مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«ماذا ستكون علامة حضورك؟‏»‏
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«ماذا ستكون علامة حضورك؟‏»‏

      ‏«متى ستكون هذه الامور،‏ وماذا ستكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏» —‏ متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ١،‏ ٢ ماذا يُظهر ان الناس مهتمون بالمستقبل؟‏

      معظم الناس مهتمون بالمستقبل.‏ أوَلستم كذلك؟‏ في كتابه صدمة المستقبل،‏ اشار الپروفسور ألڤِن توفْلر الى «التكاثر المفاجئ للمنظمات المخصَّصة لدراسة المستقبل.‏» وأضاف:‏ ‹لقد شهدنا خلْق المنظمات الفكرية الموجَّهة نحو المستقبل؛‏ ظهور المجلات المتعلقة بالمستقبل في انكلترا،‏ فرنسا،‏ المانيا والولايات المتحدة؛‏ وانتشار المقرَّرات الجامعية في التكهن.‏› واختتم توفْلر:‏ «بالتأكيد،‏ لا يمكن لأحد ان ‹يعرف› المستقبل بالمعنى المطلق.‏»‏

      ٢ يقول كتاب علامات الامور المقبلة:‏ «قراءة الكف،‏ التحديق الى الكرة البلَّورية،‏ التنجيم،‏ قراءة ورق اللعب،‏ يي جينڠ هي كلها طرائق معقَّدة تقريبا لتعطينا فكرة عما يمكن ان يخبِّئه مستقبلنا الخاص.‏» ولكن بدلا من الالتفات الى اساليب بشرية،‏ يَحسُن بنا ان نتطلع الى مصدر مُثبَت —‏ يهوه.‏

      ٣ لماذا هو ملائم التطلع الى اللّٰه من اجل معرفة المستقبل؟‏

      ٣ اعلن الاله الحقيقي:‏ «كما قصدت يصير وكما نوَيت يثبت.‏» (‏اشعياء ١٤:‏٢٤،‏ ٢٧؛‏ ٤٢:‏٩‏)‏ اجل،‏ لقد تمكَّن يهوه من منح المشورة للجنس البشري في ما يتعلق بما سيحدث،‏ منجزا ذلك في الغالب بواسطة متكلِّمين بشريين بلسانه.‏ وكتب احد هؤلاء الانبياء:‏ «(‏يهوه)‏ لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء.‏» —‏ عاموس ٣:‏٧،‏ ٨؛‏ ٢ بطرس ١:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ لماذا يمكن ان يكون يسوع عونا في ما يتعلق بالمستقبل؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤال مركَّب طرحه رسله؟‏

      ٤ ويسوع المسيح هو اهم نبي للّٰه.‏ (‏عبرانيين ١:‏١،‏ ٢‏)‏ فلنركِّز على احدى نبوات يسوع الرئيسية التي تنبئ بأمور تحدث حولنا في الوقت الحاضر.‏ وتمنحنا ايضا هذه النبوة بصيرة في ما سيحدث قريبا اذ ينتهي النظام الشرير الحاضر ويستبدله اللّٰه بفردوس ارضي.‏

      ٥ لقد برهن يسوع انه نبي.‏ (‏مرقس ٦:‏٤؛‏ لوقا ١٣:‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٩؛‏ يوحنا ٤:‏١٩؛‏ ٦:‏١٤؛‏ ٩:‏١٧‏)‏ لذلك يُفهم لماذا سأله رسله،‏ الجالسون معه على جبل الزيتون المطل على اورشليم،‏ عن المستقبل:‏ «متى ستكون هذه الامور،‏ وماذا ستكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏» —‏ متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج؛‏ مرقس ١٣:‏٤‏.‏

      ٦ ما هي العلاقة بين متى ٢٤،‏ مرقس ١٣،‏ ولوقا ٢١‏؛‏ وأيّ سؤال يجب ان يهمّنا كثيرا؟‏

      ٦ تجدون سؤالهم وجواب يسوع في متى الاصحاح ٢٤،‏ مرقس الاصحاح ١٣،‏ ولوقا الاصحاح ٢١‏.‏a وتتمِّم الروايات بعضها بعضا من نواحٍ كثيرة،‏ ولكنها ليست متماثلة.‏ على سبيل المثال،‏ لوقا فقط يذكر ‹الاوبئة في اماكن.‏› (‏لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١؛‏ متى ٢٤:‏٧؛‏ مرقس ١٣:‏٨‏)‏ ومن المنطقي ان نسأل،‏ هل كان يسوع ينبئ بحوادث ستكون فقط خلال مدة حياة سامعيه،‏ ام انه كان يشمل زمننا وما يخبِّئه لنا المستقبل؟‏

      الرسل ارادوا ان يعرفوا

      ٧ عن اي شيء سأل الرسل خصوصا،‏ وماذا كان مدى جواب يسوع؟‏

      ٧ قبل ايام قليلة من قتله،‏ اعلن يسوع ان اللّٰه قد رفض اورشليم،‏ عاصمة اليهود.‏ وكانت المدينة وهيكلها العظيم سيُدمَّران.‏ وبعد ذلك،‏ سأل بعض الرسل عن ‹علامة حضور يسوع واختتام نظام الاشياء.‏› (‏متى ٢٣:‏٣٧–‏٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ لقد كانوا،‏ دون شك،‏ يفكِّرون بشكل رئيسي في النظام اليهودي واورشليم،‏ لأنهم لم يدركوا مدى ما يكمن امامهم.‏ ولكن في جوابه لهم نظر يسوع الى ابعد بكثير مما كان سيحدث حتى السنة ٧٠ ب‌م وفيها،‏ عندما دمَّر الرومان اورشليم.‏ —‏ لوقا ١٩:‏١١؛‏ اعمال ١:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٨ ماذا كانت بعض التطورات التي انبأ بها يسوع مسبقا؟‏

      ٨ وكما يمكنكم ان تقرأوا في روايات الاناجيل الثلاث،‏ تكلَّم يسوع عن قيام امة على امة ومملكة على مملكة،‏ مجاعات،‏ زلازل،‏ مخاوف،‏ وعلامات سماوية.‏ وفي السنوات بين إعطاء يسوع هذه العلامة (‏السنة ٣٣ ب‌م)‏ وخراب اورشليم (‏السنة ٦٦ ب‌م-‏السنة ٧٠ ب‌م)‏،‏ كان سيقوم انبياء كذبة ومسحاء كذبة.‏ وكان اليهود سيضطهدون المسيحيين،‏ الذين يكرزون برسالة يسوع.‏

      ٩ كيف وجدت نبوة يسوع إتماما في القرن الاول الميلادي؟‏

      ٩ لقد حدثت حقا هذه الاوجه من العلامة،‏ كما يؤكِّد المؤرِّخ فلاڤيوس يوسيفوس تماما.‏ فهو يكتب انه حتى قبل ان يهاجم الرومان،‏ كان المسحاء الكذبة يحرِّضون على التمرد.‏ وحدثت زلازل رهيبة في اليهودية وأماكن اخرى.‏ واندلعت الحروب في انحاء كثيرة من الامبراطورية الرومانية.‏ وهل كانت هنالك مجاعات رئيسية؟‏ في الحقيقة،‏ نعم.‏ (‏قارنوا اعمال ١١:‏٢٧-‏٣٠‏.‏)‏ وماذا عن عمل الكرازة بالملكوت؟‏ بحلول السنة ٦٠ أو ٦١ ب‌م،‏ عندما كُتب السفر الى اهل كولوسي،‏ كان ‹رجاء بشارة› ملكوت اللّٰه قد سُمع به على نطاق واسع في آسيا،‏ افريقيا،‏ واوروپا.‏b —‏ كولوسي ١:‏٢٣‏.‏

      ‏«بعد ذلك» المنتهى

      ١٠ لماذا يجب ان نلاحظ الكلمة اليونانية توتِه،‏ وما هو مغزاها؟‏

      ١٠ ومن بعض النواحي قدَّم يسوع الحوادث وكأنها تحدث متوالية.‏ قال:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه .‏ .‏ .‏ ‏(‏بعد ذلك)‏ يأتي المنتهى.‏» وكثيرا ما تستعمل الكتب المقدسة بالانكليزية الكلمة «بعد ذلك» بالمعنى البسيط «لذلك» او «لكن.‏» (‏مرقس ٤:‏١٥،‏ ١٧؛‏ ١٣:‏٢٣‏)‏ ولكن في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ تتأسَّس «(‏بعد ذلك)‏» على الظرف اليوناني توتِه.‏c ويوضح الخبراء اليونانيون ان توتِه هو «ظرف زمان إشاريّ» يُستعمل «ليقدِّم شيئا يتبع في الزمن» او «ليقدِّم حدثا لاحقا.‏» ولذلك تنبأ يسوع انه ستكون هنالك كرازة بالملكوت وبعد ذلك (‏‹بعدئذ› او ‹في ما بعد›)‏ يأتي «المنتهى.‏» ايّ منتهى؟‏

      ١١ كيف ركَّز يسوع على الحوادث المتعلقة مباشرة بدمار اورشليم؟‏

      ١١ ان احد إتمامَي نبوة يسوع يمكن ايجاده في الحوادث التي ادَّت الى منتهى النظام اليهودي.‏ فالحروب،‏ الزلازل،‏ المجاعات،‏ وغيرها التي انبأ بها يسوع مسبقا حدثت خلال فترة من ثلاثة عقود.‏ ولكن ابتداء من متى ٢٤:‏١٥،‏ مرقس ١٣:‏١٤،‏ ولوقا ٢١:‏٢٠‏،‏ نقرأ عن حوادث تعلقت مباشرة بالدمار الوشيك الحدوث،‏ عندما صار المنتهى قريبا جدا.‏ —‏ لاحظوا الخط المنقَّط المنفرد في الجدول.‏

      ١٢ كيف كانت الجيوش الرومانية مشمولة بإتمام متى ٢٤:‏١٥‏؟‏

      ١٢ ردًّا على ثورة يهودية في السنة ٦٦ ب‌م،‏ زحف الرومان بقيادة سستيوس ڠالوس الى اورشليم،‏ وطوَّقوا تلك المدينة التي يعتبرها اليهود مقدَّسة.‏ (‏متى ٥:‏٣٥‏)‏ وعلى الرغم من الهجمات المضادَّة من قِبَل اليهود،‏ شقَّ الرومان طريقهم عنوة الى المدينة.‏ وهكذا ابتدأوا ‹يقومون في المكان المقدس،‏› إتماما لتنبؤ يسوع في متى ٢٤:‏١٥ ومرقس ١٣:‏١٤‏.‏ ثم حدث تطوّر مفاجئ.‏ وعلى الرغم من انهم كانوا قد طوّقوا المدينة،‏ انسحب الرومان فجأة.‏ فأدرك المسيحيون فورا إتمام نبوة يسوع،‏ وسمح لهم الانسحاب بالهرب من اليهودية الى الجبال عبر الاردن.‏ والتاريخ يشير الى انهم فعلوا ذلك.‏

      ١٣ لماذا استطاع المسيحيون ان يصغوا الى تحذير يسوع بالهرب؟‏

      ١٣ ولكن اذا كان الرومان قد انسحبوا من حول اورشليم،‏ فلماذا يلزم ان يهرب ايّ شخص؟‏ اظهرت كلمات يسوع ان ما حدث كان برهانا ‹ان خراب اورشليم قد اقترب.‏› (‏لوقا ٢١:‏٢٠‏)‏ نعم،‏ الخراب.‏ لقد انبأ مسبقا ‹بضيق لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون.‏› وبعد نحو ثلاث سنوات ونصف،‏ في السنة ٧٠ ب‌م،‏ اختبرت اورشليم في الواقع ‹ضيقا عظيما› من الجيوش الرومانية بقيادة القائد تيطس.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١؛‏ مرقس ١٣:‏١٩‏)‏ ولكن لماذا يصف يسوع ذلك بأنه ضيق اعظم من كل ما سبقه وما سيليه من ضيقات؟‏

      ١٤ لماذا يمكننا ان نقول ان ما حدث في اورشليم في السنة ٧٠ ب‌م كان ‹ضيقا عظيما› لم يكن مثله ولن يكون؟‏

      ١٤ اجتاح البابليون اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ وشهدت المدينة قتالا مروِّعا في قرننا الحاضر.‏ لكنَّ ما حدث في السنة ٧٠ ب‌م كان ضيقا عظيما بشكل فريد من نوعه.‏ ففي حملة دامت نحو خمسة اشهر،‏ تغلَّب محاربو تيطس على اليهود.‏ قتلوا نحو ٠٠٠‏,١٠٠‏,١ وأسروا نحو ٠٠٠‏,١٠٠.‏ وفضلا عن ذلك،‏ دمَّر الرومان اورشليم.‏ وبرهن ذلك ان النظام اليهودي للعبادة المقبولة قبلا المتمركزة في الهيكل قد انتهى بشكل دائم.‏ (‏عبرانيين ١:‏٢‏)‏ نعم،‏ يمكن ان تُعتبر حوادث السنة ٧٠ ب‌م بحق ‹ضيقا لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون.‏› —‏ متى ٢٤:‏٢١‏.‏d

      كما أُنبئ،‏ المزيد كان سيتبع

      ١٥ (‏أ)‏ أنبأ يسوع مسبقا بأيّ نوع من التطورات القادمة بعد الضيق على اورشليم؟‏ (‏ب)‏ بالنظر الى متى ٢٤:‏٢٣-‏٢٨‏،‏ ماذا يجب ان نستنتج عن إتمام نبوة يسوع؟‏

      ١٥ لكنَّ يسوع لم يجعل تنبؤه يقتصر على الضيق في القرن الاول.‏ ويُظهر الكتاب المقدس ان الكثير كان سيتبع هذا الضيق،‏ كما يقترح استعمال الكلمة توتِه،‏ او «(‏بعد ذلك)‏،‏» في متى ٢٤:‏٢٣ ومرقس ١٣:‏٢١‏.‏ فماذا كان سيتطور في الفترة التي تلي السنة ٧٠ ب‌م؟‏ بعد الضيق على النظام اليهودي،‏ كان سيظهر المزيد من المسحاء الكذبة والانبياء الكذبة.‏ (‏قارنوا مرقس ١٣:‏٦ بِـ‍ ١٣:‏٢١-‏٢٣ ‏.‏)‏ ويؤكد التاريخ ان افرادا كهؤلاء قاموا على مرّ القرون منذ دمار اورشليم في السنة ٧٠ ب‌م،‏ مع انهم لم يُضِلّوا مَن لديهم رؤية روحية ثاقبة ومَن يبحثون عن «حضور» المسيح.‏ (‏متى ٢٤:‏٢٧‏،‏ ع‌ج،‏ ٢٨‏)‏ ومع ذلك،‏ تشكِّل هذه التطورات بعد الضيق العظيم في السنة ٧٠ ب‌م اشارة واحدة الى ان يسوع كان ينظر الى ما بعد هذا الضيق،‏ الذي كان إتماما اوَّليا فقط.‏

      ١٦ اي وجه تضيفه لوقا ٢١:‏٢٤ الى نبوة يسوع،‏ وأيّ مغزى هنالك لذلك؟‏

      ١٦ اذا قارنَّا متى ٢٤:‏١٥-‏٢٨ ومرقس ١٣:‏١٤-‏٢٣ بلوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٤‏،‏ نجد اشارة ثانية الى ان تنبؤ يسوع امتد الى ما بعد دمار اورشليم.‏ وتذكروا ان لوقا وحده ذكر الاوبئة.‏ وبشكل مماثل،‏ هو وحده انهى هذا الجزء بكلمات يسوع:‏ «تكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمَّل ازمنة الامم [«الازمنة المعيَّنة للامم،‏» ع‌ج‏].‏»‏e (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ لقد خلع البابليون آخر ملك لليهود في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ وبعد ذلك جرى دَوْس اورشليم التي تمثِّل ملكوت اللّٰه.‏ (‏٢ ملوك ٢٥:‏١-‏٢٦؛‏ ١ أخبار الايام ٢٩:‏٢٣؛‏ حزقيال ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وفي لوقا ٢١:‏٢٤‏،‏ اشار يسوع الى ان الحالة ستستمر في المستقبل الى ان يحين للّٰه ان يقيم مملكة من جديد.‏

      ١٧ اية اشارة ثالثة لدينا الى ان نبوة يسوع كانت ستصل الى المستقبل البعيد؟‏

      ١٧ وهنا اشارة ثالثة الى ان يسوع كان يشير ايضا الى إتمام بعيد:‏ بحسب الاسفار المقدسة،‏ كان المسيَّا سيموت ويُقام،‏ وعندئذ كان سيجلس عن يمين اللّٰه الى ان يرسله الآب متسلِّطا.‏ (‏مزمور ١١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ وقد لمَّح يسوع الى جلوسه عن يمين ابيه.‏ (‏مرقس ١٤:‏٦٢‏)‏ وأكَّد الرسول بولس ان يسوع المقام كان عن يمين يهوه منتظرا الوقت الذي يصير فيه ملكا ومنفِّذا لأحكام اللّٰه.‏ —‏ رومية ٨:‏٣٤؛‏ كولوسي ٣:‏١؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ اية صلة هنالك للرؤيا ٦:‏٢-‏٨ بالنبوة المناظرة في الاناجيل؟‏

      ١٨ ومن اجل اشارة رابعة وأخيرة الى ان نبوة يسوع عن اختتام نظام الاشياء تنطبق على ما بعد القرن الاول،‏ يمكننا ان نقلب الى الرؤيا الاصحاح ٦‏.‏ فإذ كتب بعد عقود من دمار اورشليم سنة ٧٠ ب‌م،‏ وصف الرسول يوحنا مشهدا مثيرا لفرسان نشاطى.‏ (‏رؤيا ٦:‏٢-‏٨‏)‏ وهذه الرؤيا النبوية لـ‍ «يوم الرب» —‏ يوم حضوره —‏ تحدِّد قرننا الـ‍ ٢٠ بأنه وقت للحرب الجديرة بالملاحظة (‏العدد ٤‏)‏،‏ المجاعة الواسعة النطاق (‏العددان ٥ و ٦‏)‏،‏ و «الوبإ المميت» (‏العدد ٨‏،‏ ع‌ج‏)‏.‏ ومن الواضح ان هذا يوازي ما قاله يسوع في الاناجيل ويبرهن ان لنبوته إتماما اعظم في «يوم الرب» هذا.‏ —‏ رؤيا ١:‏١٠‏.‏

      ١٩ يعترف ذوو الاطلاع بأن العلامة المركَّبة المنبأ بها مسبقا في متى ٢٤:‏٧-‏١٤ والرؤيا ٦:‏٢-‏٨ صارت ظاهرة منذ اول اندلاع للحرب العالمية في السنة ١٩١٤.‏ وأعلن شهود يهوه في كل انحاء العالم ان نبوة يسوع تحصل في الوقت الحاضر على إتمامها الثاني والاعظم،‏ كما تدل على ذلك الحروب القاسية،‏ الزلازل المخرِّبة،‏ المجاعات المأساوية،‏ والاوبئة المتفشية.‏ وعن هذه النقطة الاخيرة،‏ ذكرت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم (‏٢٧ تموز ١٩٩٢)‏:‏ «ان وبأ الأيدز .‏ .‏ .‏ يجعل ملايين الضحايا تلقى حتفها وربما يصير عما قريب اكثر الاوبئة فتكا وإيلاما في التاريخ.‏ فقد قتل الموت الاسود نحو ٢٥ مليون شخص متألِّم في القرن الـ‍ ١٤.‏ ولكن بحلول السنة ٢٠٠٠،‏ سيكون ٣٠ مليونا الى ١١٠ ملايين شخص حاملين الـ‍ HIV،‏ الڤيروس الذي يسبب الأيدز،‏ رقم يرتفع من نحو ١٢ مليونا اليوم.‏ وبغياب العلاج،‏ فإنهم جميعا يواجهون الموت الحتمي.‏»‏

      ٢٠ ماذا كان سيغطي الإتمامُ الاوَّلي لمتى ٢٤:‏٤-‏٢٢‏،‏ وأيّ إتمام آخر يصير واضحا؟‏

      ٢٠ ماذا نستنتج اذًا من الطريقة التي بها اجاب يسوع عن سؤال الرسل؟‏ لقد انبأت نبوته مسبقا بدقة بأمور تؤدي الى دمار اورشليم وتشمله،‏ وذكرت بعض الامور التي كانت ستلي السنة ٧٠ ب‌م.‏ ولكن كان سيصير لمعظم ذلك إتمام ثانٍ وأعظم في المستقبل،‏ يؤدي الى ضيق عظيم سينهي نظام الاشياء الشرير الحاضر.‏ ويعني ذلك ان تنبؤ يسوع في متى ٢٤:‏٤-‏٢٢‏،‏ والروايتين المناظرتين في مرقس ولوقا،‏ تمَّ من السنة ٣٣ ب‌م حتى ضيق السنة ٧٠ ب‌م.‏ ولكن سيكون للأعداد عينها إتمام ثانٍ،‏ يشمل ضيقا اعظم في المستقبل.‏ وهذا الإتمام الاعظم جارٍ الآن؛‏ ويمكننا ان نراه يوميا.‏f

      تؤدي الى ماذا؟‏

      ٢١،‏ ٢٢ اين نجد اشارة نبوية الى ان تطورات اضافية كانت ستأتي؟‏

      ٢١ لم يُنهِ يسوع نبوته عند ذكر الانبياء الكذبة الذين ينجزون آيات مضلِّلة خلال الفترة الطويلة قبل ان «تُكمَّل الازمنة المعيَّنة للامم.‏» (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏،‏ ع‌ج؛‏ متى ٢٤:‏٢٣-‏٢٦؛‏ مرقس ١٣:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فقد مضى مخبِرا عن امور مرعبة اخرى ستحدث،‏ امور تُرى في كل انحاء الارض.‏ وستقترن هذه بمجيء ابن الانسان بقوة ومجد.‏ ومرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٧ هي نموذج لاستمرار نبوته:‏

      ٢٢ «وأما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه.‏ ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السموات تتزعزع.‏ و (‏بعد ذلك)‏ يُبصرون ابن الانسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد فيرسل (‏بعد ذلك)‏ ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.‏»‏

      ٢٣ لماذا يمكننا ان نتطلع الى إتمام متى ٢٤:‏٢٩-‏٣١ بعد القرن الاول الميلادي بزمن طويل؟‏

      ٢٣ ان ابن الانسان،‏ يسوع المسيح المقام،‏ لم يأتِ بهذه الطريقة الاستعراضية عقب النهاية المدمِّرة للنظام اليهودي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ وبالتأكيد لم تعترف به قبائل الارض،‏ كما تذكر متى ٢٤:‏٣٠‏،‏ ولا جَمَعَ الملائكة السماويون بعد ذلك كل المسيحيين الممسوحين من كل الارض.‏ فمتى كان سيتمّ هذا الجزء الاضافي من نبوة يسوع الهائلة؟‏ وهل يجد إتماما في ما يجري الآن حولنا،‏ ام انه،‏ بالاحرى،‏ يزوِّد بصيرة الهية في امور يمكن توقعها في المستقبل القريب؟‏ نريد بالتأكيد ان نعرف لأن لوقا يسجل نصح يسوع:‏ «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.‏» —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يمكن ايجاد اجزاء من هذه الاصحاحات في الجدول في الصفحتين ١٤ و ١٥؛‏ تفصل الخطوط المنقَّطة الاجزاء المتناظرة.‏

      b من اجل الاستشهادات التاريخية لهذه الحوادث،‏ انظروا برج المراقبة عدد ١٥ ايلول ١٩٧٠،‏ «الرمز الى الضيق العظيم القادم،‏» الفقرات ١١-‏١٨.‏

      c تظهر توتِه اكثر من ٨٠ مرة في متى (‏٩ مرات في الاصحاح ٢٤)‏ و ١٥ مرة في سفر لوقا.‏ واستعمل مرقس توتِه فقط ٦ مرات،‏ لكنَّ اربعا منها شملت ‹العلامة.‏›‏

      d علَّق الكاتب البريطاني ماثيو هنري:‏ «ان تدمير الكلدانيين لاورشليم كان فظيعا جدا،‏ لكنَّ هذا يفوقه.‏ فقد هدّد بمذبحة عالمية لكل .‏ .‏ .‏ اليهود.‏»‏

      e يرى كثيرون في رواية لوقا تغييرا بعد لوقا ٢١:‏٢٤‏.‏ يلاحظ الدكتور ليون موريس:‏ «يمضي يسوع متكلما عن ازمنة الامم.‏ .‏ .‏ .‏ وفي رأي معظم العلماء يتحوّل الانتباه الآن الى مجيء ابن الانسان.‏» ويكتب الپروفسور ر.‏ جنز:‏ «‏مجيء ابن الانسان —‏ (‏متى ٢٤:‏٢٩-‏٣١؛‏ مرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٧‏)‏.‏ يزوِّد ذكر ‹ازمنة الامم› مقدمة لهذا المحور؛‏ فرؤية [لوقا] للأشياء وفقا لأهميتها النسبية تُنقل الآن الى ما بعد دمار اورشليم الى المستقبل.‏»‏

      f يكتب الپروفسور والتر ل.‏ ليفلد:‏ «من الممكن بالتأكيد الافتراض ان تنبؤات يسوع تضمنت مرحلتَين:‏ (‏١)‏ حوادث السنة ٧٠ ب‌م التي شملت الهيكل و (‏٢)‏ تلك الحوادث في المستقبل البعيد،‏ الموصوفة بعبارات رؤيوية اكثر.‏» وذكر التعليق الذي اصدره ج.‏ ر.‏ دُمِلو:‏ «زال كثير من الصعوبات الاخطر في هذا البحث العظيم عندما جرى الادراك ان ربنا اشار فيه لا الى حدث واحد انما الى حدثَين،‏ وأن الاول نموذج للثاني.‏ .‏ .‏ .‏ وخصوصا ‏[لوقا] ٢١:‏٢٤‏،‏ التي تتكلم عن ‹ازمنة الامم،‏› .‏ .‏ .‏ تضع فترة غير محددة بين سقوط اورشليم ومنتهى العالم.‏»‏

  • ‏«ماذا ستكون علامة حضورك؟‏»‏
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏[الجدول في الصفحتين ١٤ و ١٥]‏

      متى ٢٤

      ٤ «قال [يسوع] لهم انظروا لا يضلَّكم احد.‏ ٥ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين انا هو المسيح ويضلّون كثيرين.‏ ٦ وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب.‏ انظروا لا ترتاعوا.‏ لأنه لا بد ان تكون هذه كلها.‏ ولكن ليس المنتهى بعد.‏

      ٧ «لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة (‏ويكون هنالك نقص في الاغذية)‏ وزلازل في اماكن.‏ ٨ ولكنَّ هذه كلها مبتدأ الاوجاع.‏

      ٩ ‏«(‏بعد ذلك)‏ يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لأجل اسمي.‏ ١٠ و ‏(‏بعد ذلك)‏ يعثر كثيرون ويسلِّمون بعضهم بعضا.‏ .‏ .‏ .‏» ١١ ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلّون كثيرين.‏ ١٢ ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.‏ ١٣ ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.‏ ١٤ ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ‏(‏بعد ذلك)‏ يأتي المنتهى.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ١٥ «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس.‏ ليفهم القارئ.‏ ١٦ ‏(‏فبعد ذلك)‏ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.‏ ١٧ والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئا.‏ ١٨ والذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه ليأخذ ثيابه.‏ ١٩ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.‏ ٢٠ وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت.‏ ٢١ لأنه يكون ‏(‏بعد ذلك)‏ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» ٢٢ ولو لم تقصَّر تلك الايام لم يخلص جسد.‏ ولكن لأجل المختارين تقصَّر تلك الايام.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ٢٣ ‏«(‏بعد ذلك)‏ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدِّقوا.‏ ٢٤ لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلّوا لو امكن المختارين ايضا.‏ ٢٥ ها انا قد سبقت وأخبرتكم.‏ ٢٦ فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا.‏ ها هو في المخادع فلا تصدِّقوا.‏ ٢٧ لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا (‏حضور)‏ ابن الانسان.‏ ٢٨ لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ٢٩ ‏«وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع.‏ ٣٠ و ‏(‏بعد ذلك)‏ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.‏ و ‏(‏بعد ذلك)‏ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏ ٣١ فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها.‏»‏

      مرقس ١٣

      ٥ «فأجابهم يسوع وابتدأ يقول انظروا لا يضلكم احد.‏ ٦ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين اني انا هو.‏ ويضلون كثيرين.‏ ٧ فإذا سمعتم بحروب وبأخبار حروب فلا ترتاعوا.‏ لأنها لا بد ان تكون.‏ ولكن ليس المنتهى بعد.‏

      ٨ «لأنه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون زلازل في اماكن وتكون مجاعات واضطرابات.‏ هذه مبتدأ الاوجاع.‏

      ٩ «فانظروا الى نفوسكم.‏ لأنهم سيسلِّمونكم الى مجالس وتجلدون في مجامع وتوقفون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم.‏ ١٠ وينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم.‏ ١١ فمتى ساقوكم ليسلِّموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا.‏ بل مهما أُعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلَّموا.‏ لأن لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس.‏ ١٢ وسيُسْلم الاخ اخاه الى الموت والاب ولده.‏ ويقوم الاولاد على والديهم ويقتلونهم.‏ ١٣ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي.‏ ولكنَّ الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ١٤ «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي.‏ ليفهم القارئ.‏ ‏(‏فبعد ذلك)‏ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.‏ ١٥ والذي على السطح فلا ينزل الى البيت ولا يدخل ليأخذ من بيته شيئا.‏ ١٦ والذي في الحقل فلا يرجع الى الوراء ليأخذ ثوبه.‏ ١٧ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام.‏ ١٨ وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء.‏ ١٩ لأنه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها اللّٰه الى الآن ولن يكون.‏ ٢٠ ولو لم يقصِّر الرب تلك الايام لم يخلص جسد.‏ ولكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصَّر الايام.‏

      ٢١ ‏«(‏بعد ذلك)‏ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هوذا هناك فلا تصدِّقوا.‏ ٢٢ لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات وعجائب لكي يضلّوا لو امكن المختارين ايضا.‏ ٢٣ فانظروا انتم.‏ ها انا قد سبقت وأخبرتكم بكل شيء.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ٢٤ «وأما في تلك الايام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه.‏ ٢٥ ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السموات تتزعزع.‏ ٢٦ و ‏(‏بعد ذلك)‏ يبصرون ابن الانسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد ٢٧ فيرسل ‏(‏بعد ذلك)‏ ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.‏»‏

      لوقا ٢١

      ٨ «قال انظروا لا تضلّوا.‏ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين اني انا هو والزمان قد قرب.‏ فلا تذهبوا وراءهم.‏ ٩ فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لأنه لا بد ان يكون هذا اولا.‏ ولكن لا يكون المنتهى سريعا.‏

      ١٠ ‏«(‏بعد ذلك)‏ قال لهم تقوم امة على امة ومملكة على مملكة.‏» وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات وأوبئة.‏ وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء.‏

      ١٢ «وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلِّمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لأجل اسمي.‏ ١٣ فيؤول ذلك لكم شهادة.‏ ١٤ فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا.‏ ١٥ لأني انا اعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها.‏ ١٦ وسوف تسلَّمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء.‏ ويقتلون منكم.‏ ١٧ وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي.‏ ١٨ ولكنَّ شعرة من رؤوسكم لا تهلك.‏ ١٩ بصبركم اقتنوا انفسكم.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ٢٠ «ومتى رأيتم اورشليم محاطة بجيوش ‏(‏فبعد ذلك)‏ اعلموا انه قد اقترب خرابها.‏ ٢١ ‏(‏بعد ذلك)‏ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.‏ والذين في وسطها فليفرّوا خارجا.‏ والذين في الكور فلا يدخلوها.‏ ٢٢ لأن هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب.‏ ٢٣ وويل للحبالى والمرضعات في تلك الايام لأنه يكون ضيق عظيم على الارض وسخط على هذا الشعب.‏ ٢٤ ويقعون بفم السيف ويسبون الى جميع الامم.‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      وتكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تُكمَّل (‏الازمنة المعينة للامم)‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ‏-‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏ -‏

      ٢٥ «وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.‏ وعلى الارض كرب امم بحيرة.‏ البحر والامواج تضجُّ.‏ ٢٦ والناس يغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة لأن قوات السموات تتزعزع.‏ ٢٧ و ‏(‏بعد ذلك)‏ يبصرون ابن الانسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير.‏ ٢٨ ومتى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.‏»‏

  • ‏«قل لنا،‏ متى ستكون هذه الامور؟‏»‏
    برج المراقبة ١٩٩٤ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«قل لنا،‏ متى ستكون هذه الامور؟‏»‏

      ‏«الحديثات انا مخبر بها.‏ قبل ان تنبت اعلمكم بها.‏» —‏ اشعياء ٤٢:‏٩‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ عن ايّ شيء سأل رسل يسوع بشأن المستقبل؟‏ (‏ب)‏ كيف وجد جواب يسوع عن علامة مركَّبة إتماما؟‏

      ينبثق التعليم الالهي من يهوه اللّٰه،‏ الذي هو «مخبر منذ البدء بالاخير.‏» (‏اشعياء ٤٦:‏١٠‏)‏ وكما اظهرت المقالة السابقة،‏ طلب الرسل تعليما كهذا من يسوع،‏ سائلينه:‏ «(‏قل لنا،‏ متى ستكون هذه الامور)‏ وما هي العلامة عندما يتمُّ جميع هذا.‏» —‏ مرقس ١٣:‏٤‏.‏

      ٢ ردًّا على ذلك،‏ وصف يسوع «علامة» مركَّبة تتألَّف من الدليل الذي يبرهن ان النظام اليهودي كان سينتهي قريبا.‏ وتمَّ ذلك بدمار اورشليم في السنة ٧٠ ب‌م.‏ لكنَّ نبوة يسوع كان لها إتمام اعظم بعد سنين كثيرة في المستقبل.‏ فعندما تنتهي «الازمنة المعيَّنة للامم» في السنة ١٩١٤،‏ كانت ستوجد علامة على نطاق واسع،‏ تظهر ان النظام الشرير الحاضر سينتهي عما قريب في «الضيقة العظيمة.‏»‏a (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وملايين الاحياء اليوم يمكنهم ان يشهدوا ان هذه العلامة قد تمَّت في الحربين العالميتين والحوادث المهمة جدا الاخرى للقرن الـ‍ ٢٠ هذا.‏ وتَسِم هذه ايضا الاتمام الرئيسي لنبوة يسوع،‏ هذا الاتمام العصري المرموز اليه بما حدث من السنة ٣٣ الى ٧٠ ب‌م.‏

      ٣ في التكلم عن علامة اخرى،‏ اية تطورات اضافية انبأ بها يسوع مسبقا؟‏

      ٣ وبعد ذكر لوقا للازمنة المعيَّنة للامم،‏ تصف الروايات المتناظرة في متى،‏ مرقس،‏ ولوقا سلسلة اضافية من التطورات التي تشمل علامة فضلا عن ‹العلامة› المركَّبة ‹لاختتام نظام الاشياء.‏› (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ (‏في الصفحة ١٥،‏ تُفصل هذه المرحلة في الرواية بخط مزدوج.‏)‏ يقول متى:‏ ‏«وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع.‏ و‏(‏بعد ذلك‏)‏ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.‏ و (‏بعد ذلك‏)‏ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏ فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السموات الى اقصائها.‏»‏ —‏ متى ٢٤:‏٢٩-‏٣١‏.‏

      الضيق والظواهر السماوية

      ٤ اية اسئلة تنشأ عن الظواهر السماوية التي ذكرها يسوع؟‏

      ٤ متى يتمُّ ذلك؟‏ تذكر روايات الاناجيل الثلاث كلها ما يمكن ان ندعوه بالظواهر السماوية —‏ الشمس والقمر يظلمان والنجوم تسقط.‏ وقال يسوع ان هذه ستَلي ‹الضيق.‏› فهل كان يسوع يفكِّر في الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ ب‌م،‏ أم انه كان يتكلَّم عن الضيق العظيم الذي لا يزال في المستقبل في ازمنتنا العصرية؟‏ —‏ متى ٢٤:‏٢٩؛‏ مرقس ١٣:‏٢٤‏.‏

      ٥ اية نظرة جرى تبنيها في ما مضى عن الضيقة في ازمنتنا العصرية؟‏

      ٥ منذ انتهت الازمنة المعيَّنة للامم في السنة ١٩١٤،‏ كان شعب اللّٰه مهتما بشدة بـ‍ «الضيقة العظيمة.‏» (‏رؤيا ٧:‏١٤‏)‏ وطوال سنوات اعتقدوا ان الضيقة العظيمة العصرية لها جزء افتتاحي مناظر لوقت الحرب العالمية الاولى،‏ ثم فترة فاصلة،‏ وجزء ختامي اخيرا،‏ «قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء.‏» وإذا كان الامر كذلك،‏ فماذا كان سيحدث خلال العقود الفاصلة من ‹اختتام النظام›؟‏ —‏ رؤيا ١٦:‏١٤؛‏ متى ١٣:‏٣٩؛‏ ٢٤:‏٣؛‏ ٢٨:‏٢٠‏.‏

      ٦ ماذا اعتُقد انه يتمِّم نبوة يسوع عن الظواهر السماوية؟‏

      ٦ لقد اعتُقِد انه خلال هذه الفترة ستُرى العلامة المركَّبة،‏ بما فيها عمل الكرازة الذي ينجزه شعب اللّٰه المجموع.‏ وبدا ايضا ان الظواهر السماوية المنبأ بها مسبقا يمكن توقعها خلال الفترة بعد الحقبة الافتتاحية في السنوات ١٩١٤-‏١٩١٨.‏ (‏متى ٢٤:‏٢٩؛‏ مرقس ١٣:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ لوقا ٢١:‏٢٥‏)‏ ورُكِّز الانتباه على الامور الحرفية في السموات —‏ مسابير فضائية،‏ صواريخ،‏ اشعة كونية او اشعة ڠاما،‏ وعمليات الانزال على القمر او اقامة قواعد عليه.‏

      ٧ ايّ فهم معدّل عن الضيقة العظيمة جرى تزويده؟‏

      ٧ لكنَّ برج المراقبة عدد ١٥ ايلول ١٩٧٠ اعادت فحص نبوة يسوع،‏ وخصوصا الضيقة العظيمة القادمة.‏ وأظهرت انه بالنظر الى ما حدث في القرن الاول،‏ لا يمكن ان يكون للضيق العصري جزء افتتاحي في السنة ١٩١٤-‏١٩١٨،‏ فترة عقود طويلة،‏ واستئناف لاحقا.‏ واستنتجت هذه المجلة:‏ «‹الضيق العظيم› الذي لن يكون له مثيل لا يزال امامنا،‏ لأنه يعني دمار الامبراطورية العالمية للدين الباطل (‏بما فيها العالم المسيحي)‏،‏ الدمار الذي يتبعه ‹قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء› في هرمجدون.‏»‏

      ٨ بالنظرة المعدّلة الى الضيقة العصرية،‏ كيف جرى ايضاح متى ٢٤:‏٢٩‏؟‏

      ٨ لكنَّ متى ٢٤:‏٢٩ تقول ان الظواهر السماوية تحدث ‏‹للوقت بعد الضيق.‏› فكيف يمكن ان يكون ذلك؟‏ اقترحت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٧٥ ان ‹الضيق› هنا عنى ذاك الذي بلغ ذروته قديما في السنة ٧٠ ب‌م.‏ ولكن،‏ بأيّ معنى امكن القول ان الظواهر السماوية في زمننا كانت تحدث «للوقت» بعد حادثة وقعت في السنة ٧٠ ب‌م؟‏ لقد جرى التحليل انه في نظر اللّٰه،‏ ستكون القرون التي انقضت في غضون ذلك قصيرة.‏ (‏رومية ١٦:‏٢٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٨‏)‏ لكنَّ فحصا اعمق لهذه النبوة،‏ وخصوصا لمتى ٢٤:‏٢٩-‏٣١‏،‏ يشير الى شرح مختلف تماما.‏ ويوضح هذا كيف ان النور المشرق «يتزايد وينير الى النهار الكامل.‏» (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏b فلنتأمل في السبب الذي لأجله يكون شرح جديد،‏ او متغيِّر مناسبا.‏

      ٩ كيف تزوِّد الاسفار العبرانية الخلفية لكلمات يسوع عن التطورات في السماء؟‏

      ٩ لأربعة من رسله،‏ اعطى يسوع نبوة ‹اظلام الشمس،‏ عدم اعطاء القمر ضوءا،‏ وسقوط النجوم.‏› ولكونهم من اليهود،‏ كان بإمكانهم ان يفهموا لغة كهذه من الاسفار العبرانية،‏ حيث دُعي وقت دينونة اللّٰه،‏ في صفنيا ١:‏١٥‏،‏ على سبيل المثال،‏ «يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب.‏» ووصف ايضا مختلف الانبياء العبرانيين الشمس تُظلم،‏ القمر لا يعطي ضوءا،‏ والنجوم لا تضيء.‏ وستجدون لغة كهذه في الرسائل الالهية ضد بابل،‏ ادوم،‏ مصر،‏ ومملكة اسرائيل الشمالية.‏ —‏ اشعياء ١٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٣٤:‏٤،‏ ٥؛‏ ارميا ٤:‏٢٨؛‏ حزقيال ٣٢:‏٢،‏ ٦-‏٨؛‏ عاموس ٥:‏٢٠؛‏ ٨:‏٢،‏ ٩‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بماذا انبأ يوئيل في ما يتعلق بالامور في السماء؟‏ (‏ب)‏ اية اوجه لنبوة يوئيل تمَّت في السنة ٣٣ ب‌م،‏ وأيتها لم تتم؟‏

      ١٠ عندما سمعوا ما قاله يسوع،‏ تذكَّر بطرس والثلاثة الآخرون على الارجح نبوة يوئيل في يوئيل ٢:‏٢٨-‏٣١ و ٣:‏١٥‏:‏ «اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم .‏ .‏ .‏ أُعطي عجائب في السماء والارض دما ونارا وأعمدة دخان.‏ تتحوَّل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم المخوف.‏» «الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها.‏»‏

      ١١ وكما هو مذكور في اعمال ٢:‏١-‏٤ و ١٤-‏٢١‏،‏ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ سكب اللّٰه الروح القدس على الـ‍ ١٢٠ تلميذا،‏ الرجال والنساء على السواء.‏ وهناك جعله الرسول بطرس معروفا ان ذلك كان ما انبأ به يوئيل.‏ ولكن ماذا عن كلمات يوئيل بشأن ‹تحويل الشمس الى ظلمة والقمر الى دم وحجز النجوم لمعانها›؟‏ ليس هنالك ما يشير الى ان هذا تمَّ في السنة ٣٣ ب‌م او خلال الفترة التي دامت اكثر من ٣٠ سنة لاختتام نظام الاشياء اليهودي.‏

      ١٢،‏ ١٣ كيف تمّت الظواهر السماوية التي انبأ بها يوئيل مسبقا؟‏

      ١٢ وبشكل واضح كان ذلك الجزء الاخير من نبوَّة يوئيل مرتبطا على نحو أوثق بِـ‍ ‹مجيء يوم الرب العظيم المخوف› —‏ دمار اورشليم.‏ وقالت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٦٧ عن الضيق الذي حلَّ بأورشليم في السنة ٧٠ ب‌م:‏ «كان ذلك دون شك ‹يوم الرب› بالنسبة الى اورشليم وبنيها.‏ وفي ما يتعلق بذلك اليوم كان هنالك الكثير من ‹الدم والنار والدخان،‏› والشمس لم تكن تنير ظلام المدينة في النهار،‏ والقمر كان يوحي بالدم المسفوك،‏ لا بسكينة ضوء القمر الفضي في الليل.‏»‏c

      ١٣ اجل،‏ كما هي الحال مع النبوات الاخرى التي لاحظناها،‏ كانت ستتمّ الظواهر السماوية التي أنبأ بها يوئيل عندما ينفِّذ يهوه الدينونة.‏ وبدلا من ان تمتد طوال مدة اختتام النظام اليهودي كلها،‏ حدث إظلام الشمس،‏ القمر،‏ والنجوم عندما اتت القوات التنفيذية على اورشليم.‏ وبشكل منطقي،‏ يمكننا ان نتوقع إتماما اعظم لذلك الجزء من نبوة يوئيل عندما يبدأ تنفيذ اللّٰه الدينونة في النظام الحاضر.‏

      ايّ ضيق قبل الظواهر السماوية؟‏

      ١٤،‏ ١٥ اية علاقة هنالك لنبوة يوئيل بفهمنا لمتى ٢٤:‏٢٩‏؟‏

      ١٤ ان إتمام نبوة يوئيل (‏انسجاما مع نبوات اخرى تستعمل لغة مماثلة)‏ يساعدنا على فهم الكلمات في متى ٢٤:‏٢٩‏.‏ ومن الواضح ان ما قاله يسوع عن ‹إظلام الشمس،‏ عدم اعطاء القمر ضوءا،‏ وسقوط النجوم،‏› لا يشير الى امور تحدث خلال العقود العديدة لاختتام النظام الحاضر،‏ كاستخدام الصواريخ الجوية،‏ عمليات الانزال على القمر،‏ وما شابه ذلك.‏ كلا،‏ لقد اشار الى امور مرتبطة بِـ‍ «يوم الرب العظيم المخوف،‏» الدمار الذي سيأتي بعد.‏

      ١٥ يتعلق ذلك بفهمنا كيف ستأتي الظواهر السماوية ‏‹للوقت بعد الضيق.‏› فلم يكن يسوع يشير الى الضيق الذي بلغ ذروته في السنة ٧٠ ب‌م.‏ وبالاحرى كان يشير الى ابتداء الضيق العظيم الذي سيحلّ بالنظام العالمي في المستقبل،‏ جاعلا ‹حضوره› الموعود به يبلغ ذروته.‏ (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولا يزال هذا الضيق امامنا.‏

      ١٦ الى ايّ ضيق كانت مرقس ١٣:‏٢٤ تشير،‏ ولماذا الامر كذلك؟‏

      ١٦ وماذا عن الكلمات في مرقس ١٣:‏٢٤‏:‏ «في تلك الايام بعد ذلك الضيق .‏ .‏ .‏ الشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه»؟‏ هنا الكلمتان «تلك» و «ذلك» كلتاهما صيغتان للكلمة اليونانية إكِينوس،‏ وهي ضمير اشارة يدل على امر بعيد في الزمن.‏ فيمكن استعمال إكِينوس للاشارة الى امر مضى منذ وقت طويل (‏او مذكور آنفا)‏ او امر في المستقبل البعيد.‏ (‏متى ٣:‏١؛‏ ٧:‏٢٢؛‏ ١٠:‏١٩؛‏ ٢٤:‏٣٨؛‏ مرقس ١٣:‏١١،‏ ١٧،‏ ٣٢؛‏ ١٤:‏٢٥؛‏ لوقا ١٠:‏١٢؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏١٠‏)‏ وهكذا،‏ تشير مرقس ١٣:‏٢٤ الى ‏«ذلك الضيق،‏» لا الضيق الذي سبَّبه الرومان،‏ وانما عمل يهوه القدير عند نهاية النظام الحاضر.‏

      ١٧،‏ ١٨ ايّ ضوء تلقيه الرؤيا على كيفية تطوّر الضيقة العظيمة؟‏

      ١٧ ان الاصحاحات ١٧ الى ١٩ من الرؤيا تلائم وتؤكد صحة هذا الفهم المعدَّل لمتى ٢٤:‏٢٩-‏٣١‏،‏ مرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٧،‏ ولوقا ٢١:‏٢٥-‏٢٨‏.‏ بأية طريقة؟‏ تظهر الاناجيل ان هذه الضيقة لن تبدأ وتنتهي في وقت واحد.‏ فبعد ابتدائها سيكون بعض البشر المتمردين احياء بعدُ ليرَوا «علامة ابن الانسان» وليكون لهم ردّ فعل —‏ لينوحوا،‏ وكما هو مذكور في لوقا ٢١:‏٢٦‏،‏ لكي «يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.‏» وهذا الخوف الغامر سيكون نتيجة رؤيتهم ‹العلامة› التي تنذر بهلاكهم الوشيك.‏

      ١٨ وتظهر رواية الرؤيا ان الضيقة العظيمة القادمة ستبدأ عندما تنقلب «القرون» العسكرية التي ‹للوحش› الاممي على «الزانية العظيمة،‏» بابل العظيمة.‏d (‏رؤيا ١٧:‏١،‏ ١٠-‏١٦‏)‏ ولكن سيبقى كثيرون من الناس،‏ لأنه سينوح الملوك،‏ التجار،‏ ربابنة السفن،‏ وآخرون على نهاية الدين الباطل.‏ ومما لا شك فيه ان كثيرين سيدركون ان دينونتهم ستتبع.‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٩-‏١٩‏.‏

      ماذا سيحدث؟‏

      ١٩ ماذا يمكننا ان نتوقع عندما تبدأ الضيقة العظيمة؟‏

      ١٩ ان مقاطع الاناجيل في متى،‏ مرقس،‏ ولوقا تتَّحد مع الرؤيا الاصحاحات ١٧-‏١٩ لتلقي مقدارا من الضوء على ما سيحدث قريبا.‏ ففي وقت اللّٰه المحدَّد،‏ ستبدأ الضيقة العظيمة بهجوم على الامبراطورية العالمية للدين الباطل (‏بابل العظيمة)‏.‏ وسيكون ذلك شديدا خصوصا على العالم المسيحي،‏ الذي يناظر اورشليم العديمة الولاء.‏ «وللوقت بعد» هذه المرحلة من الضيق،‏ «تكون علامات في الشمس والقمر والنجوم.‏ وعلى الارض كرب امم بحيرة [لم يسبق له مثيل].‏» —‏ متى ٢٤:‏٢٩؛‏ لوقا ٢١:‏٢٥‏.‏

      ٢٠ اية ظواهر سماوية يمكننا ان نتوقع بعد؟‏

      ٢٠ وبأيّ معنى «تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع»؟‏ دون شك،‏ في الجزء الباكر من الضيقة العظيمة،‏ سيكون الكثير من الانوار —‏ رجال الدين البارزين في العالم الديني —‏ قد شُهِّر وأُزيل بواسطة «العشرة القرون» المذكورة في الرؤيا ١٧:‏١٦‏.‏ ولا شك ان القوات السياسية ايضا ستكون قد تزعزعت.‏ وهل يمكن ان تكون هنالك ايضا حوادث مخيفة في السموات المادية؟‏ هذا مرجح الى حد بعيد،‏ وعلى نحو يوحي بالرهبة اكثر بكثير من تلك التي وصفها يوسيفوس تحدث قرب نهاية النظام اليهودي.‏ ونحن نعرف ان اللّٰه،‏ في الماضي السحيق،‏ اظهر قوته ليسبِّب تأثيرات مفاجئة وعنيفة كهذه،‏ ويمكنه ان يفعل ذلك مرة اخرى.‏ —‏ خروج ١٠:‏٢١-‏٢٣؛‏ يشوع ١٠:‏١٢-‏١٤؛‏ قضاة ٥:‏٢٠؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٤،‏ ٤٥‏.‏

      ٢١ كيف ستحدث «علامة» مستقبلية؟‏

      ٢١ عند هذه المرحلة يستعمل الكتبة الثلاثة للاناجيل كلهم توتِه (‏بعد ذلك)‏ ليقدِّموا التطور التالي.‏ ‏«‏‏(‏بعد ذلك‏)‏ تظهر علامة ابن الانسان في السماء.‏» (‏متى ٢٤:‏٣٠؛‏ مرقس ١٣:‏٢٦؛‏ لوقا ٢١:‏٢٧‏)‏ منذ الحرب العالمية الاولى،‏ ميَّز تلاميذ يسوع الحقيقيون العلامة المركَّبة لحضوره غير المنظور،‏ في حين لم يُدركها معظم الناس.‏ ولكنَّ متى ٢٤:‏٣٠ تشير الى «علامة» اضافية تظهر في المستقبل،‏ تلك التي ‹لابن الانسان،‏› وستضطر كلُّ الامم الى ملاحظتها.‏ وعندما يأتي يسوع مع سحاب الخفاء،‏ سيكون على البشر المقاومين حول الارض ان يعترفوا بذلك ‹الاتيان› (‏باليونانية،‏ إرخومنون‏)‏ بسبب اظهار فوق الطبيعة لقوته الملكية.‏ —‏ رؤيا ١:‏٧‏.‏

      ٢٢ ماذا سيكون تأثير رؤية «علامة» متى ٢٤:‏٣٠‏؟‏

      ٢٢ تستعمل متى ٢٤:‏٣٠ مرة اخرى توتِه لتقدِّم ما يأتي لاحقا.‏ فبعد ذلك،‏ اذ تشعر الامم بعاقبة حالتها،‏ تنوح،‏ اذ ربما تدرك ان دمارها وشيك الحدوث.‏ وكم يختلف الامر بالنسبة الى خدام اللّٰه،‏ لأننا سنتمكَّن من رفع رؤوسنا،‏ عالمين ان النجاة قريبة!‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ وتُظهر ايضا الرؤيا ١٩:‏١-‏٦ العبَّاد الحقيقيين في السماء وعلى الارض يفرحون بنهاية الزانية العظيمة.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ ايّ عمل سيجريه يسوع نحو المختارين؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان يقال عن اخذ البقية الى السماء؟‏

      ٢٣ وتمضي نبوة يسوع قائلة،‏ في مرقس ١٣:‏٢٧‏:‏ «يرسل (‏بعد ذلك)‏ [‏توتِه‏] ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء.‏» يركِّز يسوع هنا على بقية ‹المختارين› الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين لا يزالون احياء على الارض.‏ ففي وقت باكر من اختتام نظام الاشياء كان تلاميذ يسوع الممسوحون هؤلاء قد جُلبوا الى وحدة ثيوقراطية.‏ ولكن،‏ بحسب التتابع المستخدم،‏ تصف مرقس ١٣:‏٢٧ ومتى ٢٤:‏٣١ امرا آخر.‏ فـ‍ «ببوق عظيم الصوت،‏» يُجمع ‹المختارون› الباقون من اطراف الارض.‏ وكيف سيُجمعون؟‏ دون شك،‏ ‹سيُختمون› وتُحدَّد هويتهم بوضوح من قبل يهوه بصفتهم جزءا من ‹المدعوين والمختارين والامناء.‏› وفي وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيُجمعون الى السماء ليكونوا ملوكا وكهنة.‏e وهذا سيجلب الفرح لهم ولرفقائهم الامناء،‏ ‹الجمع الكثير،‏› الذين سيوسَمون هم انفسهم من اجل ‹الاتيان من الضيقة العظيمة› ليتمتعوا بالبركات في ارض فردوسية.‏ —‏ متى ٢٤:‏٢٢؛‏ رؤيا ٧:‏٣،‏ ٤،‏ ٩-‏١٧؛‏ ١٧:‏١٤‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢٠:‏٦‏؛‏ حزقيال ٩:‏٤،‏ ٦‏.‏

      ٢٤ تكشف متى ٢٤:‏٢٩-‏٣١ عن ايّ تتابع في ما يتعلق بالتطورات القادمة؟‏

      ٢٤ عندما قال الرسل،‏ «قل لنا .‏ .‏ .‏،‏» غطى جواب يسوع اكثر مما كان بإمكانهم ان يفهموا.‏ ولكن خلال مدة حياتهم ابتهجوا بأن يروا الاتمام النموذجي لنبوته.‏ لقد ركَّز درسنا لجواب يسوع على الجزء من نبوته الذي سيتمّ في المستقبل القريب.‏ (‏متى ٢٤:‏٢٩-‏٣١؛‏ مرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٧؛‏ لوقا ٢١:‏٢٥-‏٢٨‏)‏ والآن يمكننا ان نرى ان نجاتنا تقترب اكثر.‏ ويمكننا ان نتطلَّع الى الامام الى بداية الضيق العظيم،‏ بعد ذلك الى علامة ابن الانسان،‏ وبعد ذلك الى جَمع اللّٰه للمختارين.‏ وأخيرا،‏ بصفته منفِّذ احكام يهوه في هرمجدون،‏ فإن ملكنا المحارب،‏ يسوع المتوَّج،‏ سوف «يكمِل غلبته.‏» (‏رؤيا ٦:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ ويوم يهوه ذلك،‏ عندما ينفِّذ الانتقام،‏ سيأتي كنهاية عظمى لاختتام نظام الاشياء الذي وَسَمَ يوم الرب يسوع من السنة ١٩١٤ فصاعدا.‏

      ٢٥ كيف يمكننا ان نشترك في الاتمام المستقبلي للوقا ٢١:‏٢٨‏؟‏

      ٢٥ فاستمروا في الاستفادة من التعليم الالهي بهدف الاستجابة للاتمام المستقبلي لكلمات يسوع:‏ «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.‏» (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ ويا لَلمستقبل العظيم الذي يكمن امام المختارين والجمع الكثير اذ يشرع يهوه في تقديس اسمه القدوس!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a يسرُّ شهود يهوه بتزويد البرهان عن ذلك،‏ مظهرين كيف تتمِّم الوقائع المادية ليومنا نبوة الكتاب المقدس.‏

      b ظهرت مواد اضافية في الصفحات ٢٩٦-‏٣٢٣ من ملكوت اللّٰه الالفي يقترب،‏ بالانكليزية،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في السنة ١٩٧٣،‏ وبرج المراقبة عدد ١ ايار ١٩٨٣،‏ «الوقت للهرب هو الآن!‏»‏

      c يكتب يوسيفوس عن التطورات بين الهجوم الاول للرومان على اورشليم (‏٦٦ ب‌م)‏ ودمارها:‏ «خلال الليل هبَّت عاصفة مدمرة؛‏ زمجر إعصار،‏ هطلت امطار جارفة،‏ ومض البرق باستمرار،‏ كان قصف الرعد مهولا،‏ واهتزت الارض محدثة اصواتا تصمُّ الآذان.‏ ان هذا الانهيار لكامل بنية الاشياء أنذر بوضوح بكارثة للجنس البشري،‏ ولم يكن احد ليشكَّ في ان العلامات المشؤومة انذرت بمصيبة لا مثيل لها.‏»‏

      d ان ما تكلَّم به يسوع عن «ضيق عظيم» و«ضيق» في انطباقه الاول هو دمار النظام اليهودي.‏ لكن في الاعداد التي تنطبق فقط على يومنا،‏ استعمل اداة التعريف «الـ‍ ،‏» قائلا ‏«ال‍ـ‍ ضيق.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٩‏،‏ ع‌ج‏؛‏ مرقس ١٣:‏١٩،‏ ٢٤‏)‏ ودعت الرؤيا ٧:‏١٤ هذا الحدث المقبل ‏«ال‍ـ‍ ضيقة العظيمة.‏»‏

      e انظروا «اسئلة من القراء» في عدد ١٥ آب ١٩٩٠ من برج المراقبة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة