مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الابتهاج للذين يسلكون في النور
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • الابتهاج للذين يسلكون في النور

      ‏«هلمّ فنسلك في نور الرب».‏ —‏ اشعياء ٢:‏٥‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ الى ايّ حدّ مهم هو النور؟‏ (‏ب)‏ لماذا التحذير من ان الظلمة ستغطي الارض هو خطير؟‏

      يهوه هو مصدر النور.‏ ويدعوه الكتاب المقدس «الجاعل الشمس للاضاءة نهارا وفرائض القمر والنجوم للاضاءة ليلا».‏ (‏ارميا ٣١:‏٣٥؛‏ مزمور ٨:‏٣‏)‏ فهو الذي خلق شمسنا،‏ التي هي في الواقع فرن نووي هائل يُطلِق الى الفضاء كميات كبيرة من الطاقة،‏ البعض منها على شكل ضوء وحرارة.‏ والنسبة الضئيلة من هذه الطاقة التي تصلنا على شكل ضوء تدعم الحياة على هذه الارض.‏ وبدون ضوء الشمس،‏ لا نكون موجودين وتكون الارض كوكبا لا حياة عليه.‏

      ٢ وإذ نفكِّر في هذه الامور،‏ يمكننا فهم مغزى وضع وصفه النبي اشعيا.‏ فقد قال:‏ «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم».‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢‏)‏ طبعا،‏ لا يشير ذلك الى ظلمة حرفية.‏ فإشعيا لم يعنِ انه سيأتي يوم حين لن تضيء الشمس والقمر والنجوم.‏ (‏مزمور ٨٩:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١٣٦:‏٧-‏٩‏)‏ لكنه كان يتكلم عن الظلمة الروحية المميتة.‏ فعلى المدى الطويل،‏ لا يمكننا العيش دون نور روحي،‏ تماما كما لا يمكننا العيش دون نور حرفي.‏ —‏ لوقا ١:‏٧٩‏.‏

      ٣ ماذا ينبغي ان يفعل المسيحيون نظرا الى كلمات اشعيا؟‏

      ٣ نظرا الى ذلك،‏ من المهم الملاحظة انه رغم ان كلمات اشعيا تمت في يهوذا القديمة،‏ فلها اتمام اعظم اليوم.‏ نعم،‏ ان الظلمة الروحية تغطي العالم في ايامنا.‏ وفي هذا الوضع الخطير،‏ يكون النور الروحي ذا اهمية قصوى.‏ لذلك يفعل المسيحيون حسنا إن اصغوا الى حض يسوع:‏ «ليضئ نوركم قدام الناس».‏ (‏متى ٥:‏١٦‏)‏ فالمسيحيون الامناء يمكنهم اضاءة الظلمة للودعاء،‏ متيحين لهم بذلك فرصة نيل الحياة.‏ —‏ يوحنا ٨:‏١٢‏.‏

      الازمنة الحالكة في اسرائيل

      ٤ متى تمت كلمات اشعيا النبوية اتماما اوليا،‏ ولكن ايّ وضع كان موجودا في ايامه؟‏

      ٤ ان كلمات اشعيا عن ظلمة تغطي الارض تمت اولا عندما خُرِّبت يهوذا وسُبي شعبها الى بابل.‏ ولكن حتى قبل ذلك،‏ كان معظم الامة في ايام اشعيا مغطى بالظلمة الروحية،‏ مما دفعه الى حثّ مواطنيه:‏ «يا بيت يعقوب هلمّ فنسلك في نور الرب».‏ —‏ اشعياء ٢:‏٥؛‏ ٥:‏٢٠‏.‏

      ٥،‏ ٦ اية عوامل ساهمت في وجود الظلمة في ايام اشعيا؟‏

      ٥ لقد تنبأ اشعيا في يهوذا «في ايام عزّيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا».‏ (‏اشعياء ١:‏١‏)‏ وكانت تلك فترة مضطربة تميَّزت بعدم الاستقرار السياسي،‏ الرياء الديني،‏ الفساد في القضاء،‏ والظلم للفقراء.‏ حتى خلال حكم الملوك الامناء،‏ مثل يوثام،‏ كان من الممكن رؤية مذابح مخصّصة للآلهة الباطلة على كثير من مرتفعات التلال.‏ وكان الوضع اسوأ تحت حكم الملوك غير الامناء.‏ مثلا،‏ بلغ الامر بالملك آحاز الى حدّ التضحية بذريته في ذبيحة شعائرية للاله مولك.‏ لقد كانت فترة مظلمة بالفعل!‏ —‏ ٢ ملوك ١٥:‏٣٢-‏٣٤؛‏ ١٦:‏٢-‏٤‏.‏

      ٦ وكان الوضع على الساحة الدولية قاتما ايضا.‏ فقد كانت موآب وأدوم وفِلِسطيَة تهدِّد حدود يهوذا.‏ ولم تكن مملكة اسرائيل الشمالية تخفي عداوتها لها،‏ رغم ان قرابة دم كانت تربطهما.‏ ومن الشمال ايضا هدَّدت ارام سلامها.‏ كما اتى الخطر الاكبر من دولة اشور الوحشية الدائمة البحث عن فرصة لتوسيع سيطرتها.‏ وفي خلال فترة تنبّؤ اشعيا،‏ اجتاحت اشور امة اسرائيل كليًّا وكادت تدمِّر يهوذا.‏ ففي احدى الفترات كانت كل المدن الحصينة في يهوذا ما عدا اورشليم تحت سيطرة الاشوريين.‏ —‏ اشعياء ١:‏٧،‏ ٨؛‏ ٣٦:‏١‏.‏

      ٧ ايّ مسلك اختارته اسرائيل ويهوذا،‏ وكيف تجاوب يهوه؟‏

      ٧ لقد عانى شعب عهد اللّٰه هذه الكوارث الكبيرة لأن اسرائيل ويهوذا لم تحافظا على ولائهما له.‏ فكالمذكورين في سفر الامثال،‏ ‹تركوا سُبُل الاستقامة ليسلكوا في مسالك الظلمة›.‏ (‏امثال ٢:‏١٣‏)‏ ولكن رغم ان يهوه كان غاضبا من شعبه،‏ لم يتخلَّ عنهم كليًّا.‏ بدلا من ذلك،‏ اقام يهوه اشعيا وأنبياء آخرين ليمنح النور الروحي لكلّ مَن كان يسعى الى خدمته بأمانة في الامة.‏ وكان النور المزوَّد بواسطة هؤلاء الانبياء ثمينا.‏ فبه كان إنقاذ الحياة.‏

      الازمنة الحالكة اليوم

      ٨،‏ ٩ اية عوامل تساهم في وجود الظلمة في العالم اليوم؟‏

      ٨ كان الوضع في ايام اشعيا مماثلا جدا للاحوال اليوم.‏ فالقادة البشر في ايامنا يديرون ظهورهم ليهوه وملكه المتوَّج،‏ يسوع المسيح.‏ (‏مزمور ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ والقادة الدينيون في العالم المسيحي يخدعون رعاياهم.‏ ويدَّعي هؤلاء القادة انهم يخدمون اللّٰه،‏ ولكنَّ معظمهم في الواقع يرفِّعون آلهة هذا العالم:‏ القومية،‏ الروح الحربية،‏ الغنى،‏ والافراد البارزين،‏ فضلا عن تعليم العقائد الوثنية.‏

      ٩ وفي مكان تلو مكان،‏ تتورط اديان العالم المسيحي في الحروب والنزاعات المدنية التي يَسمها التطهير العرقي وفظائع اخرى.‏ وعلاوة على ذلك،‏ عوضا عن اتِّخاذ موقف الى جانب آداب الكتاب المقدس،‏ تتغاضى او تدعم كنائس كثيرة ممارسات فاسدة ادبيا مثل العهارة ومضاجعة النظير.‏ ونتيجة لهذا الرفض لمقاييس الكتاب المقدس،‏ تشبه رعية العالم المسيحي اولئك الذين تحدث عنهم صاحب المزمور قديما:‏ «لا يعلمون ولا يفهمون.‏ في الظلمة يتمشون».‏ (‏مزمور ٨٢:‏٥‏)‏ حقا،‏ ان العالم المسيحي،‏ كيهوذا القديمة،‏ هو في ظلمة حالكة.‏ —‏ كشف ٨:‏١٢‏.‏

      ١٠ كيف يضيء النور في الظلمة اليوم،‏ وكيف يستفيد الودعاء؟‏

      ١٠ في وسط هذه الظلمة،‏ يجعل يهوه النور يضيء من اجل الودعاء.‏ لذلك يستخدم خدامه الممسوحين على الارض،‏ «العبد الامين الفطين» الذي ‹يضيء كأنوار في العالم›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥؛‏ فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ وصفّ العبد هذا،‏ الذي يدعمه ملايين ‹الخراف الاخر›،‏ يعكس النور الروحي المؤسَّس على كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وفي هذا العالم المظلم،‏ يعطي هذا النور رجاء للودعاء،‏ ويساعدهم على امتلاك علاقة باللّٰه،‏ ويمكِّنهم من تجنب الاشراك الروحية.‏ انه ثمين وينقذ الحياة.‏

      ‏«أحمد اسمك»‏

      ١١ اية معلومات زوَّدها يهوه في ايام اشعيا؟‏

      ١١ وأيّ نوع من الارشاد زوَّده يهوه في الايام الحالكة التي عاش فيها اشعيا والايام الاحلك بعد ذلك عندما سبى البابليون امة يهوه؟‏ بالاضافة الى تزويد الارشاد الادبي،‏ اوجز بوضوح مسبقا كيف سيتمم مقاصده في ما يتعلق بشعبه.‏ خذوا،‏ على سبيل المثال،‏ النبوات الرائعة في اشعياء الاصحاحات ٢٥ الى ٢٧‏.‏ والكلمات في هذه الاصحاحات تدل كيف عالج يهوه الوضع آنذاك وكيف يعالجه اليوم.‏

      ١٢ اية عبارة نابعة من القلب تفوه بها اشعيا؟‏

      ١٢ اولا يعلن اشعيا:‏ «يا رب انت الهي اعظِّمك.‏ أحمد اسمك».‏ ما اروع عبارة التسبيح هذه النابعة من القلب!‏ ولكن ماذا دفع النبي الى التفوه بهذه الصلاة؟‏ يظهر احد الاسباب الرئيسية في النصف الثاني من العدد،‏ حيث نقرأ:‏ «لأنك [يا يهوه] صنعت عجبا.‏ مقاصدك منذ القديم امانة وصدق».‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏١‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ اية معرفة قوَّت تقدير اشعيا ليهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم من مثال اشعيا؟‏

      ١٣ بحلول ايام اشعيا كان يهوه قد صنع عجائب كثيرة لإسرائيل،‏ وقد دوِّنت هذه لاحقا.‏ ويبدو ان اشعيا كان مطّلعا على هذه الكتابات.‏ مثلا،‏ كان يعرف ان يهوه اطلق شعبه من العبودية في مصر وخلّصهم من سخط جيش فرعون عند البحر الاحمر.‏ وكان يعرف ان يهوه قاد شعبه في البرية وأدخلهم ارض الموعد.‏ (‏مزمور ١٣٦:‏١،‏ ١٠-‏٢٦‏)‏ لقد اظهرت روايات تاريخية كهذه ان يهوه اللّٰه امين وصادق،‏ وجميع ‹مقاصده› تتحقق.‏ والمعرفة الدقيقة التي اعطاها اللّٰه قوَّت اشعيا لكي يداوم على السلوك في النور.‏ وبذلك رسم مثالا حسنا لنا.‏ فإذا درسنا باهتمام كلمة اللّٰه المكتوبة وطبَّقناها في حياتنا،‏ نبقى نحن ايضا في النور.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٦‏.‏

      تدمير مدينة

      ١٤ ماذا يُنبأ به عن مدينة،‏ وأية مدينة هي على الارجح؟‏

      ١٤ نجد في اشعياء ٢٥:‏٢ مثالا لمقاصد اللّٰه،‏ حيث نقرأ:‏ «جعلتَ مدينة رجمة.‏ قرية حصينة ردما.‏ قصر اعاجم ان لا تكون مدينة.‏ لا يُبنى الى الابد».‏ فما هي هذه المدينة؟‏ كان اشعيا على الارجح يتحدث نبويا عن بابل.‏ وقد اتى الوقت الذي فيه تحوَّلت بابل الى مجرد رجمة.‏

      ١٥ اية ‹مدينة عظيمة› موجودة اليوم،‏ وماذا سيحدث لها؟‏

      ١٥ وهل للمدينة التي ذكرها اشعيا نظير اليوم؟‏ نعم.‏ يتحدث سفر الكشف عن «المدينة العظيمة التي لها مملكة تسود على ملوك الارض».‏ (‏كشف ١٧:‏١٨‏)‏ وهذه المدينة العظيمة هي «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ (‏كشف ١٧:‏٥‏)‏ والجزء الابرز في بابل العظيمة اليوم هو العالم المسيحي،‏ الذي يتزعم رجال دينه المقاومة لعمل الكرازة بالملكوت الذي يقوم به شعب يهوه.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ لكنَّ بابل العظيمة ستُدمَّر قريبا كبابل القديمة،‏ ولن تُبنى ثانية.‏

      ١٦،‏ ١٧ في الازمنة القديمة والعصرية،‏ كيف حدث ان يهوه مجَّده اعداؤه؟‏

      ١٦ وبماذا تنبأ اشعيا ايضا عن هذه ‹القرية الحصينة›؟‏ يقول اشعيا مخاطبا يهوه:‏ «يكرمك [«يمجدك»،‏ ع‌ج‏] شعب قوي وتخاف منك قرية امم عتاة».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٣‏)‏ فكيف ستقوم هذه المدينة العدائية،‏ ‹قرية الامم العتاة›،‏ بتمجيد يهوه؟‏ تذكروا ما حصل لملك بابل الاقوى نبوخذنصر.‏ فبعد اختبار قاسٍ اظهر ضعفه،‏ أُجبر على الاعتراف بأن يهوه عظيم وكلي القدرة.‏ (‏دانيال ٤:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فعندما يُظهِر يهوه قدرته،‏ يُجبَر حتى اعداؤه،‏ ولو على مضض،‏ ان يعترفوا بعجائبه.‏

      ١٧ وهل أُجبرت بابل العظيمة على الاعتراف بعجائب يهوه؟‏ نعم،‏ فخلال الحرب العالمية الاولى كان خدام يهوه الممسوحون يكرزون في الضيق.‏ ففي سنة ١٩١٨،‏ ذهبوا الى الاسر الروحي عندما سُجن المسؤولون الرئيسيون في جمعية برج المراقبة،‏ مما ادى الى توقف عمل الكرازة المنظم.‏ ثم في سنة ١٩١٩،‏ ردّهم يهوه وأعاد تنشيطهم بروحه،‏ فشرعوا بإتمام التفويض ان يكرزوا بالبشارة في كل المسكونة.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وهذا كله،‏ إضافة الى تأثير عملهم في خصومهم،‏ منبأ به في سفر الكشف.‏ وهؤلاء الاخيرون ‹ارتاعوا وأعطوا مجدا لإله السماء›.‏ (‏كشف ١١:‏٣،‏ ٧،‏ ١١-‏١٣‏)‏ وهذا لا يعني انهم جميعا اهتدوا،‏ ولكنهم أُجبروا على الاعتراف بعجيبة يهوه في تلك المناسبة،‏ تماما كما كان قد انبأ اشعيا.‏

      ‏‹حصن للمسكين›‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لماذا باءت جهود الخصوم لكسر استقامة شعب يهوه بالفشل؟‏ (‏ب)‏ كيف «يُذَلّ غناء العتاة»؟‏

      ١٨ اذ يوجِّه اشعيا الآن انتباهه الى تعاملات يهوه اللطيفة مع الذين يسلكون في النور،‏ يقول ليهوه:‏ «كنتَ حصنا للمسكين حصنا للبائس في ضيقه ملجأ من السيل ظلا من الحرّ إذ كانت نفخة العتاة كسيل على حائط.‏ كحرّ في يبس تخفض ضجيج الاعاجم.‏ كحرّ بظل غيم يُذَلّ غناء العتاة».‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٩ منذ سنة ١٩١٩،‏ يسعى العتاة بكل الوسائل الى كسر استقامة العباد الحقيقيين،‏ ولكن بلا جدوى.‏ ولماذا؟‏ لأن يهوه حصن وملجأ لشعبه.‏ وهو يزوِّد ظلا منعشا من حرّ الاضطهاد اللاذع،‏ ويقف كحائط ثابت امام سيل المقاومة.‏ ونحن السالكين في نور اللّٰه نتطلع بثقة الى الوقت الذي فيه «يُذَلّ غناء العتاة».‏ نعم،‏ فنحن ننتظر بشوق اليوم الذي يزول فيه اعداء يهوه.‏

      ٢٠،‏ ٢١ اية وليمة يزوِّدها يهوه،‏ وماذا ستتضمن هذه الوليمة في العالم الجديد؟‏

      ٢٠ لا يكتفي يهوه بحماية خدامه.‏ فهو يوفر لهم الطعام لأنه ابوهم المحب.‏ فبعد تحرير شعبه من بابل العظيمة سنة ١٩١٩،‏ رتَّب امامهم وليمة نصر،‏ مخزونا وافرا من الطعام الروحي.‏ وهذا ما أُنبئ به في اشعياء ٢٥:‏٦‏،‏ حيث نقرأ:‏ «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن مُمِخّة دردي مُصَفّى».‏ فيا للبركة التي ننعم بها لأننا نشترك في هذه الوليمة!‏ (‏متى ٤:‏٤‏)‏ و «مائدة يهوه» عليها وفرة من الأطايب للأكل.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٢١‏)‏ وبواسطة «العبد الامين الفطين»،‏ نُزوَّد بكل ما يمكن ان نحتاج اليه من الناحية الروحية.‏

      ٢١ وهذه الوليمة الالهية تتضمن المزيد.‏ فالوليمة الروحية التي نتمتع بها اليوم تذكِّرنا بوفرة الطعام الجسدي في عالم اللّٰه الجديد الموعود به التي ستتضمنها ‹وليمة السمائن›.‏ ولن يجوع احد جسديا او روحيا.‏ وكم سيرتاح الامناء الاعزاء الذين يقاسون اليوم ‹المجاعات› المنبأ بها،‏ والتي هي جزء من «علامة» حضور يسوع!‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٧‏)‏ وهم يستمدون تعزية كبيرة من كلمات صاحب المزمور الذي قال:‏ «تكون حفنة بُرّ في الارض في رؤوس الجبال».‏ —‏ مزمور ٧٢:‏١٦‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ ايّ «غطاء» او «نقاب» سيزول،‏ وكيف؟‏ (‏ب)‏ كيف سيُزال ‹عار شعب يهوه›؟‏

      ٢٢ أصغوا الى وعد اروع ايضا.‏ فإذ يشبِّه اشعيا الخطية والموت بـ‍ «غطاء»،‏ او «نقاب»،‏ يقول:‏ «يفني [يهوه] في هذا الجبل وجه النقاب.‏ النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٧‏)‏ فكروا في هذا!‏ فالخطية والموت،‏ اللذان يضغطان على الجنس البشري كغطاء خانق،‏ سيزولان.‏ فكم نتوق الى اليوم الذي فيه تُطبَّق فوائد ذبيحة يسوع الفدائية كاملا على البشر الطائعين والامناء!‏ —‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٢٣ وبالاشارة الى تلك الفترة المجيدة،‏ يؤكد لنا النبي الملهم:‏ «يبلع [اللّٰه] الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٨‏)‏ فلن يموت احد لأسباب طبيعية او ينوح نتيجة وفاة شخص يحبه.‏ فما اروع هذا التغيير!‏ كذلك لن يُسمع في ايّ مكان على الارض التعيير والدعاية الكاذبة التي يتحملها اللّٰه وخدامه منذ زمن طويل.‏ ولم لا؟‏ لأن يهوه سيزيل مُنشئهما،‏ ابا الكذب الشيطان ابليس مع نسله.‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏.‏

      ٢٤ كيف يتجاوب الذين يسلكون في النور مع عجائب يهوه التي صنعها من اجلهم؟‏

      ٢٤ عند التأمل في إعرابات كهذه عن قدرة يهوه،‏ يندفع الذين يسلكون في النور الى الهتاف قائلين:‏ «هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلَّصنا.‏ هذا هو الرب انتظرناه.‏ نبتهج ونفرح بخلاصه».‏ (‏اشعياء ٢٥:‏٩‏)‏ فقريبا سيكون للجنس البشري البار سبب وجيه للفرح.‏ فستُنزع الظلمة كليًّا،‏ وسينعم الامناء بنور يهوه الى الابد.‏ فهل يمكن ان يكون هنالك رجاء امجد من هذا؟‏ حتما لا!‏

  • الخلاص للذين يختارون النور
    برج المراقبة ٢٠٠١ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • الخلاص للذين يختارون النور

      ‏«الرب نوري وخلاصي ممَّن اخاف».‏ —‏ مزمور ٢٧:‏١‏.‏

      ١ ايّ تدبيرين ينقذان الحياة صنعهما يهوه؟‏

      يهوه هو مصدر نور الشمس،‏ الذي يجعل الحياة على الارض ممكنة.‏ (‏تكوين ١:‏٢،‏ ١٤‏)‏ وهو ايضا مصدر النور الروحي،‏ الذي يطرد ظلمة عالم الشيطان المميتة.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٦؛‏ افسس ٥:‏٨-‏١١؛‏ ٦:‏١٢‏)‏ والذين يختارون النور يمكن ان يردِّدوا كلمات صاحب المزمور:‏ «الرب نوري وخلاصي ممَّن اخاف».‏ (‏مزمور ٢٧:‏١أ‏)‏ أما الذين يفضِّلون الظلمة فلن ينالوا إلا دينونة مضادة،‏ كما حدث في ايام يسوع.‏ —‏ يوحنا ١:‏٩-‏١١؛‏ ٣:‏١٩-‏٢١،‏ ٣٦‏.‏

      ٢ ماذا حدث قديما للذين رفضوا نور يهوه وللذين اصغوا الى كلمته؟‏

      ٢ في ايام اشعيا،‏ رفض معظم شعب عهد يهوه النور.‏ نتيجة لذلك،‏ رأى اشعيا دمار مملكة اسرائيل الشمالية كأمة.‏ وفي سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ دُمِّرت اورشليم وهيكلها وسُبي سكان يهوذا.‏ لكنَّ الذين اصغوا الى كلمة يهوه تقوَّوا لمقاومة الارتداد في تلك الايام.‏ وقد وعد يهوه في ما يتعلق بسنة ٦٠٧ ق‌م ان الذين يصغون اليه سيخلصون.‏ (‏ارميا ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ واليوم،‏ يمكننا نحن محبي النور ان نتعلم الكثير مما حدث آنذاك.‏ —‏ افسس ٥:‏٥‏.‏

      سعادة الذين في النور

      ٣ في هذه الايام،‏ اية ثقة يمكن ان تكون لنا،‏ اية ‹امة بارة› نحبها،‏ وأية «مدينة قوية» لدى هذه ‹الامة›؟‏

      ٣ «لنا مدينة قوية.‏ يجعل [اللّٰه] الخلاص اسوارا ومترسة.‏ افتحوا الابواب لتدخل الامة البارة الحافظة الامانة».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١،‏ ٢‏)‏ هذه هي كلمات الابتهاج التي قالها المتِّكلون على يهوه.‏ فاليهود الامناء في زمن اشعيا التفتوا الى يهوه بصفته مصدر الامان الحقيقي الوحيد،‏ وليس الى الآلهة الباطلة التي عبدها مواطنوهم.‏ واليوم،‏ لدينا الثقة نفسها.‏ وعلاوة على ذلك،‏ نحب ‹امة يهوه البارة›،‏ «اسرائيل اللّٰه».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ متى ٢١:‏٤٣‏)‏ ويهوه ايضا يحب هذه الامة بسبب امانتها.‏ وببركته،‏ لدى اسرائيل اللّٰه «مدينة قوية»،‏ هيئة مشبَّهة بمدينة تدعمها وتحميها.‏

      ٤ ايّ موقف عقلي نفعل حسنا إنْ نميناه؟‏

      ٤ والذين داخل هذه ‹المدينة› يدركون جيدا ان ‹ذا الرأي الممكَّن يحفظه يهوه سالما سالما لأنه عليه متوكل›.‏ ان يهوه يمكِّن الذين لديهم ميل عقلي الى التوكل عليه ويذعنون لمبادئه البارّة.‏ وهكذا،‏ فإن الامناء في يهوذا اصغوا الى حض اشعيا:‏ «توكلوا على الرب الى الابد لأن في ياه الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] صخر الدهور».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏٣،‏ ٤؛‏ مزمور ٩:‏١٠؛‏ ٣٧:‏٣؛‏ امثال ٣:‏٥‏)‏ والذين لديهم هذا الموقف العقلي يتطلعون الى ‹ياه يهوه› على انه صخر الامان الوحيد ويتمتعون ‹بالسلام› الدائم معه.‏ —‏ فيلبي ١:‏٢؛‏ ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      الاذلال لأعداء اللّٰه

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كيف أُذلت بابل القديمة؟‏ (‏ب)‏ كيف أُذلت «بابل العظيمة»؟‏

      ٥ وماذا لو عانى الذين يتوكلون على يهوه الضيق؟‏ لا يجب ان يخافوا.‏ فيهوه يسمح بهذه الامور احيانا،‏ ولكنه يجلب الراحة اخيرا ويدين الذين يسبِّبون الضيق.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٤-‏٧؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ تأملوا في حالة ‹قرية مرتفعة›.‏ يقول اشعيا:‏ «يخفض [يهوه] سكان العلاء يضع القرية المرتفعة.‏ يضعها الى الارض.‏ يلصقها بالتراب.‏ تدوسها الرِّجل رِجلا البائس اقدام المساكين».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ ربما تكون بابل هي القرية المرتفعة هنا.‏ لا شك ان هذه المدينة قد جعلت شعب اللّٰه بائسين.‏ ولكن ماذا حدث لبابل؟‏ لقد سقطت على ايدي الماديين والفرس سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ فما اعظم هذا الاذلال!‏

      ٦ وفي ايامنا،‏ تُحسِن كلمات اشعيا النبوية وصف ما يحدث ‹لبابل العظيمة› منذ سنة ١٩١٩.‏ فقد عانت هذه القرية المرتفعة سقوطا مذلا في تلك السنة حين أُجبرت على إطلاق شعب يهوه من الاسر الروحي.‏ (‏كشف ١٤:‏٨‏)‏ وما حدث بعد ذلك كان مذلا اكثر ايضا.‏ فقد ‹داست› هذه المجموعة الصغيرة من المسيحيين سجَّانتهم السابقة.‏ ففي سنة ١٩٢٢،‏ ابتدأوا يعلنون نهاية العالم المسيحي القادمة،‏ منادين بنفخات الابواق الملائكية الاربع المذكورة في الكشف ٨:‏٧-‏١٢ والويلات الثلاثة المنبإ بها في الكشف ٩:‏١–‏١١:‏١٥‏.‏

      ‏«طريق البارّ استقامة»‏

      ٧ ايّ ارشاد يناله الذين يلتفتون الى نور يهوه،‏ مَن يرجون،‏ وماذا يعزّون؟‏

      ٧ ان يهوه يزوِّد الخلاص للذين يلتفتون الى نوره،‏ وهو يرشد سبيلهم،‏ كما يُظهِر اشعيا بعد ذلك:‏ «طريق الصدّيق [«البارّ،‏ ع‌ج‏] استقامة.‏ تمهِّد ايها المستقيم سبيل الصدّيق [«البارّ،‏ ع‌ج‏].‏ ففي طريق احكامك يا رب انتظرناك.‏ الى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ ان يهوه اله مستقيم وبارّ،‏ والذين يعبدونه يجب ان يطيعوا مقاييسه البارّة.‏ عندئذ،‏ يرشدهم يهوه ويمهِّد سبيلهم.‏ وباتِّباع ارشاده،‏ يُظهِر هؤلاء الودعاء انهم يرجون يهوه ويعزّون اسمه،‏ او ‹ذكره›،‏ من كل قلبهم.‏ —‏ خروج ٣:‏١٥‏.‏

      ٨ ايّ موقف مثالي اعرب عنه اشعيا؟‏

      ٨ لقد أعزّ اشعيا اسم يهوه.‏ ويتَّضح ذلك من كلماته التالية:‏ «بنفسي اشتهيتك في الليل.‏ ايضا بروحي في داخلي اليك أبتكر.‏ لأنه حينما تكون احكامك في الارض يتعلم سكان المسكونة العدل [«البر»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏٩‏)‏ لقد اشتهى اشعيا يهوه ‹بنفسه›،‏ او بكل كيانه.‏ تخيلوا النبي يستغل الوقت الهادئ في الليل ليصلي الى يهوه،‏ معبِّرا عن اعمق افكاره وطالبا بحرارة ارشاد يهوه.‏ فما اروع هذا المثال!‏ وعلاوة على ذلك،‏ تعلَّم اشعيا البرّ من احكام يهوه.‏ وبذلك،‏ يذكِّرنا بضرورة الحذر الدائم،‏ اذ نبقى متيقِّظين لتمييز ما هي مشيئة يهوه.‏

      البعض يختارون الظلمة

      ٩،‏ ١٠ ايّ لطف اظهره يهوه لأمته الخائنة،‏ وكيف تجاوبوا؟‏

      ٩ اظهر يهوه لطفا حبيا كبيرا ليهوذا،‏ ولكن من المؤسف انه لم يتجاوب الجميع معه.‏ فقد اختارت الغالبية مرارا التمرد والارتداد بدلا من نور حق يهوه.‏ قال اشعيا:‏ «يُرحم المنافق ولا يتعلم العدل [«البر»،‏ ع‌ج‏].‏ في ارض الاستقامة يصنع شرًّا ولا يرى جلال الرب».‏ —‏ اشعياء ٢٦:‏١٠‏.‏

      ١٠ في ايام اشعيا،‏ عندما كانت يد يهوه تحمي يهوذا من اعدائها،‏ رفضت الغالبية الاعتراف بذلك.‏ وعندما باركهم بالسلام،‏ لم تُظهِر الامة الشكر.‏ لذلك تركهم يهوه ليخدموا ‹سادة سواه›،‏ اذ سمح في النهاية بأن يؤخذ اليهود الى الاسر في بابل سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١١-‏١٣‏)‏ لكن بقية من الامة عادت اخيرا مطهَّرة الى موطنها.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ايّ مستقبل كان لسجَّاني يهوذا؟‏ (‏ب)‏ ايّ مستقبل كان لسجَّانة خدام يهوه الممسوحين السابقة في سنة ١٩١٩؟‏

      ١١ وماذا عن سجَّاني يهوذا؟‏ يجيب اشعيا نبويا:‏ «هم اموات لا يحيون.‏ اخيلة [«هامدون همود الموت»،‏ ع‌ج‏] لا تقوم.‏ لذلك عاقبتَ وأهلكتَهم وأبدتَ كل ذكرهم».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١٤‏)‏ نعم،‏ لم يعد لبابل مستقبل بعد سقوطها سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ وبعد مدة،‏ كانت المدينة ستُمحى من الوجود وتصير ‹هامدة› وتنقرض امبراطوريتها العظيمة.‏ فيا له من تحذير للذين يضعون رجاءهم في اقوياء هذا العالم!‏

      ١٢ لقد تمت اوجه من هذه النبوة حين سمح اللّٰه بأن يؤخذ خدامه الممسوحون الى الاسر الروحي سنة ١٩١٨ ثم حرَّرهم سنة ١٩١٩.‏ مذّاك صار مستقبل سجَّانتهم السابقة،‏ وخصوصا العالم المسيحي،‏ قاتما.‏ لكنَّ البركات التي في انتظار شعب يهوه كانت سخية بالفعل.‏

      ‏«زدتَ الامة»‏

      ١٣،‏ ١٤ اية بركات سخية يتمتع بها خدام يهوه الممسوحون منذ سنة ١٩١٩؟‏

      ١٣ بارك اللّٰه روح التوبة التي اعرب عنها خدامه الممسوحون سنة ١٩١٩ وزاد عددهم.‏ اولا،‏ مُنح الانتباه لتجميع آخر اعضاء اسرائيل اللّٰه،‏ ثم ابتدأ تجميع ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهذه البركات أُنبئ بها في نبوة اشعيا:‏ «زدتَ الامة يا رب زدت الامة.‏ تمجَّدتَ.‏ وسَّعتَ كل اطراف الارض.‏ يا رب في الضيق طلبوك.‏ سكبوا مُخافَتةً عند تأديبك اياهم».‏ —‏ اشعياء ٢٦:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٤ واليوم،‏ توسعت اطراف اسرائيل اللّٰه الى كل انحاء الارض،‏ والجمع الكثير الذي أُضيف يبلغ عدده الآن نحو ستة ملايين شخص مشارك بحماسة في عمل الكرازة بالبشارة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فما اعظم بركة يهوه هذه!‏ وما اعظم المجد الذي يجلبه ذلك لاسمه!‏ فهذا الاسم يُسمع اليوم في ٢٣٥ بلدا.‏ فيا له من إتمام رائع لوعده!‏

      ١٥ اية قيامة رمزية حدثت سنة ١٩١٩؟‏

      ١٥ لقد احتاجت يهوذا الى مساعدة يهوه للافلات من الاسر في بابل.‏ فلم يكن باستطاعتهم ان يفلتوا دون مساعدة.‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ على نحو مماثل،‏ كان تحرير اسرائيل اللّٰه سنة ١٩١٩ برهانا على دعم يهوه.‏ فلم يكن ذلك ليحدث لولاه.‏ وكان التغيير في حالتهم مفاجئا جدا حتى ان اشعيا شبَّهه بقيامة:‏ «تحيا امواتكَ تقوم الجثث.‏ استيقظوا ترنموا يا سكان التراب.‏ لأن طلَّكَ طلّ اعشاب والارض تُسقِط الاخيلة [«تلد الهامدين همود الموت»،‏ ع‌ج‏]».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏١٩؛‏ كشف ١١:‏٧-‏١١‏)‏ نعم،‏ سيولد الهامدون همود الموت من جديد،‏ اذا جاز التعبير،‏ لاستئناف نشاطهم!‏

      الحماية في الاوقات الخطرة

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ إلامَ كان اليهود سنة ٥٣٩ ق‌م بحاجة لكي ينجوا من سقوط بابل؟‏ (‏ب)‏ على الارجح،‏ ما هي ‹المخادع› اليوم،‏ وكيف تفيدنا؟‏

      ١٦ يحتاج خدام يهوه الى حمايته دائما.‏ ولكنه سيمدّ يده قريبا وللمرة الاخيرة على عالم الشيطان.‏ عندئذ سيكون عباده بحاجة الى مساعدته كما لم يسبق من قبل قط.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ يحذِّر يهوه بخصوص هذا الوقت الخطير:‏ «هلم يا شعبي ادخل مخادعك وأغلق ابوابك خلفك.‏ اختبئ نحو لحيظة حتى يعبر الغضب.‏ لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب اثم سكان الارض فيهم فتكشف الارض دماءها ولا تغطي قتلاها في ما بعد».‏ (‏اشعياء ٢٦:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ صفنيا ١:‏١٤‏)‏ لقد اظهر هذا التحذير لليهود كيف ينجون من سقوط بابل سنة ٥٣٩ ق‌م.‏ والذين اصغوا اليه بقوا في بيوتهم،‏ آمنين من الجنود الغزاة في الشوارع.‏

      ١٧ ان ‹المخادع› التي تتحدث عنها النبوة لها علاقة اليوم على الارجح بعشرات الآلاف من جماعات شعب يهوه حول العالم.‏ وهذه الجماعات هي حماية حتى في هذا الوقت،‏ وهي مكان يجد فيه المسيحيون الامان بين اخوتهم،‏ في ظل عناية الشيوخ الحبية.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ويصحّ ذلك خصوصا نظرا الى قرب نهاية نظام الاشياء هذا حين تعتمد النجاة على الطاعة.‏ —‏ صفنيا ٢:‏٣‏.‏

      ١٨ كيف ‹سيقتل يهوه التنين الذي في البحر› عمّا قريب؟‏

      ١٨ يتنبأ اشعيا عن ذلك الوقت:‏ «في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان الحية الهاربة.‏ لوياثان الحية المتحوِّية ويقتل التنين الذي في البحر».‏ (‏اشعياء ٢٧:‏١‏)‏ فما هو «لوياثان» العصري؟‏ من الواضح انه «الحية الاولى»،‏ الشيطان نفسه،‏ مع نظام اشيائه الشرير،‏ الذي يستخدمه لشنّ الحرب على اسرائيل اللّٰه.‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٧؛‏ ١٣:‏١٤،‏ ١٦،‏ ١٧‏)‏ وفي سنة ١٩١٩،‏ لم يعد لوياثان يُمسك بشعب اللّٰه.‏ وفي النهاية،‏ سيختفي كليًّا.‏ (‏كشف ١٩:‏١٩-‏٢١؛‏ ٢٠:‏١-‏٣،‏ ١٠‏)‏ وهكذا،‏ ‹سيقتل يهوه التنين الذي في البحر›.‏ وفي هذه الاثناء،‏ لن يدوم نجاح ايّ امر يحاول لوياثان فعله ضد شعب يهوه.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏١٧‏)‏ فكم من المعزي ان نتأكد من ذلك!‏

      ‏‹كرمة مشتهاة›‏

      ١٩ ما هو وضع البقية اليوم؟‏

      ١٩ نظرا الى كل هذا النور من يهوه،‏ ألا نملك سببا وجيها للابتهاج؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ يصف اشعيا فرح شعب يهوه وصفا رائعا عندما يكتب:‏ «في ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة انا الرب حارسها.‏ اسقيها كل لحظة.‏ لئلا يوقَع بها احرسها ليلا ونهارا».‏ (‏اشعياء ٢٧:‏٢،‏ ٣‏)‏ ان يهوه يهتم ‹بكرمته›،‏ بقية اسرائيل اللّٰه،‏ وبعشرائهم المجتهدين.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١-‏٨‏)‏ وكانت النتيجة ثمرا يجلب مجدا لاسمه وابتهاجا عظيما بين خدامه على الارض.‏

      ٢٠ كيف يحمي يهوه الجماعة المسيحية؟‏

      ٢٠ يمكننا ان نبتهج لأن غضب يهوه السابق على خدامه الممسوحين —‏ الذي بسببه سمح بذهابهم الى الاسر الروحي سنة ١٩١٨ —‏ قد توقف.‏ يقول يهوه نفسه:‏ «ليس لي غيظ.‏ ليت عليَّ الشوك والحسك في القتال فأهجم عليها وأحرقها معا.‏ او يتمسك بحصني فيصنع صلحا [«سلاما»،‏ ع‌ج‏] معي.‏ صلحا [«سلاما»،‏ ع‌ج‏] يصنع معي».‏ (‏اشعياء ٢٧:‏٤،‏ ٥‏)‏ فليتأكدَ يهوه من ان كرمته تستمر في إنتاج خمر «مشتهاة»،‏ يسحق ويتلف اي تأثير مشبَّه بالاعشاب الضارة يمكن ان يفسدهم.‏ فلا يعرِّض احد خير الجماعة المسيحية للخطر!‏ و ‹لنتمسك بحصن يهوه›،‏ طالبين رضاه وحمايته.‏ وبذلك،‏ نكون في سلام مع اللّٰه،‏ امر مهم للغاية حتى ان اشعيا يأتي على ذكره مرتين.‏ —‏ مزمور ٨٥:‏١،‏ ٢،‏ ٨؛‏ روما ٥:‏١‏.‏

      ٢١ كيف امتلأت المسكونة «ثمارا»؟‏

      ٢١ والبركات تستمر تُغدق.‏ يقول اشعيا:‏ «في المستقبل يتأصل يعقوب.‏ يُزهِر ويُفرِع اسرائيل ويملأون وجه المسكونة ثمارا».‏ (‏اشعياء ٢٧:‏٦‏)‏ يتمّ هذا العدد منذ سنة ١٩١٩،‏ مزوِّدا برهانا رائعا على قدرة يهوه.‏ فالمسيحيون الممسوحون يملأون الارض «ثمارا»:‏ الطعام الروحي المغذي.‏ ففي وسط عالم فاسد،‏ يحافظون بفرح على مقاييس اللّٰه السامية.‏ ويستمر يهوه في مباركتهم بالزيادات.‏ نتيجة لذلك،‏ فإن عشراءهم من ‹الخراف الاخر› الذين يُعدّون بالملايين «يؤدّون [للّٰه] خدمة مقدسة نهارا وليلا».‏ (‏كشف ٧:‏١٥‏)‏ فلا يغِبْ عن بالنا ابدا الامتياز العظيم:‏ التناول من ‹الثمار› وإعطاؤها للآخرين!‏

      ٢٢ اية بركات تُغدَق على الذين يقبلون النور؟‏

      ٢٢ في هذه الازمنة الحرجة حيث الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الامم،‏ ألسنا شاكرين ان يهوه يضيء النور الروحي على شعبه؟‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٢؛‏ روما ٢:‏١٩؛‏ ١٣:‏١٢‏)‏ فهذا النور يعني سلام العقل والفرح الآن والحياة الابدية في المستقبل لجميع الذين يقبلونه.‏ فلسبب وجيه تطفح قلوبنا،‏ نحن محبي النور،‏ تسبيحا ليهوه ونردِّد مع صاحب المزمور:‏ «الرب حصن حياتي ممَّن ارتعب.‏ انتظر الرب.‏ ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب».‏ —‏ مزمور ٢٧:‏١ب،‏ ١٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة