مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التحرر —‏ كم هو مرغوب فيه!‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • التحرر —‏ كم هو مرغوب فيه!‏

      ‏«اعطني الحرية او اعطني الموت!‏» صرخ الوطني الاميركي باتريك هنري منذ اكثر من ٢٠٠ سنة.‏ فقد كان التحرر بالنسبة اليه اثمن من الحياة نفسها.‏ وعلى مر القرون كانت لملايين الناس مشاعر مماثلة.‏

      ولكن خلال الخمسين سنة الماضية اتخذت الرغبة في التحرر أبعادا جديدة.‏ فقد سُلبت القوى الاستعمارية ملايين الرعايا اذ سعى هؤلاء وحصلوا على الاستقلال السياسي.‏ وقد أُقيمت حركات اجتماعية واقتصادية وحتى دينية سعيا نحو التحرر من الظلم والمحاباة،‏ سواء كان ذلك حقيقيا او خياليا.‏ فلم يُرِد من قبل قط كل هذا العدد من الرجال التحرر من سلطة ارباب العمل والحكومات،‏ وكل هذا العدد من النساء من سلطة الازواج والآباء،‏ وكل هذا العدد من الاولاد من سلطة الوالدين والمعلمين.‏ ومع ذلك،‏ فان حركات التحرر ليست شيئا جديدا.‏ فهي في الواقع قديمة تقريبا قِدَم الجنس البشري نفسه.‏ وأقدم كتاب تاريخ في العالم،‏ الكتاب المقدس،‏ يخبرنا بالمزيد.‏ وفحوى القصة،‏ كما توجد في التكوين ٣:‏١-‏٧‏،‏ هو هذا:‏

      بعد مدة قصيرة من خلق الرجل والمرأة اقترب من المرأة مخلوق ملائكي.‏ ودلت تصرفاته على رغبة في الافلات من سلطة خالقه.‏ فليس من المدهش ان يزعم ان ما تحتاج اليه هي وزوجها كان التحرر.‏ أليس صحيحا،‏ كما حاول اقناعها،‏ ان اللّٰه كان قد وضع قيودا عليهما؟‏ ولكن لماذا،‏ كما سأل،‏ يجب ان لا يأكلا من «ثمر الشجرة.‏ .‏ .‏ في وسط الجنة»؟‏ وفضلا عن ذلك،‏ ألم تكن «الشجرة شهية للنظر»؟‏ بلى!‏

      أَفلِتا،‏ كما الحَّ،‏ «تنفتح اعينكما وتكونان كاللّٰه عارفين الخير والشر.‏» يا له من امر مرغوب فيه!‏ اجل،‏ ان التحرر من حكم اللّٰه «الظالم» صار يبدو ثمينا كالحياة نفسها.‏

      ‏«اعطني الحرية او اعطني الموت!‏» لقد نال آدم وحواء كليهما —‏ لحزنهما وحزننا!‏ وكيف ذلك؟‏

  • ‏«كل الخليقة تئنّ» —‏ لماذا؟‏
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«كل الخليقة تئنّ» —‏ لماذا؟‏

      لقد ادار الرجل والمرأة الاولان ظهريهما الى اللّٰه.‏ ولكن اذ نالا «التحرر» الذي اراداه اضطرَّا الآن ان يديرا امورهما بأفضل ما يستطيعان.‏ وسرعان ما اكتشفا ان افضل ما يفعلان كان بعيدا عما هو حسن كفاية.‏ فعدم الخبرة والمعرفة المحدودة قادتا الى المشاكل.‏

      لهذا السبب صار كثيرون منا ضحايا المحاباة او الجور.‏ ولهذا السبب ورثنا جميعا عبودية النقائص البشرية،‏ فنمرض،‏ ونعاني ألما جسديا وعقليا غير طبيعي،‏ ونذرف دموع الحزن.‏ او،‏ كما يجري التعبير عن ذلك بلغة الكتاب المقدس،‏ لهذا السبب «كل الخليقة تئنّ وتتمخض معا الى الآن.‏» —‏ رومية ٨:‏٢٢‏.‏

      وهكذا فان محاولة الانسان الاولى للتحرر انتهت الى محاولة لاستعباده.‏ وطوال ٦٠ قرنا الآن يحاول تحرير نفسه من آثارها السيئة.‏ ولكن بأيِّ نجاح؟‏

