-
الحياة الابدية على الارض — رجاء أعطاه اللّٰه للبشربرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ — رَجَاءٌ أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ لِلْبَشَرِ
«اَلْخَلِيقَةُ أُخْضِعَتْ لِلْبُطْلِ . . . عَلَى رَجَاءٍ». — رو ٨:٢٠.
١، ٢ (أ) لِمَاذَا رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُهِمٌّ فِي نَظَرِنَا؟ (ب) لِمَاذَا لَا يُصَدِّقُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ؟
لَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي غَمَرَكَ حِينَ سَمِعْتَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ لَنْ يَشِيخُوا وَيَمُوتُوا بَعْدُ بَلْ سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ١٧:٣؛ رؤ ٢١:٣، ٤) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سُرِرْتَ بِإِخْبَارِ ٱلْغَيْرِ عَنْ هذَا ٱلرَّجَاءِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَرَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ يُشَكِّلُ جَانِبًا مُهِمًّا مِنَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا، إِذْ يَصُوغُ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
٢ بِٱلتَّبَايُنِ، تَرْفُضُ غَالِبِيَّةُ أَدْيَانِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَفِي حِينِ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّفْسَ تَمُوتُ، تُعَلِّمُ مُعْظَمُ ٱلْكَنَائِسِ أَنَّ لَدَى ٱلْإِنْسَانِ نَفْسًا خَالِدَةً تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ وَتَنْتَقِلُ إِلَى عَالَمِ ٱلْأَرْوَاحِ، عَقِيدَةٌ لَا تَمُتُّ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِأَيَّةِ صِلَةٍ. (حز ١٨:٢٠) لِهذَا ٱلسَّبَبِ، لَا يُصَدِّقُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ أَمْرٌ مُمْكِنٌ. مِنْ هُنَا قَدْ نَسْأَلُ: هَلْ هذَا ٱلرَّجَاءُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مَتَى كَانَتْ أَوَّلُ مَرَّةٍ كَشَفَ ٱللّٰهُ عَنْهُ لِلْبَشَرِ؟
«اَلْخَلِيقَةُ أُخْضِعَتْ لِلْبُطْلِ . . . عَلَى رَجَاءٍ»
٣ كَيْفَ كُشِفَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْإِنْسَانِ مُنْذُ فَجْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟
٣ كَشَفَ يَهْوَه عَنْ قَصْدِهِ لِلْإِنْسَانِ مُنْذُ فَجْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. فَقَدْ أَظْهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّ آدَمَ كَانَ سَيَعِيشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ إِنْ هُوَ أَعْرَبَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ. (تك ٢:٩، ١٧؛ ٣:٢٢) وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ ٱلْأَوَائِلَ مِنْ آدَمَ أَدْرَكُوا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱبْتَعَدَ عَنْ مُسْتَوَى ٱلْكَمَالِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَثْبَتَتْهُ أَدِلَّةٌ مَلْمُوسَةٌ. فَقَدْ أُقِيمَ مَلَاكَانِ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ لِمَنْعِ أَيٍّ كَانَ مِنْ دُخُولِهَا، كَمَا بَاتَ ٱلنَّاسُ يَشِيخُونَ وَيَمُوتُونَ. (تك ٣:٢٣، ٢٤) وَمَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ، قَصُرَ عُمْرُ ٱلْإِنْسَانِ. فَفِي حِينِ عَاشَ آدَمُ ٩٣٠ سَنَةً، لَمْ يَعِشْ سَامُ بْنُ نُوحٍ سِوَى ٦٠٠ سَنَةٍ وَٱبْنُهُ أَرْفَكْشَادُ ٤٣٨ سَنَةً. أَمَّا تَارَحُ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ فَقَدْ مَاتَ عَنْ عُمْرِ ٢٠٥ سِنِينَ. وَكَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ ١٧٥ عَامًا، وَإِسْحَاقَ ١٨٠ عَامًا، وَيَعْقُوبَ ١٤٧عَامًا. (تك ٥:٥؛ ١١:١٠-١٣، ٣٢؛ ٢٥:٧؛ ٣٥:٢٨؛ ٤٧:٢٨) وَلَا رَيْبَ أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلنَّاسِ أَدْرَكُوا مَدْلُولَ هذَا ٱلتَّرَاجُعِ: لَقَدْ ضَاعَ ٱلْأَمَلُ بِأَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ! فَهَلْ كَانَ لَدَيْهِمْ أَيُّ سَبَبٍ لِيَأْمُلُوا ٱسْتِرْجَاعَ هذَا ٱلرَّجَاءِ؟
٤ أَيُّ أَسَاسٍ كَانَ لَدَى ٱلْأُمَنَاءِ لِلْإِيمَانِ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَرُدُّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي خَسِرَهَا آدَمُ؟
٤ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلْخَلِيقَةُ [ٱلْبَشَرِيَّةُ] أُخْضِعَتْ لِلْبُطْلِ . . . عَلَى رَجَاءٍ». (رو ٨:٢٠) أَيُّ رَجَاءٍ؟ لَقَدْ تَحَدَّثَتْ أَوَّلُ نُبُوَّةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ ‹نَسْلٍ سَيَسْحَقُ رَأْسَ ٱلْحَيَّةِ›. (اِقْرَأْ تكوين ٣:١-٥، ١٥.) وَهذَا ٱلْوَعْدُ مَنَحَ ٱلْبَشَرَ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلرَّجَاءَ أَنَّ ٱللّٰهَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْ قَصْدِهِ لِلْإِنْسَانِ. كَمَا زَوَّدَ أَشْخَاصًا كَهَابِيلَ وَنُوحٍ سَبَبًا لِيُؤْمِنُوا أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَرُدُّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي خَسِرَهَا آدَمُ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، أَدْرَكَ هؤُلَاءِ أَنَّ ‹سَحْقَ عَقِبِ ٱلنَّسْلِ› سَيَنْطَوِي عَلَى سَفْكِ دَمٍ. — تك ٤:٤؛ ٨:٢٠؛ عب ١١:٤.
٥ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ آمَنَ بِٱلْقِيَامَةِ؟
٥ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي إِبْرَاهِيمَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ لَمَّا ٱمْتُحِنَ، «كَأَنَّمَا قَرَّبَ إِسْحَاقَ . . . مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ». (عب ١١:١٧) وَلِمَاذَا كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلْقِيَامِ بِهذِهِ ٱلتَّضْحِيَةِ؟ (اِقْرَأْ عبرانيين ١١:١٩.) لِأَنَّهُ آمَنَ بِٱلْقِيَامَةِ. وَقَدْ كَانَ لَدَيْهِ أَسَاسٌ لِإِيمَانِهِ هذَا. فَيَهْوَه سَبَقَ أَنْ أَعَادَ إِحْيَاءَ قُوَاهُ ٱلتَّنَاسُلِيَّةِ هُوَ وَزَوْجَتِهِ سَارَةَ وَمَكَّنَهُمَا مِنْ إِنْجَابِ ٱبْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهِمَا. (تك ١٨:١٠-١٤؛ ٢١:١-٣؛ رو ٤:١٩-٢١) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، كَانَ يَهْوَه قَدْ وَعَدَهُ قَائِلًا: «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». (تك ٢١:١٢) بِنَاءً عَلَيْهِ، ٱمْتَلَكَ إِبْرَاهِيمُ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِلْإِيمَانِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ سَيُقِيمُ إِسْحَاقَ مِنَ ٱلْمَوْتِ.
٦، ٧ (أ) أَيُّ عَهْدٍ قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟ (ب) كَيْفَ زَوَّدَ وَعْدُ يَهْوَه لِإِبْرَاهِيمَ ٱلرَّجَاءَ لِلْبَشَرِ؟
٦ بِسَبَبِ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْبَارِزِ، قَطَعَ يَهْوَه مَعَهُ عَهْدًا يَتَعَلَّقُ بِذُرِّيَّتِهِ، أَوْ ‹نَسْلِهِ›. (اِقْرَأْ تكوين ٢٢:١٨.) وَتَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنَ ‹ٱلنَّسْلِ› هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (غل ٣:١٦) وَكَانَ يَهْوَه قَدْ أَخْبَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ سَيُكَثِّرُ نَسْلَهُ «كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَٱلرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ». (تك ٢٢:١٧) لكِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَعْرِفْ آنَذَاكَ كَمْ شَخْصًا سَيُؤَلِّفُونَ هذَا ٱلنَّسْلَ. وَقَدْ كُشِفَ لَاحِقًا أَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ شَخْصٍ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ هُمْ هذَا ‹ٱلنَّسْلُ›. (غل ٣:٢٩؛ رؤ ٧:٤؛ ١٤:١) وَٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ هُوَ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلَّتِي بِهَا ‹سَتَتَبَارَكُ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ›.
٧ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَفْهَمَ كَامِلًا مَغْزَى وَأَهَمِّيَّةَ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَه مَعَهُ. رَغْمَ ذلِكَ، «كَانَ يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ». (عب ١١:١٠) وَهذِهِ ٱلْمَدِينَةُ هِيَ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ. لكِنْ كَيْ يَحْظَى إِبْرَاهِيمُ بِبَرَكَاتِ هذَا ٱلْمَلَكُوتِ يَنْبَغِي أَنْ يَحْيَا مِنْ جَدِيدٍ. فَسَتُتِيحُ لَهُ ٱلْقِيَامَةُ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَسَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ مُمْكِنَةً أَيْضًا لِلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ وَٱلْمُقَامِينَ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ. — رؤ ٧:٩، ١٤؛ ٢٠:١٢-١٤.
«ضَغَطَنِي ٱلرُّوحُ»
٨، ٩ لِمَاذَا سِفْرُ أَيُّوبَ لَيْسَ مُجَرَّدَ رِوَايَةٍ عَنْ رَجُلٍ ٱحْتَمَلَ ٱلتَّجَارِبَ؟
٨ خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلْفَاصِلَةِ بَيْنَ حَيَاةِ يُوسُفَ (ٱبْنِ حَفِيدِ إِبْرَاهِيمَ) وَٱلنَّبِيِّ مُوسَى، عَاشَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ أَيُّوبُ. وَيُظْهِرُ سِفْرُ أَيُّوبَ، ٱلَّذِي كَتَبَهُ مُوسَى عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لِمَاذَا سَمَحَ يَهْوَه بِمُعَانَاةِ أَيُّوبَ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ. إِلَّا أَنَّ هذَا ٱلسِّفْرَ لَيْسَ مُجَرَّدَ رِوَايَةٍ عَنْ رَجُلٍ ٱحْتَمَلَ ٱلتَّجَارِبَ، بَلْ يَتَمَحْوَرُ حَوْلَ قَضِيَّتَيْنِ لَهُمَا أَهَمِّيَّةٌ كَوْنِيَّةٌ. فَهُوَ يُلْقِي ٱلضَّوْءَ عَلَى طَرِيقَةِ يَهْوَه ٱلْبَارَّةِ فِي ٱلْحُكْمِ، وَيَكْشِفُ لَنَا أَنَّ ٱسْتِقَامَةَ كُلِّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأَرْضِيِّينَ وَآمَالَهُمْ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ مَنُوطَةٌ بِٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي أُثِيرَتْ فِي عَدْنٍ. وَصَحِيحٌ أَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَفْهَمْ هذِهِ ٱلْقَضِيَّةَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لِأَصْحَابِهِ ٱلثَّلَاثَةِ بِأَنْ يَجْعَلُوهُ يَظُنُّ أَنَّهُ شَخْصٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ. (اي ٢٧:٥) فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ مُقَوٍّ لِلْإِيمَانِ! فَقِصَّتُهُ تُظْهِرُ لَنَا أَنَّ فِي مَقْدُورِنَا ٱلْحِفَاظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا وَتَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَه.
٩ بَعْدَمَا أَنْهَى مُعَزُّو أَيُّوبَ ٱلزَّائِفُونَ ٱلثَّلَاثَةُ كَلَامَهُمُ، ٱنْدَفَعَ أَلِيهُو بْنُ بَرَخْئِيلَ ٱلْبُوزِيِّ إِلَى ٱلتَّكَلُّمِ. وَٱلسَّبَبُ؟ قَالَ أَلِيهُو: «لِأَنَّنِي ٱمْتَلَأْتُ كَلَامًا، وَضَغَطَنِي ٱلرُّوحُ فِي جَوْفِي». (اي ٣٢:٥، ٦، ١٨) وَمَعَ أَنَّ كَلَامَهُ ٱلْمُوحَى بِهِ ٱنْطَبَقَ عَلَى إِنْقَاذِ أَيُّوبَ مِنْ بَلْوَاهُ، فَهُوَ يَحْمِلُ أَيْضًا مَغْزًى لِكُلِّ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ لِأَنَّهُ يَمْنَحُهُمْ رَجَاءً رَائِعًا.
١٠ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي يُبَلِّغُهَا يَهْوَه إِلَى شَخْصٍ مُحَدَّدٍ لَهَا أَحْيَانًا ٱنْطِبَاقٌ عَلَى ٱلْبَشَرِ عُمُومًا؟
١٠ فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، يُبَلِّغُ يَهْوَه رِسَالَةً إِلَى شَخْصٍ مُحَدَّدٍ لَهَا أَيْضًا ٱنْطِبَاقٌ عَلَى ٱلْبَشَرِ عُمُومًا. مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، تَفَوَّهَ دَانِيَالُ بِنُبُوَّةٍ عَنِ ٱلْمَلِكِ ٱلْبَابِلِيِّ نَبُوخَذْنَصَّرَ ٱلَّذِي رَأَى حُلْمًا فِيهِ قُطِعَتْ شَجَرَةٌ هَائِلَةٌ. (دا ٤:١٠-٢٧) تَمَّ هذَا ٱلْحُلْمُ إِتْمَامًا أَوَّلِيًّا فِي نَبُوخَذْنَصَّرَ، إِلَّا أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى أَمْرٍ أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ: إِنَّ ٱللّٰهَ سَيُمَارِسُ سُلْطَانَهُ مُجَدَّدًا عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ خِلَالِ مَمْلَكَةٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهَا مُتَحَدِّرٌ مِنْ سُلَالَةِ دَاوُدَ، وَذلِكَ بَعْدَ ٥٢٠,٢ سَنَةً بَدْءًا مِنْ سَنَةِ ٦٠٧ قم.a وَقَدِ ٱبْتَدَأَ هذَا ٱلْأَمْرُ حِينَ نُصِّبَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤. وَهذَا ٱلْمَلَكُوتُ سَيُحَقِّقُ عَمَّا قَرِيبٍ آمَالَ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ.
«أَعْفِهِ مِنَ ٱلنُّزُولِ إِلَى ٱلْحُفْرَةِ!»
١١ مَاذَا أَظْهَرَتْ كَلِمَاتُ أَلِيهُو بِشَأْنِ ٱللّٰهِ؟
١١ أَثْنَاءَ مُخَاطَبَةِ أَيُّوبَ، تَحَدَّثَ أَلِيهُو عَنْ «رَسُولٍ، مَنْدُوبٍ، وَاحِدٍ مِنْ أَلْفٍ، لِيُخْبِرَ ٱلْإِنْسَانَ كَيْفَ يَكُونُ مُسْتَقِيمًا». وَمَاذَا لَوْ ‹تَوَسَّلَ [ٱلرَّسُولُ] إِلَى ٱللّٰهِ لِيَرْضَى عَنْ هذَا ٱلْإِنْسَانِ›؟ يَذْكُرُ أَلِيهُو: «يَتَحَنَّنُ [ٱللّٰهُ] عَلَيْهِ وَيَقُولُ: ‹أَعْفِهِ مِنَ ٱلنُّزُولِ إِلَى ٱلْحُفْرَةِ! قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً! لِيَصِرْ لَحْمُهُ أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ حَدَاثَتِهِ، وَلْيَعُدْ إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِ›». (اي ٣٣:٢٣-٢٦) وَقَدْ أَظْهَرَتْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّ يَهْوَه مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَقْبَلَ «فِدْيَةً» تُغَطِّي خَطَايَا ٱلْبَشَرِ ٱلتَّائِبِينَ. — اي ٣٣:٢٤.
١٢ أَيُّ أَمَلٍ تُعْطِيهِ كَلِمَاتُ أَلِيهُو لِلْبَشَرِ عُمُومًا؟
١٢ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَمْ يَفْهَمْ أَلِيهُو كَامِلًا مَغْزَى ٱلْفِدْيَةِ، تَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلْأَنْبِيَاءَ لم يَفْهَمُوا كَامِلًا كُلَّ مَا كَتَبُوهُ. (دا ١٢:٨؛ ١ بط ١:١٠-١٢) مَعَ ذلِكَ، أَعْطَتْ كَلِمَاتُهُ أَمَلًا بِأَنَّ ٱللّٰهَ سَيَقْبَلُ يَوْمًا فِدْيَةً وَيُحَرِّرُ ٱلْإِنْسَانَ مِنَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلسِّنِّ وَٱلْمَوْتِ، مُزَوِّدَةً بِٱلتَّالِي رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلرَّائِعَ. وَسِفْرُ أَيُّوبَ يُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّهُ سَتَكُونُ هُنَالِكَ قِيَامَةٌ. — اي ١٤:١٤، ١٥.
١٣ أَيُّ مَعْنًى تَحْمِلُهُ كَلِمَاتُ أَلِيهُو لِلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٣ لَا تَزَالُ كَلِمَاتُ أَلِيهُو تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا مَعْنًى لِمَلَايِينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَأْمُلُونَ ٱلنَّجَاةَ مِنْ دَمَارِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا. فَٱلْمُسِنُّونَ يَفْرَحُونَ بِرَجَاءِ ٱلْعَوْدَةِ إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِمْ. (رؤ ٧:٩، ١٠، ١٤-١٧) وَٱلْأُمَنَاءُ ٱلْآخَرُونَ يَبْتَهِجُونَ بِرَجَاءِ رُؤْيَةِ ٱلْمُقَامِينَ يَسْتَعِيدُونَ حَيَوِيَّةَ ٱلشَّبَابِ. وَطَبْعًا، إِنَّ نَيْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْخَالِدَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَعْتَمِدُ عَلَى مُمَارَسَتِهِمِ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. — يو ١٠:١٦؛ رو ٦:٢٣.
يُبْتَلَعُ ٱلْمَوْتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ
١٤ لِمَاذَا لَزِمَ تَدْبِيرٌ آخَرُ غَيْرُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ لِيَمْلِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟
١٤ أَصْبَحَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ أُمَّةً مُسْتَقِلَّةً حِينَ دَخَلُوا فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَ ٱللّٰهِ. فَعِنْدَ إِعْطَائِهِمِ ٱلشَّرِيعَةَ، قَالَ يَهْوَه: «تَحْفَظُونَ سُنَنِي وَأَحْكَامِي، ٱلَّتِي إِذَا فَعَلَهَا ٱلْإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا». (لا ١٨:٥) وَلكِنْ بِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا مَقَايِيسَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةَ، دَانَتْهُمُ ٱلشَّرِيعَةُ وَلَزِمَهُمْ تَدْبِيرٌ آخَرُ كَيْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ تِلْكَ ٱلْإِدَانَةِ وَيَحْيَوْا. — غل ٣:١٣.
١٥ أَيَّةُ بَرَكَةٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ أُوحِيَ إِلَى دَاوُدَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْهَا؟
١٥ بَعْدَ زَمَنِ مُوسَى، أَوْحَى يَهْوَه إِلَى كَتَبَةٍ آخَرِينَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (مز ٢١:٤؛ ٣٧:٢٩) مَثَلًا، ٱخْتَتَمَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ مَزْمُورًا عَنْ وَحْدَةِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فِي صِهْيَوْنَ، قَائِلًا: «هُنَاكَ أَمَرَ يَهْوَهُ بِٱلْبَرَكَةِ وَٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — مز ١٣٣:٣.
١٦ مَاذَا وَعَدَ يَهْوَه بِفَمِ نَبِيِّهِ إِشَعْيَا؟
١٦ أَوْحَى يَهْوَه إِلَى إِشَعْيَا أَيْضًا أَنْ يَتَنَبَّأَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٢٥:٧، ٨.) فَلَطَالَمَا أَثْقَلَ غِطَاءُ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ كَاهِلَ ٱلْبَشَرِ. لكِنَّ يَهْوَه يُطَمْئِنُ شَعْبَهُ أَنَّهُ سَيَبْتَلِعُ أَوْ يُزِيلُ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ «عَنْ كُلِّ ٱلْأَرْضِ».
١٧ كَيْفَ يَفْتَحُ ٱلْمَسِيَّا ٱلطَّرِيقَ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟
١٧ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، فَكِّرْ فِي إِجْرَاءٍ أَمَرَتْ بِهِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ يَتَعَلَّقُ بِجَدْيِ عَزَازِيلَ. فَمَرَّةً فِي ٱلسَّنَةِ، فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ، كَانَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ ‹يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَدْيِ ٱلْحَيِّ وَيَعْتَرِفُ عَلَيْهِ بِكُلِّ ذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَجْعَلُهَا عَلَى رَأْسِ ٱلْجَدْيِ فَيَحْمِلُ ٱلْجَدْيُ عَلَيْهِ كُلَّ ذُنُوبِهِمْ إِلَى أَرْضٍ مُقْفِرَةٍ›. (لا ١٦:٧-١٠، ٢١، ٢٢) وَقَدْ لَعِبَ ٱلْمَسِيَّا دَوْرًا مُمَاثِلًا لِدَوْرِ هذَا ٱلْجَدْيِ. فَإِشَعْيَا أَنْبَأَ أَنَّهُ سَيَحْمِلُ ‹أَمْرَاضَ وَأَوْجَاعَ وَخَطِيَّةَ كَثِيرِينَ›، وَبِذلِكَ يَفْتَحُ ٱلطَّرِيقَ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — اِقْرَأْ اشعيا ٥٣:٤-٦، ١٢.
١٨، ١٩ أَيُّ رَجَاءٍ تُبْرِزُهُ اشعيا ٢٦:١٩ ودانيال ١٢:١٣؟
١٨ قَالَ يَهْوَه لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ بِفَمِ إِشَعْيَا: «تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ جُثَثُنَا. اِسْتَيْقِظُوا وَهَلِّلُوا يَا سُكَّانَ ٱلتُّرَابِ! لِأَنَّ نَدَاكَ كَٱلنَّدَى ٱلنَّازِلِ عَلَى ٱلْخُبَّازَى، وَٱلْأَرْضُ تَلِدُ ٱلْهَامِدِينَ هُمُودَ ٱلْمَوْتِ». (اش ٢٦:١٩) وَعِنْدَمَا كَانَ دَانِيَالُ يُنَاهِزُ ٱلْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ، طَمْأَنَهُ يَهْوَه قَائِلًا: «تَسْتَرِيحُ وَتَقُومُ لِقُرْعَتِكَ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ». (دا ١٢:١٣) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ تُعَلِّمُ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَقُومُونَ وَأَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٩ وَبِسَبَبِ رَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ هذَا، قَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ عَنْ أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». (يو ١١:٢٤) فَهَلْ غَيَّرَتْ تَعَالِيمُ يَسُوعَ وَكِتَابَاتُ تَلَامِيذِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا هذَا ٱلرَّجَاءَ؟ وَهَلْ مَا زَالَتِ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يُعْطِيهِ يَهْوَه لِلْبَشَرِ؟ سَنَنَالُ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشية]
a اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٦ مِنْ كِتَابِ انتبهوا لنبوة دانيال!.
-
-
الحياة الابدية على الارض — هل هي رجاء مسيحي؟برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ — هَلْ هِيَ رَجَاءٌ مَسِيحِيٌّ؟
«سَيَمْسَحُ [ٱللّٰهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ». — رؤ ٢١:٤.
١، ٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهُودًا كَثِيرِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ آمَنُوا بِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
ذَاتَ مَرَّةٍ، رَكَضَ إِلَى يَسُوعَ شَابٌّ غَنِيٌّ ذُو مَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ وَسَقَطَ أَمَامَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَسَأَلَهُ: «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ، مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟». (مر ١٠:١٧) فَهَلْ كَانَ هذَا ٱلشَّابُّ يَقْصِدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ ٱللّٰهَ سَبَقَ وَأَعْطَى ٱلْيَهُودَ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَانَ يُهُودٌ كَثِيرُونَ لَا يَزَالُونَ يُؤْمِنُونَ بِهذَا ٱلرَّجَاءِ عَيْنِهِ.
٢ مَثَلًا، لَا بُدَّ أَنَّ مَرْثَا كَانَتْ تُفَكِّرُ فِي ٱلْقِيَامَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ قَالَتْ لِيَسُوعَ عَنْ أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». (يو ١١:٢٤) وَلكِنْ رُبَّ مُعْتَرِضٍ أَنَّ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْقِيَامَةِ. (مر ١٢:١٨) هذَا صَحِيحٌ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمُؤَرِّخَ جورج فوت مور ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ اَلْيَهُودِيَّةُ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلْأُولَى لِلْعَصْرِ ٱلْمَسِيحِيِّ (بالانكليزية): «تُؤَكِّدُ ٱلْكِتَابَاتُ ٱلَّتِي تَعُودُ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي أَوِ ٱلْأَوَّلِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ أَنَّهُ سَادَ ٱلِٱعْتِقَادُ أَنَّ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلسَّابِقَةِ سَيُعَادُونَ يَوْمًا إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ». إِذًا، كَانَ ٱلشَّابُّ ٱلْغَنِيُّ يَسْأَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ أَمَّا ٱلْيَوْمَ، فَإِنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ وَعُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا يَعْتَرِفُونَ أَنَّ رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ تَعْلِيمٌ مَسِيحِيٌّ. وَيُؤْمِنُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ ٱلْمَمَاتِ. لِذلِكَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ عِبَارَةَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ» ٱلْوَارِدَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تُشِيرُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهَلْ هذَا صَحِيحٌ؟ مَاذَا عَنَى يَسُوعُ حِينَ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟ بِمَ كَانَ تَلَامِيذُهُ يُؤْمِنُونَ؟ وَهَلْ تُعَلِّمُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ «فِي ٱلتَّجْدِيدِ»
٤ مَا ٱلَّذِي سَيَجْرِي «فِي ٱلتَّجْدِيدِ»؟
٤ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ لِيَحْكُمُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. (لو ١٢:٣٢؛ رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١-٣) وَلكِنْ حِينَ كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، لَمْ يَكُنْ دَائِمًا يُفَكِّرُ فِي ذلِكَ ٱلْفَرِيقِ. لَاحِظْ مَا قَالَهُ لِتَلَامِيذِهِ بَعْدَمَا مَضَى ٱلشَّابُّ ٱلْغَنِيُّ حَزِينًا لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلتَّخَلِّيَ عَنْ مُمْتَلَكَاتِهِ وَٱتِّبَاعَ ٱلْمَسِيحِ. (اِقْرَأْ متى ١٩:٢٨، ٢٩.) فَقَدْ أَخْبَرَ رُسُلَهُ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ كَمُلُوكٍ وَيَدِينُونَ «أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ»، أَيِ ٱلْبَشَرَ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا جُزْءًا مِنْ صَفِّ ٱلْحُكَّامِ ٱلسَّمَاوِيِّينَ. (١ كو ٦:٢) كَمَا أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ إِنَّ «كُلَّ مَنْ» يَتْبَعُهُ سَيَنَالُ مُكَافَأَةَ ‹ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›. وَكُلُّ ذلِكَ سَيَجْرِي «فِي ٱلتَّجْدِيدِ».
٥ مَا هُوَ «ٱلتَّجْدِيدُ»؟
٥ فَمَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَةِ «ٱلتَّجْدِيدِ»؟ يُتَرْجَمُ هذَا ٱلتَّعْبِيرُ إِلَى «ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ» فِي ترجمة الخوري يوسف عون، وَإِلَى «عِنْدَمَا يُجَدَّدُ كُلُّ شَيْءٍ» فِي الترجمة اليسوعية الجديدة، وَإِلَى «عِنْدَ تَجْدِيدِ كُلِّ شَيْءٍ» فِي الترجمة العربية الجديدة. وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَخْدَمَ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ دُونَ أَيِّ شَرْحٍ، فَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى رَجَاءٍ لَطَالَمَا آمَنَ بِهِ ٱلْيَهُودُ: تَجْدِيدُ كُلِّ ٱلْأَحْوَالِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَيْثُ تَعُودُ ٱلْحَيَاةُ كَمَا كَانَتْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ قَبْلَ وُقُوعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ. وَسَيَكُونُ ذلِكَ إِتْمَامًا لِوَعْدِ ٱللّٰهِ ‹بِخَلْقِ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةٍ وَأَرْضٍ جَدِيدَةٍ›. — اش ٦٥:١٧.
٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟
٦ تَكَلَّمَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ مُجَدَّدًا فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. (مت ٢٤:١-٣) قَالَ: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ. وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ، فَيَفْرِزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ، كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ». ثُمَّ تَابَعَ قَائِلًا إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْعِقَابَ ‹سَيَذْهَبُونَ إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ، وَٱلْأَبْرَارَ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ›. وَهؤُلَاءِ «ٱلْأَبْرَارُ» هُمْ أَشْخَاصٌ يَدْعَمُونَ بِوَلَاءٍ «إِخْوَةَ» ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ. (مت ٢٥:٣١-٣٤، ٤٠، ٤١، ٤٥، ٤٦) وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ مُخْتَارُونَ لِيَكُونُوا حُكَّامًا فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ «ٱلْأَبْرَارُ» ٱلرَّعَايَا ٱلْأَرْضِيِّينَ لِهذَا ٱلْمَلَكُوتِ. أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يَكُونُ رَعَايَا [مَلِكِ يَهْوَه] مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ، وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ». (مز ٧٢:٨) وَسَيَنْعَمُ هؤُلَاءِ ٱلرَّعَايَا بِحَيَاةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.
مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا إِنْجِيلُ يُوحَنَّا؟
٧، ٨ أَيُّ رَجَاءَيْنِ تَحَدَّثَ عَنْهُمَا يَسُوعُ مَعَ نِيقُودِيمُوسَ؟
٧ بِحَسَبِ أَنَاجِيلِ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا، يَسْتَخْدِمُ يَسُوعُ عِبَارَةَ «حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» فِي ٱلْمُنَاسَبَتَيْنِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِمَا آنِفًا. أَمَّا إِنْجِيلُ يُوحَنَّا فَيَقْتَبِسُ كَلَامَ يَسُوعَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ ١٧ مَرَّةً. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ هذِهِ ٱلْمَوَاضِعِ لِنَرَى مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٨ إِنَّ أَوَّلَ إِشَارَةٍ فِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا إِلَى ذِكْرِ يَسُوعَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ هِيَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ مَعَ فَرِّيسِيٍّ ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ. قَالَ لَهُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنْ مَاءٍ وَرُوحٍ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ». فَٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّموَاتِ يَجِبُ أَنْ ‹يُولَدُوا ثَانِيَةً›. (يو ٣:٣-٥) إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَوَقَّفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ، بَلْ تَحَدَّثَ أَيْضًا عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمُتَاحِ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ. (اِقْرَأْ يوحنا ٣:١٦.) وَكَانَ بِذلِكَ يُشِيرُ إِلَى رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَ أَتْبَاعِهِ، سَوَاءٌ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٩ أَيُّ رَجَاءٍ تَكَلَّمَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّامِرِيَّةِ؟
٩ وَبَعْدَ هذَا ٱللِّقَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ، سَافَرَ يَسُوعُ شَمَالًا نَحْوَ ٱلْجَلِيلِ. وَعَلَى ٱلطَّرِيقِ، ٱلْتَقَى ٱمْرَأَةً عِنْدَ نَبْعِ يَعْقُوبَ قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ بِٱلسَّامِرَةِ. وَقَالَ لَهَا: «مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا لَهُ فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ لَهُ يَصِيرُ فِيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَنْبَعُ فَيَمْنَحُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً». (يو ٤:٥، ٦، ١٤) يُمَثِّلُ هذَا ٱلْمَاءُ تَدَابِيرَ ٱللّٰهِ لِرَدِّ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا، يَقُولُ ٱللّٰهُ: «مَنْ يَعْطَشْ فَسَأُعْطِيهِ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا». (رؤ ٢١:٥، ٦؛ ٢٢:١٧) إِذًا، كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّامِرِيَّةِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي سَتُمْنَحُ لِوَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَأَيْضًا لِلْمُؤْمِنِينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ.
١٠ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ لِمُقَاوِمِيهِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بَعْدَ إِبْرَاءِ رَجُلٍ عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا؟
١٠ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ، ذَهَبَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُجَدَّدًا. وَهُنَاكَ، أَبْرَأَ رَجُلًا مَرِيضًا كَانَ مُضْطَجِعًا عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا. وَلَمَّا ٱنْتَقَدَ ٱلْيَهُودُ مَا فَعَلَهُ، أَجَابَهُمْ قَائِلًا: «لَا يَقْدِرُ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِلَّا مَا يَرَى ٱلْآبَ يَعْمَلُهُ». وَبَعْدَمَا أَخْبَرَهُمْ أَنَّ ٱلْآبَ «فَوَّضَ كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ إِلَى ٱلِٱبْنِ»، قَالَ: «مَنْ يَسْمَعُ كَلَامِي وَيُؤْمِنُ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». وَأَضَافَ: «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَ [ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ] فَيَخْرُجُونَ: اَلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةٍ لِلْحَيَاةِ، وَٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلرَّذَائِلَ إِلَى قِيَامَةٍ لِلدَّيْنُونَةِ». (يو ٥:١-٩، ١٩، ٢٢، ٢٤-٢٩) فَيَسُوعُ كَانَ يُوضِحُ لِمُضْطَهِدِيهِ ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لِيُحَقِّقَ رَجَاءَ ٱلْيَهُودِ بِحَيَاةِ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَذلِكَ بِإِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى.
١١ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يوحنا ٦:٤٨-٥١ شَمَلَتْ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١١ بَعْدَ ذلِكَ، مَضَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ. وَهُنَالِكَ زَوَّدَ ٱلْخُبْزَ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ لِحَشْدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ، مِمَّا دَفَعَ ٱلْآلَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ مَعَهُمْ عَنْ خُبْزٍ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ، «خُبْزِ ٱلْحَيَاةِ». (اِقْرَأْ يوحنا ٦:٤٠، ٤٨-٥١.) قَالَ: «اَلْخُبْزُ ٱلَّذِي سَأُعْطِيهِ أَنَا إِنَّمَا هُوَ جَسَدِي». وَيَسُوعُ لَمْ يُقَدِّمْ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ فَحَسْبُ بَلْ أَيْضًا «مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ»، ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْفِدَاءَ. فَكُلُّ مَنْ ‹يَأْكُلُ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ›، أَيْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْقُدْرَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ، يَكُونُ مُؤَهَّلًا لِنَيْلِ حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. وَهكَذَا، فَإِنَّ ٱلْحَيَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَسُوعُ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ شَمَلَتِ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي لَطَالَمَا آمَنَ بِهِ ٱلْيَهُودُ، رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا.
١٢ أَيُّ رَجَاءٍ تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ إِنَّهُ ‹سَيُعْطِي خِرَافَهُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً›؟
١٢ وَلَاحِقًا، خِلَالَ عِيدِ ٱلتَّكْرِيسِ فِي أُورُشَلِيمَ، قَالَ يَسُوعُ لِمُقَاوِمِيهِ: «[أَنْتُمْ] لَا تُؤْمِنُونَ، لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً». (يو ١٠:٢٦-٢٨) فَهَلْ قَصَدَ يَسُوعُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ فَقَطْ، أَمْ أَيْضًا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ؟ قَبْلَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ، شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «لَا تَخَفْ أَيُّهَا ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ، لِأَنَّ أَبَاكُمْ رَضِيَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْمَلَكُوتَ». (لو ١٢:٣٢) وَلكِنْ فِي عِيدِ ٱلتَّكْرِيسِ هذَا، قَالَ يَسُوعُ: «لِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ، لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا». (يو ١٠:١٦) لِذلِكَ، حِينَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمِينَ، كَانَ يَقْصِدُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي يَنَالُهَا «ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ» وَٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي سَيَحْظَى بِهَا مَلَايِينُ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.
رَجَاءٌ لَمْ يَتَطَلَّبْ أَيَّ شَرْحٍ
١٣ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ»؟
١٣ فِي خِضَمِّ ٱلْعَذَابِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ، قَطَعَ يَسُوعُ وَعْدًا يُظْهِرُ عَلَى نَحْوٍ لَا يُدْحَضُ مَا هُوَ رَجَاءُ ٱلْبَشَرِ. فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ فَاعِلُ ٱلسُّوءِ ٱلْمُعَلَّقُ بِجَانِبِهِ أَنْ ‹يَذْكُرَهُ مَتَى جَاءَ فِي مَلَكُوتِهِ›، وَعَدَهُ يَسُوعُ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ ٱلْيَوْمَ: سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ». (لو ٢٣:٤٢، ٤٣) مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ كَانَ يَهُودِيًّا وَبِٱلتَّالِي لَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ إِلَى شَرْحٍ عَنِ ٱلْفِرْدَوْسِ. فَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ ٱلْمُقْبِلَةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٤ (أ) مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ كَانَ مَفْهُومًا صَعْبًا عَلَى ٱلرُّسُلِ؟ (ب) مَتَى أَحْرَزَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ فَهْمًا وَاضِحًا لِلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ؟
١٤ إِلَّا أَنَّ مَا تَطَلَّبَ ٱلشَّرْحَ كَانَ كَلَامَ يَسُوعَ عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ. فَتَلَامِيذُهُ لَمْ يَفْهَمُوا مَقْصَدَهُ حِينَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيُهَيِّئَ لَهُمْ مَكَانًا. (اِقْرَأْ يوحنا ١٤:٢-٥.) قَالَ لَهُمْ لَاحِقًا: «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ، وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ. وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ». (يو ١٦:١٢، ١٣) فَلَمْ يَفْهَمْ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَنَّ عُرُوشَهُمْ سَتَكُونُ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَّا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، حِينَ مُسِحُوا بِرُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ لِيَكُونُوا مُلُوكًا. (١ كو ١٥:٤٩؛ كو ١:٥؛ ١ بط ١:٣، ٤) فَقَدْ كَانَ ٱلرَّجَاءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مَفْهُومًا جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، وَأَصْبَحَ مِحْوَرَ ٱلرَّسَائِلِ ٱلْمُلْهَمَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَلكِنْ مَاذَا عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ هَلْ أَعَادَتْ هذِهِ ٱلرَّسَائِلُ تَأْكِيدَهُ؟
مَاذَا تَقُولُ ٱلرَّسَائِلُ ٱلْمُلْهَمَةُ؟
١٥، ١٦ كَيْفَ تُؤَكِّدُ ٱلرِّسَالَةُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ وَكَلِمَاتُ بُطْرُسَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٥ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِصِفَتِهِمْ ‹إِخْوَةً قِدِّيسِينَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ›. غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ ٱللّٰهَ أَخْضَعَ «ٱلْمَسْكُونَةَ ٱلْآتِيَةَ» لِيَسُوعَ. (عب ٢:٣، ٥؛ ٣:١) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْأَصْلِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ «ٱلْمَسْكُونَةَ» تُشِيرُ إِلَى أَرْضٍ آهِلَةٍ بِٱلْبَشَرِ. لِذلِكَ، فَإِنَّ «ٱلْمَسْكُونَةَ ٱلْآتِيَةَ» هِيَ نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمُقْبِلُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَحِينَئِذٍ سَيُتَمِّمُ يَسُوعُ وَعْدَ ٱللّٰهِ: «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». — مز ٣٧:٢٩.
١٦ وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَيْضًا أَنْ يَكْتُبَ عَنْ مُسْتَقْبَلِ ٱلْإِنْسَانِ. قَالَ: «اَلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ ٱلْكَائِنَةُ ٱلْآنَ مُدَّخَرَةٌ بِتِلْكَ ٱلْكَلِمَةِ عَيْنِهَا لِلنَّارِ وَمَحْفُوظَةٌ لِيَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ وَهَلَاكِ ٱلنَّاسِ ٱلْكَافِرِينَ». (٢ بط ٣:٧) فَمَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلسَّموَاتِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَمَحَلَّ ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلشِّرِّيرِ؟ (اِقْرَأْ ٢ بطرس ٣:١٣.) سَتُسْتَبْدَلُ ‹بِسَموَاتٍ جَدِيدَةٍ›، أَيْ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، وَ ‹أَرْضٍ جَدِيدَةٍ›، أَيْ مُجْتَمَعٍ بَشَرِيٍّ بَارٍّ مُؤَلَّفٍ مِنْ عُبَّادٍ حَقِيقِيِّينَ.
١٧ كَيْفَ تَصِفُ الرؤيا ٢١:١-٤ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ؟
١٧ إِنَّ ٱلسِّفْرَ ٱلْأَخِيرَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَزِّينَا بِكَلَامِهِ عَنِ ٱرْتِقَاءِ ٱلْبَشَرِ إِلَى مُسْتَوَى ٱلْكَمَالِ. (اِقْرَأْ رؤيا ٢١:١-٤.) فَلَطَالَمَا آمَنَ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَتْقِيَاءُ بِهذَا ٱلرَّجَاءِ مُذْ خَسِرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَمَالَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. فَٱلْأَبْرَارُ سَيَحْيَوْنَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ، دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُمُ ٱلشَّيْخُوخَةُ. وَهذَا ٱلرَّجَاءُ مُؤَسَّسٌ بِشَكْلٍ رَاسِخٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَيْضًا، وَلَا يَزَالُ حَتَّى ٱلْيَوْمِ مَصْدَرَ عَزَاءٍ كَبِيرٍ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءِ. — رؤ ٢٢:١، ٢.
-
-
الحياة الابدية على الارض — رجاء أُعيد الكشف عنهبرج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ — رَجَاءٌ أُعِيدَ ٱلْكَشْفُ عَنْهُ
«أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيَالُ، فَأَغْلِقْ عَلَى ٱلْكَلَامِ . . . إِلَى وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ، وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ تَزْدَادُ». — دا ١٢:٤.
١، ٢ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
فِي أَيَّامِنَا هذِهِ، يُدْرِكُ ٱلْمَلَايِينُ بِكُلِّ وُضُوحٍ مَا تُعَلِّمُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤ ٧:٩، ١٧) فَمُنْذُ بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ ٱلْبَشَرِيِّ، كَشَفَ ٱللّٰهُ أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقِ ٱلْإِنْسَانَ لِيَعِيشَ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةً وَيَمُوتَ، بَلْ لِيَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — تك ١:٢٦-٢٨.
٢ كَمَا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا آمَنُوا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ سَيَسْتَعِيدُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ ٱلَّتِي خَسِرَهَا آدَمُ. وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُوضِحُ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ سَيَجْعَلُ ٱللّٰهُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ مُمْكِنَةً لِلْبَشَرِ. فَلِمَاذَا إِذًا لَزِمَ أَنْ يُعَادَ ٱلْكَشْفُ عَنْ رَجَاءِ ٱلْإِنْسَانِ؟ وَكَيْفَ أُلْقِيَ ٱلضَّوْءُ عَلَيْهِ وَأُعْلِنَ لِلْمَلَايِينِ؟
رَجَاءٌ جَرَى ٱلتَّعْتِيمُ عَلَيْهِ
٣ لِمَاذَا لَا نَسْتَغْرِبُ ٱلتَّعْتِيمَ عَلَى رَجَاءِ ٱلْإِنْسَانِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٣ أَنْبَأَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلدَّجَّالِينَ سَيُحَرِّفُونَ تَعَالِيمَهُ وَأَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ سَيُضَلُّونَ. (مت ٢٤:١١) وَحَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا: «سَيَكُونُ أَيْضًا بَيْنَكُمْ مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ». (٢ بط ٢:١) كَمَا قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّهُ «سَيَأْتِي زَمَانٌ لَا يَتَحَمَّلُ [ٱلنَّاسُ] فِيهِ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ يُكَدِّسُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مُعَلِّمِينَ لِدَغْدَغَةِ آذَانِهِمْ». (٢ تي ٤:٣، ٤) وَٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ عَنْ تَضْلِيلِ ٱلنَّاسِ وَيَسْتَخْدِمُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُرْتَدَّ لِيُخْفِيَ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْمُعَزِّيَةَ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْإِنْسَانِ وَٱلْأَرْضِ. — اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٤:٣، ٤.
٤ أَيُّ رَجَاءٍ رَفَضَهُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْمُرْتَدُّونَ؟
٤ تُوضِحُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ حُكُومَةٌ سَمَاوِيَّةٌ سَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. (دا ٢:٤٤) وَخِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيُسْجَنُ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ، سَيُقَامُ ٱلْأَمْوَاتُ، وَسَيُرَفَّعُ ٱلْبَشَرُ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤ ٢٠:١-٣، ٦، ١٢؛ ٢١:١-٤) غَيْرَ أَنَّ قَادَةَ أَدْيَانِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُرْتَدِّينَ ٱعْتَنَقُوا أَفْكَارًا مُغَايِرَةً. فَأُورِيجَانُس ٱلْإِسْكَنْدَرِيُّ مَثَلًا، وَهُوَ أَحَدُ آبَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ، ٱنْتَقَدَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ بَرَكَاتِ ٱلْعَصْرِ ٱلْأَلْفِيِّ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. كَمَا أَنَّ ٱللَّاهُوتِيَّ ٱلْكَاثُولِيكِيَّ أُوغُسْطِين مِنْ هِيپُّو (٣٥٤-٤٣٠ بم) تَبَنَّى «ٱلِٱعْتِقَادَ أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ عَصْرٌ أَلْفِيٌّ»، حَسْبَمَا تَقُولُ دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةُ (بالانكليزية).a
٥، ٦ لِمَاذَا رَفَضَ أُورِيجَانُس وَأُوغُسْطِين ٱلْإِيمَانَ بِٱلْعَصْرِ ٱلْأَلْفِيِّ؟
٥ فَلِمَاذَا رَفَضَ أُورِيجَانُس وَأُوغُسْطِين ٱلْإِيمَانَ بِٱلْعَصْرِ ٱلْأَلْفِيِّ؟ كَانَ أُورِيجَانُس تِلْمِيذَ إِقْلِيمِس ٱلْإِسْكَنْدَرِيِّ ٱلَّذِي جَلَبَ فِكْرَةَ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ مِنَ ٱلتَّقْلِيدِ ٱلْيُونَانِيِّ. وَلِأَنَّ أُورِيجَانُس تَأَثَّرَ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ بِأَفْكَارِ أَفْلَاطُون عَنِ ٱلنَّفْسِ، فَقَدْ «أَضَافَ إِلَى ٱلْعَقِيدَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ [ٱلتَّعَالِيمَ عَنِ] ٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ أَفْلَاطُون»، حَسْبَمَا يَذْكُرُ ٱللَّاهُوتِيُّ ڤيرنر يڠر. لِذَا، عَلَّمَ أَنَّ بَرَكَاتِ ٱلْعَصْرِ ٱلْأَلْفِيِّ لَنْ تَكُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَلْ فِي ٱلسَّمَاءِ.
٦ أَمَّا أُوغُسْطِين فَكَانَ قَبْلَ ٱهْتِدَائِهِ إِلَى «ٱلْمَسِيحِيَّةِ» عَنْ عُمْرِ ٣٣ سَنَةً قَدْ أَصْبَحَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْأَفْلَاطُونِيَّةِ ٱلْمُحْدَثَةِ، مَذْهَبٌ طَوَّرَهُ أَفْلُوطِين عَنْ فَلْسَفَةِ أَفْلَاطُون فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ. وَقَدْ بَقِيَ أُوغُسْطِين مُتَأَثِّرًا بِهذَا ٱلْمَذْهَبِ حَتَّى بَعْدَ ٱهْتِدَائِهِ إِلَى «ٱلْمَسِيحِيَّةِ». وَبِحَسَبِ دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ، كَانَ «عَقْلُ أُوغُسْطِين ٱلْبُوتَقَةَ ٱلَّتِي ٱنْصَهَرَ فِيهَا كُلِّيًّا دِينُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ مَعَ ٱلتَّقْلِيدِ ٱلْأَفْلَاطُونِيِّ لِلْفَلْسَفَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ». وَتَذْكُرُ دَائِرَةُ ٱلْمَعَارِفِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةُ أَنَّ أُوغُسْطِين أَعْطَى ٱلْحُكْمَ ٱلْأَلْفِيَّ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْإِصْحَاحِ ٢٠ «شَرْحًا مَجَازِيًّا». وَتُضِيفُ: «هذَا ٱلشَّرْحُ . . . تَبَنَّاهُ ٱللَّاهُوتِيُّونَ ٱلْغَرْبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَٱلْإِيمَانُ بِٱلْعَصْرِ ٱلْأَلْفِيِّ بِصِيغَتِهِ ٱلْأَصْلِيَّةِ لَمْ يَعُدْ يَنَالُ ٱلتَّأْيِيدَ».
٧ أَيُّ مُعْتَقَدٍ خَاطِئٍ شَوَّهَ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَكَيْفَ؟
٧ فِي بَابِلَ ٱلْقَدِيمَةِ، سَادَ ٱلْمُعْتَقَدُ أَنَّ لَدَى ٱلْإِنْسَانِ نَفْسًا أَوْ رُوحًا خَالِدَةً تَسْكُنُ جِسْمَهُ ٱلْمَادِّيَّ. وَقَدِ ٱنْتَشَرَ هذَا ٱلْمُعْتَقَدُ فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ، مَا أَدَّى إِلَى تَشْوِيهِ رَجَاءِ ٱلْبَشَرِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَحِينَ تَبَنَّى ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ هذِهِ ٱلْفِكْرَةَ، حَرَّفَ ٱللَّاهُوتِيُّونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ بِحَيْثُ تَبْدُو ٱلْآيَاتُ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ وَكَأَنَّهَا تُعَلِّمُ أَنَّ كُلَّ ٱلصَّالِحِينَ سَيَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. وَوَفْقًا لِهذِهِ ٱلنَّظْرَةِ، فَإِنَّ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مَا هِيَ إِلَّا مَرْحَلَةٌ ٱنْتِقَالِيَّةٌ تُقَرِّرُ إِذَا كَانَ جَدِيرًا بِٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ لَا. وَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ لِرَجَاءِ ٱلْيَهُودِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَعْ تَبَنِّي ٱلْيَهُودِ شَيْئًا فَشَيْئًا ٱلْمَفْهُومَ ٱلْيُونَانِيَّ أَنَّ ٱلنَّفْسَ خَالِدَةٌ بِطَبِيعَتِهَا، تَلَاشَى رَجَاؤُهُمْ بِٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَلكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ هذَا ٱلتَّعْلِيمِ وَبَيْنَ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْإِنْسَانِ! فَهُوَ مَخْلُوقٌ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ، وَلَيْسَ رُوحًا. قَالَ يَهْوَه لِلرَّجُلِ ٱلْأَوَّلِ: «إِنَّكَ تُرَابٌ». (تك ٣:١٩) وَٱلْأَرْضُ لَا ٱلسَّمَاءُ هِيَ مَوْطِنُ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَبَدِيُّ. — اِقْرَأْ مزمور ١٠٤:٥؛ ١١٥:١٦.
وَمَضَاتُ ٱلْحَقِّ تُشْرِقُ وَسْطَ ٱلظَّلَامِ
٨ مَاذَا قَالَ ٱثْنَانِ مِنْ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ رَجَاءِ ٱلْإِنْسَانِ؟
٨ صَحِيحٌ أَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلَّتِي تَدَّعِي ٱلْمَسِيحِيَّةَ تَرْفُضُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَنْجَحْ فِي إِخْفَاءِ ٱلْحَقِيقَةِ عَنِ ٱلْجَمِيعِ. فَعَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ، لَاحَتْ أَمَامَ قِلَّةٍ مِنْ قُرَّاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَمِّقِينَ وَمَضَاتٌ مِنَ ٱلْحَقِّ حِينَ فَهِمُوا إِلَى حَدٍّ مَا كَيْفَ سَيَرُدُّ ٱللّٰهُ ٱلْبَشَرَ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ. (مز ٩٧:١١؛ مت ٧:١٣، ١٤؛ ١٣:٣٧-٣٩) فَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلسَّابِعَ عَشَرَ، كَانَتْ تَرْجَمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَطِبَاعَتُهُ قَدْ سَاهَمَتَا فِي جَعْلِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُتَوَفِّرَةً لِعَدَدٍ أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَفِي سَنَةِ ١٦٥١، كَتَبَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «كَمَا أَنَّهُ بِآدَمَ . . . خَسِرَ كُلُّ ٱلْبَشَرِ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، كَذلِكَ فِي ٱلْمَسِيحِ . . . سَيَحْيَا ٱلْجَمِيعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؛ وَإِلَّا فَلَا يَكُونُ ٱلتَّشْبِيهُ فِي مَحَلِّهِ». (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٥:٢١، ٢٢.) بَعْدَ ذلِكَ، أَلَّفَ ٱلشَّاعِرُ ٱلْإِنْكِلِيزِيُّ ٱلْمَشْهُورُ جون مِلتون (١٦٠٨-١٦٧٤) مَلْحَمَةً بِعُنْوَانِ اَلْفِرْدَوْسُ ٱلْمَفْقُودُ وَتَتِمَّةً لَهَا بِعُنْوَانِ اَلْفِرْدَوْسُ ٱلْمُسْتَعَادُ. وَفِي هَاتَيْنِ ٱلْمَلْحَمَتَيْنِ، أَشَارَ مِلتون إِلَى ٱلْمُكَافَأَةِ ٱلَّتِي سَيَحْظَى بِهَا ٱلْأُمَنَاءُ فِي فِرْدَوْسٍ أَرْضِيٍّ. وَمَعَ أَنَّ هذَا ٱلشَّاعِرَ كَرَّسَ مُعْظَمَ حَيَاتِهِ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ حَقَّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لَنْ يَكْتَمِلَ فَهْمُهُ إِلَّا خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ.
٩، ١٠ (أ) مَاذَا كَتَبَ اسحاق نيوتن عَنْ رَجَاءِ ٱلْبَشَرِ؟ (ب) لِمَاذَا كَانَ نيوتن مُقْتَنِعًا أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ لَا يَزَالُ بَعِيدًا؟
٩ كَانَ عَالِمُ ٱلرِّيَاضِيَّاتِ ٱلْمَعْرُوفُ السير اسحاق نيوتن (١٦٤٢-١٧٢٧) يَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا شَدِيدًا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَمِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، أَدْرَكَ أَنَّ ٱلْقِدِّيسِينَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ وَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. (رؤ ٥:٩، ١٠) أَمَّا عَنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ فَقَدْ كَتَبَ: «بَعْدَ يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ، سَتَبْقَى ٱلْأَرْضُ مَوْطِنًا لِلْبَشَرِ لَا مُجَرَّدَ ٠٠٠,١ سَنَةٍ، بَلْ إِلَى ٱلْأَبَدِ».
١٠ كَمَا أَنَّ نيوتن كَانَ مُقْتَنِعًا أَنَّ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ لَنْ يَبْدَأَ إِلَّا بَعْدَ قُرُونٍ. قَالَ ٱلْمُؤَرِّخُ ستيڤن سنوبلن إِنَّ «أَحَدَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي حَدَتْ بنيوتن إِلَى ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ لَا يَزَالُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْبَعِيدِ كَانَ تَشَاؤُمَهُ ٱلشَّدِيدَ بِسَبَبِ تَعَالِيمِ ٱلِٱرْتِدَادِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلثَّالُوثِ ٱلسَّائِدَةِ فِي أَيَّامِهِ». فَٱلْبِشَارَةُ كَانَتْ لَا تَزَالُ مَحْجُوبَةً. وَقَدْ لَاحَظَ نيوتن أَنَّهُ مَا مِنْ حَرَكَةٍ مَسِيحِيَّةٍ لَدَيْهَا ٱلْفَهْمُ ٱلصَّحِيحُ ٱلَّذِي يُؤَهِّلُهَا لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. كَتَبَ: «إِنَّ نُبُوَّاتِ دَانِيَالَ وَيُوحَنَّا [ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا] هذِهِ لَنْ تُفْهَمَ حَتَّى وَقَتِ ٱلنِّهَايَةِ». وَأَوْضَحَ: ‹يَقُولُ دَانِيَالُ إِنَّهُ «وَقْتَئِذٍ، كَثِيرُونَ سَيَتَصَفَّحُونَهَا، وَٱلْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ». فَيَنْبَغِي أَنْ يُكْرَزَ بِٱلْإِنْجِيلِ فِي كُلِّ ٱلْأُمَمِ قَبْلَ ٱلضِّيقَةِ ٱلْعَظِيمَةِ وَنِهَايَةِ ٱلْعَالَمِ. وَٱلْجَمْعُ ٱلْحَامِلُ سَعَفَ ٱلنَّخْلِ، ٱلْآتِي مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلنَّاجِي مِنَ ٱلضِّيقَةِ ٱلْعَظِيمَةِ هذِهِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يُصْبِحَ كَبِيرًا جِدًّا بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ مَا لَمْ يُكْرَزْ بِٱلْإِنْجِيلِ قَبْلَ مَجِيئِهَا›. — دا ١٢:٤؛ مت ٢٤:١٤؛ رؤ ٧:٩، ١٠.
١١ لِمَاذَا ظَلَّ رَجَاءُ ٱلْبَشَرِ مَخْفِيًّا عَنْ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ فِي زَمَنِ مِلتون وَنيوتن؟
١١ فِي زَمَنِ مِلتون وَنيوتن، كَانَ ٱلتَّعْبِيرُ عَنْ أَفْكَارٍ مُنَاهِضَةٍ لِلْعَقِيدَةِ ٱلرَّسْمِيَّةِ فِي ٱلْكَنِيسَةِ يُعَرِّضُ ٱلْمَرْءَ لِلْخَطَرِ. لِذلِكَ لَمْ تُنْشَرْ مُعْظَمُ كِتَابَاتِهِمَا حَوْلَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِمَا. كَمَا أَنَّ ٱلْإِصْلَاحَ ٱلدِّينِيَّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ لَمْ يُصْلِحِ ٱلتَّعْلِيمَ عَنْ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ، وَظَلَّتِ ٱلْكَنَائِسُ ٱلْبْرُوتِسْتَانْتِيَّةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ تُعَلِّمُ فِكْرَةَ أوغسطين أَنَّ ٱلْعَصْرَ ٱلْأَلْفِيَّ سَبَقَ أَنِ ٱبْتَدَأَ فِي ٱلْمَاضِي. فَهَلِ ٱزْدَادَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ؟
«اَلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ تَزْدَادُ»
١٢ مَتَى كَانَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ سَتَزْدَادُ؟
١٢ أَنْبَأَ دَانِيَالُ أَنَّ تَطَوُّرًا إِيجَابِيًّا سَيَحْدُثُ فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ». (اِقْرَأْ دانيال ١٢:٣، ٤، ٩، ١٠.) وَقَالَ يَسُوعُ: «فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَسْطَعُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ». (مت ١٣:٤٣) فَكَيْفَ ٱزْدَادَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ سَنَةَ ١٩١٤ حِينَ ٱبْتَدَأَ وَقْتُ ٱلنِّهَايَةِ.
١٣ مَاذَا كَتَبَ تشارلز تاز رصل بَعْدَ ٱلتَّعَمُّقِ فِي مَوْضُوعِ ٱلرَّدِّ؟
١٣ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُخْلِصِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى فَهْمِ «نَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ». (٢ تي ١:١٣) وَكَانَ تشارلز تاز رصل أَحَدَ هؤُلَاءِ. فَفِي سَنَةِ ١٨٧٠ شَكَّلَ هُوَ وَبَعْضُ طَالِبِي ٱلْحَقِّ ٱلْآخَرِينَ صَفًّا لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَعَامَ ١٨٧٢، تَعَمَّقُوا فِي مَوْضُوعِ ٱلرَّدِّ، أَيِ ٱسْتِعَادَةِ ٱلْإِنْسَانِ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ ٱلَّتِي خَسِرَهَا آدَمُ. كَتَبَ رصل لَاحِقًا: «حَتَّى ذلِكَ ٱلْوَقْتِ لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْفَرْقَ ٱلْكَبِيرَ بَيْنَ مُكَافَأَةِ ٱلْكَنِيسَةِ [جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ] . . . وَمُكَافَأَةِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ عُمُومًا». فَمُكَافَأَةُ ٱلْفَرِيقِ ٱلثَّانِي سَتَكُونُ «ٱلرَّدَّ إِلَى ٱلْكَمَالِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ ذَاتَ مَرَّةٍ سَلَفُهُمْ . . . آدَمُ فِي عَدْنٍ». وَقَدْ أَقَرَّ رصل بِفَضْلِ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ سَاعَدُوهُ فِي دَرْسِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَمَنْ كَانَ هؤُلَاءِ؟
١٤ (أ) كَيْفَ فَهِمَ هنري دَن الاعمال ٣:٢١؟ (ب) مَنْ قَالَ دَن إِنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
١٤ كَانَ أَحَدُهُمْ هنري دَن ٱلَّذِي كَتَبَ عَنْ «رَدِّ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا ٱللّٰهُ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ ٱلْقُدُّوسِينَ فِي ٱلزَّمَنِ ٱلْقَدِيمِ». (اع ٣:٢١) فَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ ٱلرَّدَّ يَشْمُلُ رَفْعَ ٱلْبَشَرِ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. كَمَا عَالَجَ سُؤَالًا حَيَّرَ كَثِيرِينَ: مَن سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ فِي ٱلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ، أَوْضَحَ أَنَّ ٱلْمَلَايِينَ سَيُقَامُونَ، يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ، وَتُتَاحُ لَهُمُ ٱلْفُرْصَةُ لِيُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ.
١٥ مَاذَا مَيَّزَ جورج ستورز بِشَأْنِ ٱلْقِيَامَةِ؟
١٥ وَفِي سَنَةِ ١٨٧٠، خَلَصَ جورج ستورز أَيْضًا إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ ٱلْأَثَمَةَ سَيُقَامُونَ وَيَحْظَوْنَ بِفُرْصَةِ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. كَمَا مَيَّزَ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلْخَاطِئَ ٱلَّذِي لَا يَسْتَفِيدُ مِنْ هذِهِ ٱلْفُرْصَةِ ‹سَيَمُوتُ وَلَوْ بَلَغَ ٱلْمِئَةَ مِنَ ٱلْعُمْرِ›. (اش ٦٥:٢٠) وَكَانَ ستورز يَعِيشُ فِي بْرُوكْلِين، نْيُويُورْك، وَيُحَرِّرُ مَجَلَّةَ فَاحِصُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٦ مَاذَا فَرَزَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟
١٦ اِكْتَشَفَ رصل مِنْ تَفَحُّصِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِإِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ. لِذلِكَ سَنَةَ ١٨٧٩، شَرَعَ فِي إِصْدَارِ مَجَلَّةِ بُرْجُ مُرَاقَبَةِ زِيُونَ وَبَشِيرُ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْمَعْرُوفَةِ ٱلْآنَ بـ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعْلِنُ مَلَكُوتَ يَهْوَه. فَبَعْدَ أَنْ كَانَتْ قِلَّةٌ مِنَ ٱلنَّاسِ فَقَطْ تَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ رَجَاءِ ٱلْبَشَرِ، بَدَأَتْ فِرَقٌ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْصُلُ عَلَى بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَتَدْرُسُهَا فِي أَنْحَاءٍ كَثِيرَةٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ. وَٱلْإِيمَانُ بِأَنَّ قَلِيلِينَ سَيَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْمَلَايِينَ سَيُمْنَحُونَ حَيَاةً بَشَرِيَّةً كَامِلَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ فَرَزَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ مُعْظَمِ أَدْيَانِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
١٧ كَيْفَ ٱزْدَادَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ؟
١٧ لَقَدِ ٱبْتَدَأَ «وَقْتُ ٱلنِّهَايَةِ» فِي سَنَةِ ١٩١٤. فَهَلِ ٱزْدَادَتِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْحَقَّةُ عَنْ رَجَاءِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ؟ (دا ١٢:٤) بِحُلُولِ سَنَةِ ١٩١٣، كَانَتْ مَوَاعِظُ رصل قَدْ نُشِرَتْ فِي ٠٠٠,٢ صَحِيفَةٍ يَقْرَأُهَا ٠٠٠,٠٠٠,١٥ قَارِئٍ. وَفِي أَوَاخِرِ سَنَةِ ١٩١٤، شَاهَدَ أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠,٠٠٠,٩ شَخْصٍ فِي ثَلَاثِ قَارَّاتٍ «رِوَايَةَ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةَ»، عَرْضٌ شَمَلَ فِيلْمًا سِينَمَائِيًّا وَصُوَرًا مُنْزَلِقَةً وَأَوْضَحَ مَاهِيَّةَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. وَمِنَ ٱلسَّنَةِ ١٩١٨ حَتَّى ٱلسَّنَةِ ١٩٢٥، أَلْقَى خُدَّامُ يَهْوَه بِأَكْثَرَ مِنْ ٣٠ لُغَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلْخِطَابَ «مَلَايِينُ مِنَ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ لَنْ يَمُوتُوا أَبَدًا» ٱلَّذِي شَرَحَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ثُمَّ فِي سَنَةِ ١٩٣٤، أَدْرَكَ شُهُودُ يَهْوَه أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَلْزَمُ أَنْ يَعْتَمِدُوا. وَهكَذَا، أُضْرِمَتْ غَيْرَتُهُمْ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يَمْلَأُ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ قُلُوبَ ٱلْمَلَايِينِ بِٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه.
«اَلْحُرِّيَّةُ ٱلْمَجِيدَةُ» بِٱنْتِظَارِنَا!
١٨، ١٩ كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ بِحَسَبِ اشعيا ٦٥:٢١-٢٥؟
١٨ أُوحِيَ إِلَى ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا أَنْ يَكْتُبَ عَنْ نَوْعِيَّةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي سَيَنْعَمُ بِهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٦٥:٢١-٢٥.) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي زَمَنِ إِشَعْيَا حِينَ دَوَّنَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ مُنْذُ نَحْوِ ٧٠٠,٢ سَنَةٍ لَا تَزَالُ عَلَى مَا يَبْدُو مَوْجُودَةً حَتَّى يَوْمِنَا هذَا. فَهَلْ تَتَخَيَّلُ نَفْسَكَ عَائِشًا طَوَالَ هذِهِ ٱلْفَتْرَةِ بِكَامِلِ قُوَّتِكَ وَعَافِيَتِكَ؟!
١٩ فَعِوَضَ أَنْ تَنْقَضِيَ حَيَاتُنَا كَلَمْحِ ٱلْبَصَرِ، سَتُتَاحُ لَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ فُرَصٌ لَا نِهَايَةَ لَهَا لِلْبِنَاءِ وَٱلْغَرْسِ وَٱلتَّعَلُّمِ. فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلَّتِي سَتَبْنِيهَا. فَسَتَتَمَكَّنُ مِنْ تَوْثِيقِ أَوَاصِرِ هذِهِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْحُبِّيَّةِ مَدَى ٱلدَّهْرِ. فَيَا ‹لَلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ› ٱلَّتِي سَيَتَمَتَّعُ بِهَا «أَوْلَادُ ٱللّٰهِ» حِينَذَاكَ! — رو ٨:٢١.
[الحاشية]
a اِدَّعَى أُوغُسْطِين أَنَّ حُكْمَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ ٱلْأَلْفِيَّ لَيْسَ حَدَثًا مُسْتَقْبَلِيًّا بَلْ سَبَقَ أَنِ ٱبْتَدَأَ عِنْدَ تَأْسِيسِ ٱلْكَنِيسَةِ.
-