاهِدَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. حَتَّى ٱلْحَيَوَانَاتُ لَعِبَتْ دَوْرًا فِيهَا. ذَكَرَ تَقْرِيرٌ صَادِرٌ عَامَ ١٩١٣: «اُسْتُعِينَ بِغَالِبِيَّةِ ٱلْحَيَوَانَاتِ فِي إِحْدَى ٱلْحَدَائِقِ لِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ نُوحٍ بِٱلصَّوْتِ وَٱلصُّورَةِ». أَمَّا ٱلشَّرَائِحُ ٱلزُّجَاجِيَّةُ ٱلَّتِي تُعَدُّ بِٱلْمِئَاتِ فَقَدْ لَوَّنَ كُلًّا مِنْهَا بِٱلْيَدِ فَنَّانُونَ مِنْ بَارِيس وَفِيلَادِلْفِيَا وَلَنْدَن وَنْيُويُورْك.
٩ لِمَ صُرِفَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ عَلَى إِنْتَاجِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
٩ وَلٰكِنْ لِمَ صُرِفَ كُلُّ هٰذَا ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ عَلَى إِنْتَاجِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟ يُوضِحُ قَرَارٌ تَبَنَّاهُ ٱلْحُضُورُ فِي سِلْسِلَةِ ٱلْمَحَافِلِ عَامَ ١٩١٣ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا: «لَقَدْ بَاتَ وَاضِحًا تَمَامًا ٱلنَّجَاحُ غَيْرُ ٱلْمَسْبُوقِ ٱلَّذِي تُحَقِّقُهُ ٱلصُّحُفُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ فِي صِيَاغَةِ ٱلرَّأْيِ ٱلْعَامِّ مِنْ خِلَالِ ٱلصُّوَرِ ٱلْكَارِيكَاتُورِيَّةِ وَٱلرُّسُومَاتِ . . . إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، ظَهَرَتْ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ مُرُونَةُ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَرَوَاجُهَا ٱلْكَبِيرُ. هٰذَا كُلُّهُ يُشَكِّلُ دَافِعًا قَوِيًّا لَنَا، بِٱعْتِبَارِنَا مُبَشِّرِينَ تَقَدُّمِيِّينَ وَمُعَلِّمِينَ فِي صُفُوفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، إِلَى ٱلْمُوَافَقَةِ كَامِلًا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ . . . كَأُسْلُوبٍ فَعَّالٍ وَمَرْغُوبٍ فِيهِ».
فِي ٱلْأَعْلَى: حُجْرَةٌ لِعَرْضِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»
فِي ٱلْأَسْفَلِ: شَرَائِحُ زُجَاجِيَّةٌ مِنْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»
١٠ أَيُّ مَدًى بَلَغَهُ عَرْضُ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ»؟
١٠ خِلَالَ عَامِ ١٩١٤، عُرِضَتِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» يَوْمِيًّا فِي ٨٠ مَدِينَةً وَشَاهَدَهَا ثَمَانِيَةُ مَلَايِينِ شَخْصٍ تَقْرِيبًا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَكَنَدَا. وَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ عَيْنِهَا عُرِضَتْ أَيْضًا فِي أَلْمَانِيَا، أُوسْتْرَالِيَا، بَرِيطَانِيَا، ٱلدَّانِمارْكِ، ٱلسُّوَيْدِ، سُوِيسِرا، فِنْلَنْدَا، ٱلنَّرُوجِ، وَنْيُوزِيلَنْدَا. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أُنْتِجَتْ نُسْخَةٌ مُبَسَّطَةٌ مِنْهَا بِعُنْوَانِ «رِوَايَةُ يُورِيكَا» لِتُعْرَضَ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلصَّغِيرَةِ. وَهٰذِهِ ٱلنُّسْخَةُ لَمْ تَتَضَمَّنِ ٱلصُّوَرَ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ وَكَانَتْ أَقَلَّ كُلْفَةً وَسَهْلَةَ ٱلنَّقْلِ. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩١٦ صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاطِقِينَ بِٱلْأَرْمَنِيَّةِ، ٱلْإِسْبَانِيَّةِ، ٱلْأَلْمَانِيَّةِ، ٱلْإِيطَالِيَّةِ، ٱلْبُولَنْدِيَّةِ، ٱلسُّوَيْدِيَّةِ، ٱلْفَرَنْسِيَّةِ، ٱلنَّرُوجِيَّةِ (ٱلبُوكْمَال)، وَٱلْيُونَانِيَّةِ أَنْ يُشَاهِدُوا إِحْدَى ٱلرِّوَايَتَيْنِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ.
خِلَالَ عَامِ ١٩١٤ عُرِضَتْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي صَالَاتٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْحُضُورِ
١١، ١٢ كَيْفَ أَثَّرَتْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي أَحَدِ ٱلشُّبَّانِ، وَأَيُّ مِثَالٍ تَرَكَهُ لَنَا؟
١١ وَبِٱلْحَدِيثِ عَنْ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» بِٱللُّغَةِ ٱلْفَرَنْسِيَّةِ، فَقَدْ تَرَكَتْ أَبْلَغَ ٱلْأَثَرِ فِي شَابٍّ عُمْرُهُ ١٨ سَنَةً يُدْعَى شَارْل رُونَار. يُخْبِرُ: «عُرِضَتِ ٱلرِّوَايَةُ فِي بَلْدَتِي كُولْمَار فِي ٱلْأَلْزَاسِ بِفَرَنْسَا. وَمُنْذُ ٱلدَّقَائِقِ ٱلْأُولَى أُعْجِبْتُ بِأُسْلُوبِهَا ٱلْوَاضِحِ فِي شَرْحِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».
١٢ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ٱعْتَمَدَ شَارْل وَبَاشَرَ ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ عَامَ ١٩٢٢. وَأَحَدُ أَوَّلِ تَعْيِينَاتِهِ كَانَ ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي عَرْضِ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» فِي فَرَنْسَا. يَصِفُ تَعْيِينَهُ قَائِلًا: «كُلِّفْتُ بِعِدَّةِ مُهِمَّاتٍ: اَلْعَزْفِ عَلَى ٱلْكَمَنْجَةِ، تَوَلِّي ٱلْحِسَابَاتِ، وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمَطْبُوعَاتِ. كَمَا طُلِبَ مِنِّي أَنْ أُهَدِّئَ ٱلْحُضُورَ قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْبَرْنَامَجِ. وَخِلَالَ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ كُنَّا نُقَدِّمُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. فَكَانَ يُعَيَّنُ لِكُلِّ أَخٍ أَوْ أُخْتٍ قِسْمٌ مِنَ ٱلصَّالَةِ، فَيَحْمِلُونَ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِهِمْ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَيَعْرِضُونَهَا عَلَى كُلِّ شَخْصٍ فِي قِسْمِهِمْ. وَلَمْ نَكْتَفِ بِذٰلِكَ، بَلْ وَضَعْنَا طَاوِلَاتٍ عَلَيْهَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلصَّالَةِ». ثُمَّ عَامَ ١٩٢٥، دُعِيَ شَارْل لِلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك. وَهُنَاكَ أُوكِلَتْ إِلَيْهِ قِيَادَةُ ٱلْأُورْكِسْتْرَا فِي مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ (WBBR) بُعَيْدَ إِنْشَائِهَا. عَلَى ضَوْءِ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارِ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَنَا أَيْضًا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَقْبَلَ أَيَّ تَعْيِينٍ يُسْنَدُ إِلَيَّ لِأُسَاهِمَ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟›. — اقرأ اشعيا ٦:٨.
١٣، ١٤ كَيْفَ ٱسْتُخْدِمَ ٱلرَّادِيُو فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «بَرَامِجُ مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ» وَ «مَحْفِلٌ تَارِيخِيٌّ».)
١٣ اَلرَّادِيُو. فِي عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَرَاجَعَ تَدْرِيجِيًّا ٱسْتِعْمَالُ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ». بِٱلْمُقَابِلِ أَصْبَحَ ٱلرَّادِيُو وَسِيلَةً فَعَّالَةً لِنَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَفِي ١٦ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٢٢، قَدَّمَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد بَثًّا إِذَاعِيًّا تَارِيخِيًّا مِنْ دَارِ أُوبِرَا مِيتْرُوبُولِيتَان فِي فِيلَادِلْفِيَا بِبِنْسِلْفَانْيَا. وَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، ٱسْتَمَعَ ٠٠٠,٥٠ شَخْصٍ إِلَى خِطَابِهِ بِعُنْوَانِ «مَلَايِينُ مِنَ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ لَنْ يَمُوتُوا أَبَدًا». ثُمَّ عَامَ ١٩٢٣، أُذِيعَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى جُزْءٌ مِنْ أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ. وَإِضَافَةً إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ، ٱرْتَأَى ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ أَنْ نُنْشِئَ مَحَطَّتَنَا ٱلْخَاصَّةَ. فَبَنَيْنَا مَحَطَّةً فِي جَزِيرَةِ سْتَاتِن بِنْيُويُورْك وَسَجَّلْنَاهَا تَحْتَ ٱسْمِ «مَحَطَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةُ» (WBBR). وَقَدْ بَثَّتْ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٢٤ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٢٤.
سَنَةَ ١٩٢٢، ٱسْتَمَعَ ٠٠٠,٥٠ شَخْصٍ بِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ إِلَى ٱلْخِطَابِ «مَلَايِينُ مِنَ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ لَنْ يَمُوتُوا أَبَدًا» لَمَّا أُذِيعَ عَلَى ٱلرَّادِيُو
١٤ وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْهَدَفِ مِنْ إِنْشَاءِ ٱلْمَحَطَّةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٤: «نَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلرَّادِيُو هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلْأَكْثَرُ تَوْفِيرًا وَفَعَّالِيَّةً فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْحَقِّ إِلَى يَوْمِنَا هٰذَا». وَأَضَافَتْ: «إِذَا ٱسْتَحْسَنَ ٱلرَّبُّ أَنْ نَبْنِيَ مَحَطَّاتٍ إِذَاعِيَّةً أُخْرَى لِنَشْرِ ٱلْحَقِّ فَسَيُؤَمِّنُ ٱلْمَالَ بِطَرِيقَتِهِ ٱلصَّالِحَةِ». (مز ١٢٧:١) وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٢٦، ٱمْتَلَكَ شَعْبُ يَهْوَهَ سِتَّ مَحَطَّاتٍ إِذَاعِيَّةٍ. اِثْنَتَانِ مِنْهَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: وَاحِدَةٌ فِي نْيُويُورْك (WBBR) وَٱلْأُخْرَى قُرْبَ شِيكَاغُو (WORD)، وَأَرْبَعٌ فِي كَنَدَا: فِي أَلْبُرْتَا وَأُونْتَارْيُو وَسَاسْكَاتْشِيوَان وَكُولُومْبِيَا ٱلْبَرِيطَانِيَّةِ.
١٥، ١٦ (أ) مَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ رِجَالِ ٱلدِّينِ فِي كَنَدَا حِيَالَ بَرَامِجِنَا ٱلْإِذَاعِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ كَمَّلَتْ مُحَاضَرَاتُ ٱلرَّادِيُو وَٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ ٱلْوَاحِدَةُ ٱلْأُخْرَى؟
١٥ غَيْرَ أَنَّ رِجَالَ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ مَا كَانُوا لِيَمُرُّوا مُرُورَ ٱلْكِرَامِ عَلَى هٰذَا ٱلِٱنْتِشَارِ ٱلْوَاسِعِ لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَبْرَ ٱلرَّادِيُو. يُخْبِرُ أَلْبِرْت هُوفْمَانُ ٱلْمُطَّلِعُ عَلَى عَمَلِ ٱلْمَحَطَّةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ فِي سَاسْكَاتْشِيوَان بِكَنَدَا: «تَعَرَّفَتْ أَعْدَادٌ مُتَزَايِدَةٌ إِلَى تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ [كَمَا دُعِيَ شُهُودُ يَهْوَهَ آنَذَاكَ]. فَقُدِّمَتْ شَهَادَةٌ رَائِعَةٌ حَتَّى حَلَّ عَامُ ١٩٢٨. إِذَّاكَ ضَغَطَ رِجَالُ ٱلدِّينِ عَلَى ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ، فَسُحِبَتِ ٱلرُّخَصُ مِنْ كُلِّ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلَّتِي يُدِيرُهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي كَنَدَا».
١٦ وَلٰكِنْ رَغْمَ إِقْفَالِ مَحَطَّاتِنَا ٱلْإِذَاعِيَّةِ فِي كَنَدَا، تَوَاصَلَ بَثُّ مُحَاضَرَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى مَحَطَّاتٍ تِجَارِيَّةٍ. (مت ١٠:٢٣) وَلِزِيَادَةِ فَعَّالِيَّةِ هٰذِهِ ٱلْبَرَامِجِ، أَوْرَدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (ٱلْآنَ إِسْتَيْقِظْ!) لَائِحَةً أُدْرِجَتْ فِيهَا أَسْمَاءُ تِلْكَ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَ ٱلنَّاشِرُونَ تَشْجِيعَ ٱلنَّاسِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ أَنْ يُصْغُوا إِلَى ٱلْمُحَاضَرَاتِ عَلَى ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ ذَكَرَتْ اَلنَّشْرَةُ عَدَدُ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٣١: «شَجَّعَ ٱسْتِعْمَالُ ٱلرَّادِيُو ٱلْإِخْوَةَ فِي كِرَازَتِهِمْ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ. وَتَرِدُنَا تَقَارِيرُ كَثِيرَةٌ عَنْ أَشْخَاصٍ أَصْغَوْا إِلَى ٱلْبَثِّ وَرَغِبُوا فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى كُتُبِنَا نَتِيجَةَ ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى مُحَاضَرَاتِ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد». وَقَدْ وَصَفَتْ اَلنَّشْرَةُ ٱلْبَثَّ ٱلْإِذَاعِيَّ وَٱلشَّهَادَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ بِأَنَّهُمَا «أَهَمُّ أُسْلُوبَيْنِ تَعْتَمِدُهُمَا هَيْئَةُ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْكِرَازَةِ».
١٧، ١٨ أَيُّ دَوْرٍ ظَلَّ ٱلرَّادِيُو يُؤَدِّيهِ رَغْمَ تَبَدُّلِ ٱلظُّرُوفِ؟
١٧ وَلٰكِنْ خِلَالَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱشْتَدَّتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ لِمَنْعِنَا مِنِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَحَطَّاتِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. فَتَكَيَّفَ شَعْبُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ فِي أَوَاخِرِ عَامِ ١٩٣٧ وَأَوْقَفُوا بَثَّ بَرَامِجِهِمْ عَبْرَ تِلْكَ ٱلْمَحَطَّاتِ. بِٱلْمُقَابِلِ رَكَّزُوا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.a مَعَ ذٰلِكَ، ظَلَّ ٱلرَادِيُو يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَعْزُولَةِ جُغْرَافِيًّا أَوْ سِيَاسِيًّا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَثَّتْ إِذَاعَةٌ فِي بِرْلِينَ ٱلْغَرْبِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا خِطَابَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٥١ وَ ١٩٩١ لِكَيْ يَسْمَعَ سُكَّانُ أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٦١، بَثَّتْ مَحَطَّةٌ رَسْمِيَّةٌ فِي سُورِينَام فِي أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ عَلَى مَدَى ثَلَاثَةِ عُقُودٍ تَقْرِيبًا بَرْنَامَجًا إِذَاعِيًّا طُولُهُ ١٥ دَقِيقَةً لِنَشْرِ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. هٰذَا وَقَدْ أَنْتَجَتِ ٱلْهَيْئَةُ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٦٩ وَ ١٩٧٧ أَكْثَرَ مِنْ ٣٥٠ حَلَقَةً إِذَاعِيَّةً مُسَجَّلَةً ضِمْنَ سِلْسِلَةٍ بِعُنْوَانِ «كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ نَافِعَةٌ». وَقَدْ بَثَّتْ ٢٩١ إِذَاعَةً هٰذِهِ ٱلْحَلَقَاتِ فِي ٤٨ وِلَايَةً أَمِيرْكِيَّةً. وَعَامَ ١٩٩٦، أَذَاعَتْ إِحْدَى ٱلْمَحَطَّاتِ فِي آبِيَا عَاصِمَةِ دَوْلَةِ سَامْوَا فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ بَرْنَامَجًا أُسْبُوعِيًّا بِعُنْوَانِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: أَسْئِلَةٌ وَأَجْوِبَةٌ».
١٨ غَيْرَ أَنَّ ٱلرَّادِيُو لَمْ يَعُدْ يَلْعَبُ دَوْرًا يُذْكَرُ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِيمَا شَارَفَ ٱلْقَرْنُ ٱلْعِشْرُونَ عَلَى نِهَايَتِهِ. وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ظَهَرَتْ تِكْنُولُوجْيَا جَدِيدَةٌ أَتَاحَتِ ٱلْوُصُولَ إِلَى أَعْدَادٍ قِيَاسِيَّةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. عَمَّ نَتَكَلَّمُ؟
١٩، ٢٠ لِمَ أَنْشَأَ شَعْبُ يَهْوَهَ مَوْقِعَهُمُ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ ٱلْحَالِيَّ (jw.org)، وَمَا مَدَى نَجَاحِهِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «JW.ORG».)
١٩ اَلْإِنْتِرْنِت. عَامَ ٢٠١٣، تَجَاوَزَ عَدَدُ مُسْتَخْدِمِي ٱلْإِنْتِرْنِت ٧,٢ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ، أَيْ مَا يُقَارِبُ ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْ سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ. وَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، يَسْتَخْدِمُ نَحْوُ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ ٱلْإِنْتِرْنِت عَبْرَ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمَحْمُولَةِ مِثْلِ ٱلْهَوَاتِفِ ٱلذَّكِيَّةِ وَٱلْأَجْهِزَةِ ٱللَّوْحِيَّةِ. وَهٰذَا ٱلرَّقْمُ يَشْهَدُ نُمُوًّا مُتَزَايِدًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَخُصُوصًا فِي إِفْرِيقْيَا ٱلَّتِي تُسَجِّلُ أَعْلَى نِسْبَةِ نُمُوٍّ. فَعَدَدُ ٱشْتِرَاكَاتِ ٱلْإِنْتِرْنِت عَلَى ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْمَحْمُولَةِ فِي ٱلْقَارَّةِ ٱلْإِفْرِيقِيَّةِ بَاتَ يَتَجَاوَزُ ٱلتِّسْعِينَ مَلْيُونًا. وَهٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتُ تَرَكَتْ أَثَرًا بَالِغًا فِي طَرِيقَةِ وُصُولِ ٱلْمَعْلُومَاتِ إِلَى ٱلنَّاسِ.
٢٠ بَاشَرَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱسْتِخْدَامِ هٰذِهِ ٱلْوَسِيلَةِ لِبُلُوغِ جُمْهُورٍ وَاسِعٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٩٧. وَسَنَةَ ٢٠١٣، صَارَ بِٱلْإِمْكَانِ تَصَفُّحُ مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ (jw.org) بِنَحْوِ ٣٠٠ لُغَةً، وَتَوَفَّرَتْ عَلَيْهِ مَوَادُّ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٥٢٠ لُغَةً. مُذَّاكَ يَسْتَقْبِلُ مَوْقِعُنَا يَوْمِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٧٥٠ زِيَارَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَكُلَّ شَهْرٍ، يُشَاهِدُ ٱلزُّوَّارُ أَفْلَامَ ٱلْفِيدْيُو، كَمَا يُنَزِّلُونَ أَكْثَرَ مِنْ ٣ مَلَايِينِ كِتَابٍ، ٤ مَلَايِينِ مَجَلَّةٍ، وَ ٢٢ مَلْيُونَ مَادَّةٍ سَمْعِيَّةٍ.
٢١ مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنَ ٱخْتِبَارِ سِينَا؟
٢١ وَقَدْ أَصْبَحَ مَوْقِعُنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيُّ وَسِيلَةً فَعَّالَةً لِنَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تَحْظُرُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، زَارَ رَجُلٌ يُدْعَى سِينَا ٱلْمَوْقِعَ أَوَائِلَ عَامِ ٢٠١٣ وَٱتَّصَلَ بِٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ طَالِبًا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمَا ٱلْمُمَيَّزُ بِٱلْمَوْضُوعِ؟ سِينَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَعِيشُ فِي قَرْيَةٍ نَائِيَةٍ فِي بَلَدٍ يَفْرِضُ حَظْرًا مُشَدَّدًا عَلَى عَمَلِ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَنَتِيجَةَ ٱلِٱتِّصَالِ، رُتِّبَ أَنْ يَدْرُسَ سِينَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ مَعَ شَاهِدٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. وَقَدْ عُقِدَ ٱلدَّرْسُ مِنْ خِلَالِ ٱتِّصَالٍ بِٱلصَّوْتِ وَٱلصُّورَةِ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت.
تَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ إِفْرَادِيًّا
٢٢، ٢٣ (أ) هَلْ حَلَّتِ ٱلْأَسَالِيبُ لِبُلُوغِ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ مَحَلَّ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ (ب) كَيْفَ يُبَارِكُ ٱلْمَلِكُ جُهُودَنَا؟
٢٢ صَحِيحٌ أَنَّنَا ٱسْتَخْدَمْنَا وَسَائِلَ مِثْلَ ٱلْجَرَائِدِ وَ «اَلرِّوَايَةُ ٱلْمُصَوَّرَةُ» وَٱلْبَرَامِجِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ وَٱلْمَوْقِعِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ لِبُلُوغِ أَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ، لٰكِنَّنَا لَمْ نَهْدِفْ إِطْلَاقًا أَنْ تَحِلَّ هٰذِهِ مَحَلَّ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. وَلِمَ لَا؟ لِأَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ يَقْتَدِي بِمِثَالِ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَكْتَفِ بِٱلْكِرَازَةِ لِجُمُوعٍ مِنَ ٱلنَّاسِ، بَلْ رَكَّزَ عَلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْأَفْرَادِ أَيْضًا. (لو ١٩:١-٥) كَمَا أَنَّهُ دَرَّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى فِعْلِ ٱلْأَمْرِ عَيْنِهِ، وَحَمَّلَهُمْ رِسَالَةً يُنَادُونَ بِهَا. (اقرأ لوقا ١٠:١، ٨-١١.) وَمِثْلَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّادِسِ، لَطَالَمَا شَجَّعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ كُلَّ خُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا هُمْ أَيْضًا مَعَ ٱلنَّاسِ وَجْهًا لِوَجْهٍ. — اع ٥:٤٢؛ ٢٠:٢٠.
٢٣ وَٱلْيَوْمَ بَعْدَ مِئَةِ سَنَةٍ عَلَى وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، يُشَارِكُ حَوَالَيْ ٨ مَلَايِينِ نَاشِرٍ نَشِيطٍ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللّٰهِ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ بَارَكَ وَلَا يَزَالُ يُبَارِكُ ٱلْأَسَالِيبَ ٱلَّتِي نَسْتَخْدِمُهَا لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟! أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ جَهَّزَنَا بِٱلْأَدَوَاتِ ٱللَّازِمَةِ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ لِكُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ. وَهٰذَا مَا يُنَاقِشُهُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي. — رؤ ١٤:٦.
a عَامَ ١٩٥٧ قَرَّرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ إِقْفَالَ آخِرِ مَحَطَّاتِنَا، أَلَا وَهِيَ مَحَطَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةُ (WBBR) فِي نْيُويُورْك.
-
-
ادوات المنادين بالبشارة: إعداد اصدارات لعمل الكرازة العالميملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٨
أَدَوَاتُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ: إِعْدَادُ إِصْدَارَاتٍ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ
١، ٢ (أ) مَاذَا سَاعَدَ عَلَى نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) أَيُّ دَلِيلٍ يُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَحْظَى بِدَعْمِ يَهْوَهَ فِي أَيَّامِنَا؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٦٧٠ لُغَةً».)
لَمْ يُصَدِّقْ زُوَّارُ أُورُشَلِيمَ آذَانَهُمْ حِينَ سَمِعُوا أَشْخَاصًا جَلِيلِيِّينَ يَتَكَلَّمُونَ بِطَلَاقَةٍ لُغَاتٍ أَجْنَبِيَّةً مُنَادِينَ بِرِسَالَةٍ آسِرَةٍ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلْمُمَيَّزِ، يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، نَالَ ٱلتَّلَامِيذُ عَجَائِبِيًّا مَوْهِبَةَ ٱلتَّكَلُّمِ بِأَلْسِنَةٍ دَلَالَةً عَلَى ٱلدَّعْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (اقرإ الاعمال ٢:١-٨، ١٢، ١٥-١٧.) فَوَصَلَتِ ٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي يَكْرِزُونَ بِهَا إِلَى أُنَاسٍ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ، وَٱنْتَشَرَتْ بَعْدَئِذٍ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ. — كو ١:٢٣.
٢ صَحِيحٌ أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ لَا يَتَكَلَّمُونَ عَجَائِبِيًّا بِلُغَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُنْجِزُونَ عَمَلًا أَضْخَمَ بِكَثِيرٍ مِمَّا أُنْجِزَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَهُمْ يُتَرْجِمُونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٦٧٠ لُغَةً. (اع ٢:٩-١١) وَقَدْ أَنْتَجُوا إِصْدَارَاتٍ بِكَمِّيَّاتٍ هَائِلَةٍ وَلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ وَصَلَتْ إِلَى كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ.a وَهٰذَا دَلِيلٌ إِضَافِيٌّ يُبَرْهِنُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لِيُوَجِّهَ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَفِيمَا تُرَاجِعُ بَعْضَ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمْنَاهَا لِإِنْجَازِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، لَاحِظْ كَيْفَ دَرَّبَنَا ٱلْمَلِكُ شَيْئًا فَشَيْئًا لِنَهْتَمَّ بِٱلنَّاسِ إِفْرَادِيًّا وَنَصِيرَ مُعَلِّمِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ. — ٢ تي ٢:٢.
اَلْمَلِكُ يُجَهِّزُ خُدَّامَهُ لِزَرْعِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ
٣ لِمَ نَسْتَخْدِمُ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٣ شَبَّهَ يَسُوعُ «كَلِمَةَ ٱلْمَلَكُوتِ» بِٱلْبِذَارِ وَقَلْبَ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلتُّرْبَةِ. (مت ١٣:١٨، ١٩) فَمِثْلَمَا يَسْتَخْدِمُ ٱلْمُزَارِعُ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً لِيُلَيِّنَ ٱلتُّرْبَةَ وَيُهَيِّئَهَا لِتَلَقِّي ٱلْبِذَارِ، يَسْتَخْدِمُ شَعْبُ يَهْوَهَ أَدَوَاتٍ عَدِيدَةً تُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَهْيِئَةِ قُلُوبِ ٱلْمَلَايِينِ لِتَلَقِّي رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَدِ ٱسْتَعْمَلْنَا بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتِ لِفَتْرَةٍ مَحْدُودَةٍ. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ، كَٱلْكُتُبِ وَٱلْمَجَلَّاتِ، فَلَا يَزَالُ نَافِعًا لَنَا ٱلْيَوْمَ. وَبِخِلَافِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ ٱلَّتِي تَهْدِفُ إِلَى بُلُوغِ أَعْدَادٍ غَفِيرَةٍ، نَتَنَاوَلُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ أَدَوَاتٍ تُسَاعِدُ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ أَنْ يُكَلِّمُوا ٱلنَّاسَ وَجْهًا لِوَجْهٍ. — اع ٥:٤٢؛ ١٧:٢، ٣.
تَصْنِيعُ ٱلْفُونُوغْرَافَاتِ وَٱلْمُعَدَّاتِ ٱلصَّوْتِيَّةِ فِي تُورُونْتُو بِكَنَدَا
٤، ٥ كَيْفَ ٱسْتُخْدِمَتْ أُسْطُوَانَاتُ ٱلْفُونُوغْرَافِ، وَمَا إِحْدَى نِقَاطِ ضَعْفِهَا؟
٤ اَلْخِطَابَاتُ ٱلْمُسَجَّلَةُ. فِي ثَلَاثِينَاتِ وَأَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱسْتَخْدَمَ ٱلنَّاشِرُونَ تَسْجِيلَاتٍ لِمُحَاضَرَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَأَسْمَعُوهَا لِلنَّاسِ بِوَاسِطَةِ فُونُوغْرَافَاتٍ مَحْمُولَةٍ. كَانَتْ مُدَّةُ كُلِّ تَسْجِيلٍ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ دَقَائِقَ. وَحَمَلَ بَعْضُهَا عَنَاوِينَ مُخْتَصَرَةً مِثْلَ «اَلثَّالُوثُ»، «اَلْمَطْهَرُ»، وَ «اَلْمَلَكُوتُ». وَمَا كَانَتْ طَرِيقَةُ ٱسْتِعْمَالِهَا؟ يُخْبِرُ ٱلْأَخُ كْلَايِتَن وُودْوَرْثُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي ٱعْتَمَدَ عَامَ ١٩٣٠ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: «اِسْتَخْدَمْتُ فُونُوغْرَافًا مَحْمُولًا يُشَغَّلُ بِٱلْيَدِ. وَفُونُوغْرَافِي هٰذَا مَا كَانَ يَعْمَلُ جَيِّدًا إِلَّا إِذَا وَضَعْتُ ذِرَاعَهُ ٱلْمُتَحَرِّكَةَ تَمَامًا فِي مَكَانِهَا ٱلْمُنَاسِبِ عِنْدَ حَافَّةِ ٱلْأُسْطُوَانَةِ. فَكُنْتُ أَقْتَرِبُ مِنَ ٱلْبَابِ، ثُمَّ أَفْتَحُ عُلْبَةَ ٱلْفُونُوغْرَافِ، أَضَعُ ٱلذِّرَاعَ فِي مَكَانِهَا، وَأَقْرَعُ ٱلْجَرَسَ. وَحِينَ يَفْتَحُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ، أَقُولُ: ‹أَحْمِلُ رِسَالَةً مُهِمَّةً أَرْغَبُ أَنْ تَسْمَعَهَا›». وَمَا كَانَتْ رُدُودُ ٱلْفِعْلِ؟ يُجِيبُ ٱلْأَخُ وُودْوَرْث: «تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَنَا فِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْأَحْيَانِ، لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ أَغْلَقُوا ٱلْبَابَ فِي وَجْهِنَا، فِيمَا ظَنَّ آخَرُونَ أَنِّي أَبِيعُ ٱلْفُونُوغْرَافَاتِ».
بِحُلُولِ عَامِ ١٩٤٠، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلْخِطَابَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ ٱلتِّسْعِينَ خِطَابًا صَدَرَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ
٥ وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٤٠، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلْخِطَابَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ ٱلتِّسْعِينَ خِطَابًا صَدَرَ مِنْهَا أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ. يَرْوِي جُون إ. بَارُّ ٱلَّذِي خَدَمَ آنَذَاكَ فَاتِحًا فِي بَرِيطَانِيَا وَعُيِّنَ لَاحِقًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ: «بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٦ وَ ١٩٤٥ كَانَ ٱلْفُونُوغْرَافُ رَفِيقِي ٱلدَّائِمَ، حَتَّى إِنِّي شَعَرْتُ بِٱلضَّيَاعِ دُونَهُ. فَسَمَاعُ صَوْتِ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد عِنْدَ عَتَبَةِ ٱلْبَابِ رَفَعَ مَعْنَوِيَّاتِي، وَأَحْسَسْتُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ مَوْجُودٌ إِلَى جَانِبِي. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُتِحْ لَنَا ٱلْفُونُوغْرَافُ أَنْ نُعَلِّمَ ٱلنَّاسَ وَنَمَسَّ قُلُوبَهُمْ».
٦، ٧ (أ) مَا إِيجَابِيَّاتُ وَسَلْبِيَّاتُ ٱسْتِخْدَامِ بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ؟ (ب) لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَهَ وَضَعَ ٱلْكَلِمَاتِ ‹فِي فَمِ ٱلْإِخْوَةِ›؟
٦ بِطَاقَاتُ ٱلشَّهَادَةِ. بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٣٣، طُلِبَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ فِي خِدْمَتِهِمْ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ. كَانَ طُولُ هٰذِهِ ٱلْبِطَاقَاتِ ١٣ سم تَقْرِيبًا وَعَرْضُهَا نَحْوَ ٨ سم. وَقَدْ تَضَمَّنَتْ رِسَالَةً مُخْتَصَرَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَلَمْحَةً عَنْ مَطْبُوعَةٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَيْهِ يُمْكِنُ لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ طَلَبُهَا. فَمَا كَانَ عَلَى ٱلنَّاشِرِ إِلَّا أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْبِطَاقَةَ لِصَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَيَطْلُبَ مِنْهُ قِرَاءَتَهَا. تُخْبِرُ لِيلْيَان كَامِيرُودُ ٱلَّتِي خَدَمَتْ لَاحِقًا فِي بُورْتُو رِيكُو وَٱلْأَرْجَنْتِينِ: «سَرَّنَا كَثِيرًا ٱسْتِعْمَالُ بِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ، إِذْ لَمْ نَكُنْ جَمِيعًا نُحْسِنُ تَقْدِيمَ ٱلْعُرُوضِ. وَهٰذِهِ ٱلْبِطَاقَاتُ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَتَعَوَّدَ ٱلِٱقْتِرَابَ مِنَ ٱلنَّاسِ».
بِطَاقَةُ شَهَادَةٍ بِٱلْإِيطَالِيَّةِ
٧ وَذَكَرَ ٱلْأَخُ دَايْفِيد رُوشُ ٱلَّذِي ٱعْتَمَدَ سَنَةَ ١٩١٨: «أَسْعَفَتْ بِطَاقَاتُ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْإِخْوَةَ لِأَنَّ قِلَّةً قَلِيلَةً مِنْهُمْ عَرَفُوا مَا عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ». غَيْرَ أَنَّ لِهٰذِهِ ٱلْأَدَاةِ سَلْبِيَّاتِهَا أَيْضًا. يَرْوِي ٱلْأَخُ رُوش: «بَعْضُ مَنِ ٱلْتَقَيْنَاهُمْ ظَنُّوا أَنَّنَا بُكْمٌ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، كَانَ كَثِيرُونَ مِنَّا عَاجِزِينَ بِٱلْفِعْلِ عَنِ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَانَ يُهَيِّئُ بِذٰلِكَ خُدَّامًا لَهُ لِيُقَابِلُوا ٱلنَّاسَ. وَسُرْعَانَ مَا وَضَعَ ٱلْكَلِمَاتِ فِي فَمِنَا إِذْ عَلَّمَنَا ٱسْتِخْدَامَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عِنْدَ ٱلْبَابِ، وَذٰلِكَ حِينَ تَأَسَّسَتْ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ فِي ٱلْأَرْبَعِينَاتِ». — اقرأ ارميا ١:٦-٩.
٨ كَيْفَ تُتِيحُ لِلْمَسِيحِ أَنْ يُدَرِّبَكَ؟
٨ اَلْكُتُبُ. مُنْذُ عَامِ ١٩١٤، أَصْدَرَ شُهُودُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ كِتَابٍ يَتَنَاوَلُ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَقَدْ صُمِّمَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْكُتُبِ خُصُوصًا لِتَدْرِيبِ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْفَعَّالَةِ. تَقُولُ أُخْتٌ مِنَ ٱلدَّانِمَارْكِ تُدْعَى أَنَّا لَارْسِن أَصْبَحَتْ نَاشِرَةً مُنْذُ ٧٠ سَنَةً تَقْرِيبًا: «سَاعَدَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ نَاشِرِينَ أَكْثَرَ كَفَاءَةً بِفَضْلِ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَٱلْكُتُبِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لَهَا. أَذْكُرُ أَنَّ أَوَّلَ هٰذِهِ ٱلْكُتُبِ صَدَرَ عَامَ ١٩٤٥ وَحَمَلَ ٱلْعُنْوَانَ مُسَاعِدٌ ثِيُوقْرَاطِيٌّ لِنَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلثَّانِي فَصَدَرَ عَامَ ١٩٤٦ بِعُنْوَانِ مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. وَٱلْيَوْمَ بِتْنَا نَسْتَعْمِلُ كِتَابَ اِسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ ٱلصَّادِرَ سَنَةَ ٢٠٠١». لَا شَكَّ أَنَّ مَدْرَسَةَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ وَٱلْكُتُبَ ٱلدِّرَاسِيَّةَ ٱلْمُخَصَّصَةَ لَهَا وَسِيلَةٌ أَسَاسِيَّةٌ ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَهُ فِي ‹تَأْهِيلِنَا لِنَكُونَ خُدَّامًا›. (٢ كو ٣:٥، ٦) فَهَلْ تُقَدِّمُ ٱلْمَوَاضِيعَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ؟ وَهَلْ تُحْضِرُ كِتَابَ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ أُسْبُوعِيًّا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ وَتُتَابِعُ فِيهِ كُلَّمَا أَشَارَ نَاظِرُ ٱلْمَدْرَسَةِ إِلَيْهِ؟ بِفِعْلِكَ ذٰلِكَ، تُتِيحُ لِلْمَسِيحِ أَنْ يُدَرِّبَكَ لِتُحَسِّنَ مَهَارَاتِكَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ. — ٢ كو ٩:٦؛ ٢ تي ٢:١٥.
٩، ١٠ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَتْهُ ٱلْكُتُبُ فِي غَرْسِ وَسَقْيِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ؟
٩ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، يَمُدُّنَا يَهْوَهُ بِٱلْعَوْنِ حِينَ يُوَفِّرُ بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ كُتُبًا تُسَاعِدُ ٱلنَّاشِرِينَ عَلَى شَرْحِ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كِتَابَ اَلْحَقُّ ٱلَّذِي يَقُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّذِي تَمَيَّزَ بِفَعَّالِيَّتِهِ ٱلْكَبِيرَةِ. فَمَا إِنْ صَدَرَ عَامَ ١٩٦٨ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٦٩) حَتَّى أَحْدَثَ وَقْعًا كَبِيرًا. ذَكَرَ عَدَدُ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٦٨ مِنْ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ نَيْسَانَ [إِبْرِيل] ١٩٧٠): «يَشْهَدُ كِتَابُ اَلْحَقُّ إِقْبَالًا شَدِيدًا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْعَامِلِينَ فِي مَطْبَعَةِ ٱلْجَمْعِيَّةِ فِي بْرُوكْلِين عَمِلُوا ٱسْتِثْنَائِيًّا نَوْبَةً لَيْلِيَّةً إِضَافِيَّةً خِلَالَ شَهْرِ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) . . . فَفِي مَرْحَلَةٍ مَا أَثْنَاءَ شَهْرِ آبَ (أَغُسْطُس) تَجَاوَزَ ٱلطَّلَبُ لِكُتُبِ اَلْحَقُّ ٱلْمَخْزُونَ ٱلْمُتَوَفِّرَ بِأَكْثَرَ مِنْ مَلْيُونٍ وَنِصْفِ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ!». وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٨٢، فَاقَ مَجْمُوعُ ٱلنُّسَخِ ٱلْمَطْبُوعَةِ مِنْهُ ١٠٠ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ بِـ ١١٦ لُغَةً. وَفِي مُجَرَّدِ ١٤ سَنَةً، بَيْنَ عَامَيْ ١٩٦٨ وَ ١٩٨٢، سَاعَدَ هٰذَا ٱلْكِتَابُ أَكْثَرَ مِنْ مَلْيُونِ شَخْصٍ كَيْ يَنْضَمُّوا إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ.b
١٠ وَعَامَ ٢٠٠٥، صَدَرَتْ مَطْبُوعَةٌ مُمَيَّزَةٌ أُخْرَى تُسَاعِدُ عَلَى دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَهِيَ كِتَابُ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟. وَقَدْ طُبِعَ مِنْهُ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا مَا يُقَارِبُ ٢٠٠ مَلْيُونِ نُسْخَةٍ بِـ ٢٥٦ لُغَةً. وَمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي غُضُونِ سَبْعِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ، مِنْ ٢٠٠٥ إِلَى ٢٠١٢، ٱنْضَمَّ ٢,١ مَلْيُونُ شَخْصٍ تَقْرِيبًا إِلَى صُفُوفِ نَاشِرِي ٱلْمَلَكُوتِ. وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ نَفْسِهَا، ٱزْدَادَ عَدَدُ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ نَحْوِ ٦ مَلَايِينَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٧,٨ مَلَايِينَ. فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَنَا لِغَرْسِ وَسَقْيِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ؟! — اقرأ ١ كورنثوس ٣:٦، ٧.
١١، ١٢ لِمَنْ صُمِّمَتْ كُلٌّ مِنْ مَجَلَّاتِنَا؟ أَوْضِحُوا مُسْتَعِينِينَ بِٱلْآيَاتِ ٱلْوَارِدَةِ.
١١ اَلْمَجَلَّاتُ. فِي ٱلْأَصْلِ، صُمِّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِتَسُدَّ حَاجَاتِ أَعْضَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلَّذِينَ لَهُمُ «ٱلدَّعْوَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ». (لو ١٢:٣٢؛ عب ٣:١) وَفِي ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩١٩، أَصْدَرَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ مَجَلَّةً أُخْرَى مُصَمَّمَةً لِتَرُوقَ عُمُومَ ٱلنَّاسِ. وَقَدْ لَقِيَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ رَوَاجًا كَبِيرًا بَيْنَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْعُمُومِ لِدَرَجَةِ أَنَّ مُعَدَّلَ تَوْزِيعِهَا عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ فَاقَ بِأَشْوَاطٍ تَوْزِيعَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فِي بِدَايَاتِهَا حَمَلَتِ ٱلْمَجَلَّةُ ٱسْمَ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ، ثُمَّ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٧ وَ ١٩٤٦ صَارَ ٱسْمُهَا اَلتَّعْزِيَةُ، وَأَخِيرًا بَاتَتْ تُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ إِسْتَيْقِظْ!.
١٢ وَعَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ تَغَيَّرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! مِنْ حَيْثُ ٱلشَّكْلُ وَٱلْأُسْلُوبُ. غَيْرَ أَنَّ هَدَفَهُمَا بَقِيَ هُوَ هُوَ: اَلْمُنَادَاةَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَتَعْزِيزَ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱلْيَوْمَ تَصْدُرُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِطَبْعَتَيْنِ، ٱلْأُولَى دِرَاسِيَّةٌ وَٱلثَّانِيَةُ لِلْعُمُومِ. اَلطَّبْعَةُ ٱلدِّرَاسِيَّةُ تَتَوَجَّهُ إِلَى ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ›، أَيِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ‹وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.c (مت ٢٤:٤٥؛ يو ١٠:١٦) أَمَّا طَبْعَةُ ٱلْعُمُومِ فَمُعَدَّةٌ لِمَنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ بَعْدُ لٰكِنَّهُمْ يُكِنُّونَ ٱحْتِرَامًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَلِلّٰهِ. (اع ١٣:١٦) بِٱلْمُقَابِلِ تُرَكِّزُ إِسْتَيْقِظْ! عَلَى أَشْخَاصٍ لَا يَعْرِفُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَهَ. — اع ١٧:٢٢، ٢٣.
١٣ مَاذَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ بِخُصُوصِ مَجَلَّاتِنَا؟ (نَاقِشِ ٱلْإِطَارَ «أَرْقَامٌ قِيَاسِيَّةٌ فِي عَالَمِ ٱلنَّشْرِ».)
١٣ وَمُنْذُ بِدَايَةِ سَنَةِ ٢٠١٤، يُطْبَعُ كُلَّ شَهْرٍ أَكْثَرُ مِنْ ٤٤ مَلْيُونَ نُسْخَةٍ مِنْ إِسْتَيْقِظْ! بِنَحْوِ ١٠٠ لُغَةٍ، وَ ٤٦ مَلْيُونَ نُسْخَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٢٠٠ لُغَةٍ. وَبِذٰلِكَ أَصْبَحَتَا ٱلْمَجَلَّتَيْنِ ٱلْأَوْسَعَ ٱنْتِشَارًا حَوْلَ ٱلْأَرْضِ وَٱلْمُتَرْجَمَتَيْنِ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ. وَهَلْ تُثِيرُ هٰذِهِ ٱلْإِنْجَازَاتُ ٱسْتِغْرَابَنَا؟ قَطْعًا لَا. فَهَاتَانِ ٱلْمَجَلَّتَانِ تَحْمِلَانِ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي يُكْرَزُ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ حَسْبَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ نَفْسُهُ. — مت ٢٤:١٤.
١٤ عَلَامَ عَمِلْنَا بِغَيْرَةٍ، وَلِمَاذَا؟
١٤ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. عَامَ ١٨٩٦، غَيَّرَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱسْمَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمُوهَا لِنَشْرِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بِحَيْثُ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبَاتَتِ ٱلْمُؤَسَّسَةُ تُعْرَفُ بِٱسْمِ «جَمْعِيَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْكَرَارِيسِ». وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ كَانَ فِي مَحَلِّهِ لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ ٱلْأَدَاةُ ٱلْأَهَمُّ فِي نَشْرِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (لو ٢٤:٢٧) وَٱنْسِجَامًا مَعَ ٱسْمِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلْقَانُونِيِّ، عَمِلَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ بِغَيْرَةٍ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَشَجَّعُوا ٱلنَّاسَ عَلَى قِرَاءَتِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، طَبَعْنَا عَامَ ١٩٢٦ عَلَى مَطَابِعِنَا ٱلْخَاصَّةِ كِتَابَ مُؤَكِّدُ ٱللِّسَانَيْنِ، وَهُوَ تَرْجَمَةٌ لِلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ مِنْ إِصْدَارِ بِنْيَامِين وِلْسُون. وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٤٢، طَبَعْنَا وَوَزَّعْنَا نَحْوَ ٠٠٠,٧٠٠ نُسْخَةٍ مِنْ تَرْجَمَةُ ٱلْمَلِكِ جِيمْسَ ٱلْكَامِلَةِ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ فَقَطْ، رُحْنَا نَطْبَعُ اَلتَّرْجَمَةُ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلَّتِي تُورِدُ ٱسْمَ يَهْوَهَ ٨٢٣,٦ مَرَّةً. فَوَزَّعْنَا مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,٢٥٠ نُسْخَةٍ بِحُلُولِ سَنَةِ ١٩٥٠.
١٥، ١٦ (أ) لِمَ تُقَدِّرُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟ (نَاقِشِ ٱلْإِطَارَ «تَسْرِيعُ تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».) (ب) كَيْفَ تُتِيحُ لِيَهْوَهَ أَنْ يَمَسَّ قَلْبَكَ؟
١٥ وَأَخِيرًا عَامَ ١٩٥٠ صَدَرَتْ اَلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٩٨). أَمَّا كَامِلُ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ فَصَدَرَ فِي مُجَلَّدٍ وَاحِدٍ عَامَ ١٩٦١ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ٢٠٠٤). وَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ تُكْرِمُ يَهْوَهَ بِرَدِّ ٱسْمِهِ إِلَى مَوَاضِعِ وُرُودِهِ فِي ٱلنَّصِّ ٱلْعِبْرَانِيِّ ٱلْأَصْلِيِّ. كَمَا يَظْهَرُ ٱلِٱسْمُ ٱلْإِلٰهِيُّ ٢٣٧ مَرَّةً فِي مَتْنِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، تَوَخِّيًا لِلدِّقَةِ وَسَلَاسَةِ ٱلنَّصِّ، نُقِّحَتْ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً كَانَ آخِرُهَا عَامَ ٢٠١٣. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْعَامِ، تَجَاوَزَ عَدَدُ ٱلنُّسَخِ ٱلْمَطْبُوعَةِ مِنْ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا ٢٠١ مَلْيُونَ كِتَابٍ بِـ ١٢١ لُغَةً.
١٦ وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْبَعْضِ حِينَ قَرَأُوا تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ ٱلنِّيبَالِ: «صَعُبَ عَلَى كَثِيرِينَ فَهْمُ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلنِّيبَالِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلَّتِي ٱعْتَدْنَا ٱسْتِعْمَالَهَا، إِذِ ٱعْتَمَدَتِ ٱللُّغَةَ ٱلْكِلَاسِيكِيَّةَ. أَمَّا ٱلْآنَ فَتَحَسَّنَ كَثِيرًا فَهْمُنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِأَنَّهُ يَسْتَخْدِمُ تَعَابِيرَ نَسْتَعْمِلُهَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ». وَحِينَ قَرَأَتِ ٱمْرَأَةٌ فِي جُمْهُورِيَّةِ إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَةِ سَانْغُو، رَاحَتْ تَبْكِي وَعَبَّرَتْ قَائِلَةً: «هٰذِهِ هِيَ ٱللُّغَةُ ٱلْأَحَبُّ إِلَى قَلْبِي». وَعَلَى غِرَارِ تِلْكَ ٱلْمَرْأَةِ، بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُتِيحَ لِيَهْوَهَ أَنْ يَمَسَّ قُلُوبَنَا إِذَا قَرَأْنَا كَلِمَتَهُ يَوْمِيًّا. — مز ١:٢؛ مت ٢٢:٣٦، ٣٧.
هَلْ تُقَدِّرُ ٱلْأَدَوَاتِ وَٱلتَّدْرِيبَ؟
١٧ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلتَّقْدِيرَ لِمَا تَنَالُهُ مِنْ أَدَوَاتٍ وَتَدْرِيبٍ، وَمَاذَا تَحْصُدُ بِٱلنَّتِيجَةِ؟
١٧ هَلْ تُقَدِّرُ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلتَّدْرِيبَ ٱلتَّقَدُّمِيَّ ٱلَّذِي نَنَالُهُ؟ وَهَلْ تُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِقِرَاءَةِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا هَيْئَةُ ٱللّٰهِ ثُمَّ تَسْتَخْدِمُهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَا شَكَّ أَنَّكَ تُثَنِّي عَلَى كَلِمَاتِ ٱلْأُخْتِ أُوبَال بَتْلَرَ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَتْ فِي ٤ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩١٤. قَالَتْ: «عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ ٱسْتَخْدَمْنَا أَنَا وَزَوْجِي [إِدْوَارْدُ] ٱلْفُونُوغْرَافَ وَبِطَاقَاتِ ٱلشَّهَادَةِ. وَكَرَزْنَا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ مُسْتَعِينِينَ بِٱلْكُتُبِ وَٱلْكَرَارِيسِ وَٱلْمَجَلَّاتِ. كَمَا شَارَكْنَا فِي ٱلْحَمَلَاتِ وَٱلْمَسِيرَاتِ وَوَزَّعْنَا ٱلنَّشَرَاتِ. وَلَاحِقًا دُرِّبْنَا عَلَى عَقْدِ ٱلزِّيَارَاتِ ٱلْمُكَرَّرَةِ وَدُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي بُيُوتِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُهْتَمِّينَ. بِكَلِمَةٍ أُخْرَى: عِشْنَا حَيَاةً سَعِيدَةً حَافِلَةً بِٱلنَّشَاطِ». قَدِيمًا، وَعَدَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَشْغُولِينَ وَفَرِحِينَ بِعَمَلِ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ. وَبِإِمْكَانِ ٱلْمَلَايِينِ عَلَى غِرَارِ أُوبَال أَنْ يَشْهَدُوا عَلَى صِحَّةِ هٰذَا ٱلْوَعْدِ. — اقرأ يوحنا ٤:٣٥، ٣٦.
١٨ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ نَتَمَتَّعُ بِهِ؟
١٨ لَعَلَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَظْهَرُ ‹غَيْرَ مُتَعَلِّمٍ وَعَامِّيًّا› فِي نَظَرِ مَنْ لَمْ يُصْبِحُوا بَعْدُ خُدَّامًا لِلْمَلِكِ. (اع ٤:١٣) وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا فِي مَا نَاقَشْنَاهُ ٱلْآنَ. لَقَدْ حَوَّلَ ٱلْمَلِكُ شَعْبَهُ «ٱلْعَامِّيَّ» إِلَى عَمَالِقَةٍ فِي عَالَمِ ٱلنَّشْرِ، فَبَاتُوا يُصْدِرُونَ أَكْثَرَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ تَرْجَمَةً وَتَوْزِيعًا فِي ٱلتَّارِيخِ! وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُ يُدَرِّبُنَا وَيُشَجِّعُنَا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلَّتِي يُؤَمِّنُهَا لَنَا لِنُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. فَيَا لَٱمْتِيَازِنَا ٱلرَّائِعِ أَنْ نَعْمَلَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي غَرْسِ بِذَارِ ٱلْحَقِّ وَحَصَادِ ٱلتَّلَامِيذِ!
a فِي ٱلْعَقْدِ ٱلْمَاضِي وَحْدَهُ، أَنْتَجَ شَعْبُ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ بَلْيُونَ نُسْخَةٍ مِنْ إِصْدَارَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، إِنَّ مَوْقِعَنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ (jw.org) مَفْتُوحٌ أَمَامَ مُسْتَخْدِمِي ٱلْإِنْتِرْنِت حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَزُ عَدَدُهُمْ ٧,٢ بَلْيُونَيْ شَخْصٍ.
b مِنْ جُمْلَةِ ٱلْكُتُبِ ٱلصَّادِرَةِ بِٱلْعَرَبِيَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا ٱلنَّاشِرُونَ لِيُسَاعِدُوا ٱلنَّاسَ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ نَذْكُرُ: قِيثَارَةُ ٱللّٰهِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٢١)، «لِيَكُنِ ٱللّٰهُ صَادِقًا» (صَدَرَ عَامَ ١٩٤٧)، يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَحْيَوْا إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٨٥)، وَ اَلْمَعْرِفَةُ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ (صَدَرَ عَامَ ١٩٩٥).
c اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «مَنْ هُوَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ؟» فِي عَدَدِ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٢٠١٣، ٱلْفِقْرَةَ ١٣ حَيْثُ يُنَاقَشُ فَهْمُنَا ٱلْمُوَضَّحُ لِمَنْ يُؤَلِّفُونَ ‹خَدَمَ ٱلْبَيْتِ›.
-
-
نتائج المناداة بالبشارة: «الحقول . . . ابيضَّت للحصاد»ملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٩
نَتَائِجُ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ: «اَلْحُقُولُ . . . ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»
١، ٢ (أ) لِمَاذَا ٱلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ؟ (ب) عَنْ أَيِّ حَصَادٍ يَتَكَلَّمُ يَسُوعُ؟
اَلتَّلَامِيذُ وَاقِعُونَ فِي حَيْرَةٍ. فَيَسُوعُ يَقُولُ لَهُمْ: «اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ». فَيَلْتَفِتُونَ إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلَّذِي يَدُلُّهُمْ عَلَيْهِ، وَلٰكِنْ بَدَلَ ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ يَرَوْنَ حُقُولًا خَضْرَاءَ نَبَتَ فِيهَا ٱلشَّعِيرُ مُؤَخَّرًا. وَلَعَلَّهُمْ يَتَسَاءَلُونَ: ‹حَصَادٌ! أَيُّ حَصَادٍ؟! لَنْ يَحِينَ مَوْعِدُهُ إِلَّا بَعْدَ أَشْهُرٍ!›. — يو ٤:٣٥.
٢ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَا يَقْصِدُ بِكَلَامِهِ هٰذَا حَصَادًا حَرْفِيًّا. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَنْ حَصَادٍ رُوحِيٍّ، حَصَادٍ غَلَّتُهُ أَشْخَاصٌ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمَا هٰذَانِ ٱلدَّرْسَانِ؟ لِمَعْرِفَةِ ٱلْجَوَابِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ عَنْ كَثَبٍ.
دَعْوَةٌ إِلَى ٱلْعَمَلِ وَوَعْدٌ بِأَفْرَاحٍ عَظِيمَةٍ
٣ (أ) مَاذَا رُبَّمَا دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يَقُولَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ وَضَّحَ يَسُوعُ كَلِمَاتِهِ؟
٣ وَقَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ أَوَاخِرَ عَامِ ٣٠ بم قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ ٱلسَّامِرِيَّةِ. فَبَعْدَمَا دَخَلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، بَقِيَ هُوَ خَارِجًا قُرْبَ بِئْرٍ حَيْثُ أَطْلَعَ إِحْدَى ٱلنِّسَاءِ عَلَى حَقَائِقَ رُوحِيَّةٍ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أَهَمِّيَّةَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ، فَهَرَعَتْ إِلَى سُوخَارَ عِنْدَ عَوْدَةِ ٱلتَّلَامِيذِ لِتُخْبِرَ جِيرَانَهَا بِمَا تَعَلَّمَتْهُ. وَأَثَارَ كَلَامُهَا ٱهْتِمَامَهُمْ فَرَكَضَ ٱلْعَدِيدُ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْبِئْرِ لِمُقَابَلَتِهِ. وَلَعَلَّهُ إِذْ نَظَرَ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلْحُقُولِ وَرَأَى جَمْعًا مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ، قَالَ: «اُنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ».a ثُمَّ لِيُوضِحَ أَنَّهُ يَقْصِدُ حَصَادًا رُوحِيًّا لَا حَرْفِيًّا أَضَافَ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». — يو ٤:٥-٣٠، ٣٦.
٤ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ نُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٤ فَأَيُّ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ عَلَّمَهُمَا يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ. فَحِينَ قَالَ إِنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ»، كَانَ يَدْفَعُ أَتْبَاعَهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ. وَلِيَطْبَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ كَمِ ٱلْحَصَادُ مُلحٌّ، أَضَافَ قَائِلًا: «مُنْذُ ٱلْآنَ ٱلْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً». فَٱلْحَصَادُ إِذًا سَبَقَ أَنِ ٱبْتَدَأَ وَلَا مَجَالَ لِأَيِّ تَلَكُّؤٍ. اَلدَّرْسُ ٱلثَّانِي أَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ. قَالَ يَسُوعُ: «يَفْرَحُ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٥ب، ٣٦) فَمِثْلَمَا سُرَّ هُوَ دُونَ شَكٍّ لِرُؤْيَةِ ‹سَامِرِيِّينَ كَثِيرِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ›، كَانَ تَلَامِيذُهُ سَيَشْعُرُونَ بِفَرَحٍ عَمِيقٍ فِيمَا يَنْهَمِكُونَ فِي ٱلْحَصَادِ. (يو ٤:٣٩-٤٢) وَلٰكِنْ مَا عَلَاقَتُنَا نَحْنُ بِهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ إِنَّ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ مُهِمَّةٌ لَنَا لِأَنَّهَا تُوضِحُ مَا يَحْدُثُ ٱلْيَوْمَ خِلَالَ ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْأَعْظَمِ. فَمَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَصْرِيُّ؟ مَنْ يُشَارِكُونَ فِيهِ؟ وَبِأَيِّ نَتَائِجَ؟
مَلِكُنَا يَقُودُ أَعْظَمَ عَمَلِ حَصَادٍ
٥ مَنْ يَقُودُ عَمَلَ ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيَّ، وَكَيْفَ تَدُلُّ رُؤْيَا يُوحَنَّا أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ؟
٥ كَشَفَ يَهْوَهُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا أَنَّهُ عَيَّنَ يَسُوعَ لِيَقُودَ عَمَلَ حَصَادٍ يُجْمَعُ فِيهِ أُنَاسٌ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَالَمِ. (اقرإ الرؤيا ١٤:١٤-١٦.) فَفِي هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا، يُصَوَّرُ يَسُوعُ لَابِسًا تَاجًا وَحَامِلًا مِنْجَلًا. ‹اَلتَّاجُ ٱلذَّهَبِيُّ› عَلَى رَأْسِهِ يُبَيِّنُ أَنَّهُ مَلِكٌ مُنَصَّبٌ. أَمَّا ‹ٱلْمِنْجَلُ ٱلْحَادُّ› بِيَدِهِ فَيُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى دَوْرِهِ كَحَاصِدٍ. وَقَدْ شَدَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ مُلِحٌّ حِينَ أَعْلَنَ آنَذَاكَ بِلِسَانِ مَلَاكٍ أَنَّ «حَصَادَ ٱلْأَرْضِ قَدْ نَضِجَ». نَعَمْ لَقَدْ «أَتَتْ سَاعَةُ ٱلْحَصَادِ»، فَهَلْ مِنْ وَقْتٍ لِتَضْيِيعِهِ؟! وَهٰكَذَا ‹أَرْسَلَ يَسُوعُ مِنْجَلَهُ› ٱسْتِجَابَةً لِلْأَمْرِ ٱلْإِلٰهِيِّ، فَحُصِدَتِ ٱلْأَرْضُ، أَيْ حُصِدَ أُنَاسٌ مِنَ ٱلْأَرْضِ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، تُبَيِّنُ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْمُشَوِّقَةُ لَنَا أَنَّ «ٱلْحُقُولَ . . . قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ» مَرَّةً أُخْرَى. وَلٰكِنْ هَلْ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَدِّدَ مَتَى بَدَأَ ٱلْحَصَادُ ٱلْعَالَمِيُّ؟ نَعَمْ.
٦ (أ) مَتَى بَدَأَ «مَوْسِمُ ٱلْحَصَادِ»؟ (ب) مَتَى بَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ» فِعْلِيًّا؟ أَوْضِحُوا.
٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ يَظْهَرُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ١٤ حَامِلًا مِنْجَلًا بِيَدِهِ وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ (العدد ١٤)، فَإِنَّ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا تُشِيرُ إِلَى مَا بَعْدَ ٱعْتِلَائِهِ ٱلْعَرْشَ عَامَ ١٩١٤. (دا ٧:١٣، ١٤) وَبَعْدَ مُرُورِ مُدَّةٍ مِنْ تَنْصِيبِهِ، يُؤْمَرُ يَسُوعُ أَنْ يَبْدَأَ ٱلْحَصَادَ (العدد ١٥). وَتَسَلْسُلُ ٱلْأَحْدَاثِ هٰذَا يُرَى أَيْضًا فِي مَثَلِهِ عَنْ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّذِي يَذْكُرُ فِيهِ يَسُوعُ أَنَّ «ٱلْحَصَادَ هُوَ ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». فَمَعَ أَنَّ مَوْسِمَ ٱلْحَصَادِ وَٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱبْتَدَأَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ سَنَةَ ١٩١٤، لَمْ يَبْدَإِ ٱلْحَصَادُ ٱلْفِعْلِيُّ إِلَّا لَاحِقًا «فِي مَوْسِمِ ٱلْحَصَادِ». (مت ١٣:٣٠، ٣٩) وَٱلْيَوْمَ، بَعْدَمَا تَوَغَّلْنَا فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، بِتْنَا نُمَيِّزُ أَنَّ ٱلْحَصَادَ ٱبْتَدَأَ بَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ عَلَى بِدَايَةِ مُلْكِ يَسُوعَ. فَمِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩، عَمِلَ يَسُوعُ عَلَى تَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (مل ٣:١-٣؛ ١ بط ٤:١٧) وَمِنْ ثَمَّ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩١٩، ٱبْتَدَأَ «حَصَادُ ٱلْأَرْضِ». وَدُونَمَا تَأْخِيرٍ، ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْمُعَيَّنَ حَدِيثًا لِيُسَاعِدَ إِخْوَتَهُ عَلَى إِدْرَاكِ إِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ وَقْتَئِذٍ.
٧ (أ) مَاذَا سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟ (ب) بِمَ أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ؟
٧ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) عَامَ ١٩٢٠ مَا يَلِي: «يَظْهَرُ جَلِيًّا مِنْ فَحْصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ مُنِحَتِ ٱمْتِيَازَ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةٍ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْإِخْوَةُ مَثَلًا مِنْ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلنَّبَوِيَّةِ وُجُوبَ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. (اش ٤٩:٦؛ ٥٢:٧؛ ٦١:١-٣) صَحِيحٌ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا كَيْفَ يَتِمُّ عَمَلٌ كَهٰذَا، لٰكِنَّهُمْ وَثِقُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُمَهِّدُ لَهُمُ ٱلطَّرِيقَ. (اقرأ اشعيا ٥٩:١.) وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلْفَهْمِ ٱلْمُوَضَّحِ لِإِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، أُوصِيَ ٱلْإِخْوَةُ بِمُضَاعَفَةِ جُهُودِهِمْ. فَهَلْ تَجَاوَبُوا؟
٨ أَيُّ نُقْطَتَيْنِ مَيَّزَهُمَا ٱلْإِخْوَةُ عَامَ ١٩٢١ عَنْ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٨ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) عَامَ ١٩٢١ قَالَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «كَانَتْ هٰذِهِ أَفْضَلَ سَنَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَقَدْ وَصَلَتْ رِسَالَةُ ٱلْحَقِّ خِلَالَ عَامِ ١٩٢١ إِلَى أَعْدَادٍ أَكْبَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى». ثُمَّ أَضَافَتْ: «لَا يَزَالُ أَمَامَنَا عَمَلٌ كَثِيرٌ بَعْدُ . . . فَلْنُتَمِّمْهُ بِقَلْبٍ فَرْحَانٍ!». هَلْ لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ مَيَّزُوا ٱلنُّقْطَتَيْنِ ٱلْمُهِمَّتَيْنِ نَفْسَيْهِمَا ٱللَّتَيْنِ شَدَّدَ عَلَيْهِمَا يَسُوعُ أَمَامَ رُسُلِهِ؟ لَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُلِحٌّ، وَأَنَّ ٱلْعُمَّالَ فَرِحُونَ.
٩ (أ) مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٥٤ عَنِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيُّ زِيَادَةٍ عَالَمِيَّةٍ تَحَقَّقَتْ فِي عَدَدِ ٱلنَّاشِرِينَ خِلَالَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ».)
٩ وَخِلَالَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَضَاعَفَ ٱلنَّشَاطُ ٱلْكِرَازِيُّ بَعْدَمَا فَهِمَ ٱلْإِخْوَةُ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ سَيَتَجَاوَبُ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اش ٥٥:٥؛ يو ١٠:١٦؛ رؤ ٧:٩) وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ اِرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْبِشَارَةِ مِنْ ٠٠٠,٤١ عَامَ ١٩٣٤ إِلَى ٠٠٠,٥٠٠ عَامَ ١٩٥٣! وَقَدْ أَصَابَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلِٱسْتِنْتَاجَ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٥٤ إِذْ قَالَتْ: «إِنَّ رُوحَ يَهْوَهَ وَقُوَّةَ كَلِمَتِهِ هُمَا وَرَاءَ هٰذَا ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلْعَظِيمِ».b — زك ٤:٦.
النمو حول العالم
البلد
١٩٦٢
١٩٨٧
٢٠١٣
اوستراليا
٩٢٧,١٥
١٧٠,٤٦
٠٢٣,٦٦
البرازيل
٣٩٠,٢٦
٢١٦,٢١٦
٤٥٥,٧٥٦
فرنسا
٤٥٢,١٨
٩٥٤,٩٦
٠٢٩,١٢٤
ايطاليا
٩٢٩,٦
٨٧٠,١٤٩
٢٥١,٢٤٧
اليابان
٤٩١,٢
٧٢٢,١٢٠
١٥٤,٢١٧
المكسيك
٠٥٤,٢٧
١٦٨,٢٢٢
٦٢٨,٧٧٢
نيجيريا
٩٥٦,٣٣
٨٩٩,١٣٣
٣٤٢,٣٤٤
الفيليبين
٨٢٩,٣٦
٧٣٥,١٠١
٢٣٦,١٨١
الولايات المتحدة الاميركية
١٣٥,٢٨٩
٦٧٦,٧٨٠
٦٤٢,٢٠٣,١
زامبيا
١٢٩,٣٠
١٤٤,٦٧
٣٧٠,١٦٢
النمو في عدد دروس الكتاب المقدس
١٩٥٠
٩٥٢,٢٣٤
١٩٦٠
١٠٨,٦٤٦
١٩٧٠
٣٧٨,١٤٦,١
١٩٨٠
٥٨٤,٣٧١,١
١٩٩٠
٠٩١,٦٢٤,٣
٢٠٠٠
٦٣١,٧٦٦,٤
٢٠١٠
٣٥٩,٠٥٨,٨
مَثَلَانِ مُعَبِّرَانِ يُنْبِئَانِ بِنَتَائِجِ ٱلْحَصَادِ
١٠، ١١ أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهَا مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ؟
١٠ فِي أَمْثِلَةِ يَسُوعَ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، أَنْبَأَ بِكَلِمَاتٍ مُعَبِّرَةٍ عَنْ نَتَائِجِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي فِي مَثَلِ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ وَمَثَلِ ٱلْخَمِيرَةِ، مُرَكِّزِينَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ عَلَى إِتْمَامِهِمَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
١١ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ. يَزْرَعُ رَجُلٌ حَبَّةَ خَرْدَلٍ، فَتَنْمُو وَتَصِيرُ شَجَرَةً تَحْتَمِي بِهَا ٱلطُّيُورُ. (اقرأ متى ١٣:٣١، ٣٢.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ (١) اَلنُّمُوُّ يَبْلُغُ مَدًى مُذْهِلًا. فَحَبَّةُ ٱلْخَرْدَلِ ٱلَّتِي تُعَدُّ «أَصْغَرَ جَمِيعِ ٱلْبُزُورِ» تَتَحَوَّلُ لِتُصْبِحَ شَجَرَةً لَهَا ‹أَغْصَانٌ كَبِيرَةٌ›. (مر ٤:٣١، ٣٢) (٢) اَلنُّمُوُّ مَحْتُومٌ. فَيَسُوعُ لَا يُرَجِّحُ نُمُوَّ ٱلْبِزْرَةِ، بَلْ هُوَ وَاثِقٌ مِنْهُ. لِذٰلِكَ يَقُولُ: «مَتَى زُرِعَتْ، تَطْلُعُ». فَلَا شَيْءَ يُعَرْقِلُ نُمُوَّهَا. (٣) اَلشَّجَرَةُ ٱلنَّامِيَةُ تُصْبِحُ مَحَطَّ ٱلْأَنْظَارِ وَتُوَفِّرُ مَأْوًى آمِنًا. وَهٰكَذَا تَأْتِي «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» إِلَيْهَا وَتَجِدُ «مَأْوًى فِي ظِلِّهَا». فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ هٰذِهِ ٱلْجَوَانِبُ ٱلثَّلَاثَةُ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٢ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلرَّسْمَ ٱلْبَيَانِيَّ «اَلنُّمُوُّ فِي عَدَدِ دُرُوسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».)
١٢ (١) مَدَى ٱلنُّمُوِّ: يُسَلِّطُ ٱلْمَثَلُ ٱلضَّوْءَ عَلَى نُمُوِّ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، يُجْمَعُ عُمَّالٌ غَيُورُونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُسْتَرَدَّةِ لِيَشْتَرِكُوا فِي ٱلْحَصَادِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ كَانَ عَدَدُ ٱلْعُمَّالِ قَلِيلًا، لٰكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا ٱزْدَادَ. وَقَدْ شَهِدَ هٰذَا ٱلْعَدَدُ نُمُوًّا هَائِلًا ٱبْتِدَاءً مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي وَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. (اش ٦٠:٢٢) (٢) حَتْمِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ: مَا مِنْ عَائِقٍ نَجَحَ أَنْ يَحُدَّ مِنْ نُمُوِّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَرَغْمَ كُلِّ مُحَاوَلَاتِ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ مُقَاوَمَةَ ٱلْبِزْرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ، وَاصَلَتِ ٱلنُّمُوَّ مُتَغَلِّبَةً عَلَى كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلْعَرَاقِيلِ. (اش ٥٤:١٧) (٣) مَأْوًى آمِنٌ: تَرْمُزُ «طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ» ٱلَّتِي تَجِدُ مَأْوًى فِي ٱلشَّجَرَةِ إِلَى مَلَايِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱنْضِمَامِهِمْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (حز ١٧:٢٣) وَهُنَاكَ يَجِدُ أَصْحَابُ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ هٰؤُلَاءِ ٱلْآتُونَ مِنْ كُلِّ بِقَاعِ ٱلْأَرْضِ ٱلِٱنْتِعَاشَ وَٱلْحِمَايَةَ وَيَنَالُونَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ. — اش ٣٢:١، ٢؛ ٥٤:١٣.
يُظْهِرُ مَثَلُ حَبَّةِ ٱلْخَرْدَلِ أَنَّنَا نَنْعَمُ بِٱلْحِمَايَةِ وَٱلْمَأْوَى ٱلْآمِنِ فِي ظِلِّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١، ١٢.)
١٣ أَيُّ جَانِبَيْنِ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يُشَدِّدُ عَلَيْهِمَا مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ؟
١٣ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ. تُضِيفُ ٱمْرَأَةٌ بَعْضَ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى مِقْدَارٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ تَخْتَمِرُ ٱلْكَمِّيَّةُ كُلُّهَا. (اقرأ متى ١٣:٣٣.) أَيَّةُ جَوَانِبَ عَنِ ٱلنُّمُوِّ يَكْشِفُهَا لَنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي جَانِبَيْنِ ٱثْنَيْنِ. (١) اَلنُّمُوُّ يُحْدِثُ تَغْيِيرًا. فَٱلْخَمِيرَةُ ٱنْتَشَرَتْ فِي ٱلطَّحِينِ، وَبِٱلنَّتِيجَةِ «ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ». (٢) اَلنُّمُوُّ شَامِلٌ. فَتَأْثِيرُ ٱلْخَمِيرَةِ كَانَ عَلَى ٱلْكَمِّيَّةِ كُلِّهَا، أَيْ «ثَلَاثَةِ أَكْيَالٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلطَّحِينِ». وَكَيْفَ يَنْطَبِقُ هٰذَانِ ٱلْجَانِبَانِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَيَّامِنَا؟
١٤ كَيْفَ يَنْطَبِقُ مَثَلُ ٱلْخَمِيرَةِ عَلَى ٱلْحَصَادِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٤ (١) اَلتَّغْيِيرُ: تُمَثِّلُ ٱلْخَمِيرَةُ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلطَّحِينُ فَيَرْمُزُ إِلَى ٱلْبَشَرِ. فَمِثْلَمَا تُحْدِثُ ٱلْخَمِيرَةُ تَغْيِيرًا فِي ٱلطَّحِينِ بَعْدَ خَلْطِهِمَا، تُغَيِّرُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ قُلُوبَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا. (رو ١٢:٢) (٢) اَلشُّمُولِيَّةُ: يُشِيرُ ٱنْتِشَارُ ٱلْخَمِيرَةِ إِلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهِيَ تَغَلْغَلَتْ فِي ٱلْعَجِينِ حَتَّى ٱنْتَشَرَتْ فِيهِ كُلِّهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، ٱنْتَشَرَتْ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَيَدُلُّ هٰذَا ٱلْجَانِبُ مِنَ ٱلْمَثَلِ أَيْضًا عَلَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي تَحْظُرُ عَمَلَنَا، مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّ كِرَازَتَنَا هُنَاكَ قَدْ لَا تَكُونُ ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ.
١٥ كَيْفَ تَمَّتْ كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٦٠:٥، ٢٢؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَيْنِ «لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عِنْدَ يَهْوَهَ» وَ «كَيْفَ بَاتَ ‹ٱلْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً›؟».)
١٥ قَبْلَمَا تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِهٰذَيْنِ ٱلْمَثَلَيْنِ بِنَحْوِ ٨٠٠ سَنَةٍ، أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَيْضًا بِأُسْلُوبٍ مُعَبِّرٍ عَنِ ٱلْمَدَى ٱلَّذِي يَبْلُغُهُ ٱلْحَصَادُ ٱلرُّوحِيُّ فِي أَيَّامِنَا وَٱلْفَرَحِ ٱلنَّاجِمِ عَنْهُ.c فَهُوَ يَصِفُ بِلِسَانِ إِشَعْيَا أُنَاسًا يَتَدَفَّقُونَ «مِنْ بَعِيدٍ» نَحْوَ هَيْئَتِهِ. وَيَقُولُ مُوَجِّهًا ٱلْحَدِيثَ إِلَى ٱمْرَأَةٍ تُمَثِّلُ ٱلْيَوْمَ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ: «تَنْظُرِينَ وَتَتَهَلَّلِينَ، وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ، لِأَنَّهُ إِلَيْكِ تَتَحَوَّلُ ثَرْوَةُ ٱلْبَحْرِ، وَإِلَيْكِ يَأْتِي غِنَى ٱلْأُمَمِ». (اش ٦٠:١، ٤، ٥، ٩) وَيَا لَصِحَّةِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَفِي أَيَّامِنَا، يَتَهَلَّلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حِينَ يَرَوْنَ كَيْفَ ٱزْدَادَ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلْقَلَائِلُ فِي بُلْدَانِهِمْ حَتَّى بَاتُوا يُعَدُّونَ بِٱلْآلَافِ.
خُدَّامُ يَهْوَهَ فَرِحُونَ جَمِيعًا
١٦، ١٧ مَا أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ‹ٱلزَّارِعَ وَٱلْحَاصِدَ أَنْ يَفْرَحَا مَعًا›؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «بِذْرَتَانِ تَنْمُوَانِ فِي ٱلْأَمَازُونِ».)
١٦ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَادِثَةِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، ذَكَرَ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ مَعَ رُسُلِهِ: «اَلْحَاصِدُ . . . يَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ ٱلزَّارِعُ وَٱلْحَاصِدُ مَعًا». (يو ٤:٣٦) فَكَيْفَ نَفْرَحُ «مَعًا» فِي ٱلْحَصَادِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ بِطَرَائِقَ عِدَّةٍ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا.
١٧ أَوَّلًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِرُؤْيَةِ دَوْرِ يَهْوَهَ فِي ٱلْعَمَلِ. فَٱلْبِذَارُ نَزْرَعُهُ حِينَ نَكْرِزُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٣:١٨، ١٩) وَٱلثِّمَارُ نَحْصُدُهَا حِينَ نُسَاعِدُ أَشْخَاصًا أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ. وَلٰكِنْ أَلَا نَفْرَحُ جَمِيعًا وَنَنْدَهِشُ حِينَ نَرَى كَيْفَ ‹يُفْرِخُ ٱلْبِذَارُ وَيَعْلُو› بِفَضْلِ يَهْوَهَ؟! (مر ٤:٢٧، ٢٨) وَبَعْضُ ٱلْبِذَارِ ٱلَّذِي نَنْثُرُهُ لَا يُفْرِخُ إِلَّا بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَيَحْصُدُهُ آخَرُونَ. هٰذَا مَا ٱخْتَبَرَتْهُ أُخْتٌ بَرِيطَانِيَّةٌ ٱعْتَمَدَتْ مُنْذُ ٦٠ سَنَةً تُدْعَى جُوَان. تَقُولُ: «أَلْتَقِي أَشْخَاصًا يُخْبِرُونَنِي أَنِّي زَرَعْتُ بِذَارًا فِي قُلُوبِهِمْ عِنْدَمَا بَشَّرْتُهُمْ قَبْلَ سَنَوَاتٍ. وَدُونَ عِلْمِي، دَرَسَ مَعَهُمْ شُهُودٌ آخَرُونَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ وَسَاعَدُوهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ. كَمْ يَسُرُّنِي أَنَّ ٱلْبِذَارَ ٱلَّذِي زَرَعْتُهُ نَمَا وَحُصِدَ!». — اقرأ ١ كورنثوس ٣:٦، ٧.
١٨ أَيُّ سَبَبٍ لِلْفَرَحِ مُدَوَّنٌ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ٣:٨؟
١٨ ثَانِيًا، نَحْنُ نَعْمَلُ بِفَرَحٍ لِأَنَّنَا نُبْقِي فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلتَّالِيَةَ: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ». (١ كو ٣:٨) فَكُلٌّ مِنَّا يُكَافَأُ بِحَسَبِ عَمَلِهِ، لَا بِحَسَبِ نَتَائِجِ عَمَلِهِ. أَوَلَا يَتَشَجَّعُ بِذٰلِكَ مَنْ يَلْقَوْنَ تَجَاوُبًا ضَئِيلًا فِي مُقَاطَعَاتِهِمْ؟! فَفِي نَظَرِ ٱللّٰهِ، أَيُّ شَاهِدٍ يَشْتَرِكُ مِنْ كُلِّ نَفْسِهِ فِي زَرْعِ ٱلْبِذَارِ، ‹يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثِيرًا› وَيُمْكِنُهُ بِٱلتَّالِي أَنْ يَفْرَحَ فَرَحًا جَزِيلًا. — يو ١٥:٨؛ مت ١٣:٢٣.
١٩ (أ) كَيْفَ تَرْتَبِطُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤ بِفَرَحِنَا؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا وَلَوْ لَمْ نَنْجَحْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ شَخْصِيًّا فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟
١٩ ثَالِثًا، نَحْنُ نَفْرَحُ لِأَنَّ عَمَلَنَا يُتَمِّمُ إِحْدَى نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكِّرْ فِي إِجَابَةِ يَسُوعَ حِينَ سَأَلَهُ رُسُلُهُ عَنْ ‹عَلَامَةِ حُضُورِهِ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ›. أَخْبَرَهُمْ أَنَّ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ يَشْمُلُ عَمَلًا كِرَازِيًّا عَالَمِيًّا. وَهَلْ قَصَدَ بِذٰلِكَ عَمَلَ ٱلتَّلْمَذَةِ؟ كَلَّا. فَقَدْ قَالَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:٣، ١٤) إِذًا إِنَّ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ، أَيْ زَرْعَ ٱلْبِذَارِ، هِيَ مَا يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ. لِذٰلِكَ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا كُلَّمَا كَرَزْنَا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَنَّنَا بِعَمَلِنَا هٰذَا نُقَدِّمُ «شَهَادَةً» وَلَوْ لَمْ نُوَفَّقْ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.d فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلنَّاسِ، نَحْنُ نُسَاهِمُ فِي إِتْمَامِ نُبُوَّةِ يَسُوعَ وَنَتَشَرَّفُ بِٱلْخِدْمَةِ ‹كَعَامِلِينَ مَعَ ٱللّٰهِ›. (١ كو ٣:٩) أَوَلَا تَطْفِرُ قُلُوبُنَا فَرَحًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ذٰلِكَ؟!
«مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا»
٢٠، ٢١ (أ) كَيْفَ تَتِمُّ كَلِمَاتُ مَلَاخِي ١:١١؟ (ب) عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ، وَلِمَاذَا؟
٢٠ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، سَاعَدَ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنْ يُدْرِكُوا إِلْحَاحَ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ. وَمُنْذُ عَامِ ١٩١٩، سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ ٱلْعَصْرِيِّينَ أَيْضًا أَنْ يَفْهَمُوا ٱلنُّقْطَةَ عَيْنَهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ضَاعَفَ شَعْبُ ٱللّٰهِ جُهُودَهُ. وَقَدْ تَبَيَّنَ عَلَى أَرْضِ ٱلْوَاقِعِ أَنْ لَا شَيْءَ يَحُولُ دُونَ ٱلْمُضِيِّ بِعَمَلِ ٱلْحَصَادِ. فَحَسْبَمَا تَنَبَّأَ مَلَاخِي، يُكْرَزُ بِٱلْبِشَارَةِ ٱلْيَوْمَ «مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا». (مل ١:١١) نَعَمْ، مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، شَرْقًا وَغَرْبًا، يَعْمَلُ ٱلزَّارِعُونَ وَٱلْحَاصِدُونَ مَعًا فَرِحِينَ. مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا، صُبْحًا وَمَسَاءً، يَخْدُمُ ٱلْكَارِزُونَ بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ. بِبَسِيطِ ٱلْعِبَارَةِ: يُنْجِزُ خُدَّامُ يَهْوَهَ عَمَلَهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَفِي أَيِّ مَكَانٍ.
٢١ وَفِيمَا نُرَاجِعُ سِجِلَّنَا عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ وَنَرَى فَرِيقًا صَغِيرًا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ يَنْمُو لِيُصْبِحَ «أُمَّةً قَوِيَّةً»، مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ ‹يَخْفِقَ قَلْبُنَا وَيَتَّسِعَ فَرَحًا›. (اش ٦٠:٥، ٢٢) فَلْيَدْفَعْنَا فَرَحُنَا وَمَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ، «سَيِّدِ ٱلْحَصَادِ»، أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى إِنْجَازِ دَوْرِنَا فِي أَعْظَمِ حَصَادٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. — لو ١٠:٢.
a قَدْ يَكُونُ فِي حَدِيثِ يَسُوعَ عَنِ ‹ٱلْحُقُولِ ٱلْبَيْضَاءِ› تَلْمِيحٌ إِلَى ٱلْأَثْوَابِ ٱلْبَيْضَاءِ ٱلَّتِي رُبَّمَا ٱرْتَدَاهَا جَمْعُ ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلَّذِينَ رَآهُمْ يَقْتَرِبُونَ مِنْهُ.
b لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَزِيدِ عَنْ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ وَٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتْ، رَاجِعْ مِنْ فَضْلِكَ ٱلصَّفَحَاتِ ٤٢٥-٥٢٠ مِنْ كِتَابِ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَهُنَاكَ تَقْرَأُ عَنْ إِنْجَازَاتِ عَمَلِ ٱلْحَصَادِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٩ وَ ١٩٩٢.
c لِلتَّعَمُّقِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَةِ ٱلْمُشَوِّقَةِ، ٱنْظُرْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا — نُورٌ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٢، ٱلصَّفَحَاتِ ٣٠٣-٣٢٠.
d فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. فَقَدْ ذَكَرَ عَدَدُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «حَتَّى لَوْ لَمْ يُحْصَدْ إِلَّا ٱلْقَلِيلُ مِنَ ٱلْحِنْطَةِ، فَعَلَى ٱلْأَقَلِّ نَكُونُ قَدْ قَدَّمْنَا شَهَادَةً عَظِيمَةً عَنِ ٱلْحَقِّ». ثُمَّ أَضَافَتْ: «فِي وِسْعِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يُبَشِّرُوا بِٱلْإِنْجِيلِ».
-
-
الملك يمحِّص اتباعه روحياملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٠
اَلْمَلِكُ يُمَحِّصُ أَتْبَاعَهُ رُوحِيًّا
١-٣ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ ٱكْتَشَفَ أَنَّ أَشْخَاصًا يُدَنِّسُونَ ٱلْهَيْكَلَ؟
اِحْتَرَمَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ فِي أُورُشَلِيمَ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا نَظَرًا لِمَا يُمَثِّلُهُ. فَٱلْهَيْكَلُ هُوَ مَرْكَزُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْعِبَادَةَ، عِبَادَةَ يَهْوَهَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْقُدُّوسِ، لَا تَكُونُ إِلَّا طَاهِرَةً نَقِيَّةً. تَخَيَّلْ إِذًا مَشَاعِرَ يَسُوعَ حِينَ دَخَلَ ٱلْهَيْكَلَ فِي ١٠ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم وَٱكْتَشَفَ أَنَّ أَشْخَاصًا يُدَنِّسُونَهُ. مَاذَا جَرَى بِٱلضَّبْطِ؟ — اقرأ متى ٢١:١٢، ١٣.
٢ فِي سَاحَةِ ٱلْأُمَمِ، رَاحَ ٱلتُّجَّارُ ٱلطَّمَّاعُونَ وَٱلصَّيَارِفَةُ يَسْتَغِلُّونَ ٱلْعُبَّادَ ٱلْآتِينَ لِيُقَرِّبُوا تَقْدِمَاتٍ لِيَهْوَهَ.a فَمَا كَانَ مِنْ يَسُوعَ إِلَّا أَنْ «طَرَدَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ». (قارن نحميا ١٣:٧-٩.) وَشَهَّرَ بِهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْأَنَانِيِّينَ لِأَنَّهُمْ حَوَّلُوا بَيْتَ أَبِيهِ إِلَى «مَغَارَةِ لُصُوصٍ». وَهٰكَذَا أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱحْتِرَامَهُ لِلْهَيْكَلِ وَمَا يُمَثِّلُهُ. فَلَا تَهَاوُنَ أَلْبَتَّةَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى نَقَاوَةِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ!
٣ بَعْدَ مُرُورِ قُرُونٍ، طَهَّرَ يَسُوعُ هَيْكَلًا آخَرَ إِثْرَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا مَسِيَّانِيًّا. وَهٰذَا ٱلْحَدَثُ يُعْنَى بِهِ جَمِيعُ ٱلرَّاغِبِينَ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ عِبَادَةً مَقْبُولَةً. فَعَنْ أَيِّ هَيْكَلٍ نَتَكَلَّمُ؟
تَطْهِيرُ «بَنِي لَاوِي»
٤، ٥ (أ) كَيْفَ طُهِّرَ وَمُحِّصَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩؟ (ب) هَلِ ٱنْتَهَى آنَذَاكَ تَمْحِيصُ وَتَطْهِيرُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ أَوْضِحُوا.
٤ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، أَتَى يَسُوعُ مَعَ أَبِيهِ بَعْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا عَامَ ١٩١٤ لِتَفَقُّدِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ، أَيْ تَرْتِيبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ.b نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رَأَى ٱلْمَلِكُ أَنَّ «بَنِي لَاوِي»، أَيِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ وَتَطْهِيرٍ. (مل ٣:١-٣) وَعَلَيْهِ سَمَحَ يَهْوَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْمُمَحِّصَ بِأَنْ يَمُرَّ شَعْبُهُ بِمِحَنٍ وَمَصَاعِبَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. وَٱلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ خَرَجُوا مِنَ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلنَّارِيَّةِ شَعْبًا أَنْقَى يَرْغَبُ فِي دَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ!
٥ وَهَلِ ٱنْتَهَى بِذٰلِكَ تَمْحِيصُ وَتَطْهِيرُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ كَلَّا. فَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، ظَلَّ يَهْوَهُ يُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ كَيْ يَكُونُوا أَنْقِيَاءَ وَيَبْقَوْا فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ. وَفِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ، نَرَى كَيْفَ مَحَّصَهُمُ ٱللّٰهُ أَدَبِيًّا وَتَنْظِيمِيًّا. وَلٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا تَطْهِيرَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيمَانَنَا سَيَقْوَى حِينَ نَرَى كَيْفَ عَمِلَ يَسُوعُ بِطَرَائِقَ ظَاهِرَةٍ لِلْعِيَانِ وَمِنْ وَرَاءِ ٱلْكَوَالِيسِ أَيْضًا لِيُسَاعِدَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا.
«تَطَهَّرُوا»
٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا أَوَامِرُ يَهْوَهَ لِلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ أَنْ نَفْهَمَ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ؟
٦ مَا هِيَ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ؟ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ، لِنَتَفَحَّصْ كَلِمَاتِ يَهْوَهَ ٱلنَّبَوِيَّةَ إِلَى ٱلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ فِيمَا أَوْشَكُوا أَنْ يُغَادِرُوا بَابِلَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ. (اقرأ اشعيا ٥٢:١١.) بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى، كَانَ هٰؤُلَاءِ عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَيَرُدُّوا ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. (عز ١:٢-٤) غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ شَعْبُهُ وَرَاءَهُ كُلَّ آثَارِ ٱلدِّيَانَةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ. لَاحِظْ أَنَّهُ أَصْدَرَ عَدَدًا مِنَ ٱلْأَوَامِرِ قَائِلًا: «لَا تَمَسُّوا نَجِسًا. اُخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا، تَطَهَّرُوا». فَعِبَادَةُ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةُ يَجِبُ أَلَّا تُلَطَّخَ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. مَاذَا نَسْتَنْتِجُ إِذًا؟ تَشْمُلُ ٱلطَّهَارَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلِٱبْتِعَادَ عَنْ تَعَالِيمِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَمُمَارَسَاتِهِ.
٧ أَيَّ قَنَاةٍ ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ لِيُسَاعِدَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا؟
٧ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، أَقَامَ يَسُوعُ بُعَيْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا قَنَاةً ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ سَاعَدَ أَتْبَاعَهُ مِنْ خِلَالِهَا أَنْ يَكُونُوا أَطْهَارًا رُوحِيًّا. هٰذِهِ ٱلْقَنَاةُ هِيَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ ٱلَّذِي أَقَامَهُ عَامَ ١٩١٩. (مت ٢٤:٤٥) صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ طَهَّرُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ قَبْلَ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، وَلٰكِنْ لَزِمَ أَنْ يَتَقَدَّمُوا أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. لِذٰلِكَ نَوَّرَهُمُ ٱلْمَسِيحُ تَدْرِيجِيًّا مِنْ خِلَالِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ حَوْلَ ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلطُّقُوسِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْوَاجِبِ عَلَيْهِمِ ٱلتَّحَرُّرُ مِنْهَا. (ام ٤:١٨) إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
هَلْ يَجُوزُ ٱلِٱحْتِفَالُ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟
٨ (أ) مَاذَا عَرَفَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ بِدَايَاتِهِمْ بِشَأْنِ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ لَمْ يُدْرِكْهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ؟
٨ أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ بِدَايَاتِهِمْ أَنَّ جُذُورَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَثَنِيَّةٌ وَأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُولَدْ فِي ٢٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر). ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) مِنْ عَامِ ١٨٨١: «ضُمَّ مَلَايِينُ ٱلْوَثَنِيِّينَ إِلَى ٱلْكَنِيسَةِ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرَ كَانَ ٱسْمِيًّا بِٱلْإِجْمَالِ. فَٱلْكَهَنَةُ ٱلْوَثَنِيُّونَ بَاتُوا كَهَنَةً مَسِيحِيِّينَ، وَٱلْأَعْيَادُ ٱلْوَثَنِيَّةُ أُطْلِقَتْ عَلَيْهَا أَسْمَاءٌ مَسِيحِيَّةٌ. وَعِيدُ ٱلْمِيلَادِ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ». وَعَامَ ١٨٨٣، فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «مَتَى وُلِدَ ٱلْمَسِيحُ؟»، بَرْهَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ وُلِدَ نَحْوَ أَوَائِلِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر).c مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُدْرِكْ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ آنَذَاكَ ضَرُورَةَ ٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ. حَتَّى إِنَّ أَعْضَاءً فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ فِي بْرُوكْلِين ظَلُّوا يَحْتَفِلُونَ بِهِ. لٰكِنَّ ٱلْأُمُورَ أَخَذَتْ تَتَغَيَّرُ بَعْدَ عَامِ ١٩٢٦. لِمَاذَا؟
٩ أَيَّةُ وَقَائِعَ تَوَصَّلَ إِلَيْهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِشَأْنِ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ؟
٩ نَتِيجَةَ ٱلتَّعَمُّقِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِدِقَّةٍ وَٱنْتِبَاهٍ فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ أَصْلَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِهِ تُهِينُ ٱللّٰهَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ. وَقَدْ ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ «أَصْلُ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ» ٱلصَّادِرَةُ فِي اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ عَدَدِ ١٤ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٧ أَنَّ هٰذَا ٱلْعِيدَ ٱحْتِفَالٌ وَثَنِيٌّ يُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَلَذَّاتِ وَيَشْتَمِلُ عَلَى عِبَادَةِ ٱلْأَوْثَانِ. وَقَالَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِكُلِّ وُضُوحٍ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ. ثُمَّ خَتَمَتْ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلصَّرِيحَةِ: «بِمَا أَنَّ ٱلْعَالَمَ وَٱلْجَسَدَ وَإِبْلِيسَ يُحَبِّذُونَ إِقَامَةَ هٰذَا ٱلْعِيدِ وَٱسْتِمْرَارِيَّتَهُ، فَهٰذَا دَلِيلٌ قَاطِعٌ وَدَامِغٌ يَرْدَعُ ٱلْمُنْتَذِرِينَ كَامِلًا لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِهِ». لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ عَائِلَةَ بَيْتَ إِيلَ لَمْ تَحْتَفِلْ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ مُجَدَّدًا، لَا تِلْكَ ٱلسَّنَةَ وَلَا فِي أَيِّ وَقْتٍ لَاحِقٍ.
١٠ (أ) أَيَّةُ مَوَادَّ عَمِيقَةٍ عَنْ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ قُدِّمَتْ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٨؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «أَصْلُ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ وَٱلْهَدَفُ مِنْهُ».) (ب) كَيْفَ تَنَبَّهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ إِلَى أَعْيَادٍ وَٱحْتِفَالَاتٍ أُخْرَى يَنْبَغِي لَهُمْ تَجَنُّبُهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «فَضْحُ أَعْيَادٍ أُخْرَى».)
١٠ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، تَوَفَّرَتْ لِتَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَوَادُّ أَعْمَقُ تَتَنَاوَلُ مَوْضُوعَ عِيدِ ٱلْمِيلَادِ. فَفِي ١٢ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٢٨، قَدَّمَ عُضْوٌ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ يُدْعَى رِيتْشَارْد بَارْبِر خِطَابًا عَلَى ٱلرَّادِيُو كَشَفَ مِنْ خِلَالِهِ أُصُولَ هٰذَا ٱلْعِيدِ ٱلنَّجِسَةَ. وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ تِجَاهَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْوَاضِحِ هٰذَا؟ يَسْتَرْجِعُ ٱلْأَخُ تْشَارْلْز بْرَانْدْلَايْنُ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي تَوَقَّفَ فِيهِ هُوَ وَعَائِلَتُهُ عَنِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْعِيدِ، وَيَسْأَلُ: «هَلْ تَضَايَقْنَا مِنَ ٱلتَّخَلِّي عَنْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ ٱلْوَثَنِيَّةِ؟ قَطْعًا لَا! . . . فَكُنَّا كَمَنْ يَخْلَعُ عَنْهُ ثَوْبًا وَسِخًا وَيَرْمِيهِ بَعِيدًا». وَيَذْكُرُ ٱلْأَخُ هَنْرِي كَانْتْوِلُ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا: «سَرَّنَا أَنْ نَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّخَلِّي عَنْ شَيْءٍ لِنُبَرْهِنَ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ». نَعَمْ، كَانَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَوْلِيَاءُ مُسْتَعِدِّينَ لِإِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ وَتَرْكِ أَيِّ ٱحْتِفَالٍ تَرْجِعُ جُذُورُهُ إِلَى ٱلْعِبَادَاتِ ٱلدَّنِسَةِ.d — يو ١٥:١٩؛ ١٧:١٤.
١١ كَيْفَ نُظْهِرُ دَعْمَنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ؟
١١ أَوَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ ٱلْأُمَنَاءُ مِثَالًا رَائِعًا لِنَتْبَعَهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟! عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ؟ هَلْ أَقْبَلُهُ بِٱمْتِنَانٍ وَأُطَبِّقُ مَا أَتَعَلَّمُهُ؟›. إِنَّ طَاعَتَنَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ تُظْهِرُ تَأْيِيدَنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِتَوْفِيرِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ. — اع ١٦:٤، ٥.
هَلْ يَجُوزُ ٱسْتِعْمَالُ ٱلصَّلِيبِ؟
شَارَةُ ٱلصَّلِيبِ وَٱلتَّاجِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢ وَ ١٣.)
١٢ مَا كَانَتْ نَظْرَةُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلصَّلِيبِ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ؟
١٢ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ، ٱعْتَبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلصَّلِيبَ رَمْزًا مَسِيحِيًّا مَقْبُولًا. إِلَّا أَنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَمْ يُجِيزُوا تَقْدِيمَ ٱلْعِبَادَةِ لَهُ إِذْ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلصَّنَمِيَّةَ مُمَارَسَةٌ خَاطِئَةٌ. (١ كو ١٠:١٤؛ ١ يو ٥:٢١) فَمِنْ بِدَايَاتِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٨٨٣، ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ صَرَاحَةً أَنَّ «كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلصَّنَمِيَّةِ مَكْرَهَةٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ». مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَرَوْا قَدِيمًا مَانِعًا مِنَ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ ٱسْتِعْمَالًا «مَقْبُولًا». عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱفْتَخَرُوا بِوَضْعِ دَبُّوسٍ عَلَى شَكْلِ صَلِيبٍ وَتَاجٍ كَعَلَامَةٍ فَارِقَةٍ تُعَرِّفُ بِهِمْ. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، دَلَّتْ هٰذِهِ ٱلشَّارَةُ أَنَّهُمْ يَنَالُونَ تَاجَ ٱلْحَيَاةِ إِنْ هُمْ حَافَظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٨٩١، بَاتَ هٰذَا ٱلرَّمْزُ يَظْهَرُ عَلَى غِلَافِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
١٣ أَيُّ نُورٍ رُوحِيٍّ تَلَقَّاهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «اَلنُّورُ ٱلرُّوحِيُّ يَكْشِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ».)
١٣ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَعَزُّوا شَارَةَ ٱلصَّلِيبِ وَٱلتَّاجِ، إِلَّا أَنَّ ٱلْأُمُورَ أَخَذَتْ تَتَغَيَّرُ مُنْذُ أَوَاخِرِ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي. فَقَدْ تَوَضَّحَتْ تَدْرِيجِيًّا نَظْرَتُهُمْ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ. يَتَذَكَّرُ غْرَانْت سُوتِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ لَاحِقًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ مَا حَدَثَ فِي مَحْفِلٍ عُقِدَ عَامَ ١٩٢٨ فِي دِيتْرُويْت بِوِلَايَةِ مِيشِيغَانَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. يُخْبِرُ: «أَظْهَرَ ٱلْمَحْفِلُ أَنَّ شَارَاتِ ٱلتَّاجِ وَٱلصَّلِيبِ غَيْرُ ضَرُورِيَّةٍ وَمَرْفُوضَةٌ أَيْضًا». وَعَلَى مَدَى ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلتَّالِيَةِ تَبَلْوَرَتِ ٱلْمَسْأَلَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَبَاتَ جَلِيًّا أَنْ لَا مَكَانَ لِلصَّلِيبِ فِي عِبَادَةٍ نَقِيَّةٍ وَطَاهِرَةٍ رُوحِيًّا.
١٤ هَلْ تَجَاوَبَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي كَشَفَ ٱلْحَقِيقَةَ تَدْرِيجِيًّا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ أَوْضِحُوا.
١٤ فَهَلْ تَجَاوَبَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَضَاءَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلصَّلِيبِ؟ أَمْ إِنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِشَارَةِ ٱلصَّلِيبِ وَٱلتَّاجِ ٱلْعَزِيزَةِ عَلَيْهِمْ؟ تَتَذَكَّرُ لِيلَا رُوبِرْتْس، أُخْتٌ خَدَمَتْ يَهْوَهَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً: «تَخَلَّيْنَا عَنْهَا بِكُلِّ سُهُولَةٍ حِينَ أَدْرَكْنَا مَا تُمَثِّلُهُ». وَعَكَسَتْ أُخْتٌ أُخْرَى ٱسْمُهَا أُورْسُولَا سِيرِنْكُو رَأْيَ كَثِيرِينَ حِينَ قَالَتْ: «أَدْرَكْنَا أَنَّ مَا أَحْبَبْنَاهُ يَوْمًا مُعْتَبِرِينَهُ رَمْزًا لِمَوْتِ رَبِّنَا وَلِتَعَبُّدِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ رَمْزٌ وَثَنِيٌّ. وَٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْأَمْثَال ٤:١٨، شَعَرْنَا بِٱلِٱمْتِنَانِ لِأَنَّ طَرِيقَنَا يَزْدَادُ نُورًا». وَعَلَيْهِ لَا شَكَّ أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَوْلِيَاءَ رَفَضُوا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي مُمَارَسَاتٍ دِينِيَّةٍ بَاطِلَةٍ وَنَجِسَةٍ.
١٥، ١٦ كَيْفَ نُظْهِرُ تَصْمِيمَنَا عَلَى إِبْقَاءِ ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيِّ طَاهِرَةً؟
١٥ وَمِنْ جِهَتِنَا، نَحْنُ نُشَاطِرُهُمُ ٱلتَّصْمِيمَ عَيْنَهُ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، نُمَيِّزُ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَسْتَخْدِمُ قَنَاةً ظَاهِرَةً لِلْعِيَانِ، أَلَا وَهِيَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ، لِيُسَاعِدَ شَعْبَهُ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَطْهَارًا رُوحِيًّا. لِذَا نُطِيعُ بِلَا تَلَكُّؤٍ حِينَ يُنَبِّهُنَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ إِلَى مُمَارَسَاتٍ أَوْ عَادَاتٍ أَوْ طُقُوسٍ مُدَنَّسَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. فَنَحْنُ مُصَمِّمُونَ، مَثَلُنَا مَثَلُ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْعَائِشِينَ فِي بِدَايَاتِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، عَلَى إِبْقَاءِ ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيِّ طَاهِرَةً نَقِيَّةً.
١٦ وَخِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَعْمَلُ ٱلْمَسِيحُ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ أَيْضًا لِيَحْمِيَ جَمَاعَاتِ شَعْبِ يَهْوَهَ مِنْ أَفْرَادٍ قَدْ يُدَنِّسُونَهَا رُوحِيًّا. كَيْفَ؟ لِنَرَ فِي مَا يَلِي.
فَرْزُ «ٱلْأَشْرَارِ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ»
١٧، ١٨ مَاذَا يَعْنِي فِي مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ (أ) إِلْقَاءُ ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ؟ (ب) ‹تَجْمِيعُ سَمَكٍ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ›؟ (ج) جَمْعُ ٱلسَّمَكِ ٱلْجَيِّدِ فِي آنِيَةٍ؟ (د) إِلْقَاءُ ٱلسَّمَكِ ٱلرَّدِيءِ بَعِيدًا؟
١٧ يَسْهَرُ ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَلَى جَمَاعَاتِ شَعْبِ ٱللّٰهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يُنْجِزُ هُوَ وَٱلْمَلَائِكَةُ عَمَلِيَّةَ فَرْزٍ بِطَرَائِقَ نَجْهَلُهَا إِلَى حَدٍّ مَا. وَصَفَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةَ فِي مَثَلِهِ عَنِ ‹ٱلشَّبَكَةِ ٱلْجَارِفَةِ›. (اقرأ متى ١٣:٤٧-٥٠.) فَلْنُفَنِّدْ فِي مَا يَلِي هٰذَا ٱلْمَثَلَ.
تُمَثِّلُ ٱلشَّبَكَةُ ٱلْجَارِفَةُ ٱلْكِرَازَةَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِجُمُوعِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِبَحْرٍ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.)
١٨ إِلْقَاءُ «شَبَكَةٍ جَارِفَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ». تُمَثِّلُ ٱلشَّبَكَةُ ٱلْجَارِفَةُ ٱلْكِرَازَةَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِجُمُوعِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْمُشَبَّهَةِ بِبَحْرٍ. ‹تَجْمِيعُ سَمَكٍ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ›. تَجْذِبُ ٱلْبِشَارَةُ شَتَّى ٱلنَّاسِ. مِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُونَ لِيُصْبِحُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ، وَمِنْهُمْ كَثِيرُونَ يُظْهِرُونَ ٱلِٱهْتِمَامَ بَادِئَ ٱلْأَمْرِ، لٰكِنَّهُمْ لَا يَنْضَمُّونَ فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ.e جَمْعُ «ٱلْجَيِّدِ فِي آنِيَةٍ». تُمَثِّلُ ٱلْآنِيَةُ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. وَإِلَيْهَا يُجْمَعُ أَصْحَابُ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ حَيْثُ يُتَاحُ لَهُمْ أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ عِبَادَةً نَقِيَّةً. إِلْقَاءُ ٱلسَّمَكِ «ٱلرَّدِيءِ» بَعِيدًا. خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَفْرِزُ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَلَائِكَةُ «ٱلْأَشْرَارَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَبْرَارِ».f وَنَتِيجَةُ هٰذَا ٱلْفَرْزِ تَنْعَكِسُ عَلَى كُلِّ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ غَيْرُ مُهَيَّأَةٍ لِلْحَقِّ، بِسَبَبِ رَفْضِهِمْ مَثَلًا ٱلتَّخَلِّيَ عَنِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْبَاطِلَةِ. فَأَمْثَالُ هٰؤُلَاءِ يُمْنَعُونَ مِنْ تَدْنِيسِ ٱلْجَمَاعَاتِ.g
١٩ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ جُهُودِ ٱلْمَسِيحِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٩ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، أَلَا نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ مَلِكَنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يَحْمِي مَنْ فِي عُهْدَتِهِ؟ أَوَلَا نَطْمَئِنُّ لِأَنَّ غَيْرَتَهُ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مَا زَالَتْ مُتَّقِدَةً كَمَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حِينَ طَهَّرَ ٱلْهَيْكَلَ؟! أَوَلَسْنَا مُمْتَنِّينَ أَيْضًا لِأَنَّهُ يَعْمَلُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى طَهَارَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَنَقَاوَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟! فَلْنُظْهِرْ دَعْمَنَا إِذًا لِلْمَلِكِ وَمَلَكُوتِهِ بِتَجَنُّبِ كُلِّ صِلَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.
a وَجَبَ عَلَى ٱلزُّوَّارِ ٱلْيَهُودِ ٱسْتِخْدَامُ عُمْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ لِدَفْعِ ضَرِيبَةِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلسَّنَوِيَّةِ. فَكَانَ ٱلصَّيَارِفَةُ يَطْلُبُونَ عُمُولَةً لِقَاءَ تَحْوِيلِ ٱلنُّقُودِ. كَمَا ٱحْتَاجَ ٱلزُّوَّارُ إِلَى شِرَاءِ ٱلْحَيَوَانَاتِ لِلتَّقْدِمَةِ. وَقَدْ دَعَا يَسُوعُ ٱلتُّجَّارَ ‹لُصُوصًا› رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ تَقَاضَوْا أَسْعَارًا أَوْ أُجُورًا بَاهِظَةً مُقَابِلَ خِدْمَاتِهِمْ.
b يُقَدِّمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْعِبَادَةَ لَهُ فِي ٱلدِّيَارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ.
c أَشَارَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ وِلَادَةَ يَسُوعَ فِي ٱلشِّتَاءِ «لَا تَتَوَافَقُ مَعَ وُجُودِ رُعَاةٍ فِي ٱلْعَرَاءِ مَعَ قُطْعَانِهِمْ». — لو ٢:٨.
d فِي رِسَالَةٍ شَخْصِيَّةٍ مُؤَرَّخَةٍ فِي ١٤ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٢٧، كَتَبَ ٱلْأَخُ فْرِدِرِيك و. فْرَانْز: «لَنْ نَحْتَفِلَ بِعِيدِ ٱلْمِيلَادِ هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ. فَقَدْ قَرَّرَتْ عَائِلَةُ بَيْتَ إِيلَ أَلَّا تُعَيِّدَ هٰذَا ٱلْعِيدَ مُجَدَّدًا». وَبَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، فِي رِسَالَةٍ مُؤَرَّخَةٍ فِي ٦ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٢٨، قَالَ: «يُطَهِّرُنَا ٱلرَّبُّ تَدْرِيجِيًّا مِنْ أَخْطَاءِ هَيْئَةِ إِبْلِيسَ ٱلْبَابِلِيَّةِ».
e تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا يَلِي: عَامَ ٢٠١٣، بَلَغَتْ ذُرْوَةُ ٱلنَّاشِرِينَ ٩٥٤,٩٦٥,٧ نَاشِرًا، فِيمَا حَضَرَ ٢٥٢,٢٤١,١٩ شَخْصًا ٱلِٱحْتِفَالَ ٱلسَّنَوِيَّ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ.
f إِنَّ فَرْزَ ٱلسَّمَكِ ٱلْجَيِّدِ مِنَ ٱلرَّدِيءِ لَيْسَ هُوَ نَفْسُهُ فَرْزَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ. (مت ٢٥:٣١-٤٦) فَفَرْزُ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ، أَيْ دَيْنُونَتُهُمُ ٱلنِّهَائِيَّةُ، سَيَحْصُلُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَادِمِ. وَإِلَى أَنْ يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، بِإِمْكَانِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلسَّمَكِ ٱلرَّدِيءِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ وَيُجْمَعُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمُمَثَّلَةِ بِآنِيَةٍ. — مل ٣:٧.
g فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، سَيُطْرَحُ ٱلسَّمَكُ ٱلرَّدِيءُ فِي أَتُونِ نَارٍ إِشَارَةً إِلَى هَلَاكِهِمْ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
-
-
شعب طاهر ادبيا: الاقتداء بقداسة اللّٰهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١١
شَعْبٌ طَاهِرٌ أَدَبِيًّا اَلِٱقْتِدَاءُ بِقَدَاسَةِ ٱللّٰهِ
تَخَيَّلْ نَفْسَكَ تَدْخُلُ مِنَ ٱلْبَوَّابَةِ ٱلْمُؤَدِّيَةِ إِلَى ٱلدَّارِ ٱلْخَارِجِيَّةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْعَظِيمِ
١ أَيُّ رُؤْيَا مَهِيبَةٍ رَآهَا حَزْقِيَالُ؟
اِرْجِعْ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ ٢٥ قَرْنًا تَقْرِيبًا وَتَخَيَّلْ نَفْسَكَ مَكَانَ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ. هَا أَنْتَ تَقْتَرِبُ مِنْ هَيْكَلٍ ضَخْمٍ بَرَّاقٍ يُرَافِقُكَ مَلَاكٌ قَدِيرٌ لِيُعَرِّفَكَ بِهٰذَا ٱلْمَوْقِعِ ٱلْخَلَّابِ. تَصْعَدُ سَبْعَ دَرَجَاتٍ وَإِذَا بِكَ تَصِلُ إِلَى إِحْدَى بَوَّابَاتِهِ ٱلْخَارِجِيَّةِ ٱلثَّلَاثِ. فَتَعْتَرِيكَ ٱلدَّهْشَةُ وَٱلْإِعْجَابُ حَالَمَا يَقَعُ بَصَرُكَ عَلَى تِلْكَ ٱلْمَدَاخِلِ ٱلْمَهِيبَةِ، مَدَاخِلَ يَصِلُ ٱرْتِفَاعُهَا حَتَّى ٣٠ مِتْرًا! وَفِيمَا تَدْخُلُ، تَتَلَفَّتُ حَوْلَكَ فَتَرَى غُرَفًا لِلْحَرَسِ وَأَشْكَالَ نَخِيلٍ تُزَيِّنُ ٱلْعَضَائِدَ. — حز ٤٠:١-٤، ١٠، ١٤، ١٦، ٢٢؛ ٤١:٢٠.
٢ (أ) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلتَّفَاصِيلُ عَنْ مَدَاخِلِ ٱلْهَيْكَلِ؟
٢ عَنْ أَيِّ هَيْكَلٍ نَتَكَلَّمُ؟ إِنَّهُ ٱلْهَيْكَلُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي رَآهُ حَزْقِيَالُ فِي رُؤْيَا. وَقَدْ وَصَفَهُ ٱلنَّبِيُّ وَصْفًا دَقِيقًا يَشْغَلُ ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٠ إِلَى ٤٨ مِنْ سِفْرِهِ. وَٱلْيَوْمَ يُمَثِّلُ هٰذَا ٱلْبِنَاءُ تَرْتِيبَ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. أَمَّا خَصَائِصُهُ فَتَحْمِلُ أَهَمِّيَّةً لَنَا نَحْنُ عُبَّادَ يَهْوَهَ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.a فَتُذَكِّرُنَا ٱلْبَوَّابَاتُ ٱلْعَالِيَةُ مَثَلًا أَنَّ مَنْ يَدْخُلُونَ تَرْتِيبَ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ يَجِبُ أَنْ يَعِيشُوا وَفْقَ مَبَادِئِهِ ٱلسَّامِيَةِ وَٱلْبَارَّةِ. وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى أَشْجَارِ ٱلنَّخِيلِ ٱلْمَنْقُوشَةِ، إِذْ يُقْرَنُ شَجَرُ ٱلنَّخِيلِ أَحْيَانًا بِٱلْبِرِّ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ٩٢:١٢) وَمَاذَا عَنْ غُرَفِ ٱلْحَرَسِ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَا يَحْتَرِمُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ يُمْنَعُونَ مِنَ ٱلدُّخُولِ إِلَى طَرِيقِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — حز ٤٤:٩.
٣ لِمَ ظَلَّ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ؟
٣ فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟ كَمَا أَشَرْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لِيُمَحِّصَ شَعْبَهُ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. وَهَلِ ٱنْتَهَى آنَذَاكَ تَمْحِيصُ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَعَلَى مَدَى ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ظَلَّ ٱلْمَسِيحُ مُتَمَسِّكًا بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي لِأَتْبَاعِهِ ٱلسُّلُوكُ بِمُوجَبِهَا. لِذَا ٱحْتَاجُوا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلتَّمْحِيصِ. فَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَجْمَعُهُمْ مِنْ وَسْطِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُنْحَطِّ أَدَبِيًّا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ إِعَادَتَهُمْ إِلَى حَمْأَةِ ٱلْفَسَادِ تِلْكَ. (اقرأ ٢ بطرس ٢:٢٠-٢٢.) فَلْنَتَفَحَّصْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ مَحَّصَ فِيهَا ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَنَتَأَمَّلُ أَوَّلًا كَيْفَ طَهَّرُوا سُلُوكَهُمْ وَحَيَاتَهُمْ، ثُمَّ نُرَكِّزُ عَلَى تَدْبِيرٍ مُهِمٍّ يُبْقِي ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ طَاهِرَةً، وَنَتَطَرَّقُ أَخِيرًا إِلَى ٱلزَّوَاجِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
تَمْحِيصُ سُلُوكِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَحَيَاتِهِمْ
٤، ٥ أَيُّ تَكْتِيكٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟
٤ لَطَالَمَا أَقَامَ شَعْبُ يَهْوَهَ وَزْنًا كَبِيرًا لِلسُّلُوكِ ٱلْمُسْتَقِيمِ وَٱلْآدَابِ ٱلرَّفِيعَةِ. لِذَا تَبَنَّوْا إِرْشَادَاتٍ تَبَلْوَرَتْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٥ اَلْعَهَارَةُ. حِينَ أَوْجَدَ يَهْوَهُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ بَيْنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ، قَصَدَ أَنْ تَكُونَ نَقِيَّةً وَمُسِرَّةً. إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَلْتَذُّ بِتَشْوِيهِ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ بِإِخْرَاجِهَا مِنْ إِطَارِهَا ٱلصَّحِيحِ وَتَحْوِيلِهَا إِلَى مُمَارَسَةٍ قَذِرَةٍ. وَهُوَ يَسْتَعْمِلُهَا لِإِغْوَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِحَيْثُ يَخْسَرُونَ رِضَا يَهْوَهَ. وَقَدْ سَبَقَ لَهُ أَنِ ٱسْتَخْدَمَ هٰذَا ٱلتَّكْتِيكَ أَيَّامَ بَلْعَامَ، فَأَتَتِ ٱلنَّتَائِجُ مَأْسَاوِيَّةً عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَفِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، يَلْجَأُ إِبْلِيسُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْوَسِيلَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. — عد ٢٥:١-٣، ٩؛ رؤ ٢:١٤.
٦ أَيُّ عَهْدٍ نَشَرَتْهُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، مَنْ تَعَهَّدَ بِهِ، وَلِمَ قَرَّرَ ٱلْإِخْوَةُ لَاحِقًا ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱسْتِعْمَالِهِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
٦ وَبِهَدَفِ إِحْبَاطِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ، نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدُ ١٥ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٠٨ عَهْدًا تَضَمَّنَ ٱلِٱلْتِزَامَ ٱلتَّالِي: «فِي كُلِّ مَكَانٍ وَفِي أَيِّ زَمَانٍ، أَتَعَهَّدُ أَنْ أَتَصَرَّفَ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ تَمَامًا كَمَا أَتَصَرَّفُ فِي ٱلْعَلَنِ».b وَمَعَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَمْ يَكُونُوا مُلْزَمِينَ بِقَطْعِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ، فَقَدَ أَخَذَهُ كَثِيرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَطَلَبُوا إِدْرَاجَ أَسْمَائِهِمْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ سَنَوَاتٍ، أَدْرَكَتِ ٱلْهَيْئَةُ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ تَحَوَّلَ إِلَى مُجَرَّدِ طَقْسٍ رَغْمَ أَنَّهُ سَاعَدَ كَثِيرِينَ فِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. لِذٰلِكَ بَطَلَ ٱسْتِعْمَالُهُ فِي مَا بَعْدُ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلسَّامِيَةَ ٱلَّتِي تَمَثَّلَتْ فِيهِ ظَلَّتْ قَيْدَ ٱلتَّطْبِيقِ.
٧ أَيُّ مُشْكِلَةٍ نَاقَشَتْهَا بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٣٥، وَعَلَى أَيِّ مِقْيَاسٍ شَدَّدَتْ؟
٧ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، ٱشْتَدَّتْ هُجُومَاتُ ٱلشَّيْطَانِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَنَاقَشَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٣٥، مُشْكِلَةً مُتَفَاقِمَةً بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَٱلْبَعْضُ ظَنُّوا أَنَّ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ يُعْفِيهِمْ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ مِنَ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَقَالَةَ حَثَّتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ قَائِلَةً: «لِنُبْقِ فِي بَالِنَا جَمِيعًا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ لَا يَفِي بِٱلْغَرَضِ. فَشُهُودُ يَهْوَهَ هُمْ مُمَثِّلُوهُ، وَهُمْ مُلْزَمُونَ بِأَنْ يُحْسِنُوا تَمْثِيلَهُ هُوَ وَمَلَكُوتِهِ». وَمِنْ ثُمَّ قَدَّمَتِ ٱلْمَقَالَةُ إِرْشَادَاتٍ صَرِيحَةً حَوْلَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْآدَابِ ٱلْجِنْسِيَّةِ لِمُسَاعَدَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ ‹يَهْرُبُوا مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›. — ١ كو ٦:١٨.
٨ لِمَ شَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَكْرَارًا عَلَى ٱلتَّعْرِيفِ ٱلشَّامِلِ لِلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَنْقُولَةِ إِلَى عَهَارَةٍ؟
٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، شَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلتَّعْرِيفِ ٱلصَّحِيحِ لِلْكَلِمَةِ ٱلْمَنْقُولَةِ إِلَى عَهَارَةٍ (پورنِيا) فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ. فَمَعْنَاهَا لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْجِمَاعِ فَحَسْبُ، بَلْ يَشْتَمِلُ أَيْضًا عَلَى عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْفَاسِدَةِ. فَهِيَ تَتَضَمَّنُ عُمُومًا كُلَّ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُنْحَطَّةِ ٱلْمُنْتَشِرَةِ فِي بُيُوتِ ٱلدَّعَارَةِ. وَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ، ٱحْتَمَى أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ مِنْ وَبَإِ ٱلِٱنْحِرَافِ ٱلْجِنْسِيِّ ٱلَّذِي أَصَابَ أَعْدَادًا هَائِلَةً فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ. — اقرأ افسس ٤:١٧-١٩.
٩، ١٠ (أ) أَيُّ مَسْأَلَةٍ أَدَبِيَّةٍ أَثَارَتْهَا بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٣٥؟ (ب) مَا نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَّزِنَةُ إِلَى ٱلْكُحُولِ؟
٩ اَلْكُحُولُ. أَثَارَ عَدَدُ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٣٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَسْأَلَةً أَدَبِيَّةً إِضَافِيَّةً. ذَكَرَ: «لُوحِظَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَشْتَرِكُونَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَيُؤَدُّونَ تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْهَيْئَةِ وَهُمْ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ. فَمَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي تُجِيزُ شُرْبَ ٱلْخَمْرِ وَفْقًا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ هَلْ يَجُوزُ شُرْبُهَا إِلَى حَدٍّ تَتَأَثَّرُ مَعَهُ خِدْمَةُ ٱلْمَرْءِ فِي هَيْئَةِ ٱلرَّبِّ؟».
١٠ أَجَابَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ مُوضِحَةً نَظْرَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَّزِنَةَ إِلَى ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ. فَهُوَ لَا يَدِينُ شُرْبَ ٱلْخَمْرِ وَسَائِرِ ٱلْكُحُولِ بِٱعْتِدَالٍ، إِلَّا أَنَّهُ يَشْجُبُ ٱلسُّكْرَ بِلَهْجَةٍ حَادَّةٍ. (مز ١٠٤:١٤، ١٥؛ ١ كو ٦:٩، ١٠) أَمَّا بِخُصُوصِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ، فَلَطَالَمَا ذَكَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ بِٱلرِّوَايَةِ عَنِ ٱبْنَيْ هَارُونَ. فَهٰذَانِ أَمَاتَهُمَا ٱللّٰهُ لِتَقْرِيبِهِمَا نَارًا غَيْرَ مَشْرُوعَةٍ عَلَى مَذْبَحِهِ. وَمَاذَا دَفَعَهُمَا إِلَى ٱرْتِكَابِ خَطَإٍ فَادِحٍ كَهٰذَا؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَكْشِفُ ٱلرِّوَايَةُ ٱلسَّبَبَ، إِذْ تُخْبِرُنَا أَنَّ ٱللّٰهَ أَوْصَى وَصِيَّةً بُعَيْدَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ تَمْنَعُ كُلَّ ٱلْكَهَنَةِ مِنْ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ خِلَالَ تَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (لا ١٠:١، ٢، ٨-١١) وَبُغْيَةَ تَطْبِيقِ ٱلْمَبْدَإِ ٱلْكَامِنِ وَرَاءَ تِلْكَ ٱلْوَصِيَّةِ، يَحْرِصُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ أَلَّا يَكُونُوا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ عِنْدَ تَأْدِيَةِ خِدْمَتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١١ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مِنْ فَهْمِهِمِ ٱلْمُوَضَّحِ حَوْلَ مُشْكِلَةِ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ؟
١١ وَفِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ، أُنْعِمَ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ بِفَهْمٍ مُوَضَّحٍ حَوْلَ مُشْكِلَةِ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ. وَبِفَضْلِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ، نَالَ كَثِيرُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِيَتَغَلَّبُوا عَلَى هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةِ وَيَسْتَعِيدُوا ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى حَيَاتِهِمْ، فِيمَا تَمَكَّنَ آخَرُونَ مِنْ تَفَادِي ٱلْوُقُوعِ فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ أَسَاسًا. فَمَنْ مِنَّا يَقْبَلُ أَنْ يَسْلُبَهُ ٱلْكُحُولُ كَرَامَتَهُ وَعَائِلَتَهُ، وَٱلْأَهَمُّ ٱمْتِيَازَهُ أَنْ يَعْبُدَ يَهْوَهَ عِبَادَةً نَقِيَّةً؟!
«لَا نَتَخَيَّلُ رَوَائِحَ ٱلتَّبْغِ تَفُوحُ مِنْ رَبِّنَا أَوْ نَتَصَوَّرُهُ يُدْخِلُ إِلَى فَمِهِ شَيْئًا يُدَنِّسُهُ».— ت. ت. رَصِل
١٢ كَيْفَ نَظَرَ خُدَّامُ ٱلْمَسِيحِ إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ حَتَّى قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٢ اَلتَّبْغُ. نَظَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً إِلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ حَتَّى قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا ٱسْتَذْكَرَهُ قَبْلَ سَنَوَاتٍ أَخٌ مُسِنٌّ يُدْعَى تْشَارْلْز كَايْبِن عَنْ أَوَّلِ لِقَاءٍ جَمَعَهُ بِتْشَارْلْز تَاز رَصِل أَوَاخِرَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. فَبَيْنَمَا كَانَ كَايْبِنُ، ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٣ سَنَةً، وَاقِفًا مَعَ ثَلَاثَةٍ مِنْ إِخْوَتِهِ عَلَى ٱلدَّرَجِ فِي بَيْتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي أَللِّيغِينِي بِبِنْسِلْفَانْيَا، مَرَّ بِهِمْ رَصِل وَسَأَلَهُمْ: «هَلْ يُدَخِّنُ أَيٌّ مِنْكُمْ؟ إِنِّي أَشْتَمُّ رَائِحَةَ تَبْغٍ فِي ٱلْمَكَانِ». فَأَكَّدُوا لَهُ أَنَّهُمْ مَا كَانُوا يُدَخِّنُونَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَبَيَّنُوا آنَذَاكَ بِوُضُوحٍ مَا نَظْرَتُهُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. وَفِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ آبَ (أَغُسْطُس) ١٨٩٥ عَلَّقَ ٱلْأَخُ رَصِل عَلَى ٢ كُورِنْثُوس ٧:١ قَائِلًا: «لَا أَرَى كَيْفَ لِأَيِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَنْفَعَ نَفْسَهُ أَوْ يُمَجِّدَ ٱللّٰهَ حِينَ يَسْتَعْمِلُ ٱلتَّبْغَ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ». ثُمَّ أَضَافَ: «لَا نَتَخَيَّلُ رَوَائِحَ ٱلتَّبْغِ تَفُوحُ مِنْ رَبِّنَا أَوْ نَتَصَوَّرُهُ يُدْخِلُ إِلَى فَمِهِ شَيْئًا يُدَنِّسُهُ».
١٣ أَيُّ إِرْشَادٍ مَحَّصَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَدَبِيًّا عَامَ ١٩٧٣؟
١٣ وَفِي عَامِ ١٩٣٥، دَعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلتَّبْغَ «ٱلْحَشِيشَةَ ٱلْقَذِرَةَ» وَذَكَرَتْ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُقَرِّرُ مَضْغَهَا أَوْ تَدْخِينَهَا لَا يَظَلُّ عُضْوًا فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ وَلَا يُمَثِّلُ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ لَا فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ وَلَا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْجَائِلِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٧٣، صَدَرَ إِرْشَادٌ مَحَّصَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَوَفْقًا لِعَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّادِرِ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ ١ كَانُونَ ٱلثَّانِي [يَنَايِر] ١٩٧٤)، لَا يُمْكِنُ لِأَيِّ شَاهِدٍ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ جَيِّدٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا وَاصَلَ مُمَارَسَةَ هٰذِهِ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُمِيتَةِ وَٱلنَّجِسَةِ وَٱلْأَنَانِيَّةِ. وَعَلَيْهِ، أَوْصَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِفَصْلِ كُلِّ مَنْ يَرْفُضُ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ.c وَبِذٰلِكَ ٱتَّخَذَ ٱلْمَسِيحُ خُطْوَةً مُهِمَّةً أُخْرَى لِتَمْحِيصِ أَتْبَاعِهِ أَدَبِيًّا.
١٤ مَا ٱلْمِقْيَاسُ ٱلْإِلٰهِيُّ حَوْلَ ٱلدَّمِ، وَكَيْفَ رَاجَ نَقْلُ ٱلدَّمِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ؟
١٤ اَلدَّمُ. قَدِيمًا أَيَّامَ نُوحٍ نَهَى ٱللّٰهُ عَنْ تَنَاوُلِ ٱلدَّمِ. ثُمَّ كَرَّرَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ. وَبَعْدَ قُرُونٍ، عَادَ وَأَوْصَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ «يَمْتَنِعُوا عَنِ . . . ٱلدَّمِ». (اع ١٥:٢٠، ٢٩؛ تك ٩:٤؛ لا ٧:٢٦) إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ ٱبْتَكَرَ فِي زَمَنِنَا طَرِيقَةً تَدْفَعُ كَثِيرِينَ أَنْ يَعْصُوا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَ ٱلْأَطِبَّاءُ يُجْرُونَ تَجَارِبَ عِلْمِيَّةً فِي مَجَالِ نَقْلِ ٱلدَّمِ. وَلٰكِنْ حِينَ ٱكْتُشِفَتْ فِئَاتُ ٱلدَّمِ ٱلْمُخْتَلِفَةُ، ٱنْتَشَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةُ أَكْثَرَ. وَعَامَ ١٩٣٧، بَدَأَ ٱلدَّمُ يُجْمَعُ وَيُخْزَنُ فِي بُنُوكٍ مُتَخَصِّصَةٍ. بُعَيْدَ ذٰلِكَ، أَعْطَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلثَّانِيَةُ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةَ زَخْمًا كَبِيرًا. وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى أَصْبَحَ نَقْلُ ٱلدَّمِ رَائِجًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٥، ١٦ (أ) أَيُّ مَوقِفٍ ٱتَّخَذَهُ شُهُودُ يَهْوَهَ بِخُصُوصِ نَقْلِ ٱلدَّمِ؟ (ب) أَيُّ دَعْمٍ يَنَالُهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ فِي مَجَالِ نَقْلِ ٱلدَّمِ وَٱلْعِلَاجَاتِ ٱلْبَدِيلَةِ، وَبِأَيَّةِ نَتَائِجَ؟
١٥ رَدًّا عَلَى هٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ، أَشَارَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي وَقْتٍ بَاكِرٍ، تَحْدِيدًا عَامَ ١٩٤٤، أَنَّ تَلَقِّيَ ٱلدَّمِ عَبْرَ ٱلشَّرَايِينِ هُوَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ تَنَاوُلِهِ. وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، ٱزْدَادَ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ قُوَّةً وَوُضُوحًا. ثُمَّ عَامَ ١٩٥١، نُشِرَتْ بَعْضُ ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلْأَجْوِبَةِ لِمُسَاعَدَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلِٱخْتِصَاصِيِّينَ فِي ٱلطِّبِّ. وَمِنْ جِهَتِهِمِ، ٱتَّخَذَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءُ مَوَاقِفَ شُجَاعَةً رَغْمَ أَنَّهُمْ وَاجَهُوا فِي ٱلْغَالِبِ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ وَٱلْعِدَاءَ وَٱلْمُقَاوَمَةَ ٱلشَّرِسَةَ. أَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَظَلَّ يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ لِتُزَوِّدَهُمْ بِٱلدَّعْمِ ٱللَّازِمِ، فَنُشِرَتْ عَلَى ٱلْأَثَرِ كُرَّاسَاتٌ مُفَصَّلَةٌ وَمُؤَسَّسَةٌ عَلَى أَبْحَاثٍ دَقِيقَةٍ.
١٦ وَعَامَ ١٩٧٩، بَدَأَ بَعْضُ ٱلشُّيُوخِ بِزِيَارَةِ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ كَيْ يُسَاعِدُوا ٱلْأَطِبَّاءَ عَلَى تَفَهُّمِ مَوْقِفِنَا وَٱلْأَسْبَابِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى تَبَنِّيهِ. كَمَا تَحَدَّثُوا مَعَهُمْ عَنْ بَدَائِلِ نَقْلِ ٱلدَّمِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ. ثُمَّ عَامَ ١٩٨٠، تَدَرَّبَ شُيُوخٌ فِي ٣٩ مَدِينَةً أَمِيرْكِيَّةً تَدْرِيبًا مُتَخَصِّصًا لِزِيَارَةِ ٱلْأَطِبَّاءِ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، قَرَّرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ إِنْشَاءَ «لِجَانُ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ» فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ. وَهَلْ حَقَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْجُهُودُ نَتَائِجَ مَلْمُوسَةً عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ. فَٱلْيَوْمَ يَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلْمَرْضَى مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ عَشَرَاتُ آلَافِ ٱلِٱخْتِصَاصِيِّينَ فِي حَقْلِ ٱلطِّبِّ، مِنْ أَطِبَّاءَ وَجَرَّاحِينَ وَأَطِبَّاءِ تَبْنِيجٍ، وَيَحْتَرِمُونَ حُرِّيَّتَنَا فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجَاتٍ دُونَ نَقْلِ دَمٍ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُ رِعَايَةً طِبِّيَّةً دُونَ نَقْلِ دَمٍ، حَتِّى إِنَّ بَعْضَهَا يَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْعِلَاجَاتِ أَرْفَعَ مُسْتَوًى مِنَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ. أَوَلَا تَفْرَحُ حِينَ تُفَكِّرُ كَيْفَ يَحْمِي يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ مِنْ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَدْنِيسِهِمْ؟! — اقرأ افسس ٥:٢٥-٢٧.
يَزْدَادُ عَدَدُ ٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ ٱلَّتِي تُوَفِّرُ رِعَايَةً طِبِّيَّةً دُونَ نَقْلِ دَمٍ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهَا يَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْعِلَاجَاتِ أَرْفَعَ مُسْتَوًى مِنَ ٱلْعِنَايَةِ ٱلطِّبِّيَّةِ
١٧ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ تَقْدِيرِنَا لِمَا يَفْعَلُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ؟
١٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ نُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْمَسِيحُ لِتَطْهِيرِ أَتْبَاعِهِ وَتَدْرِيبِهِمْ عَلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلرَّفِيعَةِ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لِنَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْتَمِيتُ إِلَى إِبْعَادِنَا عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِإِضْعَافِ ٱحْتِرَامِنَا لِلْآدَابِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. وَلَا نَنْسَ أَنَّ هَيْئَةَ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا لِنُحَارِبَ هٰذَا ٱلتَّأْثِيرَ، فَتُزَوِّدُنَا بِٱنْتِظَامٍ بِٱلتَّحْذِيرَاتِ وَٱلْمُذَكِّرَاتِ ٱلْحُبِّيَّةِ حَوْلَ ٱلْفَسَادِ ٱلْمُسْتَشْرِي فِي ٱلْعَالَمِ. لِنُصَمِّمْ إِذًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُتَنَبِّهِينَ وَمُتَجَاوِبِينَ وَطَائِعِينَ لِهٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُفِيدَةِ. — ام ١٩:٢٠.
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ أَدَبِيًّا
١٨ أَيُّ مُذَكِّرٍ تُقَدِّمُهُ لَنَا رُؤْيَا حَزْقِيَالَ بِخُصُوصِ مَنْ يَتَمَرَّدُونَ عَمْدًا عَلَى ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ؟
١٨ نَصِلُ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْمَجَالِ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي مَحَّصَ فِيهِ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ، وَهُوَ يَشْمُلُ ٱلتَّدَابِيرَ ٱلْمُتَّخَذَةَ لِلْحِفَاظِ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَبِكُلِّ أَسَفٍ، ثَمَّةَ مَنْ يَتَبَنَّوْنَ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي ٱلسُّلُوكِ وَيَنْذُرُونَ أَنْفُسَهُمْ لِلّٰهِ، لٰكِنَّهُمْ بَعْدَ فَتْرَةٍ يَنْكُثُونَ بِهٰذَا ٱلِٱلْتِزَامِ، فَيُبَدِّلُونَ مَوْقِفَهُمْ وَيَتَمَرَّدُونَ عَمْدًا عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَقَايِيسِ. فَمَا ٱلْعَمَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ؟ لَعَلَّ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ عَنِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلرُّوحِيِّ تُسَاعِدُنَا عَلَى إِيجَادِ ٱلْجَوَابِ. هَلْ تَذْكُرُ ٱلْبَوَّابَاتِ ٱلْعَالِيَةَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ؟ تَصِفُ لَنَا ٱلرُّؤْيَا غُرَفًا لِلْحَرَسِ مَوْجُودَةً فِي كُلٍّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدَاخِلِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْحَرَسُ يَحْمُونَ ٱلْهَيْكَلَ وَيَمْنَعُونَ كَمَا يَبْدُو كُلَّ «أَغْلَفِ ٱلْقَلْبِ» مِنَ ٱلدُّخُولِ. (حز ٤٤:٩) وَفِي هٰذَا مُذَكِّرٌ وَاضِحٌ لَنَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ ٱمْتِيَازٌ يُمْنَحُ فَقَطْ لِمَنْ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّلُوكِ وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلنَّقِيَّةِ. وَإِلَى يَوْمِنَا هٰذَا، لَا يَحْظَى ٱلْجَمِيعُ بِٱمْتِيَازِ تَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ إِلَى جَانِبِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.
١٩، ٢٠ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ تَدْرِيجِيًّا أَنْ يُحَسِّنُوا آلِيَّةَ ٱلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْخَطِيرَةِ؟ (ب) مَا ٱلْأَسْبَابُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى فَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ؟
١٩ اِنْسِجَامًا مَعَ مَا تَقَدَّمَ، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٩٢ أَنَّ «وَاجِبَنَا يَقْتَضِي أَنْ نَفْصِلَ (عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ) كُلَّ مَنْ يُنْكِرُ بِصُورَةٍ مُبَاشِرَةٍ أَوْ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً . . . عَنِ ٱلْجَمِيعِ». (اقرأ ٢ يوحنا ١٠.) ثُمَّ بَيَّنَ كِتَابُ اَلْخَلِيقَةُ ٱلْجَدِيدَةُ عَامَ ١٩٠٤ أَنَّ مَنْ يُمْعِنُونَ فِي ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ يُشَكِّلُونَ خَطَرًا دَاهِمًا يُهَدِّدُ بِإِفْسَادِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وَجَبَ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِأَكْمَلِهَا أَنْ تَعْقِدَ «مُحَاكَمَاتٍ كَنَسِيَّةً» لِلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلَّتِي تَشْمُلُ أَخْطَاءً خَطِيرَةً. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمُحَاكَمَاتِ كَانَتْ نَادِرَةً. وَبِٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى عَامِ ١٩٤٤، أَظْهَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ هُمُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلْمُخَوَّلُونَ مُعَالَجَةَ هٰذِهِ ٱلْقَضَايَا. وَأَخِيرًا نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٥٢ مَنْهَجًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُعَالَجُ بِمُوجَبِهِ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةُ. وَقَدْ شَدَّدَتْ عَلَى سَبَبٍ مُهِمٍّ يَسْتَدْعِي فَصْلَ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ، أَلَا وَهُوَ ٱلْحِفَاظُ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.
٢٠ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، مَحَّصَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَكْثَرَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ وَمَنَحَهُمْ فَهْمًا أَوْضَحَ لِطَرِيقَةِ مُعَالَجَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. فَٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَثَلًا يُدَرَّبُونَ جَيِّدًا لِلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةِ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ مُوَازِنِينَ بَيْنَ ٱلْعَدْلِ وَٱلرَّحمَةِ. كَمَا تَوَضَّحَتْ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ لِفَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ: (١) لِئَلَّا يَلْحَقَ أَيُّ تَعْيِيرٍ بِٱسْمِ يَهْوَهَ، (٢) لِحِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلنَّاجِمِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ، وَ (٣) لِحَمْلِ ٱلْخَاطِئِ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ إِنْ أَمْكَنَ.
٢١ كَيْفَ يَعُودُ تَرْتِيبُ ٱلْفَصْلِ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟
٢١ بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَا وَرَدَ أَعْلَاهُ، أَلَا تُوَافِقُ أَنَّ تَرْتِيبَ ٱلْفَصْلِ يَعُودُ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ؟ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، غَالِبًا مَا كَانَ ٱلْخُطَاةُ يُفْسِدُونَ ٱلْأُمَّةَ، حَتَّى إِنَّ عَدَدَهُمْ تَجَاوَزَ أَحْيَانًا عَدَدَ مُحِبِّي يَهْوَهَ وَٱلرَّاغِبِينَ فِي فِعْلِ مَشِيئَتِهِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، كَثِيرًا مَا عَيَّرَتِ ٱلْأُمَّةُ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَخَسِرَتْ رِضَاهُ. (ار ٧:٢٣-٢٨) فَمَا حَالُنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ يَتَعَامَلُ يَهْوَهُ فِي أَيَّامِنَا مَعَ جَمَاعَةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ رُوحِيِّينَ. أَمَّا ٱلْخُطَاةُ بَيْنَنَا ٱلَّذِينَ تَتَقَسَّى قُلُوبُهُمْ فَيُنْزَعُونَ مِنْ وَسْطِنَا، كَيْ لَا يَصِيرُوا أَسْلِحَةً فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ يُؤْذِي بِهَا ٱلْجَمَاعَةَ وَيُفْسِدُ طَهَارَتَهَا. وَبِفِعْلِنَا ذٰلِكَ نَحُدُّ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مِنْ تَأْثِيرِهِمْ وَلَا نَخْسَرُ كَمَجْمُوعَةٍ رِضَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي وَعَدَنَا قَائِلًا: «كُلُّ سِلَاحٍ يُصَوَّرُ ضِدَّكِ لَا يَنْجَحُ». (اش ٥٤:١٧) فَلْنُعْرِبْ عَنِ ٱلْوَلَاءِ إِذًا وَلْنَدْعَمِ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِهِمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ ٱلثَّقِيلَةُ، مَسْؤُولِيَّةُ ٱلْبَتِّ فِي ٱلْقَضَايَا ٱلْقَضَائِيَّةِ.
تَمْجِيدُ مَنْ تَدِينُ لَهُ كُلُّ عَائِلَةٍ بِٱسْمِهَا
٢٢، ٢٣ لِمَ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِلْمَسِيحِيِّينَ أَوَائِلَ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، وَلٰكِنْ أَيُّ دَلِيلٍ يُظْهِرُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱتِّزَانِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
٢٢ طَهَّرَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي مَجَالٍ ثَالِثٍ أَيْضًا، وَهُوَ ٱلزَّوَاجُ وَٱلْحَيَاةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنْ تَحَسَّنَتْ نَظْرَتُنَا إِلَى ٱلْعَائِلَةِ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نُعْجَبَ وَنَتَأَثَّرَ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ أَوَائِلَ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ. وَنَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّهُمْ وَضَعُوا خِدْمَتَهُمُ ٱلْمُقَدَّسَةَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ. لٰكِنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ نُلَاحِظُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلِٱتِّزَانِ. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟
٢٣ شَاعَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَنْ يَتَوَلَّى ٱلْإِخْوَةُ تَعْيِينَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ ٱلْجَائِلِ تُبْعِدُهُمْ عَنْ بُيُوتِهِمْ أَشْهُرًا مُتَتَالِيَةً. وَشَجَّعَتِ ٱلْهَيْئَةُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْعُزُوبَةِ بِلَهْجَةٍ أَقْوَى مِمَّا هُوَ وَارِدٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَمْ يُنْشَرْ إِلَّا ٱلْقَلِيلُ عَنْ تَقْوِيَةِ ٱلرَّوَابِطِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَيْنَ ٱلْأَزْوَاجِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَهَلْ مَا زَالَ ٱلْوَضْعُ عَلَى حَالِهِ؟ قَطْعًا لَا!
لَا يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَرَاءَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى حِسَابِ ٱلْوَاجِبَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ
٢٤ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْمَسِيحُ شَعْبَهُ ٱلْأَمِينَ أَنْ يَكْتَسِبَ نَظْرَةً أَكْثَرَ ٱتِّزَانًا إِلَى ٱلزَّوَاجِ وَٱلْعَائِلَةِ؟
٢٤ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، لَا يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَرَاءَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى حِسَابِ ٱلْوَاجِبَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٨.) أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَرِصَ أَنْ يُمِدَّ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَتْبَاعَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُفِيدَةِ وَٱلْمُتَّزِنَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (اف ٣:١٤، ١٥) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، صَدَرَ عَامَ ١٩٧٨ كِتَابُ جَعْلُ حَيَاتِكُمُ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَعِيدَةً (بِٱلْعَرَبِيَّةِ سَنَةَ ١٩٨٠). ثُمَّ تَلَاهُ كِتَابُ سِرُّ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ سَنَةَ ١٩٩٦. كَمَا بَدَأَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِنَشْرِ مَقَالَاتٍ عَدِيدَةٍ هَدَفُهَا مُسَاعَدَةُ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ عَلَى تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.
٢٥-٢٧ كَيْفَ أَوْلَتِ ٱلْهَيْئَةُ حَاجَاتِ ٱلشَّبَابِ وَٱلصِّغَارِ ٱهْتِمَامًا مُتَزَايِدًا عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟
٢٥ وَمَاذَا عَنْ فِئَةِ ٱلشَّبَابِ وَٱلصِّغَارِ؟ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، أَوْلَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ حَاجَاتِهِمِ ٱهْتِمَامًا مُتَزَايِدًا. فَلَطَالَمَا قَدَّمَتْ لَهُمُ ٱلْأَطَايِبَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تُنَاسِبُ أَعْمَارَهُمْ، لٰكِنَّ ٱلْجَدْوَلَ ٱلصَّغِيرَ سُرْعَانَ مَا تَحَوَّلَ نَهْرًا غَزِيرًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَشَرَتْ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٩ وَ ١٩٢١ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلشَّبَابُ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ». ثُمَّ صَدَرَتْ كُرَّاسَةُ أَلِفُ بَاءُ ٱلْعَصْرِ ٱلذَّهَبِيِّ سَنَةَ ١٩٢٠ وَكِتَابُ اَلْأَوْلَادُ عَامَ ١٩٤١. بَعْدَئِذٍ أُعِدَّتْ فِي سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي ٱلْكُتُبُ ٱلتَّالِيَةُ: اَلِٱسْتِمَاعُ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، حَدَاثَتُكُمْ — نَائِلِينَ أَفْضَلَ مَا فِيهَا (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٨٠)، وَ كِتَابِي لِقِصَصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٨٩). وَبَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٨٢، رَاحَتْ سِلْسِلَةُ مَقَالَاتٍ بِعُنْوَانِ «اَلْأَحْدَاثُ يَسْأَلُونَ» (اَلْآنَ «قَضَايَا ٱلشَّبَابِ») تَظْهَرُ فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!، ثُمَّ جُمِعَ عَدَدٌ مِنْهَا فِي كِتَابِ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ ٱلصَّادِرِ عَامَ ١٩٨٩ (بِٱلْعَرَبِيَّةِ عَامَ ١٩٩٠).
حُضُورٌ فَرْحَانٌ فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ فِي أَلْمَانِيَا بِصُدُورِ كُرَّاسَةِ دُرُوسِي فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٢٦ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَنَالُ ٱلشَّبَابُ وَٱلْأَوْلَادُ كِفَايَتَهُمْ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَفِي مُتَنَاوَلِهِمْ كِتَابُ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ بِجُزْءَيْهِ، فِيمَا تَتَوَاصَلُ ٱلسِّلْسِلَةُ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت (jw.org). وَلَا نَنْسَ أَيْضًا كِتَابَ اِسْتَمِعْ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، وَمَوْقِعَنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ ٱلَّذِي يُقَدِّمُ ٱلْكَثِيرَ وَٱلْكَثِيرَ لِلصِّغَارِ. فَهُنَاكَ أَنْشِطَةٌ تَعْلِيمِيَّةٌ لِلْأَوْلَادِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْأَعْمَارِ وَأَحَاجٍ وَأَفْلَامٌ وَقِصَصٌ مُصَوَّرَةٌ وَبِطَاقَاتٌ تُصَوِّرُ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَضْلًا عَنْ دُرُوسٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلْأَوْلَادِ دُونَ ٱلثَّالِثَةِ مِنَ ٱلْعُمْرِ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ نَظْرَةَ يَسُوعَ إِلَى ٱلصِّغَارِ لَمْ تَتَغَيَّرْ مُنْذُ ضَمَّهُمْ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (مر ١٠:١٣-١٦) فَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يَتَغَذَّوْا رُوحِيًّا وَيَشْعُرُوا أَنَّهُمْ مَحْبُوبُونَ.
٢٧ وَفَوْقَ ذٰلِكَ، يَرْغَبُ يَسُوعُ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوْلَادُ فِي مَأْمَنٍ مِنْ أَيِّ أَذًى. فَبَيْنَمَا يَغْرَقُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلْفَاسِدُ فِي ٱلِٱنْحِطَاطِ، يَتَفَشَّى فِيهِ وَبَأُ ٱلتَّحَرُّشِ ٱلْجِنْسِيِّ بِٱلْأَوْلَادِ. لِذَا تَنْشُرُ ٱلْهَيْئَةُ مَوَادَّ وَاضِحَةً وَمُبَاشِرَةً تُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى حِمَايَةِ أَوْلَادِهِمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُنْحَطِّ.d
٢٨ (أ) مَا مُتَطَلَّبَاتُ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ حَسْبَمَا تُظْهِرُ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ؟ (ب) عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ؟
٢٨ خِتَامًا، أَوَلَمْ نَتَشَجَّعْ بَعْدَمَا رَأَيْنَا كَيْفَ مَحَّصَ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ وَدَرَّبَهُمْ لِيَحْتَرِمُوا وَيُطِيعُوا مَبَادِئَ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةَ ٱلسَّامِيَةَ وَيَسْتَفِيدُوا مِنْهَا؟! وَلٰكِنْ لِنَرْجِعْ قَلِيلًا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي رَآهُ حَزْقِيَالُ وَلْنَتَذَكَّرْ بَوَّابَاتِهِ ٱلْعَالِيَةَ. أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ لَيْسَ مَكَانًا حَرْفِيًّا بَلْ رُوحِيٌّ، لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَسْأَلَ هَلْ هُوَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ. لَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَنَّنَا لَا نَدْخُلُ مَكَانًا كَهٰذَا بِمُجَرَّدِ ٱلذَّهَابِ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ فَتْحِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ قَرْعِ ٱلْأَبْوَابِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَهٰذِهِ لَيْسَتْ سِوَى نَشَاطَاتٍ مُرْتَبِطَةٍ بَأَشْيَاءَ مَحْسُوسَةٍ، نَشَاطَاتٍ يُمْكِنُ حَتَّى لِلْمُرَائِينَ أَنْ يُزَاوِلُوهَا دُونَ أَنْ يَدْخُلُوا هَيْكَلَ يَهْوَهَ إِطْلَاقًا. أَمَّا إِذَا أَدَّيْنَا هٰذِهِ ٱلْوَاجِبَاتِ وَعِشْنَا فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ وَفْقًا لِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْأَدَبِيَّةِ ٱلرَّفِيعَةِ وَٱشْتَرَكْنَا بِقَلْبٍ طَاهِرٍ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ، فَحِينَئِذٍ نَدْخُلُ وَنَخْدُمُ فِي أَقْدَسِ مَكَانٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ: تَرْتِيبِ يَهْوَهَ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَلْنُعِزَّ عَلَى ٱلدَّوَامِ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلثَّمِينَ وَلْنَبْذُلْ قُصَارَى جُهْدِنَا فِي ٱلتَّمَثُّلِ بِقَدَاسَةِ يَهْوَهَ مُلْتَصِقِينَ بِمَقَايِيسِهِ ٱلْبَارَّةِ!
a عَامَ ١٩٣٢، أَظْهَرَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّانِي مِنْ كِتَابِ اَلتَّبْرِئَةُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى أَنَّ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ رَدِّ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى مَوْطِنِهِمْ تَنْطَبِقُ عَصْرِيًّا عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ لَا ٱلْحَرْفِيِّ. فَهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ تُشِيرُ إِلَى رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَقَدْ أَوْضَحَ عَدَدُ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٩٩ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ رُؤْيَا حَزْقِيَالَ عَنِ ٱلْهَيْكَلِ هِيَ إِحْدَى نُبُوَّاتِ ٱلرَّدِّ وَلَهَا بِٱلتَّالِي إِتْمَامٌ رُوحِيٌّ هَامٌّ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
b مَنَعَ ٱلنَّذْرُ أَيَّ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ مِنَ ٱلتَّوَاجُدِ مَعًا عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَّا إِذَا تُرِكَ بَابُ ٱلْغُرْفَةِ مَفْتُوحًا، أَوْ كَانَا مُتَزَوِّجَيْنِ أَوْ قَرِيبَيْنِ لَصِيقَيْنِ. وَطَوَالَ سَنَوَاتٍ، تُلِيَ هٰذَا ٱلنَّذْرُ يَوْمِيًّا خِلَالَ بَرْنَامَجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلصَّبَاحِيَّةِ فِي بَيْتَ إِيلَ.
c تَشْمُلُ إِسَاءَةُ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبْغِ تَدْخِينَهُ أَوْ مَضْغَهُ أَوْ زِرَاعَتَهُ لِأَغْرَاضٍ كَهٰذِهِ.
d عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٣٢ مِنْ كِتَابِ اِسْتَمِعْ إِلَى ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْكَبِيرِ، وَٱلْمَقَالَاتِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّةَ «اِحْمِ أَوْلَادَكَ!» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠٧.
-
-
شعب منظم يخدم «اله السلام»ملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٢
شَعْبٌ مُنَظَّمٌ يَخْدُمُ «إِلٰهَ ٱلسَّلَامِ»
١، ٢ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٨٩٥، وَمَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ؟
مَا إِنْ تَسَلَّمَ تِلْمِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْغَيُورُ جُون أ. بُونِت نُسْخَتَهُ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٨٩٥، حَتَّى ذَهِلَ بِمَا رَآهُ. فَٱلْمَجَلَّةُ تَزَيَّنَتْ بِغِلَافٍ جَدِيدٍ أَخَّاذٍ: مَنَارَةٍ مُنْتَصِبَةٍ فَوْقَ بَحْرٍ هَائِجٍ تَمُدُّ حِبَالَ نُورِهَا لِتُضِيءَ سَمَاءً مُتَّشِحَةً بِٱلسَّوَادِ. وَقَدْ أَخْبَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ عَنْ هٰذَا ٱلتَّصْمِيمِ فِي ٱلْعَدَدِ نَفْسِهِ فِي نُبْذَةٍ بِعُنْوَانِ «حُلَّتُنَا ٱلْجَدِيدَةُ».
٢ وَلِشِدَّةِ إِعْجَابِهِ بِمَا رَأَى، رَاسَلَ بُونِتُ ٱلْأَخَ رَصِل قَائِلًا: «سَرَّنِي أَنْ أَرَى ٱلْمَجَلَّةَ بِأَبْهَى حُلَلِهَا. شَكْلُهَا لَافِتٌ لِلنَّظَرِ». وَعَلَّقَ تِلْمِيذٌ أَمِينٌ آخَرُ يُدْعَى جُون بْرَاوْن: «اَلْغِلَافُ ٱلْجَدِيدُ يَشُدُّكَ إِلَيْهِ: قَاعِدَةٌ صُلْبَةٌ تَسْنُدُ ٱلْبُرْجَ فِيمَا ٱلْعَوَاصِفُ تَضْرِبُهَا وَٱلْأَمْوَاجُ ٱلْهَائِجَةُ تَلْطِمُهَا». مَا كَانَ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ إِلَّا بَاكُورَةَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي شَهِدَهَا إِخْوَتُنَا تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. فَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) أُعْلِنَ عَنْ تَعْدِيلٍ مُهِمٍّ جَدِيدٍ، تَعْدِيلٍ لَهُ صِلَةٌ هُوَ ٱلْآخَرُ بِبَحْرٍ هَائِجٍ.
٣، ٤ أَيُّ مُشْكِلَةٍ نَاقَشَتْهَا بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥، وَأَيُّ تَغْيِيرٍ جَوْهَرِيٍّ أَعْلَنَتْ عَنْهُ؟
٣ نَشَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ مَقَالَةً عَمِيقَةً كَشَفَتْ عَنْ مُشْكِلَةٍ تُعَانِي مِنْهَا ٱلْجَمَاعَاتُ. فَٱلْأَمْوَاجُ ٱلْعَاتِيَةُ وَٱلْعَوَاصِفُ ٱلْهَوْجَاءُ كَانَتْ تُعَكِّرُ صَفْوَ ٱلسَّلَامِ بَيْنَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَذٰلِكَ مَرَدُّهُ إِلَى ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْمُتَفَاقِمَةِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ مَنْ يَتَوَلَّى ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. لِذَا حَاوَلَتِ ٱلْمَقَالَةُ مُسَاعَدَتَهُمْ أَنْ يَرَوْا مَا عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ لِيَتَغَلَّبُوا عَلَى رُوحِ ٱلْمُنَافَسَةِ ٱلْمُقَسِّمَةِ. فَشَبَّهَتِ ٱلْهَيْئَةَ بِسَفِينَةٍ، ثُمَّ ٱعْتَرَفَتْ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَمْ يُهَيِّئُوا هٰذِهِ ٱلسَّفِينَةَ لِلْعَوَاصِفِ ٱلْقَادِمَةِ. وَمَا ٱلْحَلُّ ٱلَّذِي خَلَصَتْ إِلَيْهِ؟
٤ ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْقُبْطَانَ ٱلْمُتَمَكِّنَ يَحْرِصُ عَلَى وُجُودِ سُتْرَاتِ ٱلنَّجَاةِ عَلَى مَتْنِ سَفِينَتِهِ، وَيَتَأَكَّدُ أَنَّ ٱلطَّاقِمَ جَاهِزٌ لِٱتِّخَاذِ ٱلتَّدَابِيرِ ٱللَّازِمَةِ فِي حَالِ هَدَّدَتْهُمْ عَاصِفَةٌ مَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَجِبُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْهَيْئَةِ أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَنَّ كُلَّ ٱلْجَمَاعَاتِ جَاهِزَةٌ لِمُوَاجَهَةِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ. وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، أَعْلَنَتِ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ تَغْيِيرٍ جَوْهَرِيٍّ، إِذْ أَوْصَتْ «بِتَعْيِينِ شُيُوخٍ لِيَخْدُمُوا ‹نُظَّارًا› فِي كُلِّ فِرْقَةٍ» بَدْءًا مِنْ تَارِيخِهِ. — اع ٢٠:٢٨.
٥ (أ) لِمَ ٱعْتُبِرَ ٱلْبَدْءُ بِتَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ تَقَدُّمًا أَتَى فِي حِينِهِ؟ (ب) أَيَّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٥ اُعْتُبِرَ تَعْيِينُ ٱلشُّيُوخِ تَقَدُّمًا أَتَى فِي حِينِهِ، إِذْ سَاهَمَ فِي إِرْسَاءِ بِنْيَةٍ مُسْتَقِرَّةٍ لِلْجَمَاعَاتِ. فَقَدْ سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُبْحِرُوا مُتَحَدِّينَ ٱلْأَمْوَاجَ ٱلْعَاتِيَةَ ٱلَّتِي هَيَّجَتْهَا ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى. وَفِي ٱلْعُقُودِ ٱللَّاحِقَةِ، سَاعَدَتْ تَحْسِينَاتٌ تَنْظِيمِيَّةٌ أُخْرَى شَعْبَ ٱللّٰهِ كَيْ يُصْبِحُوا أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِخِدْمَتِهِ. فَأَيُّ نُبُوَّةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَخْبَرَتْ مُسْبَقًا بِهٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ؟ أَيُّ تَغْيِيرَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ شَهِدْتَهَا أَنْتَ بِنَفْسِكَ؟ وَكَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟
«أَجْعَلُ ٱلسَّلَامَ نُظَّارَكِ»
٦، ٧ (أ) مَاذَا تَعْنِي إِشَعْيَا ٦٠:١٧؟ (ب) إِلَامَ يُشِيرُ ذِكْرُ ‹ٱلنُّظَّارِ› وَ ‹ٱلْمُشْرِفِينَ›؟
٦ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٩، أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ شَعْبَهُ فَيَزْدَادُونَ عَدَدًا. (اش ٦٠:٢٢) إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ وَعَدَ أَنْ يُنْعِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ أَيْضًا. فَفِي ٱلنُّبُوَّةِ نَفْسِهَا نَقْرَأُ: «عِوَضًا عَنِ ٱلنُّحَاسِ آتِي بِٱلذَّهَبِ، وَعِوَضًا عَنِ ٱلْحَدِيدِ آتِي بِٱلْفِضَّةِ، وَعِوَضًا عَنِ ٱلْخَشَبِ بِٱلنُّحَاسِ، وَعِوَضًا عَنِ ٱلْحِجَارَةِ بِٱلْحَدِيدِ، وَأَجْعَلُ ٱلسَّلَامَ نُظَّارَكِ، وَٱلْبِرَّ مُشْرِفِيكِ». (اش ٦٠:١٧) فَمَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟ وَكَيْفَ تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟
اَلتَّبْدِيلَاتُ لَا تَتَضَمَّنُ تَغَيُّرًا مِنْ مَوَادَّ سَيِّئَةٍ إِلَى أُخْرَى جَيِّدَةٍ، بَلْ تَحَوُّلًا مِنْ حَالٍ جَيِّدَةٍ إِلَى حَالٍ أَفْضَلَ
٧ تُخْبِرُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا عَنْ مَوَادَّ تَحُلُ مَحَلَّ مَوَادَّ أُخْرَى. وَلٰكِنْ لَاحِظْ أَنَّ ٱلتَّبْدِيلَاتِ لَا تَتَضَمَّنُ تَغَيُّرًا مِنْ مَوَادَّ سَيِّئَةٍ إِلَى أُخْرَى جَيِّدَةٍ، بَلْ تَحَوُّلًا مِنْ حَالٍ جَيِّدَةٍ إِلَى حَالٍ أَفْضَلَ. فَٱلْإِتْيَانُ بِٱلذَّهَبِ عِوَضَ ٱلنُّحَاسِ تَحَسُّنٌ، وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَصِحُّ فِي ٱلْمَوَادِّ ٱلْأُخْرَى. وَهٰكَذَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِتَحَسُّنِ حَالَةِ شَعْبِهِ تَدْرِيجِيًّا. فَعَنْ أَيَّةِ تَحْسِينَاتٍ كَانَ يَتَكَلَّمُ؟ بِمَا أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ «نُظَّارٍ» وَ ‹مُشْرِفِينَ›، نَسْتَنْتِجُ أَنَّ يَهْوَهَ يُشِيرُ إِلَى ٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلتَّدْرِيجِيَّةِ فِي رِعَايَةِ وَتَنْظِيمِ شَعْبِهِ.
٨ (أ) مَنْ وَرَاءَ ٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهَا فِي نُبُوَّةِ إِشَعْيَا؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّحْسِينَاتِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «تَقَبَّلَ ٱلتَّقْوِيمَ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ».)
٨ فَمَنْ وَرَاءَ هٰذَا ٱلتَّقَدُّمِ ٱلتَّنْظِيمِيِّ؟ لَاحِظْ مَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ: «آتِي بِٱلذَّهَبِ . . . آتِي بِٱلْفِضَّةِ . . . أَجْعَلُ ٱلسَّلَامَ نُظَّارَكِ». إِذًا لَيْسَتِ ٱلتَّحْسِينَاتُ فِي تَنْظِيمِ ٱلْجَمَاعَةِ ثَمَرَةَ جُهُودٍ بَشَرِيَّةٍ، بَلْ إِنَّ مَصْدَرَهَا هُوَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ. وَمُنْذُ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا، يُدْخِلُ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلتَّحْسِينَاتِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ. وَأَيَّةُ فَوَائِدَ نَسْتَمِدُّهَا مِنْهَا؟ تُقَدِّمُ ٱلْآيَةُ عَيْنُهَا ٱلْجَوَابَ قَائِلَةً إِنَّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ تُنْتِجُ «ٱلسَّلَامَ . . . وَٱلْبِرَّ». فَحِينَ نَقْبَلُ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْإِلٰهِيَّ وَنَتَبَنَّى ٱلتَّغْيِيرَاتِ، يَسُودُ ٱلسَّلَامُ بَيْنَنَا وَتَدْفَعُنَا مَحَبَّةُ ٱلْبِرِّ إِلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَصِفُهُ بُولُسُ بِأَنَّهُ «إِلٰهُ ٱلسَّلَامِ». — في ٤:٩.
٩ مَا ٱلْأَسَاسُ ٱلسَّلِيمُ لِلتَّنْظِيمِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَلِمَاذَا؟
٩ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لَيْسَ ٱللّٰهُ إِلٰهَ تَشْوِيشٍ، بَلْ إِلٰهُ سَلَامٍ». (١ كو ١٤:٣٣) لَاحِظْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ لَمْ يُقَابِلْ بَيْنَ ٱلتَّشْوِيشِ وَٱلتَّنْظِيمِ، بَلْ بَيْنَ ٱلتَّشْوِيشِ وَٱلسَّلَامِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلتَّنْظِيمَ لَا يُؤَدِّي بِحَدِّ ذَاتِهِ إِلَى ٱلسَّلَامِ دَائِمًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَسِيرُ ٱلْجُنُودُ فِي صُفُوفٍ مُنْتَظِمَةٍ نَحْوَ خَطِّ ٱلنَّارِ، لٰكِنَّ تَقَدُّمَهُمُ ٱلْمُنَظَّمَ هٰذَا يَأْتِي بِٱلْحَرْبِ لَا بِٱلسَّلَامِ. مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يَحْسُنُ بِنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا وَاقِعًا مُهِمًّا: أَيُّ تَنْظِيمٍ غَيْرِ مُؤَسَّسٍ عَلَى ٱلسَّلَامِ سَيَنْهَارُ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا. بِٱلتَّبَايُنِ، يُرَسِّخُ ٱلسَّلَامُ ٱلْإِلٰهِيُّ تَنْظِيمًا ثَابِتًا. أَوَلَسْنَا شَاكِرِينَ إِذًا لِأَنَّ «ٱللّٰهَ مُعْطِيَ ٱلسَّلَامِ» يُوَجِّهُ وَيُمَحِّصُ هَيْئَتَنَا؟! (رو ١٥:٣٣) فَٱلسَّلَامُ ٱلْإِلٰهِيُّ يُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلرَّاسِخَ لِلنِّظَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي جَمَاعَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. — مز ٢٩:١١.
١٠ (أ) أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ شَهِدَتْهَا هَيْئَتُنَا خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «اَلتَّحْسِينَاتُ فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ».) (ب) أَيَّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ؟
١٠ وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، يُقَدِّمُ ٱلْإِطَارُ بِعُنْوَانِ «اَلتَّحْسِينَاتُ فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ» لَمْحَةً عَنِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ ٱلْإِيجَابِيَّةِ ٱلَّتِي شَهِدَتْهَا هَيْئَتُنَا خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ أَتَى يَهْوَهُ بِٱلذَّهَبِ عِوَضَ ٱلنُّحَاسِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ كَيْفَ تَعَزَّزَ ٱلسَّلَامُ وَٱلْوَحْدَةُ فِي جَمَاعَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِفَضْلِ ٱلتَّحْسِينَاتِ فِي طَرِيقَةِ ٱلْإِشْرَافِ؟ وَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ شَخْصِيًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّحْسِينَاتِ فِيمَا تَخْدُمُ «إِلٰهَ ٱلسَّلَامِ»؟
اَلْمَسِيحُ يَقُودُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ
١١ (أ) مَاذَا تَبَيَّنَ مِنْ إِحْدَى ٱلدِّرَاسَاتِ ٱلْمُعَمَّقَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) عَلَامَ صَمَّمَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟
١١ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٦٤ وَ ١٩٧١، أَشْرَفَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى دِرَاسَةٍ مُعَمَّقَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.a وَمِنْ جُمْلَةِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي غَاصَ فِيهَا ٱلْإِخْوَةُ كَانَتْ تَارِيخَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَتَبَيَّنَ لَهُمْ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ أَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ آنَذَاكَ لَمْ تَكُنْ تَحْتَ إِشْرَافِ شَيْخٍ أَوْ نَاظِرٍ وَاحِدٍ، بَلْ هَيْئَةٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. (اقرأ فيلبي ١:١؛ ١ تيموثاوس ٤:١٤.) وَحِينَ تَبَلْوَرَتْ هٰذِهِ ٱلنُّقْطَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، أَدْرَكَ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ أَنَّ مَلِكَهُمْ يَسُوعَ يُوَجِّهُهُمْ إِلَى إِدْخَالِ تَحْسِينَاتٍ عَلَى بِنْيَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ. وَبِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا مُصَمِّمِينَ عَلَى ٱلِٱنْصِيَاعِ لِإِرْشَادِ ٱلْمَلِكِ، سَارَعُوا إِلَى إِجْرَاءِ تَعْدِيلَاتٍ كَيْ يَتْبَعُوا ٱلنَّمُوذَجَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ. إِلَيْكَ فِي مَا يَلِي نُبْذَةً عَنْ بَعْضِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي أَوَائِلِ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
١٢ (أ) أَيُّ تَعْدِيلٍ أُجْرِيَ دَاخِلَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ؟ (ب) صِفُوا طَرِيقَةَ تَنْظِيمِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ ٱلْيَوْمَ. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «كَيْفَ تُشْرِفُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ؟».)
١٢ أَوَّلُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ أُدْخِلَ عَلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ نَفْسِهَا. فَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، تَأَلَّفَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلسَّبْعَةِ عَيْنِهِمِ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا مَجْلِسَ إِدَارَةِ جَمْعِيَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْكَرَارِيسِ فِي بِنْسِلْفَانْيَا. وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٧١، أُضِيفَ إِلَيْهَا أَرْبَعَةُ أَعْضَاءٍ جُدُدٍ، وَفُصِلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَجْلِسِ ٱلْإِدَارَةِ. كَمَا رَأَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنَّ جَمِيعَ أَعْضَائِهَا مُتَسَاوُونَ، وَبَدَأُوا يَتَنَاوَبُونَ سَنَوِيًّا عَلَى تَوَلِّي مَسْؤُولِيَّةِ ٱلْعَرِيفِ وَفْقًا لِلتَّرْتِيبِ ٱلْأَبْجَدِيِّ.
١٣ (أ) أَيُّ تَرْتِيبٍ بَقِيَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عَلَى مَدَى ٤٠ سَنَةً؟ (ب) مَاذَا فَعَلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَامَ ١٩٧٢؟
١٣ أَمَّا ٱلتَّعْدِيلُ ٱلتَّالِي فَأُجْرِيَ عَلَى نِطَاقِ ٱلْجَمَاعَاتِ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٢ وَ ١٩٧٢، أَشْرَفَ أَخٌ وَاحِدٌ إِجْمَالًا عَلَى كُلِّ جَمَاعَةٍ. وَدُعِيَ هٰذَا ٱلْأَخُ مُدِيرَ ٱلْخِدْمَةِ حَتَّى عَامِ ١٩٣٦، ثُمَّ تَغَيَّرَتِ ٱلتَّسْمِيَةُ إِلَى خَادِمِ ٱلْفِرْقَةِ فَخَادِمِ ٱلْجَمَاعَةِ وَأَخِيرًا نَاظِرِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمُعَيَّنُونَ ٱعْتَنَوْا بِنَشَاطٍ بِخَيْرِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلرُّوحِيِّ. وَلٰكِنْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ أَنْ يَتَّخِذُوا هُمُ ٱلْقَرَارَاتِ نِيَابَةً عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ ٱسْتِشَارَةِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْآخَرَيِنَ فِيهَا. إِلَّا أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ مَهَّدَتِ ٱلطَّرِيقَ خِلَالَ عَامِ ١٩٧٢ لِإِجْرَاءِ تَغْيِيرٍ جَذْرِيٍّ. فَعَلَامَ ٱنْطَوَى؟
١٤ (أ) أَيُّ تَرْتِيبٍ جَدِيدٍ أَصْبَحَ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ ٱعْتِبَارًا مِنْ ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٧٢؟ (ب) كَيْفَ يُطَبِّقُ مُنَسِّقُ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي فِيلِبِّي ٢:٣؟
١٤ بِحَسَبِ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلِ، مَا عَادَ أَخٌ وَاحِدٌ يَخْدُمُ نَاظِرَ جَمَاعَةٍ. فَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا، عُيِّنَ إِخْوَةٌ آخَرُونَ أَيْضًا تَعْيِينًا ثِيُوقْرَاطِيًّا لِلْخِدْمَةِ كَشُيُوخٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَمَعًا شَكَّلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمُحَدَّدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هَيْئَةَ شُيُوخٍ تُشْرِفُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. وَأَصْبَحَ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلْجَدِيدُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ ٱعْتِبَارًا مِنْ ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٧٢. وَإِلَى ٱلْيَوْمِ لَا يَعْتَبِرُ مُنَسِّقُ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ نَفْسَهُ أَوَّلًا بَيْنَ زُمَلَائِهِ، بَلْ يَتَصَرَّفُ «كَأَصْغَرَ». (لو ٩:٤٨) فَكَمْ نَحْنُ مُبَارَكُونَ لِوُجُودِ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ بَيْنَنَا! — في ٢:٣.
مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَلِكَنَا ٱلْحَكِيمَ زَوَّدَنَا بِٱلرِّعَايَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ
١٥ (أ) أَيَّةُ فَوَائِدَ نَتَجَتْ عَنْ تَرْتِيبِ تَعْيِينِ هَيْئَاتِ شُيُوخٍ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ؟ (ب) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ مَلِكَنَا تَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ؟
١٥ وَهَلْ تَبَيَّنَ أَنَّ تَوْزِيعَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى أَعْضَاءِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ تَحْسِينٌ فِي مَحَلِّهِ؟ نَعَمْ. تَأَمَّلْ فِي ٱلْفَوَائِدِ ٱلثَّلَاثِ ٱلتَّالِيَةِ: اَلْفَائِدَةُ ٱلْأُولَى وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ يُرَسِّخُ فِي ذِهْنِ ٱلشُّيُوخِ جَمِيعًا، مَهْمَا ثَقُلَتْ مَسْؤُولِيَّاتُهُمْ، أَنَّ يَسُوعَ هُوَ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ. (اف ٥:٢٣) اَلْفَائِدَةُ ٱلثَّانِيَةُ نَسْتَشِفُّهَا مِنْ كَلِمَاتِ ٱلْأَمْثَال ١٥:٢٢ ٱلَّتِي تَقُولُ: «اَلْإِنْجَازُ بِكَثْرَةِ ٱلْمُشِيرِينَ». فَحِينَ يَتَشَاوَرُ ٱلشُّيُوخُ فِي مَسَائِلَ تُؤَثِّرُ عَلَى خَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلرُّوحِيِّ وَيَأْخُذُونَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ٱقْتِرَاحَاتِ بَعْضِهِمِ ٱلْبَعْضَ، يَسْهُلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ تَنْسَجِمُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (ام ٢٧:١٧) وَيَهْوَهُ بِدَوْرِهِ يُبَارِكُ هٰذِهِ ٱلْقَرَارَاتِ، فَتُؤَدِّي إِلَى ٱلنَّجَاحِ. ثَالِثًا، خَوَّلَتِ ٱلزِّيَادَةُ فِي عَدَدِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْأَكْفَاءِ ٱلْهَيْئَةَ أَنْ تَسُدَّ ٱلْحَاجَةَ ٱلْمُتَزَايِدَةَ إِلَى مُشْرِفِينَ وَرُعَاةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (اش ٦٠:٣-٥) فَقَدْ قَفَزَ عَدَدُ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مِنْ حَوَالَيْ ٢٠٠,٢٧ جَمَاعَةٍ عَامَ ١٩٧١ إِلَى مَا يَزِيدُ عَلَى ٠٠٠,١١٣ عَامَ ٢٠١٣! مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ مَلِكَنَا ٱلْحَكِيمَ زَوَّدَنَا بِٱلرِّعَايَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. — مي ٥:٥.
«أَمْثِلَةٌ لِلرَّعِيَّةِ»
١٦ (أ) أَيُّ وَاجِبٍ مُلْقًى عَلَى عَاتِقِ ٱلشُّيُوخِ؟ (ب) كَيْفَ نَظَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى عَمَلِ ‹ٱلرِّعَايَةِ› ٱلَّذِي أَوْصَى بِهِ يَسُوعُ؟
١٦ مُنْذُ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ، أَدْرَكَ ٱلشُّيُوخُ بَيْنَ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِمْ مُسَاعَدَةَ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. (اقرأ غلاطية ٦:١٠.) فَفِي عَامِ ١٩٠٨ مَثَلًا، نَاقَشَتْ مَقَالَةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَصِيَّةَ يَسُوعَ ٱلتَّالِيَةَ: «اِرْعَ خِرَافِي ٱلصَّغِيرَةَ». (يو ٢١:١٥-١٧) فَتَوَجَّهَتِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ قَائِلَةً: «مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُعِزَّ ٱلْوَاجِبَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا ٱلسَّيِّدُ تِجَاهَ ٱلرَّعِيَّةِ، فَنُقَدِّرُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نُطْعِمَ أَتْبَاعَ ٱلرَّبِّ وَنَعْتَنِيَ بِهِمْ». وَعَامَ ١٩٢٥، شَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ثَانِيَةً عَلَى أَهَمِّيَّةِ عَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ. فَذَكَّرَتِ ٱلشُّيُوخَ بِمَا يَلِي: «كَنِيسَةُ ٱللّٰهِ مِلْكٌ لَهُ . . . وَهُوَ يَعْتَبِرُ ٱلشُّيُوخَ جَمِيعًا مَسْؤُولِينَ عَنِ ٱمْتِيَازِهِمْ أَنْ يَخْدُمُوا إِخْوَتَهُمْ».
١٧ أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا ٱلنُّظَّارُ لِيُصْبِحُوا رُعَاةً مُقْتَدِرِينَ؟
١٧ وَكَيْفَ سَاعَدَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَصْقُلُوا مَهَارَاتِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ فَتَصِيرُ ‹كَٱلْفِضَّةِ عِوَضًا عَنِ ٱلْحَدِيدِ›؟ مِنْ خِلَالِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلتَّدْرِيبِيَّةِ. فَفِي عَامِ ١٩٥٩، عُقِدَتْ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى مَدْرَسَةُ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخَصَّصَةُ لِلنُّظَّارِ. وَأُلْقِيَتْ مُحَاضَرَةٌ بِعُنْوَانِ «اَلِٱهْتِمَامُ بِٱلرَّعِيَّةِ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا» شَجَّعَتِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ أَنْ «يُعِدُّوا بَرْنَامَجًا لِزِيَارَةِ ٱلنَّاشِرِينَ فِي بُيُوتِهِمْ». وَقَدَّمَتِ ٱلْمُحَاضَرَةُ أَيْضًا ٱقْتِرَاحَاتٍ مُتَنَوِّعَةً لِجَعْلِ هٰذِهِ ٱلزِّيَارَاتِ بَنَّاءَةً. ثُمَّ عَامَ ١٩٦٦، ٱبْتَدَأَ بَرْنَامَجٌ مُنَقَّحٌ مِنْ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، حَمَلَتْ إِحْدَى مُحَاضَرَاتِهِ ٱلْعُنْوَانَ «أَهَمِّيَّةُ عَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ». وَمَا ٱلنُّقْطَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي تَمَحْوَرَتْ حَوْلَهَا؟ لَقَدْ حَثَّتْ مَنْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ «أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِرَعِيَّةِ ٱللّٰهِ، وَلٰكِنْ دُونَ أَنْ يُقَصِّرُوا فِي إِيلَاءِ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْوَاجِبِ لِعَائِلَاتِهِمْ وَلِخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ». وَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ، عُقِدَ ٱلْمَزِيدُ مِنْ مَدَارِسِ ٱلشُّيُوخِ. فَإِلَامَ أَدَّى هٰذَا ٱلتَّدْرِيبُ ٱلْمُسْتَمِرُّ عَلَى يَدِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟ تَزْخَرُ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْيَوْمَ بِآلَافِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَكْفَاءِ ٱلَّذِينَ يَرْعَوْنَ ٱلرَّعِيَّةَ رُوحِيًّا.
أَحَدُ صُفُوفِ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْفِيلِيبِّينِ عَامَ ١٩٦٦
١٨ (أ) أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ ٱؤْتُمِنَ عَلَيْهَا ٱلشُّيُوخُ؟ (ب) لِمَ يُعِزُّ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمُجْتَهِدِينَ؟
١٨ وَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَقَامَهُمْ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ مَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِيُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّةً ثَقِيلَةً. مَا هِيَ؟ قِيَادَةُ خِرَافِ ٱللّٰهِ فِي أَصْعَبِ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ. (اف ٤:١١، ١٢؛ ٢ تي ٣:١) وَيَهْوَهُ وَيَسُوعُ يُعِزَّانِ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخَ ٱلْمُجْتَهِدِينَ لِأَنَّهُمْ يُطِيعُونَ ٱلْحَضَّ ٱلْقَائِلَ: «اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ . . . طَوْعًا . . . بِٱنْدِفَاعٍ . . . صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ». (١ بط ٥:٢، ٣) لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَرْسُمُ فِيهَا ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِثَالًا حَسَنًا لِلرَّعِيَّةِ وَيُسَاهِمُونَ فِي نَشْرِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْفَرَحِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
كَيْفَ يَرْعَى ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ؟
١٩ كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلْعَامِلِينَ مَعَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٩ أَوَّلًا، يَعْمَلُ ٱلشُّيُوخُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ كَاتِبُ ٱلْإِنْجِيلِ لُوقَا عَنْ يَسُوعَ: «أَخَذَ يُسَافِرُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ، يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَكَانَ مَعَهُ ٱلِٱثْنَا عَشَرَ». (لو ٨:١) فَمِثْلَمَا كَرَزَ يَسُوعُ بِرِفْقَةِ رُسُلِهِ، كَذٰلِكَ يُبَشِّرُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمِثَالِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِرِفْقَةِ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. فَهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ بِفِعْلِهِمْ هٰذَا يُغَذُّونَ ٱلرُّوحَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَمَا نَظْرَةُ أَعْضَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى هٰؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخِ؟ تُعَبِّرُ جَانِين، أُخْتٌ فِي أَوَاخِرِ ثَمَانِينَاتِهَا، قَائِلَةً: «تَمْنَحُنِي مُرَافَقَةُ شَيْخٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ فُرْصَةً مُؤَاتِيَةً لِأُحَادِثَهُ وَأَتَعَرَّفَ بِهِ». وَيُخْبِرُ أَخٌ فِي أَوَاسِطِ ثَلَاثِينَاتِهِ يُدْعَى سْتِيفِن: «حِينَ أَشْتَرِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ بِرِفْقَةِ شَيْخٍ، أَلْمُسُ رَغْبَتَهُ فِي مُسَاعَدَتِي، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُفْرِحُنِي كَثِيرًا».
مِثْلَمَا يَبْحَثُ ٱلرَّاعِي عَنِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ، كَذٰلِكَ يَسْعَى ٱلشُّيُوخُ إِلَى إِيجَادِ مَنِ ٱبْتَعَدُوا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ
٢٠، ٢١ كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلشُّيُوخُ بِٱلرَّاعِي فِي مَثَلِ يَسُوعَ؟ اُرْوُوا ٱخْتِبَارًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «زِيَارَاتٌ أُسْبُوعِيَّةٌ مُثْمِرَةٌ».)
٢٠ ثَانِيًا، تُدَرِّبُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلشُّيُوخَ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَنْ بَاتُوا بَعِيدِينَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. (عب ١٢:١٢) وَلٰكِنْ لِمَ عَلَيْهِمْ مُسَاعَدَةُ هٰؤُلَاءِ ٱلضِّعَافِ رُوحِيًّا؟ وَكَيْفَ يُتَمِّمُونَ مَسْؤُولِيَّتَهُمْ هٰذِهِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلرَّاعِي وَخَرُوفِهِ ٱلضَّائِعِ. (اقرأ لوقا ١٥:٤-٧.) فَحِينَ يُلَاحِظُ ٱلرَّاعِي فِي ٱلْمَثَلِ أَنَّ خَرُوفَهُ ضَائِعٌ، يَبْحَثُ عَنْهُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ خَرُوفُهُ ٱلْوَحِيدُ. وَكَيْفَ يَتَمَثَّلُ بِهِ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ؟ لَمْ يَفْقِدِ ٱلْخَرُوفُ ٱلضَّائِعُ قِيمَتَهُ ٱلْغَالِيَةَ فِي نَظَرِ ٱلرَّاعِي. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَفْقِدُ مَنْ يَبْتَعِدُونَ عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ قِيمَتَهُمُ ٱلْغَالِيَةَ فِي نَظَرِ ٱلشُّيُوخِ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ يَعْتَبِرُونَ ٱلضَّعِيفَ رُوحِيًّا خَرُوفًا ضَائِعًا، وَلَا يَرَوْنَ فِي ٱسْتِرْجَاعِهِ مَعْرَكَةً خَاسِرَةً. وَكَمَا يُقَرِّرُ ٱلرَّاعِي أَنْ «يَذْهَبَ لِأَجْلِ ٱلضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ»، يَأْخُذُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُبَادَرَةَ لِإِيجَادِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلضُّعَفَاءِ.
٢١ وَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلرَّاعِي فِي ٱلْمَثَلِ حِينَ يَجِدُ ٱلْخَرُوفَ؟ يَرْفَعُهُ بِرِقَّةٍ ثُمَّ «يَضَعُهُ عَلَى كَتِفَيْهِ» وَيَرُدُّهُ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْقَطِيعِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُ لِتَعَابِيرَ رَقِيقَةٍ مِنْ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ أَنْ تَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِ ٱلضَّعِيفِ رُوحِيًّا وَتُسَاعِدَهُ عَلَى ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ أَخٍ مِنْ إِفْرِيقْيَا يُدْعَى فِيكْتُور تَوَقَّفَ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. يَرْوِي: «كُنْتُ خَامِلًا عَلَى مَدَى ثَمَانِي سَنَوَاتٍ. وَلٰكِنْ خِلَالَ كُلِّ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، ظَلَّ ٱلشُّيُوخُ يُحَاوِلُونَ مُسَاعَدَتِي». وَمَا أَكْثَرُ مَا أَثَّرَ فِيهِ؟ يُخْبِرُ: «ذَاتَ يَوْمٍ، أَتَى لِزِيَارَتِي شَيْخٌ يُدْعَى جُون كَان زَمِيلِي فِي مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. فَأَرَانِي بَعْضَ ٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي ٱلْتَقَطْنَاهَا أَثْنَاءَ ٱلْمَدْرَسَةِ. فَأَحْيَتْ هٰذِهِ ٱلصُّوَرُ فِي ذِهْنِي ذِكْرَيَاتٍ رَائِعَةً، وَرَغِبْتُ ثَانِيَةً أَنْ أَشْعُرَ بِٱلْفَرَحِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ». وَبُعَيْدَ زِيَارَةِ جُون، رَجَعَ فِيكْتُور إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَٱنْضَمَّ مُجَدَّدًا إِلَى صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ. خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ: يُعَزِّزُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُحِبُّونَ سَعَادَتَنَا. — ٢ كو ١:٢٤.b
اَلتَّحْسِينَاتُ فِي عَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ
٢٢ كَيْفَ يُعَزِّزُ ٱلْبِرُّ وَٱلسَّلَامُ ٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَا حَصَلَ يَفُوقُ ٱلْوَصْفَ».)
٢٢ حَسْبَمَا ذَكَرْنَا آنِفًا، أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِٱزْدِيَادِ ٱلْبِرِّ وَٱلسَّلَامِ عَلَى ٱلدَّوَامِ بَيْنَ شَعْبِهِ. (اش ٦٠:١٧) وَهَاتَانِ ٱلصِّفَتَانِ كِلْتَاهُمَا تُعَزِّزَانِ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَاتِ. كَيْفَ؟ مِنْ جِهَةِ ٱلْبِرِّ، تَقُولُ ٱلتَّثْنِيَة ٦:٤: «يَهْوَهُ إِلٰهُنَا، يَهْوَهُ وَاحِدٌ». إِذًا لَا تَخْتَلِفُ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةُ بِٱخْتِلَافِ ٱلْجَمَاعَاتِ وَٱلْبُلْدَانِ. وَٱلْمَقَايِيسُ ٱلَّتِي تُفَرِّقُ ٱلصَّوَابَ مِنَ ٱلْخَطَإِ وَاحِدَةٌ بَيْنَ «كُلِّ جَمَاعَاتِ ٱلْقِدِّيسِينَ». (١ كو ١٤:٣٣) وَلَا شَكَّ أَنَّ تَطْبِيقَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ مِفْتَاحٌ لِٱزْدِهَارِ ٱلْجَمَاعَاتِ. أَمَّا مِنْ جِهَةِ ٱلسَّلَامِ، فَيَرْغَبُ مَلِكُنَا أَنْ نَنْعَمَ بِهِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَأَنْ نَكُونَ ‹صَانِعِي سَلَامٍ› أَيْضًا. (مت ٥:٩، ترجمة فاندايك) «فَلْنَسْعَ إِذًا فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ»، وَلْنُبَادِرْ إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلَّتِي تَنْشَأُ بَيْنَنَا مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ. (رو ١٤:١٩) وَهٰكَذَا نُسَاهِمُ فِي تَعْزِيزِ ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي جَمَاعَتِنَا. — اش ٦٠:١٨.
٢٣ بِمَ نَتَمَتَّعُ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
٢٣ سَبَقَ لَنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَعْلَنَتْ فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) عَامَ ١٨٩٥ عَنْ بِدَايَةِ تَعْيِينِ شُيُوخٍ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ. آنَذَاكَ عَبَّرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ عَنْ أُمْنِيَةٍ يَرْجُونَهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ. فَقَدْ صَلَّوا أَنْ يُسَاعِدَ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلتَّنْظِيمِيُّ ٱلْجَدِيدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ «يُحَقِّقَ قَرِيبًا وَحْدَةَ ٱلْإِيمَانِ». وَٱلْيَوْمَ، إِذْ نَسْتَعْرِضُ ٱلْعُقُودَ ٱلْمَاضِيَةَ، نَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِنَانِ لِهٰذِهِ ٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلتَّدْرِيجِيَّةِ فِي عَمَلِ ٱلْمُشْرِفِينَ ٱلَّتِي أَدْخَلَهَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ مَلِكِنَا. فَبِٱلْفِعْلِ قَوَّتْ هٰذِهِ ٱلتَّرْتِيبَاتُ وَحْدَةَ ٱلْعِبَادَةِ. (مز ٩٩:٤) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، نَفْرَحُ نَحْنُ شَعْبَ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لِأَنَّنَا نَسِيرُ «بِٱلرُّوحِ عَيْنِهِ . . . عَلَى ٱلْخُطَى عَيْنِهَا» وَنَخْدُمُ «إِلٰهَ ٱلسَّلَامِ» مَعًا «كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ». — ٢ كو ١٢:١٨؛ اقرأ صفنيا ٣:٩.
a نُشِرَتْ نَتَائِجُ هٰذِهِ ٱلدِّرَاسَةِ ٱلْمُعَمَّقَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمَرْجِعِيِّ مُسَاعِدٌ عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
b رَاجِعِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «اَلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ‹رُفَقَاءُ فِي ٱلْعَمَلِ لِفَرَحِنَا›» فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠١٣.
-
-
الكارزون بالملكوت يلجأون الى المحاكمملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٣
اَلْكَارِزُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ يَلْجَأُونَ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ
١، ٢ (أ) أَيُّ إِجْرَاءٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ لِوَقْفِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، وَمَاذَا فَعَلَ ٱلرُّسُلُ بِٱلْمُقَابِلِ؟ (ب) لِمَ رَفَضَ ٱلرُّسُلُ أَنْ يَمْتَثِلُوا لِلْحَظْرِ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
مَرَّتْ أَسَابِيعُ قَلِيلَةٌ عَلَى وِلَادَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي أُورُشَلِيمَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. إِنَّهَا فُرْصَةٌ ذَهَبِيَّةٌ فِي نَظَرِ ٱلشَّيْطَانِ كَيْ يُهَاجِمَ ٱلْجَمَاعَةَ وَيَقْضِيَ عَلَيْهَا وَهِيَ بَعْدُ فِي مَهْدِهَا. فَيُوَجِّهُ ٱلْأَحْدَاثَ سَرِيعًا بِحَيْثُ يَحْظُرُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلرُّسُلَ يُوَاصِلُونَ ٱلْعَمَلَ بِشَجَاعَةٍ، فَيَصِيرُ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ كَثِيرُونَ ‹مُؤْمِنِينَ بِٱلرَّبِّ›. — اع ٤:١٨، ٣٣؛ ٥:١٤.
فَرِحَ ٱلرُّسُلُ «لِأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَحِقِّينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ»
٢ عَلَى ٱلْأَثَرِ، يَحْتَدِمُ غَضَبُ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَيُهَاجِمُونَ ٱلْجَمَاعَةَ ثَانِيَةً، فَيَزُجُّونَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ بِٱلرُّسُلِ جَمِيعًا فِي ٱلسِّجْنِ. إِلَّا أَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ يَفْتَحُ ٱلْأَبْوَابَ لَيْلًا، فَيُعَاوِدُ ٱلرُّسُلُ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ عِنْدَ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ. إِذَّاكَ يُعْتَقَلُونَ مَرَّةً ثَانِيَةً وَيُسَاقُونَ أَمَامَ ٱلْحُكَّامِ. وَعِنْدَمَا يَتَّهِمُهُمْ هٰؤُلَاءِ بِٱنْتِهَاكِ ٱلْمَرْسُومِ ٱلَّذِي يَحْظُرُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ، يُعْلِنُونَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». فَيَحُزُّ ٱلْغَيْظُ فِي أَعْمَاقِ ٱلْحُكَّامِ وَيُصَمِّمُونَ أَنْ «يَقْضُوا عَلَيْهِمْ». وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمَصِيرِيَّةِ، يَتَدَخَّلُ مُعَلِّمُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْجَلِيلُ غَمَالَائِيلُ مُحَذِّرًا: «اِنْتَبِهُوا . . . لَا تَتَعَرَّضُوا لِهٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ، بَلْ دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ». وَٱلْمُفَاجَأَةُ هِيَ أَنَّ ٱلْحُكَّامَ يَعْمَلُونَ بِرَأْيِهِ وَيُطْلِقُونَ ٱلرُّسُلَ! فَمَاذَا يَفْعَلُ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ؟ بِكُلِّ ثَبَاتٍ «يُعَلِّمُونَ وَيُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» غَيْرَ سَامِحِينَ لِلْخَوْفِ بِأَنْ يَشُلَّهُمْ. — اع ٥:١٧-٢١، ٢٧-٤٢؛ ام ٢١:١، ٣٠.
٣، ٤ (أ) أَيُّ أُسْلُوبٍ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ لِلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ؟ (ب) مَاذَا نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ وَٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ؟
٣ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْمُحَاكَمَةُ هِيَ ٱلْحَادِثَةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي تُقَاوِمُ فِيهَا جِهَةٌ رَسْمِيَّةٌ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، لٰكِنَّهَا لَيْسَتِ ٱلْأَخِيرَةَ. (اع ٤:٥-٨؛ ١٦:٢٠؛ ١٧:٦، ٧) فَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا، يُحَرِّكُ ٱلشَّيْطَانُ مُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لِيُحَرِّضُوا ٱلسُّلُطَاتِ عَلَى حَظْرِ عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ. وَقَدْ نَسَبَ ٱلْمُقَاوِمُونَ تُهَمًا مُتَنَوِّعَةً إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ، مِنْهَا ٱلْإِخْلَالُ بِٱلْأَمْنِ وَٱلنِّظَامِ وَٱلتَّحْرِيضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ ٱدِّعَاءَهُمْ أَنَّنَا بَاعَةٌ جَائِلُونَ، أَيْ أَنَّ عَمَلَنَا تِجَارِيٌّ. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا لَجَأُوا فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ لِدَحْضِ تُهَمٍ كَهٰذِهِ. فَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ وَكَيْفَ تَنْعَكِسُ ٱلْقَرَارَاتُ ٱلْقَضَائِيَّةُ ٱلْمُتَّخَذَةُ مُنْذُ عُقُودٍ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي عَيِّنَةٍ مِنَ ٱلْقَضَايَا وَلْنَرَ سَوِيًّا كَيْفَ سَاعَدَتْنَا «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا». — في ١:٧.
٤ بِدَايَةً نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ كَيْفَ دَافَعْنَا عَنْ حَقِّنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِحُرِّيَّةٍ. أَمَّا فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ، فَنَتَنَاوَلُ بَعْضَ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي خُضْنَاهَا بِهَدَفِ ٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلْعَالَمِ وَٱلْعَيْشِ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ.
مُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ أَمْ مُؤَيِّدُونَ أَوْلِيَاءُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
٥ لِمَ ٱعْتُقِلَ ٱلْكَارِزُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ أَوَاخِرَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَأَيُّ خُطْوَةٍ دَرَسَهَا ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ؟
٥ أَوَاخِرَ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، سَعَتْ مُدُنٌ وَوِلَايَاتٌ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ أَنْ تُلْزِمَ شُهُودَ يَهْوَهَ بِٱلْحُصُولِ عَلَى تَصْرِيحٍ أَوْ رُخْصَةٍ قَانُونِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ لِكَيْ يُبَشِّرُوا. غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ لَمْ يُقَدِّمُوا طَلَبَاتٍ لِلْحُصُولِ عَلَيْهَا. فَٱلرُّخْصَةُ يُمْكِنُ إِلْغَاؤُهَا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلشُّهُودَ كَانُوا مُقْتَنِعِينَ أَنْ لَا حَقَّ لِأَيِّ دَوْلَةٍ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (مر ١٣:١٠) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، أُلْقِيَ ٱلْقَبْضُ عَلَى مِئَاتِ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ. إِذَّاكَ دَرَسَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي ٱلْهَيْئَةِ إِمْكَانِيَّةَ ٱللُّجُوءِ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ، آمِلِينَ أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّ ٱلدَّوْلَةَ فَرَضَتْ قُيُودًا غَيْرَ شَرْعِيَّةٍ عَلَى حَقِّنَا فِي مُمَارَسَةِ شَعَائِرِنَا ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ. ثُمَّ عَامَ ١٩٣٨، وَقَعَتْ حَادِثَةٌ نَشَأَتْ عَنْهَا دَعْوَى قَضَائِيَّةٌ تَارِيخِيَّةٌ. مَاذَا حَصَلَ بِٱلضَّبْطِ؟
٦، ٧ مَاذَا حَصَلَ لِعَائِلَةِ كَانْتْوِل؟
٦ صَبَاحَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٢٦ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٣٨، ٱسْتَعَدَّ نْيُوتُن كَانْتْوِل (٦٠ عَامًا) مَعَ زَوْجَتِهِ أَسْتِر وَأَبْنَائِهِمَا هَنْرِي وَرَصِل وَجِيسِّي لِقَضَاءِ يَوْمٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ فِي مَدِينَةِ نْيُوهَايْفِن بِوِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت. لٰكِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ ٱلْخَمْسَةَ تَوَقَّعُوا أَنْ تَطُولَ غَيْبَتُهُمْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمُ ٱعْتُقِلُوا فِي ٱلسَّابِقِ مِرَارًا عَدِيدَةً، فَمَا عَادُوا يَسْتَغْرِبُونَ إِنِ ٱعْتُقِلُوا مُجَدَّدًا. رَغْمَ ذٰلِكَ، لَمْ تَضْعُفْ رَغْبَتُهُمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَقَادَ ٱلْأَبُ سَيَّارَةَ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْمُحَمَّلَةَ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَفُونُوغْرَافَاتٍ مَحْمُولَةً، فِيمَا قَادَ هَنْرِي ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٢٢ سَنَةً سَيَّارَةً مُجَهَّزَةً بِمُكَبِّرٍ لِلصَّوْتِ. أَمَّا وُجْهَتُهُمُ ٱلتَّالِيَةُ فَكَانَتْ مَدِينَةَ نْيُوهَايْفِن. وَبِٱلْفِعْلِ تَحَقَّقَتْ هُنَاكَ تَوَقُّعَاتُهُمْ إِذْ أَوْقَفَتْهُمُ ٱلشُّرْطَةُ فِي غُضُونِ سَاعَاتٍ.
٧ فَٱعْتُقِلَ رَصِل (١٨ عَامًا) أَوَّلًا، وَمِنْ ثُمَّ نْيُوتُن وَأَسْتِر. وَمِنْ بَعِيدٍ، كَانَ جِيسِّي (١٦ عَامًا) يُرَاقِبُ مَا يَحْدُثُ. وَبِمَا أَنَّ هَنْرِي كَانَ يَكْرِزُ فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَدِينَةِ، بَقِيَ ٱلشَّابُّ جِيسِّي وَحِيدًا. مَعَ ذٰلِكَ، حَمَلَ فُونُوغْرَافَهُ وَتَابَعَ ٱلْكِرَازَةَ. بَعْدَئِذٍ ٱسْتَأْذَنَ رَجُلَيْنِ كَاثُولِيكِيَّيْنِ أَنْ يُسْمِعَهُمَا تَسْجِيلًا لِمُحَاضَرَةٍ أَلْقَاهَا ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد بِعُنْوَانِ «اَلْأَعْدَاءُ»، فَوَافَقَا عَلَى طَلَبِهِ. وَلٰكِنْ فِيمَا ٱسْتَمَعَا إِلَى ٱلْمُحَاضَرَةِ، غَضِبَا لِدَرَجَةِ أَنَّهُمَا أَوْشَكَا أَنْ يَضْرِبَاهُ. فَمَا كَانَ مِنْ جِيسِّي إِلَّا أَنِ ٱنْصَرَفَ بِكُلِّ هُدُوءٍ. رَغْمَ ذٰلِكَ، أَوْقَفَهُ أَحَدُ رِجَالِ ٱلشُّرْطَةِ. فَٱنْتَهَى بِهِ ٱلْحَالُ مُحْتَجَزًا هُوَ ٱلْآخَرُ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشُّرْطَةَ لَمْ تَتَّهِمْ أَسْتِر، إِلَّا أَنَّهَا وَجَّهَتِ ٱلتُّهَمَ إِلَى نْيُوتُن وَأَبْنَائِهِ. بَعْدَئِذٍ أَخْلَتْ سَبِيلَهُمْ بِكَفَالَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.
٨ لِمَ أَدَانَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ جِيسِّي كَانْتْوِل بِتُهْمَةِ ٱلْإِخْلَالِ بِٱلنِّظَامِ وَٱلسِّلْمِ ٱلْعَامِّ؟
٨ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، مَثَلَتْ عَائِلَةُ كَانْتْوِل أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ فِي نْيُوهَايْفِن فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) عَامَ ١٩٣٨. فَأُدِينَ نْيُوتُنْ وَرَصِل وَجِيسِّي بِتُهْمَةِ ٱلْتِمَاسِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ دُونَ ٱلِٱسْتِحْصَالِ عَلَى رُخْصَةٍ. كَمَا أُدِينَ جِيسِّي بِتُهْمَةِ ٱلْإِخْلَالِ بِٱلنِّظَامِ وَٱلسِّلْمِ ٱلْعَامِّ رَغْمَ ٱسْتِئْنَافِ ٱلدَّعْوَى إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كُونَكْتِيكُت. فَٱلرَّجُلَانِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّانِ ٱللَّذَانِ ٱسْتَمَعَا إِلَى ٱلتَّسْجِيلِ شَهِدَا فِي ٱلْمَحْكَمَةِ أَنَّ ٱلْمُحَاضَرَةَ أَهَانَتْ دِينَهُمَا وَٱسْتَفَزَّتْهُمَا. وَلِلطَّعْنِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَحْكَامِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي هَيْئَتِنَا ٱلْقَضِيَّةَ وَرَفَعُوهَا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ ٱلْعُلْيَا، أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ.
٩، ١٠ (أ) أَيُّ حُكْمٍ أَصْدَرَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةِ عَائِلَةِ كَانْتْوِل؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنْ هٰذَا ٱلْقَرَارِ؟
٩ بَدْءًا مِنْ ٢٩ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٤٠، رَاحَ رَئِيسُ ٱلْقُضَاةِ تْشَارْلْز هْيُوز وَثَمَانِيَةُ قُضَاةٍ مُشَارِكِينَ يَسْتَمِعُونَ إِلَى مُرَافَعَةِ ٱلْأَخِ هَايْدِن كُوفِنْغْتُن، مُحَامٍ مَثَّلَ شُهُودَ يَهْوَهَ.a وَحِينَ قَدَّمَ مُحَامِي وِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت حُجَجَهُ مُحَاوِلًا أَنْ يُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ مُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ، سَأَلَهُ أَحَدُ ٱلْقُضَاةِ: «أَلَمْ يَرْفُضْ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَيَّامَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رِسَالَتَهُ؟». فَأَجَابَهُ ٱلْمُحَامِي: «بَلَى. وَإِنْ لَمْ تَخُنِّي ٱلذَّاكِرَةُ، يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا مَاذَا حَلَّ بِيَسُوعَ لِأَنَّهُ نَادَى بِهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ». بِٱلْفِعْلِ، لِسَانُهُ أَدَانَهُ! فَعَنْ غَيْرِ قَصْدٍ شَبَّهَ ٱلشُّهُودَ بِيَسُوعَ وَٱلْوِلَايَةَ بِمَنْ حَكَمُوا عَلَيْهِ! ثُمَّ فِي ٢٠ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ.
هَايْدِنْ كُوفِنْغْتُن (ٱلصَّفُّ ٱلْأَمَامِيُّ إِلَى ٱلْيَمِينِ)، غْلِن هَاو (إِلَى ٱلْيَسَارِ)، وَآخَرُونَ يُغَادِرُونَ قَاعَةَ مَحْكَمَةٍ بَعْدَ تَحْقِيقِ ٱنْتِصَارٍ قَانُونِيٍّ
١٠ وَمَا أَبْعَادُ قَرَارِ ٱلْمَحْكَمَةِ هٰذَا؟ لَقَدْ وَسَّعَ هٰذَا ٱلْقَرَارُ نِطَاقَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ لِحَقِّ ٱلْفَرْدِ فِي مُمَارَسَةِ ٱلشَّعَائِرِ ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ. فَمَا عَادَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِدَارَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ، سَوَاءٌ عَلَى صَعِيدِ ٱلْمَدِينَةِ أَوِ ٱلْوِلَايَةِ أَوِ ٱلْبِلَادِ، أَنْ تُقَيِّدَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلدِّينِيَّةَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ لَمْ تَجِدْ فِي سُلُوكِ جِيسِّي «خَطَرًا عَلَى ٱلسِّلْمِ وَٱلنِّظَامِ ٱلْعَامِّ». وَهٰكَذَا بَرْهَنَ ٱلْحُكْمُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَا يُخِلُّونَ بِٱلنِّظَامِ ٱلْعَامِّ. فَيَا لَهٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ ٱلسَّاحِقِ لِخُدَّامِ ٱللّٰهِ! وَلٰكِنْ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ يُعَلِّقُ مُحَامٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ عَلَى هٰذَا ٱلنَّصْرِ ٱلْقَضَائِيِّ قَائِلًا: «إِنَّ حَقَّنَا فِي مُمَارَسَةِ دِينِنَا بِحُرِّيَّةٍ دُونَ قُيُودٍ جَائِرَةٍ يُتِيحُ لَنَا نَحْنُ ٱلشُّهُودَ أَنْ نُنَادِيَ بِرِسَالَةِ ٱلرَّجَاءِ لِلْآخَرِينَ فِي ٱلْمُجْتَمَعَاتِ حَيْثُ نَعِيشُ».
مُثِيرُو فِتَنٍ أَمْ مُنَادُونَ بِٱلْحَقِّ؟
بُغْضُ كِيبِكَ ٱلْمُتَّقِدُ لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُرِّيَّةِ هُوَ عَارُ كُلِّ كَنَدَا
١١ أَيُّ حَمْلَةٍ نَظَّمَهَا ٱلْإِخْوَةُ فِي كَنَدَا، وَلِمَاذَا؟
١١ خِلَالَ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَاجَهَ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي كَنَدَا مُقَاوَمَةً شَرِسَةً. لِذٰلِكَ نَظَّمَ ٱلْإِخْوَةُ عَامَ ١٩٤٦ حَمْلَةً دَامَتْ ١٦ يَوْمًا هَدَفُهَا إِبْرَازُ تَعَدِّيَاتِ ٱلسُّلْطَةِ عَلَى حَقِّنَا فِي ٱلْعِبَادَةِ بِحُرِّيَّةٍ. وَوَزَّعُوا خِلَالَهَا نَشْرَةً مِنْ أَرْبَعِ صَفَحَاتٍ بِعُنْوَانِ بُغْضُ كِيبِكَ ٱلْمُتَّقِدُ لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْحُرِّيَّةِ هُوَ عَارُ كُلِّ كَنَدَا. وَهٰذِهِ ٱلنَّشْرَةُ فَضَحَتْ بِٱلتَّفْصِيلِ ٱلِٱعْتِدَاءَاتِ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي مُقَاطَعَةِ كِيبِك، مُسَلِّطَةً ٱلضَّوْءَ عَلَى وَحْشِيَّةِ ٱلشُّرْطَةِ وَعُنْفِ ٱلرَّعَاعِ وَأَعْمَالِ ٱلشَّغَبِ ٱلْمُرْتَكَبَةِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ. وَذَكَرَتْ: «تَتَوَاصَلُ عَمَلِيَّاتُ ٱعْتِقَالِ شُهُودِ يَهْوَهَ دُونَ مُبَرِّرٍ قَانُونِيٍّ. وَمَجْمُوعُ ٱلتُّهَمِ ٱلْمُوَجَّهَةِ إِلَيْهِمْ فِي مُونْتْرِيَالَ ٱلْكُبْرَى يُنَاهِزُ ٨٠٠ تُهْمَةٍ».
١٢ (أ) كَيْفَ رَدَّ ٱلْمُقَاوِمُونَ عَلَى ٱلْحَمْلَةِ لِتَوْزِيعِ ٱلنَّشْرَةِ؟ (ب) بِأَيِّ جُرْمٍ أُدِينَ إِخْوَتُنَا؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٢ رَدًّا عَلَى هٰذِهِ ٱلنَّشْرَةِ، أَعْلَنَ مُورِيس دُوبْلِسِّي، ٱلْوَزِيرُ ٱلْأَوَّلُ فِي كِيبِكَ ٱلْمُتَوَاطِئُ مَعَ ٱلْكَارْدِينَالِ ٱلْكَاثُولِيكِيِّ فِيلِّنُوف، «حَرْبًا بِلَا هَوَادَةٍ» عَلَى شُهُودِ يَهْوَهَ. وَسُرْعَانَ مَا تَضَاعَفَ عَدَدُ ٱلدَّعَاوَى مِنْ ٨٠٠ إِلَى ٦٠٠,١. تُخْبِرُ أُخْتٌ فَاتِحَةٌ: «اِعْتَقَلَتْنَا ٱلشُّرْطَةُ مَرَّاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى». وَقَدِ ٱتُّهِمَ ٱلشُّهُودُ ٱلَّذِينَ ٱعْتُقِلُوا خِلَالَ تَوْزِيعِ ٱلنَّشْرَةِ بِجُرْمِ نَشْرِ «مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ».b
١٣ مَنْ أَوَّلُ مَنْ حُوكِمَ بِتُهْمَةِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ، وَبِمَ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ؟
١٣ كَانَ أَوَّلُ مَنْ حُوكِمَ بِتُهْمَةِ ٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ ٱلْأَخَ إِيمِّيه بُوشِّيه وَٱبْنَتَيْهِ جِيزَال (١٨ عَامًا) وَلُوسِيل (١١ عَامًا) سَنَةَ ١٩٤٧. فَقَدْ وَزَّعُوا ٱلنَّشْرَةَ قُرْبَ مَزْرَعَتِهِمْ فِي ٱلتِّلَالِ جَنُوبَ مَدِينَةِ كِيبِك. وَلٰكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْمُشَاغِبِينَ ٱلْخَارِجِينَ عَلَى ٱلْقَانُونِ! فَٱلْأَخُ بُوشِّيه كَانَ رَجُلًا وَدِيعًا مُتَوَاضِعًا يَعْمَلُ بِسَكِينَةٍ فِي مَزْرَعَتِهِ ٱلصَّغِيرَةِ وَيَزُورُ ٱلْمَدِينَةَ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ رَاكِبًا عَرَبَةً يَجُرُّهَا حِصَانٌ. وَقَدْ عَانَى فِي ٱلسَّابِقِ هُوَ وَعَائِلَتُهُ ٱلْمَظَالِمَ عَيْنَهَا ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱلنَّشْرَةِ. فَإِلَامَ ٱنْتَهَتِ ٱلْمُحَاكَمَةُ؟ رَفَضَ ٱلْقَاضِي ٱلَّذِي يَكْرَهُ ٱلشُّهُودَ أَدِلَّةً تُبَرِّئُ عَائِلَةَ بُوشِّيه. وَبِٱلْمُقَابِلِ، قَبِلَ مَا قَالَهُ ٱلِٱدِّعَاءُ إِنَّ ٱلنَّشْرَةَ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْعِدَاءِ وَإِنَّ ٱلْعَائِلَةَ مُذْنِبَةٌ. وَهٰكَذَا تَبَنَّى ٱلْقَاضِي مَوْقِفًا يُلَخَّصُ بِمَا يَلِي: إِنَّ ٱلْمُجَاهَرَةَ بِٱلْحَقِيقَةِ جَرِيمَةٌ! فَأُدِينَ إِيمِّيه وَجِيزَال بِنَشْرِ مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ، حَتَّى إِنَّ لُوسِيلَ ٱلصَّغِيرَةَ أَمْضَتْ يَوْمَيْنِ فِي ٱلسِّجْنِ! عَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلدَّعْوَى أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا، أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ، فَقَبِلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ.
١٤ مَاذَا فَعَلَ ٱلْإِخْوَةُ فِي كِيبِك خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، تَابَعَ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا ٱلشُّجْعَانُ فِي كِيبِكَ ٱلْكِرَازَةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلِٱعْتِدَاءَاتِ ٱلْعَنِيفَةِ ٱلْمُتَوَاصِلَةِ، وَغَالِبًا مَا حَصَدُوا نَتَائِجَ مُذْهِلَةً. فَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَرْبَعِ بَعْدَ بِدَايَةِ ٱلْحَمْلَةِ عَامَ ١٩٤٦، ٱزْدَادَ عَدَدُ ٱلشُّهُودِ فِي كِيبِك مِنْ ٣٠٠ إِلَى ٠٠٠,١ شَاهِدٍ!c
١٥، ١٦ (أ) لِصَالِحِ مَنْ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا فِي قَضِيَّةِ بُوشِيه؟ (ب) كَيْفَ ٱنْعَكَسَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ عَلَى إِخْوَتِنَا وَغَيْرِهِمْ أَيْضًا؟
١٥ وَأَخِيرًا فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٩٥٠، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا بِكَامِلِ أَعْضَائِهَا ٱلتِّسْعَةِ فِي قَضِيَّةِ إِيمِّيه بُوشِّيه. وَبَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، أَيْ فِي ١٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) عَامَ ١٩٥٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ لِصَالِحِنَا. لِمَاذَا؟ أَوْضَحَ ٱلْأَخُ غْلِن هَاو، وَهُوَ مُحَامٍ رَافَعَ عَنِ ٱلشُّهُودِ، أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ وَافَقَتْ عَلَى حُجَّةِ ٱلدِّفَاعِ ٱلْقَائِلَةِ بِأَنَّ «ٱلتَّحْرِيضَ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ» يُشْتَرَطُ فِيهِ ٱلْحَثُّ عَلَى ٱلْعُنْفِ أَوِ ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ. «وَلَمَّا لَمْ تَتَضَمَّنِ ٱلنَّشْرَةُ أَيًّا مِنْ هٰذَا ٱلتَّحْرِيضِ، ٱعْتُبِرَتْ شَكْلًا مَشْرُوعًا مِنْ أَشْكَالِ حُرِّيَّةِ ٱلتَّعْبِيرِ». وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ عَبَّرَ ٱلْأَخُ هَاو: «رَأَيْتُ بِأُمِّ عَيْنِي أَنَّ يَهْوَهَ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِٱلنَّصْرِ».d
١٦ وَبِٱلْفِعْلِ شَكَّلَ قَرَارُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا نَصْرًا سَاحِقًا حَقَّقَهُ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. فَقَدْ أَلْغَى ٱلْأَسَاسَ لِكُلِّ ٱلْقَضَايَا ٱلْمُعَلَّقَةِ ٱلْـ ١٢٢ ٱلَّتِي ٱتُّهِمَ فِيهَا ٱلشُّهُودُ بِنَشْرِ مَطْبُوعَاتٍ تُحَرِّضُ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ. وَبِنَاءً عَلَى هٰذَا ٱلْحُكْمِ أَيْضًا، بَاتَ مُوَاطِنُو كَنَدَا وَٱلْكُومُنْوِلْث يَتَمَتَّعُونَ بِحُرِّيَّةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ فِي أَدَاءِ ٱلْحُكُومَةِ. كَمَا قَصَمَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ ظَهْرَ ٱلتَّحَالُفِ ٱلْقَائِمِ بَيْنَ ٱلْكَنِيسَةِ وَٱلدَّوْلَةِ ٱلْهَادِفِ إِلَى قَمْعِ حُرِّيَّاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ.e
بَاعَةٌ جَائِلُونَ أَمْ مُبَشِّرُونَ غَيُورُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟
١٧ وَفْقَ أَيَّةِ قَوَانِينَ تُحَاوِلُ بَعْضُ ٱلْحُكُومَاتِ أَنْ تُسَيِّرَ نَشَاطَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟
١٧ عَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ، لَيْسَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ «بَاعَةً جَائِلِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ». (اقرأ ٢ كورنثوس ٢:١٧.) مَعَ ذٰلِكَ، تُحَاوِلُ بَعْضُ ٱلْحُكُومَاتِ أَنْ تُسَيِّرَ نَشَاطَنَا ٱلْكِرَازِيَّ وَفْقَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي قَضِيَّتَيْنِ بَتَّتْ فِيهِمَا ٱلْمَحْكَمَةُ مُجِيبَةً عَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: ‹هَلْ شُهُودُ يَهْوَهَ مُبَشِّرُونَ أَمْ بَاعَةٌ جَائِلُونَ؟›.
١٨، ١٩ كَيْفَ حَاوَلَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلدَّنِمَارْكِيَّةُ أَنْ تَحُدَّ مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ؟
١٨ اَلدَّانِمَارْكُ. فِي ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩٣٢، بَدَأَ ٱلْعَمَلُ بِقَانُونٍ يَمْنَعُ بَيْعَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ حَمْلِ رُخْصَةِ بَائِعٍ جَائِلٍ. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا لَمْ يُقَدِّمُوا طَلَبًا لِلْحُصُولِ عَلَى هٰذِهِ ٱلرُّخَصِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، أَمْضَى خَمْسَةُ نَاشِرِينَ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْكِرَازَةِ فِي بَلْدَةِ رُوسْكِيلْدَ ٱلَّتِي تَبْعُدُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ كلم غَرْبَ ٱلْعَاصِمَةِ كُوبِنْهَاغِن. غَيْرَ أَنَّ أَحَدَ ٱلنَّاشِرِينَ وَيُدْعَى أُوغُسْت لَايْمَان لَمْ يَعُدْ بِحُلُولِ ٱلْمَسَاءِ. فَٱتَّضَحَ أَنَّهُ مُعْتَقَلٌ بِتُهْمَةِ بَيْعِ بَضَائِعَ دُونَ رُخْصَةٍ.
١٩ فِي ١٩ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٣٢، مَثَلَ أُوغُسْت لَايْمَان أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَشَهِدَ أَنَّهُ زَارَ ٱلنَّاسَ فِعْلًا لِعَرْضِ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لٰكِنَّهُ أَنْكَرَ ٱلْعَمَلَ كَبَائِعٍ جَائِلٍ. أَمَّا ٱلْمَحْكَمَةُ فَقَبِلَتْ بِصِحَّةِ أَقْوَالِهِ، وَذَكَرَتْ: «إِنَّ ٱلْمُتَّهَمَ قَادِرٌ عَلَى إِعَالَةِ نَفْسِهِ. وَهُوَ لَا يَنْتَفِعُ مَادِّيًّا، وَلَا نِيَّةَ لَهُ فِي ذٰلِكَ. بَلْ إِنَّ نَشَاطَهُ يُكَبِّدُهُ خَسَائِرَ مَادِّيَّةً». وَإِذْ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلشُّهُودَ، حَكَمَتْ بِأَنَّ نَشَاطَ لَايْمَان لَا يُعَدُّ «نَشَاطًا تِجَارِيًّا». رَغْمَ ذٰلِكَ، صَمَّمَ أَعْدَاءُ شَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ يَضَعُوا حَدًّا لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْبِلَادِ. (مز ٩٤:٢٠) فَظَلَّ ٱلْمُدَّعِي ٱلْعَامُّ يَسْتَأْنِفُ ٱلدَّعْوَى حَتَّى وَصَلَتْ أَخِيرًا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. فَمَاذَا فَعَلَ إِخْوَتُنَا؟
٢٠ أَيُّ حُكْمٍ أَصْدَرَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلدَّنِمَارْكِ، وَمَاذَا فَعَلَ ٱلْإِخْوَةُ مِنْ جِهَتِهِمْ؟
٢٠ فِي ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي سَبَقَ جَلْسَةَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، زَادَ ٱلشُّهُودُ نَشَاطَهُمُ ٱلْكِرَازِيَّ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ ٱلدَّانِمَارْكِ. وَيَوْمَ ٱلثُّلَاثَاءِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ٣ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٣٣ أَعْلَنَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَهَا ٱلَّذِي أَيَّدَتْ فِيهِ قَرَارَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ مُعْلِنَةً أَنَّ أُوغُسْت لَايْمَان لَمْ يَنْتَهِكِ ٱلْقَانُونَ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ عَنَى أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلشُّهُودِ مُوَاصَلَةَ ٱلْكِرَازَةِ بِحُرِّيَّةٍ. فَضَاعَفُوا جُهُودَهُمْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ تَعْبِيرًا عَنِ ٱمْتِنَانِهِمْ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي مَنَحَهُمْ هٰذَا ٱلنَّصْرَ ٱلْقَانُونِيَّ. وَمُنْذُ أُصْدِرَ ذٰلِكَ ٱلْحُكْمُ، بَاتَ بِمَقْدُورِ إِخْوَتِنَا فِي ٱلدَّانِمَارْكِ أَنْ يُتَمِّمُوا خِدْمَتَهُمْ دُونَ أَيِّ تَدَخُّلٍ حُكُومِيٍّ.
شُهُودٌ شُجْعَانٌ فِي ٱلدَّانِمَارْكِ فِي ثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي
٢١، ٢٢ مَاذَا قَرَّرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةِ ٱلْأَخِ مِيرْدُوك؟
٢١ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ. يَوْمَ ٱلْأَحَدِ فِي ٢٥ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) عَامَ ١٩٤٠، ٱعْتُقِلَ فَاتِحٌ يُدْعَى رُوبِرْت مِيرْدُوكَ ٱلْأَصْغَرَ مَعَ سَبْعَةِ إِخْوَةٍ آخَرِينَ خِلَالَ ٱلْكِرَازَةِ فِي مَدِينَةِ جَانِيت قُرْبَ بِيتْسْبُورْغ فِي وِلَايَةِ بِنْسِلْفَانْيَا. بَعْدَئِذٍ أُدِينُوا بِتُهْمَةِ تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ تَرْخِيصٍ. وَحِينَ ٱسْتَأْنَفُوا ٱلْقَضِيَّةَ، وَافَقَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا عَلَى ٱلنَّظَرِ فِيهَا.
٢٢ وَفِي ٣ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٤٣، جَاءَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي صَالِحِ ٱلشُّهُودِ. فَقَدِ ٱعْتَرَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ عَلَى مَطْلَبِ ٱلِٱسْتِحْصَالِ عَلَى رُخْصَةٍ لِأَنَّهُ يَفْرِضُ «رُسُومًا عَلَى حَقٍّ يَكْفَلُهُ ٱلدُّسْتُورُ ٱلْفِدِرَالِيُّ». فَنَقَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْقَانُونَ ٱلَّذِي وَضَعَتْهُ ٱلْمَدِينَةُ لِكَوْنِهِ «قَيْدًا يَحُدُّ مِنْ حُرِّيَّةِ ٱلصِّحَافَةِ وَيُضَيِّقُ عَلَى ٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلدِّينِيَّةِ». وَحِينَ تَلَا ٱلْقَاضِي وِلْيَم دُوغْلَاسُ ٱلْقَرَارَ ٱلَّذِي ٱتُّخِذَ بِأَغْلَبِيَّةِ ٱلْأَصْوَاتِ، قَالَ إِنَّ نَشَاطَ ٱلشُّهُودِ «لَا يَقْتَصِرُ عَلَى مُجَرَّدِ ٱلْكِرَازَةِ أَوْ تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ. بَلْ إِنَّهُ مَزِيجٌ مِنَ ٱلْعَمَلَيْنِ مَعًا». ثُمَّ أَضَافَ: «هٰذَا ٱلشَّكْلُ مِنَ ٱلنَّشَاطِ ٱلدِّينِيِّ يَشْغَلُ مَكَانَةً مَرْمُوقَةً كَمَكَانَةِ ٱلْعِبَادَةِ فِي ٱلْكَنَائِسِ وَٱلْوَعْظِ مِنْ عَلَى ٱلْمَنَابِرِ».
٢٣ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي حَقَّقْنَاهَا عَامَ ١٩٤٣ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا ٱلْيَوْمَ؟
٢٣ شَكَّلَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱنْتِصَارًا قَانُونِيًّا بَارِزًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. فَقَدْ أَكَّدَ هُوِيَّتَنَا ٱلْحَقِيقِيَّةَ: خُدَّامًا مَسِيحِيِّينَ لَا تُجَّارًا جَائِلِينَ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّارِيخِيِّ نَفْسِهِ مِنْ عَامِ ١٩٤٣، رَبِحَ شُهُودُ يَهْوَهَ ١٢ قَضِيَّةً مِنْ أَصْلِ ١٣ مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، بِمَا فِي ذٰلِكَ قَضِيَّةُ مِيرْدُوك. وَهٰذِهِ ٱلْأَحْكَامُ شَكَّلَتْ سَابِقَةً مُهِمَّةً ٱسْتَفَادَ مِنْهَا ٱلْإِخْوَةُ فِي قَضَايَا أَحْدَثَ عَهْدًا حِينَ طَعَنَ ٱلْمُقَاوِمُونَ مُجَدَّدًا فِي حَقِّنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.
«يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ»
٢٤ مَاذَا نَفْعَلُ حِينَ تَحْظُرُ ٱلْحُكُومَةُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟
٢٤ نَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِنَانِ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ حِينَ تَمْنَحُنَا ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحُرِّيَّةٍ. أَمَّا حِينَ تَحْظُرُ كِرَازَتَنَا، فَنُعَدِّلُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ أَسَالِيبَنَا لِنُوَاصِلَ ٱلْعَمَلَ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ. فَلِسَانُ حَالِنَا مَا قَالَهُ ٱلرُّسُلُ قَدِيمًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ». (اع ٥:٢٩؛ مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ، نَلْجَأُ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ كَيْ يُرْفَعَ ٱلْحَظْرُ عَنْ نَشَاطِنَا. إِلَيْكَ مِثَالَيْنِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
٢٥، ٢٦ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ فِي نِيكَارَاغْوَا أَدَّتْ إِلَى نُشُوءِ قَضِيَّةٍ نَظَرَتْ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٢٥ نِيكَارَاغْوَا. فِي ١٩ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٥٢، تَوَجَّهَ ٱلْأَخُ دُونُفَن مَانْسْتِرْمَانُ، ٱلَّذِي كَانَ مُرْسَلًا وَخَادِمًا لِلْفَرْعِ فِي نِيكَارَاغْوَا، إِلَى دَائِرَةِ ٱلْهِجْرَةِ فِي ٱلْعَاصِمَةِ مَانَاغْوَا. فَقَدِ ٱسْتُدْعِيَ لِلْمُثُولِ أَمَامَ رَئِيسِ ٱلدَّائِرَةِ ٱلنَّقِيبِ أَرْنُولْدُو غَارْسِيَا. وَهُنَاكَ أَخْبَرَهُ ٱلنَّقِيبُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ جَمِيعًا «مَمْنُوعُونَ بَعْدَ ٱلْآنَ مِنَ ٱلْكِرَازَةِ بِعَقَائِدِهِمْ وَٱلدِّعَايَةِ لِنَشَاطَاتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ». وَحِينَ ٱسْتَفْسَرَ ٱلْأَخُ عَنِ ٱلسَّبَبِ، أَوْضَحَ ٱلنَّقِيبُ أَنَّ ٱلشُّهُودَ لَمْ يَسْتَحْصِلُوا عَلَى إِذْنٍ مِنْ وَزِيرِ ٱلدَّوْلَةِ بِمُزَاوَلَةِ كِرَازَتِهِمْ وَأَنَّهُمْ مُتَّهَمُونَ بِمُوَالَاةِ ٱلشُّيُوعِيَّةِ. وَمَنِ ٱتَّهَمَهُمْ بِذٰلِكَ؟ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱلْكَاثُولِيكُ.
إِخْوَةٌ فِي نِيكَارَاغْوَا خِلَالَ ٱلْحَظْرِ
٢٦ عَلَى ٱلْفَوْرِ، رَفَعَ ٱلْأَخُ مَانْسْتِرْمَانُ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى وِزَارَةِ ٱلدَّوْلَةِ وَٱلْأَدْيَانِ وَإِلَى ٱلرَّئِيسِ أَنَاسْتَازْيُو سُومُوزَا غَارْسِيَا. وَحِينَ بَاءَتْ جُهُودُهُ بِٱلْفَشَلِ، عَدَّلَ ٱلْإِخْوَةُ أَسَالِيبَهُمْ: أَغْلَقُوا قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱجْتَمَعُوا فِي فِرَقٍ أَصْغَرَ، وَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلشَّهَادَةِ فِي ٱلشَّوَارِعِ؛ وَلٰكِنْ دُونَ أَنْ يَكُفُّوا عَنِ ٱلْمُنَادَاةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، قَدَّمُوا عَرِيضَةً طَالِبِينَ فِيهَا مِنَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي نِيكَارَاغْوَا أَنْ تُصْدِرَ أَمْرًا قَضَائِيًّا بِإِبْطَالِ ٱلْحَظْرِ. وَقَدْ أَخْبَرَتِ ٱلصُّحُفُ فِي مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْبِلَادِ عَنْ حَظْرِ ٱلشُّهُودِ وَعَنْ مَضْمُونِ ٱلْعَرِيضَةِ ٱلَّتِي تَقَدَّمُوا بِهَا. بَعْدَئِذٍ وَافَقَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا عَلَى ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضِيَّةِ. فَمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي ١٩ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٥٣، أَعْلَنَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا أَنَّهَا حَكَمَتْ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَقَدْ وَجَدَتْ أَنَّ ٱلْحَظْرَ يَنْتَهِكُ ضَمَانَاتٍ دُسْتُورِيَّةً، عَلَى وَجْهِ ٱلتَّحْدِيدِ حُرِّيَّةَ ٱلتَّعْبِيرِ وَٱلضَّمِيرِ وَٱلْحَقَّ فِي ٱلْمُجَاهَرَةِ بِٱلْعَقَائِدِ. وَأَمَرَتْ أَنْ تَعُودَ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَ حُكُومَةِ نِيكَارَاغْوَا وَٱلشُّهُودِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهَا.
٢٧ لِمَ ذَهِلَ مُوَاطِنُو نِيكَارَاغْوَا بِسَبَبِ قَرَارِ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَمَاذَا كَانَ رَأْيُ ٱلْإِخْوَةِ فِي هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ؟
٢٧ وَمَا رُدُودُ ٱلْفِعْلِ عَلَى هٰذَا ٱلْقَرَارِ؟ ذَهِلَ مُوَاطِنُو نِيكَارَاغْوَا حِينَ دَافَعَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا عَنِ ٱلشُّهُودِ. فَحَتَّى ذٰلِكَ ٱلتَّارِيخِ، كَانَ لِرِجَالِ ٱلدِّينِ نُفُوذٌ كَبِيرٌ هُنَاكَ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ تَحَاشَتِ ٱلْخِلَافَ مَعَهُمْ. وَٱلرَّسْمِيُّونَ ٱلْحُكُومِيُّونَ أَيْضًا تَمَتَّعُوا بِسُلْطَةٍ وَاسِعَةٍ، وَنَادِرًا مَا خَالَفَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَاتِهِمْ. وَعَلَيْهِ، كَانَ إِخْوَتُنَا وَاثِقِينَ أَنَّهُمُ ٱنْتَصَرُوا بِفَضْلِ حِمَايَةِ مَلِكِهِمْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمُثَابَرَتِهِمْ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ. — اع ١:٨.
٢٨، ٢٩ كَيْفَ تَبَدَّلَتِ ٱلْأَوْضَاعُ فِي زَائِير أَوَاسِطَ ثَمَانِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟
٢٨ زَائِير. فِي أَوَاسِطِ ثَمَانِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، قَارَبَ عَدَدُ ٱلشُّهُودِ فِي زَائِير (اَلْآنَ جُمْهُورِيَّةِ ٱلْكُونْغُو ٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ) ٠٠٠,٣٥. وَكَانَ ٱلْفَرْعُ يَبْنِي مَرَافِقَ جَدِيدَةً لِكَيْ يُجَارُوا ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلَّذِي يَشْهَدُهُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ. كَمَا عُقِدَ فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٨٥ مَحْفِلٌ أُمَمِيٌّ فِي ٱلْعَاصِمَةِ كِينْشَاسَا حَضَرَهُ ٠٠٠,٣٢ مَنْدُوبٍ مِنْ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ مَلَأُوا مُدَرَّجَاتِ مَلْعَبِ ٱلْمَدِينَةِ. وَلٰكِنْ فِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ، أَخَذَتِ ٱلْأَوْضَاعُ تَتَبَدَّلُ . . .
٢٩ يَرْوِي لَنَا مَا حَصَلَ ٱلْأَخُ مَارْسِيل فِيلْتُو، وَهُوَ مُرْسَلٌ كَنَدِيٌّ كَانَ قَدْ وَاجَهَ ٱلِٱضْطِهَادَ خِلَالَ حُكْمِ دُوبْلِسِّي: «اِسْتَلَمَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي ١٢ آذَارَ (مَارِس) عَامَ ١٩٨٦ رِسَالَةً مُفَادُهَا أَنَّ جَمْعِيَّةَ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي زَائِير لَمْ تَعُدْ شَرْعِيَّةً». وَقَدْ وَقَّعَ عَلَى ٱلْحَظْرِ رَئِيسُ ٱلْبِلَادِ بِنَفْسِهِ مُوبُوتُو سِيسِي سِيكُو.
٣٠ أَيُّ قَرَارٍ خَطِيرٍ وَجَبَ عَلَى لَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ ٱتِّخَاذُهُ، وَمَاذَا قَرَّرَتْ؟
٣٠ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، أَعْلَنَتِ ٱلْإِذَاعَةُ ٱلْوَطَنِيَّةُ مَا يَلِي: «لَنْ نَسْمَعَ بِشُهُودِ يَهْوَهَ بَعْدَ ٱلْآنَ». وَعَلَى ٱلْفَوْرِ، ٱنْدَلَعَتْ مَوْجَةُ ٱضْطِهَادٍ عَنِيفٍ. فَدُمِّرَتِ ٱلْقَاعَاتُ، وَسُلِبَ إِخْوَتُنَا وَٱعْتُقِلُوا وَسُجِنُوا وَضُرِبُوا. حَتَّى أَوْلَادُ ٱلشُّهُودِ زُجُّوا فِي ٱلسِّجْنِ! ثُمَّ فِي ١٢ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ١٩٨٨، وَضَعَتِ ٱلْحُكُومَةُ يَدَهَا عَلَى مُمْتَلَكَاتِ ٱلْهَيْئَةِ، كَمَا ٱحْتَلَّتْ فِرْقَةٌ عَسْكَرِيَّةٌ تُدْعَى ٱلْحَرَسَ ٱلْأَهْلِيَّ مَبَانِيَ ٱلْفَرْعِ. فَرَفَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلرَّئِيسِ مُوبُوتُو، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَلْقَوْا أَيَّ جَوَابٍ. إِذَّاكَ وَجَبَ عَلَى لَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ ٱتِّخَاذُ قَرَارٍ خَطِيرٍ: هَلْ تَسْتَأْنِفُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا أَمْ تَنْتَظِرُ. يَتَذَكَّرُ تِيمُوتِي هُومْزُ ٱلَّذِي خَدَمَ مُرْسَلًا وَمُنَسِّقًا لِلَجْنَةِ ٱلْفَرْعِ آنَذَاكَ: «لَجَأْنَا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ وَٱلْإِرْشَادِ». وَبَعْدَمَا تَدَاوَلَتِ ٱللَّجْنَةُ مُطَوَّلًا، رَأَتْ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَيْسَ مُنَاسِبًا لِلسَّعْيِ وَرَاءَ أَيِّ إِجْرَاءٍ قَانُونِيٍّ. فَرَكَّزُوا عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْإِخْوَةِ وَإِيجَادِ طُرُقٍ لِمُوَاصَلَةِ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.
«لَقَدْ رَأَيْنَا قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى تَغْيِيرِ ٱلْأُمُورِ»
٣١، ٣٢ أَيُّ قَرَارٍ لَافِتٍ ٱتَّخَذَتْهُ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي زَائِير، وَكَيْفَ أَثَّرَ عَلَى إِخْوَتِنَا؟
٣١ وَلٰكِنْ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ، تَضَاءَلَ ٱلضَّغْطُ عَلَى ٱلشُّهُودِ وَتَعَزَّزَ ٱحْتِرَامُ حُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلْبِلَادِ. فَرَأَتْ لَجْنَةُ ٱلْفَرْعِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيَطْعَنُوا فِي قَرَارِ ٱلْحَظْرِ. فَرَفَعُوا ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْقَضَائِيَّةِ ٱلْعُلْيَا فِي زَائِير. وَلِدَهْشَتِهِمْ قَبِلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ. ثُمَّ فِي ٨ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) عَامَ ١٩٩٣، أَيْ بَعْدَ سَبْعِ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا عَلَى صُدُورِ ٱلْأَمْرِ ٱلرِّئَاسِيِّ بِحَظْرِ عَمَلِنَا، قَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِأَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلْحُكُومِيَّ ٱلْمُتَّخَذَ بِحَقِّ ٱلشُّهُودِ غَيْرُ شَرْعِيٍّ. وَنَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رُفِعَ ٱلْحَظْرُ عَنْ عَمَلِنَا. هَلْ تُصَدِّقُ؟! لَقَدْ أَبْطَلَ ٱلْقُضَاةُ قَرَارًا ٱتَّخَذَهُ رَئِيسُ ٱلْبِلَادِ بِنَفْسِهِ مُعَرِّضِينَ حَيَاتَهُمْ لِلْخَطَرِ! يُعَلِّقُ ٱلْأَخُ هُومْز عَلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ قَائِلًا: «لَقَدْ رَأَيْنَا قُدْرَةَ يَهْوَهَ عَلَى تَغْيِيرِ ٱلْأُمُورِ». (دا ٢:٢١) وَهٰذَا ٱلنَّصْرُ قَوَّى إِيمَانَ إِخْوَانِنَا إِذْ شَعَرُوا أَنَّ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ وَجَّهَ شَعْبَهُ لِيَعْرِفُوا مَتَى وَكَيْفَ يَتَحَرَّكُونَ.
يُقَدِّرُ ٱلشُّهُودُ فِي جُمْهُورِيَّةِ ٱلْكُونْغُو ٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ حَقَّهُمْ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ
٣٢ بَعْدَمَا رُفِعَ ٱلْحَظْرُ، سُمِحَ لِمَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ أَنْ يَأْتِيَ بِمُرْسَلِينَ وَيُشَيِّدَ مَبَانِيَ فَرْعٍ جَدِيدَةً وَيَسْتَوْرِدَ مَطْبُوعَاتٍ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.f أَوَلَا يَفْرَحُ خُدَّامُ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ حِينَ يَرَوْنَ كَيْفَ يَحْمِي خَيْرَ شَعْبِهِ ٱلرُّوحِيَّ؟! — اش ٥٢:١٠.
«يَهْوَهُ مُعِينِي»
٣٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْعَيِّنَةِ مِنَ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَانُونِيَّةِ؟
٣٣ بَعْدَمَا تَأَمَّلْنَا فِي بَعْضِ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، لَاحَظْنَا دُونَ شَكٍّ أَنَّ يَسُوعَ وَفَى بِوَعْدِهِ ٱلْقَائِلِ: «أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لَا يَقْدِرُ كُلُّ مُعَارِضِيكُمْ مَعًا أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا». (اقرأ لوقا ٢١:١٢-١٥.) وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، دَبَّرَ يَهْوَهُ أَشْخَاصًا كَغَمَالَائِيلَ قَدِيمًا يَحْمِي بِهِمْ شَعْبَهُ. أَوْ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى دَفَعَ قُضَاةً وَمُحَامِينَ شُجْعَانًا إِلَى ٱلْوُقُوفِ بِثَبَاتٍ دِفَاعًا عَنِ ٱلْعَدْلِ. حَقًّا، لَقَدْ حَوَّلَ يَهْوَهُ سُيُوفَ مُقَاوِمِينَا ٱلْقَاطِعَةَ ٱلْحَادَّةَ إِلَى سُيُوفٍ كَلِيلَةٍ ضَعِيفَةٍ! (اقرأ اشعيا ٥٤:١٧.) فَكَيْفَ لِلِٱضْطِهَادِ أَنْ يَقِفَ فِي وَجْهِ ٱلْعَمَلِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟!
٣٤ مَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ، وَمَاذَا تُبَرْهِنُ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «اِنْتِصَارَاتٌ تَارِيخِيَّةٌ فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا سَاهَمَتْ فِي تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ».)
٣٤ وَلٰكِنْ رُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ: ‹وَمَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ هٰذِهِ؟›. لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَكَانَةٍ بَارِزَةٍ وَلَا بِنُفُوذٍ كَبِيرٍ. وَنَحْنُ لَا نُصَوِّتُ فِي ٱلِٱنْتِخَابَاتِ، وَلَا نَدْعَمُ حَمَلَاتٍ سِيَاسِيَّةً، وَلَا نَضْغَطُ عَلَى ٱلسِّيَاسِيِّينَ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِنَا. كَمَا أَنَّ إِخْوَتَنَا ٱلَّذِينَ يُجَرُّونَ إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا غَالِبًا مَا يُعْتَبَرُونَ ‹غَيْرَ مُتَعَلِّمِينَ وَعَامِّيِّينَ›. (اع ٤:١٣) لِذَا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، قَلِيلَةٌ هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ ٱلْمَحَاكِمَ إِلَى مُسَاعَدَتِنَا وَٱلْوُقُوفِ فِي وَجْهِ مُقَاوِمِينَا ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ ٱلنَّافِذِينَ. مَعَ ذٰلِكَ، حَكَمَتِ ٱلْمَحَاكِمُ لِصَالِحِنَا ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى! فَٱنْتِصَارَاتُنَا ٱلْقَانُونِيَّةُ تُبَرْهِنُ أَنَّنَا نَسِيرُ «بِمَرْأًى مِنَ ٱللّٰهِ، فِي صُحْبَةِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ٢:١٧) فَلْنَضُمَّ صَوْتَنَا إِذًا إِلَى صَوْتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ: «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ». — عب ١٣:٦.
a كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ، قَضِيَّةُ كَانْتْوِل ضِدُّ وِلَايَةِ كُونَكْتِيكُت، ٱلْأُولَى بَيْنَ ٤٣ قَضِيَّةً دَافَعَ فِيهَا ٱلْأَخُ هَايْدِن كُوفِنْغْتُن عَنِ ٱلْإِخْوَةِ أَمَامَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ ٱلْعُلْيَا. وَقَدْ مَاتَ هٰذَا ٱلْأَخُ سَنَةَ ١٩٧٨. وَأَرْمَلَتُهُ دُورُوثِي بَقِيَتْ أَمِينَةً حَتَّى وَفَاتِهَا عَامَ ٢٠١٥ عَنْ عُمْرِ ٩٢ سَنَةً.
b اِسْتَنَدَتِ ٱلتُّهْمَةُ إِلَى قَانُونٍ وُضِعَ عَامَ ١٦٠٦ خَوَّلَ هَيْئَةَ ٱلْمُحَلَّفِينَ أَنْ تَدِينَ ٱلْمُتَّهَمَ إِذَا رَأَتْ أَنَّ أَقْوَالَهُ تَبُثُّ ٱلْعَدَاوَاتِ، حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ صَحِيحَةً.
c عَامَ ١٩٥٠ خَدَمَ ١٦٤ خَادِمًا كَامِلَ ٱلْوَقْتِ فِي كِيبِك بِمَنْ فِيهِمْ ٦٣ خِرِّيجًا مِنْ جِلْعَادَ قَبِلُوا تَعْيِينَهُمْ طَوْعًا رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ بِٱنْتِظَارِهِمْ.
d كَانَ ٱلْأَخُ غْلِن هَاو مُحَامِيًا بَارِعًا وَشُجَاعًا خَاضَ مِئَاتِ ٱلْمَعَارِكِ ٱلْقَانُونِيَّةِ دِفَاعًا عَنْ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي كَنَدَا وَبُلْدَانٍ أُخْرَى مِنْ عَامِ ١٩٤٣ حَتَّى عَامِ ٢٠٠٣.
e لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلتَّفَاصِيلِ حَوْلَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ، رَاجِعْ مَقَالَةَ «اَلْحَرْبُ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ» فِي عَدَدِ ٢٢ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٠ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ! ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢٤.
f أَخْلَى ٱلْحَرَسُ ٱلْأَهْلِيُّ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ مَبَانِيَ ٱلْفَرْعِ، لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ شَيَّدُوا مَبَانِيَ جَدِيدَةً فِي مَوْقِعٍ ثَانٍ.
-
-
الولاء لحكومة اللّٰه وحدهاملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٤
اَلْوَلَاءُ لِحُكُومَةِ ٱللّٰهِ وَحْدَهَا
١، ٢ (أ) أَيُّ مَبْدَإٍ يُوَجِّهُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا؟ (ب) كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْأَعْدَاءُ أَنْ يَهْزِمُونَا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
أَمَامَ بِيلَاطُسَ، أَقْوَى قَاضٍ حُكُومِيٍّ فِي ٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، تَفَوَّهَ يَسُوعُ بِمَبْدَإٍ لَا يَزَالُ يُوَجِّهُ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. قَالَ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي جُزْءًا مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْلَا أُسَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ. وَلٰكِنَّ مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هُنَا». (يو ١٨:٣٦) بُعَيْدَ ذٰلِكَ، أُعْدِمَ يَسُوعُ بِأَمْرٍ مِنْ بِيلَاطُسَ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارَ عَلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ كَانَ وَقْتِيًّا. فَٱلْمَسِيحُ أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ ٱلْأَمْوَاتِ. وَرَغْمَ أَنَّ أَبَاطِرَةَ رُومَا ٱلْعَظِيمَةِ حَاوَلُوا لَاحِقًا ٱلْقَضَاءَ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ، مُنِيَتْ جُهُودُهُمْ كُلُّهَا بِٱلْفَشَلِ. فَقَدْ نَشَرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ. — كو ١:٢٣.
٢ وَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ، حَاوَلَتْ بَعْضُ أَعْظَمِ ٱلْقِوَى ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فِي ٱلتَّارِيخِ أَنْ تَقْضِيَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ بَعْدَ تَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤. وَلٰكِنْ أَيٌّ مِنْهَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَهْزِمَنَا. هٰذَا وَقَدْ سَعَتْ حُكُومَاتٌ وَفِئَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ كَثِيرَةٌ أَنْ تُوَرِّطَنَا فِي نِزَاعَاتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا فَشِلَتْ فِي تَقْسِيمِنَا. فَرَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ مُوَحَّدُونَ فِي أُخُوَّةٍ عَالَمِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ وَحِيَادِيُّونَ تَمَامًا فِي شُؤُونِ ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ ٱلْأَرْضِ تَقْرِيبًا. وَوَحْدَتُنَا هٰذِهِ تُشَكِّلُ دَلِيلًا قَاطِعًا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ وَأَنَّ مَلِكَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُوَجِّهُ وَيُمَحِّصُ وَيَحْمِي رَعَايَاهُ. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي كَيْفَ أَدَّى ٱلْمَلِكُ دَوْرَهُ هٰذَا، وَلَاحِظْ بَعْضَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي أُنْعِمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي سَعْيِنَا أَلَّا نَكُونَ «جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». — يو ١٧:١٤.
قَضِيَّةٌ تُوضَعُ تَحْتَ ٱلْأَضْوَاءِ
٣، ٤ (أ) مَاذَا حَدَثَ عِنْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) هَلْ فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ كَامِلًا مِنَ ٱلْبِدَايَةِ مَسْأَلَةَ ٱلْحِيَادِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ عَقِبَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱنْدَلَعَتْ حَرْبٌ فِي ٱلسَّمَاءِ طُرِحَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى أَثَرِهَا إِلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرإ الرؤيا ١٢:٧-١٠، ١٢.) وَفِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، نَشِبَتْ حَرْبٌ أُخْرَى عَلَى ٱلْأَرْضِ وَضَعَتْ تَصْمِيمَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. فَقَدْ كَانُوا عَازِمِينَ أَنْ يَتَّبِعُوا مِثَالَ يَسُوعَ وَلَا يَكُونُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَا يَسْتَلْزِمُهُ ٱلِٱمْتِنَاعُ عَنِ ٱلتَّدَخُّلِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ كَافَّةً.
٤ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا ذُكِرَ فِي ٱلْمُجَلَّدِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سِلْسِلَةِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ ٱلصَّادِرِ عَامَ ١٩٠٤.a فَقَدْ شَجَّعَ هٰذَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلْخَوْضَ فِي ٱلْحُرُوبِ. أَمَّا إِذَا ٱسْتُدْعِيَ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى ٱلتَّجْنِيدِ ٱلْإِجْبَارِيِّ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ غَيْرِ ٱلْقِتَالِيَّةِ. وَفِي حَالِ تَعَذَّرَ عَلَيْهِ ذٰلِكَ وَأُرْسِلَ إِلَى سَاحَةِ ٱلْحَرْبِ، يَنْبَغِي أَنْ يَحْرَصَ أَلَّا يَقْتُلَ أَحَدًا. تَعْلِيقًا عَلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، قَالَ هِرْبِرْت سِينْيُورُ ٱلَّذِي عَاشَ فِي بَرِيطَانِيَا وَٱعْتَمَدَ عَامَ ١٩٠٥: «كَانَ ٱلْإِخْوَةُ مُشَوَّشِينَ وَلَمْ يَتَوَفَّرْ لَهُمْ إِرْشَادٌ وَاضِحٌ يُحَدِّدُ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَلْتَحِقُوا بِٱلْجَيْشِ إِذَا ٱقْتَصَرَتْ خِدْمَتُهُمْ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ غَيْرِ ٱلْقِتَالِيَّةِ».
٥ كَيْفَ بَدَأَ عَدَدُ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِتَحْسِينِ فَهْمِنَا لِقَضِيَّةِ ٱلْحِيَادِ؟
٥ غَيْرَ أَنَّ عَدَدَ ١ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٥ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بَدَأَ بِتَحْسِينِ فَهْمِنَا لِهٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. فَقَدْ ذَكَرَ بِشَأْنِ ٱلتَّوْصِيَاتِ ٱلْوَارِدَةِ فِي دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: «نَشُكُّ فِي أَنَّ مَسْلَكًا كَهٰذَا لَا يَتَضَمَّنُ مُسَاوَمَةً عَلَى مَبَادِئِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ هُدِّدَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱلْإِعْدَامِ رَمْيًا بِٱلرَّصَاصِ لِرَفْضِهِ لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَأَدَاءَ ٱلْخِدْمَةِ؟ حَلَّلَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي: «أَيُّمَا أَسْوَأُ، أَنْ نُرْمَى بِٱلرَّصَاصِ بِسَبَبِ وَلَائِنَا لِرَئِيسِ ٱلسَّلَامِ وَرَفْضِنَا عِصْيَانَ أَوَامِرِهِ، أَمْ أَنْ نُقْتَلَ فِيمَا نَخْدُمُ تَحْتَ رَايَةِ أُولٰئِكَ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْضِيِّينَ فَيَبْدُو لِلنَّاظِرِ أَنَّنَا نَدْعَمُهُمْ وَنَخُونُ، أَقَلُّهُ فِي ٱلظَّاهِرِ، تَعَالِيمَ مَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟! إِذَا خُيِّرْنَا بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْمِيتَتَيْنِ نَخْتَارُ ٱلْأُولَى مُفَضِّلِينَ ٱلْمَوْتَ فِي سَبِيلِ أَمَانَتِنَا لِمَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ». وَلٰكِنْ رَغْمَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْقَوِيَّةِ، ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ فِي ٱلْخِتَامِ: «لَسْنَا نَدْفَعُ بِٱتِّجَاهِ هٰذَا ٱلْمَسْلَكِ؛ إِنَّنَا نَقْتَرِحُهُ فَقَطْ».
٦ مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنْ مِثَالِ ٱلْأَخِ هِرْبِرْت سِينْيُور؟
٦ مَعَ ذٰلِكَ، ٱسْتَوْعَبَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْقَضِيَّةَ كَامِلًا وَحَسَمُوا أَمْرَهُمْ. يُخْبِرُ هِرْبِرْت سِينْيُورُ ٱلْمُقْتَبَسُ مِنْهُ آنِفًا: «لَمْ أَجِدْ فَرْقًا بَيْنَ إِفْرَاغِ ٱلذَّخِيرَةِ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ [خِدْمَةٍ غَيْرِ قِتَالِيَّةٍ] وَوَضْعِهَا فِي ٱلْبَنَادِقِ ٱسْتِعْدَادًا لِإِطْلَاقِهَا». (لو ١٦:١٠) وَنَتِيجَةَ ٱعْتِرَاضِهِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ، زُجَّ ٱلْأَخُ سِينْيُور فِي ٱلسِّجْنِ. فَكَانَ هُوَ وَأَرْبَعَةُ إِخْوَةٍ آخَرِينَ ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ ١٦ مُعْتَرِضًا، بِمَنْ فِيهِمْ رِجَالٌ مِنْ طَوَائِفَ أُخْرَى، سُجِنُوا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ فِي سِجْنِ رِيتْشْمُونْد فِي بَرِيطَانِيَا. بَعْدَئِذٍ نُقِلَ ٱلْأَخُ سِرًّا مَعَ سُجَنَاءَ غَيْرِهِ إِلَى ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ فِي فَرَنْسَا. وَهُنَاكَ حُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلْإِعْدَامِ رَمْيًا بِٱلرَّصَاصِ. فَأُجْبِرَ هُوَ وَآخَرُونَ عَلَى ٱلِٱصْطِفَافِ أَمَامَ كَتِيبَةِ ٱلْإِعْدَامِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْحُكْمَ لَمْ يُنَفَّذْ فِيهِمْ، بَلْ خُفِّضَتِ ٱلْعُقُوبَةُ إِلَى ٱلسَّجْنِ عَشْرَ سَنَوَاتٍ.
«بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ وَلَوْ خَيَّمَ شَبَحُ ٱلْحَرْبِ عَلَى ٱلْعَالَمِ». — سَيْمُون كْرَاكِر (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
٧ مَاذَا فَهِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ؟
٧ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، تَوَضَّحَ مَفْهُومُ شَعْبِ يَهْوَهَ كَكُلٍّ لِلْقَضِيَّةِ. فَقَبْلَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، كَانُوا قَدْ تَوَصَّلُوا إِلَى فَهْمٍ أَوْضَحَ لِمَا يَشْمُلُهُ ٱلْحِيَادُ وَٱتِّبَاعُ مِثَالِ يَسُوعَ. (مت ٢٦:٥١-٥٣؛ يو ١٧:١٤-١٦؛ ١ بط ٢:٢١) مَثَلًا، تَضَمَّنَ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٣٩ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَقَالَةً تَارِيخِيَّةً بِعُنْوَانِ «اَلْحِيَادُ»، جَاءَ فِيهَا: «إِنَّ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلَّتِي يَنْبَغِي لِشَعْبِ عَهْدِ يَهْوَهَ ٱلْآنَ ٱلسَّيْرُ بِمُقْتَضَاهَا هِيَ مَبْدَأُ ٱلْحِيَادِ ٱلتَّامِّ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَحَارِبَةِ». عَلَّقَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ سَيْمُون كْرَاكِرُ ٱلَّذِي خَدَمَ لَاحِقًا فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك، قَائِلًا: «بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱلْجَمِيعِ وَلَوْ خَيَّمَ شَبَحُ ٱلْحَرْبِ عَلَى ٱلْعَالَمِ». وَقَدْ جَاءَ هٰذَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ فِي حِينِهِ، إِذْ سَاعَدَ شَعْبَ ٱللّٰهِ أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِهُجُومٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ يَمْتَحِنُ وَلَاءَهُمْ لِلْمَلَكُوتِ.
«نَهْرٌ» مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ يُهَدِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ
٨، ٩ كَيْفَ تَمَّتْ نُبُوَّةُ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا؟
٨ أَنْبَأَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا أَنَّ ٱلتِّنِّينَ، أَيِ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ، سَيُحَاوِلُ بَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤ إِبَادَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِإِلْقَاءِ نَهْرٍ مَجَازِيٍّ مِنْ فَمِهِ.b (اقرإ الرؤيا ١٢:٩، ١٥.) فَكَيْفَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ؟ اِبْتِدَاءً مِنْ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَفَاقَمَتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ ضِدَّ شَعْبِ ٱللّٰهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، سُجِنَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ بِسَبَبِ وَلَائِهِمْ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَمِنْ بَيْنِ هٰؤُلَاءِ كَانَ ٱلْأَخُ كْرَاكِرُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا. حَتَّى إِنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ شَكَّلُوا أَكْثَرَ مِنْ ثُلُثَيِ ٱلَّذِينَ ٱعْتُقِلُوا فِي ٱلسُّجُونِ ٱلْفِدِرَالِيَّةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ بِتُهْمَةِ ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْحَرْبِ بِدَافِعٍ دِينِيٍّ.
٩ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، كَانَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَعْوَانُهُ مُصَمِّمِينَ أَنْ يُقَوِّضُوا ٱسْتِقَامَةَ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ أَيْنَمَا وُجِدُوا. فَفِي كُلِّ أَنْحَاءِ إِفْرِيقْيَا وَأُورُوبَّا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، سِيقَ ٱلْإِخْوَةُ أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ وَٱلْهَيْئَاتِ ٱلْمَسْؤُولَةِ عَنْ إِخْلَاءِ ٱلسَّبِيلِ. وَبِسَبَبِ تَصْمِيمِهِمِ ٱلرَّاسِخِ عَلَى ٱلْبَقَاءِ حِيَادِيِّينَ، سُجِنُوا وَضُرِبُوا حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ أُصِيبَ بِعَطَبٍ دَائِمٍ. وَفِي أَلْمَانِيَا، وَاجَهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ ضَغْطًا هَائِلًا لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا تَأْدِيَةَ ٱلتَّحِيَّةِ لِهِتْلِر وَٱلْمُسَاهَمَةَ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَرْبِيَّةِ. فَأُلْقِيَ نَحْوُ ٠٠٠,٦ مِنْهُمْ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ ٱلنَّازِيَّةِ وَقَضَى أَكْثَرُ مِنْ ٦٠٠,١ مِنْ أَلْمَانِيَا وَبُلْدَانٍ أُخْرَى عَلَى يَدِ مُعَذِّبِيهِمْ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ، عَجِزَ إِبْلِيسُ عَنْ إِلْحَاقِ ضَرَرٍ دَائِمٍ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ. — مر ٨:٣٤، ٣٥.
‹اَلْأَرْضُ تَبْتَلِعُ ٱلنَّهْرَ›
١٠ إِلَامَ تَرْمُزُ «ٱلْأَرْضُ»، وَكَيْفَ تَدَخَّلَتْ لِمَصْلَحَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ؟
١٠ كَشَفَتْ نُبُوَّةُ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا أَنَّ «ٱلْأَرْضَ»، أَيْ أَرْكَانَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلْأَكْثَرَ ٱعْتِدَالًا، سَتَبْتَلِعُ «نَهْرَ» ٱلْمُقَاوَمَةِ مُقَدِّمَةً ٱلْعَوْنَ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ. وَكَيْفَ تَمَّ هٰذَا ٱلْجُزْءُ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ؟ فِي ٱلْعُقُودِ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، غَالِبًا مَا تَدَخَّلَتِ «ٱلْأَرْضُ» لِمَصْلَحَةِ أَتْبَاعِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلْأُمَنَاءِ. (اقرإ الرؤيا ١٢:١٦.) نَذْكُرُ فِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ مَحَاكِمَ نَافِذَةً عَدِيدَةً حَمَتْ حَقَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي رَفْضِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ. لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي عَيِّنَةٍ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَى شَعْبِهِ فِي قَضِيَّةِ تَأْدِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. — مز ٦٨:٢٠.
١١، ١٢ مَاذَا وَاجَهَ ٱلْأَخَوَانِ سِيكَارِيلَّا وَثْلِيمَانُوس، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١١ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. كَانَ أَنْطُونِي سِيكَارِيلَّا وَاحِدًا مِنْ سِتَّةِ أَوْلَادٍ نَشَأُوا فِي كَنَفِ عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ. اِعْتَمَدَ بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً، وَحِينَ أَتَمَّ ٱلْـ ٢١ سَجَّلَ ٱسْمَهُ فِي مَكْتَبِ ٱلتَّجْنِيدِ بِصِفَةِ خَادِمٍ دِينِيٍّ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ، أَيْ عَامَ ١٩٥٠، طَلَبَ أَنْ يُعَادَ تَسْجِيلُهُ بِصِفَةِ مُعْتَرِضٍ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ. وَمَعَ أَنَّ مَكْتَبَ ٱلتَّحْقِيقَاتِ ٱلْفِدِرَالِيَّ لَمْ يَجِدْ مَأْخَذًا عَلَيْهِ، رَفَضَتْ وِزَارَةُ ٱلْعَدْلِ طَلَبَهُ. بَعْدَئِذٍ رُفِعَتْ قَضِيَّتُهُ إِلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلْمَحَاكِمِ، حَتَّى نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْعُلْيَا فِيهَا وَقَضَتْ لِصَالِحِ ٱلْأَخِ سِيكَارِيلَّا مُبْطِلَةً ٱلْأَحْكَامَ ٱلسَّابِقَةَ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ سَاهَمَ فِي وَضْعِ سَابِقَةٍ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا كَافَّةُ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْأَمِيرْكِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَعْتَرِضُونَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ.
١٢ اَلْيُونَانُ. عَامَ ١٩٨٣، حُكِمَ عَلَى يَاكُوفُوس ثْلِيمَانُوس بِٱلسَّجْنِ بَعْدَ إِدَانَتِهِ بِٱلتَّمَرُّدِ لِرَفْضِهِ لُبْسَ ٱلْبِزَّةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. وَبَعْدَ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِ، قَدَّمَ طَلَبًا لِلْحُصُولِ عَلَى وَظِيفَةِ مُحَاسِبٍ، غَيْرَ أَنَّ طَلَبَهُ رُفِضَ لِأَنَّهُ سَبَقَ وَأُدِينَ بِجِنَايَةٍ. فَرَفَعَ حِينَئِذٍ ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَى ٱلْقَضَاءِ. وَعِنْدَمَا خَسِرَ فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْيُونَانِيَّةِ، تَقَدَّمَ بِدَعْوَى إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَعَامَ ٢٠٠٠، حَكَمَتْ لِصَالِحِهِ ٱلْغُرْفَةُ ٱلْكُبْرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَحْكَمَةِ، وَهِيَ هَيْئَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ ١٧ قَاضِيًا، وَاضِعَةً بِٱلتَّالِي سَابِقَةً تَمْنَعُ ٱلتَّمْيِيزَ وَٱلْمُحَابَاةَ. حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَانَ أَكْثَرُ مِنْ ٥٠٠,٣ أَخٍ فِي ٱلْيُونَانِ مُدَانِينَ بِجِنَايَةٍ بِسَبَبِ مَوْقِفِهِمِ ٱلْحِيَادِيِّ. أَمَّا بَعْدَ إِصْدَارِ هٰذَا ٱلْحُكْمِ ٱلْمُؤَاتِي، فَأَقَرَّتْ دَوْلَةُ ٱلْيُونَانِ قَانُونًا يُبَرِّئُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ مِنْ أَيِّ تُهَمٍ جِنَائِيَّةٍ. ثُمَّ حِينَ نُقِّحَ ٱلدُّسْتُورُ ٱلْيُونَانِيُّ، أُعِيدَ ٱلتَّأْكِيدُ عَلَى قَانُونٍ سُنَّ قَبْلَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ يَكْفَلُ لِجَمِيعِ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْحَقَّ فِي تَأْدِيَةِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ بَدِيلَةٍ.
«قَبْلَ دُخُولِ قَاعَةِ ٱلْمَحْكَمَةِ، صَلَّيْتُ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَهَ، فَمَنَحَنِي سَكِينَةً شَعَرْتُ بِهَا فِي أَعْمَاقِي». — إِفَايْلُو سْتِفَانُوف (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٣، ١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ بِرَأْيِكَ مِنْ قَضِيَّتَيْ إِفَايْلُو سْتِفَانُوف وَفَاهَان بَايَاتْيَان؟
١٣ بُلْغَارْيَا. عَامَ ١٩٩٤، ٱسْتُدْعِيَ إِفَايْلُو سْتِفَانُوف (١٩ عَامًا) لِلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. فَرَفَضَ ٱلِٱلْتِحَاقَ بِٱلْجَيْشِ أَوْ تَأْدِيَةَ مُهِمَّاتٍ غَيْرِ قِتَالِيَّةٍ تَحْتَ إِمْرَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ. عِنْدَئِذٍ حُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلسَّجْنِ ١٨ شَهْرًا. غَيْرَ أَنَّهُ ٱسْتَأْنَفَ ٱلْحُكْمَ مُسْتَنِدًا إِلَى حَقِّهِ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ. فَأُحِيلَتْ قَضِيَّتُهُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تَنْظُرَ ٱلْمَحْكَمَةُ فِي ٱلْقَضِيَّةِ، تَوَصَّلَ ٱلطَّرَفَانِ إِلَى تَسْوِيَةٍ حُبِّيَّةٍ عَامَ ٢٠٠١. وَبِمُوجَبِ ٱلتَّسْوِيَةِ، لَمْ تَعْفُ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْبُلْغَارِيَّةُ عَنِ ٱلْأَخِ سْتِفَانُوف فَحَسْبُ، بَلْ عَنْ جَمِيعِ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْبُلْغَارِيِّينَ ٱلْمُسْتَعِدِّينَ لِتَأْدِيَةِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ بَدِيلَةٍ.c
١٤ أَرْمِينْيَا. دُعِيَ فَاهَان بَايَاتْيَان إِلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ ٱلْإِلْزَامِيَّةِ عَامَ ٢٠٠١.d فَٱعْتَرَضَ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَيْشِ، غَيْرَ أَنَّهُ خَسِرَ دَعَاوَى ٱلِٱسْتِئْنَافِ كَافَّةً فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. ثُمَّ فِي أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) عَامَ ٢٠٠٢، بَدَأَ بِتَنْفِيذِ حُكْمٍ بِٱلسَّجْنِ مُدَّتُهُ سَنَتَانِ وَنِصْفٌ. وَلٰكِنْ بَعْدَ عَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَنِصْفٍ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ. خِلَالَ تِلْكَ ٱلْمُدَّةِ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ، فَنَظَرَتْ فِيهَا. وَلٰكِنْ فِي ٢٧ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) عَامَ ٢٠٠٩، جَاءَ حُكْمُ ٱلْمَحْكَمَةِ ضِدَّهُ. وَقَدْ شَكَّلَ ذٰلِكَ فِي ٱلظَّاهِرِ ضَرْبَةً قَاضِيَةً لِلْإِخْوَةِ ٱلْأَرْمَنِ ٱلْمَعْنِيِّينَ بِهٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْغُرْفَةَ ٱلْكُبْرَى فِي ٱلْمَحْكَمَةِ أَعَادَتِ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْقَضِيَّةِ وَحَكَمَتْ فِي ٧ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١١ لِصَالِحِ فَاهَان بَايَاتْيَان. وَكَانَتْ هٰذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ تَعْتَرِفُ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ حَقَّ ٱلْفَرْدِ فِي ٱلِٱعْتِرَاضِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِهِ يَنْدَرِجُ فِي إِطَارِ ٱلْحَقِّ فِي حُرِّيَّةِ ٱلْفِكْرِ وَٱلضَّمِيرِ وَٱلدِّينِ، وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ ٱحْتِرَامُهُ. وَهٰذَا ٱلْحُكْمُ لَمْ يَحْمِ حُقُوقَ شُهُودِ يَهْوَهَ فَحَسْبُ، بَلْ مِئَاتِ ٱلْمَلَايِينِ مِنْ سُكَّانِ ٱلدُّوَلِ ٱلْأَعْضَاءِ فِي مَجْلِسِ أُورُوبَّا.e
أُطْلِقَ سَرَاحُ ٱلْإِخْوَةِ في أَرْمِينْيَا بَعْدَمَا حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ لِصَالِحِهِمْ
اَلِٱحْتِفَالَاتُ ٱلْوَطَنِيَّةُ
١٥ لِمَ يَمْتَنِعُ شَعْبُ يَهْوَهَ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ؟
١٥ لَا يُحَافِظُ شَعْبُ يَهْوَهَ عَلَى وَلَائِهِ لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِرَفْضِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ أَيْضًا. فَقَدِ ٱجْتَاحَتِ ٱلْعَالَمَ مَوْجَةٌ مِنَ ٱلْحَمِيَّةِ ٱلْوَطَنِيَّةِ، خُصُوصًا بَعْدَ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَبَاتَ مُوَاطِنُو دُوَلٍ كَثِيرَةٍ مُلْزَمِينَ أَنْ يَتَعَهَّدُوا بِٱلْوَلَاءِ لِوَطَنِهِمْ، إِمَّا مِنْ خِلَالِ تِلَاوَةِ عَهْدٍ مُعَيَّنٍ أَوْ إِنْشَادِ ٱلنَّشِيدِ ٱلْوَطَنِيِّ أَوْ تَحِيَّةِ ٱلْعَلَمِ. أَمَّا نَحْنُ فَنُولِي يَهْوَهَ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ. (خر ٢٠:٤، ٥) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَاجَهْنَا مِرَارًا فَيْضًا مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ. إِلَّا أَنَّ ٱللّٰهَ ٱسْتَخْدَمَ «ٱلْأَرْضَ» هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا لِتَبْتَلِعَ بَعْضًا مِنْهُ. إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ عَدَدًا مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْبَارِزَةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ. — مز ٣:٨.
١٦، ١٧ مَاذَا وَاجَهَ لِيلِيَان وَوِلْيَم غُوبَايْتِس، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَضِيَّتِهِمَا؟
١٦ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. عَامَ ١٩٤٠، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا ضِدَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي قَضِيَّةِ اَلْمَجْلِسُ ٱلتَّعْلِيمِيُّ لِمُقَاطَعَةِ مَايْنِرْزْفِل ضِدَّ غُوبَايْتِس. فَقَدْ صَوَّتَ ثَمَانِيَةُ أَعْضَاءٍ مِنْ أَصْلِ تِسْعَةٍ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ. وَكَانَ فِي حَيْثِيَّاتِ ٱلْقَضِيَّةِ أَنَّ لِيلِيَان غُوبَايْتِس (١٢ عَامًا) وَأَخَاهَا وِلْيَم (١٠ أَعْوَامٍ) أَرَادَا ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى وَلَائِهِمَا لِيَهْوَهَ، فَرَفَضَا تَحِيَّةَ ٱلْعَلَمِ أَوْ تِلَاوَةَ عَهْدِ ٱلْوَلَاءِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، طُرِدَا مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ. وَحِينَ رُفِعَتْ قَضِيَّتُهُمَا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا، خَلَصَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى أَنَّ ٱلْإِجْرَاءَ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَتْهُ ٱلْمَدْرَسَةُ دُسْتُورِيٌّ لِأَنَّهَا تَحَرَّكَتْ بِدَافِعِ ٱلْحِرْصِ عَلَى «ٱلْوَحْدَةِ ٱلْوَطَنِيَّةِ». فَأَشْعَلَ هٰذَا ٱلْحُكْمُ نَارَ ٱلِٱضْطِهَادِ. فَطُرِدَ ٱلْمَزِيدُ مِنْ أَوْلَادِ ٱلشُّهُودِ مِنَ ٱلْمَدَارِسِ، فِيمَا خَسِرَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ وَظَائِفَهُمْ وَوَقَعَ آخَرُونَ ضَحِيَّةَ ٱعْتِدَاءَاتِ ٱلرَّعَاعِ ٱلْوَحْشِيَّةِ. يُخْبِرُ ٱلْقَاضِي جُون نُونَانُ ٱلْأَصْغَرُ فِي أَحَدِ كُتُبِهِ (The Lustre of Our Country) أَنَّ ٱضْطِهَادَ ٱلشُّهُودِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٤١ وَ ١٩٤٣ «شَكَّلَ أَوْسَعَ تَفَشٍّ لِلتَّعَصُّبِ ٱلدِّينِيِّ فِي أَمِيرْكَا ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ».
١٧ وَلٰكِنْ مَا كَانَ ٱنْتِصَارُ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ لِيَدُومَ طَوِيلًا. فَفِي عَامِ ١٩٤٣، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي قَضِيَّةٍ شَبِيهَةٍ بِقَضِيَّةِ غُوبَايْتِس عُرِفَتْ بِٱسْمِ هَيْئَةُ ٱلتَّعْلِيمِ فِي وِلَايَةِ فِرْجِينِيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ ضِدَّ بَارْنِت. وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ نَصَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ شُهُودَ يَهْوَهَ. وَٱلْمُمَيَّزُ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةَ ٱلْعُلْيَا لَمْ تَرْجِعْ قَبْلًا بِهٰذِهِ ٱلسُّرْعَةِ عَنْ قَرَارٍ سَبَقَ أَنِ ٱتَّخَذَتْهُ. وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱنْحَسَرَ ٱلِٱضْطِهَادُ ٱلْعَلَنِيُّ ضِدَّ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱنْحِسَارًا مَلْحُوظًا، وَتَعَزَّزَتْ كَذٰلِكَ حُقُوقُ جَمِيعِ مُوَاطِنِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.
١٨، ١٩ مَاذَا سَاعَدَ بَابْلُو بَارُوس عَلَى ٱلْبَقَاءِ قَوِيًّا، وَكَيْفَ يَتَمَثَّلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْآخَرُونَ بِمِثَالِهِ؟
١٨ اَلْأَرْجَنْتِينُ. طُرِدَ بَابْلُو بَارُوس (٨ أَعْوَامٍ) وَأَخُوهُ هْيُوغُو (٧ أَعْوَامٍ) مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ عَامَ ١٩٧٦ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُشَارِكَا فِي مَرَاسِمِ رَفْعِ ٱلْعَلَمِ. وَقَبْلَ ذٰلِكَ، كَانَتِ ٱلْمُدِيرَةُ قَدْ دَفَعَتْ بَابْلُو وَضَرَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. كَمَا أَنَّهَا ٱحْتَجَزَتْهُمَا مُدَّةَ سَاعَةٍ بَعْدَ ٱلْمَدْرَسَةِ مُحَاوِلَةً إِجْبَارَهُمَا عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱحْتِفَالَاتِ ٱلْوَطَنِيَّةِ. يَقُولُ بَابْلُو مُتَذَكِّرًا مِحْنَتَهُمَا: «لَوْلَا مُسَاعَدَةُ يَهْوَهَ لَمَا تَحَمَّلْتُ ٱلضَّغْطَ ٱلَّذِي تَعَرَّضْتُ لَهُ لِأَتَخَلَّى عَنِ ٱسْتِقَامَتِي».
١٩ وَعِنْدَمَا نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ فِي ٱلْقَضِيَّةِ، أَيَّدَ ٱلْقَاضِي قَرَارَ ٱلْمَدْرَسَةِ بِطَرْدِ بَابْلُو وَهْيُوغُو. إِلَّا أَنَّ قَضِيَّتَهُمَا رُفِعَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. فَنَقَضَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ عَامَ ١٩٧٩ قَرَارَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ، ذَاكِرَةً مَا يَلِي: «إِنَّ ٱلْعِقَابَ ٱلسَّابِقَ ٱلذِّكْرِ [ٱلطَّرْدَ] يَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْحَقِّ ٱلدُّسْتُورِيِّ فِي ٱلتَّعَلُّمِ (ٱلْمَادَّةِ ١٤) وَوَاجِبِ ٱلدَّوْلَةِ فِي تَأْمِينِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْأَسَاسِيِّ (ٱلْمَادَّةِ ٥)». وَقَدْ عَادَ هٰذَا ٱلنَّصْرُ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى مَا يُقَارِبُ ٱلْأَلْفَ مِنْ أَوْلَادِ ٱلشُّهُودِ. فَٱلْبَعْضُ أُلْغِيَ قَرَارُ طَرْدِهِمْ، فِيمَا أُعِيدَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ كَبَابْلُو وَهْيُوغُو إِلَى ٱلْمَدَارِسِ ٱلْحُكُومِيَّةِ.
يَبْقَى أَوْلَادٌ وَشُبَّانٌ عَدِيدُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ أُمَنَاءَ تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ
٢٠، ٢١ كَيْفَ تُقَوِّي قَضِيَّةُ رُوِيل وَإِمِيلِي إِمْبَرَالَيْنَاغ إِيمَانَكَ؟
٢٠ اَلْفِيلِيبِّينُ. عَامَ ١٩٩٠، طُرِدَ مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ رُوِيل إِمْبَرَالَيْنَاغf (٩ أَعْوَامٍ) وَأُخْتُهُ إِمِيلِي (١٠ أَعْوَامٍ)، إِضَافَةً إِلَى مَا يَزِيدُ عَلَى ٦٥ تِلْمِيذًا مِنَ ٱلشُّهُودِ. أَمَّا ٱلسَّبَبُ فَهُوَ رَفْضُ تَحِيَّةَ ٱلْعَلَمِ. فَحَاوَلَ لِيُونَارْدُو وَالِدُ رُوِيل وَإِمِيلِي أَنْ يَتَفَاهَمَ مَعَ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، وَلٰكِنْ دُونَ جَدْوَى. وَفِيمَا تَفَاقَمَ ٱلْوَضْعُ، قَدَّمَ لِيُونَارْدُو عَرِيضَةً إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا. إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَمْلِكِ ٱلْمَالَ وَلَمْ يَكُنْ فِي صَفِّهِ مُحَامٍ يُمَثِّلُهُ. فَصَلَّتِ ٱلْعَائِلَةُ بِحَرَارَةٍ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ. وَفِي غُضُونِ ذٰلِكَ، كَانَ ٱلْوَلَدَانِ عُرْضَةً لِلسُّخْرِيَةِ وَٱلْإِهَانَةِ. وَشَعَرَ ٱلْوَالِدُ أَنَّهُ يَخُوضُ مَعْرَكَةً خَاسِرَةً إِذْ لَا خِبْرَةَ لَهُ فِي ٱلْمَجَالِ ٱلْقَانُونِيِّ.
٢١ وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، مَثَّلَ ٱلْعَائِلَةَ فِيلِينُو غَانَال، مُحَامٍ عَمِلَ سَابِقًا فِي إِحْدَى أَهَمِّ شَرِكَاتِ ٱلْمُحَامَاةِ فِي ٱلْبِلَادِ. فَقَبْلَ ٱلْبَدْءِ بِٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، كَانَ ٱلْأَخُ غَانَال قَدْ تَرَكَ عَمَلَهُ فِي ٱلشَّرِكَةِ وَأَصْبَحَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَحِينَ نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْقَضِيَّةِ، حَكَمَتْ بِإِجْمَاعِ ٱلْأَصْوَاتِ لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ وَأَلْغَتْ أَوَامِرَ ٱلطَّرْدِ. وَهٰكَذَا سُجِّلَ نَصْرٌ جَدِيدٌ لَنَا، وَأُضِيفَ فَشَلٌ آخَرُ إِلَى سِجِلِّ ٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ تَقْوِيضَ ٱسْتِقَامَتِنَا!
اَلْحِيَادُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْوَحْدَةِ
٢٢، ٢٣ (أ) لِمَ أَحْرَزْنَا هٰذَا ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ؟ (ب) عَلَامَ تَدُلُّ أُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُسَالِمَةُ؟
٢٢ لَا نَتَمَتَّعُ نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ بِنُفُوذٍ سِيَاسِيٍّ. مَعَ ذٰلِكَ، أَنْقَذَنَا ٱلْقُضَاةُ ٱلْعَادِلُونَ فِي دَوْلَةٍ بَعْدَ دَوْلَةٍ وَمَحْكَمَةٍ بَعْدَ مَحْكَمَةٍ مِنْ هُجُومَاتِ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلشَّرِسِينَ، وَاضِعِينَ كُلَّ مَرَّةٍ سَابِقَةً فِي ٱلْقَانُونِ ٱلدُّسْتُورِيِّ. فَلِمَ أَحْرَزْنَا هٰذَا ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ دَعَمَ جُهُودَنَا. (اقرإ الرؤيا ٦:٢.) وَلٰكِنْ لِمَ نَخُوضُ أَسَاسًا هٰذِهِ ٱلْمَعَارِكَ ٱلْقَانُونِيَّةَ؟ لَيْسَ هَدَفُنَا مِنْ وَرَاءِ ذٰلِكَ إِصْلَاحَ ٱلنِّظَامِ ٱلْقَضَائِيِّ، بَلِ ٱلتَّأَكُّدُ أَنْ لَا عَائِقَ سَيَمْنَعُنَا مِنْ مُوَاصَلَةِ خِدْمَةِ مَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. — اع ٤:٢٩.
٢٣ وَسْطَ عَالَمٍ تُمَزِّقُهُ ٱلنِّزَاعَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ وَتُشَوِّهُهُ ٱلْكَرَاهِيَةُ ٱلْمُسْتَعْصِيَةُ، يُبَارِكُ مَلِكُنَا ٱلْمُتَوَّجُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ جُهُودَ أَتْبَاعِهِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى حِيَادِهِمْ. بِٱلْمُقَابِلِ يَفْشَلُ ٱلشَّيْطَانُ فِي جُهُودِهِ ٱلرَّامِيَةِ إِلَى تَفْرِقَتِنَا لِيَسُودَ عَلَيْنَا. فَٱلْمَلَكُوتُ جَمَعَ مَلَايِينَ ٱلرَّعَايَا ٱلَّذِينَ لَا «يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَرْبَ». وَأُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْمُسَالِمَةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا أُعْجُوبَةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ! — اش ٢:٤.
a يُعْرَفُ هٰذَا ٱلْمُجَلَّدُ أَيْضًا بِٱلْعُنْوَانِ اَلْخَلِيقَةُ ٱلْجَدِيدَةُ. وَقَدْ دُعِيَتْ مُجَلَّدَاتُ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ لَاحِقًا دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
b لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، ٱنْظُرْ كِتَابَ اَلرُّؤْيَا — ذُرْوَتُهَا ٱلْعُظْمَى قَرِيبَةٌ! ٱلْفَصْلَ ٢٧، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨٤-١٨٦.
c أَلْزَمَتِ ٱلتَّسْوِيَةُ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْبُلْغَارِيَّةَ أَنْ تُوَفِّرَ أَيْضًا لِجَمِيعِ ٱلْمُعْتَرِضِينَ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ خِدْمَةً مَدَنِيَّةً بَدِيلَةً تَابِعَةً لِإِدَارَةٍ مَدَنِيَّةٍ.
d لِلِٱطِّلَاعِ عَلَى ٱلرِّوَايَةِ كَامِلَةً، ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «اَلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ تُؤَيِّدُ حَقَّ ٱلِٱعْتِرَاضِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ بِدَافِعِ ٱلضَّمِيرِ» في عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
e عَلَى مَدَى ٢٠ عَامًا، سَجَنَتْ دَوْلَةُ أَرْمِينْيَا مَا يَزِيدُ عَلَى ٤٥٠ شَابًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ. وَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٣، أُطْلِقَ سَرَاحُ آخِرِ هٰؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانِ.
f وَرَدَ ٱسْمُ ٱلْعَائِلَةِ خَطَأً إِبْرَالِينَاغ فِي سِجِلَّاتِ ٱلْمَحْكَمَةِ.
-
-
النضال في سبيل حرية العبادةملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٥
اَلنِّضَالُ فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ
١، ٢ (أ) مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّكَ مِنْ مُوَاطِنِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ (ب) لِمَ ٱضْطُرَّ شُهُودُ يَهْوَهَ أَحْيَانًا أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ؟
بِمَا أَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ، فَأَنْتَ حَتْمًا مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ. وَمَا ٱلدَّلِيلُ عَلَى مُوَاطِنِيَّتِكَ؟ لَا يَكْمُنُ ٱلدَّلِيلُ فِي جَوَازِ سَفَرٍ تَحْمِلُهُ أَوْ أَيِّ مُسْتَنَدٍ رَسْمِيٍّ آخَرَ، بَلْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ. وَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى مُعْتَقَدَاتِكَ فَحَسْبُ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا أَعْمَالَكَ أَيْ إِطَاعَتَكَ قَوَانِينَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَهِيَ تُؤَثِّرُ فِي كَافَّةِ نَوَاحِي حَيَاتِنَا، بِمَا فِي ذٰلِكَ تَرْبِيَةُ أَوْلَادِنَا وَمُعَالَجَةُ بَعْضِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ.
٢ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَا يَحْتَرِمُ عَالَمُنَا ٱلْيَوْمَ مُوَاطِنِيَّتَنَا ٱلْغَالِيَةَ وَلَا مُتَطَلَّبَاتِهَا. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ تُحَاوِلُ أَنْ تُقَيِّدَ عِبَادَتَنَا أَوْ تَقْضِيَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلْأَسَاسِ. فَيُضْطَرُّ رَعَايَا ٱلْمَسِيحِ حِينَئِذٍ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعَيْشِ بِمُقْتَضَى قَوَانِينِ مَلِكِهِمْ. وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ. فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تَوَجَّبَ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ أَنْ يُنَاضِلُوا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَتِهِ.
٣ لِمَ كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ؟
٣ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَافَحَ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَيَّامَ ٱلْمَلِكَةِ أَسْتِيرَ لِكَيْلَا يُبَادُوا. فَٱلْوَزِيرُ ٱلْأَوَّلُ ٱلشِّرِّيرُ هَامَانُ ٱقْتَرَحَ عَلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَحَشْوِيرُوشَ قَتْلَ كُلِّ ٱلْيَهُودِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي مَمْلَكَتِهِ لِأَنَّ «قَوَانِينَهُمْ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ». (اس ٣:٨، ٩، ١٣) فَهَلْ تَخَلَّى يَهْوَهُ عَنْ خُدَّامِهِ؟ إِطْلَاقًا! بَلْ إِنَّهُ بَارَكَ جُهُودَ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ ٱللَّذَيْنِ رَفَعَا ٱلْمَسْأَلَةَ إِلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ وَنَاشَدَاهُ أَنْ يَحْمِيَ شَعْبَ ٱللّٰهِ. — اس ٩:٢٠-٢٢.
٤ مَاذَا نَسْتَعْرِضُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَيَّامِنَا؟ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلدُّنْيَوِيَّةَ قَاوَمَتْ أَحْيَانًا شُهُودَ يَهْوَهَ. وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ، نَسْتَعْرِضُ كَيْفَ حَاوَلَتْ حُكُومَاتٌ كَهٰذِهِ تَقْيِيدَ عِبَادَتِنَا. فَنُرَكِّزُ عَلَى ثَلَاثِ نِقَاطٍ رَئِيسِيَّةٍ: (١) حَقِّنَا بِٱلْعَمَلِ فِي إِطَارِ هَيْئَةٍ مُنَظَّمَةٍ وَتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَسْتَحْسِنُهَا؛ (٢) حُرِّيَّةِ ٱخْتِيَارِ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةٍ تَتَوَافَقُ مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؛ (٣) حَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ وَفْقَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ. وَفِي كُلِّ نُقْطَةٍ سَنَرَى كَيْفَ كَافَحَ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ لِيَصُونُوا مُوَاطِنِيَّتَهُمُ ٱلْغَالِيَةَ، وَكَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ جُهُودَهُمْ.
اَلنِّضَالُ فِي سَبِيلِ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ وَٱلْحُرِّيَّاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ
٥ مَا فَائِدَةُ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ؟
٥ بِدَايَةً، هَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ تَعْتَرِفَ بِنَا ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ كَيْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ؟ كَلَّا. إِلَّا أَنَّ ٱلْفَائِدَةَ مِنَ ٱلِٱعْتِرَافِ ٱلرَّسْمِيِّ هُوَ أَنَّهُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي عِبَادَتِنَا. فَنَتَمَكَّنُ مَثَلًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِحُرِّيَّةٍ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ، وَمِنْ طِبَاعَةِ وَٱسْتِيرَادِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَمِنَ ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَنًا دُونَ عَائِقٍ. وَشُهُودُ يَهْوَهَ مُسَجَّلُونَ قَانُونًا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحُرِّيَّاتِ عَيْنِهَا ٱلْمُتَاحَةِ لِأَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُعْتَرَفِ بِهَا. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْحُكُومَاتِ رَفَضَتِ ٱلِٱعْتِرَافَ بِنَا أَوْ حَاوَلَتْ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حُرِّيَّاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ. فَمَاذَا فَعَلْنَا؟
٦ أَيُّ تَحَدٍّ وَاجَهَهُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي أُوسْتْرَالِيَا فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي؟
٦ أُوسْتْرَالِيَا. فِي مَطْلَعِ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، ٱعْتَبَرَ ٱلْحَاكِمُ ٱلْعَامُّ فِي أُوسْتْرَالِيَا مُعْتَقَدَاتِنَا «مُضِرَّةً» بِٱلْمَجْهُودِ ٱلْحَرْبِيِّ. فَفُرِضَ حَظْرٌ عَلَى ٱلشُّهُودِ وَمَا عَادَ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا أَوِ ٱلْكِرَازَةُ بِحُرِّيَّةٍ. كَمَا أُوقِفَ ٱلْعَمَلُ فِي بَيْتَ إِيلَ وَصُودِرَتْ قَاعَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ. حَتَّى إِنَّ مُجَرَّدَ ٱمْتِلَاكِ إِحْدَى مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَاتَ مُخَالِفًا لِلْقَانُونِ. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا وَاصَلَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْعَمَلَ سِرًّا طَوَالَ سَنَوَاتٍ، ٱنْفَرَجُوا أَخِيرًا مِنْ ضِيقِهِمْ فِي ١٤ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) عَامَ ١٩٤٣ حِينَ أَبْطَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا قَرَارَ ٱلْحَظْرِ.
٧، ٨ كَيْفَ نَاضَلَ إِخْوَتُنَا فِي رُوسِيَا فِي سَبِيلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ؟
٧ رُوسِيَا. حُظِرَ عَمَلُ شُهُودِ يَهْوَهَ طَوَالَ عُقُودٍ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ ٱلشُّيُوعِيِّ، لٰكِنَّهُمْ سُجِّلُوا أَخِيرًا عَامَ ١٩٩١. وَبَعْدَ ٱنْهِيَارِ ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ، ٱعْتُرِفَ بِنَا فِي رُوسِيَا ٱلِٱتِّحَادِيَّةِ عَامَ ١٩٩٢. وَلٰكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى أَقْلَقَتْ أَعْدَادُنَا ٱلْمُتَزَايِدَةُ بَعْضَ ٱلْمُقَاوِمِينَ وَبِٱلْأَخَصِّ أُولٰئِكَ ٱلْمُرْتَبِطِينَ بِٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ ٱلرُّوسِيَّةِ. فَقَدَّمُوا سِلْسِلَةً مِنْ خَمْسِ شَكَاوًى جِنَائِيَّةٍ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ بَيْنَ عَامَيْ ١٩٩٥ وَ ١٩٩٨. وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ، عَجِزَ ٱلْمُدَّعِي ٱلْعَامُّ عَنْ إِيجَادِ أَدِلَّةٍ عَلَى مُخَالَفَاتٍ قَانُونِيَّةٍ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلْمُصَمِّمِينَ عَلَى بُلُوغِ مَأْرَبِهِمْ رَفَعُوا شَكْوًى مَدَنِيَّةً عَامَ ١٩٩٨. وَمَعَ أَنَّ ٱلشُّهُودَ رَبِحُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ، رَفَضَ ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقُبُولَ بِٱلْحُكْمِ وَٱسْتَأْنَفُوا ٱلْقَضِيَّةَ. فَخَسِرْنَا دَعْوَى ٱلِٱسْتِئْنَافِ فِي أَيَّارَ (مَايُو) عَامَ ٢٠٠١، وَبَدَأَتْ إِعَادَةُ ٱلْمُحَاكَمَةِ فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) مِنَ ٱلسَّنَةِ نَفْسِهَا. ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤، حُكِمَ بِتَصْفِيَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشُّهُودُ فِي مُوسْكُو وَحَظْرِ نَشَاطَاتِهَا.
٨ عَلَى ٱلْأَثَرِ، ٱنْدَلَعَتْ مَوْجَةُ ٱضْطِهَادٍ وَاسِعَةٌ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٢.) فَتَعَرَّضَ ٱلشُّهُودُ لِلْمُضَايَقَاتِ وَٱلِٱعْتِدَاءَاتِ، وَصُودِرَتْ مَطْبُوعَاتُهُمُ ٱلدِّينِيَّةُ. كَمَا فُرِضَتْ عَلَيْهِمْ قُيُودٌ صَارِمَةٌ يَتَعَذَّرُ مَعَهَا ٱسْتِئْجَارُ وَبِنَاءُ أَمَاكِنِ عِبَادَةٍ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا عِنْدَمَا وَاجَهُوا هٰذِهِ ٱلشَّدَائِدَ وَٱلْمِحَنَ؟ مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَقِفُوا مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي. فَعَامَ ٢٠٠١، ٱلْتَجَأُوا إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٤، قَدَّمُوا إِلَيْهَا مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً حَوْلَ ٱلْقَضِيَّةِ. وَأَخِيرًا تَوَصَّلَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى قَرَارِهَا عَامَ ٢٠١٠. فَقَدْ تَبَيَّنَتْ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّ ٱلتَّعَصُّبَ ٱلدِّينِيَّ هُوَ وَرَاءَ ٱلْحَظْرِ ٱلرُّوسِيِّ عَلَى ٱلشُّهُودِ. وَلَمْ تَرَ أَيَّ دَاعٍ لِتَأْيِيدِ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى، إِذْ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّ ٱلشُّهُودَ خَالَفُوا ٱلْقَانُونَ. وَأَشَارَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلْحَظْرِ هُوَ تَجْرِيدُ ٱلشُّهُودِ مِنْ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ حَقَّ شُهُودِ يَهْوَهَ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ. صَحِيحٌ أَنَّ سُلُطَاتٍ رُوسِيَّةً عِدَّةً لَا تَمْتَثِلُ لِحُكْمِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ، إِلَّا أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ يَسْتَمِدُّ شَجَاعَةً كَبِيرَةً مِنِ ٱنْتِصَارَاتٍ كَهٰذِهِ.
تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.)
٩-١١ كَيْفَ جَاهَدَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْيُونَانِ كَيْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ مَعًا بِحُرِّيَّةٍ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٩ اَلْيُونَانُ. عَامَ ١٩٨٣، ٱسْتَأْجَرَ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس غُرْفَةً فِي هِيرَاكْلِيُون فِي كِرِيت كَيْ يَجْتَمِعَ فِيهَا فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلشُّهُودِ لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا قَدَّمَ كَاهِنٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ شَكْوًى إِلَى ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْحُكُومِيَّةِ مُعْتَرِضًا عَلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلشُّهُودِ ٱلْغُرْفَةَ لِغَرَضٍ دِينِيٍّ، لِمُجَرَّدِ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِهِمْ تَخْتَلِفُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِ ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُرْثُوذُكْسِيَّةِ! فَبَاشَرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ دَعْوًى جِنَائِيَّةً بِحَقِّ تِيتُوس مَانُوسَّاكِيس وَثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ مَحَلِّيِّينَ آخَرِينَ. وَقَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمِ ٱلْقَاضِي بِٱلْغَرَامَةِ وَٱلسَّجْنِ مُدَّةَ شَهْرَيْنِ. أَمَّا ٱلْإِخْوَةُ فَبِصِفَتِهِمْ مُوَاطِنِينَ أَوْلِيَاءَ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْحُكْمَ ٱنْتِهَاكًا لِحُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ. فَحَمَلُوا ٱلْقَضِيَّةَ مِنْ مَحْكَمَةٍ مَحَلِّيَّةٍ إِلَى أُخْرَى حَتَّى وَصَلُوا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.
١٠ وَأَخِيرًا عَامَ ١٩٩٦، وَجَّهَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ضَرْبَةً صَاعِقَةً لِمُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. فَأَشَارَتْ أَنَّ «شُهُودَ يَهْوَهَ يَنْدَرِجُونَ ضِمْنَ فِئَةِ ‹ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمَعْرُوفَةِ› ٱلَّتِي يَتَنَاوَلُهَا ٱلْقَانُونُ ٱلْيُونَانِيُّ». وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ قَرَارَاتِ ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَدْنَى تَتْرُكُ «وَقْعًا مُبَاشِرًا عَلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا مُقَدِّمُو ٱلطَّلَبِ». كَمَا لَحَظَتْ أَنَّ دَوْلَةَ ٱلْيُونَانِ لَيْسَتْ مُخَوَّلَةً أَنْ «تَبُتَّ فِي شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا». لِذٰلِكَ نُقِضَتِ ٱلْأَحْكَامُ ٱلصَّادِرَةُ بِحَقِّ ٱلشُّهُودِ وَأُيِّدَتْ حُرِّيَّةُ ٱلْعِبَادَةِ.
١١ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ لَمْ يَحْسِمْ هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارُ ٱلْمَسْأَلَةَ فِي ٱلْيُونَانِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، رُفِعَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَضِيَّةٌ مُشَابِهَةٌ فِي بَلْدَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلْيُونَانِيَّةِ. وَلَمْ تُبَتَّ إِلَّا عَامَ ٢٠١٢ بَعْدَ مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ١٢ سَنَةً تَقْرِيبًا. وَهٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ كَانَ ٱلْمُحَرِّضَ أُسْقُفٌ أُرْثُوذُكْسِيٌّ. غَيْرَ أَنَّ مَجْلِسَ ٱلدَّوْلَةِ، وَهُوَ أَعْلَى مَحْكَمَةٍ إِدَارِيَّةٍ يُونَانِيَّةٍ، حَكَمَ لِصَالِحِ شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَقَدِ ٱسْتَنَدَ قَرَارُهُ إِلَى حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلَّتِي يَضْمَنُهَا ٱلدُّسْتُورُ ٱلْيُونَانِيُّ نَفْسُهُ. وَرُفِضَتِ ٱلتُّهْمَةُ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا يُنَادِي بِهَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱلْقَائِلَةُ بِأَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَيْسُوا دِينًا مَعْرُوفًا. فَقَدْ خَلَصَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ إِلَى ٱلْآتِي: «إِنَّ عَقَائِدَ ‹شُهُودِ يَهْوَهَ› لَيْسَتْ مَخْفِيَّةً، وَهُمْ بِٱلتَّالِي يُنَادُونَ بِدِينٍ مَعْرُوفٍ». وَهٰذَا ٱلْقَرَارُ أَدْخَلَ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قُلُوبِ أَعْضَاءِ جَمَاعَةِ كَاسَانْدْرِيَ ٱلصَّغِيرَةِ إِذْ بَاتُوا قَادِرِينَ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِيَعْبُدُوا يَهْوَهَ فِي قَاعَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.
١٢، ١٣ كَيْفَ حَاوَلَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي فَرَنْسَا أَنْ يَخْتَلِقُوا «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ»، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٢ فَرَنْسَا. يَلْجَأُ بَعْضُ مُقَاوِمِي شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى ‹ٱخْتِلَاقِ ٱلْمَتَاعِبِ بِمَرْسُومٍ›. (اقرإ المزمور ٩٤:٢٠.) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَاشَرَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ٱلْفَرَنْسِيَّةُ أَوَاسِطَ تِسْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي ٱلتَّدْقِيقَ فِي حِسَابَاتِ جَمْعِيَّةُ شُهُودِ يَهْوَهَ (Association Les Témoins de Jéhovah)، وَهِيَ مُؤَسَّسَةٌ شَرْعِيَّةٌ يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ فِي فَرَنْسَا. وَكَشَفَ وَزِيرُ ٱلْمِيزَانِيَّةِ ٱلْهَدَفَ ٱلْحَقِيقِيَّ مِنْ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ حِينَمَا ذَكَرَ: «قَدْ يُؤَدِّي ٱلتَّدْقِيقُ إِلَى تَصْفِيَةٍ قَضَائِيَّةٍ أَوْ دَعْوًى جِنَائِيَّةٍ . . . مِمَّا سَيُقَوِّضُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَعْمَالَ ٱلْجَمْعِيَّةِ أَوْ يُجْبِرُهَا أَنْ تُوقِفَ نَشَاطَاتِهَا فِي أَرَاضِينَا». وَمَعَ أَنَّ ٱلتَّدْقِيقَ لَمْ يَكْشِفْ عَنْ أَيِّ مُخَالَفَاتٍ، فَرَضَتْ مَصْلَحَةُ ٱلضَّرَائِبِ ضَرِيبَةً بَاهِظَةً عَلَى تِلْكَ ٱلْمُؤَسَّسَةِ ٱلشَّرْعِيَّةِ. وَلَوْ نَجَحَتْ هٰذِهِ ٱلْخُطَّةُ، لَوَجَدَ ٱلْإِخْوَةُ أَنْفُسَهُمْ مُجْبَرِينَ أَنْ يُقْفِلُوا مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ وَيَبِيعُوا ٱلْأَبْنِيَةَ لِيُسَدِّدُوا ٱلضَرِيبَةَ. صَحِيحٌ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ آنَذَاكَ تَلَقَّى ضَرْبَةً مُوجِعَةً، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ. فَقَدْ رَفَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلصَّوْتَ عَالِيًا ضِدَّ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْجَائِرَةِ حَتَّى وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ عَامَ ٢٠٠٥ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ.
١٣ وَفِي ٣٠ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ٢٠١١ أَصْدَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ قَرَارَهَا. فَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ ٱلْحَقَّ فِي حُرِّيَّةِ ٱلدِّينِ يَمْنَعُ ٱلدَّوْلَةَ، إِلَّا عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ ٱلْقُصْوَى، مِنْ تَقْيِيمِ شَرْعِيَّةِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ وَطَرِيقَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْهَا. وَأَضَافَتْ: «إِنَّ فَرْضَ ٱلضَّرِيبَةِ . . . هُوَ بِمَثَابَةِ قَطْعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْحَيَوِيَّةِ عَنِ ٱلْجَمْعِيَّةِ، فَلَا تَتَمَكَّنُ فِعْلِيًّا مِنْ أَنْ تَكْفَلَ لِأَعْضَائِهَا مُمَارَسَةَ شَعَائِرِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ بِحُرِّيَّةٍ». وَقَدْ حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِٱلْإِجْمَاعِ لِصَالِحِ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَٱلْخَبَرُ ٱلْمُفْرِحُ هُوَ أَنَّ ٱلْحُكُومَةَ ٱلْفَرَنْسِيَّةَ أَعَادَتْ أَخِيرًا ٱلضَّرِيبَةَ ٱلَّتِي حَصَّلَتْهَا مِنَ ٱلْجَمْعِيَّةِ مَعَ فَوَائِدِهَا وَأَزَالَتِ ٱلْحَجْزَ عَنْ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْفَرْعِ نُزُولًا عِنْدَ أَوَامِرِ ٱلْمَحْكَمَةِ.
بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ
١٤ كَيْفَ تُسَاهِمُ فِي ٱلنِّضَالِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ؟
١٤ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، يُنَاضِلُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ عَلَى غِرَارِ أَسْتِيرَ وَمُرْدَخَايَ قَدِيمًا مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّةِ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. (اس ٤:١٣-١٦) فَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تُسَاهِمَ فِي ٱلنِّضَالِ؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ! فَبِإِمْكَانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ قَضَائِيَّةٍ. وَصَلَوَاتٌ كَهٰذِهِ قَادِرَةٌ أَنْ تَمُدَّهُمْ بِٱلدَّعْمِ ٱلْفَعَّالِ حِينَمَا يُعَانُونَ ٱلْمِحَنَ وَٱلِٱضْطِهَادَ. (اقرأ يعقوب ٥:١٦.) فَهَلْ يَسْتَجِيبُهَا يَهْوَهُ؟ يَكْفِي فَقَطْ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ حَتَّى نَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ. — عب ١٣:١٨، ١٩.
حُرِّيَّةُ ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِنَا
١٥ مَاذَا يُؤَثِّرُ فِي نَظْرَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ؟
١٥ حَسْبَمَا مَرَّ مَعَنَا فِي ٱلْفَصْلِ ١١، تَلَقَّى مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ إِرْشَادًا وَاضِحًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ حَوْلَ نَظْرَةِ ٱللّٰهِ إِلَى نَقْلِ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي بَاتَ شَائِعًا جِدًّا فِي أَيَّامِنَا. (تك ٩:٥، ٦؛ لا ١٧:١١؛ اقرإ الاعمال ١٥:٢٨، ٢٩.) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَقْبَلُ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ، لٰكِنَّنَا نَرْغَبُ فِي تَأْمِينِ أَفْضَلِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُمْكِنٍ لَنَا وَلِأَحِبَّائِنَا مَا دَامَ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ شَرَائِعِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ أَقَرَّتْ مَحَاكِمُ عُلْيَا فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ ٱلْحَقَّ فِي ٱخْتِيَارِ أَوْ رَفْضِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ وَفْقًا لِمَا يُمْلِيهِ ٱلضَّمِيرُ وَتَتَطَلَّبُهُ ٱلْمُعْتَقَدَاتُ ٱلدِّينِيَّةُ. مَعَ ذٰلِكَ، يُوَاجِهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ تَحَدِّيَاتٍ هَائِلَةً فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
١٦، ١٧ أَيُّ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ خَضَعَتْ لَهُ أُخْتٌ فِي ٱلْيَابَانِ مِنْ دُونِ عِلْمِهَا، وَكَيْفَ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُهَا؟
١٦ اَلْيَابَانُ. اِحْتَاجَتْ مِيسَاي تَاكِيدَا، وَهِيَ رَبَّةُ مَنْزِلٍ فِي ٱلثَّالِثَةِ وَٱلسِّتِّينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ، إِلَى جِرَاحَةٍ خَطِيرَةٍ. وَلِكَوْنِهَا مُوَاطِنَةً وَلِيَّةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، أَوْضَحَتْ لِطَبِيبِهَا رَغْبَتَهَا أَنْ تُعَالَجَ دُونَ نَقْلِ دَمٍ. وَلٰكِنْ بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، صُدِمَتْ حِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ ٱلْفَرِيقَ ٱلطِّبِّيَّ نَقَلَ إِلَيْهَا دَمًا خِلَالَ ٱلْجِرَاحَةِ. فَشَعَرَتِ ٱلْأُخْتُ أَنَّهَا ٱنْتُهِكَتْ وَخُدِعَتْ. فَرَفَعَتْ دَعْوًى بِحَقِّ ٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمُسْتَشْفَى فِي حَزِيرَانَ (يُونْيُو) مِنْ عَامِ ١٩٩٣. وَقَدْ تَحَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلْوَدِيعَةُ وَٱلرَّقِيقَةُ بِإِيمَانٍ ثَابِتٍ لَا يَتَزَعْزَعُ. فَقَدَّمَتْ شَهَادَةً جَرِيئَةً فِي قَاعَةِ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْحَاضِرِينَ، وَدَامَتْ شَهَادَتُهَا أَكْثَرَ مِنْ سَاعَةٍ رَغْمَ صِحَّتِهَا ٱلْوَاهِنَةِ. حَتَّى قَبْلَ وَفَاتِهَا بِشَهْرٍ وَاحِدٍ تَوَجَّهَتْ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ إِيمَانُهَا وَشَجَاعَتُهَا إِعْجَابَنَا؟! خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، أَخْبَرَتِ ٱلْأُخْتُ تَاكِيدَا أَنَّهَا تَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَنْ يُبَارِكَ نِضَالَهَا. وَهِيَ لَمْ تَشُكَّ قَطُّ أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهَا. فَهَلْ كَانَتْ ثِقَتُهَا فِي مَحَلِّهَا؟
١٧ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ عَلَى وَفَاةِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا، حَكَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا لِصَالِحِهَا مُدِينَةً نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا خِلَافًا لِرَغَبَاتِهَا ٱلْمُحَدَّدَةِ. وَجَاءَ فِي ٱلْقَرَارِ ٱلصَّادِرِ فِي ٢٩ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) عَامَ ٢٠٠٠ أَنَّ «ٱلْحَقَّ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ» فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ «يَجِبُ ٱحْتِرَامُهُ بِوَصْفِهِ أَحَدَ ٱلْحُقُوقِ ٱلشَّخْصِيَّةِ». وَبِفَضْلِ تَصْمِيمِ ٱلْأُخْتِ تَاكِيدَا عَلَى ٱلْكِفَاحِ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّتِهَا فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجٍ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ ضَمِيرِهَا ٱلْمَسِيحِيِّ، صَارَ بِإِمْكَانِ ٱلشُّهُودِ فِي ٱلْيَابَانِ أَنْ يُعَالَجُوا دُونَ ٱلْخَوْفِ مِنْ نَقْلِ ٱلدَّمِ إِلَيْهِمْ عَنْوَةً.
بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٨ إِلَى ٢٠.)
١٨-٢٠ (أ) كَيْفَ أَيَّدَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ ٱلْحَقَّ فِي رَفْضِ نَقْلِ ٱلدَّمِ فِي حَالِ وُجُودِ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ إِذْعَانَنَا لِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ؟
١٨ اَلْأَرْجَنْتِينُ. كَيْفَ يَسْتَعِدُّ مُوَاطِنُو ٱلْمَلَكُوتِ مُسْبَقًا لِقَرَارٍ طِبِّيٍّ يَجِبُ ٱتِّخَاذُهُ وَهُمْ غَائِبُونَ عَنِ ٱلْوَعْيِ؟ مِنَ ٱلْمُفِيدِ عَادَةً أَنْ يَحْمِلُوا وَثِيقَةً قَانُونِيَّةً تَنُوبُ عَنْهُمْ. وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ بَابْلُو أَلْبَارَاسِينِي. فَفِي أَيَّارَ (مَايُو) عَامَ ٢٠١٢، أُصِيبَ بَابْلُو بِعِدَّةِ طَلَقَاتٍ نَارِيَّةٍ خِلَالَ عَمَلِيَّةِ سَطْوٍ. فَأُدْخِلَ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى فَاقِدَ ٱلْوَعْيِ وَعَاجِزًا بِٱلتَّالِي عَنْ إِيضَاحِ مَوْقِفِهِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِنَقْلِ ٱلدَّمِ. مَعَ ذٰلِكَ، كَانَ يَحْمِلُ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا مُجَهَّزًا وَفْقًا لِلْأُصُولِ ٱلْمَرْعِيَّةِ وَقَّعَهُ قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ. وَرَغْمَ أَنَّ حَالَتَهُ كَانَتْ حَرِجَةً وَشَعَرَ بَعْضُ ٱلْأَطِبَّاءِ أَنَّ نَقْلَ ٱلدَّمِ ضَرُورِيٌّ لِإِنْقَاذِ حَيَاتِهِ، أَبْدَى ٱلْفَرِيقُ ٱلطِّبِّيُّ ٱسْتِعْدَادَهُ أَنْ يَحْتَرِمَ رَغَبَاتِهِ. إِلَّا أَنَّ وَالِدَهُ، وَهُوَ مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ، ٱسْتَحْصَلَ عَلَى أَمْرٍ قَضَائِيٍّ بِهَدَفِ إِبْطَالِ تَعْلِيمَاتِ ٱبْنِهِ.
١٩ عَلَى ٱلْفَوْرِ، ٱسْتَأْنَفَ ٱلْقَضِيَّةَ مُحَامٍ يُمَثِّلُ زَوْجَةَ بَابْلُو. وَفِي غُضُونِ سَاعَاتٍ، أَلْغَتْ مَحْكَمَةُ ٱلِٱسْتِئْنَافِ أَمْرَ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ وَحَكَمَتْ بِوُجُوبِ ٱحْتِرَامِ رَغَبَاتِ ٱلْمَرِيضِ ٱلْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا فِي ٱلتَّوْجِيهِ ٱلطِّبِّيِّ. فَمَا كَانَ مِنْ وَالِدِهِ إِلَّا أَنْ رَفَعَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْأَرْجَنْتِينِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا بِدَوْرِهَا لَمْ تَجِدْ «مُبَرِّرًا لِلشَّكِّ فِي أَنَّ [تَوْجِيهَ بَابْلُوَ ٱلطِّبِّيَّ] قَدْ صِيغَ بِتَمْيِيزٍ وَحُرِّيَّةٍ وَعَنْ سَابِقِ تَصْمِيمٍ». وَذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ: «بِإِمْكَانِ كُلِّ رَاشِدٍ كُفُؤٍ أَنْ يُصْدِرَ تَوْجِيهَاتٍ صِحِّيَّةً مُسْبَقَةً وَأَنْ يَقْبَلَ أَوْ يَرْفُضَ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةً مُعَيَّنَةً . . . وَمِنْ وَاجِبِ ٱلطَّبِيبِ ٱلْمَسْؤُولِ ٱحْتِرَامُ هٰذِهِ ٱلتَّوْجِيهَاتِ».
هَلْ مَلَأْتَ تَوْجِيهًا طِبِّيًّا خَاصًّا بِكَ؟
٢٠ وَٱلْيَوْمَ ٱسْتَعَادَ ٱلْأَخُ أَلْبَارَاسِينِي عَافِيَتَهُ. وَإِذْ يَسْتَذْكِرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ مَا حَصَلَ، يَفْرَحَانِ كَثِيرًا لِأَنَّهُ حَضَّرَ مُسْبَقًا تَوْجِيهًا طِبِّيًّا. فَبِٱتِّخَاذِ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءِ ٱلْبَسِيطِ وَٱلْمُهِمِّ فِي آنٍ، أَظْهَرَ إِذْعَانَهُ لِحُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَلِرَئِيسِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهَلِ ٱتَّخَذْتَ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ إِجْرَاءً مُمَاثِلًا؟
أَبْرِيل كَادُورِيه (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٢١ إِلَى ٢٤.)
٢١-٢٤ (أ) مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي حَمَلَتِ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ بَارِزٍ بِخُصُوصِ ٱلْقَاصِرِينَ وَنَقْلِ ٱلدَّمِ؟ (ب) كَيْفَ تُشَجِّعُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلشَّبَابَ بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟
٢١ كَنَدَا. تُقِرُّ ٱلْمَحَاكِمُ عُمُومًا بِحَقِّ ٱلْوَالِدِينَ فِي تَقْرِيرِ مَا ٱلرِّعَايَةُ ٱلطِّبِّيَّةُ ٱلْمُثْلَى لِأَوْلَادِهِمْ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْمَحَاكِمِ حَكَمَتْ بِإِيلَاءِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلِٱحْتِرَامَ حِينَمَا يَتَوَجَّبُ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ طِبِّيَّةٍ بِشَأْنِهِمْ. إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ أَبْرِيل كَادُورِيهَ ٱلَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى بِعُمْرِ ١٤ سَنَةً عَلَى إِثْرِ نَزِيفٍ دَاخِلِيٍّ حَادٍّ. فَقَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، كَانَتْ أَبْرِيل قَدْ مَلَأَتْ بِطَاقَةَ تَوْجِيهٍ طِبِّيٍّ مُسْبَقٍ تَتَضَمَّنُ إِرْشَادَاتٍ مَكْتُوبَةً تَرْفُضُ فِيهَا أَنْ يُنْقَلَ إِلَيْهَا دَمٌ حَتَّى فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، قَرَّرَ ٱلطَّبِيبُ ٱلْمُعَالِجُ أَنْ يَتَجَاهَلَ رَغَبَاتِهَا ٱلْوَاضِحَةَ وَٱلْمُحَدَّدَةَ وَسَعَى لِلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ مِنَ ٱلْمَحْكَمَةِ يُجِيزُ نَقْلَ ٱلدَّمِ إِلَيْهَا. وَبِٱلْفِعْلِ، نُقِلَ إِلَى أَبْرِيل رُغْمًا عَنْهَا ثَلَاثُ وَحَدَاتٍ مِنْ كُرَيَّاتِ ٱلدَّمِ ٱلْحَمْرَاءِ. أَمَّا هِيَ فَشَبَّهَتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ لَاحِقًا بِٱلِٱغْتِصَابِ.
٢٢ لَجَأَتْ أَبْرِيل وَوَالِدَاهَا إِلَى ٱلْمَحَاكِمِ طَلَبًا لِلْعَدْلِ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ، وَصَلَتِ ٱلْقَضِيَّةُ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي كَنَدَا. صَحِيحٌ أَنَّ أَبْرِيل خَسِرَتْ عَمَلِيًّا ٱلطَّعْنَ ٱلَّذِي قَدَّمَتْهُ، لٰكِنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ قَرَّرَتْ تَعْوِيضَهَا عَنِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلَّتِي تَكَبَّدَتْهَا. كَمَا أَيَّدَتْهَا هِيَ وَسَائِرَ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ مُمَارَسَةَ حَقِّهِمْ فِي ٱخْتِيَارِ عِلَاجِهِمِ ٱلطِّبِّيِّ بِأَنْفُسْهِمْ. ذَكَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ: «فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْعِلَاجِ ٱلطِّبِّيِّ، يَجِبُ أَنْ يُعْطَى ٱلشَّبَابُ دُونَ ١٦ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَرْهِنُوا أَنَّ رَأْيَهُمْ فِي عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ يَنِمُّ عَنْ مِقْدَارٍ كَافٍ مِنَ ٱلنُّضْجِ وَٱسْتِقْلَالِيَّةِ ٱلْفِكْرِ».
٢٣ إِنَّ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ تَكْمُنُ فِي أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْعُلْيَا نَظَرَتْ خِلَالَهَا فِي حُقُوقِ ٱلْقَاصِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ ٱلدُّسْتُورِيَّةِ. فَقَبْلَ هٰذَا ٱلْحُكْمِ، كَانَ بِمَقْدُورِ مَحْكَمَةٍ كَنَدِيَّةٍ أَنْ تَأْمُرَ بِإِجْرَاءِ عِلَاجٍ طِبِّيٍّ مُعَيَّنٍ لِلْأَوْلَادِ تَحْتَ سِنِّ ٱلسَّادِسَةَ عَشْرَةَ، مَا دَامَتْ تَشْعُرُ أَنَّ ٱلْعِلَاجَ يَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِهِمِ ٱلْفُضْلَى. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا أُصْدِرَ ٱلْحُكْمُ فِي قَضِيَّةِ أَبْرِيل، لَمْ تَعُدِ ٱلْمَحَاكِمُ قَادِرَةً أَنْ تَأْمُرَ بِأَيِّ عِلَاجٍ ضِدَّ إِرَادَتِهِمْ مَا لَمْ تَمْنَحْهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَوَّلًا أَنْ يُبَرْهِنُوا أَنَّهُمْ نَاضِجُونَ كِفَايَةً لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.
«أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ»
٢٤ وَلٰكِنْ هَلْ تَسْتَأْهِلُ هٰذِهِ ٱلنَّتِيجَةُ ٱلْخَوْضَ فِي مَعْرَكَةٍ قَضَائِيَّةٍ دَامَتْ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ؟ تُجِيبُ أَبْرِيل: «نَعَمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ!». تُعَبِّرُ ٱلْيَوْمَ بَعْدَمَا ٱسْتَعَادَتْ عَافِيَتَهَا وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً: «أَفْرَحُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنِّي سَاهَمْتُ وَلَوْ مُسَاهَمَةً صَغِيرَةً فِي ٱلْمَسْعَى ٱلرَّامِي إِلَى تَمْجِيدِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَشْهِيرِ كَذِبِ ٱلشَّيْطَانِ». وَتَجْرِبَةُ أَبْرِيل تُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّبَابَ بَيْنَنَا قَادِرُونَ أَنْ يَتَبَنَّوْا مَوَاقِفَ شُجَاعًةً مُبَرْهِنِينَ أَنَّهُمْ مِنْ مُوَاطِنِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخْلِصِينَ. — مت ٢١:١٦.
حُرِّيَّةُ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ وَفْقَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ
٢٥، ٢٦ أَيُّ ظَرْفٍ يَنْشَأُ أَحْيَانًا بَعْدَ ٱلطَّلَاقِ؟
٢٥ يُوكِلُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ بِحَسَبِ مَقَايِيسِهِ. (تث ٦:٦-٨؛ اف ٦:٤) صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّفْوِيضَ صَعْبٌ، لٰكِنَّ صُعُوبَتَهُ تَتَضَاعَفُ فِي حَالِ ٱلطَّلَاقِ. فَٱلْوَالِدَانِ قَدْ يَخْتَلِفَانِ ٱخْتِلَافًا كَبِيرًا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمَا. فَفِي نَظَرِ ٱلْوَالِدِ ٱلْمُؤْمِنِ مَثَلًا، يَجِبُ أَنْ يُرَبَّى ٱلْوَلَدُ وَفْقًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. أَمَّا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ فَقَدْ يُخَالِفُهُ ٱلرَّأْيَ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَنْبَغِي لِلْوَالِدِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُقِرَّ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ أَنَّ ٱلطَّلَاقَ لَا يُؤَثِّرُ عَلَى عَلَاقَةِ ٱلْوَالِدِ بِأَوْلَادِهِ مَعَ أَنَّهُ يُنْهِي ٱلْعَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ.
٢٦ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَلْجَأُ ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ لِيَنَالَ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَوْلَادِهِ وَيَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّحَكُّمِ فِي تَرْبِيَتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَزْعَمُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ نَشْأَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مُضِرَّةٌ بِهِ. فَيَدَّعُونَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ يُحْرَمُونَ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْأَعْيَادِ، كَعِيدِ مِيلَادِهِمْ مَثَلًا، وَيُمْنَعُ عَنْهُمْ نَقْلُ ٱلدَّمِ فِي ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّارِئَةِ فَتُعَرَّضُ حَيَاتُهُمْ لِلْخَطَرِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَحَاكِمِ لَا تَنْظُرُ إِلَّا فِي مَصْلَحَةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْفُضْلَى، وَلَا تَعْتَبِرُ أَنَّ ٱلْقَضِيَّةَ قَيْدَ ٱلْبَحْثِ هِيَ هَلْ دِينُ أَحَدِ ٱلْوَالِدَيْنِ مُؤْذٍ أَمْ لَا. لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٢٧، ٢٨ كَيْفَ رَدَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو عَلَى ٱلتُّهْمَةِ بِأَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْوَلَدِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ؟
٢٧ اَلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. عَامَ ١٩٩٢، نَظَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو فِي قَضِيَّةٍ زَعَمَ فِيهَا ٱلْوَالِدُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱبْنِهِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ تُلْحِقُ بِهِ ٱلضَّرَرَ. وَكَانَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةُ قَدْ أَخَذَتْ بِٱدِّعَاءِ ٱلْوَالِدِ وَمَنَحَتْهُ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ. أَمَّا ٱلْوَالِدَةُ جِنِيفِر بَاتِر فَسُمِحَ لَهَا أَنْ تَزُورَ ٱبْنَهَا، إِنَّمَا أُمِرَتْ أَلَّا «تُعَلِّمَهُ مُعْتَقَدَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ وَأَلَّا تَعْرِضَهَا عَلَيْهِ». وَبِمَا أَنَّ مَدْلُولَ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةِ وَاسِعٌ جِدًّا، فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ تُفَسَّرَ بِطَرِيقَةٍ تَمْنَعُ جِنِيفِر مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱبْنِهَا بُوبِي عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَقَايِيسِهِ ٱلْأَدَبِيَّةِ. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَشَاعِرَهَا؟ لَا شَكَّ أَنَّهَا سُحِقَتْ لِهَوْلِ مَا حَدَثَ. مَعَ ذٰلِكَ، تَقُولُ إِنَّهَا تَعَلَّمَتِ ٱلصَّبْرَ وَٱنْتِظَارَ يَهْوَهَ. وَتُضِيفُ: «كَانَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِي عَلَى ٱلدَّوَامِ». وَفِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةِ، رَفَعَ مُحَامِيهَا ٱلْقَضِيَّةَ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْهَيْئَةِ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا فِي أُوهَايُو.
٢٨ فَجَاءَ قَرَارُ ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا مُخَالِفًا لِقَرَارِ سَابِقَتِهَا. ذَكَرَتْ: «لِلْوَالِدِينِ حَقٌّ أَسَاسِيٌّ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحَقُّ فِي نَقْلِ قِيَمِهِمِ ٱلْأَدَبِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ إِلَيْهِمْ». وَوَفْقًا لِلْمَحَكَمَةِ، لَا يَحِقُّ لِلْمَحْكَمَةِ ٱلِٱبْتِدَائِيَّةِ أَنْ تَحُدَّ مِنْ حَقِّ ٱلْوَالِدِ فِي زِيَارَةِ أَوْلَادِهِ لِدَوَاعٍ دِينِيَّةٍ، إِلَّا إِذَا تَبَرْهَنَ أَنَّ قِيَمَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤْذِي ٱلْوَلَدَ جَسَدِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا. وَٱلْمَحْكَمَةُ مِنْ جِهَتِهَا لَمْ تَجِدْ أَيَّ دَلِيلٍ يُبَيِّنُ أَنَّ مُعْتَقَدَاتِ ٱلشُّهُودِ ٱلدِّينِيَّةَ تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى صِحَّةِ ٱلْوَلَدِ ٱلْجَسَدِيَّةِ أَوِ ٱلْعَقْلِيَّةِ.
أَعْطَتْ مَحَاكِمُ كَثِيرَةٌ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ
٢٩-٣١ لِمَ خَسِرَتْ أُخْتٌ فِي ٱلدَّانِمَارْكِ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى ٱبْنَتِهَا، وَلٰكِنْ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَتْهُ مَحْكَمَةُ ٱلنَّقْضِ؟
٢٩ اَلدَّانِمَارْكُ. وَاجَهَتْ أَنِيتَا هَانْسِن تَحَدِّيًا مُمَاثِلًا حِينَ رَفَعَ زَوْجُهَا ٱلسَّابِقُ عَرِيضَةً لِإِحْدِى ٱلْمَحَاكِمِ بِهَدَفِ نَيْلِ حَقِّ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى ٱبْنَتِهِمَا أَمَانْدَا ٱلْبَالِغَةِ مِنَ ٱلْعُمْرِ سَبْعَ سَنَوَاتٍ. وَمَعَ أَنَّ مَحْكَمَةَ ٱلْمُقَاطَعَةِ مَنَحَتِ ٱلْوِصَايَةَ لِلْأُخْتِ هَانْسِن عَامَ ٢٠٠٠، رَفَعَ وَالِدُ أَمَانْدَا ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلَّتِي أَبْطَلَتْ قَرَارَ سَابِقَتِهَا وَمَنَحَتْهُ هُوَ حَقَّ ٱلْوِصَايَةِ. فَقَدْ لَحَظَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ هُنَاكَ تَبَايُنًا فِي آرَائِهِمَا عَائِدٌ إِلَى مُعْتَقَدَاتِهِمَا ٱلدِّينِيَّةِ، وَٱرْتَأَتْ عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْوَالِدَ أَكْثَرُ كَفَاءَةً لِمُعَالَجَةِ ٱلْوَضْعِ. بِعِبَارَةٍ أُخْرَى: خَسِرَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِنُ ٱلْوِصَايَةَ عَلَى أَمَانْدَا لِأَنَّهَا وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!
٣٠ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْمِحْنَةِ ٱلْأَلِيمَةِ، ٱسْتَحْوَذَ ٱلْقَلَقُ أَحْيَانًا عَلَى ٱلْأُخْتِ هَانْسِن لِدَرَجَةِ أَنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ مَا يَجِبُ أَنْ تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ. لٰكِنَّهَا تَقُولُ: «كَانَتِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي رُومَا ٨:٢٦ وَ ٢٧ خَيْرَ مُعَزٍّ لِي. فَقَدْ شَعَرْتُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْهَمُ دَائِمًا مَا أَعْنِيهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِّي قَطُّ بَلْ كَانَتْ عَيْنُهُ عَلَيَّ كُلَّ حِينٍ». — اقرإ ٱلمزمور ٣٢:٨؛ اشعيا ٤١:١٠.
٣١ فِي مُوَازَاةِ ذٰلِكَ، لَجَأَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن إِلَى مَحْكَمَةِ ٱلنَّقْضِ، وَهِيَ أَعْلَى مَرْجِعٍ قَضَائِيٍّ فِي ٱلْبِلَادِ. فَبَتَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْقَضِيَّةَ، وَجَاءَ فِي قَرَارِهَا: «يَجِبُ ٱلْفَصْلُ فِي قَضِيَّةِ ٱلْوِصَايَةِ عَلَى أَسَاسِ تَقْيِيمٍ وَاقِعِيٍّ يُحَدِّدُ مَا ٱلْحَلُّ ٱلْأَنْسَبُ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْوَلَدِ». وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، ٱعْتَبَرَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْقَرَارَ فِي ٱلْوِصَايَةِ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى أُسْلُوبِ كُلٍّ مِنَ ٱلْوَالِدَيْنِ فِي بَتِّ ٱلْخِلَافَاتِ وَلَيْسَ إِلَى «عَقَائِدِ وَمَوَاقِفِ» شُهُودِ يَهْوَهَ. وَكَمْ فَرِحَتِ ٱلْأُخْتُ هَانْسِن حِينَ أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ بِكَفَاءَتِهَا وَأَعَادَتْ إِلَيْهَا وِصَايَةَ أَمَانَدَا!
٣٢ كَيْفَ حَمَتِ ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ مِنَ ٱلتَّمْيِيزِ وَٱلتَّحَيُّزِ؟
٣٢ بُلْدَانٌ أُورُوبِّيَّةٌ مُخْتَلِفَةٌ. فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، تَعَدَّتِ ٱلْمُعْضِلَاتُ ٱلْقَانُونِيَّةُ حَوْلَ وِصَايَةِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْوَطَنِيَّةَ ٱلْعُلْيَا، إِذْ نَظَرَتْ فِيهَا ٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْأُورُوبِّيَّةُ لِحُقُوقِ ٱلْإِنْسَانِ. وَفِي قَضِيَّتَيْنِ، أَقَرَّتِ ٱلْمَحْكَمَةُ أَنَّ ٱلْمَحَاكِمَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ ٱلْأَدْنَى لَمْ تُسَاوِ بَيْنَ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ وَغَيْرِ ٱلشُّهُودِ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ يَنْتَمُونَ إِلَى دِينٍ مُخْتَلِفٍ. وَقَدْ وَصَفَتْ هٰذِهِ ٱلْمُعَامَلَةَ بِٱلْمُتَحَيِّزَةِ وَٱعْتَبَرَتْ أَنَّ «ٱلتَّمْيِيزَ لِمُجَرَّدِ ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلدِّينِ لَيْسَ مَقْبُولًا». وَإِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي ٱسْتَفَدْنَ مِنْ قَرَارٍ كَهٰذَا عَبَّرَتْ عَنِ ٱرْتِيَاحِهَا قَائِلَةً: «آلَمَنِي كَثِيرًا أَنْ أُتَّهَمَ بِإِيذَاءِ وَلَدَيَّ فِي حِينِ أَنَّ هَدَفِي ٱلْوَحِيدَ كَانَ مَنْحَهُمَا أَفْضَلَ هِبَةٍ فِي نَظَرِي، أَلَا وَهِيَ ٱلتَّرْبِيَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ».
٣٣ كَيْفَ لِلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودِ أَنْ يُطَبِّقُوا ٱلْمَبْدَأَ فِي فِيلِبِّي ٤:٥؟
٣٣ غَيْرَ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلشُّهُودَ يُعْرِبُونَ بِلَا شَكٍّ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ حِينَ يُطْعَنُ قَضَائِيًّا فِي حَقِّهِمْ أَنْ يَغْرِسُوا ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي قُلُوبِ أَوْلَادِهِم. (اقرأ فيلبي ٤:٥.) فَمِثْلَمَا يُقَدِّرُونَ حَقَّهُمْ أَنْ يُدَرِّبُوا أَوْلَادَهُمْ فِي طَرِيقِ ٱللّٰهِ، يَعْتَرِفُونَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُشَاطِرُونَهُمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِنْ رَغِبُوا فِي ذٰلِكَ. فَإِلَى أَيِّ حَدٍّ إِذًا يَحْمِلُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلشُّهُودُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ؟
٣٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ ٱلْيَهُودِ أَيَّامَ نَحَمْيَا؟
٣٤ لِإِيجَادِ ٱلْجَوَابِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَفَحَّصَ مِثَالًا مِنْ أَيَّامِ نَحَمْيَا. آنَذَاكَ عَمِلَ ٱلْيَهُودُ جَاهِدِينَ لِتَرْمِيمِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ وَإِعَادَةِ بِنَائِهَا. فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ بِذٰلِكَ يَحْمُونَ أَنْفُسَهُمْ وَعَائِلَاتِهِمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُعَادِيَةِ ٱلْمُحِيطَةِ. لِذَا حَضَّهُمْ نَحَمْيَا قَائِلًا: «حَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَزَوْجَاتِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ». (نح ٤:١٤) وَفِي نَظَرِهِمْ، كَانَ ٱلنِّضَالُ يَسْتَحِقُّ ٱلْعَنَاءَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَعْمَلُ ٱلْوَالِدُونَ مِنَ ٱلشُّهُودِ ٱلْيَوْمَ جَاهِدِينَ لِتَرْبِيَةِ صِغَارِهِمْ فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلْمُؤَثِّرَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةَ تَنْهَالُ عَلَيْهِمْ سَوَاءٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ فِي مِنْطَقَةِ سَكَنِهِمْ. حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَتَسَلَّلُ إِلَى مَنْزِلِهِمْ مِنْ خِلَالِ وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، فِي سَعْيِكُمْ كَيْ تُؤَمِّنُوا لِبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ مُحِيطًا آمِنًا يَزْدَهِرُونَ فِيهِ رُوحِيًّا، لَا تَنْسَوْا أَبْدًا أَنَّ ٱلنِّضَالَ فِي سَبِيلِهِمْ يَسْتَحِقُّ كُلَّ عَنَاءٍ!
ثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ
٣٥، ٣٦ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَالَهَا شُهُودُ يَهْوَهَ نَتِيجَةَ نِضَالِهِمْ فِي سَبِيلِ حُقُوقِهِمِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، وَعَلَامَ أَنْتَ مُصمِّمٌ؟
٣٥ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودَ هَيْئَتِهِ ٱلْعَصْرِيَّةِ فِي نِضَالِهَا لِتُثَبِّتَ حَقَّهَا فِي حُرِّيَّةِ ٱلْعِبَادَةِ. فَغَالِبًا مَا قَدَّمْنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ شَهَادَةً مُدَوِّيَّةً أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ وَعُمُومِ ٱلنَّاسِ فِي مَعَارِكِنَا ٱلْقَانُونِيَّةِ. (رو ١:٨) كَمَا عَزَّزْنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلْحُقُوقَ ٱلْمَدَنِيَّةَ ٱلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا فِئَاتٌ أُخْرَى. مَعَ ذٰلِكَ، نَحْنُ لَسْنَا مُصْلِحِينَ ٱجْتِمَاعِيِّينَ وَلَا نَسْعَى مِمَّا فَعَلْنَاهُ إِلَى تَبْرِئَةِ سَاحَتِنَا. بَلْ إِنَّ هَدَفَنَا ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ مِنَ ٱلنِّضَالِ ٱلْقَضَائِيِّ لِنَيْلِ حُقُوقِنَا هُوَ تَثْبِيتُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَدَعْمُهَا. — اقرأ فيلبي ١:٧.
٣٦ خِتَامًا، لِنُقَدِّرْ عَلَى ٱلدَّوَامِ إِيمَانَ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ نَاضَلُوا لِيَحْصُلُوا عَلَى ٱلْحَقِّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى أَمَانَتِنَا وَاثِقِينَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ عَمَلَنَا وَيُقَوِّينَا لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ. — اش ٥٤:١٧.
-
-
الاجتماع سويا لتقديم العبادةملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٦
اَلِٱجْتِمَاعُ سَوِيًّا لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ
١ أَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا ٱلتَّلَامِيذُ عِنْدَمَا ٱجْتَمَعُوا مَعًا، وَلِمَ كَانَتْ فِي حِينِهَا؟
بُعَيْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ، ٱجْتَمَعَ ٱلتَّلَامِيذُ مَعًا لِيَتَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ. فَأَوْصَدُوا ٱلْأَبْوَابَ خَوْفًا مِنْ أَعْدَائِهِمْ. لٰكِنَّ مَخَاوِفَهُمْ تَلَاشَتْ دُونَ شَكٍّ لَمَّا ظَهَرَ يَسُوعُ فِي وَسْطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «خُذُوا رُوحًا قُدُسًا». (اقرأ يوحنا ٢٠:١٩-٢٢.) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، كَانُوا أَيْضًا مُجْتَمِعِينَ حِينَ سَكَبَ يَهْوَهُ عَلَيْهِمْ رُوحًا قُدُسًا. فَنَالُوا قُوَّةً مَا بَعْدَهَا قُوَّةٌ لِلنُّهُوضِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يَكْمُنُ أَمَامَهُمْ. — اع ٢:١-٧.
٢ (أ) كَيْفَ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ ٱلْقُوَّةَ، وَلِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا؟ (ب) لِمَ تَرْتِيبُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ وَٱلْإِطَارَ «اَلْعِبَادَةُ ٱلْعَائِلِيَّةُ».)
٢ نُوَاجِهُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ تَحَدِّيَاتٍ مُمَاثِلَةً لِمَا وَاجَهَهُ إِخْوَتُنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. (١ بط ٥:٩) فَأَحْيَانًا يَقَعُ بَعْضُنَا فِي شَرَكِ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. وَأَحْيَانًا أُخْرَى تُعْوِزُنَا ٱلْقُوَّةُ مِنْ يَهْوَهَ لِنُثَابِرَ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. (اف ٦:١٠) فَأَيْنَ يَمْنَحُنَا يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْقُوَّةَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ؟ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَنَحْنُ نَحْضُرُ حَالِيًّا ٱجْتِمَاعَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ: اَلِٱجْتِمَاعَ ٱلْعَامَّ وَدَرْسَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، وَٱجْتِمَاعَ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلَّذِي يُدْعَى ٱجْتِمَاعَ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. a وَنَتَمَتَّعُ أَيْضًا بِعَقْدِ أَرْبَعِ مُنَاسَبَاتٍ سَنَوِيَّةٍ: اَلْمَحْفِلِ ٱلسَّنَوِيِّ، ٱلْمَحْفِلَانِ ٱلدَّائِرِيَّانِ، وَذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. فَلِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَحْضُرَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ؟ كَيْفَ تَغَيَّرَتِ ٱجْتِمَاعَاتُنَا بَيْنَ ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ؟ وَمَا هُوَ مَوْقِفُنَا حِيَالَهَا؟
لِمَ نَجْتَمِعُ سَوِيًّا؟
٣، ٤ مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ شَعْبِهِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ مُنْذُ قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ وَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِيُقَدِّمُوا لَهُ ٱلْعِبَادَةَ. فَفِي عَامِ ١٥١٣ قم، أَعْطَى شَرِيعَتَهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ وَفِيهَا نَصَّ عَلَى حِفْظِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ، يَوْمٍ يُتِيحُ لِجَمِيعِ ٱلْعَائِلَاتِ أَنْ تَعْبُدَهُ وَتَتَعَلَّمَ مِنْ شَرِيعَتِهِ. (تث ٥:١٢؛ ٦:٤-٩) فَكَانَ حِينَ ٱلْتَزَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ أَنْ تَقَوَّتِ ٱلْعَائِلَاتُ وَحَافَظَتِ ٱلْأُمَّةُ كَكُلٍّ عَلَى طَهَارَتِهَا ٱلرُّوحِيَّةِ وَعَلَاقَتِهَا بِٱللّٰهِ. أَمَّا عِنْدَمَا أَخْفَقُوا فِي تَطْبِيقِ ٱلشَّرِيعَةِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ، فَكَانُوا يَخْسَرُونَ رِضَاهُ وَبَرَكَتَهُ. — لا ١٠:١١؛ ٢٦:٣١-٣٥؛ ٢ اخ ٣٦:٢٠، ٢١.
٤ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ. فَقَدْ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ. (لو ٤:١٦) وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ، وَاظَبَ تَلَامِيذُهُ عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ سَوِيًّا بِٱنْتِظَامٍ رَغْمَ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا مُلْزَمِينَ بِشَرِيعَةِ ٱلسَّبْتِ. (اع ١:٦، ١٢-١٤؛ ٢:١-٤؛ رو ١٤:٥؛ كو ٢:١٣، ١٤) وَفِي تِلْكَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، ٱسْتَمَدَّ مَسِيحِيُّو ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّشْجِيعَ وَقَدَّمُوا أَيْضًا ذَبَائِحَ تَسْبِيحٍ لِلّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ وَٱلتَّرَانِيمِ. — كو ٣:١٦؛ عب ١٣:١٥.
اِعْتَادَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلِٱجْتِمَاعَ سَوِيًّا لِتَقْوِيَةِ وَتَشْجِيعِ وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ
٥ لِمَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَٱلْمَحَافِلَ ٱلسَّنَوِيَّةَ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «تَجَمُّعَاتٌ سَنَوِيَّةٌ تُوَحِّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ».)
٥ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، حِينَمَا نَحْضُرُ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَمَحَافِلَنَا ٱلسَّنَوِيَّةَ، نُظْهِرُ دَعْمَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، نَنَالُ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَنُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ بِتَعَابِيرَ تَعْكِسُ إِيمَانَنَا. وَٱلْأَهَمُّ، يَتَسَنَّى لَنَا أَنْ نَعْبُدَ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ صَلَوَاتِنَا، تَعْلِيقَاتِنَا، وَإِنْشَادِنَا ٱلتَّرَانِيمَ. وَمَعَ أَنَّ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْيَوْمَ تَخْتَلِفُ فِي تَنْظِيمِهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَمَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، فَهِيَ لَا تَقِلُّ عَنْهَا أَهَمِّيَّةً. فَلْنَرَ مَعًا كَيْفَ بَدَأْنَا نَجْتَمِعُ سَوِيًّا فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ.
اِجْتِمَاعَاتٌ أُسْبُوعِيَّةٌ تُحَرِّضُ عَلَى «ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ»
٦، ٧ (أ) مَا ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (ب) كَيْفَ ٱخْتَلَفَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بَيْنَ فَرِيقٍ وَآخَرَ؟
٦ عِنْدَمَا بَدَأَ ٱلْأَخُ تْشَارْلْز تَاز رَصِل يَبْحَثُ عَنِ ٱلْحَقِّ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، رَأَى ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ آخَرِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلْهَدَفِ عَيْنِهِ. كَتَبَ عَامَ ١٨٧٩: «نَظَّمْتُ بِصُحْبَةِ آخَرِينَ فِي بِيتْسْبُورْغ صَفًّا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَوَاظَبْنَا عَلَى عَقْدِهِ كُلَّ يَوْمِ أَحَدٍ بِهَدَفِ ٱلْبَحْثِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». كَمَا شَجَّعَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ قُرَّاءَهَا عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا، فَصَارَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ بِحُلُولِ عَامِ ١٨٨١ تُعْقَدُ فِي بِيتْسْبُورْغ بِبِنْسِلْفَانْيَا كُلَّ أَحَدٍ وَأَرْبِعَاءَ. وَقَدْ ذَكَرَتِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ أَنَّ هَدَفَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هُوَ ٱلْحَثُّ عَلَى «ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَعْزِيزُ ٱلْمَحَبَّةِ» بَيْنَ ٱلْحَاضِرِينَ وَمَنْحُهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يُشَجِّعُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ. — اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٧ وَلٰكِنْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱخْتَلَفَ تَنْظِيمُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَعَدَدُ مَرَّاتِ عَقْدِهَا بَيْنَ فِرَقِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ذَكَرَتْ رِسَالَةٌ مِنْ فَرِيقٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ نُشِرَتْ عَامَ ١٩١١: «نَحْنُ نَعْقِدُ كُلَّ أُسْبُوعٍ خَمْسَةَ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ». فَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ مَرَّةً كُلَّ يَوْمِ إِثْنَيْنِ وَأَرْبِعَاءَ وَجُمْعَةٍ وَمَرَّتَيْنِ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ. بِٱلْمُقَابِلِ، ذَكَرَتْ رِسَالَةٌ مِنْ فَرِيقٍ فِي إِفْرِيقْيَا نُشِرَتْ عَامَ ١٩١٤: «نَحْنُ نَجْتَمِعُ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلشَّهْرِ، فَنَبْدَأُ يَوْمَ ٱلْجُمْعَةِ وَنَسْتَمِرُّ حَتَّى يَوْمِ ٱلْأَحَدِ». وَلٰكِنْ مَعَ تَوَالِي ٱلسِّنِينِ، تَبَلْوَرَ تَنْظِيمُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ إِلَى أَنْ رَاحَ يَنْدَرِجُ ضِمْنَ ٱلْإِطَارِ ٱلَّذِي نَعْرِفُهُ ٱلْيَوْمَ. فَلْنُلْقِ نَظْرَةً مُوجَزَةً عَلَى تَارِيخِ كُلِّ ٱجْتِمَاعٍ.
٨ أَيَّةُ مَوَاضِيعَ تَمَحْوَرَتْ حَوْلَهَا ٱلْخِطَابَاتُ ٱلْعَامَّةُ فِي ٱلْمَاضِي؟
٨ اَلِٱجْتِمَاعُ ٱلْعَامُّ. عَامَ ١٨٨٠، أَيْ بَعْدَ سَنَةٍ مِنِ ٱبْتِدَاءِ ٱلْأَخِ رَصِل بِإِصْدَارِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱنْطَلَقَ فِي جَوْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ سَائِرًا عَلَى خُطَى يَسُوعَ. (لو ٤:٤٣) وَخِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وَضَعَ نَمُوذَجَ ٱلِٱجْتِمَاعِ ٱلْعَامِّ ٱلْمَعْرُوفِ فِي أَيَّامِنَا. فَقَدْ ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي إِعْلَانِهَا عَنْ رِحْلَتِهِ أَنَّهُ «يَرْغَبُ فِي عَقْدِ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَامَّةٍ حَوْلَ ‹مَوَاضِيعَ تَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ›». وَعَامَ ١٩١١، بَعْدَمَا تَأَسَّسَتِ ٱلصُّفُوفُ (أَيِ ٱلْجَمَاعَاتُ) فِي عِدَّةِ بُلْدَانٍ، طُلِبَ مِنْ كُلِّ صَفٍّ أَنْ يُرْسِلَ خُطَبَاءَ أَكْفَاءً إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمُجَاوِرَةِ لِإِلْقَاءِ سِلْسِلَةٍ مِنْ سِتِّ مُحَاضَرَاتٍ تُنَاقِشُ مَوَاضِيعَ مُخْتَلِفَةً مِثْلَ ٱلدَّيْنُونَةِ وَٱلْفِدْيَةِ. وَفِي نِهَايَةِ كُلِّ مُحَاضَرَةٍ، كَانَ ٱلْإِخْوَةُ يُعْلِنُونَ عُنْوَانَ مُحَاضَرَةِ ٱلْأُسْبُوعِ ٱلْقَادِمِ وَٱسْمَ ٱلْخَطِيبِ ٱلَّذِي سَيُلْقِيهَا.
٩ كَيْفَ تَغَيَّرَ ٱلِٱجْتِمَاعُ ٱلْعَامُّ عَبْرَ ٱلسِّنِينَ، وَمَاذَا عَسَاكَ تَفْعَلُ لِتَدْعَمَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ؟
٩ عَامَ ١٩٤٥، أَعْلَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ بَدْءِ حَمْلَةٍ عَالَمِيَّةٍ لِعَقْدِ ٱجْتِمَاعَاتٍ عَامَّةٍ تُلْقَى فِيهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ ثَمَانِيَةِ خِطَابَاتٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَنَاوَلُ «ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْمُلِحَّةَ فِي ٱلْعَالَمِ». وَطَوَالَ عُقُودٍ كَثِيرَةٍ، قَدَّمَ ٱلْخُطَبَاءُ ٱلْمُعَيَّنُونَ مَوَاضِيعَ طَوَّرُوهَا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ إِلَى جَانِبِ تِلْكَ ٱلَّتِي زَوَّدَهُمْ بِهَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ. وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٨١، تَلَقَّوْا جَمِيعُهُمْ إِرْشَادَاتٍ تُوصِيهِمْ بِتَأْسِيسِ خِطَابَاتِهِمْ عَلَى ٱلْمَجَامِلِ ٱلْمُرْسَلَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ. b وَقَدْ ظَلَّ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْمَجَامِلِ حَتَّى عَامِ ١٩٩٠ يَسْتَدْعِي مُشَارَكَةَ ٱلْحُضُورِ أَوْ تَقْدِيمَ ٱلتَّمْثِيلِيَّاتِ إِلَى أَنْ عُدِّلَتِ ٱلْإِرْشَادَاتُ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ وَبَاتَتِ ٱلْمُحَاضَرَاتُ ٱلْعَامَّةُ مُذَّاكَ خِطَابِيَّةً مَحْضًا. وَفِي كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠٠٨، أُجْرِيَ تَعْدِيلٌ آخَرُ ٱنْخَفَضَتْ بِمُوجَبِهِ مُدَّةُ ٱلْخِطَابِ ٱلْعَامِّ مِنْ ٤٥ إِلَى ٣٠ دَقِيقَةً. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ، تَبْقَى ٱلْخِطَابَاتُ ٱلْعَامَّةُ ٱلْمُعَدَّةُ جَيِّدًا وَسِيلَةً لِبِنَاءِ إِيمَانِنَا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَعْلِيمِنَا عَنْ أَوْجُهِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ. (١ تي ٤:١٣، ١٦) فَهَلْ تَدْعُو بِحَمَاسَةٍ زِيَارَاتِكَ ٱلْمُكَرَّرَةَ وَمَعَارِفَكَ غَيْرَ ٱلشُّهُودِ لِسَمَاعِ هٰذِهِ ٱلْمُحَاضَرَاتِ ٱلْهَامَّةِ ٱلْمَبْنِيَّةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠-١٢ (أ) أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ أُجْرِيَتْ عَلَى دَرْسِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ؟ (ب) مَاذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ؟
١٠ دَرْسُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. عَامَ ١٩٢٢، خُصِّصَ ٱجْتِمَاعٌ مُنْتَظِمٌ لِدَرْسِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِنَاءً عَلَى تَوْصِيَةٍ مِنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْجَائِلِينَ، وَهُمْ إِخْوَةٌ أَرْسَلَتْهُمْ جَمْعِيَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ لِتَقْدِيمِ ٱلْخِطَابَاتِ وَأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَصَارَتْ دُرُوسُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعْقَدُ بِدَايَةً فِي مُنْتَصَفِ ٱلْأُسْبُوعِ أَوْ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ.
دَرْسُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، غَانَا، ١٩٣١
١١ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَوَرَدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١٥ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٣٢ إِرْشَادَاتٍ أُخْرَى حَوْلَ طَرِيقَةِ عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ. فَأَوْصَتْ أَنْ تُعْهَدَ إِدَارَتُهُ إِلَى أَخٍ وَفْقًا لِلنَّمُوذَجِ ٱلْمُتَّبَعِ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَوَجَبَ أَنْ يَجْلِسَ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ فِي مُقَدَّمِ مَكَانِ ٱلِٱجْتِمَاعِ وَيَتَنَاوَبُوا عَلَى قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَاتِ. وَبِمَا أَنَّ مَقَالَاتِ ٱلدَّرْسِ آنَذَاكَ لَمْ تَتَضَمَّنْ أَسْئِلَةً مَطْبُوعَةً، طُلِبَ مِنَ ٱلْمُدِيرِ أَنْ يَحُثَّ ٱلْحُضُورَ عَلَى طَرْحِ أَسْئِلَةٍ حَوْلَ ٱلْمَوَادِّ قَيْدَ ٱلْمُنَاقَشَةِ، ثُمَّ يَدْعُوَ أَفْرَادًا بَيْنَهُمْ لِلْإِجَابَةِ عَنْهَا. وَإِذَا لَزِمَ تَوْضِيحٌ إِضَافِيٌّ، يُقَدِّمُ هُوَ شَرْحًا «مُخْتَصَرًا وَوَاضِحًا».
١٢ فِي ٱلْبِدَايَةِ، سُمِحَ لِكُلِّ جَمَاعَةٍ أَنْ تَخْتَارَ عَدَدًا مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُجْمِعُ ٱلْغَالِبِيَّةُ عَلَى دِرَاسَتِهِ. لٰكِنَّ عَدَدَ ١٥ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٣٣ مِنَ ٱلْمَجَلَّةِ أَوْعَزَ إِلَى كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ أَنْ تَدْرُسَ ٱلْعَدَدَ ٱلصَّادِرَ مُؤَخَّرًا. وَعَامَ ١٩٣٧، أُوصِيَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ أَنْ تَعْقِدَ ٱلدَّرْسَ يَوْمَ ٱلْأَحَدِ. أَمَّا ٱلتَّحْسِينَاتُ ٱلْإِضَافِيَّةُ ٱلَّتِي نَسَّقَتْ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ بِحَسَبِ ٱلنِّظَامِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلْيَوْمَ فَقَدْ صَدَرَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٤٢. وَجَاءَ فِيهَا أَنَّ ٱلدَّرْسَ سَيَشْتَمِلُ عَلَى أَسْئِلَةٍ تَظْهَرُ فِي أَسْفَلِ كُلِّ صَفْحَةٍ مِنْهُ، وَأَنَّ ٱلْمُدِيرَ مُلْزَمٌ بِطَرْحِهَا عَلَى ٱلْحُضُورِ. ثُمَّ أَضَافَتْ أَنَّ مُدَّةَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ سَاعَةٌ وَاحِدَةٌ. وَشَجَّعَتْ أَيْضًا ٱلْحَاضِرِينَ أَنْ يُجِيبُوا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ «بِكَلِمَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ» لَا بِقِرَاءَةِ أَجْزَاءٍ مِنَ ٱلْفِقْرَاتِ. إِنَّ دَرْسَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ كَانَ وَلَا يَزَالُ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي يَمُدُّنَا ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ مِنْ خِلَالِهِ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ. (مت ٢٤:٤٥) لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَسْتَعِدُّ لِهٰذَا ٱلدَّرْسِ كُلَّ أُسْبُوعٍ؟ وَهَلْ أَسْعَى إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِيهِ إِنْ كَانَ ذٰلِكَ بِٱسْتِطَاعَتِي؟›.
١٣، ١٤ مَا هُوَ تَارِيخُ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيِّ، وَمَاذَا يُعْجِبُكَ فِي هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ؟
١٣ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيُّ. بَعْدَ صُدُورِ عَدَدٍ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ فِي أَوَائِلِ تِسْعِينَاتِ ٱلْـ ١٨٠٠، ٱقْتَرَحَ ٱلْأَخُ ه. ن. رَان — أَحَدُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي مَدِينَةِ بَلْتِيمُور فِي وِلَايَةِ مَارِيلَنْدَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ — تَأْسِيسَ «حَلَقَاتِ ٱلْفَجْرِ» لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ، ٱجْتَمَعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَلَقَاتُ عَلَى سَبِيلِ ٱلتَّجْرِبَةِ، فِي مَنَازِلِ ٱلْإِخْوَةِ أَغْلَبَ ٱلْأَحْيَانِ. وَلٰكِنْ بِحُلُولِ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٨٩٥، كَانَتْ «حَلَقَاتُ ٱلْفَجْرِ» قَدْ لَاقَتْ نَجَاحًا فِي ٱلْكَثِيرِ مِنْ مُدُنِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. لِذَا دَعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّادِرَةُ فِي ذٰلِكَ ٱلشَّهْرِ كُلَّ تَلَامِيذِ ٱلْحَقِّ إِلَى عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ. وَأَوْصَتْ أَنْ يَكُونَ مُدِيرُهُ قَارِئًا جَيِّدًا. فَهُوَ كَانَ سَيَقْرَأُ كُلَّ جُمْلَةٍ ثُمَّ يَنْتَظِرُ تَعْلِيقَاتِ ٱلْحُضُورِ. وَبَعْدَ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَةِ جُمْلَةً جُمْلَةً وَمُنَاقَشَتِهَا، يَفْتَحُ ٱلْآيَاتِ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهَا وَيَقْرَأُهَا. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْفَصْلِ، يُقَدِّمُ كُلٌّ مِنَ ٱلْحَاضِرِينَ مُرَاجَعَةً وَجِيزَةً لِلْمَوَادِّ.
١٤ تَغَيَّرَ ٱسْمُ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. فَقَدْ بَاتَ يُعْرَفُ بِٱسْمِ «اَلْحَلَقَاتُ ٱلْبِيرِيَّةُ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ»، إِشَارَةً إِلَى أَهْلِ بِيرِيَةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ فَحَصُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِٱعْتِنَاءٍ. (اع ١٧:١١) وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ ٱسْمُهُ «دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْجَمَاعِيُّ». وَيُدْعَى ٱلْيَوْمَ «دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيُّ»، وَهُوَ يُعْقَدُ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحُضُورِ كَامِلِ ٱلْجَمَاعَةِ وَلَيْسَ عَلَى صَعِيدِ فِرَقٍ فِي ٱلْبُيُوتِ. أَمَّا ٱلْمَوَادُّ ٱلَّتِي تُدْرَسُ فِيهِ فَتَرَاوَحَتْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ بَيْنَ ٱلْكُتُبِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ وَمَقَالَاتٍ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَيْضًا. وَلَطَالَمَا شَجَّعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ كُلَّ ٱلْحُضُورِ عَلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ. فَهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعُ يَلْعَبُ دَوْرًا فَاعِلًا فِي تَوْطِيدِ مَعْرِفَتِنَا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهَلْ تَسْتَعِدُّ لَهُ دَوْمًا وَتُشَارِكُ فِيهِ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِكَ؟
١٥ مَاذَا كَانَتِ ٱلْغَايَةُ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ؟
١٥ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ. يَقُولُ كَارِي بَارْبِر مُسْتَذْكِرًا ٱلْمَاضِيَ حِينَ خَدَمَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ فِي بْرُوكْلِين بِنْيُويُورْك: «يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ مَسَاءً ٱلْوَاقِعَ فِيهِ ١٦ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٢، دُعِيَ كُلُّ ٱلذُّكُورِ فِي عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ بِبْرُوكْلِين إِلَى ٱلِٱنْخِرَاطِ فِي مَا سُمِّيَ لَاحِقًا ‹مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ›». وَذَكَرَ ٱلْأَخُ بَارْبِرُ ٱلَّذِي أَصْبَحَ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ أَنَّ ٱلْمَدْرَسَةَ هِيَ «أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلَّتِي تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ». وَقَدْ أَحْرَزَ مُقَرَّرُهَا نَجَاحًا بَاهِرًا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ عَلَى رَفْعِ دَرَجَةِ مَهَارَتِهِمْ فِي ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْكِرَازَةِ. لِذَا بَدْءًا مِنْ سَنَةِ ١٩٤٣، شَرَعَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ يُوَزِّعُونَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ كُرَّاسَ مَنْهَجٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَأَفَادَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (يُونْيُو) ١٩٤٣ أَنَّ ٱلْغَايَةَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ مُسَاعَدَةُ شَعْبِ ٱللّٰهِ «عَلَى تَدْرِيبِ أَنْفُسِهِمْ كَيْ يَزِيدُوا مِنْ فَعَّالِيَّتِهِمْ فِي ٱلشَّهَادَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ». — ٢ تي ٢:١٥.
١٦، ١٧ هَلِ ٱقْتَصَرَ هَدَفُ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلتِّقْنِيَّةِ؟ أَوْضِحُوا.
١٦ فِي ٱلْبِدَايَةِ، وَجَدَ كَثِيرُونَ صُعُوبَةً بَالِغَةً فِي ٱلْخَطَابَةِ أَمَامَ حُضُورٍ كَبِيرٍ. وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ كْلَايْتَن ج. وُودْوَرْثُ ٱلْأَصْغَرُ ٱلَّذِي سُجِنَ أَبُوهُ ظُلْمًا مَعَ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد وَآخَرِينَ عَامَ ١٩١٨. يَتَذَكَّرُ مَشَاعِرَهُ حِينَ ٱشْتَرَكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ عَامَ ١٩٤٣: «اِسْتَصْعَبْتُ جِدًّا تَقْدِيمَ ٱلْمَوَاضِيعِ. فَقَدْ شَعَرْتُ أَنَّ لِسَانِي لَا يُطَاوِعُنِي، وَجَفَّ رِيقِي مِنَ ٱلْخَوْفِ وَخَرَجَ صَوْتِي خَشِنًا غَلِيظًا وَعَالِيَ ٱلنَّبْرَةِ». وَلٰكِنْ فِيمَا تَحَسَّنَتْ مَقْدِرَاتُ كْلَايْتَن، حَظِيَ بِٱمْتِيَازَاتٍ جَمَّةٍ فِي مَجَالِ ٱلْخَطَابَةِ ٱلْعَامَّةِ. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْمَدْرَسَةَ عَلَّمَتْهُ مَا يَفُوقُ ٱلْمَهَارَاتِ ٱلتِّقْنِيَّةَ قِيمَةً. فَقَدْ عَرَفَ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ. يُعَلِّقُ قَائِلًا: «بِتُّ أُدْرِكُ أَنَّ ٱلْخَطِيبَ بِحَدِّ ذَاتِهِ لَيْسَ مُهِمًّا. فَمَتَى ٱسْتَعَدَّ جَيِّدًا وَوَضَعَ كُلَّ ثِقَتِهِ بِيَهْوَهَ، أَعَارَهُ ٱلْحُضُورُ بِسُرُورٍ آذَانًا صَاغِيَةً وَٱسْتَفَادُوا مِنْ خِطَابِهِ».
١٧ عَامَ ١٩٥٩، فُتِحَ بَابُ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَمَامَ ٱلْأَخَوَاتِ. تُعَبِّرُ ٱلْأُخْتُ إِدْنَا بُووِرُ ٱلَّتِي سَمِعَتِ ٱلْإِعْلَانَ فِي ٱلْمَحْفِلِ، قَائِلَةً: «لَا أَنْسَى كَيْفَ عَمَّتِ ٱلْبَهْجَةُ وَٱلْحَمَاسَةُ بَيْنَ ٱلْأَخَوَاتِ. فَقَدْ أُتِيحَتْ لَهُنَّ ٱلْآنَ فُرَصٌ جَدِيدَةٌ». وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، ٱغْتَنَمَ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ كَثِيرُونَ فُرْصَةَ ٱلٱِلْتِحَاقِ بِمَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ كَيْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ يَهْوَهَ. وَلاَ نَزَالُ إِلَى ٱلْيَوْمِ نَسْتَفِيدُ مِنْ تَدْرِيبٍ مُمَاثِلٍ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ. — اقرأ اشعيا ٥٤:١٣.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ نَنَالُ إِرْشَادَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِتْمَامِ خِدْمَتِنَا ٱلْيَوْمَ؟ (ب) لِمَ نُرَنِّمُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «تَرْنِيمُ ٱلْحَقِّ».)
١٨ اِجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ. مُنْذُ عَامِ ١٩١٩، يُقِيمُ ٱلْإِخْوَةُ ٱجْتِمَاعَاتٍ لِتَنْظِيمِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. وَلَمْ يَحْضُرْهَا آنَذَاكَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ بَلِ ٱلْمَعْنِيُّونَ فَقَطْ بِتَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. وَلٰكِنْ بَدْءًا مِنْ سَنَةِ ١٩٢٣، عُقِدَ ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلشَّهْرِ وَدُعِيَ إِلَيْهِ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلصَّفِّ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٢٨، كَانَتِ ٱلْهَيْئَةُ قَدْ شَجَّعَتِ ٱلْجَمَاعَاتِ عَلَى عَقْدِ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ كُلَّ أُسْبُوعٍ. وَعَامَ ١٩٣٥، حَثَّتْهُمْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنْ يُؤَسِّسُوا ٱلِٱجْتِمَاعَ عَلَى ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلصَّادِرَةِ فِي اَلْمُرْشِدُ (دُعِيَتْ لَاحِقًا اَلْمُخْبِرُ ثُمَّ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ). وَسُرْعَانَ مَا أَصْبَحَ ٱجْتِمَاعُ ٱلْخِدْمَةِ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ بَرْنَامَجِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَاتِ.
١٩ وَٱلْيَوْمَ، نَنَالُ إِرْشَادَاتٍ عَمَلِيَّةً لِإِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ. (مت ١٠:٥-١٣) فَإِذَا كُنْتَ مُؤَهَّلًا لِٱسْتِلَامِ نُسْخَةٍ مِنْ دَلِيلِ ٱلٱِجْتِمَاعِ، فَهَلْ تَتَمَعَّنُ فِيهِ وَتُطَبِّقُ ٱقْتِرَاحَاتِهِ أَثْنَاءَ ٱشْتِرَاكِكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
اَلِٱجْتِمَاعُ ٱلْأَهَمُّ فِي ٱلسَّنَةِ
عَلَى غِرَارِ تَلَامِيذِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، يَجْتَمِعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ سَنَوِيًّا لِلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٢٠.)
٢٠-٢٢ (أ) لِمَ نُحْيِي ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ؟ (ب) كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ حُضُورِ ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ؟
٢٠ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُحْيُوا ذِكْرَى مَوْتِهِ حَتَّى مَجِيئِهِ. وَٱلذِّكْرَى مُنَاسَبَةٌ سَنَوِيَّةٌ، مَثَلُهَا مَثَلُ عِيدِ ٱلْفِصْحِ قَدِيمًا. (١ كو ١١:٢٣-٢٦) إِنَّ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعَ يَسْتَقْطِبُ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ كُلَّ سَنَةٍ. وَهُوَ يُذَكِّرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱمْتِيَازِهِمْ أَنْ يَكُونُوا وَرَثَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ. (رو ٨:١٧) وَيُوَلِّدُ فِي ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا لِمَلِكِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيَحْفِزُهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لَهُ. — يو ١٠:١٦.
٢١ لَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ أَهَمِّيَّةَ إِحْيَاءِ ذِكْرَى عَشَاءِ ٱلرَّبِّ، وَعَرَفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱحْتِفَالَ يُقَامُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلسَّنَةِ. ذَكَرَ عَدَدُ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٨٨٠ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱعْتَادَ كَثِيرُونَ مِنَّا هُنَا فِي بِيتْسْبُورْغ . . . أَنْ يَحْتَفِلُوا بِٱلْفِصْحِ [ٱلذِّكْرَى] وَيَتَنَاوَلُوا مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ إِلَى جَسَدِ ٱلرَّبِّ وَدَمِهِ». وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى صَارَتِ ٱلْمَحَافِلُ تُعْقَدُ بِٱلتَّزَامُنِ مَعَ ٱلذِّكْرَى. وَأَوَّلُ مَرَّةٍ يُوَثَّقُ فِيهَا مَحْفِلٌ بِٱلْأَرْقَامِ كَانَتْ عَامَ ١٨٨٩ حِينَ حَضَرَ ٢٢٥ شَخْصًا وَٱعْتَمَدَ ٢٢.
٢٢ وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَحْتَفِلُ بِذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ سَنَوِيًّا وَلٰكِنْ لَيْسَ ضِمْنَ بَرْنَامَجِ مَحْفِلٍ. وَنَدْعُو ٱلْجَمِيعَ أَيْنَمَا نَسْكُنُ إِلَى حُضُورِهَا مَعَنَا فِي قَاعَةِ مَلَكُوتٍ مَحَلِّيَّةٍ أَوْ مَكَانٍ مُسْتَأْجَرٍ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ. فَعَامَ ٢٠١٣، أَحْيَا ٱلذِّكْرَى مَا يَرْبُو عَلَى ١٩ مَلْيُونَ شَخْصٍ. فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ ثَمِينٍ أَنْ نَحْضُرَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ وَنُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْنَا فِي أَقْدَسِ لَيْلَةٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَهَلْ تَتَحَمَّسُ لِدَعْوَةِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى حُضُورِ ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ؟
مَا هُوَ مَوْقِفُنَا؟
٢٣ مَا نَظْرَتُكَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
٢٣ لَا يَشْعُرُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنَّ ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِٱلِٱجْتِمَاعِ سَوِيًّا هِيَ عِبْءٌ ثَقِيلٌ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥؛ ١ يو ٥:٣) فَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ مَثَلًا أَحَبَّ ٱلذَّهَابَ إِلَى بَيْتِ يَهْوَهَ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ، وَلَا سِيَّمَا بِصُحْبَةِ أَشْخَاصٍ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ. (مز ٢٧:٤؛ ٣٥:١٨) يَسُوعُ أَيْضًا تَاقَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ، حَتَّى وَهُوَ فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ، إِلَى ٱلتَّوَاجُدِ فِي بَيْتِ أَبِيهِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلْعِبَادَةِ. — لو ٢:٤١-٤٩.
إِنَّ رَغْبَتَنَا ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا تَكْشِفُ كَمْ حَقِيقِيٌّ هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ فِي نَظَرِنَا
٢٤ مَاذَا يُتِيحُ لَنَا حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
٢٤ حِينَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَرَغْبَتِنَا فِي دَعْمِ وَتَقْوِيَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَنُعَبِّرُ أَيْضًا عَنْ شَوْقِنَا إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ كَيْفَ نَعِيشُ حَيَاتَنَا كَرَعَايَا لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. فَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ وَٱلْمَحَافِلُ هِيَ ٱلْمَنْبَعُ ٱلْأَسَاسِيُّ لِنَيْلِ تَدْرِيبٍ كَهٰذَا. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، تَصْقُلُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ مَهَارَاتِنَا ٱلْكِرَازِيَّةَ وَتُسَلِّحُنَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِلْمُثَابَرَةِ عَلَى أَحَدِ أَهَمِّ ٱلْأَعْمَالِ ٱلَّتِي يَتَوَلَّاهَا مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ: تَلْمَذَةِ ٱلنَّاسِ وَتَدْرِيبِهِمْ كَيْ يُصْبِحُوا أَتْبَاعًا لِلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (اقرأ متى ٢٨:١٩، ٢٠.) لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ رَغْبَتَنَا ٱلْعَمِيقَةَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا تَكْشِفُ كَمْ حَقِيقِيٌّ هُوَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ فِي نَظَرِ كُلٍّ مِنَّا. فَلْنُعِزَّ دَوْمًا ٱمْتِيَازَ ٱجْتِمَاعِنَا سَوِيًّا!
-
-
تدريب خدام الملكوتملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٧
تَدْرِيبُ خُدَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ
١-٣ كَيْفَ وَسَّعَ يَسُوعُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
كَرَزَ يَسُوعُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْجَلِيلِ طَوَالَ سَنَتَيْنِ. (اقرأ متى ٩:٣٥-٣٨.) فَزَارَ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْمُدُنِ وَٱلْقُرَى مُعَلِّمًا فِي ٱلْمَجَامِعِ وَمُنَادِيًا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَأَيْنَمَا كَرَزَ تَقَاطَرَ ٱلنَّاسُ إِلَيْهِ جَمَاعَاتٍ. لِذَا عَبَّرَ قَائِلًا إِنَّ «ٱلْحَصَادَ كَثِيرٌ» وَٱلْحَاجَةَ كَبِيرَةٌ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ ٱلْعُمَّالِ.
٢ كَانَتْ لَدَى يَسُوعَ خُطَّةٌ لِتَوْسِيعِ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. فَمَاذَا فَعَلَ؟ دَعَا رُسُلَهُ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ «وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لو ٩:١، ٢) وَلَعَلَّ تَسَاؤُلَاتٍ كَثِيرَةً جَالَتْ فِي خَاطِرِهِمْ حَوْلَ إِنْجَازِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلضَّخْمِ. لِذَا قَبْلَ أَنْ يُرْسِلَهُمْ يَسُوعُ، مَنَحَهُمْ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ أَمْرًا سَبَقَ أَنْ نَالَهُ مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ، أَلَا وَهُوَ ٱلتَّدْرِيبُ.
٣ هُنَا يَنْشَأُ عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ: أَيُّ تَدْرِيبٍ تَلَقَّاهُ يَسُوعُ مِنْ أَبِيهِ؟ عَلَامَ دَرَّبَ هُوَ رُسُلَهُ؟ هَلْ يُدَرِّبُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ أَتْبَاعَهُ ٱلْيَوْمَ عَلَى إِتْمَامِ خِدْمَتِهِمْ؟ وَكَيْفَ يُحَقِّقُ ذٰلِكَ؟
«كَمَا عَلَّمَنِي ٱلْآبُ . . . أَتَكَلَّمُ»
٤ مَتَى وَأَيْنَ تَعَلَّمَ يَسُوعُ مِنْ أَبِيهِ؟
٤ اِعْتَرَفَ يَسُوعُ دُونَ تَرَدُّدٍ أَنَّهُ تَعَلَّمَ مِنْ أَبِيهِ. ذَكَرَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ: «كَمَا عَلَّمَنِي ٱلْآبُ بِهٰذَا أَتَكَلَّمُ». (يو ٨:٢٨) فَمَتَى وَأَيْنَ حَصَلَ عَلَى هٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ؟ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱبْتَدَأَ يُدَرِّبُ ٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ بُعَيْدَ خَلْقِهِ. (كو ١:١٥) فَٱلِٱبْنُ أَمْضَى دُهُورًا لَا تُحْصَى فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ ‹ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْعَظِيمِ› يُصْغِي إِلَيْهِ وَيُرَاقِبُ أَعْمَالَهُ عَنْ كَثَبٍ. (اش ٣٠:٢٠) فَٱكْتَسَبَ بِٱلنَّتِيجَةِ مَعْرِفَةً لَا نَظِيرَ لَهَا عَنْ صِفَاتِ أَبِيهِ وَأَعْمَالِهِ وَمَقَاصِدِهِ.
٥ مَاذَا عَلَّمَ ٱلْآبُ ٱبْنَهُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي سَيَتَوَلَّاهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٥ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، عَلَّمَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي سَيَتَوَلَّاهَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَنَسْتَشِفُّ ذٰلِكَ مِنْ إِحْدَى ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي تَصِفُ مَا كَانَ يَجْرِي بَيْنَ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلْعَظِيمِ وَٱبْنِهِ ٱلْبِكْرِ. (اقرأ اشعيا ٥٠:٤، ٥.) فَهِيَ تَذْكُرُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱعْتَادَ أَنْ يُوقِظَ ٱبْنَهُ «كُلَّ صَبَاحٍ». وَيَنْقُلُ هٰذَا ٱلْوَصْفُ صُورَةَ مُعَلِّمٍ يُوقِظُ تِلْمِيذَهُ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ كَيْ يُعَلِّمَهُ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ حَوْلَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: كَانَ «يَهْوَهُ . . . يَأْخُذُ [ٱبْنَهُ] إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ مِثْلَ تِلْمِيذٍ، وَيُعَلِّمُهُ بِمَاذَا يَكْرِزُ وَكَيْفَ يَكْرِزُ». فَفِي هٰذِهِ «ٱلْمَدْرَسَةِ» ٱلسَّمَاوِيَّةِ، عَرَّفَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ‹مَاذَا يَقُولُ وَبِمَاذَا يَتَكَلَّمُ›. (يو ١٢:٤٩) وَأَعْطَاهُ أَيْضًا إِرْشَادَاتٍ كَيْفَ يُعَلِّمُ.a وَحِينَ أَتَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، أَحْسَنَ تَطْبِيقَ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبِ لَيْسَ بِإِتْمَامِ دَوْرِهِ فِي ٱلْخِدْمَةِ فَحَسْبُ، بَلْ بِتَدْرِيبِ أَتْبَاعِهِ عَلَى إِتْمَامِ دَوْرِهِمْ هُمْ أَيْضًا.
٦، ٧ (أ) عَلَامَ دَرَّبَ يَسُوعُ رُسُلَهُ، وَبِأَيِّ هَدَفٍ؟ (ب) أَيُّ تَدْرِيبٍ يَحْرِصُ يَسُوعُ أَنْ يَنَالَهُ أَتْبَاعُهُ فِي أَيَّامِنَا؟
٦ وَعَلَامَ دَرَّبَ يَسُوعُ رُسُلَهُ حَسْبَمَا يَذْكُرُ مُسْتَهَلُّ ٱلْفَصْلِ؟ يُخْبِرُنَا مَتَّى ٱلْإِصْحَاحُ ١٠ أَنَّهُ زَوَّدَهُمْ بِإِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةٍ تَخْتَصُّ بِٱلْخِدْمَةِ، مِثْلِ: أَيْنَ يَكْرِزُونَ (ٱلْعَدَدَانِ ٥، ٦)، بِأَيَّةِ رِسَالَةٍ يُنَادُونَ (ٱلْعَدَدُ ٧)، أَهَمِّيَّةِ أَنْ يَثِقُوا بِيَهْوَهَ (ٱلْعَدَدَانِ ٩، ١٠)، كَيْفَ يَتَحَدَّثُونَ إِلَى أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ (ٱلْأَعْدَادُ ١١-١٣)، كَيْفَ يُوَاجِهُونَ ٱلرَّفْضَ (ٱلْعَدَدَانِ ١٤، ١٥)، وَمَاذَا يَفْعَلُونَ فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ (ٱلْأَعْدَادُ ١٦-٢٣).b وَهٰذِهِ ٱلتَّوْجِيهَاتُ ٱلْوَاضِحَةُ جَهَّزَتْهُمْ لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ.
٧ وَمَاذَا عَنْ أَيَّامِنَا؟ لَقَدْ أَوْكَلَ إِلَيْنَا يَسُوعُ مَلِكُ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ أَثْقَلَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ قَاطِبَةً: اَلْكِرَازَةَ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) فَهَلْ يُعِدُّنَا لِتَنْفِيذِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. فَهُوَ يَحْرِصُ مِنْ مَكَانِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَنْ يَنَالَ أَتْبَاعُهُ تَدْرِيبًا عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلنُّهُوضِ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ خُصُوصِيَّةٍ دَاخِلَهَا.
اَلتَّدْرِيبُ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ
٨، ٩ (أ) مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُكَ ٱجْتِمَاعُ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ أَنْ تَكُونَ أَكْثَرَ بَرَاعَةً فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
٨ لَطَالَمَا ٱسْتَخْدَمَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلْمَحَافِلَ وَٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ، كَٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ، لِتُدَرِّبَ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. وَلٰكِنْ بَدْءًا مِنْ أَرْبَعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، فَكَّرَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ أَنْ يَمْنَحُوا هٰذَا ٱلتَّدْرِيبَ مِنْ خِلَالِ مَدَارِسَ مُتَنَوِّعَةٍ.
٩ مَدْرَسَةُ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ. كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ، بَزَغَ فَجْرُ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ عَامَ ١٩٤٣. وَهَلِ ٱنْحَصَرَ هَدَفُهَا فِي تَدْرِيبِ ٱلتَّلَامِيذِ عَلَى إِلْقَاءِ خِطَابَاتٍ فَعَّالَةٍ وَمُشَوِّقَةٍ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ كَلَّا. فَغَايَتُهَا ٱلْأَسَاسِيَّةُ كَانَتْ تَدْرِيبَ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱسْتِخْدَامِ هِبَةِ ٱلْكَلَامِ فِي تَسْبِيحِ يَهْوَهَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. (مز ١٥٠:٦) فَهِيَ جَهَّزَتْ كُلَّ تَلَامِيذِهَا إِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ كَيْ يُصْبِحُوا أَكْثَرَ بَرَاعَةً فِي ٱلْمُنَادَاةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَنَحْنُ نَنَالُ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبَ ٱلْيَومَ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ.
١٠، ١١ مَنْ هُمُ ٱلْيَوْمَ تَلَامِيذُ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ، وَإِلَامَ يَرْمِي مِنْهَاجُهَا؟
١٠ مَدْرَسَةُ جِلْعَادَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ ٱلْوَاقِعِ فِيهِ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٣ كَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ فِي تَارِيخِ مَا يُدْعَى ٱلْآنَ «مَدْرَسَةُ جِلْعَادَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». وَقَدْ هَدَفَتِ ٱلْمَدْرَسَةُ فِي ٱلْأَصْلِ إِلَى تَدْرِيبِ ٱلْفَاتِحِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ أَيْنَمَا كَانَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَلٰكِنْ مُنْذُ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠١١، ٱقْتَصَرَ ٱلِٱنْخِرَاطُ فِيهَا عَلَى مَنْ هُمْ أَسَاسًا فِي أَحَدِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، أَيِ اَلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ، ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ وَزَوْجَاتِهِمْ، خُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ، وَٱلْمُرْسَلِينَ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَحْضُرُوهَا قَبْلًا.
١١ وَإِلَامَ يَرْمِي مِنْهَاجُ مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ؟ يُجِيبُ أَحَدُ أَسَاتِذَتِهَا ٱلْقُدَمَاءِ أَنَّ هَدَفَهَا «تَقْوِيَةُ إِيمَانِ ٱلتَّلَامِيذِ مِنْ خِلَالِ دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ دَرْسًا مُعَمَّقًا وَمُسَاعَدَتُهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ٱلصِّفَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلتَّحَدِّيَاتِ فِي تَعْيِينَاتِهِمْ. وَثَمَّةَ هَدَفٌ جَوْهَرِيٌّ آخَرُ هُوَ غَرْسُ رَغْبَةٍ مُلِحَّةٍ فِي قُلُوبِهِمْ لِلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ». — اف ٤:١١.
١٢، ١٣ كَيْفَ أَثَّرَتْ مَدْرَسَةُ جِلْعَادَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ أَعْطُوا مَثَلًا.
١٢ وَكَيْفَ أَثَّرَتْ مَدْرَسَةُ جِلْعَادَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ مُنْذُ عَامِ ١٩٤٣، دَرَّبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةُ مَا يَزِيدُ عَنْ ٥٠٠,٨ مُرْسَلٍ يَخْدُمُونَ فِي أَكْثَرَ مِنْ ١٧٠ بَلَدًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.c وَهُمْ يَسْتَغِلُّونَ تَدْرِيبَهُمْ أَحْسَنَ ٱسْتِغْلَالٍ بِرَسْمِ مِثَالٍ غَيُورٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَكُونُوا نَشَاطَى فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ. وَكَثِيرًا مَا كَانَ ٱلْمُرْسَلُونَ فِي طَلِيعَةِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي مَنَاطِقَ لَمْ يُوجَدْ فِيهَا سِوَى قِلَّةٍ مِنَ ٱلشُّهُودِ، هٰذَا إِذَا وُجِدَ أَحَدٌ.
١٣ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ فِي ٱلْيَابَانِ حَيْثُ دَخَلَ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُنَظَّمُ فِي حَالَةِ جُمُودٍ تَقْرِيبًا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. فَفِي آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٤٩، وُجِدَ هُنَاكَ أَقَلُّ مِنْ ١٠ نَاشِرِينَ. وَلٰكِنْ بِحُلُولِ أَوَاخِرِ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، كَانَ قَدْ أَصْبَحَ فِي ٱلْيَابَانِ ١٣ مُرْسَلًا مِنْ جِلْعَادَ مُنْكَبًّا عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَتَبِعَهُمْ أَيْضًا ٱلْمَزِيدُ مِنْ خِرِّيجِي جِلْعَادَ. بِدَايَةً، رَكَّزَ ٱلْمُرْسَلُونَ جُهُودَهُمْ عَلَى ٱلْمُدُنِ ٱلْكَبِيرَةِ، وَلَاحِقًا ٱنْتَقَلُوا إِلَى ٱلْمُدُنِ ٱلْأُخْرَى. وَقَدْ عَمِلُوا بِحَمَاسَةٍ مُتَّقِدَةٍ عَلَى إِضْرَامِ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ فِي نُفُوسِ تَلَامِيذِهِمْ وَٱلنَّاشِرِينَ ٱلْآخَرِينَ. وَيَا لَلنَّتَائِجِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي أَسْفَرَتْ عَنْهَا جُهُودُهُمُ ٱلدَّؤُوبَةُ! فَٱلْيَوْمَ تَضُمُّ ٱلْيَابَانُ مَا يَرْبُو عَلَى ٠٠٠,٢١٦ مُنَادٍ بِٱلْمَلَكُوتِ، ٤٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنْهُمْ تَقْرِيبًا ضِمْنَ صُفُوفِ ٱلْفَاتِحِينَ.d
١٤ مَاذَا تُبَرْهِنُ ٱلْمَدَارِسُ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةُ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَدَارِسُ تَدْرِيبِ خُدَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ».)
١٤ مَدَارِسُ ثِيُوقْرَاطِيَّةٌ أُخْرَى. إِنَّ مَدْرَسَةَ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ، مَدْرَسَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ، وَمَدْرَسَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلْإِخْوَةِ ٱلْعُزَّابِ تُسَاعِدُ ٱلْمُلْتَحِقِينَ بِهَا عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا وَأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.e وَكُلُّ هٰذِهِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ لَدَلِيلٌ دَامِغٌ أَنَّ مَلِكَنَا يُجَهِّزُ أَتْبَاعَهُ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِهِمْ. — ٢ تي ٤:٥.
تَدْرِيبُ ٱلْإِخْوَةِ عَلَى تَوَلِّي مَسْؤُولِيَّاتٍ خُصُوصِيَّةٍ
١٥ فِي أَيِّ مَجَالٍ يَسْعَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ مَرَاكِزَ مَسْؤُولِيَّةٍ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟
١٥ لِنَعُدْ إِلَى نُبُوَّةِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي تَذْكُرُ أَنَّ يَسُوعَ تَلَقَّى ٱلتَّعْلِيمَ مِنَ ٱللّٰهِ. فَفِي تِلْكَ «ٱلْمَدْرَسَةِ» ٱلسَّمَاوِيَّةِ، عَرَفَ ٱلِٱبْنُ كَيْفَ ‹يُجِيبُ ٱلْمُتْعَبَ بِكَلِمَةٍ›. (اش ٥٠:٤) وَقَدْ طَبَّقَ هٰذَا ٱلْإِرْشَادَ خِلَالَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، مُنْعِشًا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ». (مت ١١:٢٨-٣٠) اِقْتِدَاءً بِهِ، يَرْغَبُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ مَرَاكِزَ مَسْؤُولِيَّةٍ أَنْ يَكُونُوا وَاحَةً مُنْعِشَةً لِإِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ. وَتَحْقِيقًا لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، تَأَسَّسَتْ مَدَارِسُ مُخْتَلِفَةٌ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا أَكْثَرَ نَفْعًا لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.
١٦، ١٧ مَا هَدَفُ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.)
١٦ مَدْرَسَةُ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. بَدَأَ ٱلصَّفُّ ٱلْأَوَّلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ فِي ٩ آذَارَ (مَارِس) ١٩٥٩ فِي سَاوْث لَانْسِينْغ بِنْيُويُورْك. وَدُعِيَ إِلَيْهَا ٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ وَخُدَّامُ ٱلْجَمَاعَاتِ لِدَرْسِ مُقَرَّرٍ مُدَّتُهُ شَهْرٌ. وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، تُرْجِمَ ٱلْمُقَرَّرُ مِنَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ إِلَى لُغَاتٍ أُخْرَى، مَا فَسَحَ ٱلْمَجَالَ تَدْرِيجِيًّا لِتَدْرِيبِ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.f
اَلْأَخُ لُويْد بَارِي يُعَلِّمُ فِي مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْيَابَانِ عَامَ ١٩٧٠
١٧ ذَكَرَ اَلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِشُهُودِ يَهْوَهَ لِعَامِ ١٩٦٢ عَنْ هَدَفِ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ: «فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْحَافِلِ بِٱلْمَشَاغِلِ، يَنْبَغِي لِلنَّاظِرِ فِي جَمَاعَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ أَنْ يُنَظِّمَ حَيَاتَهُ بِحَيْثُ يُحِيطُ كُلَّ أَفْرَادِ جَمَاعَتِهِ بِٱلِٱهْتِمَامِ ٱللَّازِمِ وَيَكُونُ بَرَكَةً لَهُمْ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ، يَلْزَمُ أَلَّا يُهْمِلَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ، بَلْ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلرَّزَانَةِ وَٱلتَّمْيِيزِ. فَيَا لَهَا مِنْ فُرْصَةٍ رَائِعَةٍ لِخُدَّامِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنْ يَحْضُرُوا مَدْرَسَةَ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيَتَلَقَّوْا تَدْرِيبًا يُؤَهِّلُهُمْ أَنْ يَخْدُمُوا نُظَّارًا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ، حَسْبَمَا يَطْلُبُ مِنْهُمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ!». — ١ تي ٣:١-٧؛ تي ١:٥-٩.
١٨ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ شَعْبُ ٱللّٰهِ أَجْمَعَ مِنْ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
١٨ وَهَلْ تَعُودُ مَدْرَسَةُ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱلْفَائِدَةِ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ أَجْمَعَ؟ بِٱلطَّبْعِ. فَعِنْدَمَا يُطَبِّقُ ٱلشُّيُوخُ وَٱلْخُدَّامُ ٱلْمُسَاعِدُونَ مَا تَعَلَّمُوهُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، يُمْسُونَ مَصْدَرَ ٱنْتِعَاشٍ لِرُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أُسْوَةً بِيَسُوعَ. أَوَلَسْنَا نَلْمُسُ صِحَّةَ ذٰلِكَ حِينَ يُطَيِّبُ أَحَدُهُمْ خَاطِرَنَا بِكَلِمَةٍ لَطِيفَةٍ أَوْ يُعِيرُنَا أُذُنًا صَاغِيَةً أَوْ يُشَجِّعُنَا بِزِيَارَةٍ وُدِّيَّةٍ؟ (١ تس ٥:١١) فِعْلًا، إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ ٱلْمُؤَهَّلِينَ بَرَكَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِجَمَاعَاتِهِمْ وَيَسْتَحِقُّونَ مِنَّا كُلَّ تَقْدِيرٍ!
١٩ عَلَامَ تُشْرِفُ لَجْنَةُ ٱلتَّعْلِيمِ أَيْضًا، وَبِأَيِّ هَدَفٍ؟
١٩ مَدَارِسُ ثِيُوقْرَاطِيَّةٌ أُخْرَى. تُشْرِفُ لَجْنَةُ ٱلتَّعْلِيمِ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ عَلَى مَدَارِسَ أُخْرَى تُدَرِّبُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ ضِمْنَ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. فَهٰذِهِ ٱلْمَدَارِسُ مُصَمَّمَةٌ لِرَفْعِ كَفَاءَةِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَاتِ، ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ، وَأَعْضَاءِ لِجَانِ ٱلْفُرُوعِ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلْكَثِيرَةِ. فَٱلْمُقَرَّرَاتُ ٱلْمُسْتَنِدَةُ إِلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُشَجِّعُهُمْ عَلَى صَوْنِ عَلَاقَتِهِمْ بِيَهْوَهَ وَتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي تَعَامُلَاتِهِمْ مَعَ خِرَافِهِ ٱلثَّمِينَةِ ٱلَّتِي تَرَكَهَا فِي عُهْدَتِهِمْ. — ١ بط ٥:١-٣.
اَلصَّفُّ ٱلْأَوَّلُ مِنْ مَدْرَسَةِ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ فِي مَلَاوِي عَامَ ٢٠٠٧
٢٠ لِمَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى حَقٍّ حِينَ قَالَ إِنَّنَا جَمِيعًا ‹مُتَعَلِّمُونَ مِنْ يَهْوَهَ›، وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
٢٠ خُلَاصَةُ ٱلْقَوْلِ أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ يَحْرِصُ عَلَى تَدْرِيبِ أَتْبَاعِهِ أَحْسَنَ تَدْرِيبٍ. وَكُلُّ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبِ ٱبْتَدَأَهُ أَسَاسًا يَهْوَهُ: فَهُوَ عَلَّمَ ٱبْنَهُ، وَٱبْنُهُ عَلَّمَ أَتْبَاعَهُ. لِذَا أَصَابَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ إِنَّنَا جَمِيعًا ‹مُتَعَلِّمُونَ مِنْ يَهْوَهَ›. (يو ٦:٤٥؛ اش ٥٤:١٣) فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَسْتَفِيدَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلَّذِي يُهَيِّئُهُ لَنَا مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْهَدَفَ ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ هُوَ تَقْوِيَتُنَا رُوحِيًّا كَيْ نُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا كَامِلًا.
a مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلْآبَ أَرْشَدَ ٱبْنَهُ كَيْفَ يُعَلِّمُ؟ لَقَدْ أَكْثَرَ يَسُوعُ مِنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَمْثَالِ فِي تَعْلِيمِهِ، مُتَمِّمًا بِذٰلِكَ نُبُوَّةً سُجِّلَتْ قَبْلَ قُرُونٍ مِنْ وِلَادَتِهِ. (مز ٧٨:٢؛ مت ١٣:٣٤، ٣٥) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مُؤَلِّفَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، يَهْوَهَ، سَبَقَ وَحَدَّدَ أَنَّ ٱبْنَهُ سَيُعَلِّمُ بِٱلْإِيضَاحَاتِ أَوِ ٱلْأَمْثَالِ. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧.
b بَعْدَ أَشْهُرٍ، «ٱخْتَارَ [يَسُوعُ] سَبْعِينَ آخَرِينَ وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ» بَعْدَمَا دَرَّبَهُمْ هُمْ أَيْضًا عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. — لو ١٠:١-١٦.
c حَضَرَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ مَدْرَسَةَ جِلْعَادَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ.
d لِمَعْرِفَةِ ٱلْمَزِيدِ عَنِ ٱلْأَثَرِ ٱلَّذِي أَحْدَثَهُ مُرْسَلُو جِلْعَادَ فِي حَقْلِ ٱلْخِدْمَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢٣ فِي كِتَابِ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.
e اِسْتُعِيضَ عَنِ ٱلْمَدْرَسَتَيْنِ ٱلْأَخِيرَتَيْنِ بِوَاحِدَةٍ هِيَ «مَدْرَسَةُ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ».
f يَسْتَفِيدُ ٱلْآنَ جَمِيعُ ٱلشُّيُوخِ مِنْ مَدْرَسَةِ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي تُعْقَدُ كُلَّ بِضْعِ سَنَوَاتٍ لِفَتَرَاتٍ تَتَفَاوَتُ مُدَّتُهَا. وَمُنْذُ عَامِ ١٩٨٤، بَاتَ بِإِمْكَانِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ ٱلتَّدَرُّبُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدْرَسَةِ.
-
-
تمويل عمل الملكوتملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٨
تَمْوِيلُ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ
١، ٢ (أ) بِمَ أَجَابَ ٱلْأَخُ رَصِل قَسًّا سَأَلَ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ؟ (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
ذَاتَ مَرَّةٍ، جَاءَ قَسٌّ فِي ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمُصْلَحَةِ إِلَى ٱلْأَخِ تْشَارْلْز ت. رَصِل يَسْأَلُهُ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ. فَأَوْضَحَ لَهُ ٱلْأَخُ رَصِل:
«نَحْنُ لَا نَأْخُذُ لَمَّاتٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ».
اَلْقَسُّ: «وَكَيْفَ تَحْصُلُونَ عَلَى ٱلْمَالِ؟».
رَصِل: «اَلْحَقِيقَةُ بَسِيطَةٌ لٰكِنَّكَ لَنْ تُصَدِّقَهَا. فَحِينَ يَحْضُرُ ٱلْمُهْتَمُّونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا، لَا نُمَرِّرُ أَمَامَهُمْ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ. لٰكِنَّهُمْ يُلَاحِظُونَ أَنَّ هُنَالِكَ نَفَقَاتٍ. فَيُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: ‹لِهٰذِهِ ٱلْقَاعَةِ مَصَارِيفُهَا . . . فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نُسَاهِمَ فِي تَغْطِيَةِ جُزْءٍ مِنْهَا؟›».
فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْقَسِّ إِلَّا أَنْ رَمَقَ ٱلْأَخَ رَصِل بِنَظْرَةِ شَكٍّ وَٱسْتِغْرَابٍ.
تَابَعَ رَصِل: «هٰذِهِ هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ. فَهُمْ يَسْأَلُونَنِي: ‹كَيْفَ عَسَانَا نَدْعَمُ هٰذَا ٱلْعَمَلَ؟›. إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنْعَمُ بِٱلْبَرَكَةِ وَٱلْمَالِ، يَنْدَفِعُ إِلَى ٱسْتِخْدَامِهِمَا فِي سَبِيلِ ٱلرَّبِّ. وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ فَقِيرَ ٱلْحَالِ، فَلِمَ نُرْغِمُهُ عَلَى ٱلدَّفْعِ؟».a
٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْأَخَ رَصِل كَانَ يَقُولُ «ٱلْحَقِيقَةَ» وَلَا شَيْءَ غَيْرَ ٱلْحَقِيقَةِ. فَمُنْذُ ٱلْقِدَمِ، يَدْعَمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ، سَنَسْتَعْرِضُ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَطَّلِعُ عَلَى تَارِيخِنَا ٱلْعَصْرِيِّ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ. وَفِيمَا نَرَى كَيْفَ يُمَوَّلُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ، حَرِيٌّ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹كَيْفَ أُبَرْهِنُ أَنِّي أَدْعَمُ ٱلْمَلَكُوتَ؟›.
«كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ»
٣، ٤ (أ) أَيَّةُ ثِقَةٍ لَدَى يَهْوَهَ بِعُبَّادِهِ؟ (ب) كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ دَعْمَهُمْ لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ؟
٣ يَثِقُ يَهْوَهُ بِعُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُمْ لَا يُفَوِّتُونَ أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِلْعَطَاءِ طَوْعًا وَبِكُلِّ سُرُورٍ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّتِهِمِ ٱلشَّدِيدَةِ لَهُ. لِنَرَ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ زَمَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدَمَاءِ.
٤ فَبَعْدَمَا أَخْرَجَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ، أَمَرَهُمْ بِبِنَاءِ خَيْمَةٍ نَقَّالَةٍ، أَوْ مَسْكَنٍ، لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. وَقَدِ ٱسْتَلْزَمَ هَيْكَلُهَا وَتَجْهِيزَاتُهَا مَوَارِدَ مَادِّيَّةً ضَخْمَةً. فَأَوْصَى يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَ ٱلشَّعْبَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَدْعَمُوا هٰذَا ٱلْمَشْرُوعَ، قَائِلًا: «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ». (خر ٣٥:٥) فَكَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا لِتَوِّهِمْ مِنْ عُبُودِيَّةٍ مُسْتَبِدَّةٍ أَذَاقَتْهُمُ ٱلْأَمَرَّيْنِ؟ (خر ١:١٤) لَقَدْ أَيَّدُوا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ، وَقَدَّمُوا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَأَغْرَاضًا ثَمِينَةً أُخْرَى أَخَذُوا مُعْظَمَهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَسْيَادِهِمِ ٱلْمِصْرِيِّينَ سَابِقًا. (خر ١٢:٣٥، ٣٦) حَتَّى إِنَّ عَطَايَاهُمْ فَاقَتِ ٱلْحَاجَةَ بِحَيْثُ لَزِمَ أَنْ ‹يَمْتَنِعُوا عَنْ جَلْبِ› ٱلْمَزِيدِ. — خر ٣٦:٤-٧.
٥ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حِينَ مَنَحَهُمْ دَاوُدُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ؟
٥ بَعْدَ نَحْوِ ٤٧٥ سَنَةً، تَبَرَّعَ دَاوُدُ مِنْ ثَرْوَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ لِتَمْوِيلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، أَوَّلِ مَرْكَزٍ ثَابِتٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَفَسَحَ ٱلْمَجَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا هُمْ أَيْضًا، سَائِلًا: «مَنْ يَتَطَوَّعُ لِيَمْلَأَ يَدَهُ ٱلْيَوْمَ بِتَقْدِمَةٍ لِيَهْوَهَ؟». فَتَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ وَ ‹قَدَّمُوا بِقَلْبٍ كَامِلٍ قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً›. (١ اخ ٢٩:٣-٩) وَإِذْ أَدْرَكَ دَاوُدُ مَصْدَرَ كُلِّ تِلْكَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ، قَالَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ: «مِنْكَ ٱلْجَمِيعُ، وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ». — ١ اخ ٢٩:١٤.
٦ لِمَ ٱلْمَالُ لَازِمٌ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ، وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآنِ؟
٦ لَا مُوسَى وَلَا دَاوُدُ أَجْبَرَا شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْعَطَاءِ. فَٱلشَّعْبُ تَكَرَّمُوا بِعَطَايَاهُمْ دُونَ إِكْرَاهٍ. وَمَا ٱلْقَوْلُ ٱلْيَوْمَ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ عَمَلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱلْمَالَ. فَنَشْرُ وَتَوْزِيعُ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ، بِنَاءُ وَصِيَانَةُ أَمَاكِنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَمَبَانِي ٱلْفُرُوعِ، وَإِغَاثَةُ إِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ وَقْتَ ٱلْكَوَارِثِ، كُلُّهَا أَعْمَالٌ تُكَلِّفُ مَبَالِغَ هَائِلَةً. مِنْ هُنَا يَنْشَأُ سُؤَالَانِ هَامَّانِ: كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمَالِيَّةِ ٱللَّازِمَةِ؟ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَتْبَاعُ ٱلْمَلِكِ أَنْ يُحَرِّضَهُمْ أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟
«لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ»
٧، ٨ لِمَاذَا لَا يَسْتَجْدِي شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْمَالَ؟
٧ رَفَضَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱللُّجُوءَ إِلَى أَسَالِيبِ جَمْعِ ٱلْمَالِ ٱلشَّائِعَةِ بَيْنَ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَفِي مَقَالَةٍ عُنْوَانُهَا «هَلْ تَرْغَبُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›؟» ٱلصَّادِرَةِ فِي ٱلْعَدَدِ ٱلثَّانِي مِنَ ٱلْمَجَلَّةِ، ذَكَرَ قَائِلًا: «نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ دَاعِمُ ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›. لِذَا فَهِيَ لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ. فَعِنْدَمَا يَكُفُّ ٱلَّذِي يَقُولُ: ‹كُلُّ ذَهَبِ وَفِضَّةِ ٱلْجِبَالِ لِي› عَنْ تَزْوِيدِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ، نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ حَانَ لِإِيقَافِ نَشْرِ ٱلْمَجَلَّةِ». (حج ٢:٧-٩) وَهَا قَدْ مَرَّ أَكْثَرُ مِنْ ١٣٠ عَامًا وَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَٱلْهَيْئَةُ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا مُسْتَمِرَّتَانِ فِي ٱلسَّيْرِ قُدُمًا بِكُلِّ قُوَّةٍ وَٱنْدِفَاعٍ!
٨ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ لَا يَسْتَجْدُونَ ٱلْمَالَ إِطْلَاقًا. فَهُمْ لَا يُمَرِّرُونَ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ أَوْ يَبْعَثُونَ رَسَائِلَ طَلَبًا لِلصَّدَقَةِ وَٱلْإِحْسَانِ. وَلَا يَرْعَوْنَ مُنَاسَبَاتٍ ٱجْتِمَاعِيَّةً لِكَسْبِ ٱلْمَالِ مِثْلَ ٱلْمَهْرَجَانَاتِ وَٱلْمَعَارِضِ وَمَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ. بَلْ يَلْتَصِقُونَ بِمَا قَالَتْهُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنْذُ زَمَنٍ: «لَيْسَ مِنَ ٱللَّائِقِ أَبَدًا أَنْ نَلْتَمِسَ ٱلْمَالَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ جَرْيًا عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلْمُتَّبَعَةِ . . . فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱسْتِعْطَاءَ ٱلْمَالِ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ كَانَتْ أَمْرٌ مَقِيتٌ وَغَيْرُ مَقْبُولٍ فِي نَظَرِهِ، وَيَحْجُبُ بَرَكَتَهُ عَنِ ٱلْوَاهِبِينَ وَٱلْعَمَلِ ٱلْمُرَادِ إِنْجَازُهُ».b
«لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ»
٩، ١٠ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّبَرُّعِ طَوْعًا؟
٩ هَلْ نَحْتَاجُ نَحْنُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يُحَرِّضَنَا أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ تَمَامًا. فَنَحْنُ نَسْتَخْدِمُ مَالَنَا وَمَوَارِدَنَا ٱلْأُخْرَى بِمِلْءِ إِرَادَتِنَا فِي دَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلِمَ نَشْعُرُ بِٱنْدِفَاعٍ قَوِيٍّ إِلَى ٱلْعَطَاءِ؟ إِلَيْكَ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ.
١٠ أَوَّلًا، لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَنَرْغَبُ أَنْ نَعْمَلَ «مَا هُوَ مَرْضِيٌّ فِي نَظَرِهِ». (١ يو ٣:٢٢) فَهُوَ حَتْمًا يَنْظُرُ بِعَيْنِ ٱلرِّضَى إِلَى عُبَّادِهِ حِينَ يُجْزِلُونَ ٱلْعَطَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي كَلِمَاتِهِ عَنِ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:٧.) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يُعْطِي كَرْهًا أَوْ بِتَرَدُّدٍ، بَلْ لِأَنَّهُ «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ».c وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ أَدْرَكَ وُجُودَ حَاجَةٍ مَا وَفَكَّرَ مَلِيًّا كَيْفَ عَسَاهُ يَسُدُّهَا. وَشَخْصٌ كَهٰذَا عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي «يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».
حَتَّى ٱلصِّغَارُ بَيْنَنَا يُحِبُّونَ ٱلْعَطَاءَ (مُوزَمْبِيق)
١١ مَاذَا يَحْفِزُنَا إِلَى مَنْحِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ؟
١١ ثَانِيًا، تُعَبِّرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ عَنْ شُكْرِنَا لِيَهْوَهَ عَلَى بَرَكَاتِهِ ٱلْجَزِيلَةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مَبْدَإٍ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ حَفَزَ ٱلْمَرْءَ عَلَى فَحْصِ قَلْبِهِ عِنْدَ ٱلْعَطَاءِ. (اقرإ التثنية ١٦:١٦، ١٧.) فَعِنْدَ حُضُورِ ٱلْأَعْيَادِ ٱلسَّنَوِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ، وَجَبَ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ أَنْ يَأْتِيَ «بِعَطِيَّةٍ عَلَى حَسَبِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ» ٱلَّتِي أَعْطَاهُ. لِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ٱلذَّهَابِ إِلَى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَاتِ أَنْ يُحْصِيَ بَرَكَاتِهِ وَيَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَأْخُذَ مَعَهُ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ. نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نُفَكِّرُ كَمْ يُغْدِقُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتٍ نَنْدَفِعُ إِلَى مَنْحِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. وَمَا نُقَدِّمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، بِمَا فِي ذٰلِكَ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ، يَعْكِسُ تَقْدِيرَنَا ٱلْعَمِيقَ لِلنِّعَمِ ٱلَّتِي يُسْبِغُهَا عَلَيْنَا. — ٢ كو ٨:١٢-١٥.
١٢، ١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ مَحَبَّتَنَا لِلْمَلِكِ، وَكَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟
١٢ ثَالِثًا، تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرأ يوحنا ١٤:٢٣.) فَقَدْ ذَكَرَ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي». وَ «كَلِمَةُ» يَسُوعَ تَتَضَمَّنُ وَصِيَّتَهُ أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. (مت ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَنَحْنُ نَحْفَظُ هٰذِهِ ‹ٱلْكَلِمَةَ› حِينَ نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا مِنْ وَقْتٍ وَطَاقَةٍ وَمَوَارِدَ مَادِّيَّةٍ فِي تَرْوِيجِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. فَبِذٰلِكَ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٣ إِذًا، كَرَعَايَا أَوْلِيَاءَ لِلْمَلَكُوتِ، نَرْغَبُ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِنَا أَنْ نَدْعَمَهُ بِتَبَرُّعَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ. وَلٰكِنْ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟ هٰذَا قَرَارٌ شَخْصِيٌّ. فَٱلْمُهِمُّ أَنْ نُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا فِي ٱسْتِطَاعَتِنَا. وَمَاذَا عَنِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ؟ (مت ١٩:٢٣، ٢٤؛ يع ٢:٥) لَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ حِينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يُقَدِّرَانِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلنَّابِعَةَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ، مَهْمَا كَانَتْ زَهِيدَةً! — مر ١٢:٤١-٤٤.
كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَالِ؟
١٤ كَيْفَ وَزَّعَ شُهُودُ يَهْوَهَ مَطْبُوعَاتِهِمْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ؟
١٤ اِعْتَادَ شُهُودُ يَهْوَهَ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ أَنْ يُوَزِّعُوا مَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِقَاءَ مَبْلَغٍ مُتَوَاضِعٍ يُتِيحُ حَتَّى لِلْفُقَرَاءِ ٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا. مَعَ ذٰلِكَ، إِذَا بَدَا صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ مُهْتَمًّا وَلَيْسَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَتَبَرَّعَ، فَلَمْ يَتَأَخَّرِ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ تَرْكِ ٱلْمَطْبُوعَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَمُنْيَةُ قَلْبِهِمْ كَانَتْ إِيصَالَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلطَّيِّبِي ٱلْقُلُوبِ ٱلَّذِينَ يَوَدُّونَ قِرَاءَتَهَا وَٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْهَا.
١٥، ١٦ (أ) أَيُّ تَعْدِيلٍ أَجْرَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٩٠؟ (ب) كَيْفَ تُقَدَّمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «عَلَامَ نُنْفِقُ تَبَرُّعَاتِنَا؟».)
١٥ وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٩٠، أَجْرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَعْدِيلًا عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. فَبَدْءًا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، وَزَّعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ كُلَّ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ مُقَابِلٍ. أَوْضَحَتْ رِسَالَةٌ تَسَلَّمَتْهَا كُلُّ ٱلْجَمَاعَاتِ هُنَاكَ: «سَيَحْصُلُ ٱلنَّاشِرُونَ وَٱلْمُهْتَمُّونَ عَلَى ٱلْمَجَلَّاتِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُمْ أَوْ نَقْتَرِحَ عَلَيْهِمْ تَقْدِيمَ تَبَرُّعٍ مُحَدَّدٍ كَشَرْطٍ لِنَيْلِهَا . . . وَإِذَا رَغِبَ أَحَدٌ فِي ٱلتَّبَرُّعِ مُسَاهَمَةً مِنْهُ فِي نَفَقَاتِ عَمَلِنَا ٱلتَّعْلِيمِيِّ، فَلَا مَانِعَ مِنْ ذٰلِكَ. لٰكِنَّهُ سَيَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ سَوَاءٌ تَبَرَّعَ أَمْ لَا». وَقَدْ سَاهَمَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلُ فِي تَوْضِيحِ طَبِيعَةِ عَمَلِنَا ٱلطَّوْعِيِّ وَٱلدِّينِيِّ وَبَرْهَنَ أَنَّنَا لَسْنَا «بَاعَةً جَائِلِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ». (٢ كو ٢:١٧) وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، سَرَى تَرْتِيبُ ٱلتَّبَرُّعِ ٱلِٱخْتِيَارِيِّ فِي كُلِّ ٱلْفُرُوعِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٦ وَكَيْفَ تُقَدَّمُ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟ تُوجَدُ فِي قَاعَاتِ مَلَكُوتِ شُهُودِ يَهْوَهَ صَنَادِيقُ تَبَرُّعَاتٍ لَا تَلْفِتُ ٱلْأَنْظَارَ. فَيُمْكِنُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَضَعَ ٱلْمَالَ فِيهَا أَوْ يُرْسِلَ ٱلْهِبَاتِ ٱلْمَالِيَّةَ مُبَاشَرَةً إِلَى إِحْدَى ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلشَّرْعِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ. وَفِي كُلِّ سَنَةٍ، تَصْدُرُ مَقَالَةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعَدِّدُ طَرَائِقَ لِلتَّبَرُّعِ.
أَيْنَ نُنْفِقُ ٱلْمَالَ؟
١٧-١٩ كَيْفَ تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ فِي (أ) تَمْوِيلِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ، (ب) بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، وَ (ج) سَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٧ تَمْوِيلُ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ. تُغَطِّي ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ مَصَارِيفَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلَّتِي تَشْمُلُ: إِنْتَاجَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَتَوْزِيعَهَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، بِنَاءَ وَصِيَانَةَ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ وَبُيُوتِ إِيلَ، وَعَقْدَ مُخْتَلِفِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَهِيَ تُنْفَقُ أَيْضًا عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ. هٰذَا عَدَا عَنِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ لِإِغَاثَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.d
١٨ بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ فِي إِعَانَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ عَلَى بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ أَوْ تَجْدِيدِهَا. وَكُلَّمَا تَوَفَّرَتْ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱزْدَادَتْ إِمْكَانِيَّةُ مُسَاعَدَةِ جَمَاعَاتٍ أُخْرَى لَدَيْهَا هٰذِهِ ٱلْحَاجَةُ.e
١٩ سَدُّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. تُسْتَعْمَلُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ لِدَفْعِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلِٱعْتِيَادِيَّةِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَصِيَانَتِهَا. وَقَدْ يُوصِي ٱلشُّيُوخُ بِإِرْسَالِ بَعْضِ ٱلْمَالِ إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ دَعْمًا لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ، يَجِبُ أَنْ تَتَبَنَّى ٱلْجَمَاعَةُ قَرَارًا بِٱلْمُوَافَقَةِ عَلَى ٱلتَّوْصِيَةِ قَبْلَ إِرْسَالِ ٱلْمَبْلَغِ. وَكُلَّ شَهْرٍ، يُعِدُّ ٱلْأَخُ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْحِسَابَاتِ تَقْرِيرًا مَالِيًّا يُقْرَأُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
٢٠ كَيْفَ نُكْرِمُ يَهْوَهَ ‹بِنَفَائِسِنَا›؟
٢٠ حِينَ نُفَكِّرُ فِي كُلِّ مَا يَلْزَمُ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَهُبَّ إِلَى ‹إِكْرَامِ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِنَا›. (ام ٣:٩، ١٠) وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلنَّفَائِسُ مَقْدِرَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي نَوَدُّ حَتْمًا أَنْ نُوَظِّفَهَا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةَ أَيْضًا جُزْءٌ مِنْ نَفَائِسِنَا. فَلْنُصَمِّمْ أَلَّا نَتَوَانَى عَنِ ٱلْعَطَاءِ مَا دَامَ ذٰلِكَ فِي طَاقَةِ يَدِنَا. فَمِنْ خِلَالِ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلطَّوْعِيَّةِ نُكْرِمُ يَهْوَهَ وَنُبَرْهِنُ دَعْمَنَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
a بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدُ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩١٥، ٱلصَّفْحَتَانِ ٢١٨-٢١٩.
b بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدُ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ١٨٩٩، ٱلصَّفْحَةُ ٢٠١.
c يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «عَزَمَ» تَحْمِلُ فِكْرَةَ «ٱلتَّصْمِيمِ ٱلْمُسْبَقِ». وَيُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُوَلِّدُ ٱلْفَرَحَ تِلْقَائِيًّا، وَلٰكِنْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يُخَطِّطَ لَهُ وَيَنْتَظِمَ فِي فِعْلِهِ». — ١ كو ١٦:٢.
d لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢٠.
e لِمَعْرِفَةِ تَفَاصِيلَ عَنْ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ١٩.
-
-
اعمال بناء تمجِّد يهوهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ١٩
أَعْمَالُ بِنَاءٍ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ
١، ٢ (أ) بِمَ يَفْرَحُ خُدَّامُ يَهْوَهَ مُنْذُ قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ؟ (ب) مَاذَا يُعِزُّ يَهْوَهُ؟
عَلَى مَرِّ ٱلزَّمَنِ، فَرِحَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِتَشْيِيدِ مَبَانٍ تُسَبِّحُ ٱسْمَ إِلٰهِهِمْ. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَثَلًا سَاهَمُوا بِكُلِّ حَمَاسَةٍ فِي بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ وَأَمَّنُوا ٱلْمَوَادَّ ٱللَّازِمَةَ بِمُنْتَهَى ٱلسَّخَاءِ. — خر ٣٥:٣٠-٣٥؛ ٣٦:١، ٤-٧.
٢ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِلْأَبْنِيَةِ بِحَدِّ ذَاتِهَا ٱلدَّوْرُ ٱلْأَبْرَزُ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَهَ وَلَا هِيَ ٱلْأَكْثَرُ قِيمَةً فِي عَيْنَيْهِ. (مت ٢٣:١٦، ١٧) فَمَا يُعِزُّهُ حَقًّا وَيَجْلُبُ لَهُ مَجْدًا مَا بَعْدَهُ مَجْدٌ هُوَ عِبَادَةُ خُدَّامِهِ لَهُ، رُوحُهُمُ ٱلطَّوْعِيَّةُ، وَعَمَلُهُمُ ٱلْغَيُورُ. (خر ٣٥:٢١؛ مر ١٢:٤١-٤٤؛ ١ تي ٦:١٧-١٩) وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّ ٱلْأَبْنِيَةَ قَائِمَةٌ ٱلْيَوْمَ وَزَائِلَةٌ غَدًا. فَأَيْنَ ٱلْمَسْكَنُ وَٱلْهَيْكَلُ ٱلْآنَ؟ لَقَدْ أَصْبَحَا صُوَرًا مِنَ ٱلْمَاضِي! وَلٰكِنَّ مَا يَبْقَى فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَهَ كَرَمُ خُدَّامِهِ وَكَدُّهُمْ فِي دَعْمِ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. — اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٨؛ عبرانيين ٦:١٠.
٣ عَلَامَ نَطَّلِعُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا يَعْمَلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ بِدَأَبٍ لِبِنَاءِ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ. وَمَا أَنْجَزْنَاهُ حَتَّى ٱلْآنَ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ تَعْجَزُ عَنْ وَصْفِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؛ إِنَّهُ بُرْهَانٌ جَلِيٌّ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جُهُودَنَا. (مز ١٢٧:١) لِذَا سَيُعطينَا هٰذَا ٱلْفَصْلُ لَمْحَةً مُوجَزَةً عَمَّا حَقَّقْنَاهُ فِي مَجَالِ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ وَكَيْفَ يُسْهِمُ فِي إِكْرَامِ يَهْوَهَ، وَسَنَقْرَأُ فِيهِ عَنْ أَشْخَاصٍ شَارَكُوا فِي تَنْفِيذِ ٱلْعَمَلِ.
بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ يُرَفِّعُ ٱسْمَ يَهْوَهَ
٤ (أ) لِمَاذَا تَنْشَأُ ٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنْ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ؟ (ب) مَا سَبَبُ دَمْجِ ٱلْعَدِيدِ مِنْ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «بِنَاءُ ٱلْفُرُوعِ يَتَمَاشَى مَعَ ٱلْحَاجَاتِ ٱلْمُسْتَجِدَّةِ».)
٤ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ١٦، يُوصِينَا يَهْوَهُ أَنْ نَجْتَمِعَ سَوِيًّا لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. (عب ١٠:٢٥) فَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ تُقَوِّي إِيمَانَنَا وَتُضْرِمُ حَمَاسَتَنَا لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يَنْفَكُّ يَهْوَهُ يُسَرِّعُ عَجَلَتَهُ مَعَ تَوَغُّلِنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَتَقَاطَرُ مِئَاتُ ٱلْآلَافِ إِلَى هَيْئَتِهِ كُلَّ سَنَةٍ. (اش ٦٠:٢٢) وَهٰذَا ٱلنُّمُوُّ فِي عَدَدِ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ يَسْتَدْعِي تِلْقَائِيًّا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمُنْشَآتِ لِطِبَاعَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَٱلْمَزِيدَ مِنْ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ.
٥ لِمَ «قَاعَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» ٱسْمٌ عَلَى مُسَمًّى؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «كَنِيسَةُ ‹ٱلنُّورِ ٱلْجَدِيدِ›».)
٥ فِي بِدَايَاتِ تَارِيخِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيِّ، رَأَى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱقْتِنَاءِ أَمَاكِنِ ٱجْتِمَاعٍ خَاصَّةٍ بِهِمْ. وَيَبْدُو أَنَّ أَحَدَ أَوَّلِ هٰذِهِ ٱلْأَمَاكِنِ شُيِّدَ عَامَ ١٨٩٠ فِي فِيرْجِينِيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ بِٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. وَبِحُلُولِ ثَلَاثِينَاتِ ٱلْـ ١٩٠٠، كَانَ شَعْبُ يَهْوَهَ قَدْ بَنَى أَوْ جَدَّدَ عَدَدًا مِنَ ٱلْقَاعَاتِ ٱلَّتِي لَمْ تَكُنْ قَدِ ٱتَّخَذَتْ حَتَّى ٱلسَّاعَةِ ٱسْمًا يُمَيِّزُهَا. وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٣٥، زَارَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد هَاوَاي حَيْثُ كَانَ ٱلْإِخْوَةُ يَبْنُونَ مَكْتَبَ فَرْعٍ جَدِيدًا وَقَاعَةً مُجَاوِرَةً لَهُ. وَحِينَ سَأَلَهُ أَحَدُهُمْ مَاذَا سَيَدْعُو ٱلْقَاعَةَ، أَجَابَ: «أَلَا تَرَى مُلَائِمًا أَنْ نُسْمِيَهَا ‹قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ›؟ فَهٰذَا هُوَ عَمَلُنَا، ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». (مت ٢٤:١٤) وَسُرْعَانَ مَا صَارَ ٱلِٱسْمُ يُطْلَقُ عَلَى غَالِبِيَّةِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا جَمَاعَاتُ شُهُودِ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
٦، ٧ أَيُّ شَهَادَةٍ تُقَدِّمُهَا قَاعَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَبْنِيَّةُ فِي وَقْتٍ قِيَاسِيٍّ؟
٦ تَسَارَعَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ مَعَ حُلُولِ سَبْعِينَاتِ ٱلْـ ١٩٠٠. فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ إِلَّا أَنِ ٱبْتَكَرُوا طَرِيقَةً فَعَّالَةً لِبِنَاءِ قَاعَاتٍ جَمِيلَةٍ وَعَمَلِيَّةٍ فِي مُجَرَّدِ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ. وَأَسْفَرَتْ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةُ حَتَّى عَامِ ١٩٨٣ عَنْ تَشْيِيدِ حَوَالَيْ ٢٠٠ قَاعَةٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَكَنَدَا. وَلِإِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ، شَرَعَ ٱلْإِخْوَةُ يُشَكِّلُونَ لِجَانَ بِنَاءٍ إِقْلِيمِيَّةً، وَهُوَ تَرْتِيبٌ لَقِيَ نَجَاحًا كَبِيرًا حَفَزَ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ عَامَ ١٩٨٦ أَنْ تُضْفِيَ عَلَيْهِ طَابِعًا رَسْمِيًّا، بِحَيْثُ صَارَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ عَامَ ١٩٨٧ تَضُمُّ ٦٠ لَجْنَةَ بِنَاءٍ إِقْلِيمِيَّةً.a وَعَامَ ١٩٩٢، ٱتَّسَعَتْ دَائِرَةُ لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ فَٱمْتَدَّتْ إِلَى ٱلْأَرْجَنْتِينِ، إِسْبَانِيَا، أَلْمَانِيَا، أُوسْتْرَالِيَا، جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا، فَرَنْسَا، ٱلْمَكْسِيكِ، ٱلْيَابَانِ، وَغَيْرِهَا. وَلَا رَيْبَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُتَفَانِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ لَيْلَ نَهَارَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ يَسْتَحِقُّونَ مِنَّا كُلَّ دَعْمٍ وَتَقْدِيرٍ، فَإِنْجَازَاتُهُمْ هِيَ شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
٧ وَقَاعَاتُ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ ٱلْمَبْنِيَّةُ فِي وَقْتٍ قِيَاسِيٍّ تُقَدِّمُ شَهَادَةً وَلَا أَرْوَعَ! فَقَدْ نَشَرَتْ صَحِيفَةٌ إِسْبَانِيَّةٌ مَقَالًا يَحْمِلُ ٱلْعُنْوَانَ ٱلرَّئِيسِيَّ «إِيمَانٌ يَنْقُلُ ٱلْجِبَالَ» عَلَّقَتْ مِنْ خِلَالِهِ عَلَى عَمَلِ بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ فِي مِنْطَقَةِ مَارْتُوس. سَأَلَتِ ٱلصَّحِيفَةُ: «كَيْفَ يُعْقَلُ فِي عَالَمٍ أَنَانِيٍّ مَحْضٍ أَنْ يَأْتِيَ أَشْخَاصٌ غَيْرُ أَنَانِيِّينَ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْمَنَاطِقِ [فِي إِسْبَانِيَا] إِلَى مَارْتُوس لِيُشَارِكُوا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ فِي عَمَلِ بِنَاءٍ حَطَّمَ كُلَّ ٱلْأَرْقَامِ ٱلْقِيَاسِيَّةِ فِي ٱلسُّرْعَةِ وَٱلْإِتْقَانِ وَٱلتَّنْظِيمِ؟!». وَأَوْرَدَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْجَوَابَ عَلَى لِسَانِ أَحَدِ ٱلشُّهُودِ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ: «اَلسَّبَبُ بِبَسَاطَةٍ أَنَّنَا شَعْبٌ يَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ».
أَعْمَالُ ٱلْبِنَاءِ فِي بُلْدَانٍ مَحْدُودَةِ ٱلْمَوَارِدِ
٨ مَا هُوَ ٱلْبَرْنَامَجُ ٱلْجَدِيدُ ٱلَّذِي أَقَرَّتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَامَ ١٩٩٩، وَلِمَاذَا؟
٨ بَيْنَمَا دَنَا ٱلْقَرْنُ ٱلْعِشْرُونَ مِنْ نِهَايَتِهِ، تَوَافَدَ إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ كَثِيرُونَ يَعِيشُونَ فِي مَنَاطِقَ مَحْدُودَةِ ٱلْمَوَارِدِ. فَبَذَلَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ مَا فِي وِسْعِهَا لِبِنَاءِ أَمَاكِنِ ٱجْتِمَاعَاتٍ. وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، عَانَى ٱلْإِخْوَةُ مِنَ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ وَٱلتَّحَامُلِ لِأَنَّ قَاعَاتِهِمْ كَانَتْ بِدَائِيَّةً لِلْغَايَةِ مُقَارَنَةً بِغَيْرِهَا مِنْ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ. لِذَا ٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٩٩٩، أَقَرَّتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ بَرْنَامَجًا يُسَرِّعُ بِنَاءَ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلنَّامِيَةِ يَقُومُ عَلَى ٱسْتِعْمَالِ تَبَرُّعَاتِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلْأَكْثَرِ ٱزْدِهَارًا، وَهٰكَذَا «تَحْصُلُ ٱلْمُسَاوَاةُ». (اقرأ ٢ كورنثوس ٨:١٣-١٥.) وَتَطَوَّعَ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى لِمَدِّ يَدِ ٱلْعَوْنِ فِي ٱلْبِنَاءِ.
٩ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ بَدَتْ مُسْتَحِيلَةً، وَلٰكِنْ مَاذَا أَنْجَزَ ٱلْإِخْوَةُ؟
٩ فِي ٱلْبِدَايَةِ، شَعَرَ ٱلْإِخْوَةُ أَنَّهُمْ يُنَاطِحُونَ ٱلْجِبَالَ، لَا سِيَّمَا أَنَّ تَقْرِيرًا عَامَ ٢٠٠١ كَشَفَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى بِنَاءِ مَا يَزِيدُ عَنْ ٣٠٠,١٨ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ فِي ٨٨ بَلَدًا نَامِيًا. وَلٰكِنْ مَا مِنْ مُهِمَّةٍ تَسْتَعْصِي عَلَى رُوحِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (مت ١٩:٢٦) فَخِلَالَ ١٥ سَنَةً تَقْرِيبًا، بَيْنَ عَامَيْ ١٩٩٩ وَ ٢٠١٣، شُيِّدَتْ ٨٤٩,٢٦ قَاعَةَ مَلَكُوتٍ وَفْقًا لِهٰذَا ٱلْبَرْنَامَجِ.b وَحَيْثُ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَمِرٌّ فِي إِغْدَاقِ بَرَكَتِهِ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، تُشِيرُ ٱلْأَرْقَامُ عَامَ ٢٠١٣ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْبُلْدَانَ يَنْقُصُهَا بَعْدُ حَوَالَيْ ٥٠٠,٦ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ، هٰذَا عَدَا عَنِ ٱلْحَاجَةِ ٱلْمُسْتَجِدَّةِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى مِئَاتِ ٱلْقَاعَاتِ.
بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي بُلْدَانٍ مَحْدُودَةِ ٱلْمَوَارِدِ يَنْطَوِي عَلَى تَحَدِّيَاتٍ لَا يُسْتَهَانُ بِهَا
١٠-١٢ كَيْفَ يُسَاهِمُ بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي تَمْجِيدِ ٱسْمِ يَهْوَهَ؟
١٠ وَكَيْفَ يُسَاهِمُ بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي تَمْجِيدِ ٱسْمِ يَهْوَهَ؟ ذَكَرَ تَقْرِيرٌ مِنْ مَكْتَبِ فَرْعِ زِمْبَابْوِي: «عَادَةً، لَا يَمُرُّ شَهْرٌ عَلَى بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ جَدِيدَةٍ حَتَّى يَتَضَاعَفُ عَدَدُ ٱلْحُضُورِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ». فَفِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ، يَتَرَدَّدُ ٱلنَّاسُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَنَا لِعَدَمِ تَوَفُّرِ مَكَانٍ مُنَاسِبٍ. وَلٰكِنْ مَا إِنْ تُشَيَّدُ قَاعَةٌ جَدِيدَةٌ حَتَّى تَفِيضَ بِٱلْحَاضِرِينَ وَتَنْشَأَ ٱلْحَاجَةُ إِلَى أُخْرَى. إِلَّا أَنَّ مَا يَجْذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى يَهْوَهَ وَيُؤَثِّرُ فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى هَيْئَتِهِ لَيْسَ شَكْلَ ٱلْمَبَانِي وَحَسْبُ، بَلِ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْأَصِيلَةُ ٱلَّتِي يُعْرِبُ عَنْهَا ٱلْمُتَطَوِّعُونَ فِي بِنَائِهَا. فَلْنُلْقِ نَظْرَةً عَلَى بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
١١ إِنْدُونِيسِيَا. حِينَ عَرَفَ رَجُلٌ كَانَ يُرَاقِبُ بِنَاءَ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ أَنَّ كُلَّ ٱلْعُمَّالِ مُتَطَوِّعُونَ، عَبَّرَ قَائِلًا: «أَنْتُمْ تُذْهِلُونَنِي! فَأَنَا أَرَاكُمْ تَسْكُبُونَ قَلْبَكُمْ فِي ٱلْعَمَلِ فَرِحِينَ مَعَ أَنَّكُمْ لَا تَتَقَاضَوْنَ أَجْرًا بِٱلْمُقَابِلِ. بِرَأْيِي، إِنَّ هَيْئَتَكُمُ ٱلدِّينِيَّةَ لَا مَثِيلَ لَهَا».
١٢ أُوكْرَانِيَا. اِسْتَنْتَجَتْ سَيِّدَةٌ كَانَتْ تَمُرُّ يَوْمِيًّا بِمَشْرُوعِ بِنَاءٍ أَنَّ ٱلْعَامِلِينَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ وَٱلْمَبْنَى قَاعَةُ مَلَكُوتٍ. تَقُولُ: «سَمِعْتُ عَنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مِنْ أُخْتِي ٱلَّتِي أَصْبَحَتْ وَاحِدَةً مِنْهُمْ. وَمَا شَهِدْتُهُ فِي وَرْشَةِ ٱلْبِنَاءِ هٰذِهِ جَعَلَنِي أُقَرِّرُ ٱلِٱنْضِمَامَ أَنَا أَيْضًا إِلَى هٰذِهِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهُنَا أَرَى ٱلْمَحَبَّةَ عَلَى حَقِيقَتِهَا». وَبِٱلْفِعْلِ، قَبِلَتْ هٰذِهِ ٱلسَّيِّدَةُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱعْتَمَدَتْ عَامَ ٢٠١٠.
١٣، ١٤ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَدَّةِ فِعْلِ زَوْجَيْنِ رَاقَبَا عَمَلَ بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ؟ (ب) أَيَّةُ مَسَاعٍ يُمْكِنُكَ بَذْلُهَا كَيْ يُمَجِّدَ مَكَانُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلَّذِي تَجْتَمِعُ فِيهِ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟
١٣ اَلْأَرْجَنْتِينُ. اِقْتَرَبَ زَوْجٌ بِرِفْقَةِ زَوْجَتِهِ إِلَى ٱلْأَخِ ٱلْمُشْرِفِ عَلَى مَوْقِعِ بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ وَقَالَ لَهُ: «رَاقَبْنَا عَمَلَكُمْ عَنْ كَثَبٍ وَ . . . عَقَدْنَا ٱلْعَزْمَ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنِ ٱللّٰهِ فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ. فَكَيْفَ نَصِيرُ أَهْلًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هُنَا؟». فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا ٱلْأَخُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَقَدْ وَافَقَا شَرْطَ أَنْ يَحْضُرَهُ كُلُّ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمَا. فَقَبِلَ ٱلْأَخُ شَرْطَهُمَا بِكُلِّ سُرُورٍ.
١٤ لَعَلَّكَ لَمْ تَحْظَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي بِنَاءِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا، وَلٰكِنْ فِي طَاقَةِ يَدِكَ أَنْ تُؤَدِّيَ دَوْرًا فَاعِلًا لِيُمَجِّدَ هٰذَا ٱلْمَكَانُ ٱسْمَ يَهْوَهَ. مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تَدْعُوَ إِلَيْهَا تَلَامِيذَكَ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَزِيَارَاتِكَ ٱلْمُكَرَّرَةَ وَمَعَارِفَكَ؟ أَوَلَيْسَ مُلَائِمًا أَيْضًا أَنْ تَمُدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ فِي تَنْظِيفِهَا وَصِيَانَتِهَا؟ فِي وِسْعِكَ كَذٰلِكَ بِٱلتَّخْطِيطِ ٱلْجَيِّدِ أَنْ تَتَبَرَّعَ لِسَدِّ نَفَقَاتِهَا أَوْ لِبِنَاءِ قَاعَاتٍ مِثْلِهَا فِي مَنَاطِقَ أُخْرَى مِنَ ٱلْعَالَمِ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٦:٢.) وَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ مَسَاعِيَكَ هٰذِهِ تَؤُولُ كُلُّهَا إِلَى تَسْبِيحِ ٱسْمِ يَهْوَهَ وَإِعْلَائِهِ.
عَمَلٌ يَقُومُ عَلَى أَكْتَافِ مُتَطَوِّعِينَ
١٥-١٧ (أ) مَنْ يُنْجِزُ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنْ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ؟ (ب) أَيُّ أَثَرٍ تَتْرُكُهُ فِيكَ تَعْلِيقَاتُ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي مَشَارِيعِ بِنَاءٍ عَالَمِيَّةٍ؟
١٥ إِنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنْ عَمَلِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَمُنْشَآتِ ٱلْفُرُوعِ يُنْجَزُ بِسَوَاعِدِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ. وَلٰكِنْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ، يَأْتِي لِمُسَاعَدَتِهِمْ مُتَطَوِّعُونَ مِنْ بُلْدَانٍ أُخْرَى خَبِيرُونَ فِي ٱلْبِنَاءِ، بَعْضُهُمْ يُنَظِّمُونَ شُؤُونَهُمُ ٱلْحَيَاتِيَّةَ لِيَعْمَلُوا عَدَدًا مِنَ ٱلْأَسَابِيعِ فِي مَشْرُوعٍ مَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، وَٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ يَتَفَرَّغُونَ لِهٰذَا ٱلْعَمَلِ سِنِينَ كَثِيرَةً مُتَنَقِّلِينَ مِنْ مَشْرُوعٍ إِلَى آخَرَ.
تِيمُو وَلِين لَابَالَايْنِين (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.)
١٦ وَمَعَ أَنَّ عَمَلَ ٱلْبِنَاءِ ٱلْعَالَمِيَّ يَنْطَوِي عَلَى تَحَدِّيَاتٍ لَا يُسْتَهَانُ بِهَا، فَهُوَ يَحْمِلُ مَعَهُ بَرَكَاتٍ وَأَفْرَاحًا جَزِيلَةً. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ تِيمُو وَلِينَ ٱللَّذَيْنِ يُسَافِرَانِ إِلَى بُلْدَانٍ فِي آسِيَا وَأَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ وَأُورُوبَّا لِبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَمَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ. يَقُولُ تِيمُو: «طَوَالَ ٱلـ ٣٠ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةِ، نِلْتُ تَعْيِينًا جَدِيدًا كُلَّ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا». وَتُعَبِّرُ لِينُ ٱلَّتِي مَضَى عَلَى زَوَاجِهَا مِنْ تِيمُو ٢٥ سَنَةً: «خَدَمْتُ مَعَ تِيمُو فِي عَشَرَةِ بُلْدَانٍ. وَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلتَّكَيُّفَ كُلَّ مَرَّةٍ مَعَ بِيئَةٍ جَدِيدَةٍ، مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱلْمُنَاخِ وَٱللُّغَةِ إِلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ وَإِقَامَةِ ٱلصَّدَاقَاتِ، يَسْتَهْلِكُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا».c وَلٰكِنْ هَلِ ٱلْجُهُودُ جَدِيرَةٌ بِٱلْعَنَاءِ؟ تُتَابِعُ لِين: «نَحْصُدُ مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ أَرْوَعَ ٱلْبَرَكَاتِ. فَنَحْنُ نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَرُوحَ ٱلضِّيَافَةِ وَعِنَايَةَ يَهْوَهَ بِنَا. وَنَشْهَدُ أَيْضًا إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي مَرْقُس ١٠:٢٩، ٣٠. فَقَدْ أَمْسَى لَدَيْنَا ٱلْآنَ ٱلْمِئَاتُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ وَٱلْأُمَّهَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ». وَيُضِيفُ تِيمُو: «نَشْعُرُ بِٱكْتِفَاءٍ عَمِيقٍ حِينَ نَسْتَخْدِمُ مَهَارَاتِنَا فِي تَحْقِيقِ أَسْمَى ٱلْأَهْدَافِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، ٱلْمُشَارَكَةِ فِي تَوْسِيعِ مُمْتَلَكَاتِ ٱلْمَلِكِ!».
١٧ دَارِن وَسَارَة أَيْضًا يَتَطَوَّعَانِ لِبِنَاءِ مَشَارِيعَ فِي آسِيَا، إِفْرِيقْيَا، أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ، أَمِيرْكَا ٱلْوُسْطَى، أُورُوبَّا، وَٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ ٱلْجَنُوبِيِّ. وَهُمَا يَشْعُرَانِ أَنَّ ٱلْمُكَافَآتِ تَفُوقُ ٱلتَّضْحِيَاتِ بِأَشْوَاطٍ. فَرَغْمَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُ سَبِيلَهُمَا، يَقُولُ دَارِن: «إِنَّهُ لَٱمْتِيَازٌ رَائِعٌ أَنْ نَعْمَلَ مَعَ إِخْوَةٍ مِنْ مُخْتَلِفِ بِقَاعِ ٱلْعَالَمِ! فَمَحَبَّتُنَا جَمِيعًا لِيَهْوَهَ هِيَ أَشْبَهُ بِرِبَاطٍ يَلُفُّ ٱلْكُرَةَ ٱلْأَرْضِيَّةَ وَيَضُمُّنَا مَعًا». وَتَذْكُرُ سَارَة: «تَعَلَّمْتُ ٱلْكَثِيرَ أَثْنَاءَ عَمَلِي مَعَ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْحَضَارَاتِ. وَتَضْحِيَاتُهُمْ فِي سَبِيلِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ تَزِيدُنِي تَصْمِيمًا أَنْ أُوَاظِبَ عَلَى إِعْطَاءِ أَفْضَلِ مَا لَدَيَّ».
١٨ كَيْفَ تَتِمُّ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُدَوَّنَةُ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٠:١-٣؟
١٨ أَنْبَأَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَنَّ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ‹سَيَتَطَوَّعُونَ› لِتَعْزِيزِ مَصَالِحِهِ رَغْمَ مَا قَدْ يُوَاجِهُونَهُ مِنْ صُعُوبَاتٍ. (اقرإ المزمور ١١٠:١-٣.) وَكُلُّ مَنْ يُشَارِكُ فِي أَعْمَالٍ تَدْعَمُ ٱلْمَلَكُوتَ يُسْهِمُ فِي إِتْمَامِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلنَّبَوِيَّةِ. (١ كو ٣:٩) فَٱلْعَدَدُ ٱلْكَبِيرُ مِنْ مَبَانِي ٱلْفُرُوعِ، ٱلْمِئَاتُ مِنْ قَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ، وَعَشَرَاتُ ٱلْآلَافِ مِنْ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، كُلُّهَا دَلَائِلُ مَلْمُوسَةٌ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيٌّ وَيَبْسُطُ حُكْمَهُ ٱلْآنَ. فَمَا أَثْمَنَ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَخْدُمَ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ فِي عَمَلٍ يُمَجِّدُ إِلٰهَنَا يَهْوَهَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّ كُلَّ تَسْبِيحٍ وَرِفْعَةٍ!
a عَامَ ٢٠١٣، وَافَقَتِ ٱلْهَيْئَةُ أَنْ يَعْمَلَ أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠,٢٣٠ مُتَطَوِّعٍ مَعَ ٱلْـ ١٣٢ لَجْنَةَ بِنَاءٍ إِقْلِيمِيَّةً فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَهٰذِهِ ٱللِّجَانُ تُنَظِّمُ هُنَاكَ سَنَوِيًّا بِنَاءَ نَحْوِ ٧٥ قَاعَةَ مَلَكُوتٍ وَتَجْدِيدَ أَوْ تَرْمِيمَ ٩٠٠ تَقْرِيبًا.
b لَا يَشْمُلُ هٰذَا ٱلرَّقْمُ قَاعَاتِ مَلَكُوتٍ كَثِيرَةً بُنِيَتْ فِي مَنَاطِقَ لَا تَنْدَرِجُ ضِمْنَ هٰذَا ٱلْبَرْنَامَجِ.
c يَقْضِي ٱلْخُدَّامُ وَٱلْمُتَطَوِّعُونَ ٱلْأُمَمِيُّونَ مُعْظَمَ وَقْتِهِمْ فِي مَوْقِعِ ٱلْبِنَاءِ، لٰكِنَّهُمْ يَدْعَمُونَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ خِلَالَ نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ أَوْ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ.
-
-
عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰهملكوت اللّٰه يحكم الآن!
-
-
الفصل ٢٠
عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْعَالَمِيُّ يُكْرِمُ ٱللّٰهَ
١، ٢ (أ) أَيُّ مِحْنَةٍ وَاجَهَتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ لَمَسَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ مَحَبَّةَ إِخْوَتِهِمْ؟
لِنَعُدْ إِلَى نَحْوِ ٱلْعَامِ ٤٦ بم وَلْنَزُرْ مِنْطَقَةَ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْوَاقِعَةَ فِي بَرَاثِنِ ٱلْجُوعِ. اَلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هُنَا مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِمْ. فَهُمْ عَاجِزُونَ حَتَّى عَنْ شِرَاءِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّتِي شَحَّتْ فِي ٱلسُّوقِ وَبَاتَتْ أَسْعَارُهَا جُنُونِيَّةً. اَلْجُوعُ يَنْهَشُهُمْ! فَمَا عَسَاهُمْ يَفْعَلُونَ؟ يُوشِكُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ هٰؤُلَاءِ أَنْ يَلْمُسُوا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَخْتَبِرْهَا قَبْلًا أَيُّ مَسِيحِيٍّ. إِلَيْكَ مَا يَحْدُثُ مَعَهُمْ.
٢ حِينَ يَعْلَمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَأُمَمِيٍّ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ بِمُعَانَاةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلْيَهُودِيَّةِ، يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا وَيَهُبُّونَ إِلَى نَجْدَتِهِمْ. فَيَجْمَعُونَ ٱلْمَعُونَاتِ ثُمَّ يَخْتَارُونَ أَخَوَيْنِ قَدِيرَيْنِ هُمَا بَرْنَابَا وَشَاوُلُ لِإِيصَالِهَا إِلَى شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. (اقرإ الاعمال ١١:٢٧-٣٠؛ ١٢:٢٥.) هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ تَأَثَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُعْوِزُونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ بِمَحَبَّةِ إِخْوَتِهِمْ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟
٣ (أ) كَيْفَ يَحْتَذِي شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ فِي أَنْطَاكِيَةَ؟ أَعْطِ مِثَالًا. (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «أَوَّلُ حَمْلَةِ إِغَاثَةٍ فِي أَيَّامِنَا».) (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ نُنَاقِشُهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
٣ فِي تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ، وَضَعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ سَابِقَةً نَحْتَذِي بِهَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ. فَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، يُرْسِلُ مَسِيحِيُّونَ إِعَانَةً إِلَى إِخْوَتِهِمِ ٱلْعَائِشِينَ فِي مِنْطَقَةٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْعَالَمِ. وَعَلَى غِرَارِهِمْ، مَا إِنْ يَبْلُغُ مَسَامِعَنَا أَنَّ إِخْوَةً لَنَا فِي مِنْطَقَةٍ مَا يُعَانُونَ مِنْ كَارِثَةٍ أَوْ مِحْنَةٍ حَتَّى نَهُبَّ إِلَى نَجْدَتِهِمْ.a وَلِنَفْهَمَ مَا أَهَمِّيَّةُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ سَائِرِ أَشْكَالِ خِدْمَتِنَا، لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلتَّالِيَةِ: لِمَ نَعْتَبِرُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْهُ؟ وَأَيَّةُ فَوَائِدَ يَعُودُ بِهَا عَلَيْنَا؟
عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «خِدْمَةٌ مُقَدَّسَةٌ»
٤ مَاذَا أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْكُورِنْثِيِّينَ بِخُصُوصِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٤ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ، أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُفَوَّضُونَ بِخِدْمَةٍ لَهَا وَجْهَانِ ٱثْنَانِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ مُوَجَّهَةٌ أَصْلًا إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ، تَنْطَبِقُ كَلِمَاتُهُ أَيْضًا عَلَى ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) أَوَّلًا، تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ»، أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (٢ كو ٥:١٨-٢٠؛ ١ تي ٢:٣-٦) أَمَّا ٱلْوَجْهُ ٱلثَّانِي فَيَتَمَثَّلُ فِي «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ»، أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نُبَادِرُ بِهِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا. (٢ كو ٨:٤) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَةَ «خِدْمَةٍ» فِي كِلْتَا ٱلْعِبَارَتَيْنِ «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ» وَ «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ» تُنْقَلُ مِنْ إِحْدَى صِيَغِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ دياكونيا. فَمَا أَبْعَادُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟
٥ مَا أَبْعَادُ أَنْ يَعْتَبِرَ بُولُسُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلًا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ؟
٥ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ بُولُسُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا لِوَصْفِ كِلَا ٱلنَّشَاطَيْنِ، وَضَعَ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ فِي مَصَافِّ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ: «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ، لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ . . . لٰكِنَّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ». (١ كو ١٢:٤-٦، ١١) حَتَّى إِنَّهُ رَبَطَ بَيْنَ أَنْوَاعِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَ ‹ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›.b (رو ١٢:١، ٦-٨) فَهَلْ مِنْ عَجَبٍ أَنَّهُ ٱسْتَحْسَنَ تَخْصِيصَ بَعْضٍ مِنْ وَقْتِهِ ‹لِخِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›؟ — رو ١٥:٢٥، ٢٦.
٦ (أ) لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ عِبَادَتِنَا حَسْبَمَا أَوْضَحَ بُولُسُ؟ (ب) كَيْفَ يَجْرِي عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْعَالَمِيُّ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَارِثَةِ!».)
٦ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ لِيُدْرِكُوا لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ لِيَهْوَهَ. فَحَلَّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي: يُبَادِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى إِعَانَةِ إِخْوَتِهِمْ لِأَنَّهُمْ «مُذْعِنُونَ لِلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ٩:١٣) وَبِٱلتَّالِي فَإِنَّ رَغْبَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَطْبِيقِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ هِيَ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى مُسَاعَدَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَكُونُ إِحْسَانُهُمْ إِلَى إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَعْبِيرًا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ». (٢ كو ٩:١٤؛ ١ بط ٤:١٠) وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ تَحَدَّثَ عَدَدُ آبَ (أُغُسْطُس) عَامَ ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ، وَذَكَرَ: «لَا نَشُكَّ مُطْلَقًا أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُولِيَانِ أَهَمِّيَّةً كُبْرَى لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ». وَبِٱلْفِعْلِ فَإِنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلٌ قَيِّمٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — رو ١٢:١، ٧؛ ٢ كو ٨:٧؛ عب ١٣:١٦.
أَهْدَافُ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ
٧، ٨ مَا أَوَّلُ أَهْدَافِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ أَوْضِحُوا.
٧ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ أَيْضًا فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:١١-١٥.) فَهُنَاكَ يُسَلِّطُ ٱلرَّسُولُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَهْدَافٍ رَئِيسِيَّةٍ نُحَقِّقُهَا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي «هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَامَّةِ»، أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ. لِنَسْتَعْرِضْهَا ٱلْوَاحِدَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ.
٨ أَوَّلًا، يُمَجِّدُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ. لَاحِظْ كَمْ مَرَّةً يَلْفِتُ بُولُسُ ٱنْتِبَاهَ إِخْوَتِهِ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْخَمْسَةِ ٱلْمَذْكُورَةِ أَعْلَاهُ. فَٱلرَّسُولُ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ‹شُكْرٍ لِلّٰهِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ». (العددان ١١ و ١٢) وَيُوضِحُ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ «يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ» بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ وَيُسَبِّحُونَ «نِعْمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةَ». (العددان ١٣ و ١٤) ثُمَّ يَخْتِمُ ٱلْمُنَاقَشَةَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلًا: «شُكْرًا لِلّٰهِ». — العدد ١٥؛ ١ بط ٤:١١.
٩ كَيْفَ يُغَيِّرُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ تَفْكِيرَ ٱلْبَعْضِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٩ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، يَرَى خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ فُرْصَةً لِيُمَجِّدُوا يَهْوَهَ وَيُزَيِّنُوا تَعْلِيمَهُ مَثَلُهُمْ مَثَلُ بُولُسَ. (١ كو ١٠:٣١؛ تي ٢:١٠) وَغَالِبًا مَا يُسَاهِمُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ فِي ٱسْتِئْصَالِ ٱلْمَفَاهِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ عِنْدَ بَعْضِ ٱلْأَشْخَاصِ عَنْ يَهْوَهَ وَشُهُودِهِ. إِلَيْكَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ ٱمْرَأَةٍ عَلَّقَتْ عَلَى بَابِ بَيْتِهَا لَافِتَةً تَقُولُ: «إِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ فَلَا تَقْرَعِ ٱلْبَابَ». فَبَعْدَمَا ضَرَبَ إِعْصَارٌ ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ، شَاهَدَتْ عُمَّالَ إِغَاثَةٍ يُرَمِّمُونَ بَيْتًا مُتَضَرِّرًا مُقَابِلَ بَيْتِهَا. فَظَلَّتْ عَلَى مَدَى أَيَّامٍ تُرَاقِبُ ٱلْعُمَّالَ ٱلْوِدِّيِّينَ، إِلَى أَنْ تَوَجَّهَتْ إِلَيْهِمْ لِتَعْرِفَ هُوِيَّتَهُمْ. وَحِينَ ٱكْتَشَفَتْ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ شُهُودٌ لِيَهْوَهَ، عَبَّرَتْ عَنْ إِعْجَابِهَا قَائِلَةً: «لَقَدْ أَسَأْتُ ٱلْحُكْمَ عَلَيْكُمْ». وَعَلَى ٱلْأَثَرِ، أَزَالَتِ ٱللَّافِتَةَ عَنْ بَابِ بَيْتِهَا.
١٠، ١١ (أ) اِرْوِ حَادِثَةً تُؤَكِّدُ أَنَّنَا نُحَقِّقُ ٱلْهَدَفَ ٱلثَّانِيَ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ. (ب) أَيُّ مَطْبُوعَةٍ تُسَاعِدُ عُمَّالَ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «أَدَاةٌ جَدِيدَةٌ فِي يَدِ عُمَّالِ ٱلْإِغَاثَةِ».)
١٠ ثَانِيًا، عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ «يَسُدُّ عَوَزَ» إِخْوَانِنَا. (٢ كو ٩:١٢أ) لِمَاذَا نَنْدَفِعُ إِلَى سَدِّ حَاجَاتِ إِخْوَتِنَا ٱلطَّارِئَةِ وَٱلتَّخْفِيفِ عَنْهُمْ؟ لِأَنَّ أَعْضَاءَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ «جَسَدٌ وَاحِدٌ». «فَإِذَا تَأَلَّمَ عُضْوٌ، تَتَأَلَّمُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ». (١ كو ١٢:٢٠، ٢٦) وَعَلَيْهِ، تَدْفَعُ ٱلْمَوَدَّةُ ٱلْأَخَوِيَّةُ وَٱلْحَنَانُ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ أَنْ يُوقِفُوا أَعْمَالَهُمْ فَوْرًا وَيَحْمِلُوا عُدَّتَهُمْ وَيَتَوَجَّهُوا إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ لِنَجْدَةِ إِخْوَانِهِمْ. (يع ٢:١٥، ١٦) فَبَعْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْيَابَانَ عَامَ ٢٠١١ مَثَلًا، أَرْسَلَ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ رِسَالَةً إِلَى لِجَانِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْإِقْلِيمِيَّةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ سَأَلَ فِيهَا هَلْ يَتَوَفَّرُ «بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَكْفَاءِ» لِلْمُسَاعَدَةِ فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ فِي غُضُونِ أَسَابِيعَ، تَقَدَّمَ نَحْوُ ٦٠٠ مُتَطَوِّعٍ وَقَبِلُوا أَنْ يُسَافِرُوا إِلَى ٱلْيَابَانِ عَلَى نَفَقَتِهِمْ! أَخْبَرَ مَكْتَبُ فَرْعِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ: «أَذْهَلَتْنَا رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ». وَحِينَ سَأَلَ أَخٌ يَابَانِيٌّ أَحَدَ ٱلْعُمَّالِ ٱلْأَجَانِبِ عَمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱلْمَجِيءِ، أَجَابَ: «إِخْوَتُنَا فِي ٱلْيَابَانِ جُزْءٌ مِنْ ‹جَسَدِنَا›. فَكَيْفَ لَا نُحِسُّ بِآلَامِهِمْ وَمُعَانَاتِهِمْ؟!». وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يُخَاطِرُ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ بِحَيَاتِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِ إِخْوَانِهِمْ، مَدْفُوعِينَ بِمَحَبَّةٍ تَبْلُغُ حَدَّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.c — ١ يو ٣:١٦.
١١ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ أَشْخَاصًا لَيْسُوا شُهُودًا يُعَبِّرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِعَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، بَعْدَمَا حَلَّتْ كَارِثَةٌ بِوِلَايَةِ آرْكَانْسَاسَ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ عَامَ ٢٠١٣، نَشَرَتْ صَحِيفَةٌ تَقْرِيرًا عَنْ رَدَّةِ فِعْلِ ٱلشُّهُودِ ٱلسَّرِيعَةِ جَاءَ فِيهِ: «إِنَّ بِنْيَةَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلتَّنْظِيمِيَّةَ جَعَلَتْ مِنْ خِدْمَاتِ مُتَطَوِّعِي ٱلْإِغَاثَةِ فَنًّا بِحَدِّ ذَاتِهَا».
١٢-١٤ (أ) مَا أَهَمِّيَّةُ تَحْقِيقِ ٱلْهَدَفِ ٱلثَّالِثِ مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) أَيَّةُ تَعْلِيقَاتٍ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱسْتِئْنَافِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٢ ثَالِثًا، نُسَاعِدُ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ أَنْ يُعَاوِدُوا رُوتِينَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَمَا أَهَمِّيَّةُ ذٰلِكَ؟ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ مَنْ يَتَلَقَّوْنَ مُسَاعَدَةً يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَأْدِيَةِ «تَعَابِيرِ شُكْرٍ كَثِيرَةٍ لِلّٰهِ». (٢ كو ٩:١٢ب) وَهَلْ مِنْ وَسِيلَةٍ أَفْضَلُ لِيَشْكُرَ هٰؤُلَاءِ يَهْوَهَ مِنْ مُعَاوَدَةِ رُوتِينِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ؟! (في ١:١٠) فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ، وَرَدَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٤٥ مَا يَلِي: «رَتَّبَ بُولُسُ لِجَمْعِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِأَنَّهَا خَفَّفَتْ مَادِّيًّا عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُعْوِزِينَ . . . فَتَمَكَّنُوا بِٱلتَّالِي مِنْ تَكْثِيفِ نَشَاطِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْإِلٰهِيِّ». وَٱلْيَوْمَ كَذٰلِكَ، لَا يَزَالُ لَدَيْنَا ٱلْهَدَفُ نَفْسُهُ. وَحِينَ يَسْتَأْنِفُ إِخْوَتُنَا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ، لَا يُشَجِّعُونَ ٱلضَّحَايَا مِنْ حَوْلِهِمْ فَحَسْبُ، بَلْ يَتَشَجَّعُونَ هُمْ أَيْضًا. — اقرأ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤.
١٣ تَأَمَّلْ فِي تَعْلِيقَاتِ بَعْضِ مَنْ تَلَقَّوُا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي حِينِهَا فَٱسْتَأْنَفُوا خِدْمَتَهُمْ وَتَقَوَّوْا بِفَضْلِهَا. عَبَّرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ عَنْ مَشَاعِرِ عَائِلَتِهِ قَائِلًا: «كَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّنَا شَارَكْنَا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ! فَبَيْنَمَا حَاوَلْنَا تَعْزِيَةَ ٱلْآخَرِينَ، ٱرْتَحْنَا نَحْنُ وَلَوْ قَلِيلًا مِنْ هُمُومِنَا». وَرَوَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ تَجْرِبَتَهَا قَائِلَةً: «اَلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلنَّشَاطِ ٱلرُّوحِيِّ شَغَلَنِي عَنِ ٱلدَّمَارِ مِنْ حَوْلِي، فَشَعَرْتُ بِٱلْأَمَانِ». وَأَخْبَرَتْ أُخْتٌ أُخْرَى: «فِي حِينِ كَانَتِ ٱلْأُمُورُ خَارِجَةً عَنْ سَيْطَرَتِنَا، سَاعَدَتِ ٱلْكِرَازَةُ عَائِلَتَنَا أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْمُشْرِقِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا. فَٱلتَّحَدُّثُ مَعَ ٱلنَّاسِ عَنْ رَجَائِنَا بِٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ قَوَّى ثِقَتَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا».
١٤ وَحُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نَشَاطٌ رُوحِيٌّ آخَرُ يَحْسُنُ بِإِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ ٱسْتِئْنَافُهُ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ كِيُوكُو، أُخْتٍ كَانَتْ فِي أَوَاخِرِ خَمْسِينَاتِهَا عِنْدَمَا ضَرَبَ ٱلتُّسُونَامِي ٱلْمِنْطَقَةَ حَيْثُ تَعِيشُ. فَبَعْدَمَا خَسِرَتْ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهَا وَلَمْ تَخْرُجْ إِلَّا بِٱلثِّيَابِ ٱلَّتِي عَلَيْهَا، شَعَرَتْ بِٱلضَّيَاعِ وَتَسَاءَلَتْ كَيْفَ عَسَاهَا تُكْمِلُ حَيَاتَهَا. آنَذَاكَ أَخْبَرَهَا أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنَّهُ يَنْوِي عَقْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي سَيَّارَتِهِ. تَرْوِي كِيُوكُو: «جَلَسْتُ مَعَ ٱلْأَخِ وَزَوْجَتِهِ وَأُخْتٍ أُخْرَى فِي ٱلسَّيَّارَةِ. كَانَ ٱلِٱجْتِمَاعُ بَسِيطًا، لٰكِنَّ نَتِيجَتَهُ مُذْهِلَةٌ! فَقَدْ نَسِيتُ أَمْرَ ٱلتُّسُونَامِي وَشَعَرْتُ بِرَاحَةِ ٱلْبَالِ. فَتَبَيَّنْتُ فِي ذٰلِكَ ٱلِٱجْتِمَاعِ تَأْثِيرَ ٱلْأُخُوَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَقَالَتْ أُخْتٌ ثَانِيَةٌ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي حَضَرَتْهَا بَعْدَ حُلُولِ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ: «كَانَتْ طَوْقَ ٱلنَّجَاةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ». — رو ١:١١، ١٢؛ ١٢:١٢.
عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَعُودُ بِفَوَائِدَ طَوِيلَةِ ٱلْأَمَدِ
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ دَعْمِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟
١٥ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِ بُولُسَ عَنْ إِرْسَالِ ٱلْإِعَانَاتِ، نَاقَشَ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ وَإِخْوَةٌ آخَرُونَ مِنْ مُسَاهَمَتِهِمْ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ. قَالَ: «بِٱلتَّضَرُّعِ مِنْ أَجْلِكُمْ هُمْ [أَيِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ فِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِينَ تَلَقَّوُا ٱلْمَعُونَةَ] مُشْتَاقُونَ إِلَيْكُمْ لِمَا عَلَيْكُمْ مِنْ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ». (٢ كو ٩:١٤) إِذًا كَانَ كَرَمُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ سَيُعَمِّقُ مَحَبَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لَهُمْ وَيَدْفَعُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهِمْ جَمِيعًا، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْكُورِنْثِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ.
١٦ فَكَيْفَ يَنْعَكِسُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ؟ تَنَاوَلَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٤٥ كَلِمَاتِ بُولُسَ عَنْ فَوَائِدِ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ قَائِلَةً: «تَخَيَّلْ كَمْ تَتَوَطَّدُ وَحْدَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِينَ يَتَبَرَّعُ ٱلْبَعْضُ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْمُكَرَّسِ لِيَسُدَّ حَاجَاتِ ٱلْبَعْضِ ٱلْآخَرِ». وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُجَسِّدُ مَشَاعِرَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ. ذَكَرَ شَيْخٌ مَدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ بَعْدَ أَحَدِ ٱلْفَيَضَانَاتِ: «اَلِٱشْتِرَاكُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ قَرَّبَنِي مِنْ إِخْوَتِي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى». وَقَالَتْ شَاهِدَةٌ شَعَرَتْ بِٱلِٱمْتِنَانِ بَعْدَمَا سَاعَدَهَا ٱلْإِخْوَةُ: «نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ أُخُوَّةً هِيَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْأَرْضِيِّ». — اقرإ الامثال ١٧:١٧.
١٧ (أ) كَيْفَ تَنْطَبِقُ ٱلْكَلِمَاتُ فِي إِشَعْيَا ٤١:١٣ عَلَى عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (ب) اُذْكُرْ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ كَيْفَ يُكْرِمُ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ يَهْوَهَ وَيُمَتِّنُ رِبَاطَ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلشُّهُودِ. (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مُتَطَوِّعُونَ يَهُبُّونَ لِنَجْدَةِ إِخْوَتِهِمْ».)
١٧ وَبَعْدَمَا يَصِلُ عُمَّالُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْمَنْكُوبَةِ، يَلْمُسُ إِخْوَتُنَا ٱلْمُتَضَرِّرُونَ صِدْقَ ٱلْوَعْدِ ٱلْإِلٰهِيِّ ٱلتَّالِي: «أَنَا، يَهْوَهَ إِلٰهَكَ، ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، ٱلْقَائِلُ لَكَ: ‹لَا تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ›». (اش ٤١:١٣) ذَكَرَتْ أُخْتٌ نَجَتْ مِنْ إِحْدَى ٱلْكَوَارِثِ: «اِسْوَدَّتِ ٱلدُّنْيَا فِي عَيْنَيَّ حِينَمَا رَأَيْتُ ٱلدَّمَارَ. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ مَدَّ يَدَهُ إِلَيَّ. حَقًّا يَعْجَزُ لِسَانِي عَنْ وَصْفِ مُسَاعَدَةِ إِخْوَتِي لِي!». وَبَعْدَمَا دَمَّرَتْ كَارِثَةٌ إِحْدَى ٱلْمَنَاطِقِ، كَتَبَ شَيْخَانِ بِٱسْمِ جَمَاعَتَيْهِمَا: «عَانَيْنَا ٱلْأَمَرَّيْنِ بِسَبَبِ ٱلزِّلْزَالِ، إِلَّا أَنَّنَا ٱخْتَبَرْنَا كَيْفَ يُعِينُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ إِخْوَتِنَا. فِي ٱلسَّابِقِ قَرَأْنَا عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ، أَمَّا ٱلْآنَ فَشَهِدْنَاهُ بِأُمِّ عَيْنِنَا».
كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ؟
١٨ كَيْفَ لَكَ أَنْ تُسَاعِدَ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «عَمَلٌ حَدَّدَ مَسَارَ حَيَاتِهِ».)
١٨ هَلْ تَوَدُّ أَنْ تَتَذَوَّقَ ٱلْفَرَحَ ٱلنَّاجِمَ عَنْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلْعُمَّالَ غَالِبًا مَا يُخْتَارُونَ مِمَّنْ يُشَارِكُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. لِذَا أَطْلِعْ شُيُوخَ جَمَاعَتِكَ عَلَى رَغْبَتِكَ فِي مَلْءِ ٱلطَّلَبِ لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. وَلَا تَنْسَ نَصِيحَةً قَدَّمَهَا شَيْخٌ لَهُ خِبْرَةٌ فِي عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ: «لَا تُسَافِرْ إِلَى مِنْطَقَةٍ مَنْكُوبَةٍ إِلَّا بَعْدَمَا تَتَلَقَّى دَعْوَةً رَسْمِيَّةً مِنْ لَجْنَةِ ٱلْإِغَاثَةِ». فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَسِيرُ ٱلْعَمَلُ بِشَكْلٍ مُنَظَّمٍ.
١٩ كَيْفَ يُتِيحُ لَنَا عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ؟
١٩ لَا شَكَّ أَنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً فَرِيدَةً لِنُطِيعَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَنْ ‹يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا›. وَبِإِظْهَارِ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا تَلَامِيذُ حَقِيقِيُّونَ لِلْمَسِيحِ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ نَجِدَ بَيْنَنَا عُمَّالًا طَوْعِيِّينَ كَثِيرِينَ يُمَجِّدُونَ يَهْوَهَ إِذْ يُعِينُونَ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءَ!
a صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلْفَصْلَ يَتَنَاوَلُ أَعْمَالَ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلْهَادِفَةَ إِلَى مُسَاعَدَةِ إِخْوَانِنَا، إِلَّا أَنَّ جُهُودَنَا هٰذِهِ تُفِيدُ أَحْيَانًا كَثِيرَةً أَشْخَاصًا مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ. — غل ٦:١٠.
b اِسْتَخْدَمَ بُولُسُ صِيغَةَ ٱلْجَمْعِ مِنْ دياكونوس (خَادِمٍ) لِيَصِفَ ‹ٱلْخُدَّامَ ٱلْمُسَاعِدِينَ›. — ١ تي ٣:١٢.
c رَاجِعِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «مُسَاعَدَةُ أَهْلِنَا فِي ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْبُوسْنَةِ» عَدَدَ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٩٤ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-٢٧.
-