مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٤ ١/‏٨ ص ٢١-‏٢٦
  • الخدمة مع الهيئة الاكثر تقدُّما

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الخدمة مع الهيئة الاكثر تقدُّما
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الايام الباكرة
  • حياة جديدة في البتل
  • معاشرة الاخ رذرفورد
  • اوقات مالية عصيبة
  • العمل في الاذاعة
  • الفونوڠراف
  • عمل مبهج في الحقل
  • الارشاد الالهي
  • حياة غنية في خدمة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • اساليب للمناداة بالبشارة:‏ بلوغ الناس بمختلف الوسائل
    ملكوت اللّٰه يحكم الآن!‏
  • أَعلنوا الملك والملكوت!‏ (‏١٩١٩-‏١٩٤١)‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • أهي المهنة الفضلى لكم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
ب٩٤ ١/‏٨ ص ٢١-‏٢٦

الخدمة مع الهيئة الاكثر تقدُّما

كما رواها روبرت هاتسفلت

يُدير اليوم اناس كثيرون جدا التلفزيون بجهاز التحكُّم من بُعد ليشاهدوا الاخبار المسائية بالالوان،‏ غير معتبرين ذلك امرا استثنائيا.‏ ولكن يبدو انني بالامس فقط كنت صبيا مشدوها بعمر ١٢ سنة يشاهد على شاشة سينما صورة رجل اكبر من الحجم الطبيعي،‏ وكان يتكلم!‏

ربما تفكرون ان هذه ليست اخبارا مهمة.‏ ولكنها بدت لي بالتأكيد وكأنها عجيبة عصرية قديما في السنة ١٩١٥،‏ في الايام الباكرة للفيلم الصامت بالابيض والاسود.‏ فقد ظهر على الشاشة رجل وقور ذو لحية وقال:‏ «ان رواية الخلق المصوَّرة تقدِّمها جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم.‏» وطوال الساعتين التاليتين،‏ انكشفت قصة الكتاب المقدس امام اعيننا.‏ وكانت رسالتها المؤسسة على الاسفار المقدسة واضحة ومنعشة.‏ ولكن كان الفيلم السينمائي،‏ الذي تتخلَّله شرائح منزلقة ملوَّنة،‏ والكلام المتزامن معه ما جذب انتباهي حقا.‏

لم ادرك ذلك وقتئذ،‏ ولكنَّ حماستي الفتية لذلك الحدث التقني كانت مقدِّمة لمهنة مدى الحياة مع الهيئة الاكثر تقدُّما على الارض.‏

الايام الباكرة

في السنة ١٨٩١ اتى ابي من ديلنبورڠ،‏ المانيا،‏ الى المجتمع الالماني في الليڠيني،‏ پنسلڤانيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ ثم التقى هناك فتاة من عائلة المانية،‏ وتزوجا.‏ ولدتُ في ٧ تموز ١٩٠٣،‏ ونشأت اتكلم الالمانية والانكليزية على السواء.‏ وقبل ان تبدأ الحرب العالمية الاولى في السنة ١٩١٤ بقليل،‏ اختطف وباء السل والدَيَّ كليهما وتركني يتيما.‏ ومات جدّي بالسكتة الدماغية في الوقت نفسه تقريبا.‏

فضمتني عمتي مينا بوْمر بلطف الى عائلتها.‏ وقالت:‏ «لديَّ خمسة اولاد ويمكنني ايضا ان اضيف واحدا.‏» ومع انني فقدت والدَيَّ،‏ آوتني عمتي مينا جيدا.‏

كانت عمتي عضوا لوقت طويل في جماعة الليڠيني لتلاميذ الكتاب المقدس (‏كما كان شهود يهوه معروفين في تلك الايام)‏.‏ وقبل السنة ١٩٠٩،‏ كان الاخ ت.‏ ت.‏ رصل،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ يحضر ايضا في تلك الجماعة.‏ وكانت عمتي مينا تأخذني الى الاجتماعات.‏ وعلى الرغم من ان عائلتنا لم تبذل جهدا موحَّدا للدرس او الكرازة في ذلك الحين،‏ كنا نشترك بطريقة غير رسمية مع الناس الذين كنا نعرفهم في كل ما كنا نسمعه في الاجتماعات.‏

وفي خلال تلك الفترة بهرتني «الرواية المصوَّرة.‏» وبما انني كنت ميَّالا الى الامور الميكانيكية،‏ فقد سحرتني التقنيات الفوتوڠرافية الجديدة،‏ وتزامن الصوت مع الصورة،‏ كما سحرني التصوير بفارق زمني.‏ وكانت مراقبة تفتُّح الازهار مثيرة!‏

وفي السنة ١٩١٦ احزننا موت الاخ رصل.‏ ولأننا كنا نعيش في الليڠيني،‏ حضرنا مأتمه في قاعة كارنيجي.‏ وكانت هذه هي القاعة حيث كان الاخ رصل قد ناقش إ.‏ ل.‏ ايتُن في السنة ١٩٠٣.‏ وكنت قد سمعت قصصا عن هذا الخادم في الكنيسة الاسقفية المنهجية الذي تحدَّى ت.‏ ت.‏ رصل بمناقشة دامت ستة ايام،‏ آملا ان يُضعف الثقة بمعرفة الاخ رصل المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وبدلا من ذلك،‏ قيل ان رصل ‹ادار خرطوم المياه على الهاوية.‏› وعرفت سارة كالين،‏ موزعة مطبوعات جائلة معروفة جيدا في پيتسبورڠ،‏ السيد والسيدة ت.‏ ت.‏ رصل شخصيا.‏ وفي المأتم شاهدت ماريا رصل تضع بعض الزهور في التابوت مع الملاحظة،‏ «الى زوجي الحبيب.‏» فعلى الرغم من انها كانت قد انفصلت عنه قبل سنوات،‏ كانت ماريا لا تزال تعتبره زوجا لها.‏

وإذ انقضت السنون،‏ أُتيحت لي فرص كثيرة لاكتساب مهارات تقنية نافعة لمهنتي في المستقبل.‏ وخالي الذي كان وصيًّا عليَّ كان متعهد بناء.‏ وخلال عُطلي المدرسية،‏ كان يسمح لي بالعمل مع اختصاصيين في الكهرباء عنده،‏ لتحويل القصور القديمة من الاضاءة بالغاز الى الاضاءة بالكهرباء.‏ وفي السنة ١٩١٨ صنع التلامذة في مدرستنا جهاز تلغراف راديويّ للهواة.‏ وكنا نجتمع في الامسيات للدرس ولاجراء اختبارات ميدانية بالكهرباء والمغنطيسيَّة.‏ وفي السنة ١٩٢٦ قرَّرنا صديقي وأنا ان نسعى وراء تحقيق حلم الصبا —‏ العمل في السفن والسفر حول العالم.‏ فسجَّلنا اسمَينا في مدرسة ترعاها المؤسسة الاميركية للاذاعة RCA لنكون عمالا في التلغراف الراديويّ.‏

حياة جديدة في البتل

ومدرسة الاذاعة التي كنا نذهب اليها كانت في مدينة نيويورك،‏ لذلك كنت اسافر عبر النهر الى بروكلين من اجل اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس،‏ التي كانت تُعقد في قاعة محاضرات الهيكل الماسوني القديم المستأجرة.‏ وفي ذلك الحين،‏ كانت هنالك جماعة واحدة فقط لكامل منطقة نيويورك المتروپوليتية.‏ وعندما علم الاخوة في البتل (‏بيت عائلة المركز الرئيسي لتلاميذ الكتاب المقدس)‏ انني كنت ادرس لاحصل على رخصة عمل لمحطة اذاعة تجارية،‏ قالوا:‏ «لماذا تذهب بعيدا؟‏ لدينا هنا محطة اذاعة ويلزمنا عامل.‏» فدعوني لانزل الى المكتب لاجراء مقابلة.‏ ولم اكن اعرف شيئا عن البتل سوى انه كان المركز الرئيسي لتلاميذ الكتاب المقدس.‏

اجرى الاخوة مقابلة معي ونصحوني ان انهي تعليمي،‏ احصل على رخصة عمل،‏ ثم اجيء الى البتل.‏ وبعد تخرُّجي،‏ بدلا من ركوب سفينة متَّجهة نحو عُرض البحر،‏ حزمتُ ثيابي القليلة وركبت القطار النفقي المتَّجه نحو البتل.‏ وعلى الرغم من انني كنت منتذرا ليهوه وكنت قد شاركت في عمل الكرازة لسنوات،‏ لم اعتمد حتى كانون الاول ١٩٢٦،‏ بعد اسبوعين من وصولي الى البتل.‏ ولم يكن ذلك غير عادي في ذلك الوقت.‏

وفي تلك الايام،‏ كان البتل مكتظا بأعضائه الـ‍ ١٥٠.‏ وكنا اربعة اخوة في كل غرفة.‏ وسرعان ما تعرَّفت بمعظمهم،‏ لأننا جميعا كنا نأكل،‏ نعمل،‏ وننام في مجمَّع واحد،‏ وطبعا،‏ كنا جميعنا نحضر في الجماعة الوحيدة في مدينة نيويورك.‏ وجرى اكمال بيت ايل الجديد في ١٢٤ كولومبيا هايتس في السنة ١٩٢٧،‏ وصار بإمكاننا ان نسكن اثنين في غرفة.‏

وفي السنة ١٩٢٧ افتُتح ايضا المصنع الجديد في ١١٧ آدمز ستريت.‏ فعاونت على نقل الاجهزة من المصنع القديم في ٥٥ كونكورد ستريت.‏ وبالاضافة الى الاجهزة الاذاعية،‏ كانت توجد في المصنع مصاعد،‏ مطابع،‏ معدات مغسَل،‏ مواقد نفطية —‏ ولو كانت هذه كهربائية،‏ لعملت بها.‏

ولكن كان البتل اكثر من مصنع.‏ فوراء كل كتاب،‏ كل نشرة،‏ كل مجلة،‏ كان هنالك حشد من الخدام المتواضعين والعاملين باجتهاد.‏ ولم يكن سعيهم وراء تحقيق الشهرة في العالم.‏ وبدلا من ذلك،‏ ارادوا فقط ان ينجزوا عمل الرب —‏ وكان هنالك الكثير لفعله!‏

معاشرة الاخ رذرفورد

استفدتُ كثيرا من امتياز العمل مع جوزف ف.‏ رذرفورد،‏ الرئيس الثاني للجمعية.‏ كان رجلا جسيما،‏ طوله اكثر من ست اقدام (‏١٨٣ سم)‏،‏ غير سمين،‏ ولكن قوي البنية.‏ وكان كثيرون من الاخوة الاصغر سنا في البتل يرتعبون منه الى حدٍّ ما قبل ان يتعرفوا به.‏ وكان دائما يدرس،‏ ويعدّ المواد المكتوبة.‏

كانت لدى الاخ رذرفورد روح الفكاهة.‏ وكانت هنالك اختان مسنَّتان في عائلة البتل من ايام الاخ رصل.‏ وكانتا جدِّيتين للغاية وتعتقدان انه من غير اللائق الضحك بصوت عالٍ حتى ولو كان الامر مضحكا.‏ وأحيانا على طاولة الغداء كان الاخ رذرفورد يخبر قصة تدفع الجميع الى الضحك،‏ مما كان يغضب هاتين الاختين.‏ ولكنه كثيرا ما كان يقود ايضا بجدّية مناقشات الكتاب المقدس وقت الطعام.‏

وكان الاخ رذرفورد طباخا ماهرا ويتمتع بإعداد وجبات الطعام للاصدقاء.‏ ذات مرة كسر طباخو البتل عظام بعض الدجاج عندما كانوا يقطعون الدجاج.‏ فدخل الى المطبخ وأظهر لهم طريقة تقطيع الدجاج الصحيحة.‏ فلم يكن يحب عظام الدجاج المكسورة في طعامه!‏

وكثيرا ما كنت قريبا من الاخ رذرفورد في الجلسات غير الرسمية،‏ كما في محطتنا الاذاعية WBBR،‏ او في غرفة درسه في جزيرة ستاتن.‏ كان رجلا لطيفا جدا ويمارس ما كان يكرز به.‏ ولم يكن يتوقع ايّ شيء من الآخرين لا يفعله هو نفسه.‏ وبخلاف الافراد المسؤولين في هيئات دينية اخرى كثيرة،‏ تحلَّى الاخ رذرفورد بشخصية روحية وأدبية سامية جدا.‏ ومن الواضح انه عاش من اجل ملكوت يهوه.‏

اوقات مالية عصيبة

بعد سنوات قليلة من وصولي الى البتل،‏ دخل العالم في الازمة الاقتصادية العظمى.‏ فانهارت الاسواق المالية،‏ كما انهارت اسعار السلع.‏ وأصبحت الوظائف نادرة،‏ والموارد المالية محدودة.‏ وكان البتل يعمل بالموارد المالية التي جرى التبرع بها،‏ وتأكد يهوه دائما انه كان هنالك ما يكفي للاهتمام بالعمل.‏ ولم نكن قط دون طعام،‏ على الرغم من ان ذلك لم يكن تماما ما كان يريده كل واحد.‏ واقتصدنا قدر الامكان،‏ وساعدَنا ماديا الاخوة من خارج البتل قدر استطاعتهم.‏

وفي السنة ١٩٣٢،‏ مات الاخ روبرت مارتن،‏ ناظر مصنعنا الامين.‏ وعُيِّن مكانه ناثان نور البالغ من العمر سبعا وعشرين سنة.‏ كان شابا بارعا جدا.‏ ولا اتذكَّر ان ايّ شخص وجد صعوبة في قبوله كناظر للمصنع.‏ وكان هنالك اخوة امناء آخرون،‏ بينهم جون كُرزن،‏ جورج كِلي،‏ دوڠ ڠالْبرِيْث،‏ رالف لِفلر،‏ وأد بِكِر —‏ كل زملائي الاعزاء في العمل —‏ خصَّصوا طوعا حرفتهم وإبداعهم لخدمة الملكوت.‏ —‏ قارنوا خروج ٣٥:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

العمل في الاذاعة

كانت هيئتنا منتذرة كاملا لنشر البشارة بأية وسيلة متوافرة.‏ فالعالم كله يحتاج الى المعرفة عن الملكوت،‏ ولكننا كنا مجرد آلاف قليلة.‏ وكانت التقنية الاذاعية في بدايتها بعد الحرب العالمية الاولى.‏ ولكنَّ الاخوة الفُطن شعروا بأن اسلوب الاتصال هذا كان ما زوَّده يهوه في ذلك الوقت.‏ لذلك بدأوا في السنة ١٩٢٣ ببناء محطة الاذاعة WBBR في جزيرة ستاتن،‏ احد الاقسام الادارية الخمسة لمدينة نيويورك.‏

كنت احيانا العامل الوحيد في محطتنا.‏ وكنت اعيش هناك في جزيرة ستاتن ولكن كان عليَّ ان اعبر بمركب وأركب القطار ثلاث ساعات الى المصنع في بروكلين للقيام بعمل كهربائي او ميكانيكي.‏ ولجعل محطتنا الاذاعية مستقلة بشكل اساسي،‏ ركَّبنا مولِّد ديزل كهربائيا.‏ وكانت لدينا ايضا في جزيرة ستاتن آبار ماء خاصة وبستان يزوِّد الطعام لمجموعة المستخدمين الصغيرة هناك،‏ بالاضافة الى عائلة البتل في بروكلين.‏

والى ان اتت مساعدة اضافية في ما بعد،‏ حدَّت مسؤوليات العمل الاذاعي جدا حضوري الاجتماعات وخدمة الحقل.‏ ولم يكن هنالك قط وقت للمناسبات الاجتماعية او الرحلات في نهايات الاسابيع غير العطلة السنوية.‏ وقد سألني احدهم ذات مرة:‏ «مع برنامج كثير المطالب كهذا،‏ ألَم تفكر قط في ترك البتل؟‏» فأجبت بصدق:‏ «لا.‏» فقد كان امتيازا وفرحا ان اعيش وأعمل بجانب اخوة وأخوات منتذرين كثيرين.‏ وكان هنالك دائما عمل يلزم انجازه،‏ بعض المشاريع الجديدة لانجازها.‏

لقد انتجنا وأذعنا مسرحيات اذاعية مثيرة.‏ ومن دون توافر تسجيلات بتأثيرات صوتية،‏ كان علينا ان نبتكر اساليبنا الخاصة.‏ فصنعنا آلة يمكن ان تُحدث صوت نسيم عليل او عاصفة هوجاء.‏ وصوت انصاف قشور جوز الهند وهي تخبط على الواح خشبية مبطَّنة انتجت وقع حوافر الخيل على الشوارع المرصوفة بالحجارة.‏ وكانت كل مسرحية مهمَّة مثيرة.‏ وكان الناس يصغون.‏ وفي تلك الايام التي كانت فيها التلهيات قليلة،‏ كان اناس كثيرون يجلسون ويصغون بانتباه.‏

وفي عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ دخلت الجمعية التاريخ الاذاعي،‏ اذ ربطت تكرارا اكبر عدد من المحطات ببرنامج واحد.‏ وهكذا وصلت بشارة الملكوت الى ملايين حول العالم.‏

الفونوڠراف

في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل اربعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ صمَّمنا وصنعنا آلات الاسطوانات الاذاعية،‏ فونوڠرافات،‏ وتجهيزات صوتية اخرى.‏ وبمخرطة خصوصية،‏ كنا نعمل الاسطوانات الصوتية الام من اسطوانات مصقولة كالمرآة مصنوعة من شمع العسل.‏ ثم كنا نفحص تحت المجهر كل اسطوانة صوتية أُم بدقة شديدة للتأكد ان لا عيب فيها.‏ واذا وُجدت اية عيوب،‏ كان يجب ان تُعاد جلسة التسجيل وتُصنع اسطوانة اخرى بواسطة المخرطة.‏ ثم كنا نرسل الاسطوانة الام المصنوعة من شمع العسل الى شركة تسجيل تنتج الاسطوانات الفونوڠرافية وتسجيلات الاسطوانات الاذاعية.‏

واحدى الحوادث المثيرة التي اتذكرها جيدا كانت محاضرة الاخ رذرفورد في السنة ١٩٣٣ بعنوان «تأثير السنة المقدَّسة في السلام والازدهار.‏» فالبابا كان قد اعلن ان تلك السنة ستكون «سنة مقدَّسة،‏» وبواسطة البث الاذاعي والفونوڠراف،‏ شهَّرناها وأظهرنا ان لا شيء مقدَّسا سينتج منها.‏ وكما تبيَّن،‏ تولى هتلر السلطة في تلك السنة بدعم الكنيسة الكاثوليكية،‏ وهكذا تلاشت اية آمال للسلام.‏

وفي الولايات المتحدة،‏ تشكَّلت منظمة العمل الكاثوليكي لتنفيذ ارادة الكنيسة.‏ ووضعوا رجالهم في مجالس تحرير الصحف،‏ المجلات،‏ ودور نشر الكتب الرئيسية.‏ وعملوا في السياسة وهدَّدوا بمقاطعة اية محطة اذاعية تذيع محاضراتنا المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وهاجمت فرق العمل الكاثوليكي شهودا كثيرين،‏ وخصوصا في جوار نيو جيرزي.‏ فكم كانت تلك الايام هوجاء!‏

عمل مبهج في الحقل

بحلول اواسط خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت صفوف ناشري الملكوت المتزايدة تبلغ اناسا اكثر عند ابواب بيوتهم.‏ وبرهن ذلك انه فعَّال اكثر بكثير من الاذاعة في مساعدة الافراد على فهم حق الكتاب المقدس.‏ وهكذا في السنة ١٩٥٧ تقرَّر بيع WBBR وتوجيه مواردنا الى العمل الارسالي الموسَّع في بلدان اخرى.‏

في السنة ١٩٥٥،‏ عُيِّنتُ في جماعة بدفورد في بروكلين،‏ حيث كنت أُدير قانونيا درس برج المراقبة‏.‏ وأرسلتني الجمعية ايضا خارجا كخطيب جائل الى شمالي نيويورك،‏ پنسلڤانيا،‏ كونَكتيكُت،‏ ونيو جيرزي.‏ وعندما عُيِّنت في جماعة بدفورد،‏ قلت لنفسي،‏ ‹عمري اكثر من ٥٠ سنة.‏ ومن الافضل ان اشترك قدر استطاعتي في خدمة الحقل الآن.‏ فربما أُصاب لاحقا بألم في اسفل الظهر ولا اتمتع بها كثيرا.‏›‏

وبعد العمل كل هذه السنوات في القسم التقني لنشر بزور الملكوت بالراديو،‏ وجدته سرورا حقيقيا ان ازرع وأسقي بزور حق الكتاب المقدس مباشرة لدى الافراد.‏ وتمتعت حقا بالعمل مع الجماعة.‏ وجعلني اخوة وأخوات مختلفون عضوا في عائلتهم،‏ اذ جعلوني اشعر وكأنني تماما في بيتي.‏ وبعض اولئك الاولاد الصغار الذين كبروا الآن،‏ لا يزالون ينادونني جدّي.‏ وطوال ٣٠ سنة قضينا اوقاتا جيدة معا في خدمة الحقل،‏ الى ان تركتني المشاكل في ساقيَّ وقدميَّ غير قادر على الصعود في السلالم او السفر في القطار النفقي.‏ وفي السنة ١٩٨٥،‏ نُقلت الى جماعة بروكلين هايتس،‏ التي تجتمع في البتل.‏

وإذ كانت هيئة يهوه تتمتع بتوسُّع عظيم،‏ كان لي شخصيا امتياز رؤية بركته في الحقول الاجنبية فيما كنت احضر محافل كبيرة لشهود يهوه في بلدان بعيدة.‏ وأخيرا تمكنت من السفر حول العالم!‏ فابتداء من خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ذهب البعض منا من عائلة البتل لرؤية معالم لندن،‏ باريس،‏ روما،‏ نورَمبورڠ،‏ وكوپنهاڠن.‏ وسافرنا في طائرات كانت سابقا قاذفات قنابل،‏ وفي باخرة،‏ وقطار.‏ وطبعا كانت الرحلات ذات مناظر طبيعية خلابة،‏ لكنَّ المشاهد الاكثر اثارة على الاطلاق كانت حشود اخوتنا الوديين الذين رحبوا بنا.‏ وفي العقود التالية قمت برحلات الى الشرق،‏ اوروپا الغربية ثانية،‏ والاحدث كانت الى اوروپا الشرقية.‏ وكانت المحافل الرائعة في پولندا،‏ المانيا،‏ وتشيكوسلوڤاكيا مؤثِّرة جدا.‏ كم نمت عائلتنا الثيوقراطية منذ صرت جزءا منها من البداية!‏

الارشاد الالهي

ان ما بدا خطوات صغيرة اتَّخذتها الهيئة تبيَّن لاحقا انها خطوات عملاقة.‏ وعندما كنا نعمل في مشاريع مبتكرة،‏ مجرد وسائل لمساعدتنا على القيام بعمل الشهادة،‏ مَن كان بإمكانه ان يتوقع النمو الهائل؟‏ لقد تقدَّمنا في الايمان،‏ متجاوبين مع قيادة يهوه.‏

لم تكن هذه الهيئة المتقدِّمة خائفة من استخدام التقنية الاحدث المتوافرة او ابتكار تقنياتها للمساعدة على الاهتمام بالحقل العالمي.‏ وبين الوسائل المستخدمة من اجل تقدُّم اعلان الملكوت كانت الكرازة من بيت الى بيت،‏ استعمال الشبكات الاذاعية،‏ الشهادة بالفونوڠراف،‏ وبرنامج عقد دروس في الكتاب المقدس في بيوت الناس.‏ ولم يكن تأسيس عمليات طباعتنا في الايام الباكرة واستخدامنا الآن التنضيد التصويري بواسطة الكمپيوتر وطباعة الأوفست بلغات كثيرة انجازا صغيرا.‏ ومدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس،‏ مدرسة الخدمة الثيوقراطية،‏ والمحافل القانونية لعبت جميعها دورا في جلب المجد ليهوه اللّٰه وابنه.‏ لقد كان امتيازا لي ان اراقب شخصيا وأشارك في كل هذه الاحداث.‏

يتَّضح لي ان هيئة يهوه على الارض الموجَّهة من الروح تنال التوجيه بشأن ما يجب فعله وكيف.‏ فهيئته الكونية بكاملها،‏ المنظورة وغير المنظورة،‏ تعمل معا.‏

لم اندم قط على التخلي كشاب عن خططي في الإبحار.‏ فأكثر التطورات اثارة ومعنى في العالم تحدث هنا داخل هيئة يهوه!‏ لذلك وُسمت رحلتي في الطريق نحو ‹الدعوة العليا› بالكثير الكثير من الافراح والبركات ودون ندم.‏ —‏ فيلبي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

كنت دائما اقول للاحداث ان يتذكروا ١٩١٤ —‏ اي العدد ١٤ من المزمور ١٩‏،‏ الذي يقول:‏ «لتكن اقوال فمي وفكر قلبي مرضية امامك يا رب صخرتي ووليّي.‏» فنحن نريد ان نرضي يهوه في كل شيء ونصلي كما صلّى داود:‏ «طرقك يا رب عرفني.‏ سبلك علّمني.‏ دربني في حقك وعلّمني.‏ لانك انت اله خلاصي.‏ اياك انتظرت اليوم كله.‏» (‏مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ هنالك معانٍ كثيرة في هذه الكلمات.‏ وتذكُّرها يمكن ان يساعد على ابقائنا في الطريق الصحيح،‏ السير في الاتجاه الصائب،‏ مماشاة هيئة يهوه التقدُّمية.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

تمتع الاخ رذرفورد بإعداد وجبات الطعام للاصدقاء

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

روبرت هاتسفلت عند اجهزة التحكُّم في محطة اذاعة WBBR

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

صورة حديثة للاخ هاتسفلت

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة