-
سفر الكتاب المقدس رقم ٢٢: نشيد الانشاد«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»
-
-
فالملك العظيم سليمان، المجيد في الحكمة، المقتدر في القوة، والمتألِّق في بهاء غناه المادي، والذي اثار إعجاب حتى ملكة سبا، لم يتمكن من التأثير في فتاة ريفية من طبقة متواضعة وقع في حبها. وبسبب وفاء حبها لراعٍ، خاب سعي الملك. ولذلك، يمكن ان يسمَّى السفر على نحو ملائم نشيد حب سليمان الخائب.
-
-
سفر الكتاب المقدس رقم ٢٢: نشيد الانشاد«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»
-
-
٦ اية محادثة تدور بين الفتاة ونساء البلاط في مخيَّم سليمان؟
٦ الفتاة الشولمية في مخيَّم سليمان (١:١-١٤). تظهر الفتاة في الخيام الملكية حيث احضرها الملك، ولكنها لا تتوق إلَّا الى رؤية حبيبها الراعي. وشوقا الى حبيبها، تتكلم وكأنه موجود. وبسبب بشرة الشولمية الدكناء تنظر اليها بفضول نساءُ البلاط اللواتي يخدمن الملك، «بنات اورشليم.» فتوضح هي ان الشمس لوَّحتها من الاعتناء بكروم اخوتها. ثم تتكلم الى حبيبها كما لو انها حرة وتسأل اين يمكنها ان تجده. فتدعوها نساء البلاط ان تخرج وترعى قطيعها بالقرب من خيام الرعاة.
٧ اية عروض يقدمها سليمان، ولكن بأية نتيجة؟
٧ يتقدَّم سليمان. وهو لا يريد ان يدعها تذهب. فيثني على جَمالها ويعد بأن يزيِّنها بـ «سلاسل من ذهب» و «جُمان من فضة.» فتصدُّ الشولمية عروضه وتدعه يعرف انها لا يمكن ان تحب احدا إلَّا حبيبها. — ١:١١.
٨ كيف يقوم حبيب الفتاة بتشجيعها؟ وإلامَ تتوق؟
٨ الحبيب الراعي يظهر (١:١٥–٢:٢). يصل حبيب الشولمية الى مخيَّم سليمان ويشجِّعها. فيؤكِّد لها حبَّه. وتتوق الشولمية الى القُرْب من حبيبها ومتعة السكن معه وحَسْب خارجا في الحقول والغابات.
٩ كيف تقيِّم الفتاة وحبيبها جمالها؟
٩ ان الشولمية فتاة محتشمة. فهي تقول: «(ما انا سوى) نرجس شارون.» اما حبيبها الراعي فيعتبر ان لا مثيل لها، قائلا: «كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات.» — ٢:١، ٢.
١٠ ماذا تتذكر الفتاة في ما يتعلق بحبيبها؟
١٠ الفتاة تتوق الى راعيها (٢:٣–٣:٥). تفترق الشولمية من جديد عن حبيبها، فتُظهر مكانته عندها فوق الآخرين جميعا، وتستحلف بنات اورشليم ألَّا يحاولن ان يوقظن فيها حبًّا لا تريده، لشخص آخر. وتتذكر الشولمية حين استجاب راعيها لندائها ودعاها الى التلال في الربيع. فتراه يتسلق الجبال، يقفز فرحا. تسمعه يناديها: «قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي،» ولكنَّ اخوتها غير الواثقين من ثباتها غضبوا وجعلوها تعمل في حراسة الكروم. فتعلن، «حبيبي لي وأنا له،» وتناشده ان يسرع الى جانبها. — ٢:١٣، ١٦.
١١ بأي حلف تذكِّر الشولمية من جديد بنات اورشليم؟
١١ تصف الشولمية احتجازها في مخيَّم سليمان. وليلا في السرير، تتوق الى راعيها. ومن جديد تذكِّر بنات اورشليم انهن تحت حلف ان لا يوقظن فيها حبًّا لا تريده.
١٢ اي تشجيع اضافي يقدِّمه حبيب الفتاة عندما يأخذها سليمان الى اورشليم؟
١٢ الشولمية في اورشليم (٣:٦–٥:١). يرجع سليمان الى اورشليم في بهاء ملكي، ويبدي الشعب إعجابهم بموكبه. وفي هذه الساعة الحرجة، لا يخذل الحبيب الراعي الشولمية. فيلحق برفيقته، اللابسة نقابا، ويكلِّمها. ويقوِّي حبيبته بتعابير التحبُّب الدافئة. تقول له انها تريد ان تتحرر وتترك المدينة، فيتفجَّر وَجْدًا ويقول: «كلُّك جميل يا حبيبتي.» (٤:٧) ان مجرد نظرة منها تجعل قلبه ينبض اسرع. تعابير تحبُّبها افضل من الخمر، ورائحتها كرائحة لبنان، وبشرتها كفردوس رمان. وتدعو الفتاة حبيبها ان يأتي الى «جنَّته،» فيَقبل. ونساء اورشليم الودودات يشجِّعنهما: «كُلوا ايها الاصحاب اشربوا واسكروا (بتعابير التحبُّب).» — ٤:١٦؛ ٥:١.
١٣ اي حلم تحلمه الفتاة، وكيف تصف حبيبها لنساء البلاط؟
١٣ حلم الفتاة (٥:٢–٦:٣). تقص الشولمية على نساء البلاط حلما، تسمع فيه قرعا على الباب. ان حبيبها في الخارج، يلتمس منها ان تدعه يدخل. ولكنها في السرير. وعندما تقوم اخيرا لتفتح الباب، يكون قد اختفى في الليل. فتخرج وراءه، ولكن لا يمكن ايجاده. فيسيء الحراس معاملتها. وتقول لنساء البلاط انهن تحت التزام إخبار حبيبها، اذا رأينه، انها مريضة حبا. فيسألنها عما يجعله رائعا الى هذا الحد. فتبدأ بوصفه وصفا فاتنا، قائلة انه «متأَلِّق وأحمر، عَلَمٌ بين عشرة آلاف.» (٥:١٠، ترجمة تفسيرية ) وتسألها نساء البلاط عن مكان وجوده. فتقول انه ذهب ليرعى في الجنَّات.
١٤ على الرغم من كل أساليبه البارعة، كيف يخيب سعي سليمان؟
١٤ عروض سليمان الاخيرة (٦:٤–٨:٤). يدنو الملك سليمان من الشولمية. ومن جديد يقول لها كم هي جميلة، فهي احلى من ‹ستين ملكة وثمانين سُرِّية،› ولكنها تصدُّه. (٦:٨) فإنما هي هنا لأن تعيين عملها جعلها على مقربة من مخيَّمه. وتسأل، ‹ماذا ترى فيَّ›؟ فيستغلّ سليمان سؤالها البريء ليخبرها عن جمالها، من اخمص قدميها حتى اعلى رأسها، ولكنَّ الفتاة تقاوم كل أساليبه البارعة. وتعلن بشجاعة ولاءها لراعيها، منادية اياه. وللمرة الثالثة، تذكِّر بنات اورشليم انهنَّ تحت قسم ان لا يوقظن فيها الحب ضد ارادتها. فيدعها سليمان تذهب الى قريتها. لقد خاب سعيه وراء حب الشولمية.
١٥ (أ) بأي طلب ترجع الفتاة الى اخوتها؟ (ب) كيف انتصر الولاء المطلق؟
١٥ الشولمية تعود (٨:٥-١٤). يراها اخوتها تقترب، ولكنها ليست وحدها. فهي «مستندة على حبيبها.» وتتذكَّر انها التقت حبيبها تحت شجرة تفَّاح وتعلن حبَّها له الذي لا ينثلم. ويُذْكر بعض تعليقات اخوتها السابقة عن قلقهم عليها عندما كانت ‹اختا صغيرة،› ولكنها تعلن انها قد اثبتت انها امرأة ناضجة وثابتة. (٨:٨) فليوافق اخوتها الآن على زواجها. ولتكن للملك سليمان ثروته! فهي راضية بكَرْمها الواحد، لأنها تحب شخصا هو غالٍ عليها بشكل مطلق. وهذه المحبة في حالتها قوية كالموت ولهيب نارها مثل «لظى (ياه).» ان الإصرار على الولاء المطلق ‹القاسي كالهاوية› قد انتصر وأدَّى الى الذروة المجيدة للاتحاد بحبيبها الراعي. — ٨:٥، ٦.
لماذا هو نافع
١٦ اية دروس قيِّمة نتعلَّمها في هذا النشيد؟
١٦ اية دروس نتعلمها من نشيد الحب هذا مما يمكن ان يجده انسان اللّٰه نافعا اليوم؟ ان صفات الإخلاص والولاء والاستقامة للمبادئ الالهية ظاهرة بوضوح. ويعلِّم النشيد جمال الفضيلة والبراءة في المحب الحقيقي. ويعلِّم ان الحب الاصيل يظل منتصرا، ولا تُخمَد ناره ولا يُشرى. والشبان والشابات المسيحيون بالاضافة الى الازواج والزوجات يمكنهم ان يستفيدوا من مثال الاستقامة الملائم هذا عندما تنشأ التجارب وتظهر الإغراءات.
-