مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • صفحة العنوان/‏صفحة الناشرين
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • صفحة العنوان/‏صفحة الناشرين

      كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏

  • قائمة المحتويات
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • قائمة المحتويات

      ٣ الدم —‏ حيوي للحياة

      ٧ نقل الدم —‏ الى ايّ حد هو آمن؟‏

      ١٣ بدائل ذات نوعية جيدة لنقل الدم

      ١٧ لديكم الحق في الاختيار

      ٢٢ الدم الذي ينقذ الحياة حقا

  • المقدمة
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • المقدمة

      كل يوم يواجه الناس قرارات اخلاقية بشأن الصحة:‏ زرع الاعضاء،‏ الاجهاض،‏ «الحق في الموت.‏» يُرجى ان لا تواجهوا ابدا هذه المشاكل.‏

      ومع ذلك ثمة قضية تتطلب انتباهكم:‏ كيف يمكن استعمال الدم لانقاذ الحياة؟‏

      لسبب وجيه يسأل كثيرون الآن،‏ ‹الى ايّ حد هو آمِن نقل الدم؟‏› ولكنّ ذلك اكثر من قضية طبية.‏ وقد حاكَ أخبارا تتعلق بشهود يهوه.‏ فهل تساءلتم لماذا يرفض هؤلاء الناس الاخلاقيون،‏ الذين يؤمنون بالطب الجيد،‏ قبول الدم؟‏

      كما سترون،‏ ان الوجهين الطبي والادبي لاستعمال الدم يتصلان مباشرة بكيفية تمكُّنكم من انقاذ قنيتكم الاثمن:‏ الحياة.‏

  • الدم —‏ حيوي للحياة
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • الدم —‏ حيوي للحياة

      كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏ ان هذا الامر دون شك ذو اهمية لكم لأن الدم مرتبط بحياتكم.‏ فالدم يحمل الاكسجين عبر جسمكم،‏ يزيل ثاني اكسيد الكربون،‏ يساعدكم على التكيُّف وفق تغييرات درجات الحرارة،‏ ويُعين في محاربتكم المرض.‏

      وقد جرى ربط الحياة بالدم قبل وقت طويل من رسم وليم هارڤي خريطة لجهاز الدوران في سنة ١٦٢٨.‏ والمبادئ الاخلاقية الاساسية لاديان رئيسية تركِّز على معطٍ للحياة عبَّر عن نفسه بشأن الحياة والدم.‏ قال عنه محام يهودي مسيحي:‏ «هو يعطي للجميع حياة ونفَسا وكل شيء.‏ فإنّا به نحيا ونتحرك ونوجد.‏»‏a

      والناس الذين يؤمنون بمعطي الحياة هذا يثقون بأن توجيهاته هي لخيرنا الابدي.‏ وقد وصفه نبي عبراني بأنه ‹معلِّمك لتنتفع ويُمشِّيك في طريق تسلك فيه.‏›‏

      ان هذا التأكيد،‏ في اشعياء ٤٨:‏١٧‏،‏ هو جزء من الكتاب المقدس،‏ كتاب محترم للقيَم الاخلاقية التي يمكن ان تنفعنا جميعا.‏ فماذا يقول عن الاستعمال البشري للدم؟‏ هل يُظهر كيف يمكن انقاذ الحياة بالدم؟‏ في الواقع،‏ يُظهر الكتاب المقدس بوضوح ان الدم هو اكثر من مجرد سائل بيولوجي معقَّد.‏ ويُذكَر الدم اكثر من ٤٠٠ مرة،‏ وبعض هذه الاشارات يشمل انقاذ الحياة.‏

      في اشارة باكرة صرَّح الخالق:‏ «كل دابة حية تكون لكم طعاما .‏ .‏ .‏ غير ان لحما بحياته دمه لا تأكلوه.‏» وأضاف:‏ «وأطلب انا دمكم لأنفسكم فقط،‏» وبعدئذ دان القتل.‏ (‏تكوين ٩:‏٣-‏٦‏)‏ قال ذلك لنوح،‏ سلف مشترك يحترمه كثيرا اليهود،‏ المسلمون،‏ والمسيحيون.‏ وهكذا أُعلمت البشرية جمعاء بأن الدم،‏ في نظر الخالق،‏ يمثِّل الحياة.‏ لقد كان ذلك اكثر من تنظيم غذائي.‏ ومن الواضح ان الامر شمل مبدأ ادبيا.‏ فللدم البشري اهمية عظيمة ولا يجب ان يساء استعماله.‏ وأضاف الخالق لاحقا تفاصيل يمكننا بسهولة ان نرى منها القضايا الادبية التي يربطها بدم الحياة.‏

      وأشار ثانية الى الدم عندما اعطى مجموعة شرائع الناموس لاسرائيل القديمة.‏ وفي حين يحترم اناس كثيرون الحكمة والمبادئ الاخلاقية في مجموعة الشرائع هذه،‏ يدرك قليلون شرائعها الخطيرة عن الدم.‏ مثلا:‏ ‏«واي رجل من بيت اسرائيل او من الغريب المتغرب بينكم يأكل دما ما فاني اتوجه على تلك النفس التي تأكل الدم واقطعه من بين قومه،‏ لان حياة اللحم هي في الدم.‏» (‏لاويين ١٧:‏​١٠،‏ ١١‏،‏ ترجمة الشدياق‏)‏ وبعدئذ اوضح اللّٰه ما يجب ان يفعله الصياد بالحيوان الميت:‏ «يسفك دمه ويغطيه بالتراب،‏ .‏ .‏ .‏ لا يأكلوا دم جسد ما،‏ لان حياة كل جسد هي دمه،‏ وكل من يأكل منه يُستأصَل.‏» —‏ لاويين ١٧:‏​١٣،‏ ١٤‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      يعرف العلماء الآن ان مجموعة شرائع الناموس اليهودية روَّجت الصحة الجيدة.‏ مثلا،‏ طلبت ان يوضع البراز خارج المحلة ويُغطَّى وأن لا يأكل الناس لحما ينطوي على خطر محتمل كبير للمرض.‏ (‏لاويين ١١:‏٤-‏٨،‏ ١٣؛‏ ١٧:‏١٥؛‏ تثنية ٢٣:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وفي حين كانت للشريعة عن الدم اوجه صحية،‏ فقد شمل الامر اكثر من ذلك بكثير.‏ ان للدم معنى رمزيا.‏ لقد مثَّل الحياة المزوَّدة من الخالق.‏ وبمعاملة الدم كشيء خصوصي اظهر الناس الاتكال عليه من اجل الحياة.‏ نعم،‏ ان السبب الرئيسي لعدم ادخالهم الدم لم يكن لأنه غير صحي،‏ بل لأن له معنى خصوصيا عند اللّٰه.‏

      وذكر الناموس تكرارا حظر الخالق ادخال الدم لدعم الحياة.‏ «لا تأكلوا منه بل اسكبوه على الارض كما يُسكب الماء.‏ لا تأكلوه،‏ لتنعموا انتم واولادكم من بعدكم بالخير،‏ اذ صنعتم الحق.‏» —‏ تثنية ١٢:‏٢٣-‏٢٥‏،‏ تف؛‏ ١٥:‏٢٣‏؛‏ لاويين ٧:‏​٢٦،‏ ٢٧؛‏ حزقيال ٣٣:‏٢٥‏.‏b

      بخلاف كيفية تحليل البعض اليوم،‏ لم يكن ليجري تجاهل شريعة اللّٰه عن الدم لمجرد نشوء حالة طارئة.‏ ففي غضون ازمة خلال وقت الحرب قتل بعض الجنود الاسرائيليين حيوانات و «اكلوا اللحم بدمه.‏» ونظرا الى الحالة الطارئة،‏ هل كان مسموحا ان يدعموا حياتهم بالدم؟‏ كلا.‏ لقد اوضح قائدهم ان مسلكهم لا يزال خطأ جسيما.‏ (‏١ صموئيل ١٤:‏٣١-‏٣٥‏،‏ تف‏)‏ وهكذا،‏ لكون مقاييسه ثمينة كالحياة،‏ لم يقل معطي حياتنا قط ان بالامكان تجاهلها في الحالة الطارئة.‏

      الدم والمسيحيون الحقيقيون

      اين تقف المسيحية من مسألة انقاذ الحياة البشرية بالدم؟‏

      كان يسوع رجل استقامة،‏ ومن اجل ذلك هو معتبر جدا.‏ لقد عرف ان الخالق قال ان ادخال الدم خطأ وأن هذه الشريعة مُلزِمة.‏ لذلك هنالك سبب وجيه للاعتقاد بأن يسوع كان سيتمسك بالشريعة عن الدم حتى لو كان تحت الضغط ليفعل بخلاف ذلك.‏ ويسوع «لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مكر.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢٢‏)‏ وهكذا رسم مثالا لأتباعه،‏ بما في ذلك مثال الاحترام للحياة والدم.‏ (‏سنتأمل لاحقا في كيفية تعلُّق دم يسوع الخاص بهذه المسألة الحيوية التي تؤثر في حياتكم.‏)‏

      لاحظوا ما حدث،‏ بعد سنوات من موت يسوع،‏ عندما نشأ سؤال عما اذا كان الشخص الذي يصير مسيحيا يجب ان يحفظ كل شرائع اسرائيل.‏ لقد جرت مناقشة ذلك في مجمع للهيئة الحاكمة المسيحية،‏ التي شملت الرسل.‏ ويعقوب اخو يسوع من امه اشار الى كتابات تتضمن الوصايا عن الدم التي ذُكرت لنوح ولأمة اسرائيل.‏ فهل تكون مثل هذه ملزِمة للمسيحيين؟‏ —‏ اعمال ١٥:‏١-‏٢١‏.‏

      ارسل ذلك المجمع قراره الى كل الجماعات:‏ لا يلزم المسيحيين ان يحفظوا مجموعة الشرائع المعطاة لموسى،‏ ولكنه «واجب» عليهم ان ‹يمتنعوا عما ذُبح للاصنام وعن الدم والمخنوق [اللحم غير المستنزَف دمه] والزنا.‏› (‏اعمال ١٥:‏٢٢-‏٢٩‏)‏ لم يكن الرسل يقدِّمون مجرد امر شعائري او يتعلق بالغذاء.‏ لقد اعلن المرسوم قواعد اخلاقية جوهرية اطاعها المسيحيون الاوائل.‏ وبعد نحو عشر سنوات اعترفوا بأنه لا يزال واجبا عليهم ان «يحافظوا على انفسهم مما ذُبح للاصنام ومن الدم .‏ .‏ .‏ والزنا.‏» —‏ اعمال ٢١:‏٢٥‏.‏

      تعرفون ان ملايين الناس يذهبون الى الكنائس.‏ وربما يوافق معظمهم ان المبادئ الاخلاقية المسيحية تشمل عدم عبادة الاصنام وعدم الاشتراك في الفساد الادبي الجسيم.‏ ولكنّ ما يستحق ملاحظتنا هو ان الرسل وضعوا تجنب الدم في المستوى الادبي السامي عينه كتجنب هذين الخطأين.‏ وخُتم مرسومهم:‏ «ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.‏ كونوا معافين.‏» —‏ اعمال ١٥:‏٢٩‏.‏

      فُهم لأمد طويل ان المرسوم الرسولي ملزِم.‏ ويخبر اوسابيوس عن شابة نحو نهاية القرن الثاني أصرَّت،‏ قبل ان تموت تحت وطأة التعذيب،‏ ان المسيحيين «لا يُسمح لهم بأكل الدم حتى دم الحيوانات غير العاقلة.‏» وهي لم تكن تمارس الحق في الموت.‏ لقد ارادت ان تعيش،‏ ولكنها لم تكن لتساير في مبادئها.‏ ألا تحترمون مَن يضعون المبدأ فوق المكسب الشخصي؟‏

      واستنتج العالم جوزيف پريستلي:‏ «يبدو ان تحريم اكل الدم،‏ المعطى لنوح،‏ إلزامي لكل ذريته .‏ .‏ .‏ واذا فسَّرنا تحريم الرسل بممارسة المسيحيين الاولين،‏ الذين لا يكاد يكون ممكنا الافتراض انهم لم يفهموا بالصواب طبيعته ومداه،‏ فلا يمكننا إلا ان نستنتج انه قُصد ان يكون مطلقا ودائما؛‏ لانّ الدم لم يكن يأكله ايّ من المسيحيين طوال قرون عديدة.‏»‏

      ماذا عن استعمال الدم كعلاج؟‏

      هل يغطي تحريمُ الكتاب المقدس للدم الاستعمالات الطبية،‏ كنقل الدم،‏ التي لم تكن بالتأكيد معروفة في ايام نوح،‏ موسى،‏ او الرسل؟‏

      في حين ان المداواة العصرية التي تستخدم الدم لم تكن موجودة آنذاك،‏ فإن الاستعمال الطبي للدم ليس عصريا.‏ فطوال نحو ٠٠٠‏,‏٢ سنة،‏ في مصر وأماكن اخرى،‏ «كان الدم [البشري] يُعتبر دواء ناجعا للجُذام leprosy‏.‏» وكشف طبيب عن المداواة المعطاة لابن الملك أسرحدّون عندما كانت أمَّة اشور على حافة التكنولوجيا القيادية:‏ «[الامير] يتحسَّن كثيرا؛‏ يمكن للملك،‏ سيدي،‏ ان يكون سعيدا.‏ ابتداء من اليوم الـ‍ ٢٢ أُعطيـ‍(‏ـه)‏ دما ليشرب،‏ وسيشرب (‏منه)‏ طوال ٣ أيام.‏ وطوال ٣ أيام اضافية سأُعطيـ‍(‏ـه دما)‏ للاستعمال الداخلي.‏» كانت لأسرحدّون تعاملات مع الاسرائيليين.‏ ومع ذلك،‏ لأن الاسرائيليين كانوا يملكون ناموس اللّٰه،‏ ما كانوا قط ليشربوا الدم كعلاج.‏

      وهل استُعمل الدم كعلاج في الازمنة الرومانية؟‏ ان العالِم الطبيعي پليني Pliny (‏معاصر للرسل)‏ والطبيب ارِتاوس Aretaeus في القرن الثاني يذكران ان الدم البشري كان معالجة للصرع.‏ وكتب ترتليانوس لاحقا:‏ «فكِّروا في اولئك الذين بعطش جشِع،‏ في الاستعراض في ساحة النِّزال،‏ يأخذون الدم الطازج للمجرمين الاشرار .‏ .‏ .‏ ويفوزون به لشفاء صرعهم.‏» وقابلَهم بالمسيحيين الذين ‹لا يأكلون حتى ولا دم الحيوانات في وجباتهم .‏ .‏ .‏ وفي محاكمات المسيحيين انتم تقدمون لهم نقانق ملآنة دما.‏ انتم مقتنعون،‏ طبعا،‏ انه غير شرعي لهم.‏› وهكذا كان المسيحيون الاولون يعرِّضون انفسهم للموت عوضا عن ادخال الدم.‏

      ‏«الدم،‏ في شكله العادي اكثر،‏ لم .‏ .‏ .‏ يصِر غير شعبي كعنصر في الطب والسحر،‏» يذكر كتاب اللحم والدم Flesh and Blood‏.‏ «في سنة ١٤٨٣،‏ مثلا،‏ كان لويس الحادي عشر الفرنسي يموت.‏ ‹ازداد كل يوم سوءا،‏ ولم تنفعه الادوية شيئا،‏ مع انها كانت ذات طبيعة غريبة؛‏ لانه كان يرجو بحماسة ان يتعافى بالدم البشري الذي اخذه من بعض الاولاد وجرعه.‏›»‏

      وماذا عن نقل الدم؟‏ بدأت التجارب في ذلك نحو مطلع القرن الـ‍ ١٦.‏ واعترض توماس بارتولِن Bartholin (‏١٦١٦-‏١٦٨٠)‏،‏ استاذ التشريح في جامعة كوپنهاڠن:‏ ‹ان الذين ينجذبون الى استعمال الدم البشري للمعالجات الداخلية للامراض يظهر انهم يسيئون استعماله ويخطئون على نحو جسيم.‏ ان آكلي لحوم البشر مدانون.‏ فلمَ لا نمقت مَن يلطخون بلعومهم بالدم البشري؟‏ ان نيل دم غريب من وريد مقطوع إما بالفم او بأدوات نقل الدم هو سواء.‏ ومؤلِّفو هذه العملية تخصّهم بالرعب الشريعة الالهية،‏ التي بموجبها اكْل الدم محرَّم.‏›‏

      اذًا،‏ ادرك المفكِّرون في القرون السالفة ان شريعة الكتاب المقدس تنطبق على ادخال الدم في الاوردة تماما كانطباقها على ادخاله في الفم.‏ واستنتج بارتولِن:‏ «إن ايًّا من طريقتَي اخذ [الدم] على انسجام مع القصد الواحد عينه،‏ ان تجري بواسطة هذا الدم تغذية جسم المريض او ردّ صحته.‏»‏

      هذه النظرة العامة قد تساعدكم على فهم الموقف الديني غير القابل للتفاوض الذي يتخذه شهود يهوه.‏ انهم يقدّرون الحياة كثيرا،‏ ويطلبون العناية الطبية الجيدة.‏ ولكنهم مصمِّمون على عدم انتهاك مقياس اللّٰه،‏ المقياس الثابت:‏ مَن يحترمون الحياة كعطية من الخالق لا يحاولون دعم الحياة بادخال الدم.‏

      ومع ذلك جرى الادعاء طوال سنوات ان الدم ينقذ الحياة.‏ وبامكان الاطباء ان يخبروا عن حالات كابد فيها شخص خسارة دم شديدة ولكن نُقل اليه الدم وبعدئذ تحسَّن بسرعة.‏ لذلك قد تتساءلون،‏ ‹الى ايّ حد يكون ذلك حكيما او غير حكيم طبيا؟‏› يجري تقديم الدليل الطبي لدعم المداواة بالدم.‏ ولذلك انتم مدينون لنفسكم بنيل الوقائع لكي تقوموا باختيار مؤسس على المعلومات بشأن الدم.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بولس في اعمال ١٧:‏​٢٥،‏ ٢٨‏،‏ الترجمة اليسوعية.‏

      b كُتبت لاحقا تحريمات مماثلة في «القرآن الكريم.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٤]‏

      ‏«ان المبادئ المسجَّلة بموجب هذا القانون بطريقة دقيقة ومنهجية [في الاعمال ١٥‏] موصوفة بأنها ضرورية،‏ معطية اقوى برهان انه في عقول الرسل لم يكن ذلك ترتيبا موقَّتا،‏ او اجراء الى حين.‏» —‏ الپروفسور ادوار روس،‏ جامعة ستراسبورڠ.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      أشار مارتن لوثر الى مضامين المرسوم الرسولي:‏ «والآن اذا اردنا حيازة كنيسة تتوافق مع هذا المجمع،‏ .‏ .‏ .‏ يجب ان نعلِّم ونصرّ ان لا يأكل من الآن فصاعدا امير،‏ سيد،‏ مدني او فلاح وزة،‏ ظبية،‏ أيِّلا،‏ او لحم خنزير مطبوخا بالدم .‏ .‏ .‏ والمدنيون والفلاحون يجب ان يمتنعوا خصوصا عن النقانق الحمراء ونقانق الدم.‏»‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Woodcut by Lucas Cranach

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      ‏«اللّٰه والناس ينظرون الى الامور بمفاهيم مختلفة جدا.‏ فما يبدو مهمًّا في اعيننا يكون في اغلب الاحيان بلا قيمة في تقدير الحكمة غير المحدودة؛‏ وما يبدو تافها بالنسبة الينا يكون في اغلب الاحيان ذا اهمية عظيمة جدا عند اللّٰه.‏ لقد كان الامر كذلك منذ البدء.‏» —‏ «بحث في شرعية اكل الدم» Blood the Lawfulness of Eating An Enquiry Into،‏ الكسندر پيري،‏ ١٧٨٧.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      by Carl Zigrosser/Dover Publications Medicine and the Artist

      ‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

      في مجمع تاريخي،‏ اكَّدت الهيئة الحاكمة المسيحية ان شريعة اللّٰه عن الدم لا تزال ملزِمة

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      مهما كانت العواقب،‏ رفض المسيحيون الاولون انتهاك شريعة اللّٰه عن الدم

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Painting by Gérôme,‎ 1883,‎ courtesy of Walters Art Gallery,‎ Baltimore

  • نقل الدم —‏ الى ايّ حد هو آمن؟‏
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • نقل الدم —‏ الى ايّ حد هو آمن؟‏

      قبل الخضوع لأيّ اجراء طبي خطير يتعلَّم الشخص المفكر الفوائد المحتمَلة والمخاطر.‏ فماذا عن نقل الدم؟‏ انه الآن اداة رئيسية في الطب.‏ وقد يكون لاطباء كثيرين مهتمين على نحو اصيل بمرضاهم القليل من التردُّد في اعطاء الدم.‏ لقد دُعي عطية الحياة.‏

      تبرَّع الملايين بالدم او قبلوه.‏ وخلال ١٩٨٦-‏١٩٨٧ كان لكندا ٣‏,‏١ مليون متبرع من عدد سكان يبلغ ٢٥ مليونا.‏ «[في] احدث سنة تتوافر عنها الارقام،‏ جرى استعمال ما بين ١٢ مليون و ١٤ مليون وحدة دم في نقل الدم في الولايات المتحدة وحدها.‏» —‏ The New York Times‏،‏ ١٨ شباط ١٩٩٠.‏

      ‏«تمتَّع الدم دائما بصفة ‹سحرية،‏›» تلاحظ الدكتورة لُويز ج.‏ كيتنڠ.‏ «وطوال سنواته الـ‍ ٤٦ الاولى،‏ شعر الاطباء والعامة على السواء بأن مخزون الدم آمن اكثر مما كان في الواقع.‏» (‏Cleveland Clinic Journal of Medicine‏،‏ ايار ١٩٨٩)‏ فماذا كان الوضع آنذاك،‏ وما هو الآن؟‏

      حتى قبل ٣٠ سنة جرى نصح اخصّائيي الامراض pathologists وموظفي بنوك الدم:‏ «الدم هو ديناميت!‏ يمكن ان ينجز مقدارا جزيلا من الفائدة او مقدارا جزيلا من الاذى.‏ ونسبة الوفيات من نقل الدم تعادل تلك التي من التخدير بالإيتر او استئصال الزائدة.‏ ويقال ان هنالك تقريبا وفاة واحدة من ٠٠٠‏,‏١ الى ٠٠٠‏,‏٣ او ربما ٠٠٠‏,‏٥ نقل دم.‏ وفي منطقة لندن أُخبر ان هنالك وفاة واحدة لكل ٠٠٠‏,‏١٣ قنينة دم تُنقل.‏» —‏ New York State Journal of Medicine‏،‏ ١٥ كانون الثاني ١٩٦٠.‏

      فهل أُزيلت الاخطار منذ ذلك الحين بحيث صار نقل الدم آمنا الآن؟‏ بصراحة يكابد مئات الآلاف كل سنة ردود فعل معاكسة للدم،‏ ويموت كثيرون.‏ ونظرا الى التعليقات المذكورة آنفا،‏ فإن ما يمكن ان يخطر ببالكم هو امراض محمولة بالدم.‏ وقبل فحص هذا الجانب،‏ تأملوا في بعض المخاطر المعروفة اقل.‏

      الدم ومناعتكم

      في وقت باكر من القرن الـ‍ ٢٠ عمَّق العلماء فهم الانسان للتعقيد الرائع للدم.‏ وتعلَّموا ان هنالك زُمر دم مختلفة.‏ ومطابَقة matching دم المتبرع ودم المريض هي امر حرِج في نقل الدم.‏ فاذا نال احد زمرةُ دمه A زمرةَ B‏،‏ يمكن ان يكابد ردّ فعل انحلاليا hemolytic وخيما.‏ ويمكن ان يدمِّر ذلك الكثير من كريَّاته الحُمر ويقتله بسرعة.‏ واذ صار الآن تصنيف الدم الى زُمر واختبار مطابَقته cross matching روتينا،‏ فإن الاخطاء تحدث.‏ وكل سنة يموت اناس بسبب ردود الفعل الانحلالية.‏

      تُظهر الوقائع ان قضية عدم الملاءمة تتجاوز كثيرا زُمر الدم القليلة نسبيا التي تسعى المستشفيات الى مطابقتها.‏ ولماذا؟‏ في مقالته «نقل الدم:‏ الاستعمالات،‏ اساءات الاستعمال،‏ والمجازفات،‏» يكتب الدكتور دوڠلاس ه‍.‏ پوزي،‏ الاصغر:‏ «قبل حوالي ٣٠ سنة وصف سَمْسن Sampson نقل الدم بأنه اجراء خطِر نسبيا .‏ .‏ .‏ [ومنذ ذلك الحين] جرى تحديد هوية ما لا يقلّ عن ٤٠٠ مولِّد ضد antigen اضافي للكريَّات الحُمر ووصْف خصائصها.‏ وما من شك في ان العدد سيستمر في الارتفاع لان غشاء الكريَّة الحمراء هائل التعقيد.‏» —‏ Journal of the National Medical Association‏،‏ تموز ١٩٨٩.‏

      يدرس العلماء الآن تأثير الدم المنقول في جهاز الجسم الدفاعي او المناعي.‏ فماذا يمكن ان يعني ذلك لكم او لقريب يحتاج الى عملية جراحية؟‏

      عندما يزرع الاطباء قلبا،‏ كبدا،‏ او عضوا آخر،‏ يمكن لجهاز النائل المناعي ان يحس بالنسيج الغريب ويرفضه.‏ ولكنّ نقل الدم هو زرع نسيج.‏ وحتى الدم الذي اختُبرت «على نحو مناسب» مطابَقته يمكن ان يثبِّط الجهاز المناعي.‏ وفي مؤتمر لاخصّائيي الامراض ثبت ان مئات المقالات الطبية «ربطت نقل الدم بالاستجابات المناعية.‏» —‏ «القضية تستفحل ضد نقل الدم،‏» Medical World News‏،‏ ١١ كانون الاول ١٩٨٩.‏

      ان المهمة الرئيسية لجهازكم المناعي هي اكتشاف الخلايا الخبيثة (‏السرطانية)‏ وتدميرها.‏ فهل يمكن ان تؤدي المناعة المثبَّطة الى السرطان والموت؟‏ لاحظوا تقريرين.‏

      قدَّمت مجلة السرطان Cancer (‏١٥ شباط ١٩٨٧)‏ نتائج دراسة جرت في النَّذَرلند:‏ «في مرضى سرطان القولون colon شوهد تأثير معاكس مهم لنقل الدم في النجاة الطويلة الامد.‏ ففي ذلك الفريق كانت هنالك نجاة اجمالية تبلغ ٥ سنوات اضافية لِـ‍ ٤٨ ٪ من المرضى الذين نُقل اليهم دم و ٧٤ ٪ من الذين لم يُنقل اليهم دم.‏» والاطباء في جامعة كاليفورنيا الجنوبية تتبَّعوا مئة مريض اجروا عملية جراحية سرطانية.‏ «كانت نسبة الانتكاس لكل سرطانات الحنجرة ١٤ ٪ للذين لم ينالوا دما و ٦٥ ٪ للذين نالوه.‏ وبالنسبة الى سرطان تجويف الفم،‏ البلعوم،‏ والانف او الجيب sinus‏،‏ كانت نسبة الانتكاس ٣١ ٪ دون نقل دم و ٧١ ٪ مع نقل دم.‏» —‏ Rhinology & Laryngology ‏,Annals of Otology‏،‏ آذار ١٩٨٩.‏

      وماذا تقترح دراسات كهاتين بخصوص نقل الدم؟‏ في مقالته «نقل الدم والجراحة للسرطان،‏» استنتج الدكتور جون س.‏ سپرات:‏ «قد يلزم جرّاح السرطان ان يصير جراحا بلا دم.‏» —‏ Journal of Surgery The American‏،‏ ايلول ١٩٨٦.‏

      والمهمة الرئيسية الاخرى لجهازكم المناعي هي الدفاع في وجه الخمج infection‏.‏ لذلك من المفهوم ان تُظهر بعض الدراسات ان المرضى الذين ينالون دما هم اكثر تعرضا للخمج.‏ والدكتور پ.‏ إ.‏ تَرتِر قام بدراسة للجراحة المتعلِّقة بالقولون والمستقيم.‏ ومن المرضى الذين نُقل اليهم دم طوَّر ٢٥ في المئة اخماجا،‏ بالمقارنة مع ٤ في المئة من اولئك الذين لم يُنقل اليهم ايّ دم.‏ يخبر:‏ «اقترن نقل الدم بمضاعفات خمجية عندما جرى قبل الجراحة،‏ خلالها،‏ او بعدها .‏ .‏ .‏ وخطر الخمج بعد الجراحة ازداد باطِّراد مع عدد وحدات الدم المعطاة.‏» (‏The British Journal of Surgery‏،‏ آب ١٩٨٨)‏ والذين حضروا اجتماع الجمعية الاميركية لبنوك الدم في السنة ١٩٨٩ علموا هذا:‏ في حين طوَّر اخماجا ٢٣ في المئة من الذين نالوا دم المتبرع خلال جراحة استبدال الورك،‏ فإن الذين لم يُعطَوا دما لم يصابوا بأيّ خمج على الاطلاق.‏

      كتب الدكتور جون أ.‏ كولنز بخصوص هذا التأثير لنقل الدم:‏ «ان ذلك مثير للسخرية فعلا اذا كانت ‹المعالجة،‏› التي لها دليل زهيد جدا على انجاز شيء ذي شأن،‏ سيوجد في ما بعد انها تزيد شدة احدى المشاكل الرئيسية التي يواجهها مثل هؤلاء المرضى.‏» —‏ World Journal of Surgery‏،‏ شباط ١٩٨٧.‏

      خالٍ من المرض ام محفوف بالخطر؟‏

      ان المرض المحمول بالدم يقلق الاطباء ذوي الضمير الحي ومرضى كثيرين.‏ ايّ مرض؟‏ بصراحة،‏ لا يمكنكم تحديد ذلك بمجرد مرض واحد؛‏ فهنالك الكثير حقا.‏

      بعد مناقشة الامراض المعروفة اكثر يعالج تقنيات نقل الدم of Blood Transfusion Techniques (‏١٩٨٢)‏ «امراضا خمجية اخرى مقترنة بنقل الدم،‏» مثل السفلس،‏ خمج الڤيروس المضخِّم للخلايا cytomegalovirus‏،‏ والملاريا.‏ ثم يقول:‏ «أُخبِرَ ايضا ان امراضا عديدة اخرى تنتقل بواسطة نقل الدم،‏ بما فيها اخماج ڤيروس الحلاء herpes‏،‏ كثرة أُحاديات النواة mononucleosis الخمجية (‏ڤيروس إپشتاين-‏بار Epstein-Barr‏)‏،‏ داء المقوَّسات toxoplasmosis‏،‏ داء المِثقَبيَّات trypanosomiasis [مرض النوم الافريقي ومرض شاغاس Chagas‏]،‏ داء اللِّيشْمانيا leishmaniasis‏،‏ داء البروسليات brucellosis [الحمى المالطية]،‏ التيفوس،‏ داء الخيْطيات filariasis‏،‏ الحصبة،‏ داء السلمونيات salmonellosis‏،‏ وحُمَّى قُراد الكولورادو Colorado tick fever‏.‏»‏

      وفي الواقع،‏ ان قائمة امراض كهذه تكبر.‏ ولعلكم قرأتم عناوين مثل «مرض لايْم Lyme من نقل الدم؟‏ انه غير مرجَّح،‏ ولكنّ الخبراء حذرون.‏» والى ايّ حد يكون آمنا الدم من شخص نتيجةُ فحصه ايجابية لمرض لايْم؟‏ سُئلت هيئة مستشارين من الرسميين الصحيين ان كانت تقبل دما كهذا.‏ «جميعهم اجابوا لا،‏ مع ان احدا لم يوصِ بنبذ الدم من متبرعين كهؤلاء.‏» فكيف يجب ان تشعر العامة بشأن الدم المودع في بنك الذي لا يقبله الخبراء انفسهم؟‏ —‏ The New York Times‏،‏ ١٨ تموز ١٩٨٩.‏

      والسبب الثاني للقلق هو ان الدم المجمَّع في احد البلدان حيث يكثر مرض معيَّن قد يُستعمل بعيدا جدا،‏ حيث لا يكون العامة ولا الاطباء متنبهين للخطر.‏ وبالزيادة الحاضرة في السفر،‏ بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون،‏ يكبر الخطر لامكانية وجود مرض غريب في مُنتَج دموي.‏

      واضافة الى ذلك حذَّر اختصاصي في الامراض الخمجية infectious‏:‏ «قد يلزم نخل screen مخزون الدم لمنع انتقال اضطرابات عديدة لم تكن تعتبر سابقا خمجية،‏ بما فيها ابيضاض الدم Leukemia‏،‏ الورم اللمفي lymphoma‏،‏ والخَرَف dementia [او مرض الزهيمر Alzheimer‏].‏» —‏ Transfusion Medicine Reviews‏،‏ كانون الثاني ١٩٨٩.‏

      واذ يُقشعَر من هذه المخاطر،‏ خلقت غيرها خوفا اوسع بكثير.‏

      جائحة الايدز

      ‏«غيَّر الايدز الى الابد طريقة تفكير الاطباء والمرضى في الدم.‏ وذلك ليس بالفكرة السيئة،‏ قال الاطباء المجتمعون في المعاهد القومية للصحة لمؤتمر عن نقل الدم.‏» —‏ Washington Post‏،‏ ٥ تموز ١٩٨٨.‏

      لقد نبَّهت جائحة الايدز (‏متلازمة العوز المناعي المكتسب acquired immunodeficiency syndrome‏)‏ الناس بشدة الى خطر اكتساب الامراض الخمجية infectious من الدم.‏ وملايين هم مصابون الآن.‏ وهو ينتشر بلا ضابط.‏ ونسبة الموت هي اجمالا ١٠٠ في المئة.‏

      يسبِّب الايدز ڤيروس العوز المناعي البشري (‏HIV‏)‏ immunodeficiency virus human الذي يمكن ان ينتشر بواسطة الدم.‏ ووبأ الايدز العصري ظهر في السنة ١٩٨١.‏ وفي السنة التالية نفسها علم خبراء الصحة انه من المحتمل ان ينتقل الڤيروس في منتجات الدم.‏ ويُعترف الآن بأن صناعة الدم كانت بطيئة في الاستجابة،‏ حتى بعدما توافرت الفحوص لتحديد الدم المحتوي على الاجسام المضادة antibodies الخاصة بالـ‍ HIV‏.‏ وأخيرا بدأ فحص دم المتبرع في السنة ١٩٨٥،‏a ولكن حتى آنذاك لم يطبَّق على منتجات الدم التي كانت موجودة على الرف.‏

      وبعد ذلك جرى التأكيد للعامة،‏ ‹ان مخزون الدم آمن الآن.‏› ولكن في وقت لاحق كُشف ان هنالك «فترة ثغرة» للايدز خطِرة.‏ فبعد ان يصاب الشخص قد تمر اشهر قبلما يُنتج اجساما مضادة يمكن اكتشافها.‏ واذ يكون غير مدرك انه يؤوي الڤيروس،‏ فقد يتبرع بدم تكون نتيجة فحصه سلبية.‏ لقد حدث ذلك.‏ وقد طوَّر الناس الايدز بعدما نُقل اليهم دم كهذا!‏

      صارت الصورة قاتمة اكثر ايضا.‏ ومجلة الطب لانكلترا الجديدة The New England Journal of Medicine (‏١ حزيران ١٩٨٩)‏ اخبرت عن «اخماج بـ‍ HIV صامتة.‏» فقد ثبت ان الناس يمكن ان يحملوا ڤيروس الايدز طوال سنوات دون ان يُكتشف بالفحوص غير المباشرة الشائعة.‏ وقد يرغب البعض في تقليل هذه بوصفها حالات نادرة،‏ ولكنها تبرهن «ان خطر انتقال الايدز بواسطة الدم ومكوِّناته لا يمكن حذفه كليا.‏» (‏Patient Care‏،‏ ٣٠ تشرين الثاني ١٩٨٩)‏ والاستنتاج المزعج هو:‏ ان الفحص السلبي لا يمكن ان يعني شهادة بعدم وجود امراض معدية.‏ وكم سيُصابون بعدُ بالايدز من الدم؟‏

      القدم التالية؟‏ ام الاقدام التالية؟‏

      سمع كثيرون من سكان الشقق وقع قدم واحدة تضرب الارض فوقهم؛‏ وبعدئذ ربما توترت اعصابهم منتظرين الثانية.‏ وفي مأزق الدم لا احد يعرف عدد الاقدام المميتة التي قد تضرب بعدُ.‏

      سُمي ڤيروس الايدز HIV‏،‏ ولكنّ بعض الخبراء الآن يدعونه ڤيروس العوز المناعي البشري الاول 1-HIV‏.‏ ولماذا؟‏ لانهم وجدوا ڤيروسا آخر من نوع الايدز (‏ڤيروس العوز المناعي البشري الثاني 2-HIV‏)‏.‏ ويمكن ان يسبِّب اعراض الايدز وهو واسع الانتشار في بعض المناطق.‏ واضافة الى ذلك،‏ «لا يُكتشف على الدوام بفحوص الايدز المستعملة الآن هنا،‏» تخبر ذا نيويورك تايمز The New York Times‏.‏ (‏٢٧ حزيران ١٩٨٩)‏ «الاكتشافات الجديدة .‏ .‏ .‏ تجعل من الصعب اكثر على بنوك الدم ان تتأكد ان تبرعا ما هو آمن.‏»‏

      او ماذا عن القرائب البعيدة لڤيروس الايدز؟‏ قالت لجنة رئاسية (‏للولايات المتحدة الاميركية)‏ ان مثل هذا الڤيروس «يُعتقد انه سبب الابيضاض التائيّ الخلايا/‏الورم اللمفي في البالغين lymphoma‏/‏cell leukemia‏-‏adult T والمرض الشديد للجهاز العصبي.‏» وهذا الڤيروس هو الآن في دم المتبرعين ويمكن ان ينتشر في الدم.‏ وللناس الحق في التساؤل،‏ ‹الى ايّ حد فعال هو نخل screening بنوك الدم لمثل هذه الڤيروسات الاخرى؟‏›‏

      حقا،‏ ان الوقت وحده سيخبر كم ڤيروسا محمولا بالدم يكمن في مخزون الدم.‏ «قد يكون المجهول سببا للقلق اعظم من المعروف،‏» يكتب الدكتور هَرولد ت.‏ مريمان.‏ «والڤيروسات السارية transmissible التي تقاس فترات حضانتها incubation بعدة سنوات سيكون من الصعب ان تُقرَن بنقل الدم وسيكون اصعب ايضا ان تُكتشف.‏ ومجموعة HTLV انما هي فقط اولى تلك التي ظهرت.‏» (‏Transfusion Medicine Reviews‏،‏ تموز ١٩٨٩)‏ «وكأن وبأ الايدز لم يكن مصدر شقاء كفاية،‏ .‏ .‏ .‏ فإن عددا من مخاطر نقل الدم المقترحة او الموصوفة حديثا قد لفت الانتباه خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ انه لا يتطلَّب خيالا واسعا التكهُّن بأن امراضا ڤيروسية خطيرة اخرى موجودة وأنها تنتقل بواسطة نقل دم مماثِل homologous‏.‏» —‏ Alternative Strategies Limiting Homologous :‏Exposure‏،‏ ١٩٨٩.‏

      ان عددا كبيرا من «الاقدام» قد ضرب الى الآن حتى ان مراكز مكافحة الامراض توصي بـ‍ «احتياطات شاملة.‏» اي،‏ ‹يجب على كل العاملين في العناية الصحية ان يفترضوا ان كل المرضى مصابون بـ‍ HIV وبالمُمْرِضات pathogens الاخرى المحمولة بالدم.‏› ولسبب وجيه يعيد العاملون في العناية الصحية وأعضاء العامة تقييم نظرتهم الى الدم.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لا يسعنا الافتراض ان كل الدم يُفحص الآن.‏ مثلا،‏ يجري الاخبار ان نحو ٨٠ في المئة من بنوك الدم للبرازيل عند مستهل السنة ١٩٨٩ لم تكن تحت مراقبة الحكومة،‏ ولم تكن تَفحص لاجل الايدز.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      ‏«ان نقلا واحدا تقريبا من ١٠٠ نقل للدم ترافقه الحمَّى،‏ القشعريرة،‏ او الشَّرَى urticaria‏.‏ .‏ .‏ .‏ وحوالي واحد من ‎٠٠٠,٦ نقل للكريَّات الحُمر يسفر عن ردّ فعل انحلالي للنقل.‏ وهذا ردُّ فعل مناعي وخيم يمكن ان يحدث على نحو حاد او بطريقة متأخرة بعد عدة ايام من النقل؛‏ وقد يسفر عن قصور [كُلْويّ] حاد،‏ صدمة،‏ تخثُّر داخل الاوعية،‏ وحتى الموت.‏» —‏ مؤتمر المعاهد القومية للصحة (‏NIH‏)‏،‏ ١٩٨٨.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      العالم الدنماركي نيلس يرن Jerne اشترك في جائزة نوبل للطب لسنة ١٩٨٤.‏ وعندما سُئل لماذا رفض نقل دم قال:‏ «ان دم الشخص هو كبصماته —‏ لا يوجد نوعان من الدم متشابهان تماما.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      الدم،‏ الاكباد المتلَفة،‏ و .‏ .‏ .‏

      «المثير للسخرية هو ان الايدز المحمول بالدم .‏ .‏ .‏ لم يكن قط تهديدا عظيما كالامراض الاخرى —‏ التهاب الكبد hepatitis‏،‏ مثلا،‏» اوضحت واشنطن پوست Washington Post‏.‏

      نعم،‏ لقد مرضت اعداد غفيرة مرضا شديدا وماتت من التهاب الكبد هذا الذي لا معالجة محدَّدة له.‏ واستنادا الى اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم U.‎S.‎ News & World Report (‏١ ايار ١٩٨٩)‏،‏ ان نحو ٥ في المئة من الذين يُعطَون دما في الولايات المتحدة يصابون بالتهاب الكبد —‏ ٠٠٠‏,‏١٧٥ شخص في السنة.‏ ونحو نصفهم يصيرون حَمَلة مزمنين،‏ ويطوِّر على الاقل ١ من ٥ التشمُّع cirrhosis او سرطان الكبد.‏ ويقدَّر ان ٠٠٠‏,‏٤ يموتون.‏ تصوَّروا العناوين الرئيسية التي تقرأونها اذا تحطمت نفاثة جمبو،‏ قاتلة كل الذين على متنها.‏ ولكنّ ٠٠٠‏,‏٤ وفاة تعادل تحطم نفاثة جمبو ملآنة كل شهر!‏

      عرف الاطباء طويلا ان التهاب كبد أخفّ (‏النوع A‏)‏ ينتشر بواسطة الطعام او الماء غير النظيفين.‏ ثم رأوا ان شكلا اخطر ينتشر بواسطة الدم،‏ ولم تكن عندهم اية طريقة لنخل screen الدم لاجله.‏ وأخيرا تعلَّم العلماء اللامعون كيفية اكتشاف «آثار» هذا الڤيروس (‏النوع B‏)‏.‏ وفي اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ كان الدم يُنخل في بعض البلدان.‏ وظهر ان مخزون الدم آمن والمستقبل للدم ساطع!‏ ام هل كان كذلك؟‏

      قبل ان يمضي وقت طويل اتضح ان آلاف الذين أُعطوا دما جرى نخله لا يزالون يطوِّرون التهاب الكبد.‏ وعلم كثيرون،‏ بعد سقم منهِك،‏ ان اكبادهم تلفت.‏ ولكن اذا كان الدم قد فُحص فلماذا يحدث ذلك؟‏ لقد احتوى الدم على شكل آخر دُعي التهاب الكبد اللا A واللا non-B hepatitis )NANB( B‏،‏ non-A‏.‏ وطوال عقد انزل البلاء بنقل الدم —‏ بين ٨ و ١٧ في المئة من الذين نُقل اليهم دم في اسرائيل،‏ ايطاليا،‏ اليابان،‏ اسپانيا،‏ السويد،‏ والولايات المتحدة أُصيبوا به.‏

      ثم ظهرت عناوين رئيسية مثل «ڤيروس التهاب الكبد اللا A واللا B الغامض عُزل اخيرا»؛‏ «وضع حدّ لحمّى في الدم.‏» ومرة ثانية كانت الرسالة ‹وُجد العامل المتملِّص!‏› وبعدئذ،‏ في نيسان ١٩٨٩،‏ جرى اخبار العامة ان ثمة فحصا متوافرا لـ‍ NANB‏،‏ الذي صار يُدعى الآن التهاب الكبد C‏.‏

      قد تتساءلون ما اذا كان ذلك الارتياح سابقا لاوانه.‏ وفي الواقع،‏ اخبر الباحثون الايطاليون عن ڤيروس آخر لالتهاب الكبد،‏ طافر mutant‏،‏ يمكن ان يكون مسؤولا عن ثُلث الحالات.‏ «بعض المراجع،‏» لاحظت رسالة الصحة لكلية هارڤرد الطبية Harvard Medical School Health Letter (‏تشرين الثاني ١٩٨٩)‏،‏ «يُقلقها ان A‏،‏ B‏،‏ C‏،‏ و D ليست كل الحروف الابجدية لڤيروسات التهاب الكبد؛‏ لكن يمكن ان يظهر للعيان غيرها.‏» وذكرت ذا نيويورك تايمز (‏١٣ شباط ١٩٩٠)‏:‏ «يرتاب الخبراء بقوة في امكان تسبيب ڤيروسات اخرى التهاب الكبد؛‏ واذا اكتُشفت فستسمَّى التهاب الكبد E وهلم جرا.‏»‏

      وهل تُواجَه بنوك الدم بالمزيد من الابحاث الطويلة للفحوص بغية جعل الدم آمنا؟‏ اذ اشار الى مشكلة الكلفة،‏ صرَّح مدير للصليب الاحمر الاميركي بهذا التعليق المزعج:‏ «لا يمكننا ان نستمر في اضافة فحص تلو الفحص لاجل كل عامل خامج قد ينتشر.‏» —‏ Medical World News‏،‏ ٨ ايار ١٩٨٩.‏

      وحتى الفحص لاجل التهاب الكبد B غير معصوم من الخطإ؛‏ وكثيرون لا يزالون يلتقطونه من الدم.‏ واضافة الى ذلك،‏ هل سيقتنع الناس بالفحص المعلَن لاجل التهاب الكبد C‏؟‏ اظهرت مجلة الجمعية الطبية الاميركية The Journal of the American Medical Association (‏٥ كانون الثاني ١٩٩٠)‏ ان سنة يمكن ان تمر قبل ان يكون ممكنا للفحص ان يكتشف الاجسام المضادة للمرض.‏ وفي هذه الاثناء يمكن ان يواجه الناس الذين يُنقل اليهم الدم الاكباد المتلَفة —‏ والموت.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

      يوضح مرض شاغاس كيف يحمل الدم المرض الى اناس بعيدين.‏ تخبر «ذا مديكال پوست» «‏The Medical Post‏» (‏١٦ كانون الثاني ١٩٩٠)‏ ان ‹١٠-‏١٢ مليون نسمة في اميركا اللاتينية مصابون على نحو مزمِن.‏› وقد دُعي «من اهم مجازفات نقل الدم في اميركا الجنوبية.‏» و «البقة الفتاكة» تلدغ الضحية النائم في الوجه،‏ تمتص الدم،‏ وتتغوَّط في الجُرح.‏ وقد يحمل الضحية مرض شاغاس لسنوات (‏وفي هذه الاثناء ربما يتبرع بالدم)‏ قبل ان يطوِّر مضاعفات قلبية مميتة.‏

      ولماذا يجب ان يُقلق ذلك الناس في القارات البعيدة؟‏ في «ذا نيويورك تايمز» (‏٢٣ ايار ١٩٨٩)‏ اخبر الدكتور ل.‏ ك.‏ أَلتمَن عن مرضى بمرض شاغاس بعد الجراحة،‏ احدهم مات.‏ كتب أَلتمَن:‏ «ربما مرَّت حالات اضافية دون ان تُكتشف لان [الاطباء هنا] لا يألفون مرض شاغاس،‏ ولا يدركون انه يمكن ان ينتشر بنقل الدم.‏» نعم،‏ يمكن ان يكون الدم عربة تسافر بها الامراض بعيدا.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      كتب الدكتور نود لوند-‏اولِسِن Olesen-‏Knud Lund‏:‏ «بما ان .‏ .‏ .‏ بعض الاشخاص في الفرق المعرَّضة كثيرا للخطر يتطوَّعون كمتبرعين لانهم يُفحصون آنذاك آليا لاجل الايدز،‏ اشعر انه يوجد سبب للاحجام عن قبول نقل الدم.‏ لقد رفض شهود يهوه ذلك لسنوات كثيرة.‏ فهل كانوا يتصفَّحون المستقبل؟‏» —‏ for Læger« »Ugeskrift (‏اسبوعية الاطباء)‏،‏ ٢٦ ايلول ١٩٨٨.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      نجا البابا من اطلاق النار عليه.‏ وبعد مغادرة المستشفى أُعيد اليه لمدة شهرين «مكابدا الكثير.‏» ولماذا؟‏ خمج بڤيروس مضخِّم للخلايا cytomegalovirus بامكانية قاتلة من الدم الذي ناله

      ‏[مصدر الصورة]‏

      UPI/Bettmann Newsphotos

      ‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

      ڤيروس الايدز

      ‏[مصدر الصورة]‏

      CDC,‎ Atlanta,‎ Ga.‎

  • بدائل ذات نوعية جيدة لنقل الدم
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • بدائل ذات نوعية جيدة لنقل الدم

      قد تقولون،‏ ‹نقل الدم مجازفة،‏ ولكن هل هنالك اية بدائل ذات نوعية عالية؟‏› سؤال جيد،‏ ولاحظوا الكلمة «نوعية.‏»‏

      ان الجميع،‏ بمن فيهم شهود يهوه،‏ يريدون عناية طبية فعَّالة ذات نوعية عالية.‏ وقد تنبَّه الدكتور ڠرانت إ.‏ ستِفن لعنصرين رئيسيين:‏ «ان العناية الطبية ذات النوعية الجيدة هي قدرة عناصر هذه العناية على تحقيق الاهداف الطبية وغير الطبية المشروعة.‏» (‏The Journal of the American Medical Association‏،‏ ١ تموز ١٩٨٨)‏ و ‹الاهداف غير الطبية› تشمل عدم انتهاك مبادئ المريض الاخلاقية او ضميره المؤسَّس على الكتاب المقدس.‏ —‏ اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      فهل هنالك طرائق مشروعة وفعَّالة لتدبُّر المشاكل الطبية الخطيرة دون استعمال الدم؟‏ من المفرح ان الجواب هو نعم.‏

      مع ان معظم الجراحين ادعوا انهم اعطوا الدم فقط عند الضرورة القصوى،‏ فإن استعمالهم الدم انخفض بسرعة بعد ظهور وبإ الايدز.‏ قالت افتتاحية في اجراءات مايو السريرية Mayo Clinic Proceedings (‏ايلول ١٩٨٨)‏ ان «احدى الفوائد القليلة للوبإ» هي انه «اسفر عن خطط مختلفة من جهة المرضى والاطباء لتجنب نقل الدم.‏» ويشرح رسمي في بنك للدم:‏ «ان ما قد تغيَّر هو شدة الرسالة،‏ سرعة تقبُّل الاطباء السريريين للرسالة (‏بسبب ادراك متزايد للمخاطر)‏،‏ وطلب اخذ البدائل بعين الاعتبار.‏» —‏ Transfusion Medicine Reviews‏،‏ تشرين الاول ١٩٨٩.‏

      لاحظوا ان هنالك بدائل!‏ وهذا يصير مفهوما عندما نراجع لماذا يُنقل الدم.‏

      ان الهيموڠلوبين في الكريَّات الحُمر يحمل الاكسجين اللازم للصحة الجيدة والحياة.‏ لذلك اذا كان شخص قد خسر دما كثيرا فقد يبدو منطقيا مجرد استبداله.‏ وفي الاحوال العادية يكون لديكم حوالي ١٤ او ١٥ غراما من الهيموڠلوبين في كل ١٠٠ سنتيمتر مكعب من الدم.‏ (‏المقياس الآخر للتركيز هو الراسب الدموي hematocrit‏،‏ الذي يبلغ عادة حوالي ٤٥ في المئة.‏)‏ وكانت «القاعدة» المقبولة ان يجري نقل الدم الى المريض قبل الجراحة اذا كان الهيموڠلوبين لديه ادنى من ١٠ (‏او الراسب الدموي اقل من ٣٠ في المئة)‏.‏ وأخبرت المجلة السويسرية Vox Sanguinis (‏آذار ١٩٨٧)‏ ان «٦٥ ٪ من [الاختصاصيين في التخدير anesthesiologists‏] طلبوا ان يكون لدى المرضى قبل الجراحة هيموڠلوبين يبلغ ١٠ غ/‏ديسيلتر للجراحة الاختيارية.‏»‏

      ولكن في مؤتمر لسنة ١٩٨٨ حول نقل الدم سأل الپروفسور هَوارد ل.‏ زودر Zauder‏،‏ «كيف حصلنا على ‹العدد السحري›؟‏» وذكر بوضوح:‏ «ان التعليل etiology للمطلب ان تكون لدى المريض ١٠ غرامات من الهيموڠلوبين (‏Hgb‏)‏ قبل نيل عقار مخدِّر anesthetic انما هو مغطّى بالتقليد،‏ مغشّى بالغموض،‏ وصحته غير مثبتة بالدليل السريري او التجريبي.‏» تخيَّلوا الآلاف الكثيرة من المرضى الذين كان المسبِّبَ لنقل الدم اليهم مطلب ‹غامض،‏ صحته غير مثبتة!‏›‏

      والبعض قد يتساءلون،‏ ‹لماذا يكون مستوى الهيموڠلوبين البالغ ١٤ عاديا اذا كنتم تستطيعون النجاة بأقل منه بكثير؟‏› حسنا،‏ تكون لديكم بالتالي قدرة احتياطية كبيرة حاملة للاكسجين بحيث تكونون مستعدين للتمرين او العمل الشاق.‏ والدراسات على المرضى بفقر الدم anemic تُظهر ايضا «انه من الصعب اكتشاف عوز في القدرة على العمل بتراكيز للهيموڠلوبين منخفضة الى حد ٧ غ/‏ديسيلتر.‏ وقد وجد آخرون دليلا على اداء مختل على نحو خفيف فقط.‏» —‏ Contemporary Transfusion Practice‏،‏ ١٩٨٧.‏

      وفي حين يتكيَّف البالغون مع مستوى منخفض من الهيموڠلوبين،‏ ماذا عن الاولاد؟‏ يقول الدكتور جيمس ا.‏ ستوكمَن الثالث:‏ «باستثناءات قليلة يختبر الاطفال المولودون قبل الاوان هبوطا في الهيموڠلوبين في الاشهر الاولى من الاول الى الثالث .‏ .‏ .‏ ودواعي استعمال نقل الدم في وضع الحضانة غير محدَّدة جيدا.‏ وبالفعل يبدو ان اطفالا كثيرين يحتملون على نحو ملحوظ مستويات منخفضة من تركيز الهيموڠلوبين دون اية مصاعب سريرية ظاهرة.‏» —‏ Pediatric Clinics of North America‏،‏ شباط ١٩٨٦.‏

      ان معلومات كهذه لا تعني عدم الحاجة الى فعل شيء عندما يخسر الشخص الكثير من الدم في حادث او خلال عملية جراحية.‏ فاذا كانت الخسارة سريعة وكبيرة يهبط ضغط دم الشخص وقد يدخل في حالة صدمة.‏ وما يلزم بشكل اولي هو وقف النزف وردّ الحجم في جهازه.‏ ويعمل ذلك على منع الصدمة وابقاء الكريَّات الحُمر والمكوِّنات الاخرى الباقية في دوران.‏

      يمكن انجاز الاستبدال الحجمي بدون استعمال دم كامل او پلازما الدم.‏a فثمة سوائل غير دموية مختلفة هي موسِّعات حجمية فعَّالة.‏ والابسط هو المحلول الملحي الذي هو رخيص ويلائم دمنا على السواء.‏ وهنالك ايضا سوائل ذات خصائص خصوصية،‏ مثل دِكستران dextran‏،‏ هيماكسل Haemaccel‏،‏ ومحلول لاكتات رِنڠر lactated Ringer’s solution‏.‏ و (‏HES‏)‏ Hetastarch هو موسِّع حجمي أحدث،‏ و «يمكن التوصية به على نحو مأمون لاولئك المرضى [المحروقين] الذين يعترضون على منتجات الدم.‏» (‏Journal of Burn Care & Rehabilitation‏،‏ كانون الثاني/‏شباط ١٩٨٩)‏ ان لمثل هذه السوائل حسنات محدَّدة.‏ «المحاليل البِلَّوْرانية crystalloid [مثل المحلول الملحي العادي ومحلول لاكتات رِنڠر]،‏ دِكستران و HES هي نسبيا غير سامة وليست غالية،‏ متوافرة في الحال،‏ يمكن حفظها في درجة حرارة الغرفة،‏ لا تتطلب فحص ملاءمة وتخلو من خطر المرض المنتقل بالنقل.‏» —‏ Blood Transfusion Therapy—A Physician’s Handbook‏،‏ ١٩٨٩.‏

      ولكن قد تسألون،‏ ‹لماذا تنجح جيدا سوائل الاستبدال غير الدموية ما دمت احتاج الى كريَّات حُمر للحصول على الاكسجين في كل جسمي؟‏› كما ذُكر،‏ لديكم احتياطي حامل للاكسجين.‏ واذا خسرتم دما فإن آليات معوِّضة رائعة تبدأ.‏ ويضخ قلبكم المزيد من الدم مع كل دقَّة.‏ وبما ان الدم المفقود استُبدِل بسائل ملائم،‏ فإن الدم المخفَّف الآن يتدفق بسهولة اكثر حتى في الاوعية الدقيقة.‏ ونتيجة تغييرات كيميائية يجري اطلاق اكسجين اكثر الى الانسجة.‏ وهذه التكييفات فعَّالة جدا حتى انه اذا بقي مجرد نصف كريَّاتكم الحُمر فإن تسليم الاكسجين يمكن ان يكون حوالي ٧٥ في المئة من العادي.‏ والمريض المستريح يستعمل ٢٥ في المئة فقط من الاكسجين المتوافر في دمه.‏ ومعظم عقاقير التخدير العام تقلل حاجة الجسم الى الاكسجين.‏

      كيف يمكن ان يساعد الاطباء؟‏

      يمكن للاطباء المهرة ان يساعدوا الشخص الذي فقد دما وبالتالي صارت له كريَّات حُمر اقل.‏ فحالما يُسترد الحجم يمكن للاطباء ان يعطوه الاكسجين بتركيز عالٍ.‏ وهذا يجعل المزيد منه متوافرا للجسم وقد كانت له في احيان كثيرة نتائج لافتة للنظر.‏ واستعمل اطباء بريطانيون ذلك مع امرأة كانت قد فقدت الكثير جدا من الدم حتى ان «الهيموڠلوبين لديها انخفض الى ٨‏,‏١ غ/‏ديسيلتر.‏ وعولجت بنجاح .‏ .‏ .‏ [مع] تراكيز مرتفعة للاكسجين الجاري تنشقه ونقل حجوم كبيرة من محلول هُلامي gelatin [هيماكسل].‏» (‏Anaesthesia‏،‏ كانون الثاني ١٩٨٧)‏ ويقول التقرير ايضا ان آخرين بفقدان دم حاد عولجوا بنجاح في غُرف اكسجين عالية الضغط hyperbaric oxygen chambers‏.‏

      ويمكن للاطباء ايضا ان يساعدوا مرضاهم على تشكيل المزيد من الكريَّات الحُمر.‏ كيف؟‏ باعطائهم مستحضرات تحتوي على الحديد (‏في العضلات او الاوردة)‏ يمكن ان تساعد الجسم على صنع الكريَّات الحُمر بسرعة اكثر من العادي بثلاثة الى اربعة اضعاف.‏ ومؤخرا صارت مساعدة اخرى متوافرة.‏ ان كُلْيتَيكم تنتجان هرمونا يدعى اريتْروپويتين (‏EPO‏)‏ يُنشِّط نِقْي العظم لكي يشكِّل الكريَّات الحُمر.‏ والآن هنالك EPO اصطناعي (‏مأشوب recombinant‏)‏ متوافر.‏ ويمكن للاطباء ان يعطوا ذلك لبعض المرضى بفقر الدم،‏ مساعدين اياهم بالتالي على تشكيل كريَّات حُمر استبدالية بسرعة فائقة.‏

      وحتى خلال العملية الجراحية يمكن للجراحين والاختصاصيين في التخدير المهرة وذوي الضمير الحي ان يساعدوا باستخدام اساليب متقدمة لحفظ الدم.‏ والتقنية الجراحية الشديدة التدقيق،‏ مثل المِكواة الكهربائية لتقليل النزف،‏ لا يُبالغ المرء مهما شدَّد عليها.‏ وأحيانا يمكن رشف الدم المتدفق في الجرح،‏ ترشيحه،‏ واعادته الى الدوران.‏b

      والمرضى المتصلون بآ‌لة القلب-‏الرئة المعدَّة للعمل بسائل غير دموي يمكن ان يستفيدوا من تخفيف الدم الناتِج،‏ اذ تُفقَد كريَّات حُمر اقل.‏

      وهنالك طرائق اخرى للمساعدة.‏ تبريد المريض لتقليل حاجاته الى الاكسجين خلال العملية الجراحية.‏ التخدير الخافض للضغط hypotensive‏.‏ المداواة لتحسين التخثر coagulation‏.‏ الدِسموپْرِسين Desmopressin (‏DDAVP‏)‏ لانقاص زمن النزف.‏ «المباضِع» اللازِرية.‏ وسترون ان القائمة تكبر اذ يسعى الاطباء والمرضى المهتمون الى تجنب نقل الدم.‏ ونحن نرجو ان لا تخسروا ابدا مقدارا كبيرا من الدم.‏ ولكن اذا خسرتم فمن المرجَّح جدا ان يتمكن الاطباء المهرة من تدبُّر الاعتناء بكم دون استعمال نقل الدم،‏ الذي له مخاطر كثيرة.‏

      الجراحة،‏ نعم —‏ ولكن بدون نقل

      ان اناسا كثيرين اليوم لن يقبلوا الدم.‏ ولاسباب صحية يطلبون ما يسعى اليه الشهود على أُسُس دينية قبل كل شيء:‏ عناية طبية ذات نوعية جيدة باستخدام تدبير غير دموي بديل.‏ وكما لاحظنا،‏ لا تزال الجراحة الرئيسية ممكنة.‏ واذا كانت لديكم اية شكوك متبقية فثمة دليل آخر من المطبوعات الطبية قد يبدِّدها.‏

      ان المقالة «اربعة استبدالات لمفاصل كبيرة في عضو من شهود يهوه» (‏Orthopaedic Review‏،‏ آب ١٩٨٦)‏ اخبرت عن مريض بفقر دم لديه «تلف متقدم في الركبتين والوركين كلتيهما.‏» وقد استُعمل دِكستران الحديد iron dextran قبل وبعد العملية الجراحية المثيرة التي كانت ناجحة.‏ وأخبرت المجلة البريطانية للتخدير British Journal of Anaesthesia (‏١٩٨٢)‏ عن شاهدة في الـ‍ ٥٢ من العمر بمستوى هيموڠلوبين دون الـ‍ ١٠.‏ وباستعمال تخدير خافض للضغط لتقليل فقدان الدم أُجري لها استبدال كلِّيّ للورك والكتف.‏ وثمة فريق جراحي في جامعة آركانساس (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏ استعمل ايضا هذه الطريقة في مئة استبدال للورك للشهود وتعافى جميع المرضى.‏ ويعلِّق الپروفسور الذي يرأس القسم:‏ «ما تعلَّمناه من اولئك المرضى (‏الشهود)‏ نطبقه الآن على كل مرضانا الذين نضع لهم اوراكا كاملة.‏»‏

      وضمير بعض الشهود يسمح لهم بقبول زرع اعضاء اذا جرى دون دم.‏ وقد استنتج تقرير عن ١٣ زرعا للكُلى:‏ «تشير النتائج الاجمالية الى انه يمكن تطبيق الزرع الكُلوي على نحو مأمون وناجع على معظم شهود يهوه.‏» (‏Transplantation‏،‏ حزيران ١٩٨٨)‏ وعلى نحو مماثل،‏ لم يقف رفض الدم كعائق حتى في وجه زرع القلب الناجح.‏

      ‏‹وماذا عن الجراحة من انواع اخرى بلا دم؟‏› قد تتساءلون.‏ اخبرت خط الاتصال الطبي المباشر Medical Hotline (‏نيسان/‏ايار ١٩٨٣)‏ عن جراحة لِـ‍ «شاهدات يهوه اللواتي اجرين عمليات نسائية وتوليدية رئيسية [في جامعة ولاية واين،‏ الولايات المتحدة الاميركية] بدون نقل دم.‏» وذكرت الرسالة الاخبارية:‏ «لم تكن هنالك وفيات ومضاعفات اكثر مما في النساء اللواتي اجرين عمليات مماثلة مع نقل دم.‏» ثم علَّقت الرسالة الاخبارية:‏ «يمكن ان تضمن نتائج هذه الدراسة نظرة جديدة الى استعمال الدم لكل النساء اللواتي يُجرين عمليات توليدية ونسائية.‏»‏

      وفي مستشفى جامعة ڠوتنڠن (‏المانيا)‏ اجرى ٣٠ مريضا رفضوا الدم جراحة عامة.‏ «لم تنشأ مضاعفات ما كانت لتنشأ ايضا عند المرضى الذين يقبلون نقل الدم.‏ .‏ .‏ .‏ واذ يكون اللجوء الى النقل مستحيلا فلا يجب المبالغة في تعليق اهمية عليه،‏ وبالتالي لا يجب ان يؤدي الى الاحجام عن عملية هي ضرورية ومبرَّرة جراحيا.‏» —‏ Risiko in der Chirurgie‏،‏ ١٩٨٧.‏

      وحتى جراحة الدماغ بدون استعمال الدم أُجريت لراشدين وأولاد عديدين،‏ مثلا،‏ في المركز الطبي لجامعة نيويورك.‏ وفي سنة ١٩٨٩ كتب الدكتور جوزيف رَنسوهوف،‏ رئيس جراحة الاعصاب:‏ «واضح جدا ان تجنُّب منتجات الدم يمكن تحقيقه في معظم الحالات بأدنى خطر في المرضى ذوي المبادئ الدينية المعارِضة لاستعمال هذه المنتجات،‏ وخصوصا اذا كان يمكن القيام بالعملية الجراحية بسرعة وفي فترة جراحية قصيرة نسبيا.‏ وهو ذو شأن كبير واقع انني في اغلب الاحيان انسى ان المريض شاهد حتى وقت الخروج عندما يشكرونني على احترامي معتقداتهم الدينية.‏»‏

      وأخيرا،‏ هل يمكن اجراء عملية جراحية قلبية ووعائية معقَّدة بدون دم للراشدين والاولاد؟‏ كان الدكتور دنتون أ.‏ كولي سبّاقا الى فعل ذلك عينه.‏ وكما يمكنكم رؤيته في المقالة الطبية المعاد طبعها في الملحق،‏ في الصفحات ٢٧-‏٢٩،‏ كان استنتاج الدكتور كولي بناءً على تحليل ابكر «ان خطر الجراحة في مرضى فريق شهود يهوه لم يكن فعليا اعلى مما للآخرين.‏» والآن،‏ بعد انجاز ١٠٦‏,‏١ من هذه العمليات،‏ يكتب:‏ «في كل حالة جرت المحافظة على اتفاقي او عقدي مع المريض،‏» اي عدم استعمال ايّ دم.‏

      لاحظ الجرّاحون ان الموقف الجيد هو عامل آخر مع شهود يهوه.‏ «موقف اولئك المرضى مثالي،‏» كتب الدكتور كولي في تشرين الاول ١٩٨٩.‏ «فليس لديهم خوف من المضاعفات او حتى الموت الذي لدى معظم المرضى.‏ ولديهم ايمان عميق وثابت بمعتقدهم وبإلههم.‏»‏

      لا يعني ذلك انهم يصرِّون على الحق في الموت.‏ فهم يجدّون بنشاط في اثر العناية ذات النوعية الجيدة لانهم يريدون ان يتحسَّنوا.‏ وهم مقتنعون بأن اطاعة شريعة اللّٰه عن الدم هي شيء حكيم،‏ النظرة التي يكون لها تأثير ايجابي في الجراحة غير الدموية.‏

      والپروفسور الدكتور ڤ.‏ شلوسِر،‏ من المستشفى الجراحي لجامعة فرايبورك (‏المانيا)‏،‏ لاحظ:‏ «بين هذا الفريق من المرضى لم يكن حدوث النزف خلال الفترة المحيطة بالعملية اعلى؛‏ والمضاعفات،‏ ان كانت هنالك اية مضاعفات،‏ كانت اقل.‏ فالنظرة الخصوصية الى المرض،‏ النموذجية لدى شهود يهوه،‏ كان لها تأثير ايجابي في مجرى الامور المحيطة بالعملية.‏» —‏ Herz Kreislauf‏،‏ آب ١٩٨٧.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a الشهود لا يقبلون نقل الدم الكامل،‏ الكريَّات الحُمر،‏ الكريَّات البيض،‏ الصُّفيحات،‏ او پلازما الدم.‏ أما بخصوص الاجزاء الزهيدة،‏ مثل الڠلُوبُلين المناعي immune globulin‏،‏ فانظروا برج المراقبة عدد ١ حزيران ١٩٩٠،‏ الصفحتين ٣٠ و ٣١‏.‏

      b ان برج المراقبة عدد ١ آذار ١٩٨٩،‏ الصفحتين ٣٠ و ٣١‏،‏ تبحث في مبادئ الكتاب المقدس التي تتعلق بأساليب انقاذ الدم وبمعدّات دوران الدم (‏خارج الجسم)‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

      ‏«لا بد ان نستنتج انه في الوقت الحاضر هنالك مرضى كثيرون ينالون مكوِّنات الدم ليست لديهم اية فرصة للاستفادة من النقل (‏الدم غير لازم)‏ ومع ذلك لا يزالون يتعرَّضون للخطر المهم للتأثير غير المرغوب فيه.‏ وما من طبيب يعرِّض عن علمٍ مريضا لمداواة لا يمكن ان تساعد بل قد تؤذي،‏ لكنّ ذلك هو بالضبط ما يحدث عندما يُنقل الدم على نحو غير ضروري.‏» —‏ Viral Diseases« »Transfusion-Transmitted‏،‏ ١٩٨٧.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

      ‏«ذكر بعض المؤلفين ان قِيم الهيموڠلوبين المنخفضة من ٢ الى ‎٥,٢ غ/‏١٠٠ مل يمكن ان تكون مقبولة.‏ .‏ .‏ .‏ والشخص السليم يمكن ان يتحمل فقدان ٥٠ في المئة من كتلة كريَّات الدم الحُمر ويكون عديم الاعراض كليا تقريبا اذا حدث فقدان الدم خلال فترة من الوقت.‏» —‏ Transfusion« »Techniques of blood‏،‏ ١٩٨٢.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٥]‏

      ‏«يجري هجر المفاهيم الاقدم عن نقل الاكسجين الى الانسجة،‏ شفاء الجروح،‏ و ‹القيمة الغذائية› للدم.‏ ان الاختبار مع المرضى الذين هم شهود ليهوه يُظهر ان فقر الدم الوخيم يجري تحمُّله جيدا.‏» —‏The Annals of‏» «‏Thoracic Surgery‏،‏ آذار ١٩٨٩.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٦]‏

      الاولاد الصغار ايضا؟‏ «ثمانية وأربعون اجراء جراحيا للقلب المفتوح للاطفال أُنجزت بتقنيات دون دم بصرف النظر عن التعقيد الجراحي.‏» والاولاد كانوا صغارا بوزن ‎٣,١٠ پاوندات (‏‎٧,٤ كلغ)‏.‏ «بسبب النجاح الدائم في شهود يهوه وواقع ان نقل الدم يحمل خطر مضاعفات خطيرة نحن ننجز حاليا معظم عملياتنا القلبية للاطفال دون نقل.‏» —‏ «‏Circulation‏»،‏ ايلول ١٩٨٤.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

      آلة القلب-‏الرئة كانت عونا عظيما في جراحة القلب للمرضى الذين لا يريدون دما

  • لديكم الحق في الاختيار
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • لديكم الحق في الاختيار

      ثمة اقتراب طبي شائع (‏يدعى تحليل الخطر/‏الفائدة)‏ يجعل تعاون الاطباء والمرضى على تجنُّب المداواة بالدم اسهل.‏ فيزن الاطباء عوامل كمخاطر دواء معيَّن او جراحة معيَّنة والفوائد المحتمَلة.‏ ويمكن للمرضى ايضا ان يشتركوا في تحليل كهذا.‏

      دعونا نستعمل مثالا واحدا يمكن ان تكون للناس في اماكن كثيرة صلة به —‏ التهاب اللوزتين المزمن.‏ فاذا عانيتم هذه المشكلة تذهبون على الارجح الى طبيب.‏ وفي الواقع،‏ قد تستشيرون طبيبين،‏ لان خبراء الصحة يوصون في اغلب الاحيان بالحصول على رأي ثان.‏ فقد يوصي واحد بعملية جراحية.‏ ويوجز ما يعنيه ذلك:‏ مدة المكوث بالمستشفى،‏ مقدار الوجع،‏ والكلفة.‏ وبالنسبة الى المخاطر يقول ان النزف الشديد ليس شائعا والموت من عملية كهذه نادر جدا.‏ أما الطبيب معطي الرأي الثاني فيحثكم على تجربة المداواة بالمضادات الحيوية.‏ ويشرح نوع الدواء،‏ امكانية النجاح،‏ والنفقة.‏ وبالنسبة الى الخطر يقول ان مرضى قليلين جدا كابدوا ردود فعل للدواء تهدِّد الحياة.‏

      لقد تأمل على الارجح كل طبيب كفء في المخاطر والفوائد،‏ أما الآن فعليكم انتم ان تزنوا المخاطر والفوائد المحتمَلة،‏ اضافة الى العوامل الاخرى التي تعرفونها على نحو افضل.‏ (‏انتم في الوضع الافضل للتأمل في جوانب كقوتكم العاطفية او الروحية،‏ موارد العائلة المالية،‏ التأثير في العائلة،‏ ومبادئكم الاخلاقية الخاصة.‏)‏ ثم تقومون بالاختيار.‏ ومن الممكن انكم تعطُون موافقة مؤسسة على معلومات informed consent على مداواة واحدة ولكن ترفضون الاخرى.‏

      ويكون الامر هكذا ايضا اذا كان ولدكم هو الذي يعاني التهاب اللوزتين المزمن.‏ فالمخاطر،‏ الفوائد،‏ وأنواع المداواة توجَز لكم انتم الآباء المحبّين الذين تتأثرون على نحو مباشر اكثر والذين ستكونون مسؤولين عن التغلب على النتائج.‏ وبعد التأمل في كل الجوانب يمكنكم القيام باختيار مؤسس على معلومات في هذه القضية التي تشمل صحة ولدكم وحتى حياته او حياتها.‏ وربما توافقون على العملية الجراحية،‏ بمخاطرها.‏ وقد يختار آباء آخرون المضادات الحيوية،‏ بمخاطرها.‏ وكما يختلف الاطباء في نصيحتهم،‏ كذلك يختلف المرضى او الآباء في ما يشعرون انه الافضل.‏ ان مثل هذا الامر وجه مفهوم للقيام باختيارات (‏الخطر/‏الفائدة)‏ المؤسسة على معلومات.‏

      وماذا عن استعمال الدم؟‏ لا يمكن لمن يفحص الوقائع بموضوعية ان ينكر ان نقل الدم ينطوي على خطر كبير.‏ والدكتور تشارلز هاڠنز،‏ مدير مصلحة نقل الدم في «مستشفى ماساتشوستس العام» الكبير،‏ جعل ذلك واضحا جدا:‏ «الدم لم يكن قط آمنا اكثر.‏ ولكن لا بد من اعتباره على نحو لا يمكن تجنبه غير آمِن.‏ انه أخطر مادة نستعملها في الطب.‏» —‏ The Boston Globe Magazine‏،‏ ٤ شباط ١٩٩٠.‏

      ولسبب وجيه جرى نصح الهيئة الطبية:‏ «انه ضروري ان يُعاد ايضا تقييم جزء الخطر من علاقة الفائدة/‏الخطر لنقل الدم وأن تُطلب البدائل.‏‏» (‏الحرف المائل لنا.‏)‏ —‏ Perioperative Red Cell Transfusion‏،‏ مؤتمر المعاهد القومية للصحة،‏ ٢٧-‏٢٩ حزيران ١٩٨٨.‏

      يمكن ان يختلف الاطباء بشأن الفوائد او المخاطر في استعمال الدم.‏ فيمكن ان يُجري واحد عمليات نقل دم كثيرة ويكون مقتنعا انها تستحق المخاطرة.‏ ويمكن ان يشعر آخر ان المخاطر غير مبرَّرة،‏ لانه احرز نتائج جيدة بالتدبير غير الدموي.‏ ولكن،‏ في النهاية،‏ يجب ان تقرروا انتم،‏ المريض او الوالد.‏ ولماذا انتم؟‏ لان جسدكم،‏ حياتكم،‏ مبادئكم الاخلاقية،‏ وعلاقتكم باللّٰه البالغة الاهمية (‏او تلك التي لولدكم)‏ تتعلق بالامر.‏

      حقّكم معترف به

      في اماكن كثيرة اليوم يكون للمريض حق مصون في تقرير اية معالجة سيقبل.‏ «لقد تأسَّس قانون الموافقة المؤسسة على معلومات على امرين مسلَّم بهما:‏ اولا،‏ للمريض الحق في نيل المعلومات الكافية للقيام باختيار مؤسس على معلومات بخصوص المعالَجة الموصى بها؛‏ وثانيا،‏ ان المريض يمكن ان يختار قبول او رفض توصية الطبيب.‏ .‏ .‏ .‏ وما لم يُنظر الى المرضى كأشخاص يملكون الحق في القول لا،‏ كما في القول نعم،‏ وحتى نعم مع شروط،‏ يتبخَّر الكثير من الاساس المنطقي للموافقة المؤسسة على معلومات.‏» —‏ Legal Theory and —‏ Clinical Practice Informed Consent‏،‏ ١٩٨٧.‏a

      لقد جابه بعض المرضى المقاومة عندما حاولوا ممارسة حقهم.‏ وربما كان ذلك من صديق له مشاعر قوية بخصوص استئصال اللوزتين او بخصوص المضادات الحيوية.‏ او من طبيب كان مقتنعا بصواب نصيحته.‏ وربما اعترض ايضا رسمي في المستشفى،‏ على اساس مصالح قانونية او مالية.‏

      ‏«يختار كثيرون من جرّاحي العظام ان لا يُجروا عمليات للمرضى [الشهود]،‏» يقول الدكتور كارل ل.‏ نلسون.‏ «انه اعتقادنا ان للمريض الحق في رفض ايّ نوع من المداواة الطبية.‏ واذا كان ممكنا تقنيا تزويد عملية جراحية بأمان فيما تُستبعَد معالجة معيَّنة،‏ كنقل الدم،‏ فعندئذ يجب ان يوجد ذلك كاختيار.‏» —‏ The Journal of Bone and Joint Surgery‏،‏ آذار ١٩٨٦.‏

      والمريض المحترِز لا يضغط على الطبيب لاستعمال مداواة ليس الطبيب ماهرا فيها.‏ ولكن،‏ كما لاحظ الدكتور نلسون،‏ يمكن لاطباء مخلصين كثيرين ان يتكيَّفوا وفق معتقدات المريض.‏ نصح رسمي الماني:‏ «لا يمكن للطبيب ان يرفض تقديم المساعدة .‏ .‏ .‏ محاجّا انه مع شاهد يهوه ليست كل البدائل الطبية تحت تصرفه.‏ فلا يزال لديه واجب تقديم العون حتى عندما تقِلّ الوسائل المفتوحة له.‏» (‏Der Frauenarzt‏،‏ ايار-‏حزيران ١٩٨٣)‏ وعلى نحو مماثل،‏ ان المستشفيات موجودة ليس لمجرد جني المال بل لخدمة كل الناس دون تمييز.‏ ويذكر اللاهوتي الكاثوليكي ريتشارد ج.‏ دِڤين:‏ «على الرغم من وجوب بذل المستشفى كل جهد طبي آخر لحفظ حياة المريض وصحته،‏ فلا بد ان يضمن ان العناية الطبية لا تنتهك ضمير[ه].‏ واضافة الى ذلك،‏ لا بد ان يتجنب كل اشكال الاكراه،‏ من اقناع المريض بالخداع الى جلب امر محكمة لفرض نقل الدم بالقوة.‏» —‏ Health Progress‏،‏ حزيران ١٩٨٩.‏

      بدلا من المحاكم

      يوافق كثيرون من الناس ان المحكمة ليست مكانا للقضايا الطبية الشخصية.‏ وكيف تشعرون اذا اخترتم المداواة بالمضادات الحيوية ولكن لجأ شخص الى المحكمة ليفرض عليكم بالقوة استئصال اللوزتين؟‏ قد يرغب الطبيب في تزويد ما يعتقد انه العناية الفضلى،‏ ولكن ليس من واجبه طلب تبرير قانوني لدوس حقوقكم الاساسية.‏ وبما ان الكتاب المقدس يضع الامتناع عن الدم في المستوى الادبي عينه لتجنب الزنا،‏ فإن فرض الدم على المسيحي بالقوة يعادل الجنس بالقوة —‏ الاغتصاب.‏ —‏ اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ومع ذلك،‏ يخبر الموافقة المؤسسة على معلومات لاجل نقل الدم for Blood Transfusion Informed Consent (‏١٩٨٩)‏ ان بعض المحاكم تنزعج كثيرا عندما يرغب مريض في قبول مخاطرة معيَّنة بسبب حقوقه الدينية «حتى انها تلفِّق استثناءات قانونية —‏ حِيَلا قانونية،‏ اذا اردتم —‏ للسماح بحدوث النقل.‏» وقد تحاول تبرير ذلك بالقول ان الامر يشمل حَبَلا او ان هنالك اولادا تلزم اعالتهم.‏ «هذه هي حِيَل قانونية،‏» يقول الكتاب.‏ «ان الراشدين ذوي الاهلية لهم الحق في رفض المعالجة.‏»‏

      وبعض الذين يصرّون على نقل الدم يتجاهلون الواقع ان الشهود لا يرفضون كل انواع المداواة.‏ فهم يرفضون مجرد مداواة واحدة،‏ تلك التي يقول حتى الخبراء انها محفوفة بالخطر.‏ وعادة يمكن تدبُّر المشكلة الطبية بطرائق متنوعة.‏ فللواحدة هذا الخطر وللاخرى ذلك الخطر.‏ وهل يمكن للمحكمة او للطبيب ان يعرف بطريقة ابوية ايّ خطر هو «لافضل مصالحكم»؟‏ انتم الشخص الذي يجب ان يحكم في ذلك.‏ وشهود يهوه جازمون انهم لا يريدون ان يقرر شخص آخر عنهم؛‏ فهي مسؤوليتهم الشخصية امام اللّٰه.‏

      واذا فرضت محكمة عليكم معالجة بغيضة،‏ فكيف يمكن ان يؤثر ذلك في ضميركم والعنصر الحيوي لرغبتكم في الحياة؟‏ كتب الدكتور كونراد درِبنڠر:‏ «سيكون ذلك حتما شكلا مضلَّلا من الطموح الطبي يقود المرء الى ارغام المريض على قبول مداواة معيَّنة،‏ مبطِلا ضميره،‏ بغية معالجته جسديا ولكن ضاربا نفسه ضربة قاضية.‏» —‏ Der Praktische Arzt‏،‏ تموز ١٩٧٨.‏

      عناية حبية للاولاد

      ان قضايا المحاكم المتعلقة بالدم تشمل بصورة رئيسية الاولاد.‏ وأحيانا عندما يطلب الآباء المحبّون باحترام ان يُستعمل تدبير غير دموي يطلب البعض في الهيئة الطبية دعم المحكمة لاعطاء الدم.‏ طبعا،‏ يوافق المسيحيون على القوانين او اجراء المحكمة لمنع الاساءة الى الاولاد او اهمالهم.‏ ولعلكم قرأتم عن حالات عامل فيها اب ولدا بوحشية او حرمه كل عناية طبية.‏ ويا له من شيء مأساوي!‏ وواضح ان الدولة يمكن ويجب ان تتدخل لحماية ولد مهمَل.‏ ومع ذلك،‏ من السهل ان يرى المرء كيف يختلف الامر جدا عندما يطلب والد مهتم مداواة طبية غير دموية ذات نوعية عالية.‏

      تركِّز قضايا المحاكم هذه عادة على ولد في مستشفى.‏ فكيف وصل الصغير الى هناك،‏ ولماذا؟‏ دائما تقريبا جلب الآباء المهتمون ولدهم ليحصل على عناية ذات نوعية جيدة.‏ وكما كان يسوع مهتما بالاولاد،‏ فإن الآباء المسيحيين يعتنون بأولادهم.‏ والكتاب المقدس يتحدث عن «ام مرضِع تحنو على اولادها.‏» ولشهود يهوه محبة عميقة كهذه لاولادهم.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ متى ٧:‏١١؛‏ ١٩:‏١٣-‏١٥‏.‏

      على نحو طبيعي،‏ يتخذ كل الآباء قرارات تؤثر في سلامة اولادهم وحياتهم:‏ هل ستستعمل العائلة الغاز ام النفط لتدفئة البيت؟‏ هل سيأخذون الولد في رحلة بالسيارة مسافة بعيدة؟‏ هل يمكن ان يذهب للسباحة؟‏ تشمل امور كهذه مخاطر،‏ وحتى مخاطر حياة وموت.‏ ولكنّ المجتمع يعترف بحرية الاختيار الابوية،‏ ولذلك يُمنح الآباء الصوت الرئيسي في كل القرارات تقريبا المؤثرة في اولادهم.‏

      وفي السنة ١٩٧٩ ذكرت المحكمة العليا للولايات المتحدة بوضوح:‏ «ان مفهوم القانون للعائلة يقوم على الافتراض ان الآباء يملكون ما ينقص الولد في النضج،‏ الخبرة،‏ والقدرة على الحكم المطلوبة لاتخاذ القرارات الصعبة للحياة.‏ .‏ .‏ .‏ ومجرد ان قرار الاب [في مسألة طبية] ينطوي على مخاطر لا ينقل آليا سلطة اتخاذ هذا القرار من الآباء الى وكالة او موظف للدولة.‏» —‏ Parham V.‎ J.‎ R.‎‏.‏

      وفي السنة عينها حكمت محكمة استئناف نيويورك:‏ «العامل الاهم في تقرير ما اذا كان الولد يُحرم العناية الطبية الملائمة .‏ .‏ .‏ هو ما اذا كان الوالدون قد زوَّدوا سبيلا مقبولا للمعالجة الطبية لولدهم في ضوء كل الظروف المحيطة.‏ وهذا الاستعلام لا يمكن طرحه على اساس ما اذا اتخذ الاب قرارا ‹صائبا› او ‹خاطئا،‏› لان الحالة الحاضرة لممارسة الطب،‏ رغم تقدُّماتها الضخمة،‏ قلما تسمح بمثل هذه الاستنتاجات المحدَّدة.‏ ولا يمكن للمحكمة ايضا ان تتولى دور والد بديل.‏» —‏ In re Hofbauer‏.‏

      تذكَّروا مثال الآباء الذين يختارون بين العملية الجراحية والمضادات الحيوية.‏ فلكل مداواة مخاطرها الخاصة.‏ والآباء المحبّون مسؤولون عن وزن المخاطر،‏ الفوائد،‏ والعوامل الاخرى وبعدئذ عن القيام بالاختيار.‏ وفي هذا الخصوص اقترح الدكتور جون صَمويلز (‏Anesthesiology News‏،‏ تشرين الاول ١٩٨٩)‏ مراجعة الخطوط الارشادية للقاضي في الاوامر الطبية المؤثِّرة في الاولاد،‏ التي تبنَّت هذا الموقف:‏

      ‏«ان المعرفة الطبية غير متقدِّمة كفاية لتمكِّن الطبيب من التكهُّن بيقين معقول بأن مريضه سيحيا او سيموت .‏ .‏ .‏ فاذا كانت هنالك مجموعة اجراءات للاختيار منها —‏ مثلا،‏ اذا اوصى الطبيب باجراء له فرصة نجاح تبلغ ٨٠ في المئة ولكنّ الابوين يرفضانه،‏ وليس للابوين اعتراض على اجراء له فرصة نجاح تبلغ ٤٠ في المئة فقط —‏ فلا بد ان يتخذ الطبيب المسلك الاخطر طبيا ولكن غير المعترض عليه ابويا.‏»‏

      نظرا الى المجازفات الكثيرة المميتة في الاستعمال الطبي للدم التي ظهرت وبسبب وجود طرائق تدبير بديلة فعَّالة،‏ ألا ينطوي تجنب الدم على الخطر الاقل؟‏

      من الطبيعي ان يزن المسيحيون عوامل كثيرة اذا احتاج ولدهم الى عملية جراحية.‏ ولكل عملية،‏ باستعمال الدم او بدونه،‏ مخاطر.‏ وأيّ جرّاح يعطي ضمانات؟‏ ربما يعرف الآباء ان الاطباء المهرة احرزوا نجاحا رائعا في الجراحة بدون دم للاولاد الشهود.‏ ولذلك حتى اذا كان لطبيب او رسمي في المستشفى تفضيل آخر،‏ فعوض تسبيب معركة قانونية ضاغطة ومستهلكة للوقت،‏ أليس معقولا ان يعملوا مع الآباء المحبّين؟‏ او قد ينقل الآباء ولدهم الى مستشفى آخر حيث تكون هيئة العاملين خبيرة في معالجة حالات كهذه وراغبة في ذلك.‏ وفي الواقع،‏ ان التدبير غير الدموي سيكون على الارجح عناية ذات نوعية جيدة،‏ اذ يمكن ان يساعد العائلة على «تحقيق الاهداف الطبية وغير الطبية المشروعة،‏» كما ذكرنا سابقا.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا المقالة الطبية «الدم:‏ اختيار مَن وضمير مَن؟‏» المعاد طبعها في الملحق،‏ في الصفحتين ٣٠،‏ ٣١.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٨]‏

      الاعفاء من القلق القانوني

      قد تتساءلون،‏ ‹لماذا يبادر بعض الاطباء والمستشفيات الى الحصول على امر محكمة لاعطاء الدم؟‏› السبب الشائع في بعض الاماكن هو الخوف من المسؤولية.‏

      لا اساس لمثل هذا القلق عندما يختار شهود يهوه التدبير غير الدموي.‏ يكتب طبيب في كلية البرت آينشتاين للطب (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏:‏ «معظم [الشهود] يوقِّعون فورا استمارة الجمعية الطبية الاميركية التي تعفي الاطباء والمستشفيات من المسؤولية،‏ ويحمل كثيرون [بطاقة] تنبيه طبي.‏ ان استمارة ‹رفض قبول منتجات الدم› الموقَّعة والمؤرَّخة على نحو لائق هي اتفاقية تعاقدية وهي مُلزِمة قانونيا.‏» —‏ News Anesthesiology‏،‏ تشرين الاول ١٩٨٩.‏

      نعم،‏ يقدِّم شهود يهوه بتعاون ضمانا قانونيا ان الطبيب او المستشفى لن يتعرَّض للمسؤولية في تزويد المداواة غير الدموية المطلوبة.‏ وكما اوصى الخبراء الطبيون،‏ يحمل كل شاهد بطاقة وثيقة طبية.‏ وهذه يجري تجديدها سنويا ويوقِّعها الشخص وشاهدان،‏ وغالبا اقرب اقربائه.‏

      وفي آذار ١٩٩٠ ايَّدت المحكمة العليا لأونتاريو،‏ كندا،‏ قرارا علَّق باستحسان على وثيقة كهذه:‏ «البطاقة هي تصريح مكتوب عن موقف صحيح يمكن ان يتخذه شرعيا حامل البطاقة في فرض تقييد مكتوب على العقد مع الطبيب.‏» وفي In Medicinsk Etik (‏١٩٨٥)‏ كتب الپروفسور دانيال اندرسِن:‏ «اذا كان هنالك بيان مكتوب واضح من المريض يقول انه واحد من شهود يهوه ولا يريد دما في اية ظروف،‏ فإن احترام الاستقلال الادبي للمريض يتطلب احترام هذه الرغبة،‏ تماما كما لو ان التعبير عن ذلك جرى شفهيا.‏»‏

      ويوقِّع الشهود ايضا استمارات الموافقة للمستشفى.‏ واحدى الاستمارات المستعمَلة في مستشفى في فرايبورك،‏ المانيا،‏ لها فراغ حيث يمكن للطبيب ان يصف المعلومات التي اعطاها للمريض عن المعالجة.‏ ثم،‏ فوق توقيعَي الطبيب والمريض،‏ تضيف هذه الاستمارة:‏ «كعضو من الهيئة الدينية لشهود يهوه،‏ ارفض رفضا باتا استعمال دم غريب او مكوِّنات الدم خلال عمليتي الجراحية.‏ وأنا ادرك ان الاجراء المخطَّط له واللازم ينطوي بالتالي على خطر اكبر بسبب مضاعفات النزف.‏ وبعد نيل شرح شامل عن ذلك خصوصا،‏ أطلب ان تُجرى العملية الجراحية اللازمة بدون استعمال دم غريب او مكوِّنات الدم.‏» —‏ Herz Kreislauf‏،‏ آب ١٩٨٧.‏

      وفي الواقع،‏ يمكن ان يكون للتدبير غير الدموي خطر اقل.‏ ولكنّ النقطة هنا هي ان المرضى الشهود يُعفون بسرور من ايّ قلق غير لازم بحيث تتمكن الهيئة الطبية من التقدُّم في فعل ما هي ملتزِمة فعله،‏ مساعدة الناس على التعافي.‏ وهذا التعاون يفيد الجميع،‏ كما اظهر الدكتور انجيلوس ا.‏ كمبوريس في «عمليات بَطنية رئيسية لشهود يهوه»:‏

      «يجب ان ينظر الجرّاح الى الاتفاقية التي تسبق العملية بأنها مُلزِمة ويجب الالتصاق بها بصرف النظر عن الحوادث الناشئة خلال العملية وبعدها.‏ [وهذا] يوجِّه المرضى بطريقة ايجابية الى معالجتهم الجراحية،‏ ويحوِّل انتباه الجرّاح من الاعتبارات القانونية والفلسفية الى تلك الجراحية والتقنية،‏ مما يسمح له بالتالي ان يُنجز على نحو افضل ويخدم مصالح مريضه الفُضلى.‏» —‏ The American Surgeon‏،‏ حزيران ١٩٨٧.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٩]‏

      ‏«الافراط في استعمال التقنية الطبية عامل رئيسي في ازدياد نفقات العناية الصحية الشائعة.‏ .‏ .‏ .‏ ونقل الدم ذو اهمية خصوصية بسبب كلفته وامكانية خطره الكبير.‏ وبناء على ذلك،‏ فإن اللجنة المشتركة الاميركية لاعتماد المستشفيات صنَّفت نقل الدم بأنه ‹بالغ الحجم،‏ بالغ الخطورة وعرضة للخطإ.‏›» —‏ «‏Transfusion‏،‏» تموز-‏آب ١٩٨٩.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٠]‏

      الولايات المتحدة:‏ «ان الحاجة الى موافقة المريض قائمة على المفهوم الاخلاقي للاستقلال الادبي الفردي،‏ أنّ القرارات بشأن مصير المرء الخاص يجب ان يتخذها الشخص الذي يشمله الامر.‏ ان الاساس القانوني لطلب الموافقة هو ان العمل الطبي المُنجَز بدون موافقة المريض انما يشكِّل اعتداء بدنيا.‏» —‏ Blood Transfusion« »Informed Consent for،‏ ١٩٨٩.‏

      المانيا:‏ «ان حق المريض في الاختيار الذاتي يُبطل مبدأ تقديم العون وحفظ الحياة.‏ والنتيجة:‏ لا نقل دم ضد ارادة المريض.‏» —‏ Herz‏» «‏Kreislauf‏،‏ آب ١٩٨٧.‏

      اليابان:‏ «ليس هنالك ‹ثابت› في العالم الطبي.‏ يعتقد الاطباء ان سبيل الطب العصري هو الافضل ويتبعون سبيله،‏ ولكن لا يجب ان يفرضوا بالقوة على المرضى كل جزء تفصيلي منه كشيء ‹ثابت.‏› فلا بد ان تكون للمرضى ايضا حرية الاختيار.‏» —‏ «‏Minami Nihon Shimbun‏»،‏ ٢٨ حزيران ١٩٨٥.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢١]‏

      ‏«وجدتُ ان عائلات [شهود يهوه] متراصَّة ومحِبَّة،‏» يخبر الدكتور لورنس س.‏ فرانكل.‏ «الاولاد مثقَّفون،‏ مهتمون،‏ ومتَّصفون بالاحترام.‏ .‏ .‏ .‏ وأيضا يظهر انه من الممكن ان يكون هنالك اذعان اقوى للاوامر الطبية،‏ مما يمكن ان يمثِّل جهدا للاعراب عن قبول التدخل الطبي الى الحد الذي تسمح به معتقداتهم.‏» —‏ قسم طب الاطفال،‏ مستشفى الدكتور اندرسون ومعهد الاورام،‏ هيوستون،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ١٩٨٥.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٢]‏

      ‏«اخشى ألا يكون نادرا،‏» يعلق الدكتور جيمس ل.‏ فلِتشر،‏ الاصغر،‏ «ان تحلّ العجرفة الاختصاصية بالقوة محلّ الرأي الطبي السليم.‏ فالمعالجات التي تُعتبر ‹الافضل اليوم› يجري تعديلها او نبذها غدا.‏ وأيهما اخطر،‏ ‹الاب المتديِّن› ام الطبيب المتعجرف المقتنع بأن معالجته حيوية بشكل مطلق؟‏» —‏ «‏Pediatrics‏،‏» تشرين الاول ١٩٨٨.‏

  • الدم الذي ينقذ الحياة حقا
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • الدم الذي ينقذ الحياة حقا

      تتضح بعض النقاط من المعلومات السابقة.‏ مع ان اناسا كثيرين ينظرون الى نقل الدم بصفته منقذا للحياة فانه محفوف بالمخاطر.‏ وكل سنة يموت الآلاف نتيجة نقل الدم؛‏ وأعداد غفيرة اكثر تمرض مرضا شديدا وتواجه عواقب طويلة الامد.‏ ولذلك،‏ فحتى من وجهة نظر جسدية،‏ هنالك حكمة في هذا الوقت عينه في الالتفات الى وصية الكتاب المقدس ‹بالامتناع عن الدم.‏› —‏ اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      تجري حماية المرضى من مجازفات كثيرة اذا طلبوا تدبيرا طبيا غير دموي.‏ والاطباء المهرة الذين قبلوا تحدّي تطبيق ذلك على شهود يهوه طوَّروا مقياسا للممارسة آمنا وفعّالا،‏ كما يتبرهن في التقارير الطبية العديدة.‏ والاطباء الذين يزوِّدون العناية ذات النوعية الجيدة بدون دم لا يتساهلون في المبادئ الطبية القيِّمة.‏ وبالاحرى،‏ يُظهرون الاحترام لحق المريض في معرفة المخاطر والفوائد بحيث يتمكن من القيام باختيار مؤسس على معلومات ازاء ما سيُفعل بجسده وحياته.‏

      لسنا سُذَّجا في هذه القضية،‏ لاننا ندرك انه لن يوافق الجميع على هذا الاقتراب.‏ فالناس يختلفون في ما يتعلق بالضمير،‏ المبادئ الاخلاقية،‏ والنظرة الطبية.‏ ولذلك يمكن ان يستصعب الآخرون،‏ بمن فيهم بعض الاطباء،‏ قبول قرار المريض ان يمتنع عن الدم.‏ كتب احد جرّاحي نيويورك:‏ «لن انسى ابدا قبل ١٥ سنة الوقت الذي فيه وقفت كطبيب شاب متدرِّب بجانب سرير شاهد ليهوه نزف الى الموت بسبب قرحة اثنَي عشَرية.‏ لقد جرى احترام رغبات المريض ولم يُنقل اليه دم،‏ ولكنني لا ازال قادرا على تذكُّر التثبُّط المريع الذي شعرت به كطبيب.‏»‏

      لقد اعتقد دون شك ان الدم كان سينقذ الحياة.‏ ولكن،‏ في السنة التي تلت كتابته ذلك،‏ اخبرت المجلة البريطانية للجراحة The British Journal of Surgery (‏تشرين الاول ١٩٨٦)‏ انه قبل مجيء نقل الدم كانت للنزف المَعِدي المِعَوي «نسبة وفيات تبلغ ٥‏,‏٢ في المئة فقط.‏» ومنذ صار نقل الدم اعتياديا ‹تخبر معظم الدراسات الكبيرة عن وفيات بنسبة ١٠ في المئة.‏› ولماذا نسبة الوفاة اكبر بأربعة اضعاف؟‏ اقترح الباحثون:‏ «يبدو ان نقل الدم الباكر يعكس الاستجابة التخثرية المفرِطة hypercoagulable response للنزف مشجعا بالتالي على النزف ثانية.‏» وعندما رفض الشاهد ذو القرحة النازفة الدم يمكن في الواقع ان يكون اختياره قد زاد الى اقصى حد آماله للنجاة.‏

      وأضاف ذلك الجرّاح عينه:‏ «ان مرور الوقت ومعالجة مرضى كثيرين له ميل الى تغيير وجهة نظر المرء،‏ واليوم اجد ان الثقة بين المريض وطبيبه،‏ وواجب احترام رغبات المريض اهم بكثير من التكنولوجيا الطبية الجديدة التي تحيط بنا.‏ .‏ .‏ .‏ ومن الممتع ان التثبُّط افسح المجال الآن لاحساس بالرهبة والتوقير للايمان الراسخ لذلك المريض الخصوصي.‏» واستنتج الطبيب:‏ ‹يذكِّرني ذلك بوجوب احترامي دائما رغبات المريض الشخصية والدينية بصرف النظر عن مشاعري او العواقب.‏›‏

      قد تدركون الآن امرا صار كثيرون من الاطباء يقدِّرونه مع «مرور الوقت ومعالجة مرضى كثيرين.‏» فحتى مع افضل العناية الطبية في احسن المستشفيات،‏ يموت الناس في مرحلة ما.‏ مع نقل الدم او بدونه فإنهم يموتون.‏ جميعنا نشيخ،‏ ونهاية الحياة تقترب.‏ هذا ليس مقدَّرا.‏ انه واقعي.‏ فالموت هو واقع للحياة.‏

      يُظهر الدليل ان الناس الذين يتجاهلون شريعة اللّٰه بشأن الدم يختبرون في اغلب الاحيان الضرر عاجلا او آجلا؛‏ حتى ان البعض يموتون من الدم.‏ والذين ينجون لم يكسبوا حياة بلا نهاية.‏ ولذلك فإن نقل الدم لا ينقذ الحياة على نحو دائم.‏

      ان معظم الناس الذين،‏ لاسباب دينية و/‏او طبية،‏ يرفضون الدم ولكن يقبلون المداواة الطبية البديلة يتحسَّنون جيدا.‏ وهكذا يمكن ان يمدِّدوا حياتهم سنوات.‏ ولكن ليس الى ما لا نهاية.‏

      أما ان كل البشر ناقصون ويموتون تدريجيا فيقودنا الى الحقيقة المركزية لما يقوله الكتاب المقدس عن الدم.‏ واذا فهمنا وقدَّرنا هذه الحقيقة فسنرى كيف يمكن للدم حقا ان ينقذ الحياة —‏ حياتنا —‏ الى الابد.‏

      الدم الوحيد المنقذ الحياة

      كما ذُكر آنفا،‏ اوصى اللّٰه كل الجنس البشري بأنه يجب ان لا يأكلوا دما.‏ ولماذا؟‏ لان الدم يمثِّل الحياة.‏ (‏تكوين ٩:‏٣-‏٦‏)‏ وقد اوضح ذلك اكثر في مجموعة شرائع الناموس المعطاة لاسرائيل.‏ وفي وقت إقرار مجموعة شرائع الناموس استُعمل دم الذبائح الحيوانية على المذبح.‏ (‏خروج ٢٤:‏٣-‏٨‏)‏ والشرائع في تلك المجموعة عالجت واقع كون كل البشر ناقصين؛‏ فهم خطاة،‏ كما يعبِّر عن ذلك الكتاب المقدس.‏ وأخبر اللّٰه الاسرائيليين انه بواسطة الذبائح الحيوانية المقدَّمة له يمكنهم الاعتراف بالحاجة الى ستر خطاياهم.‏ (‏لاويين ٤:‏٤-‏٧،‏ ١٣-‏١٨،‏ ٢٢-‏٣٠‏)‏ ومن المسلَّم به ان ذلك كان ما طلبه اللّٰه منهم آنذاك،‏ لا ما يطلبه من العبّاد الحقيقيين اليوم.‏ ومع ذلك فإن له اهمية حيوية لنا الآن.‏

      واللّٰه نفسه اوضح المبدأ الذي تقوم عليه تلك الذبائح:‏ «نفس [او حياة] الجسد هي في الدم فأنا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم.‏ لان الدم يكفر عن النفس.‏ لذلك قلتُ لبني اسرائيل لا تأكل نفس منكم دما.‏» —‏ لاويين ١٧:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

      وفي العيد القديم المدعوّ يوم الكفارة كان رئيس كهنة اسرائيل يأخذ دم الذبائح الحيوانية الى اقدس جزء من الهيكل،‏ مركز عبادة اللّٰه.‏ وفعْل ذلك كان طريقة رمزية للطلب الى اللّٰه ان يستر خطايا الشعب.‏ (‏لاويين ١٦:‏٣-‏٦،‏ ١١-‏١٦‏)‏ وتلك الذبائح لم تلغِ في الواقع كل الخطية،‏ لذلك لزم تكرارها كل سنة.‏ ومع ذلك،‏ رسم هذا الاستعمال للدم نموذجا مفعما بالمعنى.‏

      ان تعليما رئيسيا في الكتاب المقدس هو ان اللّٰه سيزوِّد اخيرا ذبيحة كاملة واحدة يمكن ان تكفِّر تماما عن خطايا كل المؤمنين.‏ وهذا يدعى الفدية،‏ وهو يركِّز على ذبيحة المسيّا،‏ او المسيح،‏ المنبإ به.‏

      ويقارن الكتاب المقدس دور المسيّا بما كان يجري في يوم الكفارة:‏ «وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة [فبالهيكل] الاعظم والاكمل غير المصنوع بيد .‏ .‏ .‏ وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس [السماء] فوجد فداء ابديا.‏ وكل شيء تقريبا يتطهّر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة.‏» —‏ عبرانيين ٩:‏​١١،‏ ١٢،‏ ٢٢‏.‏

      وهكذا يتضح سبب حاجتنا الى حيازة نظرة اللّٰه الى الدم.‏ فوفقا لحقّه كخالق،‏ حدَّد المنفعة الحصرية لذلك.‏ والاسرائيليون القدماء ربما حصدوا فوائد صحية بعدم ادخالهم دما حيوانيا او بشريا،‏ ولكنّ ذلك لم يكن النقطة الاهم.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧‏)‏ فكان يجب ان يتجنبوا دعم حياتهم بالدم،‏ ليس بشكل رئيسي لان التصرف بخلاف ذلك غير صحي،‏ بل لانه غير مقدَّس لدى اللّٰه.‏ وكان يجب ان يمتنعوا عن الدم،‏ ليس لانه ملوَّث،‏ بل لانه ثمين في نيل المغفرة.‏

      اوضح الرسول بولس عن الفدية:‏ «الذي فيه [المسيح] لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.‏» (‏افسس ١:‏٧‏)‏ ان الكلمة اليونانية الاصلية الموجودة هنا منقولة كما ينبغي الى «دم.‏» ولكنّ عددا من ترجمات الكتاب المقدس يخطئ في ابدالها بكلمة «موت.‏» ولذلك يمكن ان يفوت القراء التشديد على نظرة خالقنا الى الدم والقيمة الفدائية التي ربطها به.‏

      ان محور الكتاب المقدس يدور حول الواقع ان المسيح مات ذبيحة فدائية كاملة ولكنه لم يبقَ ميتا.‏ وبحسب النموذج الذي رسمه اللّٰه في يوم الكفارة،‏ أُقيم يسوع الى السماء «ليظهر .‏ .‏ .‏ امام وجه اللّٰه لاجلنا.‏» وقدَّم هناك قيمة دمه الفدائي.‏ (‏عبرانيين ٩:‏٢٤‏)‏ والكتاب المقدس يشدد على وجوب تجنبنا ايّ مسلك يمكن ان يعادل ‹دوس ابن اللّٰه وحسبان دمه دنسا.‏› بهذه الطريقة فقط يمكننا ان نحافظ على العلاقة الجيدة والسلام مع اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٩؛‏ كولوسي ١:‏٢٠‏.‏

      تمتعوا بحياة مُنقَذة بالدم

      عندما نفهم ما يقوله اللّٰه عن الدم يكون لنا اعظم احترام لقيمته المنقِذة الحياة.‏ والاسفار المقدسة تصف المسيح بأنه الشخص الذي «احبَّنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه.‏» (‏رؤيا ١:‏٥؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نعم،‏ بدم يسوع يمكننا نيل الغفران الكامل والدائم لخطايانا.‏ كتب الرسول بولس:‏ «وما دمنا الآن قد تبررنا بدمه،‏ فكم بالاحرى نخلص به من الغضب الآتي!‏» بهذه الطريقة يمكن انقاذ الحياة على نحو دائم بالدم.‏ —‏ رومية ٥:‏٩‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ عبرانيين ٩:‏١٤‏.‏

      وقبل زمان طويل اعطى يهوه اللّٰه تأكيدا انه في المسيح ‹يمكن ان تتبارك جميع عائلات الارض.‏› (‏تكوين ٢٢:‏١٨‏)‏ وهذه البركة تتضمن ردّ الارض الى فردوس.‏ وحينئذ لن يُصاب الجنس البشري المؤمن في ما بعد بالمرض،‏ الشيخوخة،‏ او حتى الموت؛‏ وسيتمتعون ببركات تتخطى كثيرا المساعدة الوقتية التي يمكن للهيئة الطبية ان تقدمها لنا الآن.‏ وعندنا هذا الوعد الرائع:‏ «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      فما أحكم ان نصغي الى كل مطالب اللّٰه!‏ ويشمل ذلك اطاعة وصاياه عن الدم،‏ غير مسيئين استعماله حتى في الحالات الطبية.‏ وهكذا فلن نعيش لمجرد اللحظة.‏ وبالاحرى،‏ سنُظهر احترامنا السامي للحياة،‏ بما في ذلك املنا المقبل للحياة الابدية في كمال بشري.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٥]‏

      رفض شعب اللّٰه دعم حياتهم بالدم،‏ ليس لان ذلك غير صحي،‏ بل لانه غير مقدَّس،‏ وليس لان الدم ملوَّث،‏ بل لانه ثمين.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

      ‏«الذي فيه [يسوع] لنا الفداء بدمه غفران الخطايا.‏» —‏ افسس ١:‏٧

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

      انقاذ الحياة بدم يسوع يفتح الطريق لحياة سليمة بلا نهاية في فردوس ارضي

  • شهود يهوه —‏ التحدّي الجراحي/‏الاخلاقي
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • الملحق

      شهود يهوه —‏ التحدّي الجراحي/‏الاخلاقي

      مُعاد طبعها باذن الجمعية الطبية الاميركية من مجلة الجمعية الطبية الاميركية The Journal of the American Medical Association (‏JAMA‏)‏،‏ ٢٧ تشرين الثاني ١٩٨١،‏ المجلد ٢٤٦،‏ العدد ٢١،‏ الصفحتان ٢٤٧١،‏ ٢٤٧٢.‏ حقوق الطبع ١٩٨١،‏ الجمعية الطبية الاميركية.‏

      يواجه الاطباء تحديا خصوصيا في معالجة شهود يهوه.‏ فلدى اعضاء هذه الديانة اقتناعات دينية عميقة ضد قبول الدم الكامل المماثل homologous او الذاتي الاشتقاق autologous‏،‏ خلايا الدم الحُمر (‏RBCs‏)‏،‏ خلايا الدم البيض (‏WBCs‏)‏،‏ او الصُّفيحات المجمَّعة packed‏.‏ ويجيز كثيرون استعمال معدّات القلب-‏الرئة (‏المُعَدَّة للعمل بدون دم)‏،‏ التَّحالّ dialysis‏،‏ او المعدّات المماثلة ان لم تجرِ مقاطعة الدوران خارج الجسم.‏ ولا حاجة ان تقلق الهيئة الطبية بشأن المسؤولية،‏ لان الشهود سيتخذون الخطوات القانونية الوافية للاعفاء من المسؤولية في ما يتعلق برفضهم الدم،‏ المؤسس على معلومات.‏ وهم يقبلون سوائل الاستبدال غير الدموية.‏ وباستعمال هذه الاساليب الشديدة التدقيق وغيرها يُنجز الاطباء عمليات جراحية رئيسية من كل الانواع للمرضى الشهود الراشدين والقاصرين.‏ وهكذا تطوَّر مقياس للممارسة من اجل مرضى كهؤلاء ينسجم مع مبدإ معالجة «الشخص ككل.‏» (‏JAMA ١٩٨١؛‏ ٢٤٦:‏٢٤٧١-‏٢٤٧٢)‏

      يواجه الاطباء تحديا متعاظما هو قضية صحية رئيسية.‏ فهنالك اكثر من نصف مليون من شهود يهوه في الولايات المتحدة لا يقبلون نقل الدم.‏ وعدد الشهود واولئك الذين يعاشرونهم يتزايد.‏ ومع ان كثيرين من الاطباء ورسميي المستشفيات اعتبروا في ما مضى ان رفض نقل الدم مشكلة قانونية والتمسوا تفويضا من المحكمة للمتابعة كما اعتقدوا انه مستصوب طبيا،‏ فإن المطبوعات الطبية الحديثة تُظهر حدوث تغيير بارز في الموقف.‏ وقد يكون ذلك نتيجة الاختبار الجراحي الاضافي مع المرضى الذين لديهم مستويات منخفضة جدا من الهيموڠلوبين وقد يعكس ايضا وعيا متزايدا للمبدإ القانوني للموافقة المؤسسة على معلومات informed consent‏.‏

      والآن،‏ هنالك اعداد كبيرة من الحالات الجراحية الاختيارية والحالات الرضّية trauma التي تشمل الشهود الراشدين والقاصرين على السواء تنجح بدون نقل دم.‏ ومؤخرا التقى ممثلون عن شهود يهوه هيئات الجراحين والاداريين في بعض اكبر المراكز الطبية في البلد.‏ وقد حسَّنت هذه الاجتماعات الفهم وساعدت على حل المسائل المتعلِّقة بانقاذ الدم blood salvage‏،‏ الزرع،‏ وتجنُّب المواجهات الطبية/‏القانونية.‏

      موقف الشهود من المداواة

      يقبل شهود يهوه المعالجة الطبية والجراحية.‏ وفي الواقع،‏ ان عشرات منهم هم اطباء وحتى جراحون.‏ ولكنّ الشهود اناس متدينون بشكل عميق يؤمنون بأن نقل الدم محظَّر عليهم بموجب فقرات من الكتاب المقدس مثل:‏ «غير ان لحما بحياته دمه لا تأكلوه» (‏تكوين ٩:‏٣-‏٤‏)‏؛‏ «[يجب ان] يَسفك دمه ويغطيه بالتراب» (‏لاويين ١٧:‏١٣-‏١٤‏)‏؛‏ و «ان يمتنعوا عن .‏ .‏ .‏ الزنا والمخنوق والدم» (‏اعمال ١٥:‏١٩-‏٢١‏)‏.‏١

      وفيما لا تُذكَر هذه الآيات بعبارات طبية يعتبرها الشهود انها تُبطل نقل الدم الكامل،‏ خلايا الدم الحُمر المجمَّعة،‏ والپلازما،‏ اضافة الى اعطاء خلايا الدم البيض والصُّفيحات.‏ ولكنّ فهم الشهود الديني لا يمنع بشكل مطلق استعمال مُكوِّنات مثل الألبومين،‏ الڠلُوبُلين المناعي،‏ والمستحضرات لمرض الناعور hemophiliac preparations‏؛‏ ولا بد ان يقرر كل شاهد افراديا ان كان يمكنه قبول هذه.‏٢

      ويؤمن الشهود بوجوب التخلُّص من الدم الذي عُزل عن الجسم،‏ ولذلك لا يقبلون النقل الذاتي autotransfusion للدم المودَع مسبقا.‏ ويعترضون على الاساليب التقنية للتجميع خلال العملية او تخفيف الدم hemodilution التي تشمل خزن الدم.‏ ولكن يجيز شهود كثيرون استعمال معدّات التَّحالّ والقلب-‏الرئة (‏المُعدَّة للعمل بدون دم)‏ اضافة الى انقاذ الدم خلال العملية حيث لا يُقاطع الدوران خارج الجسم؛‏ وينبغي للطبيب ان يراجع الشخص المريض بشأن ما يمليه ضميره.‏٢

      لا يشعر الشهود بأن الكتاب المقدس يعلِّق مباشرة على زرع الاعضاء؛‏ ولذلك فإن القرارات المتعلقة بزرع القرنية،‏ الكلية،‏ او نسيج آخر يجب ان يتخذها الشاهد الفرد.‏

      الجراحة الرئيسية ممكنة

      مع ان الجراحين تجنبوا في اغلب الاحيان معالجة الشهود اذ ظهر ان موقفهم من استعمال منتجات الدم «يكبِّل يدي الطبيب،‏» فإن كثيرين من الاطباء اختاروا الآن ان ينظروا الى الوضع كمجرد مضاعفة اضافية تتحدّى مهارتهم.‏ وبما ان الشهود لا يعترضون على سوائل الاستبدال الغَرَوانية colloid او البِلَّوْرانية crystalloid‏،‏ ولا على المِكواة الكهربائية electrocautery‏،‏ التخدير الخافض للضغط،‏٣ او هبوط الحرارة hypothermia‏،‏ فقد جرى استخدام هذه بنجاح.‏ والاستعمالات الحالية والعتيدة للـ‍ hetastarch‏،‏٤ الحقنات الوريدية ذات الجرعات الكبيرة لدِكستران الحديد،‏٥و٦ و «المِبضع الصوتي» sonic scalpel٧ يُرجى النجاح لها ولا يوجد اعتراض ديني عليها.‏ وأيضا اذا ثبت ان بديل الدم المُفَلْوَر (‏Fluosol-DA‏)‏ الذي جرى تطويره حديثا آمِن وفعال،‏٨ فلن يتضارب استعماله مع معتقدات الشهود.‏

      في السنة ١٩٧٧ اخبر اوت وكولي٩ عن ٥٤٢ عملية قلبية وعائية أُنجزت للشهود دون نقل دم واستنتجا ان القيام بهذا الاجراء ممكن «بخطر منخفض على نحو مقبول.‏» واستجابة لطلبنا قام كولي مؤخرا بمراجعة احصائية لـ‍ ٠٢٦‏,‏١ عملية،‏ ٢٢ ٪ منها لقاصرين،‏ وحدَّد «ان خطر الجراحة في مرضى فريق شهود يهوه لم يكن فعليا اعلى مما للآخرين.‏» وعلى نحو مماثل،‏ ابلغ مايكل إ.‏ دبغي،‏ الدكتور في الطب،‏ «انه في الغالبية العظمى للحالات [التي تشمل الشهود] لا يكون خطر العملية بدون استعمال نقل الدم اكبر مما في المرضى الذين نستعمل لهم نقل الدم» (‏اتصال شخصي،‏ آذار ١٩٨١)‏.‏ وتسجل المطبوعات ايضا عمليات جراحية رئيسية ناجحة في المسالك البولية١٠ وجراحة العظام.‏١١ ويكتب ج.‏ دين ماكيوِن MacEwen‏،‏ الدكتور في الطب،‏ وج.‏ ريتشارد بُوِين Bowen‏،‏ الدكتور في الطب،‏ ان التثبيت الخلفي للفقرات posterior spinal fusion «قد أُنجز بنجاح لـ‍ ٢٠ [شاهدا] قاصرا» (‏معلومات غير منشورة،‏ آب ١٩٨١)‏.‏ ويضيفان:‏ «يحتاج الجراح ان يوطِّد فلسفة احترام حق المريض في رفض نقل الدم ولكن ان يُنجز مع ذلك الاجراءات الجراحية بطريقة تسمح بالامان للمريض.‏»‏

      ويخبر هربزمن١٢ عن نجاح في حالات،‏ بما فيها بعض الحالات التي تتعلق بالاحداث،‏ «بفقدان دم هائل بسبب الرضّ.‏» ويعترف بأن «الشهود هم الى حد ما في ظرف غير مؤات عندما يصل الامر الى متطلبات الدم.‏ ولكن من الواضح جدا ايضا اننا نملك بدائل للاستبدال الدموي.‏» واذ لاحظ ان جراحين كثيرين شعروا بالاحجام عن قبول الشهود كمرضى بسبب «الخوف من العواقب القانونية،‏» اظهر ان ذلك ليس همّا وجيها.‏

      الهموم القانونية والقاصرون

      يوقِّع الشهود حالا استمارة الجمعية الطبية الاميركية التي تعفي الاطباء والمستشفيات من المسؤولية،‏١٣ ويحمل معظم الشهود بطاقة تنبيه طبي مؤرخة وموقَّعة من شاهدين ومعدَّة باستشارة سلطات طبية وقانونية.‏ وهاتان الوثيقتان مُلزِمتان للمريض (‏او وضعه)‏ وتقدِّمان الحماية للاطباء،‏ لان القاضي وارن برڠر رأى ان ملاحقة سوء السلوك المهني «ستبدو غير مدعومة» حيث جرى توقيع تنازل كهذا.‏ وكذلك،‏ اذ علَّق على ذلك في تحليل لِـ‍ «المعالجة الطبية القسرية والحرية الدينية،‏» كتب پارِس١٤ يقول:‏ «أخبر مُعلِّق تفحَّص المطبوعة،‏ ‹لم استطع ان اجد ايّ اساس للبيان بأن الطبيب سيجلب على نفسه مسؤولية .‏ .‏ .‏ اجرامية .‏ .‏ .‏ بفشله في فرض نقل الدم على المريض الرافض.‏› ويبدو ان المخاطرة هي نتاج فكر قانوني خصب اكثر منه امكانية واقعية.‏»‏

      وتقدِّم العناية بالقاصرين الهمّ الاعظم،‏ مما يُسفر في اغلب الاحيان عن اجراء قانوني ضد الوالدين بمقتضى تشريعات اهمال الاولاد.‏ ولكن يَشك في مثل هذه الاجراءات الاطباء والمحامون الكثيرون الملمّون بدعاوى الشهود،‏ الذين يعتقدون ان الآباء الشهود ينشدون العناية الطبية الجيدة لاولادهم.‏ واذ لا يرغب الشهود في التملّص من مسؤوليتهم الابوية او نقلها الى قاضٍ او طرف ثالث آخر،‏ يحثون على منح الاعتبار لمبادئ العائلة الدينية.‏ وكتب١٥ الدكتور ا.‏ د.‏ كيلي،‏ امين السر السابق للجمعية الطبية الكندية ان «والدي القاصرين وأقرب انسباء المرضى غير الواعين لهم الحق في تفسير ارادة المريض.‏ .‏ .‏ .‏ لا تعجبني اجراءات المحكمة الصورية التي اجتمعت في الساعة ٠٠:‏٢ بعد منتصف الليل لنزع ولد من رعاية والده.‏»‏

      من البديهي ان تكون للآباء كلمة في رعاية اولادهم كما عندما تجري مواجهة احتمالات الخطر والفائدة للجراحة،‏ الاشعة او المعالجة الكيميائية.‏ ولاسباب ادبية تتجاوز قضية خطر نقل الدم،‏١٦ يطلب الوالدون الشهود ان يجري استعمال مداواة غير محرَّمة دينيا.‏ وهذا يتفق مع المبدإ الطبي لمعالجة «الشخص ككل،‏» دون التغاضي عن الضرر النفسي الاجتماعي الدائم الممكن لاجراءٍ متعدٍّ ينتهك معتقدات العائلة الاساسية.‏ وفي اغلب الاحيان،‏ تقبل الآن مراكز كبيرة في انحاء البلد لها خبرة مع الشهود نقل المرضى من المؤسسات غير الراغبة في معالجة الشهود،‏ حتى في حالات طب الاطفال.‏

      تحدّي الطبيب

      قد يبدو،‏ على نحو مفهوم،‏ ان الاعتناء بشهود يهوه يشكِّل مأزقا للطبيب الذي وقف نفسه لحفظ الحياة والصحة باستخدام كل الوسائل التقنية الموجودة تحت تصرفه.‏ وفي افتتاحية تقدَّمت سلسلة من المقالات عن الجراحة الرئيسية للشهود اعترف هارڤي،‏١٧ «انني اجد تلك المعتقدات التي قد تتعارض مع عملي مزعجة.‏» لكنه اضاف:‏ «ولعلنا ننسى بسهولة كبيرة ان الجراحة حرفة تعتمد على الاساليب التقنية الشخصية للافراد.‏ والتقنية يمكن تحسينها.‏»‏

      وقد تنبَّه الپروفسور بولوكي١٨ لتقرير مزعج بأن احد المستشفيات الاكثر انشغالا،‏ التي تعالج الرضوض trauma في مقاطعة داد،‏ فلوريدا،‏ لديه «سياسة شاملة تقضي برفض معالجة» الشهود.‏ وأوضح ان «معظم الاجراءات الجراحية لهذا الفريق من المرضى تقترن بخطر اقل من المعتاد.‏» وأضاف:‏ «مع ان الجراحين قد يشعرون بأنهم يُحرمون اداة من ادوات الطب الحديث .‏ .‏ .‏ فإنني مقتنع بأنهم سيتعلَّمون الكثير باجراء العمليات لهؤلاء المرضى.‏»‏

      وعوض اعتبار المريض الشاهد مشكلة،‏ يقبل عدد اكبر فاكبر من الاطباء الوضع كتحدٍّ طبي.‏ وفي مواجهة التحدّي طوَّروا مقياسا من الممارسة لاجل هذا الفريق من المرضى مقبولا في العديد من المراكز الطبية في ارجاء البلد.‏ ويزوِّد هؤلاء الاطباء في الوقت عينه العناية الفضلى للخير العام للمريض.‏ وكما لاحظ ڠاردنر وغيره١٩‏:‏ «مَن سيستفيد اذا شُفي داء المريض الجسماني ولكن جرى التساهل في الحياة الروحية مع اللّٰه،‏ كما يراها هو،‏ مما يؤدي الى حياة بلا معنى وربما اسوأ من الموت نفسه.‏»‏

      يدرك الشهود انه،‏ من الناحية الطبية،‏ يبدو ان اقتناعهم الذي يتمسكون به بثبات يضيف درجة من الخطر وقد يعقِّد العناية بهم.‏ وبناء على ذلك،‏ يُظهرون اجمالا تقديرا غير عادي للعناية التي ينالونها.‏ واضافة الى حيازتهم العناصر الحيوية للايمان العميق وارادة قوية للعيش،‏ يتعاونون بسرور مع الاطباء والهيئة الطبية.‏ وهكذا يتَّحد المريض والطبيب كلاهما في مواجهة هذا التحدّي الفريد.‏

      المراجع

      Brooklyn,‎ NY,‎ Watchtower Bible and Tract Society,‎ 1977,‎ pp.‎ 1-64.‎ Jehovah’s Witnesses and the Question of Blood.‎ 1.‎

      1978;99 )June 15(:29-31.‎ The Watchtower 2.‎

      1978;239:181.‎ JAMA 3.‎ Hypotensive anesthesia facilitates hip surgery,‎ MEDICAL NEWS.‎

      1981;23:16.‎ Med Lett Drugs Ther 4.‎ Hetastarch )Hespan(—a new plasma expander.‎

      1980;243:1726-1731.‎ JAMA 5.‎ Hamstra RD,‎ Block MH,‎ Schocket AL:Intravenous iron dextran in clinical medicine.‎

      1980;2:647-654.‎ Contemp Orthop 6.‎ Lapin R: Major surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

      1981;22:1,‎30.‎ Med Trib 7.‎ Fuerst ML: ‘Sonic scalpel’ spares vessels.‎

      1980;243:719-724.‎ JAMA 8.‎ Gonzáles ER: The saga of ‘artificial blood’: Fluosol a special boon to Jehovah’s Witnesses.‎

      1977;238:1256-1258.‎ JAMA 9.‎ Ott DA,‎ Cooley DA: Cardiovascular surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

      1972;72:2524-2527.‎ NY State J Med 10.‎ Roen PR,‎ Velcek F: Extensive urologic surgery without blood transfusion.‎

      1980;2:655-658.‎ Contemp Orthop 11.‎ Nelson CL,‎ Martin K,‎ Lawson N,‎ et al: Total hip replacement without transfusion.‎

      1980;12:73-76.‎ Emerg Med 12.‎ Herbsman H: Treating the Jehovah’s Witness.‎

      Chicago,‎ American Medical Association,‎ 1976,‎ p.‎ 83.‎ Medicolegal Forms With Legal Analysis.‎ 13.‎

      1975;10:1-35.‎ Univ San Francisco Law Rev ?14.‎ Paris JJ: Compulsory medical treatment and religious freedom: Whose law shall prevail

      1967;96:432.‎ Can Med Assoc J 15.‎ Kelly AD: Aequanimitas

      1981;245:1120.‎ JAMA 16.‎ Kolins J: Fatalities from blood transfusion.‎

      1980;2:629.‎ Contemp Orthop 17.‎ Harvey JP: A question of craftsmanship.‎

      1981;51:25-26.‎ Miami Med 18.‎ Bolooki H: Treatment of Jehovah’s Witnesses: Example of good care.‎

      1976;76:765-766.‎ NY State J Med 19.‎ Gardner B,‎ Bivona J,‎ Alfonso A,‎ et al: Major surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

  • الدم:‏ اختيار مَن وضمير مَن؟‏
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • الملحق

      الدم:‏ اختيار مَن وضمير مَن؟‏

      بقلم ج.‏ لووِل ديكسون،‏ دكتور في الطب

      مُعاد طبعها باذن مجلة الطب لولاية نيويورك New York State Journal of Medicine‏،‏ ١٩٨٨؛‏ ٨٨:‏٤٦٣-‏٤٦٤،‏ حقوق الطبع للجمعية الطبية لولاية نيويورك.‏

      يأخذ الاطباء على انفسهم تطبيق معرفتهم،‏ مهاراتهم،‏ وخبرتهم في محاربة المرض والموت.‏ ولكن،‏ ماذا إن رفض مريض معالجة موصى بها؟‏ سيحدث ذلك على الارجح اذا كان المريض شاهدا ليهوه وكانت المعالجة دما كاملا،‏ كريَّات دم حُمرا مجمَّعة،‏ پلازما،‏ او صُفيحات.‏

      عندما يصل الامر الى استعمال الدم يمكن ان يشعر الطبيب بأن اختيار المريض للمعالجة غير الدموية سيكبِّل ايدي الهيئة الطبية المخلصة.‏ ومع ذلك،‏ يجب ان لا ينسى المرء ان هنالك مرضى غير شهود يهوه يختارون في اغلب الاحيان ان لا يتبعوا توصيات طبيبهم.‏ واستنادا الى اپلبوم وروث،‏١ فإن ١٩ ٪ من المرضى في مستشفيات التعليم رفضوا معالجة او اجراء واحدا على الاقل،‏ مع ان ١٥ ٪ من حالات الرفض هذه «كانت على نحو محتمل تشكل خطرا على الحياة.‏»‏

      والنظرة العامة ان «الطبيب يعرف اكثر» تجعل معظم المرضى يذعنون لمهارة طبيبهم ومعرفته.‏ ولكن كم يكون خطرا على نحو يصعب ادراكه ان يعمل الطبيب وكأن هذه العبارة واقع علمي وأن يعالج المرضى وفق ذلك.‏ صحيح ان تدريبنا،‏ إجازتنا،‏ وخبرتنا الطبية تعطينا امتيازات بارزة في الميدان الطبي.‏ ولكن لمرضانا حقوق.‏ وكما ندرك على الارجح،‏ فإن القانون (‏وحتى الدستور)‏ يعطي وزنا اكبر للحقوق.‏

      على جدران معظم المستشفيات يرى المرء «وثيقة حقوق المريض» معروضة.‏ وأحد هذه الحقوق هو الموافقة المؤسسة على معلومات،‏ التي يمكن ان تُدعى بدقة اكثر الاختيار المؤسس على معلومات.‏ فبعد ان يجري اعلام المريض بالنتائج المحتمَلة لشتى المعالجات (‏او لعدم المعالجة)‏،‏ فإنه سيذعن لاختياره هو.‏ وفي مستشفى البرت آينشتاين في برونكس،‏ نيويورك،‏ ذكرت سياسة اولية بخصوص نقل الدم وشهود يهوه:‏ «ان ايّ مريض راشد غير عديم الاهلية له الحق في رفض المعالجة مهما كان رفض كهذا ضارا بصحته.‏»‏٢

      وفي حين قد يُعرب الاطباء عن الهموم ازاء المبادئ الاخلاقية او المسؤولية،‏ شدَّدت المحاكم على اولوية اختيار المريض.‏٣ وقد ذكرت محكمة استئناف نيويورك ان «حق المريض في تقرير مجرى معالجته [هو] فوق كل شيء .‏ .‏ .‏ ولا يمكن الاعتبار ان الطبيب ينتهك مسؤولياته القانونية او المهنية عندما يكرم حق مريض راشد كامل الاهلية في رفض المعالجة الطبية.‏»‏٤ ولاحظت هذه المحكمة ايضا ان «الاستقامة الاخلاقية للمهنة الطبية،‏ مع انها مهمة،‏ لا يمكن ان ترجح على حقوق الفرد الجوهرية المؤكَّدة هنا.‏ وحاجات ورغبات الفرد،‏ لا مطالب المؤسَّسة،‏ هي التي تكون فوق كل شيء.‏»‏٥

      عندما يرفض شاهد الدم يمكن ان يشعر الاطباء بأوجاع الضمير لتوقُّع فعل ما يبدو انه اقل من الحد الاقصى.‏ ولكنّ ما يطلب الشاهد من الاطباء ذوي الضمير الحي ان يفعلوه هو تزويد افضل عناية بديلة ممكنة في هذه الظروف.‏ ونحن في احيان كثيرة لا بد ان نبدِّل مداواتنا لتتكيَّف مع الظروف،‏ كفَرْط ضغط الدم،‏ ألِرجيا شديدة للمضادات الحيوية،‏ او عدم توافر معدّات غالية معيَّنة.‏ ومع المريض الشاهد،‏ يُطلَب من الاطباء ان يدبِّروا المشكلة الطبية او الجراحية بانسجام مع اختيار المريض وضميره،‏ قراره الادبي/‏الديني ان يُمتنع عن الدم.‏

      تُظهر تقارير عديدة عن عمليات جراحية رئيسية لمرضى شهود انه يمكن لكثيرين من الاطباء،‏ بضمير صالح وبنجاح،‏ ان يتكيَّفوا مع طلب عدم استعمال الدم.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٨١،‏ راجع كولي ٠٢٦‏,‏١ عملية قلبية وعائية،‏ ٢٢ ٪ منها لقاصرين.‏ وحدَّد «ان خطر الجراحة في مرضى فريق شهود يهوه لم يكن فعليا اعلى مما للآخرين.‏»‏٦ وأخبر كمبوريس٧ عن عمليات رئيسية لشهود،‏ بعضهم كان قد «حُرِم المعالجة الجراحية اللازمة على نحو مُلِحّ بسبب رفضهم قبول الدم.‏» وقال:‏ «نال كل المرضى تأكيدات قبل المعالجة ان معتقداتهم الدينية ستُحترَم مهما كانت الظروف في غرفة العمليات.‏ ولم تكن هنالك آثار غير مؤاتية لهذه السياسة.‏»‏

      عندما يكون المريض شاهدا ليهوه،‏ وراء مسألة الاختيار،‏ يبرز الضمير في الصورة.‏ ولا يسع المرء ان يفكر فقط في ضمير الطبيب.‏ فماذا عن ضمير المريض؟‏ ينظر شهود يهوه الى الحياة بصفتها عطية اللّٰه الممثَّلة بالدم.‏ وهم يؤمنون بوصية الكتاب المقدس ان المسيحيين يجب ان ‹يمتنعوا عن الدم› (‏اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏.‏٨ ولذلك،‏ اذا انتهك الطبيب بطريقة ابوية مثل هذه الاقتناعات الدينية العميقة للمريض والتي يتمسَّك بها لأمد طويل،‏ يمكن ان تكون النتيجة مأساوية.‏ وقد لاحظ البابا يوحنا بولس الثاني ان ارغام احد على انتهاك ضميره «هو اوجع ضربة تنزل بالكرامة البشرية.‏ ومن ناحية معيَّنة،‏ انه اسوأ من إنزال الموت الجسدي،‏ او القتل.‏»‏٩

      وفي حين يرفض شهود يهوه الدم لاسباب دينية،‏ يختار عدد اكبر فاكبر من المرضى غير الشهود تجنُّب الدم بسبب مخاطر كالايدز،‏ التهاب الكبد اللا A واللا B‏،‏ وردود الفعل المناعية.‏ ويمكننا ان نقدِّم لهم آراءنا في ما اذا كانت مخاطر كهذه تبدو طفيفة بالمقارنة مع الفوائد.‏ ولكنّ المريض،‏ كما توضح الجمعية الطبية الاميركية،‏ هو «الحَكَم الاخير في ما اذا كان سيوكِل امره الى الحظ بالمعالجة او العملية الموصى بها من الطبيب او سيجازف بالعيش من دونها.‏ هذا هو الحق الطبيعي للفرد،‏ الذي يعترف به القانون.‏»‏١٠

      وبالنسبة الى هذا الامر اثار ماكلين١١ قضية الخطر/‏الفائدة في ما يتعلق بشاهد «جازف بالنزف حتى الموت دون نقل دم.‏» قال تلميذ طبي:‏ «كانت عمليات تفكيره سليمة.‏ وماذا تفعلون عندما تكون المعتقدات الدينية ضد مصدر المعالجة الوحيد؟‏» وفكَّر ماكلين:‏ «يمكن ان نعتقد اعتقادا قويا جدا ان هذا الرجل يقترف خطأ.‏ ولكنّ شهود يهوه يؤمنون بأن نقل الدم اليهم .‏ .‏ .‏ [يمكن ان] يُنتج لعنة ابدية.‏ نحن مدرَّبون على القيام بتحاليل الخطر-‏الفائدة في الطب ولكن اذا وزنتم اللعنة الابدية مقابل الحياة الباقية على الارض يتَّخذ التحليل وجهة نظر مختلفة.‏»‏١١

      وڤِرسيللو ودوپري١٢ في هذا العدد من المجلة يشيران الى In re Osborne لابراز الاهتمام بضمان امن العيال،‏ ولكن كيف جرى حل تلك القضية؟‏ كانت تتعلق بأب لولدين قاصرين مصاب على نحو شديد.‏ وقرَّرت المحكمة انه اذا مات فسيعتني الاقرباء ماديا وروحيا بولديه.‏ وهكذا،‏ كما في حالات حديثة اخرى،‏١٣ لم تجد المحكمة مصلحة للولاية قاهِرة تبرِّر تجاوز اختيار المريض للمعالجة؛‏ ولم يجرِ تفويض التدخُّل القضائي لاجازة معالجة يَعترض عليها بشدة.‏١٤ وبالمعالجة البديلة تعافى المريض واستمر في الاعتناء بعائلته.‏

      أليس صحيحا انه يمكن تدبُّر الغالبية الساحقة للحالات التي جابهها الاطباء،‏ او على الارجح سيجابهونها،‏ بدون دم؟‏ ان ما درسناه ونعرفه على نحو افضل يتعلق بالمشاكل الطبية،‏ ولكنّ المرضى هم كائنات بشرية لا يمكن تجاهل قيَمهم وأهدافهم الفردية.‏ وهم يعرفون على نحو افضل ما يتعلق بأولوياتهم الخاصة،‏ آدابهم الخاصة وضميرهم الخاص،‏ مما يعطي الحياة معنى بالنسبة اليهم.‏

      ان احترام الضمائر الدينية للمرضى الشهود قد يتحدّى مهاراتنا.‏ ولكن اذ نواجه هذا التحدّي نشدِّد على الحريات الثمينة التي نعزّها جميعا.‏ وكما كتب جون ستُوارت مِيل على نحو ملائم:‏ «ما مِن مجتمع لا تُحترم فيه،‏ بالاجمال،‏ هذه الحريات يكون حرا مهما كان شكل حكومته .‏ .‏ .‏ كل فرد هو الوصي المناسب على صحته الخاصة،‏ سواء كان ذلك جسديا،‏ او عقليا وروحيا.‏ والبشر يكونون الرابح الاكبر اذ يحتملون بعضهم بعضا على العيش كما يبدو حسنا لانفسهم،‏ عوضا عن ان يُرغموا كل فرد على العيش كما يبدو حسنا للباقين.‏»‏١٥

      ‏[المراجع]‏

      1983; 250:1296-1301.‎ JAMA 1.‎ Appelbaum PS,‎ Roth LH: Patients who refuse treatment in medical hospitals.‎

      1988; 18)1(:15-20.‎ Hastings Cent Rep 2.‎ Macklin R: The inner workings of an ethics committee: Latest battle over Jehovah’s Witnesses.‎

      478 So 2d 1033 )Miss 1985(.‎ In re Brown,‎ ;(1986) 297 179 Cal App 3d 1127,‎ 225 Cal Rptr Bouvia v Superior Court,‎ 3.‎

      438 NYS 2d 266,‎ 273,‎ 420 NE 2d 64,‎ 71 )NY 1981(.‎ In re Storar,‎ 4.‎

      504 NYS 2d 74,‎ 80 n 6,‎ 495 NE 2d 337,‎ 343 n 6 )NY 1986(.‎ Rivers v Katz,‎ 5.‎

      1981; 246:2471-2472.‎ JAMA 6.‎ Dixon JL,‎ Smalley MG: Jehovah’s Witnesses.‎ The surgical/ethical challenge.‎

      1987; 53:350-356.‎ Am Surg 7.‎ Kambouris AA: Major abdominal operations on Jehovah’s Witnesses.‎

      Brooklyn,‎ NY,‎ Watchtower Bible and Tract Society,‎ 1977,‎ pp 1-64.‎ Jehovah’s Witnesses and the Question of Blood.‎ 8.‎

      January 11,‎ 1982,‎ p A9.‎ NY Times,‎ 9.‎ Pope denounces Polish crackdown.‎

      Chicago,‎ American Medical Association,‎ 1973,‎ p 24.‎ Medicolegal Forms with Legal Analysis.‎ :10.‎ Office of the General Counsel

      January 23,‎ 1984,‎ pp B1,‎ B3.‎ NY Times,‎ 11.‎ Kleiman D: Hospital philosopher confronts decisions of life.‎

      1988; 88:493-494.‎ NY State J Med 12.‎ Vercillo AP,‎ Duprey SV: Jehovah’s Witnesses and the transfusion of blood products.‎

      383 Mass 331,‎ 446 NE 2d 395 )1983(.‎ Taft v Taft,‎ ;(1986) 837 117 AD 2d 44,‎ 501 NYS 2d Randolph v City of New York,‎ ;(1987) (500 So 2d 679 )Fla Dist Ct App Wons v Public Health Trust,‎ 13.‎

      294 A 2d 372 )DC Ct App 1972(.‎ In re Osborne,‎ 14.‎

      Chicago,‎ Encyclopaedia Britannica,‎ Inc,‎ 1952,‎ vol 43,‎ p 273.‎ Great Books of the Western World.‎ :(15.‎ Mill JS: On liberty,‎ in Adler MJ )ed

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة