مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ايّ رجاء هنالك بحياة اطول؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • ايّ رجاء هنالك بحياة اطول؟‏

      ‏«الانسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا.‏» ‏—‏ كلمات ايوب المسجَّلة في ايوب ١٤:‏١‏.‏

      كم من مرة وُصف قِصَر الحياة بلغة شعرية!‏ وكأيوب،‏ قال كاتب من القرن الاول:‏ «ان [حياتكم] بخار يظهر قليلا ثم يضمحل.‏» —‏ يعقوب ٤:‏١٤‏.‏

      وهل لاحظتم انتم ايضا ان الحياة قصيرة على نحو يُرثى له؟‏ قبل ٤٠٠ سنة تقريبا،‏ كتب وليَم شكسپير:‏ «ايها النور المستعار هنيهة.‏ ما الحياة؟‏ إنْ هي إلا ظل عابر.‏» وفي القرن الماضي،‏ سأل احد رؤساء الهنود الاميركيين:‏ «ما هي الحياة؟‏» ثم اجاب:‏ «انها وميض ذبابة سراج الليل في الظلام.‏»‏

      كم يتوقع البشر ان يكون طول حياتهم؟‏ وصف النبي موسى الحالة في ايامه منذ ٥٠٠‏,٣ سنة تقريبا:‏ «ايام سنينا هي سبعون سنة.‏ وإن كانت مع القوة فثمانون سنة وأفخرها تعب وبَلِيَّة.‏ لأنها تُقرَض سريعا فنطير.‏» —‏ مزمور ٩٠:‏١٠‏.‏

      سبعون سنة —‏ اي مجرد ٥٦٧‏,٢٥ يوما.‏ و ٨٠ سنة تتألف من ٢١٩‏,٢٩ يوما فقط.‏ انها لقليلة حقا!‏ فهل من امر يمكن فعله لإطالة الحياة البشرية؟‏

      هل يمكن ان يساعد علم الطب؟‏

      ذكرت مجلة العِلم:‏ «ازداد العمر المتوقَّع عند الولادة [في الولايات المتحدة] من ٤٧ سنة في السنة ١٩٠٠ الى ٧٥ سنة تقريبا في السنة ١٩٨٨.‏» ونتيجة انخفاض نسبة وفيات الاطفال من جراء تحسين العناية الصحية والتغذية،‏ يمكن الآن ان يتوقع الناس في الولايات المتحدة ان يحيوا تقريبا المدة التي ذكرها موسى.‏ ولكن هل هنالك زيادات مثيرة متوقعة على صعيد طول حياة معظم الناس؟‏

      على نحو يثير الاهتمام،‏ قال ليونارد هايفليك،‏ خبير بارز في مجال التقدم في السنّ،‏ في كتابه كيف ولماذا نشيخ:‏ «ان ما أُحرِز من تقدُّم في الابحاث الطبية الاحيائية وما جرى تحقيقه في العناية الطبية المحسَّنة في هذا القرن كان لهما بالتأكيد تأثير في طول عمر الانسان،‏ إنما فقط بجعل مزيد من الناس يناهزون الحدّ الاقصى الثابت لمدى حياة البشر.‏» لذلك اوضح:‏ «لقد ازداد العمر المتوقَّع،‏ أما مدى الحياة فلم يزدَد؛‏ ومهم جدا تمييز هذا من ذاك.‏»‏

      وما هو «الحدّ الاقصى الثابت» لمدى حياة الانسان؟‏ يقول البعض انه من غير المؤكَّد ان يكون احد في الآونة الاخيرة قد تجاوز الـ‍ ١١٥ من العمر.‏ لكنَّ مجلة العِلم قالت:‏ «ابتداء من سنة ١٩٩٠،‏ ان اكبر معمِّر أُثبت عمره عاش اكثر بقليل من ١٢٠ سنة.‏» وفي اوائل هذه السنة قام وزير الصحة الفرنسي مع حشد من المراسلين الصحفيين والمصوِّرين بزيارة جانّ كالمان من مدينة آرْل الفرنسية،‏ احياءً لذكرى ميلادها الـ‍ ١٢٠.‏ وموسى ايضا عاش حتى الـ‍ ١٢٠ من العمر،‏ وهذا اكثر بكثير من المعدل.‏ —‏ تثنية ٣٤:‏٧‏.‏

      وهل يقدِّم العلماء رجاء بأن الناس يمكن عموما ان يعيشوا مدة حياة طويلة كهذه او اكثر؟‏ كلا،‏ معظمهم لا يفعل ذلك.‏ قال عنوان رئيسي في ديترويت نيوز:‏ «يقول الباحثون ان ٨٥ سنة يمكن ان تكون الحدّ الاقصى لمعدل مدى الحياة.‏» وفي المقالة قال س.‏ جاي أولشانسكي،‏ مرجع مُعتَبر في مجال التقدُّم في السنّ:‏ «حالما يتجاوز الناس الـ‍ ٨٥ من العمر،‏ يموتون من قصور اعضاء متعدِّدة.‏ انهم يتوقَّفون عن التنفُّس.‏ وبصورة رئيسية يموتون من الشيخوخة.‏ ولا علاج لذلك.‏» ثم اضاف:‏ «وإن لم تُعكس عملية شيخوخة الخلايا البشرية،‏ فلن يعود هنالك مزيد من الزيادات المثيرة في العمر المتوقَّع.‏»‏

      وذكرت مجلة العِلم انه ربما «تجري الآن مناهزة الحدّ الاقصى لطول العمر وأنه يُستبعَد حدوث انخفاضات مهمة اضافية في معدل الوفيات.‏» ويُقال انه اذا امكن ازالة كل اسباب الموت المبلَّغ بها في شهادات الوفيات،‏ فسيزداد العمر المتوقَّع اقل من ٢٠ سنة.‏

      لذلك فإن علماء كثيرين لا يعتبرون طول حياة الانسان امرا غريبا او عرضة للتغيُّر.‏ ولكن لماذا من المنطقي ان نؤمن بأن البشر سيحيون اخيرا حياة اطول بكثير؟‏

  • مصمَّمون لنعيش الى الابد
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • مصمَّمون لنعيش الى الابد

      الجسم البشري مصمَّم بطريقة رائعة.‏ ونموُّه إنما هو اعجوبة.‏ هتف كاتب قديم:‏ «اني قد امتزتُ عجبا.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏)‏ وإذ يدرك تماما بعض العلماء العصريين عجائب الجسم البشري يجدون التقدُّم في السنّ والموت لغزا.‏ فهل هما كذلك بالنسبة اليكم؟‏

      كتب عالِم الاحياء ستيڤن أوستاد من جامعة هارڤرد:‏ «يدهشني ان عددا متزايدا من الناس لا يدركون ان [التقدُّم في السنّ] هو لغز احيائي اساسي لأنه امر يواجهنا على الدوام.‏» فواقع ان كل فرد يشيخ،‏ كما ذكر أوستاد،‏ «يجعل [التقدُّم في السنّ] يبدو محيِّرا اقلّ.‏» ولكن،‏ عندما تفكرون مليا في الامر،‏ هل تجدون التقدُّم في السنّ والموت امرَين منطقيَّين؟‏

      في السنة الماضية،‏ اعترف الدكتور ليونارد هايفليك في كتابه كيف ولماذا نشيخ بروائع حياة البشر ونموّهم وكتب:‏ «بعد ان صنعَت الطبيعة العجائب التي تنقلنا من الحبل الى الولادة ثم الى البلوغ الجنسي والرشد،‏ اختارت ان لا تبتكر ما يبدو آلية ابسط تُبقي هذه العجائب الى الابد.‏ وهذه البصيرة حيَّرت طوال عقود الاختصاصيين في علم الشيخوخة الاحيائية [الذين يدرسون الاوجه البيولوجية للتقدُّم في السنّ].‏»‏

      فهل التقدُّم في السنّ والموت يحيِّرانكم انتم ايضا؟‏ وأيّ قصد يخدمان؟‏ علَّق هايفليك:‏ «في الواقع،‏ يبدو ان كل الحوادث البيولوجية من الحبل الى البلوغ لها قصد،‏ أما التقدُّم في السنّ فليس له قصد.‏ وليس واضحا سبب وجوب حدوث التقدُّم في السنّ.‏ ومع اننا نعرف الكثير عن بيولوجيا التقدُّم في السنّ .‏ .‏ .‏،‏ يلزمنا بعدُ ان نواجه النتيجة المحتومة للتقدُّم في السنّ العديم القصد الذي يليه الموت.‏»‏

      أمِن المحتمل انه لم يُقصد ان نشيخ ونموت بل ان نحيا الى الابد على الارض؟‏

      الرغبة في العيش

      تدركون بالتأكيد ان كل شخص تقريبا يستاء من الشيخوخة والموت.‏ وفي الواقع،‏ يخيف توقُّع ذلك كثيرين من الناس.‏ كتب الطبيب شيروِن ب.‏ نولَند في كتابه كيف نموت:‏ «لا يبدو ان احدا منا قادر نفسيا على مواجهة فكرة حالة موته،‏ فكرة عدم الوعي الدائم حيث لا خلاء او فراغ —‏ حيث لا وجود إلّا للعدم.‏» وهل تعرفون احدا يريد ان يشيخ،‏ يمرض،‏ ويموت؟‏

      ولكن اذا كانت الشيخوخة والموت امرَين طبيعيَّين وجزءا من خطة رئيسية،‏ أفلا نرحِّب بهما؟‏ ولكننا لا نفعل ذلك.‏ ولماذا؟‏ الجواب موجود في طريقة صُنعنا.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ ‹وضع [اللّٰه] الابدية ايضا في اذهاننا.‏› (‏جامعة ٣:‏١١‏،‏ باينتون‏)‏ وبسبب هذه الرغبة في مستقبل لا نهاية له،‏ يبحث الناس لزمن طويل عما يُدعى نبع الشباب.‏ فهم يريدون ان يبقوا شبَّانا الى الابد.‏ وهذا يثير السؤال،‏ هل لدينا امكانية العيش حياة اطول؟‏

      مصمَّمة لاصلاح نفسها

      كتب عالِم الاحياء أوستاد في مجلة التاريخ الطبيعي،‏ عارضًا وجهة النظر الشائعة:‏ «لقد اعتدنا ان ننظر الى انفسنا والحيوانات الاخرى كما ننظر الى الآلات:‏ لا مفرّ من ان نبلى.‏» ولكنَّ ذلك ليس صحيحا.‏ «فالعضويات البيولوجية تختلف جوهريا عن الآلات،‏» كما يقول أوستاد.‏ «انها تصلح نفسها:‏ الجروح تلتئم،‏ العظام تُجبَر،‏ المرض يزول.‏»‏

      لذلك ينشأ السؤال المثير للاستغراب،‏ لماذا نشيخ؟‏ وكما سأل أوستاد:‏ «لماذا اذًا يجب ان تكون [العضويات البيولوجية] عرضة لأن تبلى تماما كما تبلى الآلات؟‏» وبما ان انسجة الجسم تستبدل نفسها بأخرى،‏ ألا يمكن ان تستمر في ذلك الى الابد؟‏

      في مجلة ديسْكَڤ‍ر،‏ ناقش عالِم الاحياء المؤيِّد للتطور جارِد دايمُند المقدرة المدهشة للعضويات على إصلاح نفسها.‏ وكتب:‏ «في ما يتعلق بأجسادنا،‏ ان ابرز مثال ملموس لضبط الضرر هو التئام الجروح الذي به نُصلح الضرر الذي يصيب جلدنا.‏ وحيوانات كثيرة يمكن ان تحرز نتائج مذهلة اكثر منا بكثير:‏ فالعظايات يمكنها ان تجدِّد اذنابَها المبتورة،‏ نجوم البحر والسرطانات اطرافَها،‏ وقثائيات البحر امعاءَها.‏»‏

      وفي ما يتعلق باستبدال الاسنان،‏ ذكر دايمُند:‏ «في مدى حياتهم يُنمي البشر مجموعتين،‏ الفيلة ستّ مجموعات،‏ وأسماك القرش عددا غير محدود.‏» ثم اوضح:‏ «يتواصل الاستبدال القانوني ايضا على مستوى مجهري.‏ فنحن نستبدل الخلايا التي تبطِّن امعاءنا مرة كل بضعة ايام،‏ والتي تبطِّن المثانة مرة كل شهرين،‏ وخلايا دمنا الحمراء مرة كل اربعة اشهر.‏

      ‏«وعلى مستوى الجزيئات تخضع جزيئاتنا الپروتينية لتغيُّر مستمر بمعدل خاص بكل پروتين؛‏ وبذلك نتجنب تراكم الجزيئات المتلَفة.‏ لذلك اذا قارنتم اليوم شكل الشخص الذي تحبونه بشكله قبل شهر،‏ فقد يبدو باقيا على حاله،‏ لكنَّ الكثير من الجزيئات الفردية التي تشكِّل ذلك الجسم الحبيب تكون مختلفة.‏»‏

      ان معظم خلايا الجسم تُستبدل دوريا بخلايا حديثة التشكُّل.‏ لكنَّ بعض الخلايا،‏ كعصبونات الدماغ،‏ لا يمكن ابدا ان تُستبدَل.‏ ولكن اوضح هايفليك:‏ «اذا كان كل جزء من الخلية يُستبدل بغيره فلا تعود الخلية القديمة هي نفسها.‏ فالعصبونات التي وُلدتم بها قد يبدو اليوم انها الخلايا نفسها،‏ لكنَّ الحقيقة هي ان الكثير من الجزيئات التي كانت تشكِّلها عندما وُلدتم .‏ .‏ .‏ يمكن ان تكون قد استُبدلت بجزيئات جديدة.‏ لذلك فالخلايا التي لا تنقسم قد لا تكون الخلايا نفسها التي وُلدتم بها!‏» وذلك لأن مكوِّنات الخلايا تُستبدل بغيرها.‏ لذلك فإن استبدال المواد التي تشكِّل الجسد بأخرى يمكن نظريا ان يُبقينا احياء الى الابد!‏

      تذكروا ان الدكتور هايفليك تكلَّم عن «العجائب التي تنقلنا من الحبل الى الولادة.‏» فما هي بعضها؟‏ فيما نفحصها بإيجاز،‏ تأملوا في امكانية تحقيق ما دعاه «آلية ابسط تُبقي هذه العجائب الى الابد.‏»‏

      الخلية

      يتألف الشخص الراشد من نحو ١٠٠ تريليون (‏٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠٠)‏ خلية،‏ كل منها معقَّد اكثر من ان يُفهم.‏ ولتوضيح التعقيد،‏ قارنت مجلة نيوزويك الخلية بمدينة مسوَّرة.‏ قالت المجلة:‏ «ان محطات توليد الطاقة تولِّد الطاقة للخلية.‏» ثم اضافت:‏ «وتُنتج المصانع پروتينات،‏ وهي وحدات اساسية للتجارة الكيميائية.‏ وتوجِّه انظمة النقل المعقَّدة مواد كيميائية معيَّنة من نقطة الى اخرى داخل الخلية وخارجها.‏ ويضبط حراس عند الحواجز اسواق التصدير والاستيراد،‏ ويراقبون العالم الخارجي لالتقاط اشارات الخطر.‏ وتقف جيوش بيولوجية مدرَّبة متأهِّبةً لمحاربة الغزاة.‏ وتحافظ حكومة جينية مركزية على النظام.‏»‏

      تأمَّلوا كيف اتيتم الى الوجود —‏ بخلاياكم البالغة نحو ١٠٠ تريليون خلية.‏ لقد ابتدأتم كخلية واحدة تشكَّلت عندما اتَّحدت نُطفة من ابيكم ببُييضة من امكم.‏ عند ذلك الاتِّحاد،‏ رُسمت الخطط داخل DNA (‏مختصر العبارة الانكليزية التي تقابل الحمض الريبي النووي المنقوص الاكسجين)‏ تلك الخلية المتشكِّلة حديثا لانتاج ما صار اخيرا انتم —‏ انسان جديد وفريد كليا.‏ ويُقال انه «لو كُتبت» التعليمات الموجودة داخل الـ‍ DNA،‏ «لملأت ألف كتاب من ٦٠٠ صفحة.‏»‏

      ومع الوقت،‏ ابتدأت تلك الخلية الاولية بالانقسام،‏ مشكِّلةً خليَّتين،‏ ثم اربع خلايا،‏ ثماني خلايا،‏ وهكذا دواليك.‏ وأخيرا،‏ بعد نحو ٢٧٠ يوما —‏ الفترة التي نمَت خلالها انواع مختلفة جدا من آلاف الملايين من الخلايا داخل امكم لتشكِّل طفلا —‏ وُلدتم انتم.‏ ويبدو كما لو انه كانت لتلك الخلية الاولى غرفة ضخمة ملآنة كتبا فيها تعليمات مفصَّلة عن كيفية صنعكم.‏ لكنَّ الامر الرائع ايضا هو ان هذه التعليمات المعقَّدة نُقلت الى كل خلية تالية.‏ نعم،‏ ما يدعو الى العجب هو ان كل خلية في جسمكم لديها المعلومات نفسها التي احتوتها البُييضة الملقَّحة الاولية!‏

      وتأملوا في هذا ايضا.‏ بما ان كل خلية لديها المعلومات لتنتج كل انواع الخلايا،‏ فعندما حان الوقت لصنع خلايا القلب،‏ مثلا،‏ كيف كُبتت التعليمات لصنع كل الخلايا الاخرى؟‏ عملت الخلية،‏ كما يظهر،‏ كالمقاول وكأنَّ لديها خزانة كاملة من المخطَّطات لصنع طفل،‏ فاختارت من خزانة ملفّاتها مخطَّط صنع خلايا القلب.‏ واختارت خلية اخرى مخطَّطا مختلفا يحتوي على التعليمات لانتاج الخلايا العصبية،‏ وأخذت اخرى ايضا مخطَّط صنع خلايا الكبد،‏ وهكذا دواليك.‏ وبالتأكيد،‏ ان قدرة الخلية هذه التي لا تفسير لها بعدُ على اختيار التعليمات اللازمة لانتاج نوع معين من الخلايا وفي الوقت نفسه كَبْت كل التعليمات الاخرى هي عجيبة اخرى من «العجائب [الكثيرة] التي تنقلنا من الحبل الى الولادة.‏»‏

      ولكن،‏ هنالك المزيد ايضا.‏ مثلا،‏ يلزم ان تُنبَّه خلايا القلب لكي تتقلَّص بانتظام.‏ لذلك أُنشئ داخل القلب جهاز معقَّد يولِّد دُفعات كهربائية لجعل القلب يدقّ بمعدَّل صحيح ليدعم الجسم في النشاط الذي ينهمك فيه.‏ ان هذا حقا لأعجوبة في التصميم!‏ ولا عجب ان الاطباء قالوا عن القلب:‏ «انه فعَّال اكثر من اية آلة من ايّ نوع ابتكرها الانسان حتى الآن.‏»‏

      الدماغ

      والعجيبة الاعظم هي نموّ الدماغ —‏ الجزء الاكثر غموضا للاعجوبة البشرية.‏ بعد الحبل بثلاثة اسابيع،‏ تبتدئ خلايا الدماغ بالتشكُّل.‏ وفي النهاية،‏ يحتشد في الدماغ البشري نحو ١٠٠ بليون خلية عصبية،‏ تُدعى عصبونات —‏ بقدر ما هنالك نجوم في درب التبَّانة.‏

      ‏«كلٌّ منها يتلقَّى معلومات تصله من نحو ٠٠٠‏,١٠ عصبون آخر في الدماغ،‏» اخبرت مجلة تايم،‏ «ويُرسل رسائل الى نحو الف عصبون آخر.‏» وإذ علَّق عالِم الاعصاب جيرالد إدِلمان على المجموعات الممكن تكوينها combinations قال:‏ «ان جزءا من الدماغ بحجم رأس عود الثقاب يحتوي على نحو بليون توصيلة connection يمكن ان تكوِّن مجموعات بطرائق لا يمكن وصفها إلّا بـ‍ لامتناهية —‏ واحد تليه ملايين الاصفار.‏»‏

      اية سعة كامنة يمنح ذلك الدماغ؟‏ قال عالِم الفلك كارل ساڠَن ان الدماغ البشري باستطاعته ان يخزِّن معلومات «تملأ نحو ٢٠ مليون مجلَّد،‏ مقدار ما يوجد في اكبر مكتبات العالم.‏» وأضاف المؤلف جورج ليونارد معلنًا:‏ «ربما يمكننا الآن،‏ في الواقع،‏ ان نقترح فرض‍يَّ‍ة تفوق حدّ التصديق:‏ ان سعة الدماغ الابداعية القصوى قد تكون عمليا غير محدودة.‏»‏

      لذلك لا يجب ان يدهشنا ما قيل في ما يلي:‏ «ان الدماغ،‏» كما قال عالِم الاحياء الجزيئية جيمس واطسون،‏ المشارك في اكتشاف البنية الفيزيائية للـ‍ DNA،‏ «هو اكثر الامور تعقيدا التي اكتشفناها حتى الآن في كوننا.‏» وقال طبيب الاعصاب ريتشارد رستاك،‏ الذي يستاء من مقارنة الدماغ بالكمپيوتر:‏ «كون الدماغ فريدا ينشأ من واقع انه ليس هنالك في ايّ مكان من الكون المعروف شيء يشبهه ولو قليلا.‏»‏

      وبحسب احد التقديرات،‏ يقول علماء الاعصاب انه خلال مدى حياتنا الحاضر نستعمل مجرد جزء صغير من قدرة دماغنا الكامنة،‏ نحو ٠٠٠‏,١٠/‏١،‏ او ١٠٠/‏١ من ١ في المئة فقط.‏ فكِّروا في ذلك.‏ هل من المنطقي ان نُمنح دماغا لديه مثل هذه الامكانيات العجيبة اذا لم يكن ليُستعمل كاملا؟‏ أليس من المنطقي ان يكون البشر،‏ الذين لديهم المقدرة على التعلُّم الى ما لا نهاية،‏ قد صُمِّموا في الواقع ليعيشوا الى الابد؟‏

      اذا كان ذلك صحيحا،‏ فلماذا نشيخ؟‏ ما الخطأ الذي يجري؟‏ ولماذا نموت بعد نحو ٧٠ او ٨٠ سنة،‏ مع ان اجسادنا مصمَّمة بشكل واضح لتبقى الى الابد؟‏

      ‏[الرسم في الصفحة ٦]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      الخلية —‏ اعجوبة في التصميم

      الغشاء الخلَوي —‏ Cell Membrane

      الغلاف الذي يضبط ما يدخل الخلية ويخرج منها

      النواة Nucleus

      محاطة بغشاء مزدوج،‏ وهي مركز القيادة الذي يوجِّه نشاطات الخلية

      الجسيمات الريبية Ribosomes

      البُنى التي يتمّ عليها تجميع الحموض الامينية لتركيب الپروتينات

      الصبغيات Chromosomes

      تحتوي على DNA الخلية،‏ مخطَّطها الوراثي الرئيسي

      النُّوَيّة Nucleolus

      موقع تجميع الجسيمات الريبية

      الشبكة الپلازمية الداخلية Endoplasmic Reticulum

      صفائح من الاغشية تخزِّن او تنقل الپروتينات التي تصنعها الجسيمات الريبية الملتصقة بها (‏بعض الجسيمات الريبية تسبح طليقةً في الخلية)‏

      الحُبَيبات الخيطية Mitochondria

      مراكز انتاج الـ‍ ATP،‏ الجزيئات التي تزوِّد الخلية بالطاقة

      جسم ڠُولْجي Golgi Body

      مجموعة اكياس غشائية مسطَّحة توضِّب وتوزِّع الپروتينات التي تصنعها الخلية

      المُرَيْكِزان Centrioles

      يقعان قرب النواة ويقومان بدور مهم في تكاثر الخلية

  • لماذا نشيخ ونموت؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • لماذا نشيخ ونموت؟‏

      ‏«باستثناء الاكتشاف ان التغييرات المرتبطة بالسنّ تحدث داخل الخلايا الفردية،‏» كما يعترف الدكتور ليونارد هايفليك،‏ «لا نعرف اليوم عن السبب الرئيسي للتقدُّم في السنّ اكثر مما كنا نعرف قبل قرن.‏» وفي الواقع يقول:‏ «لا نعرف ايّ سبب وجيه لوجوب حدوث التقدُّم في السنّ.‏»‏

      كشفت تجارب المختبرات التي أُجريت قبل نحو ٣٠ سنة انه عندما توضع خلايا بشرية طبيعية مأخوذة من جنين في مُستنبَت في افضل الظروف،‏ يتبع الموت بعد ٥٠ انقساما للخلايا تقريبا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ تنقسم الخلايا المأخوذة من رجل طاعن في السنّ بين مرتين وعشر مرات فقط قبل ان تموت.‏ لذلك علَّق كتاب الآلة المذهلة الذي اعدَّته الجمعية الجغرافية القومية:‏ «ان الدليل التجريبي يؤيِّد الفكرة ان الموت مبرمج في كلٍّ منا عند الولادة.‏»‏

      ولكن هل توقُّف انقسام الخلية هو امر محتوم؟‏ كلا،‏ ليس الامر كذلك.‏ «وفي الواقع،‏» كما ارتأى الخبيران بالتقدُّم في السنّ،‏ الپروفسوران روبرت م.‏ ساپولسْكي وكايلِب إ.‏ فينش،‏ «يبدو ان عدم التقدُّم في السنّ كان الحالة الاصلية للكائنات الحية على الارض.‏» والمثير للسخرية هو ان بعض الخلايا البشرية الشاذة اليوم لا تشيخ.‏

      وكتاب آلة الجسم الذي حرَّره الدكتور كريستيان بارنار،‏ الذي اجرى اول عملية زرع قلب من انسان الى انسان،‏ اوضح:‏ «ان اكتشاف ‹الخلايا الخالدة› طرح معضلة رئيسية مزعجة على علماء الاحياء المهتمين بالهرم،‏ الى ان صار واضحا ان خلايا كهذه شاذة.‏» نعم،‏ ان بعض سلالات الخلايا السرطانية يمكن ان تُدعم في مُستنبت دائم بواسطة ما يبدو انقسامات لانهائية!‏ وذكرت دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «اذا استطاع العلماء ان يحدِّدوا كيف تبقى مثل هذه الخلايا الشاذة على قيد الحياة،‏ فقد يفهمون بدقة وعمق عملية شيخوخة الخلايا.‏» وهكذا تستطيع بعض الخلايا السرطانية اليوم على ما يظهر ان تتكاثر الى ما لا نهاية في المختبر،‏ أما الخلايا الطبيعية في المُستنبَتات فتشيخ وتموت.‏

      آلية ذات عيب

      بكلمات كتاب آلة الجسم،‏ هل تقدُّم البشر في السنّ وموتهم هما نتيجة «خسارة مجموعة الخلايا [الطبيعية] القدرةَ على التكاثر»؟‏ اذا كان الامر كذلك قال الكتاب،‏ «فمن المهم تحديد وفهم الآلية التي تتحكَّم في هذه القدرة المتكرِّرة والمحدودة بغية معالجتها سعيا الى زيادة مدى حياة الانسان.‏»‏

      وكما تتذكَّرون من المقالة السابقة،‏ تكلَّم الدكتور هايفليك عن «العجائب التي تنقلنا من الحبل الى الولادة ثم الى البلوغ الجنسي والرشد.‏» ثم اشار الى «آلية ابسط تُبقي هذه العجائب الى الابد.‏»‏

      وعلى الرغم من سنوات من الجهود المتضافرة،‏ فشل العلماء في اكتشاف آلية تُبقي الحياة الى الابد.‏ يعترف كتاب الآلة المذهلة:‏ «تبقى اسباب التقدُّم في السنّ لغزا.‏»‏

      لكنَّ سبب التقدُّم في السنّ والموت ليس في الواقع سرًّا.‏ والجواب موجود.‏

      ما هو الجواب؟‏

      ان الشخص الذي لديه الجواب هو مَن تُنسب اليه «العجائب التي تنقلنا من الحبل الى الولادة،‏» خالقنا الكلي الحكمة،‏ يهوه اللّٰه.‏ «عندك ينبوع الحياة،‏» يقول عنه الكتاب المقدس.‏ «اعلموا ان (‏يهوه)‏ هو اللّٰه.‏ هو صنعنا.‏» —‏ مزمور ٣٦:‏٩؛‏ ١٠٠:‏٣‏.‏

      فكِّروا كيف برمج يهوه اللّٰه بشكل رائع نموّكم في الرحم،‏ مؤلِّفا اذا جاز التعبير كتابا من التعليمات لجعلكم انسانا فريدا!‏ كتب احد المرنمين الملهمين في الكتاب المقدس:‏ «انتَ اقتنيت كُليتيَّ.‏ نسجتني في بطن امي.‏» وأضاف:‏ «لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعتُ في الخفاء .‏ .‏ .‏ رأتْ عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كُتبت.‏»‏ (‏مزمور ١٣٩:‏١٣،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ فمن الواضح ان كياننا البشري المصمَّم بشكل رائع ليس من نتاج الصدفة!‏

      ولكن،‏ اذا كان يهوه اللّٰه قد خلقنا كاملين بحيث يمكننا ان نحيا الى الابد،‏ فلماذا نشيخ ونموت؟‏ ان الجواب موجود في تحريم فُرض على الانسان الاول،‏ آدم،‏ الذي وضعه اللّٰه في موطن جميل على الارض.‏ فقد اوصاه اللّٰه:‏ «من جميع شجر الجنة تأكل أكلا.‏ وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.‏ لأنك يوم تأكل منها موتا تموت.‏»‏ —‏ تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      وماذا حدث؟‏ بدلا من ان يطيع آدم اباه السماوي،‏ عصاه وانضمّ الى زوجته،‏ حواء،‏ في الاكل من الشجرة.‏ وبأنانية تمسَّكا بوعد باطل من متمرِّد ملائكي.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ لذلك ماتا كما حذَّر اللّٰه.‏ ورغم ان آدم وحواء صُمِّما بإمكانية العيش الى الابد،‏ فقد كان ذلك متوقِّفا على طاعتهما للّٰه.‏ وبعصيانهما اخطأا.‏ ولكونهما خاطئَين نقلا الى كل ذريتهما العيب المميت الذي في جسمهما.‏ «وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس.‏» —‏ رومية ٥:‏١٢؛‏ ايوب ١٤:‏٤‏.‏

      لكنَّ ذلك لا يعني انه ليس هنالك رجاء بقَهْر التقدُّم في السنّ والموت.‏ ولا يجب ان يكون من الصعب ان نؤمن بأن خالقنا الكلي الحكمة يستطيع ان يشفي ايّ شذوذ وراثي ويزوِّد الطاقة كي تستمر حياتنا الى الابد.‏ ولكن كيف سيفعل ذلك؟‏ وماذا يجب ان نفعل لنتمتع بوعوده بالحياة الابدية؟‏

  • كيف يمكنكم ان تحيوا الى الابد
    استيقظ!‏ ١٩٩٥ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • كيف يمكنكم ان تحيوا الى الابد

      بما ان الجسم البشري لديه امكانية العيش حياة اطول من التي يتمتع بها البشر اليوم،‏ يضع البعض ثقتهم بالعِلم ليكتشفوا كيف يمكنهم ان يحيوا الى الابد.‏ «عندما ننال معرفة اكمل عن مواد الجسم الكيميائية وكيفية تفاعلها،‏» كتب الدكتور ألڤِن سيلڤِرسْتاين،‏ «سنحلّ لغز جوهر الحياة.‏ وسنفهم .‏ .‏ .‏ كيف يشيخ الانسان.‏»‏

      وما هي العاقبة؟‏ سيؤدِّي ذلك الى «عصر جديد في تاريخ الانسان،‏» كما قال سيلڤِرسْتاين.‏ «فلن يعود هنالك ‹مسنّون› في ما بعد،‏ لأن المعرفة التي ستجعل قَهْر الموت ممكنا ستجلب ايضا الشباب الابدي.‏»‏

      هل سيحقِّق البشر ذلك؟‏ يحث الكتاب المقدس:‏ «لا تتَّكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏ تخرج روحه فيعود الى ترابه.‏ في ذلك اليوم نفسه تهلك افكاره.‏» (‏مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٤‏)‏ وتماما كما رأينا،‏ عجز البشر عن تحديد العيب المتأصِّل الذي يؤدِّي الى التقدُّم في السنّ والموت،‏ فكم بالاحرى إصلاحه.‏ ان خالقنا وحده يستطيع ذلك.‏

      ولكن،‏ هل قَصْد اللّٰه هو حقا ان يحيا البشر الى الابد على الارض؟‏

      قصد اللّٰه

      اين وضع يهوه اللّٰه الزوجين البشريين الاولين لكي يعيشا؟‏ لقد وضعهما في فردوس ارضي.‏ وجرت توصيتهما ان ‹يثمرا ويكثرا ويملأا الارض ويخضعاها.‏› (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ نعم،‏ كان قصد اللّٰه ان تصير الارض كلها اخيرا مسكنا لعائلة بشرية بارة تحيا معا بسلام وسعادة.‏ —‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏.‏

      وعلى الرغم من ان عقوبة الموت فُرضت على آدم بسبب عدم طاعته،‏ لم يتغيَّر قصد اللّٰه الاصلي ان يحيا البشر الى الابد في الفردوس على الارض.‏ (‏تكوين ٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ يقول اللّٰه:‏ «قد تكلمت .‏ .‏ .‏ فأفعله.‏» (‏اشعياء ٤٦:‏١١؛‏ ٥٥:‏١١‏)‏ وأظهر اللّٰه ان قصده في ما يتعلق بالارض لم يتغيَّر عندما قال:‏ «الصديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

      ولكون اللّٰه خالقنا،‏ يستطيع ان يُصلح العيب الذي يجعل البشر يشيخون ويموتون.‏ وعلى ايّ اساس يفعل هذا؟‏ بما ان ذلك العيب موروث من الرجل الاول آدم،‏ زوَّد اللّٰه حياة ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ البشرية الكاملة ذبيحة فدائية،‏ «لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ متى ٢٠:‏٢٨‏.‏

      وهكذا يحلّ يسوع المسيح فعليا محل آدم الاول كأب،‏ او مانح حياة،‏ لنا.‏ لهذا السبب يُدعى يسوع في الكتاب المقدس «آدم الاخير.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ لذلك بدلا من ان يُحكَم على البشر الطائعين بالموت بصفتهم اولاد آدم الخاطئ،‏ يمكن ان يُحسبوا اهلًا لنيل الحياة الابدية بصفتهم اولاد ‹ابيهم الابدي،‏› يسوع المسيح.‏ —‏ اشعياء ٩:‏٦‏.‏

      طبعا،‏ ان «ملك الدهور» و«ابا ربنا يسوع المسيح» هو يهوه اللّٰه.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ رؤيا ١٥:‏٣؛‏ كولوسي ١:‏٣‏)‏ لكنَّ يسوع المسيح،‏ فضلا عن انه زُوِّد ليكون لنا «ابا ابديا» و‹مخلِّصا،‏› هو ايضا «رئيس السلام.‏» (‏لوقا ٢:‏١١‏)‏ وكممثِّل لابيه،‏ سيمارس المسيح سلطة رئاسية لجلب السلام الى الارض.‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١-‏٨؛‏ ١١٠:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      وتحت حكم يسوع المسيح،‏ سيُسترد الفردوس الارضي المفقود.‏ وسيحدث ذلك،‏ كما قال يسوع،‏ «في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده.‏» (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ وأتباع المسيح الامناء —‏ وجملةً عددهم ٠٠٠‏,١٤٤ —‏ سيبسطون حكمهم معه على الارض الفردوسية.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ رؤيا ٥:‏١٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٣‏)‏ وسيستفيد الملايين من هذا الحكم البار بالتمتع بالحياة على الارض في الفردوس.‏ وسيكون بينهم المجرم الذي مات الى جانب يسوع والذي وعده يسوع:‏ «تكون معي في الفردوس.‏» —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      وهكذا حتى الموتى الاثمة سيُقامون ويُمنحون الفرصة ليصيروا اهلًا للحياة الابدية على الارض.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ يصف الكتاب المقدس بشكل جميل ازالة المرض والشيخوخة والموت قائلا:‏ «اللّٰه نفسه يكون معهم الها لهم.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      كيف تحيون الى الابد

      طبعا،‏ تريدون ان تكونوا بين الذين سيرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏ اذا كان الامر كذلك،‏ يجب ان تبلغوا مطالب العيش الى الابد في الفردوس.‏ اعلن يسوع المسيح مطلبا اساسيا في الصلاة الى ابيه السماوي قائلا:‏ «هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      يسرّ شهود يهوه ان يساعدوكم على نيل هذه المعرفة المانحة الحياة.‏ اطلبوا منهم ذلك،‏ وسيزورونكم مجانا في وقت مناسب ويناقشون كيف يقصد اللّٰه ان يرفع الجنس البشري الى الكمال الروحي والجسدي.‏ وكونوا على يقين من ان خالقنا الكلي القدرة قادر تماما على اصلاح العيب المتأصِّل الذي يسبِّب الشيخوخة والموت.‏ وسيأتي الوقت،‏ وهو قريب،‏ حين لن تعود الحياة قصيرة الى هذا الحد.‏ وسيبارك يهوه شعبه بـ‍ «حياة الى الابد.‏» —‏ مزمور ١٣٣:‏٣‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      تحت رياسة المسيح،‏ ستُقهَر الشيخوخة والموت

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة