مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • سعي الانسان وراء الحياة الابدية
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • سعي الانسان وراء الحياة الابدية

      منذ اقدم العصور يحلم الانسان بالعيش الى الابد.‏ لكن هذا الحلم لم يتحقق بعد،‏ اذ ما من احد وجد سبيلا الى قهر الموت.‏ غير ان الابحاث الطبية احيت الآمال مؤخرا بإمكانية اطالة عمر الانسان الى حد مذهل.‏ تأمل في المساعي المبذولة في شتى مجالات الابحاث العلمية.‏

      يُجري علماء الاحياء تجارب على انزيم يُدعى التيلوميراز في محاولة لزيادة عدد المرات التي تجدِّد فيها الخلايا نفسَها.‏ يعرف العلماء ان الجسم يتخلص من الخلايا القديمة التالفة مستبدلا اياها بخلايا اخرى جديدة.‏ وفي الواقع،‏ يتجدد معظم جسم الانسان عدة مرات خلال حياته.‏ ويعتقد الباحثون انه لو امكن تمديد عملية التجدُّد هذه،‏ لأصبح «بإمكان الجسم البشري ان يستمر في التجدُّد فترة طويلة جدا ولَدام هذا التجدُّد الى الابد».‏

      الاستنساخ العلاجي حقل من حقول البحث العلمي المثيرة للجدل.‏ من الوجهة النظرية،‏ يمكن للمرضى الحصول من خلاله على اعضاء جديدة جاهزة للزرع لا يرفضها الجسم،‏ اعضاء مثل الكبد او الكلية او القلب.‏ ويمكن استنساخ هذه الاعضاء باستعمال الخلايا الجذعية للمريض.‏

      وفي مجال التكنولوجيا المجهرية،‏ يتوقع الباحثون ان يأتي يوم يتمكن فيه الاطباء من ادخال رجال آليين بحجم الخلية في مجرى الدم،‏ فيتمكنون بذلك من ايجاد وتدمير الخلايا السرطانية والبكتيريا المضرّة.‏ ويعتقد البعض ان هذا الحقل العلمي،‏ بالاضافة الى تقنيات المعالجة بالمورِّثات،‏ سيمكّن الجسم البشري يوما ما من الحفاظ على حيويته الى ما لا نهاية.‏

      هنالك ايضا مَن يؤيد تجميد اجسام الموتى وتخزينها بواسطة التبريد الشديد على امل ان تتيح الاكتشافات الطبية الحديثة للاطباء شفاء الامراض،‏ إبطال آثار الشيخوخة،‏ وإعادة الاموات الى الحياة ليتمتعوا بصحة تامة.‏ وتدعو المجلة الاميركية للطب النفسي عند المسنين هذه العملية «النظير العصري لتقنية التحنيط التي اعتمدها المصريون القدماء».‏

      يُظهر سعي الانسان الدؤوب وراء الخلود ان البشر لا يستسيغون ابدا ان يكون الموت نهاية للوجود.‏ فهل الحياة الابدية ممكنة حقا؟‏ ماذا يقول الكتاب المقدس في هذا الخصوص؟‏ ستجيب المقالة التالية عن هذين السؤالين.‏

  • يمكنك ان تحيا الى الابد
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • يمكنك ان تحيا الى الابد

      ان الاغلبية الساحقة من المتديّنين في العالم ترجو العيش الى الابد بشكل او بآ‌خر.‏ صحيح ان التفاصيل تختلف من دين الى آخر،‏ لكنّ الجميع يشتركون من حيث الاساس في الرجاء نفسه:‏ العيش الى الابد بسعادة في احوال مثالية بعيدا عن شبح الموت.‏ أفليست هذه رغبتك انت ايضا؟‏ كيف يمكن تفسير الانتشار الواسع لهذا الرجاء؟‏ وهل يتمكّن البشر من العيش الى الابد في يوم من الايام؟‏

      تُظهر الاسفار المقدسة ان الخالق غرس في البشر منذ البداية الرغبة في العيش الى الابد،‏ من حين خلق الزوجين البشريين الاولين.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ ‹جعل الابدية في قلبهم›.‏ —‏ جامعة ٣:‏١١‏.‏

      ولكي يحقق الزوجان البشريان الاولان رغبتهما في العيش الى الابد،‏ وجب عليهما ان يعترفا بحق اللّٰه في تقرير ما هو صواب وما هو خطأ.‏ ولو فعلا ذلك،‏ لاعتبرهما يهوه مستأهلين العيش «الى الدهر» في البيت الذي اعده لهما،‏ جنة عدن.‏ —‏ تكوين ٢:‏٨؛‏ ٣:‏٢٢‏.‏

      خسارة الحياة الابدية

      يُظهر لنا سجل الكتاب المقدس ان اللّٰه غرس في هذه الجنة «شجرة معرفة الخير والشر»،‏ ونهى آدم وحواء عن الاكل من ثمرها تحت طائلة الموت.‏ (‏تكوين ٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ وكان امتناع آدم وحواء عن الاكل من ثمر الشجرة سيبرهن للّٰه انهما يعترفان بسلطته.‏ اما الاكل من الشجرة فعنى انهما يرفضان هذه السلطة.‏ إلّا ان آدم وحواء خرجا على سلطة يهوه وانحازا الى الشيطان،‏ مخلوق روحاني كان قد تمرّد على اللّٰه.‏ نتيجة لذلك،‏ قرر اللّٰه بحق ان آدم وحواء ليسا جديرين بالعيش الى الابد.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏٦‏.‏

      كان الخيار الذي وضعه اللّٰه امامهما يشتمل على امرين:‏ الحياة او الموت،‏ اي الوجود او عدمه.‏ وكانت نتيجة عصيانهما الموت الذي يعني نهاية وجودهما.‏ فلم يكن باستطاعة آدم وحواء او اي انسان من ذريتهما الاستمرار في الحياة،‏ لا بواسطة مستحضر سحري ما ولا عن طريق خلود النفس.‏a

      لذلك تعاني ذرية آدم بكاملها من نتائج هذا التمرد.‏ وقد شرح الرسول بولس عواقب العصيان قائلا:‏ «بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا».‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      استعادة الحياة الابدية

      شبّه الرسول بولس حالة ذرية آدم بحالة عبد في القرن الاول.‏ فلأنهم ورثوا الخطية كأولاد لآدم وحواء،‏ كانوا سيولدون حتما «عبيدا للخطية» ويموتون لا محالة.‏ (‏روما ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وهذا الامر لا مفر منه لولا الحل الذي زوّده يهوه لإعتاقهم من العبودية،‏ حل شرعي يستوفي مطالب العدل الالهي.‏ يوضح بولس:‏ «كما بزلة واحدة [خطية آدم] كانت الادانة لشتى الناس،‏ كذلك ايضا بعمل تبرير واحد يكون تبرير شتى الناس للحياة».‏ و ‹عمل التبرير› هذا جعل يسوع يبذل حياته البشرية الكاملة «فدية معادلة عن الجميع».‏ وقد اعتبر يهوه ان الفدية قادرة شرعيا ان تخلّص البشر من «الادانة».‏ —‏ روما ٥:‏١٦،‏ ١٨،‏ ١٩؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

      لذلك لن يعثر العلماء ابدا على مفتاح الحياة الابدية في شفرة الانسان الوراثية،‏ لأن الحل موجود في مكان آخر.‏ فبحسب الكتاب المقدس،‏ ان السبب الاساسي لموت البشر ليس بيولوجيا،‏ بل يرتبط بقضية ادبية وله علاقة بمطالب العدل الالهي.‏ كما ان الوسيلة التي زوَّدها اللّٰه لردّ الحياة الابدية،‏ اي ذبيحة يسوع الفدائية،‏ تستوفي مطالب العدل الالهي.‏ والفدية ايضا تعبير عن محبة اللّٰه ولطفه الحبي.‏ ولكن مَن يستفيدون من تدبير الفدية وينالون الحياة الابدية؟‏

      هبة الخلود

      ان يهوه اللّٰه موجود «من الدهر الى الدهر»،‏ وهو اللّٰه الخالد.‏ (‏مزمور ٩٠:‏٢‏)‏ وأول شخص منحه يهوه هبة الخلود هو يسوع المسيح.‏ يوضح الرسول بولس ذلك قائلا ان المسيح،‏ بعد ان «اقيم من الاموات،‏ لا يموت بعد،‏ وليس للموت سيادة عليه بعد».‏ (‏روما ٦:‏٩‏)‏ وإذ يقارن بولس يسوعَ المقام بالحكام الارضيين،‏ يصفه بأنه الوحيد الذي له هبة الخلود.‏ فيسوع سيبقى «حيا الى الابد» لأن ‹حياته لا تهلك› ابدا.‏ —‏ عبرانيين ٧:‏١٥-‏١٧،‏ ٢٣-‏٢٥؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      لكنّ يسوع ليس الوحيد الذي ينال هذه الهبة.‏ فالمسيحيون الممسوحون بالروح المختارون ليملكوا في المجد السماوي سيقامون بنفس الطريقة التي اقيم بها يسوع.‏ (‏روما ٦:‏٥‏)‏ ويُظهر الرسول يوحنا ان عدد الذين سيحظون بهذا الامتياز هو ٠٠٠‏,١٤٤ شخص.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١‏)‏ وهم ايضا ينالون هبة الخلود.‏ قال الرسول بولس عن قيامتهم:‏ «ان لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت اللّٰه .‏ .‏ .‏ البوق سيصوِّت،‏ فيقام الاموات غير قابلين للفساد،‏ ونحن نتغير.‏ فلا بد لهذا القابل للفساد ان يلبس عدم الفساد،‏ ولا بد لهذا المائت ان يلبس الخلود».‏ فليس للموت سلطة على الذين ينالون هذه القيامة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠-‏٥٣؛‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏.‏

      ان هذا الكشف الالهي رائع حقا.‏ فحتى الملائكة لم يُخلقوا خالدين رغم انهم مخلوقات روحانية.‏ ويَظهر هذا الامر جليا في واقع ان الملائكة الذين انضموا الى الشيطان في تمرّده سيهلكون.‏ (‏متى ٢٥:‏٤١‏)‏ اما الحكام المعاونون ليسوع فينالون هبة الخلود،‏ وهي دليل ان يهوه يثق باستقامتهم ثقة لا تتزعزع.‏

      هل يعني هذا ان ٠٠٠‏,١٤٤ شخص فقط —‏ عدد صغير نسبيا اذا ما قورِن ببلايين البشر الذين عاشوا على مر العصور —‏ هم مَن سيحيون الى الابد؟‏ كلا،‏ وإليك السبب الذي يجعلنا نقول ذلك.‏

      الحياة الابدية على ارض فردوسية

      يصف سفر الرؤيا في الكتاب المقدس مشهدا جميلا يصوِّر جمعا لا يُحصى من الناس سيُمنحون الحياة الابدية على ارض فردوسية.‏ وسيكون معهم ايضا الاموات المقامون وقد استعادوا حيوية الشباب وصحته.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩؛‏ ٢٠:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وهم يُقتادون الى ‹نهر ماء حياة صافٍ كالبلور،‏ خارج من عرش اللّٰه›.‏ وعلى ضفتي النهر «اشجار حياة» تُستعمَل اوراقها «لشفاء الامم».‏ ويدعو يهوه اللّٰه الناس بلطف:‏ «من يعطش فليأتِ،‏ ومن يُرد فليأخذ ماء الحياة مجانا».‏ —‏ رؤيا ٢٢:‏١،‏ ٢،‏ ١٧‏.‏

      إلا ان هذه الاشجار والمياه ليست اكسير الحياة الذي حاول الخيميائيون تركيبه،‏ ولا ينبوع الشباب الذي بحث عنه المستكشفون منذ قرون.‏ انها تمثّل الترتيب الذي هيّأه اللّٰه من خلال يسوع المسيح لردّ البشر الى حالة الكمال التي وُجدَت في البداية.‏

      ان قصد اللّٰه ان يمنح البشر الطائعين الحياة الابدية على الارض لم يتغيّر.‏ فهذا القصد سيتمّ لا محالة لأن يهوه وليّ.‏ يذكر المزمور ٣٧:‏٢٩‏:‏ «الابرار يرثون الارض،‏ ويسكنونها الى الابد».‏ وهذا الوعد يدفعنا ان نهتف مع البشر الذين يُمنحون الخلود في السماء:‏ «عظيمة وعجيبة هي اعمالك،‏ يا يهوه اللّٰه،‏ القادر على كل شيء.‏ بارة وحق هي طرقك،‏ يا ملك الابدية.‏ من لن يخافك،‏ يا يهوه،‏ ويمجد اسمك،‏ لأنك وحدك ولي؟‏».‏ —‏ رؤيا ١٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

      فهل ترغب في الحصول على هبة الحياة الابدية الثمينة؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فعليك ان تبرهن انك وليّ وطائع ‹لملك الابدية›.‏ ويلزم ان تتعلم عن يهوه وعن يسوع المسيح الذي بواسطته اصبحت هذه الحياة ممكنة.‏ فهبة «الحياة الابدية» لن تُمنح إلّا للذين يريدون اطاعة مقاييس اللّٰه التي تحدد ما هو صواب وما هو خطأ.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a من اجل مناقشة مفصلة لتعليم خلود النفس،‏ انظر من فضلك كراسة ماذا يحدث لنا عندما نموت؟‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      حلم طالما راود الانسان

      تتحدث «ملحمة جلجامش»،‏ التي نُظمت في بلاد ما بين النهرين في الألف الثاني قبل الميلاد على ما يُظن،‏ عن بحث بطلها عن الشباب الابدي.‏ وكان المصريون القدماء يحنِّطون اجساد موتاهم لأنهم اعتقدوا ان ارواحهم،‏ التي آمنوا بخلودها،‏ ستستعمل هذه الاجساد مرة ثانية.‏ لذلك كانت بعض مدافن المصريين مليئة بكل ما قد يحتاجه الميت في ما سمّوه الآخرة.‏

      وقد آمن بعض الخيميائيين الصينيين بخلود الجسد منذ القرن الثامن ق‌م على ما يبدو،‏ ان لم يكن قبل ذلك ايضا.‏ اما الاعتقاد بإمكانية تحقيق ذلك بواسطة المستحضرات السحرية فيعود الى القرن الرابع ق‌م.‏ وفي القرون الوسطى،‏ حاول كلٌّ من الخيميائيين الاوروبيين ونظرائهم العرب ان يعدّوا اكسيرا للحياة.‏ وقد احتوت بعض المستحضرات التي اعدوها على املاح الزرنيخ والزئبق والكبريت.‏ ولا احد يدري كم من شخص تسمّم بهذه المستحضرات.‏

      وشاعت في تلك الايام الاساطير التي تتحدث عن وجود ما دُعي ينبوع الشباب،‏ ينبوع اعتُقد انه يعيد الحيوية والشباب الى كل مَن يشرب منه.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٧]‏

      هل الحياة الابدية مضجرة؟‏

      يدّعي البعض ان الحياة الابدية ستكون مضجرة،‏ وليست اكثر من تبديد للوقت مدى الابدية في تسليات فارغة تتكرر الى ما لا نهاية.‏ ولعل الابدية التي يتخيّلونها اطالة لامتناهية لأنماط الحياة الحالية والاحوال الحاضرة،‏ امور يعتبرها اشخاص عديدون مملة وبلا مغزى.‏ لكن اللّٰه يعد الانسان انه ‹سيتلذذ في كثرة السلام› في الفردوس المسترد.‏ (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ ففي هذه الحياة المستقبلية،‏ ستسنح للبشر الفرصة ليكتسبوا المعرفة عن خليقة يهوه،‏ ويخصصوا الوقت لينمّوا مهارات رائعة ويقوموا بأبحاث مثيرة للاهتمام ويشتغلوا بأعمال تجلب الاكتفاء،‏ وهي امور لا يسع الانسان إلّا ان يحلم بإنجازها في وقتنا الحاضر.‏

      يقول الدكتور أوبري دو ڠراي،‏ عالِم وراثة في جامعة كَيمبريدج يقوم بأبحاث في اطالة الحياة:‏ «ان المثقفين جيدا الذين لديهم متسع من الوقت ليستخدموا ثقافتهم لا يضجرون ابدا اليوم،‏ ولن يأتي وقت تفرغ فيه جعبتهم من امور جديدة يودون القيام بها».‏ لذلك تخبرنا كلمة اللّٰه الموحى بها ان ‹البشر لن يكتشفوا ابدا العمل الذي عمله اللّٰه من البداية الى النهاية›.‏ —‏ جامعة ٣:‏١١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة