-
الكوكب النابض بالحياةاستيقظ! ٢٠٠٩ | نيسان (ابريل)
-
-
الكوكب النابض بالحياة
يحتضن كوكب الارض في ارجائه كمّا هائلا وتنوعا مذهلا من العضويات الحية التي يمكن ان تُعدّ انواعها بالملايين. وأعداد كبيرة من هذه العضويات التي تعيش في التربة والهواء والماء هي اصغر من ان تُرى بالعين المجرَّدة. على سبيل المثال، وُجد ان غراما واحدا فقط من التربة يحوي ٠٠٠,١٠ نوع من البكتيريا، هذا دون ان نذكر عدد الميكروبات كلها. حتى ان بعض انواع البكتيريا تعيش على عمق ٣ كيلومترات تحت الارض!
والغلاف الجوي ايضا يعجّ بأشكال الحياة المختلفة التي لا تقتصر على الطيور والحشرات. ففي مواسم معيّنة، يمتلئ هذا الغلاف بالبزور وغبار الطَّلع وغيره من الأبواغ، بالاضافة الى الآلاف من انواع الميكروبات التي تُرى في بعض المناطق. تذكر مجلة ساينتفيك امريكان: «ان الهواء والتربة يحويان سواء بسواء تنوعا كبيرا من الميكروبات».
اما المحيطات فلا تزال بشكل عام لغزا غامضا حيث ان استكشاف اعماقها يستلزم في الغالب تقنيات باهظة الثمن. حتى الشِّعاب المرجانية التي يسهل الوصول اليها نسبيا ويجري التمعن في دراستها غنية بملايين الانواع غير المعروفة.
حقا، تضمّ الارض اشكالا لا تُعدّ ولا تُحصى من الكائنات الحية، حتى ان هذه الكائنات تغيّر الخصائص الكيميائية للكوكب، وخصوصا غلافه الحيوي الذي تتواجد فيه الحياة. ففي المحيطات مثلا، تساهم كربونات الكلسيوم الموجودة في الاصداف والمرجان في الحفاظ على توازن كيمياء المياه، «تماما كما يعمل مضاد الحموضة في المعدة»، حسبما يذكر تقرير اصدرته الادارة القومية للجو والمحيطات في الولايات المتحدة. كما ان النباتات والعوالق النباتية، طحالب وحيدة الخلية تعيش عند سطح البحيرات والمحيطات، تلعب دورا في ضبط مستوى ثاني اكسيد الكربون والاكسجين في الماء والهواء. وتعمل البكتيريا والفطريات في التربة كمفكِّكات، فتزوِّد النباتات بالمواد المغذِّية اللاعضوية. حقا، صدق مَن وصف الارض بالكوكب النابض بالحياة!
ولكن من المستحيل ان توجد الحياة على الارض لو لم تكن هنالك دقة متناهية في مجالات عديدة لم يتمكن العلماء من كشف اسرار البعض منها حتى القرن العشرين. وتتجلّى هذه الدقة المتناهية في المجالات التالية:
١- موقع الارض في مجرة درب التبَّانة والنظام الشمسي، فضلا عن مدارها، ميلان محورها، سرعة دورانها، والقمر التابع لها
٢- الحقل المغنطيسي والغلاف الجوي اللذان هما بمثابة درعين واقيين للأرض
٣- وفرة المياه
٤- الدورات الطبيعية التي تجدّد وتنظّف الغلاف الحيوي
فيما تتأمل هذه المواضيع التي ستُناقَش في المقالات التالية، اسأل نفسك: ‹هل مزايا الارض هي نتاج صدفة عمياء ام تصميم ذكي؟›. اذا كان الخيار الثاني يعبّر عن رأيك، فما هو قصد الخالق من صنع الارض؟ ستجيب المقالة الاخيرة في هذه السلسلة عن هذا السؤال.
[الاطار في الصفحة ٣]
«لا نريد ان نترك اي مجال لأي تدخّل الهي»
في حين تثبت الادلة ان الطبيعة مصممة بإتقان شديد بحيث يستحيل ان تكون وليدة صدفة مجرَّدة من الذكاء، يرفض علماء كثيرون الايمان بوجود خالق. وليس السبب ان العلم يدفع الملحدين بطريقة ما الى «قبول تفسير مادي» لوجود الكون، حسبما يذكر العالِم المؤيد للتطور ريتشارد ت. لِوُونتين. بل لأن لديهم على حدّ قوله «التزاما مسبقا . . . بمذهب المادية»، فهم مصممون على ابتداع «مجموعة من المفاهيم التي تزوّد تفاسير مادية». ويردف لِوُونتين متحدثا باسم العلماء عموما: «ان المادية حقيقة مطلقة، فنحن لا نريد ان نترك اي مجال لأي تدخُّل الهي».
فما رأيك انت؟ هل من الحكمة التشبث بهذا الرأي، لا سيما ان الدلائل التي تشير الى وجود خالق غنية عن البيان؟ — روما ١:٢٠.
-
-
«عنوان» الارض المثالياستيقظ! ٢٠٠٩ | نيسان (ابريل)
-
-
«عنوان» الارض المثالي
غالبا ما يتضمن عنوان المرء اسم بلده ومدينته والشارع الذي يقيم فيه. وعلى سبيل المقارنة، لنقل ان «البلد» الذي توجد فيه الارض هو مجرة درب التبَّانة، و «المدينة» هي النظام الشمسي — اي الشمس والكواكب التابعة لها — و «الشارع» هو مدار الارض في النظام الشمسي. وقد نال العلماء بصيرة نافذة في فهم مزايا موقع الارض البالغ الصغر في كوننا الفسيح بفضل التقدم الذي أُحرز في علوم الفلك والفيزياء.
بادئ ذي بدء، تقع «المدينة» التي توجد فيها الارض، اي النظام الشمسي، في منطقة صالحة للسكن من مجرة درب التبَّانة. فهذه المنطقة تبعد عن مركز المجرة نحو ٠٠٠,٢٨ سنة ضوئية وتحوي التراكيز المناسبة من العناصر الكيميائية اللازمة لدعم الحياة. فلو كانت هذه المنطقة ابعد مما هي الآن لندرت هذه العناصر، ولو كانت اقرب لتعرّضنا لخطر شديد بسبب تزايد الإشعاعات التي يُحتمل ان تسبّب الموت وغيرها من العوامل المؤذية. حقا، «نحن نعيش في العقار الافضل على الاطلاق»، حسبما يرد في مجلة ساينتفيك امريكان.
«الشارع» الانسب
ان «الشارع» الذي تقع فيه الارض، اي مدارها في نظامنا الشمسي، هو «الافضل» ايضا. فهذا المدار الذي يبعد عن الشمس حوالي ١٥٠ مليون كيلومتر يقع في منطقة صالحة للسكن بحيث لا تتجمد الارض ولا تحترق. كما ان مسار الارض شبه الدائري يبقينا طوال السنة على البعد نفسه تقريبا من الشمس.
علاوة على ذلك، تُعدّ الشمس «محطة توليد الطاقة» الاكثر فعالية. فحجمها ملائم وهي تبثّ دون انقطاع الكمية الصحيحة من الطاقة. لذا تستحق الشمس ان تدعى «نجما متميزا للغاية».
خير «جار» للأرض
لو تُرك الخيار للأرض ان تنتقي «جارا» لها، لما وجدت احسن من القمر. فبما ان قطره يتجاوز ربع قطر الارض تقريبا، فهو يُعدّ كبيرا جدا نسبة الى كوكب الارض اذا ما قورن بالاقمار الاخرى في نظامنا الشمسي. لكن ذلك ليس من محاسن الصدف.
فالقمر هو المسبب الرئيسي لحركة المدّ والجزر التي تؤثر تأثيرا هاما في بيئة كوكبنا. وهو يساهم ايضا في ضبط درجة ميلان محور الارض. فبدون القمر المفصَّل على قياس الارض، اذا جاز التعبير، يترنح كوكبنا مثل البلبل (الدوّامة)، حتى انه قد يقع على احد جوانبه. ويمكن ان ينجم عن ذلك تغييرات مأساوية في المناخ وحركة المدّ والجزر وغير ذلك.
فريدة في ميلانها وسرعة دورانها
يسبب ميلان محور الارض ٥,٢٣ درجة تعاقب الفصول سنويا وتلطيف درجات الحرارة، ويخلق مجموعة كبيرة من الاحزمة المناخية. يذكر كتاب الارض الفريدة — لماذا يندر وجود الحياة المعقدة في الكون (بالانكليزية): «يبدو ان درجة ميلان محور كوكبنا مناسبة تماما».
اضف الى ذلك ان طول النهار والليل الناجمين عن دوران الارض هو ايضا مناسب تماما. فلو طالت دورتها كثيرا لاحترق الجانب المواجه للشمس وتجمد الآخر. اما اذا قصرت دورتها، ولو بضع ساعات فقط، لأحدث دورانها السريع رياحا عاتية وتأثيرات مؤذية اخرى.
حقا، ان كل ما يمتّ بصلة الى كوكبنا، من «عنوانه» الى سرعة دورانه وحتى «جاره» القمر، يشهد ان خالقا حكيما ابتكر هذا التصميم الذكي.a يقول پول دايڤيز، عالِم فيزيائي ومؤيد للتطور: «حتى العلماء الملحدون يشيدون بما في كوننا من رحابة وعظمة وانسجام وروعة وإبداع فذّ».
فهل يعقل ان يكون هذا الابداع نتاج الصدفة ام انه شاهد على تصميم هادف؟ فكّر في هذا السؤال فيما تطّلع على المقالة الوجيزة التالية التي تتحدث عن درعين مذهلين يحميان الحياة على الارض من اخطار الفضاء الخارجي.
[الحاشية]
a ان وجود الكون ككل يعتمد بشكل رئيسي على القوى الاساسية الاربع التي تتحكم بالمادة: الجاذبية، الكهرمغنطيسية، والقوتين النوويتين القوية والضعيفة. وكل هذه القوى مضبوطة بدقة بالغة. — انظر الفصل ٢ من كتاب هل يوجد خالق يهتمُّ بأمركم؟، اصدار شهود يهوه.
[الاطار في الصفحة ٥]
سرعتك تفوق سرعة الرصاص!
حين تشرف على الانتهاء من قراءة هذا الاطار تكون قد سافرت آلاف الكيلومترات دون اية ارتجاجات او مطبّات! تأمل في المعلومات التالية:
يبلغ محيط الارض ٠٠٠,٤٠ كيلومتر، وهي تدور حول نفسها مرة كل ٢٤ ساعة. لذلك اذا كنت تقف عند خط الاستواء او بالقرب منه، فأنت تدور بسرعة ٦٠٠,١ كيلومتر في الساعة تقريبا! (طبعا اذا كنت تقف عند اي من القطبين فستدور في مكانك.)
علاوة على ذلك، تدور الارض حول الشمس بسرعة ٣٠ كيلومترا في الثانية، كما ان النظام الشمسي بأكمله يسير حول مركز مجرة درب التبَّانة بسرعة مذهلة تبلغ ٢٤٩ كيلومترا في الثانية. بالمقابل، لا تتجاوز سرعة الرصاص الكيلومتر ونصفا في الثانية.
[مصدر الصورة في الصفحة ٤]
Earth: Based on NASA/Visible Earth imagery
[مصدر الصورة في الصفحة ٥]
Milky Way: NASA/JPL/Caltech
-
-
درعان يوفّران الحماية للارضاستيقظ! ٢٠٠٩ | نيسان (ابريل)
-
-
درعان يوفّران الحماية للارض
الفضاء عالم محفوف بالمخاطر تكثر فيه النيازك والاشعاعات المميتة. الا ان كوكبنا الازرق يسير في «حقل الرماية» الفسيح هذا دون ان يُصاب بأضرار تُذكر. وكيف ذلك؟ تلبس الارض درعين مذهلين يمدّانها بالحماية: حقلا مغنطيسيا قويا وغلافا جويا يلائم حاجاتها تماما.
الحقل المغنطيسي ينشأ في اعماق الكوكب ويمتد بعيدا في الفضاء حيث يشكّل درعا غير منظور يُدعى الغلاف المغنطيسي (الى اليسار). ويقي هذا الدرع الارض من القوة الشديدة للاشعاعات الكونية والمخاطر التي تنبعث من الشمس، مثل: الرياح الشمسية، وهي سيل متواصل من الجسيمات المشحونة بالطاقة؛ اللهب الشمسية التي تبعث خلال دقائق طاقة تعادل الطاقة الناجمة عن بلايين القنابل الهيدروجينية؛ والمقذوفات الكتلية الاكليلية (CME) التي تطلق من اكليل الشمس الى الفضاء بلايين الاطنان من المادة. وتُحدِث اللهب الشمسية والمقذوفات عروض الشفق الكثيف (الى اليسار في الاسفل)، وهي اضواء ملونة تُرى في الغلاف الجوي العلوي بالقرب من قطبَي الارض المغنطيسيّين.
الغلاف الجوي يمدّ الارض بحماية اضافية. فالطبقة الخارجية من الغلاف الجوي، الستراتوسفير، تحوي شكلا من اشكال الاكسجين يُسمى الأوزون الذي يمتص حتى ٩٩ في المئة من الاشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس. وهكذا تساهم طبقة الأوزون في حماية الكثير من اشكال الحياة، مثل البشر والعوالق، من تأثير الاشعة الخطرة. واللافت للنظر ان كمية الأوزون ليست ثابتة، بل تتغير بتغيّر كثافة الاشعة فوق البنفسجية، ما يجعل من هذه الطبقة درعا فعّالا يتكيّف حسب الحاجة.
بالاضافة الى ذلك، يحفظ الغلاف الجوي كوكب الارض من الوابل اليومي لملايين النيازك التي تتراوح بين جسيمات صغيرة وصخور كبيرة. فغالبية هذه النيازك تحترق في الغلاف الجوي وتصبح ذيولا متوهجة تُدعى الشُّهب.
غير ان درعَي الارض هذين لا يعيقان وصول الاشعة الضرورية للحياة، مثل الحرارة والضوء. حتى ان الغلاف الجوي يساهم في توزيع الحرارة حول الارض ويغدو في الليل دثارا يبطئ تبدد الحرارة.
حقا، ان غلاف الارض الجوي وحقلها المغنطيسي هما من روائع التصميم التي لم تُدرَك خفاياها بالكامل. وتصحّ هذه الكلمات ايضا في ظاهرة اخرى هي وفرة المياه على الارض.
-
-
الماء «اكسير» الحياةاستيقظ! ٢٠٠٩ | نيسان (ابريل)
-
-
الماء «اكسير» الحياة
يُعَدّ الماء لغزا يكتنفه الغموض. وهو على بساطته بالغ التعقيد. فكل جزيء منه يتكوّن من ثلاث ذرات فقط: اثنتين من الهيدروجين وواحدة من الاكسجين. مع ذلك، لم يتوصل العلماء الى فهم آلية عمل جزيئاته فهما كاملا. لكن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي ان الماء عماد الحياة، فهو يشكّل نحو ٨٠ في المئة من وزن كل الكائنات الحية. اليك خمسا فقط من خصائص هذه المادة التي تثير العجب:
١- يحفظ الماء الكثير من الحرارة دون ان ترتفع درجة حرارته ارتفاعا كبيرا، فيساهم بالتالي في تلطيف المناخ.
٢- يتمدد الماء حين يتجمد، فيطفو الجليد في الاعلى ويشكّل طبقة عازلة. فلو انه يصبح اكثر كثافة عند التجمد، على غرار سائر المواد، لتجلدت البحيرات والانهار والبحار من القعر الى السطح ولدُفنت فيها كل اشكال الحياة.
٣- يمتاز الماء بشفافية شديدة تتيح للعضويات التي تعتمد على الضوء ان تبقى حية على عمق لا بأس به.
٤- تتماسك جزيئات الماء بفعل خاصية التوتر السطحي، فتشكّل ما يشبه «الجلْد» المطاطي. وتساهم هذه الميزة في تكوّن قطرات الماء، تساعد الحشرات ان تقفز على سطحه، وتلعب دورا في الخاصية الشَّعرية التي تتيح للماء ان يروي النباتات مهما بلغ طولها.
٥- يُعتبَر الماء افضل مذيب على الاطلاق. فهو يذيب الاكسجين، ثاني اكسيد الكربون، الاملاح، المعادن، والكثير من المواد الحيوية الاخرى.
دوره في «تكييف هواء» الارض
تغطي المحيطات حوالي ٧٠ في المئة من الارض، ما يمكّنها من تأدية دور رئيسي في ضبط المناخ. فالمحيطات والغلاف الجوي تعمل معا كوحدة متكاملة، اذ تتبادل باستمرار الحرارة والماء والغازات والحركة على شكل رياح وأمواج. كما انها تتعاون في حمل الحرارة من المناطق المدارية الى القطبين، ملطفة بذلك درجات الحرارة على الارض. فحياة معظم العضويات منوطة بعدم تخطّي درجات الحرارة الحدود التي تبقى فيها المياه في حالتها السائلة. يذكر كتاب الارض الفريدة — لماذا يندر وجود الحياة المعقدة في الكون (بالانكليزية): «يبدو ان كل الاحوال على الارض جدّ مثالية».
اذًا يمكن القول، انطلاقا من القانون الطبيعي للسبب والنتيجة، ان الارض ليست سببا بل هي نتيجة. ولكن هل السبب هو الصدفة ام ان خالقا حكيما ومحبا يقف وراء ذلك؟ يؤيد الكتاب المقدس الفكرة الاخيرة. (اعمال ١٤:١٥-١٧) وفي المقالة التالية، سنرى دليلا آخر يثني على رأي الكتاب المقدس، الا وهو الدورات الطبيعية الرائعة التي تبقي كوكبنا نظيفا ومعافى.
-
-
دورات طبيعية تدعم الحياةاستيقظ! ٢٠٠٩ | نيسان (ابريل)
-
-
دورات طبيعية تدعم الحياة
ماذا يحلّ بمدينة قُطع عنها الهواء النقي والماء العذب وسُدّت فيها قنوات الصرف الصحي؟ لا شك ان المرض والموت سيزحفان اليها سريعا. بالمقابل، ان النظام في كوكبنا هو نظام مغلق، فالهواء النقي والماء العذب لا يُشحنان الينا من الفضاء الخارجي ولا تُبعث اليه صواريخ محملة بالفضلات. فكيف يبقى غلاف ارضنا الحيوي نظيفا وصالحا للسكن؟ يكمن الجواب في الدورات الطبيعية مثل دورات الماء والكربون والاكسجين والنتروجين. فلنستعرض معا بعض الشرح والصور الايضاحية حول هذه الدورات.
دورة الماء تتضمن ثلاث مراحل: (١) يتبخر الماء ويرتفع الى الغلاف الجوي بفعل حرارة الشمس. (٢) تتكثف هذه المياه النقية فتكوّن السحب. (٣) تشكل السحب المطر والبرَد والثلج التي تتساقط على الارض، منهية بذلك هذه الدورة الطبيعية. وكم تبلغ كمية المياه التي تخضع لهذه الدورة سنويا؟ ما يكفي بحسب التقديرات لتغطية كامل سطح الكوكب بأكثر من ثمانين سنتيمترا من الماء.
٢
→ ◯
↓ ٣ ↑
↓ ١ ↑
↓ ↑
← ←
←
دورتا الكربون والاكسجين تشملان عمليتين رئيسيتين هما التخليق الضوئي والتنفس.a ففي التخليق الضوئي، تُستخدم اشعة الشمس وثاني اكسيد الكربون والماء لإنتاج الكربوهيدرات والاكسجين. اما في عملية التنفس لدى البشر والحيوانات فتتحد الكربوهيدرات بالاكسجين لتنتج الطاقة وثاني اكسيد الكربون والماء. وهكذا فإن المواد الناتجة عن احدى الدورتين هي نفسها المواد اللازمة للقيام بالدورة الاخرى. وكل ذلك يجري بمنتهى النظافة والفعالية والهدوء.
الاوكسجين
→
→ →
↓ ↑
↓ ↑
↓ ↑
← ←
←
ثاني اكسيد الكربون
دورة النتروجين ضرورية لإنتاج الاحماض الامينية والبروتينات وغيرها من الجزيئات العضوية. (أ) تبدأ هذه الدورة حين يحوّل البرق والبكتيريا النتروجين في الجو الى مركَّبات يسهل على النباتات امتصاصها. (ب) تُدخل النباتات هذه المركَّبات ضمن جزيئات عضوية. وهكذا عندما تأكل الحيوانات النباتات، تحصل هي ايضا على النتروجين. (ج) وحين تموت النباتات والحيوانات، تحلّل فصيلة اخرى من البكتيريا مركَّبات النتروجين وتعيد هذا العنصر الكيميائي الى التربة والغلاف الجوي.
→ → → → → → → → → →
↓ ↑
↓ يشكل النتروجين ٧٨٪ من ↑
↓ غلاف الارض الجوي ↑
↓ ↑
↓ ↓ الجزيئات ↑
↓ أ ↓ العضوية ↑
↓ البكتيريا ↓ ب ↑ ↓ ج ↑
← مركَّبات النتروجين البكتيريا ←
← ← ←
اعادة تدوير هي غاية في الابداع
تأمل في هذه الفكرة: رغم كل التقنيات المتوفرة، يخلّف البشر وراءهم سنة بعد سنة اطنانا وأطنانا من النفايات السامة غير القابلة للتدوير. اما الارض فهي تعيد تدوير كل فضلاتها بإتقان تام مستخدمة عمليات كيميائية خلاقة. يذكر م. أ. كوريه، كاتب في حقلَي العلوم والدين: «يستحيل على العمليات التي تحدث بمحض الصدفة ان تتمكن وحدها من تحقيق» هذا الانسجام البيئي.
من ناحية اخرى، ينسب الكتاب المقدس الفضل لمن يستحقه قائلا: «يا لكثرة اعمالك يا يهوه! كلها بحكمة صنعت». (مزمور ١٠٤:٢٤) وتتجلى هذه الحكمة من خلال هبة خصوصية هيأها من اجل البشر.
[الحاشية]
a ترتبط بعض الدورات الطبيعية احداها بالاخرى ارتباطا وثيقا. فالاكسجين مثلا يدخل في دورتَي الكربون والماء لأنه احد عناصر ثاني اكسيد الكربون والكربوهيدرات والماء.
-