مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل للحياة معنى حقيقي؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • هل للحياة معنى حقيقي؟‏

      ‏«‏هل للحياة اي معنى؟‏».‏ سؤال يطرحه عدد لا يحصى من الناس.‏ فكثيرون للاسف،‏ مهما كانت نظرتهم الى الحياة،‏ لا يستطيعون الهروب من ‹الاحساس بأنها باطلة ولا معنى لها›،‏ على حدّ قول طبيب الاعصاب ڤيكتور إ.‏ فرانكل.‏

      ولمَ ينتابهم هذا الشعور؟‏ احد الاسباب هو ان الملايين حول العالم يعيشون اوضاعا يُرثى لها.‏ فكل يوم يطل عليهم يحمل معه الفقر والمرض والظلم وأعمال العنف الجنونية.‏ وكما عبّر قديما ايوب في حديثه عن معاناة الانسان،‏ فإن حياتهم هي حقا ‹مفعمة بالشقاء›.‏ (‏ايوب ١٤:‏١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وقد بات سعيهم الاول والاخير البقاء على قيد الحياة كل يوم بيومه.‏

      من ناحية اخرى،‏ ينعم ملايين آخرون بمقدار من الازدهار المادي.‏ ويبدو السبيل امامهم ممهدا لإيجاد الاكتفاء الحقيقي في الحياة.‏ رغم ذلك،‏ لا يحقق الكثير منهم مبتغاهم.‏ فمرارا وتكرارا،‏ يحطم ‹الشقاء والاذى› آمالهم وأحلامهم حين تفاجئهم مثلا النكسات المالية او تنزل بهم المآ‌سي المريرة،‏ كموت طفل لهم.‏ —‏ مزمور ٩٠:‏١٠‏.‏

      وثمة عامل آخر يعزز هذا الاحساس السائد بأن الحياة ‹باطلة ولا معنى لها›.‏ ما هو؟‏ عمر الانسان القصير جدا.‏ فكثيرون يرونه منافيا للمنطق ان يعيش البشر،‏ الذين يتمتعون بقدرات هائلة،‏ اياما معدودة فقط.‏ وهم غير قادرين على استيعاب الواقع المرير الذي نواجهه جميعا،‏ وهو ان الموت سيسلبنا كل شيء عاجلا ام آجلا،‏ حتى لو نجونا من اسوإ الشرور المحدقة بنا.‏ —‏ جامعة ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      أستبدو الحياة بلا معنى على الدوام؟‏

      احسن الملك سليمان،‏ الذي حكم اسرائيل قديما،‏ وصف حالة البشر بكلمات موجزة ومعبرة.‏ فقد رأى الناس في ايامه يكدون في عملهم مستخدمين مواهبهم وقدراتهم في الزراعة والفلاحة والبناء والاعتناء بالعائلة،‏ تماما كما نفعل نحن اليوم.‏ فطرح سؤالا بما معناه:‏ ‹ما قيمة كل ذلك في نهاية المطاف؟‏›.‏ وخلص الى القول ان كل ما يفعله الانسان «باطل وسعي وراء الريح».‏ —‏ جامعة ٢:‏١٧‏.‏

      ولكن هل اعتقد هذا الملك ان كل ما ينجزه البشر سيبقى على الدوام ‹باطلا وسعيا وراء الريح›؟‏ كلا.‏ بل كان يصف بواقعية حياتنا في هذا العالم الناقص.‏ غير ان كلمة اللّٰه الموحى بها يمكنها ان تمنحك الثقة بأن الامور لن تجري دائما على هذا المنوال.‏

      فكيف تنال انت هذه الثقة؟‏ اقرأ من فضلك المقالتين التاليتين لتعرف لمَ تبدو الحياة باطلة،‏ ما هو الحل،‏ وكيف تضفي معنى حقيقيا على حياتك الآن؟‏

  • لمَ تبدو الحياة بلا معنى؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • لمَ تبدو الحياة بلا معنى؟‏

      لماذا يمكنك الوثوق انه سيأتي يوم لن تكون فيه الحياة مجرد ‹مدة ايام باطلة نقضيها كالظل›،‏ حسبما عبّر الملك سليمان؟‏ (‏جامعة ٦:‏١٢‏)‏ لأن الكتاب المقدس،‏ كلمة اللّٰه الموحى بها ومصدر المعلومات الجدير بالثقة،‏ يعدنا ان الحياة في المستقبل ستكون ذات معنى حقيقي.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      يخبرنا الكتاب المقدس عن قصد اللّٰه الاصلي نحو الارض.‏ كما انه يوضح لنا سبب تفشي الظلم والمعاناة في العالم.‏ ولكن لماذا من المهم ان نفهم هذه الامور؟‏ لأن السبب الرئيسي وراء اعتقاد الناس ان الحياة تافهة هو انهم لا يعرفون —‏ او لا يريدون ان يعرفوا —‏ قصد اللّٰه لهذا الكوكب والساكنين فيه.‏

      ما هو قصد اللّٰه للارض؟‏

      صنع يهوه اللّٰهa الارض لتكون موطنا فردوسيا ينعم فيه الناس بالكمال وبحياة ابدية زاخرة بالنشاط.‏ وهذه الحقيقة الاساسية تتعارض مع الفكرة السائدة،‏ انما غير المؤسسة على الاسفار المقدسة،‏ ان اللّٰه هيأ الارض كحقل تجارب ليرى ما اذا كان البشر يستحقون العيش في السماء حيث الحياة الحقيقية.‏ —‏ انظر الاطار ‏«هل من الضروري ان نترك هذه الارض لننعم بحياة ذات معنى؟‏»‏‏،‏ في الصفحة ٦.‏

      ايضا،‏ خلق اللّٰه الرجل والمرأة على صورته مانحا اياهما القدرة ان يعكسا صفاته الرائعة.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فقد صنعهما كاملين.‏ كما زودهما بكل ما يلزم ليتمتعا الى الابد بحياة مثمرة وذات معنى.‏ وكان ذلك سيشمل ملء الارض وإخضاعها لتصبح بأسرها فردوسا كجنة عدن.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨-‏٣١؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ما الذي افسد الامور؟‏

      من الواضح ان مجريات الاحداث اتخذت منحى مختلفا بشكل جذري.‏ فالبشر عموما لا يعكسون صورة اللّٰه.‏ والارض صارت ابعد ما يكون عن الفردوس.‏ فما الذي طرأ؟‏ لقد اساء آدم وحواء استخدام ارادتهما الحرة.‏ وأرادا ان يصبحا «كاللّٰه» ويقررا لأنفسهما ‹ما هو خير و ما هو شر›.‏ وبذلك تبعا مسلك التمرد نفسه الذي اتخذه الشيطان ابليس.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦‏.‏

      وعليه،‏ فإن الشر ليس جزءا من مخطط غامض اعدّه اللّٰه مسبقا.‏ بل اتى الى الوجود حين تمرد الشيطان،‏ ومن ثم آدم وحواء،‏ على حكم اللّٰه.‏ ونتيجة عصيان ابوينا الاولين خسرا الفردوس والكمال،‏ وبالتالي جلبا الخطية والموت لأنفسهما ولكامل العائلة البشرية المتحدرة منهما.‏ (‏تكوين ٣:‏١٧-‏١٩؛‏ روما ٥:‏١٢‏)‏ وكل الاحوال التي تأتت عن ذلك تجعل الحياة اليوم تبدو بلا معنى.‏

      لماذا لم يقضِ اللّٰه على الشر فورا؟‏

      يتساءل البعض:‏ ‹لماذا لم يقضِ اللّٰه على الشر فورا بإهلاك الشيطان وكذلك آدم وحواء ليبدأ من جديد؟‏›.‏ لكن هل من الحكمة حقا اتخاذ هذا الاجراء؟‏ ماذا تفعل لو سمعت ان حكومة قوية اعدمت شخصا فور تحديه سلطتها؟‏ ألا ينفّر ذلك محبّي العدل ويسلب الحكومة مصداقيتها في الحكم بشأن ما هو صواب او خطأ؟‏

      لقد اختار اللّٰه ألّا يعاقب المتمردين في الحال.‏ وبحكمته سمح ان يمر الوقت كي تُبتّ مرة وإلى الابد قضية صواب حكمه التي أُثيرت في عدن.‏

      ازالة كل شر

      اهم امر ينبغي ان نبقيه في بالنا هو ان اللّٰه يسمح بالشر لفترة محدودة فقط.‏ وقد فعل ذلك لمعرفته انه يستطيع إبطال عواقب الشر الوخيمة كليا،‏ ما ان تُبتّ القضية الحيوية التي نشأت إثر التمرد على طريقة حكمه.‏

      فيهوه اللّٰه لم يتخلَّ عن قصده للارض والبشر،‏ بل اكّد لنا بفم نبيه اشعيا انه هو صانع الارض و «لم يخلقها باطلا،‏ انما للسكن صورها».‏ (‏اشعيا ٤٥:‏١٨‏)‏ وفي القريب العاجل،‏ سيبدأ بتحويلها الى فردوس كما قصد في البداية.‏ فبعدما يثبَّت بكل وضوح صواب حكمه،‏ سيكون مبرَّرا في استخدام قوته التي لا تُقهر لتنفيذ مشيئته والقضاء على الشر قضاء تاما.‏ (‏اشعيا ٥٥:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وقد ضمّن يسوع المسيح الصلاة النموذجية التماسا من اللّٰه ان يتخذ هذا الاجراء.‏ فعلّمنا ان نصلي:‏ «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وماذا يشمل ذلك؟‏

      مشيئة اللّٰه حيال الارض

      من جملة ما تشمله مشيئة اللّٰه هو ان ‹الحلماء سيرثون الارض›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ ويسوع المسيح سوف ‹ينقذ البائسين والفقراء المستغيثين› ويخلصهم من «الجور والعنف».‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏)‏ كما انه لن يكون في ما بعد حرب،‏ ولا موت،‏ ولا دموع،‏ ولا وجع،‏ ولا عذاب.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏)‏ وسيُقام على الارض عدد لا يحصى من الذين ماتوا في الفترة التي سمح فيها اللّٰه بالشر،‏ وتُتاح لهم الفرصة ان ينعموا بهذه البركات وغيرها.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      وفي الواقع،‏ سيبطل يهوه كل اذى ناجم عن عصيان الشيطان.‏ وسيكون الاجراء الذي يتخذه جذريا بحيث تُنسى «الشدائد السابقة [كل ما يسبب الحزن والالم اليوم]».‏ (‏اشعيا ٦٥:‏١٦-‏١٩‏)‏ وهذا المستقبل مضمون،‏ لأن اللّٰه لا يكذب وكل وعوده تتحقق.‏ نعم،‏ لن تعود الحياة ‹باطلة وسعيا وراء الريح›،‏ بل سيكون لها معنى حقيقي.‏ —‏ جامعة ٢:‏١٧‏.‏

      ولكن ماذا عن الوقت الحاضر؟‏ هل يمكن ان يضفي درس كلمة اللّٰه ومعرفة قصده للارض معنى حقيقيا على حياتك الآن؟‏ تجد الجواب في المقالة الاخيرة من هذه السلسلة.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يهوه هو اسم اللّٰه الشخصي حسبما يرد في الكتاب المقدس.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

      هل من الضروري ان نترك هذه الارض لننعم بحياة ذات معنى؟‏

      طوال قرون،‏ علّم رجال لا دراية لهم بقصد اللّٰه نحو الارض انه من الضروري ترك هذه الارض كي ننعم بوجود له معنى حقيقي.‏

      قال البعض ان الانفس «تنعم بوجود اسمى قبل دخولها الاجساد البشرية».‏ (‏القاموس الجديد للاهوت [بالانكليزية])‏ وقال آخرون ان النفس «تُسجن في الجسد كعقاب لها على الخطايا التي ارتكبتها في حالتها الروحانية».‏ —‏ دائرة معارف المطبوعات الكتابية واللاهوتية والكنسية (‏بالانكليزية)‏.‏

      وعلّم الفلاسفة اليونان،‏ كسقراط وأفلاطون،‏ المفهوم التالي:‏ ‹لا تُعتق النفس من ضلالها،‏ جهالتها،‏ مخاوفها،‏ شهواتها الجامحة،‏ وكل الشرور الاخرى التي تكتنف البشر› وتسكن «مع الآلهة الى الابد»،‏ إلا اذا تحررت من قيود الجسم البشري المادي.‏ —‏ محاورة فيدون لأفلاطون،‏ ٨١،‏ أ.‏

      ولاحقا،‏ دمج قادة العالم المسيحي في تعاليمهم ما ابتدعه الفلاسفة اليونان من «افتراضات حول نفس خالدة ملازمة للجسم البشري».‏ —‏ التاريخ العالمي للمسيحية (‏بالانكليزية)‏.‏

      قارِن هذه المفاهيم بثلاث حقائق اساسية من الكتاب المقدس:‏

      ١-‏ قصَد اللّٰه ان تكون الارض موطنا دائما للبشر،‏ لا حقل تجارب مؤقتا يستخدمه ليعرف مَن يستحق ان يعيش معه في السماء.‏ فلو اطاع آدم وحواء شرائعه،‏ لاستمرا في العيش في الفردوس على الارض.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ مزمور ١١٥:‏١٦‏.‏

      ٢-‏ في حين تعلِّم معظم الاديان ان الانسان يملك نفسا —‏ كيانا غير مادي موجودا في داخله —‏ يعلِّم الكتاب المقدس امرا ابسط:‏ الانسان هو ‹نفس حية› مجبولة «من تراب الارض».‏ (‏تكوين ٢:‏٧‏)‏ وكلمة اللّٰه لا تذكر مطلقا ان هذه النفس هي خالدة،‏ بل انها يمكن ان تهلك،‏ وبالتالي تزول عن الوجود.‏ (‏مزمور ١٤٦:‏٤؛‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠‏)‏ وأول نفس،‏ آدم،‏ ماتت فعلا وعادت الى التراب الذي جُبلت منه،‏ او بكلمة اخرى عادت الى عدم الوجود.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏١٩‏.‏

      ٣-‏ لا تعتمد آمال الانسان بالحياة في المستقبل على امتلاك نفس خالدة تذهب بعد الموت الى حيز روحي،‏ بل على وعد اللّٰه بإقامة الموتى ليعيشوا في فردوس ارضي.‏ —‏ دانيال ١٢:‏١٣؛‏ يوحنا ١١:‏٢٤-‏٢٦؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏.‏

  • حياة ذات معنى الآن وإلى الابد
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • حياة ذات معنى الآن وإلى الابد

      يمكنك ايجاد معنى حقيقي لحياتك الآن.‏ كيف؟‏ باتباعك المبادئ الحكيمة الواردة في كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ فلنتأمل معا في بعض منها.‏

      مبدأ من الكتاب المقدس:‏ ‏«ليس للإنسان افضل من ان يأكل ويشرب ويُري نفسه الخير من كده».‏ —‏ جامعة ٢:‏٢٤‏.‏

      لقد صُنعنا لنجد لذة في عمل ايدينا.‏ فحتى في اسوإ الاحوال،‏ يمكنك ان تشعر بمقدار من الاكتفاء في الحياة الآن،‏ اذا كنت مجتهدا ومستقيما في عملك.‏

      مبدأ من الكتاب المقدس:‏ ‏«السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      وجد كثيرون ان القيام بأمور من اجل الآخرين،‏ كصرف بعض الوقت والطاقة لمساعدتهم في الظروف الصعبة،‏ يجلب لهم سعادة كبيرة ويضفي على حياتهم معنى حقيقيا.‏ كتب الملك سليمان:‏ «لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله».‏ —‏ امثال ٣:‏٢٧‏.‏

      تأمل في مثال رالف.‏ فبعدما تقاعد من عمله،‏ انضم الى زوجته في الخدمة المسيحية كامل الوقت.‏ وهما يقضيان ساعات عديدة كل شهر في الخدمة،‏ باذلَين جهودا دؤوبة في تعليم الناس حقائق الكتاب المقدس.‏ يقول رالف:‏ «عندما نعود الى البيت مساء نكون متعبَين جدا.‏ والسبب ليس التقدم في السن فحسب،‏ بل ايضا بذل كل طاقتنا في خدمة ابينا السماوي.‏ لكنه شعور جميل للغاية!‏».‏ فهو وزوجته سعيدان لأن حياتهما تتمحور حول العطاء.‏

      مبدأ من الكتاب المقدس:‏ ‏«الرفيق الحقيقي يحب في كل وقت،‏ وهو اخ للشدة يولد».‏ —‏ امثال ١٧:‏١٧‏.‏

      حين يشاطرنا الآخرون مشاكلنا تخف وطأتها علينا.‏ ذكر الكاتب الانكليزي فرنسيس بايكون ان الذين يفتقرون الى الاصدقاء المخلصين «لا يكون العالم سوى قفر» بالنسبة اليهم.‏ فالحياة تصبح اسهل وأجمل متى وجدتَ في الآخرين الصداقة الاصيلة وكنت انت ايضا صديقا حقيقيا.‏

      مبدأ من الكتاب المقدس:‏ ‏«سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      بهذه الكلمات يحدد يسوع مطلبا اساسيا يخولك ان تشهد اتمام وعود اللّٰه،‏ وهو ان تدرك ‹حاجتك الروحية› وتشبعها.‏ فبخلاف الحيوانات،‏ لدينا حاجة فطرية لنفهم معنى الحياة والقصد منها.‏ ولا احد غير يهوه يمكنه ان يسدّ حاجتنا هذه،‏ وذلك من خلال الكتاب المقدس.‏ فكما رأينا في المقالة السابقة،‏ تكشف لنا كلمته هذه قصده للارض.‏ فتخبرنا ما هدف وجودنا،‏ ما سبب تفشي الالم،‏ وما الذي يتوقعه اللّٰه منا.‏ ومن الضروري ان نفهم هذه الحقائق المؤسسة على الاسفار المقدسة كي يصبح لحياتنا معنى حقيقي ونجد فيها الاكتفاء.‏ فالذين يخصصون وقتا لدرس الكتاب المقدس ويطبقون ما يتعلمونه هم سعداء.‏ ولماذا؟‏ لأنهم بذلك يبنون علاقة ثقة بخالقهم يهوه،‏ «الإله السعيد».‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١١‏.‏

      مبدأ من الكتاب المقدس:‏ ‏«اذكر خالقك .‏ .‏ .‏ قبل ان تأتي ايام البلية،‏ او تجيء السنون حين تقول:‏ ‹ليس لي فيها مسرة›».‏ —‏ جامعة ١٢:‏١‏.‏

      ان مشورة الملك سليمان للاحداث —‏ الذين يغفلون عموما في عمرهم هذا عن مآ‌سي الدنيا —‏ تنطبق علينا جميعا.‏ فليكن خالقك محور حياتك.‏ وهذا ما يمنحك مسرة وقصدا حقيقيا في الحياة.‏ كذلك تجنب موقف «لنأكل ونشرب،‏ لأننا غدا نموت».‏ ‏(‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٢‏)‏ فإذا وضعت اللّٰه في المقام الاول،‏ ‹يكون لك خير›،‏ حسبما تذكر جامعة ٨:‏١٢‏.‏

      لمست ويندي لمس اليد صحة هذه الكلمات.‏ ففي حداثتها،‏ تعلمت هي وأختها اللغة الاسبانية بهدف الانتقال الى جمهورية الدومينيكان حيث توجد حاجة كبيرة الى منادين بالبشارة.‏ تقول:‏ «صحيح اننا قمنا بتضحيات كثيرة لنخدم حيث الحاجة ماسة،‏ لكن الاشهر الستة تلك كانت اسعد فترة في حياتنا!‏ وما كنت لأستبدلها بكنوز الدنيا كلها!‏ فالبركات التي حصدناها فاقت تضحياتنا بأشواط».‏

      الولاء للّٰه يعطي الحياة معنى

      ان توطيد علاقتك بيهوه يمكن ان يضفي على حياتك معنى بطريقة خصوصية جدا.‏ فالشيطان لم يدفع آدم وحواء الى التمرد على حكم اللّٰه فحسب،‏ بل ايضا اشار انه ما من انسان يبقى وليا للّٰه تحت الامتحان.‏ (‏ايوب ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٤‏)‏ لذلك يمكنك ان تكون بين الذين يُثبتون كذب الشيطان.‏ كيف؟‏ بالبقاء وليا للّٰه،‏ الالتصاق بمبادئه،‏ والاعتراف قولا وعملا بحقه المطلق في ان يقرر ما هو خير وما هو شر.‏ —‏ رؤيا ٤:‏١١‏.‏

      ولكن قد يلزمنا تحمل بعض المشقات اذا اردنا اتباع مسلك الاستقامة.‏ فهل يجعل ذلك حياتنا بلا معنى؟‏ تخيل ان عدوا شريرا يفتري على صديق عزيز على قلبنا او فرد من افراد عائلتنا.‏ فإذا سبب لنا هذا العدو المشاكل ونحن ندافع عن صيت الشخص الذي نحبه،‏ فهل تفقد حياتنا معناها؟‏ بالطبع لا!‏ بل يسرنا ان نتحمل المشقات دفاعا عنه.‏ والامر مماثل في ما يتعلق ببقائنا اولياء للّٰه.‏ فولاؤنا في الظروف الحالية التي يسودها الشر يفرح قلب اللّٰه حقا.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      حياة ذات معنى تدوم الى الابد

      اذًا،‏ لمَ لا تضع هدفا امامك ان تتعلم قدر الامكان عن اللّٰه وقصده؟‏ قال يسوع المسيح:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الإله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ فحين يتمم يهوه اللّٰه قصده الاصلي للارض والبشر،‏ سينعم الناس الامناء ‹بحياة ابدية› في ارض فردوسية.‏ آنذاك ستكون حياتنا مفرحة وذات معنى حقيقي.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      فأين تجد المعرفة التي تحدث عنها يسوع؟‏ في طيات كلمة اللّٰه الموحى بها،‏ الكتاب المقدس.‏ وإذا اردت اية مساعدة بهذا الخصوص،‏ فلا تتردد في الكتابة الى ناشري هذه المجلة.‏ فيسرهم ان يرتبوا ليهتم احد بإطلاعك على ما يعلمه الكتاب المقدس حقا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة