مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • أحبِب البر بكل قلبك
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • أَحْبِبِ ٱلْبِرَّ بِكُلِّ قَلْبِكَ

      ‏«أَحْبَبْتَ ٱلْبِرَّ».‏ —‏ مز ٤٥:‏٧‏.‏

      ١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْلُكَ «سُبُلَ ٱلْبِرِّ»؟‏

      يَهْدِي يَهْوَهُ شَعْبَهُ «فِي سُبُلِ ٱلْبِرِّ» بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏مز ٢٣:‏٣‏)‏ وَلكِنْ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ،‏ نَنْحَرِفُ أَحْيَانًا عَنْ طَرِيقِ ٱلصَّوَابِ.‏ وَٱلْعَوْدَةُ إِلَى هذَا ٱلطَّرِيقِ تَسْتَلْزِمُ جُهْدًا حَثِيثًا.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلنَّجَاحِ فِي ذلِكَ؟‏ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ فِعْلَ مَا هُوَ صَائِبٌ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٤٥:‏٧‏.‏

      ٢ مَا هِيَ «سُبُلُ ٱلْبِرِّ»؟‏

      ٢ وَمَا هِيَ «سُبُلُ ٱلْبِرِّ»؟‏ إِنَّ هذِهِ ‹ٱلسُّبُلَ› ٱلْمَجَازِيَّةَ هِيَ مَسْلَكُ حَيَاةٍ تُحَدِّدُهُ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةُ.‏ وَفِي ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱلْيُونَانِيَّةِ،‏ يُشِيرُ «ٱلْبِرُّ» إِلَى مَا هُوَ «مُسْتَقِيمٌ»،‏ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ ٱلدَّقِيقِ بِٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَدَبِيَّةِ.‏ وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ «مَسْكِنُ ٱلْبِرِّ»،‏ فَإِنَّ عُبَّادَهُ يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ لِمَعْرِفَةِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْمُسْتَقِيمِ أَدَبِيًّا ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَتْبَعُوهُ.‏ —‏ ار ٥٠:‏٧‏.‏

      ٣ كَيْفَ نَتَعَلَّمُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ بِرِّ ٱللّٰهِ؟‏

      ٣ لَا يُمْكِنُنَا إِرْضَاءُ ٱللّٰهِ كَامِلًا إِلَّا إِذَا سَعَيْنَا بِكُلِّ قَلْبِنَا لِلْعَيْشِ وَفْقَ مَقَايِيسِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ وَٱلْخُطْوَةُ ٱلْأُولَى فِي هذَا ٱلْمَجَالِ هِيَ بَذْلُ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلتَّعَلُّمِ عَنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ مِنْ كَلِمَتِهِ،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَكُلَّمَا تَعَلَّمْنَا ٱلْمَزِيدَ عَنْهُ وَأَصْبَحْنَا أَقْرَبَ إِلَيْهِ،‏ عَمُقَتْ مَحَبَّتُنَا لِبِرِّهِ.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ إِرْشَادَ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً فِي ٱلْحَيَاةِ.‏

      اُطْلُبْ بِرَّ ٱللّٰهِ

      ٤ مَاذَا يَشْمُلُ طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ؟‏

      ٤ اِقْرَأْ متى ٦:‏٣٣‏.‏ لَا يَقْتَصِرُ طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ عَلَى قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتُنَا ٱلْمُقَدَّسَةُ مَقْبُولَةً لَدَى يَهْوَهَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سُلُوكُنَا ٱلْيَوْمِيُّ مُنْسَجِمًا مَعَ مَقَايِيسِهِ ٱلرَّفِيعَةِ.‏ فَمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ بِرَّ يَهْوَهَ؟‏ يَلْزَمُ أَنْ ‹يَلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ›.‏ —‏ اف ٤:‏٢٤‏.‏

      ٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلتَّثَبُّطِ؟‏

      ٥ فِيمَا نَسْعَى لِلْعَيْشِ وَفْقَ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَحْيَانًا بِٱلتَّثَبُّطِ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى هذَا ٱلشُّعُورِ ٱلَّذِي يَهُدُّ قُوَانَا وَنَتَعَلَّمَ مَحَبَّةَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْبِرِّ؟‏ (‏ام ٢٤:‏١٠‏)‏ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَرِبَ دَوْمًا إِلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ «بِقُلُوبٍ صَادِقَةٍ فِي تَمَامِ يَقِينِ ٱلْإِيمَانِ».‏ (‏عب ١٠:‏١٩-‏٢٢‏)‏ فَنَحْنُ نُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ وَبِخِدْمَاتِهِ كَرَئِيسِ كَهَنَةٍ عَظِيمٍ سَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوِ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رو ٥:‏٨؛‏ عب ٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَقَدْ ذَكَرَ ٱلْعَدَدُ ٱلْأَوَّلُ مِنْ هذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ تَشْبِيهًا يُظْهِرُ فَعَّالِيَّةَ دَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ.‏ (‏١ يو ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ قَالَتِ ٱلْمَقَالَةُ:‏ ‹عِنْدَمَا يُرَى غَرَضٌ لَوْنُهُ قِرْمِزِيٌّ مِنْ خِلَالِ زُجَاجٍ أَحْمَرَ فِي ٱلضَّوْءِ،‏ يَبْدُو هذَا ٱلْغَرَضُ أَبْيَضَ ٱللَّوْنِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِنَّ خَطَايَانَا هِيَ كَٱلْقِرْمِزِ،‏ لكِنْ حِينَ نَنْظُرُ إِلَيْهَا مِنْ مِنْظَارِ ٱللّٰهِ،‏ أَيْ مِنْ خِلَالِ دَمِ ٱلْمَسِيحِ،‏ تَصِيرُ هِيَ أَيْضًا بَيْضَاءَ›.‏ (‏تَمُّوز [يُولْيُو] ١٨٧٩،‏ ٱلصَّفْحَةُ ٦،‏ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ فَمَا أَرْوَعَ هذَا ٱلتَّدْبِيرَ ٱلَّذِي أَعَدَّهُ يَهْوَهُ لَنَا مِنْ خِلَالِ ذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ ٱلْفِدَائِيَّةِ!‏ —‏ اش ١:‏١٨‏.‏

      تَفَحَّصْ سِلَاحَكَ ٱلرُّوحِيَّ

      ٦ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَفَحَّصَ سِلَاحَنَا ٱلرُّوحِيَّ؟‏

      ٦ يَلْزَمُ أَنْ نَلْبَسَ دَائِمًا «دِرْعَ ٱلْبِرِّ» لِأَنَّهُ جُزْءٌ أَسَاسِيٌّ مِنْ سِلَاحِ ٱللّٰهِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏اف ٦:‏١١،‏ ١٤‏)‏ وَسَوَاءٌ نَذَرْنَا أَنْفُسَنَا لِيَهْوَهَ حَدِيثًا أَوْ مُنْذُ عُقُودٍ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَفَحَّصَ سِلَاحَنَا ٱلرُّوحِيَّ كُلَّ يَوْمٍ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ قَدْ طُرِحُوا إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وَٱلشَّيْطَانُ غَضْبَانٌ جِدًّا وَيَعْرِفُ أَنَّ زَمَنَهُ قَصِيرٌ.‏ لِذلِكَ يُكَثِّفُ هُجُومَهُ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ فَهَلْ نَعِي أَهَمِّيَّةَ لُبْسِ «دِرْعِ ٱلْبِرِّ»؟‏

      ٧ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِذَا كُنَّا نُدْرِكُ حَاجَتَنَا إِلَى «دِرْعِ ٱلْبِرِّ»؟‏

      ٧ بِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ،‏ فَإِنَّ قَلْبَنَا غَدَّارٌ وَيَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ مَيَّالٌ إِلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ،‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ تَدْرِيبُهُ وَتَأْدِيبُهُ.‏ (‏تك ٨:‏٢١‏)‏ لِذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى «دِرْعِ ٱلْبِرِّ» لِحِمَايَتِهِ.‏ وَإِذَا كُنَّا نُدْرِكُ حَاجَتَنَا إِلَى هذَا ٱلدِّرْعِ،‏ فَلَنْ نَنْزِعَهُ وَقْتِيًّا بِٱخْتِيَارِ أَنْوَاعِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي يُبْغِضُهَا ٱللّٰهُ وَلَنْ نَدَعَ أَنْفُسَنَا نَسْتَرْسِلُ فِي ٱلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا لَنْ نُبَدِّدَ مِقْدَارًا كَبِيرًا مِنْ وَقْتِنَا ٱلثَّمِينِ فِي مُشَاهَدَةِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ.‏ عِوَضَ ذلِكَ،‏ سَنَبْذُلُ دَوْمًا غَايَةَ جُهْدِنَا لِفِعْلِ مَا يُرْضِي إِلهَنَا.‏ حَتَّى لَوْ تَعَثَّرْنَا بِٱلِٱسْتِسْلَامِ قَلِيلًا لِلتَّفْكِيرِ ٱلْجَسَدِيِّ ٱلْخَاطِئِ،‏ ‹فَسَنَقُومُ› بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٢٤:‏١٦‏.‏

      ٨ مَا أَهَمِّيَّةُ «تُرْسِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرِ»؟‏

      ٨ يُشَكِّلُ أَيْضًا «تُرْسُ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرُ» جُزْءًا مِنْ سِلَاحِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَبِهِ نَقْدِرُ ‹أَنْ نُطْفِئَ جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ›.‏ (‏اف ٦:‏١٦‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يُمَكِّنُنَا ٱلْإِيمَانُ وَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ أَنْ نُمَارِسَ ٱلْبِرَّ وَنَبْقَى فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ فَكُلَّمَا تَعَلَّمْنَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ،‏ ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِبِرِّهِ.‏ لكِنْ ثَمَّةَ أَمْرٌ آخَرُ يُسَاعِدُنَا فِي سَعْيِنَا لِنُحِبَّ ٱلْبِرَّ،‏ أَلَا وَهُوَ ضَمِيرُنَا.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

      حَافِظْ عَلَى ضَمِيرٍ صَالِحٍ

      ٩ كَيْفَ تُفِيدُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ضَمِيرٍ صَالِحٍ؟‏

      ٩ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدْنَا،‏ طَلَبْنَا إِلَى يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ «ضَمِيرٍ صَالِحٍ».‏ (‏١ بط ٣:‏٢١‏)‏ فَبِسَبَبِ مُمَارَسَتِنَا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْفِدْيَةِ،‏ يَمْحُو دَمُ يَسُوعَ خَطَايَانَا وَبِذلِكَ نَتَمَتَّعُ بِمَوْقِفٍ طَاهِرٍ أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏ وَلكِنْ لِئَلَّا نَخْسَرَ هذَا ٱلْمَوْقِفَ،‏ يَجِبُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ضَمِيرٍ صَالِحٍ.‏ فَإِذَا حَذَّرَنَا ضَمِيرُنَا أَحْيَانًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لِأَنَّ هذَا يَعْنِي أَنَّهُ يَقُومُ بِعَمَلِهِ عَلَى ٱلْوَجْهِ ٱلصَّحِيحِ فِي تَنْبِيهِنَا لِئَلَّا نَحِيدَ عَنْ طُرُقِ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةِ.‏ فَهذِهِ ٱلْوَخْزَاتُ تَدُلُّ أَنَّهُ لَيْسَ مَكْوِيًّا.‏ (‏١ تي ٤:‏٢‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلضَّمِيرَ يَلْعَبُ أَيْضًا دَوْرًا آخَرَ لِفَائِدَةِ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْبِرَّ.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ اِسْرِدُوا ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى صَوْتِ ضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا تَجْلُبُ لَنَا مَحَبَّةُ ٱلْبِرِّ سَعَادَةً غَامِرَةً؟‏

      ١٠ عِنْدَمَا نَرْتَكِبُ خَطَأً مَا،‏ يُمْكِنُ أَنْ يَدِينَنَا ضَمِيرُنَا أَوْ يُعَذِّبَنَا.‏ خُذْ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ حَدَثٍ ٱنْحَرَفَ عَنْ «سُبُلِ ٱلْبِرِّ» وَصَارَ مُدْمِنًا عَلَى مُشَاهَدَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ وَتَدْخِينِ ٱلْمَارِيجْوَانَا.‏ فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ كُلَّمَا حَضَرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيُحِسُّ بِأَنَّهُ شَخْصٌ رِيَائِيٌّ كُلَّمَا ٱشْتَرَكَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ لِذلِكَ تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهذَيْنِ ٱلنَّشَاطَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ.‏ يَقُولُ:‏ «لَمْ أُدْرِكْ أَنَّ ضَمِيرِي كَانَ سَيُحَاسِبُنِي عَلَى تَصَرُّفَاتِي».‏ وَيُضِيفُ:‏ «دَامَ سُلُوكِي ٱلْأَحْمَقُ هذَا نَحْوَ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ».‏ بَعْدَ ذلِكَ،‏ بَدَأَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَسْمَعَ صَلَاتَهُ،‏ فَقَدْ صَلَّى إِلَيْهِ طَالِبًا ٱلْمَغْفِرَةَ.‏ وَلَمْ تَمْضِ عَشْرُ دَقَائِقَ حَتَّى أَتَتْ أُمُّهُ لِزِيَارَتِهِ وَشَجَّعَتْهُ أَنْ يُعَاوِدَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ فَذَهَبَ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَطَلَبَ مِنْ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ أَنْ يَدْرُسَ مَعَهُ.‏ وَهُوَ ٱلْآنَ أَخٌ مُعْتَمِدٌ وَيَشْكُرُ يَهْوَهَ كَثِيرًا عَلَى إِنْقَاذِ حَيَاتِهِ.‏

      ١١ هَلْ لَاحَظْتَ مِنِ ٱخْتِبَارِ هذَا ٱلشَّابِّ أَنَّ فَرَحًا كَبِيرًا يَنْجُمُ عَنْ فِعْلِ مَا هُوَ صَائِبٌ؟‏ فَفِيمَا نَتَعَلَّمُ مَحَبَّةَ ٱلْبِرِّ وَنُمَارِسُهُ إِلَى حَدٍّ أَكْمَلَ،‏ يَزْدَادُ فَرَحُنَا بِفِعْلِ مَا يُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمٌ تَغْمُرُ فِيهِ ٱلسَّعَادَةُ ٱلْبَشَرَ جَمِيعًا بِسَبَبِ ٱمْتِلَاكِهِمْ ضَمِيرًا طَاهِرًا.‏ فَآ‌نَذَاكَ سَيَعْكِسُونَ صُورَةَ ٱللّٰهِ كَامِلًا.‏ إِذًا،‏ لِنَعْمَلِ ٱلْآنَ عَلَى غَرْسِ مَحَبَّةِ ٱلْبِرِّ عَمِيقًا فِي قُلُوبِنَا وَنُفَرِّحْ قَلْبَ يَهْوَهَ.‏ —‏ ام ٢٣:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟‏

      ١٢ وَكَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ حِينَ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَيْهِ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ «قَلْبَ ٱلْبَارِّ يَتَأَمَّلُ بُغْيَةَ إِعْطَاءِ جَوَابٍ».‏ (‏ام ١٥:‏٢٨‏)‏ لَاحِظْ كَيْفَ تُفِيدُنَا هذِهِ ٱلْآيَةُ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِخْدَامِ.‏ فَإِذَا كَانَ نَوْعُ ٱلْعَمَلِ يَتَعَارَضُ بِشَكْلٍ جَلِيٍّ مَعَ مَطَالِبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ يُسَارِعُ مُعْظَمُنَا إِلَى تَطْبِيقِ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ.‏ وَلكِنْ حِينَ لَا يَكُونُ هُنَالِكَ جَوَابٌ وَاضِحٌ،‏ يَنْبَغِي ٱلتَّأَمُّلُ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ فِي مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ.‏a وَأَحَدُهَا هُوَ ضَرُورَةُ تَجَنُّبِ إِزْعَاجِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏٣١-‏٣٣‏)‏ إِلَّا أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَجِبُ أَنْ يَهُمَّنَا هُوَ ٱلْمَبَادِئُ ٱلَّتِي تَخُصُّ عَلَاقَتَنَا بِٱللّٰهِ.‏ فَإِذَا كَانَ يَهْوَهُ إِلهًا حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا،‏ فَأَوَّلُ سُؤَالٍ يَلْزَمُ أَنْ نَطْرَحَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا هُوَ:‏ ‹هَلْ قُبُولِي هذَا ٱلْعَمَلَ يُؤْلِمُ يَهْوَهَ وَيُحْزِنُهُ؟‏›.‏ —‏ مز ٧٨:‏٤٠،‏ ٤١‏.‏

      ١٣ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ حِينَ نَسْتَعِدُّ لِدَرْسِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَوْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَمَاعِيِّ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْوَارِدَةِ.‏ فَهَلْ مِنْ عَادَتِنَا ٱلِٱسْتِعْدَادُ بِعَجَلَةٍ،‏ إِذْ نَكْتَفِي بِوَضْعِ خَطٍّ تَحْتَ ٱلْجَوَابِ ثُمَّ نَنْتَقِلُ إِلَى ٱلْفِقْرَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يُعَمِّقَ ٱسْتِعْدَادٌ كَهذَا مَحَبَّتَنَا لِلْبِرِّ أَوْ يُنَمِّيَ فِينَا ضَمِيرًا حَسَّاسًا.‏ فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْبِرَّ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَدْرُسَ بِٱجْتِهَادٍ وَنَتَأَمَّلَ فِي مَا نَقْرَأُهُ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ.‏ فَٱلْقِرَاءَةُ ٱلسَّطْحِيَّةُ لَنْ تَؤُولَ إِلَى تَعَلُّمِنَا مَحَبَّةَ ٱلْبِرِّ بِكُلِّ قَلْبِنَا.‏

      اَلْجُوعُ وَٱلْعَطَشُ إِلَى ٱلْبِرِّ

      ١٤ كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَنْ نَشْعُرَ حِيَالَ خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

      ١٤ يُرِيدُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ فِي خِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَلكِنْ مَا ٱلَّذِي يُسَاهِمُ فِي ذلِكَ؟‏ مَحَبَّةُ ٱلْبِرِّ.‏ فَفِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ،‏ فَإِنَّهُمْ يُشْبَعُونَ».‏ (‏مت ٥:‏٦‏)‏ فَأَيُّ مَغْزًى تَحْمِلُهُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يَكُونُوا مُحِبِّينَ لِلْبِرِّ؟‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ سَيَجْرِي إِشْبَاعُ ٱلْجُوعِ وَٱلْعَطَشِ ٱلرُّوحِيَّيْنِ؟‏

      ١٥ إِنَّ ٱلْعَالَمَ ٱلَّذِي نَحْيَا فِيهِ هُوَ تَحْتَ حُكْمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ فَإِذَا ٱلْتَقَطْنَا صَحِيفَةً فِي أَيِّ بَلَدٍ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ نَقْرَأُ تَقَارِيرَ عَنْ أَعْمَالٍ وَحْشِيَّةٍ وَعَنِيفَةٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهَا مَثِيلٌ.‏ وَلَا رَيْبَ أَنَّ رُؤْيَةَ بَرْبَرِيَّةِ ٱلْإِنْسَانِ هذِهِ تُؤْلِمُ ٱلشَّخْصَ ٱلْبَارَّ.‏ (‏جا ٨:‏٩‏)‏ لكِنَّنَا نَحْنُ ٱلَّذِينَ نُحِبُّ يَهْوَهَ نَعْرِفُ أَنَّهُ هُوَ وَحْدَهُ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُشْبِعَ ٱلْجُوعَ وَٱلْعَطَشَ ٱلرُّوحِيَّيْنِ لَدَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي تَعَلُّمِ ٱلْبِرِّ.‏ فَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُبَادُ ٱلْأَشْرَارُ وَلَنْ يُضَايِقُوا مُحِبِّي ٱلْبِرِّ فِي مَا بَعْدُ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَيَا لَلرَّاحَةِ ٱلَّتِي سَتَعُمُّ ٱلْأَرْضَ!‏

      ١٦ نَعَمْ،‏ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَهَ وَأَتْبَاعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ ‹سَيُشْبَعُونَ› كَامِلًا مِنْ خِلَالِ تَرْتِيبِ ٱللّٰهِ لِلسَّموَاتِ ٱلْجَدِيدَةِ وَٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي «فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ».‏ (‏٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَثَبَّطَ أَوْ نَعْجَبَ مِنْ أَنَّ ٱلْجَوْرَ وَٱلْعُنْفَ قَدْ نَزَعَا ٱلْبِرَّ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ هذَا.‏ (‏جا ٥:‏٨‏)‏ فَيَهْوَهُ ٱلْعَلِيُّ يَعْرِفُ مَا يَحْدُثُ وَسَيُخَلِّصُ مُحِبِّي ٱلْبِرِّ قَرِيبًا.‏

      اِسْتَفِدْ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْبِرِّ

      ١٧ مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ مَحَبَّةِ ٱلْبِرِّ؟‏

      ١٧ يُبْرِزُ ٱلْمَزْمُورُ ١٤٦:‏٨ فَائِدَةً عُظْمَى مِنْ سُلُوكِ طَرِيقِ ٱلْبِرِّ.‏ فَقَدْ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْأَبْرَارَ».‏ فَكِّرْ فِي هذَا ٱلْأَمْرِ:‏ إِنَّ ٱلْمُتَسَلِّطَ عَلَى ٱلْكَوْنِ يُحِبُّنَا لِأَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْبِرَّ.‏ وَمَحَبَّتُهُ هذِهِ تَمْنَحُنَا ٱلثِّقَةَ بِأَنَّهُ سَيُؤَمِّنُ لَنَا حَاجَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةَ مَا دُمْنَا نَضَعُ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ مزمور ٣٧:‏٢٥؛‏ امثال ١٠:‏٣‏.‏‏)‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ سَيَرِثُ مُحِبُّو ٱلْبِرِّ هذَا ٱلْكَوْكَبَ بِكَامِلِهِ.‏ (‏ام ١٣:‏٢٢‏)‏ فَمُعْظَمُ شَعْبِ ٱللّٰهِ سَيُكَافَأُونَ عَلَى مُمَارَسَتِهِمِ ٱلْبِرَّ بِفَرَحٍ جَزِيلٍ وَحَيَاةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ جَمِيلَةٍ.‏ لكِنْ حَتَّى فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ،‏ يَنْعَمُ مُحِبُّو بِرِّ ٱللّٰهِ بِسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ يُسَاهِمُ فِي عَيْشِهِمْ بِتَوَافُقٍ مَعَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّتِي يُعَاشِرُونَهَا.‏ —‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ فِيمَا نَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَهَ؟‏

      ١٨ فِيمَا نَنْتَظِرُ مَجِيءَ يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ ٱلْبِرِّ.‏ (‏صف ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَلْنُعْرِبْ إِذًا عَنْ مَحَبَّةٍ أَصِيلَةٍ لِيَهْوَهَ وَلِطُرُقِهِ ٱلْبَارَّةِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يَشْتَمِلُ عَلَى ٱلْبَقَاءِ لَابِسِينَ «دِرْعَ ٱلْبِرِّ» لِحِمَايَةِ قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ.‏ وَلْنُحَافِظْ أَيْضًا عَلَى ضَمِيرٍ طَاهِرٍ،‏ ضَمِيرٍ يَجْلُبُ ٱلسُّرُورَ لَنَا وَيُفَرِّحُ قَلْبَ إِلهِنَا.‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

      ١٩ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نَعْقِدَ ٱلْعَزْمَ،‏ وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

      ١٩ إِنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ».‏ (‏٢ اخ ١٦:‏٩‏)‏ فَكَمْ تُشَجِّعُنَا هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فِيمَا نَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ رَغْمَ ٱزْدِيَادِ عَدَمِ ٱلِٱسْتِقْرَارِ وَٱلْعُنْفِ وَٱلشَّرِّ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمُضْطَرِبِ!‏ صَحِيحٌ أَنَّ طُرُقَنَا ٱلْبَارَّةَ قَدْ تُحَيِّرُ ٱلنَّاسَ ٱلْمُبْعَدِينَ عَنِ ٱللّٰهِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْتِصَاقَنَا بِبِرِّ يَهْوَهَ يَعُودُ عَلَيْنَا بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧؛‏ ١ بط ٤:‏٤‏)‏ فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ إِذًا عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي إِيجَادِ ٱلْفَرَحِ مِنْ خِلَالِ مَحَبَّةِ ٱلْبِرِّ وَمُمَارَسَتِهِ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ لكِنَّ حِيَازَةَ قَلْبٍ كَامِلٍ تَسْتَلْزِمُ أَيْضًا بُغْضَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ سَتُظْهِرُ مَا يَعْنِيهِ ذلِكَ.‏

  • هل تبغض التعدي على الشريعة؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • هَلْ تُبْغِضُ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

      ‏«أَبْغَضَ [يَسُوعُ] ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ».‏ —‏ عب ١:‏٩‏.‏

      ١ مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ بِشَأْنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏

      إِبْرَازًا لِأَهَمِّيَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ (‏يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فَقَدْ أَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ مَحَبَّةِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ وَاحِدُهُمْ تِجَاهَ ٱلْآخَرِ،‏ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتُمَيِّزُهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ.‏ كَمَا حَضَّهُمْ أَيْضًا:‏ «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ».‏ —‏ مت ٥:‏٤٤‏.‏

      ٢ أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ يُنَمِّيَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ بُغْضًا لَهُ؟‏

      ٢ لكِنْ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ مَا يَجِبُ أَنْ يُبْغِضُوهُ.‏ قِيلَ عَنْهُ:‏ «أَحْبَبْتَ ٱلْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ [ٱلشَّرَّ]».‏ (‏عب ١:‏٩؛‏ مز ٤٥:‏٧‏)‏ يَتَّضِحُ مِنْ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ أَنَّهُ لَا يَكْفِي أَنْ نُنَمِّيَ مَحَبَّةً لِلْبِرِّ بَلْ أَيْضًا بُغْضًا لِلْخَطِيَّةِ،‏ أَوِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا بِٱلتَّحْدِيدِ:‏ «كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ يُمَارِسُ أَيْضًا ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ،‏ فَٱلْخَطِيَّةُ إِذًا هِيَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ».‏ —‏ ١ يو ٣:‏٤‏.‏

      ٣ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ سَتُنَاقِشُهَا هذِهِ ٱلْمَقَالَةُ فِي مَا يَخُصُّ بُغْضَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

      ٣ إِذًا،‏ يَلْزَمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَطْرَحَ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ عَلَى نَفْسِهِ:‏ ‹هَلْ أُبْغِضُ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏›.‏ فَلْنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُظْهِرَ بُغْضَنَا لِمَا هُوَ رَدِيءٌ فِي ٱلْمَجَالَاتِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ (‏١)‏ مَوْقِفِنَا مِنْ مُعَاقَرَةِ ٱلْكُحُولِ،‏ (‏٢)‏ نَظْرَتِنَا إِلَى عُلُومِ ٱلْغَيْبِ،‏ (‏٣)‏ مَوْقِفِنَا مِنَ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ،‏ وَ (‏٤)‏ نَظْرَتِنَا إِلَى مُحِبِّي ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏

      لَا تَدَعِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ تَسْتَعْبِدُكَ

      ٤ لِمَاذَا ٱمْتَلَكَ يَسُوعُ حُرِّيَّةَ كَلَامٍ عِنْدَ ٱلتَّحْذِيرِ مِنَ ٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ؟‏

      ٤ كَانَ يَسُوعُ يَتَنَاوَلُ ٱلْخَمْرَ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ بِٱعْتِبَارِهَا عَطِيَّةً مِنَ ٱللّٰهِ.‏ (‏مز ١٠٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُسِئْ قَطُّ ٱسْتِخْدَامَ هذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ بِٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ.‏ (‏ام ٢٣:‏٢٩-‏٣٣‏)‏ وَلِذلِكَ ٱمْتَلَكَ حُرِّيَّةَ كَلَامٍ عِنْدَ ٱلتَّحْذِيرِ مِنْ هذِهِ ٱلْعَادَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ لوقا ٢١:‏٣٤‏.‏‏)‏ وَيُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْإِكْثَارَ مِنَ ٱلْكُحُولِ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى خَطَايَا خَطِيرَةٍ أُخْرَى.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «لَا تَسْكَرُوا مِنَ ٱلْخَمْرِ،‏ ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْخَلَاعَةُ،‏ بَلِ ٱمْتَلِئُوا مِنَ ٱلرُّوحِ».‏ (‏اف ٥:‏١٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُ حَثَّ ٱلْمُسِنَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَلَّا يَكُنَّ «مُسْتَعْبَدَاتٍ لِكَثْرَةِ ٱلْخَمْرِ».‏ —‏ تي ٢:‏٣‏.‏

      ٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَحْسُنُ بِٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ تَنَاوُلَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ أَنْ يَطْرَحُوهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ؟‏

      ٥ فَإِذَا كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَنَاوَلَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أُشَاطِرُ يَسُوعَ مَوْقِفَهُ مِنَ ٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ؟‏ هَلْ يَكُونُ لِي حُرِّيَّةُ كَلَامٍ إِذَا لَزِمَ أَنْ أُسْدِيَ نَصِيحَةً لِلْآخَرِينَ بِشَأْنِ هذَا ٱلْمَوْضُوعِ؟‏ هَلْ أَشْرَبُ لِأَنْسَى هُمُومِي أَوْ لِأُخَفِّفَ شُعُورِي بِٱلضَّغْطِ؟‏ مَا هِيَ كَمِّيَّةُ ٱلْكُحُولِ ٱلَّتِي أَسْتَهْلِكُهَا كُلَّ أُسْبُوعٍ؟‏ أَيُّ رَدِّ فِعْلٍ يَصْدُرُ عَنِّي حِينَ يُلَمِّحُ لِي أَحَدُهُمْ أَنَّنِي أَشْرَبُ بِإِفْرَاطٍ؟‏ وَهَلْ أُسَارِعُ إِلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِي أَوْ أَشْعُرُ بِٱلِٱمْتِعَاضِ؟‏›.‏ إِنَّ ٱلسَّمَاحَ لِأَنْفُسِنَا بِأَنْ نَغْدُوَ مُسْتَعْبَدِينَ لِكَثْرَةِ ٱلْكُحُولِ قَدْ يُضْعِفُ مَقْدِرَتَنَا عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ بِشَكْلٍ صَائِبٍ وَعَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ.‏ بَيْدَ أَنَّ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ يَجِبُ أَنْ يَسْعَوْا إِلَى حِفْظِ مَقْدِرَتِهِمِ ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ.‏ —‏ ام ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      حَذَارِ مِنْ مُمَارَسَاتِ عُلُومِ ٱلْغَيْبِ!‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كَيْفَ تَعَامَلَ يَسُوعُ مَعَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَا سَبَبُ تَفَشِّي مُمَارَسَاتِ عُلُومِ ٱلْغَيْبِ؟‏

      ٦ قَاوَمَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ بِكُلِّ صَلَابَةٍ خِلَالَ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ فَقَدْ صَدَّ هَجَمَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّتِي ٱسْتَهْدَفَتْ وَلَاءَهُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ.‏ (‏لو ٤:‏١-‏١٣‏)‏ كَمَا أَنَّهُ مَيَّزَ مُحَاوَلَاتِ إِبْلِيسَ ٱلْمَاكِرَةَ لِإِفْسَادِ تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ وَصَمَدَ فِي وَجْهِهَا.‏ (‏مت ١٦:‏٢١-‏٢٣‏)‏ أَيْضًا،‏ سَاعَدَ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ عَلَى ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ سَيْطَرَةِ ٱلشَّيَاطِينِ ٱلْوَحْشِيَّةِ.‏ —‏ مر ٥:‏٢،‏ ٨،‏ ١٢-‏١٥؛‏ ٩:‏٢٠،‏ ٢٥-‏٢٧‏.‏

      ٧ وَبَعْدَمَا تُوِّجَ يَسُوعُ مَلِكًا سَنَةَ ١٩١٤،‏ طَهَّرَ ٱلسَّمَاءَ مِنَ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمُؤْذِي لِلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ.‏ لِذَا فَإِنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَازِمٌ —‏ اَلْيَوْمَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى —‏ عَلَى ‹تَضْلِيلِ ٱلْمَسْكُونَةِ كُلِّهَا›.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَا يُفَاجِئُنَا ٱلِٱفْتِتَانُ ٱلْمُتَزَايِدُ بِعُلُومِ ٱلْغَيْبِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَأَيَّةُ تَدَابِيرَ يُمْكِنُنَا ٱتِّخَاذُهَا لِحِمَايَةِ أَنْفُسِنَا؟‏

      ٨ أَيُّ فَحْصٍ ذَاتِيٍّ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقُومَ بِهِ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلتَّسْلِيَةِ؟‏

      ٨ يُحَذِّرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِوُضُوحٍ مِنْ مَخَاطِرِ ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ تثنية ١٨:‏١٠-‏١٢‏.‏‏)‏ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ يُلَوِّثُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ فِكْرَ ٱلْبَشَرِ عَبْرَ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْكُتُبِ وَٱلْأَلْعَابِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ مُمَارَسَاتِ عُلُومِ ٱلْغَيْبِ.‏ مِنْ هُنَا،‏ يَنْبَغِي لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ مَا يَلِي عِنْدَ ٱنْتِقَاءِ تَسْلِيَةٍ مَا:‏ ‹هَلِ ٱخْتَرْتُ خِلَالَ ٱلْأَشْهُرِ ٱلْمَاضِيَةِ ٱلتَّسَلِّيَ بِأَفْلَامٍ،‏ بَرَامِجَ تِلِفِزْيُونِيَّةٍ،‏ أَلْعَابٍ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ،‏ كُتُبٍ،‏ أَوْ مَجَلَّاتٍ مُصَوَّرَةٍ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَارِقَةِ لِلطَّبِيعَةِ؟‏ هَلْ أَعِي أَهَمِّيَّةَ تَجَنُّبِ عُلُومِ ٱلْغَيْبِ،‏ أَمْ إِنِّي أَسْتَخِفُّ بِمَخَاطِرِهَا؟‏ هَلْ فَكَّرْتُ يَوْمًا كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ نَوْعِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّذِي أَخْتَارُهُ؟‏ وَفِي حَالِ كُنْتُ قَدْ فَتَحْتُ ٱلْبَابَ لِتَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ هَلْ تَدْفَعُنِي مَحَبَّتِي لِلّٰهِ وَلِمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ حَازِمٍ وَإِغْلَاقِ هذَا ٱلْبَابِ بِإِحْكَامٍ؟‏›.‏ —‏ اع ١٩:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      أَصْغِ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ بِشَأْنِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ

      ٩ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُطَوِّرَ ٱلْمَرْءُ مَحَبَّةً لِلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

      ٩ أَيَّدَ يَسُوعُ مِقْيَاسَ يَهْوَهَ لِلْآدَابِ ٱلْجِنْسِيَّةِ.‏ ذَكَرَ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَهُمَا،‏ مِنَ ٱلْبَدْءِ صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى وَقَالَ:‏ ‹مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ،‏ وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›؟‏ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ،‏ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.‏ فَمَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».‏ (‏مت ١٩:‏٤-‏٦‏)‏ وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ مَا تَرَاهُ عُيُونُنَا يُؤَثِّرُ فِي قُلُوبِنَا.‏ لِذلِكَ قَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ:‏ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:‏ ‹لَا تَزْنِ›.‏ أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا،‏ فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ».‏ (‏مت ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ تَحْذِيرَ يَسُوعَ هذَا يُطَوِّرُونَ فِي ٱلْوَاقِعِ مَحَبَّةً لِلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏

      ١٠ اُذْكُرُوا ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ أَنَّ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْمَرْءِ ٱلتَّخَلُّصَ مِنْ قَبْضَةِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ.‏

      ١٠ يُرَوِّجُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ مِنْ خِلَالِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ ٱلَّذِي صَارَ مُتَغَلْغِلًا فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ بِكَامِلِهِ.‏ وَٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ ٱلْمَوَّادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ يَسْتَصْعِبُونَ مَحْوَ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْفَاسِدَةِ مِنْ عُقُولِهِمْ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يُدْمِنُونَ عَلَى رُؤْيَتِهَا.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ أَحَدِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ يَقُولُ:‏ «كُنْتُ أُشَاهِدُ ٱلْأُمُورَ ٱلْإِبَاحِيَّةَ خِفْيَةً.‏ وَقَدْ أَوْجَدْتُ لِنَفْسِي عَالَمًا وَهْمِيًّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ مُنْفَصِلٌ تَمَامًا عَنْ خِدْمَتِي لِيَهْوَهَ.‏ وَفِي حِينِ عَرَفْتُ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَادَةَ خَاطِئَةٌ،‏ أَقْنَعْتُ نَفْسِي أَنَّ خِدْمَتِي لِلّٰهِ مَا زَالَتْ مَقْبُولَةً».‏ فَمَا ٱلَّذِي غَيَّرَ تَفْكِيرَهُ؟‏ يَذْكُرُ:‏ «لَقَدْ أَطْلَعْتُ ٱلشُّيُوخَ عَلَى مُشْكِلَتِي،‏ مَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْخُطْوَةَ كَانَتْ أَصْعَبَ أَمْرٍ أَقُومُ بِهِ فِي حَيَاتِي».‏ نَتِيجَةَ ذلِكَ،‏ ٱسْتَطَاعَ هذَا ٱلْأَخُ ٱلتَّخَلُّصَ مِنْ قَبْضَةِ هذِهِ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُخْزِيَةِ.‏ وَهُوَ يَعْتَرِفُ قَائِلًا:‏ «لَمْ أَتَمَتَّعْ فِعْلًا بِرَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ إِلَّا بَعْدَمَا طَهَّرْتُ حَيَاتِي مِنْ هذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ».‏ إِذًا،‏ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبْغِضُونَ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ تَعَلُّمُ بُغْضِ ٱلْفَنِّ ٱلْإِبَاحِيِّ.‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ نُظْهِرُ بُغْضًا لِلشَّرِّ فِي ٱخْتِيَارِنَا لِلْأَغَانِي؟‏

      ١١ تُؤَثِّرُ مُوسِيقَى ٱلْأَغَانِي وَكَلِمَاتُهَا تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي مَشَاعِرِنَا وَبِٱلتَّالِي قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ.‏ فَٱلْمُوسِيقَى بِحَدِّ ذَاتِهَا هِبَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ وَطَالَمَا كَانَ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ (‏خر ١٥:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ اف ٥:‏١٩‏)‏ عَلَى أَنَّ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرَ يُرَوِّجُ ٱلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي تُمَجِّدُ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ تَعْرِفُ إِنْ كَانَتِ ٱلْأَغَانِي ٱلَّتِي تَسْتَمِعُ إِلَيْهَا تُدَنِّسُكَ؟‏

      ١٢ يَحْسُنُ بِكَ بِدَايَةً أَنْ تُفَكِّرَ فِي ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ:‏ هَلْ تُمَجِّدُ ٱلْأَغَانِي ٱلَّتِي تَسْتَمِعُ إِلَيْهَا ٱلْقَتْلَ،‏ ٱلزِّنَى،‏ ٱلْعَهَارَةَ،‏ أَوِ ٱلتَّجْدِيفَ؟‏ وَإِذَا قَرَأْتَ كَلِمَاتِ بَعْضِ ٱلْأَغَانِي أَمَامَ شَخْصٍ مَا،‏ فَهَلْ يَسْتَنْتِجُ أَنَّكَ تُبْغِضُ ٱلشَّرَّ أَمْ إِنَّ قَلْبَكَ مُدَنَّسٌ؟‏ فَلَا يُمْكِنُ أَنْ نُبْغِضَ ٱلتَّعَدِّيَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نُمَجِّدَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأَغَانِي.‏ ذَكَرَ يَسُوعُ:‏ «مَا يَخْرُجُ مِنَ ٱلْفَمِ .‏ .‏ .‏ مِنَ ٱلْقَلْبِ يَخْرُجُ،‏ وَهُوَ مَا يُدَنِّسُ ٱلْإِنْسَانَ.‏ فَمِنَ ٱلْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ،‏ وَقَتْلٌ،‏ وَزِنًى،‏ وَعَهَارَةٌ،‏ وَسَرِقَةٌ،‏ وَشَهَادَاتُ زُورٍ،‏ وَتَجَادِيفُ».‏ —‏ مت ١٥:‏١٨،‏ ١٩‏؛‏ قَارِنْ يعقوب ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      تَبَنَّ نَظْرَةَ يَسُوعَ إِلَى مُحِبِّي ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ

      ١٣ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى ٱلَّذِينَ أَصَرُّوا عَلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ؟‏

      ١٣ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ جَاءَ لِيَدْعُوَ خُطَاةً،‏ أَيْ مُتَعَدِّينَ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ،‏ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ.‏ (‏لو ٥:‏٣٠-‏٣٢‏)‏ وَلكِنْ كَيْفَ نَظَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أَصَرُّوا عَلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ؟‏ لَقَدْ حَذَّرَ بِشَكْلٍ صَارِمٍ مِنَ ٱلتَّأَثُّرِ بِهِمْ.‏ (‏مت ٢٣:‏١٥،‏ ٢٣-‏٢٦‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ قَالَ بِصَرَاحَةٍ:‏ «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ يَا رَبُّ›،‏ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ بَلِ ٱلَّذِي يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ.‏ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ [حِينَ يُنَفِّذُ ٱللّٰهُ دَيْنُونَتَهُ]:‏ ‹يَا رَبُّ،‏ يَا رَبُّ،‏ أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا،‏ وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ،‏ وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟‏›».‏ إِلَّا أَنَّهُ سَيَنْبِذُ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْخَطِيَّةَ دُونَ تَوْبَةٍ قَائِلًا لَهُمْ:‏ «اِبْتَعِدُوا عَنِّي».‏ (‏مت ٧:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وَلِمَاذَا سَيَنَالُونَ هذِهِ ٱلدَّيْنُونَةَ؟‏ لِأَنَّ أَمْثَالَهُمْ يُهِينُونَ ٱللّٰهَ وَيُؤْذُونَ ٱلْآخَرِينَ بِمُمَارَسَاتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏

      ١٤ لِمَاذَا يُعْزَلُ ٱلْخُطَاةُ غَيْرُ ٱلتَّائِبِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٤ تَأْمُرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ بِعَزْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٥:‏٩-‏١٣‏.‏‏)‏ وَهذَا تَرْتِيبٌ ضَرُورِيٌّ لِثَلَاثَةِ أَسْبَابٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ:‏ (‏١)‏ إِبْقَاءِ ٱسْمِ يَهْوَهَ بِمَنْأًى عَنِ ٱلتَّعْيِيرِ،‏ (‏٢)‏ حِمَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْفَسَادِ،‏ وَ (‏٣)‏ إِعْطَاءِ ٱلْخَاطِئِ فُرْصَةً لِلتَّوْبَةِ.‏

      ١٥ أَيُّ سُؤَالَيْنِ فَاحِصَيْنِ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِمَا حِفَاظًا عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ؟‏

      ١٥ هَلْ تُشَارِكُ يَسُوعَ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلَّذِينَ يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي مَسْلَكِهِمِ ٱلرَّدِيءِ؟‏ إِنَّ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلتَّالِيَيْنِ جَدِيرَانِ بِٱلتَّفْكِيرِ:‏ ‹هَلْ أُدَاوِمُ عَلَى ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ شَخْصٍ فُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ تَرَكَ ٱلْمُعَاشَرَةَ؟‏ وَمَاذَا لَوْ كَانَ هذَا ٱلشَّخْصُ مِنْ أَقَارِبِي ٱللَّصِيقِينَ لكِنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَسْكُنُ مَعِي فِي ٱلْبَيْتِ؟‏›.‏ إِنَّ وَضْعًا كَهذَا يَضَعُ مَحَبَّتَكَ لِلْبِرِّ وَوَلَاءَكَ لِلّٰهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏a

      ١٦،‏ ١٧ أَيَّةُ صُعُوبَةٍ وَاجَهَتْهَا وَالِدَةٌ مَسِيحِيَّةٌ،‏ وَمَاذَا سَاعَدَهَا عَلَى ٱحْتِرَامِ ٱلتَّرْتِيبِ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِفَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ؟‏

      ١٦ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أُخْتًا كَانَ ٱبْنُهَا ٱلرَّاشِدُ يُحِبُّ يَهْوَهَ فِي مَرْحَلَةٍ مَا.‏ لكِنَّهُ فِي مَا بَعْدُ ٱخْتَارَ عَمْدًا أَنْ يُمَارِسَ ٱلْخَطِيَّةَ.‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ فُصِلَ عَنْ جِسْمِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هذِهِ ٱلْأُخْتَ تُحِبُّ يَهْوَهَ،‏ غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّتَهَا لِٱبْنِهَا صَعَّبَتْ عَلَيْهَا تَطْبِيقَ وَصِيَّةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ تَكُفَّ عَنْ مُخَالَطَتِهِ.‏

      ١٧ فَلَوْ تَسَنَّتْ لَكَ ٱلْفُرْصَةُ،‏ فَأَيَّةُ نَصِيحَةٍ تُسْدِيهَا لِهذِهِ ٱلْأُخْتِ؟‏ لَقَدْ سَاعَدَهَا أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ لِتُدْرِكَ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَفَهَّمُ وَجَعَهَا.‏ فَقَدْ طَلَبَ مِنْهَا أَنْ تُفَكِّرَ فِي ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهُ ٱنْتَابَ يَهْوَهَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ بَعْضُ أَبْنَائِهِ ٱلْمَلَائِكِيِّينَ.‏ ثُمَّ قَالَ لَهَا إِنَّ يَهْوَهَ،‏ وَبِرَغْمِ مَعْرِفَتِهِ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ هذَا ٱلْوَضْعُ،‏ يُوصِي بِفَصْلِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ.‏ وَكَانَتْ هذِهِ ٱلتَّذْكِيرَاتُ فِي مَحَلِّهَا لِأَنَّ ٱلْأُخْتَ حَمَلَتْهَا مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ وَٱنْدَفَعَتْ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِٱحْتِرَامِ تَرْتِيبِ ٱلْفَصْلِ.‏b فَكَمْ يَفْرَحُ يَهْوَهُ دُونَ شَكٍّ حِينَ نُعْرِبُ عَنْ وَلَاءٍ مُمَاثِلٍ!‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيُّ أَمْرٍ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُبْغِضُهُ إِذَا قَطَعْنَا صِلَتَنَا بِمَنْ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَدْ يَنْجُمُ عَنْ وَلَائِنَا لِلّٰهِ وَتَرْتِيبِهِ؟‏

      ١٨ إِذَا وَاجَهْتَ ظَرْفًا مُشَابِهًا يَوْمًا مَا،‏ فَمِنْ فَضْلِكَ لَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَفَهَّمُ مَا تُحِسُّ بِهِ.‏ وَبِقَطْعِ صِلَتِكَ بِمَنْ يُفْصَلُ أَوْ يَتْرُكُ ٱلْمُعَاشَرَةَ تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تُبْغِضُ ٱلْمَوَاقِفَ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلَّتِي أَدَّتْ إِلَى هذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ.‏ هذَا إِضَافَةً إِلَى أَنَّ ذلِكَ يُظْهِرُ أَنَّكَ تُحِبُّ ٱلْخَاطِئَ إِلَى حَدٍّ يَدْفَعُكَ إِلَى فِعْلِ مَا هُوَ لِصَالِحِهِ.‏ فَبِإِعْرَابِكَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَهَ يُرَجَّحُ أَكْثَرَ أَنْ يَتُوبَ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي نَالَ ٱلتَّأْدِيبَ وَيَعُودَ إِلَى ٱللّٰهِ.‏

      ١٩ كَتَبَتْ أُخْتٌ فُصِلَتْ ذَاتَ يَوْمٍ وَأُعِيدَتْ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لَاحِقًا:‏ «أَنَا سَعِيدَةٌ بِأَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ شَعْبَهُ إِلَى حَدٍّ يَكْفِي لِيَهْتَمَّ بَحِفْظِ جَمَاعَتِهِ نَظِيفَةً.‏ وَمَا قَدْ يَبْدُو قَاسِيًا لِلَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ إِنَّمَا هُوَ ضَرُورِيٌّ وَهُوَ أَيْضًا شَيْءٌ حُبِّيٌّ حَقًّا لِنَفْعَلَهُ».‏ فِي رَأْيِكَ،‏ هَلْ كَانَتْ هذِهِ ٱلْأُخْتُ سَتَتَوَصَّلُ إِلَى هذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ لَوْ أَنَّ أَفْرَادَ ٱلْجَمَاعَةِ —‏ بِمَنْ فِيهِمْ عَائِلَتُهَا —‏ ٱسْتَمَرُّوا يُعَاشِرُونَهَا وَهِيَ مَفْصُولَةٌ؟‏ إِنَّ ٱحْتِرَامَنَا تَرْتِيبَ ٱلْفَصْلِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُثْبِتُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْبِرَّ وَنَعْتَرِفُ بِأَنَّ لِيَهْوَهَ ٱلْحَقَّ فِي تَحْدِيدِ مَقَايِيسِ ٱلسُّلُوكِ.‏

      ‏‹أَبْغِضِ ٱلشَّرَّ›‏

      ٢٠،‏ ٢١ لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَعَلَّمَ بُغْضَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏

      ٢٠ حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «كُونُوا وَاعِينَ وَسَاهِرِينَ».‏ وَٱلسَّبَبُ؟‏ لِأَنَّ «خَصْمَكُمْ إِبْلِيسَ يَجُولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ،‏ وَهُوَ يَطْلُبُ أَنْ يَلْتَهِمَ أَحَدًا».‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ فَهَلْ تَكُونَ أَنْتَ هذِهِ ٱلْفَرِيسَةَ؟‏ يَتَوَقَّفُ ٱلْجَوَابُ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ عَلَى مَدَى تَعَلُّمِكَ بُغْضَ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏

      ٢١ وَٱلْحَقُّ يُقَالُ إِنَّ تَنْمِيَةَ ٱلْبُغْضِ لِلشَّرِّ لَيْسَتْ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ.‏ فَنَحْنُ مَوْلُودُونَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ وَنَعِيشُ وَسْطَ عَالَمٍ يُشَجِّعُ عَلَى إِشْبَاعِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ إِنَّمَا بِٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَتَعْمِيقِ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ،‏ نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱمْتِلَاكِ بُغْضٍ لِلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ فَلْنَعْقِدِ ٱلْعَزْمَ إِذًا عَلَى ‹بُغْضِ ٱلشَّرِّ› وَاثِقِينَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ ‹يَحْفَظُ أَوْلِيَاءَهُ،‏ وَمِنْ يَدِ ٱلْأَشْرَارِ يُنْقِذُهُمْ›.‏ —‏ مز ٩٧:‏١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة