مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الى ايّ حدّ تحبون كلمة اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • الى ايّ حدّ تحبون كلمة اللّٰه؟‏

      ‏«كم احببتُ شريعتك،‏ انها موضوع تأملي طول النهار».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٧‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      ١ ما هي احدى الطرائق التي يبرهن بها الاشخاص الخائفون اللّٰه عن محبتهم لكلمته؟‏

      مئات الملايين من الرجال والنساء يملكون نسخة من الكتاب المقدس.‏ ولكن هنالك فرق بين امتلاك كتاب مقدس ومحبة كلمة اللّٰه.‏ فهل يمكن للشخص ان يدَّعي بالصواب انه يحب كلمة اللّٰه اذا كان نادرا ما يقرأها؟‏ لا يمكن ذلك البتة!‏ وبالتباين،‏ فإن بعض الاشخاص الذين قلما امتلكوا الاعتبار للكتاب المقدس في السابق،‏ يقرأونه الآن يوميا.‏ فقد تعلَّموا ان يحبوا كلمة اللّٰه،‏ وهم كالمرنم الملهم يجعلون كلمة اللّٰه موضوع تأملهم «طول النهار».‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٧‏،‏ تف.‏

      ٢ كيف دُعم ايمان احد شهود يهوه في الظروف العصيبة؟‏

      ٢ ان احد الذين تعلَّموا ان يحبوا كلمة اللّٰه هو ناشو دوري.‏ فقد احتمل مع الرفقاء المؤمنين عشرات السنين في خدمة يهوه في وطنه ألبانيا.‏ فخلال معظم هذا الوقت،‏ كان عمل شهود يهوه تحت الحظر،‏ وكان هؤلاء المسيحيون الامناء يتسلمون القليل من مطبوعات الكتاب المقدس.‏ لكنَّ ايمان الاخ دوري بقي قويا.‏ وكيف ذلك؟‏ قال:‏ «كان هدفي .‏ .‏ .‏ ان اقرأ الكتاب المقدس ساعة واحدة على الاقل كل يوم،‏ الامر الذي فعلته طوال ٦٠ سنة تقريبا قبل ان يشحّ نظري».‏ والكتاب المقدس الكامل لم يصر متوفرا باللغة الألبانية إلّا مؤخرا،‏ لكنَّ الاخ دوري كان قد تعلَّم اليونانية في صغره،‏ لذلك كان يقرأ الكتاب المقدس بهذه اللغة.‏ لقد دعمت قراءة الكتاب المقدس الاخ دوري خلال المحن المتنوعة،‏ كما انها يمكن ان تدعمنا نحن ايضا اليوم.‏

      ‏«نمُّوا شوقا» الى كلمة اللّٰه

      ٣ ايّ موقف من كلمة اللّٰه ينبغي ان ينميه المسيحيون؟‏

      ٣ كتب الرسول بطرس:‏ «كالاطفال المولودين حديثا،‏ نمُّوا شوقا الى حليب الكلمة غير المغشوش».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢‏)‏ فكما يتوق الرضيع الى حليب امه،‏ كذلك يسرّ المسيحيون الذين يدركون حاجتهم الروحية بقراءة كلمة اللّٰه.‏ فهل هذا هو شعوركم؟‏ اذا كان لديكم شعور مختلف،‏ فلا تيأسوا.‏ فيمكنكم انتم ايضا ان تنمُّوا شوقا الى كلمة اللّٰه.‏

      ٤ ماذا يشمل جعل قراءة الكتاب المقدس عادة يومية؟‏

      ٤ وهذا ما يتطلب اولا تأديب نفسكم لجعل قراءة الكتاب المقدس عادة قانونية،‏ عادة يومية اذا امكن.‏ (‏اعمال ١٧:‏١١‏)‏ صحيح انكم قد لا تتمكنون من قضاء ساعة يوميا في قراءة الكتاب المقدس كما فعل ناشو دوري،‏ إلا انكم تستطيعون على الارجح ان تخصِّصوا بعض الوقت يوميا للتأمل في كلمة اللّٰه.‏ وبعض المسيحيين يستيقظون قبل دقائق قليلة لكي يتأملوا في مقطع من الكتاب المقدس.‏ فأيّ امر هو افضل من ذلك ليبدأ المرء نهاره؟‏ ويفضِّل الآخرون ان ينهوا نهارهم بقراءة الكتاب المقدس قبل ان يأووا الى فراشهم.‏ ويقرأ آخرون الكتاب المقدس في وقت آخر يلائمهم.‏ فالامر المهم هو ان تقرأوا الكتاب المقدس قانونيا.‏ ثم خصصوا لحظات قليلة للتأمل في ما قرأتموه.‏ فلنتأمل في بعض الامثلة لأشخاص استفادوا من قراءة كلمة اللّٰه والتأمل فيها.‏

      مرنم ملهم احب شريعة اللّٰه

      ٥،‏ ٦ رغم اننا لا نعرف اسم كاتب المزمور ١١٩‏،‏ ماذا يمكننا ان نعرف عنه بقراءة ما كتبه والتأمل فيه؟‏

      ٥ لا شك ان كاتب المزمور ١١٩ كان يقدِّر كلمة اللّٰه تقديرا عميقا.‏ ومَن كتب هذا المزمور؟‏ لا يحدِّد الكتاب المقدس هوية الكاتب.‏ ولكن يمكن ان نعرف من القرينة بعض التفاصيل عنه وأن حياته لم تكن خالية من المشاكل.‏ فبعض معارفه الذين من المفترض ان يكونوا عبَّادا ليهوه لم يشاركوه في محبته لمبادئ الكتاب المقدس.‏ إلا ان المرنم الملهم لم يسمح لموقفهم بمنعه من فعل ما هو صائب.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٢٣‏)‏ فإذا كنتم تعيشون او تعملون مع شخص لا يحترم مقاييس الكتاب المقدس،‏ فقد ترون اوجه شبه بين حالة المرنم الملهم وحالتكم.‏

      ٦ ورغم ان المرنم الملهم كان رجلا تقيا،‏ لم يكن لديه البتة البرّ الذاتي.‏ فقد اعترف بصراحة بنقائصه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥،‏ ٦،‏ ٦٧‏)‏ لكنه لم يسمح للخطية بأن تسود عليه.‏ فقد سأل:‏ «بمَ يزكي الشاب طريقه».‏ وكان جوابه:‏ «بحفظه اياه حسب كلامك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩‏)‏ ثم اضاف،‏ مشدِّدا على مدى قوة كلمة اللّٰه لفعل الصلاح:‏ «خبأت كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١‏)‏ فالقوة التي يمكنها مساعدتنا على تجنب الخطية الى اللّٰه هي قوة كبيرة بالفعل!‏

      ٧ لماذا ينبغي ان يدرك الاحداث خصوصا الحاجة الى قراءة الكتاب المقدس يوميا؟‏

      ٧ يفعل حسنا الاحداث المسيحيون اذا تأملوا في كلمات المرنم الملهم.‏ فالمسيحيون الاحداث هم تحت الهجوم اليوم.‏ فالشيطان يرغب كثيرا في افساد الجيل الناشئ من عبّاد يهوه.‏ وهدفه هو اغواء المسيحيين الاحداث ليستسلموا للرغبات الجسدية وينتهكوا شرائع اللّٰه.‏ وكثيرا ما تعكس الافلام والبرامج التلفزيونية تفكير ابليس.‏ فنجوم برامج كهذه يبدون جذابين ومحبوبين؛‏ وتُصوَّر العلاقات الفاسدة ادبيا بينهم على انها طبيعية.‏ وما هي الفكرة وراء ذلك؟‏ ‹من المقبول ان تكون هنالك علاقات جنسية بين شخصين غير متزوجَين ما داما يحبان واحدهما الآخر›.‏ ومن المؤسف ان عددا من المسيحيين الاحداث كل سنة يقعون فريسة تفكير كهذا.‏ والبعض تحطمت بهم سفينة ايمانهم.‏ حقا انهم يتعرضون للضغط.‏ ولكن هل الضغط اكثر مما يستطيع الاحداث ان يتحملوا؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فقد زوَّد يهوه المسيحيين الاحداث بوسيلة للتغلب على الرغبات الفاسدة.‏ فيمكنهم مقاومة ايّ سلاح يمكن ان يبتكره ابليس ‹بحفظهم كلمة اللّٰه،‏ مخبئين كلام اللّٰه في قلبهم›.‏ فكم من الوقت تقضون في القراءة الشخصية القانونية للكتاب المقدس والتأمل فيه؟‏

      ٨ كيف يمكن للامثلة المذكورة في هذه الفقرة ان تساعدكم على النمو في التقدير للشريعة الموسوية؟‏

      ٨ هتف كاتب المزمور ١١٩‏:‏ «كم احببتُ شريعتك».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏)‏ فإلى اية شريعة كان يشير؟‏ الى كلمة يهوه المُعلَنة،‏ بما في ذلك الشريعة الموسوية.‏ في بادئ الامر،‏ قد يرفض البعض الشريعة على انها عتيقة الطراز ويتساءلون كيف يمكن لأيٍّ كان ان يحبها.‏ ولكن اذ نتأمل في مختلف اوجه الشريعة الموسوية،‏ كما فعل المرنم الملهم،‏ يمكن ان نقدِّر الحكمة وراء هذه الشريعة.‏ فإلى جانب الاوجه النبوية العديدة للشريعة،‏ هنالك شروطها الصحية والغذائية،‏ التي عززت النظافة والصحة الجيدة.‏ (‏لاويين ٧:‏٢٣،‏ ٢٤،‏ ٢٦؛‏ ١١:‏٢-‏٨‏)‏ وشجَّعت الشريعة على الاستقامة في التعاملات التجارية وحضّت الاسرائيليين على اظهار التقمص العاطفي للرفقاء العبّاد المعوِزين.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٢٣:‏٦؛‏ لاويين ١٩:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ تثنية ٢٤:‏١٧-‏٢١‏)‏ وكان ينبغي اتِّخاذ القرارات القضائية بلا محاباة.‏ (‏تثنية ١٦:‏١٩؛‏ ١٩:‏١٥‏)‏ وإذ اكتسب كاتب المزمور ١١٩ خبرة في الحياة،‏ لا شك انه رأى النتيجة الجيدة التي حصل عليها الذين طبَّقوا شريعة اللّٰه،‏ فازداد حبه لها.‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ اذ ينجح المسيحيون في تطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ تشتد محبتهم وتقديرهم لكلمة اللّٰه.‏

      امير تجرأ ان يكون مختلفا

      ٩ ايّ موقف من كلمة اللّٰه نماه الملك حزقيا؟‏

      ٩ تنسجم محتويات المزمور ١١٩ كثيرا مع ما نعرفه عن حزقيا عندما كان لا يزال اميرا شابا.‏ ويقترح بعض علماء الكتاب المقدس ان حزقيا هو كاتب هذا المزمور.‏ وفي حين ان ذلك ليس مؤكدا،‏ فنحن نعرف بالتأكيد ان حزقيا كان يملك احتراما عميقا لكلمة اللّٰه.‏ فقد اظهر من خلال مسلك حياته انه كان على وفاق مع كلمات المزمور ١١٩:‏٩٧‏.‏ يذكر الكتاب المقدس عن حزقيا:‏ «التصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي امر بها الرب موسى».‏ —‏ ٢ ملوك ١٨:‏٦‏.‏

      ١٠ ايّ تشجيع يزوِّده مثال حزقيا للمسيحيين الذين لم يربِّهم والدون اتقياء؟‏

      ١٠ وكل الروايات تشير الى ان حزقيا لم يتربَّ في عائلة تقية.‏ فأبوه،‏ الملك آحاز،‏ كان عابد اصنام خائنا احرق على الاقل واحدا من ابنائه —‏ اخا حزقيا —‏ وهو حيّ كذبيحة لإله باطل!‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏٣‏)‏ ورغم هذا المثال السيِّئ،‏ تمكن حزقيا ان «يزكي طريقه»،‏ اذ تخلص من التأثيرات الوثنية بالاطلاع على كلمة اللّٰه.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٩:‏٢‏.‏

      ١١ اية امور شاهدها حزقيا تحدث لأبيه الخائن؟‏

      ١١ اذ كبر حزقيا،‏ رأى بأمّ عينه كيف تولى ابوه عابد الاصنام شؤون البلاد.‏ كانت يهوذا محاطة بالاعداء.‏ فكان هنالك رصين،‏ ملك ارام،‏ الذي انضم الى فقح ملك اسرائيل في محاصرة اورشليم.‏ (‏٢ ملوك ١٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكان هنالك الادوميون والفلسطيّون،‏ الذين اقتحموا يهوذا بنجاح،‏ حتى انهم استولوا على بعض مدن يهوذا.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٨:‏١٦-‏١٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكيف واجه آحاز هذه الازمات؟‏ بدلا من التوسل الى يهوه طلبا للمساعدة ضد ارام،‏ التفت آحاز الى ملك اشور،‏ فرشاه بالذهب والفضة،‏ بما في ذلك كنوز الهيكل.‏ لكنَّ ذلك لم يجلب سلاما دائما ليهوذا.‏ —‏ ٢ ملوك ١٦:‏٦،‏ ٨‏.‏

      ١٢ بفعل ماذا كان حزقيا سيتمكن من تجنب تكرار اخطاء ابيه؟‏

      ١٢ وأخيرا،‏ مات آحاز وملك حزقيا وهو ابن ٢٥ سنة.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٩:‏١‏)‏ وقد كان صغيرا نسبيا،‏ إلا ان ذلك لم يمنعه من الصيرورة ملكا ناجحا.‏ فبدلا من الاقتداء بمسلك ابيه الخائن،‏ التصق بشريعة يهوه.‏ وقد شملت هذه الشريعة وصية خصوصية للملوك:‏ «عندما يجلس [الملك] على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين فتكون معه ويقرأ فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي الرب الهه ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة».‏ (‏تثنية ١٧:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فبقراءة كلمة اللّٰه يوميا،‏ كان حزقيا سيتعلم ان يخاف يهوه ويتجنب تكرار اخطاء ابيه غير التقي.‏

      ١٣ كيف يمكن للمسيحي،‏ بمعنى روحي،‏ ان يتأكد ان كل ما يصنعه ينجح؟‏

      ١٣ لم يشجَّع ملوك اسرائيل فقط على الانتباه دائما لكلمة اللّٰه بل كل الاسرائيليين الخائفين اللّٰه ايضا.‏ يصف المزمور الاول رجلا سعيدا حقا بأنه «في شريعة الرب بهجته،‏ يتأمل فيها نهارا وليلا».‏ (‏مزمور ١:‏١،‏ ٢‏،‏ تف‏)‏ يقول المرنم الملهم عن رجل كهذا:‏ «كل ما يصنعه ينجح».‏ (‏مزمور ١:‏٣‏)‏ وبالتباين،‏ يقول الكتاب المقدس عن الذي ينقصه الايمان بيهوه اللّٰه:‏ «انه انسان متردد،‏ متقلب في جميع طرقه».‏ (‏يعقوب ١:‏٨‏)‏ نريد جميعا ان نكون سعداء وناجحين.‏ والقراءة القانونية ذات المغزى للكتاب المقدس يمكن ان تساهم في سعادتنا.‏

      كلمة اللّٰه دعمت يسوع

      ١٤ كيف اظهر يسوع محبته لكلمة اللّٰه؟‏

      ١٤ ذات مرة،‏ عثر والدا يسوع عليه جالسا وسط المعلمين في الهيكل في اورشليم.‏ وكم كان الخبراء بشريعة اللّٰه هؤلاء «مبهوتين من فهمه وأجوبته»!‏ (‏لوقا ٢:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وكان ذلك عندما كان يسوع بعمر ١٢ سنة.‏ نعم،‏ حتى عندما كان صغيرا في العمر،‏ من الواضح انه كان يحب كلمة اللّٰه.‏ ولاحقا،‏ استخدم يسوع الاسفار المقدسة لتوبيخ ابليس،‏ قائلا:‏ «لا يحيَ الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل قول يخرج من فم يهوه».‏ (‏متى ٤:‏٣-‏١٠‏)‏ وبُعيد ذلك،‏ كرز يسوع لسكان موطنه في الناصرة،‏ مستخدما الاسفار المقدسة.‏ —‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏.‏

      ١٥ كيف رسم يسوع مثالا عندما كرز للآخرين؟‏

      ١٥ كثيرا ما اقتبس يسوع من كلمة اللّٰه لدعم تعاليمه.‏ ‹فذَهِل مستمعوه من طريقة تعليمه›.‏ (‏متى ٧:‏٢٨‏)‏ ولا عجب في ذلك لأن تعاليم يسوع اتت من يهوه اللّٰه نفسه!‏ قال يسوع:‏ «ما اعلِّمه ليس لي،‏ بل للذي ارسلني.‏ مَن يتكلم من عنده يطلب مجده الخاص؛‏ أما مَن يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق،‏ وليس فيه اثم».‏ —‏ يوحنا ٧:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

      ١٦ الى ايّ حد برهن يسوع عن محبته لكلمة اللّٰه؟‏

      ١٦ بعكس كاتب المزمور ١١٩‏،‏ ليس في يسوع «اثم».‏ فقد كان بلا خطية،‏ ابن اللّٰه،‏ الذي «وضع نفسه وصار طائعا حتى الموت».‏ (‏فيلبي ٢:‏٨؛‏ عبرانيين ٧:‏٢٦‏)‏ ورغم انه كان كاملا،‏ درس شريعة اللّٰه وأطاعها.‏ وكان ذلك عاملا اساسيا في قدرته على المحافظة على استقامته.‏ فعندما استعمل بطرس سيفا ليحاول منع اعتقال سيده،‏ وبَّخ يسوع الرسول وسأل:‏ «أمْ تظن اني لا استطيع ان ألتمس من ابي ان يمدَّني في هذه اللحظة بأكثر من اثني عشر فيلقا من الملائكة؟‏ ولكن كيف تتم الاسفار المقدسة،‏ انه هكذا لا بد ان يكون؟‏».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٣،‏ ٥٤‏)‏ نعم،‏ كان يسوع مهتما بإتمام الاسفار المقدسة اكثر من الهرب من موت وحشي ومخزٍ.‏ فما ابرز محبته لكلمة اللّٰه!‏

      مقتدون آخرون بالمسيح

      ١٧ الى ايّ حد كانت كلمة اللّٰه مهمة للرسول بولس؟‏

      ١٧ كتب الرسول بولس الى المسيحيين الرفقاء:‏ «كونوا مقتدين بي،‏ كما انا بالمسيح».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١‏)‏ فقد نمّى بولس،‏ كسيِّده،‏ محبة للاسفار المقدسة.‏ واعترف:‏ «في داخلي،‏ احب كثيرا شريعة اللّٰه».‏ (‏روما ٧:‏٢٢‏،‏ الكتاب المقدس الاورشليمي‏)‏ واقتبس بولس مرارا من كلمة اللّٰه.‏ (‏اعمال ١٣:‏٣٢-‏٤١؛‏ ١٧:‏٢،‏ ٣؛‏ ٢٨:‏٢٣‏)‏ وعندما اعطى ارشاداته الختامية لتيموثاوس،‏ الخادم الرفيق الحبيب،‏ شدَّد على الدور المهم الذي ينبغي ان تلعبه كلمة اللّٰه في الحياة اليومية لكل مَن هو «انسان اللّٰه».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٨ اذكروا مثالا لشخص اظهر الاحترام لكلمة اللّٰه في الازمنة العصرية.‏

      ١٨ في الازمنة العصرية ايضا،‏ اقتدى كثيرون من خدام يهوه الامناء بمحبة يسوع لكلمة اللّٰه.‏ ففي اوائل هذا القرن،‏ تسلّم شاب كتابا مقدسا من صديقة له.‏ وفي وصفه للتأثير الذي تركته فيه هذه الهدية الثمينة،‏ قال:‏ «صممت ان تكون قراءة جزء من الكتاب المقدس كل يوم التزاما في حياتي».‏ وكان هذا الشاب فردريك و.‏ فرانز،‏ ومحبته للكتاب المقدس جعلته يتمتع بحياة طويلة وناجحة في خدمة يهوه.‏ ويجري تذكره بإعزاز بسبب قدرته على اقتباس اصحاحات بكاملها من الكتاب المقدس غيبا.‏

      ١٩ كيف يبرمج البعض قراءة الكتاب المقدس الاسبوعية لمدرسة الخدمة الثيوقراطية؟‏

      ١٩ يشدِّد شهود يهوه كثيرا على القراءة القانونية للكتاب المقدس.‏ فكل اسبوع يقرأون عدة اصحاحات من الكتاب المقدس وهم يستعدون لأحد اجتماعاتهم المسيحية،‏ مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وخلال الاجتماع،‏ تُناقَش نقاط بارزة من قراءة الكتاب المقدس المعيَّنة.‏ ويرى بعض الشهود انه من الملائم ان يقسموا قراءة الكتاب المقدس للاسبوع الى سبعة اجزاء اصغر ويقرأوا قسما كل يوم.‏ ويتأملون في المواد وهم يقرأون.‏ وعند الامكان،‏ يقومون ببحث اضافي بمساعدة المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏

      ٢٠ ماذا يلزم لنخصص الوقت لقراءة الكتاب المقدس قانونيا؟‏

      ٢٠ قد يلزم ان ‹تشتروا الوقت› من النشاطات الاخرى لكي تقرأوا الكتاب المقدس قانونيا.‏ (‏افسس ٥:‏١٦‏)‏ لكنَّ الفوائد تفوق كثيرا اية تضحيات.‏ وإذ تنمّون عادة قراءة الكتاب المقدس يوميا،‏ ستنمو محبتكم لكلمة اللّٰه.‏ وفي وقت قصير،‏ ستندفعون الى القول مع المرنم الملهم:‏ «كم احببت شريعتك،‏ انها موضوع تأملي طول النهار».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏،‏ تف‏)‏ وسينتج هذا الموقف فوائد كثيرة الآن وفي المستقبل،‏ كما ستُظهِر المقالة التالية.‏

  • فوائد محبة كلمة اللّٰه
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • فوائد محبة كلمة اللّٰه

      ‏«احببها [الحكمة] فتصونك.‏ .‏ .‏ .‏ تمجِّدك اذا اعتنقتها».‏ —‏ امثال ٤:‏٦،‏ ٨‏.‏

      ١ ماذا تشمل حقا محبة كلمة اللّٰه؟‏

      من المهم ان يقرأ المسيحي كلمة اللّٰه.‏ لكنَّ مجرد قراءتها لا يبرهن بحدّ ذاته عن المحبة لكلمة اللّٰه.‏ فماذا لو كان الشخص يقرأ الكتاب المقدس ولكنه يمارس امورا يدينها الكتاب المقدس؟‏ من الواضح انه لا يحب كلمة اللّٰه كما كان يحبها كاتب المزمور ١١٩‏.‏ فمحبة كلمة اللّٰه جعلت هذا الاخير يعيش بانسجام مع مطالبها.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٧،‏ ١٠١،‏ ١٠٥‏.‏

      ٢ اية فوائد تنتجها الحكمة المؤسسة على كلمة اللّٰه؟‏

      ٢ ان العيش بانسجام مع كلمة اللّٰه يتطلب تعديلا مستمرا لتفكير المرء وطريقة عيشه.‏ ويعكس مسلك كهذا الحكمة الالهية،‏ التي تعني:‏ التطبيق العملي للمعرفة والفهم الناتجين عن درس الكتاب المقدس.‏ «احببها [الحكمة] فتصونك.‏ ارفعها فتعلّيك.‏ تمجدك اذا اعتنقتها.‏ تعطي رأسك اكليل نعمة.‏ تاج جمال تمنحك».‏ (‏امثال ٤:‏٦،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ فما اروع هذا التشجيع على تنمية المحبة لكلمة اللّٰه وجعلها مرشدا لنا!‏ فمَن لا يحب ان يُحفَظ،‏ يُعلّى،‏ ويُمجَّد؟‏!‏

      الحفظ من الاذى الدائم

      ٣ لماذا يلزم ان يُحفَظ المسيحيون اكثر من ايّ وقت مضى،‏ وممَّن؟‏

      ٣ كيف يمكن للحكمة الناتجة عن درس كلمة اللّٰه وتطبيقها ان تحفظ المرء؟‏ اولا يُحفَظ من الشيطان ابليس.‏ فقد علَّم يسوع أتباعه ان يصلّوا من اجل النجاة من الشرير،‏ الشيطان.‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ واليوم،‏ هنالك حاجة ماسة حقا ان تشتمل صلواتنا على هذا الطلب.‏ فالشيطان وأبالسته طُردوا من السماء عقب سنة ١٩١٤،‏ فصار الشيطان «به غضب عظيم،‏ عالما ان له زمانا قصيرا».‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢‏)‏ وفي هذا الوقت المتأخر،‏ لا بد انه يستشيط غضبا اذ يشن حربا دون جدوى على الذين «يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع».‏ —‏ كشف ١٢:‏١٧‏.‏

      ٤ كيف يُحفَظ المسيحيون من ضغوط وفخاخ الشيطان؟‏

      ٤ يستمر الشيطان بغضب في اثارة المشاكل لهؤلاء الخدام المسيحيين والاضطهاد العنيف او وضع العقبات في طريق نشاطهم.‏ وهو يريد ايضا ان يغري المنادين بالملكوت ليركِّزوا على امور مثل الشهرة في العالم،‏ محبة حياة الاسترخاء،‏ جني الممتلكات المادية،‏ والسعي وراء الملذات،‏ بدلا من التركيز على عمل الكرازة بالملكوت.‏ وماذا يحفظ خدام اللّٰه الامناء من الاستسلام لضغط الشيطان او الوقوع في فخاخه؟‏ ان الصلاة،‏ العلاقة الشخصية اللصيقة بيهوه،‏ والايمان بأن وعوده اكيدة هي امور مهمة طبعا.‏ ولكنَّ هذه كلها ترتبط بمعرفة تذكيرات كلمة اللّٰه والتصميم على اتِّباعها.‏ وتأتي هذه التذكيرات من خلال قراءة الكتاب المقدس والمساعِدات على درسه،‏ حضور الاجتماعات المسيحية،‏ اتِّباع مشورة الاسفار المقدسة التي يعطيها احد الرفقاء المؤمنين،‏ او ببساطة التأمل بروح الصلاة في مبادئ الكتاب المقدس التي يذكِّرنا بها روح اللّٰه.‏ —‏ اشعياء ٣٠:‏٢١؛‏ يوحنا ١٤:‏٢٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٥ بأية طرائق تحفظنا الحكمة المؤسسة على الكتاب المقدس؟‏

      ٥ ان الذين يحبون كلمة اللّٰه يُحفَظون بطرائق اخرى.‏ مثلا،‏ انهم يتجنبون الضغط العاطفي والامراض الجسدية الناتجة عن امور مثل اساءة استعمال المخدِّرات،‏ استعمال التبغ،‏ والفساد الادبي الجنسي.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وهم لا يساهمون في خلق علاقات متوترة بالثرثرة او الكلام الفظ.‏ (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ ولا يقعون ضحية للشك بالبحث في الفلسفات الخادعة لحكمة العالم.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١٩‏)‏ وإذ يحبون كلمة اللّٰه،‏ يُحفَظون من امور يمكن ان تسلبهم علاقتهم باللّٰه ورجاء الحياة الابدية.‏ وهم يبقون مشغولين بمساعدة جيرانهم على الثقة بالوعود الرائعة الموجودة في الكتاب المقدس،‏ عالمين انهم بذلك ‹يخلِّصون انفسهم والذين يسمعونهم ايضا›.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

      ٦ كيف يمكن للحكمة المؤسسة على كلمة اللّٰه ان تحفظنا حتى في الظروف العصيبة؟‏

      ٦ ان الجميع —‏ حتى الذين يحبون كلمة اللّٰه —‏ معرَّضون ‹للوقت والعرَض›.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فلا يمكن للبعض منا ان يتجنبوا الكوارث الطبيعية،‏ المرض الخطير،‏ الحوادث،‏ او الموت المبكر.‏ ومع ذلك،‏ فنحن محفوظون.‏ فلا يمكن لأية كارثة ان تجلب اذى دائما لشخص يحب كلمة اللّٰه حقا.‏ لذلك لا ينبغي ان نقلق بإفراط بشأن ما قد يحصل في المستقبل.‏ فبعد ان نتَّخذ كل التدابير الوقائية المعقولة،‏ من الافضل ترك الامور بين يدَي يهوه وعدم السماح لحياة اليوم غير المستقرة بأن تسلبنا السلام.‏ (‏متى ٦:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ تذكروا ان رجاء القيامة والحياة الفضلى عندما ‹يصنع اللّٰه كل شيء جديدا› هما امران اكيدان.‏ —‏ كشف ٢١:‏٥؛‏ يوحنا ١١:‏٢٥‏.‏

      برهنوا انكم ‹تربة صالحة›‏

      ٧ ايّ ايضاح اعطاه يسوع للجموع التي اتت لتستمع اليه؟‏

      ٧ في احد امثال يسوع،‏ أُبرزت اهمية امتلاك نظرة صائبة الى كلمة اللّٰه.‏ فيما كان يسوع يعلن البشارة في كل انحاء فلسطين،‏ اجتمعت الجموع لتستمع اليه.‏ (‏لوقا ٨:‏١،‏ ٤‏)‏ ولكن لم يكن الجميع يحبون كلمة اللّٰه حقا.‏ فلا شك ان كثيرين اتوا ليستمعوا اليه لأنهم ارادوا ان يروا العجائب او لأنهم تمتعوا بطريقة تعليمه الرائعة.‏ لذلك اعطى يسوع الجموع ايضاحا:‏ «خرج زارع ليزرع بذاره.‏ وفيما هو يزرع،‏ سقط بعض على جانب الطريق،‏ فانداس وأكلته طيور السماء.‏ ووقع آخر على الصخر،‏ فأفرخ ثم جف،‏ لأنه لم تكن له رطوبة.‏ وسقط آخر بين الشوك،‏ فالشوك الذي نما معه خنقه.‏ وسقط آخر على التربة الصالحة،‏ فأفرخ ثم انتج ثمرا مئة ضعف».‏ —‏ لوقا ٨:‏٥-‏٨‏.‏

      ٨ ما هو البذار في ايضاح يسوع؟‏

      ٨ اظهر مثل يسوع انه ستكون هنالك ردود فعل مختلفة للكرازة بالبشارة،‏ حسب حالة السامع القلبية.‏ والبذار الذي زُرع هو «كلمة اللّٰه».‏ (‏لوقا ٨:‏١١‏)‏ او كما تنقلها رواية اخرى للمثل،‏ فإن البذار هو «كلمة الملكوت».‏ (‏متى ١٣:‏١٩‏)‏ فقد تمكن يسوع من استعمال العبارتَين كلتَيهما،‏ لأن محور كلمة اللّٰه هو الملكوت السماوي برئاسة يسوع المسيح كملك،‏ وبواسطة هذا الملكوت سيبرئ يهوه سلطانه ويقدِّس اسمه.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لذلك فإن البذار هو رسالة البشارة في كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس.‏ وشهود يهوه يُبرِزون رسالة الملكوت هذه وهم يزرعون البذار تمثلا بالزارع الاصلي،‏ يسوع المسيح.‏ فأيّ ردّ فعل يواجهونه؟‏

      ٩ الى مَن يرمز البذار الذي يقع (‏أ)‏ على جانب الطريق؟‏ (‏ب)‏ على الصخر؟‏ (‏ج)‏ على ارض فيها اشواك؟‏

      ٩ قال يسوع ان بعض البذار يسقط على جانب الطريق ويُداس.‏ ويشير ذلك الى الاشخاص المشغولين اكثر من ان يدعوا بذار الملكوت يتأصل في قلوبهم.‏ فقبل ان ينمّوا محبة لكلمة اللّٰه،‏ «يأتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا».‏ (‏لوقا ٨:‏١٢‏)‏ ويسقط بعض البذار على الصخر.‏ ويشير ذلك الى الاشخاص الذين ينجذبون الى رسالة الكتاب المقدس ولكنهم لا يدعونها تؤثر في قلوبهم.‏ وعندما يأتي الاضطهاد او عندما يجدون ان تطبيق مشورة الكتاب المقدس صعب،‏ «يزلّون بعيدا» لأن ليس لهم اصل.‏ (‏لوقا ٨:‏١٣‏)‏ ثم هنالك الذين يسمعون الكلمة ولكن تسحقهم «هموم وغنى ولذات الحياة».‏ وأخيرا،‏ «يختنقون كليًّا» كالنباتات التي تخنقها الاشواك.‏ —‏ لوقا ٨:‏١٤‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ الى مَن ترمز التربة الصالحة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نفعل ‹لنحفظ› كلمة اللّٰه في قلوبنا؟‏

      ١٠ وأخيرا،‏ هنالك البذار الذي سقط في التربة الصالحة.‏ ويشير ذلك الى الاشخاص الذين يسمعون الرسالة «بقلب جيد وصالح».‏ من الطبيعي ان نرغب جميعا في الاعتقاد اننا ننتمي الى هذه الفئة.‏ ولكن في التحليل النهائي،‏ فإن نظرة اللّٰه هي ما يهم.‏ (‏امثال ١٧:‏٣؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٤،‏ ٥‏)‏ فكلمته تقول ان امتلاكنا ‹قلبا جيدا وصالحا› هو امر نبرهنه بأعمالنا من الآن حتى موتنا او حتى ينهي اللّٰه نظام الاشياء الشرير هذا.‏ فمن الجيد ان نتجاوب مع رسالة الملكوت.‏ ولكنَّ الذين يملكون قلبا جيدا وصالحا يقبلون كلمة اللّٰه و «يحفظونها ويُثمرون بالاحتمال».‏ —‏ لوقا ٨:‏١٥‏.‏

      ١١ ان الطريقة الاكيدة الوحيدة لحفظ كلمة اللّٰه في قلبنا هي قراءتها ودرسها على انفراد ومع الرفقاء المؤمنين.‏ ويشمل ذلك الاستفادة كاملا من الطعام الروحي المزوَّد بواسطة القناة المعيَّنة للاعتناء بالمصالح الروحية لأتباع يسوع الحقيقيين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وبهذه الوسيلة،‏ فإن الذين يحفظون كلمة اللّٰه في قلوبهم يندفعون بالمحبة ان ‹يُثمروا بالاحتمال›.‏

      ١٢ ما هو الثمر الذي يجب ان ننتجه باحتمال؟‏

      ١٢ وأيّ ثمر تنتجه التربة الصالحة؟‏ في الطبيعة،‏ تنمو البذور لتصير نباتات تنتج ثمرا يحتوي على النوع نفسه من البذور،‏ التي يمكن نثرها لتنتج المزيد من الثمار.‏ وكذلك بالنسبة الى الذين يملكون قلبا صالحا وجيدا،‏ فإن بذار الكلمة ينمو فيهم،‏ جاعلا اياهم يتقدمون روحيا حتى يتمكنوا هم ايضا من زرع البذار في قلوب الآخرين.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ويسم الاحتمال عمل زرعهم.‏ فقد اظهر يسوع اهمية الاحتمال في الزرع عندما قال:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص.‏ ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم؛‏ ثم تأتي النهاية».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ‏‹مثمرون في كل عمل صالح›‏

      ١٣ اية صلاة قدَّمها بولس تربط الإثمار بمعرفة كلمة اللّٰه؟‏

      ١٣ تحدث الرسول بولس ايضا عن الحاجة الى الإثمار وربط الإثمار بكلمة اللّٰه.‏ فقد صلّى ان ‹يمتلئ [رفقاؤه المؤمنون] من معرفة مشيئته [اللّٰه] معرفة دقيقة في كل حكمة وفهم روحي،‏ لكي يسيروا كما يحق ليهوه بغية ارضائه كاملا اذ يستمرون مثمرين في كل عمل صالح›.‏ —‏ كولوسي ١:‏٩،‏ ١٠؛‏ فيلبي ١:‏٩-‏١١‏.‏

      ١٤-‏١٦ انسجاما مع صلاة بولس،‏ اية ثمار ينتجها الذين يحبون كلمة اللّٰه؟‏

      ١٤ بذلك يُظهِر بولس ان نيل معرفة الكتاب المقدس ليس بحدّ ذاته الهدف النهائي.‏ وبدلا من ذلك،‏ تدفعنا محبة كلمة اللّٰه الى ‹السير كما يحق ليهوه› بالاستمرار في ‹الإثمار في كل عمل صالح›.‏ ايّ عمل صالح؟‏ ان الكرازة ببشارة الملكوت هي التعيين البارز للمسيحيين في هذه الايام الاخيرة.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ فإن الذين يحبون كلمة اللّٰه يبذلون اقصى جهدهم ليدعموا هذا العمل ماديا بشكل قانوني.‏ فهم يبتهجون بهذا الامتياز،‏ عالمين ان «اللّٰه يحب المعطي المسرور».‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏٧‏)‏ وتغطي تبرعاتهم نفقات تسهيلات بيوت ايل الاكثر من مئة التي توجِّه نشاط الكرازة بالملكوت والتي تصدر في البعض منها الكتب المقدسة ومطبوعات الكتاب المقدس.‏ وتساهم تبرعاتهم ايضا في تغطية نفقات المحافل المسيحية الكبيرة وإرسال النظار الجائلين،‏ المرسلين،‏ والمبشرين كامل الوقت الآخرين.‏

      ١٥ وتشمل الاعمال الصالحة الاخرى بناء مراكز للعبادة الحقة والاعتناء بها.‏ فالمحبة لكلمة اللّٰه تدفع عبّاده ان يتأكدوا من عدم إهمال قاعات المحافل وقاعات الملكوت.‏ (‏قارنوا نحميا ١٠:‏٣٩‏.‏)‏ وبما ان اسم اللّٰه يظهر على واجهة هذه الابنية،‏ فمن المهم ان يجري ابقاؤها من الداخل والخارج نظيفة وجذابة وأن لا يجلب تصرف الذين يقدِّمون العبادة داخل هذه القاعات التعيير.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏٣‏)‏ وبعض المسيحيين يتمكنون من فعل المزيد.‏ فمحبة كلمة اللّٰه تدفعهم الى السفر مسافات طويلة للاشتراك في بناء اماكن جديدة للعبادة في انحاء مختلفة من العالم حيث هنالك حاجة بسبب الفقر او النقص في المهارات.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٨:‏١٤‏.‏

      ١٦ ويشمل ايضا ‹الإثمار في كل عمل صالح› الاعتناء بالواجبات العائلية وإظهار الاهتمام بالرفقاء المسيحيين.‏ والمحبة لكلمة اللّٰه تدفعنا ان نكون حساسين لحاجات «اهل الايمان» وأن ‹نمارس التعبد للّٰه تجاه اهل بيتنا›.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٤،‏ ٨‏)‏ وفي هذا الخصوص،‏ انه لعمل صالح ان نزور المرضى ونعزي النائحين.‏ وكم هو صالح العمل الذي ينجزه شيوخ الجماعات ولجان الاتصال بالمستشفيات في مساعدة الذين يواجهون حالات طبية تجلب التحدي!‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٩‏)‏ ثم هنالك عدد متزايد من الكوارث —‏ البعض منها كوارث طبيعية والاخرى تسبِّبها حماقات الانسان.‏ وبمساعدة روح اللّٰه،‏ يصنع شهود يهوه لأنفسهم سجلا حسنا في انحاء كثيرة من الارض بتزويد الاغاثة بسرعة للرفقاء المؤمنين وضحايا الكوارث والحوادث الآخرين.‏ وكل هذه هي ثمار جيدة يُظهِرها الذين يحبون كلمة اللّٰه.‏

      فوائد مستقبلية مجيدة

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ ماذا ينجز زرع بذار الملكوت؟‏ (‏ب)‏ اية حوادث تهز العالم سيشهدها عما قريب محبو كلمة اللّٰه؟‏

      ١٧ لا يزال زرع بذار الملكوت يجلب فوائد عظيمة للجنس البشري.‏ ففي السنوات الاخيرة سمح اكثر من ٠٠٠‏,٣٠٠ شخص سنويا لرسالة الكتاب المقدس بالتأصل في قلوبهم بحيث نذروا حياتهم ليهوه ورمزوا الى ذلك بمعمودية الماء.‏ فما امجد المستقبل الذي ينتظرهم!‏

      ١٨ فمحبو كلمة اللّٰه يعرفون ان يهوه اللّٰه سيقوم عما قريب ليمجِّد اسمه.‏ وستُدمَّر الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ «بابل العظيمة».‏ (‏كشف ١٨:‏٢،‏ ٨‏)‏ ثم سيُهلِك الملك،‏ يسوع المسيح،‏ الذين يرفضون ان يعيشوا بانسجام مع كلمة اللّٰه.‏ (‏مزمور ٢:‏٩-‏١١؛‏ دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ بعدئذ،‏ سيجلب ملكوت اللّٰه راحة دائمة من الجريمة،‏ الحرب،‏ والكوارث الاخرى.‏ ولن تظل هنالك حاجة الى تعزية الناس بسبب الالم،‏ المرض،‏ والموت.‏ —‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ ايّ مستقبل مجيد يكمن امام الذين يحبون كلمة اللّٰه حقا؟‏

      ١٩ فيا لها من اعمال صالحة مجيدة سينجزها آنذاك الذين يحبون كلمة اللّٰه!‏ فسيبدأ الناجون من هرمجدون بالعمل السارّ لتحويل الارض الى فردوس.‏ وسيحظون بالامتياز الرائع ان يجهِّزوا حاجات البشر الاموات الذين هم الآن راقدون في القبور وموجودون في ذاكرة اللّٰه على امل القيامة من الاموات.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وخلال هذا الوقت،‏ سيأتي الارشاد الكامل لسكان الارض من السيد الرب،‏ يهوه،‏ بواسطة ابنه الممجَّد،‏ يسوع المسيح.‏ و ‹ستنفتح اسفار›،‏ تكشف ارشادات يهوه للعيش في العالم الجديد.‏ —‏ كشف ٢٠:‏١٢‏.‏

      ٢٠ وفي وقت يهوه المعيَّن،‏ سيكون كامل اعضاء المسيحيين الممسوحين الامناء قد أُقيموا الى مكافأتهم السماوية بصفتهم «شركاء المسيح في الميراث».‏ (‏روما ٨:‏١٧‏)‏ وخلال حكم المسيح الالفي،‏ سيُرفَع كل البشر على الارض الذين يحبون كلمة اللّٰه الى الكمال الفكري والجسدي.‏ وبعد ان يبرهنوا انهم امناء تحت الامتحان النهائي،‏ سيُكافأون بالحياة الابدية وسيتمتعون ‹بالحرية المجيدة لأولاد اللّٰه›.‏ (‏روما ٨:‏٢١؛‏ كشف ٢٠:‏١-‏٣،‏ ٧-‏١٠‏)‏ فما اروع هذا الوقت!‏ حقا،‏ سواء منحنا يهوه رجاء سماويا او ارضيا،‏ فإن محبة كلمته المقترنة بالاحتمال والتصميم على العيش بانسجام مع الحكمة الالهية سيحفظاننا.‏ وفي المستقبل،‏ ‹سيمجِّداننا اذا اعتنقناهما›.‏ —‏ امثال ٤:‏٦،‏ ٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة