مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ايماني دعمني —‏ العيش مع التصلُّب الضموري الجانبي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ايماني دعمني —‏ العيش مع التصلُّب الضموري الجانبي

      كما رواه جايسون ستوارت

      ‏«انا آسف سيد ستوارت.‏ انت مصاب بالتصلُّب الضموري الجانبي (‏ALS)‏ المعروف ايضا بمرض لُو ڠِريڠ»،‏a هذا ما قاله لي الطبيب.‏ ثم أوضح لي التطورات المثبطة التي سأواجهها.‏ فهذا المرض سيعيقني قريبا عن الحركة والكلام،‏ وسيقضي علي في نهاية المطاف.‏ فسألته:‏ «كم بقي لي من الوقت؟‏».‏ أجابني:‏ «من ثلاث الى خمس سنوات على الارجح».‏ كنت لا أزال في العشرين من عمري.‏ ولكن رغم الاخبار المحزنة التي تلقيتها،‏ لم استطع الا ان افكر في البركات العديدة التي حظيت بها.‏ دعني اوضح السبب.‏

      ولدت في ٢ آذار (‏مارس)‏ ١٩٧٨ في مدينة ريدوود سيتي في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية.‏ كنت الولد الثالث بين الاولاد الاربعة الذين انجبهم جيم وكاثي ستوارت.‏ لقد احبّ والداي يهوه كثيرا وزرعا فيّ وفي اخوتي —‏ ماثيو،‏ جنيفر،‏ وجوناثان —‏ احتراما عميقا للقيم الروحية.‏

      منذ صغري والخدمة من بيت الى بيت،‏ درس الكتاب المقدس،‏ وحضور الاجتماعات المسيحية هي جزء لا يتجزأ من روتين العائلة.‏ وقد ساعدتني هذه التربية الروحية على تنمية ايمان قوي بيهوه اللّٰه.‏ ولكنني لم أتصور يوما الطريقة التي كان سيُمتحن بها ايماني هذا.‏

      حلم الطفولة يتحقق

      عام ١٩٨٥،‏ اصطحب ابي العائلة الى نيويورك لزيارة بيت ايل في بروكلين،‏ المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه.‏ ورغم انني كنت لا أزال في السابعة من عمري فقط،‏ شعرت ان هنالك شيئا مميزا في بيت ايل.‏ فقد بدا الجميع فرحين بعملهم.‏ ففكرت:‏ ‹حين اكبر،‏ سآ‌تي الى بيت ايل وأساعد في صنع كتب مقدسة ليهوه›.‏

      وفي ١٨ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٩٢،‏ اعتمدت رمزا الى انتذاري ليهوه اللّٰه.‏ وبعد عدة سنوات حين بلغت الـ‍ ١٧ من عمري،‏ اخذني ابي لزيارة بيت ايل مرة اخرى.‏ ولأنني كنت اكبر سنا،‏ عمُق تقديري لأهمية العمل هناك.‏ فرجعت الى البيت وقد زاد تصميمي ان احقق هدفي وأنضم الى عائلة بيت ايل.‏

      وفي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٦،‏ بدأت اخدم كفاتح عادي،‏ او مبشر كامل الوقت.‏ ولكي يبقى هدفي الرئيسي ساطعا في ذهني،‏ أغرقت نفسي في الامور الروحية.‏ فزدت من قراءتي للكتاب المقدس ودرسي الشخصي،‏ امران كنت اقوم بهما يوميا.‏ وفي الليل كنت استمع الى خطابات مسجَّلة مؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وقد تضمنت بعض هذه الخطابات اختبارات عاشها مسيحيون واجهوا الموت بفضل ايمانهم الراسخ بالفردوس القادم وبالقيامة.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وسرعان ما حفظت كل الخطابات عن ظهر قلب.‏ ولم اتخيّل آنذاك كم كانت هذه المعلومات البناءة ستساعدني في المستقبل القريب!‏

      في ١١ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٩٨،‏ تسلَّمت رسالة من بروكلين.‏ فقد دُعيت لأخدم في بيت ايل.‏ وبعد شهر،‏ استقررت في غرفتي الجديدة.‏ فعُيّنت للعمل في معمل التجليد لأساهم في صنع الكتب التي تُشحن الى جماعات عديدة.‏ اخيرا،‏ تحقق حلم الطفولة وصرت ‹اصنع كتبا مقدسة ليهوه›!‏

      المرض يستشري

      لكن قبل نحو شهر من ذهابي الى بيت ايل،‏ لاحظت انه لم يعد باستطاعتي مدّ سبَّابة يدي اليمنى.‏ وفي الوقت نفسه تقريبا،‏ أدركت ان عملي كمنظف لأحواض السباحة يرهقني بسرعة.‏ فاعتقدت انني لم اكن ابذل الجهد اللازم.‏ ففي السابق،‏ كنت انجز اعمالا مضنية دون ان اواجه اية مشاكل.‏

      ولكن بعد وصولي الى بيت ايل بأسابيع قليلة،‏ تفاقمت الاعراض.‏ فلم اعد قادرا على مجاراة الشبان الآخرين في الصعود والنزول بسرعة على السلالم.‏ وفي معمل التجليد،‏ حيث شمل عملي رفع حُزَم من ملازم الكتب،‏ لم اكن أتعب بسرعة فحسب بل بدأت يدي اليمنى تتقوَّس.‏ وصار عضل ابهامي يضمر حتى لم يعد بإمكاني تحريكه على الاطلاق.‏

      في منتصف تشرين الاول (‏اكتوبر)‏،‏ بعد شهرين فقط من وصولي الى بيت ايل،‏ شخّص الطبيب انني مصاب بالتصلُّب الضموري الجانبي.‏ وما ان تركت عيادته حتى بدأت استعيد في ذهني الخطابات المؤسسة على الكتاب المقدس التي حفظتها.‏ ولا بد ان روح يهوه دعمني لأن فكرة الموت لم تُخِفني.‏ فقد توجهت ببساطة الى الخارج وانتظرت السيارة التي ستقلني الى بيت ايل.‏ كما صليت ان يقوي يهوه عائلتي حين أخبرهم بمرضي.‏

      وكما ذكرت في مستهل المقالة،‏ لم استطع إلا ان افكر في البركات التي حظيت بها.‏ فقد تحقق حلم طفولتي بأن اذهب الى بيت ايل.‏ وفي ذلك المساء،‏ سرت على جسر بروكلين وشكرت يهوه لأنه سمح لي ان احقق هدفي.‏ وطلبت منه بحرارة ان يساعدني على مواجهة هذه المحنة المروعة.‏

      اتصل بي العديد من الاصدقاء هاتفيا ليقدموا الدعم والتشجيع.‏ فحاولت ان اكون مرحا وأحافظ على موقف إيجابي.‏ ولكن بعد اسبوع تقريبا من التشخيص،‏ كنت اتحدث مع امي عبر الهاتف،‏ فمدحتني على موقفي الشجاع ولكنها قالت لي انه لا بأس ان ابكي اذا رغبت في ذلك.‏ ولم تكن قد أنهت كلماتها بعد حتى اجهشتُ بالبكاء.‏ فقد ادركت فجأة انني على وشك ان اخسر كل ما حلمت به.‏

      كان ابي وأمي متشوقَين ان اكون معهما في البيت،‏ فتفاجأت حين قرعا باب غرفتي في صباح يوم من اواخر ايام تشرين الاول (‏اكتوبر)‏.‏ وخلال الايام التالية،‏ جلت بهما في بيت ايل وعرَّفتهما بأصدقائي وكذلك بالأعضاء الاكبر سنا الذين يخدمون في بيت ايل منذ زمن بعيد.‏ ولا تزال ذكرى تلك الايام الثمينة،‏ حين شاركت والديّ في تجربتي ببيت ايل،‏ من اجمل الذكريات في حياتي.‏

      التركيز على البركات

      منذ ذلك الحين،‏ استمر يهوه يباركني بطرائق عديدة.‏ ففي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٩٩،‏ ألقيت اول خطاب عام لي.‏ وتمكنت من إلقاء عدة خطابات اخرى في مختلف الجماعات.‏ ولكن سرعان ما صار كلامي غير واضح،‏ فاضطررت ان اتوقف عن إلقاء الخطابات العامة.‏

      والبركة الاخرى هي انني حظيت باستمرار بمحبة ودعم عائلتي الجسدية وعائلتي الروحية.‏ ففيما بدأت رجلاي تضعفان تدريجيا،‏ صار الاصدقاء يمسكون بيدي ليساعدوني على السير اثناء الخدمة.‏ حتى ان بعضهم اتوا الى البيت ليساهموا في الاعتناء بي.‏

      اما افضل البركات التي نلتها فكانت زوجتي اماندا.‏ فحين عدت من بيت ايل،‏ تصادقنا انا وأماندا،‏ وأثّر فيّ نضجها الروحي.‏ فأخبرتها كل شيء عن مرضي والمستقبل الذي يتوقعه لي الطبيب.‏ وقضينا معا في الخدمة اوقاتا كثيرة قبل ان نبدأ بالمواعدة.‏ وتزوجنا في ٥ آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٠.‏

      توضح اماندا:‏ «اعجبتني في جايسون محبته للّٰه وغيرته للامور الروحية.‏ وكان الناس،‏ كبارا وصغارا،‏ ينجذبون اليه بسهولة.‏ انا بطبعي هادئة ومتحفظة،‏ اما هو فكان شخصا اجتماعيا ومفعما بالحياة.‏ وإذ تمتع كلانا بروح الفكاهة،‏ كنا نضحك معا كثيرا.‏ شعرت براحة كبيرة معه،‏ كما لو اننا نعرف بعضنا من زمن بعيد.‏ لقد جعلني جايسون ادرك تماما كل تفاصيل مرضه وما ينتظرنا في المستقبل.‏ ولكن ما فكرت به هو اننا سنحاول ان نتمتع قدر المستطاع بما تبقى لنا من وقت.‏ فضلا عن ذلك،‏ لا توجد اية ضمانات في نظام الاشياء هذا.‏ فحتى الذين يتمتعون بصحة جيدة يمكن ان يقعوا ضحية ‹الوقت والحوادث غير المتوقعة›».‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      ايجاد طرائق للتواصل مع الآخرين

      بدأت تدريجيا افقد قدرتي على التلفظ بكلمات واضحة،‏ مما اضطر اماندا الى تفسير ما اقوله.‏ وحين عجزت تماما عن الكلام،‏ اخترعنا طريقة تواصل خصوصية.‏ فكانت تعدِّد احرف الابجدية،‏ وما إن تصل الى الحرف الذي اريد حتى أطرف بعينيّ.‏ فتحفظ الحرف،‏ ثم ننتقل الى الحرف الثاني.‏ وبهذه الطريقة تمكنت من تهجئة جمل كاملة.‏ وقد برعنا اماندا وأنا في استخدام وسيلة التواصل هذه.‏

      واليوم،‏ بفضل التقنية العصرية،‏ لديّ جهاز كمبيوتر قابل للحمل يتيح لي التواصل مع الآخرين.‏ فحين اطبع ما اريد قوله،‏ يَصدر صوت من الكمبيوتر يردِّد ما طبعته.‏ ولأنني عاجز عن استعمال يديّ،‏ أستفيد من جهاز احساس في الكمبيوتر يعمل بالاشعة دون الحمراء موجه الى خدّي ليلتقط اية حركة.‏ ويظهر اطار على زاوية الشاشة يضم احرف الابجدية.‏ فأحرّك خدّي بحيث أشير الى الحرف الذي أريده وأطبع بالتالي الكلمات.‏

      ويمكّنني هذا الكمبيوتر ايضا من كتابة رسائل الى الناس المهتمين بالكتاب المقدس،‏ اولئك الذين تجدهم زوجتي في الخدمة.‏ وباستخدام صوت الكمبيوتر،‏ يمكنني ان اقدّم من بيت الى بيت عروضا استعددت لها مسبقا وأدير دروسا في الكتاب المقدس.‏ وهكذا،‏ استطعت ان أستمر في الخدمة كفاتح عادي.‏ ومؤخرا،‏ تمكنت مجددا من إلقاء الخطابات والقيام بتعيينات تعليمية اخرى في الجماعة،‏ حيث اخدم كخادم مساعد.‏

      المحافظة على روح مرحة

      لقد واجهتنا محن مؤلمة عديدة.‏ فحين بدأت رجلاي تضعفان تدريجيا،‏ صرت اقع ارضا مرارا وتكرارا.‏ وفي مرات كثيرة،‏ كانت عضلاتي تتصلب بحيث أقع الى الخلف مثل الشجرة وأفدغ رأسي.‏ وكان الاشخاص الموجودون الى جانبي يهرعون مذعورين لنجدتي.‏ لكنني كنت دائما ألقي نكتة لأخفف التوتر السائد.‏ لقد حاولت ان احافظ دائما على روح مرحة.‏ فلم يكن باليد حيلة،‏ ولم يكن وضعي ليتحسن لو انفعلت وغضبت.‏

      في احدى الليالي مثلا،‏ ذهبت في نزهة مع اماندا وصديقين لنا.‏ فجأة وقعت الى الخلف وارتطم رأسي بالارض.‏ اتذكر جيدا تلك الوجوه الثلاثة وهي تنظر الي بقلق.‏ وحين سألني صديقي اذا كنت على ما يرام،‏ اجبته:‏

      ‏«نعم،‏ ولكنني ارى نجوما».‏

      ‏«هل انت جاد في ما تقوله؟‏».‏

      فأجبت وأنا اشير الى السماء:‏ «انا ارى النجوم فعلا.‏ انظر كم هي جميلة!‏».‏ فانفجر الجميع ضاحكين.‏

      مواجهة التحديات اليومية

      فيما استمرت عضلاتي في الضمور،‏ بدأت اواجه المزيد من التحديات.‏ فسرعان ما صارت المهمات البسيطة،‏ مثل الاكل،‏ الاستحمام،‏ الذهاب الى المرحاض،‏ وتزرير ثيابي عادات يومية مرهقة ومثبطة.‏ أما اليوم،‏ فإن حالتي متدهورة الى حد انه لم يعد بإمكاني التحرك،‏ التكلم،‏ الاكل،‏ او التنفس دون مساعدة.‏ فأنا آكل بواسطة انبوب يصل الى معدتي يُمرَّر من خلاله غذاء سائل،‏ وأتنفس بواسطة جهاز موصول بأنبوب يدخل في حلقي.‏

      كانت اماندا مستعدة دائما لمساعدتي رغم انني صمَّمت ان اعتمد على نفسي ما دمت قادرا على ذلك.‏ ولكن حين تفاقمت حالتي وصرت احتاج اليها اكثر فأكثر،‏ لم تجعلني اشعر قط بعجزي.‏ فقد كانت دائما تأخذ كرامتي بعين الاعتبار.‏ وما تنجزه الآن اثناء الاعتناء بي امر مذهل حقا.‏ لكنني اعرف ان مهمتها ليست سهلة على الاطلاق.‏

      تصف اماندا مشاعرها قائلة:‏ «لقد تدهورت حالة جايسون تدريجيا.‏ لذلك تعلمت كيف اعتني به شيئا فشيئا.‏ وبما انه يعتمد اليوم على جهاز للتنفس،‏ فهو يحتاج الى العناية ٢٤ ساعة في اليوم.‏ فنتيجة تجمُّع الكثير من البلغم واللعاب في رئتيه،‏ يلزم شفطه بواسطة آلة.‏ لذلك يصعب علينا ان ننال قسطا وافيا من النوم في الليل.‏ كما انني اشعر بالوحدة والتثبط بعض الاحيان.‏ فرغم اننا معا دائما،‏ من الصعب ان نتحدث.‏ لقد كان شخصا مفعما بالحيوية والنشاط،‏ اما اليوم فكل ما يتحرك فيه هو عيناه.‏ لا يزال مرح الروح ومتوقِّد الذهن،‏ ولكنني اشتاق الى صوته.‏ كما انني اشتاق ان يضمني بين ذراعيه ويمسك بيدي.‏

      ‏«احيانا يسألني الناس كيف اتحمل الوضع.‏ في الواقع،‏ ان هذه المحنة علمتني مدى اهمية الاتكال على يهوه.‏ فحين اتكل على نفسي،‏ يستنزف الوضع قواي وأشعر انني عاجزة عن التنفس.‏ أما صلاتي الى يهوه فتساعدني لأنه الوحيد الذي يفهمني حقا ويفهم معاناتي.‏ أضف الى ذلك ان والدَي جايسون هما عون كبير لي.‏ وهما متوفِّران دائما كلما احتجت الى فترة من الراحة وإلى الذهاب في خدمة الحقل.‏ كما انني اقدّر المساعدة والدعم اللذين يقدمهما لنا الاخوة والاخوات في جماعتنا.‏ وما يساعدني ايضا في محنتي هو التذكر ان اية معاناة في هذا النظام هي ‹وجيزة وخفيفة›.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٧‏)‏ وأنا احاول ان اركز تفكيري على العالم الجديد القادم،‏ حيث سيصلح يهوه كل شيء.‏ وأشعر انني في ذلك الوقت سأضحك وأبكي في آن معا،‏ لأن كل هذه الضغوط ستنتهي وسيعود جايسون الى ما كان عليه».‏

      محاربة الكآ‌بة

      لا انكر انني شعرت احيانا بالتثبط الشديد وأنا ارى نفسي رجلا جالسا في كرسي متحرِّك عاجزا عن القيام بأي شيء.‏ أتذكر حين كنا مرة نزور بيت اختي لاجتماع عائلي.‏ لم اكن قد تناولت طعامي بعد وكنت جائعا كثيرا.‏ كان الجميع يتمتعون بأكل الهمبرغر وعرانيس الذرة.‏ وفيما جلست هناك اراقبهم وهم يأكلون ويلعبون مع الاطفال،‏ تملكتني كآ‌بة شديدة.‏ وصرت افكر:‏ ‹هذا ليس عدلا!‏ لماذا أُحرم كل هذه الامور؟‏›.‏ لكنني لم أرغب في افساد امسية الجميع،‏ فتوسلت الى يهوه ان يساعدني على حبس دموعي.‏

      وذكّرت نفسي انه ببقائي وليا ليهوه أعطيه فرصة ‹ليجيب الشيطان الذي يعيّره›.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وقد منحني ذلك القوة،‏ اذ ادركت ان ثمة قضايا اهم بكثير من قدرتي او عدم قدرتي على تناول الذرة او اللعب مع الاطفال.‏

      أنا اعي تماما كم يسهل على مريض مثلي ان يغرق في مشاكله الخاصة.‏ لكنني وجدت ان ‹الانشغال جدا بعمل الرب› امر مساعد كثيرا.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ فببقائي مشغولا في الخدمة،‏ لا يعود لدي الوقت لأقلق بشأن مشاكلي.‏ كما ان التركيز على مساعدة الآخرين لينمّوا ايمانا بيهوه يمنحني سعادة كبيرة.‏

      وهنالك امر آخر يساعدني على محاربة الكآ‌بة.‏ فأنا اتأمل في اختبارات الاخوة الاولياء الذين سجنوا،‏ البعض في السجن الانفرادي،‏ لأنهم رفضوا التوقف عن الكرازة بملكوت اللّٰه.‏ فأتظاهر بأن غرفتي هي الزنزانة وأنني هناك بسبب ايماني.‏ وأتامل في البركات الكثيرة التي احظى بها ولم يحظَ بها بعضهم.‏ فالمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس في متناول يدي.‏ وأنا احضر الاجتماعات المسيحية شخصيا او عبر الهاتف.‏ كما انني حرّ لأتمم خدمتي،‏ وزوجتي الغالية لا تفارقني ابدا.‏ ان التأمل بهذه الطريقة يساعدني على ادراك البركات العديدة التي اتمتع بها.‏

      أنا اعزّ بشكل خاص كلمات الرسول بولس التي تقول:‏ «لا يفتر عزمنا،‏ بل وإن كان إنساننا الخارجي يضنى،‏ فإنساننا الداخلي يتجدد يوما فيوما».‏ لا شك انني انسان يضنى من الخارج.‏ لكنني مصمِّم ألّا استسلم.‏ وما يدعمني هو ابقاء عين ايماني مركزة على «الامور التي لا تُرى»،‏ بما فيها بركات العالم الجديد القادم.‏ وأنا اعلم ان يهوه سيجعلني سليما معافى من جديد.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a لفهم تأثير هذا المرض يمكنك ان تقرأ الاطار «وقائع عن التصلُّب الضموري الجانبي» في الصفحة ٢٦.‏

  • ايماني دعمني —‏ العيش مع التصلُّب الضموري الجانبي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • ‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

      زيارة بيت ايل عام ١٩٨٥

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢٦ و ٢٧]‏

      مع اماندا يوم زفافنا

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

      كمبيوتر قابل للحمل بمواصفات خصوصية يساعدني على التواصل مع الآخرين

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢٨،‏ ٢٩]‏

      اتمتع بإلقاء الخطابات في جماعتنا

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة