-
«ماذا ستكون علامة حضورك؟»برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
«ماذا ستكون علامة حضورك؟»
«متى ستكون هذه الامور، وماذا ستكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟» — متى ٢٤:٣، عج.
١، ٢ ماذا يُظهر ان الناس مهتمون بالمستقبل؟
معظم الناس مهتمون بالمستقبل. أوَلستم كذلك؟ في كتابه صدمة المستقبل، اشار الپروفسور ألڤِن توفْلر الى «التكاثر المفاجئ للمنظمات المخصَّصة لدراسة المستقبل.» وأضاف: ‹لقد شهدنا خلْق المنظمات الفكرية الموجَّهة نحو المستقبل؛ ظهور المجلات المتعلقة بالمستقبل في انكلترا، فرنسا، المانيا والولايات المتحدة؛ وانتشار المقرَّرات الجامعية في التكهن.› واختتم توفْلر: «بالتأكيد، لا يمكن لأحد ان ‹يعرف› المستقبل بالمعنى المطلق.»
٢ يقول كتاب علامات الامور المقبلة: «قراءة الكف، التحديق الى الكرة البلَّورية، التنجيم، قراءة ورق اللعب، يي جينڠ هي كلها طرائق معقَّدة تقريبا لتعطينا فكرة عما يمكن ان يخبِّئه مستقبلنا الخاص.» ولكن بدلا من الالتفات الى اساليب بشرية، يَحسُن بنا ان نتطلع الى مصدر مُثبَت — يهوه.
٣ لماذا هو ملائم التطلع الى اللّٰه من اجل معرفة المستقبل؟
٣ اعلن الاله الحقيقي: «كما قصدت يصير وكما نوَيت يثبت.» (اشعياء ١٤:٢٤، ٢٧؛ ٤٢:٩) اجل، لقد تمكَّن يهوه من منح المشورة للجنس البشري في ما يتعلق بما سيحدث، منجزا ذلك في الغالب بواسطة متكلِّمين بشريين بلسانه. وكتب احد هؤلاء الانبياء: «(يهوه) لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء.» — عاموس ٣:٧، ٨؛ ٢ بطرس ١:٢٠، ٢١.
٤، ٥ (أ) لماذا يمكن ان يكون يسوع عونا في ما يتعلق بالمستقبل؟ (ب) ايّ سؤال مركَّب طرحه رسله؟
٤ ويسوع المسيح هو اهم نبي للّٰه. (عبرانيين ١:١، ٢) فلنركِّز على احدى نبوات يسوع الرئيسية التي تنبئ بأمور تحدث حولنا في الوقت الحاضر. وتمنحنا ايضا هذه النبوة بصيرة في ما سيحدث قريبا اذ ينتهي النظام الشرير الحاضر ويستبدله اللّٰه بفردوس ارضي.
٥ لقد برهن يسوع انه نبي. (مرقس ٦:٤؛ لوقا ١٣:٣٣؛ ٢٤:١٩؛ يوحنا ٤:١٩؛ ٦:١٤؛ ٩:١٧) لذلك يُفهم لماذا سأله رسله، الجالسون معه على جبل الزيتون المطل على اورشليم، عن المستقبل: «متى ستكون هذه الامور، وماذا ستكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟» — متى ٢٤:٣، عج؛ مرقس ١٣:٤.
٦ ما هي العلاقة بين متى ٢٤، مرقس ١٣، ولوقا ٢١؛ وأيّ سؤال يجب ان يهمّنا كثيرا؟
٦ تجدون سؤالهم وجواب يسوع في متى الاصحاح ٢٤، مرقس الاصحاح ١٣، ولوقا الاصحاح ٢١.a وتتمِّم الروايات بعضها بعضا من نواحٍ كثيرة، ولكنها ليست متماثلة. على سبيل المثال، لوقا فقط يذكر ‹الاوبئة في اماكن.› (لوقا ٢١:١٠، ١١؛ متى ٢٤:٧؛ مرقس ١٣:٨) ومن المنطقي ان نسأل، هل كان يسوع ينبئ بحوادث ستكون فقط خلال مدة حياة سامعيه، ام انه كان يشمل زمننا وما يخبِّئه لنا المستقبل؟
الرسل ارادوا ان يعرفوا
٧ عن اي شيء سأل الرسل خصوصا، وماذا كان مدى جواب يسوع؟
٧ قبل ايام قليلة من قتله، اعلن يسوع ان اللّٰه قد رفض اورشليم، عاصمة اليهود. وكانت المدينة وهيكلها العظيم سيُدمَّران. وبعد ذلك، سأل بعض الرسل عن ‹علامة حضور يسوع واختتام نظام الاشياء.› (متى ٢٣:٣٧–٢٤:٣، عج) لقد كانوا، دون شك، يفكِّرون بشكل رئيسي في النظام اليهودي واورشليم، لأنهم لم يدركوا مدى ما يكمن امامهم. ولكن في جوابه لهم نظر يسوع الى ابعد بكثير مما كان سيحدث حتى السنة ٧٠ بم وفيها، عندما دمَّر الرومان اورشليم. — لوقا ١٩:١١؛ اعمال ١:٦، ٧.
٨ ماذا كانت بعض التطورات التي انبأ بها يسوع مسبقا؟
٨ وكما يمكنكم ان تقرأوا في روايات الاناجيل الثلاث، تكلَّم يسوع عن قيام امة على امة ومملكة على مملكة، مجاعات، زلازل، مخاوف، وعلامات سماوية. وفي السنوات بين إعطاء يسوع هذه العلامة (السنة ٣٣ بم) وخراب اورشليم (السنة ٦٦ بم-السنة ٧٠ بم)، كان سيقوم انبياء كذبة ومسحاء كذبة. وكان اليهود سيضطهدون المسيحيين، الذين يكرزون برسالة يسوع.
٩ كيف وجدت نبوة يسوع إتماما في القرن الاول الميلادي؟
٩ لقد حدثت حقا هذه الاوجه من العلامة، كما يؤكِّد المؤرِّخ فلاڤيوس يوسيفوس تماما. فهو يكتب انه حتى قبل ان يهاجم الرومان، كان المسحاء الكذبة يحرِّضون على التمرد. وحدثت زلازل رهيبة في اليهودية وأماكن اخرى. واندلعت الحروب في انحاء كثيرة من الامبراطورية الرومانية. وهل كانت هنالك مجاعات رئيسية؟ في الحقيقة، نعم. (قارنوا اعمال ١١:٢٧-٣٠.) وماذا عن عمل الكرازة بالملكوت؟ بحلول السنة ٦٠ أو ٦١ بم، عندما كُتب السفر الى اهل كولوسي، كان ‹رجاء بشارة› ملكوت اللّٰه قد سُمع به على نطاق واسع في آسيا، افريقيا، واوروپا.b — كولوسي ١:٢٣.
«بعد ذلك» المنتهى
١٠ لماذا يجب ان نلاحظ الكلمة اليونانية توتِه، وما هو مغزاها؟
١٠ ومن بعض النواحي قدَّم يسوع الحوادث وكأنها تحدث متوالية. قال: «يُكرز ببشارة الملكوت هذه . . . (بعد ذلك) يأتي المنتهى.» وكثيرا ما تستعمل الكتب المقدسة بالانكليزية الكلمة «بعد ذلك» بالمعنى البسيط «لذلك» او «لكن.» (مرقس ٤:١٥، ١٧؛ ١٣:٢٣) ولكن في متى ٢٤:١٤، تتأسَّس «(بعد ذلك)» على الظرف اليوناني توتِه.c ويوضح الخبراء اليونانيون ان توتِه هو «ظرف زمان إشاريّ» يُستعمل «ليقدِّم شيئا يتبع في الزمن» او «ليقدِّم حدثا لاحقا.» ولذلك تنبأ يسوع انه ستكون هنالك كرازة بالملكوت وبعد ذلك (‹بعدئذ› او ‹في ما بعد›) يأتي «المنتهى.» ايّ منتهى؟
١١ كيف ركَّز يسوع على الحوادث المتعلقة مباشرة بدمار اورشليم؟
١١ ان احد إتمامَي نبوة يسوع يمكن ايجاده في الحوادث التي ادَّت الى منتهى النظام اليهودي. فالحروب، الزلازل، المجاعات، وغيرها التي انبأ بها يسوع مسبقا حدثت خلال فترة من ثلاثة عقود. ولكن ابتداء من متى ٢٤:١٥، مرقس ١٣:١٤، ولوقا ٢١:٢٠، نقرأ عن حوادث تعلقت مباشرة بالدمار الوشيك الحدوث، عندما صار المنتهى قريبا جدا. — لاحظوا الخط المنقَّط المنفرد في الجدول.
١٢ كيف كانت الجيوش الرومانية مشمولة بإتمام متى ٢٤:١٥؟
١٢ ردًّا على ثورة يهودية في السنة ٦٦ بم، زحف الرومان بقيادة سستيوس ڠالوس الى اورشليم، وطوَّقوا تلك المدينة التي يعتبرها اليهود مقدَّسة. (متى ٥:٣٥) وعلى الرغم من الهجمات المضادَّة من قِبَل اليهود، شقَّ الرومان طريقهم عنوة الى المدينة. وهكذا ابتدأوا ‹يقومون في المكان المقدس،› إتماما لتنبؤ يسوع في متى ٢٤:١٥ ومرقس ١٣:١٤. ثم حدث تطوّر مفاجئ. وعلى الرغم من انهم كانوا قد طوّقوا المدينة، انسحب الرومان فجأة. فأدرك المسيحيون فورا إتمام نبوة يسوع، وسمح لهم الانسحاب بالهرب من اليهودية الى الجبال عبر الاردن. والتاريخ يشير الى انهم فعلوا ذلك.
١٣ لماذا استطاع المسيحيون ان يصغوا الى تحذير يسوع بالهرب؟
١٣ ولكن اذا كان الرومان قد انسحبوا من حول اورشليم، فلماذا يلزم ان يهرب ايّ شخص؟ اظهرت كلمات يسوع ان ما حدث كان برهانا ‹ان خراب اورشليم قد اقترب.› (لوقا ٢١:٢٠) نعم، الخراب. لقد انبأ مسبقا ‹بضيق لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون.› وبعد نحو ثلاث سنوات ونصف، في السنة ٧٠ بم، اختبرت اورشليم في الواقع ‹ضيقا عظيما› من الجيوش الرومانية بقيادة القائد تيطس. (متى ٢٤:٢١؛ مرقس ١٣:١٩) ولكن لماذا يصف يسوع ذلك بأنه ضيق اعظم من كل ما سبقه وما سيليه من ضيقات؟
١٤ لماذا يمكننا ان نقول ان ما حدث في اورشليم في السنة ٧٠ بم كان ‹ضيقا عظيما› لم يكن مثله ولن يكون؟
١٤ اجتاح البابليون اورشليم في السنة ٦٠٧ قم، وشهدت المدينة قتالا مروِّعا في قرننا الحاضر. لكنَّ ما حدث في السنة ٧٠ بم كان ضيقا عظيما بشكل فريد من نوعه. ففي حملة دامت نحو خمسة اشهر، تغلَّب محاربو تيطس على اليهود. قتلوا نحو ٠٠٠,١٠٠,١ وأسروا نحو ٠٠٠,١٠٠. وفضلا عن ذلك، دمَّر الرومان اورشليم. وبرهن ذلك ان النظام اليهودي للعبادة المقبولة قبلا المتمركزة في الهيكل قد انتهى بشكل دائم. (عبرانيين ١:٢) نعم، يمكن ان تُعتبر حوادث السنة ٧٠ بم بحق ‹ضيقا لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون.› — متى ٢٤:٢١.d
كما أُنبئ، المزيد كان سيتبع
١٥ (أ) أنبأ يسوع مسبقا بأيّ نوع من التطورات القادمة بعد الضيق على اورشليم؟ (ب) بالنظر الى متى ٢٤:٢٣-٢٨، ماذا يجب ان نستنتج عن إتمام نبوة يسوع؟
١٥ لكنَّ يسوع لم يجعل تنبؤه يقتصر على الضيق في القرن الاول. ويُظهر الكتاب المقدس ان الكثير كان سيتبع هذا الضيق، كما يقترح استعمال الكلمة توتِه، او «(بعد ذلك)،» في متى ٢٤:٢٣ ومرقس ١٣:٢١. فماذا كان سيتطور في الفترة التي تلي السنة ٧٠ بم؟ بعد الضيق على النظام اليهودي، كان سيظهر المزيد من المسحاء الكذبة والانبياء الكذبة. (قارنوا مرقس ١٣:٦ بِـ ١٣:٢١-٢٣ .) ويؤكد التاريخ ان افرادا كهؤلاء قاموا على مرّ القرون منذ دمار اورشليم في السنة ٧٠ بم، مع انهم لم يُضِلّوا مَن لديهم رؤية روحية ثاقبة ومَن يبحثون عن «حضور» المسيح. (متى ٢٤:٢٧، عج، ٢٨) ومع ذلك، تشكِّل هذه التطورات بعد الضيق العظيم في السنة ٧٠ بم اشارة واحدة الى ان يسوع كان ينظر الى ما بعد هذا الضيق، الذي كان إتماما اوَّليا فقط.
١٦ اي وجه تضيفه لوقا ٢١:٢٤ الى نبوة يسوع، وأيّ مغزى هنالك لذلك؟
١٦ اذا قارنَّا متى ٢٤:١٥-٢٨ ومرقس ١٣:١٤-٢٣ بلوقا ٢١:٢٠-٢٤، نجد اشارة ثانية الى ان تنبؤ يسوع امتد الى ما بعد دمار اورشليم. وتذكروا ان لوقا وحده ذكر الاوبئة. وبشكل مماثل، هو وحده انهى هذا الجزء بكلمات يسوع: «تكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمَّل ازمنة الامم [«الازمنة المعيَّنة للامم،» عج].»e (لوقا ٢١:٢٤) لقد خلع البابليون آخر ملك لليهود في السنة ٦٠٧ قم، وبعد ذلك جرى دَوْس اورشليم التي تمثِّل ملكوت اللّٰه. (٢ ملوك ٢٥:١-٢٦؛ ١ أخبار الايام ٢٩:٢٣؛ حزقيال ٢١:٢٥-٢٧) وفي لوقا ٢١:٢٤، اشار يسوع الى ان الحالة ستستمر في المستقبل الى ان يحين للّٰه ان يقيم مملكة من جديد.
١٧ اية اشارة ثالثة لدينا الى ان نبوة يسوع كانت ستصل الى المستقبل البعيد؟
١٧ وهنا اشارة ثالثة الى ان يسوع كان يشير ايضا الى إتمام بعيد: بحسب الاسفار المقدسة، كان المسيَّا سيموت ويُقام، وعندئذ كان سيجلس عن يمين اللّٰه الى ان يرسله الآب متسلِّطا. (مزمور ١١٠:١، ٢) وقد لمَّح يسوع الى جلوسه عن يمين ابيه. (مرقس ١٤:٦٢) وأكَّد الرسول بولس ان يسوع المقام كان عن يمين يهوه منتظرا الوقت الذي يصير فيه ملكا ومنفِّذا لأحكام اللّٰه. — رومية ٨:٣٤؛ كولوسي ٣:١؛ عبرانيين ١٠:١٢، ١٣.
١٨، ١٩ اية صلة هنالك للرؤيا ٦:٢-٨ بالنبوة المناظرة في الاناجيل؟
١٨ ومن اجل اشارة رابعة وأخيرة الى ان نبوة يسوع عن اختتام نظام الاشياء تنطبق على ما بعد القرن الاول، يمكننا ان نقلب الى الرؤيا الاصحاح ٦. فإذ كتب بعد عقود من دمار اورشليم سنة ٧٠ بم، وصف الرسول يوحنا مشهدا مثيرا لفرسان نشاطى. (رؤيا ٦:٢-٨) وهذه الرؤيا النبوية لـ «يوم الرب» — يوم حضوره — تحدِّد قرننا الـ ٢٠ بأنه وقت للحرب الجديرة بالملاحظة (العدد ٤)، المجاعة الواسعة النطاق (العددان ٥ و ٦)، و «الوبإ المميت» (العدد ٨، عج). ومن الواضح ان هذا يوازي ما قاله يسوع في الاناجيل ويبرهن ان لنبوته إتماما اعظم في «يوم الرب» هذا. — رؤيا ١:١٠.
١٩ يعترف ذوو الاطلاع بأن العلامة المركَّبة المنبأ بها مسبقا في متى ٢٤:٧-١٤ والرؤيا ٦:٢-٨ صارت ظاهرة منذ اول اندلاع للحرب العالمية في السنة ١٩١٤. وأعلن شهود يهوه في كل انحاء العالم ان نبوة يسوع تحصل في الوقت الحاضر على إتمامها الثاني والاعظم، كما تدل على ذلك الحروب القاسية، الزلازل المخرِّبة، المجاعات المأساوية، والاوبئة المتفشية. وعن هذه النقطة الاخيرة، ذكرت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم (٢٧ تموز ١٩٩٢): «ان وبأ الأيدز . . . يجعل ملايين الضحايا تلقى حتفها وربما يصير عما قريب اكثر الاوبئة فتكا وإيلاما في التاريخ. فقد قتل الموت الاسود نحو ٢٥ مليون شخص متألِّم في القرن الـ ١٤. ولكن بحلول السنة ٢٠٠٠، سيكون ٣٠ مليونا الى ١١٠ ملايين شخص حاملين الـ HIV، الڤيروس الذي يسبب الأيدز، رقم يرتفع من نحو ١٢ مليونا اليوم. وبغياب العلاج، فإنهم جميعا يواجهون الموت الحتمي.»
٢٠ ماذا كان سيغطي الإتمامُ الاوَّلي لمتى ٢٤:٤-٢٢، وأيّ إتمام آخر يصير واضحا؟
٢٠ ماذا نستنتج اذًا من الطريقة التي بها اجاب يسوع عن سؤال الرسل؟ لقد انبأت نبوته مسبقا بدقة بأمور تؤدي الى دمار اورشليم وتشمله، وذكرت بعض الامور التي كانت ستلي السنة ٧٠ بم. ولكن كان سيصير لمعظم ذلك إتمام ثانٍ وأعظم في المستقبل، يؤدي الى ضيق عظيم سينهي نظام الاشياء الشرير الحاضر. ويعني ذلك ان تنبؤ يسوع في متى ٢٤:٤-٢٢، والروايتين المناظرتين في مرقس ولوقا، تمَّ من السنة ٣٣ بم حتى ضيق السنة ٧٠ بم. ولكن سيكون للأعداد عينها إتمام ثانٍ، يشمل ضيقا اعظم في المستقبل. وهذا الإتمام الاعظم جارٍ الآن؛ ويمكننا ان نراه يوميا.f
تؤدي الى ماذا؟
٢١، ٢٢ اين نجد اشارة نبوية الى ان تطورات اضافية كانت ستأتي؟
٢١ لم يُنهِ يسوع نبوته عند ذكر الانبياء الكذبة الذين ينجزون آيات مضلِّلة خلال الفترة الطويلة قبل ان «تُكمَّل الازمنة المعيَّنة للامم.» (لوقا ٢١:٢٤، عج؛ متى ٢٤:٢٣-٢٦؛ مرقس ١٣:٢١-٢٣) فقد مضى مخبِرا عن امور مرعبة اخرى ستحدث، امور تُرى في كل انحاء الارض. وستقترن هذه بمجيء ابن الانسان بقوة ومجد. ومرقس ١٣:٢٤-٢٧ هي نموذج لاستمرار نبوته:
٢٢ «وأما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه. ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السموات تتزعزع. و (بعد ذلك) يُبصرون ابن الانسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد فيرسل (بعد ذلك) ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.»
٢٣ لماذا يمكننا ان نتطلع الى إتمام متى ٢٤:٢٩-٣١ بعد القرن الاول الميلادي بزمن طويل؟
٢٣ ان ابن الانسان، يسوع المسيح المقام، لم يأتِ بهذه الطريقة الاستعراضية عقب النهاية المدمِّرة للنظام اليهودي في السنة ٧٠ بم. وبالتأكيد لم تعترف به قبائل الارض، كما تذكر متى ٢٤:٣٠، ولا جَمَعَ الملائكة السماويون بعد ذلك كل المسيحيين الممسوحين من كل الارض. فمتى كان سيتمّ هذا الجزء الاضافي من نبوة يسوع الهائلة؟ وهل يجد إتماما في ما يجري الآن حولنا، ام انه، بالاحرى، يزوِّد بصيرة الهية في امور يمكن توقعها في المستقبل القريب؟ نريد بالتأكيد ان نعرف لأن لوقا يسجل نصح يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.» — لوقا ٢١:٢٨.
[الحواشي]
a يمكن ايجاد اجزاء من هذه الاصحاحات في الجدول في الصفحتين ١٤ و ١٥؛ تفصل الخطوط المنقَّطة الاجزاء المتناظرة.
b من اجل الاستشهادات التاريخية لهذه الحوادث، انظروا برج المراقبة عدد ١٥ ايلول ١٩٧٠، «الرمز الى الضيق العظيم القادم،» الفقرات ١١-١٨.
c تظهر توتِه اكثر من ٨٠ مرة في متى (٩ مرات في الاصحاح ٢٤) و ١٥ مرة في سفر لوقا. واستعمل مرقس توتِه فقط ٦ مرات، لكنَّ اربعا منها شملت ‹العلامة.›
d علَّق الكاتب البريطاني ماثيو هنري: «ان تدمير الكلدانيين لاورشليم كان فظيعا جدا، لكنَّ هذا يفوقه. فقد هدّد بمذبحة عالمية لكل . . . اليهود.»
e يرى كثيرون في رواية لوقا تغييرا بعد لوقا ٢١:٢٤. يلاحظ الدكتور ليون موريس: «يمضي يسوع متكلما عن ازمنة الامم. . . . وفي رأي معظم العلماء يتحوّل الانتباه الآن الى مجيء ابن الانسان.» ويكتب الپروفسور ر. جنز: «مجيء ابن الانسان — (متى ٢٤:٢٩-٣١؛ مرقس ١٣:٢٤-٢٧). يزوِّد ذكر ‹ازمنة الامم› مقدمة لهذا المحور؛ فرؤية [لوقا] للأشياء وفقا لأهميتها النسبية تُنقل الآن الى ما بعد دمار اورشليم الى المستقبل.»
f يكتب الپروفسور والتر ل. ليفلد: «من الممكن بالتأكيد الافتراض ان تنبؤات يسوع تضمنت مرحلتَين: (١) حوادث السنة ٧٠ بم التي شملت الهيكل و (٢) تلك الحوادث في المستقبل البعيد، الموصوفة بعبارات رؤيوية اكثر.» وذكر التعليق الذي اصدره ج. ر. دُمِلو: «زال كثير من الصعوبات الاخطر في هذا البحث العظيم عندما جرى الادراك ان ربنا اشار فيه لا الى حدث واحد انما الى حدثَين، وأن الاول نموذج للثاني. . . . وخصوصا [لوقا] ٢١:٢٤، التي تتكلم عن ‹ازمنة الامم،› . . . تضع فترة غير محددة بين سقوط اورشليم ومنتهى العالم.»
-
-
«ماذا ستكون علامة حضورك؟»برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
[الجدول في الصفحتين ١٤ و ١٥]
٤ «قال [يسوع] لهم انظروا لا يضلَّكم احد. ٥ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين انا هو المسيح ويضلّون كثيرين. ٦ وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بد ان تكون هذه كلها. ولكن ليس المنتهى بعد.
٧ «لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة (ويكون هنالك نقص في الاغذية) وزلازل في اماكن. ٨ ولكنَّ هذه كلها مبتدأ الاوجاع.
٩ «(بعد ذلك) يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي. ١٠ و (بعد ذلك) يعثر كثيرون ويسلِّمون بعضهم بعضا. . . .» ١١ ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلّون كثيرين. ١٢ ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين. ١٣ ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص. ١٤ ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. (بعد ذلك) يأتي المنتهى.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
١٥ «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس. ليفهم القارئ. ١٦ (فبعد ذلك) ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. ١٧ والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا. ١٨ والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه ليأخذ ثيابه. ١٩ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام. ٢٠ وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت. ٢١ لأنه يكون (بعد ذلك) ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» ٢٢ ولو لم تقصَّر تلك الايام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصَّر تلك الايام.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٣ «(بعد ذلك) ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدِّقوا. ٢٤ لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلّوا لو امكن المختارين ايضا. ٢٥ ها انا قد سبقت وأخبرتكم. ٢٦ فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا. ها هو في المخادع فلا تصدِّقوا. ٢٧ لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا (حضور) ابن الانسان. ٢٨ لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٩ «وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. ٣٠ و (بعد ذلك) تظهر علامة ابن الانسان في السماء. و (بعد ذلك) تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. ٣١ فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها.»
٥ «فأجابهم يسوع وابتدأ يقول انظروا لا يضلكم احد. ٦ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين اني انا هو. ويضلون كثيرين. ٧ فإذا سمعتم بحروب وبأخبار حروب فلا ترتاعوا. لأنها لا بد ان تكون. ولكن ليس المنتهى بعد.
٨ «لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون زلازل في اماكن وتكون مجاعات واضطرابات. هذه مبتدأ الاوجاع.
٩ «فانظروا الى نفوسكم. لأنهم سيسلِّمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم. ١٠ وينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم. ١١ فمتى ساقوكم ليسلِّموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا. بل مهما أُعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلَّموا. لأن لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس. ١٢ وسيُسْلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده. ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم. ١٣ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ولكنَّ الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
١٤ «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي. ليفهم القارئ. (فبعد ذلك) ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. ١٥ والذي على السطح فلا ينزل الى البيت ولا يدخل ليأخذ من بيته شيئا. ١٦ والذي في الحقل فلا يرجع الى الوراء ليأخذ ثوبه. ١٧ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام. ١٨ وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء. ١٩ لأنه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها اللّٰه الى الآن ولن يكون. ٢٠ ولو لم يقصِّر الرب تلك الايام لم يخلص جسد. ولكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصَّر الايام.
٢١ «(بعد ذلك) ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدِّقوا. ٢٢ لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات وعجائب لكي يضلّوا لو امكن المختارين ايضا. ٢٣ فانظروا انتم. ها انا قد سبقت وأخبرتكم بكل شيء.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٤ «وأما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه. ٢٥ ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السموات تتزعزع. ٢٦ و (بعد ذلك) يبصرون ابن الانسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد ٢٧ فيرسل (بعد ذلك) ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.»
٨ «قال انظروا لا تضلّوا. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين اني انا هو والزمان قد قرب. فلا تذهبوا وراءهم. ٩ فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لأنه لا بد ان يكون هذا اولا. ولكن لا يكون المنتهى سريعا.
١٠ «(بعد ذلك) قال لهم تقوم امة على امة ومملكة على مملكة.» وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات وأوبئة. وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء.
١٢ «وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلِّمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لأجل اسمي. ١٣ فيؤول ذلك لكم شهادة. ١٤ فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. ١٥ لأني انا اعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها. ١٦ وسوف تسلَّمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء. ويقتلون منكم. ١٧ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. ١٨ ولكنَّ شعرة من رؤوسكم لا تهلك. ١٩ بصبركم اقتنوا انفسكم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٠ «ومتى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش (فبعد ذلك) اعلموا انه قد اقترب خرابها. ٢١ (بعد ذلك) ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال. والذين في وسطها فليفرّوا خارجا. والذين في الكور فلا يدخلوها. ٢٢ لأن هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. ٢٣ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام لأنه يكون ضيق عظيم على الارض وسخط على هذا الشعب. ٢٤ ويقعون بفم السيف ويسبون الى جميع الامم.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تُكمَّل (الازمنة المعينة للامم)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
٢٥ «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الارض كرب امم بحيرة. البحر والامواج تضجُّ. ٢٦ والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع. ٢٧ و (بعد ذلك) يبصرون ابن الانسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير. ٢٨ ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.»
-
-
«قل لنا، متى ستكون هذه الامور؟»برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
«قل لنا، متى ستكون هذه الامور؟»
«الحديثات انا مخبر بها. قبل ان تنبت اعلمكم بها.» — اشعياء ٤٢:٩.
١، ٢ (أ) عن ايّ شيء سأل رسل يسوع بشأن المستقبل؟ (ب) كيف وجد جواب يسوع عن علامة مركَّبة إتماما؟
ينبثق التعليم الالهي من يهوه اللّٰه، الذي هو «مخبر منذ البدء بالاخير.» (اشعياء ٤٦:١٠) وكما اظهرت المقالة السابقة، طلب الرسل تعليما كهذا من يسوع، سائلينه: «(قل لنا، متى ستكون هذه الامور) وما هي العلامة عندما يتمُّ جميع هذا.» — مرقس ١٣:٤.
٢ ردًّا على ذلك، وصف يسوع «علامة» مركَّبة تتألَّف من الدليل الذي يبرهن ان النظام اليهودي كان سينتهي قريبا. وتمَّ ذلك بدمار اورشليم في السنة ٧٠ بم. لكنَّ نبوة يسوع كان لها إتمام اعظم بعد سنين كثيرة في المستقبل. فعندما تنتهي «الازمنة المعيَّنة للامم» في السنة ١٩١٤، كانت ستوجد علامة على نطاق واسع، تظهر ان النظام الشرير الحاضر سينتهي عما قريب في «الضيقة العظيمة.»a (لوقا ٢١:٢٤، عج) وملايين الاحياء اليوم يمكنهم ان يشهدوا ان هذه العلامة قد تمَّت في الحربين العالميتين والحوادث المهمة جدا الاخرى للقرن الـ ٢٠ هذا. وتَسِم هذه ايضا الاتمام الرئيسي لنبوة يسوع، هذا الاتمام العصري المرموز اليه بما حدث من السنة ٣٣ الى ٧٠ بم.
٣ في التكلم عن علامة اخرى، اية تطورات اضافية انبأ بها يسوع مسبقا؟
٣ وبعد ذكر لوقا للازمنة المعيَّنة للامم، تصف الروايات المتناظرة في متى، مرقس، ولوقا سلسلة اضافية من التطورات التي تشمل علامة فضلا عن ‹العلامة› المركَّبة ‹لاختتام نظام الاشياء.› (متى ٢٤:٣، عج) (في الصفحة ١٥، تُفصل هذه المرحلة في الرواية بخط مزدوج.) يقول متى: «وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. و(بعد ذلك) تظهر علامة ابن الانسان في السماء. و (بعد ذلك) تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها.» — متى ٢٤:٢٩-٣١.
الضيق والظواهر السماوية
٤ اية اسئلة تنشأ عن الظواهر السماوية التي ذكرها يسوع؟
٤ متى يتمُّ ذلك؟ تذكر روايات الاناجيل الثلاث كلها ما يمكن ان ندعوه بالظواهر السماوية — الشمس والقمر يظلمان والنجوم تسقط. وقال يسوع ان هذه ستَلي ‹الضيق.› فهل كان يسوع يفكِّر في الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ بم، أم انه كان يتكلَّم عن الضيق العظيم الذي لا يزال في المستقبل في ازمنتنا العصرية؟ — متى ٢٤:٢٩؛ مرقس ١٣:٢٤.
٥ اية نظرة جرى تبنيها في ما مضى عن الضيقة في ازمنتنا العصرية؟
٥ منذ انتهت الازمنة المعيَّنة للامم في السنة ١٩١٤، كان شعب اللّٰه مهتما بشدة بـ «الضيقة العظيمة.» (رؤيا ٧:١٤) وطوال سنوات اعتقدوا ان الضيقة العظيمة العصرية لها جزء افتتاحي مناظر لوقت الحرب العالمية الاولى، ثم فترة فاصلة، وجزء ختامي اخيرا، «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.» وإذا كان الامر كذلك، فماذا كان سيحدث خلال العقود الفاصلة من ‹اختتام النظام›؟ — رؤيا ١٦:١٤؛ متى ١٣:٣٩؛ ٢٤:٣؛ ٢٨:٢٠.
٦ ماذا اعتُقد انه يتمِّم نبوة يسوع عن الظواهر السماوية؟
٦ لقد اعتُقِد انه خلال هذه الفترة ستُرى العلامة المركَّبة، بما فيها عمل الكرازة الذي ينجزه شعب اللّٰه المجموع. وبدا ايضا ان الظواهر السماوية المنبأ بها مسبقا يمكن توقعها خلال الفترة بعد الحقبة الافتتاحية في السنوات ١٩١٤-١٩١٨. (متى ٢٤:٢٩؛ مرقس ١٣:٢٤، ٢٥؛ لوقا ٢١:٢٥) ورُكِّز الانتباه على الامور الحرفية في السموات — مسابير فضائية، صواريخ، اشعة كونية او اشعة ڠاما، وعمليات الانزال على القمر او اقامة قواعد عليه.
٧ ايّ فهم معدّل عن الضيقة العظيمة جرى تزويده؟
٧ لكنَّ برج المراقبة عدد ١٥ ايلول ١٩٧٠ اعادت فحص نبوة يسوع، وخصوصا الضيقة العظيمة القادمة. وأظهرت انه بالنظر الى ما حدث في القرن الاول، لا يمكن ان يكون للضيق العصري جزء افتتاحي في السنة ١٩١٤-١٩١٨، فترة عقود طويلة، واستئناف لاحقا. واستنتجت هذه المجلة: «‹الضيق العظيم› الذي لن يكون له مثيل لا يزال امامنا، لأنه يعني دمار الامبراطورية العالمية للدين الباطل (بما فيها العالم المسيحي)، الدمار الذي يتبعه ‹قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء› في هرمجدون.»
٨ بالنظرة المعدّلة الى الضيقة العصرية، كيف جرى ايضاح متى ٢٤:٢٩؟
٨ لكنَّ متى ٢٤:٢٩ تقول ان الظواهر السماوية تحدث ‹للوقت بعد الضيق.› فكيف يمكن ان يكون ذلك؟ اقترحت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٧٥ ان ‹الضيق› هنا عنى ذاك الذي بلغ ذروته قديما في السنة ٧٠ بم. ولكن، بأيّ معنى امكن القول ان الظواهر السماوية في زمننا كانت تحدث «للوقت» بعد حادثة وقعت في السنة ٧٠ بم؟ لقد جرى التحليل انه في نظر اللّٰه، ستكون القرون التي انقضت في غضون ذلك قصيرة. (رومية ١٦:٢٠؛ ٢ بطرس ٣:٨) لكنَّ فحصا اعمق لهذه النبوة، وخصوصا لمتى ٢٤:٢٩-٣١، يشير الى شرح مختلف تماما. ويوضح هذا كيف ان النور المشرق «يتزايد وينير الى النهار الكامل.» (امثال ٤:١٨)b فلنتأمل في السبب الذي لأجله يكون شرح جديد، او متغيِّر مناسبا.
٩ كيف تزوِّد الاسفار العبرانية الخلفية لكلمات يسوع عن التطورات في السماء؟
٩ لأربعة من رسله، اعطى يسوع نبوة ‹اظلام الشمس، عدم اعطاء القمر ضوءا، وسقوط النجوم.› ولكونهم من اليهود، كان بإمكانهم ان يفهموا لغة كهذه من الاسفار العبرانية، حيث دُعي وقت دينونة اللّٰه، في صفنيا ١:١٥، على سبيل المثال، «يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب.» ووصف ايضا مختلف الانبياء العبرانيين الشمس تُظلم، القمر لا يعطي ضوءا، والنجوم لا تضيء. وستجدون لغة كهذه في الرسائل الالهية ضد بابل، ادوم، مصر، ومملكة اسرائيل الشمالية. — اشعياء ١٣:٩، ١٠؛ ٣٤:٤، ٥؛ ارميا ٤:٢٨؛ حزقيال ٣٢:٢، ٦-٨؛ عاموس ٥:٢٠؛ ٨:٢، ٩.
١٠، ١١ (أ) بماذا انبأ يوئيل في ما يتعلق بالامور في السماء؟ (ب) اية اوجه لنبوة يوئيل تمَّت في السنة ٣٣ بم، وأيتها لم تتم؟
١٠ عندما سمعوا ما قاله يسوع، تذكَّر بطرس والثلاثة الآخرون على الارجح نبوة يوئيل في يوئيل ٢:٢٨-٣١ و ٣:١٥: «اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم . . . أُعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف.» «الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها.»
١١ وكما هو مذكور في اعمال ٢:١-٤ و ١٤-٢١، في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، سكب اللّٰه الروح القدس على الـ ١٢٠ تلميذا، الرجال والنساء على السواء. وهناك جعله الرسول بطرس معروفا ان ذلك كان ما انبأ به يوئيل. ولكن ماذا عن كلمات يوئيل بشأن ‹تحويل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم وحجز النجوم لمعانها›؟ ليس هنالك ما يشير الى ان هذا تمَّ في السنة ٣٣ بم او خلال الفترة التي دامت اكثر من ٣٠ سنة لاختتام نظام الاشياء اليهودي.
١٢، ١٣ كيف تمّت الظواهر السماوية التي انبأ بها يوئيل مسبقا؟
١٢ وبشكل واضح كان ذلك الجزء الاخير من نبوَّة يوئيل مرتبطا على نحو أوثق بِـ ‹مجيء يوم الرب العظيم المخوف› — دمار اورشليم. وقالت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٦٧ عن الضيق الذي حلَّ بأورشليم في السنة ٧٠ بم: «كان ذلك دون شك ‹يوم الرب› بالنسبة الى اورشليم وبنيها. وفي ما يتعلق بذلك اليوم كان هنالك الكثير من ‹الدم والنار والدخان،› والشمس لم تكن تنير ظلام المدينة في النهار، والقمر كان يوحي بالدم المسفوك، لا بسكينة ضوء القمر الفضي في الليل.»c
١٣ اجل، كما هي الحال مع النبوات الاخرى التي لاحظناها، كانت ستتمّ الظواهر السماوية التي أنبأ بها يوئيل عندما ينفِّذ يهوه الدينونة. وبدلا من ان تمتد طوال مدة اختتام النظام اليهودي كلها، حدث إظلام الشمس، القمر، والنجوم عندما اتت القوات التنفيذية على اورشليم. وبشكل منطقي، يمكننا ان نتوقع إتماما اعظم لذلك الجزء من نبوة يوئيل عندما يبدأ تنفيذ اللّٰه الدينونة في النظام الحاضر.
ايّ ضيق قبل الظواهر السماوية؟
١٤، ١٥ اية علاقة هنالك لنبوة يوئيل بفهمنا لمتى ٢٤:٢٩؟
١٤ ان إتمام نبوة يوئيل (انسجاما مع نبوات اخرى تستعمل لغة مماثلة) يساعدنا على فهم الكلمات في متى ٢٤:٢٩. ومن الواضح ان ما قاله يسوع عن ‹إظلام الشمس، عدم اعطاء القمر ضوءا، وسقوط النجوم،› لا يشير الى امور تحدث خلال العقود العديدة لاختتام النظام الحاضر، كاستخدام الصواريخ الجوية، عمليات الانزال على القمر، وما شابه ذلك. كلا، لقد اشار الى امور مرتبطة بِـ «يوم الرب العظيم المخوف،» الدمار الذي سيأتي بعد.
١٥ يتعلق ذلك بفهمنا كيف ستأتي الظواهر السماوية ‹للوقت بعد الضيق.› فلم يكن يسوع يشير الى الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ بم. وبالاحرى كان يشير الى ابتداء الضيق العظيم الذي سيحلّ بالنظام العالمي في المستقبل، جاعلا ‹حضوره› الموعود به يبلغ ذروته. (متى ٢٤:٣، عج) ولا يزال هذا الضيق امامنا.
١٦ الى ايّ ضيق كانت مرقس ١٣:٢٤ تشير، ولماذا الامر كذلك؟
١٦ وماذا عن الكلمات في مرقس ١٣:٢٤: «في تلك الايام بعد ذلك الضيق . . . الشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه»؟ هنا الكلمتان «تلك» و «ذلك» كلتاهما صيغتان للكلمة اليونانية إكِينوس، وهي ضمير اشارة يدل على امر بعيد في الزمن. فيمكن استعمال إكِينوس للاشارة الى امر مضى منذ وقت طويل (او مذكور آنفا) او امر في المستقبل البعيد. (متى ٣:١؛ ٧:٢٢؛ ١٠:١٩؛ ٢٤:٣٨؛ مرقس ١٣:١١، ١٧، ٣٢؛ ١٤:٢٥؛ لوقا ١٠:١٢؛ ٢ تسالونيكي ١:١٠) وهكذا، تشير مرقس ١٣:٢٤ الى «ذلك الضيق،» لا الضيق الذي سبَّبه الرومان، وانما عمل يهوه القدير عند نهاية النظام الحاضر.
١٧، ١٨ ايّ ضوء تلقيه الرؤيا على كيفية تطوّر الضيقة العظيمة؟
١٧ ان الاصحاحات ١٧ الى ١٩ من الرؤيا تلائم وتؤكد صحة هذا الفهم المعدَّل لمتى ٢٤:٢٩-٣١، مرقس ١٣:٢٤-٢٧، ولوقا ٢١:٢٥-٢٨. بأية طريقة؟ تظهر الاناجيل ان هذه الضيقة لن تبدأ وتنتهي في وقت واحد. فبعد ابتدائها سيكون بعض البشر المتمردين احياء بعدُ ليرَوا «علامة ابن الانسان» وليكون لهم ردّ فعل — لينوحوا، وكما هو مذكور في لوقا ٢١:٢٦، لكي «يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.» وهذا الخوف الغامر سيكون نتيجة رؤيتهم ‹العلامة› التي تنذر بهلاكهم الوشيك.
١٨ وتظهر رواية الرؤيا ان الضيقة العظيمة القادمة ستبدأ عندما تنقلب «القرون» العسكرية التي ‹للوحش› الاممي على «الزانية العظيمة،» بابل العظيمة.d (رؤيا ١٧:١، ١٠-١٦) ولكن سيبقى كثيرون من الناس، لأنه سينوح الملوك، التجار، ربابنة السفن، وآخرون على نهاية الدين الباطل. ومما لا شك فيه ان كثيرين سيدركون ان دينونتهم ستتبع. — رؤيا ١٨:٩-١٩.
ماذا سيحدث؟
١٩ ماذا يمكننا ان نتوقع عندما تبدأ الضيقة العظيمة؟
١٩ ان مقاطع الاناجيل في متى، مرقس، ولوقا تتَّحد مع الرؤيا الاصحاحات ١٧-١٩ لتلقي مقدارا من الضوء على ما سيحدث قريبا. ففي وقت اللّٰه المحدَّد، ستبدأ الضيقة العظيمة بهجوم على الامبراطورية العالمية للدين الباطل (بابل العظيمة). وسيكون ذلك شديدا خصوصا على العالم المسيحي، الذي يناظر اورشليم العديمة الولاء. «وللوقت بعد» هذه المرحلة من الضيق، «تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم. وعلى الارض كرب امم بحيرة [لم يسبق له مثيل].» — متى ٢٤:٢٩؛ لوقا ٢١:٢٥.
٢٠ اية ظواهر سماوية يمكننا ان نتوقع بعد؟
٢٠ وبأيّ معنى «تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع»؟ دون شك، في الجزء الباكر من الضيقة العظيمة، سيكون الكثير من الانوار — رجال الدين البارزين في العالم الديني — قد شُهِّر وأُزيل بواسطة «العشرة القرون» المذكورة في الرؤيا ١٧:١٦. ولا شك ان القوات السياسية ايضا ستكون قد تزعزعت. وهل يمكن ان تكون هنالك ايضا حوادث مخيفة في السموات المادية؟ هذا مرجح الى حد بعيد، وعلى نحو يوحي بالرهبة اكثر بكثير من تلك التي وصفها يوسيفوس تحدث قرب نهاية النظام اليهودي. ونحن نعرف ان اللّٰه، في الماضي السحيق، اظهر قوته ليسبِّب تأثيرات مفاجئة وعنيفة كهذه، ويمكنه ان يفعل ذلك مرة اخرى. — خروج ١٠:٢١-٢٣؛ يشوع ١٠:١٢-١٤؛ قضاة ٥:٢٠؛ لوقا ٢٣:٤٤، ٤٥.
٢١ كيف ستحدث «علامة» مستقبلية؟
٢١ عند هذه المرحلة يستعمل الكتبة الثلاثة للاناجيل كلهم توتِه (بعد ذلك) ليقدِّموا التطور التالي. «(بعد ذلك) تظهر علامة ابن الانسان في السماء.» (متى ٢٤:٣٠؛ مرقس ١٣:٢٦؛ لوقا ٢١:٢٧) منذ الحرب العالمية الاولى، ميَّز تلاميذ يسوع الحقيقيون العلامة المركَّبة لحضوره غير المنظور، في حين لم يُدركها معظم الناس. ولكنَّ متى ٢٤:٣٠ تشير الى «علامة» اضافية تظهر في المستقبل، تلك التي ‹لابن الانسان،› وستضطر كلُّ الامم الى ملاحظتها. وعندما يأتي يسوع مع سحاب الخفاء، سيكون على البشر المقاومين حول الارض ان يعترفوا بذلك ‹الاتيان› (باليونانية، إرخومنون) بسبب اظهار فوق الطبيعة لقوته الملكية. — رؤيا ١:٧.
٢٢ ماذا سيكون تأثير رؤية «علامة» متى ٢٤:٣٠؟
٢٢ تستعمل متى ٢٤:٣٠ مرة اخرى توتِه لتقدِّم ما يأتي لاحقا. فبعد ذلك، اذ تشعر الامم بعاقبة حالتها، تنوح، اذ ربما تدرك ان دمارها وشيك الحدوث. وكم يختلف الامر بالنسبة الى خدام اللّٰه، لأننا سنتمكَّن من رفع رؤوسنا، عالمين ان النجاة قريبة! (لوقا ٢١:٢٨) وتُظهر ايضا الرؤيا ١٩:١-٦ العبَّاد الحقيقيين في السماء وعلى الارض يفرحون بنهاية الزانية العظيمة.
٢٣ (أ) ايّ عمل سيجريه يسوع نحو المختارين؟ (ب) ماذا يمكن ان يقال عن اخذ البقية الى السماء؟
٢٣ وتمضي نبوة يسوع قائلة، في مرقس ١٣:٢٧: «يرسل (بعد ذلك) [توتِه] ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.» يركِّز يسوع هنا على بقية ‹المختارين› الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين لا يزالون احياء على الارض. ففي وقت باكر من اختتام نظام الاشياء كان تلاميذ يسوع الممسوحون هؤلاء قد جُلبوا الى وحدة ثيوقراطية. ولكن، بحسب التتابع المستخدم، تصف مرقس ١٣:٢٧ ومتى ٢٤:٣١ امرا آخر. فـ «ببوق عظيم الصوت،» يُجمع ‹المختارون› الباقون من اطراف الارض. وكيف سيُجمعون؟ دون شك، ‹سيُختمون› وتُحدَّد هويتهم بوضوح من قبل يهوه بصفتهم جزءا من ‹المدعوين والمختارين والامناء.› وفي وقت اللّٰه المعيَّن، سيُجمعون الى السماء ليكونوا ملوكا وكهنة.e وهذا سيجلب الفرح لهم ولرفقائهم الامناء، ‹الجمع الكثير،› الذين سيوسَمون هم انفسهم من اجل ‹الاتيان من الضيقة العظيمة› ليتمتعوا بالبركات في ارض فردوسية. — متى ٢٤:٢٢؛ رؤيا ٧:٣، ٤، ٩-١٧؛ ١٧:١٤، عج؛ ٢٠:٦؛ حزقيال ٩:٤، ٦.
٢٤ تكشف متى ٢٤:٢٩-٣١ عن ايّ تتابع في ما يتعلق بالتطورات القادمة؟
٢٤ عندما قال الرسل، «قل لنا . . .،» غطى جواب يسوع اكثر مما كان بإمكانهم ان يفهموا. ولكن خلال مدة حياتهم ابتهجوا بأن يروا الاتمام النموذجي لنبوته. لقد ركَّز درسنا لجواب يسوع على الجزء من نبوته الذي سيتمّ في المستقبل القريب. (متى ٢٤:٢٩-٣١؛ مرقس ١٣:٢٤-٢٧؛ لوقا ٢١:٢٥-٢٨) والآن يمكننا ان نرى ان نجاتنا تقترب اكثر. ويمكننا ان نتطلَّع الى الامام الى بداية الضيق العظيم، بعد ذلك الى علامة ابن الانسان، وبعد ذلك الى جَمع اللّٰه للمختارين. وأخيرا، بصفته منفِّذ احكام يهوه في هرمجدون، فإن ملكنا المحارب، يسوع المتوَّج، سوف «يكمِل غلبته.» (رؤيا ٦:٢، عج) ويوم يهوه ذلك، عندما ينفِّذ الانتقام، سيأتي كنهاية عظمى لاختتام نظام الاشياء الذي وَسَمَ يوم الرب يسوع من السنة ١٩١٤ فصاعدا.
٢٥ كيف يمكننا ان نشترك في الاتمام المستقبلي للوقا ٢١:٢٨؟
٢٥ فاستمروا في الاستفادة من التعليم الالهي بهدف الاستجابة للاتمام المستقبلي لكلمات يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.» (لوقا ٢١:٢٨) ويا لَلمستقبل العظيم الذي يكمن امام المختارين والجمع الكثير اذ يشرع يهوه في تقديس اسمه القدوس!
[الحواشي]
a يسرُّ شهود يهوه بتزويد البرهان عن ذلك، مظهرين كيف تتمِّم الوقائع المادية ليومنا نبوة الكتاب المقدس.
b ظهرت مواد اضافية في الصفحات ٢٩٦-٣٢٣ من ملكوت اللّٰه الالفي يقترب، بالانكليزية، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٩٧٣، وبرج المراقبة عدد ١ ايار ١٩٨٣، «الوقت للهرب هو الآن!»
c يكتب يوسيفوس عن التطورات بين الهجوم الاول للرومان على اورشليم (٦٦ بم) ودمارها: «خلال الليل هبَّت عاصفة مدمرة؛ زمجر إعصار، هطلت امطار جارفة، ومض البرق باستمرار، كان قصف الرعد مهولا، واهتزت الارض محدثة اصواتا تصمُّ الآذان. ان هذا الانهيار لكامل بنية الاشياء أنذر بوضوح بكارثة للجنس البشري، ولم يكن احد ليشكَّ في ان العلامات المشؤومة انذرت بمصيبة لا مثيل لها.»
d ان ما تكلَّم به يسوع عن «ضيق عظيم» و«ضيق» في انطباقه الاول هو دمار النظام اليهودي. لكن في الاعداد التي تنطبق فقط على يومنا، استعمل اداة التعريف «الـ ،» قائلا «الـ ضيق.» (متى ٢٤:٢١، ٢٩، عج؛ مرقس ١٣:١٩، ٢٤) ودعت الرؤيا ٧:١٤ هذا الحدث المقبل «الـ ضيقة العظيمة.»
e انظروا «اسئلة من القراء» في عدد ١٥ آب ١٩٩٠ من برج المراقبة.
-