-
«كونوا قديسين . . .»برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
‹الناموس مقدَّس، بار، وصالح›
٧ و ٨ (أ) كيف تمكن الاسرائيليون من ان ‹يكونوا قديسين›؟ (ب) قابلوا ناموس يهوه بمدوَّنة حمورابي البابلية؟
٧ و ‹كينونتهم قديسين› لم تعنِ الكمال ولا التظاهر بتقوى باطلة؛ فقد عنت الطاعة لمجموعة واسعة من الشرائع المعطاة لاسرائيل بواسطة موسى. (خروج ١٩:٥، ٦) وبخلاف اية شريعة قومية اخرى كان يمكن وصف ناموس اللّٰه بأنه ‹مقدَّس وبار وصالح.› — رومية ٧:١٢، عج.
٨ صحيح ان مدوَّنة حمورابي البابلية، التي يقال بأنها وُضعت قبل الناموس الموسوي، غطت امتدادا مماثلا من المواضيع. فبعض تشريعاتها، مثل شريعة ‹العين بالعين،› مماثل للمبادئ الموسوية. وهكذا يدعي النقاد ان موسى استعار شرائعه من مدوَّنة حمورابي. ولكنّ مدوَّنة حمورابي لم تفعل اكثر من تمجيد حمورابي وخدمة مصالحه السياسية. وناموس اللّٰه أُعطي لاسرائيل ‹ليكون لهم خير كل الايام لكي يبقوا احياء.› (تثنية ٦:٢٤) وليس هنالك ايضا دليل على ان شريعة حمورابي كانت يوما ما مُلزِمة شرعيا في بابل، اذ لم تكن اكثر من «عون شرعي للاشخاص الباحثين عن نصيحة.» (دائرة المعارف البريطانية الجديدة، طبعة ١٩٨٥، المجلد ٢١، الصفحة ٩٢١) أما الناموس الموسوي فكان مُلزِما ويحتوي على عقوبات عادلة على العصيان. وأخيرا تركِّز مدوَّنة حمورابي على كيفية التعامل مع الخطاة؛ و ٥ فقط من بنودها الـ ٢٨٠ هي محظورات مباشرة. أما القوة الدافعة لناموس اللّٰه فكانت نحو منع الخطإ لا المعاقبة عليه.
٩ اي تأثير كان للناموس الموسوي في حياة اليهود؟
٩ ولأن الناموس الموسوي كان ‹مقدَّسا، بارا، وصالحا› فقد كان له تأثير قوي في حياة اليهود الشخصية. فنظم عبادتهم، زوَّد السبوت للامتناع عن العمل، ضبط بناء الامة الاقتصادي، حدَّد بعض المطالب في ما يتعلق باللباس، وأعطى ارشادا مفيدا في قضايا الطعام والنشاط الجنسي والعادات الصحية. وحتى اعمال الجسد العادية صارت تحت تدقيق الناموس الموسوي.
«وصية يهوه طاهرة»
١٠ (أ) لماذا اهتم الناموس بمجالات كثيرة للحياة؟ (ب) كيف روَّج الناموس الطهارة الجسدية والصحة الجيدة؟ (اشملوا الحاشية.)
١٠ ان فرائض تفصيلية كهذه تغطي الحياة اليومية كان لها قصد رفيع: جَعْل الاسرائيليين طاهرين — جسديا وروحيا وعقليا وأدبيا. مثلا، ان الشرائع التي تتطلب منهم الاستحمام، تغطية برازهم، حَجْر ذوي الامراض المعدية، وتجنب بعض الاطعمة، كل ذلك روَّج الصحة والطهارة الجسدية.a — خروج ٣٠:١٨-٢٠، لاويين الاصحاح ١١؛ ١٣:٤ و ٥، ٢١، ٢٦؛ ١٥:١٦-١٨، ٢١-٢٣، تثنية ٢٣:١٢-١٤.
١١ ماذا عنت الكينونة نجسا طقسيا؟
١١ ومع ذلك فان الصحة الجيدة والوقاية الصحية كانتا حقا ثانويتين بالنسبة الى الطهارة الروحية. ولهذا السبب فان الشخص الذي ربما اكل احد الاطعمة المحرَّمة او انهمك في علاقات جنسية او مسّ جسدا ميتا كان يتنجس ايضا بطريقة طقسية. (لاويين الاصحاحان ١١، ١٥، عدد الاصحاح ١٩) وهكذا فان نجسا كهذا كان يُمنع من المساهمة في العبادة — وفي بعض الحالات تحت عقوبة الموت! (لاويين ١٥:٣١؛ ٢٢:٣-٨) ولكن ماذا كانت علاقة محظورات كهذه بالطهارة الروحية؟
١٢ كيف روَّجت شرائع الطهارة الطقسية الطهارة الروحية؟
١٢ تميزت العبادة الوثنية بالعهارة وعبادة الموتى والعربدة. لكنّ «دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية» تُظهر: «ما من عمل جنسي كان يُسمح به كوسيلة لعبادة يهوه. فمثل هذا النشاط كله من هذا القبيل كان يجعل المرء نجسا. . . . وفي اسرائيل نال الموتى اكرامهم اللائق ولكنهم لم يعطَوا بطريقة ما توقيرا غير ملائم ولم يصيروا هدفا للعبادة . . . والمرافقة الاضافية في اعياد الجيران الوثنيين، التي تتضمن صنع الولائم، كانت مستحيلة على الاسرائيلي لأن طعامهم كان نجسا.» ففرائض الناموس شكَّلت «حائط» الانفصال عن العناصر الدينية النجسة. — افسس ٢:١٤.
١٣ كيف روَّج الناموس الطهارة العقلية؟
١٣ والناموس عمل ايضا في سبيل طهارة الاسرائيليين العقلية. مثلا، عملت تشريعاته المتعلقة بالشؤون الزوجية على تهذيب تفكير الانسان. (لاويين ١٥:١٦-٣٣) وتعلَّم الاسرائيليون ضبط النفس في الامور الجنسية، غير مستسلمين للعاطفة غير المضبوطة كالكنعانيين. والناموس علَّم ايضا الملتصقين به ان يسيطروا على مشاعرهم ورغباتهم، اذ دان التفكير الشهواني. — خروج ٢٠:١٧.
١٤ كيف كانت شريعة اللّٰه فريدة في ما يتعلق بترويج الطهارة الادبية؟
١٤ ولكنّ الجدير بالملاحظة اكثر من كل ذلك هو تشديد الناموس على الطهارة الادبية. صحيح ان مدوَّنة حمورابي دانت ايضا اخطاء كالزنا. لكنّ احدى المقالات في «عالِم الآثار المتعلقة بالكتاب المقدس» علَّقت: «بخلاف البابليين والاشوريين الذين اعتبروا الزنا مجرد جريمة ضد حقوق ملكية الزوج فان تشريع العهد القديم يعتبر الزنا ايضا اساءة خطيرة الى الآداب.»
-
-
«كونوا قديسين . . .»برج المراقبة ١٩٨٨ | ١ آذار (مارس)
-
-
a لم تكن لشريعة حمورابي تدابير كهذه؛ ولم يجرِ اكتشاف مجموعة قوانين صحية مشابهة بين المصريين القدماء رغم انهم مارسوا شكلا متقدما نسبيا من الطب. يقول كتاب «مصر القديمة»: «الرقى السحرية والوصفات الطبية منثورة بكثرة [في النصوص الطبية المصرية] مع علاجات معقولة.» لكنّ ناموس اللّٰه لم يكن له طابع ابليسي بل كان سليما من الناحية العلمية. مثلا، في الازمنة العصرية فقط رأى الاطباء الحاجة الى الاغتسال بعد مسّ الجثث، الامر الذي تطلَّبه الناموس الموسوي منذ آلاف السنين! — عدد الاصحاح ١٩.
-