      التحرر السياسي

      لقد اختبر الانسان جميع انواع الحكم.‏ فتلك التي كانت ظالمة او غير عادلة،‏ او التي فشلت في تلبية حاجات الشعب المستعجلة،‏ نُبذت او قُلبت بعنف واستبدل بها غيرها —‏ ولكن بنتائج مريبة.‏

      والصحافي لانس مورو،‏ اذ يتحدث عن الثورات السياسية،‏ يلاحظ:‏ «استعرض التاريخ في الماضي حالات تغيير مثالية كثيرة جدا انتهت الى صيرورتها دكتاتورية،‏ قاتلة،‏ كالانظمة التي جرى محوها —‏ انتصارات لحماسة مفعمة بالامل على الخبرة.‏»‏

      وأن يُستبدل بحكومة ناقصة غيرها ليس الطريقة المثالية لجلب التحرر الحقيقي.‏ ولذلك جرى الهام الملك الحكيم سليمان من اللّٰه ان يكتب:‏ «يتسلط انسان على انسان لضرر نفسه.‏» (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ فمن الواضح ان «كل الخليقة [ستستمر] تئنّ وتتمخض معا» حتى تجعل حكومة كاملة التحرر من الحكم الناقص حقيقة.‏

      التحرر من المحاباة القومية والعرقية

      ان التحيزات العرقية او القومية تتعارض مباشرة مع حقائق الكتاب المقدس ان اللّٰه «صنع من دم واحد كل امة من الناس» وأن «اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» (‏اعمال ١٧:‏٢٦؛‏ ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ولكنّ اولئك الذين يسعون الى المساواة في المعاملة كثيرا ما فشلوا في ايجادها حتى في الامم التي تدّعي المسيحية.‏

      مثلا،‏ تأملوا في العرق الاسود.‏ فبعض المدعوين مسيحيين يدّعون ان لون الجلد الاسود هو نتيجة لعنة الهية حلت على كنعان والمتحدرين منه،‏ واضعة اياهم في مركز عبودية.‏ انهم يخطئون في ذلك.‏ فالعرق الاسود لم يتحدر من كنعان بل من كوش وربما من فوط.‏ ولم تحلّ لعنة على ايّ منهما.‏ —‏ تكوين ٩:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ١٠:‏٦‏.‏

      رغم هذا الواقع،‏ غالبا ما وجد السود انفسهم مضطهدين اجتماعيا واقتصاديا حتى من الرفقاء السود.‏ لقد تاقوا الى التحرر.‏ ولكنّ حركاتهم التحررية،‏ رغم الاعتصامات ومسيرات الاحتجاج،‏ لم تجلب سوى نجاح جزئي.‏ واذ كانوا غير قادرين على تغيير القلوب كاملا فشلوا في محو التحيز العرقي،‏ والجهل الديني،‏ وعدم محبة القريب.‏

      وهكذا فان «كل الخليقة [ستستمر] تئنّ وتتمخض معا» حتى يمحو المحاباة العرقية ملكوت اللّٰه بواسطة المسيح.‏

      تحرر النساء

      على مر القرون أُسيئت معاملة النساء وغالبا ما اعتُبرن بشرا من الدرجة الثانية.‏ وليس ذلك خطأ خالقهن.‏ فهو لم يخلق المرأة لينظر اليها الرجل كمجرد هدف جنسي.‏ ولا أُمر الرجل ان يستبدّ بها.‏ فكزوجة للرجل كانت لتصير «معينا» له،‏ لتكون «نظيره،‏» لتصبح «جسدا واحدا» معه.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏١٨-‏٢٤‏.‏

      ان رغبة حواء في الاستقلال عن سلطة اللّٰه الحبية لم تُنتج الحرية بل الاستعباد القاسي.‏ واذ رأى اللّٰه ذلك مسبقا انبأ قائلا:‏ «الى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.‏» (‏تكوين ٣:‏١٦‏)‏ وبالنسبة الى نساء كثيرات كانت سيادة الذكر الناقص غير سارة الى حد بعيد،‏ وقد حاولت عدة حركات نسائية التخلص منها.‏

      ولكنّ حركة تحرر النساء،‏ فيما انجزت بعض التغييرات نحو الافضل،‏ فشلت لانها مخالفة للتحرر المتزن الذي يعد به اللّٰه.‏ «كل الخليقة [ستستمر] تئنّ وتتمخض معا» حتى يعلّم ملكوت اللّٰه كل الرجال ان يحبوا «نساءهم كأجسادهم» ويعاملوا «العجائز كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة.‏» —‏ افسس ٥:‏٢٨؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢‏.‏

      وقبل شرح كيفية مجيء ذلك اليوم يجب ان نعالج سؤالا مهما آخر.‏ كيف يجب ان ينظر المسيحيون الى حركات التحرر العصرية؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      أن تُستبدل بحكومة ناقصة حكومة ناقصة اخرى ليس الحل لجلب التحرر الحقيقي

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      العصيان المدني والاعتصامات ومسيرات الاحتجاج لا تغيِّر القلوب

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      حركة تحرر النساء فشلت لانها مخالفة للتحرر المتزن الذي يعد به اللّٰه

  • كيف يجب على المسيحيين ان يشعروا تجاه التحرر
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • كيف يجب على المسيحيين ان يشعروا تجاه التحرر

      ان المسيحيين يعارضون «التحرر» الذي يرفض السلطة الممارَسة على نحو لائق.‏ ولماذا؟‏ لانه في الواقع لا يحرر —‏ بل يستعبد.‏ وقد يعمل مثل بسيط على ايضاح ذلك.‏

      يغتاظ الحدث من سلطة والديه اللذين يمنعانه من التدخين وتناول المشروبات الكحولية.‏ واذ لا يقدّر ان سلطتهما تمارَس لخيره يتوق الى التحرر.‏ وبعد بلوغ سن الرشد وترك المنزل يحرز اخيرا التحرر الذي كان يريده دائما.‏ ولكن بعد سنوات،‏ بعد ان يصبح مدخنا على نحو متواصل وشبه كحولي،‏ يخبره طبيبه انه لاسباب صحية يجب ان يكفّ عن التدخين والشرب كليهما.‏ فيجد ذلك صعبا.‏ لقد قاده تحرره الى الادمان،‏ الى الاستعباد.‏

      التحرر من السلطة المطلقة

      ان سلطة اللّٰه مطلقة ومؤسسة على كونه الخالق.‏ وهذا يعطيه حق التقرير عن خلائقه ما هو المسلك اللائق،‏ ما هو ادبي وما هو غير ادبي.‏ وهذه المقاييس،‏ المؤسسة لخير الجنس البشري،‏ مرسومة بوضوح في الكتاب المقدس.‏ «لا تضلّوا،‏» يقول.‏ «لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتّامون ولا خاطفون يرثون ملكوت اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      وخصوصا في هذا القرن الـ‍ ٢٠ ذي الثقافة الرفيعة والحكمة العالمية حدث ان حاول الانسان تحرير نفسه من مثل هذه الارشادات الادبية.‏ ولكنه،‏ رغم اي تحرر مزعوم،‏ لا يستطيع التحرر من عواقب ممارسة ما يحدد اللّٰه انه خطية.‏ وأشخاص كهؤلاء،‏ عوض ان يكونوا احرارا،‏ اصبحوا عبيدا لرغباتهم وشهواتهم وأهوائهم،‏ كما اظهر يسوع بوضوح قائلا:‏ «كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٣٤‏،‏ انظر ايضا رومية ٦:‏١٦‏.‏

      التحرر من السلطة النسبية

      ان رسميي الحكومة لهم الحق في ممارسة السلطة ضمن الدولة،‏ والآباء ضمن العائلة،‏ والمعلمين ضمن النظام المدرسي،‏ والشيوخ المسيحيين ضمن الجماعة.‏ وطبعا،‏ فان السلطة هي نسبية فقط.‏ مثلا،‏ ان السلطة المطلقة ليهوه،‏ الذي يأمر خدامه ان يقرأوا كلمته ويعاشروا الرفقاء المسيحيين،‏ تأخذ الاولوية على السلطة النسبية للزوج الذي قد يطلب ان لا تفعل زوجته ايّا من هذين الامرين.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

      ومن ناحية اخرى،‏ اعترافا بسلطة الدولة النسبية،‏ لا يمكن للمسيحيين ان يساهموا في حركات التحرر لقلب سلطة كهذه.‏ ولا يمكن لهم ان يتغاضوا عن العصيان المدني لمجرد انهم لا يوافقون على سياسة الحكومة،‏ كما لا يمكن لهم ان يشجعوا على عدم دفع الضرائب كطريقة للاحتجاج على سياسات معيَّنة.‏ «ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب اللّٰه،‏» قال الرسول بولس،‏ مضيفا:‏ «والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة.‏» —‏ رومية ١٣:‏١-‏٤‏.‏

      ولكن ماذا اذا كان رسمي الحكومة غير عادل ويسيء استعمال سلطته؟‏ وماذا اذا تحامل على افراد او اقليات غير محبوبة؟‏ مشورة الكتاب المقدس هي:‏ «إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الامر.‏ لان فوق العالي عاليا يلاحظ.‏» (‏جامعة ٥:‏٨‏)‏ فقد يكون ممكنا اللجوء الى سلطة او محكمة حكومية عليا.‏ ولكن حتى لو لم يجرِ نيل العدل بهذه الوسيلة يمكن لخدام اللّٰه ان يثقوا بأن «عيني (‏يهوه)‏ تجولان في كل الارض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه.‏» —‏ ٢ أخبار الايام ١٦:‏٩‏.‏

      والحالة مشابهة مع العائلة.‏ فاذا اساء الازواج او الآباء استعمال سلطتهم يمكننا ان نتيقن ان اللّٰه سيقوِّم اخيرا امورا كهذه،‏ غير سامح لاية مظالم بأن توجد في نظامه الجديد البار الآتي قريبا.‏ وفي هذه الاثناء يستمر النساء والاولاد المسيحيون في احترام مبدإ الرئاسة المسيحية حتى ولو اسيء استعمال ذلك احيانا.‏ انهم يقدّرون ان ذلك لم يُقصد منه الاستخفاف بهم ولكنه مصمَّم لضمان السلام والوحدة في العائلة والجماعة المسيحية على السواء.‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏.‏

      ‏«التحرر» من السلطة داخل الجماعة

      في ما يختص بالرئاسة في الجماعة المسيحية تذكر كلمة اللّٰه:‏ «أطيعوا مرشديكم واخضعوا لانهم يسهرون لاجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ ورغم ان سلطة الشيوخ هذه نسبية إلا انها مفوَّضة اليهم من اللّٰه بروحه القدوس.‏ وهكذا فهي ممنوحة لهم بطريقة مباشرة اكثر من تفويض السلطة النسبية،‏ مثلا،‏ الى رسميي الحكومة.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏.‏

      لقد شعر البعض بأن التنظيمات والارشادات الصادرة عن هيئة اللّٰه المنظورة مقيِّدة جدا،‏ لا تسمح بحرية فردية كافية.‏ وقد جعلهم ذلك يتوقفون عن معاشرة شهود يهوه،‏ غير راغبين بعدُ في الاذعان لاولئك الذين يسهرون لاجل نفوسهم.‏ ورغم ان هؤلاء الاشخاص قد يعتبرون انفسهم متحررين إلا ان «تحررهم» في الواقع استعبدهم مرة اخرى للمعتقدات والممارسات الدينية الباطلة.‏

      ان المسيحيين الحقيقيين يحترمون السلطة،‏ سلطة اللّٰه المطلقة وسلطة البشر النسبية على السواء.‏ وهذه النظرة اللائقة الى السلطة تمنعهم من اساءة استعمال الحرية المسيحية التي اعطتهم اياها معرفة الحق.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ان سلطة اللّٰه مطلقة ومؤسسة على كونه الخالق

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ان المسيحيين لا يتمردون على الدولة لسبب السياسات التي عنها يجب ان تقدم حسابا للّٰه

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      ان المسيحيين الحقيقيين يحترمون السلطة،‏ سلطة اللّٰه المطلقة وسلطة البشر النسبية على السواء

      ‏[الصور في الصفحة ٧]‏

      دافعين الى السلطة الدنيوية

      معترفين بالسلطة النسبية في الجماعة

      مقدّرين السلطة الاسمى،‏ يهوه اللّٰه

  • استعملوا التحرر المسيحي بلياقة
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • استعملوا التحرر المسيحي بلياقة

      ان المسيحيين قد دُعوا «للحرية،‏» ولكن جرى تحذيرهم من ان يصيِّروا هذه «الحرية فرصة للجسد.‏» (‏غلاطية ٥:‏١٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏)‏ فكم هو مأساوي ان يسيء المسيحي استعمال التحرر المسيحي فيُستعبد من جديد!‏ لنأخذ مثالا.‏

      لقد جرى تعليم شخص متدين ان تناول المشروبات الكحولية خطية.‏ ان المعرفة الصحيحة من الكتاب المقدس ستحرره من هذه الفكرة الخاطئة اذ ان الكتاب المقدس يدين السكر لا الشرب.‏ (‏قارن المزمور ١٠٤:‏١٤،‏ ١٥ بـ‍ ١ كورنثوس ٦:‏١٠ و١ بطرس ٤:‏٣‏.‏)‏ والآن فان مثل هذا المسيحي المتحرر قد يشعر بحرية التمتع بالشرب احيانا.‏ أما اذا ابتدأ يصيِّر هذه «الحرية فرصة للجسد،‏» فيمكن ان يفرط في ذلك،‏ مطوّرا اتكالا معيَّنا على الكحول،‏ وحتى صائرا مستعبدا له.‏

      وهكذا،‏ بعد التحرر من الآراء الباطلة في التسلية واللباس وطريقة قص الشعر او التصرف الاجتماعي،‏ لا يجرؤ المسيحي على الميل الى الطرف الآخر:‏ منفقا الكثير من الوقت او المال على اشياء كانت ممنوعة من قبل ولكن يجري السماح بها الآن.‏ فهذا هو اساءة استعمال للتحرر المسيحي.‏ وقد تكون لذلك عواقب خطيرة.‏

      اكرزوا برجاء التحرر

      خصوصا منذ تأسيس ملكوت اللّٰه المسيّاني في سنة ١٩١٤ آبتدأ وعده بأن «الخليقة نفسها ايضا ستُعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه» يتقدم بسرعة نحو الاتمام.‏ (‏رومية ٨:‏٢١‏)‏ فقد حرر المسيح الآن السموات من التأثير الشيطاني.‏ (‏رؤيا ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وسيدمر قريبا بابل العظيمة التي استعبدت الانسان بالخطإ الديني.‏ ثم عند حرب اللّٰه في هرمجدون سيحرر الجنس البشري من الحكومات البشرية الناقصة بافنائها من الوجود.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤،‏ رؤيا ١٨:‏٢١؛‏ ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ وسيحرر البشر ايضا من المناصر الاول للعبودية اذ يُجعل الشيطان خاملا،‏ غير قادر ان «يُضلَّ الامم في ما بعد حتى تتم الالف السنة.‏» —‏ رؤيا ٢٠:‏٢،‏ ٣‏.‏

      وعند نهاية حكمه الالفي سيكون المسيح قد حرر الانسان كاملا من كل الآثار الرديئة التي نتجت عن حركة التحرر الاولى قديما في عدن.‏ والمجموعات العرقية التي أُسيئت معاملتها ستكون قد تحررت من المعاملة الجائرة والمتحيزة.‏ وستكون النساء قد تحررت من السيادة الظالمة للذكر.‏ وسيكون الاشخاص المرضى قد تحرروا من المرض.‏ والاشخاص الكبار السن سيكونون قد تحرروا من الآثار المضعفة للشيخوخة.‏ والاشخاص الثكالى،‏ عجيبة العجائب،‏ سيكونون قد تحرروا من الحزن لان احباءهم الموتى سيكونون قد تحرروا من المدفن!‏ —‏ رؤيا ٢٠:‏١٣–‏٢١:‏٥‏،‏ انظر ايضا مزمور ١٤٦:‏٥-‏١٠‏.‏

      وبالكرازة برسالة التحرر الالهية هذه يستعمل شهود يهوه اليوم تحررهم المسيحي بطريقة نافعة.‏ فيا له من قصر بصر ان يؤيدوا حركات التحرر البشرية التي،‏ في افضل الاحوال،‏ يمكن ان تجلب راحة جزئية فقط والتي،‏ في الواقع،‏ تحجب رجاء التحرر الحقيقي.‏

      فكّروا في ذلك:‏ لديكم فرصة العيش لتختبروا تحررا اعظم بكثير من الحرية التي تكلم عنها باتريك هنري.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لديكم فرصة التمتع ببركات ذلك بعد هرمجدون مدى الابدية!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة