مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • توقنا الى المحبة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آذار (‏مارس)‏
    • توقنا الى المحبة

      منذ زمن بعيد،‏ في مدينة تقع في ما هو اليوم تركيا،‏ عاشت شابة تدعى ليئة.‏ ولم تكن ليئة بهية الطلعة،‏ بعكس اختها الصغرى راحيل التي كانت جميلة الصورة.‏

      التقت راحيل رجلا احبها كثيرا حتى انه قبِل ان يعمل عند والدها سبع سنين لكي يتزوج بها.‏ لكن في ليلة الزفاف،‏ استبدل الاب راحيل بأختها ليئة.‏ ولا نعرف كيف شعرت ليئة بشأن هذه الخدعة التي عمد اليها والدها،‏ غير انها ادركت دون شك ان هذه الطريقة لم تكن الطريقة المثلى للبدء بالحياة الزوجية.‏

      وعندما احتج الزوج اثر اكتشافه الخدعة،‏ اوضح له الاب ان العادة تقضي بتزويج الابنة الكبرى اولا.‏ وهكذا تزوّجت ليئة بالخداع رجلا كانت اختها الصغرى حبه الاول وصارت هي ايضا زوجته في ما بعد.‏ ويا للحزن الكبير الذي شعرت به ليئة حين رأت اختها تحظى بالحصة الكبرى من العاطفة والحنان!‏ فلم يكن لديها اية تجربة رومنطيقية ترويها عن فترة توددها او حتى ذكريات سعيدة عن ليلة زفافها.‏ ولا شك انها رغبت كثيرا ان تكون محبوبة كراحيل.‏ فبسبب الظروف القسرية التي وقعت ضحيتها،‏ لربما شعرت في احيان كثيرة انها غير محبوبة وغير مرغوب فيها.‏a

      كثيرون اليوم قد يتعاطفون نوعا ما مع ليئة.‏ فكلنا لدينا حاجة متأصلة ان نحِب ونحَب.‏ قد نتوق الى رفيق زواج يحبنا.‏ كما نرغب ايضا ان يحيطنا والدونا،‏ اولادنا،‏ اشقاؤنا،‏ وأصدقاؤنا بالعاطفة والحنان.‏ ومثل ليئة،‏ قد نرى آخرين يحظون بالمحبة فيما نحن محرومون منها.‏

      ومنذ نعومة اظفارنا تدغدغ آذاننا قصص عاطفية ابطالها اشخاص جذابون يقعون في الحب ويعيشون حياة ملؤها السعادة والهناء.‏ كما نسمع المطربون يتغنون بالحب في اغانيهم والشعراء يشيدون به في قصائدهم.‏ لكن باحثا حول الموضوع كتب:‏ «لا يوجد اي نشاط او مشروع يبدأ بآ‌مال كبار وتوقعات عالية ثم يخيّب ظننا مرارا وتكرارا مثل الحب».‏ فعلا،‏ غالبا ما تكون علاقاتنا الاحم هي الاشد ايلاما،‏ مسببة لنا الكرب عوض الفرح الدائم.‏ ففي العديد من البلدان،‏ ينتهي حوالي ٤٠ في المئة من الزيجات بالطلاق،‏ وتخيم التعاسة على حياة كثيرين من رفقاء الزواج غير المطلقين.‏

      تشهد ايضا بلدان عديدة ازديادا في العائلات ذات الوالد الواحد والعائلات المفككة.‏ وهذا يجعل الاولاد هم ايضا ضحايا في حين انهم يحتاجون بشكل خصوصي ان يشعروا بالامان في كنف عائلة محبة تهتم بهم وتشبع حاجاتهم العاطفية.‏ فماذا حلّ بالمحبة؟‏ وإلى اين يمكن ان نلتفت لنتعلم عن هذه الصفة الثمينة؟‏ ستناقش المقالتان التاليتان هذين السؤالين.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ترد هذه القصة في الاصحاحين ٢٩ و ٣٠ من سفر التكوين في الكتاب المقدس.‏

  • لماذا يصعب ايجاد الحب الحقيقي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آذار (‏مارس)‏
    • لماذا يصعب ايجاد الحب الحقيقي

      ما اكثر النصائح المتوفرة عن الحب الرومنطيقي!‏ فالمرشدون والمعالجون يقدمون النصح والارشاد.‏ وبرامج الحوار التلفزيونية غالبا ما تتطرق الى هذا الموضوع.‏

      وهنالك على الإنترنت مواقع كثيرة تدّعي انها تُظهر لك السبيل لإيجاد الحب.‏ فقد يُقال لك انك ستكتشف «اسرارا رائعة ومذهلة» وتتعلم على يد «سماسرة الزواج المحترفين» و «الخبراء بتحسين العلاقات» و «مصلحي العلاقات العاطفية»،‏ هذا اذا لم نذكر الاختصاصيين في المعالجة النفسية والاختصاصيين في علم النفس والمنجِّمين.‏

      يشكّل موضوع الحب مادة دسمة تجعل القراء يتهافتون على شراء الكتب والمجلات،‏ التي ينطوي بعضها على وعود خيالية.‏ مثلا،‏ يدّعي احد الكتب انه يعلّمك «كيف تجعل ايًّا كان يقع في غرامك».‏ ويعدك آخر بإطلاعك على سرّ ايجاد «الشريك المثالي في شهر واحد فقط».‏ وللذين يعتبرون الشهر مدة طويلة،‏ ثمة كتاب يُظهر كيف يمكنهم ان يوقعوا شخصا في حبهم الى الابد «خلال ٩٠ دقيقة او اقل».‏

      غير ان معظم النصائح المقدَّمة لها ثمن.‏ ويدفع كثيرون الثمن مرتين.‏ في المرة الاولى،‏ يدفعون مالا للحصول على نصيحة.‏ اما في المرة الثانية فيدفعون الثمن عاطفيا حين تجري الامور بعكس ما يتوقعون،‏ لأن النصيحة تكون غالبا في غير محلها.‏

      لكنّ ثمة مصدرا للنصح تعطي ارشاداته نتائج مضمونة اذا ما طبِّقت.‏ وهو يناقش موضوع المحبة بصدق،‏ دون مزاعم او وعود خيالية.‏ ورغم انه كُتب منذ امد بعيد،‏ فمشورته لا تبطل ابدا.‏ وما من احد يضاهي مؤلفه في الحكمة والمحبة على السواء.‏ ان هذه العطية الثمينة هي الكتاب المقدس،‏ ولربما لديك نسخة منه.‏ ومهما كانت ظروفنا او خلفيتنا،‏ يعلّمنا الكتاب المقدس ما نحتاج ان نعرفه عن المحبة.‏ وهو يقدّم المشورة مجانا.‏

      وهل يضمن لنا الكتاب المقدس ان نقيم علاقات جيدة مع الجميع؟‏ طبعا لا.‏ فبعض الاشخاص لن ينجذبوا الينا مهما بذلنا من جهد.‏ والحب الحقيقي لا يُفرض بالقوة.‏ (‏نشيد الاناشيد ٨:‏٤‏)‏ لكن تطبيق ارشاد الكتاب المقدس يتيح لنا فرصا افضل لتنمية علاقات تتسم بالمحبة مع الآخرين،‏ رغم ان ذلك قد يتطلب الوقت والجهد.‏ وسنناقش هذا الجانب من الموضوع في المقالة التالية.‏ ولكن لنرَ اولا لماذا بات من الصعب ايجاد المحبة الحقيقية.‏

      المحبة «تبرد»‏

      في النبوة البارزة التي اعطاها يسوع عن «اختتام نظام الاشياء»،‏ انبأ بدقة عن الاحوال والميول السائدة في ايامنا.‏ فذكر ان العالم سيكون موسوما بالحروب والتعدي على الشريعة،‏ امور تناقض جوهر المحبة.‏ وقال ايضا ان ‹كثيرين سيسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا› وإن ‹محبة الاكثرية ستبرد›.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٢‏)‏ أفلا توافق ان مشاعر الناس تزداد برودة وأن العالم يفتقر الى المحبة الحقيقية،‏ حتى ضمن العائلات؟‏

      بالاضافة الى يسوع،‏ اعطى بولس وصفا مفصلا للاحوال الاجتماعية التي ستسم «الايام الاخيرة».‏ فكتب ان الناس يكونون «محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ غير طائعين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول اي اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة للّٰه».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ وفي بلدان كثيرة اصبحت هذه السمات شائعة كثيرا.‏

      فاسأل نفسك:‏ هل أنجذب الى اناس متكبرين،‏ غير شاكرين،‏ اناس غير اولياء،‏ يفترون عليّ ويخونونني؟‏ هل أنجذب الى اشخاص محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال والملذات؟‏ ان الناس الانانيين يسمحون للجشع والرغبات الشخصية بأن تسم علاقاتهم وتؤثر فيها،‏ ولهذا السبب فإن اي اهتمام يظهرونه للآخرين يكون على الارجح نابعا من مصلحة انانية.‏ لذلك تنصح الاسفار المقدسة بحكمة:‏ «أعرض عن هؤلاء».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏٥‏.‏

      لاحظ ايضا ان الناس العائشين في الايام الاخيرة يكونون «بلا حنو»،‏ او كما تنقلها ترجمة اخرى،‏ «يكونون بلا حنو على افراد عائلاتهم».‏ ومن المؤسف ان عددا متزايدا من الاولاد يترعرعون في بيوت مثل هذه.‏ وغالبا ما يتعلم هؤلاء الاولاد عن المحبة مما يرونه في وسائل الاعلام.‏ ولكن هل ترسم وسائل الاعلام صورة دقيقة عن الحب،‏ صورة تؤدي فعلا الى علاقات امتن؟‏

      أهو حب حقيقي ام من نسج الخيال؟‏

      تؤثر وسائل الاعلام في معظمنا الى حدّ ما.‏ كتبت احدى الباحثات:‏ «تنهال علينا،‏ ونحن بعد اطفال،‏ القصص الخيالية والآراء المقولبة التي يصعب تغييرها بشأن الجنس والحب والعلاقات الرومنطيقية والتي تنشرها الثقافة الشعبية،‏ اي الافلام السينمائية والتلفزيونية،‏ الكتب والمجلات،‏ الراديو والموسيقى المسجلة،‏ الاعلانات،‏ وحتى الاخبار».‏ وأوضحت ايضا:‏ «غالبا ما تصوِّر وسائل الاعلام الجنس والحب والعلاقات العاطفية بطرائق ترسم او تغذي توقعات بعيدة عن الواقع يعجز معظمنا عن التخلص منها كليا.‏ وهي تجعلنا غير راضين عن شركائنا الحقيقيين وعن انفسنا ايضا».‏

      نعم،‏ ان الكتب والافلام والاغاني نادرا ما ترسم صورة دقيقة عن الحب.‏ فهدفها هو بشكل رئيسي التسلية لا التثقيف.‏ لذلك يقوم الكتّاب بإنتاج وفرة من الروايات تمزج الخيال بالعاطفة وتدرّ عليهم المال الوفير.‏ ولكن للاسف،‏ من السهل خلط الخيال بالواقع.‏ فيقع الناس في خيبة امل عندما يدركون ان علاقتهم لا تشبه مطلقا العلاقات بين الشخصيات الخيالية.‏ فكيف نستطيع ان نميز بين الواقع والخيال،‏ بين الحب الحقيقي والعلاقات العاطفية في وسائل الاعلام؟‏ تأمل في المقارنات التالية.‏

      الحب بين الواقع والخيال

      تختلف قصص الحب،‏ سواء كان ذلك في الكتب،‏ الافلام،‏ او المسرحيات.‏ لكنّ بنيتها الاساسية او صيغتها لا يطرأ عليها اي تغيير يُذكر.‏ تقول مجلة الكاتب (‏بالانكليزية)‏:‏ «تستمر روايات عاطفية كثيرة في اتِّباع الصيغة التقليدية.‏ وهنالك سبب لذلك.‏ فالصيغة التي تقوم على لقاء الحبيبَين،‏ فافتراقهما،‏ ثم اجتماع شملهما من جديد هي صيغة اثبتت فعاليتها ولا يملها القراء مهما تكررت،‏ وذلك بغض النظر عن مسرح الاحداث او العصر الذي تجري فيه القصة».‏ فلنتأمل اكثر في هذه الصيغة الشائعة.‏

      لقاء الحبيبين:‏ يلتقي امير وسيم بشابة جميلة ويولد الحب بينهما.‏ تقدّم اديبة ناجحة للطامحين الى كتابة الروايات العاطفية نصيحة تقول:‏ «ينبغي ان يكون واضحا للقارئ من النظرة الاولى التي يتبادلها [بطلا الرواية] انهما توأمان خُلق احدهما للآخر».‏

      ان فكرة الحب من النظرة الاولى توحي بأن الحب الحقيقي هو مجرد شعور،‏ عاطفة جياشة تتملكك حين تلتقي توأم روحك،‏ وهذا الحب يحدث دون جهد او دون التعرف بالشخص الآخر.‏ لكنّ الحب الحقيقي هو اكثر من مجرد شعور.‏ صحيح ان المشاعر مشمولة،‏ ولكن الحب علاقة انسانية عميقة تقوم ايضا على المبادئ والقيم ولا تتوقف ابدا عن النمو،‏ بشرط تغذيتها والمحافظة عليها بالطريقة الصحيحة.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يلزم الوقت للتعرف بالشخص الآخر.‏ والافتراض انك وجدت رفيق الدرب من النظرة الاولى هو امر اقرب الى الخيال،‏ ويؤدي عادة الى خيبة امل.‏ علاوة على ذلك،‏ اذا تسرعت وافترضت انك وجدت الحب الحقيقي،‏ فقد تغمض عينيك عن الادلة التي تُظهر لك العكس.‏ فاختيار الرفيق المناسب يتطلب اكثر من انطباع اولي قوي ناجم عن فورة افتتان.‏ لذلك لا تتسرع.‏ فثمة دراسات عديدة تظهر ان الاختيار غير الموفق لرفيق الزواج يمكن ان يؤثر سلبا في فعالية المرء في العمل،‏ وفي صحته الجسدية والفكرية،‏ حتى انه يقصِّر عمره.‏

      افتراق الحبيبين:‏ كونت شرير يخطف الشابة الجميلة ويهرب بها الى قصره.‏ فينطلق الامير في مغامرة محفوفة بالمخاطر للبحث عنها.‏ تذكر ناطقة بلسان جمعية كتّاب الروايات العاطفية في اميركا:‏ «ان الحبكة الاساسية للرواية العاطفية ينبغي ان تدور حول شخصين يقعان في الحب ويكافحان لإنجاح العلاقة».‏ وفي معظم الروايات تنجح العلاقة لا محالة،‏ والقراء يعرفون ذلك.‏ فتذلَّل كل العوائق التي غالبا ما يكون سببها خارجيا.‏

      اما في الحياة الواقعية،‏ فهنالك عادة مشاكل مصدرها من الخارج ومن الداخل ايضا.‏ وقد تشمل المال،‏ العمل،‏ الاقرباء،‏ والاصدقاء.‏ وتنشأ المشاكل ايضا حين لا تتطابق شخصية احد الرفيقين مع توقعات الآخر.‏ ففي الشخصيات الخيالية،‏ لا تكون العيوب عادة ذات اهمية تُذكر،‏ اما في الواقع فغالبا ما يكون الامر مختلفا.‏ اضف الى ذلك ان الحب الحقيقي لا يجعلنا نتغلب دون اي جهد على المحن او الاختلاف في وجهات النظر،‏ الخلفيات،‏ الرغبات،‏ والشخصيات.‏ وبالاحرى،‏ يتطلب الحب التعاون،‏ التواضع،‏ الوداعة،‏ الصبر،‏ وطول الاناة،‏ وهي صفات لا تنمو دائما بسهولة او بشكل طبيعي.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٧‏.‏

      اجتماع الشمل من جديد:‏ يخلِّص الامير الشابة الجميلة ويتخلص من الكونت.‏ ثم يتزوج الحبيبان ويعيشان حياة ملؤها السعادة والهناء.‏ ينصح محرّر روايات عاطفية كتّابَ المستقبل:‏ «لا غنى عن هذه الخاتمة السعيدة.‏ .‏ .‏ .‏ ينبغي ان يقتنع القارئ ان الحبيبين هما معا ويعيشان بسعادة».‏ ان الروايات العاطفية نادرا ما تصف حياة ابطالها بعد سنوات من الزواج.‏ فخلال هذا الوقت تكون علاقتهم قد وُضعت على المحك بسبب الخلافات وفيض من الصعوبات والتحديات الاخرى.‏ وكما تُظهر احصاءات الطلاق،‏ مع الوقت تفشل زيجات كثيرة عند الامتحان.‏

      نعم،‏ ان الحب في القصص العاطفية خالٍ نسبيا من العناء،‏ اما الحب الحقيقي فيتطلب الجهد.‏ وفهم الفرق بين الاثنين سيقيك من التوقعات الساذجة غير الواقعية.‏ وسيمنعك ايضا من التسرع في صنع التزامات قد تندم عليها لاحقا.‏ والمقالة التالية ستناقش كيف تنمي المحبة الحقيقية غير الانانية وكيف تصبح شخصا محبوبا اكثر.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      مَن يحِب قليلا يُحَب اقل

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      الحب في القصص العاطفية خالٍ نسبيا من العناء،‏ اما الحب الحقيقي فيتطلب الجهد

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

      ابطال وبطلات الروايات العاطفية

      في الولايات المتحدة،‏ تحقق مبيعات الروايات العاطفية اكثر من بليون دولار اميركي في السنة.‏ فهي تشكل حوالي نصف الروايات الخيالية التي تُباع في هذا البلد.‏ ووفقا للاحصاءات التي نشرتها جمعية كتّاب الروايات العاطفية في اميركا،‏ يتوقع القراء —‏ نحو ٩٠ في المئة منهم هم من النساء —‏ وجود ثلاث سمات اساسية في الابطال:‏ العضلات المفتولة،‏ الوسامة،‏ والذكاء.‏ اما السمات الثلاث الرئيسية المتوقعة عند البطلات فهي الذكاء،‏ قوة الشخصية،‏ والجاذبية.‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٦،‏ ٧]‏

      نادرا ما ترسم وسائل الاعلام صورة دقيقة عن الحب

  • كيف تجد المحبة الحقيقية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آذار (‏مارس)‏
    • كيف تجد المحبة الحقيقية

      ماذا يمكنك ان تفعل لتجد المحبة او تصبح شخصا محبوبا اكثر،‏ وليس فقط بالمعنى الرومنطيقي الضيق؟‏ هل الغنى هو السبيل الى ذلك؟‏ ام تحسين مظهرك الخارجي؟‏

      غالبا ما يعتبر الرجال والنساء على السواء ان الحل يكمن في امور كالغنى والمظهر الخارجي،‏ وذلك بسبب الاعلانات الخادعة وتأثير وسائل الاعلام.‏ صحيح ان الاهتمام بمظهرنا امر طبيعي وملائم،‏ لكن الجمال —‏ الذي يفنى حتى في افضل الظروف —‏ ليس الاساس الصحيح لبناء علاقات دائمة.‏ وينطبق الامر نفسه على الغنى.‏ فما يساعد هو ان تعرب عن المحبة غير الانانية للآخرين.‏ علَّم يسوع:‏ «مارسوا العطاء تعطَوا».‏ (‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ وببسيط العبارة،‏ اذا اردت ان تكون محبوبا،‏ فبادِر الى اظهار المحبة.‏

      كيف نستطيع القيام بذلك؟‏ أجاب الرسول بولس عن هذا السؤال بتوجيه من روح اللّٰه القدس.‏ فأظهر ان المحبة صفة ديناميكية،‏ اي انها لا تحدَّد بالمشاعر بل بشكل رئيسي بما تفعله للآخرين وما لا تفعله.‏ لاحظ ما قاله:‏ «المحبة طويلة الاناة ولطيفة.‏ المحبة لا تغار،‏ ولا تتبجح،‏ ولا تنتفخ،‏ ولا تتصرف بغير لياقة،‏ ولا تطلب مصلحتها الخاصة،‏ ولا تحتد.‏ ولا تحفظ حسابا بالاذية.‏ لا تفرح بالاثم،‏ بل تفرح بالحق.‏ تصبر على كل شيء،‏ وتصدق كل شيء،‏ وترجو كل شيء،‏ وتحتمل كل شيء».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٧‏.‏

      فكيف تشعر اذا عاملك شخص ما بلطف او رحَّب بصداقتك رغم بعض الامور المزعجة البسيطة التي قد تقولها او تفعلها؟‏ ألا تنجذب الى شخص يهتم بك بإخلاص،‏ ولا يغضب بسرعة،‏ ويكون غفورا وصادقا حتى حين لا يكون ذلك سهلا؟‏

      اذا كان الامر كذلك،‏ فعامل انت ايضا الآخرين بهذه الطريقة.‏ قال يسوع:‏ «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم،‏ افعلوا هكذا انتم ايضا بهم».‏ (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ صحيح انه ليس من السهل دائما ان يعرب المرء عن المحبة،‏ لكن الامر يستحق العناء.‏ وأحد الاسباب هو انك ستصير أحبّ الى عائلتك،‏ اصدقائك،‏ رفيق زواجك،‏ او رفيق زواجك المقبل.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ ستختبر السعادة حين تفعل الصواب وتضحي من اجل الآخرين.‏ نعم،‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      تعلَّم المحبة من المرجع الاعلى

      يهوه هو اله المحبة،‏ وهو المرجع الاعلى الذي يمكن ان يفيدنا عن هذا الموضوع.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ فمحبته تدفعه الى تعليم هذه الصفة لكل الراغبين في التعلم.‏ تأمل في امثلة قليلة من مبادئ الكتاب المقدس التي تساعدنا على ان نحِب ونحَب.‏

      كن «سريعا في الاستماع،‏ بطيئا في التكلم».‏ (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ اظهر استطلاع شمل اكثر من ٠٠٠‏,٢٠ ثنائي ان اسعد الناس هم الذين يكون شريك حياتهم مصغيا جيدا.‏ فالتواصل الجيد حيوي في اية علاقة.‏ كتبت بروفسورة في علم الاجتماع:‏ «ستشعر بوحدة اذا كنت مرتبطا بشخص لا يملك ادنى فكرة عما تعانيه.‏ والاسوأ هو حين يعلم بمعاناتك ولكنه لا يعي اهمية المسألة بالنسبة اليك».‏ وتضيف انه حتى اذا كنت انت ورفيقك مختلفين من نواحٍ عديدة،‏ «فإذا استطاع رفيقك استيعاب نظرتك الى العالم وكيفية تجاوبك مع تجارب الحياة،‏ فحينئذ تكون هذه الفوارق غير مهمة».‏

      ‏‹انتم متضيقون في حنانكم،‏ فكونوا متسعين›.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ نستفيد حين نتسع في محبتنا للآخرين.‏ تقول مطبوعة صادرة عن كلية الطب بجامعة هارفرد:‏ «اظهرت عشرات الدراسات ان الناس الذين يحظون بدعم اجتماعي،‏ اي بعلاقات جيدة مع عائلتهم وأصدقائهم ومجتمعهم،‏ يكونون اكثر سعادة،‏ يعانون مشاكل صحية اقل،‏ ويعمّرون اكثر».‏

      ‏«لنراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ نحن بطبيعتنا نتأثر بعشرائنا.‏ فإذا قضيت الوقت مع اشخاص يعربون عن المحبة المسيحية الحقيقية،‏ فستلمس معناها انت بنفسك وتتعلم كيف تعرب عنها في حياتك.‏ ان شهود يهوه يجاهدون ليظهروا هذه المحبة واحدهم للآخر،‏ عالمين انها العلامة المميزة لتلاميذ يسوع الحقيقيين.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ ويسرهم جدا ان تحضر اجتماعاتهم المسيحية.‏

      وهكذا اذا شعرت انك غير محبوب،‏ فلا تتثبط او تحكم على نفسك بقسوة.‏ تذكَّر دائما ان يهوه يرى وضعك.‏ هل تذكر ليئة التي تحدثت عنها المقالة الاولى من هذه السلسلة؟‏ لقد لاحظ يهوه وضعها،‏ فصارت امًّا لستة بنين وابنة،‏ وهذه بركة سخية في عصر اعتُبر فيه الاولاد مقتنى ثمينا!‏ بالاضافة الى ذلك،‏ اصبح كل ابناء ليئة اسلافا لبعض اسباط اسرائيل.‏ (‏تكوين ٢٩:‏٣٠-‏٣٥؛‏ ٣٠:‏١٦-‏٢١‏)‏ فكم كان اهتمام اللّٰه الحبي معزيا لليئة!‏

      وفي العالم الجديد الموعود به في الاسفار المقدسة،‏ لن يشعر احد انه غير محبوب.‏ عوض ذلك،‏ ستسود المحبة الحقيقية المجتمع البشري.‏ (‏اشعيا ١١:‏٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٧-‏١٢‏)‏ لذلك لنبرهن منذ الآن اننا نريد ان نكون جزءا من ذلك المجتمع بتنمية المحبة التي يعلمنا اياها الكتاب المقدس والتي اعرب عنها اللّٰه مؤلفه.‏ نعم،‏ ان الفرح الحقيقي يكمن ليس فقط في ان نكون محبوبين،‏ بل ايضا في اعرابنا عن المحبة غير الانانية للآخرين.‏ —‏ متى ٥:‏٤٦-‏٤٨؛‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      ‏«السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      اذا اردت ان تكون محبوبا،‏ فبادِر الى اظهار المحبة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة