-
الابتهاج للذين يسلكون في النوربرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ آذار (مارس)
-
-
الابتهاج للذين يسلكون في النور
«هلمّ فنسلك في نور الرب». — اشعياء ٢:٥.
١، ٢ (أ) الى ايّ حدّ مهم هو النور؟ (ب) لماذا التحذير من ان الظلمة ستغطي الارض هو خطير؟
يهوه هو مصدر النور. ويدعوه الكتاب المقدس «الجاعل الشمس للاضاءة نهارا وفرائض القمر والنجوم للاضاءة ليلا». (ارميا ٣١:٣٥؛ مزمور ٨:٣) فهو الذي خلق شمسنا، التي هي في الواقع فرن نووي هائل يُطلِق الى الفضاء كميات كبيرة من الطاقة، البعض منها على شكل ضوء وحرارة. والنسبة الضئيلة من هذه الطاقة التي تصلنا على شكل ضوء تدعم الحياة على هذه الارض. وبدون ضوء الشمس، لا نكون موجودين وتكون الارض كوكبا لا حياة عليه.
٢ وإذ نفكِّر في هذه الامور، يمكننا فهم مغزى وضع وصفه النبي اشعيا. فقد قال: «ها هي الظلمة تغطي الارض والظلام الدامس الامم». (اشعياء ٦٠:٢) طبعا، لا يشير ذلك الى ظلمة حرفية. فإشعيا لم يعنِ انه سيأتي يوم حين لن تضيء الشمس والقمر والنجوم. (مزمور ٨٩:٣٦، ٣٧؛ ١٣٦:٧-٩) لكنه كان يتكلم عن الظلمة الروحية المميتة. فعلى المدى الطويل، لا يمكننا العيش دون نور روحي، تماما كما لا يمكننا العيش دون نور حرفي. — لوقا ١:٧٩.
٣ ماذا ينبغي ان يفعل المسيحيون نظرا الى كلمات اشعيا؟
٣ نظرا الى ذلك، من المهم الملاحظة انه رغم ان كلمات اشعيا تمت في يهوذا القديمة، فلها اتمام اعظم اليوم. نعم، ان الظلمة الروحية تغطي العالم في ايامنا. وفي هذا الوضع الخطير، يكون النور الروحي ذا اهمية قصوى. لذلك يفعل المسيحيون حسنا إن اصغوا الى حض يسوع: «ليضئ نوركم قدام الناس». (متى ٥:١٦) فالمسيحيون الامناء يمكنهم اضاءة الظلمة للودعاء، متيحين لهم بذلك فرصة نيل الحياة. — يوحنا ٨:١٢.
الازمنة الحالكة في اسرائيل
٤ متى تمت كلمات اشعيا النبوية اتماما اوليا، ولكن ايّ وضع كان موجودا في ايامه؟
٤ ان كلمات اشعيا عن ظلمة تغطي الارض تمت اولا عندما خُرِّبت يهوذا وسُبي شعبها الى بابل. ولكن حتى قبل ذلك، كان معظم الامة في ايام اشعيا مغطى بالظلمة الروحية، مما دفعه الى حثّ مواطنيه: «يا بيت يعقوب هلمّ فنسلك في نور الرب». — اشعياء ٢:٥؛ ٥:٢٠.
٥، ٦ اية عوامل ساهمت في وجود الظلمة في ايام اشعيا؟
٥ لقد تنبأ اشعيا في يهوذا «في ايام عزّيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا». (اشعياء ١:١) وكانت تلك فترة مضطربة تميَّزت بعدم الاستقرار السياسي، الرياء الديني، الفساد في القضاء، والظلم للفقراء. حتى خلال حكم الملوك الامناء، مثل يوثام، كان من الممكن رؤية مذابح مخصّصة للآلهة الباطلة على كثير من مرتفعات التلال. وكان الوضع اسوأ تحت حكم الملوك غير الامناء. مثلا، بلغ الامر بالملك آحاز الى حدّ التضحية بذريته في ذبيحة شعائرية للاله مولك. لقد كانت فترة مظلمة بالفعل! — ٢ ملوك ١٥:٣٢-٣٤؛ ١٦:٢-٤.
٦ وكان الوضع على الساحة الدولية قاتما ايضا. فقد كانت موآب وأدوم وفِلِسطيَة تهدِّد حدود يهوذا. ولم تكن مملكة اسرائيل الشمالية تخفي عداوتها لها، رغم ان قرابة دم كانت تربطهما. ومن الشمال ايضا هدَّدت ارام سلامها. كما اتى الخطر الاكبر من دولة اشور الوحشية الدائمة البحث عن فرصة لتوسيع سيطرتها. وفي خلال فترة تنبّؤ اشعيا، اجتاحت اشور امة اسرائيل كليًّا وكادت تدمِّر يهوذا. ففي احدى الفترات كانت كل المدن الحصينة في يهوذا ما عدا اورشليم تحت سيطرة الاشوريين. — اشعياء ١:٧، ٨؛ ٣٦:١.
٧ ايّ مسلك اختارته اسرائيل ويهوذا، وكيف تجاوب يهوه؟
٧ لقد عانى شعب عهد اللّٰه هذه الكوارث الكبيرة لأن اسرائيل ويهوذا لم تحافظا على ولائهما له. فكالمذكورين في سفر الامثال، ‹تركوا سُبُل الاستقامة ليسلكوا في مسالك الظلمة›. (امثال ٢:١٣) ولكن رغم ان يهوه كان غاضبا من شعبه، لم يتخلَّ عنهم كليًّا. بدلا من ذلك، اقام يهوه اشعيا وأنبياء آخرين ليمنح النور الروحي لكلّ مَن كان يسعى الى خدمته بأمانة في الامة. وكان النور المزوَّد بواسطة هؤلاء الانبياء ثمينا. فبه كان إنقاذ الحياة.
الازمنة الحالكة اليوم
٨، ٩ اية عوامل تساهم في وجود الظلمة في العالم اليوم؟
٨ كان الوضع في ايام اشعيا مماثلا جدا للاحوال اليوم. فالقادة البشر في ايامنا يديرون ظهورهم ليهوه وملكه المتوَّج، يسوع المسيح. (مزمور ٢:٢، ٣) والقادة الدينيون في العالم المسيحي يخدعون رعاياهم. ويدَّعي هؤلاء القادة انهم يخدمون اللّٰه، ولكنَّ معظمهم في الواقع يرفِّعون آلهة هذا العالم: القومية، الروح الحربية، الغنى، والافراد البارزين، فضلا عن تعليم العقائد الوثنية.
٩ وفي مكان تلو مكان، تتورط اديان العالم المسيحي في الحروب والنزاعات المدنية التي يَسمها التطهير العرقي وفظائع اخرى. وعلاوة على ذلك، عوضا عن اتِّخاذ موقف الى جانب آداب الكتاب المقدس، تتغاضى او تدعم كنائس كثيرة ممارسات فاسدة ادبيا مثل العهارة ومضاجعة النظير. ونتيجة لهذا الرفض لمقاييس الكتاب المقدس، تشبه رعية العالم المسيحي اولئك الذين تحدث عنهم صاحب المزمور قديما: «لا يعلمون ولا يفهمون. في الظلمة يتمشون». (مزمور ٨٢:٥) حقا، ان العالم المسيحي، كيهوذا القديمة، هو في ظلمة حالكة. — كشف ٨:١٢.
١٠ كيف يضيء النور في الظلمة اليوم، وكيف يستفيد الودعاء؟
١٠ في وسط هذه الظلمة، يجعل يهوه النور يضيء من اجل الودعاء. لذلك يستخدم خدامه الممسوحين على الارض، «العبد الامين الفطين» الذي ‹يضيء كأنوار في العالم›. (متى ٢٤:٤٥؛ فيلبي ٢:١٥) وصفّ العبد هذا، الذي يدعمه ملايين ‹الخراف الاخر›، يعكس النور الروحي المؤسَّس على كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس. (يوحنا ١٠:١٦) وفي هذا العالم المظلم، يعطي هذا النور رجاء للودعاء، ويساعدهم على امتلاك علاقة باللّٰه، ويمكِّنهم من تجنب الاشراك الروحية. انه ثمين وينقذ الحياة.
«أحمد اسمك»
١١ اية معلومات زوَّدها يهوه في ايام اشعيا؟
١١ وأيّ نوع من الارشاد زوَّده يهوه في الايام الحالكة التي عاش فيها اشعيا والايام الاحلك بعد ذلك عندما سبى البابليون امة يهوه؟ بالاضافة الى تزويد الارشاد الادبي، اوجز بوضوح مسبقا كيف سيتمم مقاصده في ما يتعلق بشعبه. خذوا، على سبيل المثال، النبوات الرائعة في اشعياء الاصحاحات ٢٥ الى ٢٧. والكلمات في هذه الاصحاحات تدل كيف عالج يهوه الوضع آنذاك وكيف يعالجه اليوم.
١٢ اية عبارة نابعة من القلب تفوه بها اشعيا؟
١٢ اولا يعلن اشعيا: «يا رب انت الهي اعظِّمك. أحمد اسمك». ما اروع عبارة التسبيح هذه النابعة من القلب! ولكن ماذا دفع النبي الى التفوه بهذه الصلاة؟ يظهر احد الاسباب الرئيسية في النصف الثاني من العدد، حيث نقرأ: «لأنك [يا يهوه] صنعت عجبا. مقاصدك منذ القديم امانة وصدق». — اشعياء ٢٥:١.
١٣ (أ) اية معرفة قوَّت تقدير اشعيا ليهوه؟ (ب) ماذا نتعلم من مثال اشعيا؟
١٣ بحلول ايام اشعيا كان يهوه قد صنع عجائب كثيرة لإسرائيل، وقد دوِّنت هذه لاحقا. ويبدو ان اشعيا كان مطّلعا على هذه الكتابات. مثلا، كان يعرف ان يهوه اطلق شعبه من العبودية في مصر وخلّصهم من سخط جيش فرعون عند البحر الاحمر. وكان يعرف ان يهوه قاد شعبه في البرية وأدخلهم ارض الموعد. (مزمور ١٣٦:١، ١٠-٢٦) لقد اظهرت روايات تاريخية كهذه ان يهوه اللّٰه امين وصادق، وجميع ‹مقاصده› تتحقق. والمعرفة الدقيقة التي اعطاها اللّٰه قوَّت اشعيا لكي يداوم على السلوك في النور. وبذلك رسم مثالا حسنا لنا. فإذا درسنا باهتمام كلمة اللّٰه المكتوبة وطبَّقناها في حياتنا، نبقى نحن ايضا في النور. — مزمور ١١٩:١٠٥؛ ٢ كورنثوس ٤:٦.
تدمير مدينة
١٤ ماذا يُنبأ به عن مدينة، وأية مدينة هي على الارجح؟
١٤ نجد في اشعياء ٢٥:٢ مثالا لمقاصد اللّٰه، حيث نقرأ: «جعلتَ مدينة رجمة. قرية حصينة ردما. قصر اعاجم ان لا تكون مدينة. لا يُبنى الى الابد». فما هي هذه المدينة؟ كان اشعيا على الارجح يتحدث نبويا عن بابل. وقد اتى الوقت الذي فيه تحوَّلت بابل الى مجرد رجمة.
١٥ اية ‹مدينة عظيمة› موجودة اليوم، وماذا سيحدث لها؟
١٥ وهل للمدينة التي ذكرها اشعيا نظير اليوم؟ نعم. يتحدث سفر الكشف عن «المدينة العظيمة التي لها مملكة تسود على ملوك الارض». (كشف ١٧:١٨) وهذه المدينة العظيمة هي «بابل العظيمة»، الامبراطورية العالمية للدين الباطل. (كشف ١٧:٥) والجزء الابرز في بابل العظيمة اليوم هو العالم المسيحي، الذي يتزعم رجال دينه المقاومة لعمل الكرازة بالملكوت الذي يقوم به شعب يهوه. (متى ٢٤:١٤) لكنَّ بابل العظيمة ستُدمَّر قريبا كبابل القديمة، ولن تُبنى ثانية.
١٦، ١٧ في الازمنة القديمة والعصرية، كيف حدث ان يهوه مجَّده اعداؤه؟
١٦ وبماذا تنبأ اشعيا ايضا عن هذه ‹القرية الحصينة›؟ يقول اشعيا مخاطبا يهوه: «يكرمك [«يمجدك»، عج] شعب قوي وتخاف منك قرية امم عتاة». (اشعياء ٢٥:٣) فكيف ستقوم هذه المدينة العدائية، ‹قرية الامم العتاة›، بتمجيد يهوه؟ تذكروا ما حصل لملك بابل الاقوى نبوخذنصر. فبعد اختبار قاسٍ اظهر ضعفه، أُجبر على الاعتراف بأن يهوه عظيم وكلي القدرة. (دانيال ٤:٣٤، ٣٥) فعندما يُظهِر يهوه قدرته، يُجبَر حتى اعداؤه، ولو على مضض، ان يعترفوا بعجائبه.
١٧ وهل أُجبرت بابل العظيمة على الاعتراف بعجائب يهوه؟ نعم، فخلال الحرب العالمية الاولى كان خدام يهوه الممسوحون يكرزون في الضيق. ففي سنة ١٩١٨، ذهبوا الى الاسر الروحي عندما سُجن المسؤولون الرئيسيون في جمعية برج المراقبة، مما ادى الى توقف عمل الكرازة المنظم. ثم في سنة ١٩١٩، ردّهم يهوه وأعاد تنشيطهم بروحه، فشرعوا بإتمام التفويض ان يكرزوا بالبشارة في كل المسكونة. (مرقس ١٣:١٠) وهذا كله، إضافة الى تأثير عملهم في خصومهم، منبأ به في سفر الكشف. وهؤلاء الاخيرون ‹ارتاعوا وأعطوا مجدا لإله السماء›. (كشف ١١:٣، ٧، ١١-١٣) وهذا لا يعني انهم جميعا اهتدوا، ولكنهم أُجبروا على الاعتراف بعجيبة يهوه في تلك المناسبة، تماما كما كان قد انبأ اشعيا.
‹حصن للمسكين›
١٨، ١٩ (أ) لماذا باءت جهود الخصوم لكسر استقامة شعب يهوه بالفشل؟ (ب) كيف «يُذَلّ غناء العتاة»؟
١٨ اذ يوجِّه اشعيا الآن انتباهه الى تعاملات يهوه اللطيفة مع الذين يسلكون في النور، يقول ليهوه: «كنتَ حصنا للمسكين حصنا للبائس في ضيقه ملجأ من السيل ظلا من الحرّ إذ كانت نفخة العتاة كسيل على حائط. كحرّ في يبس تخفض ضجيج الاعاجم. كحرّ بظل غيم يُذَلّ غناء العتاة». — اشعياء ٢٥:٤، ٥.
١٩ منذ سنة ١٩١٩، يسعى العتاة بكل الوسائل الى كسر استقامة العباد الحقيقيين، ولكن بلا جدوى. ولماذا؟ لأن يهوه حصن وملجأ لشعبه. وهو يزوِّد ظلا منعشا من حرّ الاضطهاد اللاذع، ويقف كحائط ثابت امام سيل المقاومة. ونحن السالكين في نور اللّٰه نتطلع بثقة الى الوقت الذي فيه «يُذَلّ غناء العتاة». نعم، فنحن ننتظر بشوق اليوم الذي يزول فيه اعداء يهوه.
٢٠، ٢١ اية وليمة يزوِّدها يهوه، وماذا ستتضمن هذه الوليمة في العالم الجديد؟
٢٠ لا يكتفي يهوه بحماية خدامه. فهو يوفر لهم الطعام لأنه ابوهم المحب. فبعد تحرير شعبه من بابل العظيمة سنة ١٩١٩، رتَّب امامهم وليمة نصر، مخزونا وافرا من الطعام الروحي. وهذا ما أُنبئ به في اشعياء ٢٥:٦، حيث نقرأ: «يصنع رب الجنود لجميع الشعوب في هذا الجبل وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن مُمِخّة دردي مُصَفّى». فيا للبركة التي ننعم بها لأننا نشترك في هذه الوليمة! (متى ٤:٤) و «مائدة يهوه» عليها وفرة من الأطايب للأكل. (١ كورنثوس ١٠:٢١) وبواسطة «العبد الامين الفطين»، نُزوَّد بكل ما يمكن ان نحتاج اليه من الناحية الروحية.
٢١ وهذه الوليمة الالهية تتضمن المزيد. فالوليمة الروحية التي نتمتع بها اليوم تذكِّرنا بوفرة الطعام الجسدي في عالم اللّٰه الجديد الموعود به التي ستتضمنها ‹وليمة السمائن›. ولن يجوع احد جسديا او روحيا. وكم سيرتاح الامناء الاعزاء الذين يقاسون اليوم ‹المجاعات› المنبأ بها، والتي هي جزء من «علامة» حضور يسوع! (متى ٢٤:٣، ٧) وهم يستمدون تعزية كبيرة من كلمات صاحب المزمور الذي قال: «تكون حفنة بُرّ في الارض في رؤوس الجبال». — مزمور ٧٢:١٦.
٢٢، ٢٣ (أ) ايّ «غطاء» او «نقاب» سيزول، وكيف؟ (ب) كيف سيُزال ‹عار شعب يهوه›؟
٢٢ أصغوا الى وعد اروع ايضا. فإذ يشبِّه اشعيا الخطية والموت بـ «غطاء»، او «نقاب»، يقول: «يفني [يهوه] في هذا الجبل وجه النقاب. النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الامم». (اشعياء ٢٥:٧) فكروا في هذا! فالخطية والموت، اللذان يضغطان على الجنس البشري كغطاء خانق، سيزولان. فكم نتوق الى اليوم الذي فيه تُطبَّق فوائد ذبيحة يسوع الفدائية كاملا على البشر الطائعين والامناء! — كشف ٢١:٣، ٤.
٢٣ وبالاشارة الى تلك الفترة المجيدة، يؤكد لنا النبي الملهم: «يبلع [اللّٰه] الموت الى الابد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الارض لأن الرب قد تكلم». (اشعياء ٢٥:٨) فلن يموت احد لأسباب طبيعية او ينوح نتيجة وفاة شخص يحبه. فما اروع هذا التغيير! كذلك لن يُسمع في ايّ مكان على الارض التعيير والدعاية الكاذبة التي يتحملها اللّٰه وخدامه منذ زمن طويل. ولم لا؟ لأن يهوه سيزيل مُنشئهما، ابا الكذب الشيطان ابليس مع نسله. — يوحنا ٨:٤٤.
٢٤ كيف يتجاوب الذين يسلكون في النور مع عجائب يهوه التي صنعها من اجلهم؟
٢٤ عند التأمل في إعرابات كهذه عن قدرة يهوه، يندفع الذين يسلكون في النور الى الهتاف قائلين: «هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلَّصنا. هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه». (اشعياء ٢٥:٩) فقريبا سيكون للجنس البشري البار سبب وجيه للفرح. فستُنزع الظلمة كليًّا، وسينعم الامناء بنور يهوه الى الابد. فهل يمكن ان يكون هنالك رجاء امجد من هذا؟ حتما لا!
-
-
الخلاص للذين يختارون النوربرج المراقبة ٢٠٠١ | ١ آذار (مارس)
-
-
الخلاص للذين يختارون النور
«الرب نوري وخلاصي ممَّن اخاف». — مزمور ٢٧:١.
١ ايّ تدبيرين ينقذان الحياة صنعهما يهوه؟
يهوه هو مصدر نور الشمس، الذي يجعل الحياة على الارض ممكنة. (تكوين ١:٢، ١٤) وهو ايضا مصدر النور الروحي، الذي يطرد ظلمة عالم الشيطان المميتة. (اشعياء ٦٠:٢؛ ٢ كورنثوس ٤:٦؛ افسس ٥:٨-١١؛ ٦:١٢) والذين يختارون النور يمكن ان يردِّدوا كلمات صاحب المزمور: «الرب نوري وخلاصي ممَّن اخاف». (مزمور ٢٧:١أ) أما الذين يفضِّلون الظلمة فلن ينالوا إلا دينونة مضادة، كما حدث في ايام يسوع. — يوحنا ١:٩-١١؛ ٣:١٩-٢١، ٣٦.
٢ ماذا حدث قديما للذين رفضوا نور يهوه وللذين اصغوا الى كلمته؟
٢ في ايام اشعيا، رفض معظم شعب عهد يهوه النور. نتيجة لذلك، رأى اشعيا دمار مملكة اسرائيل الشمالية كأمة. وفي سنة ٦٠٧ قم، دُمِّرت اورشليم وهيكلها وسُبي سكان يهوذا. لكنَّ الذين اصغوا الى كلمة يهوه تقوَّوا لمقاومة الارتداد في تلك الايام. وقد وعد يهوه في ما يتعلق بسنة ٦٠٧ قم ان الذين يصغون اليه سيخلصون. (ارميا ٢١:٨، ٩) واليوم، يمكننا نحن محبي النور ان نتعلم الكثير مما حدث آنذاك. — افسس ٥:٥.
سعادة الذين في النور
٣ في هذه الايام، اية ثقة يمكن ان تكون لنا، اية ‹امة بارة› نحبها، وأية «مدينة قوية» لدى هذه ‹الامة›؟
٣ «لنا مدينة قوية. يجعل [اللّٰه] الخلاص اسوارا ومترسة. افتحوا الابواب لتدخل الامة البارة الحافظة الامانة». (اشعياء ٢٦:١، ٢) هذه هي كلمات الابتهاج التي قالها المتِّكلون على يهوه. فاليهود الامناء في زمن اشعيا التفتوا الى يهوه بصفته مصدر الامان الحقيقي الوحيد، وليس الى الآلهة الباطلة التي عبدها مواطنوهم. واليوم، لدينا الثقة نفسها. وعلاوة على ذلك، نحب ‹امة يهوه البارة›، «اسرائيل اللّٰه». (غلاطية ٦:١٦؛ متى ٢١:٤٣) ويهوه ايضا يحب هذه الامة بسبب امانتها. وببركته، لدى اسرائيل اللّٰه «مدينة قوية»، هيئة مشبَّهة بمدينة تدعمها وتحميها.
٤ ايّ موقف عقلي نفعل حسنا إنْ نميناه؟
٤ والذين داخل هذه ‹المدينة› يدركون جيدا ان ‹ذا الرأي الممكَّن يحفظه يهوه سالما سالما لأنه عليه متوكل›. ان يهوه يمكِّن الذين لديهم ميل عقلي الى التوكل عليه ويذعنون لمبادئه البارّة. وهكذا، فإن الامناء في يهوذا اصغوا الى حض اشعيا: «توكلوا على الرب الى الابد لأن في ياه الرب [«يهوه»، عج] صخر الدهور». (اشعياء ٢٦:٣، ٤؛ مزمور ٩:١٠؛ ٣٧:٣؛ امثال ٣:٥) والذين لديهم هذا الموقف العقلي يتطلعون الى ‹ياه يهوه› على انه صخر الامان الوحيد ويتمتعون ‹بالسلام› الدائم معه. — فيلبي ١:٢؛ ٤:٦، ٧.
الاذلال لأعداء اللّٰه
٥، ٦ (أ) كيف أُذلت بابل القديمة؟ (ب) كيف أُذلت «بابل العظيمة»؟
٥ وماذا لو عانى الذين يتوكلون على يهوه الضيق؟ لا يجب ان يخافوا. فيهوه يسمح بهذه الامور احيانا، ولكنه يجلب الراحة اخيرا ويدين الذين يسبِّبون الضيق. (٢ تسالونيكي ١:٤-٧؛ ٢ تيموثاوس ١:٨-١٠) تأملوا في حالة ‹قرية مرتفعة›. يقول اشعيا: «يخفض [يهوه] سكان العلاء يضع القرية المرتفعة. يضعها الى الارض. يلصقها بالتراب. تدوسها الرِّجل رِجلا البائس اقدام المساكين». (اشعياء ٢٦:٥، ٦) ربما تكون بابل هي القرية المرتفعة هنا. لا شك ان هذه المدينة قد جعلت شعب اللّٰه بائسين. ولكن ماذا حدث لبابل؟ لقد سقطت على ايدي الماديين والفرس سنة ٥٣٩ قم. فما اعظم هذا الاذلال!
٦ وفي ايامنا، تُحسِن كلمات اشعيا النبوية وصف ما يحدث ‹لبابل العظيمة› منذ سنة ١٩١٩. فقد عانت هذه القرية المرتفعة سقوطا مذلا في تلك السنة حين أُجبرت على إطلاق شعب يهوه من الاسر الروحي. (كشف ١٤:٨) وما حدث بعد ذلك كان مذلا اكثر ايضا. فقد ‹داست› هذه المجموعة الصغيرة من المسيحيين سجَّانتهم السابقة. ففي سنة ١٩٢٢، ابتدأوا يعلنون نهاية العالم المسيحي القادمة، منادين بنفخات الابواق الملائكية الاربع المذكورة في الكشف ٨:٧-١٢ والويلات الثلاثة المنبإ بها في الكشف ٩:١–١١:١٥.
«طريق البارّ استقامة»
٧ ايّ ارشاد يناله الذين يلتفتون الى نور يهوه، مَن يرجون، وماذا يعزّون؟
٧ ان يهوه يزوِّد الخلاص للذين يلتفتون الى نوره، وهو يرشد سبيلهم، كما يُظهِر اشعيا بعد ذلك: «طريق الصدّيق [«البارّ، عج] استقامة. تمهِّد ايها المستقيم سبيل الصدّيق [«البارّ، عج]. ففي طريق احكامك يا رب انتظرناك. الى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس». (اشعياء ٢٦:٧، ٨) ان يهوه اله مستقيم وبارّ، والذين يعبدونه يجب ان يطيعوا مقاييسه البارّة. عندئذ، يرشدهم يهوه ويمهِّد سبيلهم. وباتِّباع ارشاده، يُظهِر هؤلاء الودعاء انهم يرجون يهوه ويعزّون اسمه، او ‹ذكره›، من كل قلبهم. — خروج ٣:١٥.
٨ ايّ موقف مثالي اعرب عنه اشعيا؟
٨ لقد أعزّ اشعيا اسم يهوه. ويتَّضح ذلك من كلماته التالية: «بنفسي اشتهيتك في الليل. ايضا بروحي في داخلي اليك أبتكر. لأنه حينما تكون احكامك في الارض يتعلم سكان المسكونة العدل [«البر»، عج]». (اشعياء ٢٦:٩) لقد اشتهى اشعيا يهوه ‹بنفسه›، او بكل كيانه. تخيلوا النبي يستغل الوقت الهادئ في الليل ليصلي الى يهوه، معبِّرا عن اعمق افكاره وطالبا بحرارة ارشاد يهوه. فما اروع هذا المثال! وعلاوة على ذلك، تعلَّم اشعيا البرّ من احكام يهوه. وبذلك، يذكِّرنا بضرورة الحذر الدائم، اذ نبقى متيقِّظين لتمييز ما هي مشيئة يهوه.
البعض يختارون الظلمة
٩، ١٠ ايّ لطف اظهره يهوه لأمته الخائنة، وكيف تجاوبوا؟
٩ اظهر يهوه لطفا حبيا كبيرا ليهوذا، ولكن من المؤسف انه لم يتجاوب الجميع معه. فقد اختارت الغالبية مرارا التمرد والارتداد بدلا من نور حق يهوه. قال اشعيا: «يُرحم المنافق ولا يتعلم العدل [«البر»، عج]. في ارض الاستقامة يصنع شرًّا ولا يرى جلال الرب». — اشعياء ٢٦:١٠.
١٠ في ايام اشعيا، عندما كانت يد يهوه تحمي يهوذا من اعدائها، رفضت الغالبية الاعتراف بذلك. وعندما باركهم بالسلام، لم تُظهِر الامة الشكر. لذلك تركهم يهوه ليخدموا ‹سادة سواه›، اذ سمح في النهاية بأن يؤخذ اليهود الى الاسر في بابل سنة ٦٠٧ قم. (اشعياء ٢٦:١١-١٣) لكن بقية من الامة عادت اخيرا مطهَّرة الى موطنها.
١١، ١٢ (أ) ايّ مستقبل كان لسجَّاني يهوذا؟ (ب) ايّ مستقبل كان لسجَّانة خدام يهوه الممسوحين السابقة في سنة ١٩١٩؟
١١ وماذا عن سجَّاني يهوذا؟ يجيب اشعيا نبويا: «هم اموات لا يحيون. اخيلة [«هامدون همود الموت»، عج] لا تقوم. لذلك عاقبتَ وأهلكتَهم وأبدتَ كل ذكرهم». (اشعياء ٢٦:١٤) نعم، لم يعد لبابل مستقبل بعد سقوطها سنة ٥٣٩ قم. وبعد مدة، كانت المدينة ستُمحى من الوجود وتصير ‹هامدة› وتنقرض امبراطوريتها العظيمة. فيا له من تحذير للذين يضعون رجاءهم في اقوياء هذا العالم!
١٢ لقد تمت اوجه من هذه النبوة حين سمح اللّٰه بأن يؤخذ خدامه الممسوحون الى الاسر الروحي سنة ١٩١٨ ثم حرَّرهم سنة ١٩١٩. مذّاك صار مستقبل سجَّانتهم السابقة، وخصوصا العالم المسيحي، قاتما. لكنَّ البركات التي في انتظار شعب يهوه كانت سخية بالفعل.
«زدتَ الامة»
١٣، ١٤ اية بركات سخية يتمتع بها خدام يهوه الممسوحون منذ سنة ١٩١٩؟
١٣ بارك اللّٰه روح التوبة التي اعرب عنها خدامه الممسوحون سنة ١٩١٩ وزاد عددهم. اولا، مُنح الانتباه لتجميع آخر اعضاء اسرائيل اللّٰه، ثم ابتدأ تجميع ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›. (كشف ٧:٩؛ يوحنا ١٠:١٦) وهذه البركات أُنبئ بها في نبوة اشعيا: «زدتَ الامة يا رب زدت الامة. تمجَّدتَ. وسَّعتَ كل اطراف الارض. يا رب في الضيق طلبوك. سكبوا مُخافَتةً عند تأديبك اياهم». — اشعياء ٢٦:١٥، ١٦.
١٤ واليوم، توسعت اطراف اسرائيل اللّٰه الى كل انحاء الارض، والجمع الكثير الذي أُضيف يبلغ عدده الآن نحو ستة ملايين شخص مشارك بحماسة في عمل الكرازة بالبشارة. (متى ٢٤:١٤) فما اعظم بركة يهوه هذه! وما اعظم المجد الذي يجلبه ذلك لاسمه! فهذا الاسم يُسمع اليوم في ٢٣٥ بلدا. فيا له من إتمام رائع لوعده!
١٥ اية قيامة رمزية حدثت سنة ١٩١٩؟
١٥ لقد احتاجت يهوذا الى مساعدة يهوه للافلات من الاسر في بابل. فلم يكن باستطاعتهم ان يفلتوا دون مساعدة. (اشعياء ٢٦:١٧، ١٨) على نحو مماثل، كان تحرير اسرائيل اللّٰه سنة ١٩١٩ برهانا على دعم يهوه. فلم يكن ذلك ليحدث لولاه. وكان التغيير في حالتهم مفاجئا جدا حتى ان اشعيا شبَّهه بقيامة: «تحيا امواتكَ تقوم الجثث. استيقظوا ترنموا يا سكان التراب. لأن طلَّكَ طلّ اعشاب والارض تُسقِط الاخيلة [«تلد الهامدين همود الموت»، عج]». (اشعياء ٢٦:١٩؛ كشف ١١:٧-١١) نعم، سيولد الهامدون همود الموت من جديد، اذا جاز التعبير، لاستئناف نشاطهم!
الحماية في الاوقات الخطرة
١٦، ١٧ (أ) إلامَ كان اليهود سنة ٥٣٩ قم بحاجة لكي ينجوا من سقوط بابل؟ (ب) على الارجح، ما هي ‹المخادع› اليوم، وكيف تفيدنا؟
١٦ يحتاج خدام يهوه الى حمايته دائما. ولكنه سيمدّ يده قريبا وللمرة الاخيرة على عالم الشيطان. عندئذ سيكون عباده بحاجة الى مساعدته كما لم يسبق من قبل قط. (١ يوحنا ٥:١٩) يحذِّر يهوه بخصوص هذا الوقت الخطير: «هلم يا شعبي ادخل مخادعك وأغلق ابوابك خلفك. اختبئ نحو لحيظة حتى يعبر الغضب. لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليعاقب اثم سكان الارض فيهم فتكشف الارض دماءها ولا تغطي قتلاها في ما بعد». (اشعياء ٢٦:٢٠، ٢١؛ صفنيا ١:١٤) لقد اظهر هذا التحذير لليهود كيف ينجون من سقوط بابل سنة ٥٣٩ قم. والذين اصغوا اليه بقوا في بيوتهم، آمنين من الجنود الغزاة في الشوارع.
١٧ ان ‹المخادع› التي تتحدث عنها النبوة لها علاقة اليوم على الارجح بعشرات الآلاف من جماعات شعب يهوه حول العالم. وهذه الجماعات هي حماية حتى في هذا الوقت، وهي مكان يجد فيه المسيحيون الامان بين اخوتهم، في ظل عناية الشيوخ الحبية. (اشعياء ٣٢:١، ٢؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) ويصحّ ذلك خصوصا نظرا الى قرب نهاية نظام الاشياء هذا حين تعتمد النجاة على الطاعة. — صفنيا ٢:٣.
١٨ كيف ‹سيقتل يهوه التنين الذي في البحر› عمّا قريب؟
١٨ يتنبأ اشعيا عن ذلك الوقت: «في ذلك اليوم يعاقب الرب بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان الحية الهاربة. لوياثان الحية المتحوِّية ويقتل التنين الذي في البحر». (اشعياء ٢٧:١) فما هو «لوياثان» العصري؟ من الواضح انه «الحية الاولى»، الشيطان نفسه، مع نظام اشيائه الشرير، الذي يستخدمه لشنّ الحرب على اسرائيل اللّٰه. (كشف ١٢:٩، ١٠، ١٧؛ ١٣:١٤، ١٦، ١٧) وفي سنة ١٩١٩، لم يعد لوياثان يُمسك بشعب اللّٰه. وفي النهاية، سيختفي كليًّا. (كشف ١٩:١٩-٢١؛ ٢٠:١-٣، ١٠) وهكذا، ‹سيقتل يهوه التنين الذي في البحر›. وفي هذه الاثناء، لن يدوم نجاح ايّ امر يحاول لوياثان فعله ضد شعب يهوه. (اشعياء ٥٤:١٧) فكم من المعزي ان نتأكد من ذلك!
‹كرمة مشتهاة›
١٩ ما هو وضع البقية اليوم؟
١٩ نظرا الى كل هذا النور من يهوه، ألا نملك سببا وجيها للابتهاج؟ نعم، بالتأكيد! يصف اشعيا فرح شعب يهوه وصفا رائعا عندما يكتب: «في ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة انا الرب حارسها. اسقيها كل لحظة. لئلا يوقَع بها احرسها ليلا ونهارا». (اشعياء ٢٧:٢، ٣) ان يهوه يهتم ‹بكرمته›، بقية اسرائيل اللّٰه، وبعشرائهم المجتهدين. (يوحنا ١٥:١-٨) وكانت النتيجة ثمرا يجلب مجدا لاسمه وابتهاجا عظيما بين خدامه على الارض.
٢٠ كيف يحمي يهوه الجماعة المسيحية؟
٢٠ يمكننا ان نبتهج لأن غضب يهوه السابق على خدامه الممسوحين — الذي بسببه سمح بذهابهم الى الاسر الروحي سنة ١٩١٨ — قد توقف. يقول يهوه نفسه: «ليس لي غيظ. ليت عليَّ الشوك والحسك في القتال فأهجم عليها وأحرقها معا. او يتمسك بحصني فيصنع صلحا [«سلاما»، عج] معي. صلحا [«سلاما»، عج] يصنع معي». (اشعياء ٢٧:٤، ٥) فليتأكدَ يهوه من ان كرمته تستمر في إنتاج خمر «مشتهاة»، يسحق ويتلف اي تأثير مشبَّه بالاعشاب الضارة يمكن ان يفسدهم. فلا يعرِّض احد خير الجماعة المسيحية للخطر! و ‹لنتمسك بحصن يهوه›، طالبين رضاه وحمايته. وبذلك، نكون في سلام مع اللّٰه، امر مهم للغاية حتى ان اشعيا يأتي على ذكره مرتين. — مزمور ٨٥:١، ٢، ٨؛ روما ٥:١.
٢١ كيف امتلأت المسكونة «ثمارا»؟
٢١ والبركات تستمر تُغدق. يقول اشعيا: «في المستقبل يتأصل يعقوب. يُزهِر ويُفرِع اسرائيل ويملأون وجه المسكونة ثمارا». (اشعياء ٢٧:٦) يتمّ هذا العدد منذ سنة ١٩١٩، مزوِّدا برهانا رائعا على قدرة يهوه. فالمسيحيون الممسوحون يملأون الارض «ثمارا»: الطعام الروحي المغذي. ففي وسط عالم فاسد، يحافظون بفرح على مقاييس اللّٰه السامية. ويستمر يهوه في مباركتهم بالزيادات. نتيجة لذلك، فإن عشراءهم من ‹الخراف الاخر› الذين يُعدّون بالملايين «يؤدّون [للّٰه] خدمة مقدسة نهارا وليلا». (كشف ٧:١٥) فلا يغِبْ عن بالنا ابدا الامتياز العظيم: التناول من ‹الثمار› وإعطاؤها للآخرين!
٢٢ اية بركات تُغدَق على الذين يقبلون النور؟
٢٢ في هذه الازمنة الحرجة حيث الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الامم، ألسنا شاكرين ان يهوه يضيء النور الروحي على شعبه؟ (اشعياء ٦٠:٢؛ روما ٢:١٩؛ ١٣:١٢) فهذا النور يعني سلام العقل والفرح الآن والحياة الابدية في المستقبل لجميع الذين يقبلونه. فلسبب وجيه تطفح قلوبنا، نحن محبي النور، تسبيحا ليهوه ونردِّد مع صاحب المزمور: «الرب حصن حياتي ممَّن ارتعب. انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب». — مزمور ٢٧:١ب، ١٤.
-