مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٠ ٢٢/‏٥ ص ٢٤-‏٢٧
  • الهايدا —‏ شعب «جزر الضباب» الفريد

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الهايدا —‏ شعب «جزر الضباب» الفريد
  • استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مَن هم الهايدا؟‏
  • الاعمدة الطوطمية —‏ معناها
  • ڤايكِنڠز الپاسيفيكي الشمالي الغربي
  • ماذا يحمل المستقبل؟‏
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • الغراب الأسحم —‏ ماذا يجعله مختلفا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • ارض قاحلة تصير خصبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • اسئلة من القراء
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٠
ع٩٠ ٢٢/‏٥ ص ٢٤-‏٢٧

الهايدا —‏ شعب «جزر الضباب» الفريد

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في كندا

منذ حوالي مئتي سنة كان المستكشفون والتجار الاوروپيون مبتهجين ومندهشين على السواء عند لقائهم الاول لشعب الهايدا،‏ السكان الفرائد لمجموعة الجزر المكتشفة حديثا على بعد من ساحل كندا الغربي.‏

كانت هذه الاتصالات الاولية مشرِّفة وودّية على حدّ سواء.‏ وكانت الزوارق الملساء المنحوتة باليد من الارز،‏ وهي ملآنة رجالا ونساء يرتدون احيانا افخر اثواب جلد الفقمة،‏ تتهافت للترحيب بكل سفينة تجارية.‏ وفي احدى المناسبات بدأ ركّاب احد الزوارق بالغناء،‏ وبإيماءة ودّية،‏ وقف احد الرجال ينثر الريش على الماء.‏ (‏كان زغب العُقاب يرمز الى الصداقة والترحيب.‏)‏ وفي مناسبة اخرى اقترب شيخ قبيلة وغنّى منفردا اغنية ترحيب،‏ فيما اشترك مئتا صوت على الشاطئ في قرار الاغنية.‏

تتألَّف هايدا ڠواي،‏ او موطن الهايدا،‏ من أرخبيل من ١٥٠ جزيرة على شكل خنجر يقع حوالي ٦٠ ميلا غربي ساحل كولومبيا البريطانية الكندي.‏ وتُسمّى الآن مجموعة الجزر الضبابية هذه جزر الملكة شارلوت.‏ وتيار المحيط الدافئ من اليابان،‏ تيار اليابان،‏ يلطِّف مناخ الجزر.‏ ولكن،‏ على الرغم من درجات الحرارة المعتدلة،‏ فإن الجزر يمكن ان تضربها الرياح العاتية والعواصف.‏

مَن هم الهايدا؟‏

يُعرف القليل عن أصل الهايدا او عن وصولهم الى جزر الملكة شارلوت،‏ اذ لم يُحفَظ قط اي سجل مكتوب عن تاريخهم او ثقافتهم.‏ وكالجزر نفسها المثقلة بالضباب فإن ماضيهم يغشاه ضباب الزمان.‏ ويعتقد البعض ان الهايدا وصلوا من آسيا عن طريق مضيق بيرنڠ،‏ فيما يجادل آخرون انهم اتوا بالزوارق مع تيار اليابان.‏ ولكن،‏ كل ما لدينا هو مجموعة من التقاليد الشفهية التي تجمع بين الواقع والخيال.‏ ووفقا لإحدى الحكايات ظهر شعب الهايدا من محارة كبيرة،‏ فتحها غراب،‏ في روز پوينت في الطرف الشمالي الشرقي لجزيرة ڠراهام —‏ كبرى جزر الملكة شارلوت.‏

تلقي هذه الاساطير والخرافات العديدة القليل او لا شيء من الضوء على أصل الهايدا،‏ ولكن على نحو مثير للاهتمام،‏ تخبرنا مختلف القصص عن طوفان عظيم غطّى اعلى القمم،‏ وفقط ببناءِ طوف كبير من جذوع الشجر وتحميله مؤنا كان ان احدا نجا.‏ وقد شهد احد شيوخ الهايدا من سْكيديڠت:‏ «كثيرون من شعبنا يعرفون قصة الطوفان هذه،‏ لأنها الحقيقة.‏ لقد حدث فعلا،‏ منذ سنين كثيرة جدا.‏»‏

ولكونهم واثقين بأنفسهم،‏ واسعي الحيلة،‏ ومبدعين على نحو رفيع،‏ أسَّس الهايدا بنية اجتماعية غنيَّة ومعقَّدة قبل سنة ١٧٧٤،‏ عندما وصل الاوروپيون،‏ بزمن طويل.‏ كانت الامة تنقسم الى قسمين اساسيين،‏ عشيرة العُقاب وعشيرة الغراب،‏ اللتين تُحدَّدان عند الولادة من خلال سلالة الام.‏ وفي هذا المجتمع المبني على سلسلة نسب الام،‏ كان الاولاد دائما من عشيرة الام.‏ وكان رفقاء الزواج يُختارون فقط من العشيرة المقابلة،‏ وكانت الخِطبة غالبا ترتِّبها الام عندما يكون ابنها او ابنتها لا يزال صغيرا جدا.‏

الاعمدة الطوطمية —‏ معناها

كانت شعارات العائلة او العشيرة،‏ التي تستخدم مخلوقات طبيعية او اسطورية كرموز،‏ مقتنيات يُفخَر بها لإثبات الهوية الشخصية.‏ وقد احتوت شعارات عشيرة العُقاب على العقبان،‏ طيور القاق،‏ القنادس،‏ وكلاب البحر،‏ منحوتة او مرسومة بأسلوب فنّي،‏ فيما احتوت شعارات عشيرة الغراب على المعز الجبلية،‏ الحيتان السفّاحة،‏ الدببة الشُمط،‏ وأقواس قزح.‏ ولم تكن هذه الشعارات للزينة وحسب ولكنها صوَّرت سلسلة نسب العائلة،‏ ثروتها،‏ ومنزلتها،‏ بالاضافة الى امتيازات العشيرة،‏ اغانيها،‏ وقصصها.‏

وبينما لم تكن الاعمدة المنحوتة تُعبد كأوثان فقد كان لبعض رسوم الشعارات مغزى خرافي او روحي،‏ اذ صوَّرت اسلافا فوق الطبيعة لهم قوى سحرية على تحويل انفسهم الى حيوانات والعودة الى حالتهم السابقة ثانية.‏ ولفترة أقلّ من مئة سنة،‏ من نحو سنة ١٨٤٠،‏ نال نحت الاعمدة ونصبها شعبية كبيرة.‏ والآن،‏ فإن اعمدة خشب الارز الضخمة هذه،‏ التي بيَّضها الطقس وصقلها فصارت رمادية فضية،‏ تنحلّ ببطء وتسقط.‏ وبعض الاعمدة كان ارتفاعه ٦٠ قدما وعرضه ٥ اقدام.‏

ومن الربيع الى الخريف كانت حياة الهايدا مشغولة بجمع الطعام وخزنه.‏ ومن البحر اتت وفرة من السمك،‏ المحار،‏ سروء (‏بيض)‏ سمك الرنكة،‏ والاعشاب البحرية.‏ وكانوا يصطادون الفقمات من اجل المحتوى الدهني،‏ مقايضين اياه بشحم سمك الشمع eulachon غير الموجود في مياه جزرهم.‏ ويقدَّر شحم سمك الشمع الى هذا اليوم،‏ اذ انه يضيف نكهة الى جميع اصناف الأطعمة.‏ وبيض الطيور،‏ التوت البرّي،‏ جذور الارض،‏ والطعام البري زادت الغذاء تنوُّعا.‏

لم يكن الهايدا معروفين كمزارعين،‏ مع انهم عندما أُدخلت البطاطا من البر الرئيسي جنَوا ثمرها وأعادوا بيعه لشعوب البر الرئيسي.‏ وخلال أشهر الشتاء كانت هنالك مهرجانات،‏ تجمُّعات سعيدة،‏ حينما كانت العائلات غالبا ترتدي اللباس الرسمي المصنوع من جلد الفقمة الجميل.‏ وكانت مهرجاناتهم مناسبات للمشاركة وإعطاء الهدايا،‏ وسيلة لتوزيع الثروة او احراز مكانة في المجتمع.‏ وكانت تلك اياما للاحتفال،‏ الرقص،‏ الغناء،‏ وحكاية القصص.‏

وبقايا قرى الهايدا،‏ المنتشرة في كل أرجاء الجزر،‏ تشهد لعدد سكان جدير بالاعتبار عاش مرة في جزر الملكة شارلوت.‏ ففي اوائل القرن الـ‍ ١٩،‏ كان هنالك حوالي ٠٠٠‏,٧ ساكن في الجزر.‏ ولكن،‏ مع قدوم الرجل الابيض،‏ اتت امراضه وكحوله،‏ ممّا أدّى الى اساءة استعمال الكحول الواسعة الانتشار.‏ وهُجرت القرى اذ حاول الهايدا الفرار قبل كارثة الجدري المهلكة.‏ وبحلول سنة ١٨٨٥ كانوا قد تضاءلوا الى مجرد ٨٠٠ شخص.‏

ڤايكِنڠز الپاسيفيكي الشمالي الغربي

ولأن موطنهم محاط بالماء شعر الهايدا دائما بارتياح في البحر،‏ وخصوصا في زوارقهم الرائعة.‏ وقد كان بعض هذه الزوارق كبيرا جدا حتى انه كان اطول من المراكب الشراعية للمستكشفين الأوروپيين الاولين!‏ وتفاوتت الزوارق في الطول من ٧٥ قدما،‏ القادرة على حمل ٤٠ شخصا وطُنَّين من الحُمولة،‏ الى زوارق الـ‍ ٢٥ قدما الاصغر للاستعمال اليومي قرب الشاطئ.‏ في تلك الزوارق الاكبر كان الهايدا يُغِيرون ويتاجرون من غير منازع طوال قرون،‏ من ألاسكا شمالا الى پيودجِت ساوند جنوبا.‏ وقد غرسوا الخوف والرهبة بين شعوب البر الرئيسي المحلية،‏ ولُقِّبوا بڤايكِنڠز الپاسيفيكي الشمالي الغربي.‏

وبالرغم من ان الهايدا الآن لديهم مراكب بحرية حديثة مجهَّزة جيدا فإن زوارق خشب الارز الاحمر الاصلية لم يجرِ نسيانها.‏ ولا يزال القليل منها يُبنى للمناسبات الخصوصية،‏ كالمعرض العالمي الكندي،‏ معرض ٨٦،‏ الذي أُقيم في ڤانكوڤر،‏ كولومبيا البريطانية.‏ وقد كان الخشب الليِّن لأشجار الارز الاحمر الكبيرة مثاليا لإعطاء الزوارق شكلها.‏ فكان تجزُّع الخشب (‏ترتيب أليافه)‏ مستقيما،‏ يسهل العمل به،‏ ويقاوم الفساد.‏

ماذا يحمل المستقبل؟‏

لقد آلت حال الهايدا الآن الى قريتين،‏ أوْلد ماسِّت وسْكيديڠت،‏ ويتساءل كثيرون عن مستقبلهم ومستقبل ثقافتهم بالاضافة الى «جزر الضباب» الجميلة التي لهم.‏ ومن المؤكَّد ان اساءة استعمال الكحول والمرض قد تركا أثرهما المأساوي.‏ وقد سبَّب اغراء حياة المدينة هجرة الجيل الاصغر الى مدن البر الرئيسي في پرنس رُوپرت وڤانكوڤر.‏ والاستثمار الحراجي الصناعي،‏ بالرغم من تزويده الكثير من الاعمال في الجزر،‏ يثير الارتياب والقلق بين اولئك الذين يرون جزرهم العزيزة معرَّضة للخطر.‏

وقد كان لأديان العالم المسيحي تأثير سلبي آخر في طريقة حياة الهايدا.‏ فمرسَلو الكنيسة،‏ في حماستهم للهداية والسيطرة،‏ قلَّما أوْلَوا التفكير لثقافة قديمة جدا وراسخة.‏ «لم يحاولوا قط تفهُّم الهايدا —‏ طرائقه في التعبير عن نفسه،‏ عملياته التفكيرية،‏ وقِيَمه،‏» يدَّعي احد المراجع التاريخية.‏ والمهرجانات،‏ الرقص،‏ الاعمدة الطوطمية،‏ والشامان (‏الاطباء المشعوذون)‏ حظرهم المرسَلون الواحد تلو الآخر.‏ ووقتَ المعمودية فُرض تغيير الاسماء.‏ وأُهملت الاسماء العزيزة،‏ الغنيَّة بالمعنى،‏ كليا وحلّت محلّها ألقاب أنكلوسَكسونية مثل سميث،‏ جونز،‏ وڠلادستون.‏ واتَّبعت الاسماء الجديدة نظاما مبنيا على سلسلة نسب الاب بدلا من النظام المبني على سلسلة نسب الام الذي استعمله الهايدا.‏ لقد سلب المرسَلون قِيَمهم القديمة ولكنهم لم يستبدلوها بقِيَم الاسفار المقدسة.‏

ولكن،‏ في السنين الاخيرة،‏ بورك الهايدا بوصول نوع آخر من المرسَلين الى شواطئهم —‏ شهود يهوه.‏ وقد راقت رسالتهم لصفات الهايدا الطيِّبة،‏ وأعطتهم رجاء حقيقيا للمستقبل.‏ وإذ يستمر هؤلاء المرسَلون المسيحيون في الذهاب من بيت الى بيت في كل أرجاء الجزر،‏ مستعملين احيانا مراكب صيد السمك وطائرات الادغال للوصول الى المستقَرّات النائية من رأس سانت جيمس الى جزيرة لانڠرا،‏ يغمرهم جمال جزر الملكة شارلوت الذي لم يُمَسَّ نسبيا ودفء الشعب ولطفه.‏

ومثل المستكشفين منذ مئتي سنة،‏ وجد شهود يهوه رفقاء حقيقيين بين الهايدا،‏ اذ اخذوا باجتهاد بشارة ملكوت اللّٰه المؤسَّس الى كل بيت في الجزر.‏ وقد تجاوب الكثير من عائلات الهايدا،‏ مدركين رنَّة الحق التي تحتوي عليها كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ وبدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه صاروا يقدِّرون العلاقة الحقيقية بين الانسان واللّٰه،‏ الانسان والانسان،‏ والانسان والحيوان.‏

لقد أقبلوا الى معرفة اسم «الكائن الاسمى،‏» ليس بصفته «قوة السموات المشعَّة» فحسب،‏ بل بصفته يهوه اللّٰه.‏ وصاروا يقدِّرون أُخوَّة الجنس البشري،‏ أن جميع البشر متساوون امام يهوه بواسطة المسيح يسوع.‏ (‏اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ نعم،‏ والحيوانات والطيور والاسماك جميعها أنفس،‏ تماما كما ان الانسان هو نفس.‏ وهي لا تملك أنفسا خالدة او القوى فوق الطبيعة التي نسبها اليها رواة القصص القدامى.‏ —‏ لاويين ٢٤:‏١٧،‏ ١٨؛‏ جامعة ٣:‏١٨-‏٢١؛‏ حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠‏.‏

عشرة انواع من الحيتان تقتات في المياه الغنيَّة بالعوالق.‏ وتكثر اسود البحر الشمالية في النتوءات الصخرية.‏ ويقيم نصف مليون من الطيور البحرية في الجروف الشديدة الانحدار مع النادر من الشواهين،‏ العقبان الرخماء،‏ والغربان السحماء.‏ وتكثر الاسماك من جميع الانواع في المياه الساحلية،‏ الانهار،‏ والبحيرات.‏ والدببة السود،‏ التي لا نظير لها في الحجم في اي مكان في العالم،‏ تجوب الغابات المكسوَّة بالحزاز moss التي تحتوي على اشجار عمرها ألف سنة،‏ بما فيها راتِينجيّة سيتكا العملاقة،‏ الارز الاحمر،‏ وشجر الأُتْسُوغَة.‏

ان المحافظين قلقون ان يحذو هذا الجمال المحتفظ بنقاوته والبيئة الغنيَّة لجزر شارلوت حذو المناطق الاخرى التي صارت قفارا خربة بسبب سوء تدبير الانسان.‏ ولكنّ الهايدا الذين اعتنقوا وعود الكائن الاسمى،‏ يهوه اللّٰه،‏ يتطلَّعون الى المستقبل بثقة،‏ اذ ان وعوده لا تسقط ابدا.‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ فمن خالقنا العظيم يأتي الوعد ان الارض بكاملها ستصير فردوسا في ظل الادارة البارة لملكوت اللّٰه.‏ وحينئذ فإن الجمال الساكن في «جزر الضباب» لن يُهدَّد ثانية ابدا.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

‏[الصور في الصفحة ٢٥]‏

اليمين:‏ جزر الضباب الساحرة

اقصى اليمين:‏ الاعمدة الطوطمية لقرية نِنْستِنْتس،‏ جزيرة انتوني

في الاسفل:‏ اسود البحر الشمالية في رأس سانت جيمس

‏[الصور في الصفحة ٢٦]‏

اليسار:‏ قاعة الملكوت في مدينة الملكة شارلوت

فوق:‏ جنبات الرتم مزهرة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة