-
يهوه يقود شعبهبرج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | شباط (فبراير)
-
-
يَهْوَهُ يُعَيِّنُ قَائِدًا كَامِلًا
١٥ (أ) كَيْفَ أَشَارَ ٱلْأَنْبِيَاءُ إِلَى مَجِيءِ قَائِدٍ كَامِلٍ؟ (ب) مَنْ هُوَ هٰذَا ٱلْقَائِدُ ٱلْكَامِلُ؟
١٥ أَنْبَأَ يَهْوَهُ قَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ أَنَّهُ سَيُعَيِّنُ قَائِدًا كَامِلًا عَلَى شَعْبِهِ. أَخْبَرَ مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «يُقِيمُ لَكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسْطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي — لَهُ تَسْمَعُونَ». (تث ١٨:١٥) وَذَكَرَ إِشَعْيَا أَنَّ ذٰلِكَ ٱلشَّخْصَ سَيَكُونُ «قَائِدًا وَآمِرًا». (اش ٥٥:٤) كَمَا كَتَبَ دَانِيَالُ بِٱلْوَحْيِ عَنْ مَجِيءِ «ٱلْمَسِيَّا ٱلْقَائِدِ». (دا ٩:٢٥) وَأَخِيرًا، أَشَارَ يَسُوعُ إِلَى نَفْسِهِ بِصِفَتِهِ «قَائِدَ» شَعْبِ ٱللّٰهِ. (اقرأ متى ٢٣:١٠.) وَٱلتَّلَامِيذُ أَيْضًا آمَنُوا أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَ يَسُوعَ وَٱتَّبَعُوهُ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. (يو ٦:٦٨، ٦٩) فَمَاذَا أَقْنَعَهُمْ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ ٱلْقَائِدُ ٱلْمُنْتَظَرُ؟
١٦ مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ دَعَمَ يَسُوعَ؟
١٦ دَعْمُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. عِنْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ، رَأَى يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ ‹ٱلرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلًا عَلَيْهِ›. وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى «دَفَعَ ٱلرُّوحُ [يَسُوعَ] أَنْ يَذْهَبَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ». (يو ١:٣٢؛ مر ١:١٠-١٢) كَمَا مَكَّنَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَنْ يَصْنَعَ ٱلْعَجَائِبَ وَيُعَلِّمَ بِسُلْطَةٍ. (اع ١٠:٣٨) وَسَاعَدَهُ أَيْضًا أَنْ يُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ كَٱلْمَحَبَّةِ، ٱلْفَرَحِ، وَٱلْإِيمَانِ. (يو ١٥:٩؛ عب ١٢:٢) وَمَا مِنْ قَائِدٍ آخَرَ شَهِدَ لَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. فَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَ يَسُوعَ لِيَقُودَ شَعْبَهُ.
كَيْفَ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)
١٧ كَيْفَ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ يَسُوعَ؟
١٧ دَعْمُ ٱلْمَلَائِكَةِ. بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّةِ يَسُوعَ، ‹جَاءَ مَلَائِكَةٌ وَصَارُوا يَخْدُمُونَهُ›. (مت ٤:١١) كَمَا «تَرَاءَى لَهُ مَلَاكٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَقَوَّاهُ» قَبْلَ سَاعَاتٍ مِنْ مَوْتِهِ. (لو ٢٢:٤٣) وَكَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُرْسِلُ إِلَيْهِ مَلَائِكَةً كُلَّمَا ٱحْتَاجَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ. — مت ٢٦:٥٣.
١٨، ١٩ كَيْفَ ٱتَّبَعَ يَسُوعُ إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِ وَتَعْلِيمِهِ؟
١٨ إِرْشَادُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. اِتَّبَعَ يَسُوعُ تَوْجِيهَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ وَإِلَى نِهَايَتِهَا. حَتَّى إِنَّهُ ٱقْتَبَسَ نُبُوَّتَيْنِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا وَهُوَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. (مت ٤:٤؛ ٢٧:٤٦؛ لو ٢٣:٤٦) أَمَّا ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي أَيَّامِهِ، فَتَجَاهَلُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ حِينَ تَعَارَضَتْ مَعَ تَقَالِيدِهِمْ. لِذَا ٱقْتَبَسَ يَسُوعُ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا عَنْهُمْ: «هٰذَا ٱلشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. عَبَثًا يَعْبُدُونَنِي، لِأَنَّهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا ٱلنَّاسِ». (مت ١٥:٧-٩) فَهَلْ كَانَ يَهْوَهُ سَيَخْتَارُ رِجَالًا كَهٰؤُلَاءِ لِيَقُودُوا شَعْبَهُ؟!
١٩ وَلَمْ يَسْتَنِدْ يَسُوعُ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي حَيَاتِهِ فَقَطْ بَلْ فِي تَعْلِيمِهِ أَيْضًا. فَعِنْدَمَا تَحَدَّاهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ، لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مُعْتَمِدًا عَلَى حِكْمَتِهِ أَوْ خِبْرَتِهِ. بَلْ لَجَأَ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِصِفَتِهَا ٱلْمَرْجِعَ ٱلْأَوَّلَ وَٱلْأَخِيرَ. (مت ٢٢:٣٣-٤٠) كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يُثِيرَ إِعْجَابَ سَامِعِيهِ بِإِخْبَارِهِمْ قِصَصًا عَنْ حَيَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَنْ خَلْقِ ٱلْكَوْنِ. بَلْ «فَتَّحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». (لو ٢٤:٣٢، ٤٥) فَيَسُوعُ أَحَبَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، وَكَانَ يَتُوقُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهَا.
٢٠ (أ) كَيْفَ أَكْرَمَ يَسُوعُ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ ٱخْتَلَفَ يَسُوعُ عَنْ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ ٱلْأَوَّلِ؟
٢٠ رَغْمَ أَنَّ ٱلنَّاسَ تَعَجَّبُوا مِنْ ‹كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسِرَّةِ›، نَسَبَ يَسُوعُ ٱلْفَضْلَ كُلَّهُ إِلَى مُعَلِّمِهِ يَهْوَهَ. (لو ٤:٢٢) وَعِنْدَمَا دَعَاهُ رَجُلٌ غَنِيٌّ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ»، أَجَابَهُ يَسُوعُ بِتَوَاضُعٍ: «لِمَ تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ، وَهُوَ ٱللّٰهُ». (مر ١٠:١٧، ١٨) بِٱلْمُقَابِلِ، لَاحِظْ مَا فَعَلَهُ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَاسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلَّذِي مَلَكَ عَلَى ٱلْيَهُودِيَّةِ بَعْدَ ٨ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ. فَخِلَالَ ٱجْتِمَاعٍ خُصُوصِيٍّ، لَبِسَ هِيرُودُسُ «ٱلْحُلَّةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ». وَعِنْدَمَا رَآهُ ٱلنَّاسُ وَسَمِعُوهُ، هَتَفُوا: «إِنَّهُ صَوْتُ إِلٰهٍ لَا صَوْتُ إِنْسَانٍ!». فَأَحَبَّ هِيرُودُسُ هٰذَا ٱلْمَدْحَ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ «فِي ٱلْحَالِ ضَرَبَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ، فَصَارَ ٱلدُّودُ يَأْكُلُهُ كُلَّهُ وَمَاتَ». (اع ١٢:٢١-٢٣) طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ هِيرُودُسُ قَائِدًا مُعَيَّنًا مِنْ يَهْوَهَ، بِعَكْسِ يَسُوعَ ٱلَّذِي بَرْهَنَ أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْمِثَالِيُّ ٱلْمُعَيَّنُ مِنْ يَهْوَهَ.
٢١ مَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ مَا كَانَتْ قِيَادَةُ يَسُوعَ لِتَدُومَ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةً فَقَطْ. فَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «دُفِعَتْ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ». ثُمَّ وَعَدَهُمْ: «هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:١٨-٢٠) لٰكِنَّ يَسُوعَ ٱلْيَوْمَ شَخْصٌ رُوحَانِيٌّ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَكَيْفَ يَقُودُ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ مَنِ ٱخْتَارَهُمْ يَهْوَهُ لِيُمَثِّلُوا يَسُوعَ وَيَتَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ شَعْبِهِ؟ وَكَيْفَ يَعْرِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَنْ هُمْ مُمَثِّلُو ٱللّٰهِ؟ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
-
-
مَن يقود شعب اللّٰه اليوم؟برج المراقبة (الطبعة الدراسية) ٢٠١٧ | شباط (فبراير)
-
-
١، ٢ بَعْدَ صُعُودِ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، مَاذَا تَسَاءَلَ ٱلرُّسُلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ؟
لَا يَزَالُ ٱلرُّسُلُ عَلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ يُرَاقِبُونَ سَيِّدَهُمْ وَصَدِيقَهُمْ يَرْتَفِعُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ حَتَّى حَجَبَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ عُيُونِهِمْ. (اع ١:٩، ١٠) لَقَدْ ظَلَّ يَسُوعُ يُعَلِّمُهُمْ وَيُرْشِدُهُمْ وَيُشَجِّعُهُمْ طَوَالَ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا. لٰكِنَّهُ رَحَلَ ٱلْآنَ. فَمَاذَا سَيَفْعَلُونَ يَا تُرَى؟
٢ كَانَ يَسُوعُ قَدْ قَالَ لَهُمْ: «تَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَوَعَدَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَنَالُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيُتَمِّمُوا هٰذَا ٱلتَّفْوِيضِ. (اع ١:٥) وَلٰكِنْ مَنْ سَيُوَجِّهُ وَيُنَظِّمُ حَمْلَةَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْعَالَمِيَّةَ؟ عَرَفَ ٱلرُّسُلُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ قَدِيمًا رِجَالًا لِيَقُودُوا أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ. لِذٰلِكَ رُبَّمَا تَسَاءَلُوا: ‹هَلْ يُعَيِّنُ يَهْوَهُ لَنَا ٱلْآنَ قَائِدًا جَدِيدًا؟›.
٣ (أ) أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ ٱتَّخَذَهُ ٱلرُّسُلُ ٱلْأُمَنَاءُ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ لَمْ يَمْضِ أُسْبُوعَانِ حَتَّى رَاجَعَ ٱلرُّسُلُ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ، صَلَّوْا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ، وَٱخْتَارُوا مَتِّيَاسَ لِيَكُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلـ ١٢ بَدَلَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ. (اع ١:١٥-٢٦) وَلِمَ كَانَ هٰذَا مُهِمًّا جِدًّا؟ أَدْرَكَ ٱلتَّلَامِيذُ أَهَمِّيَّةَ وُجُودِ ١٢ رَسُولًا.a فَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ، ٱخْتَارَ يَسُوعُ ٱلرُّسُلَ وَدَرَّبَهُمْ لِيُؤَدُّوا دَوْرًا مُهِمًّا جِدًّا بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَمَا هُوَ هٰذَا ٱلدَّوْرُ، وَكَيْفَ جَهَّزَهُمْ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ لَهُ؟ كَيْفَ يَتْبَعُ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ تَرْتِيبًا مُمَاثِلًا؟ وَكَيْفَ ‹نَذْكُرُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا›، وَخُصُوصًا «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ»؟ — عب ١٣:٧؛ مت ٢٤:٤٥.
يَسُوعُ يَقُودُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ
٤ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ ٱلرُّسُلُ وَبَعْضُ ٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ؟
٤ تَوَلَّى ٱلرُّسُلُ قِيَادَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱبْتِدَاءً مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. فَفِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ، عَلَّمَ بُطْرُسُ وَٱلْأَحَدَ عَشَرَ جَمْعًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ حَقَائِقَ مُنْقِذَةً لِلْحَيَاةِ. (اع ٢:١٤، ١٥) فَٱعْتَنَقَ كَثِيرُونَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، وَٱسْتَمَرُّوا يَتْبَعُونَ «تَعَالِيمَ ٱلرُّسُلِ». (اع ٢:٤٢) وَأَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ ٱهْتَمَّ بِهَا ٱلرُّسُلُ آنَذَاكَ؟ أَشْرَفُوا عَلَى أَمْوَالِ ٱلْجَمَاعَةِ. (اع ٤:٣٤، ٣٥) وَعَلَّمُوا شَعْبَ ٱللّٰهِ وَصَلَّوْا مِنْ أَجْلِهِمْ. (اع ٦:٤) كَمَا أَرْسَلُوا إِخْوَةً ذَوِي خِبْرَةٍ لِيُبَشِّرُوا فِي مُقَاطَعَاتٍ جَدِيدَةٍ. (اع ٨:١٤، ١٥) لَقَدْ أَلَّفَ هٰؤُلَاءِ ٱلرُّسُلُ هَيْئَةً حَاكِمَةً فِي أُورُشَلِيمَ تُشْرِفُ عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ وَتُزَوِّدُهَا بِٱلْإِرْشَادِ. وَلَاحِقًا، ٱنْضَمَّ إِلَيْهِمْ شُيُوخٌ مَمْسُوحُونَ آخَرُونَ. — اع ١٥:٢.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ دَعَمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) كَيْفَ دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ؟ (ج) كَيْفَ أَرْشَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ؟
٥ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَرَفُوا أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. فَكَيْفَ تَأَكَّدُوا مِنْ ذٰلِكَ؟ أَوَّلًا، دَعَمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ هٰذِهِ ٱلْهَيْئَةَ. (يو ١٦:١٣) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرُّوحَ حَلَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ، لٰكِنَّهُ سَاعَدَ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ فِي أُورُشَلِيمَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِيُتَمِّمُوا دَوْرَهُمْ كَنُظَّارٍ. مَثَلًا، أَرْشَدَهُمْ سَنَةَ ٤٩ بم كَيْ يَتَّخِذُوا قَرَارًا بِشَأْنِ ٱلْخِتَانِ. وَعِنْدَمَا ٱتَّبَعَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ إِرْشَادَهُمْ، كَانَتْ «تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا». (اع ١٦:٤، ٥) كَذٰلِكَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ أَنْ تُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ مِثْلِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِيمَانِ. وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ فِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَتَبَتْهَا إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ بِشَأْنِ قَضِيَّةِ ٱلْخِتَانِ. — اع ١٥:١١، ٢٥-٢٩؛ غل ٥:٢٢، ٢٣.
٦ ثَانِيًا، دَعَمَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ. مَثَلًا، طَلَبَ مَلَاكٌ مِنْ كَرْنِيلِيُوسَ أَنْ يَسْتَدْعِيَ بُطْرُسَ. وَبَعْدَمَا أَصْغَى هُوَ وَأَقْرِبَاؤُهُ إِلَى هٰذَا ٱلرَّسُولِ، حَلَّ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مَعَ أَنَّهُمْ غَيْرُ مَخْتُونِينَ. وَهٰكَذَا أَصْبَحَ كَرْنِيلِيُوسُ أَوَّلَ أُمَمِيٍّ يَعْتَنِقُ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. وَعِنْدَمَا سَمِعَ ٱلرُّسُلُ وَبَاقِي ٱلْإِخْوَةِ بِذٰلِكَ، أَذْعَنُوا لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَرَحَّبُوا بِٱلْأُمَمِ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اع ١١:١٣-١٨) كَمَا وَجَّهَ ٱلْمَلَائِكَةُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّذِي أَشْرَفَتْ عَلَيْهِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ. (اع ٥:١٩، ٢٠) وَثَالِثًا، أَرْشَدَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ كَيْ تُنَظِّمَ ٱلْجَمَاعَاتِ وَتَبُتَّ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ. — اع ١:٢٠-٢٢؛ ١٥:١٥-٢٠.
٧ لِمَ نَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ هُوَ قَائِدُ ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
٧ مَعَ أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ أَشْرَفَتْ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱعْتَرَفَ أَعْضَاؤُهَا بِتَوَاضُعٍ أَنَّ قَائِدَهُمْ هُوَ يَسُوعُ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ «أَعْطَى بَعْضًا كَرُسُلٍ»، وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّهُ «رَأْسُ» ٱلْجَمَاعَةِ وَقَائِدُهَا. (اف ٤:١١، ١٥) وَبَدَلَ أَنْ يُسَمِّيَ ٱلتَّلَامِيذُ أَنْفُسَهُمْ عَلَى ٱسْمِ أَحَدِ ٱلرُّسُلِ، «دُعُوا بِعِنَايَةٍ إِلٰهِيَّةٍ مَسِيحِيِّينَ». (اع ١١:٢٦) وَرَغْمَ أَنَّ بُولُسَ عَرَفَ أَهَمِّيَّةَ ٱتِّبَاعِ تَعَالِيمِ ٱلرُّسُلِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ تَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ، قَالَ: «أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ [بِمَا فِي ذٰلِكَ كُلُّ أَعْضَاءِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ] هُوَ ٱلْمَسِيحُ». ثُمَّ أَضَافَ أَنَّ «رَأْسَ ٱلْمَسِيحِ هُوَ ٱللّٰهُ». (١ كو ١١:٢، ٣) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَ ٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ قَائِدَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
-