مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اعظمهن المحبة»‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ‏«اعظمهن المحبة»‏

      ‏«أما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكنَّ اعظمهن المحبة.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏.‏

      ١ ماذا قال احد علماء علم الانسان عن المحبة؟‏

      قال مرة احد علماء علم الانسان الرئيسيين في العالم:‏ «للمرة الاولى في تاريخ جنسنا البشري ندرك ان اهم حاجات البشر النفسية الاساسية كلها هي الحاجة الى المحبة.‏ انها تقف في مركز الحاجات البشرية كلها كما تقف شمسنا في مركز نظامنا الشمسي والكواكب تدور حولها.‏ .‏ .‏ .‏ ان الولد الذي لا يكون محبوبا يختلف جدا من الوجهة الكيميائية الحيوية،‏ الفيزيولوجية،‏ والنفسية عن ذاك الذي يكون محبوبا.‏ والاول ينمو ايضا بطريقة مختلفة عن الاخير.‏ ان ما نعرفه الآن هو ان الكائن البشري مولود ليعيش كما لو ان العيش والمحبة هما واحد.‏ وطبعا،‏ ليس هذا جديدا.‏ انه تصديق على صحة الموعظة على الجبل.‏»‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف اظهر الرسول بولس اهمية المحبة؟‏ (‏ب)‏ اي سؤالين الآن يستحقان التأمل؟‏

      ٢ نعم،‏ كما اقرَّ هذا الرجل ذو العلم الدنيوي،‏ فان هذه الحقيقة عن اهمية المحبة لخير البشر ليست امرا جديدا.‏ وربما الآن فقط صارت تقدَّر من قِبل المتعلمين في العالم،‏ لكنها ظهرت في كلمة اللّٰه منذ اكثر من ١٩ قرنا.‏ ولهذا السبب استطاع الرسول بولس ان يكتب:‏ «أما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكنَّ اعظمهن المحبة.‏‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏١٣‏)‏ فهل تعرفون لماذا المحبة اعظم من الايمان والرجاء؟‏ ولماذا يمكن القول ان المحبة هي اعظم صفات اللّٰه وثمار روحه؟‏

      اربعة انواع من المحبة

      ٣ اية امثلة هنالك من الاسفار المقدسة للحب الرومانسي؟‏

      ٣ ان قدرة الانسان على اظهار المحبة هي تعبير عن حكمة اللّٰه واهتمامه الحبي بالجنس البشري.‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ كانت لدى اليونانيين القدماء أربع كلمات تقابل «محبة.‏» واحداها كانت إروس،‏ اذ اشارت الى الحب الرومانسي المقترن بالجاذبية الجنسية.‏ وكتبة الاسفار اليونانية المسيحية لم يحصلوا على فرصة لاستعمال إروس،‏ مع ان الترجمة السبعينية تستعمل صِيَغا لها في الامثال ٧:‏١٨ و ٣٠:‏١٦‏،‏ وهنالك اشارات اخرى الى الحب الرومانسي في الاسفار العبرانية.‏ مثلا،‏ نقرأ ان اسحق «أحبَّ» رفقة.‏ (‏تكوين ٢٤:‏٦٧‏)‏ ويوجد مثال بارز حقا لهذا النوع من المحبة في قضية يعقوب،‏ الذي كما يظهر أحبَّ راحيل الجميلة من النظرة الاولى.‏ وفي الواقع،‏ «خدم يعقوب براحيل سبع سنين.‏ وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها.‏» (‏تكوين ٢٩:‏٩-‏١١،‏ ١٧،‏ ٢٠‏)‏ ونشيد الانشاد يعالج ايضا الحب الرومانسي بين راعٍ وفتاة.‏ ولكن لا نبالغ مهما شددنا على ان هذا النوع من المحبة،‏ الذي يمكن ان يكون مصدر الكثير من الاكتفاء والفرح،‏ يجب اظهاره فقط بانسجام مع مقاييس اللّٰه البارة.‏ فالكتاب المقدس يخبرنا انه فقط بمحبة زوجته الشرعية يمكن للرجل ان ‹يسكر دائما.‏› —‏ امثال ٥:‏١٥-‏٢٠‏.‏

      ٤ كيف تُمثَّل المحبة العائلية في الاسفار المقدسة؟‏

      ٤ ثم هنالك المحبة العائلية القوية،‏ او المودة الطبيعية،‏ المؤسسة على علاقة الدم،‏ التي مقابلها كانت لدى اليونانيين الكلمة ستورڠي.‏ وإليها يُنسب القول،‏ «الدم لا يصير ماء.‏» ولدينا مثال جيد لذلك في المحبة التي كانت للاختين مريم ومرثا لأخيهما لعازر.‏ أما انه عنى الكثير لهما فيمكن رؤيته من شدة حزنهما على موته المفاجئ.‏ وكم ابتهجتا عندما ردّ يسوع اخاهما الحبيب لعازر الى الحياة!‏ (‏يوحنا ١١:‏١-‏٤٤‏)‏ والمحبة التي تملكها الام لولدها هي مثال آخر لهذا النوع من المحبة.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٢:‏٧‏.‏)‏ وهكذا،‏ لكي يؤكد كم كانت محبته عظيمة لصهيون،‏ اعلن يهوه انها اعظم ايضا من تلك التي تملكها الام لولدها.‏ —‏ اشعياء ٤٩:‏١٥‏.‏

      ٥ كيف يكون النقص في المودة الطبيعية واضحا اليوم؟‏

      ٥ ان احد الادلة على اننا نعيش في «الايام الاخيرة» ‹بأزمنتها الصعبة› هو النقص في ‹المودة الطبيعية.‏› (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١،‏ ٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبسبب النقص في المحبة العائلية يهرب بعض الاحداث من البيت،‏ ويهمل بعض الاولاد البالغين والديهم المسنين.‏ (‏قارنوا امثال ٢٣:‏٢٢‏.‏)‏ والنقص في المودة الطبيعية يُرى ايضا في تفشِّي اساءة معاملة الاولاد —‏ اذ يضرب بعض الوالدين اولادهم بشدة بحيث يلزمهم دخول المستشفى.‏ ويكون النقص في المحبة الابوية واضحا ايضا في فشل الكثير من الوالدين في تأديب اولادهم.‏ فالسماح للاولاد بفعل ما يريدون ليس دليلا على المحبة بل يعادل اتِّباع اسهل الطرق.‏ والاب الذي يحب اولاده حقا يؤدبهم عندما يكون ذلك ضروريا.‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٤؛‏ عبرانيين ١٢:‏٥-‏١١‏.‏

      ٦ أعطوا مثالين من الاسفار المقدسة للمودة بين الاصدقاء.‏

      ٦ ثم هنالك الكلمة اليونانية فيليا،‏ اذ تشير الى المودة (‏دون معانٍ اضافية جنسية)‏ بين الاصدقاء،‏ كما بين رجلين او امرأتين ناضجين.‏ ولدينا مثال جيد لذلك في المحبة التي كانت لداود ويوناثان احدهما للآخر.‏ وعندما قُتل يوناثان في المعركة ناح عليه داود،‏ قائلا:‏ «قد تضايقت عليك يا اخي يوناثان.‏ كنت حلوا لي جدا.‏ محبتك لي اعجب من محبة النساء.‏» (‏٢ صموئيل ١:‏٢٦‏)‏ ونعلم ايضا انه كان لدى المسيح إعزاز خصوصي للرسول يوحنا،‏ المعروف بالتلميذ «الذي كانت لدى يسوع مودة له.‏» —‏ يوحنا ٢٠:‏٢‏،‏ ع‌ج.‏

      ٧ ما هي طبيعة اڠاپي،‏ وكيف جرى اظهار هذه المحبة؟‏

      ٧ وأية كلمة يونانية استعملها بولس في ١ كورنثوس ١٣:‏١٣ حيث ذكر الايمان،‏ الرجاء،‏ والمحبة وقال ان «اعظمهن المحبة»؟‏ هنا الكلمة هي اڠاپي،‏ الكلمة عينها التي استعملها الرسول يوحنا عندما قال:‏ «اللّٰه محبة.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٦‏)‏ هذه هي محبة يوجِّهها ويتحكَّم فيها المبدأ.‏ ويمكن ان تشمل او ان لا تشمل المودة والإعزاز،‏ لكنها عاطفة او شعور غير اناني يتعلق بفعل الخير للآخرين بصرف النظر عن استحقاق النائل او عن ايّ منافع تأتي للمعطي.‏ ان محبة من هذا النوع جعلت اللّٰه يبذل اعزّ شخص على قلبه،‏ ابنه الوحيد،‏ يسوع المسيح،‏ «لكي لا يَهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وكما يذكِّرنا بولس بشكل جيد جدا:‏ «بالجهد يموت احد لأجل بار.‏ ربما لأجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت.‏ ولكنَّ اللّٰه بيَّن محبته لنا لأنه ونحن بعدُ خطاة مات المسيح لأجلنا.‏» (‏رومية ٥:‏٧،‏ ٨‏)‏ نعم،‏ تعمل اڠاپي الخير للآخرين بصرف النظر عن وضعهم في الحياة او عن كلفة المعبِّر عن المحبة.‏

      لماذا اعظم من الايمان والرجاء؟‏

      ٨ لماذا اڠاپي،‏ اعظم من الايمان؟‏

      ٨ ولكن لماذا قال بولس ان هذا النوع من المحبة (‏اڠاپي‏)‏ هو اعظم من الايمان؟‏ لقد كتب في ١ كورنثوس ١٣:‏٢‏:‏ «إن كانت لي نبوة وأَعلَم جميع الاسرار وكل علم وإن كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكنْ ليس لي محبة فلست شيئا.‏» (‏قارنوا متى ١٧:‏٢٠‏.‏)‏ نعم،‏ اذا كانت جهودنا في نيل المعرفة والنمو في الايمان تُباشَر لقصد اناني،‏ لا يجلب ذلك لنا اية منفعة من اللّٰه.‏ وعلى نحو مماثل،‏ اظهر يسوع ان البعض ‹سيتنبأون باسمه ويخرجون شياطين باسمه ويصنعون قوات كثيرة باسمه› ولكن لن ينالوا رضاه.‏ —‏ متى ٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ٩ لماذا المحبة اعظم من الرجاء؟‏

      ٩ ولماذا شكل اڠاپي للمحبة اعظم ايضا من الرجاء؟‏ لأن الرجاء يمكن ان ينحصر في الذات،‏ اذ يكون الشخص مهتما بصورة رئيسية بالمنافع لنفسه،‏ في حين ان المحبة «لا تطلب ما لنفسها.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان الرجاء —‏ كذاك الذي لعبور ‹الضيق العظيم› احياء الى العالم الجديد —‏ يتوقف عندما يتحقق ما يُرجى.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ وكما يقول بولس:‏ «بالرجاء خلصنا.‏ ولكنَّ الرجاء المنظور ليس رجاء.‏ لأن ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا.‏ ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر.‏» (‏رومية ٨:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ والمحبة نفسها تصبر على كل شيء،‏ ولا تسقط ابدا.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ وهكذا فان المحبة غير الانانية (‏اڠاپي‏)‏ هي اعظم من الايمان او من الرجاء.‏

      اعظم من الحكمة،‏ العدل،‏ والقدرة؟‏

      ١٠ لماذا يمكن القول ان المحبة هي اعظم صفات اللّٰه الرئيسية الاربع؟‏

      ١٠ دعونا الآن نتأمل في صفات يهوه اللّٰه الرئيسية الاربع:‏ الحكمة،‏ العدل،‏ القدرة،‏ والمحبة.‏ فهل يمكن القول ايضا ان المحبة هي اعظمهن؟‏ يمكن ذلك حقا.‏ ولماذا؟‏ لأن المحبة هي القوة الدافعة وراء ما يفعله اللّٰه.‏ ولهذا السبب كتب الرسول يوحنا:‏ «اللّٰه محبة.‏» نعم،‏ يهوه هو مجسَّم المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٦‏)‏ وليس هنالك مكان في الكتاب المقدس نقرأ فيه ان اللّٰه حكمة،‏ عدل،‏ او قدرة.‏ وعوض ذلك،‏ يقال لنا ان يهوه يملك هذه الصفات.‏ (‏ايوب ١٢:‏١٣؛‏ مزمور ١٤٧:‏٥؛‏ دانيال ٤:‏٣٧‏)‏ وفيه تتوازن هذه الصفات الاربع بشكل كامل.‏ واذ يندفع بالمحبة ينجز يهوه مقاصده باستعمال الصفات الثلاث الاخرى او اخذها بعين الاعتبار.‏

      ١١ ماذا دفع يهوه الى خلق الكون والمخلوقات الروحانية والبشرية؟‏

      ١١ فماذا،‏ اذًا،‏ دفع يهوه الى خلق الكون والمخلوقات الروحانية والبشرية الذكية؟‏ هل كان ذلك الحكمة او القدرة؟‏ كلا،‏ لأن اللّٰه انما استخدم حكمته وقدرته في الخلق.‏ مثلا،‏ نقرأ:‏ «الرب بالحكمة أسَّس الارض.‏» (‏امثال ٣:‏١٩‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ لم تتطلب صفة عدله ان يخلق عوامل ادبية حرَّة.‏ فمحبة اللّٰه حثَّته على الاشتراك في أفراح الوجود الذكي مع الآخرين.‏ والمحبة هي التي وجدت طريقة لازالة الدينونة التي وضعها العدل على الجنس البشري بسبب تعدّي آدم.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نعم،‏ والمحبة هي التي جعلت يهوه يقصد ان يعيش البشر الطائعون في الفردوس الارضي القادم.‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ١٢ كيف يجب ان نتجاوب مع قوة اللّٰه،‏ عدله،‏ ومحبته؟‏

      ١٢ وبسبب قوة اللّٰه القادرة على كل شيء لا نجرؤ ان نُغِيره.‏ سأل بولس:‏ «أم نُغِير الرب.‏ ألعلنا اقوى منه.‏» (‏١ كورنثوس ١٠:‏٢٢‏)‏ وطبعا،‏ ان يهوه «اله غيور،‏» ليس بمعنى سيئ بل في ‹طلب التعبُّد المطلق.‏› (‏خروج ٢٠:‏٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكمسيحيين،‏ نمتلئ رهبة من المظاهر الكثيرة لحكمة اللّٰه التي لا يُدرَك كُنْهها.‏ (‏رومية ١١:‏٣٣-‏٣٥‏)‏ واحترامنا الكبير لعدله يجب ان يجعلنا نبقى بعيدين جدا عن الخطية العمدية.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٦-‏٣١‏)‏ ولكنَّ المحبة دون شك هي اعظم صفات اللّٰه الرئيسية الاربع.‏ ومحبة يهوه غير الانانية هي التي تجذبنا اليه وتجعلنا نرغب في ارضائه،‏ عبادته،‏ والاشتراك في تبرئة اسمه القدوس.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      العظمى في ثمار الروح

      ١٣ اين تُصنَّف المحبة بين ثمار روح اللّٰه؟‏

      ١٣ وكيف تُصنَّف المحبة بين ثمار روح اللّٰه التسع،‏ المذكورة في غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏؟‏ انها «محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة (‏ضبط نفس)‏.‏» ولسبب وجيه ادرج بولس المحبة اوَّلا.‏ فهل المحبة اعظم من الفرح،‏ الصفة التالية التي يذكرها؟‏ نعم،‏ لأنه لا يمكن ان يكون هنالك فرح دائم دون محبة.‏ وفي الواقع،‏ ان العالم عديم الفرح للغاية بسبب الانانية،‏ عدم المحبة.‏ أمّا شهود يهوه فلديهم محبة في ما بينهم،‏ ولديهم محبة لأبيهم السماوي.‏ ولذلك يجب ان نتوقع ان يكونوا فرحين،‏ وقد أُنبئ مسبقا بأنهم سوف «يترنمون من طيبة القلب.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏١٤‏.‏

      ١٤ لماذا يمكن القول ان المحبة اعظم من ثمرة الروح،‏ السلام؟‏

      ١٤ والمحبة اعظم ايضا من ثمرة الروح،‏ السلام.‏ فبسبب عدم المحبة يمتلئ العالم بالخلاف والنزاع.‏ أمّا شعب يهوه فهم في سلام احدهم مع الآخر في كل الارض.‏ وتصح في حالتهم كلمات صاحب المزمور:‏ «الرب يبارك شعبه بالسلام.‏» (‏مزمور ٢٩:‏١١‏)‏ وهم يملكون هذا السلام لأن لهم السمة التي تثبت هوية المسيحيين الحقيقيين،‏ اي المحبة.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ فالمحبة وحدها يمكن ان تتغلب على كل العوامل التي تسبب الانقسام،‏ سواء كانت عنصرية او قومية او ثقافية.‏ انها «رباط كامل للوحدة.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٥ كيف يُرى دور المحبة الفائق بالمقارنة مع ثمرة الروح،‏ طول الاناة؟‏

      ١٥ ودور المحبة الفائق يُرى ايضا عندما يقارَن بطول الاناة،‏ الاحتمال الصبور للخطإ او الاغاظة.‏ وأن يكون المرء طويل الاناة يعني ان يكون صبورا وأيضا بطيء الغضب.‏ وماذا يجعل الناس عديمي الصبر ومسرعين في الغضب؟‏ أليس ذلك عدم المحبة؟‏ ولكنَّ ابانا السماوي طويل الاناة و «بطيء الغضب.‏» (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ لوقا ١٨:‏٧‏)‏ ولماذا؟‏ لأنه يحبنا و «لا يشاء ان يَهلك اناس.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏

      ١٦ كيف تقارَن المحبة باللطف،‏ الصلاح،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس؟‏

      ١٦ لقد رأينا سابقا لماذا المحبة اعظم من الايمان،‏ والاسباب المعطاة تنطبق على باقي ثمار الروح،‏ اي اللطف،‏ الصلاح،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس.‏ فكل هذه صفات ضرورية ولكنها لا تفيدنا دون المحبة،‏ كما اشار بولس في ١ كورنثوس ١٣:‏٣‏،‏ حيث كتب:‏ «إنْ اطعمت كل اموالي وإنْ سلَّمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا.‏» ومن ناحية اخرى،‏ فإن المحبة هي التي تنتج صفات كاللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس.‏ وهكذا مضى بولس يقول ان المحبة لطيفة وانها «تحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.‏» نعم،‏ و «المحبة لا تسقط ابدا.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ فحسنا تجري الملاحظة ان ثمار الروح الاخرى هي مظاهر،‏ او اوجه مختلفة،‏ للمحبة،‏ الثمرة المذكورة اوَّلا.‏ حقا،‏ ينتج من ذلك انه من كل ثمار الروح التسع فإن المحبة هي العظمى فعلا.‏

      ١٧ اية عبارات للاسفار المقدسة تدعم الاستنتاج ان المحبة هي اعظم ثمرة للروح؟‏

      ١٧ وما يدعم الاستنتاج ان المحبة هي اعظم ثمار روح اللّٰه هو كلمات بولس:‏ «لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا.‏ لأن من احب غيره فقد اكمل الناموس.‏ لأن [مدوَّنة الناموس] .‏ .‏ .‏ هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك.‏ المحبة لا تصنع شرا للقريب.‏ فالمحبة هي تكميل الناموس.‏» (‏رومية ١٣:‏٨-‏١٠‏)‏ وعلى نحو ملائم للغاية،‏ يشير التلميذ يعقوب الى شريعة محبة القريب كالنفس هذه بصفتها «الناموس الملوكي.‏» —‏ يعقوب ٢:‏٨‏.‏

      ١٨ اي دليل اضافي هنالك على ان المحبة هي الصفة العظمى؟‏

      ١٨ وهل هنالك بعدُ شهادة اضافية بأن المحبة هي الصفة العظمى؟‏ نعم،‏ فعلا.‏ تأملوا في ما حدث عندما سأل احد الكتبة يسوع:‏ «اية وصية هي اوَّل الكل.‏» فربما توقع ان يقتبس يسوع واحدة من الوصايا العشر.‏ ولكنَّ يسوع اقتبس من تثنية ٦:‏٤،‏ ٥ وقال:‏ «ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.‏ الرب إلهنا رب واحد.‏ وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك.‏» ثم اضاف يسوع:‏ «وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك.‏ ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.‏» —‏ مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣١‏.‏

      ١٩ ما هي بعض الثمار البارزة لِـ‍ اڠاپي؟‏

      ١٩ حقا،‏ لم يبالغ بولس عندما ذكر الايمان،‏ الرجاء،‏ والمحبة وقال:‏ «اعظمهن المحبة.‏» فالاعراب عن المحبة يؤدي الى علاقات جيدة مع ابينا السماوي والآخرين،‏ بمن فيهم اولئك الذين في الجماعة وأعضاء عائلاتنا.‏ والمحبة لها تأثير بنّاء فينا.‏ والمقالة التالية ستُظهر كم يمكن ان تكون المحبة الحقيقية مكافِئة.‏

  • المحبة الحقيقية مكافِئة
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • المحبة الحقيقية مكافِئة

      ‏«اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه.‏» —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ١ و ٢ لماذا المحبة الحقيقية مكافِئة لنا شخصيا؟‏

      المحبة غير الانانية هي اعظم وأنبل وأثمن صفة يمكن ان نعبِّر عنها.‏ وهذه المحبة (‏باليونانية،‏ اڠاپي‏)‏ تتطلب الكثير منا دائما.‏ ولكن لأننا خُلقنا من قِبل إله العدل والمحبة نجد ان المحبة غير الانانية مكافِئة حقا.‏ ولماذا الامر كذلك؟‏

      ٢ ان احد اسباب كون المحبة الحقيقية مكافِئة يشمل المبدأ النفسي الجسدي،‏ تأثير الافكار والعواطف في اجسامنا.‏ قال خبير بحالات الشدَّة:‏ «‹تحب قريبك› هي احدى احكم النصائح الطبية التي أُعطيت على الاطلاق.‏» نعم،‏ «الرجل ذو اللطف الحبي يتعامل بطريقة مكافِئة مع نفسه.‏» (‏امثال ١١:‏١٧‏،‏ ع‌ج)‏ وذات فحوى مماثل هي الكلمات:‏ «النفس السخية تسمَّن والمروي هو ايضا يُروى.‏» —‏ امثال ١١:‏٢٥‏؛‏ قارنوا لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

      ٣ كيف يعمل اللّٰه ليجعل المحبة الحقيقية مكافِئة؟‏

      ٣ والمحبة مكافِئة ايضا لأن اللّٰه يكافئ عدم الانانية.‏ نقرأ:‏ «مَن يرحم الفقير يُقرض الرب وعن معروفه يجازيه [اللّٰه].‏» (‏امثال ١٩:‏١٧‏)‏ وشهود يهوه يعملون بانسجام مع هذه الكلمات عندما ينادون ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ وهم يعرفون ان ‹اللّٰه ليس بظالم حتى ينسى عملهم وتعب المحبة التي يُظهرونها نحو اسمه.‏› —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      احسن مثال لنا

      ٤ مَن يزوِّد احسن مثال في ان المحبة الحقيقية مكافِئة،‏ وكيف فعل ذلك؟‏

      ٤ مَن يزوِّد احسن مثال في ان المحبة الحقيقية مكافِئة؟‏ لا يزوِّد ذلك احد سوى اللّٰه نفسه!‏ لقد ‹أحبَّ عالم الجنس البشري حتى بذل ابنه الوحيد.‏› (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وبذلُ ابنه لكي ينال اولئك الذين يقبلون هذه الذبيحة الفدائية الحياةَ الابدية من المؤكد انه كلَّف يهوه كثيرا،‏ وأظهر على نحو واضح ان لديه محبة وتعاطفا على السواء.‏ وهذا يظهره اكثر الواقع انه ‹في كل ضيق اسرائيل في مصر تضايق.‏› (‏اشعياء ٦٣:‏٩‏)‏ كم كان دون شك مضايقا اكثر بكثير ليهوه ان يرى ابنه يتألم على خشبة الآلام ويسمعه يصرخ:‏ «إلهي إلهي لماذا تركتني»!‏ —‏ متى ٢٧:‏٤٦‏.‏

      ٥ ماذا يحدث لأن اللّٰه أحبَّ الجنس البشري كثيرا حتى بذل ابنه ذبيحة؟‏

      ٥ وهل وجد يهوه تعبيره الخاص عن المحبة الحقيقية مكافِئا؟‏ لقد وجده كذلك بكل تأكيد.‏ وعلى نحو بارز،‏ يا للجواب الذي كان اللّٰه قادرا ان يلقيه في وجه ابليس لأن يسوع برهن انه امين على الرغم من كل ما تمكَّن الشيطان من فعله به!‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وفي الواقع،‏ ان كل ما سينجزه ملكوت اللّٰه في تبرئة اسم يهوه من التعيير،‏ ردِّ الفردوس الى هذه الارض،‏ ومنح الملايين الحياة الابدية سيحدث لأن اللّٰه أحبَّ الجنس البشري كثيرا جدا حتى بذل اعزّ شخص على قلبه ذبيحة.‏

      مثال يسوع الحسن

      ٦ المحبة دفعت يسوع الى فعل ماذا؟‏

      ٦ والمثال الحسن الآخر الذي يبرهن ان المحبة الحقيقية مكافِئة هو ذاك الذي لابن اللّٰه،‏ يسوع المسيح.‏ فهو يحب اباه السماوي،‏ وهذه المحبة دفعت يسوع الى فعل مشيئة يهوه مهما كلف الامر.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣١؛‏ فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ واستمر يسوع في اظهار محبته للّٰه على الرغم من ان ذلك عنى في بعض الاحيان انه يلزم ان يتوسل الى ابيه «بصراخ شديد ودموع.‏» —‏ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏

      ٧ بأية طرائق وجد يسوع المحبة الحقيقية مكافِئة؟‏

      ٧ وهل كوفئ يسوع على مثل هذه المحبة للتضحية بالذات؟‏ لقد كوفئ فعلا.‏ فكِّروا في الفرح الذي حصل عليه من كل الصالحات التي فعلها خلال خدمته ثلاث سنوات ونصفا.‏ كم ساعد الناس روحيا وجسديا!‏ وقبل كل شيء،‏ باظهاره ان الانسان الكامل يمكنه ان يحافظ كاملا على الاستقامة امام اللّٰه رغم كل ما يمكن للشيطان ان يجلبه عليه،‏ سُرَّ يسوع بأن يبرهن ان ابليس كاذب.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كخادم امين للّٰه،‏ نال يسوع مكافأة الخلود العظيمة عند قيامته الى الحياة السماوية.‏ (‏رومية ٦:‏٩؛‏ فيلبي ٢:‏٩-‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٥،‏ ١٦؛‏ عبرانيين ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ ويا للامتيازات الرائعة التي تكمن امامه في هرمجدون وخلال حكمه الالفي،‏ عندما يُرَدّ الفردوس الى الارض ويقام آلاف الملايين من الاموات!‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ لا شك في ان يسوع وجد المحبة الحقيقية مكافِئة.‏

      مثال بولس

      ٨ ماذا كان اختبار بولس بسبب محبته الحقيقية للّٰه ورفيقه الانسان؟‏

      ٨ سأل الرسول بطرس يسوعَ ذات مرة:‏ «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك.‏ فماذا يكون لنا.‏» وجزئيا،‏ اجاب يسوع:‏ «كل مَن ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية.‏» (‏متى ١٩:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ ولدينا مثال مدهش لذلك في الرسول بولس،‏ الذي تمتع ببركات كثيرة،‏ كما سجل لوقا على نحو خصوصي في سفر الاعمال.‏ والمحبة الحقيقية للّٰه ورفيقه الانسان جعلت بولس يتخلى عن عمله كفريسي مكرَّم.‏ فكِّروا ايضا في ما احتمله بولس من قبيل الضربات،‏ الاقتراب من الموت،‏ الاخطار،‏ والحرمان —‏ كل ذلك بسبب المحبة الحقيقية للّٰه وخدمته المقدسة.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٧‏.‏

      ٩ كيف كوفئ بولس على الاعراب عن المحبة الحقيقية؟‏

      ٩ وهل كافأ يهوه بولس على الكينونة مثالا حسنا كهذا في الاعراب عن المحبة الحقيقية؟‏ حسنا،‏ فكِّروا كم كانت خدمة بولس مثمرة.‏ لقد كان قادرا ان يؤسس جماعة مسيحية بعد اخرى.‏ ويا للعجائب التي منحه اللّٰه سلطة صنعها!‏ (‏اعمال ١٩:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وحصل بولس ايضا على امتياز نيل رؤى خارقة للطبيعة وكتابة ١٤ رسالة هي الآن جزء من الاسفار اليونانية المسيحية.‏ ولتتويج كل ذلك،‏ مُنح جائزة الخلود في السموات.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٣،‏ ٥٤؛‏ ٢ كورنثوس ١٢:‏١-‏٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ لقد وجد بولس بالتأكيد ان اللّٰه يكافئ المحبة الحقيقية.‏

      المحبة الحقيقية مكافِئة في يومنا

      ١٠ ماذا يمكن ان تكلِّف الصيرورة تلميذا ليسوع والتعبير عن محبتنا ليهوه؟‏

      ١٠ ان شهود يهوه اليوم يجدون ايضا ان المحبة الحقيقية مكافِئة.‏ والتعبير عن محبتنا ليهوه باتِّخاذ موقفنا الى جانبه والصيرورة تلاميذ ليسوع يمكن ايضا ان يكلِّفنا حياتنا كمحافظين على الاستقامة.‏ (‏قارنوا رؤيا ٢:‏١٠‏.‏)‏ ولهذا السبب قال يسوع انه يجب ان نحسب النفقة.‏ ولكننا لا نفعل ذلك لنحدد ما اذا كانت الصيرورة تلميذا مكافِئة ام لا.‏ وبالاحرى،‏ نفعل ذلك لنعدّ انفسنا لدفع كل ما يمكن ان تكلِّفه الصيرورة تلميذا.‏ —‏ لوقا ١٤:‏٢٨‏.‏

      ١١ لماذا يفشل البعض في نذر انفسهم للّٰه؟‏

      ١١ واليوم،‏ يؤمن كثيرون —‏ ولا شك الملايين ‏—‏ بالرسالة التي يقدمها لهم شهود يهوه من كلمة اللّٰه.‏ ولكنهم يحجمون عن نذر انفسهم للّٰه والاعتماد.‏ فهل يمكن ان يكون الامر كذلك لأنه تنقصهم المحبة الحقيقية للّٰه التي يملكها الآخرون؟‏ ويفشل كثيرون في اتخاذ خطوتي الانتذار والمعمودية لأنهم يريدون ان يستمروا في نيل رضى الرفيق غير المؤمن.‏ ولا يقترب آخَرون الى اللّٰه لأن لديهم موقف احد رجال الاعمال الذي قال لأحد الشهود:‏ «أُحبّ الخطية.‏» من الواضح ان مثل هؤلاء الافراد لا يقدِّرون كل ما يفعله اللّٰه والمسيح لهم.‏

      ١٢ ماذا قالت هذه المجلة ممّا يبرز مكافآ‌ت المعرفة التي تقرِّبنا اكثر الى اللّٰه في المحبة الحقيقية؟‏

      ١٢ اذا كان لدينا تقدير اصيل لكل ما يفعله لنا يهوه اللّٰه ويسوع المسيح،‏ نُظهر ذلك اذ ندفع طوعا كل ما يكلِّفه ان نخدمَ ابانا السماوي ونكونَ واحدا من تلاميذ يسوع.‏ وبسبب المحبة الحقيقية للّٰه،‏ استبدل رجال ونساء في كل مسالك الحياة —‏ رجال اعمال ناجحون،‏ شخصيات رياضية بارزة،‏ وهلم جرا —‏ اعمال المنفعة الذاتية بالخدمة المسيحية،‏ كما فعل الرسول بولس.‏ وهم لا يرغبون في نيل شيء عوضا عن مكافآ‌ت معرفة اللّٰه وخدمته.‏ ومن هذا القبيل قالت برج المراقبة مرة:‏ «سألنا في بعض الاحيان،‏ كم اخًا يرغبون في اخذ ألف دولار مقابل ما يعرفونه عن الحق؟‏ لم تُرَ يد واحدة!‏ مَن يأخذ عشرة آلاف دولار؟‏ لا احد!‏ مَن يأخذ مليون دولار؟‏ مَن يأخذ العالم كله بدلا ممّا يعرفه عن الشخصية الالهية والقصد الالهي؟‏ لا احد!‏ بعد ذلك قلنا،‏ لستم جمعا غير قانع على نحو رديء،‏ ايها الرفقاء الاعزاء.‏ اذا كنتم تشعرون انكم اغنياء جدا بحيث لا تأخذون شيئا بدلا من معرفتكم اللّٰه،‏ فأنتم تشعرون انكم اغنياء كما نفعل نحن.‏» (‏١٥ كانون الاول ١٩١٤،‏ الصفحة ٣٧٧)‏ نعم،‏ ان المعرفة الدقيقة عن اللّٰه ومقاصده تقرِّبنا اليه اكثر في المحبة الحقيقية التي هي مكافِئة حقا.‏

      ١٣ كيف يجب ان ننظر الى الدرس الشخصي؟‏

      ١٣ اذا كنا نحب اللّٰه نجاهد لكي نعرف ونفعل مشيئته.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ ونتخذ نظرة جدية الى الدرس الشخصي،‏ الصلاة،‏ وحضور الاجتماعات المسيحية.‏ كل ذلك يتطلَّب التضحية بالذات،‏ لأن هذه النشاطات تشمل صرف الوقت،‏ الطاقة،‏ والموارد الاخرى.‏ وقد يلزمنا ان نختار بين مشاهدة برنامج تلفزيوني والانهماك في الدرس الشخصي للكتاب المقدس.‏ ولكن كم نصير اقوى روحيا،‏ كم نصير قادرين اكثر على الشهادة للآخرين،‏ وكم نستفيد اكثر من الاجتماعات المسيحية عندما نتخذ مثل هذا الدرس بجدية ونخصص الوقت الكافي له!‏ —‏ مزمور ١:‏١-‏٣‏.‏

      ١٤ الى اي حد مهمة هي الصلاة والعلاقة الجيدة بيهوه اللّٰه؟‏

      ١٤ هل نتمتع قانونيا بالتكلم الى ابينا السماوي ‹بالمواظبة على الصلاة›؟‏ (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ او هل نكون غالبا مشغولين اكثر من ان نُظهر التقدير اللازم لهذا الامتياز الثمين؟‏ ان ‹الصلاة بلا انقطاع› هي طريقة حيوية لتقوية علاقتنا بيهوه اللّٰه.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ وما من شيء كالعلاقة الجيدة بيهوه يساعدنا عندما نواجه التجارب.‏ فماذا جعل يوسف قادرا على المقاومة عندما اغوته زوجة فوطيفار؟‏ ولماذا لم يتوقف دانيال عن الصلاة عندما منعته شريعة الماديين والفرس ان يطلب من يهوه؟‏ (‏تكوين ٣٩:‏٧-‏١٦؛‏ دانيال ٦:‏٤-‏١١‏)‏ ان العلاقة الجيدة باللّٰه ساعدت هذين الرجلين على الانتصار،‏ كما ستساعدنا نحن على ذلك!‏

      ١٥ كيف يجب ان ننظر الى الاجتماعات المسيحية،‏ ولماذا؟‏

      ١٥ اذًا،‏ الى ايّ حد نتخذ امر حضور اجتماعاتنا الاسبوعية الخمسة بجدية؟‏ هل ندع التعب،‏ التوعك الجسدي الخفيف،‏ او الطقس الرديء قليلا يعيق التزامنا ان لا نتخلى عن الاجتماع مع الرفقاء المؤمنين؟‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ رأى ميكانيكي اميركي حسن الراتب ان عمله يعيق تكرارا حضوره الاجتماعات المسيحية.‏ لذلك غيَّر عمله،‏ متحمِّلا الخسارة المادية لكي يتمكن من حضور كل اجتماعات الجماعة قانونيا.‏ ان اجتماعاتنا تمكِّننا ان نتمتع بالتشجيع المتبادل ونقوّي احدنا ايمان الآخر.‏ (‏رومية ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وفي كل هذه الامور،‏ ألا نجد ان «مَن يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد»؟‏ (‏٢ كورنثوس ٩:‏٦‏)‏ نعم،‏ ان اظهار المحبة الحقيقية بمثل هذه الطرائق مكافِئ جدا.‏

      المحبة الحقيقية وخدمتنا

      ١٦ ماذا يمكن ان ينتج عندما تدفعنا المحبة الى الشهادة بطريقة غير رسمية؟‏

      ١٦ تدفعنا المحبة الى الكرازة بالبشارة كشعب ليهوه.‏ مثلا،‏ انها تدفعنا الى الانهماك في الشهادة غير الرسمية.‏ فقد نتردد في الشهادة بطريقة غير رسمية ولكنَّ المحبة تحملنا على التكلم.‏ فعلا،‏ تجعلنا المحبة نفكِّر في طرائق لبقة لنبتدئ بمحادثة وبعد ذلك نوجهها نحو الملكوت.‏ وللايضاح:‏ على متن احدى الطائرات وجد شيخ مسيحي نفسه مرة جالسا الى جانب كاهن كاثوليكي روماني.‏ اولا،‏ استمر الشيخ يطرح على الكاهن اسئلة غير مزعجة.‏ ولكن،‏ قبل نزول الكاهن من الطائرة حثه اهتمامه ان يحصل على اثنين من كتبنا.‏ فيا لها من نتيجة حسنة للشهادة بطريقة غير رسمية!‏

      ١٧ و ١٨ تحثنا المحبة على فعل ماذا في ما يتعلق بالخدمة المسيحية؟‏

      ١٧ تحثنا المحبة الحقيقية ايضا على المساهمة قانونيا في عمل الكرازة من بيت الى بيت والاشكال الاخرى للخدمة المسيحية.‏ وبقدر ما نتمكن من القيام بمناقشات في الكتاب المقدس نجلب الاكرام ليهوه اللّٰه ونساعد المشبَّهين بالخراف على سلوك الطريق الذي يؤدي الى الحياة الابدية.‏ (‏قارنوا متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏)‏ وحتى اذا كنا غير قادرين على القيام بمناقشات في الكتاب المقدس،‏ لا تكون جهودنا باطلة.‏ فوجودنا بحد ذاته في بيوت الناس يخدم كشهادة،‏ ونحن انفسنا نستفيد من الخدمة،‏ لأنه لا يمكننا ان نعلن حقائق الملكوت دون تقوية ايماننا.‏ حقا،‏ يلزم التواضع للذهاب من بيت الى بيت،‏ ‹اذ نفعل كل شيء لأجل الانجيل لنكون شركاء فيه.‏› ‏(‏١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏)‏ ولكن بسبب المحبة للّٰه والرفقاء البشر،‏ نبذل الجهد بتواضع وتجري مكافأتنا ببركات غنية.‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

      ١٨ وتلزم المحبة الحقيقية ايضا ليكون خدام يهوه ذوي ضمير حي بشأن القيام بزيارات مكررة للناس المهتمين بحق الكتاب المقدس.‏ وادارة دروس في الكتاب المقدس اسبوعا بعد اسبوع وشهرا بعد شهر هي تعبير عن المحبة للّٰه والقريب،‏ لأن هذا العمل يتطلب صرف الوقت،‏ الجهد،‏ والموارد المادية.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٨-‏٣١‏)‏ ومع ذلك،‏ عندما نرى احد تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء يعتمد وربما ايضا ينخرط في الخدمة كامل الوقت،‏ ألا نقتنع بأن المحبة الحقيقية مكافِئة؟‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٣:‏١-‏٣‏.‏

      ١٩ اية علاقة هنالك بين المحبة والخدمة كامل الوقت؟‏

      ١٩ تدفعنا المحبة غير الانانية الى التضحية بوسائل الراحة المادية من اجل الخدمة كامل الوقت اذا كان ممكنا لنا ان نساهم في نشاط كهذا.‏ فآ‌لاف وآلاف من الشهود يمكنهم ان يشهدوا ان التعبير عن محبتهم الى هذا الحد كان مكافِئا الى حد بعيد.‏ واذا كانت الظروف تسمح لكم بأن تشتركوا في الخدمة كامل الوقت ولكنكم لا تنتهزونها،‏ فأنتم لا تعرفون ما هي البركات التي تخسرونها.‏ —‏ قارنوا مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      مكافِئة بطرائق اخرى

      ٢٠ كيف تساعدنا المحبة ان نكون مسامحين؟‏

      ٢٠ ان الطريقة الاخرى التي بها تكون المحبة الحقيقية مكافِئة هي انها تساعدنا ان نكون مسامحين.‏ نعم،‏ المحبة «لا تحفظ حسابا للسوء.‏» وفي الواقع،‏ «المحبة تستر كثرة من الخطايا.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏٥‏،‏ ع‌ج؛‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ و «كثرة» تعني خطايا كثيرة،‏ أليس كذلك؟‏ وكم تكون المسامحة مكافِئة!‏ وعندما تسامحون،‏ فان ذلك يجعلكم انتم والذي اخطأ اليكم تشعرون بأنكم افضل حالا.‏ ولكنَّ الاهم بكثير هو الواقع انه إن لم نكن قد غفرنا لأولئك المخطئين الينا لا يمكننا ان نتوقع غفران يهوه لنا.‏ —‏ متى ٦:‏١٢؛‏ ١٨:‏٢٣-‏٣٥‏.‏

      ٢١ كيف تساعدنا المحبة الحقيقية ان نكون مذعنين؟‏

      ٢١ وفضلا عن ذلك،‏ تكون المحبة الحقيقية مكافِئة لأنها تساعدنا ان نكون مذعنين.‏ فاذا كنا نحب يهوه نتواضع تحت يده القوية.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٦‏)‏ والمحبة له تدفعنا ايضا الى الاذعان لأداته المختارة،‏ «العبد الامين الحكيم.‏» وهذا يشمل الاذعان لأولئك الذين يأخذون القيادة في الجماعة.‏ وهذا مكافِئ لأن الفشل في ذلك يكون «غير نافع» لنا.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ وطبعا،‏ ان مبدأ الاذعان هذا ينطبق ايضا داخل الدائرة العائلية.‏ ومسلك كهذا يكون مكافِئا لأنه يروِّج الفرح،‏ السلام،‏ والانسجام العائلي فيما يمنحنا الاكتفاء الذي يرافق المعرفة اننا نرضي اللّٰه.‏ —‏ افسس ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏١-‏٣‏.‏

      ٢٢ كيف يمكننا ان نكون سعداء حقا؟‏

      ٢٢ اذًا،‏ من الواضح ان الصفة العظمى التي يمكننا ان ننميها هي اڠاپي،‏ نوع المحبة غير الاناني المؤسس على مبدإ.‏ ولا يمكن ان يكون هنالك شك في ان المحبة الحقيقية مكافِئة.‏ ولذلك،‏ نكون سعداء فعلا اذا نمَّينا وعبَّرنا عن هذه الصفة الى ابعد حد لمجد إلهنا المحب،‏ يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة