-
استعدوا للانقاذ الى عالم جديدبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
١ اي مثال تاريخي للانقاذ الالهي يبرزه درسنا اليوم، وكيف يمكن ان يكون لفائدتنا؟
بعد الإخبار بالانقاذ الرائع الذي انجزه يهوه لمصلحة نوح وعائلته اشار الرسول بطرس الى مثال تاريخي آخر. لقد لفت الانتباه الى حفظ لوط البار عندما رُمِّدت سدوم وعمورة، كما نقرأ في ٢ بطرس ٢:٦-٨. وحُفظت التفاصيل لفائدتنا. (رومية ١٥:٤) والتفكير جديا في ما حدث في ما يتعلق بهذا الانقاذ يمكن ان يساعد في حفظنا الى عالم اللّٰه الجديد.
كيفية تجاوبنا مع طريقة حياة العالم
٢ اي سلوك في سدوم وعمورة ادّى الى هلاكهم من قِبل اللّٰه؟
٢ ولماذا هلكت هاتان المدينتان مع سكانهما؟ يذكر الرسول بطرس الانهماك في «الدعارة.» (٢ بطرس ٢:٧) وكما يدل عليه استعمال العبارة اليونانية التي منها تُترجم هذه الكلمة، انهمك اهل سدوم وعمورة في ارتكاب الخطإ بطريقة تعرب عن الاحتقار الوقح وحتى الازدراء بالشريعة والسلطة. وتقول يهوذا العدد ٧ انهم ‹زنوا (بافراط) ومضوا وراء الجسد (للاستعمال غير الطبيعي).› وفظاعة سلوكهم كانت ظاهرة عندما احاط رجال سدوم «من الحدث الى الشيخ. كل الشعب من اقصاها» ببيت لوط وطلبوا ان يسلِّم ضيفيه لكي يرضي رجال سدوم شهواتهم المنحرفة. وصرخوا محذِّرين لوطا لانه قاوم طلباتهم الدنيئة. — تكوين ١٣:١٣؛ ١٩:٤، ٥، ٩.
٣ (أ) كيف حدث ان لوطا وعائلته سكنوا في بيئة فاسدة جدا كسدوم؟ (ب) ماذا كان تجاوب لوط مع دعارة الناس في سدوم؟
٣ انتقل لوط اولا الى المنطقة القريبة من سدوم لسبب امكانيتها للازدهار المادي. وعلى مر الوقت سكن في المدينة نفسها. (تكوين ١٣:٨-١٢؛ ١٤:١٢؛ ١٩:١) ولكنه لم يكن على وفاق مع ممارسات الدعارة لرجال المدينة، وهم لم يعتبروه واحدا منهم، وكما يظهر لانه وعائلته لم يشتركوا في حياتهم الاجتماعية. وكما تقول ٢ بطرس ٢:٧، ٨: «انقذ لوطا. . . مغلوبا من سيرة الاردياء في الدعارة. اذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذِّب يوما فيوما نفسه البارة بالافعال الاثيمة.» وتلك الاحوال شكَّلت تجربة قاسية للوط لانه، كرجل بار، كان يكره سلوكا كهذا.
-
-
استعدوا للانقاذ الى عالم جديدبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
مَن او ماذا يأتي اولا في الحياة؟
٦ (أ) اي درس في حينه هنالك في الرواية عن الشابين اللذين كانا على وشك التزوج بابنتي لوط؟ (ب) كيف امتحن موقف رفيقي زواجهما المقبلين ابنتي لوط؟
٦ ان اولئك الذين يُظهرون التعبد التقوي الحقيقي وحدهم سينجون. ومن هذا القبيل، تأملوا في ما قاله ملاكَا يهوه للوط قبل اهلاك سدوم وعمورة. «مَن لك ايضا ههنا. أصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة أخرج من المكان. لاننا مهلكان هذا المكان.» فتكلم لوط الى الشابين اللذين كانا سيتزوجان بابنتيه. وحثَّهما تكرارا: ‹قوما اخرجا من هذا المكان. لان الرب مهلك المدينة.› وعلاقتهما ببيت لوط قدمت لهما فرصة خصوصية للانقاذ، ولكن كان عليهما شخصيا ان يتخذا الاجراء. وكان عليهما ان يعطيا دليلا ملموسا على الطاعة ليهوه. ولكن، كان لوط في اعينهما «كمازح.» (تكوين ١٩:١٢-١٤) ويمكنكم ان تتصوَّروا كيف شعرت ابنتا لوط عندما علمتا بما حدث. لقد وضع ذلك ولاءهما للّٰه تحت الامتحان.
٧ و ٨ (أ) عندما حث الملاكان لوطا على اخذ عائلته والهرب كيف تجاوب، ولماذا كان ذلك من عدم الحكمة؟ (ب) لكي يجري انقاذهم، ماذا كان اساسيا للوط وعائلته؟
٧ في الصباح التالي عند الفجر كان الملاكان يعجِّلان لوطا. فقالا: «قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك بإثم المدينة.» ولكنه «توانى.» (تكوين ١٩:١٥، ١٦) ولماذا؟ ماذا اخَّره؟ هل كان ذلك المصالح المادية التي كانت له هناك في سدوم — الامر عينه الذي كان قد اغراه ليأتي الى المنطقة في المقام الاول؟ لو تعلَّق بها لهلك مع سدوم.
٨ بدافع الشفقة أمسك الملاكان بيد الذين في عائلته وأخرجاهم من المدينة. وفي الضاحية امر ملاك يهوه: «اهرب لحياتك. لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة. اهرب الى الجبل لئلا تهلك.» فتردد لوط ايضا. وأخيرا، بعد الموافقة انه يستطيع الذهاب الى موقع غير بعيد جدا، هرب هو وعائلته. (تكوين ١٩:١٧-٢٢) فلا يمكن ان يكون هنالك مزيد من التأخر؛ وكانت الطاعة اساسية.
٩ و ١٠ (أ) لماذا كون امرأة لوط مع زوجها لم يكن كافيا ليضمن حفظها؟ (ب) عندما قُتلت امرأة لوط، اي امتحان اضافي جُلب على لوط وابنتيه؟
٩ ولكنّ الانقاذ لم يكن كاملا بعدُ عندما ابتعدوا عن سدوم. فالتكوين ١٩:٢٣-٢٥ تخبرنا: «واذ اشرقت الشمس على الارض دخل لوط الى صوغر. فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء. وقلَب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض.» ولكن اين كانت زوجة لوط؟
١٠ كانت قد هربت مع زوجها. ولكن هل كانت على وفاق تام مع ما كان يفعله؟ لا يوجد ما يدل انها بطريقة ما كانت ترضى بالفساد الادبي لسدوم. ولكن هل كانت محبتها للّٰه اقوى من تعلُّقها ببيتها والاشياء المادية التي كانت لديها هناك؟ (قارنوا لوقا ١٧:٣١، ٣٢.) تحت الضغط صار ما في قلبها ظاهرا. ومن الواضح انهم كانوا قرب صوغر، وربما في مرحلة دخول المدينة، عندما التفتت بعصيان ونظرت الى الوراء. وكما يقول سجل الكتاب المقدس، «صارت عمود ملح.» (تكوين ١٩:٢٦) والآن واجه امتحان ولاء اضافي لوطا وابنتيه. فهل كان تعلُّق لوط بزوجته الراحلة او مشاعر الفتاتين تجاه أمّهما الميتة اقوى من محبتهم ليهوه الذي سبَّب هذه الكارثة؟ وهل كانوا سيستمرون في الطاعة للّٰه رغم ان شخصا قريبا جدا اليهم برهن انه عديم الولاء له؟ بثقة تامة بيهوه لم ينظروا الى الوراء.
-