مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل الحياة الابدية ممكنة حقا؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • هل الحياة الابدية ممكنة حقا؟‏

      ‏«أيها المعلم،‏ ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟‏».‏ —‏ متى ١٩:‏١٦‏.‏

      ١ ماذا يمكن ان يُقال عن مدى حياتنا نحن البشر؟‏

      كان الملك الفارسي احشويروش الاول،‏ الذي يرد ذكره في الكتاب المقدس،‏ يستعرض جنوده قبل احدى المعارك في سنة ٤٨٠ ق‌م.‏ (‏استير ١:‏١،‏ ٢‏)‏ وحسبما يقول المؤرخ اليوناني هيرودوتس،‏ ذرف الملك الدموع عندما رأى رجاله.‏ ولماذا؟‏ قال احشويروش:‏ «يحزنني التأمل في مدى حياة الانسان القصير.‏ فلن يبقى ايّ من هؤلاء الرجال حيًّا بعد مئة سنة».‏ ربما لاحظتم انتم ايضا كم الحياة قصيرة بشكل يثير الحزن وأن لا احد يريد ان يشيخ ويمرض ويموت.‏ آه لو كان بإمكاننا ان نتمتع بالحياة وننعم بالصحة القوية والسعادة!‏ —‏ ايوب ١٤:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٢ ايّ رجاء يملكه كثيرون،‏ ولماذا؟‏

      ٢ وعلى نحو ذي مغزى،‏ ابرزت ذا نيويورك تايمز ماڠازين (‏بالانكليزية)‏،‏ عدد ٢٨ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٧،‏ المقالة «يريدون ان يعيشوا».‏ وقد اقتبست من باحث قال:‏ «اعتقد فعلا انه يمكننا ان نكون الجيل الاول الذي سيعيش الى الابد».‏ انتم ايضا قد تؤمنون بأن الحياة الابدية ممكنة.‏ وقد تعتقدون ذلك لأن الكتاب المقدس يعد بأنه يمكننا ان نعيش الى الابد على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ إلا ان بعض الاشخاص يؤمنون ان الحياة الابدية ممكنة لأسباب غير الاسباب الموجودة في الكتاب المقدس.‏ ومناقشة سببَين منها ستساعدنا على الادراك ان الحياة الابدية ممكنة حقا.‏

      مصمَّمون لنعيش الى الابد

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لماذا يعتقد البعض اننا ينبغي ان نتمكن من العيش الى الابد؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال داود عن تكوينه؟‏

      ٣ اول سبب ليؤمن كثيرون ان البشر ينبغي ان يتمكنوا من العيش الى الابد يتعلق بطريقة صنعنا الرائعة.‏ مثلا،‏ كم هي رائعة بالفعل طريقة تكوّننا في رحم أمهاتنا.‏ كتب خبير بارز بالشيخوخة:‏ «ان الطبيعة،‏ بعدما صنعت العجائب التي تنقلنا من الحبَل الى الولادة ثم الى البلوغ الجنسي والرشد،‏ لم تشأ ان تبتكر ما يبدو آلية ابسط تُبقي هذه العجائب مستمرة الى الابد».‏ وعندما نتأمل في تركيبتنا الرائعة،‏ لا مفرّ من السؤال:‏ لماذا يجب ان نموت؟‏

      ٤ منذ آلاف السنين،‏ تأمل احد كتبة الكتاب المقدس داود في هذه العجائب،‏ رغم انه لم يكن بإمكانه ان يرى داخل الرحم كالعلماء اليوم.‏ وقد تأمل داود في تكوينه عندما ‹نُسج في بطن امه›،‏ كما قال.‏ وأوضح انه في تلك المرحلة صُنعت ‹كليتاه›.‏ وتحدث ايضا عن تكوين ‹عظامه› عندما ‹صُنع في الخفاء›.‏ ثم قال ان ‹اعضاءه كجنين مكتوبة›.‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ٥ اية عجائب تشملها طريقة تكويننا في الرحم؟‏

      ٥ من الواضح انه لم يكن هنالك مخطط مكتوب للمعلومات عن داود داخل رحم امه.‏ ولكن اذ كان داود يتأمل في طريقة صنع ‹كليتيه وعظامه› وأعضاء جسده الاخرى،‏ بدا له وكأن نموها يتَّبع خطة معيَّنة —‏ وكأن كل شيء ‹مكتوب›.‏ فكما لو ان الخلية الملقَّحة داخل امه فيها غرفة واسعة ملآنة كتبا عن ارشادات مفصَّلة حول كيفية تكوين طفل بشري.‏ وقد نُقلت هذه الارشادات المعقدة الى كل خلية جديدة.‏ لذلك تستعمل مجلة ساينس وورلد (‏بالانكليزية)‏ المجاز عندما تقول ان ‹كل خلية في الجنين الذي ينمو لديها خزنة كاملة من المخططات›.‏

      ٦ ايّ دليل هنالك اننا ‹قد امتزنا عجبا›؟‏

      ٦ وهل فكرتم مرة في طريقة عمل جسدنا الرائعة؟‏ ذكر عالم الاحياء جارِد دايمُند:‏ «نحن نستبدل الخلايا التي تبطِّن امعاءنا مرة كل بضعة ايام،‏ والتي تبطِّن المثانة مرة كل شهرين،‏ وخلايا دمنا الحمراء مرة كل اربعة اشهر».‏ واستنتج:‏ «ان الطبيعة تفكِّكنا وتجمِّعنا كل يوم».‏ وماذا يعني ذلك فعليا؟‏ انه يعني انه مهما كان مقدار السنوات التي قد نعيشها —‏ ٨ سنوات او ٨٠ او حتى ٨٠٠ سنة —‏ تظلّ معظم خلايا جسدنا حديثة جدا.‏ قدَّر احد العلماء:‏ «ان ٩٨ في المئة تقريبا من الذَّرات فينا الآن ستحل محلّها في غضون سنة تقريبا ذرات اخرى نأخذها من هوائنا وطعامنا وشرابنا».‏ حقا،‏ كما قال داود وهو يحمد اللّٰه،‏ ‹اننا قد امتزنا عجبا›.‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

      ٧ ماذا استنتج البعض،‏ مستندين الى تصميم اجسادنا؟‏

      ٧ قال خبير بالشيخوخة،‏ مستندا الى تصميم اجسادنا:‏ «ليس واضحا لماذا يحدث التقدم في السن».‏ فيبدو فعلا انه ينبغي ان نعيش الى الابد.‏ ولذلك يحاول الناس تحقيق هذا الهدف بواسطة تكنولوجيتهم.‏ مؤخرا،‏ كتب الدكتور ألڤِن سيلڤِرسْتاين في كتابه قهر الموت (‏بالانكليزية)‏:‏ «سنحل لغز جوهر الحياة.‏ سنفهم .‏ .‏ .‏ كيف يشيخ الانسان».‏ وبأية نتيجة؟‏ تنبأ:‏ «لن يكون هنالك ‹مسنّون› في ما بعد،‏ لأن المعرفة التي ستجعل قهر الموت ممكنا ستجلب ايضا الشباب الابدي».‏ بعد التأمل في البحث العلمي الحديث في تركيبة البشر،‏ هل تبدو فكرة الحياة الابدية بعيدة الاحتمال؟‏ هنالك سبب آخر مقنع اكثر ايضا للايمان بأن الحياة الابدية ممكنة.‏

      الرغبة في العيش الى الابد

      ٨،‏ ٩ اية رغبة طبيعية كانت لدى الناس على مرّ التاريخ؟‏

      ٨ هل لاحظتم مرة ان العيش الى الابد هو رغبة بشرية طبيعية؟‏ كتب طبيب في صحيفة المانية:‏ «ربما يكون حلم الحياة الابدية قديما قِدَم البشر».‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏ واصفة معتقدات بعض الاوروپيين القدامى:‏ «الناس المستحقون سيعيشون الى الابد في قصر بهي له سقف من ذهب».‏ وما ابعد الحدّ الذي وصل اليه الناس في محاولة إشباع هذه الرغبة في الحياة الابدية!‏

      ٩ تذكر دائرة المعارف الاميركية (‏بالانكليزية)‏ انه قبل اكثر من ٠٠٠‏,٢ سنة في الصين،‏ «اهمل الاباطرة وعامة الشعب على السواء،‏ بقيادة الكهنة الطاويين،‏ اعمالهم ليبحثوا عن اكسير الحياة» —‏ الذي يُزعَم انه ينبوع الشباب.‏ وعلى مرّ التاريخ،‏ كان الناس يؤمنون انه بإمكانهم البقاء شبَّانا اذا تناولوا مشروبات ممزوجة متنوعة او حتى اذا شربوا انواعا معيَّنة من المياه.‏

      ١٠ اية محاولة عصرية هنالك لجعل الحياة المديدة ممكنة؟‏

      ١٠ وجديرة بالملاحظة بشكل مماثل الجهود العصرية لمحاولة إشباع رغبة الانسان الفطرية في الحياة الابدية.‏ وأحد الامثلة البارزة هو تجميد الشخص الذي يموت نتيجة مرض على امل إعادة الحياة اليه في وقت ما في المستقبل عندما يُكتشَف علاج للمرض.‏ كتب احد مؤيدي هذه الممارسة،‏ المدعوة القرِّيات:‏ «اذا تبيَّن ان تفاؤلنا مبرَّر وعُرِف كيف يُعالَج الضرر او يُ‍صلَح —‏ بما في ذلك ضعف الشيخوخة —‏ فإن الذين ‹يموتون› الآن سيحظون بحياة مديدة بلا حدود في المستقبل».‏

      ١١ لماذا يرغب الناس في العيش الى الابد؟‏

      ١١ لذلك قد تسألون:‏ لماذا الرغبة في الحياة الابدية متأصلة الى هذا الحد في تفكيرنا؟‏ لأن «[اللّٰه] جعل الابد في عقل الانسان».‏ (‏جامعة ٣:‏١١‏،‏ الترجمة القانونية المنقَّحة‏)‏ وهذا امر يدعو الى التفكير الجدي!‏ فكروا:‏ لماذا تكون لدينا الرغبة الفطرية في العيش الى الابد اذا لم يكن قصد خالقنا ان يُشبع هذه الرغبة؟‏ وهل يكون مُحبًّا اذا خلقنا بالرغبة في الحياة الابدية ثم خيَّب املنا بعدم السماح لنا بتحقيق هذه الرغبة؟‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      بمَن ينبغي ان نثق؟‏

      ١٢ اية ثقة يملكها البعض،‏ ولكن هل تعتقدون ان لها اساسا راسخا؟‏

      ١٢ اين او فيمَ ينبغي ان نضع ثقتنا لنيل الحياة الابدية؟‏ هل في التكنولوجيا البشرية للقرن الـ‍ ٢٠ او الـ‍ ٢١؟‏ تحدثت مقالة «يريدون ان يعيشوا» في ذا نيويورك تايمز ماڠازين عن «اله:‏ التكنولوجيا» وعن «الحماسة لإمكانيات التكنولوجيا».‏ حتى انه يُقال ان احد الباحثين «واثق بابتهاج .‏ .‏ .‏ ان تقنيات التلاعب الوراثي ستصير متوفرة في الوقت المناسب لتخلِّصنا اذ توقف الشيخوخة،‏ وربما تعكسها».‏ ولكنَّ كل الجهود البشرية لإيقاف الشيخوخة او قهر الموت هي دون جدوى.‏

      ١٣ كيف يدل تركيب دماغنا اننا مصمَّمون لنعيش الى الابد؟‏

      ١٣ ولكن هل يعني ذلك انه لا توجد وسيلة لنيل الحياة الابدية؟‏ كلا على الاطلاق!‏ هنالك وسيلة!‏ ان تركيب دماغنا الرائع،‏ الذي لديه قدرة غير محدودة على التعلّم،‏ ينبغي ان يقنعنا بذلك.‏ فقد دعا الاختصاصي في علم الاحياء الجزيئي جيمس واطسون دماغنا «الشيء الاكثر تعقيدا الذي اكتشفناه حتى الآن في كوننا».‏ وقال طبيب الاعصاب ريتشارد رستاك:‏ «ليس هنالك في ايّ مكان من الكون المعروف شيء يشبهه ولو قليلا».‏ فلماذا نملك دماغا بقدرة على تخزين واستيعاب معلومات غير محدودة وجسدا مصمَّما ليعيش الى الابد اذا لم نكن مخلوقين لنتمتع بالحياة الابدية؟‏!‏

      ١٤ (‏أ)‏ ايّ استنتاج بشأن حياة البشر يشير اليه كتبة الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان نثق باللّٰه وليس بالانسان؟‏

      ١٤ ما هو الاستنتاج المنطقي والواقعي الوحيد الذي يمكن ان نصل اليه؟‏ ألا نستنتج ان صانعا كليّ القدرة وذكيا صمَّمنا وخلقنا لنتمكن من العيش الى الابد؟‏ (‏ايوب ١٠:‏٨؛‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١٠٠:‏٣؛‏ ملاخي ٢:‏١٠؛‏ اعمال ١٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لذلك أفلا ينبغي ان نكون حكماء ونصغي الى المشورة الموحى بها التي تفوه بها صاحب المزمور في الكتاب المقدس:‏ «لا تتَّكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاصَ عنده»؟‏ ولماذا لا ينبغي ان نتَّكل على الانسان؟‏ لأن صاحب المزمور كتب:‏ «تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره».‏ فعلا،‏ رغم امكانية العيش الى الابد،‏ يبقى الناس عاجزين امام الموت.‏ يختتم صاحب المزمور:‏ «طوبى لمَن .‏ .‏ .‏ رجاؤه على الرب الهه».‏ —‏ مزمور ١٤٦:‏٣-‏٥‏.‏

      هل هو حقا قصد اللّٰه؟‏

      ١٥ ماذا يُظهِر ان قصد اللّٰه هو ان نعيش الى الابد؟‏

      ١٥ ولكن قد تسألون:‏ هل قصد يهوه حقا هو ان نتمتع بالحياة الابدية؟‏ نعم!‏ فهو يعد بذلك في كلمته عشرات المرات.‏ يؤكد لنا الكتاب المقدس ان ‹عطية اللّٰه هي حياة ابدية›.‏ وكتب خادم اللّٰه يوحنا:‏ «هذا هو الوعد الذي وعدنا [اللّٰه] به،‏ الحياة الابدية».‏ فلا عجب ان شابا سأل يسوع:‏ «ايها المعلم،‏ ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟‏».‏ (‏روما ٦:‏٢٣؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٢٥؛‏ متى ١٩:‏١٦‏)‏ وقد كتب الرسول بولس عن «رجاء الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه،‏ الذي لا يمكن ان يكذب،‏ قبل ازمنة دهرية».‏ —‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

      ١٦ بأيّ معنى ربما يكون اللّٰه قد وعد بالحياة الابدية «قبل ازمنة دهرية»؟‏

      ١٦ وماذا يعني ان اللّٰه وعد بالحياة الابدية «قبل ازمنة دهرية»؟‏ يعتقد البعض ان الرسول بولس عنى انه قبل خلق الزوجين الاولين،‏ آدم وحواء،‏ قصد اللّٰه ان يعيش البشر الى الابد.‏ ولكن اذا كان بولس يشير الى وقت بعد خلق البشر وذكْر يهوه لقصده،‏ فلا يزال من الواضح ان مشيئة اللّٰه تشمل الحياة الابدية للبشر.‏

      ١٧ لماذا طُرد آدم وحواء من جنة عدن،‏ ولماذا أُقيم الكروبيم عند المدخل؟‏

      ١٧ يقول الكتاب المقدس انه في جنة عدن،‏ «أنبت الرب الاله من الارض.‏ .‏ .‏ شجرة الحياة».‏ والسبب المعطى لطرد آدم من الجنة كان لئلا «يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا» —‏ نعم،‏ الى الابد!‏ وبعد طرد آدم وحواء من جنة عدن،‏ اقام يهوه «الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة».‏ —‏ تكوين ٢:‏٩؛‏ ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا كان الاكل من شجرة الحياة سيعني لآدم وحواء؟‏ (‏ب)‏ ماذا مثَّل الاكل من هذه الشجرة؟‏

      ١٨ وماذا كان سيعني السماح بالاكل من شجرة الحياة لآدم وحواء؟‏ امتياز الحياة الابدية في الفردوس!‏ خمَّن احد علماء الكتاب المقدس:‏ «لا بدّ ان شجرة الحياة كان لها مفعول ما يُبقي الجسد البشري خاليا من عجز الشيخوخة،‏ او من الانحطاط المؤدي الى الموت».‏ حتى انه ادَّعى:‏ «كانت في الفردوس اعشاب لها مفعول قادر على إبطال آثار» الشيخوخة.‏ إلا ان الكتاب المقدس لا يقول ان شجرة الحياة في حدّ ذاتها كانت تملك كما يبدو خصائص تعطي الحياة.‏ ولكنَّ الشجرة كانت ببساطة تمثِّل ضمانة اللّٰه ان ينال مَن يُسمح له بأن يأكل من ثمرها الحياة الابدية.‏ —‏ كشف ٢:‏٧‏.‏

      قصد اللّٰه لم يتغير

      ١٩ لماذا مات آدم،‏ ولماذا نموت نحن ذريته ايضا؟‏

      ١٩ عندما اخطأ آدم،‏ خسر الحق في الحياة الابدية وخسَّر كامل ذريته غير المولودة بعد حقهم ايضا.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ وعندما صار خاطئا بسبب عدم طاعته،‏ صار مَعيبا،‏ ناقصا.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا،‏ صار جسد آدم مبرمجا ليموت.‏ وكما يقول الكتاب المقدس:‏ «اجرة الخطية هي موت».‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ صارت ذرية آدم الناقصة ايضا مبرمجة لتموت،‏ لا لتعيش حياة ابدية.‏ يوضح الكتاب المقدس:‏ «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا».‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      ٢٠ ماذا يدل ان الناس خُلقوا ليعيشوا الى الابد على الارض؟‏

      ٢٠ ولكن ماذا لو لم يخطئ آدم؟‏ ماذا لو لم يعصِ على اللّٰه ومُنح الاذن ليأكل من شجرة الحياة؟‏ اين كان سيتمتع بهبة اللّٰه للحياة الابدية؟‏ في السماء؟‏ كلا!‏ فاللّٰه لم يقل شيئا يشير الى ان آدم سيصعد الى السماء.‏ فتعيين عمله كان هنا على الارض.‏ يوضح الكتاب المقدس ان يهوه اللّٰه «انبت .‏ .‏ .‏ من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل».‏ ويقول:‏ «اخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها».‏ (‏تكوين ٢:‏٩،‏ ١٥‏)‏ وبعد خلق حواء كرفيقة لآدم،‏ أُعطيا تعيينات عمل اضافية هنا على الارض.‏ فقد قال اللّٰه لهما:‏ «أثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض».‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

      ٢١ اية آمال رائعة كانت لدى البشرين الاولين؟‏

      ٢١ فكِّروا في الآمال الارضية الرائعة التي فتحتها هذه الارشادات من اللّٰه امام آدم وحواء.‏ فكانا سيربِّيان ابناء وبنات اصحاء كاملا في فردوس ارضي.‏ وفيما يكبر اولادهما الاحباء،‏ كانوا سيشتركون معهما في الاثمار والقيام بالعمل الممتع في الجنة لصيانة هذا الفردوس.‏ وإذ تكون جميع الحيوانات خاضعة للجنس البشري،‏ كانوا سيعيشون حياة تجلب الاكتفاء.‏ فكِّروا في الفرح الناتج عن توسيع حدود جنة عدن بحيث تصير اخيرا الارض بكاملها فردوسا!‏ هل ترغبون في التمتع بالحياة مع اولاد كاملين في موطن ارضي جميل كهذا،‏ دون القلق بشأن الشيخوخة والموت؟‏ دعوا رغبة قلبكم تجيب عن هذا السؤال.‏

      ٢٢ لماذا يمكن ان نكون على يقين ان اللّٰه لم يغيِّر قصده للأرض؟‏

      ٢٢ اذًا،‏ هل غيَّر اللّٰه قصده ان يعيش البشر الى الابد في الفردوس على الارض عندما عصى آدم وحواء وطُردا من جنة عدن؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فأن يفعل اللّٰه ذلك يعني ان يعترف بالهزيمة في ما يتعلق بقدرته على انجاز قصده الاصلي.‏ ويمكننا ان نثق بأن اللّٰه يفعل ما يعد به،‏ كما يعلن هو نفسه:‏ «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له».‏ —‏ اشعياء ٥٥:‏١١‏.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ ماذا يؤكد ان قصد اللّٰه هو ان يعيش الميالون الى البر الى الابد على الارض؟‏ (‏ب)‏ ايّ موضوع سنعالجه في المقالة التالية؟‏

      ٢٣ أما ان قصد اللّٰه للارض لم يتغيَّر فيتَّضح في الكتاب المقدس حيث يعد اللّٰه:‏ «الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد».‏ حتى ان يسوع المسيح قال في موعظته الشهيرة على الجبل ان الودعاء سيرثون الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ متى ٥:‏٥‏)‏ ولكن كيف ننال الحياة الابدية،‏ وماذا يجب ان نفعل لنتمتع بهذه الحياة؟‏ هذا ما ستعالجه المقالة التالية.‏

  • الطريق الوحيد الى الحياة الابدية
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • الطريق الوحيد الى الحياة الابدية

      ‏«انا الطريق والحق والحياة».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦‏.‏

      ١،‏ ٢ بماذا شبَّه يسوع الطريق الى الحياة الابدية،‏ وما هو مغزى مثله هذا؟‏

      يشبِّه يسوع،‏ في موعظته الشهيرة على الجبل،‏ الطريق الى الحياة الابدية بطريق يدخله الشخص عبر بوابة.‏ لاحظوا ان يسوع يشدِّد ان هذا الطريق الى الحياة ليس طريقا سهلا،‏ قائلا:‏ «ادخلوا من البوابة الضيقة؛‏ لأنه واسع ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك،‏ وكثيرون هم الداخلون منه؛‏ انما ضيقة البوابة وحرج الطريق الذي يؤدي الى الحياة [الابدية]،‏ وقليلون هم الذين يجدونه».‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ٢ هل تفهمون مغزى هذا المثل؟‏ ألا يكشف انه لا يوجد إلا سبيل،‏ او طريق،‏ واحد يؤدي الى الحياة وأنه يلزم انتباه شديد لئلا نشرد عن طريق الحياة هذا؟‏ فما هو هذا الطريق الوحيد الى الحياة الابدية؟‏

      دور يسوع المسيح

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ كيف يُظهِر الكتاب المقدس دور يسوع الحيوي في خلاصنا؟‏ (‏ب)‏ متى كشف اللّٰه لأول مرة ان الجنس البشري يمكن ان ينال الحياة الابدية؟‏

      ٣ من الواضح ان يسوع يلعب دورا مهما له علاقة بهذا الطريق،‏ كما أعلن رسوله بطرس:‏ «لا خلاص بأحد غيره،‏ لأنه ليس اسم آخر تحت السماء [غير اسم يسوع] أُعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص».‏ (‏اعمال ٤:‏١٢‏)‏ وبشكل مماثل،‏ قال الرسول بولس:‏ «أما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا».‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ وقد كشف يسوع نفسه ان الطريق الوحيد الى الحياة الابدية هو بواسطته عندما قال:‏ «انا الطريق والحق والحياة».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٦‏.‏

      ٤ لذلك من المهم ان نقبل دور يسوع في جعل الحياة الابدية ممكنة.‏ فلنفحص دوره عن كثب.‏ هل تعرفون متى قال يهوه اللّٰه،‏ بعدما اخطأ آدم،‏ ان الجنس البشري يمكن ان يتمتع بالحياة الابدية؟‏ كان ذلك فورا بعد سقوط آدم في الخطية.‏ فلنفحص الآن كيف أُنبئ لأول مرة بتدبير يسوع المسيح كمخلِّص للجنس البشري.‏

      النسل الموعود به

      ٥ كيف نحدِّد هوية الحية التي اغوت حواء؟‏

      ٥ حدَّد يهوه بلغة مجازية هوية المخلِّص الموعود به عندما اصدر الحكم على «الحية» التي كانت قد تكلمت مع حواء وأغرتها ان تعصي اللّٰه بالاكل من الثمرة المحرَّمة.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٥‏)‏ وطبعا،‏ لم تكن هذه الحية حرفية.‏ فقد كانت مخلوقا روحانيا قويا تُحدَّد هويته في الكتاب المقدس انه ‹الحية الاولى المدعوة ابليس والشيطان›.‏ (‏كشف ١٢:‏٩‏)‏ واستخدم الشيطان هذا الحيوان الوضيع كناطق بلسانه في اغواء حواء.‏ لذلك قال اللّٰه للحية،‏ وهو يُصدِر الحكم على الشيطان:‏ «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو [نسل المرأة] يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه».‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ مَن هي المرأة التي تلد ‹النسل›؟‏ (‏ب)‏ مَن هو النسل الموعود به،‏ وماذا ينجز؟‏

      ٦ ومَن هي هذه «المرأة» التي بينَها وبين الشيطان عداوة،‏ او كراهية؟‏ تماما كما ان «الحية الاولى» تُحدَّد هويتها في الكشف الاصحاح ١٢‏،‏ كذلك تُحدَّد هوية المرأة التي يكرهها الشيطان.‏ لاحظوا انه في العدد ١ يُقال انها «متسربلة بالشمس،‏ والقمر تحت قدمَيها،‏ وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجما».‏ تمثِّل هذه المرأة هيئة اللّٰه السماوية من الملائكة الامناء،‏ و‹الابن الذكر› الذي تلده يمثِّل ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع المسيح كملك.‏ —‏ كشف ١٢:‏١-‏٥‏.‏

      ٧ ومَن هو اذًا ‹نسل› او ذرية المرأة المذكور في التكوين ٣:‏١٥ والذي سيسحق «رأس» الشيطان،‏ مسدِّدا اليه الضربة القاضية؟‏ انه الذي ارسله اللّٰه من السماء ليولد بشكل عجائبي من عذراء،‏ نعم،‏ الانسان يسوع.‏ (‏متى ١:‏١٨-‏٢٣؛‏ يوحنا ٦:‏٣٨‏)‏ ويكشف الاصحاح ١٢ من الكشف ان هذا النسل،‏ يسوع المسيح،‏ بصفته حاكما سماويا مُقاما،‏ سيأخذ القيادة في الانتصار على الشيطان ويؤسس ‹ملكوت الهنا وسلطة مسيحه›،‏ كما تقول الكشف ١٢:‏١٠‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ايّ شيء جديد زوَّده اللّٰه في ما يتعلق بقصده الاصلي؟‏ (‏ب)‏ مَن يؤلفون حكومة اللّٰه الجديدة؟‏

      ٨ وهذا الملكوت الذي تحت اشراف يسوع المسيح هو اذًا شيء جديد زوَّده اللّٰه في ما يتعلق بقصده الاصلي للبشر ان يتمتعوا بالحياة الابدية على الارض.‏ فبعد تمرد الشيطان،‏ اتَّخذ يهوه الاجراء فورا ليُبطل كل العواقب الوخيمة للشر بواسطة حكومة الملكوت الجديدة هذه.‏ وعندما كان يسوع على الارض كشف انه لن يكون وحده في حكم هذه الحكومة.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فكان آخرون سيُختارون من بين الجنس البشري،‏ وسينضمون اليه في السماء ليشتركوا في الحكم،‏ مؤلِّفين بالتالي جزءا ثانويا من نسل المرأة.‏ (‏غلاطية ٣:‏١٦،‏ ٢٩‏)‏ ويُقال في الكتاب المقدس ان عدد هؤلاء الحكام المعاونين مع يسوع —‏ المأخوذين جميعا من بين الجنس البشري الخاطئ على الارض —‏ هو ٠٠٠‏,١٤٤.‏ —‏ كشف ١٤:‏١-‏٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ لماذا كان يلزم ان يأتي يسوع الى الارض كشخص بشري؟‏ (‏ب)‏ كيف ابطل يسوع اعمال ابليس؟‏

      ٩ ولكن قبل ان يتمكن هذا الملكوت من الابتداء بحكمه،‏ من الحيوي ان يظهر الجزء الرئيسي من النسل،‏ يسوع المسيح،‏ هنا على الارض.‏ ولماذا؟‏ لأنه معيَّن من يهوه اللّٰه ليكون الشخص الذي «يحبط [او يُبطِل] اعمال ابليس».‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٨‏)‏ وشملت اعمال الشيطان استمالة آدم ليخطئ،‏ مما جلب حكم الخطية والموت على ذريته كلها.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ وقد ابطل يسوع عمل ابليس هذا ببذل نفسه فدية.‏ وهكذا زوَّد اساسا لإعتاق الجنس البشري من حكم الخطية والموت ولفتح الطريق الى الحياة الابدية.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ روما ٣:‏٢٤؛‏ افسس ١:‏٧‏.‏

      ما تنجزه الفدية

      ١٠ ايّ تشابه هنالك بين يسوع وآدم؟‏

      ١٠ بما ان حياة يسوع نُقلت من السماء الى رحم امرأة،‏ فقد وُلد انسانا كاملا،‏ غير ملوث بالخطية من آدم.‏ وكانت لديه إمكانية العيش الى الابد على الارض.‏ وقد خُلق آدم كذلك انسانا كاملا بأمل التمتع بحياة ابدية على الارض.‏ وبولس كان يفكِّر في التشابه بين هذين الرجلين عندما كتب:‏ «‹صار الانسان الاول آدم نفسا حية›.‏ وصار آدم الاخير [يسوع المسيح] روحا مُحيِيا.‏ الانسان الاول من الارض ترابي؛‏ والانسان الثاني من السماء».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥،‏ ٤٧‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف اثّر آدم ويسوع في الجنس البشري؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان ننظر الى ذبيحة يسوع؟‏

      ١١ ويشدَّد على التشابه بين هذين الرجلين الكاملين الوحيدين اللذين عاشا على الارض في قول الكتاب المقدس ان يسوع «بذل نفسه فدية معادلة عن الجميع».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٦‏)‏ فلمَن كان يسوع معادلا؟‏ لآدم عندما كان انسانا كاملا!‏ لقد انتجت خطية آدم الاول الحكم بالموت على العائلة البشرية بكاملها.‏ وتزوِّد ذبيحة «آدم الاخير» اساس الانقاذ من الخطية والموت،‏ بحيث يمكننا ان نعيش الى الابد.‏ فما اثمن ذبيحة يسوع!‏ ذكر الرسول بطرس:‏ «لم تُنقَذوا بأشياء قابلة للفساد،‏ بفضة او ذهب».‏ وبالاحرى،‏ اوضح بطرس:‏ «بدم كريم،‏ كما من حمل لا شائبة فيه ولا وصمة،‏ دم المسيح».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٢ كيف يصف الكتاب المقدس إبطال الحكم علينا بالموت؟‏

      ١٢ يصف الكتاب المقدس وصفا جميلا إبطال الحكم بالموت على العائلة البشرية،‏ قائلا:‏ «بزلة واحدة [زلة آدم] كانت الادانة لشتى الناس،‏ كذلك ايضا بعمل تبرير واحد [كامل مسلك امانة يسوع الذي انتهى بموته] يكون تبرير شتى الناس للحياة.‏ لأنه كما بعصيان الانسان الواحد [آدم] جُعل الكثيرون خطاة،‏ كذلك ايضا بطاعة الواحد [يسوع] سيُجعل الكثيرون ابرارا».‏ —‏ روما ٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      رجاء مجيد

      ١٣ لماذا يشعر كثيرون هكذا حيال العيش الى الابد؟‏

      ١٣ ينبغي ان يجعلنا تدبير اللّٰه هذا سعداء جدا!‏ أفلا يسركم تزويد مخلِّص؟‏ عندما طُرح السؤال:‏ «هل يروقكم رجاء العيش الى الابد؟‏» في استطلاع اجرته صحيفة في مدينة اميركية رئيسية،‏ كان من المدهش ان يجيب ٤‏,٦٧ في المئة من الذين سُئلوا:‏ «كلا».‏ ولماذا قالوا انهم لا يريدون ان يعيشوا الى الابد؟‏ كما يبدو لأن الحياة على الارض مرتبطة الآن بمشاكل كثيرة جدا.‏ قالت واحدة منهم:‏ «لا تروقني الفكرة كيف سأبدو بعمر ٢٠٠ سنة».‏

      ١٤ لماذا سيكون العيش الى الابد امرا ممتعا جدا؟‏

      ١٤ لكنَّ الكتاب المقدس لا يتكلم عن العيش الى الابد في عالم يعاني فيه الناس المرض والشيخوخة والمآ‌سي الاخرى.‏ كلا،‏ فيسوع،‏ اذ يكون حاكم ملكوت اللّٰه،‏ سيُبطل كل هذه المشاكل التي يسبِّبها الشيطان.‏ وبحسب الكتاب المقدس،‏ فإن ملكوت اللّٰه ‹سيسحق ويفني كل› حكومات هذا العالم الظالمة.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ واستجابة للصلاة التي علَّمها يسوع لأتباعه،‏ ستكون آنذاك «مشيئة» اللّٰه «كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وفي عالم اللّٰه الجديد،‏ بعد ان تُطهَّر الارض من كل شر،‏ ستُطبَّق كاملا فوائد فدية يسوع.‏ نعم،‏ سيستعيد كل المؤهلين الصحة الكاملة!‏

      ١٥،‏ ١٦ كيف ستكون الاحوال في عالم اللّٰه الجديد؟‏

      ١٥ وسيتم ما يقوله هذا المقطع الموجود في الكتاب المقدس في الناس العائشين في عالم اللّٰه الجديد:‏ «يصير لحمه اغضّ من لحم الصبي ويعود الى ايام شبابه».‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥‏)‏ وسيتم ايضا وعد الكتاب المقدس:‏ «تتفقح عيون العمي وآذان الصم تتفتح.‏ حينئذ يقفز الاعرج كالأُيَّل ويترنم لسان الاخرس».‏ —‏ اشعياء ٣٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ١٦ تخيلوا الوضع:‏ مهما كان عمرنا،‏ ٨٠ أو ٨٠٠ أو حتى اكبر،‏ فستظل صحتنا الجسدية ممتازة.‏ يعد الكتاب المقدس:‏ «لا يقول ساكن انا مرضت».‏ وسيتم آنذاك هذا الوعد ايضا:‏ «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏ فالامور السابقة قد زالت».‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٧ اية انجازات يمكن ان نتوقعها من الناس في عالم اللّٰه الجديد؟‏

      ١٧ وفي هذا العالم الجديد،‏ سنتمكن من استخدام دماغنا الرائع كما قصد خالقنا عندما صمَّمه بقدرة غير محدودة على التعلم.‏ تخيَّلوا الامور الرائعة التي يمكن ان ننجزها!‏ فحتى البشر الناقصون انتجوا من مستودع العناصر في الارض كل ما نراه حولنا:‏ الهاتف الخَلَوي،‏ الميكروفون،‏ الساعة،‏ جهاز النداء،‏ الكمپيوتر،‏ الطائرة،‏ نعم،‏ كل ما يخطر ببالكم من اشياء.‏ ولم يُصنع ايّ منها من مواد جُلبت من مكان بعيد في الكون.‏ وإذ تكمن امامنا حياة بلا نهاية،‏ ستكون امكانية الانجاز الخلّاق في الفردوس الارضي القادم بلا حدود!‏ —‏ اشعياء ٦٥:‏٢١-‏٢٥‏.‏

      ١٨ لماذا لن تكون الحياة مملَّة ابدا في عالم اللّٰه الجديد؟‏

      ١٨ ولن تكون الحياة مملَّة.‏ فحتى الآن نشتاق الى وجبتنا التالية،‏ رغم اننا تناولنا عشرات آلاف الوجبات.‏ وفي الكمال البشري،‏ سنتمتع اكثر ايضا بنتاج الارض الفردوسية اللذيذ.‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٦‏)‏ وسنتمتع الى الابد بالاعتناء بالحياة الحيوانية الوافرة في الارض وبالمشاهد الرائعة لغروب الشمس،‏ الجبال،‏ الانهار،‏ والاودية.‏ حقا،‏ لن تكون الحياة في عالم اللّٰه الجديد رتيبة ابدا!‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      بلوغ مطالب اللّٰه

      ١٩ لماذا من المنطقي الاعتقاد ان هنالك مطالب لنيل عطية الحياة من اللّٰه؟‏

      ١٩ هل تتوقعون نيل هبة اللّٰه العظيمة،‏ هبة الحياة الابدية في الفردوس،‏ دون بذل ايّ جهد؟‏ أليس من المنطقي ان يطلب اللّٰه شيئا؟‏ بلى،‏ دون شك!‏ فاللّٰه لن يمنحنا هذه الهبة دون ان نفعل شيئا.‏ فهو يجعلها في متناولنا ولكن علينا ان نمدّ يدنا لنأخذها.‏ نعم،‏ ان الجهد مطلوب.‏ ولكن قد تطرحون السؤال عينه الذي طرحه الشاب الغني على يسوع:‏ «ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟‏».‏ او قد تصوغون السؤال كما طرحه حافظ سجن من فيلبي على الرسول بولس:‏ «ماذا عليّ ان افعل لكي اخلص؟‏».‏ —‏ متى ١٩:‏١٦؛‏ اعمال ١٦:‏٣٠‏.‏

      ٢٠ ايّ مطلب اساسي هنالك لنيل الحياة الابدية؟‏

      ٢٠ اظهر يسوع في الليلة التي سبقت موته مطلبا اساسيا في صلاة الى ابيه السماوي:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الاله الحق الوحيد،‏ وعن الذي ارسلته،‏ يسوع المسيح».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ أليس مطلبا منطقيا ان ننال المعرفة عن يهوه،‏ الذي جعل الحياة الابدية ممكنة،‏ والمعرفة عن الذي مات من اجلنا،‏ يسوع المسيح؟‏ ولكنَّ المطلوب هو اكثر من مجرد نيل المعرفة.‏

      ٢١ كيف نُظهِر اننا نبلغ مطلب ممارسة الايمان؟‏

      ٢١ يقول الكتاب المقدس:‏ «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية».‏ ثم يضيف:‏ «الذي يعصي الابن لن يرى حياة،‏ بل يستقر عليه سخط اللّٰه».‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦‏)‏ يمكنكم ان تُظهِروا انكم تمارسون الايمان بالابن بالقيام بتغييرات في حياتكم وجعلها منسجمة مع مشيئة يهوه.‏ ويجب ان ترفضوا ايّ مسلك خاطئ ربما كنتم تتبعونه وتتَّخذوا الاجراء لفعل ما يرضي اللّٰه.‏ ويلزم ان تفعلوا ما اوصى به الرسول بطرس:‏ «توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم،‏ لكي تأتي اوقات الانتعاش من حضرة يهوه».‏ —‏ اعمال ٣:‏١٩‏.‏

      ٢٢ اية اجراءات يشملها اتِّباع خطوات يسوع؟‏

      ٢٢ فلا ننسَ ابدا انه لا يمكننا التمتع بالحياة الابدية إلا بممارسة الايمان بيسوع.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٠؛‏ ١٤:‏٦‏)‏ ونحن نُظهِر اننا نمارس الايمان بيسوع ‹باتِّباع خطواته بدقة›.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ وماذا يشمل ذلك؟‏ قال يسوع في صلاة الى اللّٰه:‏ «ها انا آتٍ .‏ .‏ .‏ لأفعل مشيئتك،‏ يا اللّٰه».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٧‏)‏ فمن الحيوي ان تتمثلوا بيسوع في الموافقة على فعل مشيئة اللّٰه ونذر حياتكم ليهوه.‏ بعدئذ،‏ يلزم ان ترمزوا الى انتذاركم بمعمودية الماء؛‏ فيسوع ايضا قدَّم نفسه للمعمودية.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ واتِّخاذ هذه الخطوات منطقي جدا.‏ فقد ذكر الرسول بولس ان «المحبة التي عند المسيح تُلزمنا».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وكيف ذلك؟‏ ان المحبة هي ما دفع يسوع الى بذل حياته من اجلنا.‏ أفلا ينبغي ان تُلزمنا ان نتجاوب بممارسة الايمان به؟‏ نعم،‏ ينبغي ان تُلزمنا بالاقتداء بمثاله الحبي في بذل نفسه في مساعدة الآخرين.‏ فقد عاش المسيح لأجل فعل مشيئة اللّٰه،‏ وهذا ما يجب ان نفعله نحن ايضا بأن لا نعيش في ما بعد لأنفسنا.‏

      ٢٣ (‏أ)‏ الى ماذا يجب ان ينضم الذين ينالون الحياة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُطلب من الذين في الجماعة المسيحية؟‏

      ٢٣ ولكنَّ هذه الامور ليست نهاية المطاف.‏ فالكتاب المقدس يقول ان ٠٠٠‏,٣ شخص ‹انضموا› عندما اعتمدوا يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م.‏ فإلى ماذا انضموا؟‏ يوضح لوقا:‏ «كانوا يعكفون على تعليم الرسل والشركة».‏ (‏اعمال ٢:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ نعم،‏ كانوا يجتمعون معا لدرس الكتاب المقدس والمعاشرة وهكذا يكونون قد انضموا الى،‏ او صاروا جزءا من،‏ الجماعة المسيحية.‏ فكان المسيحيون الاولون يحضرون قانونيا الاجتماعات من اجل نيل الارشاد الروحي.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٥‏)‏ وهذا ما يفعله ايضا شهود يهوه اليوم ويودون ان يشجعوكم على حضور هذه الاجتماعات معهم.‏

      ٢٤ ما هي «الحياة الحقيقية»،‏ وكيف ومتى ستتحقق؟‏

      ٢٤ هنالك ملايين الآن يسلكون الطريق الحرج الذي يؤدي الى الحياة الابدية.‏ والبقاء في هذا الطريق الحرج يتطلب الجهد!‏ (‏متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وهذا ما اشار اليه الرسول بولس في مناشدته القلبية:‏ «جاهد جهاد الايمان الحسن،‏ امسك بإحكام بالحياة الابدية التي اليها دُعيت».‏ وهذا الجهاد لازم ‹للامساك بإحكام بالحياة الحقيقية›.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٢،‏ ١٩‏)‏ وهذه الحياة ليست الحياة الحاضرة الملآنة بالآلام والاوجاع والمعاناة التي جلبتها لنا خطية آدم.‏ وبالاحرى،‏ انها الحياة في عالم اللّٰه الجديد،‏ الذي سيأتي قريبا حين تطبَّق ذبيحة المسيح الفدائية لأجل كل محبي يهوه اللّٰه وابنه بعد ازالة نظام الاشياء هذا.‏ فلنختر جميعا الحياة —‏ «الحياة الحقيقية» —‏ الحياة الابدية في عالم اللّٰه الجديد المجيد.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة