مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تابعين باتحاد هدف الحياة
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • تابعين باتحاد هدف الحياة

      ‏«هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      ١ (‏أ)‏ في اية مناسبة تكلم يسوع اولا عن «الحياة الابدية»؟‏ (‏ب)‏ من قد يبلغون هذا الهدف؟‏

      خلسة يأتي،‏ دون ان يراه احد،‏ في ظلال الليل.‏ انه نيقوديموس.‏ لقد اثرت فيه الآيات التي صنعها يسوع في اورشليم وقت الفصح سنة ٣٠ ب‌م.‏ لهذا الفريسي يتفوه ابن اللّٰه بأول ذكر مسجل «للحياة الابدية،‏» مضيفا هذه الكلمات التي تبهج القلب:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فيا للفرصة العظيمة التي تنفتح الآن لعالم الجنس البشري الذي يمكن افتداؤه!‏ وحتى الفريسي المستكبر قد يتواضع لكي يبلغ الهدف.‏

      ٢ (‏أ)‏ في اية ظروف تكلم يسوع مرة اخرى عن «الحياة الابدية»؟‏ (‏ب)‏ لمن تصير المياه المانحة الحياة متوافرة؟‏

      ٢ بعد ذلك بقليل يسافر يسوع من اورشليم الى الجيل.‏ ويتوقف عند بئر في السامرة فيما يذهب تلاميذه ليشتروا طعاما.‏ فتأتي امرأة لتستقي ماء.‏ فيقول لها يسوع:‏ «مَن يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد.‏ بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية.‏» (‏يوحنا ٤:‏١٤‏)‏ وبما ان السامريين مزدرى بهم من اليهود،‏ لماذا يقدم يسوع مثل هذا الرجاء الثمين لهذه المرأة؟‏ وفضلا عن ذلك،‏ كما يعرف يسوع،‏ كان لهذه المرأة خمسة ازواج وهي الآن تحيا حياة فاسدة ادبيا مع رجل ليس زوجها.‏ ومع ذلك،‏ كما يذكر يسوع هنا،‏ يجب ان تصير مياه الحق المانحة الحياة متوافرة حتى للمزدرى بهم من عالم الجنس البشري اذا تابوا ونظفوا حياتهم.‏ —‏ قارن كولوسي ٣:‏٥-‏٧‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ اي نوع من «الطعام» يوصي به يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف تمت يوحنا ٤:‏٣٤-‏٣٦‏؟‏

      ٣ «الحياة الابدية»!‏ يطور يسوع هذا المحور اكثر عندما يرجع تلاميذه ويحثونه على الاكل.‏ فيقول لهم:‏ «طعامي أن اعمل مشيئة الذي ارسلني وأتمم عمله.‏» وما هو هذا العمل؟‏ يقول يسوع:‏ «ارفعوا اعينكم وانظروا الحقول انها قد ابيضت للحصاد.‏ والحاصد يأخذ اجرة ويجمع ثمرا للحياة الابدية.‏» ومثل هذا الحصاد كان متوقّعا،‏ حتى بين السامريين المتضعين،‏ وقد صار حقيقة مفرحة كما يُظهر السجل.‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤-‏٣٦؛‏ اعمال ٨:‏١،‏ ١٤-‏١٧‏)‏ والحصد للحياة الابدية يستمر الى هذا اليوم،‏ أما الآن فالحقل هو العالم.‏ وتلاميذ يسوع المسيح لا يزال لديهم الكثير ليفعلوه في عمل الرب هذا.‏ —‏ متى ١٣:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

      ‏«هبة الحياة»‏

      ٤ كيف يجيب يسوع اليهود في ما يتعلق بحفظ السبت؟‏

      ٤ تنقضي سنة.‏ والآن هو وقت الفصح سنة ٣١ ب‌م وحسب عادته يكون يسوع حاضرا في اورشليم من اجل العيد.‏ ولكنّ اليهود يضطهدونه لانه يصنع اعمال شفاء حبية في السبت.‏ فكيف يجيبهم يسوع؟‏ يقول:‏ «ابي يعمل حتى الآن وأنا اعمل.‏» ولذلك يطلبون ان يقتلوه.‏ —‏ يوحنا ٥:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ اي اتحاد ثمين يصفه يسوع الآن؟‏ (‏ب)‏ من اية ناحية تكون ليسوع «حياة في ذاته»؟‏

      ٥ ولكنّ يسوع يمضي واصفا اثمن اتحاد —‏ الوحدة،‏ او الوحدانية،‏ التي توجد بينه وبين الآب.‏ يقول لاولئك اليهود:‏ «لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله.‏ وسيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم.‏» ويدل ان الآب قد عهد اليه في سلطة فوق العادة قائلا:‏ «مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة.‏» —‏ يوحنا ٥:‏٢٠،‏ ٢٤‏.‏

      ٦ اجل،‏ وحتى اولئك «الاموات» في نظر اللّٰه لسبب حالة خطيتهم الموروثة قد يسمعون «صوت ابن اللّٰه» ويحيون.‏ ولكن كيف؟‏ يوضح يسوع:‏ «لأنه كما أنَّ الآب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن ايضا ان يكون له حياة في ذاته.‏» وهذه الكلمات،‏ «حياة في ذاته،‏» يمكن نقلها ايضا،‏ «في ذاته هبة الحياة.‏» (‏يوحنا ٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏،‏ حاشية الكتاب المقدس المرجعي)‏ ولذلك فان يسوع يستطيع ان يعطي البشر موقفا جيدا امام اللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ يستطيع ان يقيم ويمنح الحياة لاولئك الراقدين في الموت.‏ —‏ يوحنا ١١:‏٢٥؛‏ رؤيا ١:‏١٨‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يخبرنا المزمور ٣٦:‏٥،‏ ٩ عن اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف كافأ يهوه ابنه المحافظ على الاستقامة؟‏

      ٧ ان يهوه كانت له دائما حياة في ذاته.‏ مكتوب عنه:‏ «عندك ينبوع الحياة.‏» (‏مزمور ٣٦:‏٥،‏ ٩‏)‏ ولكنّ الآب الآن قد اقام ابنه المحافظ على الاستقامة من الاموات بصفته «باكورة الراقدين.‏» واذ له «في ذاته هبة الحياة» أُعطي يسوع سلطانا ان يغفر الخطايا ويدين ويقيم الموتى بهدف الحياة الابدية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٠-‏٢٢؛‏ يوحنا ٥:‏٢٧-‏٢٩؛‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

      اتحاد مفرح

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان نبقي هدف الحياة الابدية امامنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يرتب اللّٰه في ما يتعلق بالحياة الابدية؟‏ (‏ج)‏ من يشتركون في هذه البركات،‏ وكيف؟‏

      ٨ وهكذا ينصحنا يهوذا تلميذ يسوع «احفظوا انفسكم في محبة اللّٰه منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية.‏» (‏يهوذا ٢١‏)‏ فيا له من هدف ثمين —‏ الحياة الابدية!‏ وهذا ستكون حياة في الكمال حسب مشيئة خالقنا الكامل والترتيب الذي يصنعه بواسطة ابنه.‏ وستكون بعيدة عن العناء الذي كثيرا ما يسم تنازع البقاء في نظام الاشياء الحاضر.‏ ففي نظام الاشياء الآتي لا يكون الحزن والمرض والاثم والفساد وحتى الموت في ما بعد!‏ —‏ ميخا ٤:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏.‏

      ٩ ومن يشتركون في تحقيق هذه المواعد،‏ وأين!‏ انهم الذين يمارسون الايمان بذبيحة يسوع والذين يضيفون اعمال التقوى الى هذا الايمان.‏ هؤلاء يقترنون معا بانسجام بالرفقاء المسيحين حول العالم في وحدة الايمان.‏ —‏ يعقوب ٢:‏٢٤؛‏ افسس ٤:‏١٦‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ في ادارة اللّٰه ماذا يكون اولا في الترتيب؟‏ (‏ب)‏ في اي شيء تشرع الادارة ثانيا؟‏

      ١٠ وحسب مسرته الصالحة قصد اللّٰه ادارة «ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الارض.‏» (‏افسس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ هذا هو ترتيب اللّٰه الذي يبدأ بجمع الوارثين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ مع المسيح.‏ وهؤلاء يجري شراؤهم «من بين الناس باكورة للّٰه وللخروف [يسوع المسيح].‏» انهم يشتركون في «القيامة (‏السماوية)‏ الاولى» لكي يخدموا مع المسيح كملوك وكهنة ألف سنة.‏ وثانيا،‏ تشرع ادارة اللّٰه في تجميع «ما على الارض،‏» «جمع كثير» لا يحصى له عدد «من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة.‏» وخدام اللّٰه هؤلاء سيخرجون من «الضيقة العظيمة» برجاء نيل الحياة الابدية في «ارض جديدة.‏» —‏ رؤيا ١٤:‏١،‏ ٤؛‏ ٢٠:‏٤،‏ ٦؛‏ ٧:‏٤،‏ ٩-‏١٧؛‏ ٢١:‏١،‏ ٤‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ الى اي اتحاد ثمين تشير افسس ١:‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تنطبق يوحنا ١٥:‏٤،‏ ٥ على الذين في هذا الاتحاد؟‏

      ١١ وأبناء اللّٰه الممسوحون بالروح،‏ الذين هم «ما في السموات،‏» يتمتعون بعلاقة حميمة جدا مع يسوع ومع الآب.‏ انهم «معيَّنون» كوارثين للملكوت في اتحاد بيسوع.‏ (‏افسس ١:‏١١‏)‏ ويسوع شجعهم على البقاء في اتحاد به،‏ تماما كما تبقى الاغصان متصلة بالكرمة،‏ لكي يأتوا بثمر كثير.‏ وان لم تجر المحافظة على هذا الاتحاد الثمين بالمسيح يسوع فان الاغصان لا تقدر ان تفعل شيئا.‏ —‏ يوحنا ١٤:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٠؛‏ ١٥:‏٤،‏ ٥؛‏١ يوحنا ٢:‏٢٧‏.‏

      ‏«الخراف الاخر» يشتركون الآن

      ١٢ (‏أ)‏ ما هي علاقة «الخراف الاخر» «بالقطيع الصغير»؟‏ (‏ب)‏ اي تطبيق تملكه ١ يوحنا ٢:‏١-‏٦ في ما يتعلق بكل من هذين الفريقين؟‏

      ١٢ ولكن ما القول في ملايين الناس الآخرين المشبهين بالخراف الذين انفصلوا عن «الجداء» العالميين على مر السنوات الـ‍ ٥٠ الماضية؟‏ (‏متى ٢٥:‏٣١-‏٤٠‏)‏ هؤلاء ليسوا من «القطيع الصغير» ليسوع الذين أُعطوا الملكوت،‏ ولكنهم «كخراف اخر» ينضمون اليهم كجزء من قطيع اكبر يخدم في اتحاد بالآب والابن.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ويؤكد الرسول يوحنا ان يسوع المسيح «هو كفارة لخطايانا [اي الذين من «القطيع الصغير»].‏ ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا.‏» وهكذا فان هؤلاء «الخراف الاخر،‏» المجموعين من عالم الجنس البشري،‏ يمكنهم ان يتمتعوا ايضا باتحاد،‏ او انسجام،‏ ثمين باللّٰه والمسيح ويشبه ذلك ما يقوله يوحنا بعد ذلك:‏ «وأما مَن حفظ كلمته فحقا هذا قد تكمَّلت محبة اللّٰه.‏ بهذا نعرف اننا (‏في اتحاد به)‏.‏» «فالقطيع الصغير» اولا ثم «الخراف الاخر» يصيرون تحت التزام السلوك كما سلك يسوع.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١-‏٦‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ في يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١ لاجل ماذا يصلي يسوع؟‏ (‏ب)‏ ماذا يظهر ان هذا الطلب لا يقتصر على الوارثين مع المسيح؟‏

      ١٣ ولذلك اليوم يكون الفريقان كلاهما،‏ السماوي والارضي،‏ في اتحاد بالآب وبالابن —‏ على وفاق تام معهما في انجاز عمل اللّٰه.‏ وصلى يسوع،‏ «ليكون الجميع [في وحدة] كما أنك انت ايها الآب (‏في اتحاد بي)‏ وانا (‏في اتحاد بك)‏ ليكونوا هم ايضا (‏في اتحاد بنا)‏.‏»‏ وهذه الوحدانية لا تقتصر في المعنى على حالة كونهم ورثة،‏ اذ من الواضح ان تلاميذ يسوع لا يصيرون جزءا من ايّ جسد ليهوه او وارثين مع يهوه.‏ فهم في «اتحاد» بمعنى انهم يظهرون الوحدانية في التعاون،‏ اذ يكونون بقلب وعقل واحد مع يهوه والمسيح كليهما،‏ فيما يشهدون لعالم الجنس البشري.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ١٤ بأية طريقة خصوصية يكون الصف السماوي في اتحاد بالمسيح،‏ وماذا يجعلهم عارفين بذلك؟‏

      ١٤ ولكنّ افراد الصف السماوي الممسوح يتمتعون بهذا الاتحاد الآن بطريقة خصوصية اذ قد تبرروا من جهة الحياة بتطبيق استحقاق ذبيحة المسيح.‏ وهكذا يمكن ان يكونوا مولودين من الروح برجاء الصيرورة وارثين مع المسيح يسوع.‏ وهم يدركون تبنيهم قائلين:‏ «الروح نفسه [قوة اللّٰه الفعالة الوالدة] يشهد مع روحنا [ميلنا العقلي السائل] بأننا اولاد اللّٰه.‏» —‏ رومية ٣:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٥:‏١؛‏ ٨:‏١٥-‏١٨‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٥ ماذا يخبئه الحاضر والمستقبل للذين يملكون آمال الحياة الارضية؟‏

      ١٥ أما الذين يملكون آمال الحياة الارضية فيجري تبريرهم الآن من جهة الصداقة مع اللّٰه،‏ تماما كابراهيم وراحاب وغيرهما في الازمنة القديمة.‏ وفي خلال ملك المسيح الالفي سيجري رفعهم تدريجيا الى الكمال البشري،‏ ولذلك بعد الامتحان الاخير فان «الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» (‏رومية ٧:‏١٩-‏٢١؛‏ يعقوب ٢:‏٢١-‏٢٦‏)‏ وهكذا فان البشر الطائعين سيتبررون للحياة الابدية على الارض.‏ —‏ قارن يوحنا ١٠:‏١٠؛‏ اشعياء ٩:‏٧؛‏ ١١:‏١-‏٩؛‏ ٣٥:‏١-‏٦؛‏ ٦٥:‏١٧-‏٢٥‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ من اية نواح يُظهر «القطيع الصغير» و «الخراف الاخر» «الاتحاد» احدهم بالآخر؟‏ (‏ب)‏ ولكن لماذا تنطبق يوحنا ٣:‏٣-‏٥ على «القطيع الصغير» فقط؟‏

      ١٦ وكأفراد يُظهر اعضاء «القطيع الصغير» والجمع الكثير من «الخراف الاخر» غيرة مفرحة مماثلة لخدمة اللّٰه.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ تيطس ٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وأغلب الممسوحين الباقين قد يكونون متقدمين اكثر بكثير في العمر وفي الاختبار المسيحي،‏ ولكنّ الفريقين كليهما يعربان عن الشخصية المسيحية وثمر الروح.‏ (‏افسس ٤:‏٢٤؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ومع ذلك هنالك فرق،‏ كما دل يسوع لنيقوديموس حتى قبل ان يتكلم عن الحياة الابدية.‏ قال:‏ «ان كان احد لا يولد (‏ثانية)‏ لا يقدر ان يرى ملكوت اللّٰه.‏» (‏يوحنا ٣:‏٣-‏٥‏)‏ ولذلك فان الولادة الثانية الروحية يختبرها اولئك المسيحيون المعتمدون الذين يدعوهم اللّٰه ليكونوا وارثين مع يسوع في ملكوته.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٩،‏ ٢٦-‏٣٠‏)‏ ولا يحتاج «الخراف الاخر» الى اية ولادة ثانية كهذه،‏ لان هدفهم هو الحياة الابدية في الفردوس الارضي المسترد كرعايا للملكوت.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣٤،‏ ٤٦ب؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏.‏

      الذكرى —‏ والعهد الجديد

      ١٧ (‏أ)‏ لماذا يجب على جميع الذين يملكون هدف الحياة ان يجتمعوا مع شعب اللّٰه في ٢٤ آذار؟‏ (‏ب)‏ ماذا نلاحظ عن الاحتفال بذكرى السنة ١٩٨٥؟‏

      ١٧ ان ٢٤ آذار بعد غروب الشمس هو الوقت ليحفظ شهود يهوه حول العالم ذكرى السنة ١٩٨٦ لموت يسوع.‏ ويجري تركيز الانتباه على تضحية يسوع بجسده البشري الكامل ودم حياته لتبرئة اسم ابيه وقصده ولاجل الجنس البشري الخاطئ.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ ولذلك فان جميع الذين يملكون هدف الحياة (‏سواء في السماء او على الارض)‏ يريدون ان يجتمعوا مع شعب اللّٰه حول العالم من اجل هذه المناسبة المبرحة.‏ وفي السنة ١٩٨٥ أحيا ما مجموعه العالم ١٠٩‏,٧٩٢‏,٧ اشخاص موت يسوع على هذا النحو.‏ أما الذين تناولوا من خبز وخمر الذكرى،‏ الذين يرمزان الى جسد يسوع البشري ودمه،‏ فبلغ ٠٥١‏,٩ فقط.‏ ولماذا هم قليلون هكذا؟‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ الى اي عهدين يشير يسوع في لوقا الاصحاح ٢٢‏؟‏ (‏ب)‏ اي قصد يخدمه كل عهد؟‏ (‏ج)‏ كما رمز اليه موسى كيف يخدم يسوع بصفة «وسيط واحد»؟‏

      ١٨ حسنا،‏ ماذا قال يسوع في تلك الامسية لتأسيس ذكرى موته؟‏ بعد تمرير الرغيف على تلاميذه قدّم الخمر بالطريقة ذاتها قائلا:‏ «هذه الكأس (‏تعني)‏ العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم.‏» وفي ما بعد مضى يُسهب في سبب ادخالهم في العهد الجديد قائلا:‏ «انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي.‏ وأنا اجعل لكم (‏عهدا)‏ كما جعل لي ابي (‏عهدا لملكوت)‏.‏ لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.‏» —‏ لوقا ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠‏.‏

      ١٩ كان النبي ارميا قد انبأ بالعهد الجديد،‏ ذاكرا ان يهوه بواسطته يغفر اثم وخطية شعبه لكي «يعرفوا» يهوه في علاقة حميمة جدا.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١،‏ ٣٤‏)‏ وكما كان موسى «وسيط» عهد الناموس مع اسرائيل الجسدي،‏ كذلك يصير يسوع وسيطا لهذا «العهد الاعظم» الذي يصنعه اللّٰه مع «اسرائيل اللّٰه» الروحي.‏ ذلك لكي يفتدي اولئك المدعوين ليصيروا ورثة الملكوت مع المسيح.‏ وهكذا «ينالون وعد الميراث الابدي.‏» (‏غلاطية ٣:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٦:‏١٦؛‏ عبرانيين ٨:‏٦؛‏ ٩:‏١٥؛‏ ١٢:‏٢٤‏)‏ وخصوصا بمعنى الكتاب المقدس هذا يخدم المسيح يسوع بصفة «وسيط واحد بين اللّٰه والناس.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢٠ (‏من يتناولون بلياقة من رمزي الذكرى؟‏ (‏ب)‏ لماذا الامر كذلك؟‏

      ٢٠ فمن يمكنهم بلياقة ان يتناولوا من رمزي الذكرى للخبز والخمر؟‏ فقط الفريق الذي يُدخله اللّٰه في العهد الجديد المقطوع على ذبيحة يسوع.‏ (‏مزمور ٥٠:‏٥‏)‏ والقصد من هذا العهد هو تبرير الوارثين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ مع يسوع للحياة البشرية اولا،‏ لكي يضحوا بحق الحياة هذا ويجري ادخالهم الى الملكوت السماوي.‏ (‏رومية ٤:‏٢٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ ولكن ما القول في «الخراف الاخر»؟‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف يستفيد «الخراف الاخر» كمشاهدين في الذكرى؟‏ (‏ب)‏ على ماذا يركز الاحتفال بالذكرى،‏ وأي سؤال ينشأ؟‏

      ٢١ ان الذين هم من صف «الخراف الاخر» ليسوا في العهد الجديد ولذلك لا يتناولون.‏ ولكنهم جميعا يستفيدون كثيرا اذ يحضرون الاحتفال بالذكرى كمشاهدين يعربون عن الاحترام.‏ وتقديرهم للامور الروحية يزداد حدة انسجاما مع كلمات صلاة يسوع الى ابيه:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ واذكروا ان الاحتفال بالذكرى يركز الانتباه على جسد يسوع ودمه.‏ وجسد المسيح ودمه المضحى بهما مهمان على نحو حيوي لجميع الذين يتبعون هدف الحياة الابدية.‏ فكيف يصح ذلك في ما يتعلق «بالخراف الاخر،‏» الذين لم يجر ادخالهم في العهد الجديد ولذلك لا يتناولون من رمزي الذكرى؟‏ دعونا نتأمل في ذلك في المقالة التالية.‏

  • ‏«خبز الحياة» متوافر للجميع
    برج المراقبة ١٩٨٦ | ١٥ آذار (‏مارس)‏
    • ‏«خبز الحياة» متوافر للجميع

      ‏«انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.‏ إن اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.‏ والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٥١‏.‏

      ١ اية حالة مأساوية تواجه الجنس البشري اليوم؟‏

      عالم الجنس البشري لزمن طويل قد اعاله الخبز،‏ الطعام المأكول الاكثر انتشارا على الارض.‏ وعلى نحو لائق دعي قوام الحياة.‏ ولكنّ الجوع للخبز اليوم اصبح قضية مأساوية.‏ فالجوع والمجاعة الآن يؤثران في ربع سكان الارض.‏ وفي الآونة الاخيرة ذكرت «غلوب اند ميل تورونتو،‏» كندا،‏ ان «المجاعة،‏ كالحرب،‏ لا تعرف حدودا.‏» واقتبست الجريدة من مدير لعمليات الطوارئ للامم المتحدة في افريقيا تحذيره من ان افريقيا هي على شفير «احدى اعظم المآ‌سي البشرية،‏ احد اعظم التحديات البشرية،‏ التي واجهناها على الاطلاق.‏»‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ النقص في الاغذية جزء من اية علامة (‏ب)‏ كيف سيجري حل مشاكل الطعام؟‏ (‏ج)‏ ماذا يلزم ايضا،‏ واي تأكيد سعيد تعطيه اشعياء ٢٥:‏٨‏؟‏

      ٢ تنبأ يسوع ان النقص في الاغذية سيكون جزءا من علامة حضوره في سلطة الملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٧،‏ ٢٣،‏ ٣٣؛‏ ٢٥:‏٣١،‏ ٢٣؛‏ لوقا ٢١:‏١١‏)‏ وكم يسرنا ان يكون ملكوته على الابواب!‏ فقريبا سيقهر هذا الملك المجيد جميع اعداء الجنس البشري،‏ منهيا المظالم السياسية والاقتصادية التي جلبت مثل هذا الالم القاسي.‏ وحينئذ ستفرح كل الشعوب بنيل خبزها اليومي.‏ —‏ متى ٦:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ امثال ٢٩:‏٢‏.‏

      ٣ فتحت الحكومة البارة ستكون ارضنا الصالحة قادرة على انتاج «فيض» من الطعام يكفي لسد حاجة اكثر بكثير من عدد سكان العالم الحاضر.‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤،‏ ١٦‏،‏ ع‌ج ١٨‏)‏ وسيصنع يهوه «وليمة» خيرات لشعبه.‏ (‏اشعيا ٢٥:‏٦‏)‏ ولكن يلزم شيء اضافي.‏ فعلى مر السنين هل يمرض البشر ايضا ويموتون؟‏ بسعادة تمضي اشعيا ٢٥:‏٨ قائلة عن يهوه «يبلع الموت الى الابد ويمسح (‏الرب المتسلط يهوه)‏ الدموع عن كل الوجوه.‏» فكيف يتحقق ذلك؟‏

      تدبير يهوه الحبي

      ٤ اي تدبير حبي رتبه يهوه في مصر؟‏

      ٤ عندما كان يوسف مدير اغذية في مصر كان هنالك قمح بوفرة.‏ ذلك لان يوسف،‏ بعد تعيينه من فرعون،‏ استعد بحكمة لسنوات المجاعة السبع المنبأ بها،‏ ويهوه بمحبة اضاف بركته.‏ (‏تكوين ٤١:‏٤٩‏)‏ فكان هنالك الكثير للجميع،‏ وكان هنالك فائض وعندما نزل ابو يوسف يعقوب،‏ واخوة يوسف،‏ وعائلاتهم لينضموا الى يوسف في مصر استفادوا كثيرا بهذه العناية الالهية.‏ ولا شك ان هؤلاء الاسرائيليين هنا صاروا ايضا عارفين جيدا بخبز عجين الحنطة المختمر،‏ اذ يظهر ان ذلك ابتدأ في مصر.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف زوَّد يهوه القوت في البرية؟‏ (‏ب)‏ من اشتركوا مع اسرائيل في هذه البركة،‏ ولماذا؟‏

      ٥ وفي ما بعد صنع يهوه تدبيرا حبيا اضافيا لشعبه.‏ وكان ذلك عندما ترك ملايين الاسرائيليين مصر ليعبروا برية سيناء.‏ فكيف يمكن لهذا الجمع الكثير ان يجدوا القوت في هذه الصحراء الجرداء غير الودية؟‏ رغم ان يهوه غضب من قلة ايمانهم،‏ فقد «فتح مصاريع السموات وأمطر عليهم منا للاكل وبر السماء اعطاهم.‏» «خبز السماء اشبعهم» طوال ٤٠ سنة.‏ (‏مزمور ٧٨:‏٢٢-‏٢٤؛‏ ١٠٥:‏٤٠؛‏ خروج ١٦:‏٤،‏ ٥،‏ ٣١،‏ ٣٥‏)‏ ولا تنسوا ان الاسرائيليين لم يكونوا وحدهم في اكل المن.‏ فقد مارس الايمان بيهوه «لفيف كثير» من غير الاسرائيليين وانضموا اليهم في الخروج من مصر.‏ وزوَّد اللّٰه المن لهم ايضا.‏ —‏ خروج ١٢:‏٣٨‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ اية حاجة اعظم هنالك للانسان،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ على ماذا شددت ذبائح اسرائيل،‏ والى ماذا رمزت؟‏

      ٦ ولكنّ الجنس البشري كانت له دائما حاجة اعظم من تلك التي الى «خبز السماء» الحرفي.‏ وحتى الذين اكلوا المن المزوَّد بأعجوبة شاخوا وماتوا،‏ لان حالة الانسان الخاطئة الموروثة تجعل الموت محتوما مهما كان غذاؤه.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ وذبائح اسرائيل زوَّدت وسيلة للمحافظة على علاقة جيدة باللّٰه،‏ ولكنّ هذه الذبائح شددت ايضا على حالة خطية الامة.‏ وكانت «لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ رمزت هذه التقدمات الى «الذبيحة الواحدة» ليسوع،‏ التي تزوّد ازالة الخطايا «الى الابد.‏» ومن مركزه الرفيع في السماء يستطيع يسوع الآن ان يعطي استحقاق هذه الذبيحة.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١-‏٤،‏ ١١-‏١٣‏.‏

      ‏«الخبز الحقيقي من السماء»‏

      ٧ (‏أ)‏ كلمات يسوع في يوحنا الاصحاح ٦ يجب النظر اليها في اية قرينة جديدة؟‏ (‏ب)‏ لماذا وبخ يسوع الجمع؟‏

      ٧ لنفتح الآن الى يوحنا الاصحاح ٦‏.‏ وملاحظات يسوع هنا ليست استمرارا لما هو مسجل في الاصحاح ٥‏.‏ فالقرينة مختلفة،‏ لان سنة اخرى قد مرت.‏ وهي الآن السنة ٣٢ ب‌م.‏ والمشهد ليس بعد بين اليهود ذوي البر الذاتي في اورشليم بل بين عامة الشعب في الجليل.‏ ويسوع قد صنع الآن عجيبة اطعام ٠٠٠‏,٥ رجل من خمسة ارغفة شعير وسمكتين صغيرتين.‏ وفي اليوم التالي يتبع الجمع يسوع،‏ متوقعا وجبة مجانية اخرى.‏ ولذلك يقول لهم يسوع «انتم تطلبونني ليس لانكم رأيتم آيات بل لانكم اكلتم من الخبز فشبعتم.‏ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الابدية.‏» وكان يسوع مرسلا من ابيه لتزويد مثل هذا الطعام لجميع الذين يمارسون الايمان به.‏ هذا هو «الخبز الحقيقي من السماء» بآ‌ثار اكثر دواما من المن الحرفي الذي اكله الاسرائيليون القدماء.‏ —‏ يوحنا ٦:‏٢٦-‏٣٢‏.‏

      ٨ كيف يمكن للمرء ان يحرز الحياة الابدية؟‏

      ٨ ويمضي يسوع شارحا الفوائد التي ستأتي من هذا «الطعام،‏» قائلا لهم:‏ «انا هو خبز الحياة.‏ من يُقبل اليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا .‏ .‏ .‏ لانّ هذه هي مشيئة الذي ارسلني أنّ كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة ابدية وأنا اقيمه في اليوم الاخير.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٣٥-‏٤٠‏.‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف يختلف «خبز الحياة» عن المن؟‏ (‏ب)‏ حسب يوحنا ٦:‏٤٢-‏٥١ من اجل مَن اعطى يسوع جسده؟‏ (‏ج)‏ كيف يأكل هؤلاء جسده؟‏

      ٩ واولئك اليهود الماديون يحتجون على هذه الكلمات.‏ فهم لا يرون في يسوع اكثر من ابن يوسف ومريم.‏ ويحذرهم يسوع:‏ «لا تتذمروا فيما بينكم.‏ لا يقدر احد ان يُقبل اليّ ان لم يجتذبه الآب الذي ارسلني وأنا اقيمه في اليوم الاخير.‏» ثم يكرر:‏ «انا هو خبز الحياة.‏ آباؤكم اكلوا المن في البرية وماتوا.‏ هذا هو الخبز النازل من السماء لكل يأكل منه الانسان ولا يموت.‏ انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء.‏ ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد.‏ والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم.‏» —‏ يوحنا ٦:‏٢٤-‏٥١‏.‏

      ١٠ ولذلك من اجل «حياة العالم» —‏ كامل عالم الجنس البشري الذي يمكن افتداؤه —‏ كان ان اعطى يسوع جسده.‏ واي فرد من عالم الجنس البشري يأكل رمزيا من هذا «الخبز،‏» باظهار الايمان بالقوة الفادية لذبيحة يسوع،‏ يمكن ان يدخل في الطريق الى الحياة الابدية.‏ وهنا «اللفيف الكثير» الذي اشترك مع الاسرائيليين في اكل المن في البرية يرمز الى الجمع الكثير من «الخراف الاخر» ليسوع الذين،‏ مع البقية الممسوحة من «اسرائيل اللّٰه،‏» يأكلون الآن جسد يسوع بمعنى مجازي.‏ وهم يفعلون ذلك بممارسة الايمان بذبيحته.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ رومية ١٠:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١١ اية كلمات اخرى ليسوع صدمت اليهود،‏ ولماذا؟‏

      ١١ وقديما في الجليل فان كثيرين من سامعي يسوع يصدمهم كلامه.‏ ولذلك وهو لا يزال في موضوع جسده يتقدم ايضا خطوة اخرى قائلا لهم:‏ «الحق الحق اقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.‏ مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وأنا اقيمه في اليوم الاخير.‏ لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق.‏» (‏يوحنا ٦:‏٥٣-‏٥٥‏)‏ مصدمة فعلا!‏ ففكرة اكل لحم البشر ليست فقط كريهة لدى اولئك اليهود ولكنّ الناموس في اللاويين ١٧:‏١٤ حرّم تماما اكل «دم جسد ما.‏»‏

      ١٢ (‏أ)‏ على ماذا يشدد يسوع هنا؟‏ (‏ب)‏ اية آيات تظهر ان ذلك لا يقتصر على الوارثين مع يسوع؟‏

      ١٢ وطبعا،‏ يشدد يسوع هنا على ان اي فرد يريد احراز الحياة الابدية يجب ان يفعل ذلك على اساس ممارسة الايمان بالذبيحة التي صنعها يسوع في ما بعد في تقديم جسده البشري الكامل وسكب دم حياته.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٥،‏ ١٠؛‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ٢:‏٢٤‏)‏ وهذا التدبير لا يقتصر على الوارثين مع يسوع.‏ ويجب ان يشتمل ايضا على «الجمع الكثير،‏» الذين ينجون من «الضيقة العظيمة،‏» لان هؤلاء «قد غسّلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف.‏» وامتلاكهم الايمان بذبيحة يسوع،‏ كما يعرب عن ذلك ايضا تقديمهم للّٰه خدمة مقدسة،‏ ينتج حفظهم عبر اعظم وقت للشدة على الارض.‏ وبشكل مماثل،‏ تبررت راحاب ونجت عندما حرّم يشوع اريحا للهلاك.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٥؛‏ يشوع ٦:‏١٦،‏ ١٧؛‏ يعقوب ٢:‏٢٥‏.‏

      ‏«حياة فيكم»‏

      ١٣ (‏أ)‏ في مقارنة يوحنا ٥:‏٢٦ ويوحنا ٦:‏٥٣ ماذا تلزم ملاحظته؟‏ (‏ب)‏ اي تركيب نحوي يوناني شائع يساعدنا على فهم يوحنا ٦:‏٥٣‏؟‏ (‏ج)‏ وهكذا ماذا يعني امتلاك «حياة فيكم،‏» وعلى من تنطبق هذه العبارة؟‏

      ١٣ في يوحنا ٦:‏٥٣،‏ ٥٤ يعادل يسوع بين «الحياة الابدية؛‏ وامتلاك «حياة فيكم.‏» ولذلك،‏ في هذه القرينة،‏ يبدو ان التعبير «حياة فيكم» له دلالة تختلف عن تلك التي استعملها يسوع في يوحنا ٥:‏٢٦‏.‏ والتعابير من التركيب النحوي ذاته كامتلاك ‏«حياة فيكم،‏ تقع في اماكن اخرى في الاسفار اليونانية.‏ مثلا:‏ «ليكن لكم في انفسكم ملح» (‏مرقس ٩:‏٥٠‏)‏ و «نائلين في انفسهم جزاء» (‏رومية ١:‏٢٧‏)‏.‏a ففي هذين المثلين لا تدل العبارة على سلطة منح الملح او الجزاء للآخرين.‏ ولكن تجري الدلالة على الكمال او التمام الداخلي.‏ وهكذا،‏ حسب قرينة يوحنا ٦:‏٥٣‏،‏ فان امتلاك «حياة فيكم» يعني هنا الدخول اخيرا في تمام الحياة.‏ و «القطيع الصغير» من ورثة الملكوت يختبرون ذلك عند قيامتهم الى السموات.‏ أما «الخراف الاخر» فيختبرونه بعد نهاية الالف السنة عندما يجري امتحانهم وتبريرهم للحياة الابدية في الارض الفردوسية.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٢؛‏ رؤيا ٢٠:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٤ من ايضا سيستفيدون من «خبز السماء،‏» وكيف؟‏

      ١٤ والآخرون ايضا يمكنهم ان يستفيدوا من «خبز السماء.‏» قال يسوع عمن يأكل جسده ويشرب دمه ولكنه يموت:‏ «انا اقيمه في اليوم الاخير.‏» ومن المفهوم ان المسيحيين الممسوحين الراقدين في الموت يقامون عند صوت «البوق الاخير،‏» الذي يحدث في اثناء «ظهور» يسوع المسيح في مجد الملكوت.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٨‏)‏ ولكن ما القول في «الخراف الاخر» المقبلين الذين يرقدون في الموت؟‏ ان كلمات مرثا عند موت لعازار ذات اهمية هنا،‏ لان اليهود الذين يتقون اللّٰه آنذاك لم يكن لديهم رجاء سوى القيامة الارضية.‏ وايمان مرثا جرى التعبير عنه بالكلمات:‏ «انا اعلم انه (‏لعازر)‏ سيقوم في القيامة في اليوم الاخير.‏» (‏يوحنا ١١:‏٢٤‏)‏ ولذلك يمكننا نحن الاحياء الآن عند حضور المسيح ان نرجو ان ينال الامناء من «الجمع الكثير» الذين يرقدون في الموت قيامة باكرة هنا على الارض لكي يأكلوا ثانية من «خبز السماء» بهدف الحياة الابدية.‏ فيا له من رجاء عظيم،‏ رجاء تؤكده قيامة يسوع نفسه من الاموات!‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣-‏٨‏.‏

      ‏«في اتحاد بالمسيح»‏

      ١٥ كلمات يسوع «في اتحاد بالمسيح» تنطبق على من،‏ ولماذا تجيبون هكذا؟‏

      ١٥ ويمضي يسوع قائلا:‏ «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت (‏في اتحاد بي)‏ وأنا (‏في اتحاد به)‏.‏» (‏يوحنا ٦:‏٥٦‏)‏ اذن،‏ يصح ذلك في اي فرد يمارس الايمان هكذا بذبيحة يسوع برجاء امتلاك حياة فيه.‏ وجميع الذين يعربون عن ايمان كهذا يمكنهم ان يصيروا «في اتحاد» بيسوع.‏ وطبعا،‏ ان «الجمع الكثير» من ذوي الآمال الارضية ليسوا «في اتحاد بالمسيح» بمعنى كونهم وارثين معه،‏ اعضاء عروسه الذين ينالون قيامة سماوية مثله.‏ (‏رومية ٨:‏١‏،‏ ع‌ج‏،‏ ١٠‏؛‏ ١ كورنثوس ١:‏٢؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٧؛‏ ١١:‏٢؛‏ غلاطية ٣:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ افسس ١:‏١،‏ ٤،‏ ١١؛‏ فيلبي ٣:‏٨-‏١١‏)‏ ومع ذلك،‏ يمكن لجميع ذوي الآمال الارضية ان يكونوا،‏ وفي الواقع يجب ان يكونوا،‏ على انسجام تام مع الآب والابن في معرفة وفعل «ارادة اللّٰه .‏ .‏ .‏ الكاملة،‏» تماما كما يصح في «القطيع الصغير.‏» —‏ روما ١٢:‏٢‏؛‏ قارن يوحنا ١٧:‏٢١‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ بأية طرائق حيوية يكون جميع الذين يمارسون الايمان بذبيحة المسيح «في اتحاد» بيسوع؟‏ (‏ب)‏ في اي شيء تنعكس وحدانيّتهم للقصد والجهد؟‏

      ١٦ ولذلك فان القيمة الفدائية لجسد المسيح ودمه متوافرة اليوم لجميع الذين يمارسون الايمان،‏ وجميع الذين يستفيدون منها يمكنهم بطرائق حيوية ان يكونوا «في اتحاد» بيسوع.‏ فالجميع سيصيرون جزءا من العائلة الكونية ليهوه اللّٰه.‏ وفي هذه «الايام الاخيرة» الصعبة يتمتعون بوحدة عالمية للمعتقد والقصد والنشاط.‏ واذ يمارسون الايمان بيسوع يتمكنون من القيام ب›مال «اعظم» مدى من تلك التي عملها يسوع هنا على الارض.‏ وتلزم الملاحظة ان الملايين من «الجمع الكثير» الآن يشكلون ٧‏,٩٩ في المئة من الذين يقومون بعمل يهوه في هذا الوقت.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٢؛‏ رومية ١٠:‏١٨‏)‏ وهذه الوحدانية للقصد والجهد تنعكس في الشهادة العالمية العظيمة والدعم الطوعي لبرامج بناء جمعية برج المراقبة.‏ (‏مزمور ١١٠:‏٣‏)‏ أما كم من عالم الجنس البشري سيؤمنون بعدُ ويأتون الى هذه الوحدة الثمينة فيبقى لنرى.‏ والتقرير الاخير يظهر ١٣١‏,٠٢٤‏,٣ شاهدا نشيطا.‏

      ١٧ اية نقاط يجب ان يقدّرها جميع الذين يحضرون الذكرى؟‏

      ١٧ نرجو ان يزيد كثيرون من الاشخاص المهتمين صفوف حضور الاحتفال بذكرى السنة ١٩٨٦.‏ والملايين من «الخراف الاخرى» يحضرون مع الآلاف المتضائلين من «القطيع الصغير» —‏ مقدّرين جميعا بعمق تدبير يهوه الحبي بواسطة المسيح،‏ مدركين كم حيوي هو جسد المسيح ودمه.‏ ولكن يجب على الجميع ان يميزوا بوضوح اين يقفون.‏ والتناول من رمزي الذكرى لا يمنح الحياة الابدية.‏ فهذان هما رمزان الى ذبيحة يسوع،‏ التي تنطبق اولا في ما يتعلق «بالعهد الجديد.‏» واولئك الممسوحون الداخلون في هذا العهد هم وحدهم يتناولون بلياقة من الرمزين.‏ والشخص اما ان يكون في هذا العهد الجديد او لا.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٠،‏ ٢٣-‏٢٦‏)‏ أما الذين ليسوا في العهد الجديد والذين لم يُدخلهم يسوع في عهد لملكوت فلا يتناولون من رمزي الذكرى،‏ ولكن مع ذلك يجب ان يدركوا كم مهمة لهم هي ذبيحة جسد يسوع ودمه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏١٤-‏٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠‏)‏ وهذه الذبيحة هي الوسيلة التي بها يستطيعون نيل الحياة الابدية على الارض.‏

      ١٨ اية سعادة تنتج من التمييز الواضح لكل ما تعنيه ذبيحة يسوع؟‏

      ١٨ فلنقترب الى مناسبة الذكرى هذه بتمييز واضح لكل ما تعنيه ذبيحة يسوع للجنس البشري.‏ وليقدّر اعضاء «القطيع الصغير» دعوتهم،‏ وليفرح الجمع المتزايد من «الخراف الاخر» برجاء نيل حياة ارضية كاملة فيهم،‏ فيما يقدّرون على نحو رفيع اتحادهم الآن بالآب والابن والعدد المتناقص من البقية الممسوحة التي لا تزال على الارض.‏ فكم يُسعدنا ان يكون «خبز الحياة» متوافرا الآن للجميع!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر ايضا متى ٣:‏٩؛‏ ٩:‏٣؛‏ ١٣:‏٢١؛‏ مرقس ٥:‏٣٠؛‏ ٦:‏٥١؛‏ لوقا ٧:‏٣٩،‏ ٤٩؛‏ ١٢:‏١٧؛‏ ١٨:‏٤؛‏ يوحنا ٥:‏٤٢؛‏ ١١:‏٣٨؛‏ اعمال ١٠:‏١٧؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏٩‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة