مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل هذه هي الايام الاخيرة حقا؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • هل هذه هي الايام الاخيرة حقا؟‏

      انتم في مقدِّمة زورق يدخل قسما هائجا من النهر.‏ تلوح لكم الصخور الضخمة من خلال فيض من الزَّبَد والرذاذ.‏ فتحاولون اتِّقاءها.‏ ومن المفروض ان يساعدكم الشخص الذي يجلس خلفكم على قيادة الزورق،‏ لكنه لا يملك الخبرة.‏ والاسوأ من ذلك ايضا هو انه ليست لديكم اية خريطة،‏ لذلك لا تملكون ادنى فكرة هل تؤدي هذه المنحدرات الى بركة هادئة ام الى شلال.‏

      هل هذا السيناريو مزعج؟‏ فلنغيِّره.‏ تخيَّلوا ان معكم دليلا ذا خبرة،‏ دليلا يعرف كل شاردة وواردة عن هذا النهر.‏ فقد كان يعلم مسبقا ان هذه الجنادل كانت تدنو،‏ وهو يعرف إلامَ ستؤدي،‏ ويعرف كيف يشقُّ طريقه عبرها.‏ أولا تشعرون بأمان اكثر؟‏

      حقا،‏ اننا جميعا في المأزق نفسه.‏ فنحن في فترة عاصفة من التاريخ البشري.‏ ومعظم الناس ليست لديهم ادنى فكرة كم سيطول هذا الوضع،‏ هل تتحسن الاحوال،‏ او كيف يمكن ان يجاهدوا للبقاء احياء في هذه الاثناء.‏ ولكن لا يلزم ان نشعر بالضياع او العجز.‏ فخالقنا قد زوَّدنا بدليل ‏—‏ دليل انبأ بهذه الفترة العصيبة من التاريخ وينبئ كيف ستنتهي ويزوِّدنا بالارشاد الذي نحتاج اليه لنبقى احياء.‏ وهذا الدليل هو كتاب،‏ الكتاب المقدس.‏ ومؤلفه،‏ يهوه اللّٰه،‏ يدعو نفسه المعلم العظيم،‏ ويطمئننا بواسطة اشعياء،‏ قائلا:‏ «اذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة هذه هي الطريق اسلكوا فيها حينما تميلون الى اليمين وحينما تميلون الى اليسار.‏» (‏اشعياء ٣٠:‏٢٠‏،‏ ع‌ج،‏ ٢١‏)‏ فهل تقبلون هذا الارشاد؟‏ فلنتأمل اذًا هل انبأ الكتاب المقدس حقا كيف ستكون ايامنا.‏

      أتباع يسوع يطرحون سؤالا ذا معنى

      لا بد ان أتباع يسوع اندهشوا.‏ فيسوع قد قال لهم بوضوح تام ان ابنية هيكل اورشليم المثيرة للاعجاب ستُدمَّر كاملا!‏ وكانت هذه النبوة صاعقة.‏ وعندما كان اربعة من تلاميذ يسوع جالسين على جبل الزيتون بعيد ذلك،‏ طرحوا عليه هذا السؤال:‏ «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر [«حضورك واختتام نظام الاشياء،‏» ع‌ج‏].‏» (‏متى ٢٤:‏٣؛‏ مرقس ١٣:‏١-‏٤‏)‏ وسواء ادركوا ذلك او لا،‏ كان لجواب يسوع انطباق مزدوج.‏

      لم يكن دمار هيكل اورشليم واختتام نظام الاشياء اليهودي هو نفسه وقت حضور المسيح واختتام نظام الاشياء العالمي.‏ لكنَّ يسوع،‏ في جوابه المطوَّل،‏ عالج ببراعة هذه الاوجه جميعها للسؤال.‏ فأخبرهم كيف ستكون الاحوال قبل دمار اورشليم؛‏ وأخبرهم ايضا عن حالة العالم التي يجب ان يتوقعوها خلال حضوره،‏ عندما يكون حاكما كملك في السماء وعلى وشك انهاء نظام الاشياء العالمي برمَّته.‏

      نهاية اورشليم

      تأملوا اولا في ما قاله يسوع عن اورشليم وهيكلها.‏ فقبل اكثر من ثلاثة عقود،‏ انبأ بمشقات رهيبة ستحل بإحدى اعظم المدن في العالم.‏ لاحظوا خصوصا كلماته المسجَّلة في لوقا ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏:‏ «متى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها.‏ حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.‏ والذين في وسطها فليفروا خارجا.‏ والذين في الكُوَر فلا يدخلوها.‏» ولكن اذا كانت الجيوش ستحيط بأورشليم،‏ فكيف يمكن ان ‹يفر الذين في وسطها،‏› كما كان يسوع قد امر؟‏ من الواضح ان يسوع كان يشير الى ان الفرصة ستُتاح لهم.‏ فهل حدث ذلك؟‏

      سنة ٦٦ ب‌م،‏ كانت الجيوش الرومانية بقيادة سستيوس ڠالوس قد هزمت قوات الثوار اليهود وأرجعتهم الى اورشليم وحصرتهم في المدينة.‏ حتى ان الرومان شنوا هجوما على المدينة نفسها ووصلوا حتى سور الهيكل.‏ لكنَّ ڠالوس قاد جيوشه الى فعل امر محيِّر جدا.‏ فقد امرهم بالانسحاب!‏ فشرع الجنود اليهود المبتهجون في المطاردة وكبَّدوا اعداءهم الرومان الهاربين الخسائر.‏ وهكذا أُتيحت الفرصة التي انبأ بها يسوع.‏ واتَّبع المسيحيون الحقيقيون تحذير يسوع وخرجوا من اورشليم.‏ وكان ذلك حكيما لأنه بعد اربع سنوات فقط عادت الجيوش الرومانية بقيادة القائد تيطس.‏ وهذه المرة لم يكن الفرار ممكنا.‏

      حاصرت الجيوش الرومانية اورشليم مجددا؛‏ وبنوا حصنا من المتارس حولها.‏ وكان يسوع قد تنبأ عن اورشليم:‏ «ستأتي ايام ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويُحْدِقون بك ويحاصرونك من كل جهة.‏»‏a (‏لوقا ١٩:‏٤٣‏)‏ وسرعان ما سقطت اورشليم؛‏ وصار هيكلها المجيد خرائب محترقة.‏ وتمت كلمات يسوع بأدق تفاصيلها!‏

      ولكنَّ يسوع كان يفكر في اكثر من دمار اورشليم.‏ فكان تلاميذه قد سألوه عن علامة حضوره.‏ ورغم انهم لم يعلموا مدى شمولية سؤالهم،‏ فقد كان يشير الى الوقت حين يُنصَّب ليحكم كملك في السماء.‏ فبماذا انبأ؟‏

      حرب في الايام الاخيرة

      اذا قرأتم متى الاصحاحين ٢٤ و ٢٥ ومرقس الاصحاح ١٣ ولوقا الاصحاح ٢١‏،‏ ترون دليلا قاطعا على ان يسوع كان يتكلم عن زمننا.‏ فقد انبأ بزمن حروب —‏ ليس فقط ‹الحروب وأخبار الحروب› التي طالما شوَّهت تاريخ الجنس البشري بل حروب تشمل ‹قيام امة على امة ومملكة على مملكة› —‏ نعم،‏ حروب عالمية كبرى.‏ —‏ متى ٢٤:‏٦-‏٨‏.‏

      فكروا لحظة كيف تغيرت الحرب في قرننا.‏ فعندما كانت الحرب تعني مجرد معركة بين جيشين يمثِّلان امتين متحاربتين تتقارعان بالسيوف او حتى تطلقان النار بالبنادق في ساحة القتال،‏ كان الامر فظيعا.‏ ولكن في سنة ١٩١٤ نشبت الحرب الكبرى.‏ ودخلت الامم الواحدة تلو الاخرى المعركة —‏ الحرب العالمية الاولى.‏ وصُمِّمت الاسلحة الاوتوماتيكية لقتل اناس اكثر ومن مسافة اكبر.‏ وأطلقت الرشاشات الرصاص بفعّالية مروِّعة؛‏ وحرق غاز الخردل الجنود بالآلاف وعذَّبهم وشوَّههم وقتلهم؛‏ واخترقت الدبابات دون رحمة خطوط العدو،‏ وكانت مدافعها الكبيرة تقذف القنابل.‏ ودخلت الى المسرح ايضا الطائرة والغواصة —‏ مجرد شيء بدائي بالمقارنة مع ما كانت ستصير عليه.‏

      وفاقت الحرب العالمية الثانية الوصف —‏ فقد جعلت في الواقع الحرب التي سبقتها تبدو صغيرة —‏ لأنها قتلت عشرات الملايين من الناس.‏ وكانت حاملات الطائرات الضخمة،‏ وهي مدن فعلية عائمة،‏ تجوب البحار وتطلق الطائرات الحربية لتمطر الموت من السموات على اهداف العدو.‏ وكانت الغواصات تقذف سفن العدو بالطوربيد وتغرقها.‏ وأُلقيت القنبلتان الذريتان،‏ مما اودى بحياة آلاف الاشخاص في كلٍّ من الانفجارين المدمرين!‏ فكما انبأ يسوع،‏ كانت هنالك بالتأكيد «مخاوف» تسم هذا العصر الملآن حروبا.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١١‏.‏

      وهل تضاءلت الحروب منذ الحرب العالمية الثانية؟‏ كلا،‏ البتة.‏ فعشرات الحروب تحتدم احيانا خلال سنة واحدة —‏ حتى في هذا العقد في تسعينات الـ‍ ١٩٠٠ —‏ وتكون ضريبتها موت ملايين الاشخاص.‏ وقد حدث تغيير في ضحايا الحرب الرئيسيين.‏ فلم يعد الموتى من الجنود بشكل رئيسي.‏ فمعظم اصابات الحرب الآن —‏ وفي الواقع اكثر من ٩٠ في المئة منها —‏ هي بين المدنيين.‏

      اوجه اخرى للعلامة

      ان الحرب هي وجه واحد فقط من اوجه العلامة التي ذكرها يسوع.‏ فقد حذَّر ايضا انه ستكون هنالك «مجاعات.‏» (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏ وهذا ما يحدث،‏ في حين ان الارض تنتج طعاما اكثر من اللازم لإطعام الجنس البشري كله،‏ والعلوم الزراعية متقدمة اكثر من ايّ وقت مضى في تاريخ الجنس البشري،‏ ووسائل النقل السريعة والفعّالة متوفرة لنقل الطعام الى ايّ مكان في العالم،‏ مما يشكِّل مفارقة.‏ ومع هذا كله،‏ يعاني نحو خمس سكان العالم من الجوع كل يوم.‏

      انبأ يسوع ايضا بأنه ستكون هنالك «اوبئة .‏ .‏ .‏ في اماكن.‏» (‏لوقا ٢١:‏١١‏)‏ ان زمننا يشهد ايضا مفارقة غريبة —‏ عناية صحية افضل من ايّ وقت مضى،‏ اكتشافات تكنولوجيّة،‏ لقاحات للحدّ من انتشار الامراض الكثيرة الشائعة؛‏ ومع ذلك تتفشى الامراض الوبائية بشكل لم يسبق له مثيل.‏ وأتت الانفلونزا الاسپانية في اعقاب الحرب العالمية الاولى وأودت بحياة اناس اكثر من الحرب نفسها.‏ وكان هذا المرض معديا حتى انه في مدن مثل نيويورك كان يمكن ان يغرَّم الناس او يُسجنوا لمجرد انهم عطسوا!‏ واليوم يودي السرطان ومرض القلب بحياة ملايين الاشخاص سنويا —‏ انهما وبأان حقيقيان.‏ ولا يزال الأيدز يتسبَّب بالموت،‏ دون ان يستطيع الطب ردعه.‏

      وفي حين ان يسوع كان يناقش بشكل رئيسي الايام الاخيرة من زاوية الاحوال التاريخية والسياسية الشاملة،‏ كان الرسول بولس يركِّز اكثر على المشاكل الاجتماعية والمواقف السائدة.‏ كتب جزئيا:‏ «اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم .‏ .‏ .‏ دنسين بلا حنو بلا رضى .‏ .‏ .‏ عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للَّذَّات دون محبة للّٰه.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      هل تبدو هذه الكلمات مألوفة لكم؟‏ تأملوا في وجه واحد فقط للانحطاط الاجتماعي في العالم اليوم —‏ تفكّك العائلات.‏ ففيض البيوت المحطمة،‏ رفقاء الزواج الذين يُضرَبون،‏ الاولاد المُساء اليهم،‏ والوالدون المسنون الذين تُساء معاملتهم —‏ كل هذه تظهر ان الناس هم بلا «حنو،‏» ‹شرسون،‏› وحتى ‹خائنون،‏› «غير محبين للصلاح»!‏ نعم،‏ نحن نرى ان هذه الصفات شائعة جدا اليوم.‏

      هل جيلنا هو الجيل المنبأ به؟‏

      ولكن قد تتساءلون،‏ ‹ألم تكن هذه الاحوال تبتلي الجنس البشري دائما؟‏ كيف نعرف ان جيلنا الحاضر هو الجيل الذي تنبئ به هذه النبوات القديمة؟‏› لنتأمل في ثلاثة ادلة تثبت ان يسوع كان يتحدث عن زمننا.‏

      اولا،‏ في حين انه كان هنالك اتمام جزئي باكر عند دمار اورشليم وهيكلها،‏ كانت كلمات يسوع تشير قطعا الى المستقبل بعد هذا الوقت.‏ فبعد نحو ٣٠ سنة من الجائحة التي دمَّرت اورشليم،‏ اعطى يسوع الرسول المسنّ يوحنا رؤيا تظهر ان الاحوال المنبأ بها —‏ الحروب،‏ المجاعات،‏ الاوبئة،‏ والوفيات الناتجة منها —‏ كانت ستحل بالعالم كله في المستقبل.‏ فهذه الكوارث كانت ستشمل «الارض» كلها،‏ وليس موقعا واحدا فقط.‏ —‏ رؤيا ٦:‏٢-‏٨‏.‏

      ثانيا،‏ تتم في هذا القرن بعض اوجه علامة يسوع بدرجة يمكن ان ندعوها الدرجة القصوى.‏ مثلا،‏ هل هنالك احتمال ان تصير الحروب اسوأ بكثير مما هي عليه منذ سنة ١٩١٤؟‏ فإذا كانت هنالك حرب عالمية ثالثة تستعمل فيها الدول ذات الترسانة النووية ما لديها من اسلحة،‏ تكون العاقبة على الارجح ارضا مدمَّرة مفحَّمة —‏ والجنس البشري يصبح في خبر كان.‏ وبشكل مماثل،‏ انبأت رؤيا ١١:‏١٨ بأنه في هذه الايام عندما ‹تغضب› الامم «يهلك» الجنس البشري «الارض.‏» فلأول مرة في التاريخ،‏ يهدِّد التلوث وتدهور البيئة الآن صلاحية هذا الكوكب للسكن!‏ وهكذا يشهد هذا الوجه ايضا ذروة اتمامه او يكاد يصل الى الذروة.‏ وهل يمكن ان تستمر الحروب والتلوث في الصيرورة اسوأ حتى يقضي الانسان على نفسه وعلى هذا الكوكب؟‏ كلا؛‏ لأن الكتاب المقدس نفسه يقول ان الارض ستدوم الى الابد،‏ والمستقيمين يسكنون فيها.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٥:‏٥‏.‏

      ثالثا،‏ ان علامة الايام الاخيرة مقنعة خصوصا اذا أُخذت ككل.‏ فعندما نأخذ بعين الاعتبار الاوجه التي ذكرها يسوع في الاناجيل الثلاثة،‏ الاوجه في كتابات بولس،‏ والاوجه في الرؤيا،‏ يكون لهذه العلامة اوجه كثيرة.‏ وقد يأخذ المرء كل وجه على حدة،‏ مجادلا ان عصورا اخرى قد شهدت مشاكل مماثلة،‏ لكن عندما نأخذها كلها بعين الاعتبار،‏ تشير بوضوح قاطع الى عصر واحد فقط —‏ عصرنا.‏

      اذًا،‏ ماذا يعني كل ذلك؟‏ هل يعني ان الكتاب المقدس يصف عصرنا بأنه عصر اليأس والاحباط؟‏ كلا على الاطلاق!‏

      بشارة لكم

      ان احد ابرز اوجه علامة الايام الاخيرة مسجَّل في متى ٢٤:‏١٤‏:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» ينجز شهود يهوه في هذا القرن عملا فريدا في تاريخ الجنس البشري.‏ فقد قبلوا رسالة الكتاب المقدس عن ملكوت يهوه اللّٰه —‏ ما هو،‏ كيف يحكم،‏ وماذا سينجز —‏ وحملوا الرسالة الى كل الارض.‏ ونشروا مطبوعات حول هذا الموضوع بأكثر من ٣٠٠ لغة وجلبوها الى الناس في بيوتهم او في الشوارع او في اماكن عملهم في كل بلد تقريبا في الارض.‏

      وبفعلهم ذلك،‏ يتممون هذه النبوة.‏ لكنهم ايضا يبعثون الرجاء.‏ لاحظوا ان يسوع دعاها «بشارة،‏» وليس اخبارا سيئة.‏ فكيف يمكن ان يكون ذلك في هذه الاوقات العصيبة؟‏ لأن رسالة الكتاب المقدس الرئيسية ليست حول الشرور التي ستحدث عند نهاية هذا العالم القديم.‏ فرسالته الرئيسية تشمل ملكوت اللّٰه،‏ ويعد هذا الملكوت بأمر عزيز على قلوب كل محبي السلام —‏ الانقاذ.‏

      فما هو هذا الانقاذ بالضبط،‏ وكيف تنالونه؟‏ تأملوا من فضلكم في المقالتين التاليتين حول هذا الموضوع.‏

  • تشجَّعوا فيما يقترب الانقاذ
    برج المراقبة ١٩٩٧ | ١ نيسان (‏ابريل)‏
    • ‏«ازمنة صعبة»‏

      ٣،‏ ٤ لماذا هنالك حاجة اعظم الى الانقاذ الآن؟‏

      ٣ ان الحاجة الى الانقاذ الآن هي اعظم من ايّ وقت مضى،‏ لأن هنالك معاناة اعظم في هذا القرن الـ‍ ٢٠ اكثر من ايّ قرن آخر.‏ فاليوم يعيش اكثر من بليون شخص بكثير في فقر مدقع،‏ ويزداد هذا الرقم نحو ٢٥ مليونا سنويا.‏ ويموت كل سنة نحو ١٣ مليون ولد نتيجة سوء التغذية او نتيجة اسباب اخرى مرتبطة بالفقر —‏ اكثر من ٠٠٠‏,٣٥ يوميا!‏ ويموت ملايين الاشخاص الاكبر قبل الاوان من جراء امراض متنوعة.‏ —‏ لوقا ٢١:‏١١؛‏ رؤيا ٦:‏٨‏.‏

      ٤ وقد سببت الحروب والاضطرابات المدنية شقاء فظيعا.‏ يقول كتاب الموت على يد الحكومات (‏بالانكليزية)‏ ان الحروب،‏ النزاعات العرقية والدينية،‏ والقتل الجماعي التي تشنها الحكومات كلٌّ على رعاياها «قتلت اكثر من ٢٠٣ ملايين شخص في هذا القرن.‏» ويضيف:‏ «يمكن ان يصل عدد القتلى الى نحو ٣٦٠ مليونا.‏ ويبدو كما لو ان عرقنا البشري قد اباده طاعون اسود عصري.‏ وهذا ما حدث من جراء طاعون السلطة،‏ وليس من جراء الجراثيم.‏» ذكر الكاتب ريتشارد هاروود:‏ «بالمقارنة،‏ كانت الحروب البربرية في القرون الماضية صراعات صغيرة وتافهة.‏» —‏ متى ٢٤:‏٦،‏ ٧؛‏ رؤيا ٦:‏٤‏.‏

      ٥،‏ ٦ لماذا زمننا مقلق جدا؟‏

      ٥ وما يزيد من الاحوال المقلقة في السنوات الاخيرة هو الازدياد الهائل في الجرائم العنيفة،‏ الفساد الادبي،‏ وانهيار العائلة.‏ ذكر وزير التربية السابق في الولايات المتحدة وِليَم بينيت ان عدد سكان الولايات المتحدة ازداد ٤١ في المئة في غضون ٣٠ سنة،‏ لكنَّ الجرائم العنيفة ازدادت ٥٦٠ في المئة،‏ الولادات غير الشرعية ٤٠٠ في المئة،‏ الطلاق ٣٠٠ في المئة،‏ وانتحار المراهقين ٢٠٠ في المئة.‏ وحذَّر جون دييِليو الاصغر،‏ پروفسور في جامعة پرنستون،‏ من الاعداد المتزايدة من الاحداث «المفترسين بضراوة،‏» الذين «يقتلون،‏ يهاجمون،‏ يغتصبون،‏ يسرقون،‏ يسطون ويخلقون اضطرابات خطيرة في المجتمع.‏ وهم لا يخافون من وصمة العار نتيجة الاعتقال،‏ آلام السجن،‏ او وخز الضمير.‏» وفي هذا البلد،‏ يحتل القتل الآن المرتبة الثانية في لائحة الاسباب المؤدية الى الموت بين الذين يبلغ عمرهم من ١٥ الى ١٩ سنة.‏ ويموت الاولاد تحت الرابعة من العمر نتيجة سوء المعاملة اكثر منه نتيجة المرض.‏

      ٦ ولا تقتصر هذه الجرائم والعنف على امة واحدة فقط.‏ فمعظم البلدان تخبر بنزعات مماثلة.‏ وما يساهم في ذلك هو موجة استعمال المخدِّرات العارمة غير الشرعية التي تفسد الملايين.‏ قالت صحيفة سيدني مورنينڠ هيرالد الاوسترالية (‏بالانكليزية)‏:‏ «صارت تجارة المخدِّرات غير المشروعة العالمية الصناعة الكبرى الثانية بعد تجارة الاسلحة.‏» والعامل الآخر هو العنف والفساد الادبي اللذان يملآن برامج التلفزيون.‏ وفي بلدان عديدة،‏ عندما يبلغ الولد الـ‍ ١٨ من عمره،‏ يكون قد شاهد عشرات آلالاف من مشاهد العنف على التلفزيون ومشاهد الفساد الادبي التي لا تحصى.‏ وهذا تأثير فاسد بالغ الاهمية لأن شخصيتنا يصوغها ما نغذي به عقولنا باستمرار.‏ —‏ رومية ١٢:‏٢؛‏ افسس ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٧ اية احوال سيئة حاضرة انبأت بها نبوة الكتاب المقدس؟‏

      ٧ لقد انبأت نبوة الكتاب المقدس بدقة بهذا التسلسل المروِّع للاحداث في قرننا.‏ فقالت انه ستكون هنالك حروب عالمية،‏ امراض وبائية،‏ نقص في الاغذية،‏ وازدياد في الاثم.‏ (‏متى ٢٤:‏٧-‏١٢؛‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وعندما نتأمل في النبوة المسجَّلة في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ يبدو وكأننا نستمع الى التقارير الاخبارية المسائية.‏ فهي تحدد ان عصرنا هو «الايام الاخيرة» وتصف الناس بأنهم ‹محبون لأنفسهم محبون للمال غير طائعين لوالديهم دنسون بلا حنو عديمو النزاهة شرسون متصلفون محبون للَّذَّات دون محبة للّٰه.‏› وهذه تماما هي حالة العالم اليوم.‏ وكما اعترف وِليَم بينيت:‏ «هنالك ادلة كثيرة جدا على .‏ .‏ .‏ ان الحضارة صارت فاسدة.‏» حتى انه قيل ان الحضارة قد ولّى عهدها عند نشوب الحرب العالمية الاولى.‏

      ٨ لماذا جلب اللّٰه الطوفان ايام نوح،‏ وما علاقة ذلك بأيامنا؟‏

      ٨ ان الحالة اليوم اسوأ مما كانت عليه قبل الطوفان ايام نوح،‏ عندما «امتلأت الارض ظلما [«عنفا،‏» ع‌ج‏].‏» فقد رفض الناس عموما آنذاك التوبة عن طرقهم الرديئة.‏ لذلك قال اللّٰه:‏ «الارض امتلأت ظلما [«عنفا،‏» ع‌ج‏] منهم.‏ فها انا مهلكهم.‏» وأهلك الطوفان ذلك العالم العنيف.‏ —‏ تكوين ٦:‏١١،‏ ١٣؛‏ ٧:‏١٧-‏٢٤‏.‏

      لا انقاذ من البشر

      ٩،‏ ١٠ لماذا لا ينبغي ان نلتفت الى البشر من اجل الانقاذ؟‏

      ٩ هل تنقذنا المساعي التي يقوم بها البشر من هذه الاحوال السيئة؟‏ تجيب كلمة اللّٰه:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏» «ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏مزمور ١٤٦:‏٣؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ وأثبتت آلاف السنوات صحة هاتين الحقيقتين.‏ وقد جرَّب البشر كل الانظمة السياسية،‏ الاقتصادية،‏ والاجتماعية التي يمكن تخيُّلها،‏ لكنَّ الاحوال تصير اسوأ.‏ ولو كان هنالك حلٌّ بشري لصار ذلك واضحا الآن.‏ ولكنَّ الحقيقة هي انه «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.‏» —‏ جامعة ٨:‏٩؛‏ امثال ٢٩:‏٢؛‏ ارميا ١٧:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١٠ قبل عدة سنوات،‏ قال زبغنيو بريجنسكي،‏ مستشار الامن القومي السابق للولايات المتحدة:‏ «الاستنتاج الذي لا مفر منه لأيّ تحليل غير متحيِّز للنزعات العالمية هو ان الاهتياج الاجتماعي،‏ الاضطراب السياسي،‏ الازمة الاقتصادية،‏ والخلاف الدولي من المرجح ان تصير واسعة الانتشار اكثر.‏» وأضاف:‏ «ان الخطر الذي يواجه البشرية انما [هو] الفوضى العالمية.‏» ان هذا التقييم لأحوال العالم هو اليوم اكثر صحة.‏ وثمة افتتاحية في صحيفة ردجيستر (‏بالانكليزية)‏،‏ في نيو هايڤِن،‏ كونكتيكت،‏ علَّقت على عصر العنف المتزايد هذا،‏ قائلة:‏ «يبدو وكأننا بعيدون كل البعد عن السيطرة على الاحوال.‏» كلا،‏ لن يكون هنالك توقُّف لتدهور هذا العالم،‏ لأن النبوة عن هذه «الايام الاخيرة» قالت ايضا:‏ «ولكنَّ الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردإ مُضِلِّين ومُضَلِّين.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٣‏.‏

      ١١ لمَ لن تغيِّر الجهود البشرية الاحوال التي تزداد سوءا؟‏

      ١١ لا يستطيع البشر ان يغيِّروا هذا الاتجاه لأن الشيطان هو «اله هذا الدهر.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ نعم،‏ «العالم كله قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏؛‏ انظروا ايضا يوحنا ١٤:‏٣٠‏.‏)‏ وبالصواب يقول الكتاب المقدس عن ايامنا:‏ «ويل لساكني الارض والبحر لأن ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ والشيطان يعلم ان حكمه وعالمه على وشك الانتهاء،‏ لذلك هو «كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة