-
هل الحياة الابدية ممكنة حقا؟برج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
هل الحياة الابدية ممكنة حقا؟
«أيها المعلم، ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟». — متى ١٩:١٦.
١ ماذا يمكن ان يُقال عن مدى حياتنا نحن البشر؟
كان الملك الفارسي احشويروش الاول، الذي يرد ذكره في الكتاب المقدس، يستعرض جنوده قبل احدى المعارك في سنة ٤٨٠ قم. (استير ١:١، ٢) وحسبما يقول المؤرخ اليوناني هيرودوتس، ذرف الملك الدموع عندما رأى رجاله. ولماذا؟ قال احشويروش: «يحزنني التأمل في مدى حياة الانسان القصير. فلن يبقى ايّ من هؤلاء الرجال حيًّا بعد مئة سنة». ربما لاحظتم انتم ايضا كم الحياة قصيرة بشكل يثير الحزن وأن لا احد يريد ان يشيخ ويمرض ويموت. آه لو كان بإمكاننا ان نتمتع بالحياة وننعم بالصحة القوية والسعادة! — ايوب ١٤:١، ٢.
٢ ايّ رجاء يملكه كثيرون، ولماذا؟
٢ وعلى نحو ذي مغزى، ابرزت ذا نيويورك تايمز ماڠازين (بالانكليزية)، عدد ٢٨ ايلول (سبتمبر) ١٩٩٧، المقالة «يريدون ان يعيشوا». وقد اقتبست من باحث قال: «اعتقد فعلا انه يمكننا ان نكون الجيل الاول الذي سيعيش الى الابد». انتم ايضا قد تؤمنون بأن الحياة الابدية ممكنة. وقد تعتقدون ذلك لأن الكتاب المقدس يعد بأنه يمكننا ان نعيش الى الابد على الارض. (مزمور ٣٧:٢٩؛ كشف ٢١:٣، ٤) إلا ان بعض الاشخاص يؤمنون ان الحياة الابدية ممكنة لأسباب غير الاسباب الموجودة في الكتاب المقدس. ومناقشة سببَين منها ستساعدنا على الادراك ان الحياة الابدية ممكنة حقا.
مصمَّمون لنعيش الى الابد
٣، ٤ (أ) لماذا يعتقد البعض اننا ينبغي ان نتمكن من العيش الى الابد؟ (ب) ماذا قال داود عن تكوينه؟
٣ اول سبب ليؤمن كثيرون ان البشر ينبغي ان يتمكنوا من العيش الى الابد يتعلق بطريقة صنعنا الرائعة. مثلا، كم هي رائعة بالفعل طريقة تكوّننا في رحم أمهاتنا. كتب خبير بارز بالشيخوخة: «ان الطبيعة، بعدما صنعت العجائب التي تنقلنا من الحبَل الى الولادة ثم الى البلوغ الجنسي والرشد، لم تشأ ان تبتكر ما يبدو آلية ابسط تُبقي هذه العجائب مستمرة الى الابد». وعندما نتأمل في تركيبتنا الرائعة، لا مفرّ من السؤال: لماذا يجب ان نموت؟
٤ منذ آلاف السنين، تأمل احد كتبة الكتاب المقدس داود في هذه العجائب، رغم انه لم يكن بإمكانه ان يرى داخل الرحم كالعلماء اليوم. وقد تأمل داود في تكوينه عندما ‹نُسج في بطن امه›، كما قال. وأوضح انه في تلك المرحلة صُنعت ‹كليتاه›. وتحدث ايضا عن تكوين ‹عظامه› عندما ‹صُنع في الخفاء›. ثم قال ان ‹اعضاءه كجنين مكتوبة›. — مزمور ١٣٩:١٣-١٦.
٥ اية عجائب تشملها طريقة تكويننا في الرحم؟
٥ من الواضح انه لم يكن هنالك مخطط مكتوب للمعلومات عن داود داخل رحم امه. ولكن اذ كان داود يتأمل في طريقة صنع ‹كليتيه وعظامه› وأعضاء جسده الاخرى، بدا له وكأن نموها يتَّبع خطة معيَّنة — وكأن كل شيء ‹مكتوب›. فكما لو ان الخلية الملقَّحة داخل امه فيها غرفة واسعة ملآنة كتبا عن ارشادات مفصَّلة حول كيفية تكوين طفل بشري. وقد نُقلت هذه الارشادات المعقدة الى كل خلية جديدة. لذلك تستعمل مجلة ساينس وورلد (بالانكليزية) المجاز عندما تقول ان ‹كل خلية في الجنين الذي ينمو لديها خزنة كاملة من المخططات›.
٦ ايّ دليل هنالك اننا ‹قد امتزنا عجبا›؟
٦ وهل فكرتم مرة في طريقة عمل جسدنا الرائعة؟ ذكر عالم الاحياء جارِد دايمُند: «نحن نستبدل الخلايا التي تبطِّن امعاءنا مرة كل بضعة ايام، والتي تبطِّن المثانة مرة كل شهرين، وخلايا دمنا الحمراء مرة كل اربعة اشهر». واستنتج: «ان الطبيعة تفكِّكنا وتجمِّعنا كل يوم». وماذا يعني ذلك فعليا؟ انه يعني انه مهما كان مقدار السنوات التي قد نعيشها — ٨ سنوات او ٨٠ او حتى ٨٠٠ سنة — تظلّ معظم خلايا جسدنا حديثة جدا. قدَّر احد العلماء: «ان ٩٨ في المئة تقريبا من الذَّرات فينا الآن ستحل محلّها في غضون سنة تقريبا ذرات اخرى نأخذها من هوائنا وطعامنا وشرابنا». حقا، كما قال داود وهو يحمد اللّٰه، ‹اننا قد امتزنا عجبا›. — مزمور ١٣٩:١٤.
٧ ماذا استنتج البعض، مستندين الى تصميم اجسادنا؟
٧ قال خبير بالشيخوخة، مستندا الى تصميم اجسادنا: «ليس واضحا لماذا يحدث التقدم في السن». فيبدو فعلا انه ينبغي ان نعيش الى الابد. ولذلك يحاول الناس تحقيق هذا الهدف بواسطة تكنولوجيتهم. مؤخرا، كتب الدكتور ألڤِن سيلڤِرسْتاين في كتابه قهر الموت (بالانكليزية): «سنحل لغز جوهر الحياة. سنفهم . . . كيف يشيخ الانسان». وبأية نتيجة؟ تنبأ: «لن يكون هنالك ‹مسنّون› في ما بعد، لأن المعرفة التي ستجعل قهر الموت ممكنا ستجلب ايضا الشباب الابدي». بعد التأمل في البحث العلمي الحديث في تركيبة البشر، هل تبدو فكرة الحياة الابدية بعيدة الاحتمال؟ هنالك سبب آخر مقنع اكثر ايضا للايمان بأن الحياة الابدية ممكنة.
الرغبة في العيش الى الابد
٨، ٩ اية رغبة طبيعية كانت لدى الناس على مرّ التاريخ؟
٨ هل لاحظتم مرة ان العيش الى الابد هو رغبة بشرية طبيعية؟ كتب طبيب في صحيفة المانية: «ربما يكون حلم الحياة الابدية قديما قِدَم البشر». تذكر دائرة المعارف البريطانية الجديدة (بالانكليزية) واصفة معتقدات بعض الاوروپيين القدامى: «الناس المستحقون سيعيشون الى الابد في قصر بهي له سقف من ذهب». وما ابعد الحدّ الذي وصل اليه الناس في محاولة إشباع هذه الرغبة في الحياة الابدية!
٩ تذكر دائرة المعارف الاميركية (بالانكليزية) انه قبل اكثر من ٠٠٠,٢ سنة في الصين، «اهمل الاباطرة وعامة الشعب على السواء، بقيادة الكهنة الطاويين، اعمالهم ليبحثوا عن اكسير الحياة» — الذي يُزعَم انه ينبوع الشباب. وعلى مرّ التاريخ، كان الناس يؤمنون انه بإمكانهم البقاء شبَّانا اذا تناولوا مشروبات ممزوجة متنوعة او حتى اذا شربوا انواعا معيَّنة من المياه.
١٠ اية محاولة عصرية هنالك لجعل الحياة المديدة ممكنة؟
١٠ وجديرة بالملاحظة بشكل مماثل الجهود العصرية لمحاولة إشباع رغبة الانسان الفطرية في الحياة الابدية. وأحد الامثلة البارزة هو تجميد الشخص الذي يموت نتيجة مرض على امل إعادة الحياة اليه في وقت ما في المستقبل عندما يُكتشَف علاج للمرض. كتب احد مؤيدي هذه الممارسة، المدعوة القرِّيات: «اذا تبيَّن ان تفاؤلنا مبرَّر وعُرِف كيف يُعالَج الضرر او يُصلَح — بما في ذلك ضعف الشيخوخة — فإن الذين ‹يموتون› الآن سيحظون بحياة مديدة بلا حدود في المستقبل».
١١ لماذا يرغب الناس في العيش الى الابد؟
١١ لذلك قد تسألون: لماذا الرغبة في الحياة الابدية متأصلة الى هذا الحد في تفكيرنا؟ لأن «[اللّٰه] جعل الابد في عقل الانسان». (جامعة ٣:١١، الترجمة القانونية المنقَّحة) وهذا امر يدعو الى التفكير الجدي! فكروا: لماذا تكون لدينا الرغبة الفطرية في العيش الى الابد اذا لم يكن قصد خالقنا ان يُشبع هذه الرغبة؟ وهل يكون مُحبًّا اذا خلقنا بالرغبة في الحياة الابدية ثم خيَّب املنا بعدم السماح لنا بتحقيق هذه الرغبة؟ — مزمور ١٤٥:١٦.
بمَن ينبغي ان نثق؟
١٢ اية ثقة يملكها البعض، ولكن هل تعتقدون ان لها اساسا راسخا؟
١٢ اين او فيمَ ينبغي ان نضع ثقتنا لنيل الحياة الابدية؟ هل في التكنولوجيا البشرية للقرن الـ ٢٠ او الـ ٢١؟ تحدثت مقالة «يريدون ان يعيشوا» في ذا نيويورك تايمز ماڠازين عن «اله: التكنولوجيا» وعن «الحماسة لإمكانيات التكنولوجيا». حتى انه يُقال ان احد الباحثين «واثق بابتهاج . . . ان تقنيات التلاعب الوراثي ستصير متوفرة في الوقت المناسب لتخلِّصنا اذ توقف الشيخوخة، وربما تعكسها». ولكنَّ كل الجهود البشرية لإيقاف الشيخوخة او قهر الموت هي دون جدوى.
١٣ كيف يدل تركيب دماغنا اننا مصمَّمون لنعيش الى الابد؟
١٣ ولكن هل يعني ذلك انه لا توجد وسيلة لنيل الحياة الابدية؟ كلا على الاطلاق! هنالك وسيلة! ان تركيب دماغنا الرائع، الذي لديه قدرة غير محدودة على التعلّم، ينبغي ان يقنعنا بذلك. فقد دعا الاختصاصي في علم الاحياء الجزيئي جيمس واطسون دماغنا «الشيء الاكثر تعقيدا الذي اكتشفناه حتى الآن في كوننا». وقال طبيب الاعصاب ريتشارد رستاك: «ليس هنالك في ايّ مكان من الكون المعروف شيء يشبهه ولو قليلا». فلماذا نملك دماغا بقدرة على تخزين واستيعاب معلومات غير محدودة وجسدا مصمَّما ليعيش الى الابد اذا لم نكن مخلوقين لنتمتع بالحياة الابدية؟!
١٤ (أ) ايّ استنتاج بشأن حياة البشر يشير اليه كتبة الكتاب المقدس؟ (ب) لماذا ينبغي ان نثق باللّٰه وليس بالانسان؟
١٤ ما هو الاستنتاج المنطقي والواقعي الوحيد الذي يمكن ان نصل اليه؟ ألا نستنتج ان صانعا كليّ القدرة وذكيا صمَّمنا وخلقنا لنتمكن من العيش الى الابد؟ (ايوب ١٠:٨؛ مزمور ٣٦:٩؛ ١٠٠:٣؛ ملاخي ٢:١٠؛ اعمال ١٧:٢٤، ٢٥) لذلك أفلا ينبغي ان نكون حكماء ونصغي الى المشورة الموحى بها التي تفوه بها صاحب المزمور في الكتاب المقدس: «لا تتَّكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاصَ عنده»؟ ولماذا لا ينبغي ان نتَّكل على الانسان؟ لأن صاحب المزمور كتب: «تخرج روحه فيعود الى ترابه. في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره». فعلا، رغم امكانية العيش الى الابد، يبقى الناس عاجزين امام الموت. يختتم صاحب المزمور: «طوبى لمَن . . . رجاؤه على الرب الهه». — مزمور ١٤٦:٣-٥.
هل هو حقا قصد اللّٰه؟
١٥ ماذا يُظهِر ان قصد اللّٰه هو ان نعيش الى الابد؟
١٥ ولكن قد تسألون: هل قصد يهوه حقا هو ان نتمتع بالحياة الابدية؟ نعم! فهو يعد بذلك في كلمته عشرات المرات. يؤكد لنا الكتاب المقدس ان ‹عطية اللّٰه هي حياة ابدية›. وكتب خادم اللّٰه يوحنا: «هذا هو الوعد الذي وعدنا [اللّٰه] به، الحياة الابدية». فلا عجب ان شابا سأل يسوع: «ايها المعلم، ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟». (روما ٦:٢٣؛ ١ يوحنا ٢:٢٥؛ متى ١٩:١٦) وقد كتب الرسول بولس عن «رجاء الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه، الذي لا يمكن ان يكذب، قبل ازمنة دهرية». — تيطس ١:٢.
١٦ بأيّ معنى ربما يكون اللّٰه قد وعد بالحياة الابدية «قبل ازمنة دهرية»؟
١٦ وماذا يعني ان اللّٰه وعد بالحياة الابدية «قبل ازمنة دهرية»؟ يعتقد البعض ان الرسول بولس عنى انه قبل خلق الزوجين الاولين، آدم وحواء، قصد اللّٰه ان يعيش البشر الى الابد. ولكن اذا كان بولس يشير الى وقت بعد خلق البشر وذكْر يهوه لقصده، فلا يزال من الواضح ان مشيئة اللّٰه تشمل الحياة الابدية للبشر.
١٧ لماذا طُرد آدم وحواء من جنة عدن، ولماذا أُقيم الكروبيم عند المدخل؟
١٧ يقول الكتاب المقدس انه في جنة عدن، «أنبت الرب الاله من الارض. . . شجرة الحياة». والسبب المعطى لطرد آدم من الجنة كان لئلا «يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا» — نعم، الى الابد! وبعد طرد آدم وحواء من جنة عدن، اقام يهوه «الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة». — تكوين ٢:٩؛ ٣:٢٢-٢٤.
١٨ (أ) ماذا كان الاكل من شجرة الحياة سيعني لآدم وحواء؟ (ب) ماذا مثَّل الاكل من هذه الشجرة؟
١٨ وماذا كان سيعني السماح بالاكل من شجرة الحياة لآدم وحواء؟ امتياز الحياة الابدية في الفردوس! خمَّن احد علماء الكتاب المقدس: «لا بدّ ان شجرة الحياة كان لها مفعول ما يُبقي الجسد البشري خاليا من عجز الشيخوخة، او من الانحطاط المؤدي الى الموت». حتى انه ادَّعى: «كانت في الفردوس اعشاب لها مفعول قادر على إبطال آثار» الشيخوخة. إلا ان الكتاب المقدس لا يقول ان شجرة الحياة في حدّ ذاتها كانت تملك كما يبدو خصائص تعطي الحياة. ولكنَّ الشجرة كانت ببساطة تمثِّل ضمانة اللّٰه ان ينال مَن يُسمح له بأن يأكل من ثمرها الحياة الابدية. — كشف ٢:٧.
قصد اللّٰه لم يتغير
١٩ لماذا مات آدم، ولماذا نموت نحن ذريته ايضا؟
١٩ عندما اخطأ آدم، خسر الحق في الحياة الابدية وخسَّر كامل ذريته غير المولودة بعد حقهم ايضا. (تكوين ٢:١٧) وعندما صار خاطئا بسبب عدم طاعته، صار مَعيبا، ناقصا. ومن ذلك الحين فصاعدا، صار جسد آدم مبرمجا ليموت. وكما يقول الكتاب المقدس: «اجرة الخطية هي موت». (روما ٦:٢٣) وعلاوة على ذلك، صارت ذرية آدم الناقصة ايضا مبرمجة لتموت، لا لتعيش حياة ابدية. يوضح الكتاب المقدس: «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس لأنهم جميعا اخطأوا». — روما ٥:١٢.
٢٠ ماذا يدل ان الناس خُلقوا ليعيشوا الى الابد على الارض؟
٢٠ ولكن ماذا لو لم يخطئ آدم؟ ماذا لو لم يعصِ على اللّٰه ومُنح الاذن ليأكل من شجرة الحياة؟ اين كان سيتمتع بهبة اللّٰه للحياة الابدية؟ في السماء؟ كلا! فاللّٰه لم يقل شيئا يشير الى ان آدم سيصعد الى السماء. فتعيين عمله كان هنا على الارض. يوضح الكتاب المقدس ان يهوه اللّٰه «انبت . . . من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل». ويقول: «اخذ الرب الاله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها». (تكوين ٢:٩، ١٥) وبعد خلق حواء كرفيقة لآدم، أُعطيا تعيينات عمل اضافية هنا على الارض. فقد قال اللّٰه لهما: «أثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض». — تكوين ١:٢٨.
٢١ اية آمال رائعة كانت لدى البشرين الاولين؟
٢١ فكِّروا في الآمال الارضية الرائعة التي فتحتها هذه الارشادات من اللّٰه امام آدم وحواء. فكانا سيربِّيان ابناء وبنات اصحاء كاملا في فردوس ارضي. وفيما يكبر اولادهما الاحباء، كانوا سيشتركون معهما في الاثمار والقيام بالعمل الممتع في الجنة لصيانة هذا الفردوس. وإذ تكون جميع الحيوانات خاضعة للجنس البشري، كانوا سيعيشون حياة تجلب الاكتفاء. فكِّروا في الفرح الناتج عن توسيع حدود جنة عدن بحيث تصير اخيرا الارض بكاملها فردوسا! هل ترغبون في التمتع بالحياة مع اولاد كاملين في موطن ارضي جميل كهذا، دون القلق بشأن الشيخوخة والموت؟ دعوا رغبة قلبكم تجيب عن هذا السؤال.
٢٢ لماذا يمكن ان نكون على يقين ان اللّٰه لم يغيِّر قصده للأرض؟
٢٢ اذًا، هل غيَّر اللّٰه قصده ان يعيش البشر الى الابد في الفردوس على الارض عندما عصى آدم وحواء وطُردا من جنة عدن؟ كلا على الاطلاق! فأن يفعل اللّٰه ذلك يعني ان يعترف بالهزيمة في ما يتعلق بقدرته على انجاز قصده الاصلي. ويمكننا ان نثق بأن اللّٰه يفعل ما يعد به، كما يعلن هو نفسه: «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما ارسلتها له». — اشعياء ٥٥:١١.
٢٣ (أ) ماذا يؤكد ان قصد اللّٰه هو ان يعيش الميالون الى البر الى الابد على الارض؟ (ب) ايّ موضوع سنعالجه في المقالة التالية؟
٢٣ أما ان قصد اللّٰه للارض لم يتغيَّر فيتَّضح في الكتاب المقدس حيث يعد اللّٰه: «الصدِّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد». حتى ان يسوع المسيح قال في موعظته الشهيرة على الجبل ان الودعاء سيرثون الارض. (مزمور ٣٧:٢٩؛ متى ٥:٥) ولكن كيف ننال الحياة الابدية، وماذا يجب ان نفعل لنتمتع بهذه الحياة؟ هذا ما ستعالجه المقالة التالية.
-
-
الطريق الوحيد الى الحياة الابديةبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
الطريق الوحيد الى الحياة الابدية
«انا الطريق والحق والحياة». — يوحنا ١٤:٦.
١، ٢ بماذا شبَّه يسوع الطريق الى الحياة الابدية، وما هو مغزى مثله هذا؟
يشبِّه يسوع، في موعظته الشهيرة على الجبل، الطريق الى الحياة الابدية بطريق يدخله الشخص عبر بوابة. لاحظوا ان يسوع يشدِّد ان هذا الطريق الى الحياة ليس طريقا سهلا، قائلا: «ادخلوا من البوابة الضيقة؛ لأنه واسع ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك، وكثيرون هم الداخلون منه؛ انما ضيقة البوابة وحرج الطريق الذي يؤدي الى الحياة [الابدية]، وقليلون هم الذين يجدونه». — متى ٧:١٣، ١٤.
٢ هل تفهمون مغزى هذا المثل؟ ألا يكشف انه لا يوجد إلا سبيل، او طريق، واحد يؤدي الى الحياة وأنه يلزم انتباه شديد لئلا نشرد عن طريق الحياة هذا؟ فما هو هذا الطريق الوحيد الى الحياة الابدية؟
دور يسوع المسيح
٣، ٤ (أ) كيف يُظهِر الكتاب المقدس دور يسوع الحيوي في خلاصنا؟ (ب) متى كشف اللّٰه لأول مرة ان الجنس البشري يمكن ان ينال الحياة الابدية؟
٣ من الواضح ان يسوع يلعب دورا مهما له علاقة بهذا الطريق، كما أعلن رسوله بطرس: «لا خلاص بأحد غيره، لأنه ليس اسم آخر تحت السماء [غير اسم يسوع] أُعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص». (اعمال ٤:١٢) وبشكل مماثل، قال الرسول بولس: «أما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا». (روما ٦:٢٣) وقد كشف يسوع نفسه ان الطريق الوحيد الى الحياة الابدية هو بواسطته عندما قال: «انا الطريق والحق والحياة». — يوحنا ١٤:٦.
٤ لذلك من المهم ان نقبل دور يسوع في جعل الحياة الابدية ممكنة. فلنفحص دوره عن كثب. هل تعرفون متى قال يهوه اللّٰه، بعدما اخطأ آدم، ان الجنس البشري يمكن ان يتمتع بالحياة الابدية؟ كان ذلك فورا بعد سقوط آدم في الخطية. فلنفحص الآن كيف أُنبئ لأول مرة بتدبير يسوع المسيح كمخلِّص للجنس البشري.
النسل الموعود به
٥ كيف نحدِّد هوية الحية التي اغوت حواء؟
٥ حدَّد يهوه بلغة مجازية هوية المخلِّص الموعود به عندما اصدر الحكم على «الحية» التي كانت قد تكلمت مع حواء وأغرتها ان تعصي اللّٰه بالاكل من الثمرة المحرَّمة. (تكوين ٣:١-٥) وطبعا، لم تكن هذه الحية حرفية. فقد كانت مخلوقا روحانيا قويا تُحدَّد هويته في الكتاب المقدس انه ‹الحية الاولى المدعوة ابليس والشيطان›. (كشف ١٢:٩) واستخدم الشيطان هذا الحيوان الوضيع كناطق بلسانه في اغواء حواء. لذلك قال اللّٰه للحية، وهو يُصدِر الحكم على الشيطان: «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها. هو [نسل المرأة] يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقبه». — تكوين ٣:١٥.
٦، ٧ (أ) مَن هي المرأة التي تلد ‹النسل›؟ (ب) مَن هو النسل الموعود به، وماذا ينجز؟
٦ ومَن هي هذه «المرأة» التي بينَها وبين الشيطان عداوة، او كراهية؟ تماما كما ان «الحية الاولى» تُحدَّد هويتها في الكشف الاصحاح ١٢، كذلك تُحدَّد هوية المرأة التي يكرهها الشيطان. لاحظوا انه في العدد ١ يُقال انها «متسربلة بالشمس، والقمر تحت قدمَيها، وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجما». تمثِّل هذه المرأة هيئة اللّٰه السماوية من الملائكة الامناء، و‹الابن الذكر› الذي تلده يمثِّل ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع المسيح كملك. — كشف ١٢:١-٥.
٧ ومَن هو اذًا ‹نسل› او ذرية المرأة المذكور في التكوين ٣:١٥ والذي سيسحق «رأس» الشيطان، مسدِّدا اليه الضربة القاضية؟ انه الذي ارسله اللّٰه من السماء ليولد بشكل عجائبي من عذراء، نعم، الانسان يسوع. (متى ١:١٨-٢٣؛ يوحنا ٦:٣٨) ويكشف الاصحاح ١٢ من الكشف ان هذا النسل، يسوع المسيح، بصفته حاكما سماويا مُقاما، سيأخذ القيادة في الانتصار على الشيطان ويؤسس ‹ملكوت الهنا وسلطة مسيحه›، كما تقول الكشف ١٢:١٠.
٨ (أ) ايّ شيء جديد زوَّده اللّٰه في ما يتعلق بقصده الاصلي؟ (ب) مَن يؤلفون حكومة اللّٰه الجديدة؟
٨ وهذا الملكوت الذي تحت اشراف يسوع المسيح هو اذًا شيء جديد زوَّده اللّٰه في ما يتعلق بقصده الاصلي للبشر ان يتمتعوا بالحياة الابدية على الارض. فبعد تمرد الشيطان، اتَّخذ يهوه الاجراء فورا ليُبطل كل العواقب الوخيمة للشر بواسطة حكومة الملكوت الجديدة هذه. وعندما كان يسوع على الارض كشف انه لن يكون وحده في حكم هذه الحكومة. (لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) فكان آخرون سيُختارون من بين الجنس البشري، وسينضمون اليه في السماء ليشتركوا في الحكم، مؤلِّفين بالتالي جزءا ثانويا من نسل المرأة. (غلاطية ٣:١٦، ٢٩) ويُقال في الكتاب المقدس ان عدد هؤلاء الحكام المعاونين مع يسوع — المأخوذين جميعا من بين الجنس البشري الخاطئ على الارض — هو ٠٠٠,١٤٤. — كشف ١٤:١-٣.
٩ (أ) لماذا كان يلزم ان يأتي يسوع الى الارض كشخص بشري؟ (ب) كيف ابطل يسوع اعمال ابليس؟
٩ ولكن قبل ان يتمكن هذا الملكوت من الابتداء بحكمه، من الحيوي ان يظهر الجزء الرئيسي من النسل، يسوع المسيح، هنا على الارض. ولماذا؟ لأنه معيَّن من يهوه اللّٰه ليكون الشخص الذي «يحبط [او يُبطِل] اعمال ابليس». (١ يوحنا ٣:٨) وشملت اعمال الشيطان استمالة آدم ليخطئ، مما جلب حكم الخطية والموت على ذريته كلها. (روما ٥:١٢) وقد ابطل يسوع عمل ابليس هذا ببذل نفسه فدية. وهكذا زوَّد اساسا لإعتاق الجنس البشري من حكم الخطية والموت ولفتح الطريق الى الحياة الابدية. — متى ٢٠:٢٨؛ روما ٣:٢٤؛ افسس ١:٧.
ما تنجزه الفدية
١٠ ايّ تشابه هنالك بين يسوع وآدم؟
١٠ بما ان حياة يسوع نُقلت من السماء الى رحم امرأة، فقد وُلد انسانا كاملا، غير ملوث بالخطية من آدم. وكانت لديه إمكانية العيش الى الابد على الارض. وقد خُلق آدم كذلك انسانا كاملا بأمل التمتع بحياة ابدية على الارض. وبولس كان يفكِّر في التشابه بين هذين الرجلين عندما كتب: «‹صار الانسان الاول آدم نفسا حية›. وصار آدم الاخير [يسوع المسيح] روحا مُحيِيا. الانسان الاول من الارض ترابي؛ والانسان الثاني من السماء». — ١ كورنثوس ١٥:٤٥، ٤٧.
١١ (أ) كيف اثّر آدم ويسوع في الجنس البشري؟ (ب) كيف ينبغي ان ننظر الى ذبيحة يسوع؟
١١ ويشدَّد على التشابه بين هذين الرجلين الكاملين الوحيدين اللذين عاشا على الارض في قول الكتاب المقدس ان يسوع «بذل نفسه فدية معادلة عن الجميع». (١ تيموثاوس ٢:٦) فلمَن كان يسوع معادلا؟ لآدم عندما كان انسانا كاملا! لقد انتجت خطية آدم الاول الحكم بالموت على العائلة البشرية بكاملها. وتزوِّد ذبيحة «آدم الاخير» اساس الانقاذ من الخطية والموت، بحيث يمكننا ان نعيش الى الابد. فما اثمن ذبيحة يسوع! ذكر الرسول بطرس: «لم تُنقَذوا بأشياء قابلة للفساد، بفضة او ذهب». وبالاحرى، اوضح بطرس: «بدم كريم، كما من حمل لا شائبة فيه ولا وصمة، دم المسيح». — ١ بطرس ١:١٨، ١٩.
١٢ كيف يصف الكتاب المقدس إبطال الحكم علينا بالموت؟
١٢ يصف الكتاب المقدس وصفا جميلا إبطال الحكم بالموت على العائلة البشرية، قائلا: «بزلة واحدة [زلة آدم] كانت الادانة لشتى الناس، كذلك ايضا بعمل تبرير واحد [كامل مسلك امانة يسوع الذي انتهى بموته] يكون تبرير شتى الناس للحياة. لأنه كما بعصيان الانسان الواحد [آدم] جُعل الكثيرون خطاة، كذلك ايضا بطاعة الواحد [يسوع] سيُجعل الكثيرون ابرارا». — روما ٥:١٨، ١٩.
رجاء مجيد
١٣ لماذا يشعر كثيرون هكذا حيال العيش الى الابد؟
١٣ ينبغي ان يجعلنا تدبير اللّٰه هذا سعداء جدا! أفلا يسركم تزويد مخلِّص؟ عندما طُرح السؤال: «هل يروقكم رجاء العيش الى الابد؟» في استطلاع اجرته صحيفة في مدينة اميركية رئيسية، كان من المدهش ان يجيب ٤,٦٧ في المئة من الذين سُئلوا: «كلا». ولماذا قالوا انهم لا يريدون ان يعيشوا الى الابد؟ كما يبدو لأن الحياة على الارض مرتبطة الآن بمشاكل كثيرة جدا. قالت واحدة منهم: «لا تروقني الفكرة كيف سأبدو بعمر ٢٠٠ سنة».
١٤ لماذا سيكون العيش الى الابد امرا ممتعا جدا؟
١٤ لكنَّ الكتاب المقدس لا يتكلم عن العيش الى الابد في عالم يعاني فيه الناس المرض والشيخوخة والمآسي الاخرى. كلا، فيسوع، اذ يكون حاكم ملكوت اللّٰه، سيُبطل كل هذه المشاكل التي يسبِّبها الشيطان. وبحسب الكتاب المقدس، فإن ملكوت اللّٰه ‹سيسحق ويفني كل› حكومات هذا العالم الظالمة. (دانيال ٢:٤٤) واستجابة للصلاة التي علَّمها يسوع لأتباعه، ستكون آنذاك «مشيئة» اللّٰه «كما في السماء كذلك على الارض». (متى ٦:٩، ١٠) وفي عالم اللّٰه الجديد، بعد ان تُطهَّر الارض من كل شر، ستُطبَّق كاملا فوائد فدية يسوع. نعم، سيستعيد كل المؤهلين الصحة الكاملة!
١٥، ١٦ كيف ستكون الاحوال في عالم اللّٰه الجديد؟
١٥ وسيتم ما يقوله هذا المقطع الموجود في الكتاب المقدس في الناس العائشين في عالم اللّٰه الجديد: «يصير لحمه اغضّ من لحم الصبي ويعود الى ايام شبابه». (ايوب ٣٣:٢٥) وسيتم ايضا وعد الكتاب المقدس: «تتفقح عيون العمي وآذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالأُيَّل ويترنم لسان الاخرس». — اشعياء ٣٥:٥، ٦.
١٦ تخيلوا الوضع: مهما كان عمرنا، ٨٠ أو ٨٠٠ أو حتى اكبر، فستظل صحتنا الجسدية ممتازة. يعد الكتاب المقدس: «لا يقول ساكن انا مرضت». وسيتم آنذاك هذا الوعد ايضا: «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد. فالامور السابقة قد زالت». — اشعياء ٣٣:٢٤؛ كشف ٢١:٣، ٤.
١٧ اية انجازات يمكن ان نتوقعها من الناس في عالم اللّٰه الجديد؟
١٧ وفي هذا العالم الجديد، سنتمكن من استخدام دماغنا الرائع كما قصد خالقنا عندما صمَّمه بقدرة غير محدودة على التعلم. تخيَّلوا الامور الرائعة التي يمكن ان ننجزها! فحتى البشر الناقصون انتجوا من مستودع العناصر في الارض كل ما نراه حولنا: الهاتف الخَلَوي، الميكروفون، الساعة، جهاز النداء، الكمپيوتر، الطائرة، نعم، كل ما يخطر ببالكم من اشياء. ولم يُصنع ايّ منها من مواد جُلبت من مكان بعيد في الكون. وإذ تكمن امامنا حياة بلا نهاية، ستكون امكانية الانجاز الخلّاق في الفردوس الارضي القادم بلا حدود! — اشعياء ٦٥:٢١-٢٥.
١٨ لماذا لن تكون الحياة مملَّة ابدا في عالم اللّٰه الجديد؟
١٨ ولن تكون الحياة مملَّة. فحتى الآن نشتاق الى وجبتنا التالية، رغم اننا تناولنا عشرات آلاف الوجبات. وفي الكمال البشري، سنتمتع اكثر ايضا بنتاج الارض الفردوسية اللذيذ. (اشعياء ٢٥:٦) وسنتمتع الى الابد بالاعتناء بالحياة الحيوانية الوافرة في الارض وبالمشاهد الرائعة لغروب الشمس، الجبال، الانهار، والاودية. حقا، لن تكون الحياة في عالم اللّٰه الجديد رتيبة ابدا! — مزمور ١٤٥:١٦.
بلوغ مطالب اللّٰه
١٩ لماذا من المنطقي الاعتقاد ان هنالك مطالب لنيل عطية الحياة من اللّٰه؟
١٩ هل تتوقعون نيل هبة اللّٰه العظيمة، هبة الحياة الابدية في الفردوس، دون بذل ايّ جهد؟ أليس من المنطقي ان يطلب اللّٰه شيئا؟ بلى، دون شك! فاللّٰه لن يمنحنا هذه الهبة دون ان نفعل شيئا. فهو يجعلها في متناولنا ولكن علينا ان نمدّ يدنا لنأخذها. نعم، ان الجهد مطلوب. ولكن قد تطرحون السؤال عينه الذي طرحه الشاب الغني على يسوع: «ايّ صلاح عليّ ان اعمل لأنال الحياة الابدية؟». او قد تصوغون السؤال كما طرحه حافظ سجن من فيلبي على الرسول بولس: «ماذا عليّ ان افعل لكي اخلص؟». — متى ١٩:١٦؛ اعمال ١٦:٣٠.
٢٠ ايّ مطلب اساسي هنالك لنيل الحياة الابدية؟
٢٠ اظهر يسوع في الليلة التي سبقت موته مطلبا اساسيا في صلاة الى ابيه السماوي: «هذا يعني الحياة الابدية: ان يستمروا في نيل المعرفة عنك، انت الاله الحق الوحيد، وعن الذي ارسلته، يسوع المسيح». (يوحنا ١٧:٣) أليس مطلبا منطقيا ان ننال المعرفة عن يهوه، الذي جعل الحياة الابدية ممكنة، والمعرفة عن الذي مات من اجلنا، يسوع المسيح؟ ولكنَّ المطلوب هو اكثر من مجرد نيل المعرفة.
٢١ كيف نُظهِر اننا نبلغ مطلب ممارسة الايمان؟
٢١ يقول الكتاب المقدس: «الذي يمارس الايمان بالابن له حياة ابدية». ثم يضيف: «الذي يعصي الابن لن يرى حياة، بل يستقر عليه سخط اللّٰه». (يوحنا ٣:٣٦) يمكنكم ان تُظهِروا انكم تمارسون الايمان بالابن بالقيام بتغييرات في حياتكم وجعلها منسجمة مع مشيئة يهوه. ويجب ان ترفضوا ايّ مسلك خاطئ ربما كنتم تتبعونه وتتَّخذوا الاجراء لفعل ما يرضي اللّٰه. ويلزم ان تفعلوا ما اوصى به الرسول بطرس: «توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم، لكي تأتي اوقات الانتعاش من حضرة يهوه». — اعمال ٣:١٩.
٢٢ اية اجراءات يشملها اتِّباع خطوات يسوع؟
٢٢ فلا ننسَ ابدا انه لا يمكننا التمتع بالحياة الابدية إلا بممارسة الايمان بيسوع. (يوحنا ٦:٤٠؛ ١٤:٦) ونحن نُظهِر اننا نمارس الايمان بيسوع ‹باتِّباع خطواته بدقة›. (١ بطرس ٢:٢١) وماذا يشمل ذلك؟ قال يسوع في صلاة الى اللّٰه: «ها انا آتٍ . . . لأفعل مشيئتك، يا اللّٰه». (عبرانيين ١٠:٧) فمن الحيوي ان تتمثلوا بيسوع في الموافقة على فعل مشيئة اللّٰه ونذر حياتكم ليهوه. بعدئذ، يلزم ان ترمزوا الى انتذاركم بمعمودية الماء؛ فيسوع ايضا قدَّم نفسه للمعمودية. (لوقا ٣:٢١، ٢٢) واتِّخاذ هذه الخطوات منطقي جدا. فقد ذكر الرسول بولس ان «المحبة التي عند المسيح تُلزمنا». (٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥) وكيف ذلك؟ ان المحبة هي ما دفع يسوع الى بذل حياته من اجلنا. أفلا ينبغي ان تُلزمنا ان نتجاوب بممارسة الايمان به؟ نعم، ينبغي ان تُلزمنا بالاقتداء بمثاله الحبي في بذل نفسه في مساعدة الآخرين. فقد عاش المسيح لأجل فعل مشيئة اللّٰه، وهذا ما يجب ان نفعله نحن ايضا بأن لا نعيش في ما بعد لأنفسنا.
٢٣ (أ) الى ماذا يجب ان ينضم الذين ينالون الحياة؟ (ب) ماذا يُطلب من الذين في الجماعة المسيحية؟
٢٣ ولكنَّ هذه الامور ليست نهاية المطاف. فالكتاب المقدس يقول ان ٠٠٠,٣ شخص ‹انضموا› عندما اعتمدوا يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. فإلى ماذا انضموا؟ يوضح لوقا: «كانوا يعكفون على تعليم الرسل والشركة». (اعمال ٢:٤١، ٤٢) نعم، كانوا يجتمعون معا لدرس الكتاب المقدس والمعاشرة وهكذا يكونون قد انضموا الى، او صاروا جزءا من، الجماعة المسيحية. فكان المسيحيون الاولون يحضرون قانونيا الاجتماعات من اجل نيل الارشاد الروحي. (عبرانيين ١٠:٢٥) وهذا ما يفعله ايضا شهود يهوه اليوم ويودون ان يشجعوكم على حضور هذه الاجتماعات معهم.
٢٤ ما هي «الحياة الحقيقية»، وكيف ومتى ستتحقق؟
٢٤ هنالك ملايين الآن يسلكون الطريق الحرج الذي يؤدي الى الحياة الابدية. والبقاء في هذا الطريق الحرج يتطلب الجهد! (متى ٧:١٣، ١٤) وهذا ما اشار اليه الرسول بولس في مناشدته القلبية: «جاهد جهاد الايمان الحسن، امسك بإحكام بالحياة الابدية التي اليها دُعيت». وهذا الجهاد لازم ‹للامساك بإحكام بالحياة الحقيقية›. (١ تيموثاوس ٦:١٢، ١٩) وهذه الحياة ليست الحياة الحاضرة الملآنة بالآلام والاوجاع والمعاناة التي جلبتها لنا خطية آدم. وبالاحرى، انها الحياة في عالم اللّٰه الجديد، الذي سيأتي قريبا حين تطبَّق ذبيحة المسيح الفدائية لأجل كل محبي يهوه اللّٰه وابنه بعد ازالة نظام الاشياء هذا. فلنختر جميعا الحياة — «الحياة الحقيقية» — الحياة الابدية في عالم اللّٰه الجديد المجيد.
-