مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • حمّى اليانصيب —‏ قمار العالم
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • حمّى اليانصيب —‏ قمار العالم

      ‏«ان كل ما تحتاجون اليه هو دولار وحلم.‏» وكان الحلم ان تربحوا جائزة اليانصيب لنيويورك البالغة ٤٥ مليون دولار اميركي.‏ دولار اشترى محاولة في الربح.‏ والحالمون اتوا بالملايين.‏ واذ وقفوا في الصف لشراء بطاقاتهم،‏ تحادثوا عن اليخوت ومعاطف فرو المِنْك والقصور —‏ اشياء سيشترونها اذا ربحوا الجائزة المالية.‏ وفي احدى المراحل،‏ في كل انحاء الولاية،‏ انقضّوا على شراء البطاقات بنسبة ٠٠٠‏,٢٨ في الدقيقة.‏ وفي الايام الثلاثة الاخيرة قبل السحب،‏ اشتروا ٤‏,٣٧ مليون بطاقة.‏

      وفي اليابان تكون التجارة ناشطة دائما عند الـ‍ ٠٠٠‏,١٠ حجيرة اليانصيب المرخَّص لها حيث يحتشد الناس لشراء بطاقات من اجل Takarakuji (‏اليانصيب)‏ الضخم لنهاية السنة.‏ وفي احدى حجيرات طوكيو حيث كما يقال جرى بيع خمس بطاقات للجائزة الاولى في السنوات السابقة،‏ كان نحو ٣٠٠ شخص واقفين في الصف عندما فُتحت الحجيرة للتجارة.‏ واحدى الشابات،‏ التي اعتقدت ان الحظ يحالف الذين يصلون باكرا،‏ كانت تقف من الساعة ٠٠:‏١ بعد منتصف الليل.‏ والجائزة الكبرى المطموع بها للسنة الماضية:‏ رقم قياسي بلغ ١٠٠ مليون ين (‏٢٨٥‏,٧١٤ دولارا اميركيا،‏ في الولايات المتحدة)‏.‏

      وفي احدى عواصم افريقيا الغربية،‏ ان ما يدعوه المحليون منطقة شركة اللوتو يكون دائما مكتظا بأناس اتوا لشراء بطاقات وللمضاربة في الاعداد المستقبلية.‏ وتباع قائمات طويلة من اعداد رابحة في الماضي لاولئك الذين يأملون ان يجدوا فيها دلالة الى مجموعة ارقام مستقبلية.‏ وبالنسبة الى اولئك الذين يؤمنون بالمعرفة الخفية،‏ يكون انبياء اللوتو حاضرين للتنبؤ،‏ من اجل أجر،‏ بأرقام للمراهنة عليها.‏

      ظواهر في اماكن منعزلة؟‏ كلا على الاطلاق.‏ ان حمّى اليانصيب وباء.‏ فهي تُلهب كل قارّة.‏ وتشتعل في البلدان الغنية والفقيرة.‏ انها تثير الصغير والكبير من كل مستويات المجتمع الاقتصادية،‏ الاجتماعية،‏ والثقافية.‏

      نعم،‏ ألعاب اليانصيب تجارة كبيرة،‏ والتجارة رائجة.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ كسبت ألعاب اليانصيب الدولي ٥‏,١٨ ألف مليون دولار اميركي في سنة ١٩٨٩.‏ ومنذ ٢٧ سنة فقط،‏ كان هذا الرقم صفرا.‏ ولكنَّ ألعاب اليانصيب الآن هي الشكل الاكبر الثاني للمقامرة في الولايات المتحدة،‏ والصناعة تنمو بنسبة ٥‏,١٧ في المئة كل سنة،‏ بمقدار سرعة صناعة الكمپيوتر.‏

      وعالميا بلغ مجموع مبيعات اليانصيب في سنة ١٩٨٨،‏ بحسب الارقام الاخيرة المتوافرة من مجلة تجارة المقامرة والمراهنة،‏ ٣٨‏,٥٦ ألف مليون دولار اميركي،‏ رقم ضخم.‏ وذلك يعادل اكثر من عشرة دولارات اميركية لكل رجل،‏ امرأة،‏ وولد على الارض!‏ وهذا في مجرد سنة واحدة!‏

      وفيما لا يمكن لاحد ان ينكر ان ألعاب اليانصيب تزدهر،‏ يحتج كثيرون بقوة ضدها.‏ والمقالتان التاليتان تبحثان في الشعبية المتزايدة لألعاب اليانصيب والجدال من ورائها.‏ واذ تتأملون في الوقائع،‏ ستتمكنون من تقرير ما اذا كانت ألعاب اليانصيب لكم.‏ فهل من الحكمة الاشتراك في ذلك؟‏ الى اي حد يكون الربح سهلا؟‏ هل يمكن ان تخسروا اكثر من المال؟‏

  • ألعاب اليانصيب —‏ لماذا هي شعبية جدا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • ألعاب اليانصيب —‏ لماذا هي شعبية جدا؟‏

      لماذا يشترك الناس في اليانصيب؟‏ «انه مسلٍّ،‏ انه لهو،‏» قالت الناطقة بلسان مجلس اليانصيب.‏ ربما يكون الامر كذلك،‏ ولكنَّ الاغراء الرئيسي بالتأكيد هو الجائزة المالية.‏ فكل شخص تقريبا يمكنه ان يستعمل قليلا من المال الاضافي.‏ وألعاب اليانصيب تعد بالكثير من المال.‏ وفي عدم يقينية عالم اليوم،‏ عالم الاسعار المتصاعدة،‏ الانهيارات في سوق الاسهم المالية،‏ والاعمال الفاشلة،‏ يعتقد الملايين من الناس ان ربح اليانصيب هو الطريقة الوحيدة التي يمكن تصورها لكي يصيروا اغنياء على نحو لا يصدق.‏

      وبالاضافة الى الاغراء،‏ فان ألعاب اليانصيب غير معقَّدة ومن السهل الاشتراك فيها.‏ وهنالك اشكال مختلفة،‏ كاللوتو،‏ المراهنة على ارقام معينة والألعاب التي فيها تحكّون الورقة لتكتشفوا الاعداد المخفية،‏ ولكن هذه كلها تشارك في وجهين بارزين.‏ الاول هو ان المشتركين يربحون عندما تماثل الاعداد على بطاقاتهم تلك التي يسحبها المنظِّمون.‏ والثاني،‏ بخلاف اشكال المقامرة الاخرى،‏ لا يتطلب مهارة او معرفة خصوصية للربح.‏ فالربح او الخسارة هي مسألة صدفة بحتة.‏

      ويشترك الناس ايضا في ألعاب اليانصيب لانه من السهل شراء البطاقات.‏ فمعظم الاميركيين يمكنهم شراؤها من دكان البقول المحلي.‏ وفي اي مكان إن لم تكن حجيرة اليانصيب قريبة،‏ يمكن ان يضع المشتركون رهانهم بواسطة البريد،‏ الهاتف،‏ التلكس،‏ او الفاكس.‏

      ما هو الجديد بشأن ألعاب اليانصيب؟‏

      هل ألعاب اليانصيب جديدة؟‏ كلا على الاطلاق.‏ ففي المهرجانات في روما القديمة،‏ منح الامبراطوران نيرون وأوغسطوس العبيد والملكية كجوائز.‏ واحدى الجوائز النقدية القياسية الاولى جرى دفعها على الارجح في سنة ١٥٣٠ من قِبَل اليانصيب في فلورنسا،‏ ايطاليا.‏ وفي القرون التي تلت،‏ ازدهرت ألعاب اليانصيب في اوروپا.‏ ونمت ألعاب اليانصيب في اميركا الباكرة ايضا،‏ اذ درّت مالا ساعد في تمويل جيمس تاون،‏ الجيش القاري،‏ وبناء الجامعات الرفيعة،‏ مثل هارڤرد،‏ دارتمث،‏ ييل،‏ وكولومبيا.‏

      ولكن في القرن الـ‍ ١٩،‏ وقعت التجارة في مشكلة.‏ فالمعارضون لاموا بعنف المقامرة الجماعية ووجهوا التهمة بأنه جرى التلاعب بالسحب.‏ وشاعت في ألعاب اليانصيب الرشوة،‏ الفساد،‏ والتورط في الجريمة.‏ والمروِّجون الخصوصيون كسبوا ارباحا هائلة.‏ ونتيجة لذلك،‏ جرى حظر ألعاب اليانصيب في الولايات المتحدة،‏ فرنسا،‏ وبريطانيا.‏

      نهاية القصة؟‏ على نحو واضح لا.‏ واستمرت ألعاب اليانصيب في النمو في اي مكان —‏ ايطاليا،‏ مثلا،‏ واوستراليا.‏ ابتكر كارلوس الثالث لاسپانيا لعبةَ يانصيب في ١٧٦٣؛‏ وجرى تأسيس صياغتها الحديثة بموجب قانون في ١٨١٢.‏ كان هنالك مال يجب كسبه،‏ لذلك سار بلد بعد آخر مع تيار اليانصيب.‏ وفي سنة ١٩٣٣،‏ رفعت فرنسا حظرها واسست الـ‍ Loterie nationale.‏ وفي ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ ايضا،‏ انشأت ايرلندا Irish Hospitals’ Sweepstake الشهير الذي لها.‏ وابتدأ Takarakuji اليابان في سنة ١٩٤٥.‏ ووافقت بريطانيا على المقامرة على مباريات كرة القدم وسحب السندات الحكومية ذات الجوائز التي تُوزَّع بالقرعة،‏ ألعاب يانصيب في الواقع وإن لم تكن بالاسم.‏ وفي سنة ١٩٦٤ عادت الولايات المتحدة الى التجارة.‏

      وبعدئذ،‏ في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ حوَّل تطوُّران عملية اليانصيب.‏ الاول كان ادخال اجهزة الكمپيوتر المتصلة بنهايات طرفية لنقل المعلومات.‏ فصار ممكنا الآن تنظيم ألعاب ذات حجوم كبيرة وتردُّد عال يتمكن فيها المشتركون من اختيار اعدادهم الخاصة.‏ ولم يعد ضروريا ان ينتظروا اسابيع او اشهرا ليروا ما اذا ربحوا؛‏ فيمكن ان يكتشف المشتركون ذلك في ايام،‏ ساعات،‏ او حتى دقائق.‏

      والتطور الثاني كان ادخال اللوتو،‏ لعبة تكون فيها احتمالات عدم الربح كبيرة.‏ وفي اللوتو،‏ عندما لا يجري ربح الجائزة،‏ تُنقل الى الالعاب المتعاقبة.‏ لذلك يمكن ان تزداد الجائزة المالية الى ملايين الدولارات.‏ وباللوتو،‏ ترتفع المبيعات،‏ وتصير التجارة كبيرة،‏ كبيرة حقا.‏

      اغراء للمروِّجين

      لماذا تروِّج الحكومات المقامرة؟‏ لانها طريقة سهلة لتدرّ المال دون رفع الضرائب.‏ وفي حين ان المكنات الشقبية والروليت تعيد في الجائزة مالا مقداره ٩٥ في المئة مما تتلقى،‏ فألعاب اليانصيب تردُّ اقل من ٥٠ في المئة.‏ مثلا،‏ في الولايات المتحدة في سنة ١٩٨٨،‏ جرى ردُّ نحو ٤٨ سنتا لكل دولار لليانصيب في الجوائز و ١٥ سنتا أُنفقت على الترويج،‏ المبيعات،‏ والادارة.‏ والـ‍ ٣٧ سنتا الباقية جرى استعمالها لتمويل التحسينات العامة،‏ التعليم،‏ الاعتناء بالصحة،‏ والمساعدة للاكبر سنا.‏ وعلى نطاق قومي،‏ عادل ذلك ٢‏,٧ آلاف مليون دولار اميركي.‏

      ولكنّ الحكومات لا تنظم ألعاب اليانصيب لمجرد كسب المال.‏ فإن لم تدخل في التجارة،‏ يمكن ان تخسر المال.‏ فمواطنوها يمكن ان يشتركوا في مكان آخر.‏ لذلك عندما يبدأ احد البلدان او احدى الولايات باليانصيب،‏ تصير المناطق المجاورة تحت ضغط فعل الامر نفسه.‏ وهذا التأثير المتزايد بسرعة واضح في الولايات المتحدة.‏ ففي سنة ١٩٦٤ كان هنالك يانصيب دولي واحد؛‏ وفي سنة ١٩٨٩ صار هنالك ٣٠.‏

      احلام الغنى

      طبعا،‏ هنالك اناس كثيرون يحاولون الحصول على قطعة دولار للاستهلاك.‏ لذلك كيف يُقنع المروِّجون الشعب بانفاق المال على ألعاب اليانصيب؟‏ الاعلان!‏ استدعاء محترفي الاقناع!‏

      هل تشدد الاعلانات على ان جزءا (‏ولو كان صغيرا)‏ من العائدات سيساعد في تمويل التعليم او تزويد الاعتناء بالاكبر سنا؟‏ لا!‏ نادرا ما يذكر هذا الامر.‏ وعوضا عن ذلك،‏ تشدد الاعلانات على مقدار متعة ربح ملايين الدولارات.‏ وهنا بعض الامثلة:‏

      ▫ «نمط حياة الاغنياء والمشاهير الذي لا يصدق يمكن ان يكون نمط حياتكم فورا .‏ .‏ .‏ عندما تشتركون في لوتو ٤٩⁄‏٦ كندا الشهير لملايين الدولارات.‏»‏

      ▫ «‏يانصيب فلوريدا .‏ .‏ .‏ اغتنوا في يانصيب اميركا الاكبر.‏»‏

      ▫ «يجري كسب المال في المانيا —‏ أحرزوا ثروة وصيروا مليونيرا بين عشية وضحاها.‏»‏

      بيع صعب؟‏ طبعا هو كذلك!‏ فتتوقف عادة الجهود لتخفيف الاعلان عندما لا تُباع البطاقات.‏ وفي الواقع،‏ يلتفت المروِّجون الى ألعاب وتسويق اشدّ من اي وقت لجذب مشتركين جدد وللحفاظ على اهتمام القدامى.‏ فلا بد للمروِّجين ان يقدموا باستمرار شيئا يبدو جديدا.‏ قال مدير يانصيب أوريڠون جيمس دايڤي:‏ «لدينا افكار تتعلق بالمقامرة،‏ نحن ننظم ألعابا اولمپية.‏ وفي عيد الميلاد ننظم Holiday Cash.‏ و بـ‍ Lucky Stars نستخدم ابراج الناس التنجيمية.‏ ونجد انه اذا ادرتم لعبتين او ثلاثا،‏ اربع او خمس ألعاب في الوقت نفسه،‏ تبيعون بطاقات اكثر.‏»‏

      ولكنَّ الجاذبية الاكبر بكثير هي الجائزة الضخمة.‏ ففي اللوتو،‏ عندما ترتفع الجائزة المالية،‏ كما ارتفعت عندما بلغت ١١٥ مليون دولار اميركي في پنسلڤانيا في سنة ١٩٨٩،‏ تصير خبرا هاما.‏ فيندفع الناس الى شراء البطاقات في ما دعاه احد المؤلفين «جنون المقامر المتزايد.‏» وفي وسط الهستيريا،‏ فحتى اولئك الذين لا يشتركون عادة في اليانصيب يحاولون الحصول على اموالهم.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      حمّى المقامرة والدين

      «علَّمتني الكنيسة الكاثوليكية ان اقامر.‏ البنڠو والبيع اليانصيبي لا يختلفان حتما عن ألعاب اليانصيب.‏ واذا اتخذت الكنيسة الكاثوليكية القيادة واوقفت كل المقامرة،‏ سأعيد النظر في فكرة الاحجام عن الاشتراك في اليانصيب.‏ واذا كنت جشعا،‏ يكون الامر لان ذلك تقريبا سرّ مقدس في الكنيسة.‏» —‏ من قارئ الى مجلة U.‎S.‎ Catholic.‏

      «بعد قداس الاحد،‏ فان العمل الثاني الذي يجري الاهتمام به اكثر في الكنائس الكاثوليكية هو ألعاب البنڠو الاسبوعية،‏ بحسب دراسة لابرشيات كاثوليكية بواسطة جامعة نوتردام.‏» ولكن،‏ يدعي العديد من الكهنة ان معظم اولئك الذين يذهبون الى ألعاب البنڠو لا يذهبون الى الكنيسة.‏ —‏ The Sunday Star-Ledger،‏ نيوجيرزي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

      «جلب القديس پانكراس الحظ السعيد لمدريد» كان عنوانا رئيسيا في الصحيفة الاسبوعية الاسپانية ABC،‏ الطبعة الاممية.‏ وتابعت المقالة:‏ «‹انه القديس پانكراس› صرخ مرة بعد اخرى المستخدَمان في متجر اليانصيب .‏ .‏ .‏ حيث باعا السلسلة الوحيدة لـ‍ ٢١٥١٥،‏ الـ‍ ‹gordo› [الكبيرة] التي تساوي ٢٥٠ مليون [بيزيتا،‏ او في الوقت الحاضر،‏ ٠٠٠‏,٥٠٠‏,٢ دولار اميركي،‏ في الولايات المتحدة]،‏ التي وُزِّعت في مدريد.‏ واعترف [المستخدَمان] بأنهما صلَّيا الى القديس،‏ الذي تمثاله يشرف على مؤسستهما والذي عليه وضعا غُصَيْنا من البقدونس،‏ لكي ينالا نصيبا جيدا في بيع ‹gordo› عيد الميلاد.‏»‏

      «اذ حاولوا ان يجدوا طرائق لشرح نصيبهم الجيد،‏ مال الرابحون القدامى الى الاعتقاد بأن اللّٰه والقدر اختاراهم ليربحوا المال.‏ .‏ .‏ .‏ ‹نريد ان نؤمن بأن النصيب الجيد والنصيب السيئ يُنسبان الى شيء ما،‏ ليسا صدفة،‏› قال الدكتور جاك.‏ أ.‏ كاپتشان،‏ پروفسور في علم النفس في جامعة ميامي.‏ ‹وماذا هنالك شيء آخر لننسب إليه ذلك سوى اللّٰه؟‏›» —‏ ذا نيويورك تايمز.‏

      ماذا يقول الكتاب المقدس عن الحظ السعيد؟‏ لغير المؤمنين في اسرائيل،‏ قال يهوه:‏ «انتم الذين تركوا الرب ونسوا جبل قدسي ورتبوا (‏لاله الحظ السعيد)‏ مائدة وملأوا (‏لاله النصيب)‏ خمرا ممزوجة.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏١١‏.‏

      فكم من الرابحين القليلين نسبيا يتوقفون للتفكير ان نصيبهم الجيد الفريد مؤسس على النصيب السيئ لملايين الخاسرين؟‏ هل تعكس المقامرة ‹محبة القريب› بطريقة ما؟‏ وهل يكون معقولا او مؤسسا على الكتاب المقدس الاعتقاد ان الرب المتسلط في الكون ينهمك في رذائل انانية كالمقامرة؟‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

  • ألعاب اليانصيب —‏ مَن يربح؟‏ ومَن يخسر؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | ايار (‏مايو)‏ ٨
    • ألعاب اليانصيب —‏ مَن يربح؟‏ ومَن يخسر؟‏

      ان الحجَّة الاساسية لمصلحة ألعاب اليانصيب الحكومية هي انها تدرّ ملايين الدولارات على الحكومة،‏ المال الذي لا يمكن على الارجح الحصول عليه إلاّ برفع الضرائب.‏ ‹وكم يكون ذلك سهلا!‏› يقول المؤيدون.‏ فذلك كضريبة لا احد ملزم ان يدفعها،‏ انه طوعي.‏ وفي الواقع،‏ يتوق الناس الى الدفع؛‏ وهم ينتظرون في الصف ليدفعوا!‏

      ولكن ما هي بعض التهم ضد ألعاب اليانصيب؟‏

      احداها هي ان اعلانات اليانصيب غالبا ما تكون على نسق واحد او مجرد خداع صريح.‏ انها تروِّج الفكرة انكم ستربحون.‏ ونموذجي هو اعلان اليانصيب الكندي الذي يذكر:‏ «نحن نجعله سهلا ان .‏ .‏ .‏ تربحوا!‏!‏‏»‏

      ولكن الى ايّ حدّ يكون سهلا ان تربحوا؟‏ يشترك علي في يانصيب المانيا الغربية.‏ فالاعلان يعبِّر بحماسة:‏ «فرص ربحكم لا تصدق.‏» ولكن ينوح علي:‏ «لقد اشتركت في اليانصيب طوال عشر سنوات،‏ ولم أربح شيئا.‏ ولا اعرف شخصا آخر ربح اي شيء ايضا.‏»‏

      مقابل كل رابح كبير،‏ هنالك ملايين مثل علي،‏ خاسرون يستخدمون اموالهم اسبوعا بعد آخر،‏ سنة بعد اخرى،‏ لكنهم لا ينالون شيئا عوضا.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ فإن اولئك الذين يربحون مليون دولار اميركي هم ٠٠٠٠٠٨‏,.‏ في المئة من ٩٧ مليون مقامر باليانصيب هناك.‏

      واحتمالات ربح الجائزة الكبرى ليست مجرد واحد في المليون (‏تقريبا،‏ احتمالات اصابة شخص بصاعقة)‏؛‏ فيمكن ان تكون واحدا في ملايين كثيرة.‏ مثلا،‏ عندما اتضح ان الجائزة صارت اكبر جرى بيع بطاقات اكثر،‏ فقفزت احتمالات ربح لعبة لوتو نيويورك من ١ في ٦ ملايين الى ١ في ٩‏,١٢ مليونا!‏

      فلا عجب ان يتهم الناس ألعاب اليانصيب بأنها بمكر تبيع المشترين المتهورين الغافلين عن الفرص الكثيرة غير المؤاتية لهم.‏ والدكتور ڤاليري لورنتس،‏ مدير مركز الولايات المتحدة القومي للمقامرة المَرَضية،‏ يذكر ببساطة:‏ «ألعاب اليانصيب؟‏ انها اكبر رهان مصاص موجود.‏ فالفرص هي غير مؤاتية لكم على نحو كبير جدا.‏»‏

      وماذا اذا ربحتم مليون دولار؟‏ لن تحصلوا عليها كلها.‏ فبعد ان يأخذ رجل الضرائب حصته،‏ يتسلم الرابحون في الولايات المتحدة ٠٠٠‏,٣٥ دولار اميركي كل سنة طوال ٢٠ سنة.‏ اي ٠٠٠‏,٧٠٠ دولار اميركي،‏ وتهبط قيمتها ايضا بسبب التضخم المالي خلال الـ‍ ٢٠ سنة.‏

      التأثير في الفقراء

      نقد آخر هو ان المنفقين الكبار هم اناس فقراء،‏ اقل اناس يمكنهم تحمل ذلك.‏ ويحتج مروِّجو اليانصيب ان هذا غير صحيح وان الدراسات تظهر ان اليانصيب شعبي اكثر بين الناس ذوي الدخل المتوسط.‏ وألعاب اليانصيب طوعية،‏ يقولون؛‏ ولا يجري اجبار احد على الاشتراك فيها.‏ ومع ذلك،‏ تشعل الاعلانات على نحو عمدي رغبات المشتركين،‏ وكثيرون هم اناس فقراء.‏ وقال امين صندوق متجر في فلوريدا:‏ «لدينا فريق ثابت من الناس نراه كل اسبوع.‏ البعض يشترون ١٠ بطاقات كل يوم.‏ والبعض يشترون ١٠٠ كل اسبوع.‏ ليس لديهم مال للطعام،‏ ولكنهم يشتركون في ‹اللوتو.‏›»‏

      وفي بعض البلدان الاقل تطورا،‏ غالبا ما تكون الحالة اسوأ ايضا.‏ فمؤخرا اعادت الحكومة الاندونيسية النظر بدقة في يانصيب الـ‍ پوركاس لكرة القدم الذي لها عندما اخبرت وسائل الاعلام ان القرى كلها صارت «مجنونة بالپوركاس.‏» واخبرت مجلة اسبوع آسيا‏:‏ «الصحف [الاندونيسية] ملآنة بروايات مروِّعة:‏ رجال يضربون نساءهم او اولادهم؛‏ اولاد يسرقون المال من والديهم؛‏ اولاد ينفقون المال المكتسب بصعوبة المخصص لرسوم المدرسة —‏ كل ذلك من اجل الـ‍ پوركاس.‏»‏

      وبانتشار ألعاب اليانصيب عالميا،‏ يتعرَّف المزيد من الناس بالمقامرة.‏ ويصير البعض،‏ لا الفقراء فقط،‏ مقامرين مكرَهين —‏ مدمنين على اليانصيب.‏ يترأس آرني وكسلر المجلس حول المقامرة الاكراهية في نيوجيرزي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ ويقول:‏ ‏«يعتقد المشرِّعون انهم وجدوا طريقة سهلة،‏ بلا جهد لزيادة المال،‏ في حين انهم،‏ في الواقع،‏ يدمِّرون الكثير من العائلات،‏ والكثير من الاعمال،‏ والكثير من الكائنات البشرية،‏ والكثير من الارواح.‏»‏

      مسألة قيم

      وأمر مهم رئيسي آخر هو ان ألعاب اليانصيب الحكومية غيَّرت مواقف الناس من المقامرة.‏ وألعاب اليانصيب «3 play» او «Lucky Numbers» التي تديرها الدولة اليوم تقدم احتمالا بنسبة الف الى واحد ولكنها تعيد فقط نحو ٥٠ في المئة في الجائزة المالية.‏ وقبل ان تدخل الحكومة في التجارة،‏ كانت اللعبة «رديئة،‏» ابتزازا غير شرعي،‏ رذيلة.‏ والآن تدعى اللعبة نفسها تسلية،‏ لهوا،‏ عملا ذا مسؤولية مدنية!‏

      طبعا،‏ ان الفرق المهم بين اللعبة غير الشرعية للمراهنة على ارقام معينة وألعاب اليانصيب الحكومية هو انه بدلا من ان تذهب الارباح الى جيوب المجرمين،‏ فانها تدعم المشاريع الحكومية.‏ ومع ذلك،‏ يقلق مراقبون كثيرون بشأن تأثير ألعاب اليانصيب في قيم المجتمع الاخلاقية المفترض ان تكون مفيدة له.‏

      وذلك لان ألعاب اليانصيب تغذي الامل والميل الى الصيرورة غنيا دون جهد.‏ قال پول دوورين،‏ محرر مجلة تجارة المقامرة والمراهنة،‏‏:‏ «في الماضي،‏ قالت الدولة انه اذا عملتم بكدّ،‏ تفعلون حسنا.‏ والآن،‏ قولها هو ‹اشترِ بطاقة فتصير مليونيرا.‏› انها رسالة غريبة تبعثها الدولة.‏» وكتب جورج ويل في نيوزويك:‏ «كلما اعتقد الناس بأهمية الحظ،‏ الصدفة،‏ العشوائية،‏ القضاء والقدر،‏ قلَّ الاعتقاد بأهمية الفضائل القاسية كالكدّ،‏ حسن التدبير،‏ تأجيل الارضاء،‏ الاجتهاد،‏ والجِدّ.‏»‏

      وثمة مفهوم آخر،‏ رئيسي للمجتمع البشري،‏ هو هذا:‏ لا يجب على الافراد ان يحاولوا الربح من سوء نصيب الآخرين.‏ ولكنَّ مروِّجي ألعاب اليانصيب يشجعون على الفكرة انه من حق الفرد ان يربح ويتمتع من خلال خسائر الآخرين.‏ ان مثل هذا التفكير هو اناني؛‏ انه يزدري بنصح الكتاب المقدس:‏ «تحب قريبك كنفسك.‏» —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

      وعلى الرغم من اصوات الاعتراض،‏ تستمر ألعاب اليانصيب في الازدياد على نحو مثير في كل انحاء الارض.‏ فثمة زائر لافريقيا الغربية لاحظ مئات الناس محتشدين حول مبنى اليانصيب الدولي.‏ «لماذا يبدد كل هؤلاء الناس اموالهم في اليانصيب،‏» سأل احدَ المقيمين،‏ معلِّقا،‏ «وخصوصا لانهم اناس فقراء؟‏»‏

      ‏«يا صديقي،‏ انهم يشتركون في اليانصيب لان ذلك يمنحهم املا،‏» اجاب المقيم.‏ «بالنسبة الى كثيرين منهم،‏ انه الامل الوحيد الذي لديهم في الحياة.‏»‏

      ولكن هل ربح اليانصيب هو امل حقا؟‏ انه بالحري وهم،‏ سراب،‏ حلم مستبعَد تحقيقه.‏ وبالتأكيد فان المسيحي ذا الضمير الحي لا يبدِّد وقته وموارده في السعي الباطل الى غنى المقامرة.‏ فكم يكون من الافضل اتِّباع مشورة الرسول بولس الذي كتب ان الناس الحكماء ‹لا يلقون رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على اللّٰه الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع.‏› —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«يعتقد المشرِّعون انهم وجدوا طريقة سهلة،‏ بلا جهد لزيادة المال،‏ في حين انهم،‏ في الواقع،‏ يدمِّرون الكثير من العائلات،‏ والكثير من الاعمال،‏ والكثير من الكائنات البشرية،‏ والكثير من الارواح»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      افضل النصائح للمقامرين

      «ليست هنالك ابتسامة باردة اكثر من تلك التي لوكيل مراهنات يهنِّئ زبونا رابحا .‏ .‏ .‏ نادر هو وكيل المراهنات الذي يمنع مقامرا من المراهنة لان زبونه يخسر كثيرا جدا.‏ .‏ .‏ .‏ واذكروا ايضا ان المقامرين الناجحين هم نادرون كوكلاء المراهنات الفقراء.‏» —‏ ڠراهام روك،‏ ذا تايمز،‏ لندن.‏

      «الجائزة المضمونة البالغة ٤٥ مليون دولار اميركي في سحب اللوتو هذه الليلة هي الاكبر في تاريخ ولاية نيويورك.‏ ولكنَّ احتمالات عدم ربحها بِرَهْن دولار اميركي واحد هي بنسبة ٥٨٢‏,٩١٣‏,١٢ الى ١.‏» —‏ ذا نيويورك تايمز.‏

      «المغفَّل وماله يفترقان بسرعة.‏» قول شائع منذ القرن الـ‍ ١٦.‏ —‏ اقتباسات مألوفة،‏ بواسطة جون بارتلت.‏

      «ايها المقامر،‏ لا تبتهج؛‏ من يربح اليوم يخسر غدا.‏» —‏ مثل اسپاني.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة