-
لمَ يجب ان نكون قدوسين؟برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
١ عَلَامَ يُسَاعِدُنَا سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ؟
اَلْقَدَاسَةُ صِفَةٌ يَطْلُبُهَا يَهْوَهُ مِنْ كُلِّ عُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. وَيَأْتِي سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ عَلَى ذِكْرِ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ سِفْرٍ آخَرَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا، سَيُسَاعِدُنَا فَهْمُ وَتَقْدِيرُ هٰذَا ٱلسِّفْرِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلْقَدَاسَةِ فِي حَيَاتِنَا.
٢ مَا هِيَ بَعْضُ مِيزَاتِ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ؟
٢ إِنَّ سِفْرَ ٱللَّاوِيِّينَ، ٱلَّذِي كَتَبَهُ ٱلنَّبِيُّ مُوسَى، هُوَ جُزْءٌ مِنْ «كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ» ٱلنَّافِعَةِ لِلتَّعْلِيمِ. (٢ تي ٣:١٦) وَيَظْهَرُ فِيهِ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ بِمُعَدَّلِ عَشْرِ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ إِصْحَاحٍ. وَفَهْمُ هٰذَا ٱلسِّفْرِ يُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى تَجَنُّبِ فِعْلِ أَيِّ شَيْءٍ يَجْلُبُ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ. (لا ٢٢:٣٢) كَمَا يُذَكِّرُنَا تَكْرَارُ ٱلْعِبَارَةِ «أَنَا يَهْوَهُ» بِأَهَمِّيَّةِ إِطَاعَةِ ٱللّٰهِ. إِنَّ سِفْرَ ٱللَّاوِيِّينَ مُرَصَّعٌ بِجَوَاهِرَ كَرِيمَةٍ تَجْعَلُهُ هِبَةً قَيِّمَةً مِنَ ٱللّٰهِ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَأْدِيَةِ عِبَادَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَلْنَكْتَشِفْ بَعْضًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْجَوَاهِرِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
اَلْقَدَاسَةُ مَطْلَبٌ إِلٰهِيٌّ
٣، ٤ مَاذَا يُمَثِّلُ غَسْلُ هَارُونَ وَأَبْنَائِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ اِقْرَإِ ٱللَّاوِيِّين ٨:٥، ٦. اِخْتَارَ يَهْوَهُ هَارُونَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِإِسْرَائِيلَ، وَٱخْتَارَ أَوْلَادَهُ كَهَنَةً لِلْأُمَّةِ. وَيُمَثِّلُ هَارُونُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، فِي حِينِ يُمَثِّلُ أَبْنَاءُ هَارُونَ أَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَهَلْ عَنَى غَسْلُ هَارُونَ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَطْهِيرٍ؟ كَلَّا، فَٱلْمَسِيحُ بِلَا خَطِيَّةٍ وَ «بِلَا شَائِبَةٍ». (عب ٧:٢٦؛ ٩:١٤) إِلَّا أَنَّ طَهَارَةَ هَارُونَ بَعْدَ غَسْلِهِ تُشِيرُ إِلَى طَهَارَةِ يَسُوعَ ٱلْبَارِّ. وَمَاذَا عَنْ أَبْنَاءِ هَارُونَ؟ هَلْ يَحْمِلُ غَسْلُهُمْ أَيَّ مَعْنًى؟
٤ يُشِيرُ غَسْلُ أَبْنَاءِ هَارُونَ إِلَى تَطْهِيرِ ٱلْمُخْتَارِينَ لِيَكُونُوا أَعْضَاءَ ٱلْكَهَنُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهَلْ يَرْتَبِطُ هٰذَا ٱلتَّطْهِيرُ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟ كَلَّا، فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ لَا تَمْحُو ٱلْخَطَايَا، بَلْ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ ٱلشَّخْصَ نَذَرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ. فَٱلْمَمْسُوحُونَ يُغْسَلُونَ «بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ يُطَبِّقُوا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ تَعَالِيمَ ٱلْمَسِيحِ فِي حَيَاتِهِمْ. (اف ٥:٢٥-٢٧) وَهٰكَذَا يَكُونُونَ قُدُّوسِينَ وَطَاهِرِينَ. وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›؟ — يو ١٠:١٦.
٥ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يُطَهَّرُونَ بِوَاسِطَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
٥ لَا يُمَثِّلُ أَبْنَاءُ هَارُونَ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› مِنْ خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ. (رؤ ٧:٩) إِلَّا أَنَّ ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ يَصِيرُونَ هُمْ أَيْضًا طَاهِرِينَ وَقُدُّوسِينَ بِوَاسِطَةِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. فَحِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ وَفَعَّالِيَّةِ دَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ، يَنْدَفِعُونَ إِلَى تَأْدِيَةِ «خِدْمَةٍ مُقَدَّسَةٍ نَهَارًا وَلَيْلًا». (رؤ ٧:١٣-١٥) وَتَطْهِيرُ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَٱلْأَرْضِيِّ عَمَلِيَّةٌ مُتَوَاصِلَةٌ تَجْعَلُهُمْ ‹يُحَافِظُونَ عَلَى سُلُوكِهِمِ ٱلْحَسَنِ›. (١ بط ٢:١٢) وَكَمْ يُسَرُّ يَهْوَهُ عِنْدَمَا يَرَى طَهَارَةَ وَوَحْدَةَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ لِرَاعِيهِمْ يَسُوعَ وَيَتْبَعُونَهُ بِوَلَاءٍ!
٦ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِٱنْتِظَامٍ؟
٦ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَطْلَبِ ٱلنَّظَافَةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَطَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْكَهَنَةِ قَدِيمًا؟ غَالِبًا مَا يُلَاحِظُ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَهُمْ نَظَافَةَ أَمَاكِنِ عِبَادَتِنَا وَنَظَافَتَنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ وَحُسْنَ لِبَاسِنَا وَهِنْدَامِنَا. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، تُعَلِّمُنَا طَهَارَةُ ٱلْكَهَنَةِ أَنَّ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ عِبَادَةِ يَهْوَهَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ «طَاهِرَ ٱلْقَلْبِ». (اقرإ المزمور ٢٤:٣، ٤؛ اش ٢:٢، ٣.) إِذًا، يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ طَاهِرِينَ قَلْبًا وَعَقْلًا وَجَسَدًا فِيمَا نُؤَدِّي خِدْمَتَنَا ٱلْمُقَدَّسَةَ لِلّٰهِ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ إِجْرَاءَ فَحْصٍ مُنْتَظِمٍ لِلذَّاتِ. فَرُبَّمَا نَجِدُ أَحْيَانًا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى صُنْعِ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ لِنَكُونَ قُدُّوسِينَ. (٢ كو ١٣:٥) مَثَلًا، إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُعْتَمِدَ ٱلَّذِي يُشَاهِدُ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ عَنْ قَصْدٍ يَنْبَغِي أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُحَافِظُ عَلَى ٱلْقَدَاسَةِ؟›. ثُمَّ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَةِ ٱلْفَاسِدَةِ. — يع ٥:١٤.
عَلَاقَةُ ٱلطَّاعَةِ بِمَطْلَبِ ٱلْقَدَاسَةِ
٧ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ يَنْسَجِمُ مَعَ ٱللَّاوِيِّين ٨:٢٢-٢٤؟
٧ أَثْنَاءَ تَكْرِيسِ صَفِّ ٱلْكَهَنُوتِ فِي إِسْرَائِيلَ، وُضِعَ دَمُ كَبْشٍ عَلَى آذَانِ هَارُونَ وَبَنِيهِ ٱلْيُمْنَى، وَكَذٰلِكَ عَلَى أَبَاهِمِ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمِ ٱلْيُمْنَى. (اقرإ اللاويين ٨:٢٢-٢٤.) وَرَمَزَ ذٰلِكَ إِلَى أَنَّ ٱلْكَهَنَةَ سَيَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيُتَمِّمُوا وَاجِبَاتِهِمْ بِكُلِّ طَاعَةٍ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، رَسَمَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَسُوعُ مِثَالًا كَامِلًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. فَكَانَتْ أُذُنُهُ مُدَوْزَنَةً لِتَسْمَعَ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ، وَٱسْتَخْدَمَ يَدَيْهِ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ، وَلَمْ تَحِدْ قَدَمَاهُ يَوْمًا عَنْ مَسْلَكِ ٱلْقَدَاسَةِ. — يو ٤:٣١-٣٤.
٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ عُبَّادِ يَهْوَهَ؟
٨ وَٱقْتِدَاءً بِرَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَسُوعَ، عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ أَنْ يَتْبَعُوا مَسْلَكَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَيَنْبَغِي أَنْ يُطِيعُوا إِرْشَادَاتِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ لِئَلَّا يُحْزِنُوا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ. (اف ٤:٣٠) وَيَجِبُ أَنْ ‹يَصْنَعُوا سُبُلًا مُسْتَقِيمَةً لِأَقْدَامِهِمْ›. — عب ١٢:١٣.
٩ مَاذَا يَقُولُ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ يَعْمَلُونَ مَعَ أَعْضَاءٍ مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، وَكَيْفَ تُسَاعِدُكَ تَعْلِيقَاتُهُمْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي مَسْلَكِ ٱلْقَدَاسَةِ؟
٩ تَأَمَّلْ فِي تَعْلِيقَاتِ ثَلَاثَةِ إِخْوَةٍ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ أَرْضِيٌّ يَعْمَلُونَ مُنْذُ عُقُودٍ بِشَكْلٍ لَصِيقٍ مَعَ أَعْضَاءٍ مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. يَقُولُ ٱلْأَوَّلُ: «فِي حِينِ أَنَّ ٱمْتِيَازَ خِدْمَتِي فَرِيدٌ، فَإِنَّ ٱحْتِكَاكِي ٱللَّصِيقَ بِهٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ يَكْشِفُ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا كَامِلِينَ مَعَ أَنَّهُمْ مَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ. مَعَ ذٰلِكَ، كَانَ أَحَدُ أَهْدَافِي عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ هُوَ أَنْ أُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ». وَيُعَلِّقُ ٱلْأَخُ ٱلثَّانِي: «تُسَاعِدُنِي آيَاتٌ مِثْلُ ٢ كُورِنْثُوس ١٠:٥ عَنِ ‹ٱلطَّاعَةِ لِلْمَسِيحِ›، أَنْ أُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ وَأَتَعَاوَنَ مَعَهُمْ. وَهٰذِهِ ٱلطَّاعَةُ نَابِعَةٌ مِنَ ٱلْقَلْبِ». أَمَّا ٱلْأَخُ ٱلثَّالِثُ فَيَقُولُ: «إِنَّ مَحَبَّةَ مَا يُحِبُّهُ يَهْوَهُ وَبُغْضَ مَا يُبْغِضُهُ، وَطَلَبَ إِرْشَادِهِ وَفِعْلَ مَرْضَاتِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ تَعْنِي إِطَاعَةَ هَيْئَتِهِ وَٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُهُمْ لِيُتَمِّمَ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ». وَقَدْ تَأَثَّرَ هٰذَا ٱلْأَخُ كَثِيرًا بِطَاعَةِ نَاثَان نُورَ، ٱلَّذِي أَصْبَحَ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ. فَٱلْأَخُ نُور تَقَبَّلَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ نِقَاطًا شَكَّكَ فِيهَا آخَرُونَ فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «وِلَادَةُ ٱلْأُمَّةِ» نُشِرَتْ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٥. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي تَعَابِيرِ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلثَّلَاثَةِ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي مَسْلَكِ ٱلْقَدَاسَةِ بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلطَّاعَةِ.
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْقَدَاسَةِ بِإِطَاعَةِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ
١٠ إِلَى أَيِّ حَدٍّ هِيَ مُهِمَّةٌ إِطَاعَةُ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ؟
١٠ اِقْرَإِ ٱللَّاوِيِّين ١٧:١٠. أَمَرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَلَّا يَأْكُلُوا «دَمًا». وَٱلِٱمْتِنَاعُ عَنِ ٱلدَّمِ — دَمِ ٱلْحَيَوَانِ أَوِ ٱلْإِنْسَانِ — هُوَ أَيْضًا مَطْلَبٌ مَسِيحِيٌّ. (اع ١٥:٢٨، ٢٩) وَكَعُبَّادٍ لِيَهْوَهَ، يَقْشَعِرُّ بَدَنُنَا بِمُجَرَّدِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَنَّ ٱللّٰهَ يُمْكِنُ أَنْ ‹يَجْعَلَ وَجْهَهُ ضِدَّنَا› وَيَقْطَعَنَا مِنْ جَمَاعَتِهِ. فَنَحْنُ نُحِبُّهُ وَنُرِيدُ أَنْ نُطِيعَهُ. حَتَّى لَوْ طَرَأَ ظَرْفٌ عَرَّضَ حَيَاتَنَا لِلْخَطَرِ، فَلَنْ نَسْتَسْلِمَ أَبَدًا لِضُغُوطِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ يَهْوَهَ وَلَا يَهْتَمُّونَ بِإِطَاعَتِهِ. فَنَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنْ يَسْتَهْزِئَ بِنَا ٱلْآخَرُونَ بِسَبَبِ ٱمْتِنَاعِنَا عَنِ ٱلدَّمِ، وَلٰكِنَّنَا نَخْتَارُ إِطَاعَةَ ٱللّٰهِ. (يه ١٧، ١٨) فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَكُونَ ثَابِتِي ٱلْعَزْمِ› أَلَّا نَأْكُلَ ٱلدَّمَ أَوْ نَقْبَلَ نَقْلَ ٱلدَّمِ؟ — تث ١٢:٢٣.
١١ لِمَ نَقُولُ إِنَّ يَوْمَ ٱلْكَفَّارَةِ ٱلسَّنَوِيَّ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ طَقْسٍ؟
١١ يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْهَمَ وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللّٰهِ فِي مَسْأَلَةِ ٱلدَّمِ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي ٱسْتُخْدِمَ بِهَا فِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ ٱلْكَفَّارَةِ ٱلسَّنَوِيَّ. فَقَدْ خُصِّصَ ٱلدَّمُ لِقَصْدٍ مُمَيَّزٍ، أَلَا وَهُوَ ٱلتَّكْفِيرُ عَنِ ٱلْخَطَايَا لِنَيْلِ غُفْرَانِ يَهْوَهَ. فَكَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَرُشُّ دَمَ ٱلْعِجْلِ وَٱلْجَدْيِ نَحْوَ غِطَاءِ تَابُوتِ ٱلْعَهْدِ وَقُدَّامَهُ، مَا أَتَاحَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ نَيْلَ غُفْرَانِ يَهْوَهَ. (لا ١٦:١٤، ١٥، ١٩) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، أَمَرَ ٱللّٰهُ كُلَّ مَنْ يَقْتُلُ حَيَوَانًا لِلْأَكْلِ أَنْ يَسْفِكَ دَمَهُ وَيُغَطِّيَهُ بِٱلتُّرَابِ، إِذْ «إِنَّ نَفْسَ [أَيْ حَيَاةَ ] كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ». (لا ١٧:١١-١٤) وَهَلْ كَانَ كُلُّ ذٰلِكَ طُقُوسًا عَدِيمَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟ كَلَّا، فَقَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، حَرَّمَ ٱللّٰهُ عَلَى نُوحٍ وَٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْهُ ٱسْتِخْدَامَ ٱلدَّمِ لِدَعْمِ ٱلْحَيَاةِ. (تك ٩:٣-٦) وَٱسْتِعْمَالُ ٱلدَّمِ يَوْمَ ٱلْكَفَّارَةِ وَأَمْرُ ٱللّٰهِ بِأَنْ يُسْكَبَ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَنْسَجِمَانِ مَعَ تِلْكَ ٱلْوَصِيَّةِ. فَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ لِلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٢ كَيْفَ رَبَطَ بُولُسُ ٱلدَّمَ بِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا؟
١٢ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ قُدْرَةِ ٱلدَّمِ عَلَى ٱلتَّطْهِيرِ، كَتَبَ قَائِلًا: «إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يُطَهَّرُ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ بِٱلدَّمِ، وَبِدُونِ إِرَاقَةِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ». (عب ٩:٢٢) إِلَّا أَنَّ قِيمَةَ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ كَانَتْ وَقْتِيَّةً. فَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ هٰذِهِ ٱلذَّبَائِحَ كَانَتْ مُجَرَّدَ مُذَكِّرٍ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّهُمْ خُطَاةٌ وَأَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى ذَبِيحَةٍ أَعْظَمَ تَمْحُو خَطَايَاهُمْ كُلِّيًّا. فَٱلشَّرِيعَةُ كَانَتْ «ظِلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ لَا جَوْهَرَ ٱلْأَشْيَاءِ عَيْنَهُ». (عب ١٠:١-٤) فَكَيْفَ كَانَ غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا سَيَصِيرُ مُمْكِنًا؟
١٣ مَاذَا يَعْنِي لَكَ تَقْرِيبُ يَسُوعَ قِيمَةَ دَمِهِ إِلَى يَهْوَهَ؟
١٣ اِقْرَأْ أَفَسُس ١:٧. إِنَّ مَوْتَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي ‹سَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِنَا› فِدْيَةً مُهِمٌّ جِدًّا لِكُلِّ مَنْ يُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّونَ أَبَاهُ. (غل ٢:٢٠) إِلَّا أَنَّ مَا فَعَلَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ هُوَ مَا حَرَّرَنَا فِعْلًا وَجَعَلَ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا مُمْكِنًا. فَقَدْ تَمَّمَ يَسُوعُ مَا رَمَزَتْ إِلَيْهِ أَحْدَاثُ يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، كَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَأْخُذُ مِنْ دَمِ ٱلْعِجْلِ وَٱلْجَدْيِ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ وَيُقَدِّمُهُ أَمَامَ ٱللّٰهِ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ فِي حَضْرَتِهِ. (لا ١٦:١١-١٥) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا وَقَرَّبَ قِيمَةَ دَمِهِ إِلَى يَهْوَهَ. (عب ٩:٦، ٧، ١١-١٤، ٢٤-٢٨) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى إِمْكَانِيَّةِ مَغْفِرَةِ خَطَايَانَا وَتَطْهِيرِ ضَمَائِرِنَا لِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِدَمِ يَسُوعَ!
١٤، ١٥ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْهَمَ وَنُطِيعَ شَرِيعَةَ يَهْوَهَ بِخُصُوصِ ٱلدَّمِ؟
١٤ هَلِ ٱتَّضَحَ لَكَ ٱلْآنَ لِمَاذَا أَوْصَانَا يَهْوَهُ أَلَّا نَأْكُلَ ٱلدَّمَ؟ (لا ١٧:١٠) وَهَلْ عَرَفْتَ لِمَ ٱلدَّمُ مُقَدَّسٌ عِنْدَ ٱللّٰهِ؟ إِنَّهُ يَعْتَبِرُهُ مُعَادِلًا لِلْحَيَاةِ. (تك ٩:٤) أَفَلَا تُوَافِقُ أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ وُجْهَةَ نَظَرِ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلدَّمِ وَنُطِيعَ وَصِيَّتَهُ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْهُ؟ فَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِنَكُونَ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْإِيمَانُ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ ٱلدَّمَ مُقَدَّسٌ فِي نَظَرِ خَالِقِنَا. — كو ١:١٩، ٢٠.
١٥ إِنَّ مَسْأَلَةَ ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنِ ٱلدَّمِ يُمْكِنُ أَنْ تُوَاجِهَ أَيًّا مِنَّا فَجْأَةً. فَرُبَّمَا نُضْطَرُّ نَحْنُ أَوْ أَحَدُ أَعْضَاءِ عَائِلَتِنَا أَوْ صَدِيقٌ حَمِيمٌ لَنَا أَنْ نُقَرِّرَ هَلْ نَقْبَلُ أَنْ يُنْقَلَ دَمٌ إِلَيْنَا أَمْ لَا. وَخِلَالَ مِحْنَةٍ كَهٰذِهِ، يَلْزَمُ أَيْضًا ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ بِشَأْنِ ٱلْأَجْزَاءِ ٱلصَّغِيرَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنَ ٱلدَّمِ وَٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ. لِذٰلِكَ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ، نَقُومَ بِٱلْبَحْثِ ٱللَّازِمِ، وَنَتَّخِذَ مُسْبَقًا قَرَارًا ثَابِتًا لِئَلَّا نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا عِنْدَ نُشُوءِ أَيِّ ظَرْفٍ طَارِئٍ. فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَبَدًا إِحْزَانَ قَلْبِ يَهْوَهَ بِقُبُولِ مَا تُدِينُهُ كَلِمَتُهُ. طَبْعًا، يُشَجِّعُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْأَطِبَّاءِ وَغَيْرُهُمْ مِنْ مُؤَيِّدِي نَقْلِ ٱلدَّمِ عَلَى ٱلتَّبَرُّعِ بِٱلدَّمِ فِي سَبِيلِ إِنْقَاذِ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ. غَيْرَ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ ٱلْقُدُّوسَ يَعْتَرِفُ أَنَّ لِلْخَالِقِ ٱلْحَقَّ فِي أَنْ يُقَرِّرَ كَيْفَ يَجِبُ ٱسْتِخْدَامُ ٱلدَّمِ ٱلَّذِي هُوَ مُقَدَّسٌ فِي نَظَرِهِ. فَلْنُصَمِّمْ عَلَى إِطَاعَةِ شَرِيعَتِهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ وَلْنُبَرْهِنْ أَنَّنَا نُقَدِّرُ كَثِيرًا قِيمَةَ دَمِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ. فَوَحْدَهُ دَمُ ٱلْمَسِيحِ قَادِرٌ عَلَى غُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا وَمَنْحِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — يو ٣:١٦.
هَلْ أَنْتَ مُصَمِّمٌ عَلَى إِطَاعَةِ شَرِيعَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلدَّمِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٤، ١٥.)
لِمَ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ؟
١٦ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ شَعْبُ يَهْوَهَ قُدُّوسِينَ؟
١٦ عِنْدَمَا أَنْقَذَ ٱللّٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ، قَالَ لَهُمْ: «أَنَا يَهْوَهُ ٱلَّذِي أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِأَكُونَ لَكُمْ إِلٰهًا، فَكُونُوا قُدُّوسِينَ، لِأَنِّي قُدُّوسٌ». (لا ١١:٤٥) فَقَدْ أَرَادَ ٱللّٰهُ أَنْ يَكُونَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ قُدُّوسِينَ لِأَنَّهُ هُوَ قُدُّوسٌ. وَكَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَيْضًا قُدُّوسِينَ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ وَاضِحٌ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ فِي سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ.
-
-
لنكن قدوسين في كل سلوكنابرج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
١، ٢ (أ) مَاذَا يَطْلُبُ ٱللّٰهُ مِنْ شَعْبِهِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يَقْتَبِسَ مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ لِيَشْرَحَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا قُدُّوسِينَ. (اقرأ ١ بطرس ١:١٤-١٦.) فَإِلٰهُنَا «ٱلْقُدُّوسُ» يَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› أَنْ يَبْذُلُوا مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَصِيرُوا قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِهِمْ. — يو ١٠:١٦.
٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَسْتَخْرِجُ مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَنَتَعَلَّمُ دُرُوسًا تُسَاعِدُنَا إِذَا طَبَّقْنَاهَا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِنَا. وَسَتَدُورُ مُنَاقَشَتُنَا حَوْلَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا؟ مَاذَا يُعَلِّمُنَا سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ عَنْ تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟
لَا تَتَهَاوَنْ فِي ٱلْمَبَادِئِ أَوْ تُسَايِرْ عَلَى حِسَابِهَا
٣، ٤ (أ) لِمَ يَجِبُ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلتَّهَاوُنَ فِي تَطْبِيقِ ٱلشَّرَائِعِ وَٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ أَوِ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِهَا؟ (ب) لِمَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَقِمَ لِأَنْفُسِنَا وَنُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ؟
٣ إِنْ أَرَدْنَا إِرْضَاءَ يَهْوَهَ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِشَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ بِٱعْتِبَارِهَا مُقَدَّسَةً وَلَا نَتَهَاوَنَ فِي تَطْبِيقِهَا أَوْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ أَيٍّ مِنْهَا. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، غَيْرَ أَنَّ مَطَالِبَهَا تَمْنَحُنَا ٱلْبَصِيرَةَ لِنَعْرِفَ مَا هُوَ مَقْبُولٌ وَمَا هُوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. مَثَلًا، أَمَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا يَهْوَهُ». — لا ١٩:١٨.
٤ فَٱللّٰهُ يُرِيدُ أَلَّا نَنْتَقِمَ لِأَنْفُسِنَا وَأَلَّا نُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ. (رو ١٢:١٩) وَٱلتَّهَاوُنُ بِشَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ يَجْلُبُ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱسْمِهِ وَيُفَرِّحُ ٱلشَّيْطَانَ. حَتَّى لَوْ آذَانَا أَحَدٌ مَا عَنْ قَصْدٍ، فَلَا نَسْمَحْ لِلِٱسْتِيَاءِ أَوِ ٱلْغَيْظِ بِأَنْ يَأْكُلَنَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ. فَيَهْوَهُ أَعْطَانَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَكُونَ «آنِيَةً فَخَّارِيَّةً» تَحْتَوِي عَلَى كَنْزِ ٱلْخِدْمَةِ. (٢ كو ٤:١، ٧) وَلَا مَكَانَ فِي هٰذِهِ ٱلْآنِيَةِ لِأَيَّةِ مَوَادَّ أَوْ مَوَاقِفَ تُسَبِّبُ ٱلِٱهْتِرَاءَ كَٱلضَّغِينَةِ.
٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَادِثَةِ مَوْتِ ٱبْنَيْ هَارُونَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَقْطَعٍ آخَرَ مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ. فِي ٱللَّاوِيِّين ١٠:١-١١، نَقْرَأُ عَنْ فَاجِعَةٍ أَصَابَتْ عَائِلَةَ هَارُونَ حِينَ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتِ ٱبْنَيْهِ نَادَابَ وَأَبِيهُو. وَكَمْ كَانَ ٱمْتِحَانَ إِيمَانٍ صَعْبًا عَلَى هَارُونَ وَعَائِلَتِهِ حِينَ طَلَبَ مِنْهُمْ يَهْوَهُ أَلَّا يَنُوحُوا عَلَيْهِمَا! فَهَلْ تُحَافِظُ عَلَى قَدَاسَتِكَ بِٱمْتِنَاعِكَ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ حَتَّى لَوْ كَانُوا مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَتِكَ؟ — اقرأ ١ كورنثوس ٥:١١.
٦، ٧ (أ) أَيَّةُ أُمُورٍ تَسْتَأْهِلُ ٱلتَّفْكِيرَ فِيهَا عِنْدَ دَعْوَتِنَا إِلَى زِفَافٍ كَنَسِيٍّ؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.) (ب) كَيْفَ نَشْرَحُ لِقَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي زِفَافٍ كَنَسِيٍّ؟
٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَنْ نُوَاجِهَ بِٱلضَّرُورَةِ ٱمْتِحَانًا بِصُعُوبَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ هَارُونُ وَعَائِلَتُهُ، وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ دَعَانَا قَرِيبٌ لَيْسَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ لِنَحْضُرَ زِفَافًا فِي ٱلْكَنِيسَةِ وَنُشَارِكَ فِي مَرَاسِمِهِ؟ لَيْسَتْ هُنَالِكَ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ مُبَاشِرَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُحَرِّمُ عَلَيْنَا حُضُورَ زِفَافٍ كَهٰذَا، وَلٰكِنْ ثَمَّةَ مَبَادِئُ تُؤَثِّرُ عَلَى قَرَارِنَا.a
٧ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَتَحَيَّرَ أَقْرِبَاؤُنَا غَيْرُ ٱلشُّهُودِ جَرَّاءَ تَصْمِيمِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ قُدُّوسِينَ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. (١ بط ٤:٣، ٤) طَبْعًا، نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُهِينَهُمْ. لِذٰلِكَ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ إِلَيْهِمْ بِلُطْفٍ وَلٰكِنْ بِصَرَاحَةٍ، قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلْمُنَاسَبَةِ إِنْ أَمْكَنَ. فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْكُرَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ لَنَا لِلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلزِّفَافِ، ثُمَّ نُخْبِرَهُمْ أَنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نُفْسِدَ فَرْحَتَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ ٱلْمُمَيَّزِ وَنَكُونَ مَصْدَرَ إِحْرَاجٍ لَهُمْ وَلِلْحَاضِرِينَ بِسَبَبِ ٱمْتِنَاعِنَا عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلطُّقُوسِ ٱلدِّينِيَّةِ. وَهٰكَذَا نَتَجَنَّبُ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِنَا وَإِيمَانِنَا.
أَيِّدْ سُلْطَانَ يَهْوَهَ
٨ كَيْفَ يُسَلِّطُ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟
٨ يُسَلِّطُ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَذْكُرُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً أَنَّ مَصْدَرَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْوَارِدَةِ فِيهِ هُوَ يَهْوَهُ. وَقَدْ عَرَفَ مُوسَى هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ يَهْوَهُ. (لا ٨:٤، ٥) بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ دَائِمًا مَا يُوصِينَا بِهِ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلْكَوْنِيُّ يَهْوَهُ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، نَحْنُ مُحَاطُونَ بِٱلدَّعْمِ مِنْ هَيْئَتِهِ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوِ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُنَا وَنَحْنُ وَحْدَنَا، كَمَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ عِنْدَمَا جُرِّبَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟ (لو ٤:١-١٣) إِنْ رَكَّزْنَا عَلَى تَأْيِيدِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ وَٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَجْعَلَنَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا وَنَقَعُ فِي شَرَكِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ. — ام ٢٩:٢٥.
٩ لِمَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُبْغَضُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ؟
٩ وَبِصِفَتِنَا أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ وَشُهُودًا لِيَهْوَهَ، لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا أَنْ نَتَعَرَّضَ لِلِٱضْطِهَادِ أَيْنَمَا كُنَّا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي». (مت ٢٤:٩) إِلَّا أَنَّنَا نُوَاظِبُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَنَسْتَمِرُّ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَدَاسَتِنَا حَتَّى لَوْ أَبْغَضَنَا ٱلْآخَرُونَ. وَلٰكِنْ لِمَ نَحْنُ مُبْغَضُونَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ مَعَ أَنَّنَا مُوَاطِنُونَ صَالِحُونَ وَشُرَفَاءُ؟ (رو ١٣:١-٧) ذٰلِكَ لِأَنَّنَا ٱخْتَرْنَا يَهْوَهَ سَيِّدًا مُتَسَلِّطًا عَلَيْنَا. فَنَحْنُ نُؤَدِّي «لَهُ وَحْدَهُ» خِدْمَةً مُقَدَّسَةً وَلَنْ نُسَايِرَ أَبَدًا عَلَى حِسَابِ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ. — مت ٤:١٠.
١٠ مَاذَا حَدَثَ حِينَ كَسَرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ حِيَادَهُ؟
١٠ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ لَسْنَا «جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». لِذٰلِكَ لَا نَتَدَخَّلُ فِي شُؤُونِهِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَٱلسِّيَاسِيَّةِ بَلْ نَبْقَى عَلَى ٱلْحِيَادِ. (اقرأ يوحنا ١٥:١٨-٢١؛ اشعيا ٢:٤.) طَبْعًا، كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ٱلَّذِينَ كَسَرُوا حِيَادَهُمْ، إِلَّا أَنَّ ٱلْعَدِيدِينَ مِنْهُمْ تَابُوا وَٱسْتَعَادُوا عَلَاقَتَهُمْ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلرَّحِيمِ. (مز ٥١:١٧) لٰكِنَّ قِلَّةً مِنْهُمْ لَمْ يَتُوبُوا. مَثَلًا، ٱعْتُقِلَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ ظُلْمًا فِي هَنْغَارِيَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ. وَأَثْنَاءَ سَجْنِهِمْ، جَمَعَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ١٦٠ أَخًا مِنْهُمْ تَحْتَ ٱلْـ ٤٥ مِنَ ٱلْعُمْرِ فِي إِحْدَى ٱلْبَلَدَاتِ وَأَمَرَتْهُمْ بِٱلِٱلْتِحَاقِ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. فَبَقِيَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأُمَنَاءُ ثَابِتِينَ عَلَى مَوْقِفِهِمْ، فِي حِينِ أَنَّ تِسْعَةً مِنْهُمْ أَدَّوُا ٱلْيَمِينَ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ وَلَبِسُوا ٱلْبَدْلَةَ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ. وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ، وَجَدَ أَحَدُ ٱلتِّسْعَةِ نَفْسَهُ فِي فِرْقَةِ إِعْدَامٍ مُكَلَّفَةٍ بِإِطْلَاقِ ٱلنَّارِ عَلَى ٱلشُّهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ، وَمِنْ بَيْنِهِمْ شَقِيقُهُ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ! لٰكِنَّ حُكْمَ ٱلْإِعْدَامِ لَمْ يُنَفَّذْ.
أَعْطِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ
١١، ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي قُدِّمَتْ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟
١١ وَفْقًا لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا ذَبَائِحَ مُحَدَّدَةً. (لا ٩:١-٤، ١٥-٢١) وَوَجَبَ أَنْ تَكُونَ ٱلذَّبَائِحُ بِلَا عَيْبٍ لِأَنَّهَا أَشَارَتْ إِلَى ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَةِ. كَمَا لَزِمَ ٱتِّبَاعُ إِجْرَاءٍ مُحَدَّدٍ حَسَبَ نَوْعِ ٱلتَّقْدِمَةِ أَوِ ٱلذَّبِيحَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَاحِظْ مَا طَلَبَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ مِنَ ٱلْأُمِّ ٱلَّتِي تُنْجِبُ وَلَدًا. فَٱللَّاوِيِّين ١٢:٦ تَقُولُ: «وَعِنْدَ تَمَامِ أَيَّامِ تَطْهِيرِهَا لِأَجْلِ ٱبْنٍ أَوْ بِنْتٍ، تَأْتِي بِحَمَلٍ فِي سَنَتِهِ ٱلْأُولَى مُحْرَقَةً، وَبِفَرْخِ يَمَامٍ أَوْ تِرْغَلَّةٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ، إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ، إِلَى ٱلْكَاهِنِ». لَقَدْ كَانَتْ مَطَالِبُ ٱللّٰهِ مُحَدَّدَةً، لٰكِنَّ مَحَبَّتَهُ وَتَعَقُّلَهُ كَانَا وَاضِحَيْنِ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ فِي ٱلشَّرِيعَةِ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِ ٱلْأُمِّ أَنْ تُقَدِّمَ شَاةً، سُمِحَ لَهَا أَنْ تُقَدِّمَ زَوْجَ تِرْغَلٍّ أَوْ فَرْخَيْ يَمَامٍ. (لا ١٢:٨) وَرَغْمَ فَقْرِهَا، أَحَبَّهَا يَهْوَهُ وَقَدَّرَهَا مَثَلُهَا مَثَلُ ٱلَّتِي تُقَرِّبُ تَقْدِمَةً أَكْثَرَ كُلْفَةً. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ؟
١٢ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَرِّبُوا لِلّٰهِ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ». (عب ١٣:١٥) وَنَحْنُ نُسَبِّحُ ٱللّٰهَ حِينَ نُعْلِنُ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ جَهْرًا بِشِفَاهِنَا. وَمَاذَا عَنِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلصُّمِّ؟ بِإِمْكَانِهِمْ تَسْبِيحُ ٱللّٰهِ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ. أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعَاجِزُونَ عَنْ مُغَادَرَةِ مَنَازِلِهِمْ فَيُسَبِّحُونَهُ بِكِتَابَةِ ٱلرَّسَائِلِ، ٱلشَّهَادَةِ بِٱلْهَاتِفِ، وَٱلْكِرَازَةِ لِلَّذِينَ يَزُورُونَهُمْ وَيَعْتَنُونَ بِهِمْ. فَذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ تَتَفَاوَتُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ تَبَعًا لِصِحَّتِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا، لٰكِنَّهَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ دَائِمًا أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. — رو ١٢:١؛ ٢ تي ٢:١٥.
١٣ لمَ يَجِبُ أَنْ نُقَدِّمَ تَقْرِيرًا عَنْ خِدْمَتِنَا؟
١٣ نَحْنُ نُقَدِّمُ طَوْعًا ذَبَائِحَ تَسْبِيحِنَا لِلّٰهِ لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ. (مت ٢٢:٣٧، ٣٨) وَلٰكِنْ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجِبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهُ حِيَالَ تَقْدِيمِ تَقْرِيرٍ عَنْ نَشَاطِنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ؟ إِنَّ ٱسْتِعْدَادَنَا لِتَقْدِيمِ تَقْرِيرِنَا كُلَّ شَهْرٍ هُوَ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلّٰهِ. (٢ بط ١:٧) طَبْعًا، لَا يَجِبُ أَنْ يَشْعُرَ أَيٌّ مِنَّا أَنَّهُ مُرْغَمٌ عَلَى صَرْفِ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ لِمُجَرَّدِ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّقْمُ فِي تَقْرِيرِهِ كَبِيرًا. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ عَيْنِهِ، يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلْعَاجِزُونَ أَوِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي دَارٍ لِلرِّعَايَةِ تَقْرِيرَ خِدْمَةٍ بِـ ١٥ دَقِيقَةً إِذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَقْدِيمَ سَاعَةٍ كَامِلَةٍ فِي ٱلشَّهْرِ. وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلدَّقَائِقَ بِٱعْتِبَارِهَا أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ، وَيَرَى فِيهَا تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ وَتَقْدِيرًا لِٱمْتِيَازِهِمِ ٱلثَّمِينِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ شُهُودِهِ. فَكَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ تَسْمَحْ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ بِأَنْ يُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ بَاهِظَةَ ٱلثَّمَنِ، يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ذَوُو ٱلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ تَقْرِيرًا عَنْ خِدْمَتِهِمْ. وَتَقَارِيرُنَا ٱلشَّخْصِيَّةُ تَصِيرُ جُزْءًا مِنَ ٱلتَّقْرِيرِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ ٱلْهَيْئَةَ أَنْ تُخَطِّطَ مُسْبَقًا لِحَاجَاتِ ٱلْحَقْلِ. فَهَلْ هُوَ كَثِيرٌ أَنْ يُطْلَبَ مِنَّا تَقْدِيمُ تَقْرِيرٍ عَنْ خِدْمَتِنَا؟!
عَادَاتُ دَرْسِنَا وَعَلَاقَتُهَا بِذَبَائِحِ ٱلتَّسْبِيحِ
١٤ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَفَحَّصَ عَادَاتِ دَرْسِنَا؟
١٤ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي بَعْضِ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْرَجْنَاهَا مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ، لَعَلَّكَ تُفَكِّرُ: ‹صِرْتُ ٱلْآنَ أَفْهَمُ أَكْثَرَ لِمَ جَعَلَ ٱللّٰهُ هٰذَا ٱلسِّفْرَ جُزْءًا مِنْ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا›. (٢ تي ٣:١٦) وَلَرُبَّمَا زَادَ تَصْمِيمُكَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى قَدَاسَتِكَ، لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ ذٰلِكَ، بَلْ أَيْضًا لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ تَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتَفْعَلَ مَرْضَاتَهُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا تَعَلَّمْتَهُ عَنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ فَتَحَ شَهِيَّتَكَ لِلتَّعَمُّقِ أَكْثَرَ فِي بَاقِي أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرإ الامثال ٢:١-٥.)
هَلْ تُعْطِي ٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ وَٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ فِي حَيَاتِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.)
-