-
ادانة العاهرة الرديئة السمعةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
التي ارتكب ملوك الارض معها العهارة، وسكر سكان الارض من خمر عهارتها›». — رؤيا ١٧:١، ٢.
-
-
ادانة العاهرة الرديئة السمعةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
ولكن، لماذا توصف بالتعبير الكريه «العاهرة العظيمة»؟
٤ (أ) بأية طرائق ارتكبت اسرائيل القديمة العهارة؟ (ب) بأية طريقة بارزة ترتكب بابل العظيمة العهارة؟
٤ ان بابل (التي تعني «بلبلة») بلغت ذروة عظمتها في زمن نبوخذنصر. لقد كانت دولة دينية سياسية بأكثر من ألف هيكل ومعبد. وكهنوتها مارس سلطة عظيمة. ومع ان بابل توقفت منذ زمن طويل عن ان توجد كدولة عالمية، تستمر بابل العظيمة الدينية في العيش، وعلى غرار النموذج القديم، لا تزال تسعى الى التأثير في الشؤون السياسية وتكييفها. ولكن، هل يرضى اللّٰه عن الدين في السياسة؟ في الاسفار العبرانية، قيل ان اسرائيل ارتكبت البغاء عندما تورطت في العبادة الباطلة وعندما صنعت تحالفات مع الامم عوض الوثوق بيهوه. (ارميا ٣:٦، ٨، ٩؛ حزقيال ١٦:٢٨-٣٠) وبابل العظيمة ترتكب العهارة ايضا. وعلى نحو بارز، تفعل ايّ شيء تراه مناسبا لكي تكسب النفوذ والسلطة على ملوك الارض الذين يحكمون. — ١ تيموثاوس ٤:١.
٥ (أ) اية اضواء يتمتع بها رجال الدين؟ (ب) لماذا الرغبة في البروز العالمي هي تناقض مباشر مع كلمات يسوع المسيح؟
٥ واليوم، يشترك القادة الدينيون تكرارا في حملات من اجل مركز حكومي رفيع، وفي بعض البلدان، يشاركون في الحكومة، حتى انهم يتولَّون مناصب وزارية. وفي السنة ١٩٨٨ ترشَّح رجلا دين بروتستانتيان معروفان جيدا لمركز رئيس الولايات المتحدة. فالقادة في بابل العظيمة يحبّون الاضواء؛ وغالبا ما تُرى صورهم في الصحافة العامة اذ يعاشرون السياسيين البارزين. وبالتباين، تجنَّب يسوع التورط السياسي وقال عن تلاميذه: «ليسوا جزءا من العالم، كما اني انا لست جزءا من العالم». — يوحنا ٦:١٥؛ ١٧:١٦؛ متى ٤:٨-١٠؛ انظروا ايضا يعقوب ٤:٤.
«عهارة» عصرية
٦، ٧ (أ) كيف بلغ حزب هتلر النازي السلطة في المانيا؟ (ب) كيف ساعدت الاتفاقية التي صنعها الڤاتيكان مع المانيا النازية هتلر في دفعه الى السيطرة العالمية؟
٦ بتدخُّلها في السياسة، جلبت العاهرة العظيمة اسى كثيرا جدا للجنس البشري. مثلا، تأملوا في الوقائع وراء وصول هتلر الى السلطة في المانيا — وقائع شنيعة يريد البعض شطبها من كتب التاريخ. ففي ايار ١٩٢٤ شغل الحزب النازي ٣٢ مقعدا في مجلس النواب الالماني. وبحلول ايار ١٩٢٨ تضاءلت هذه الى ١٢ مقعدا. ولكنَّ الازمة الاقتصادية العظمى احاطت بالعالم في السنة ١٩٣٠؛ واذ انطلقوا في اعقابها، تعافى النازيون على نحو لافت، كاسبين ٢٣٠ مقعدا من ٦٠٨ في الانتخابات الالمانية لشهر تموز ١٩٣٢. وبعد ذلك مباشرة، انجد النازيين المستشار السابق فرانز ڤون پاپن، فارس بابوي. ووفقا للمؤرخين، تصوَّر ڤون پاپن امبراطورية رومانية مقدسة جديدة. والمدة القصيرة لتولِّيه مركز مستشار كانت فاشلة، ولذلك امل الآن ان يكسب السلطة عن طريق النازيين. وبحلول كانون الثاني ١٩٣٣، كان قد حشد الدعم لهتلر من الاقطاب الصناعيين، وبالمكائد الماكرة ضَمن صيرورة هتلر مستشار المانيا في ٣٠ كانون الثاني ١٩٣٣. وعُيِّن هو نفسه نائب المستشار واستخدمه هتلر ليربح دعم الاقاليم الكاثوليكية في المانيا. وفي غضون شهرين من كسب السلطة، حلَّ هتلر البرلمان، ارسل آلاف قادة المقاومة الى معسكرات الاعتقال، وبدأ حملة علنية من ظلم اليهود.
٧ وفي ٢٠ تموز ١٩٣٣، جرى الاعراب عن اهتمام الڤاتيكان بالسلطة الناشئة للنازية عندما وقَّع الكردينال پاسيللي (الذي صار لاحقا البابا پيوس الثاني عشر) اتفاقية في روما بين الڤاتيكان والمانيا النازية. وقد وقَّع ڤون پاپن الوثيقة بصفته ممثل هتلر، وهناك منح پاسيللي ڤون پاپن الوسام البابوي العالي للصليب العظيم من رتبة پيوس.b وفي كتابه الشيطان في القبعة الرسمية، يكتب تيبور كوڤيس عن ذلك ذاكرا: «كانت الاتفاقية انتصارا عظيما لهتلر. فقد منحته اول دعم ادبي تلقَّاه من العالم الخارجي، وذلك من أرفع مصدر». والاتفاقية تطلَّبت من الڤاتيكان ان يسحب دعمه من حزب الوسط الكاثوليكي لألمانيا، معترفا بالتالي بـ «الدولة الكليانية» ذات الحزب الواحد لهتلر.c وفضلا عن ذلك، ذكر بندها الـ ١٤: «ان التعيينات لرؤساء الاساقفة، الاساقفة، وما اشبه ذلك ستصدر فقط بعد ان يكون الحاكم، الذي ينصِّبه الرايخ، قد تحقَّق كما ينبغي انه لا شكوك توجد في ما يختص بالاعتبارات السياسية العامة». وبحلول نهاية السنة ١٩٣٣ (التي نادى بها البابا پيوس الحادي عشر «سنة مقدسة»)، صار دعم الڤاتيكان عاملا رئيسيا في دفع هتلر الى السيطرة العالمية.
٨، ٩ (أ) كيف تجاوب الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية ورجال دينها مع الطغيان النازي؟ (ب) اي بيان اصدره الاساقفة الكاثوليك الالمان عند بداية الحرب العالمية الثانية؟ (ج) ماذا انتجت العلاقات الدينية السياسية؟
٨ على الرغم من ان عددا قليلا من الكهنة والراهبات احتجوا على فظائع هتلر — وتألموا من اجل ذلك — فان الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية وجيشها من رجال الدين اعطوا إما الدعم النشيط وإما الصامت للطغيان النازي، الذي اعتبروه متراسا ضد تقدُّم الشيوعية العالمية. واذ جلس في وضع مريح في الڤاتيكان، ترك البابا پيوس الثاني عشر ابادة اليهود والاضطهادات القاسية لشهود يهوه وآخرين تأخذ مجراها دون انتقاد. ومما يدعو الى السخرية ان يمجِّد البابا يوحنا بولس الثاني، عند زيارة المانيا في ايار ١٩٨٧، الموقف المضاد للنازية لأحد الكهنة المخلصين. وماذا كان يفعل ألوف آخرون من رجال الدين الالمان في اثناء حكم هتلر الارهابي؟ ثمة رسالة رعوية اصدرها الاساقفة الكاثوليك الالمان في ايلول ١٩٣٩ عند نشوب الحرب العالمية الثانية تزوِّد الانارة في هذه النقطة. تقول جزئيا: «في هذه الساعة الحاسمة نحضّ جنودنا الكاثوليك ان يقوموا بواجبهم اطاعة للزعيم وأن يكونوا مستعدين للتضحية بشخصيتهم الفردية الكاملة. ونناشد المؤمنين ان يشتركوا في الصلوات الحارّة ان تقود العناية الالهية هذه الحرب الى نجاح مبارك».
٩ ان دبلوماسية كاثوليكية كهذه توضح نوع العهارة الذي انغمس فيه الدين على مرِّ الـ ٠٠٠,٤ سنة الماضية في التودُّد الى الدولة السياسية لكي يكسب السلطة والفائدة. وعلاقات دينية سياسية كهذه عزَّزت الحرب، الاضطهادات، والشقاء البشري على نطاق واسع. فكم يمكن للجنس البشري ان يكون سعيدا بأن دينونة يهوه على العاهرة العظيمة قريبة. فلتنفَّذ سريعا!
-
-
ادانة العاهرة الرديئة السمعةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
b يذكر عمل وليم ل. شَيرر التاريخي قيام وسقوط الرايخ الثالث ان ڤون پاپن كان «مسؤولا اكثر من ايّ فرد آخر في المانيا عن بلوغ هتلر السلطة». وفي كانون الثاني ١٩٣٣ قال المستشار الالماني السابق ڤون شْليخِر عن ڤون پاپن: «تبيَّن انه نوع الخائن الذي بالمقارنة معه يكون يهوذا الاسخريوطي قديسا».
-
-
ادانة العاهرة الرديئة السمعةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[الاطار في الصفحة ٢٣٧]
تْشَرْتشل يشهِّر ‹العهارة›
في كتابه عاصفة التجميع (١٩٤٨)، يخبر ونستون تْشَرْتشل ان هتلر عيَّن فرانز ڤون پاپن سفيرا المانيّا في ڤيينا من اجل «إضعاف او كسب رضى الشخصيات القيادية في السياسة النمساوية». ويقتبس تْشَرْتشل من سفير الولايات المتحدة في ڤيينا قوله عن ڤون پاپن: «بالطريقة الاجرإ والاكثر سخرية . . . شرع پاپن يخبرني انه . . . عزم ان يستعمل سمعته ككاثوليكي صالح ليكسب النفوذ عند النمساويين كالكردينال إنيتزر».
وبعد ان استسلمت النمسا ودخلت قوات عاصفة هتلر بخطوة عسكرية الى ڤيينا، امر الكردينال الكاثوليكي إنيتزر ان ترفع جميع الكنائس النمساوية علم الصليب المعقوف، تقرع اجراسها، وتصلّي من اجل ادولف هتلر تكريما ليوم ميلاده.
-
-
ادانة العاهرة الرديئة السمعةالرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!
-
-
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٣٨]
‹صلاة حرب› من اجل الرايخ
تحت هذا العنوان، ظهرت المقالة التالية في الطبعة الاولى من ذا نيويورك تايمز، ٧ كانون الاول ١٩٤١:
«الاساقفة الكاثوليك في فولدا يطلبون البركة والنصر . . . اوصى مؤتمر الاساقفة الكاثوليك الالمان المنعقد في فولدا بتقديم ‹صلاة حرب› خصوصية يجب ان تُتلى عند بداية ونهاية جميع القداديس الالهية. والصلاة تناشد العناية الالهية ان تبارك الاسلحة الالمانية بالنصر وتمنح الحماية لحياة وصحة كل الجنود. وأمر الاساقفة ايضا رجال الدين الكاثوليك ان يحرصوا ويتذكَّروا في موعظة الاحد الخصوصية على الاقل مرة في الشهر الجنود الالمان ‹في البر، في البحر وفي الجو›».
لكن هذه المقالة أُلغيت من الطبعات اللاحقة للصحيفة. و ٧ كانون الاول ١٩٤١ هو اليوم الذي فيه هاجمت اليابان، حليفة المانيا النازية، اسطول الولايات المتحدة في پيرل هاربر.
-